كاتب الموضوع :
نها عبدالخالق العرجا
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو جهاد
هل مع الأيام ستندمل الجروح أم أنها ستبقى كما هي،
كان يجلس على كرسيه الرمادي ويضع كتابه الذي يقلب صفحاته على مكتبه الأسود لمح بطرف عينه صورة جده، ابتسم له بحب: سأعدك أن أصبح طبيب كما كنت تحلم يا جدي
أسند ظهره على الكرسي بعدما تنهد وأغمض عينيه، لا يعلم لما تراءى أمامه صورة الفتاة التى التقاها قبل أسبوع، وضع كفه على خده وابتسم: يا الله بتشبه أختي أية كتير كأنها توأمها، لو عيونها لونهم أخضر مو رمادي لكان تأكدت انها أية
أخفض رأسه وهو يسخر من تفكيره: لا كمان البنت نحيفة كتير تقول ما بتوكل والبنت أطول من أية اووووه في فرق بينهم كتير اخخخخ شو هالغباء اللى فيني بفكر في بنت لا راحت ولا اجت
تفاجأ بالذين دخلوا إلى الغرفة دون أن يطرقوا الباب، ماهر بصدمة: انتو كيف دخلتوا
ساهر بسخرية وهو يرتمي على السرير: دخلنا من الباب ولا انت شايف غير هيك
طاهر غمز لماهر وجلس على المكتب: درست يا الحبيب اللى اتفقنا عليه ولا كعادتك سحبت علينا
ماهر بسخرية: لا كنت بستنى فيكو يا شباب
وأكمل وهو ينظر للبراء الذي يقف عند الباب بسرحان: البراء انت جاي تسرح ولا شو
البراء بضيق: لا جاي أدرس
واتجه نحو الكنبة وجلس بهدوء والضيق يكسو ملامحه، سأله ساهر: استنى استنى يا حلو شو قصتك مع هالسرحان
البراء وهو يفتح حقيبته ويخرج اللاب وتراءى أمامه طيف ريما بعدما صفعها على خدها همس بصوت منخفض " وهل بالحياة من هو أشقى مني "
وأكمل وهو يلتفت لأصدقائه: مو سرحان ولا شيء بس مدايق شوي
حدقت العيون فيه: البراء احكيلنا شو قصتك احنا أصحابك
نظر البراء إلى أصدقائه الذين يحدقون فيه كان شكلهم مضحك لم يستطع أن يكتم ضحكته، صدرت منه ضحكة عالية، فرمى ساهر عليه الوسادة بعصبية وهتف ماهر بسخرية: لا والله هادا اللى كان شوي ويموت علينا الله يعين أختي نهى مخلفة هبلان
البراء بضحكة: بتضلك خالي وافهمها لحالك
ماهر وهو يقف مصطنع العصبية: هادا اللى بدو إياني أدفنه بمكانه لا يا حبيبي انت طالع لأهل أبوك الدلوعين
وأكمل بعدما جلس على الكرسي: مين بيحكي بابا وماما لك كون راجل مرة وحدة
البراء بسخرية: خليت الرجولة لالك
طاهر وهو يصفر: هدوووء شباب يلا على الدراسة
جلسوا جميعهم على السجاد وبدأوا بالدراسة البراء وهو يحك رأسه باحراج: ماهر بدي شاحن اللاب تبعك مشان نسيت تبعي
ضربه ماهر على رأسه: ما تعمل نفسك الولد مؤدب لأنه للأسف يا حبيبي ما عندنا كهرب بتفكر نغسك ببيتكو اللى ما بتقطع الكهربا عندكم طول اليوم، احنا ما عندنا بطارية ولا ماتور ولا شيء
وضرب كفا على كف: بالعربي دار جدك فقراء ما عندهم شيء
رمقه البراء بغيظ: حكيتلي كل قصة حياتك يا أخي كلها كلمة وحدة احكي ما في كهربا
ماهر وهو يشير بيده للبراء: استنى استنى ما في كهربا هادي تلات كلمات مو كلمة وحدة
طاهر وهو يمسح على وجهه بقلة حيلة: ارحموني يا شباب بدنا ندرس
ماهر بضحكة: شوفوا مين يتكلم شيخ الشلة انت بدك تدرس ولا تبين لحبيبتك انك شاطر
طاهر بعصبية: ماهر كم من مرة حكيتلك ما بحب يا أخي انت كل واحد تشوفه بتحكيلوا بتحب
ساهر التفت لطاهر وهمس: حبيبي لأنه هو بحب
ماهر بصراخ: هيييييه سمعتك أنا بحب لا يا حبيبي لسا ما اجت اللى تملك قلبي ولا هتجي كمان
ساهر يتصنع الغباء: مين اللى بدها تجي
البراء بقهر: استغفر الله أنا مصاحب مجانين ولا شو
ماهر بضحكة: إلا مجانين ونص وأنا رئيسهم وانت الوزير
طرق الباب فتظاهر الجميع بأنه يدرس، اتجه ماهر نحو الباب وفتحه وجد أمه تحمل صينية بها خمسة كؤوس من عصير البرتقال، أخذها منها وهو يهمس: مشكورة يا الغالية تعبتي نفسك
تكلمت أمه بهدوء: لا غلبة ولا شيء أهم شيء انتو ادرسوا
وذهبت بعدها، دخل ماهر بعدما أغلق الباب برجله ووضع كأسا من العصير أمام كل واحد منهم ونظر لهم بخبث: أنا هأخد الكاسة التانية ما حدا يحاول ياخدها
ساهر بصوت عالٍ: نعم نعم ماهر لا تكون نذل انت نص وأنا نص
ماهر وهو يرفع حاجبيه: نو يا حبيبي حكيت أنا يعني أنا
البراء وهو يضع كأس العصير الخاص به أمام ساهر: خده أنا ما بدي
ماهر بانزعاج: البراء يا راجل احكيلنا شو قصتك لا تعمل فيها الشب المؤدب الغريب عنا
البراء وهو يرفع حاجبه الأيسر: كل هادا مشان ما شربت العصير والله مو جاي ببالي
ماهر بضيق: ما بدك تحكي براحتك يلا يا شباب ندرس بلاش ننعس واحنا لسا ما درسنا
|