كاتب الموضوع :
منى لطفي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
تطلع سيف اليها بحدة وما إن همّ بالكلام حتى تعالى رنين جرس الباب، قطب سيف، وأنزل ابنتيه قائلا لمنة آمرا:
- ادخلي انت والبنات!، نظرت اليه برفض صارخ قائلة:
- ليه ان شاء الله..خايف يكون حد من اهلي وأتحامى فيه؟، قاطعها سيف بحدة:
- منة، ادخلي جوّه....
ليقاطع حوارهما صوت طرقات عالية متتالية على الباب يصرخ صاحبها بقوة بالغة قائلا:
- افتح الباب يا سيف، حالا....، قطب سيف ومنة ليتبادلان النظرات الدهشة المتسائلة فلم يكن الصوت سوى صوت...أحمد شقيقها!!...
فتح سيف الباب وهو يقول مندفعا:
- فيه ايه يا أحمـ....، لتقاطعه لكمة قوية من قبضة أحمد ألقته بعيدا داخل الشقة، صرخت منة بينما اتجه أحمد اليه ليرفعه الى اعلى ساحبا اياه بقوة من مقدمة قميصه وهو يقول بغضب ساحق من بين اسنانه:
- يا ابن......، أنا تعمل في اختي كدا، وعاجله بلكمة أخرى جعلت سيف يكاد يتهاوى أرضا لولا أن أسندته ذراعيه قويتين نظر لصاحبهما الذي هتف بأحمد قائلا:
- خلاص يا احمد مش كدا!!، ليصرخ أحمد وهو يزمجر محاولا الوصول الى سيف لضربه مجددا بينما يحول بينهما جسد عمر الصلب:
- اومال ازاي يا عمر؟، ها... فهمني ازاي؟،.....
نظر سيف الى احمد وهو يمسح خيطا من الدماء التي سالت على طرف ذقنه بينما وقفت منة مصعوقة مما يحدث امامها وهى تضم ابنتيها اليها وهما يدفنان رأسيهما في تنورتها وصوتهما يعلو بالبكاء، لفت صوت بكاء الاطفال نظر عمر الذي تحدث بغضب:
- ممكن تهدا بقه شوية؟، علشان خاطر البنات على الاقل!!
لاحت من سيف نظرة الى ابنتيه، ركع على ركبتيه فاتحا ذراعيه لهما فطالعا والدتهما بتردد خائف قبل ان يندفعا الى احضانه فتأوه وهو يحتويهما بقوة بين ذراعيه متنفسا رائحتهما العبقة، وهو يقول ملطفا:
- ما تخافوش حبايبي، ما فيش حاجه، ادخلوا اودتكم دلوقتي!!..
نظرا اليه بينما مسحت هنا بيدها الصغيرة الدم السائل من فم والدها وهى تقول من وسط دموعها:
- بث... بث انت بينذل منك دم!، ، ثم رفعت عينيها الشبيهتين بعيني والدها الى خالها متابعة بغضب طفولي:
- انا.. انا مث بحبك!، انت ضيبت بابا ليه؟، انا اما أكبيْ هضيبك زي ما ضيبت بابا....
اجابت منة محاولة تهدئة ابنتيها:
- معلهش حبايبي، مش انتو لما بتزعلوا من بعض احيانا بتضربوا بعض؟، خالوا ما يقصدش حاجه...
تدخل احمد قائلا محاولا التحدث بهدوء حتى لا ينفر منه ابنتي أخته:
- معلهش حبايبي انا .. انا زعلان شوية ، تقدمت اليه فرح قائلة بحزن طفوليّ:
- لما انا وهَنا بنضيب بعض ماما بتسعق لنا، وانت كبييْ مش صغييْ يعني عايف كويس ان الضيب غلط، متعملث كدا تاني، ماثي؟، ركع احمد على ركبتيه محتويا فرح بين ذراعيه وهو يقول بغصّة حزن في صوته:
- ماشي حبيبتي، أنا..أنا آسف ليكم انتي وهَنا، ومد يده الى هَنا الي أتته تركض وهى تقول :
- قول آثف لبابا كمان!، تدخلت منة قائلة بحزم:
- هَنا ، فرح ادخلوا جوه دلوقتي، اطاع البنتين أمر والدتهما فهما تعلمان جيدا أنها ما ان تتحدث بتلك النبرة حتى يكون الأمر واجب النفاذ وبدون نقاش!!...
وقف احمد أمام سيف وسأل بغضب وحزن:
- ما فكرتش في بناتك قبل ما تعمل عملتك المهببة دي؟، هي دي الامانة اللي أمنَّاك عليها يا سيف؟، انت كان مُخّك فين وانت بتهبب اللي انت عملته دا؟..
تبادل منة وسيف النظرات وعينيْ منة تعلمانه بدون كلام انها لم تخبر أيّاً كان بما حدث، انتبه أحمد الى النظرات الدائرة بينهما فقال ساخرا:
- منة مش هي اللي قالت لي يا سيف!، وعلى فكرة مش انا كمان اللي عرفت.... اكتر من 500 واحد عرفوا، الـ 500 دول الفريندز اللي عندك..دا... اذا ما كانش اصحابك كتروا عن 500 زي ما انا فاكرهم!!..
اعتدل سيف في وقفته امام احمد ونقل نظراته بين هذا الأخير وبين عمر الذي اجاب على تساؤل سيف الصامت في عينيه قائلا بأسف وأسى وهو يشيح بوجهه جانبا:
- للأسف يا سيف، خبر جوازك لفّ الفيس كلّه!، كل اصحابك تقريبا راحت لهم صورة من الورقة اياها!! ، في الغالب الـ... الست اللي انت عملت معاها كدا.. هكرت على الاكونت بتاعك وشيّرت الفايل لكل الفريندز اللي عندك!!...
شهقت منة بقوة واضعة يدها على فمها وعينيها متسعتيْن بصدمة بالغة بينما صرخ سيف بذهول وعدم تصديق بالغيْن:
- إييييه؟!!.....
- يتبع –
|