كاتب الموضوع :
نها عبدالخالق العرجا
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
وفي احد الحارات القديمة الواقعة في حي النصر بمدينة غزة في منزل أم هاني
كانت تبكي بحضنه وتدفن رأسها بصدره أكثر فأكثر، لا تفكر بشيء الا أن الذي أمامها هو مصدر أمانها مسح على رأسها بحنية: أسيل اهدي ما تعيطي كلهم راحوا
لم تتكلم وكيف تجيبه، وأصواتهم تتردد بمخيلتها كانت موقنة أنها النهاية ولكن بأخر لحظة جاء هو، انه الفارس الذي أنقذها مما كانت فيه، شعرت أنها تحتاجه وبشدة أرادت أن تفضفض له ما بقلبها ألا يحق لها أن تجد انسان يهتم بها، يستمع لها ترتوي من حنانه، فهي تعلم ان رجعت الى البيت ستكتم أحزانها بقلبها، أتشكي لاخوتها الصغار الذي لا يهمهم الا لعبتهم أم تشتكي لأمها التي اتخذت الحزن رفيقا: هاني لا تتركني خايفة انهم يجوا، هم كانوا بدهم يضربوني كانوا هيقتلوني لو ما جيت يا هاني أنا خايفة كتير، أنا عادي عندي أموت بس ماما واخواني مين هيعتني فيهم
صمتت فما كان من هاني الا أن قال: وأنا يا حبيبتي من لي بعدك
ولكن لم تتجاوز هذه الجملة فيه، تركها تبكي على صدره لم يتوقع أن أسيل تشعر بالأمان بوجوده شعر بالفرحة تغمره، فاليوم تأكد أن أسيل لا تكرهه بل تثق به الى حد كبير فكيف لا وهو وجدها تنادي باسمه تطلب منه أن ينقذها من والده والخبيث الذي كان معه، بتلك اللحظة تمنى أن يقتل والده أيريد الاعتداء على طفلة صغيرة، وهذه الطفلة لم تكن الا أسيل، هدد أبوه بالشرطة فهرب بعيدا هو والخبيث، يحمد الله أنه جاء للمنزل بالوقت المناسب همس لها: أسيل ما عمرك تدخلي بيتنا الا وأنا موجود
علا صوت بكاءها: أنا غبية ما سمعت كلامك بس هم حكولي انك بالبيت، لهيك كنت بدي أديك حق التفاح اللى شريته
غضب هاني من قولها ولكنه تكلم بهدوء: أسيل كم من مرة حكيتلك ما بدي منك فلوس وهادا التفاح هدية
لم ترد عليه أحست لأول مرة بحياتها بالراحة، أرادت أن تشكر هاني على كل شيء انها خجلة من تصرفاتها معه، دائما ما تنرفزه وتسب عليه لكنه كان يساعدها وأول شخص يكون عندما تقع بمشكلة انه بالفعل هدية القدر، ابتعدت عن صدره بخجل إلا أنه تناهى الى مسمعها صوت غاضب: شو انتو بتعملوا
انتهى الجزء الأول
|