كاتب الموضوع :
نها عبدالخالق العرجا
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
رصيف أمل وأجراس خريف وحنين يعلن سقوط الأوراق في حدائق الذكريات..!!
وكأنها تناست سبب الاتصال لكن صوت تكسر القفل ذكرها، صرخت برعب: الحقني في شب غريب جاي عالشقة ومصطفى فاقد الوعي وما بعرف شو أعمل
لم تدري ماذا تقول أو ماذا تفعل تناثرت دموع الخوف والاشتياق والقلق على وجنتيها، ركضت إلى غرفتها فالباب سيُفتح في أية لحظة أجابت على سؤال المتصل وهي تلهث: أنا آسيا
( وأكملت بصوت مرعوب وهي تسمع صوت خطوات قادمة ) الحق الشب كسر الباب
صرخ ذاك: ما تسكري الخط لحظات وأنا عندك
وصلت غرفتها بسرعة وأغلقت الباب بالمفتاح، اقتربت من المصطفى وهمست له وهي تهزه برفق: مصطفى لا تنام اصحى بسرعة
لكنه لم يستجب لها بكت بصوت مكتوم، وهي تهزه بعنف فصوت الخطوات القادمة أخافها جدا شعرت به يفتح عيونه وهمس بصوت لا يكاد أن يُسمع: شو فيه وين أنا
وسرعان ما استوعب أنه لا يرى جلس بسرعة وتلفت يمينا ويسارا كحركة تلقائية عندما سمع أصوات تصدر من حوله، وفجأة شعر بجسد يتمسك فيه انصدمت آسيا من الشخص الذي يكتسيه السواد ومصوب مسدسه مقابل رأس المصطفى، اتجهت نحوه فلا تعلم من أين لها هذه الجرأة الكبيرة فنطق المجرم بصوته الرخيم: وقفي مكانك لأقتلك معه
أشارت له بعصبية: انت ما بتخاف ربك
نظر لها بحدة وهتف ساخرا وهو يرى المصطفى يقف كالملسوع: ما تخاف دقيقتين وأريحك من الدنيا
مصطفى بعدم تصديق: مين انت كيف بتجي على بيتي ( وأكمل بصراخ ) اطلعي من هانا أنا بتفاهم معه
لم تخرج وكيف سيتفاهم معه وذاك الماكر يحمل مسدس بيده والمصطفى أعمى لا يرى، المعادلة خاسرة من جميع النواحي تظاهرت بالخروج ومرت من جانب المجرم وأمسكت المسدس لتسحبه منه وكأنها لا تدري أن هذه الآلة قد تُفقدنا الكثير..؟!!
لكن المجرم سحبه منها بقوة، لا تعلم آسيا هل الرصاصة انطلقت من قوة السحب أم أنها بفعل المجرم صرخت بهستيريا: مصطفى
شعرت بالدوار الشديد وقبل أن يغمى سمعت صوت اشتاقت إليه كثيرا، إنه صوت الحبيب الغائب فارس وإلى جانبه صوت رصاصتين اخترقا المكان، أكان إغمائها بفعل رصاصة غادرة أم صدمة جائرة..!!!
وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو الأمير
فعلاً بعض الأشخاص رغم علآقتگ البسيطة
بهم إلا أن لهم متسع حب في آلقلب يصعب
وصفه..!!
كانتا متمددتان على السرير، فقبلت إحداهما الأخرى على خدها وهمست بمحبة: أسيل حبيبتي وافئي
هزت أسيل رأسها باعتراض فرفعت لميس حاجبيها واعتلت نظرة خبيثة عينيها: أسيل ليكون لهسه زعلانة مشان حبيب القلب ما اجا ومهند الأهبل كان بيكذب عليكي
رمقتها أسيل بغيظ: لا يا حبيبتي مو زعلانة
لميس بدلع: سوسو وافئي نفسي تروحي معي شو يعني بدك تبئي بالبيت مشان خاطري يا دبة اففف منك
أسيل بلامبالاة: لو بدك إياني أوافق بكرة البسي شالة ع المدرسة
ترددت لميس بالموافقة وبعد لحظات من الصمت أعلنت الموافقة، وجلست بحماس: يلا نروح نجهز للرحلة والله لنكيف
أسيل بسخرية: لهدرجة متحمسة
هزت لميس رأسها وهي تسحب أسيل من يدها: ما تعملي نفسك عاقلة يلا تعالي نجهز حالنا للرحلة
وبعدها توقفت عن الكلام عندما رأت والدها أمامها وركضت نحوه لترتمي بين أحضانه، همست له معاتبة: ليه سافرت من غير ما تحكيلي اشتئتلك كتير
مسح على شعرها وعيونه معلقة على أسيل التي اعتدلت جالسة وأخفضت رأسها: كنت بصفقة عمل
اتجهت نظرات لميس إلى حيث ينظر والدها وهمست دامعة: ليه ما حكيتلي انو عندي أخت
وهناك حيث كانت تجلس بطلتنا استشعرت مرارة اليتم، تساءلت أليس من حقها أن
ترتمي بين أحضانه كما فعلت أختها أم أنها غريبة وسترحل عن الحياة غريبة..!!!
عنادنا أحيانا ناتج عن أحزان متراكمة تحيط قلوبنا فغلفت شغافه، وجعلت منه حجر يابس
بلا مشاعر، المشاعر هي مجرد كلمات تناثرت منذ زمن بعيد لتعبر عن مكنونات قلوبنا، ولكنها فقدت رونقها مع مرور الأيام فتوج البرود عرش قلوبنا وفقدنا بذاگ كل ما حولنا أهذه تسمى "الكرامة" أم " كبرياء صامت "..!!
رفعت بصرها اتجاهه عندما سمعت كلماته " هيك عرفتيها ليه زعلانة " التقت نظراتهما كان الجمود يسيطر عليها بخلافه فالضحكة تجسرت بعيونه، بلا وعي صرخت: انت ظالم كيف بتتركنا لوحدنا طول هالفترة بتفكرني هأسامحك والله ما أسامحك طول عمري حرمتني من كل شيء بحبو
ولكن صرختها لم تتجاوز فيها اقترب منها وما زال محتضنا أكتاف صغيرته لميس، نظرت إليها لميس بشفقة: أسيل هادا بابا
سقطت دمعة كبرياء من عينيها فلامست جفنها ثم ودأت بعنف من قبل كفها، وهمست بكبرياء مجروح: بابا زمان مات، مات باليوم اللي عرفت فيه أمل
أحيانا لا يرغب البعض في سماع الحقيقة لأنهم لا يريدون أن تتحطم أوهامهم..!!
وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في فيلا أبو البراء
من لا يستطيع أن يحب بـ صدق ليس مجبراً أن يتصدق بـ مشاعره لـ يسعد قلباً اليوم ويحزنه غداً..!!!
وكأن الحياة انتهت بنظرها فمن كان ينسيها حزنها رحل إلى العالم الأخر بلا عودة، فروحه النقية فاضت إلى بارئها قبل ثلاثة أيام هو ذكرى جميلة ودأت بلا رحمة، فهل سينجو القاتل بفعلته همس لها المدعو بزوجها: ريما كلنا هنموت اشربي هالشوربة مشان خاطري
لم ترد عليه لا تحتاج إليه ولا تحتاج لأحد بل تحتاج إلى بسمة من ثغر الصغير رواد، فلم قديم أسود وأبيض لونان أسرا مخيلتها ضحكاته همساته أحلامه مروا أمامها كلمح البرق، تنهد بضيق: ريما هو مريض وكان معروف انو هيموت
وضعت كفيها على أذنيها لا تود سماع صوته وهزت رأسها بعنف ودموعها تنسكب على وجنتيها كشلال، وقف البراء بانزعاج فالتمثيل صعب للغاية يود أن يخرج من هنا بأسرع وقت، لم يحتضنها إلى صدره ليخفف عنها وحتى كفه أبت أن تمسح دموعها اتجه نحو الخارج فمن المستحيل أن يبقى للحظة واحدة، توقف عند سماع رنين جواله واختطفه من جييه بعدها
رد بهدوء: السلام عليكم
عقد حاجبيه وهو يجيب على سؤال المتصل: لا بالبيت أنا
بان الانزعاج على ملامحه وهمس: اوك بستناك
مسح على جبينه مسيطرا على أعصابه: مع السلامة
هذا ما كان ينقصه أن يقابل جده بهذه اللحظات كره نفسه لما كل شيء ضده، التفت لريما بقهر: جهزي نفسك جدي هسه جاي
وكأن كلامه كان كالبلسم الذي داوى جرحاً من جروح قلبها، رفعت رأسها وهي تجفف دموعها بكفيها إنها تعشق جدها فكيف لا وهو من رباها منذ صغرها، وكالطفلة التي سمعت بقدوم العيد نهضت بسرعة واتجهت نحو الدولاب لتجهز نفسها تحت نظرات البراء المستغربة، كلها دقائق قليلة والجميع كان بالمجلس التصقت ريما بجدها تلتمس منه الأمان وضع يده على أكتافها وقربها منه وهمس لها بمحبة: كيفها حبيبة جدها سمعت انها ما بتوكل
تجمعت الدموع بعينيها أتراها من أجل الراحل أم من أجل حنان بات غريبا عنها، مسح دموعها بحنية: يلا جبتلك أكلة هتحبيها كتير
وفتح الظرف الذي بجانبه وأخرج صينية و فتحها بهدوء: جدتك عملت لالك هالمفتول كانت بدها تعزمك عندنا بس انتي عنيدة للأسف يلا تعالي كلي معي
نظرت إلى الدجاجة الموضوعة فوق المفتول بشرود صحيح أنها أكلتها المفضلة، لكنها ليست لديها رغبة بأن تتذوقها، فأحيانا تُقتل الرغبة من أجل ذكرى وكأن جدها علم بما يعتمر قلبها: يا بنتي كلنا هنموت وهادا كان يومه ولا تخلي هالشيء يأثر على حياتك
ووضع الصينية على الطاولة التي أمامه ومد لها ملعقة فضية كانت مخصصة لريما منذ صغرها ويبدو أن جدها يحتفظ بها إلى الآن، بدأت بتناول الطعام وقلبها ينزف الصغير كان يعني لها الكثير كانت تعتبره قطعة منها، نظر البراء لهما والحقد يتمركز بقلبه وتساءل لما جده يعامل الجميع بحنية بينما عائلته وأقرب الناس له بقسوة، أليس أولئك من حقهم أن يحنو عليهم هتف جده بضحكة: صحيح يا دكتورة جاوبيني على هالسؤال ليه الدكاترة بيلبسوا كمامات لما يعملوا العملية
ريما باستغراب: ليه هالسؤال
غمز لها جدها بمرح: يلا جاوبي لتكوني مو عارفة
لوت ريما فمها: امبلا بعرف مشان التعقيمات
و
الجد مقاطعا: عاملة نفسك دكتورة ومو عارفة الجواب، الجواب يا حلوة انو مشان لو فشلت العملية ولا واحد يعرفهم
ريما باستنكار: جدو
الجد وهو يأكل بشهية: هأكلو كلو وانتي ضلك مستحية
وبعدها رفع بصره نحو البراء: وانت ليكون نفسك بالأكل تعال تعال بلاش تحكي جدي بخيل
كاد البراء أن يتكلم لكنه فضل الصمت، وكأن جده شعر به لكن تجاهله، كتمت ريما ضحكتها: في مرة واحد بخيل كان نايم حلم انو بوزع فلوس على الناس حكى شو هالكابوس ينعن أبوه اللى بدو ينام مرة تانية
الجد بصدمة مصطنعة: انتي بتلمحي لشو ( وبعدها أطلق ضحكة مجلجلة ) قصدك البارد اللي قاعد هناك بعرف انو بخيل من زمان
ريما وهي تضع الملعقة: شبعت بجد يسلمو ايديها ستو بجنن
الجد بعدم رضا: ما أكلتي شيء يا بنتي كلي كلي شكلو في ناس حسدتك شايفك انخسفتي كنتي زي البطة
ريما باستنكار: أنا بطة شكرا يا جدو أنا زعلت منك
احتضن الجد كفها: كلو ولا زعلك حبيبتي هو أنا بقدر أعيش من غيرك
ريما بضحكة: خجلتني يا جدو والله لتسمعك ستو لتعمل حرب بتتغزل بوحدة غيرها
الجد ممثلا الخوف: اوعي تحكيلها بعدين تخليني أنام بالشارع
لم يحتمل البراء الجلوس أكثر وقف بهدوء ليخرج لكن رجلاه لم تعد قادرة على المضي أكثر، فالحروف المتناثرة من فيّ جده زارت مسمعيه متجاوزة سرعة الضوء، التفت إلى جده مسائلا فأعاد جده ما قال ببرود: طلق بنتي قبل ما تطلع
ومن بين الأشجار الكثيفة الواقعة في مدينة خانيونس، بالقرب من البحر الأبيض المتوسط
تمر علينا أيام نكتفي بـ الصمت والنظر لتصرفات من كانوا بجانبنا يوما غيرتهم دنيا فانية..!!
يالله هذه العصابة تأسست قبل عشرة أعوام ولكنها من أشهر العصابات المتواجدة بالقطاع حتى أن الشرطة لم تستطع الإمساك بها، رغم محاولاتها الكثيرة وكيف لا والشبح هو من أسسها ومكانهم مخفي بحيث لا يقطنه أحد فهم في منطقة نائية بمدينة خانيونس، اقترب كمين من كاسر وهمس: هل سيأتي الشبح
لم يجبه كاسر كعادته تأفف كمين مناظرا ما حوله بضيق، فعلا الفقر يجعل منك وحشا يقاتل بلا رحمة من أجل لقمة العيش، من أجل دموع نسجت على صفحة الماضي سيقتل كثيرون بلا ذنب، جلس المارد بجانبهم وتمدد على الرمال متأملاً السماء وبريق من الدموع يظلل عينيه، عذرا إنها ليست دموع بل قطرات مطر سأل كاسر: هل قتلت وائل
جلس المارد برعب: ماذا تقول ولما نقتله أتظن أن الأمر سهلاً
صمت كاسر لوهلة بعدما أمسك عودا صغيراً
وخط به على الرمال أسماء ثلاث أشخاص ومن ضمنهم وائل وبعدها وضع إشارة إكس وكأنه بذاك يخبرهم أن نهايتهم قريبة، هذا إلم تكون انتهت بعدها حفر حفرة صغيرة وكتب ثلاثين ألف دولار وبجانبها رقم ثلاثة، اتسعت عيون
من بجانبه بصدمة عندما فهموا المغزى ابتسم كاسر بسخرية: لو علم أحد بهذا ستكون نهايتكم على يدي
وفي أحد البيوت الواقعة بمدينة رفح في حي الجنينة في منزل أبو فارس
لست ممن يحب آلحزن على آلإطلاق بالعكس أملك روحاً فكاهية لكن هناك أوقات تحدث فيهآ أمور تطفىء هذا الكون بـ أكمله في عيني..!!
التفتت لأختها بسعادة وهي تشعر بإنجاز عظيم: الحمد الله حذف الصورة ما توقعت انو يقدر
تنهدت صفاء بارتياح: الحمد الله ليكون سألك شيء
هزت هيا رأسها: لا هو شب محترم حذفها من غير ما يحكي ولا كلمة
ريهام بعدم اقتناع: مو مسدق نور تنشر هالصورة أكيد واحد لاعب بحسابها
صفاء بتفكير: معقول مين بدو يكون وأنا كمان بأوافقك الحكي يعني في وحدة مخطوبة تنشر صورتها هي وشب
هيا بهدوء: منيح انو ما كان مبين وجهها أموت وأعرف مين هالشب عالعموم انتهى الموضوع ما ضلكو تحكوا فيه بلاش حدا يسمع وتصير مشكلة
وبعدها انشعلت بجوالها ردت على الشاب الذي تكلمه على الماسنجر: شكرا على حذفك الصورة
ثوان وقرأت كلامه بابتسامة: هادا واجبنا إلا احكيلي صح عندك امتحان يوم السبت يلا روحي ادرسي
هزت رأسها وكأنه يراها وضغطت على أزرار الجوال بتأفف: بدرس بالليل زهقانة والله طفشت من الامتحانات انت يا بختك بتخلص قبلنا
شعرت بتأنيب الضمير كيف تكلمه وهو غريبٌ عنها، أقفلت الدردشة وأغلقت بعدها الجوال إنها تخون ثقة أهلها وقبل ذلك تخون ربها، لقد كرهت الحياة اشتاقت لأختها آسيا التي تصغرها بسنتين، لقد أهدرت وقتها بجلوسها على الفيس لساعات طويلة، فهو المكان الوحيد الذي تعبر فيه عن مشاعرها بحرية وكأنها نسيت أن هناك قرآنا يشفي صدرونا ويريح أفئدتنا، تصنعت النوم فضحكاتها وحل مشاكل الناس ما هي إلا غلاف تتستر به لتخفي أحزانها، إنها أكثر أهل البيت حزناً فهناك حبا تم وأده بطريقة بشعة وفراق أختها تم بطريقة أبشع، إلى متى ستحتمل صحيح أن الشاب الذي تكلمه طيب ولم ترى منه سوءا ولكن هل سيدوم ذاگ للنهاية..!!
صرخات أمها أرعبتها رفعت الغطاء ونهضت بسرعة، وتفاجأت بأمها تقف مستندة على الباب وتضع كفيها على ركبتيها وتلهث بصعوبة ودموعها تسقط بلا شعور: صفاء اتصلي على أبوكي بسرعة ابصر مين بعتلي رسالة مكتوب فيها انو جوز آسيا توفى وكمان فا
ولم تستطع إكمال الكلمة وجلست على الأرض ونزيف من الدماء يحاكي ألما قد غرد على جباه الصمت..!!
شيء ما ينقصني ، ربما أمل ، ربما نسيان ربما صديق ، وبما أنا..!!
نظر لأمه بقلق وكأنها علمت بما يشعر به هتفت باستنكار: هاني شو فيه
أخفض رأسه وكأنه يود أن يخفي ما يعتمر
قلبه عنها موقف اليوم أخافه كثيرا يبدو أن
ذاك يترقب عائلته، فهو متأكد أنه هو من حاول طعن فادي ابن عمه، تذكر شيئا فتكلم متظاهرا البرود: وطلعت أسيل بنت الصقر مو متخيل والله، أنا كنت بفكروا تشابه أسماء لأنو ولا واحد كان بيعرف انو الصقر متجوز تنتين
الأم بتأفف وهي تخفي خوفها: منيح انك ما تجوزتها كان دخلنا بألف مشكلة مع أبوها
صمت هاني ولم يتكلم يبدو أن أمه لا تعلم شيء، وبعد لحظات من الصمت همس بشرود متساءلاً: يمه شو أسماء اخواني
أم هاني باستياء مغيرة الموضوع: أبوك الو أسبوع ما بيرجع ع البيت ليكون صار فيه شيء
هز أكتافه بأنه لا يعلم وهو يعيد سؤاله: يمه شو أسماء اخواني
وقفت أم هاني وهي تمنع نزول دموعها: ما عندي ولا ابن غيرك انت ابني الوحيد
اقترب من أمه واحتضنها إلى صدره وسألها مترددا، فهو يتمنى معرفة إجابة وافية لأسئلته: يمه أنا سألتك مشان مرة حكتيلي انو اخواني تركونا مشان أبويا، ليكون أبويا متجوز تنتين
أيضا لم تجبه همسات من داخله تخبره أن والدته تعلم بكل شيء، طرقات على الباب قاطعت أفكاره العقيمة اتجه نحو الباب وفتحه بهدوء، بان الانزعاج على ملامحه عندما رأى والده يترنح ويهذي بكلمات غير مفهومة، أدخله بسرعة حتى لا يراه أحد الجيران صرخت والدته: يخليه يطلع من بيتي شوه سمعتنا حسبي الله عليه والله سادقين اخوانك لما تركوه هو هادا بني آدم نعيش معه
أبو هاني بلسان ثقيل: يا مرة اسكتي لأحسن أطلقك
ننتقل إلى المملكة العربية السعودية إلى العاصمة الرياض
مريحة هي شكاوي السجود حينما نعلم أنّ علاّم الغيوب لن يردها خائبة..!!
تضرعت إلى الله راجية منه أن يهدي زوجها ويوفقها في حياتها، لها أكثر من ساعة وهي على سجادتها تسأل الله أن يستجيب دعائها التفتت إلى صغيرها رعد الذي يجلس بجانبها ويقلدها بكل شيء حتى بكاءها سألها ببراءة: ماما تبي تدعي الله عشان بابا ما يتزوج
مسحت على شعره بحنية: حبيبي أبوك ما يبي يتزوج
رعد بتأفف: ماما أنا سويت نفسي نايم وسمعت بيسان تسولف مع لمار عن بابا
تألمت جواهر لقول لصغيرها يبدو أن الخبر انتشر بين الجميع، صوبت نظرها نحو الباب الذي فُتح، فرأت وسام يحمل بيديه عدة أكياس تكلم ببرود: الشرع حلل أربع لا تسويلي مسرحيات من حقي أتزوج
لقد تحملت من أجله كل شيء أبعد كل هذا يجازيها بالزواج عليها، سهرت كثير من الليالي على راحته، فمرضه أتعبها ولكن ماذا عساها أن تقول اقترب الصغير من والده: بابا ليه تبي تتزوج، ماما أحلى وحدة بالدنيا
وسام بحدة: أم رعد شوفي ولدك شو بيحكي
نزلت دموعها بسرعة فطيبة قلبها لم تحتمل كلامه، همست بصوت مرتجف: ليه تبي تتزوج أنا قصرت معك تراني ضحيت بكل حاجة عشانك
جلس على الأريكة وهو يضع الأكياس على الأرض: بلا هذرة فاضية أنا هأعدل بينكو
أخفضت رأسها وهي تكتم شهقاتها: ومين تبي تتزوج
وسام بعصبية: تراني معصب، انكتمي ودشي غرفتك
يا رباه لقد تعبت من مزاجه المتقلب ذهبت إلى غرفتها، وبدأت بقضم أظافرها بعصبية ماذا سيكون موقفها أمام الناس عندما يعلم الكل بزواجه..!!
وفي الصالة
كان متمدد على الأريكة وواضع كفه اليمنى على عينيه، شعر بجسد يجثو على بطنه أبعد كفه ببطء، فرأى رعد ويبدو عليه العصبية هتف بسرعة: أنا ما بحبك أنا أحب ماما وبس تراني هأسولف لجدي عنك
سحبه وسام نحوه وضمه لصدره: ليه معصب حبيب أبوه
ضربه على صدره وهو يحاول التحرر منه: أبي أروح عند ماما
تركه يذهب بعدها تنهد باستياء، لما كل شيء ضده هل سيتزوج الثانية أيضا بعدم رضاه تمنى أن يموت ليرتاح من هذه الحياة التعسية، الماضي يلاحقه بكل لحظة إنه ليس الماضي
كما يدعي بل أشباح أسرت مخيلته فهل سترحل يوما..!!!
وفي أحد البيوت الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو الأمير
تدفن الصرآحة خوفاً ، من آلفرآق..!!
لم ترد عليها وبدأت بحل واجباتها المدرسية هتفت تلك بأسى: أسيل ردي عليّا حبيبتي
التفتت أسيل بحدة إلى مؤيد الذي دخل الغرفة: تاني مرة بتستئذن لما تفوت الغرفة اوك
مؤيد بخوف: طيب أنا أسف بس بابا بيحكي تعالي لالو هيو بالصالة
لميس باستغراب بعدما خرج مؤيد: ما شاء الله بخافوا منك وبيسمعوا كلامك
تنهدت أسيل باستياء وارتدت حجابها خوفا من وجود شخص عند والدها، إنها غير مستعدة لمواجهته نظرته بعد سماعه لكلمة أمل أذهلتها أتراه يتذكرها، أم أن الزمن أنساه إياها ذهبت إلى الصالة برفقة لميس التي ارتدت حجابها أيضا رأت والدها يُطعم جدتها بيده ويضاحكها بأسلوبه المرح، أهذا حقا والدها أم تبدل إلى إنسان أخر اقتربت لميس منهم وجلست بجانب جدتها، التفت أبو الأمير لأسيل: ماهر بالمجلس بدو يشوفك
بقيت واقفة تنظر له والدموع أوشكت على النزول ودت لو ترتمي بين أحضانه وتشكوه لنفسه، أفكارها غريبة ولكن هذا ما خطر ببالها تكلمت جدتها بهدوء: يا بنتي شوفي جوزك شو بدو الله يوفقك انتي وإياه
اتجهت نحو المجلس وهي تقدم خطوة وتُرجع أخرى، شعرت بصدمة مصحوبة بخيبة وهي تسمع كلمات أختها لميس: بابا متى أدهم ابن عمتو اجا من السفر
انتهت الآهة
ما هي توقعاتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود
|