كاتب الموضوع :
منى لطفي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
- بعدين يا عبده، هنسيب البنت كدا؟، زفر عبدالعظيم بيأس ونظر الى زوجته التي لحقته الى غرفتهما تاركة منة في عهدة إيناس، نظر اليها بحزن وقال وهو يهز برأسه بأسى:
- هتبقى كويسة ان شاء الله، منة قوية يا عواطف، وعقلها كبير، بس لازم نسيبها تهدى شوية، اللي عمله جوزها مش بسيط ولا سهل ...
عواطف بغضب:
- أنا مش مصدقة ان سيف يطلع منه كدا، مصدقتش نفسي وايناس بتحكيلي بعد ما سبناكم، الا صحيح هو قالك ايه يا عبده؟..
أجاب عبدالعظيم:
- مش مهم اللي قاله، اللي قاله انا متوقعه، سيف مش هيفرّط في مراته وبناته، المهم هو هيعمل إيه علشان منة تقدر تسامحه؟!!، المهم مش عاوزك تفتحي معاها كلام خالص دلوقتي، انت شايفه البنت اعصابها مش مستحمله، انا عموما بفكر أننا نسافر نغيّر جو في أي حتة، اجازة نص السنة خلاص كم يوم وتبتدي، وفرصة احمد موجود أهو ايناس تلهيها شوية ...
أشادت عواطف قائلة:
- تسلم افكارك يا عبده، فعلا لما تغيّر جو انا متأكده انها هتبقى أحسن ان شاء الله...
أمّن عبدالعظيم قائلا:
- ان شاء الله يا عواطف، ان شاء الله.....
---------------------------------------------------------
كانت ايناس جالسة بجانب منة في غرفة الجلوس بعد أن استعادت منة قواها أخيرا ، وكان قد مرّ على قدوم سيف يومين، كان خلالها يهاتف والدها للاطمئنان منه عليها وعلى بناته، فلم يكن أحمد ليجيب اتصالاته، وأراد سيف أن يترك لمنة مساحة كافية للهدوء والتفكير في أمرهما مليًّا، وإن لم يكف عن ارسال رسائل حب وشوق ملتهبة تجعلها تبتسم حينا وتبكي أحيانا !!....
صوت رنين جرس الهاتف قاطع الحديث الدائر بين ايناس ومنة لتجيب ايناس وبعد ثوان لاحظت منة لون ايناس الذي شحب فجأة وسمعتها تشهق هاتفة بذهول:
- ايه؟، انتي بتقولي يا سحر؟، انتي متأكده؟، ...أمتى الكلام دا حصل؟.....، أنصتت قليلا لتنهي المكالمة ودموعها تنهمر تغسل وجهها، قامت منة متجهة اليها وهي تسألها في خوف وترقّب:
- فيه ايه يا ايناس؟، سحر قالت لك ايه خلّاكي كدا؟...
تكلمت ايناس بصوت متقطع من بين شهقات بكائها الحار:
- نشوى، نشوى يا منة.....و هتفت منة وقد تلفت أعصابها:
- مالها نشوى يا ايناس؟...
لتجيب ايناس بنواح:
- نشوى.. نشوى اتـ....اتقتلت!، سحر بتقولي أن...جوزها قتلها!!..
لتصرخ منة هاتفة بذهول:
- إييييييه!!!....
********************************************
- "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضيّة فادخلي في عبادي وادخلي جنّتي" – صدق الله العظيم... الفااااااتحة.....
أنهى الشيخ تلاوته، وقام المعزّون بتعزية والد نشوى الذي يقف يتلقى عزاء وحيدته التي لم تكمل عامها الثلاثون بعد، في خيمة العزاء التي نُصبت في حديقة القصر لتلقي العزاء في وحيدته، بينما جلسن النسوة مع والدتها داخل القصر ....
تقدمت منة وايناس برفقة سحر للسلام على والدة صديقتهم وتقديم العزاء، كانت دريّة والدة نشوى كالضائعه، نظراتها تائهة، كانت تتمتم بكلمات غير مفهومة ، تحدثت منة بصوت خفيض مليء بالحزن:
- البقاء لله يا طنط، ربنا يرحمها رحمة واسعة يارب، ان شاء الله شهيدة....
رفعت درية عينيها الى منة التي واصلت:
- أنا منة يا طنط صاحبة نشوى الله يرحمها، نشوى كانت أكتر من أخت بالنسبة لي ....
وقفت الام بمساعدة سيدة تجلس بجوارها وقالت ودموعها تهطل مغرقة وجهها الخالي من مساحيق التجميل لأول مرة مما وشى بعمرها الحقيقي، بينما شفتاها ترتجف بقوة ، تناولت منة يدها لتسندها وسمعتها تقول بصوت متقطع:
- انت منة؟، كانت دايما تجيب سيرتك بكل خير، كانت.. لسه فاكراك قبل ما تموت بأيام، قالت لي منة بس هي اللي بتفهمني...
اجابت احدى النساء الجالسات بجوارها يتابعن الحوار:
- حسبي الله ونعم الوكيل فيه، ربنا مش هيسيبه، أهوم مسكوه وان شاء الله هياخد اعدام المجرم!، يقتل مراته وهي نايمه... منه لله، ربنا ينتقم منه !!...
صرخت درية قائلة:
- أنا اللي قتلتها قبله !!،،،،
صّعقت منة وتبادلت النظرات مع ايناس وسحر وقالت محاولة التخفيف عن هذه الأم الثكلى:
- ما تقوليش كدا يا طنط، نشوى الله يرحمها كانت بتحبكم أوي..
لتتابع درية وكأن منة لم تتكلم:
- جاتلي قبل ما يحصل اللي حصل بيومين بتشتكي لي انها مش قادرة تستحمل خصوصا بعد.. بعد ما اتجنن خالص واتهمها انها عاوزة تموّته، ما كانش باين قودامنا خالص انه مش طبيعي، ابوها زعق لها وقالها انها واحده مستهترة ومش قد مسؤولية بيت وجواز، وامبارح بس عرفت انها حامل، حبيبتي كانت طايرة من الفرح، وقالت لي هتحاول معاه انه يتعالج علشان خاطر ابنهم أو بنتهم اللي جاية في السكة، بس..... بس مالحقتش، لما قالت له انها حامل كدّبها واتهمها انها عاوزة تخلص منه وتحطه في مستشفى المجانين، و خلّاها نايمة وخنقها بالمخدة!!، هو دلوقتي في مستشفى الامراض العقلية، وانا... انا خسرت بنتي...خسرتها ... انا اللي لازم يعدموني مش هو...انا وابوها السبب، آآآآآآآآه يا بنتي......، حاولت منة أسكاتها ولكنها كانت هي الاخرى تذرف دموعا غزيرة حزنا على نشوى التي ذهبنت ضحية اهمال الاهل و العنكبوت المسمّى بالانترنت !!، وكيف لا ومدحت قاتلها كان زوجها الذي تعرفت عليه من خلال هذه التكنولوجيا المتطورة التي جعلت ما كان صعبا أو مستحيل سهلا و... يسير!!...
**********************************************
|