لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-16, 09:00 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2016
العضوية: 312696
المشاركات: 184
الجنس أنثى
معدل التقييم: نها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاطنها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 120

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نها عبدالخالق العرجا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نها عبدالخالق العرجا المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي

 

في اليوم التالي الساعة الثالثة عصراً (يوم الخميس)

في شقة من شقق أحد الأبراج الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة

هناك جروح كالقلم الرصاص نمحيها وكأنها لم تكون، وهناك جروح كالرصاص تمحينا وكأننا لم نكون، كيف يتفنون بالظلم ألا يعلمون أن الله حرم الظلم على نفسه، صدق من قال أن الظلم كالسيف الحاد الذي يشطر روحك لنصغين، فالمظلوم يتمنى أن تسلب روحه على ألا يقع عليه الظلم، أغمضت عينيها بشدة ودعت ربها بقلب مكسور أن يثبت براءتها، لم تتوقع بحياتها أن تقابل أناساًٌ هكذا، أيتهمها بعرضها ظلماً، ويشوه سمعتها، زفرت بضيق فأصوات الأغاني الصاخبة عالٍ جداً، متأكدة أنه ذهب الى مكان ما وترك التلفاز خلفه يصدح بالأغاني الماجنة، وضعت اصبعيها بأذنيها لا تود سماع شيء،دفنت رأسها بالوسادة تشعر بأن روحها ستصعد الى السماء بعد لحظات، تسللت كلماته لتخترق طبلتها، انه صوته كان دائما يُسمعها صوته الجميل ومن شدة اعجابها بصوته، وضعته نغمة لجوالها، تلمست بيدها السرير وبعد عدة محاولات فاشلة وجدت الجوال، وبصوت يتميز ببحته الجميلة: السلام عليكم

سألتها المتصلة عن حالها، تسأل مع أنها تعلم الإجابة فبكاء تلك علا بصورة فظيعة، وبعد أن هدأت تمردت دمعة صغيرة لتظهر لها أن معاناتها لن تنتهي همست بصوت متهدج: سوسو متى بدي أشوفك

وبجواب المتصلة غمرت الفرحة قلبها وبسعادة غلفت كلماتها: بجد حبيبتي أنا بانتظارك

نهضت من على السرير واتجهت نحو الدولاب لتبدل ملابسها، لكن ظلاً أوقفها عما كانت تود فعله، أخفضت رأسها ليتناهى لمسمعها صوته: رايحة تقابلي مين

التفتت إليه وبصوت يكاد يسمع، هي بريئة لكنها مكسورة فأغلى أناس على قلبها لم يصدقوها: اتقِ الله، دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب

وبسخرية مما قالت: ههههه انتي مظلومة لا ضحكتيني كتير، لولا اني تعاطفت مع أهلك كان طلقتك من أول يوم

يا ليت هناك شيء ينفذ لنا ما نتمنى بنفس الوقت، تمنت أن تخنقه بهذه اللحظة أخرجت بلوزة سوداء اللون عليها كتابات باللغة الانجليزية ذات اللون الفضي: بدك تطلقني بعد ما شوهت سمعتي، بس يكون بعلمك ما هأسامحك طول حياتي

تجاهلها واتجه نحو السرير وجلس على طرفه، انزعجت من صوت الأغاني العالي، اتجهت نحو التلفاز وأغلقته، صرخ ذاك غاضبا: افتحيه بسرعة

أبت أن تفعل هذا فهي تعلمت من صغرها أن تنهى عن المنكر، تقدم نحوها وأمسك يدها بعصبية، ظهر القرف على ملامحها وسحبت يدها بغضب: ما تلمسني، بدي أجهز نغسي صحبيتي جاية

احتدت ملامحه وبعصبية كبيرة: كم من مرة حكيتلك ما بدي نظرات هالقرف بعيونك

كيف يطلب منها هذا الطلب وهي تراه أقذر أهل الأرض، فمن يتهم فتاة بريئة عفيفة بأنها تخون ألم يرحم ضعف والدها، فنظرات والدها المكسورة والذليلة شعرت وكأنها سهم أصاب قلبها، أمسك وجهها بين يديه ونظر الى عيونها الخضراء راى انعكاس عيونه العسلية التي تنظر لها باحتقار: هأسمح لصحبيتك تجي عندك يا خاينة لأنه أنا طيب ومن عيلة أصيلة

أغمضت عينيها بقهر وهمست: حسبي الله ونعم الوكيل عليك يا مصطفى

ابتعد مصطفى عنها وتجاهل كلمتها، وفتح التلفاز وجلس على السرير، رن جرس الشقة ازدانت ابتسامة صادقة شفتيها، وذهبت بسرعة لتفتح الباب بعد أن وضعت البلوزة التي كانت بيدها على السرير، وقف مصطفى كالملسوع ومنعها من الخروج: أنا بدي أروح أفتح الباب، بدي أتأكد يمكن جايبة حبيبك على الدار مو بعيدة عنك

صفعته على خده فكلمته آلمتها الى حد الوجع، تركته بصدمته وركضت نحو باب الشقة لتفتح الباب كانت ترتدي بلوزة باللون الأخضر بكرستالات فضية موزعة عشوائيا، وبنطلون جينز باللون الرمادي، وقفت أمام باب الشقة وتكلمت بسرعة: مين عالباب

وبلمح البصر شعرت بألم في خدها، ورأت مصطغى ينظر لها بحقد: بتمدي ايدك عليّا انتي ما بتستحي على نفسك

منعت دموعها من النزول وتكلمت بثقة لا حدود لها: بمد ايدي مرة ومرتين ما بسمح حدا يحكي عني كلمة

أتاهما صوت الطارق: سوسو افتحي الباب أنا اسلام

كيف ستضع عينيها بعيون صديقتها الآن، همس لها مصطفى وهو يرص على أسنانه: حسابك بعدين

ذهب بعدها الى غرفته، فتحت باب الشقة بسرعة وحضنت صديقتها اسلام بقوة، ابتعدت اسلام بعد برهة قصيرة: اشتقتلك يا دبة، زمان عنك متى بدك تيجي عالمدرسة

كيف لها أن تجيبها اكتفت بقول: حبيبتي ان شاءالله من الأسبوع الجاي بروح عالمدرسة، ومنيح انك فكرتي تزوريني

رفعت اسلام حواجبها بخبث: محلوة والله

أشاحت وجهها فسرتها اسلام أن صديقتها خجلت من كلامها، قرصتها اسلام من خدها وتكلمت بهدوء: يا عيني على اللي بيستحو، المهم احكيلي شو أخبارك

همست بعينين دامعتين: زفت

حضنتها اسلام بحنية، ومسحت دموعها: حبيبتي أنا متأكدة انو ربنا هيثبت براءتك قريب ما تخافي يا آسيا، أنا معك

همست آسيا بقهر: اسلام طفشت من العيشة معه، بحكيلك والله ما بصلي طول اليوم على المسلسلات والأغاني

ضمتها اسلام الى صدرها: حبيبتي يمكن تكون هدايته على ايدك

دفنت رأسها بحضن صديقتها، ودموعها المحبوسة تشكي لها جور الأيام، احيانا يكون بداخلنا كلام، لا يحتاج الي اذن تسمعه، بل يحتاج الي قلب يشعر به

 
 

 

عرض البوم صور نها عبدالخالق العرجا   رد مع اقتباس
قديم 06-03-16, 09:02 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2016
العضوية: 312696
المشاركات: 184
الجنس أنثى
معدل التقييم: نها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاطنها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 120

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نها عبدالخالق العرجا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نها عبدالخالق العرجا المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي

 


وأنت تغرق في بحار الحياة ستصادف فضوليين يهمهم أن يعرفوا كيف غرقت، وكيف تكون نهايتك، لا كيف ينقذونك، تكلمت بسرعة: أسيل احكيلي يا بنتي متى أبوك هيرجع

وكيف تجيبها بشيء لا تعرفه، والدها ومن هو والدها لقد تناسته منذ زمن همست بضيق: خالتي أم محمد ما بعرف

لم تصمت تلك بل تكلمت بفضول: اسألى أمك يمكن بتعرف مكانه

قاطعتهما أم هاني بعصبية وهي تنظر لأم محمد بكره: أسيل صح حكيتلك روحي على بيتكو ليه انتي عنيدة

أخفضت أسيل رأسها وهمست: خالة والفلوس

جاءت أم هاني بجانبها ورفعت رأسها: ارفعي راسك يا بنتي والفلوس حكيتلك مو محتاجهم

قاطعهم صوت شاب يبدو أنه في بداية العشرينيات: خالة أعطيني كرتونتين تمر

ذهبت أم هاني لتلبي طلبه بعد أن همست بأذن أسيل: حبيبتي روحي على بيتكو

ترددت أسيل بالذهاب، ولكنها كانت خائفة على أمها لذلك قررت أن ترجع للبيت، شعرت ببصيص من الأمل ينير حياتها، فهي متأكدة أن الله حنن قلب أم هاني عليهم لتسامحهم ولا تطالب بالمال الذي سرقه أخاه مهند، كانت تود الذهاب إلا أن هناك يدا أمسكت كفها


انتهت الآهة

ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود

 
 

 

عرض البوم صور نها عبدالخالق العرجا   رد مع اقتباس
قديم 06-03-16, 09:04 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2016
العضوية: 312696
المشاركات: 184
الجنس أنثى
معدل التقييم: نها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاطنها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 120

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نها عبدالخالق العرجا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نها عبدالخالق العرجا المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي

 

.......يتبع.......

 
 

 

عرض البوم صور نها عبدالخالق العرجا   رد مع اقتباس
قديم 06-03-16, 09:06 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2016
العضوية: 312696
المشاركات: 184
الجنس أنثى
معدل التقييم: نها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاطنها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 120

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نها عبدالخالق العرجا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نها عبدالخالق العرجا المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي

 

&&الوتر الأول&&
&&الآهة الثالثة&&
&&الجزء الأول&&
&&هدية القدر&&


ترددت أسيل بالذهاب، ولكنها كانت خائفة على أمها لذلك قررت أن ترجع للبيت، شعرت ببصيص من الأمل ينير حياتها، فهي متأكدة أن الله حنن قلب أم هاني عليهم لتسامحهم وجعلها لا تطالب بالمال الذي سرقه أخاها مهند، كانت تود الذهاب إلا أن هناك يدا أمسكت كفها، استدارت للخلف ببطء وبسرعة البرق سحبت يدها بحدة: قليل أدب كيف بتتجرأ تمسك ايدي

نظر لها الشاب بملامح جامدة كانت ترتدي مريولها الأبيض المخطط باللون الأزرق الكحلي وبنطلون اسود باهت وشالة بيضاء: شو اسمك

أيسألها عن اسمها، بصفته من يسألها وبعصبية كبيرة أجابته أسيل: انت ايش خصك باسمي، شب وقح

نظر لها نظرات غريبة وتكلم بحدة: احترمي نفسك وصوتك ما ترفعيه

كادت أسيل أن ترد عليه إلا أن أم هاني مدت له كرتونتين من التمر وهتفت متفاجأة: أسيل انتي ما رجعتي بيتكو لهسه

أسيل وهي تنظر الى الشاب بضيق: هسه راجعة

واستدارت لتكمل طريقها، صحيح أنها بقيت عند أم هاني تساعدها الى الساعة الثالثة عصرا ولولا مجيء أم محمد وسؤالها عن والدها لبقيت معها لكن أم هاني أخبرتها أن ترجع الى بيتها من قبل لكنها رفضت ولكن الآن لم تخبرها بل أمرتها أن ترجع الآن، ظلت تفكر في حجة تستطيع أن تقنع بها أمها عن سبب تأخرها، صحيح أنها أخبرتها أنها ستتأخر لأن المعلمة أخبرتهم أنها تود تدريبهم هي وبعض الطالبات على مسابقة الرياضيات، لكن أمها ليست غبية لتصدق هذا، فما من معلمة تؤخرهم لهذا الوقت، وصلت الى البيت أخيراً، رأت هاني جالس على عتبة باب بيته يمسك عودا ويخط به على التراب، يبدو أنه يغكر بشيء ما، أحيانا تشعر أنه متناقض بكل شيء، فأحيانا يدافع عنها وأحيانا يقهرها، أخفضت رأسها بسرعة وابتسامة جميلة علت ثغرها، وبخت نفسها على التفكير الذي طرأ على مخيلتها، ودخلت الى بيتهم بسرعة رأت مصعب جالس يبكي أمام غرفة والدتها، خفق قلبها ورسمت عدة لوحات مؤلمة في مخيلتها عما قد حصل، أحصل مكروه لوالدتها؟؟!

دخلت الغرفة بسرعة دون أن ينتبه لها مصعب، وجدت والدتها جالسة على فراشها تبكي ووجهها شاحب هنا أيقنت أنه حصل مكروه لأحد أفراد عائلتها، وكعصفورة مكسورة الجناح تهاوت على الأرض إلا عائلتها لا تتخيل أن يشاك أحدهم بشوكة، أحيانا الحروف ترجع السعادة إلينا: أسيل ليه تأخرتي خفت يا ماما عليكي

اذن بكاءهم كان من أجلها، وكالوردة العطشانة ارتمت بحضن أمها لترتوي من حنانها، مسحت الأم على شعر صغيرتها لم تتوقع أن تفارقها ولو للحظة واحدة، فهي كل شيء بالنسبة لها فوجئت أسيل بمصعب يبعدها عن حضن والدتها، ويرتمي هو بحضنها أيحبها لهذه الدرجة لم تتوقع هذا، مسحت على شعره الكثيف وهمست: أنا بخير

دفن رأسه بصدرها أكثر: أسيل ليه تأخرتي أنا بحبك ما تتركينا

أتتركهم وكيف خطر على بالك أيها الصغير أن تتركك، ألم تضحي بطفولتها من أجل أن ترى البسمة على شفاهكم، ألم تضحي بالاهتمام بنفسها من أجل أن تعيشوا بكرامة، أكل هذا وتعتقد أنها ستترككم، مسحت دموعها بألم: حبيبي مين حكالك إني هأتركك

دفن رأسه أكثر فأكثر: ما حدا حكالي بس انتى طولتي

همست بسرحان: حبيبي أنا ما هأترككم مهما حصل

ابتعد مصعب عنها كالملسوع: بدي أروح احكي لمؤيد انك جيتي هو راح يدور عليكي

خرج مصعب من الغرفة، التفتت أسيل لأمها بهدوء: ماما حبيبتي صح حكيتلك بدي أتأخر
بالدوام مشان المسابقة

لم تتكلم أمها بل استلقت على الفراش وأشاحت وجهها، أمسكت أسيل يد والدتها برجاء: ماما ما تزعلي مني ما كان قصدي أتأخر لهسه بوعدك ما أتأخر تاني مرة، ولا بدي أفوت مسابقة ولا غيره

التفتت أمها نحوها ونظرت الى عيون أسيل المغرورقة بالدموع: أسيل ما في معلمة بتأخر طالباتها لهالوقت

كما توقعت أسيل أمها لم تصدق كذبتها وفجأة إلا ومؤيد جاء وبيده ظرف فيه تفاح وتكلم وهو يلهث: أسيل هادا لالك هاني بيحكيلك انتي نستيه لما ساعدتي المرأة اللى انكسرت رجلها وبسببها تأخرتي

اندهشت من كلماته لكنها لم تظهر هذا، أخذت التفاح بهدوء، وتتبعت بعينيها مصعب ومؤيد الذين خرجا بسرعة وكل واحد بيده تفاحة وهمست: ماما وأنا راجعة من المدرسة لقيت وحدة واقعة على الأرض كبيرة ساعدتها ووصلتها للمشفى، ما قدرت أمشي وأخليها وبعدها اتصلت من المشفى على هاني مشان يوصلني وبالطريق شريت لالكم تفاح وشكلي نسيته

لانت ملامح أمها الحادة وتكلمت بابتسامة: أسيل ما كان الو داعي تخبي عني هالشيء والله يبارك فيكي لأنك ساعدتيها

أصدقت أمها هذه الكذبة ولكن تساءلت لما هاني فعل هذا، قطع حبل أفكارها هزة على كتفها ونظرات أمها المستنكرة: أسيل من وين لالك فلوس لتشتري تفاح

تكلمت بثقة ومن يراها يستحيل أن يكذبها: الفلوس كانت معي من قبل واخواني من زمان حكولي نفسهم بالتفاح وأنا ما حبيت أكسر بخاطرهم

تنهدت أمها بتعب: الله يهديكي بس ما كان الو داعي تجيبي كل هالتفاح، كان جبتي لكل واحد تفاحة وخلص

لم ترد على أمها بل سرحت الى عالم بعيد، هل هاني أراد أن يخبرها بشيء من فعله هذا، هي ستدفع ثمن التفاح الآن فهي لا تريد منة من أحد، وقفت بسرعة تحت نظرات أمها المستغربة، وذهبت الى الغرفة الأخرى وأخذت بعضاً من المال التي تحتفظ به للأيام الصعبة، وخرحت من البيت كانت الحارة شبه خالية، اتجهت نحو بيت هاني طرقت الباب بهدوء عدة طرقات، لكن لم يفتح لها أحد أدركت أن البيت خالي، استدرات لتذهب إلا أنها سمعت صوت الباب يفتح، التفتت بسرعة فرأت شخصا لأول مرة تراه بالحارة سألها ونظراته الخبيثة بعثت الخوف في قلب بطلتنا الصغيرة: شو بدك

ترددت بقول ما تريد نظرت للبيت مرة أخرى لتتأكد من أنه منزل هاني، وبالفعل كان هو: هاني موجود بالبيت

هز رأسه علامة الموافقة أزاح لها الطريق وابتسامته الخبيثة تعلو ثغره، دخلت وهي تتصنع الثقة فهي تريد أن ترجع المال لهاني بأسرع وقت، رأت أمامها أبو هاني ارتعدت فرائصها من الخوف، اقترب منها وهو يتأملها من رأسها الى أخمص قدميها، أشعرها من نظراته أنها لا ترتدي شيئا سألت بتلعثم من شدة الخوف ووبخت نفسها لأنها دخلت: عمي وين هاني

شعر أنها فرصته الوحيدة لينتقم من ابنه،وخاصة وأن بيدها على ما يعتقد مالاً، نظر لها بحنية مزيفة: شو بدك يا بنتي

لم ترتاح لنظراته ولكنها همست: عمي بدي هاني مشان أعطيه شيء

تناهى الى مسمعها: اووووه مين هالحلوة يا أبو هاني بتعرفها

شعرت وكأن الأكسجين قد انتهى، هربت بسرعة نحو الباب لكن يد أبو هاني أوقفتها، وبلمح البصر عضت يده بقوة ليتركها، صدمت عندما رأت الشخص الذي فتح لها يقف أمام الباب، اتجهت نحو الحمام بسرعة ( أعزكم الله )فهو الوحيد الذي له باب بكل المنزل، أغلقت باب الحمام بسرعة وأقفلته بالقفل نظرت حولها كالمجنونة تبحث عن شيء تضعه على الباب حتى تمنعهم من الدخول، ففتح الباب سهل عليهم فالقفل محاط بالصدأ، لكنها لم تجد شيء بكت بصوت عالٍ، شعرت بقرب نهايتها تمنت لو أن ذاك هنا ليدافع عنها، هو الأخ الذي لطالما حلمت فيه وذاك الحبيب الذي يشعرها باهتمامه وذاك الأب الذي يغرقها بحنانه، تراءت أمامها كل حياتها في كل مرة هو الذي ينقذها من كل مشكلة تمر بها، الآن ولأول تشعر بأهمية وجوده في حياتها، سمعت صراخ أبو هاني: يا حيوانة افتحي الباب بسرعة اطلعي برا

وبعدها سمعت صوت همسات، زادت دقات قلبها بسرعة إلاما يخططان، صرخت بصوت عالٍ منادية هاني ولكن لم يتجاوز هذا الصوت فيها ناداها أبو هاني بهدوء: يا بنتي مو كويس انك تضلك بالحمام الله يعزك

كلمها مراراً لكنها لم ترد عليه، شعرت أنها متهالكة القوى، حذرها هاني مراراً من أن تدخل بيتهم في غيابه، غبية وألف غبية، طرقات على الباب بعنف، وبأي لحظة سيتهاوى الباب يا ليت أمها منعتها من الخروج، ذهبت الى الزاوية واحتضنت نفسها، فُتح الباب بعنف فأغمضت عينيها بشدة

 
 

 

عرض البوم صور نها عبدالخالق العرجا   رد مع اقتباس
قديم 06-03-16, 09:08 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Mar 2016
العضوية: 312696
المشاركات: 184
الجنس أنثى
معدل التقييم: نها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاطنها عبدالخالق العرجا عضو له عدد لاباس به من النقاط
نقاط التقييم: 120

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نها عبدالخالق العرجا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نها عبدالخالق العرجا المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي

 

وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة أمام منزل أبو جهاد

لم أتخيل يوما ما، أن الاشتياق لشخص ما يؤلم هكذا، الأجواء كئيبة فالراحل انسان نادر الوجود

تنهد البراء بحزن، فالجد هو الوحيد الذي يفهمه
دون أن يتكلم، تلفت يمينا ويسارا عله يرى خاله ماهر، رآه آتٍ من بعيد وبيديه كرتونتين من التمر
توجه نحوه بسرعة: ماهر الله يهديك ليه طولت محتاجينك احنا

تجاهله ماهر وذهب باتجاه والده ووضع ما بيديه بجانبه نظر اليه والده بعتب: ماهر هادا قضاء وقدر وكلنا بالنهاية هادا مصيرنا لا تخلي حياتك توقف مشان حد

كاد ماهر أن يبكي فالجد كان له نعم الأب والمربي، كان يستشير جده بكل صغيرة وكبيرة انه كان بالفعل هدية القدر: ونعم بالله

وقف والده مقابله وربت على كتفه: ماهر ليه رافض الأكل، كُلْ لالك أي حاجة شوف كيف وجهك أصفر

كيف له أن يتذوق طعاما، وأعز الناس على قلبه قد طواه التراب، عِندماّ يعْجز الإنسآنْ عَن إخراّج ما بداخِله يبكِي، وضع كفه اليمنى على عينيه وهمس: بدي أروح البيت

ركض بسرعة الى البيت، ثوان وكان بغرفته ارتمى على السرير وهو يشعر بأن كل شيء جميل ذهب ولم يعد، أشد الأحزان هو أن تذكر أيام السرور والهناء عندما تكون في أشد حالات التعاسة والشقاء، تذكر موقفا مما مضى كان ذاك قبل سنتين

يومها خرج مع جده الى الأرض قبل نتائج الثانوية العامة بيوم، ليساعده في قطف كروم العنب وأشجار التفاح كل شيء يخص الأرض يحب جده أن يفعله بنفسه، يومها تعب كثيرا ولكنه كان مستمتع فجده حكى له حكايات كثيرة عن يوم النكبة في عام ال48 ويوم النكسة وكثير من الحكايا التي تخص ماضي فلسطين، فجده كان من المهاجرين الذين هاجروا يوم النكبة، ذاك اليوم نام في ساعة متأخرة ومن شدة التعب نام بعمق، ولم يستيقظ في اليوم التالي الا على الساعة الحادية عشر، قفز كالمجنون فاليوم سيحدد مصيره بحث عن جواله لكنه لم يجده، تلفت هنا وهناك لكن لم يجد شيء، خرج من الغرفة التى كان ينام بها انصدم عندما وجد جده وبيده الجوال الخاص به وعلى وجهه علامات الحزن، هنا جلس ماهر على الأرض وهو متأكد أنه رسب بالثانوية العامة اذن كل شيء ذهب هباءً منثورا، وفجأة وبدون سابق انذار صدحت أناشيد النجاح بكل مكان والبلالين تناثرت حوله تلفت هنا وهناك رأى عائلته يحمل كل منهم بطاقة قرأها وعيناه تتسع من الصدمة ( مبارك يا ماهر 99.5 عقبال الجامعة ) دمعت عيناه من الفرحة، وبلمح البرق ارتمى بحضن جده، وهمس: جدي ربنا ما ضيع تعبي

مسح جده على شعره: لكل مجتهد نصيب

بعدها حضن جدته التى كانت تمسح دموعها بطرف حجابها: مبارك يابني الله يسعدك

تلك اللحظة كانت أجمل لحظات حياته، يومها جده أهداه مفتاح الأرض وقال له( يا بني أنا ما عندي أولاد لكن انت بعتبرك ولد لالي، هادي الأرض لالك اعتني فيها من بعدي ولا تبيعها يا بني )

رجع الى الواقع فطرقات على باب غرفته أيقظت أحاسيسه، تصنع النوم فهو لا يريد مقابلة أحد

وفي نفس المنزل

في الصالة


الأحزان كالكنز الثمين لا تُظهرها إلا للأصدقاء، مسحت دموعها برفق، فهذه صديقتها منذ الطفولة لم تتوقع أن تراها يوما بهذا الحزن همست لها بحب: حبيبتي هادا مصيرنا كلنا

هزت رأسها بعدم تصديق ودموعها تنزل بلا شعور: إيمان كان بيتكلم معنا وبيضحك، والله بحبو كتير ما عمري حبيت حدا متلو بحياتي ما توقعت انو يروح هيك بغمضة عين

حزنت لحال صديقتها، هي تعلم أنه أصيب بسكتة قلبية وتوفي على الفور: حبيبتي هادا قضاء وقدر، لا تعترضي يا نهى خليكي صابرة

تلفتت إيمان حولها بحزن رأت زوجة جد نهى مرمية على الفراش وتهذي باسم زوجها، وأم جهاد جالسة بجانبها تخفف عنها، وتذكرها أنه لا يجوز على الميت الا الدعاء له بالرحمة، فالبكاء لا يفيد شيئا كانت أم جهاد أشدهن صبرا واحتسابا وجميع النساء الجالسات الحزن يكسي ملامحهن، نعم فلا أحد ينكر فضل الجد لقد كان يساعد أي محتاج يريد شيئا، فالله أنعم عليه من فضله الكثير، همست نهى: إيمان كان بتمنى يشوف خالتي سارة لكن مات قبل ما يشوفها

ربتت إيمان على كتف نهى: حبيبتي ان شاءالله بشوفها بالجنة، ادعيلوا هو محتاج دعائكم

جاءت أية وجلست بجانب إيمان والحزن مخيم على ملامحها: نهى ماهر مو راضي يشرب ولا ياكل ومسكر الغرفة على نفسه خايفة يصير فيه شيء

هزت نهى رأسها بألم: احكي لبابا خليه يشوفه

وقفت أم جهاد عندما تناهي لمسمعها كلام أية، هي حزينة أكثر منهم ولكن تعلمت أن الصبر عند المصيبة الأولى فهي فقدت قبل ذلك أختها سارة التى اختفت ولا تعلم عنها شيئا، وأيضا فقدت ابنها يوسف عندما ودعته شهيدا قبل سنة من الآن، اتجهت نحو غرفة ماهر يجب أن تساعده أن يتعدى هذه المرحلة طرقت باب غرفته لكنه لم يرد عليها، فتحت الباب ببطء وجدته على السرير مسلتقٍ على بطنه، أغلقت الباب خلفها بهدوء وجلست بجانبه وقبلته على شعره وهمست: حبيبي لو شافك جدك بهادي الحالة هيزعل منك

لم يرد عليها، هي تعلم أنه مستيقظ وهو يعلم أنها لن تتركه هكذا فهي من تضحي بنفسها من أجلهم، مسحت على شعره: ماهر لا تكون عنيد كل لالك شيء

التغت لها وعيونه محمرة وكأن سائلا لونه أحمر سُكب بداخلها، ووجهه شاحب أصفر لم تستطع رؤيته على هذه الحالة همست: حبيبي كلنا بنحبك لا تخلينا ننقل همك ماهر جدتك محتاجتك كتير

همس وهو يبكي: مو قادر يمه مو مسدق انو راح وتركنا، لهسه بتخيل انو معي وكل اللى صار حلم

احتضنت أم جهاد يده وهمست هي الأخرى: حبيبي هادا قضاء وقدر والميت لا يجوز عليه الا الرحمة، قوم صلي ركعتين وادعيله

جلس ماهر على السرير وهو يشعر بتعب شديد: يمه بدي أشوف جدتي

هزت رأسها بلا: حبيبي أول شيء خد شور وبدل ملابسك بعدها بتشوفها أما بهادي الحالة مستحيل أخليك تشوفها

وقف ماهر بتعب بمساعدة أمه واتجه نحو الدولاب لكن أمه أوقفته: حبيبي ارتاح أنا بجهز ملابسك

نظر ماهر لأمه باعجاب مع أن الميت والدها الا أنها صابرة محتسبة هو يعلم حبها الشديد لجده لكن وقوفها أمامه بهذه الحال أثار دهشته، من يراها يقسم أن الميت ليس عزيزا عليها

 
 

 

عرض البوم صور نها عبدالخالق العرجا   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
آهات, أوتار, الألم/, الثانية:, بقلمــــي, روايتي, عزفت
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:23 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية