كاتب الموضوع :
عبير قائد
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: سلسلة أسياد الغرام .. مقدمة .. خاتمة .. سموها بأنفسكم .. نوفيلا
-أنا أكرهك..
عقد ذراعيه على صدره ورفع عينيه بتحدٍ جعلها تصرخ تنادي أبيها وتركض اليه باكية.. فينظر جمال نحوها بحنق ويشيح زافراً ليلقى سالم مبتسماً:
-انها تفوز في النهاية في كل مرة .. انها مدللة أبي.
رفع الصغير حاجبه وقال بخشونة لا تناسب سنه الصغير:
-ليست مدللتي, وليس لها خاطر عندي..
هز سالم كتفيه ورأى عمر يرفع الكرة قائلاً بحدة:
-هل ستواصلان اللعب الذي أفسدته الحمقاء؟؟
لوى جمال شفتيه ونظر بلمحة خاطفة نحو المدللة العنيدة ليراها تجلس على ساقي والدها فوق أرجوحة قريبة, ذراعيها تحيطان عنقه وهو يهمس لها بكلمات تخصهما وحدهما .. حتى العمة همس اختفت عنهما.. مدللة أبيها .. سخر بصمت وعاد بعدها للعب الكرة ..
دون أن يفكر بما هو قادم له من تحت يديها..
***
بعد شهرين
تألقت مزرعة الخيل واستقبلت الضيوف من كل مكان ..
تلألأت الاضواء والعرض السينمائي الضخم.. وهدرت الموسيقى ترحب بالوافدين .. وبدا الكل سعيداً بإنجاز لا يرونه كل يوم.. وليس في مدينة كعــدن ..
ابتسم عمرو الشهري بفخر والتفت لصديقه الذي ربت على كتفه هاتفاً:
-مبارك يا صديقي.. انجاز مبهر.
-لم يكن ليتحقق لولا مساعدتك قحطان.. أنت نعم الصديق والأخ.
ابتسم قحطان العزب بفخر وعانق صديقه بمحبة قبل أن يعودا الى الضيوف اللذين توافدوا بكثرة.. كل افراد العائلة.. عائلة الشهري عمرو ويوسف, وعائلتيهما.. علاء وصفية .. أحمد وعلا, ثم عائلة الكاتب.. ممثلة بحمزة ومها, وشقيقة شفا الصغيرة سهى وخطيبها, عائلة العزب.. الأخوة قحطان ورعاد وعلي وعائلاتهم,.. فيما اعتذرت الجوهرة لانشغال زوجها بسفر.
توافدت النساء في جزء خاص لاستقبال السيدات في المزرعة محاط بالأشجار بطريقة تجعلها خصوصية وبنفس الوقت لا تفصلها عن الاحداث في المزرعة الفعلية..
كان ضوء النهار ينساب معلناً دخول المساء الربيعي الحار في المدينة وهبت نسمات خفيفة عليلة .. تطفئ حرارة النهار..
وانشغلت شفا بالمرور على ضيوفها ترافقها علياء التي كانت تتلقى المدح من الجميع على جمالها ورقتها حتى وصلتا الى طاولة اجتمعت عليها والدة عمرو وهمس ومها وصفية وعُلا وسها وجلست شفا بينما قالت علياء بحماس:
-سأذهب لرؤية نورية امي.
نظرت لها شفا وحذرتها بلطف:
-اياكِ ان تمتطيها أتفهمين؟
-حاضر .. كيف سأمتطيها بهذا الثوب.
تذمرت فضحكت همس وهي تراقبها تبتعد راكضة نحو اسطبلات الخيل, وقال لشفا:
-انها تحبك شوشو..
ابتسمت شفا بحنان:
-وأنا أعشقها..
ثم عقدت حاجبيها وتساءلت:
-لم لم تأتي عنان؟؟
-تعرفين أخر شهور الحمل, ما شاء الله انها على وشك الولادة.
-صحيح لقد نسيت.. بإذن الله ستكون بخير.
-ان شاء الله.
رددت همس .. ثم التفتت لمها وقالت ضاحكة:
-جمال يفرض سيطرته بشكل ممتاز..
اغلقت مها عينيها وهتفت بحرج:
-لا تعرفين كم انا وحمزة محرجان, هذا الفتى غريب الاطوار بكل ما يخص ليان هو لا يطيق القرب منها ولا يطيق البعد عنها..
-يا عيني يا عيني..
هتفت شفا بمرح ليقهقه الجميع وتشير بعدها همس لشفا:
-انظري لفريق الصهباوات ..
التفتت شفا وابتسمت بمرح وهي ترقب تقدم سيـادة العزب تجاورها فتاتها الصغيرة حمراء الشعر وبعدها توأميها بخصلات الكراميل المحمرة ..
-سيادة تفضلي..
هتفت شفا بحماس وهمس تنهض ضاحكة:
-كنت أتحدث لتوي عن فريق الصهباوات..
ضحكت سيادة وعانقت شفا وهي تقول بحماس:
-المكان رائع شوشو, انا متحمسة كثيراً ..أريد ركوب الخيل.. أنا لم امتطي خيلاً منذ زمن طويل.
غضنت شفا وجهها وهتفت:
-كان عمرو يحايلني للركوب ورفضت أنا اخاف الخيل.. ولكن حاولي اقناع قحطان بهذا.
-زوجك وهل سيوافق؟؟
تساءلت همس بريبة فضحكت سيادة وقالت بشحوب:
-سيضربني على رأسي لا محال..
ضحكن جميعاً وهنا التفتت همش للفتيات وقالت بحنان:
-اذهبن للعب مع الاطفال.. انهم مع مربية خاصة لتعتني بهن, ستستمتعن كثيراً.
الفتت الفتيات الثلاث لأمهن التي أومأت لهن بالموافقة وهي تقول:
-العمة غزل والعمة سلمى هناك.. سيعتنين بكن هيا.
تقفزت التوأم وتبعتهن هبة بهدوء لتهمس شفا بفرح:
-ابنتك غاية في الجمال, سبحان من خلقها تبارك الله.
-شكراً..
همست سيادة بخجل وتساءلت مها وقتها:
-لماذا لم تحضر قريباتك سيادة, اشتقنا اليهن لم نرهن منذ مدة طويلة..
-انهن يطمئنن على الاطفال سيأتين بعد قليل..
ردت سيادة بسعادة ثم التفتت لهمس وقالت بقلق:
-اشعر بقلق من هذه الاجتماعات أتذكرين أخر مرة ؟ غزل زوجة رعاد ابن عمي فاجأتها الولادة وسط المطعم..
ضحكت همس ملئ شدقيها بينما تذكرت شفا متمالكة نفسها بصعوبة:
-كانت ليلة ليلاء فعلاً.. زوجها المسكين كاد يمزق شعره وهو ينتظر, لم يصدق أحد انه الطفل الثالث لهما..
-رعاد يعشق التراب الذي تمشي عليه وهو يخاف عليها كثيراً.
بررت سيادة ببساطة وبعد لحظة كانت غزل وسلمى واخرى ببطن منتفخة تجاورهن للانضمام الى التجمع النسائي والذي احتل اكبر الطاولات ..
-تفضلي هيام اجلسي..
قالتها غزل بعد تحية سريعة ونظرت للجميع قائلة:
-هذه هيام زوجة الدكتور علي.. وهي ايضاً على وشك الولادة..
اومأ الجميع بتحية خفيضة للمرأة الهادئة الملامح واظهروا لها دعمهم ودعوا لها بمولود صالح, وان ظهر توتر خفيف على وجه همس أخفته ببراعة خلف كوب من الشراب والاحاديث تدور بشكل عادي وشفا تسألها:
-ما اخبار ليال؟؟
ابتسمت همس بسعادة فجأة وقالت بشغف:
-تنتظر طفلاً..
-الحمد لله..
هتفت شفا بفرح.. فقد كان انجاب ليال من زوجها حسين بعد دورات العلاج الكيميائي شبه مستحيلة ولكن.. ما هو المستحيل في قاموس الله سبحانه وتعالى..
في الجهة المقابلة وقف يوسف ينظر لصغيرته ليان وهي تدور في حلقات تصنعها مع توأم شيخ العزب بمرح صارخ من عينيها .. حين شعر بحركة من خلفه..
-مرحباً دكتور علي.
رحب بعلي العزب بمصافحة جادة والذي ابتسم له بقلق واقترب يراقب الفتيات باهتمام جعل يوسف يبادره:
-أين طفليك؟؟
-في منزل جدتهما هنا في عدن, انهما صغيران على السهر.
اومأ يوسف وصمت .. وطال الصمت بينهما.. حتى قطعه علي:
-كيف حالها؟؟
لم يحاول يوسف انكار معرفته بمن يقصد,, بل هو اقترب ليستند على حاجز خشبي قريب وقال بجمود:
-ممتازة, تعيش حياتها.
ابتلع علي ريقه وسأل بقلق:
-أين؟؟ ومع من؟
ابتسم يوسف وهمس:
-هذا ليس من شأنك يا دكتور.
-أحتاج أن أعرف..
توسل علي بخفوت.. فلم يجبه يوسف بل تحرك نحو ابنته وهو يقول بجفاء:
-انسها.. فهي قد نسيتك ومضت بحياتها..
اتسعت عينا علي وكلمات يوسف تضربه في الصميم.. مضت بحياتها؟؟
-تزوجت؟؟
هتف علي بجزع ليتوقف يوسف وينظر له بضيق ثم يقول بحسم:
-انها على علاقة جدية, وأنا واثق انها ستنتهي بالزواج.
توسعت عينا علي ولم يعد يشعر سوى بذاك الثقل يجثم على أنفاسه.. والعالم يهتز من وراء نظاراته الطبية ولم
|