كاتب الموضوع :
نها عبدالخالق العرجا
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
في المملكة العربية السعودية العاصمة الرياض
هجرت بعض أحبتي طوعا لأنني رايت قلوبهم تهوى فراقي ،، نعم أشتاق ولكن وضعت كرامتي فوق اشتياقي ،، أرغب في وصلهم دوما ولكن طريق الذل لا تهواه ساقي
تود لو أن عينيها ترى ما بعد الجدران، كيف لحبيبها الإنسان الذي ضحت من أجله وتحملت العذاب لأجل راحته، كيف له أن يجلس مع أخرى لا تعلم لم الجميع يخونها، حتى أن دموعها خانتها، لا أحد يواسيها الجميع يشعرها أن لا حق لها أن تبكي أو ترثي حبيبها الذي سُلب وسجن أمام عينيها، ضمت نفسها وهي تتحسس بطنها سيأتي طفلهما الثاني قريبا، والعلاقة توشگ على النهاية، رفعت رأسها عندما سمعت خطوات شخص ما، انصدمت عندما رأته أمامها ولكنها جمعت شتاتها وتكلمت بكبرياء: متى تبي تسوي الملكة مشان أجهز نفسي
اقترب منها وعيونه تناظرها همس وابتسامة خبث تعلو شفتيه: تبي تقنعيني انك فرحانة مشان أبي أتجوز
سيطرت على نفسها بصعوبة وتكلمت ببرود: ايه فرحانة
احتضنها وهو يشد على كفها مناظرا عيونها متسائلاً: جواهر ليه بتسوي بنفسك هيك
زادت دقات قلبها بقربه وصرخت بعصبية مبالغة: ابعد عني شو تبي مني
قبلها على جبينها وهمس بأذنها: أبي منك تفرغي مشاعرگ مشان ما يصير معك اكتئاب
صرخت بعصبية أكبر وهي تدفه: ابعد عني ما أبي منك شيء انت واحد تافه ما عندك ضمير
وبعدها ركضت الى غرفتها، تبعتها عيونه المتألمة بعدها تنهد وهو يذهب خارجاً من المنزل وأنفاسه تتسارع
وفي إحدي البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو منير
الصمت أيضا له صوت .. لكنه يحتاج إلى روح تفهمه ..!
لا يود أن يتحدث فلا أحد سيشفي جراحه، صرخ الذي أمامه بعصبية: ساهر لك احكيلي مين عمل فيك هيك انت ناوي تجنني
لم يتكلم فليس لديه ما يقوله، صرخ ذاگ بعصبية أكبر: أنا المسؤول عنك لك أنا أخوك الكبير احكيلي مين اللي عمل معك مشكلة
فاجأه الذي أتى بكلامه: منير ما تتعب نفسك لك ما هيحكي شيء لأنو الدكتور عامل مشكلة مع صاحبه الأنتيم
منير بعدم تصديق: ليكون قصدك يا نبيل ماهر
هز نييل رأسه بأسف: للأسف اه
اتجهت الأنظار نحو ساهر يطلبون تفسيراً، لكن باءت بالفشل فالذي أمامهم صامت ولا يبدي أي انفعال، صرخ منير بقهر: لك احكيلي ليه شو المشكلة اللي بينكو والله لو ما حكيت لأروح لأهلو
أشاح ساهر وجهه ولم يتكلم سوى كلمة واحدة: خنته
وفي إحدى الشركات الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة، هناگ تقع أكبر شركات قطاع غزة شركة أبو الأميــر وأولاده لبيع السيــارات
الساعة الثالثة والنصف عصرا يوم الخميس
سـَ يـصنـع مـِنكَ الألـم شَخصاً آخـر أكـثـر تـَحمُّـلاً ..
أكـثـر قـسـوة ..أكـثـر لآ مـُبآلآة بـِأحـد ..!
قلب الملف بسرعة وابتسامته الساخرة تتسع أكثر فأكثر، كل ما توقعه كان صحيحاً اتصل على سكرتيرته لتأتي فوراً، أتت وبيدها تحمل عدة ملفات وضعتهم على الطاولة وكفها يرتجف سألها ببرود: في تغيير بأوراق هالملف
السكرتيرة بهدوء مصطنع: سيد صقر سدقني ما بعرف شيء عن هالموضوع
الصقر وهو يصغر عينيه: ألما متأكدة
بعدها وقف واقترب منها ببطء وهمس بتلاعب: روحي ناديلي رائد
ذهبت بسرعة وأنظاره تلاحقها، تعالت صدى ضحكته في المكان من يراه يظن أنه انتصر نصراً ساحقاً، اتجه نحو الزواية وبقي ينظر لشيء ما لمدة دقيقة بعدها التقطه بهدوء: شكلو اللعبة هسه ابتدت
اتجه نحو المكتب واتصل على ابنه الأمير وتكلم ببرود: ثواني وتكون عندي
طُرق الباب فأذن للطارق بالدخول، أشار للسكرتيرة أن تذهب وتغلق الباب معها ولا تسمح لأحد بالدخول إلا ابنه الأمير، اقترب من رائد ناظراً له باحتقار: هالأشكال ما بتلزمني بالشركة
نطق وهو يرتجف: سيدي ما عملت شيء
علت ضحكة الصقر الساخرة: واو هو أنا حكيت انك عملت شيء أنا المدير ومن حقي أطرد اللي بدي اياه
ركع أمامه متذللاً: سيدي ما تطردني كيف بدي أطعمي أولادي بترجاگ ما تطردني من الشركة
ً
ألم يعلم هذا الأخرق أن الرزق بيد رب العباد، لكن الذي أمامه لم يهتم فقد نادى على السكرتيرة لتأتي فتطرده، بعدها حمل الصقر هاتفه وهو يستمع لبعض التسجيلات بالسماعات الذي يخفيها شعره الطويل
وفي الطابق الثاني من شركة أبو الأمير
جلس إحداهم على الطاولة وهو يخفي ضحكاته نظر لصديقه بتشفي: حكيتلك هيطردوا رائد شوف المدير مشان رائد المسكين ساعدنا بتزوير بعض الملفات طرده، منيح انو رائد ما بيعرفنا لكان خبره عنا
أجابه حامد وصوته يرتجف: سدقني المدير ليكشفنا
جلال وهو يضرب بقبضته على المكتب: هيكشفنا بس مو قبل ما بعمل اللي بدي إياه
فجأة وصلتهم رسالة جف لها حلق الاثنين فنطق حامد بصدمة: من مين هالرسالة والله يا ريتني ما سمعت منك هسه أنا هأنطرد
جلال بحقد: خليه يعمل اللي بدو إياه ألف واحد بتمنى اني أشتغل معو
فُتح الباب الذي كان مقفل بالمفتاح ودخل أحدهم وهو يصفق: برافو برافو خلاص روح اشتغل عند الألف
حامد بصدمة: أرجوك يا سيد أدهم ما تخبر المدير سدقني ما عملت شيء
أدهم ببرود: المدير بعت السكرتيرة لتخبركن باستقالتكن لكن أنا حبيت أبشركن قبلها، بتمنالكو يوم سعيد
وبعدها خرج متجهاً لغرفة المدير، صورة أسيل لا تفارق تفكيره، هز رأسه وضرب على قلبه
بقوة هامساً: هالقلب مات ولازم ما حدا يحييه
وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو الأمير الساعة السادسة عصراً
احلامي لم تعد تحملني فكل ما طلبتها التحليق عاليا سقطت على جذورها وكانها صارت عبء علي دائما تدفعني للاسفل لذكريات تبعثرت منذ زمن تجمعها وتعيد ترتيبها وتبدا بسردها ما هو ذنبي..؟!!
أجبني حتى احلامي بت حارسها ولا تتصف غير ذكرياتك
لا تعلم لما أهيجت ذكريات الماضي، كل اللحظات التي قضتها مع والدها استوطنتها كعدو حارب بكل قوته ليستوطن بقلب مدينة احتلها ذات يوم، همست لها أختها بحب: أسولة وين سرحانة
أسيل بتنهيدة: لميس معك جوال
لميس بتعجب: ايه معي
أسيل وهي تحاول التركيز وابعاد صور والدها عن مخيلتها: هاتيه شوي
ضغطت على الأزرار بتوتر بالغ بعدها
وضعت الهاتف على أذنها تحت نظرات
لميس المستغربة، كلما ازداد رنين الهاتف زادت دقات قلبها هل ستسمع صوته تشعر أنها لم تسمعه منذ آلاف السنين، حبست أنفاسها عندما سمعت صوته كادت ألا تجيب ولكنها همست بآخر لحظة: أنا أسيل
دمعت عيناها من نبرته الجافة، لما يعاملها هكذا تكلمت بوجع: ليه بتعاملني هيك ما توقعت تعمل هيك
أغلق الخط وبعث لها رسالة فصدمت من محتواها فهمست لها لميس: فمين اتصلي
همست أسيل وكأنها تكلم نفسها: اتصلت بابن جيرانا هاني ما توقعت يعمل هيك الجبان قال بيحكيلي ما تتصلي تاني
وأكلمت بعصبية: هادا حقير ما بهمه الا نفسه كيف كان يحكيلي أنا سندك يا ريتني ما عرفته
لميس باستغراب: أسيل اللي بيسمع كلامك بشك انو بينكم ئصة حب الشب سادق انو
قاطعتها أسيل بغضب: ايه بحبه
لميس بصدمة: أسيل انتي هبلة كيف بتحبيه انتي هسه مخطوبة وبائي على عرسك أسبوع بالزبط
أسيل وهي تضع كفيها على رأسها: ما بدي حدا أنا بكرهكو كلكو
جاءت خادمة المنزل تصرخ بانهيار: اجا واحد وخطف الأولاد
لميس بعدم استيعاب: روان شو ئصدك
أسيل بعصبية: مين الأولاد
الخادمة وهي تلتفت يميناً ويسارا: اجو رجال وخطفوا مهند ومؤيد ومصعب
نظرت لها أسيل نظرة غريبة ولكنها لم تكن لها بالأصح تنظر لمن وراء تلك الخادمة، بعدها انطلقت كالبرق، ولكمته على صدره: وين اخواني
لم يقاومها أبدا وكذلك لم يحتضنها بل كان كتمثال، سألت لميس وهي تبلع ريقها: بابا وين اخوان أسيل
هز أكتافه بأنه لا يعلم وجاء أدهم وتكلم بعملية: أرسلت كم شب يبحثوا عنهم وان شاء الله بنلاقيهم
ضربته أسيل بأقوى ما عندها: كلو منك لو ما ظهرت بحياتنا كان كنا عايشين أحلا حياة
أبعدها عنه بهدوء ثم ذهب الى غرفته، لحقته لكن أدهم اعترض طريقها ممسكاً بيدها: أسيل اهدي
أسيل بعصبية: ابعد عني
عناد باستغراب الذي جاء الآن: لميس شو فيه
لم تنتبه أسيل ولميس إلى أنهما لا ترتديا الحجاب فالموقف صادم لأبعد درجة، تساءلت الجدة التي تتحسس طريقها بصعوبة: شو فيه
كادت أسيل أن تصرخ لكن أدهم أغلق فمها وهو يسحبها باتجاه غرفة لميس، أما عناد ذهب الى جدته ليساعدها ويجيبها على تساؤلاتها
في غرفة لميس
نظر لها ببرود بعدما ألقاها على السرير: اهدي واوعك تحكي شيء لجدتي
كادت أن تصرخ لكنه أغلق فمها بكفه، فاجأته بعض يده لكنه لم يأبه بذلك، بعد قليل تركها عندما احمرّ وجهها همست بصوت مبحوح وهي تتنفس بسرعة: ما هأسامحكو يا ريتني متت
أدهم ببرود: اخواتك هنلاقيهم بس انتي اهدي
نزلت دموعها بلا شعور ولم تجبه، فلعل الصمت السائد يُجيب، تأملها أدهم للحظة بعدها أشاح وجهه واستغفر ربه، وتكلم بهدوء: هسه أنا طالع
أسيل بضعف: أدهم بدي أطلب منك طلب
أدهم بصوت حنون لا يشابه شخصيته مصحوب ببحة: تفضلي
أسيل بإرهاق: الغي الزواج
انتهت الآهة
ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود
|