كاتب الموضوع :
نها عبدالخالق العرجا
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
ِِِّّوفي أحد الجامعات الفلسطينية في جامعة الأزهر الوقعة في حي الرمال بمدينة غزة
كان جالس على إحدى مقاعد الجامعة لوحده مر أسبوع على وفاة جده، إنه يفتقده وبشدة لقد كان متعلق به إلى حد الإدمان، فكل ذكرى مرت بحياته لجده بصمة فيها، تمنى أن يراه الآن أن يرتمي بأحضانه ولكن كل هذا محال فجده طواه التراب، همساتٌ بأذنه أيقظته من سرحانه: سرحان بمين يالحبيب
التفت الى ساهر بعدما تنهد: اشتقت لجدي
حزن الآخر على حال صديقه وتكلم مواسياً: ماهر سدقني جدك لو شافك على هالحال ليزعل منك
ابتسم ماهر لطيف جده الذي يزوره بكل لحظة همس: ليه ما أخدتني يا جدي معك
احتضن ساهر كف صديقه: حبيبي لا تعيش على ذكراه، ماهر لا تخلي أهلك ينقلوا همك اشغل نفسك بالدراسة وحقق حلمك وصير زي ما بتحلم طبيب
جلس يوسف الذي جاء الآن بجانب ماهر والابتسامة تشع من عيونه: كيفك يا خال
اصطنع ماهر ابتسامة: الحمدالله بخير وانت كيفك
يوسف بحماس: أنا اليوم أسعد واحد بالدنيا، ما تتخيلوا ئديش فرحتي
رفع ماهر حواجبه باستنكار: فرحنا معك
يوسف وهو يصفر: هأسير أبو ئريب
ضحك ماهر من قلبه على تصرفات يوسف: مبااارك
ابتسم ساهر بسعادة لضحكة ماهر فلأول مرة يضحك منذ وفاة جده: مبارك يا يوسف
وضع يوسف يده على فمه بتفكير: يعني لما أنا يسير عمري 19 سنة وشهرين بكون عندي أول طفل تخيلوا يحكيلي بابا وأجيبه على الجامعة
ماهر وهو يقلب كفيه باستياء: راحت علينا يا ساهر عنسنا عمره 19 وهيكون عندو طفل بإذن الله واحنا 20 ولساتنا مو خاطبين
شبك ساهر كفيه ووضعها خلف رأسه: لا يا حبيبي لاحقين عالمسؤولية خلينا نعيش حياتنا، يلا يا ماهر نروح عندها بدت المحاضرة
أغمض ماهر عينيه وتكلم بهدوء: حبيبي روح على المحاضرة واكتبلي حضور
رفع ساهر حاجبه الأيمن باستنكار كان يرتدي قميص بلون الكمون وبنطلون جينز بنفس اللون ومسرح شعره للوراء ويحمل حقيبته السوداء على كتفه: حبيبي انت بتعرف مين علينا هسه
ماهر باستغراب الذي كان يرتدي قميص لونه أسود وبنطلون جينز أسود ومسرح شعره على الجنب وحقيبته السوداء بجانبه: لا ناسي احكيلي مين
ساهر وهو يقف: الدكتورة مريم حمد ###
تعالت ضحكات يوسف الذي همَّ بالذهاب: عنجد ستي هيَّ اللي عليكو لو أنا منك يا ماهر بطنش محاضرتها
ساهر نظر لماهر وابتسامة سخرية علت ثغره: طنش براحتك وهي بالعلامات بتطنشك مو مشانها أمك تستغلها يا ماهر، هيَّ بنفسها حكت أنا مستحيل أسامح حدا يتأخر دقيقة
ماهر وهو يتثاءب: لا يا حبيبي ما في حدا بيقدر يطنشني وبعتذرلها بالمحاضرة الجاية والله تعبان هسه
ذهب ساهر وكذلك يوسف وبقي ماهر ينظر الى الطلاب من حوله، فجأة جلست بجانبه فتاة وهمست: ماهر عسى ما شر ليه كنت غايب افتقدناك كتير والأنشطة اللى كنا متغئين نعملها كلها توئفت، حتى فيسك ما بترد عليه
التفت لها ماهر ونظر إليها بتمعن لم يرها منذ أسبوع، رآها ترتدي بلوزة زرقاء اللون تصل إلى أعلى ركبتها بقليل ذات كرستالات فضية اللون تعانق صدرها وبنطلون جينز رمادي اللون، وشالة لونها أزرق ذات لمعان فضي: جدي توفى لهيك كنت غايب
هي تعلم أن غيابه بسبب وفاة جده فقد رأت كثير من التعازي على صفحته في الفيس بوك ولكن استغربت أيغيب أسبوع فقط لأن جده توفي همست بحزن: الله يرحمه ويدخله فسيح جناته
أكملت وهي تمد له عدة أوراق: ماهر خد هادي التلخيصات لكل المحاضرات اللي ما حضرتهم
وضع ماهر كفه على خده وتأمل ملامحها عيونها زرقاء واسعة، وفمها صغير ورموشها سوداء كثيفة وبشرتها بيضاء صافية، طويلة طولها ما يقارب 170سم، وجسمها متناسق لم يرها طوال حياته تضع ميك أب إنه مستغرب من هذا حتى الكحل الذي تضعه جميع الفتيات لا تضعه هي، هي ليست محتشمة ليقول أن تدينها هو السبب ولكن متأكد أن هناك سببا وراء ذلك: نور غلبتي نفسك ما كان الو داعي تتعبي نفسك
خجلت نور من نظراته ولكنها لم تظهر ذلك: لا غلبة ولا شيء
تذكر ماهر شيئا هتف باستنكار: نور صح عندك هسه محاضرة
حضنت نور يديها الى صدرها: اه عندي وانت كمان عندك محاضرة لأنو أنا وانت نفس الجدول
ابتسم ماهر وهو يرفع بصره للسماء: وليه ما تحضريها وانتي عارفة الدكتورة مريم ما بتقبل أي عذر مهما كان
أخفضت نور رأسها: امبلا عندي عذر
التفت لها ماهر باستغراب: شو عذرك
تكلمت ببرود بعد أن مسحت دمعة متمردة لامست وجنتها لتظهر لها أن كل إنسان من حقه أن يحزن: بابا توفى اليوم
جوابها بعثر أحاسيسه أتقول بكل برود أن والدها توفي، نظر إليها لم يرى أثرا للدموع في عينيها تأكد أنها تمزح فمن المستحيل أن تكون صادقة
همس ماهر: نور انتي بتمزحي صح
هزت رأسها بلا وبجمود أجابت: هو في هادي الأشياء مزح
لم يستوعب ما تقوله، كيف له أن يصدق هذا: نور الله يرحمه بس احكيلي متى توفى
أشاحت وجهها فنظرات ماهر أشعرتها أنها مذنبة، هي ليست حزينة لفراق والدها فهو لم يترك لها ذكرى سعيدة معه : توفى اليوم بحادث، أسفة لأني أزعجتك بكلامي
هز ماهر رأسه بدون تصديق: لا والله ما أزعجتيني بس صدمتيني بكلامك، ليه ما غبتي يا نور وعادي الجامعة ما بتعمل شيء، هي أنا غبت أسبوع عادي
ساد الصمت بينهما، واكتفت العيون بسرد الحكايات، أما هو فسألها لما كل هذا فأجابته ليس لكل شيء سبب
|