كاتب الموضوع :
نها عبدالخالق العرجا
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
ومن بين الأشجار الكثيفة في أحد مناطق المطلة على شاطئ البحر بمدينة خانيونس الواقعة بقطاع غزة، أناسٌ باعت نفسها من أجل حطام زائل، وهل هناك أقسى من أن تطعن من أقرب الناس لك ضحكاته تعالت هنا وهناك، سيتخلص من كل شيء يخصها ولكن سيستفيد من ذلك بأكبر قدر ممكن، أولاً سيبدأ بابنتها
ابتسم بخبث عندما رأى الذي أمامه إنه ذئب مصغرٌ عنه يفهمه من عيونه، يشعر به وكأنهما جسدين بروح واحدة سأله وهو يكشر عن أنيابه كذئب ينتظر فريسته القادمة: كيف الصفقة تمت و لا لأ
نظر حوله بلا مبالاة أتقن هذا الشيء من صغره من يراه يقسم أنه أبله لا يفهم بالحياة شيئا ولكنه عكس ذلك فصدق المثل القائل " حية من تحت تبن " ووضع كغيه على عينيه يتصنع النوم مشيرا لذاك أنه فعل كل شيء أراده، تذكر شيئا فعقد حواجبه بانزعاج وسأل ذاك عن السبب الذي جعله يُقدم على فعل هذا وهم غير محتاجون لشيء مثل هذا، علت ضحكاته وهمس للصغير أن كل شيء على ما يرام وأن كل هذا مخطط له مسبقاً، تلفت يمينا ويساراً من يصدق أن بيتاً متواضعاً مثل هذا يجلس فيه شخص مثله، وكزه أحدهم بجنبه فرأى صديق له يحمل اسم المارد عفوا هل صدقتم هذا الاسم إنه لقبه فاسمه تناساه منذ زمن، سأله ذاك باهتمام: الشبح حاسس وائل بخدعنا
وكعادته كرر جملته المشهورة بغرور: ما انخلق اللي يخدع الشبح
تصنع المارد البرود وهو يشعر بالخوف من الخطوة القادمة هل سيكون الحتف هذه المرة، هو يعلم أن الشبح بريئ من كل شيء فهو خبيث من الدرجة الأولى والويل ثم الويل لمن يعصيه، كل من في هذا المكان ذئاب بشرية حتي أن الذئاب أرحم منهم فهي لا يمكن أن تأذي أحد لم يفعل لها شيئا إلا إذا كان هناك فائدة من ذلك، فريسة مثلا أما هؤلاء الذئاب البشرية ليست في قلوبهم رحمة، يؤذون من حولهم بغير ذنب أحقا بغير ذنب أم هناك ذنوب لا تغتفر مهما طال الزمن، سأل الكاسر فهو لم يكسره أحدٌ من قبل: الشبح الغروب ذهب ولم يعد، لا تكن كالطير الذي جلس طوال فترة النهار يستمتع بوقته ويطير من شجرة إلى شجرة يغني متفاخرا بصوته ويريد بالليل أن يبحث عن طعامه، كن متأكدا أنه لن يجده
تعجَّب المارد من هذا القول فاكتفى بالصمت، لكن الشبح وقف ببطء وذهب للشرفة التي ستسقط في أي حين وفتحها بكل قوته، بالرغم من ذلك إلا ان الشرفة بقيت صامدة في مكانها وكأنها تتحدى الشبح، تكلم بهدوء مدروس: كاسر لا تخاف
وصرخ صرخة أخافت من حوله حتى الوحوش ارتجفت من صرخته: كمين
بعدها هدأ صوته وكأنه تبدل إلى شخص آخر: تفضل
هنا الخوف دبَّ في قلب كمين وارتعدت فرائصه، نسي أن الشبح لا يخفي عليه شيء مهما كان كان يختبئ خلف الشرفة لم يتوقع أن الشبح سيعلم بهذا دخل للمنزل يتقدم خطوة ويتراجع عشراً، أخفض رأسه باحترام وهمس: نعم سيدي
تبدلت ملامحه تماماً وكأن شيئا لم يحصل، يتلذذ برؤية الخوف في عيون الشخص الذي أمامه وتكلم بمرح: روح جيب لالنا عشاء مشان نحتفل الليلة
لكن هناك أحد ما ركع أمام الشبح وهو يلهث، ونسي أن الشبح مجرد عبد ذليل مثله، وأخبره عمَّا بجعبته من أخبار متمنياً أن يشكره الشبح لكن نظرة الشبح له اخترقت تلافيف عقله لتخبره أن هناك عقابا وخيما ينتظره يبدو أن الشبح لم تعجبه هذه الأخبار، ركض الشبح بلمح البصر باتجاه النافذة وقفز منها رغم مساحتها الصغيرة نوعا ما، والسبب بذلك رشاقة الشبح، ورجع بعد فترة قصيرة وهو يحمل علبة صغيرة بها شيئا ما ووزع نظراته بين الجميع وبهدوء تكلم: بعد أسبوع الموعد
لم يجرؤ أحد على إدلاء رأيه إلا ذاك الكاسر فمكانته المقربة من الشبح، تحفزه لقول ما يريد: تسرعت بذلك أيها الشبح
لم يجبه الشبح هذه المرة، فخطته هذه المرة مختلفة وأعدائه كُثر والكل يود الإيقاع به حتى أقرب الناس له
|