كاتب الموضوع :
نها عبدالخالق العرجا
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
رد: روايتي الثانية: آهات عزفت على أوتار الألم/ بقلمــــي
عندما نتألم نكذب كثيراً على أنفسنا ب الوعود و التسويف و الأنتقام .!
لن نفعل شيئاً فقط نحتال على آلامنا
وفي شقة من شقق أحد الأبراج الواقعة في حي الرمال بمدينة غزة
ماذا عساها أن تفعل كل يوم يزداد طغيانا وفجورا ودت لو تقتله وترتاح منه، أفاقت من سرحانها
على نظرات أم زوجها شعرت بحقدها يزداد نحوها رغم معاملتها الطيبة، لكن أمه هي السبب في زواجها منه، اصطنعت ابتسامة مزيفة: عمتي وين لموش ليه ما اجت معك
زفرت تلك بضيق: البنت الها كم يوم ما بتطلع من غرفتها كل ما أسألها عن السبب بتحكيلي ما في شيء
استغربت آسيا من قول عمتها إيمان، صحيح أن لما لم تحتك بها أبدا لكنها شعرت أن لما طيبة مثل أختها إسراء، زار القلق ملامحها: عمتي يمكن مريضة أو في مشكلة معها
وكأم خائفة على صغارها من كل شيء حولها،
تكلمت بخوف شديد: معقول بس هي كانت منيحة ما بعرف شو صار ليها
بدا الاهتمام جليا على آسيا، وضعت يدها على خدها بتفكير وهي تنظر إلى عمتها إيمان: يمكن حصلت معها مشكلة في المدرسة
تناهي الى مسمعها صوته، تلقائيا توجهت عيونها نحوه ونظرات الكره اخترقت جسده، كرصاصة غادرة انطلقت من فوهة مسدس كان بيد شخص مغيب الوعي، تتبعت نظراتها حركاته اتجه نحو أمه ببطء وقبل جبينها وكفها وجلس بجانبها: كيف الغالية
احتضنت إيمان يد ابنها إنها تحبه كثيرا، وهمست: أنا بخير اذا انتو بخير
مصطفي وهو ينظر بطرف عينه إلى آسيا التى تنظر إليه باشئمزاز: دووووم يالغالية
إيمان وهي تنظر إلى آسيا باستنكار، بعدها همست لمصطفى: حبييي متى انت وزوجتك بدكو تعيشوا زي الناس، أنا بعرف انك ماخد منها موقف لكن انت بنفسك وافقت انك تتزوجها
تصنع مصطفى ابتسامة وهو يهدد آسيا بداخله: ماما ما في بينا شيء
والتفت إلى آسيا مصطنعا المرح: اوووه سوسو ليكون زعلانة مشان ما شريت لالك جوال بدال اللى وقع بالمي
همست الأم ثانية: ليكون انت اللى وقعته بالمي مشان بتشك فيها
مسح على وجهه بقلة حيلة صدق المثل " بدلا من أن يكحلها عماها "، وثار جنونه عندما تكلمت آسيا بلا مبالاة: أي جوال اللى وقع بالمي أصلا جوالي انت أخدته وحلفت ما يرجع لالي
شدَّ على قبضة يده بغضب، وكأن أمه شعرت بما
يجتاحه من غضب، همست بحنية: حبيبي صح حكيتلك انسى اللى قبل والله زوجتك جوهرة ولا عمرك هتلاقي متلها
رص على أسنانه بغضب: لا تغصبوني على شيء ما بدي إياه
غيرت الأم مجرى حديثها وعاهدت نفسها أن تحدث ابنها في وقت آخر لن تستطيع النوم وعقلها مشغول التفكير به، التفتت إلى آسيا وابتسامتها الشاحبة تخبرها أنها علمت بكل شيء: حبيبتي ما في شيء بالطريق
تجهم وجه آسيا من هذا الذي سمعته وتكلمت بضيق: ما بدي هسه بس أخلص الثانوية بصير خير
شعر بأن قلبه يغلي من القهر، ماذا تعني بكلامها تكلم وهو يرص على أسنانه: ليكون بتوخدي مانع حمل
لم تخفها نظراته فهي اعتادت عليها، وضعت يديها أمام صدرها ونظرت له بتحدي: اه بوخد
تكلمت الأم وهي تحتضن يد ابنها أكثر فأكثر: حبيبتي ليه توخدي مانع حمل، هادا هيضرك أنا بنصحك شيلي مانع الحمل
تلقائيا خرجت الكلمات من فيها كسيل المطر فالكتمان آلمها، هي تعلم أن هذه الكلمات لن تضره وإنما ستضرها ولكن كل شيء أتعبها وودت لو تقول ما بخاطرها: وليه أشيله إن شاءالله مشان أجيب ولد يتعذب بين أبو وأم ما بطيقوا بعض ولا أجيبه مشان يتشتت
وأكملت وهي تشير لمصطفى بغضب: ولا عاجبك يا عمتي يكون هادا أبوه
استنكرت إيمان قول آسيا بعض الشيء، وكلمح البصر تهاوت صفعة على خد آسيا وغضب ذاك لم يهدأ: انتي من شو مخلوقة وحدة خاينة وأهلها تبروا منها
قاطعته آسيا بصفعة على خده: أهلى ما تبروا مني
شهقت إيمان بصدمة مما ترى، لم يحتمل مصطفى هذا شدَّ شعرها وكأنه نسي وجود أمه هنا وبفضب هادر تكلم: يا معلونة كم من حكيتلك ما تمدي ايدك
دوت صرختها المتألمة، شعرت وكأن شعرها خرج بين يديه، أرادت أن تبعده عنها لكنها لم تستطع وفجأة شعرت بنفسها بين أحضان أحد ما همست إيمان وهي تمسح على شعرها: كيف بتمد ايدك عليها أصلا متأكدة انو انت اللى جرحتها يا بني لا تكون قاسي عليها هي مالها ذنب
أجابها وهو يلهث: شو مالها ذنب هادي وحدة حقيرة وخاينة، لولا اني طيب كان خليت أهلها يقتلوها ونرتاح منها
تكلمت آسيا بقهر رغم آلامها الجسدية إلا أن آلامها النفسية أكبر: طيب ومن وين هالطيبة شوهت صورتي قدام أهلي أصلا لو انت راجل كان ما عملت اللى عملته
سحبها مصطفى من أحضان أمه ورماها بعنف ووضع رجله على بطنها وتفل عليها: راجل بغصبن عن أهلك كلهم
تخيلت إيمان أن ابنتها إسراء مكان آسيا، أبعدت مصطفى بعنف وضمت آسيا إليها: حبيبتي صار فيكي شيء
وأكملت وهي تولول: شو هالنزيف ساعدني أشيلها بسرعة والله البنت لتموت بين ايدينا واحنا قاعدين بنتفرج
نظر إليها باشمئزاز لكنه انصدم من كمية الدم التي تحتها، اجتاحته أفكار سوداء لكنه قاطعه صوت أمه الغاضب التي تلبسها العباية: ساعدني نحملها بلاش تموت البنت ونتقلد خطيتها
رجعت به الذكريات للماضي، تخيل أن التي أمامه هي تلك التي كانت سبب تدمير حياته، لكن أمه هزته بعنف لترجعه للواقع وتخبره أن ما مضى جميعه أوهام، حملها فتلوث قميصه بالدماء، نظر إليها ووجه متجهم كان وجهها شاحب مصفر خالي من الحياة، نزل للأسفل وأخرج المفتاح الذي بجيبه بمساعدة أمه ووضع زوجته بالخلف وركبت أمه بجانبها، انطلق إلى المشفى وهو يشعر بالاضطراب من كلمات أمه التى تتكلم بصوت متهدج: البنت هتموت واحنا ما وصلنا، يا بني بسرعة سوق، شو بدنا نحكي لأهلها
لقد تمردت عليه بتصرفاتها، كيف لها أن تصفعه أمام والدته، هز رأسه بضيق كيف له أن يفكر بهذا والتي بالخلف على أعتاب الموت، وصلوا للمشفى بعدها توجه نحو الباب الخلفي وحملها وهو يشعر بأنها فارقت الحياة، لكن يدها التى أمسكت يده أخبرته أنها لم تفارق الحياة بعد توجه إلى باب الطوارئ فهرعت الممرضات لمساعدته، وبعد لحظات كان يقف أمام الباب وهو يشعر بالضيق الشديد لا يريد أن يكون السبب في موت أحد، شعر بأحد يربت على كتفه استدار ببطء ليجد أمامه عمه أحمد أبو البراء سأله بخوف: يا بني شو صار شو هالدم اللى على قميصك
تنهد مصطفى بضيق: مرتي صابها نزيف وجبتها للمشفى
سأل أحمد باهتمام: يا بني شو سبب النزيف
تضايق مصطفى من أسئلة عمه ولكنه أجابه بهدوء فمهما يكن فهذا عمه: وقعت من على الدرج
لم يصدق أحمد ما قاله مصطفى، فهو يعلم أنه قبل أسبوع أيضا وقعت زوجة المصطفى من على الدرج يبدو أن في الأمر سراً، وجه نظراته نحو زوجة أخيه التى تبكي بصوت عالٍ وتشاهق تكلم بعدما عقد حاجبيه: البنت ان شاء الله بخير هسه أنا رايح أشوفها
إيمان بصوت متهدج: أبو البراء الله يخليلك أولادك روح شوفها البنت نزفت دم
خرج الدكتور ووجه متجهم: مين زوجها
اتجه أبو البراء نحو الدكتور وسأله بعملية: كيف حالة المريضة
اتجه مصطفى نحو الدكتور وهو يتصنع البرود: أنا جوزها
همس الدكتور بأذن أبو البراء شيئا ما بعدها التغت لمصطفى بحدة: المريضة تعرضت لاعتداء جسدي وهادا أدى لاجهاضها
شهقت إيمان بصدمة: كيف يا دكتور هي مو حامل
وأكملت بخوف شديد: المهم كيف حالها هسه
وجه الدكتور نظراته نحو مصطفى: مين اللي اعتدي عليها ، هي هسه بخير وبالعافية لما وقفنا النزيف
تجهم وجه مصطفى وتكلم بنرفزة: وقعت من على الدرج، المهم هسه بدي أشوفها
خرجت الممرضة من الغرفة بخوف: دكتور البنت صار معها انهيار عصبي حاد
ذهب الدكتور أبو البراء بسرعة إلى الداخل وتبعه الدكتور الآخر، بكت إيمان بصوت عالٍ والتفتت إلى مصطفى بغضب: كلو منك وكمان بتكذب وبتحكي انها وقعت من على الدرج أنا هأحكيلهم انو انت اللي ضربتها
مصطفى وهو يتصنع الهدوء بصعوبة: ماما انتي عارفة انو هي اللى استفزتني وبتستاهل اللى صار لالها
وضعت الأم يديها على عينيها وبكت بقهر على آسيا تمنت لو أنها لم تزوجها لولدها، هي السبب في كل ما يحصل، ستذهب لتهدأها ذهبت للغرفة بعد أن عاندت الممرضات الذين رفضن دخولها، رأت آسيا تصرخ بكلام غير مفهوم، لا تعلم ماهيته
اتجهت نحوها وقلبها يتفطر ألما عليها، هي متأكدة أن آسيا بريئة من كل شيء لكن ليس لديها دليل لتثبت براءتها، تكلم الدكتور أبو البراء بهدوء: لازم ترتاح هالفترة لأنه نفسيتها تعبانة كتير
وأكمل بهمس وهو يمر بجانب زوجة أخيه: أعطيناها مثبتات مشان يثبت الحمل، الدكتور ما رضي يحكي لمصطفى انها حامل مشان البنت رافضة انو يعرف
نظرت الأم لآسيا بألم، حتى حملها أخفته عنهم وأخبرتهم أنها تاخذ موانع للحمل، هل هناك سبب لفعلتها هذه، همست آسيا وهي تغادر للعالم الآخر: فارس أنا بريئة
كادت إيمان أن تجن وهي ترى آسيا مغمضة العينين، هل فارقت الحياة أم ماذا صرخت بصوت عالٍ: البنت راحت يا دكتور
تكلم أحمد بعدما تنهد: ما تخافي البنت نامت
جلست إيمان على طرف السرير ونظرت لآسيا نظرة موجعة، هي السبب بكل الذي حصل لهذه المسكينة، تمنت من الله أن يشفيها ويحنن قلب ابنها على زوجته
|