كاتب الموضوع :
احلام تركي
المنتدى :
الروايات المغلقة
رد: حقيقة
الفصل التاسع
فتح داود باب شقته ودخل ،كانت الانوار مغلقة ،تقدم وشغل نور غرفة المعيشة ،فراى سلام مستلقية على الاريكة ،كانت تغط في نوم عميق ،اخرج نفسا متعبا ،فكر بما ورط نفسه ، اقترب منها وسحب الوسادة من تحت راسها فمالت سلام ،استيقظت على ذلك ،فتحت عينيها بسرعة وقالت "ماذا ما الامر ؟" نظرت حولها لترى داود يحمل وسادة ويقف غير بعيد عنها ، اجفلها وجوده نهضت سريعا وقالت "الم يكن بامكانك ايقاظي بطريقة افضل " رمى الوسادة في وجهها ،لتلتقطها بيدها وقال "الست تبالغين قليلا ،اين تعتقدين نفسك تقيمين ،انه ليس فندق ،لما لم تجهزي العشاء " فوجات من تغيره ،كان مختلفا في الصباح ، لاحظ دهشتها ،ابتسم ساخرا "اه كنت تعتقدين اني ساعاملك معاملة الملكة لا تحلمي " وتحرك لغرفته ،ضربت سلام الوسادة على الاريكة وقالت "لست ملكا لاتوقع معاملة الملوك منك تبا لك " وقصدت المطبخ ،فكرت ان عليها تحضير شيءا للاكل ،في غرفته استلقى داود وهو يفكر انه سيقيم مع امراة لوحدهما ، اخرج نفسا متعبا لم تكن سلام امراة يستهان بها كانت شابة وذات جمال ،كانت فقط تخفي جمالها ،اغمض عينيه عليه ان يتصرف بجفاء معها ،كي يستطيع التحكم في نفسه ، بعد وقت سمع طرقا خفيفا على الباب ،قال "ماذا" فتحت سلام الباب ودخلت ،كانت الغرفة مظلمة ،وكان نور غرفة المعيشة يدخل من الباب وقفت في ذلك النور وقالت " انه العشاء " فتح عينيه ونظر اليها ،تسمرت نظراته لدقائق ،كان شعرها المربوط يهدد بانفساخه خلف عنقها ،كانت تبدو اصغر سنا ،وضعت يدها على وركها وقالت "لا تتوقع ان احضر لك الطعام الى هنا " تبخرت تلك الومضة الساحرة التى كانت تلفها وتحولت لسلام المعهودة ،استوى في جلسته وقال "طبعا ...انا قادم" غادرت الغرفة وسبقته للمطبخ ،لحقها على غير عجل ،وجدها قد حرت بطاطا مقلية وسلطة ،جلس وقال "اتعتبرين هذا طعاما " قالعلى ماذا تشكرني لا شكر على واجب " اخفى داود ابتسامته وقال "سنرى لاحقا ، غدا سنقصد مكتب البلدية لاتمام عقد الزواج " قالت "تذكرت لقد جاء كريم في وقت سابق " وضع طعاما في فمه وقال "لماذا ؟" ردت "اراد توضيحا وقد اخبرته بكل شيء " قال "حسن فعلتي " وتابع اكله بهدوء .
في فندق كريه متعفن مثير للشبهات ،قبعت ليلى هناك ،معها حقيبة وضبت فيها مستلزمات الحياة الضرورية ،واختبات هناك ،في تلك الليلة كانت جالسة على الكرسي الغير مريح في تلك الغرفة البعيدة اخر غرفة فيي الرواق ،والتى نخر فيها العفن حتى الجدران ،جلست تعد ماتبقى لها من مال ، كانت قد باعت مجوهراتها التى ورثتها عن والدتها ،وانهت مدخرات والدها القليلة ، بقي معها الان ما يكفيها للبقاء ثلاث ليال اخرى ،بعد ذلك فكرت ماذا ستفعل انها ستطرد من هذا المكان بعد ثلاث ليال ،عليها ايجاد حل سريع فعلا ،اغمضت عينيها وعقدت حاجبيها ، عليها اللجوء الى اخر حل ،الى اختها ،انها بالنهاية اختها ، فكرت انني من مسؤولياتها ،تجهمت سيكون علي تحمل محاضرتها ،اخرجت نفسا وهي تنظر للمال في يدها ،سيكفيها للوصول الى منزل جديها ،انها هناك بالتاكيد فكرت ،وقفت وسارت للمراة ،عليها تغيير شكلها قليلا ، قصه وصبغه ونظارات وستكون بالف خير ،ابتسمت وقالت "لن اكون من ضحاياك يا مراد " وعادت للكرسي لتنام عليه ،منذ سكنت الغرفة لم تنم على ذلك السرير المتسخ العفن ،كنت اغطيته وحدها تسبب لها الغثيان ، فور دلوسها على الكرسي غطت في النوم .
عاد كريم لشقته دخلها كانت باردة لا حياة فيها ،اشعل النور وهو يفكر النوم هنا افضل بكثير من منزل عمتي ، قصد مكتبه سريعا ،كان هناك على حائط المكتب مجموعة صور ،كان من بينهم مراد وتحته صور لبعض ضحياه ،لم يكن حتى اللحظة التى قابل فيها سلام يعلم ضحيته الاخيرة التى تمكنت من النجاة باعجوبة بجلدها منه ، كتب تحت الصورة اسم ليلى واحاطها بدائرة ،والى جانبها كتب اسم سلام ،فكر هل تورطت سلام بهذا بالقضية ،فكر مذا عن داود لقد قبل القضية ،تنهد لا يعرفون اين وضعوا اقدامهم ،كان كريم هو عميل مخابرات وكل بمهمة اسقاط عصابة التجارة بالمخدرات ،بداها من 7 شهور ،بصعوبة حصل على المعلومات التى علقها على الحائط ،احاط اسم ليلى بدارة حمراء عليه اولا ايجادها ،لابدها انها تعرف شيءا والا لما جن للوصول اليها ، ركز تفكيره واخذ خريطة للمدينة ، كان قد سال سلام عن شخصية اختها ،حسب ما اخبرته هي فتاة سطحية سادجة تؤمن بالرومانسية لذلك وقعت سريعا في مخالب مراد ،كما علم انها مدللة وذات شخصية انانية ، كان ينظر الى مخط المدينة ويفكر في طريقة تفكير فتاة كهذه ،لابد انها لم تبتعد من المدينة انها ستكون حذرة وجبانة لدلك لن تخرج من المدينة الى مكان لا تعرفه ،انها فقط ستختبئ في مكان لا يمكن ايجادها فيه ،فكر وهو يدقق في الفنادق الرخيصة مكان لا يمكن ن تفكر حتى بزيارته ،مكان لن يتوقع مراد الذي يعرفها جيدا انها قد تذهب اليه ،ابتسم وهو يضع اشارات على اسوء الفنادق في المدينة ،كانت هناك 9 فنادق ،عليه زيارتها كلها ،ستكون الفتاة مضطرة لمغادرة مكانها اذا انتهت نقودها ،وذا خرجت سيمسكون بها سريعا ، لكن عليه اولا الحصول علىى صورة لها ،لذلك غادر شقته ولساعة تدق دقتها 11 ليلا ، وقصد شقة داود .
كانت سلام تغط في نوم عميق ،عندما سمعت صوت داود يوقظها وهو يقف بملل وانزعاج واضح ،فتحت علينها بقوة وقالت "ماذا الان ؟" رد "كريم يريدك في امر " فكرت "كريم من هو كريم " انتظر داود بصبر عودة الذاكرة لسلام ،التى تهضت سريعا عندما عادت لوعيها ،قال وهو يوقفها "هاي انت هل ستدهبين اليه بملابس النوم " نظرت الى نفسها وقالت "اوه عذرا " ،غادر داود الغرفة بينما غيرت سلام لياسها سريعا ،وخرجت اليهما ،دون ان تهتم بترتيب شعرها ،لذلك بدت فوضوية لكلا الشابين الواقفين معا ،قال كريم " عذرا لمجيئي في وقت كهذا " ردت "لا عليك ،لا بد ان الامر مهم " رد "اجل ،اريد صورة لاختك " سالته "صورة اختي ؟ لمذا ؟ " رد "فكرت مولا في قضيتك اظن يجب ان نبدا بالبحص الجدي عنها وانا مستعد للمساعدة " رد داود "لمذا ؟ " قال "انت تعلم ان مرد يبحث عنها ايضا انه خطير جدا وفتاة كتلك الفتاة لن تتمكن من الصمود اكثر ،الا تعتقدين ذلك سلام " ردت "بالتاكيد ،افضل ان نبحث عنها جميعا " وتركتهما واسرعت لغرفتها ،بينما تكلم داود "ما هدفك ؟ " رد كريم بصدق "اجاد ليلى اخت سلام " رد "لماذا ؟" اجابه "اتشعر بالغيرة مني ام ماذا ؟" قال "ولماذا ساشعر بهذا ؟" رد "اشعر انك تحب سلام " قال "من قال هذا ؟" رد "عيناك " سكتا معا عندما عادت سلام بالصورة ، اخذ كريم الصورة ودقق فيها ،كانت ليلى ذات وجنتين عاليتين وشعر اسود حالك السواد وعينيين خضراوتين وشفتين صغيرتين ملفتتين ،كانت تشبه سلام قليلا ،لكنها كانت الاجمل ،لم يستطع اخفاء اعجابه بها ،انها كانت لتتحول الى المراة الاكثر طلبا في سوق الدعارة ،لو تمكن منها مراد ،فهم كريم لما كان منزعجا جدا لفقدانها ،ولما كانت هدفه من البداية ، رفع راسه اخيرا وقال '" ساذهب الان ،وضع في يد داود ورقة صغيرة بعد ان كتبها على عجل فيها اسماء 4 فنادق وقال 'علينا ان ننقسم انت اذهب الى هذه الفنادق وانا ساقصد الفنادق الخمس الباقية " ساله "لماذا الان انا متعب لدي مرافعات غدا " قال كريم "اننا في سباق مع مراد اريد الاستعجال في ايجادها قبله ان لن يرحمها ان وجدها تعلم جيدا ان هدفه الاولي لم يكن شقة والدهما وانما كانت هي الهدف " سكت داود ،عرف ما كان يقصده كريم وكان محقا ،قال "حسن ساغير ثيابي وانطلق " خرج كريم دون ان يلتفت حتى ،بينما تحرك داود الى غرفته على مضض وغير ثيابة وغادر الشقة ،تاركين سلام في نار تاكلها من شدة القلق ،الجدية التى كان عليها كريم جعلتها تقلق حقا هذه المرة ،لذلك فارق النوم عينيها ،وبقيت في غرفة المعيشة تدور ذهابا وايابا .
كان كريم في سيارته يفكر ، لم يكن يرغب في ادخال داود في القضية اكثر ،لكن قلقه جعله يهدم جدار الحذر ،عليه ايجادها ايا كانت الطريقة قبل مراد .
|