كاتب الموضوع :
منى لطفي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: جوازة.. نت!!... رواية بقلمي/ منى لطفي...
الاب بجدية :
- خلاص نقفل الموضوع دا دلوقتي ويا للا علشان نتغدى وابقوا اتجادلوا بعدين..
واتجه الاربعة حيث غرفة الطعام لتناول الاصناف الشهية التى تبرع في اعدادها الأم......
استيقظت منّة في صباح اليوم التالي ونظرت الى الساعة الموضوعة فوق الجارور بجانبها والتي تشير عقاربها الى السابعة والنصف صباحا، شهقت ونفضت الغطاء من فوقها لتقوم سريعا وتناولت منشفتها متجهة الى خارج الغرفة بخطوات سريعة وهى تقول :
- مش هخلص من أحمد، هيقعد يقوللي هتأخريني وأخّرتيني..
قابلت أم محمود السيدة الممتلئة البدن الخمسينية العمر والتي تأتي يوميا لمساعدة والدتها في شؤون المنزل ولم تكن موجودة بالأمس حيث صادف يوم أجازتها الاسبوعية، ابتسمت منة ملقية عليها تحية الصباح:
- صباح الفل يا أم محمود..
أم محمود ببشاشة:
- صباح الورد والياسمين على عيونك يا ست منّة... ياللا على ما تخلصي حمامك يكون الفطار جاهز..
منّة بابتسامة وهى تخطو سريعا للذهاب الى الحمام:
- أوكي يا قمر..
أم محمود تبادلها المزاح:
- أوكيك يا عسليتنا....
منّة بتقطيبة جبين ونبرة جدية مفتعلة:
- كيك؟، كيك بالشوكولاتة ولا البرتقال؟، انت عارفاني الشوكولاتة حبيبتي أنا أنما البرتقال...... وحركت كتفها بدلال متابعة وهى تمط شفتيها المكتنزتين:
- أحبووووش!!.
دخلت الحمام وسط ضحكات ام محمود...
وقفت منّة أمام مرآة الزينة في غرفتها تطالع شكلها النهائي، اختارت طقما عمليّا للذهاب الى المكتب الهندسي مع شقيقها، يتكون من فستان قطني ابيض اللون يصل الى الركبة ذو نقوش من الازهار الصغيرة زرقاء اللون المطبعة على حواف الفستان من الاسفل وذات النقوش مطبوعة على حواف الكُم القصير للفستان ومن الاسفل بنطالا من الجينز الازرق وفوق الفستان سترة قصيرة بأكمام طويلة من الجينز الازرق ايضا وانتعلت حذاءا رياضيا أبيض اللون، ثم عكصت شعرها الكستنائي الناعم الذي يكاد يصل الى خصرها على هيئة كعكة صارمة لتغطيه بعد ذلك بحجاب رقيق عبارة عن وشاح من القماش الناعم ابيض اللون موشي بتعاريج زرقاء بسيطة في لفة محتشمة،ابتسمت لما رأته امامها فهي أنيقة ولكن بغير اسفاف وضحكت عيناها اللوزتيْن المكللتين برموش طويلة معقوفة الى اعلى وكأنها موشاة بأداة تلوين الرموش ولكنه صنعة رب العالمين، اسفلها أنف صغير مرفوع الى الاعلى دليل للعناد الذي هو خصلتها المتأصلة فيها ويعلو هذا الانف شفتين مكتنزتين حمراوين بلون ثمرة الفراولة الطازجة، نظرت الى وجهها يمينا ويسارا ببشرته الذهبية والتي كانت تفخر بها فمن يراها يصفها دائما بأنها تملك الجمال المصري الاصيل وهذا الامر كان يبهجها فهي لم تكن كباقي فتيات جيلها ممن يصبغن شعورهن بالوان صارخة ويرتدين العدسات الملونة فبرأيها ليس هناك أجمل من الهيئة التي خلقها الله عليها....، كان جسدها متناسق ومع أنها لم تكن من ذوات ممارسة الحمية بشكل دائم ولكن ممارستها لرياضة السير بشكل يومي في النادي الرياضي المشترك به عائلتها ساعدها في الحفاظ على لياقتها البدنية..
لم تضع أي زينة كعادتها فهي ليست من هواة هذه الالوان التي يضعنها صديقاتها وكأنهن ذاهبات الى حفل ليلي وليس للدراسة او العمل او حتى يصلح للخروج نهارا، واكتفت بمرطب للشفاه عديم اللون وارتدت حقيبتها القماشية بشكل عكسي كما تحب دائما كي يسهل عليها الحركة....
أحمد ينادي بصوت عال:
- ياللا يا برنسيسة... هنتأخر كدا.. مش معقول أبقى أنا المدير وأتاخر شكلك من أولها هتجيبي لي الكلام!.
اتجهت اليه منّة في خطوات سريعة مجيبة بلهجة واثقة:
- مين دا؟، ان ما كونتش أخليك تاخد بونط عن باقية مثلث برمودا بتاعكم دا مابقاش أنا!، هخليهم يقولوا لك جبتها منين دي يا أبو حميد؟!.
ضربها اخوها بخفة على رأسها وقال بحنق مفتعل:
- بس بس بس..ايه... راديو واتفتح!، اما نشوف يا ختي... يا ما انا خايف اقول انا اللي جبت دا كلو لنفسي....
نظرت اليه منة بنصف عين واضعة يدها في منتصف خصرها مجيبة :
- والله احنا لسه فيها وان كنت ناسي أفكرك!، انت اللي عرضت عليا انى اشتغل معكم ومش بس كدا انت كنت هتبوس الايادي كمان ان بابا ما يكلمش عمو فخري... صح ولا بتبلّا عليك؟.
دفعها احمد امامه بينما أتت والدته على صوت جدالهما العالي وقالت بابتسامة:
- انتو مش هتكبروا ابدا؟!...
قال احمد وهو يدفع شقيقته المشاغبة خارجا:
- مين دي اللي تكبر؟ بنتك؟، دا انا بيتهيألي ان طفلة اربع سنين ممكن تكبر الّا دي!!، سلام عليكم يا ماما...
ردت أمهما السلام وهى ترفع يديها داعية الله يوفقهما ويحفظهما لها...
نادت أم محمود التى أتت سريعا تلبية لنداء سيدتها:
- ياللا يا ام محمود شهِّلي شوية...، عاوزاكي تنزلي تيجيبي الطلبات اللي قلت لك عليها بسرعه على ما انا اجهز حاجة الغدا انت عارفة الأستاذ عبد العظيم بييجي 3 بالظبط، تظبطي عليه الساعة..
اتجهت ام محمود الى الباب وهى تنزل أكمامها المرفوعة توميء برأسها بالايجاب بينما يتبعها صوت عواطف يقول:
- آه وما تنسيش ورق العنب يا ام محمود انت عارفة منّة بتحبه أد إيه..
" عبد العظيم الأب: موجه أول لغة عربية.. رجل وقور محترم من عائلة عريقة تمتد أصولها الى الريف المصريّ ولكن عائلته سكنت المدينة منذ زمن طويل... يملك قطعة أرض هي ميراثه عن والده في بلده الريفي يرعاها شقيقه الذي يعيش هناك مع عائلته كما تعيش شقيقته في بلدتهما مع زوجها وعائلتها الصغيرة وشقيقة اخرى تعيش في الخليج مع زوجها واسرتها...
عواطف الأم: حاصلة على بكالوريوس تجارة.. تزوجت من عبد العظيم زواجا تقليديّا.. عاشت طوال عمرها في القاهرة لا تملك من الاشقاء سوى واحدة وتلك الاخيرة تعيش مع عائلتها في الاسكندرية حيث عمل زوجها، آثرت عواطف عدم العمل وانشغلت برعاية شؤون أسرتها الصغيرة فأصبح شغلها الشاغل مساعدة زوجها في تأمين راحة ولديْها، وتدعو الله ليل نهار أن يوفق كليهما في اختيار شريك حياته لتكتمل بذلك سعادتها هي وزوجها"...
**************************************************
- اتفضلي يا ستي....، دخلت منّة حيث يشير احمد لتجد نفسها في بهو واسع لشقة كبيرة، حيث لاحظت ثلاثة أبواب، تقدم أحمد مشيرا الى أول باب الى اليمين قائلا:
- دا مكتب الموظفين اللي معنا، هعرفك عليهم دلوقتي، والباب التاني دا مكتبي أنا وعمر والباب الأخير اللي في الوش يبقى مكتب الاستاذ سيف..
قطبت منة متسائلة:
- وايش معنى سيف صاحبك مكتبه لوحده؟.
احمد بتلقائية:
- طبيعي... سيف هو المهندس المسؤول هنا صحيح المكتب انا وهو وعمر شركا فيه لكن هو اكبر مننا سواء في السن اكبر مننا بتلات سنين وسواء في الخبرة عنده خبرة اكتر مننا بكتير وبعدين هو مش غريب دا ابن خالة عمر فبالنسبة لنا عادي وكويس انه وافق يشاركنا سيف عنده خبرة كويسة اوي وعمل علاقات في السوق مش بطالة...
هزت منة برأسها ايجابا ولم تُعقب، أشار اليها احمد لتتقدمه حيث دخلا الى غرفة الموظفين فطالعتهما زوجيْن من الأعين اشار اليهما احمد مبتسما:
- المهندسة سحر... زميلتنا هنا ودفعتنا في الكلية... مهندسة انشاءات، تقدمت اليها منة مصافحة وقد شعرت بالراحة اليها فوجهها تعتليه براءة طفولية محببة كما انه غير متكلف خال من أي زينة..،وملابسها بسيطة بعيدة كل البعد عن البهرجة وشعرها القصير الذي يصل حدود أذنيها يُكسبها مسحة من الجمال البريء مع عينيها الواسعتين بلونهما البندقيّ...
أكمل احمد التعريف مشيرا الى الأخرى قائلا:
- المهندسة ايناس... مهندسة كمبيوتر وأوتو كاد وحاجات كتيرة اوى هتلخبط لك دماغك.. من الاخر مهندسة تصميم ما حصلتش...
اتجهت ايناس للسلام على منة وقد احمرت وجنتيها لمدح أحمد لها مما لفت نظر منة التى نقلت نظراتها بينهما هما الاثنين لتشاهد لمحة خاطفة من حنان عبرت وجه اخيها سريعا ولكن لم تكن لتفوتها!!..،ولكنها عذرت شقيقها في اعجابه المُلاحظ بها فهي كالنسمة الهادئة التى تشعر بها لتريح اعصابك بعينيها العسليتين كبحر من العسل المصفى وبشرتها القمحية وشعرها الطويل نسبيا الذي يصل نهاية اكتافها بلونه الشوكولاتة الجذاب ولم تكن متكلفة ايضا لا في زينتها او ثيابها....
قالت ايناس بخفر:
- ما تبالغش يا باش مهندس... نورتينا يا...
ضحكت منة مجيبة وهى تصافحها:
- منة... مهندسة ديكور، وأخت الباش مهندس..
رحب الجميع بها وفجأة فاح في الهواء رائحة عطر ثقيل جعلت منة تنظر مشدوهه لتلاحظ سحر ترنو ببصرها الى شيء خلفها فاستدارت لتطالعها صورة من عارضة ازياء خرجت حديثا من مجلة للموضة والجمال...
احمد بجدية استغربتها منة:
- نشوى.... سكرتيرة المكتب او مديرة المكتب زي ما بتحب تقول..
اجابت نشوى في غنج لم تستسغه منة:
- تقدري تقولي الكل في الكل!، من غيري المكتب يتلخبط، انا اللي بظبط مواعيد العملا والطلبات اللي بتجيلنا وكل الشغل الاداري عليا انا لوحدي ... ابقى اهم واحده ولا لأ؟!..
انهت عبارتها وهى ترنو لأحمد بدلال مقزز جعل منة ترغب بلكمها على أنفها المرتفع عاليا علّه ينزل الى الاسفل قليلا!!...
فحصتها منة بنظراتها بدءا من شعرها الاشقر المصبوغ مرورا ببشرتها البيضاء الخالية من العيوب مرورا بجسدها المثالي حتى اصابع قدميها الظاهرين من فتحت حذاءها ذو الكعب المرتفع جدا والمطلية بلون احمر قان كما اظافر يديها بينما طالعتها نشوى بنظرات زرقاء مغرورة!!..
همست منة في سرها:
- اتحدى انه عينيكي عيرة تمام كدا زي شعرك...وربنا يستر ما يكونش فيه حاجات تانية عيرة!!...
|