كاتب الموضوع :
نها عبدالخالق العرجا
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
وفي إحدى المدارس الإعدادية " مدرسة الرمال الإعدادية للبنات " الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة الساعة الثامنة والنصف صباحاً
أنصـحعھ لا تلــعب معـي ، فـ أنا رجــل من صغــر سنـي أكسـر ألعــابي ،
نظر ساهر لماهر بضحكة: اوووووه بدگ تغني معها وانت مكشر هههه بصراحة ما هيزبط ولك بينفعش هادي عروستك الجديدة
ماهر بغيظ: بتعرف تخرس مو فايق لالك أنا، كلو من المديرة مشاني وعدتها اوووووف يا ربي أصلا هالبنت ما بحبها
غمز له ساهر: ما بعد الكره الا المحبة الا احكيلي في حدا بيكره عروسته
صكَّ ماهر على أسنانه بغضب: ساهر اسكت والا ليكون موتك على ايدي
ساهر باستفزاز: على ايدك ولا على رجلك شف شف عروستك مع مين واقفة
التفت ماهر إلى حيث أشار ساهر فلم يرى شيئا، علت ضحكة ساهر في الأنحاء رمقه ماهر بحقد: وتشوف بس يخلص الاحتفال
قبل ساهر ماهر بعدها مسح على شفتيه بقرف: ولك نضف نفسك بلاش العروسة تقرف منك وتشرد
صرخ ماهر وهو يركض خلف ساهر: انت واحد حيوان وما بتفهم
وقف وهو يرى فتاة تنظر إليه بتمعن من الطابق الأول، رفع بصره شييا فشيئا حتى تركز نظره عليها هزه ساهر من كتفه وهتف بخبث: اللى شاغل بالك يتهنى عفكرة البنت حلوة بس عروستك أحلى
ماهر بعصبية: ساهر ولا كلمة
رفع ساهر حاجبيه بتلاعب: أعصابك يا حلو
تجاهله ماهر وهو يمشي باتجاه غرفة المديرة همس ساهر بحالمية: اووووه مين قدنا بمدرسة بنات احنا
ابتسم ماهر تلقائيا والتفت لساهر: صحيح وين البراء وطاهر
ساهر بتأفف: قصدك دلوعين الماما عند المديرة
أختك نهى بتأشر لالنا تعال نروح نشوف شو بدها يمكن بدها تخطبني أصلا يمكن البنات ماتوا من جمالي اللى بهبل
لوى ماهر فمه بسخرية: ما أبيخك شو هالغرور
غمز ساهر بابتسامة: ولو انت أستاذي وأنا تلميذك
تأفف ماهر بضيق: ساهر شو هالاستفزاز اللى على الصبح
قهقه ساهر بنشوة ووصلا إلى حيث تقف نهى سألت نهى باستغراب: ماهر مالك مكشر خلاص لو بدك بنلغي فقرتك مع البنت، وبنخلي بس فقرتك انت والبراء وطاهر وساهر
أجاب ماهر بسرعة: لا لا عادي
علت ضحكة ساهر: شو شكلك يا أم البراء بدك تضيعي عليه حلم العمر
اتسعت ابتسامة نهى وقرصت ماهر من يده: لتكون حاطط عينك على البنت بس كيف صوتها صح حلو
هز ساهر رأسه بحماس: إلا صوتها بجنن
وكزه ماهر بجنبه بعدما رمقه بغضب: استحي على حالك
وضع ساهر كفه على رأسه: اووووه نسيت انو هيَّا عروستگ
وضعت نهى كفها على فمها لتمنع ضحكتها: الله يئطع شرك يا ساهر شو هالكلام، والله لو تسمعك البنت لغير ما ترضى تنشد، تعالوا على المكتبة مشان نتأكد انو كل شيء جاهز
ذهبوا معها وساهر يعلق على ماهر طوال الوقت، وصلوا إلى المكتبة وكان هناك كل الطالبات المشاركات بالاحتفال بحث ماهر
بعينيه عليها، رآها تجلس بالزاوية وبريق من الدموع يلمع بعينيها اتجه نحوها ونسي أن الجميع هنا، اقترب منها وهمس: أسيل
هزته نهى من كتفه: ماهر لمست البنت ( والتفتت لأسيل بحنية ) حبيبتي يلا تدربوا على فقرتك انتي وماهر
وقفت بهدوء وبدأت تنشد بصوتها المصحوب ببحة حزينة التفت لها ماهر بإعجاب فغمز له أصدقائه وهمس له ساهر: اووووه حرقتك البنت صوتها أحلى منك
لم يرد عليه ماهر بل اكتفي بالنظر لأسيل وهو شارد الذهن، هزه ساهر من كتفه: ماهر يلا دورك فضحتنا مع البنت كل هادا حب
أنشد ماهر بعد أن تمالك نفسه ونسي بعض الكلمات وكانت أسيل تذكره بها، جاءت لميس بالقرب منهم ووقفت أمام ماهر: لو سمحت صوتك مو حلو بدنا نلغي فقرتك
لم يُعجب نهى تصرف لميس: لميس تدربي على فقرتك وسيبك من الناس اوگ
مدت لميس بوزها: اوگ بس خلوه يدرب منيح
ساهر هامسا لماهر: بنت الايه بتجنن يخربيتها هادي البنت فتنة شبيهة عروستك
تبعها ماهر بنظراته جرأتها ذكرته بإنسانة يعرفها جيدا، التفت لأسيل وطلب منها أن يعيدا الأنشودة مرة أخرى كانت ترتدي الثوب الفلسطيني الأسود المطرز باللون الذهبي وحزام ذهبي يحيط بخصرها والكوفية الفلسطينية تزين أكتافها والعصبة تلتف حول رأسها، ارتدت الشالة رغم اعتراض معلماتها بأنها ما زالت صغيرة، كانت تبدو كالأميرة جاءت المديرة وصفقت عندما انتهى ماهر وأسيل من الأنشودة: رائعة بجد هتكونوا أحلى فقرة
البراء بملل: متى هيبدأ الاحتفال مليت
نهى وهي ترفع حاجبيها: كمان نص ساعة بيبدأ الاحتفال
تنهدت المعلمة هبة بعدم رضا لم تعجبها فقرة أسيل وماهر لكن ماذا عساها أن تفعل فالمديرة مصرة على قرارها، توقعت أن أسيل سترفض لكنها لم ترفض فكرت بأكثر من طريقة لإلغاء هذه الفقرة لكنها لم تنجح فالجميع متحمس وبشدة لفقرتهما، وفي نفس المكان على بعد أمتار قليلة " أووووووف بكرهها والمصيبة انو عيلتها نفس عيلتي بدي أموت من القهر "
وضعت تيگ كفها على كتف لميس: ليه تنقهري يا حبيبتي ما تهتمي هادي بنت غبية وبتستاهل الموت ما عليك منها وهتشوفي انو فقرتها وهي النخلة اللى واقف جنبها ما هتكون حلوة
هزت رأسها لتقنع نفسها أن ما قالته صديقتها صحيح، شعرت باهتزاز جوالها التي تخفيه في جيب بنطالها، كانت ترتدي ثوب فلسطيني يشبه الثوب الذي ترتديه أسيل ولكنه يصل إلى ما بعد ركبتها بقليل، وبنطلون جينز أسود بلمعان ذهبي كانت تبدو أجمل من أسيل بكثير، فشعرها الذي يزينه إكليل ورد أبيض جعل منها أميرة كأميرات الأساطير الخرافية، خرجت من المكان بخفة وذهبت خلف المدرسة دون أن يراها أحد أخرجت الجوال فرأت رسالة من عناد يخبرها أنه بانتظارها أمام باب المدرسة، قفزت من الفرحة ووضعت الجوال مثلما كان وخرجت بسرعة لم يكن هناك حارس أمام الباب، فالجميع مشغول بالترتيبات لم ترى أحدا أمام الباب، تلفتت يمنة ويسارا نظر لها أحد الباعة الموجودون أمام المدرسة نظرة غريبة، أوجست خيفة من نظراته أرادت أن تدخل إلا أن يدا أمسكت يدها التفتت للخلف فرأت عناد ضغطت على يده وهمست له: ليه طولت
لم يصدق أن التي أمامه لميس إنها فتنة لأبعد حد، عقد حاجبيه بضيق كيف تخرج وهي هكذا همس لها: حبيبتي البسي شالة وغطي شعرك
هزت رأسها بدلع: ئديش خليه هيك أحلى
عض على شفته السفلى ستقتله هذه الصغيرة: اذا ما لبستي شالة ما هتشاركي بالاحتفال
صرخت بدلع يليق بها فقط: نونو حبيبي ما بحب أنا لساتني صغيرة
ضربها بخفة على رأسها: وكمان نونو البسي شالة وانتي ساكتة
اقترب منهم أحد الباعة الذين حضروا الموقف: هييه ليه جاي قدام المدرسة
عقد عناد يديه أمام صدره ونظر له بتحدي: حر أنا لما تكون مدرسة أبوگ بعدين بتحكي
البائع بعصبية: لما أحكي للحارس بعدين بتكون حر بجد، بتلعب على بنات الناس
الصراخ أحدث جلبة كبيرة فجاء الحارس فتكلم البائع بعصبية: شوف هالشب جاي يلعب على بنات المدرسة
انصدم الحارس عندما رأى لميس تمسك بيد عناد وتختبئ خلف كتفه، كيف لا يعرف هذه الفتاة وهي إحدى الفتيات اللاتي يزعجنه بشكل دائم لها أقل من شهر في هذه المدرسة، إلا أنَّ الجميع يعرفها والسبب الخفي في شهرتها أن والدها هو مدير أكبر شركات القطاع وهو الذي يغدق المدرسة بخيراته..!!!
صرخ في وجه عناد: انت كيف بتجي على المدرسة، شكلك بدك الشرطة
إلا أن هناك شخص كان يتابع الموقف اقترب منهم: مالكم على الشب اليوم احتفال وأكيد هادا أخوها جاي يحضروا مو ملاحظين وجه الشبه بينهم
تكلم عناد بعناد فهو اسم على مسمى: ما تعمل نفسك ذكي امبلا هي مو أختي
بدأ الناس بالتوافد على الاحتفال مما جعل الموقف يزداد توترا، اقترب منهم شخص أنيق بشكل لا يوصف فركضت لميس نحوه وارتمت في حضنه: بابا
اتجه عناد نحو عمه ووقف بجانبه ومسح بكفه على شعر لميس، وهو ينظر بانتصار لكل الأشخاص المتواجدون هناگ ثم دخلوا المدرسة والحارس يرحب بوالد لميس بحفاوة فالجميع يعرفه ويعترف بفضله، همس عناد: عمي خلي لميس تلبس شالة
ابتسم وهو يرى القهر بعيون عناد لم يتوقع أن يرى لميس بهذا الجمال وخاصة الثوب جعل منها ملاكا منزل من السماء: لا خليها لساتها صغيرة
مدت لميس لسانها بطفولة لعناد وأمسكت بيد والدها: بابا ليه جاي بدري توقعت تتأخر
عض عناد على شفته السفلى بقهر والغيرة تشتعل في قلبه، ود لو يخفيها بين أضلعه فالعيون جميعها تتجه نحوها، انصدم من جواب عمه فكيف يقول هذا الكلام أمام لميس ولكنه ارتاح عند سماع ضحكة لميس، فهذا يعني أنه يمزح، استأذنت لميس وهي تركض فهي مقدمة الاحتفال ابتسم والدها على تصرفاتها ذهب باتجاه غرفة المديرة فرأى الجميع يرحب به وخاصة المديرة جلس وبجانبه عناد سألته المديرة بابتسامة: دكتور وين ابنك الأمير
أبو الأمير بهدوء: بعد شوي بيجي هادا عناد ابن أخويا
هزت المديرة رأسها: أول شيء كنت بفكروا الامير، عالعموم أهلا وسهلا شرفتونا والله
وفي المكتبة
ساهر وهو ينظر للميس: أنا لازم أزبط هالبنت بنت الايه أبوها طلع أغنى واحد بالبلد
ماهر بسخرية: أول شيء كنت بفكروا تشابه أسماء، وأنا بحكي ليه ماخدة بحالها مقلب
البراء باستنكار: مالكم عالبنت
أسيل وهي تنظر للأسفل بشرود: لميس ### معقول تشابه الأسماء صدفة
لا يوجد شيء اسمه صدفة بل هو قدر، ناظرها ماهر: أسيل انتي بتعرفي لميس
رفعت رأسها ببطء، ولم ترد عليه ودت لو ترى والد لميس لتتأكد من هويته، لكن خوفها منعها لا تريد للواقع أن يصدمها أكثر، لحظات وكان اخوانها حولها صرخ مؤيد بحماس: أسيل مدرستكو حلوة
مهند بسخرية: البلالين اللى بره بدي أسرقهم
وضعت أسيل كفها على وجهها بقلة حيلة، فكلامه أحرجها: مهند
ضحگ ماهر وأصدقائه لكن مهند اتجه نحو البراء ومد يده: بدي عشر شيكل
انحرج البراء فجميع العيون اتجهت نحوه، أمسكت أسيل كفه وهزته بعصبية: مهند انت مين اللى جابك على الاحتفال
مهند بغرور وهو يخرج 100 شيكل من جيب بنطاله ورماها على الأرض: تفضل يا شحاذ
تفاجأ الجميع من تصرفه وبالأخص أسيل من أين له هذا المال، مد ساهر يده ليأخذها لكن مهند سبقه: اووه انت ما سدقت تاخدها
ساد الضحك بين الجميع، اقتربت لميس منهم وخرجت بهدوء من المكتبة مع المعلمة هبة فالاحتفال سيبدأ بعد لحظات قليلة، انحرجت أسيل من تصرفات إخوانها وخاصة مهند لا تعلم من أتى بهم إلى هنا، انصدمت من الفكرة التي طرأت في عقلها أيكون ذاگ، أخفضت رأسها على الأرض لا تريد رؤية أحد خرج الجميع لرؤية الاحتفال فصوت لميس ملأ الأرجاء، جلست على أحد المقاعد التى بالمكتبة وجلس مؤيد بجانبها ومهند مقابلا لها وكان يلعب بآيباد اشتراه له والده قبل أيام، اكتفت بالنظر إلى اخوانها وخاصة مؤيد الذي يخبرها بحماس عن يومه بالمدرسة وأخيرا تكلم بشيء أرادت أن تسأله إياه أسيل منذ البداية: أسيل جينا مع هاني ابن جيرانا أخدنا من المدرسة، وبعدين أبصر وين راح
تنهدت أسيل بارتياح: ومين حكى لهاني على الاحتفال
مهند ببرود: أدهم اللى حكالوا عمل العملة وهرب والله لو شفته امبارح لكان قتلته هالانسان طماع بشكل لا يوصف
والتفت لأسيل: البنت اللى كانت لابسة زيك مزة شكلي هأصاحبها
جاءت المعلمة هبة وسألت باستغراب: أسيل ليه قاعدين هون تعالوا احضروا الاحتفال
تنهدت أسيل بتعب: أنا مرتاحة هون لما تجي فقرتي بأطلع
مرت الدقائق وأسيل تتكلم مع مؤيد ليمر الوقت أتى ماهر والجمود يكسو ملامحه: يلا يا أسيل
ترددت بالذهاب لكنها في النهاية ذهبت معه، شعرت بالارتباگ وهي تنشد لكن ارتباكها تلاشى سريعا فثقتها بنفسها كبيرة، ابتسامة ماهر أغاظتها فالأنشودة بنظرها لا تتطلب كل هذه الابتسامات التي يوزعها على الجمهور نرفزها بحركته عندما اقترب منها وهو ينشد كان ينظر لها بين الفينة والأخرى، كرهته من تصرفاته يا ليتها لم تنشد معه، تنفست الصعداء عندما علا تصفيق الجمهور، جاءت المعلمة نهى واقتربت منهم: بتجننوا الله يحفظكم من العين
ذهبت أسيل وجلست بجانب الأوائل لتنتظر التكريم الذي سيكون بعد قليل، همست لها إحدى بنات فصلها واسمها سلسبيل: بجد صوتك ولا أروع مين هالشب بيقربلك
هزت أسيل رأسها معارضة كلامها: لا ما بيقربلي
انتهى التكريم فأخذت حقيبتها من سلسبيل لترجع إلى المنزل، فتفاجأت بأدهم يشير لها بكفه تساءلت مستنكرة متى أتى إلى هنا، نظرت له بغضب وتجاهلته كانت هناك رغبة خفية تود أن يشاركها فرحتها لكن كرامتها ودأت هذه الرغبة قبل ولادتها، اقترب منها أدهم والتقط لها بعضا من الصور ابتعدت عنه متجاهلة لكنه أمسك يدها: أسيل ليه زعلانة وأنا جاي أشاركك فرحتك
اتجه نحوها ماهر وهو لا يعلم أنه يتجه إلى من يغير مصير حياته: كيفك هيما
صافحه أدهم ببرود وهمس له: الوالد بدو إياك بره تعال معي
تفاجأت أسيل من معرفة أدهم لماهر، جاء مؤيد وهو يحمل بلالين كثيرة بيده: شوفوا مهند أعطاني إياهم
استدارت بكامل جسدها إلى الناحية التى مملوءة بالبلابين فرأت مهند وبعض الأطفال الأشقياء، يحاولون أخذ البلالين التي تزين المكان مسحت على وجهها بقلة حيلة متى سيعقل هذا الولد، أمسك كفها أدهم وخرج من المدرسة وكان ماهر يمسك يد مؤيد ويمشيان أمامهما، ركض مهند باتجاههم وهو يحمل الكثير من البلالين حيث أنه ربطهم بحبل، لم يتفاجأ الجميع من فعلته فكل شيء متوقع منه التفتت لأدهم وهي تسحب كفها: نسيت بعض الأوراق مع المعلمة هبة
هز أدهم رأسه باللامبالاة: عادي بتوخديهم بكرة
وخرجوا من المدرسة واتجه أدهم نحو سيارة سوداء رأتها ذاگ اليوم عندما خرجت من المشفى، لا تعلم لما شعرت بالفرحة عندما رأت والدها بداخلها اذن كان هنا وحضر الاحتفال، وضع نظارة سوداء على عينيه وأمرها أن تركب بجانبه سبقها مهند ومؤيد بالركوب بالخلف بينما هي ركبت بالأمام، سمعت صوت ماهر بالخلف
استغربت من وجوده التفتت فرأته يجلس وسط إخوتها متجهم الوجه، سرحت وهي تنظر إلى
الشارع ضغط والدها على كفها هامسا لها: حبيبتي كيف الاحتفال ان شاء الله انبسطي
شعرت بحنان كلماته لم ترد عليه، بل اكتفت بالاستماع إلى حروفه تكلم ماهر بضيق: عمي سمعت بدگ إياني بموضوع
ظهرت ابتسامة ساخرة على شفتي والد أسيل
لم يرتاح له ماهر وكأنه شعر بان هناگ شيئا ما سيحصل، التفت له والد أسيل: الك هدية مني بس استنى شوي
غفت دون أن تشعر وكأن القدر أرادها أن تنام فطوال الليل كانت تبكي ولم تستطع النوم بعد موقفها مع أدهم، وأيضا هناگ سبب أخر أرق مضجعها، استيقظت على هزة خفيفة
التمست عندما رأت أدهم أمامها: يلا انزلي الوالد بستناكي
نزلت بهدوء ولا تعلم أن هذا اليوم سيسجل في ذاكرتها إلى أن تموت، مشت وراء أدهم وهي تفرگ عينيها بنعس لأول مرة ترى هذا المكان تفاجأت من اللوحة التى أوحت لها أن هذا المكان هو المحكمة، همس لها أدهم: ما تعاندي بابا أفضل لالك
جاء والدها واحتضن كفها بين يديه: أسولة لما يسألك القاضي احكيلوا موافقة اوگ
ساءلته عيناها عما يحصل وكأنها تنفي أي فكرة اعترضت عقلها، همس لها ليوفر الوقت لأن إخفاء الأمر ليس من صالحه: بدنا نكتب كتابك هسه
لم تصرخ ولم تعاتب فقد صدمت الجميع بردة فعلها، هزت رأسها بالموافقة ومشت معه بهدوء حتى دون معرفة من يكون العريس كانت تفكر بشيء ما وتود تنفيذه، وكأن الحقد الذي استوطن قلوبهم استوطنها أيضا، دخلوا إلى المحكمة والبرود يسيطر على ملامحها سألها القاضي عن رأيها وافقت وعقلها مغيب، التفتت لترى من يود الارتباط بها لم تتفاجأ من رؤيته فهي توقعت هذا، قلبها أنذرها بأن ما تفعله خطير للغاية لكنها تجاهلت كل هذا، القاضي وافق رغم صغر سنها فالمال يفعل المستحيل، وكلٌ يجري نحو مصلحته تفاجأت وبشدة من مهرها إنه عشرون ألفا، أكثر مهر سمعته في بلادها لم يتعدى العشرة الآلاف كاد أن يغمى عليها، إلا أن والدها همس لها بابتسامة: بنتي غالية وما بفرط فيها بسهولة
سخرت من كلماته المهم ستنفذ ما ترنو إليه فلا أحد يستحق..!!!
انتهى كل شيء لكن لم تعد كما كانت فالآن هي على ذمة رجل، أخفضت رأسها لتفكر لكن والدها لم يترك لها رغبة بالتفكير: أسيل يلا مشان تروحي مع جوزك
نظرت له بعدم تصديق أيأخذها من دون عرس أو شيء ما، هل ستذهب معه من دون أن ترتب حاجياتها، تمنت رؤية أمها بهذه اللحظة فالزواج ليست لعبة ستلعبها لمدة ساعات ثم تتركها، إنما هي لعبة ستدفع ثمنها طوال عمرها اغتالوا طفولتها بإرادتها هزت رأسها ببطء مقنعة نفسها أنها ستحقق ما تريد، لكن ضميرها أنبها على فعلتها ما ذنبها لتعيش حياة الكبار، وهي لم تتجاوز الثانية عشر اقترب منها أدهم هامسا: سدقيني كل شيء لمصلحتك، وهنعمل لالك عرس بس بالوقت المناسب
نظرت لذاك فرأت الوجوم يكسو ملامحه، شعرت برغبة في الضحك حتى أنها كتمت ضحكتها بصعوبة فالموقف لا يستدعي ذلك، لأول مرة ترى أحد ما يصرخ على والدها: انت ما بتفهم بحكيلك ما معي فلوس بالمرة بتحكيلي تأجر شقة
علت ضحكة والد أسيل وكالصقر الجارح نظر لزوج ابنته: ما تقلق يا حبيبي المهر كلو لالك كيف أنا معك بس وربي لو خالفت حرف من كلامي انت بتعرف شو النهاية
ذاگ الطائش لم يعتاد أن يوبخه أحد، لكنه أيضا لن يتهور إلى هذه الدرجة، اتجه نحو أسيل وهم بإمساك يدها لكنها فاجأته بحركتها وهي تمشي أمامه، شعر أنه يود البكاء بعيدا حيث لا يوجد أحد، فتلك طفلة وأيضا هو ما زال طفل لم يعتاد أن يكون مسؤول عن شخص ما، ركب الجميع السيارة كما كانوا من قبل ولكن الآن مشاعرهم مختلفة، نظرت أسيل لحقيبتها المدرسة بسخرية هل ستودع المدرسة كما ودعت طفولتها التقائها به مرة بعد مرة أثبت لها أنه لن يكون مجرد عابرٍ في حياتها، أخرج الأب حقيبة سوداء متوسطة الحجم من تحت المقعد الأمامي وببرود كبرود مشاعره بهذه اللحظة:
هادي الشنتة فيها كل الأشياء اللى ممكن تحتاجيها
أيتصنع الطيبة وهو من دفعها إلى إلقاء نفسها إلى الهاوية، ما ذنبها لتعيش طفولتها بثياب أنثى لم ترد عليه فأحيانا الصمت يدفع ما حولنا للشعور بمأساتنا، ولكن هذا اذا كان لديهم شعور من الأصل؟؟!!!
هل أخطئت بقرارها هذه المرة اشتاقت للحارة ولهاني والإمام أبو علاء، البساطة والغنى لا يجلبان السعادة فالراحة والرضا والقناعة ووجود من نحب حولنا هي سر السعادة، لن نتفاجأ من الصغيرة إن كانت تعلم بكل هذا من قبل وصلوا إلى شقة في أحد الأبراج نزل الجميع إلا هي بقيت متشبثة بالمقعد لعل هذا ينجيها ويرجعها إلى الأمس، وكابوس اليوم يتلاشى بلا عودة اقترب منها المسمى بوالدها إنه وحش كاسر بنظرها لقد كسر براءتها أجيبوها بربكم أكان العويل والنحيب سيحل مشكلتها، أم أن عنادها سيكون رادعا لوالدها هل تلتمس الأمان من زواج حصل ليرضي أفرادا تجردت الإنسانية منهم، واستوطن الحقد قلوبهم أمسك كفها ليحثها على الخروج من السيارة خرجت دون مقاومة الحياة أصبحت مجرد ألوان باهتة فقدت رونقها أو بالأصح أنها بلا لون، اقتربت منهم وهي تتحاشي النظر إلى زوجها آآآه ما أصعب هذه الكلمة وما أكبرها، لم تعش طفولتها لتعش مراهقتها أيقع الذنب على من، اقترب منها أدهم وقبلها على جبينها ودعا لها بالسعادة الجميع رحل وتركوها لوحدها فعلا هناك شيء غريب لما اختاره من بين الجميع، هل هو القدر !!! صحيح علينا أن نؤمن بقدرنا اتجه زوجها نحوها نظراته أتكن عن كره ما أم ماذا، هي لا تعلم خيره من شره ولكن يبدو أن كل شيء لن يكون على ما يرام، همس لها وهو يحمل الحقيبة السوداء بيده: يلا نطلع عالشقة بلا منها وقفة الشارع
التزمت بالهدوء وذهبت خلفه أتراه عنادها اختفى أم ماذا، وصلوا أخيرا للشقة فتحها بالمفتاح الذي أهداه إياه والد زوجته، الغبار في كل مكان يبدو أن الشقة تحتاج إلى إعادة ترتيب لم تغلق الباب خلفها وكأنها تأكد لنفسها أن بقاؤها هنا لن يدوووم طويلا، التفتت له لتسأله ببرود: ليه تزوجتني
لها الحق أن تسأله بعد أن دمرت حياته، تمنى لو أنه لم يخرج من منزله ذاگ اليوم لكنه لن يستسلم التفت لها بحقد: والله اسألي أبوكي فعلا ناس حقيرة بتشحد وعاملة نفسها فقيرة وهم أغني ناس بالبلد
لا أكذب عليكم إن قلت لكم أنها لم تفهم شيئا مما قال، بل تصنعت فهم كل شيء: ومنك نتعلم
استفزته بردها لكنه تظاهر بالبرود: الناس بتفكرك بريئة وما بيعرفوا انك حية
ابتسمت بهدوء ستقلب كل شيء لصالحها ولو كلفها ذاگ الكثير: حية ولا ثعبان
أقسم أن الذي أمامه نسخة مصغرة عن ساهر الآن تأكد من كل شيء علمه عنها، أهناك أحد يكون بنفس موقفها ويتصرف هكذا: أنا صحيح ما بعرف عنك شيء لكن عرفت أهم شيء إنك وحدة مو محترمة
عقدت يديها أمام صدرها: أكيد لأني من اختيارگ
أشار لها بعصبية: اسكتي لأنتقم منك
تجاهلت كلامه واتجهت نحو إحدى الغرف الموجودة بالشقة، مسح على وجهه بقهر كيف سيوصل خبر زواجه لعائلته، سمع صوت طرقات على باب الشقة انصدم عندما رأى صديقه ساهر تحاشى النظر إلى عينيه وكأنه فعل جريمة ما سأله ساهر باستنكار: ماهر يعني كل شيء صحيح
نظر لساهر وعلامات الاستفهام على وجهه، أراه ساهر رسالة وصلته وقرأها بصوت عال كور ماهر قبضة يده بغضب: شو ذنبي أنا، الحقير مشان ساعدني مرة يعمل هيگ فعلا الدنيا ما فيها خير
انتهت الآهة
ما هي توقعااااتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بود
أشكر كل المتابعين الذين يتفاعلون معي بتعليقاتهم الجميلة وأتمنى لهم التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، لا تحرمونا من ردودكم وانتقاداتكم فهي التي تسعى بي نحو الأفضل، والآن أترككم مع الآهة السادسة من الوتر الثاني أتمنى أن تنال على إعجابكم، لا تحرمونا من توقعاتكم فمهما كانت فهي تسعدني وتشحن همتي نحو الكتابة ^_*
~~لا تلهيكم الروايه عن الصلاة لا اتحمل ذنب اي شخص يقرأ وقت الصلاة اللهم بلغت اللهم فاشهد ~~
لا أحلل ولا أبيح من ينقل الرواية بدون ذكر اسمي
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
|