كاتب الموضوع :
منى لطفي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
الخاتمة:
- أنا مش فاهم ازاي طاوعتك اننا نسافر اسكندرية وانتي في حالتك دي؟، تساءل سيف بنزق وهو يقود سيارتهم متجها الى الاسكندرية لحضور حفل زفاف نادر ابن خالتها وقد سافر عبدالعظيم وعواطف قبلهما بعدة أيام لتستطيع عواطف مساعدة شقيقها في تجهيزات الفرح، أجابت منة بهدوء بينما تقبع ابنتيها في المقعد الخلفي تتطلعان من النافذة الى الطريق حولهما:
- فيها ايه يا حبيبي بس؟، ما أنا سألت الدكتورة وقالت لي لسه اسبوعين تقريبا على ولادتي، وبعدين طالما الطريق كويس وانت بتسوق هادي خلاص، وبعدين ازاي ما احضرش فرح نادر ، انت عاوز طنط سهام تزعل؟، ونادر جميله هيفضل في رقبتي طول عمري...
اجاب سيف ببرود:
- أنا ماقولتش حاجه، وانا بنفسي سافرت لنادر أشكره على وقوفه جنبي، بس انا بتكلم على حالتك.. انتى على وشّ ولادة، وأنا مش بالع حكاية السفر في الظروف دي، ومتأكد ان خالتك كانت هتقدر ظروفك، كنا بعدين جينا باركناله في شقته..
منة منهية النقاش:
- خلاص يا سيف اللي حصل.. حصل، ربنا يوصلنا بالسلامة وان شاء الله مش هيحصل حاجه...
كانت منة تجلس في مقعدها حول احدى الطاولات المتناثرة في قاعة الزفاف، كانا ابنتيها بصحبة والدتها عواطف لشدة تعلقهما بالأخيرة... عندما همس سيف لها للتوجه للعروسين للمباركة، بعد أن باركا لهما واثناء عودتهما لطاولتهما مجددا ، نادى صوتا أنثويا على سيف، نظرت منة الى سيف شذرا فرفع كتفيه بمعنى انه لا علم له عمّن تناديه، التفتت منة خلفها لتفاجأ بأنثى وكأنها خارجة من مجلة للأزياء بفستانها الذي يلتصق بها وكأنه جلد ثانٍ لها، بلونه البرونزي ، يصل الى فوق الركبة، ويبرز مفاتنها فلا يدع شيئا للخيال، تقدمت منهما وقد تطاير شعرها البني اللون الذي يصل الى كتفيها خلفها، وقفت امامهما لتنبعث رائحة عطر ثقيل يزكم الأنوف، فقارنت منة بين وضعيهما!، هي بعباءتها المطرزة على الحواف والأكمام والتي تتسع الى أسفل فلا تبرز حملها، ووشاحها المعقود بربطة أنيقة خلف عنقها ليخفي خصلاتها الناعمة، بينما تعلو قبة عباءتها لتستر عنقها الطويل كعنق اليمامة، والأخرى بتلك اللاثياب التي ترتديها!!، تحدثت تلك الانثى التي أعطتها منة عمرا لا يزيد عن عشرين عاما بصوت به بحة جذابة:
- انت سيف عبدالهادي صاحب المكتب الهندسي للانشاءات مش كدا؟، أومأ سيف برأسه بينما عيناه تنظر الى منة التي يحتل وجها تعبير اجرامي وهي ترمق تلك الفتاة من أعلى الى أسفل بقرف واضح، تابعت الفتاة وهي تزيح شعرها جانبا بغرور أنثى تعلم مجى فتنتها وجمالها:
- انا نانسي سليمان، انت كنت عملت ديكور شقة اخويا عادل سليمان وبصراحه الديكور حلو اوي وانا كنت عاوزاك تعمللي ديكور ...، لم تمهلها منة لتتابع وجذبت سيف من يده مزيحة اياه جانبا لتتصدر هي الموقف مواجهة لها وهى تقول بأبتسامة صفراء:
- ايوة يا آنسة، بس للأسف معلوماتك قديمة، سيف قفل المكتب!
حدقت الفتاة غير مصدقة وهتفت بينما سيف يطالع منة في دهشة:
- قفله؟، خسارة .. طيب ليه؟، همّ سيف بالكلام لتقاطعه منة متحدثة بجدية شديدة:
- مزيّنْ!!، حدّق فيها سيف بشدة وكتم ضحكته بصعوبة حتى أنه اصدر صوتا فسارع للسعال حتى لا تنتبه اليه الفتاة التي حولت انظارها اليه معلقة بدهشة:
- مزيّنْ؟. يعني ايه مزين دي؟، أجابت منة وهي تأبط ذراع سيف وتستدير مبتعدة:
- يعني قلبه مزيّن!!، مزيّن...اللي بيزين الرُّوس، ومش أي رُوس، مزيّن رجالي يا آنسة، حلّاق من الآخر !!، لو عاوزة حد يزين لبابي راسه ممكن ما تقوليلناش!...
وانصرفت منة مبتعدة متأبطة ذراع سيف الذي انطلقت ضحكاته عاليا، بينما نفخت منة بضيق والتي شعرت بالانقباضات التي أتتها في وقت سابق وقد عادت بقوة عن ذي قبل، قالت منة بنزق:
- آه، اضحك انت ولا همّك، أجاب سيف وابتسامة واسعه تحتل وجهه:
- حبيبتي يا منايا، ما تتصوريش فرحتي وانتي غيرانه عليا أد ايه!، أد كدا بتحبيني يا منة؟..
هتفت منة وهي تفتح عينيها على وسعهما:
- آه،... فهتف سيف:-
- بجد؟،.... لتجيب منة بصوت أعلى وهي تمسك بطنها من أسفل :
- آآآآه..، شعر سيف بشيء مريب في صوت منة فمال ناحيتها ممسكا يدها التي تقبض بها على أسفل بطنها وهو يتساءل في ريبة عاقدا جبينه:
- منة حبيبتي مالك؟، انتي تعبانه؟. فصرخت من بين أسنانها ولم تستطع احتمال ألمها أكثر من ذلك:
- آآآآه، الحقني يا سيف، شكلي هولد!!....
في الساعات اللاحقة لا يتذكر سيف تماماً ما حدث، فهو لا يذكر سوى حمله لها وذهابه سريعا الى والدتها التي سارعت بتوجيهه أن يذهب رأسا الى المشفى وانها ستلحق به مع والدها تاركة البنتين مع سهام..
لا يعلم سيف كيف وصل المشفى وسط صرخات الألم المستمرة من فم منة، صفّ سيارته أمام المشفى وخرج سريعا تاركا الابواب مشرعة، وحمل منة، توجه اليه حارس أمن المشفى ليخبره ان وقوف السيارة ممنوع بهذا الشكل فهتف سيف به:
- المفاتيح في العربية اركنها انت في الحتة اللي تعجبك...
تم ادخال منة فورا الى الشمفى واستدعاء طبيبة التوليد، التي عاينتها مؤكدة انها قد دخلت في مرحلة المخاض بالفعل....
بعد سويعات من الألم والعذاب وكان سيف قد أصر على حضور الولادة، حضر " زياد سيف عبدالهادي"، الذي ما إن نزل حتى ملأ الدنيا صراخا، حمله سيف وتوجه به الى منة الراقدة فوق فراش التوليد وكان سيف قد ارتدى الزي الخاص بغرفة العمليات، مال فوقها وهو يحمل وليدهما الذي لم يكن أكبر من راحة الكف وقد احمرت بشرته لشدة صراخه، وضعه على صدرها وهو يهمس من بين دموعه التي انهمرت رغما عنه:
- حمدلله على السلامة يا أم زياد، فاحتضنت منة وليدها هامسة بفرح أمومي وهي تتطلع الى كتلة الزغب الصغير الذي يتحرك بنشاط زائد بين يديها:
- زياد؟!،... مال عليها سيف هامسا امام شفتيها:
- شكله كدا هيطلع مطرب، شوفتي بيسلك الحنجرة عنده ازاي؟، اطلقت ضحكة ضعيفة فيما احتضنت وليدها الى صدرها بينما احتواهما سيف الى صدره وعيناه تدمعان ولسانه يلهج بالشكر لله بأن حفظ عليه أسرته بل وقد زاد عدد أفرادها بفضل من الله سبحانه، وعاهد الله أن يحاول الحفاظ على سعادة تلك الاسرة الصغيرة التي هي حياته بأكملها........
- تمت بحمد الله -
|