كاتب الموضوع :
نها عبدالخالق العرجا
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
وفي الصالة
نهى بحدة: جهاد ما تروح عيب يا ماما
أشاح جهاد وجهه وتكلم بقهر: ماما ليه يعني هيك حرام والله
إسراء بدهشة: ليكون ريما زعلت من كلام هادا
( وأشارت لعماد بإصبعها )
أجابتها نهى بسرعة: لا مستحيل ما زعلت بس عليها دراسة لهيك راحت
ذهب جهاد إلى غرفته وهو يشعر بالقهر على حال ريما، اتصل على جوالها اكثر من مرة لكنها لم ترد عليه بعث لها رسالة اعتذار بالنيابة عن أخيه عماد، تمنى لو أنها أخته يحبها كثيراً نظر إلى ألبوم الصور الذي بجواله كلها صوره مع ريما في حفل تخرجها في الثانوية العامة جذبته صورة كان البراء ينظر لريما بابتسامة فعلا البراء كانت علاقته بريما قبل الزواج علاقة جيدة، لأنهم محرومون من الأخوات كانوا يعتبرون بنات عمهم أخواتهم، لكنه تفاجأ بالمعاملة السيئة التى عاملها إياها بعد الزواج صحيح أنه كانت هناك بعض المشاكل بين البراء وريما وهم صغار وهذا طبيعي لأنهما نفس العمر حيث كانا يتنافسان دائماً، لكن عندما كبرت ريما قلت علاقتها بالبراء، تفاجأ عندما رأى " أختي الحنونة " يتصل بك رد بسرعة وهو غير مصدق ما يرى رد بلهفة: السلام عليكم ريما كيف حالك ما تزعلي والله انتي أحلى وحدة
حزن لسماع صوتها المبحوح الذي بدا عليه أنها كانت تبكي: وعليكم السلام الحمد الله انا بخير
سألها بهمس: ريما أصلا عماد صغير وما تهتمي لكلامه
ابتسمت تيك لقوله فعلا إنها تحبه، لكم تتمنى لو أن البراء مثله: حبيبي أنا مو زعلانة
فرح ذاك لقولها مع أنه يعلم أنها تكذب: شو رأيك نعمل يوم الخميس حفلة ونعزم صحبيتك مرام وأخوها مراد
أخبرته أنها موافقة ولكم يسعدها هذا، أنهى المكالمة بعدما سمع ضحكتها وضع الجوال على السرير، وتمدد على سريره ووضع يديه بعد أن أشبكهما ببعضهما خلف رأسه نظر للسقف والابتسامة مرتسمة على شفتيه، تذكر صديقه محمد الفقير فعلا لا يشعر بالشيء إلا فاقده لم يتوقع أنهم يعيشون بالكرفانات " الكرفانات هي عبارة عن غرف مصنوعة من الحديد أتت من تركيا إلى قطاع غزة بعد حرب العصف المأكول 2014 لتأوي الناس الذين هدمت بيوتهم في الحرب ولكنها تكون في الصيف مثل الأفران وفي الشتاء تكون كالثلج من شدة البرودة وموصلة للكهرباء وكثير من الناس أصيبوا بالصدمة الكهربائية بسببها " يتمنى لو يستطيع مساعدته لقد بدأ بإدخار مصروفه، وسيساعدهم بإذن الله سمع صوت الباب يُفتح صوب نظراته نحو الباب فرأى أمه وبيدها كأسا من الحليب سألته أمه بحنية: حبيبي خد اشرب هالحليب
لا يعلم لما تعامله وكأنه طفل صغير، لكنه يعشق هذا الاهتمام كثيراً لحظات صمت سادت مد يده ليأخذ الكأس لكنه وقع منه إثر قولها الذي صدمه، فهتف بعدم تصديق: مستحيل
—————————-
أيهــا الحنين هل لك أن تنتحي عن الذاكرة إنهــم رحلوا بلا عودة فلماذا أنتــ بآقي
وأمام شاطيء البحر كان يجلس على صخرة يتأمل أمواج البحر المتلاطمة، يشتاق لها كثيرا فعلا الشيطان يزين الحرام في عين الإنسان، ليبعده عن الحلال رحل الأمل وبقي هو يتجرع الآلام أخفض رأسه بحزن تذكر موقفاً كان قبل خمس سنوات كان يجلس في أحد المطاعم لكن رجع للواقع إثر ضربة قوية على كتفه: وين سرحان يالحبيب أم العيال طردتك من البيت
ناظره ببرود و همس: مين حكالك اني هانا
غمز له واقترب منه وهو يهمس: معقول أنسى هادا المكان
أشاح وجهه فهو فهم ماذا يقصد بقوله فهتف ذاك بجدية: مصطفى بتعرف جبت اللى حكيتلك عنه وكمان مضاعف
نظر له ببرود وتكلم بهدوء: منيح برضوا
تكلم ذاك بسخرية: له يا راجل لا شكله صاير شيء لهدرجة انت مو هامك الموضوع
وضع مصطفى يديه على رأسه بألم: طلال معك حبوب لوجع الرأس
طلال عقد حواجبه بخوف: مصطفى شو مالك احكيلي
مصطفى بعدما تنهد: ولا شيء بس رأسي بوجعني شوي
طلال وهو يتأمل مصطفى بقلق: الدنيا برد يلا نروح على شقتي
هز مصطفى رأسه معارضاً وهمس: طلال اتركني لحلالي
طلال بسخرية: اوووووف لهدرجة معصب هادا شكل واحد عرف انو هيصير أبو
نظر له مصطفى بعدم تصديق: يا ملعون كيف عرفت
همسة: ( اللعن محرم وأنَّ من يكثر اللعن فلن يقدر على نطق الشهادتين عند موته وهو مطرود من رحمة الله، وللأسف كثير منا يلعن ولا يهتم لعقوبة ذلك، لذا أتمنى من الجميع أن يبتعد عن اللعان )
طلال بضحكة: يا حبيبي ابنك هو ابني كيف بديش أعرف
مصطفى بعصبية: طلال بلا مسخرة بجد بحكي كيف عرفت
همس طلال وهو يرفع حاجبيه باستنكار: مصطفى انت حكيتلي بنفسك بعد العصر لما اتصلت عليك
مصطفى هز رأسه بنفي: لا ما حكيتلك
طلال وقف بهدوء ورمى نفسه بالبحر تفاجأ مصطفى من فعلته، وبعد قليل خرج طلال وبيده زجاجة ورماها بجانب مصطفى، نظر مصطفى إلى طلال الذي تتساقط منه قطرات الماء: انت مجنون الدنيا برد وصقيع كيف رميت نفسك بالبحر
اقترب طلال من مصطفى ووضع يديه على كتفي مصطفى: يا حبيبي المجنون اللي بسمع كلام حدا متلك، يلا بلا كلام فاضي نروح على الشقة
أمسك طلال الزجاجة بيده اليمنى وباليد الأخرى أمسك يد مصطفى ليسحبه خلفه، لكنه اصطدم بشخص ملثم نظر له بتفحص ولم يشعر بالخوف بتاتا: زهير ليه جاي لهون
همس له ذاك: لا تكون غبي وين اللى طلبته منك
تكلم طلال بهدوء: ما في معي شيء
أخرج زهير من سترته سكينا وهم بطعن طلال لكن مصطفى هو الذي تصدى الضربة، بعدها علت صرخة مصطفى بالأنحاء
——————————
وفي أحد البيوت الواقعة بحي الرمال بمدينة غزة في منزل أبو جهاد وبالتحديد بغرفة ماهر
ً
إن كنت تحكم ان حياتك 'أنتهت' أو بمعنى أدق 'تحطمت'ف إصنعها من جديد فكل شيء قابل للترميم.
سألته بيأس: ماهر احكيلي شو مالك
أخفض رأسه وتكلم بقهر، فليس هناك أصعب من أن تثق بشخص ثم تكتشف بعد ذلك أنه يخونك: حكيتلك القصة
تنهدت بحزن على حاله: ماهر أصلا كل اللي بتعمله حرام، بترضى لأختك تطلع مع شب و يتمشوا سوى عالبحر، بصراحة بعد هالموقف نزلت من عيني
أشاح بصره وتكلم هامسا: ما كان قصدي شيء
نظرت إليه بحدة: ماهر هالشيء كلنا بنعرف انو حرام ولا أهلك ولا أهلها بيرضوا بالهشيء لا تبرر موقفك
تكلم بقهر: دعاء أنا مقهور يعني كل شيء طلع صح وأنا طلعت أكبر مغفل بالدنيا
دعاء ناظرته بتأنيب: أنا ما هأكلمك الا لما تعترف انك غلطت وتوعدني ما تتكرر هالتصرف تاني
تكلم بعصبية: دعاء والله مو قادر أسدق انتي مو عارفة كيف شعوري هسه، احكيلي ليه عم بصير فيَّا هيك
دعاء بهدوء: أنا طالعة وما هأكلمك الا لما تعترف بغلطك
ماهر نظر لدعاء نظرة ألم: يعني شو بدو يصير لو اعترف اني أنا غلطان
دعاء بحدة: بيصحى ضميرك اللى نايم يا خسارة تربية عمتي فيك، عاجبك اللى عملته يعني تضحك وتتمسخر مع البنت وتتمشوا ع البحر مو مسدقة انك عملت هيك يا ماهر
أخفض ماهر رأسه نعم إنه يعترف أنه أخطأ فليس من حقه أن يتمشى مع نور، استغفر ربه و همس لدعاء متأسفا لكن دعاء أخبرته إن أراد أن يتأسف فليتأسف إلى ربه الذي عصاه، همس لها قائلا: دعاء ساعديني تكلمي معها احكيلها ليه عملتي هيك
نظرت دعاء إليه نظرة برود: ليه أتكلم وأنا متأكدة انك ما بتحبها
صُدم من قولها ماذا تقصد، هل القدر ضده أم ماذا، يبدو أن الأمل استبدل بالألم، رفعت حاجبيها باستنكار: مالك مصدوم ليه أنا حكيت شيء غلط مثلاً
————————-
في أحد المستشفيات الواقعة بمدينة خانيونس
مواقف الأمس
{{نتذكرها اليوم}}
ومواقف اليوم س نذكرها غدا..
#جميييل
أن ترى فرق بحياتك القادمة ع ماقد مضى..بقدر فارق الزمان بينهما.
نظرت إليها بعينين دامعة، دعت لها بالشفاء تمنت لو أنها هي المريضة بدلاً عنها سألتها ابنة أخيها بقلق: عمتو متى جدتي بدها تصحى
تنهدت بأسى: حبيبتي قريب ان شاء الله
و التفتت لناريد باستفسار: حبيبتي بدك تغيبي بكرة عالمدرسة
أجابتها ناريد بابتسامة: ايه عادي بأخد الدروس اللى يروحوا عليَّا من صحبيتي إسراء
وهمست للميس التي تجلس بجانبها: يلا مين قدك سمو الملكة ناريد بدها تنام عندك
أشاحت لميس وجهها: ناريد ليه بابا زعل جدتي أول مرة أشوفه بهالعصبية، معقولة سمع كلامنا لهيك كان معصب
سخرت ناريد من تفكير لميس هي تعلم أنه لا أحد سمع كلامهما، لكن مستغربة من الذي حصل يبدو أن في الأمر سراً، أتى الأمير وبيده زجاجتين من العصير أقبل نحو جدته وقبلها على جبينها وكفها وهمس: سلامتك يا جدة ما تشوفي شر ان شاء الله
حركت الجدة كفها وأمسكت بيد الأمير وهمست بصوت متهدج: حبيبي وين الغالي أبوك
أجابها الأمير ببرود أنه لا يعلم وبعدها خرج بهدوء، انزعج الجميع من تصرفه لكن لميس لحقت به وتكلمت وهي تبكي: ليه بابا عمل مشكلة مع جدتي
هنا ظهر أبو الأمير اتجه نحو أمه وقبلها قبلات كثيرة لم يترك أي شيء من وجهها إلا وقبله، وقبل رجليها ويديها وهمس: سامحيني يا الغالية
زاد صوت بكاءها وهمست هي الاخرى: حبيبي أنا مسامحك
لا يعلم لما شعوره يؤكد له أنه سيفقدها قريبا تعوذ من الشيطان، فهناك بقايا أمل تخبره أنها ستبقى معه للأبد وأنَّ هذه مجرد هلوسات كاذبة، لكن همسات ولده الأمير الذي جاء من الخارج وبيده ظرف أسود، جعلته يلتفت إليه مؤنبا: اوك اعمل اللى بدك اياه
———————————
في أحد البيوت المهجورة الواقعة بحي النصر بمدينة غزة
قبيل الفجر
إنظر للحياة من الزوايا المشرقه...من نوافذ الأمل...
من الأماكن التي تبعث لروح الحياة بمعناها،
فالحياة مهما كانت ألم ((يتخللها أمل)).
تلفتت يميناً ويساراً وهي تشاهق منادية أمها التي ذهبت ولم تعد، تمنت لو تلحق بها فليس هناك ما تعيش من أجله، الجميع رحل وبقيت هي لوحدها في هذا الظلام الدامس تتجرع آلام الوحدة، تأوهت فخرجت آهاتها كلحن عزف على أوتار الألم، بحثت عن بقايا أمل في زوايا حياتها لكنها لم تجد سوى الألم، أبعدت خصلات شعرها الملتصقة بوجهها بعنف حقدت على كل العالم، إنها الآن ببيت أشبه بالخرابة هل هي بكابوس أم أن كل شيء حقيقة، جلس بجانبها أخاها مؤيد وهمس: أسيل ليه طردونا من البيت صح بابا حكي انو البيت لالنا
وبما تجيبه هي لا تعلم شيئا مما حصل، اقترب منهم شخص يحمل كشاف صرخ بحدة: كيف طلعتوا من المشفى وأنا من الصبح بدور عليكم
ارتمى مؤيد بحضنه وعلا صوت نحيبه: بابا راح وتركنا خليه يرجع أنا بحبه والله
صُدم ذاك من كلام الصغير، نظر لأسيل يطلب استفسارا تجاهلت نظراته واكتفت بتنهيدة اقترب منها وأمسك يدها: أسيل احكيلي مين جابكم هون على هالبيت المهجور ووين مصعب ومهند
نظرت إليه بألم إنه الانسان الوحيد الذي أحبته بحياتها لكن كلمات أمها ترددت ببالها " هاني بكون عمك " عمها أتحب عمها أشاحت وجهها للجهة الأخرى وأرادت سحب يدها لكنها لم تستطع، تكلم بعصبية: أسيل ردي بسرعة
التفتت إليه ودموعها تناثرت على وجنتيها كإليل زهور تناثر على المرج الأخضر، بعدها ارتمت بحضنه اشتاقت إليه ولحنانه الذي أغرقها فيه بالفترة الأخيرة مسح على شعرها بحنية: أسيل حبيبتي احكيلي شو فيه
جاء مؤيد وابتسامته تزين ثغره وكأنه ملك العالم بأسره: أسيل تعالي بسرعة بابا اجا يلا نروح
لكن هاني ضمها لصدره أكثر وكأنه يحميها من شيء ما، وهمس: أسيل متى اجا أبوكم
أسيل وهي تشاهق: كذاب هادا مو بابا
جاء رجل من الخارج ونظر لأسيل ببرود: مين حكالكم تطلعوا من البيت
مؤيد بسرعة: بابا اجا رجال كتير وطردونا وحكوا هادا بيتهم
نظر الرجل إلى ما حوله ببرود: اوك هالبيت كويس خلاص عيشوا هانا
ابتعد هاني عن أسيل بهدوء، واتجه نحو الرجل لا يصدق ما يرى: انت كيف بتكذب عليهم وبتحكي انك أبوهم انت ما بتخاف ربك
أسيل بانهيار: بكرهكم كلكو يا رب أموت لترتاحوا
نظر لها هاني بضيق: أسيل اهدأي
اتجه نحوها ذاك الرجل بخطوات سريعة ونظر لعيونها الرمادية نظرة غريبة وهمس: شو عمل لالك أخوكي اللي خطفك
انتهت الآهة
ما هي توقعاااااتكم
الكاتبة/ نها عبدالخالق العرجا
|