كاتب الموضوع :
نها عبدالخالق العرجا
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
وفي أحد المستشفيات الواقعة بحي النصر بمدينة غزة
نخشَى الاعتراف أحَيانا..!بما يدور داخلنا ,,,وَحدها وَسائدنا وَأوراقُنا..تَعرف ذَلك ,,!!
نظر حوله بحزن لم يصدق أن كل هذا حدث بالبارحة، ودَّ لو يرى أمه فيرتمي بأحضانها كطفل صغير كان تائه بالسوق ووجد والدته بعد رحلة بحثٍ طويلة، تناهى إلى مسمعه تأوهات التي أمامه، نظر إليها بقلق واضح على محياه: خالتي انتي بخير
لم تجبه بل اكتفت دموعها التى شقت طريقها على وجنتيها تحكي قصتها والظلم الذي عانته
في حياتها، احتضن يدها بين كفيه وقبلها على جبينها سألته هامسة: يابني البنات كيفهم
لا يعلم بما يجيبها فالجواب أحيانا تعاسة، لكم تمنى أنه لو مات قبل هذه اللحظة، توسلت إليه بنظراتها أن يطمئن قلبها المكلوم أجابها ببضع كلمات: خالتو الكل بخير المهم انتي كيفك
تعالت صوت شهقاتها وكأن قلبها أحس أن الكل ليس بخير، جاء الدكتور فهمس البراء في أذنه
شيئا ما فهز الدكتور رأسه وتكلم بهدوء: خالتي كيفك هسه
تكلمت بوجع إنسانة فقدت أغلى ما تملك: دكتور احكيلي كيف البنات
هز الدكتور رأسه بقلة حيلة: خالتي كلهم بخير لا تقلقي بس انتي كوني قوية مشان تتحسن صحتك
صوبت نظراتها إلى البراء وبدموعها توسلته: يابني لا تخبي عليَّا احكيلي كيف البنات
همس البراء وهو يخفي ألمه: خالتي حكيتلك كلهم بخير مجرد رضوض بسيطة
فجأة تعالت صرخات في الأنحاء، جاءت فتاة في عمر الزهور أكملت الثامنة عشر قبل أسبوع واحد فقط، وارتمت بحضن والدتها وهي تنتحب: ماما بسمة البيت راحت ليه يا ماما هيك بصير فينا
وضع البراء يده على كتفها عندما رأى أن الأم المستلقية على السرير شحب وجهها وصار لونه أصفر باهت، وهمست بدون تصديق: بسمة راحت يعني ما هأشوفها بعد اليوم
نظرت إلى ما حولها بتوهان هل ستفقد وردة من ورداتها الست الذين ضحت بشبابها من أجلهم تحملت الإهانة من أجل أن تراهم بأحسن حال، هل ستفقد هذه الوردة للأبد همست ابنتها بصوت مبحوح تعب من كثرة البكاء: ماما احكيلها انو احنا بنحبها ليه تتركنا
أبعد البراء تلك عن جسد أمها لا يريد للأم أن تتعب أكثر، ارتمت الفتاة بحضن البراء وهي تبكي ضربته على صدره بكل قوتها فلقد طال انتظارها له بالبارحة لكنه لم يأتي: كله منك اتصلت عليك بس ما رديت عليَّا
احتضنها البراء وهمس لها وعيونه تدمع: حبيبتي خلاص ما تبكي
دفنت رأسها في صدره وعلت صوت بكاءها، فهمست الأم بهدوء والصدمة ما زالت مسيطرة عليها: طيب وين البنات بدي أشوفهم
وجلست على السرير بصعوبة وهي تتأوه من الألم، لكن البراء أبعد الفتاة عن صدره بخفة وأسرع باتجاه الأم وطلب منها أن ترتاح لم تستجب طلبه وتكلمت بهستيريا: بدي بناتي هاتولي بناتي
حقنها الدكتور بإبرة مخدرة لكي تنام يبدو أنه أصابها انهيار عصبي تخافتت كلماتها إلى أن أغمضت عينيها ونامت، وضعت الفتاة كفيها على عينيها باكية فهي لم تتحمل رؤية أمها بهذه الحالة، أبعد البراء كفيها بهدوء ومسح دموعها بأصابعه، همست له: البراء ما شفت لارا وينها
تنهد البراء بضيق: في غرفة اللي جنب هادي تعالي أوديكي عليها
مشى بجانبها وكفه يحتضن كفها، ووصلا إلى الغرفة الأخرى فتح الباب فشاهد أن الغرفة تحتوي على أربع أسرة، على كل سرير فتاة هو المسؤول عنها تسائل عن الخامسة فأجابته الممرضة الموجودة هناك أنها ذهبت مع الممرضة الأخرى لتأتي بشيء ما، صراخ الصغيرة لارا أرعبهما لقد كانت تصرخ منادية شهد أختها، اتجهت شهد نحوها وضمتها لصدرها صرخت الصغيرة: شهد بدي ماما
اتجه البراء نحوهم لم يعد قادر على التحمل أكثر هو السبب بكل شيء حصل لهذه العائلة، ألأنه أقفل جواله بالأمس حصلت كل المصائب، ابتعدت لارا عن حضن أختها شهد فمد لها البراء ذراعيه واحتضنها بين يديه، دفنت وجهها في صدره وهمست: بابا
مسح البراء على شعرها بحنية، ونظر إلى شهد بألم التى تبكي لكم ودَّ احتضانها ومسح دموعها، بادلته شهد النظرات عاتبةً، والتفتت إلى أختها بسمة التي هي اسم على مسمى حتى وهي في عالم آخر ابتسامتها لم تفارق شفتيها، تنهدت بوجع: متى هتصحى بسمة
احتضن البراء الذي يجلس على السرير مقابلا لها كفها وتكلم بهدوء: سدقيني هتصحى من الغيبوبة قريب أنا كلمت الدكتور حكالي هي بخير
أشاحت شهد وجهها ناظرة إلى النافذة، بعدها تكلمت بحدة وهي تنفض كفها من يد البراء: لا تعمل نفسك بريئ أنا متأكدة انو الحادث مفتعل وانت وراء كل هادا
شهق البراء من قوة صدمته ماذا تقصد بقولها، أبعد لارا عن حضنه وأمسك وجه شهد بكفيه: شهد انتي مجنونة أنا أعمل فيكو هيك
صرخت شهد بمرارة: عادي اذا القريب لينا شردنا وعذبنا انت الغريب بدك تساعدنا
تألم البراء من قولها، هل فقدت الثقة به تكلم بوجع: حبيبتي انتو أغلى ناس على قلبي كيف بدك اياني أذيكم
أخفضت شهد إنها تحبه لا بل تعشقه ولكن هل ما يقوله صحيح، ثقتها مفقودة بكل البشر فلا أحد يساعد الا لمصلحته هذا ما كانت متاكدة منه، سحبها البراء إلى حضنه: حبيبتي اللى عمل الحادث اذا احنا ما عرفناه ربنا بيعرفه وهياخد حقكم منه في الدنيا قبل الاخرة، بس احكيلي ليه كنتم طالعين كلكم من البيت
شعرت بألم فظيع في بطنها، عضت على شفتها السفلى بقوة من الألم وتأوهت بوجع ودموعها ملئت قميص البراء، الألم الشديد منعها من الإجابة أبعدها البراء عن حضنه وهمس بقلق: حبيبتي مالك
هزت رأسها بمعني لا شيء، أمسكت لارا يد البراء وتكلمت ببراءة طفلة أوجعتها الحياة: بابا ليه شهد بتعيط
مسح على شعر لارا وهو خائف على شهد: ما فيها شيء
جاءت فتاة لم تتعدى السابعة عشر لكن هموم الحياة جعلت منها عجوزا تعدت الثمانون، نظرت للبراء بحقد ولكن عندما رأت أختها شهد تتوجع ركضت نحوها بخوف وتكلمت بسرعة: شهودة شو مالك
ارتمت شهد بحضن أختها وهي تبكي بكاء مرير التفتت مها إلى البراء ونظرت له نظره كره: شو عملت لالها
وقف البراء بعدها أشاح وجهه: إسأليها
نظرت لأختها التى تبكي على صدرها بوجع وهمست: حبيبتي احكيلي شو عمل لالك والله لأنتقم منه لو عمل لالك شيء
همست شهد بصوت مبحوح: مها البراء ما عمل شيء
|