كاتب الموضوع :
نها عبدالخالق العرجا
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
گن قويا مهما قست عليگ الحياه
وگن أنت الحياة بأسمى معانيها..
في أحد المستشفيات الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة الساعة الرابعة عصرا
إذا آلمك كــلــام البــشر !!
فـــلــآ تـؤلم نــفســگ أنت أيضاً
بــ~گــثرة التــفكــير
َ
لــماذآ قــالوا !!
ولــماذا فعلوا ذلــگ !!
ثق بربگ ، ثم بنفسگَ
طالما هم بشر فليس لديهم سوى ألسنتهم
ولا يملكون لك نفعا ولا ضرا ولا تعطِ أكبر من حجمهَ
كانت تناظر السقف وتناجي رب العباد بسرها، وهل هناك أجمل من مناجاة من بيده تدبير الأمور لا تريده أن يموت فمن حق طفلها أن يعيش مع والده، اقتربت لما منها وهمست بمواساة: حبيبتي انتي حامل ولازم ترتاحي سدقيني ما في فايدة من قعدتك هانا
ناظرتها بعينين دامعة واعترضت هامسة: لما سدقيني أنا مرتاحة هيك
ربتت على كتف آسيا وأخبرتها أن أخاها عمر يريد إيصالهم للمنزل فمصطفى لن يستيقظ قبل 48 ساعة، لكن آسيا اعترضت رغم شعورها بالتعب فهي لن تترك عمتها إيمان لوحدها التى أصابها انهيار عصبي مذ أن وصلت للمشفى، وأيضا لن ترتاح قبل أن تطمئن على شريك حياتها، وكأن همسات القدر أخبرتها أن الحزن سيلازمها طوال حياتها، جاءت هدير زوجة عمر لتستعجلهما وعندما رأت رفض آسيا اقتربت منها وضمتها إلى صدرها وهمست: حياتي سدقيني ما في فايدة من قعدتك هانا، اذا مو خايفة على نفسك خافي على اللى ببطنك
نزلت دموعها بلا شعور، منذ أن جاءت إلى المشفى ونظرات عمها تؤنبها ولم يواسيها أحد وكأن الذي بالداخل لا يعني لها شيئا، تركتها هدير تبكي على صدرها لترتاح، خرج الدكتور من الغرفة فنظر له الجميع بتوجس إلا آسيا التي لم تنتبه فالإرهاق أتعبها، واقترب منه عمر والده بقلق: كيف حاله يا دكتور حصل شيء جديد
مسح الدكتور على وجهه، وناظرهم بأسف: شكلو هيدخل بغيبوبة الأفضل انكم ترجعوا البيت أحسن
ناظره أبو المصطفى بصدمة وهمس: غيبوبة صح يا دكتور انت حكيت هيصحى بعد 48 !!
هز الدكتور رأسه بأسف: الضربة اللى كانت على رأسه قوية حتى هادا الشيء ممكن يخليه يفقد بصره
هز عماد رأسه بدون تصديق، سأل عمر بخوف: يا دكتور يعني ما في أمل
أخبره الدكتور أن هذا ليس مؤكد وأن الدعاء
يرد القضاء، جاءت إسراء ومعها زوجها يوسف كانت دموعها تحاكي حزنها، اتجهت نحو والدها وسألته بلهفة: بابا كيف مصطفى
لم يتكلم فهو ما زال مصدوم من قول الدكتور لكن عمر أخبرها ان مصطفى بخير، كان هناك دكتور يناظرهم وبالأخص كان يناظر آسيا لكم آلمته دموعها، أبعد نظره بعد أن استغفر ربه فليس من حقه أن يناظرها، اتجهت إسراء نحو
آسيا وسألتها بصوت مبحوح يدل على بكاءها المتواصل: حبيبتي عمر حكى انو بخير، بس احكولي مين السبب
هزت لما رأسها وهمست لأختها: إسراء الشرطة هتحقق بالموضوع بس بعد ما يصحى مصطفى والدكاترة حكوا لقوه قدام المشفى مرمي وبعدها أنقذوه
زادت شهقات آسيا عندما سمعت هذا رغم أنها سمعت هذا من الدكتور منذ ان وصلت للمشفى، إلا أن جراحها لم تبرأ بعد صحيح أنها تكرهه وأنه ضربها مرارا لكنها لا تتمنى له الموت.
ربي تولى قلبي بلطفك، واغفر لي وارحمني~`
وفي أحد البيوت الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة كانت هناك فيلا الجد أبو فؤاد
في الطابق الثاني ( شقة محمد ) الساعة السابعة مساء
قســماً يآ عيوني سـ أجعــلگ تنظــرين إليهم
[ وهم على حطــام أحلامهـــم يبكــون
وســ نضحگ على جرآحهم وهم يتألمون ]
كانت في غرفتها الخاوية بين الجدران الصماء، والفراش البارد أهاجتها الذكريات فضربت عمق وعيهــا وأخذت تطــوف بين جنباتها تقلب صفحات الألبومات تتلاحــقـ أنـفاسهــا في اضطراب وشجــنـ
مشكلتي ؛ أهب كل مشاعري، لا أحب التجزأة، فحين أُخذل يكون الوجع أكبر ..
اليوم أدركت أنها لا تستطيع فراقه، ولكنها عاهدت نفسها أنها ستريه أنه خسرها للأبد
طرقات على باب غرفتها نبهتها أن تدفن مشاعرها اتجهت نحو الباب لتفحته، رأت والدتها وبيدها كأسا من الحليب سرعان ما ارتسمت ابتسامة على ثغرها وضعت والدتها الكأس على المكتب وهمست بحنية: حبيبتي فيه شيء ليه وجهك أصفر لتكوني حامل
أوجعتها أمها بكلامها لكنها اصطنعت ابتسامة أتقنتها بالفترة الأخيرة: ماما حبيبتي حبيت أنام عندك فيها شيء
هزت الأم رأسها بقلق: ريما لا تكوني عنيدة احكيلي البراء زعلك بشيء
كيف لها أن تجيبها بعد أن دمرها بخيانته لم تتوقع ذلك منه، علت ضحكتها بعدما تنهدت: ماما حكيتلك ما في شيء هو أصلا في حدا بيئدر يزعل بنت أبو يامن
لم تصدقها أمها فهي تعرف عناد ابنتها ولكنها ستعلم كل شيء بطريقتها، رن جوالها فكانت المتصلة توأم روحها مرام تمنت لو أن أمها ليست هنا حتى تحادثها براحة، وكأن همسات القدر سمعتها فأمها أخبرتها أنها ستذهب لتحادث يامن وتطمئن على مصطفى ابن عمها وسترجع لها فيما بعد، ردت على تيك وهي تقفل باب غرفتها بعد خروج أمها، تلقائيا تساقطت دموعها على وجنتيها وتكلمت بوجع: السلام عليكم مرام مو ئادرة والله تعالي على بيتنا
لكن تيك همست بوجع هي الأخرى: ريما هأحاول بس انتى عارفة سعاد الشريرة من
بعد ما حكت انو عمي بدو يزوجني غصب وأنا رفضت وتحديتهم كلهم صارت كل يوم تحاول تأذي مراد
ابتسمت ريما من بين دموعها وتكلمت برجاء: حبيبتي هاتي معك مراد سدقيني هو أكتر واحد محتاجه هسه
هزت مرام رأسها وكأن ريما تراها: حبيبتي انتى بتعرفي انو مراد بنام بدري وثواني و يأذن العشاء يعني ما في وقت
لكن ريما أصرت فوعدتها مرام أن تأتي ومعها مراد، اتجهت إلى الدولاب باشتياق فتحته بهدوء وهي تقلب الملابس بين يديها وابتسامة حنين ارتسمت على ثغرها، فهذه ملابسها قبل الزواج قررت أن تبدل ملابسها لتجدد نشاطها، ارتدت بلوزة باللون الأخضر الباهت تعانقها من على الصدر كرستالات فضية اللون، وبنطلون جينز رمادي اللون وسرحت شعرها الأسود الذي يصل لنصف ظهرها وربطته كذيل الحصان
ووضعت مكياج خفيف لتخفي شحوب وجهها، خرجت من الغرفة ستطلب من أخاها يامن أن يشتري بعض الأشياء لتفرح بها قلب الصغير مراد، كادت أن تسقط أرضا عندما رأت الشخص الجالس بالصالة التفتت إلى أمها بسرعة فرأتها تبتسم، علت ملامح الجمود وجهها وردت السلام
لكن ذاك تكلم بابتسامة خبيثة لمحتها ريما: يلا روحي جهزي نفسك مشان لما أجي من صلاة العشاء أخدك
لا تعلم كيف خرجت هذه الدعوة من فيها: ان شاء الله تروح وما ترجع
نظر لها باستنكار بينما أمها أيقنت أن الذي سمعته مجرد أوهام فتكلمت بهدوء: حبيبتي شو حكيتي
هزت ريما رأسها ونظرت لذاك وهي تود خنقه ولتبعد الشك عنها تكلمت بدلع: حبيبي بدي أبات عند ماما اليوم
قهقه بنشوة تمنت ضربه أيضحك عليها ندمت على كلمتها التى قالتها اقترب منها وهو مستمتع بهذه اللعبة وقبلها على خدها: لا يا حبي ما بقدر أستغنى عنك
تمنت لو أنهما لوحدهما لأرته ولكن المصيبة أن أمها هنا، تكلمت بجمود: لا صحبيتي بدها تيجي هانا وما هئدر أرجع معك
أخبرها بعناد أنه سيأتي بعد صلاة العشاء ليأخدها وما قهرها أكثر أن أمها في صفه، حيث أنها أخبرتها أن تتصل على مرام وتعتذر منها لكنها رفضت ولم تهتم لشيء، فإلى متى ستتنازل عن حقوقها رص البراء على أسنانه بغضب وتكلم بهمس حاد بحيث لا تسمعه أم ريما: اذا جيب من صلاة العشاء وما لقيتك جاهزة حسابك عسير
تكلمت أم ريما وهي تناظر ابنتها بتهديد: يابني خلاص روح على الصلاة وتعال خدها
ابتسم البراء بانتصار لكن لم يدم ذاك طويلا فريما صرخت بعصبية وهي تدفه من صدره: لا ما تيجي وطلقني أحسن الك والا وربي لأحكي للكل عن أفعالك
شهقت أم ريما من الصدمة واقتربت من ابنتها وصفعتها على خدها وصرخت بحدة: احترمي جوزك ولَّا أنا ما ربيتك
ناظرت أمها نظرة ألم وهمست: أحترمه ليه شو عمل لأحترمه
هزته همساتها ولكنه تكلم و وهو يتجه خارجا: أنا رايح للصلاة يلا سلام
جلست ريما على الأرض بانهيار، فقدرتها على الاحتمال انتهت ناظرتها أمها بقسوة فهي ترى أن البراء شاب تقي لا يمكن أن يؤذي ابنة عمه وأن تصرفات ريما ناتجة عن دلعها الزائد فهي الابنة الوحيدة لديها وكل طلباتها مستجابة، صرخت بحدة: قومي جهزي نفسك يلا مشان يجي جوزك يوخدك
لم تتكلم ريما والأغرب لم تدمع عينيها بل وضعت رأسها على ركبتيها واحتضنت نفسها تألمت الام لمنظرها لكنها ضغطت على نفسها وصرخت بحدة ثانية: يلا قومي بلا دلع
وقفت ريما بشموخ وهي تكتم دموعها بقوة: هأروح أحكي لجدي وهو هياخد حقي
وفي أحد البيوت الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة منزل أبو مهند الساعة السابعة والنصف مساء
قِممممممممة الووووووجع
حين تصل إلي مرحلة مغلقة وتواجه گافة الصعوبات لگي تستمر فيما أنت ساعي لتحقيقه، حين تتمنى أن تتحدث ويسمعگ الآخرون لأنگ وببساطه تعبت مما في قلبگ
من هَمّ ووجع، حين تلتفت يميناً لتخفي دمعة في عينگ اليسرى شارفت بالنزول فتلتفت يساراً لأن الأخرى إمتلأت بالدموع، حينها تلقي برأسگ أسفلاً لتبــگي وتبــگي، تبگي من وجعگ وألمگ ومن گل شئ يجري حولگ...
تبگي لأن إحساسگ ترجمته الدموع فلا الكلمات ولا الاوراق قادرة علي وصف مآ أنت فيه، حين تگتم بقلبگ گل شئ وتدفن فيه أخبارگ وحكاياتگ گلها...
تنام وتصحو وهي معگ لم تخبر بها أحد بل مازلت مستمراً في السماع إلي أوجاع غيرگ تهدئهم، وتحمل عنهم ألمهم، وتمسح دموعهم
وفي المقابل تبقى أنت [ وحيـــــــــــداً ]
تود رؤية هاني وبشدة افتقدته في الفترة الأخيرة مرت الأحداث سريعة، انتقلوا إلى العيش بهذا البيت منذ أسبوع ونصف، تفاجأت من شفاء مهند السريع من يراه يقسم أنه لم يكن مريضا يوما يبدو أن المدعو بوالدها هو السبب بذلك، ومصعب لكم آلمها إنه في المشفى إلى الآن لا يستطيع المشي لفترة مؤقتة، كرهت البقاء وحيدة فإخوتها لا تراهم إلا وقت النوم، شغلت نفسها بالدراسة جذب انتباهها صوت قريب خرجت من الغرفة فرأت شاب تقسم أنه أجمل شاب رأته بحياتها وسائلت نفسها (هل هذا ملاك أم بشر) سألها ببرود: وين اخوانك
صمتت لوهلة لكن سرعان ما استوعبت ما يحصل وصرخت بعصبية: انت كيف بتدخل البيت بدون استئذان
عقد حواجبه باستنكار وتكلم بهدوء: أبوك اللى بعتني
صوته فيه بحة غريبة جذابة لوهلة تذكرت ذاك السالم إنه يشبه هذا ولكن هذا أجمل منه بمراحل، تأملته بانجذاب غريب اذن والدها يعلم أن هذا الشاب هنا، وصدق المثل ( ذكرنا القط جاء ينط ) جاء ذاك السالم وهو يحمل أغراض البيت تمنت لو أنها في بيتها القديم، صحيح أن هذا البيت أجمل بكثير لكنها كل يوم تقابل أشخاصا جدد يقتحمون حياتها، وكأن حياتها أصبحت فلم أكشن سألها سالم بهدوء: أسيل محتاجة شيء
هزت رأسها بلا ، التفت سالم لذاك وتكلم باستغراب: متى جيت يا أدهم
تنهد أدهم وهو يبتسم بعدما غمز لأسيل وتكلم بمرح مناقضا لشخصيته الباردة: كنت بتكلم مع الحلوة
تنرفزت أسيل من كلماته وخاصة بعد رد سالم الذي علت ضحكاته: الله يخليكو لبعض
صرخت أسيل بعصبية: انت واياه اطلعوا برا البيت
اقترب منها سالم ووضع كفيه بين خصلات شعرها، وابتسامته تتسع زادت خفقان قلبها عندما همس: أسولة
لكن ذاك أدهم أبعد سالم عنها وأوقعه أرضا واقترب من أسيل حتى اصطدمت بصدره وهمس بحدة: أسيل ما تفتحي الباب لحدا أنا هأغير قفل البيت اليوم اوك
سرت قشعريرة بجسدها وهي تناظره فجماله أسرها، لم تنطق بكلمة فقربه ألجمها لكن سالم تأوه بألم: أدهم ابعد عن البنت حرام عليك شوف كيف الصدمة خلتها ما تعرف تتكلم
رص أدهم على أسنانه بغيظ: سالم اسكت لو عمرك قربت من أسيل ما هتشوف خير اوك بتفكرني مو فاهمك شكلك بتلعب عالحبلين بس أنا ما هأسمحلك
علت الجدية ملامح سالم وتكلم ببرود: اذا أسيل بتهمك وبتغار عليها هي كمان عرضي وأنا بخاف عليها، بس انت فاهم كل شيء غلط
لم تستوعب ما يقولان ما علاقتهما بها، لكن أدهم صدمها بقوله: سالم أنا بقربلها أكتر منك انت مجرد ابن عمها يعني اهتمامك وغيرتك خليها لأهلك
لا تعلم ماذا تقول، ماذا يقصدان بكل هذا فجأة وبدون سابق إنذار بعد أن كانت وحيدة ليس لديها أعمام ولا أخوال يصبح لديها أب، الذي طالما تمنته بمواقف كثيرة وأعمام وابن عم وأشخاص كثيرون اقتحموا حياتها، إنها تشعر بأن كل هذا كابوس يمر في منامها دمعت عيناها من قول سالم: أسيل اذا محتاجة شيء احنا أهلك ما تخجلي منا
لا تحتاج شيء فقط تود الابتعاد إلى المجهول فالمواقف التي حصلت مؤخرا شتتتها وبعثرتها دخل مهند يتبعه مؤيد، ركض مؤيد نحو سالم والدموع تملأ مقلتيه: سالم مهند ضربني مشان ما رضيت أشحد من الزلمة
علت الصدمة ملامح الجميع، اتجه مهند نحو مؤيد وصفعه على خده بقهر، لكن الصغير هتف ببراءة: والله لما أكبر وانت تصغر يا مهند لأضربك وما هأديك أي شيء
بقدر ما أضحكهم جوابه أبكاهم بنفس الوقت فيا لبراءة هذا الطفل المغدورة، همست أسيل تود الابتعاد عن أدهم: يا رب ساعدني
ابتعد أدهم بخفة ونظر لمهند بحدة: ليه بتشحد انت ما بتفهم انو هالشيء مو من مستوانا
لكن مهند ناظره بثقة ولم يخف من نظراته: لتكون بتفكر نفسك بتخوفني لا يا حبيبي أنا ما بخاف من حدا وهأشحد بكيفي
اقترب منه أدهم وعيناه تنطق شرر لكن الصغير
ناظره بتحدي: روح شوف نفسك بالمراية ما بتقدر تخوف نملة
علت ضحكات سالم وخاصة بعد أن علا القهر ملامح أدهم: هيما بتعرف أول مرة أشوفك مقهور بصراحة مهند بدي أعطيك جائزة
تجاهل أدهم قول سالم واقترب من مهند وأمسك يده وقام بلويها: تاني مرة بتسمع كلام أخوك الكبير
مهند بالرغم من أنه تألم إلا أنه لم يظهر ذلك، وحاول محاولة مستميتة أن يسحب يده لكنه لم يقدر اقتربت أسيل منهم وتكلمت بعصبية عندما رأت احمرار يد مهند: سيبه حرام عليك
تركه أدهم بعدما تنهد، وأخبره إن قام بالتسول مرة أخرى سيخبر الشرطة، يبدو أن الصغير يحب الاستفزاز أدخل يده في جيب بنطاله وأخرج فلوس تقارب المئة شيكل وارتسمت ابتسامة سخرية على وجهه: كيف أنا معگ
شهقت أسيل بصدمة وهتفت باستنكار: مهند من وين لالگ هادي الفلوس
فُتح الباب ودخل أبو مهند ارتمى مؤيد في حضنه واشتكى على مهند، لكن ارتسمت ابتسامة واسعة على شقي أبو مهند والتفت إلى أدهم: اليوم بتبات عند اخوانك اوك
لكن سالم اعترض وأخبره أنه يود المبيت بدلاً من أدهم، لكن أبو مهند لم يقتنع بهذا وظهر ذاگ على ملامحه: لا يا سالم انت تعال معي محتاجك بأمر مهم
نطق سالم بقهر وهو يعلم سبب مقولة عمه ولكن لن يسمح بهذا، فهو لا يريد الذهاب مع عمه ليس خوفا ولكن لحاجة في نفسه: عمي انت ما بتثق فيني يعني
هز أبو مهند رأسه معارضا وهم أن يتكلم لكن أسيل قاطعته بانفعال: انت كيف بتخلي ناس غريبة تنام عندنا، يلا اطلعوا برا وإلا أنا بأطلع
صعوبة الموقف تتلف أعصابگ وتشعل ناراً بداخلگ لايقوى أن يطفئها أحد....
فقوة توهجها أگبر بگثير من أن تطفئها الگلمات أو تهدئ من إشتعال فتيلها الانغام.......
كلامها نرفز والدها إلى أبعد حد، فمزاجه غير رائق تكلم أدهم سريعا: أسيل ما تكوني غبية يعني مو ذاكراني باللهي
وأكمل سالم لأنه يخاف من عصبية عمه: أسيل احكيلي شو بنستفيد لو نكذب عليك
صدمهم أبو مهند بتصرفه اقترب من أسيل وصرخ بوجهها: والله اذا ما سكتي لأجوزك هادا الأسبوع وأرتاح منك
صرخت أسيل بعصبية وهي تمسح دموعها بعنف: ظالم أصلا أنا غبية لأني فكرتك بابا، بابا مات من زمان ماما حكتلي
( وأكملت بصوت متهدج ) بس كان عندي أمل انو انت
وضع كفه على فمها ليمنعها من الكلام، تكلم ببرود: أنا حكيت كلمة وما بعيدها اذا ما سكتي اعرفي كتب كتابك بعد تلات أيام وأنا اذا حكيت كلمة ما بعيدها
ونظر إلى سالم بحدة، خاف سالم من نظرات عمه ولم يتكلم لكن أدهم همس ببرود: ما عاش اللي يغصب أخت أدهم على شيء حتى لو انت ( واشار لوالده بسخرية )
لا تعلم لما شعرت بسعادة كبيرة من رده، ابتسم أبو مهند تلقائيا: اوك يا محامي الدفاع اليوم بات عندهم اوك وغير الأفكار اللى في رأسها هالعنيدة
والتفت إلى سالم: يلا نروح
تمسك مؤيد بوالده وهو يبكي، مسح أبو مهند على شعره وهمس: هسه روح نام مشان أجيب لالك هدية
لكن الصغير أبى فهو يعتقد أن أجمل الهدية في الحياة هي وجود والده بجانبه، يتحسر عندما يرى كل طفل مع والده في السوق أو في الشارع كان يتمنى أن يقول كلمة بابا، لذلك لن يسمح له بالخروج فهو يخاف ألا يرجع، التفت ذاك إلى أدهم: تعال خد أخوك يلا أنا رايح
اقترب مهند من والده وتكلم مقلدا الكبار: بدي أروح معك أنا عارف وين بدكم تروحوا ( وغمز لوالده )
ناظره أبو مهند وقلبه يخفق فكلماته لامست شغاف قلبه، بعثر شعر مهند وكأنه يبعثر هذا الإحساس الذي هاجمه بهذه اللحظة، يبدو أن الماضي سيتكرر ولو بعد حين، سخر من نفسه فتكلم ببرود: حبيبي بوعدك أخدك بيوم تاني
علت ضحكات سالم فهو يعلم نية عمه لكنه كتمها بصعوبة عندما ناظره عمه بحدة
ما إن رحلوا من حولگ تبقى تائِهاً في ألمگ لاأحد يدري عنگ، الخـــســـارهـ شئ مؤلم جداً وموجع جداً وقاسي حد الممات......
حين تخسر قطعة من روحگ شئ من ممتلكاتگ.
حين تخسر قلبگ وحلمگ الذي بِت أياماً وسنين ترسمهـ....
نـــار تحرق گل شئ بداخلگ وتوّلد شخصاً جديداً محترقاً بماضيه ومصدئ برماد ذگرياته
شــخــص....دمرررررره ماكان فيه وآلمته خسارته فتحول إلي إنسان متفرغ من الإحساس لايملگ نبضاً ولاعروق للشعور....
فگل شئ قد مات بالنسبة إليه...
شخص توقف عداد عمره بتاريخ خسارته فما تبقى منه إلا أنه رگام للحطام ورماد لنار محترقه أتعبتها ثُقل تلگ الاوراق التي توهجت شوقاً وألماً فيها فاحترقت.....
فـــگــيـــف لي أن أتاااااااااااابع حياتي وقد توقف عداد عمري؟؟؟
ووصل بي الحال إلي دائرة مغلقة لم أعد راغب في الخروج منها فاليأس قد أحاط بي وقلة حيلتي قد أتعبتني وخسارتي قد أبرحتني ضرباً حتى أماتتني.....
فما حيلتي؟؟؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كان يناظر القمر من نافذة غرفته يشعر وكأن الحياة تعانده في كل شيء، شعر بشخص يربت على كتفه استدار ببطء فرأى والدته ابتسم ببرود فبادلته سؤال أرهقه طوال الفترة الأخيرة: حبيبي انتقمت منهم يعني خلاص ارتحت
وعن أي انتقام تتحدث طالما أراد أن يفضفض لأحدهم ولكن إلا أمه لا يحب أن يذكرها بماضٍ كان السبب في تعاستها، أجابها ببرود عكس النار التي تشتعل بقلبه: لا ما انتقمت كنت بدي أقتل أقرب الناس لالو بس ما قدرت
مسحت على شعره وهي تتخيله طفلها الصغير الذي طالما ضحت من أجله: حبيبي ما تنتقم من حدا ربنا اللى بينتقم منهم، بسام انت وحيدي ما في الي غيرك
واغرورقت الدموع في مقلتيها، مسح دموعها بأصعابه المرتجفة وهمس: لا تدمعي يا غالية دمعك جرح خدي، وسدقيني لأنتقم من هاني لانه هو السبب
هزت رأسها بلا وهمست: حبيبي هو ما الو ذنب لا تكون انت والحياة عليه، هو ما في بايده شيء
قهرته طيبتها ولكن سينتقم من ذاك الهاني، كان يريد إحراق قلبه بقتل تلك الفتاة لكنه لم يقدر عيونها الحزينة أوجعته وأشعرته أنه يرتكب جرماً، ضغط على قبضة يده بقوة لما كل شيء ضده لن يرتاح يوما إلا اذا أخذ بثأر والده أحاطته والدته بذراعيها الخشنتين التى تحملتا المشقة والتعب من أجل أن تربي ولدها، شعرت بصداع فظيع في رأسها فتأوهت بألم سألها بسام بخوف: يمه شو مالك
ابتسمت رغم ألمها فهمسات القدر أنبئتها أنها لا تقدر على فراق وحيدها، طُرق باب منزلهم المتواضع فذهب بسام ليفتح الباب والقلق يحيطه فتهديد أولئك الذين خلصوا الفتاة من براثنه لا يزال يتردد في عقله تنهد بارتياح عندما رأى جارتهم أم محمد، فتح الباب كله ليفسح المجال لها لتدخل، أخرج علبة دخان من جيبه وأشعل سيجارة وبدأ ينفث مرة تلو الأخرى وعيناه تتأملان الدخان الذي يتصاعد باستمتاع
لا يعلم لما تلك الفتاة التى تدعى بأسيل لا تفارق تفكيره، يشعر وكأنه رآها بطفولته ولكن لا يعلم أين، انصدم عندما سمع صرخة ........
انتهت الآهـــــــة
ما هي توقعـــــاتكـــــمـ
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
دمتم بــــــود
|