كاتب الموضوع :
نها عبدالخالق العرجا
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
جرًعة صَبر وَ رِضـاً بالقدَر ھِيَ كُلُ ما نحتاجُه ھذِه الأيـَام
احتضنتها بمحبة فكيف لنا أن ننسى أناسا حياتنا بدونهم لا شيئا: حبيبتي انتي بالغة وعاقلة والعمر مو مهم لتستوعبي اللي حكيتلك إياه، أنا واثقة من انك عاقلة وبتقدري تتحملي المسؤولية يا بنتي الشب منيح خليت ابني يسأل عنو وسدقيني ليصونك، بس انتي نفذي اللي حكيتلك إياه
هزت أسيل رأسها ووجنتاها موردة فكلام عمتها أخجلها: عمتو بس خايفة لأنو الشب حسيته مغصوب
مسحت أم فارس على شعر ابنة أخيها وملامحها تنطق بالجدية: حبيبتي ما في شيء اسمه مغصوب وانتي بتصرفاتك بتخليه يحبك ويعشقك كمان، لا تعانديه مع انو هالصفة متوارثة بعيلتكو
ارتسمت ابتسامة على ثغر أسيل محاربة بذاك دموعها، لم تكن تعلم أن هناك أناس طيبة مثل جدتها وعمتها، يومين فقط ومحبتهم توجت عرش قلبها فعمتها بأسلوبها الجذاب أشعرتها أن الدنيا لم تتجرد من الأمان بعد: عمتو أنا مو عنيدة
هزت العمة رأسها بحنان: الله يسعدك يا بنتي لا تفكري انك متجوزة غصب أو جوزك مغصوب عليكي لأنك هتكرهي الزواج كلو وهتعيشي تعيسة، ياما ناس انغصبوا على الزواج لكن حياتهم كانت بتجنن لأنهم ما خلوا طريقة زواجهم تأثر على حياتهم الزوجية، لعاشر مرة بحكيلك أي شيء بصير فبيتك لا تحكيه لأي بنت ولا حتي أقرب الناس لالك هادا أسرار بينك وبين جوزك، صحيح ببداية الزواج هتتغلبي شوي لأنو عاداتكو بتختلف عن بعض، لكن هتتأقلمي بسرعة وأنا عارفك ذكية ومو محتاجة حدا يعدل عليكي، يا بنتي تصرفي بحرية يعني لا تعملي نفسك راجل البيت وانك مسؤولة عن كل شيء لا هادي من وظيفة زوجك وانتي شاركيه بهالشيء لكن بحدود، وحماتك يا بنتي اسمعي كلامها وإياكي ثم إياكي تحكي لزوجك أمك عملت كذا وكذا، لأنو هيصير يكرهك ولما يجي ع البيت ابتسمي بوجهو وحسسيه انو هو كل شيء بالنسبة لالك
أسيل مناظرة جدتها النائمة بجانبها: عمة صحيح اني فقدت كتير ناس بحبها لكن وجودك انتي وجدتي خلاني أحب الحياة بتمنى انكو ما تتركوني
مسحت عمتها على خدها بحنية: حبيتي لا يمكن نتركك وأختك عسل وسدقيني هتحبك أكتر منا ياما كانت تحكيلي نفسها يكون لالها أخت، واخوانك كمان شوية جايين
أسيل بعدم تصديق: جدد متى أصلا هم وين كانوا
فرحت العمة لسعادة أسيل: يعني ساعة ويكونوا هون، كانوا بخانيونس
أسيل بأسى: وليه راحوا هناك ومدارسهم
العمة بهدوء: عادي من يوم السبت بروحوا ع المدرسة
أسيل بتفهم فيبدو أن عمتها تخفي عنها شيء يخص والدها فتصرفات جدتها وعمتها وبعض نظراتهم وأقولهم الغريبة بعثت الريبة لقلبها:
يالله اشتقتلهم كتير
باغتتها العمة بسؤال: يا بنتي شفتي أم زوجك
أسيل معارضة كلامها: لا ما شفتها بس شفت دعاء سلفتي
لميس بسخرية: ما شاء الله في القصة سلفة كمان
اعتلى الجمود ملامح أسيل فاقتربت لميس من عمتها وقبلتها على خدها: كيفك عمتو أم فارس وكيف نانا ليه ما اجت معك
أم فارس باستياء: عندها امتحانات وانتي ليه ما جيتي تسلمي عليا
لميس بتهكم: كنتي بتحكي مع بنت أخوكي ونسيانا
أم فارس بحدة: لميس احترمي أختك الأكبر منك
لميس بدهشة مصطنعة: بجد أختي صدمتيني يا عمتو
واقتربت من أسيل ومدت كفها لتصافحها ترددت أسيل بالسلام في البداية، لكن ثوانٍ ومدت كفها ببرود فتفاجأت بلميس تسحب يدها بتأفف: ناس بيئة شوفتي يا عمتو كيف ايدها
انصدم الجميع من ردة فعلها ( فأكملت بقهر ): مو عارفة كيف رضي الشب يوخدها
صاحت أم فارس بغضب وهي تخفي ابتسامتها: لميس احترمي نفسك طيب بكفي مسخرة
لميس بحنق: عمتو كيف بدك إياني أئابل الناس بعد هادا اللي صار
أسيل متجاهلة كل المشاعر التي تعصف بقلبها الجريح: مو لازم تقابلي حدا
لا تثقوا بالوجه الأول للانسان فغالبا خلف كل وجه عدة وجوه يبدأ ظهورها حسب المواقف..!!
لميس بعصبية: وانتي شو خصك
أسيل ببرود متأملة لميس يا رباه لأول مرة تلاحظ الشبه بينهما وكأنها ترى صورتها أمامها، ما أكثر الأشياء التي نلاحظها بعد معرفتنا بأنها تخصنا: الي خص ونص
جلست لميس بجانب عمتها أم فارس ولم تتكلم بل اكتفت بالنظر إلى الظرف الذي بجانبها، وكأن أسيل علمت بما يحوي بخاطرها: يا حلوة هالكتب لالي أنا يعني ما هتقريهم
ابتسمت أم فارس بصدق لم تتوقع أن يكون اللقاء بهذه البساطة: لما تتجوز بجيبلها متلهن
لميس بدلال: أنا ما بدي أتجوز لساتني صغيرة
أسيل بعفوية: ليه ما تلبسي شالة الحجاب فرض علينا لازم تلبسيه حتى لو كنتي صغيرة يعني هسه بدك تقنعيني انك مو مكلفة
قاطعت أم فارس لميس بابتسامة التي ودت أن تتكلم: أكيد لميس الأمورة من يوم السبت هتبدأ تلبس شالة صح
لميس بعناد: لا مو صح
أم فارس باستنكار: لميس شو هالكلام
صمتت لميس هي تود بهذه الخطوة منذ زمن خاصة بالفترة الأخيرة، ولكن التحرر الذي أهداه إياها والدها يمنعها من هذا، وكأن أسيل شعرت بترددها هل هو إحساس الأخوة أم ماذا: الحجاب بيحفظ المسلمة من الذئاب البشرية مستغربة كيف وحدة حلوة زيك ما بتلبس حجاب انتي ملكة والملكة ما بتخلي حدا يشوفها
أعجبت أم فارس بكلام أسيل لكن لميس لم يعجبها أن تُقدم لها نصيحة من قبل أسيل: هاتي من القران دليل انو الحجاب فرض، أنا الحمد الله بصلي وبصوم
أسيل بابتسامة وقد أعجبها الحوار فأجمل فترات حياتها قضتها في إحدى المساجد القريبة من منزلهم فتعلمت الكثير عن دينها: لو أنا حكيتلك بدي شهادتك للصف السادس أو تقرير انك خلصتي المرحلة الابتدائية أو هاتي اثبات انك مؤهلة لتفوتي المدرسة الاعدادية شو بتفهمي
أبت أم فارس أن تتدخل فهي مستمتعة بهذا النقاش الذي يدور بينهما، لميس باستنكار: شوف أنا وين وانتي وين جاوبي على سؤالي مو تسأليني سؤال تاني
اتسعت ابتسامة أسيل: جاوبي على سؤالي لأجاوبك
لميس بنرفزة: بتفكريني غبية أكيد بفهم انو أجيب شهادة صف سادس
ابتسمت أسيل بانتشاء: بالزبط وربنا ذكر بالقران ثلاث مصطلحات فرض فيهن الحجاب
لميس وقد جذب الموضوع اهتمامها وكأن الغشاوة التي على قلبها أُزيلت: جد وين
أسيل بحماس وكأنها انتظرت هذه اللحظة منذ زمن: وصف اللبس الساتر للمرأة بـ (الحجاب، والجلباب، والخمار) وفي آيات بتدل على هيك
قال تعالى (وليضربن بخمرهن على جيوبهن)، وقال في الثانية (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن)، وقال في الثالثة (وإذا سألتموهن متاعا فأسالوهن من وراء حجاب) ألا يدل هذا على تستر المرأة؟
لميس بدهشة: انتي حافظة القران
هزت أسيل رأسها أن لا: خليني أشرحلك شو معناهم فالخمار هو ثوب تغطي به المرأة رأسها، والضرب على الجيوب يعني أن ترخيه ليستر الرقبة والصدر، والجلباب هو قميص واسع طويل له أكمام وغطاء للرأس وهو من الملابس الشائعة بالمغرب، أما الحجاب فهو الساتر.
لميس بتفكير: يعني لازم الحجاب انتى من وين لالك كل هالمعلومات
أسيل بابتسامة هادئة: من معلمة مسجدنا الله يجزيها الخير كانت دايما تعطينا دروس
أم فارس باعجاب: انتى بتروحي ع المسجد
أسيل بحزن: كنت أروح بس السنة هادي مشان ماما كانت مريضة مكنتش أروح
والتفتت للميس وكأنها تذكرت شيئا: صحيح وين أمك
لميس بعصبية غير مبررة: انتي شو خصك بماما
صمتت أسيل واعتلى الجمود ملامحها فأكملت لميس بصوت متهدج: ماتت من غير ما أشوفها
أسيل بحزن على حال لميس: اسفة مكنتش بعرف وأنا متلك يتيمة
هبت لميس واقفة لتفتح الباب فسألت أسيل بتلقائية: لميس البسي حجابك
ترددت لميس بتلبية طلب أختها وبالنهاية قررت ألا تلبيه وأن تلبي نداء قلبها النقي وذهبت الى غرفتها وارتدت حجابها الصلاة، فتحت الباب فوجدت عناد وبرفقته ثلاث أطفال إحداهم يحتضنه إلى صدره، كادت أن تسلم عليه لكنها تذكرت وعودها فسريعا ذكرها الشيطان بتلك الرسالة وزين لها الصورة لفعل الحرام، لكنها وبنفس اللحظة تذكرت الكتاب الذي قرأته بالبارحة فأفسحت المجال لعناد أن يدخل نظر لها عناد باعجاب لأول مرة يراها بالحجاب همَّ ان يتكلم إلا أن لميس هتفت " عمتو عناد ابن عمو اجا " اقترب منها عناد فابتعدت هي وتكلمت بجمود: تفضل عمتو أم فارس جوه لو بدك تفوت
استغرب من ردة فعلها دخل بهدوء وصافح عمته، وزع نظراته بين أسيل ولميس إنهن متشابهات وخاصة عند ارتدائهن الحجاب، ارتمى مؤيد بأحضان أسيل بينما مهند اكتفى بالسلام على عمته وجلس بجانب لميس غمز لها: وطلعتي أختي بتعرفي كنت بدي أزبطك
رفعت لميس حاجبيها باستغراب: شو هالألفاظ
تنهد مهند مقلدا الكبار بكلامه: لعيونك بنعدلهم
عناد الذي تابع الموقف منذ البداية: مهند اعقل وسيبك من البنت
مهند بتهكم: أختي وأنا حر
عناد بحدة: مهند احترم نفسك طيب
لميس بصوت خافت: بس انت تحترم نفسك
مهند بقلة حيلة: لو بدك بربيلك إياه
عناد رفع حاجبه الأيسر: تربي مين يا حبيبي
مهند وهو يوزع نظراته بين الجميع: أربيك انت
أم فارس باستنكار: اهدوا وانت يا عناد ما تلاحق ولد صغير
همست لميس لمهند بصوت خافت: مهند مين بتحب أكتر أسيل ولا أنا
مهند بلامبالاة: ولا وحدة
مؤيد بحماس: بابا حكى يوم عرس أسيل هيشتريلي عجلة كوبرا
مهند بسخرية: غبي فرحان مشان عجلة
أسيل باستنكار ونسيت أن عناد موجود فكلام مهند استفزها: شف شف كنا وين وصرنا وين مين اللى عمل زمان مشاكل مشان العجلة
مهند باستغباء: انتي بتكلمي بمين
رمقته أسيل بطرف عينها: بكلم بخيالي
عناد بهدوء: صحيح مبارك يا بنت العم زواجك
أسيل بهمس: الله يبارك فيك
غمز عناد للميس: عقبال عندك يا ميمي
لميس بجمود: اسمي لميس اوك
صمت عناد وهو يتمنى أن يعلم سبب عصبية لميس، وقفت أسيل وقررت أن تنفذ ما خططت له: عمتو عن اذنك أنا رايحة على الغرفة لأرتاح
وكما توقعت بمجرد أن مشت عدة خطوات بسيطة، شعرت بأقدام شخص خلفها، وقفت ثم استدارت للخلف لم تتوقع رؤيته همست بدون تصديق: أدهم
وبهذه اللحظة ظهرت لميس ونظرت لأدهم باستهجان: صح انت كنت مسافر
خرج بسرعة عند رؤيته للميس هتفت لميس بتأفف: غبي
أسيل بجمود: لميس اللى برى شو بقربلك
لميس باستغراب: قصدك عناد ابن عمي
أسيل بحدة: اسمو سالم مش عناد
لميس باهتمام: انت بتعرفيه من قبل
أسيل باستياء: لا ما بعرفو بس شفته كم من مرة مع أدهم
لميس بنظرة غريبة تأملت أسيل: تعالي أحكيلك شيء بس ما تحكي لحدا
ذهبن إلى غرفة لميس ناظرتها أسيل باعجاب: بتعرفي غرفتك حلوة
لميس بمرح: عيونك الحلوة
وأكملت بحنق: بدي أحكيلك شيء بس يا ويلك لو تدحكي
أسيل بابتسامة وهي ترتمي على السرير: احكي يا مغرورة
لوت لميس بوزها: مو مغرورة بتعرفي من أول ما شفتك كنت بكرهك
أسيل بغمزة: شعور متبادل
لميس بعصبية مصطنعة: يا دبة في حدا بيكرهني
أسيل بسخرية: أكيد كتير
جلست لميس بجانب أسيل وضربتها على كتفها: غبية يختي الكل بحبني عمرك تمنيتي يكون لالك أخت
اصطنعت أسيل التفكير: بصراحة لا شو بدي بأخت غير وجع الراس كل يوم هنتقاتل زي درة ونفيسة
لميس بحماس: ولهادا السبب أنا كنت بتمنى يكون عندي أخت
وأكملت باستغباء: قصدك انك ما بتحبيني
أسيل بضحكة: الحمد الله ع السلامة بصراحة صدمتيني انتي الاولى على المدرسة معقول
لميس وهي تتذكر شيئا: لازم أمنع هالزواج بأي طريقة مشان نعمل أكشن بالمدرسة أنا وإياكي ونبين للكل انا بنكره بعض
أسيل بتسلية: بس احنا بنكره بعض بجد ولا ناسية
لميس بحنق: يالله انتي مستفزة خلاص بديش أساعدك يا رب يكون عرسك بكرة
أسيل باستنكار: مغيورة لأني خطبت قبلك
لميس وهي ترفع حاجبيها: تؤ تؤ تؤ يا حلوة ليه أغار أنا بس آشر الكل بيجي يخطبني أنا بنت الصقر
أسيل بابتسامة وهي ترفع حاجبها: كنت بفكرك بنت النسر
لميس وهي تتذكر شيئا: صحيح بالمدرسة لازم تبيني للكل انك بنت الصقر بحق وحقيقة يعني بنات هالمدرسة ما بيعرفوكي كتير، فلهيك من يوم السبت تكبري عليهم وبدنا نصير نلبس زي بعض
ابتعلت أسيل نظراتها الماكرة وهمست: من تواضع لله رفعه يا حبيبتي لو كنت بنت الوزير ما هتكبر أخرتنا تراب
لميس رفعت كتفيها بلامبالاة: براحتك
باغتتها أسيل بسؤال: لميس بتعرفي استغربت ردة فعلك بصراحة ما توقعتك طيبة هيك
لميس بضحكة شريرة وهي تدغدغ أسيل: أنا شريرة كتير بس ما بينت على حقيقتي
أسيل وهي تبعد لميس بضحكة: خلاص بيكفي يا هبلة
لميس بشرود: يا ريت تيتا بتشوف لكان فرحت كتير
صمت ساد للحظات قطعته لميس بالبكاء بصوت عالٍ، اقتربت منها أسيل وقلبها يخفق وهمست: حبيبتي ليه بتعيطي
زادت شهقاتها وهي تضع كفيها على وجهها احتضنتها أسيل بقلق: لميس شو فيه
علت ضحكة لميس بالأرجاء: كيف وأخليكي تخافي عليا
أسيل بعدم استيعاب: بتعرفي انك سخيفة
لميس بغمزة: بضلني أختك
: أسيل تعالي دقيقة عريسك بدو يشوفك
|