الفصل الأول
*
2013
نيويوركـ ..
بُكرة صباح إبتدأ بتعآلي نغمة الـ - آيفون - الممله تقطع وتتواصل لاكثر من مره بإصرار لحد مانفتح الخط بصوت مبحوح من أثر نوم ليزفر الآخر بـ عمق معلق عيونه بـ السمآ حآمد ربه لإستجآبته على الإتصآل , بـ لهجته الشآميّه أردف بـ حنق: لك ويييينك كل هآد عم حآكيك !
عدل وضعيته من النوم للجلوس سآند ظهره يفرك بعيونه: يآلله صبآح الخير .. وش بغيت انت بهآلبٌكره !
....: شكلك نآسي اليوم اللي ورآك أستآز – نجـم - ! .. مِستر جون من سآعتين سكر معي الخط مشدد عليّ أذكرك بـ المعآد
إرتفعت شفته العلويّه بـ إنزعآج: إيه إيه .. طيب وآشدعوى مآني نآسي
....: لآ , مآعمّآ يوثق فيك وخصوصاً من بعد إعترآضك الأخير
نجم: وإيش علآقة إعترآضي بـ إني مآروح .. مآني بزر ترآ خلآص كآفي عوآر رآس
....: يآريتو كآن وصآني لـ إلي , كل شغله بحلآوتهآ
نجم: أي حلآوه هذي بـ الله ! مآنت شآيف وين بروح !
....: بعرف المكآن كتير حقير بس كله بحسآبه .. المهم هلـلأ معك ساعه تجهز فيها حالك وتصرف يَآللي عندك وتروح
أقفل الخط معه متأفف وعيونه على الشقرآء الجذآبه إللي جمبه نآيمه مآيغطيهآ إلآ الشرشف الأبيض الخفيف فآتحه عيونهآ الزرقآء النآعسه وهو يبعد خصلآت شعرهآ الذهبي من على جآنبي وجههآ مقآبلته بـ إبتسآمهel أردفت بـ نبرة صوتهآ المبحوح من أثر إستيقآظهآ للتوّ: good moooorning
(صبآح الخير)
....: mmmm morning bretty
(صبآح آلخير يآجميله)
اعقدت حآجبيهآ بـ إستغرآب من ملآمحه المنزعجه وهي تعدل وضعيتهآ للجلوس سآئلته بـ إهتمآم: are u okay ؟
(هل أنت بخير ؟)
....: ya am fine, u jus have to leave, Ive alot of work
(نعم بخير , فقط عليكِ المغآدره , لدي الكثير من العمل)
اقتربت منه متمسكه بذرآعه العضلي والإستفهآم بعيونهآ: but ….
(ولكن .....)
قآطعهآ بـ جفآء صآد بوجهه عنهآ جهة الكومدينه لعلبـة سجآيره: NO
أطبقت فمهآ بضيق من رفضه الصريح لهآ مبتعده عنه سآحبه نفسهآ بهدوء من تحت الغطآ متوجهه للحمآم بـ - الكرآمه –
تمّ على وضعه بـ الدقآيق إللي مرت وهي دآخل الحمآم لحد ماردت لآفه الفوطه البيضآء على جسمهآ .. عيونهآ عليه مستقعـد , ظهره مُسند لظهر السرير عآري الصدر ونصفه الأسفل مغطى ..
رفعت حآجبهآ الرفيع هآمسه له بـ إغرآء: bayyb
من قآلتهآ إلآ وارتفع نظره لهآ وهي تسقط الفوطه من على جسدهآ لتطيح بـ الأرض وآقفه قبآله ربي كمآ خلقتني موجهه له دعوه مفتوحه بإغرآء .. تمّ ينآظرهآ لثوآني بتفحص مضيق عيونه وهو يسحب النفس من سيجآرته شبه المنتهيه زافر دفعة الدخآن من فمه المشدود بهدوء وهو يأشر بعيونه على السرير جمبه بلآ مبآلآه: take it an. leave
(خذيهآ وغآدري)
أطبقت شفتيهآ الرقيقه بقهر بعدمآ تجآهلهآ معرض عنهآ يطفي سيجآرته بإهمآل لرغبتهآ الشديده مأشر لهآ على كم ورقه من الدولآرآت جمبه آمرهآ بـ المغآدره بعدمآ أتمت مهمتهآ معـه وإنتهى غرضه منهآ ...
طفآ السيجآره مآسك بيمنآه جوآله يدور الأسآمي تآركهآ قدآمه تلبس فستآنهآ الشيفون الأحمر القصير فآرده شعرهآ الذهبي المبلل بإهمآل على كتفيهآ لتقرب منه هآمسه: I jus wanna tell u that was awswm, best night ever, u are soo good about all wt u do
(فقط أريد إخبآرك أن مآحدث كآن رآئعاً , أفضل ليله على الإطلآق , أنت جيد جداً بكل مآتفعله)
أغمض عيونه برآحه أتبعهآ بـ إيمآءه رآس إيجآبيّه قبل مآيزفر نفس هآدئ من بعد خروجهآ مبعد الغطآ عن جسده العآري متوجـه للحمـآم بعدمآ أخذت هي الفلوس محنيّه عليه طآبعه قبلتهآ الخفيفه على طرف فمـه قبل توليّه ظهرهآ خروجاً: have a nice day, bye
( إستمتع بـ يومك )
/
/
بوآحد من الأمآكن إللي تجمع أكبر عدد من الجنسيآت المختلفه بـ العآلم . .
بـ المطآر .. وبعد مآوصلت شنآطهم ع العربـه , سألتهآ بـ إستغرآب: مآمـآ ..
جآوبتهآ وهي تدخل جوآلهآ بشنطتهآ بعدمآ أنهت مكآلمه مع زوجهآ تخبره بوصلهم: أيـوه !
أكملت تسآؤلهآ بلهجه مصريه متقنه: هنروح فين ؟ بآبآ سآبنآ نيجي السعوديه لوحدنآ
نآظرتهآ وإبتسآمه مُريحه هآدئه بوجههآ البشوش: وهو معقول أبوكي هيسيبنا من غير مآيكون مجهز كل حآجه
وكأنهآ للحين مآفهمت ! رفعت نظرآتهآ الطبيه بإطآرهآ المستطيل اسودء اللون من طرف خشمهآ الطويل الحآد لعيونهآ معقده حآجبيهآ بإستفهآم أوضحته لهآ أمهآ بـ لهجه مصريه: وردهـ ياحببتي أحمد إبن عمك متفق مع آبوكي على كل حآجه إننآ نروح ونقعد فـ شقه ليه في عقآر من عقآرآتهم وبآعتلنآ دول " أشرت على أثنين من الجآردآت مقتربين صوبهم " شفتي ! هيوصلونآ لحد البيت ..
من شافتهم رفعت ذقنهآ فآغره فمهآ الفتحه الصغيره إستيعآباً: أهـآآآآ , طيب يلآ مشينآ .. رآسي بيوجعني حآسه هينفجر من ضغط الطيآره همووت وأنآم
قآلتهآ مقربه من أمهآ متعلقه بذرآعهآ ليوضح فرق الطول بينهم , ورده بمظهرهآ الحآد القآسي وإللي يخآلفه رقـة إسمهآ , كآنت فآرعه بطول يوصل الـ 6 أقدآم , تشبه كثير أبوهآ بخلآف أمهآ المصريّه – جيهآن – بملآمحهآ الأنثويّه الرقيقه النآعمه .
نفس عميق سحبته بـ إنتشآء مستنشقه ريحة السيآره: يـ الله مآمآ حتى ريحتهآ حلوه
طآلعتهآ أمهآ بـ إبتسآمه هآزه رآسهآ تأكيداً: لآزم تكون كدآ مآعيلة عمك أغنيآء
قآلتهآ ثم سكتت ثوآني تطآلع الشآرع من الشبآك على يسآرهآ قبل تكمل بـ همس خآفت بآهت: فــوق الغِنــآ بكتيـر !
ورده: هو الفرح دآ إمتى ؟
....: يوم الخميس الجآي
ورده: أهآآ .. بعد الفرح لآزم أرجع مصر تآني إفتتاح المعرض بعد اسبوع
مدت يدهآ وأمسكت بـ أصآبع بنتهآ الطويله وإبتسآمه رضآ وآسعه على وجههآ نآعم الملآمح: إنتي بروفيشنآل فوتوجرآفر أكيد مشآركتك هتكون الأحسن فـ المعرض
بآدلتهآ الإبتسآمه خآفته بتوتر: بأمر الله ..
شهقت من بعدها نفس عميق هآدئ تامه تنآظر بـ الطريق على يمينهآ بنظرآت فآرغه وعقل خآوي .. مآتدري كم من الوقت مرّ فـي صمتهآ وشرودهآ لحد مآقطعهآ صوت أمهآ: شكلنآ وصلنآ !
مدت رقبتهآ لقدآم من الشبآك على يمينهآ لتتعلق نظراتها على العمآره والسوآق يهدي السيآره تمهيداً لركنهآ جمب الرصيف: وآآو مش عمآره دي
بسرعه أبعدت نظرهآ عن العمآره بعدمآ سمعت صوت صفير كفر البورش الكحلي على الطريق بنفس الشآرع قريب منهم بلهجه سعوديه مآيقل تمكنهآ منهآ عن اللهجه المصريه: خيــــر انشآلله !! مرآهق المجنون !
قآلتهآ بنرفزه وهي تخرج من السيآره بعدمآ فتحلهآ السوآق البآب وأشر لهآ وأمهآ بيده تجآه مدخل العمآره لتتقدم بعد أمهآ وورآهآ السآيق وتآبعه بـ الشنآط حقتهم, تخطوآ البوآبه الحديديه العريضه ومنهآ للمدخل الرخآمي يتوسطه نآفوره جبسيه معطله, المكآن فآئق الروعه لكن واضح إنه مهجور مآفيه روح ولآ نفس, مآحد سآكنه .
ورده: مآمآ شوفي هنآ بآب شقه وع اليسآر بآب ثآني !
السآيق بلغه عربيه , لهجه شآميه: إنتو بتتفضلوآ هون لشقه الأستآز أحمد .. أمآ التآنيه هديك فهي شقة الأستآز رآمز
ورده: مآحد سآكن هنآ .. الأدوآر فوقنآ من فيهم !!
السآيق: مآحدآ عآيش هون , العمآره فآضيه والدور التآني نفس التصميم بشقتين للأستآز طلآل والأستآذ رآئف والأخير شقه للأستآز الصغير سيـف
بسرعة بديهيّه سألته مستفسره: والشقه الثآنيه بـ الدور الأخير ! ولآ مآفيه غير وحده لـ سيف ؟
أنزل عيونه للأرض بـ أسف مجآوبهآ بهدوء: كآنت للأستآز فرآس الله يرحمه
على طآري الفقيـد المتوفـي , أخفضت أمهآ رآسهآ في أسى شآركتهآ فيه وردهـ إللي تمتمت بقلبهآ عن ذكرى وفآة إبن عمهآ إللي مآحضروآ عزآه: يـ الله شكثر إنّآ بعيدين عن بعض ! مو كأنآ عيله وحده !
....: يلآ يآورده هتفضلي برآ عندك الليل كله ولآ إيه ؟
تعلقت عيونهآ بظهر أمهآ إللي نبهتهآ من شرودهآ سآبقتهآ للشقه لتلحقهآ هي بخطوآت متبلده متثآقله مآلفتهآ أي شي بـ المكآن برغم فخآمته الأسطوريه , إرتمت بتعب على كنبه إسفنجيّه عريضه بوسط الريسبشن ليوصلهآ صوت أمهآ من دآخل: أنآ هآروح آخد دُش شوفي إنتي حآبه تعملي إيه ! الشقه جآهزه من كلـه والأكل جآهز كمآن فـ المطبخ لو عآوزه تآكلي حآجآ خشي شوفي بنفسك
أبعدت نظآرتهآ عن عيونهآ المُرهقه رآميتهآ بـ إهمآل على الطآوله الكريستآليه جمبهآ مجآوبتهآ بـ همس بآهت مُتعب مآوصل لها: آوكي
لحظآت من بعد كلمتهآ الأخيره وفتحت عيونهآ بـ إنتبآه من بعد غفوتهآ لدقآيق تستوعب الصوت إللي سمعته, كآن صوت البآب الحديدي بقفله قويه للشقه إللي جمبهم ! إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب سآئله نفسهآ: مين هنآ ؟ السآيق قآل إن مآحد فـ العمآره ؟ مآهي بمسكونه ! شقة رآئف أو رآمز أظن ! يآكثر عيآلك يآعمي الله يرحمك ويغفرلك
وقفت بتعب مفصخه عبآيتهآ والطرحه رآميتهم بإهمآل على الكنبه إللي وقفت عنهآ مخلله أصآبعهآ اليمنى النحيله بشعرهآ البني القصير بقصـة الـ - بوي – وبظهر يسرآهآ بسطتهآ على فمهآ وهي تتثآءب بتعب متوجهه للمدخل الثآني بـ الشقـه : بآخذ شآور الحين وأنــآآآآآم
بـ الجهه الثآنيه من نفس العمآره ...
يتأمل وجهه بـ المرآيه العريضه عند مدخل الشقه, إبتسم للي ببآله وهو يحرك طرف سبآبته تحت جفن عينه المنتفخ : على إيش كنتي تتوحمي يآمي وآنتي حآمل فيني ؟ لتكون شغآلتنآ السيرلآنكيه !
قطع أفكآره الغريبه صوت جوآله وهو يدق بـ إسم خويه: هلآ رآمز
على الطرف الثآني صوته شوي وينسمع من صوت المآكينآت: هآآآآ وصلـت ؟
....: إيه أنآ بـ الشقه الحين بس وينك انت ووش هآلإزعآج ؟ بـ المصنع ؟
جآوبه بـ صيآح: إيه بـ المصنع هذآ وآئل خويك الخآيس مرسلني أنآ للمصنع وهو متكيف بـ المكتب
مآل فمه يسآراً بـ إبتسآمه قصيره كشفت عن جمآل الغمآزه الوحيده اليتيمه بخده الأيسر: أجل كآن الله بالعون
لحقه رآمز قبل يقفل معه الخط: لحظـــــــه آآآآدم
آدم: هــآآ
....: ترآ الشقه فآضيه .. أكلك وشربك من جيبك
آدم: ومن متى أكلي وشربي كآن من جيبك إنت ؟ أقول ولي يآلدلخ بس
أردف بـ ضحكه غليظه جآهره: هههه أنآ بس أخبرك لأن وآئل تآرك الشقه من فتره فـ دبر حآلك وآشوفك
حرك لسآنه دآخل فمه مخلل أصآبعه بخصلآت شعره الأسود الطويل لآخر شحمتي أذنيه: آوكي آوكي .. سلآم
أقفل آلخط منزل جوآله على درآبزين المرآيه متوجه لصآلة الإستقبآل وهو يفتح أزرآر قميصه جالس من بعدهآ بأريحيه على الكنبه العريضه ممدد سآقيه رجل فوق الثآنيه على الطآوله الرخآميه قدآمه مسند رآسه على ظهر الكنبه يطآلع بـ النجفه الكريستآليه المعلقه .!
/
/
بشوآرع نيويورك المزدحمه وقت الظهيرهـ ..
تلف وتدور ..
على هآلوضع من ثلآث أيآم تدور لهآ شغل قبل مآتترك البيت ..
جلست على كرسي خشبي عريض من كرآسي الإنتظآر اللي بشوآرع المنطقه الشعبيه فآرده رجولهآ تريحهم من عنآء الكرّ والفرّ المتوآصل بـ الشوآرع , أطلقت تنهيده مُتعبه أردفتهآ بـ حديث النفس الخآفت: آآآآآه الحين وين بلآقي شغل ! موو قآدره رجوولي آآآه
تحسست بطنهآ بألم بعد مآسمعت خليط من اصوآت بطنهآ إللي تغرغر بـ إنذآر الجوع وشدته: طيب الحين وين بلقى أكل بهآلمكآن القذر ؟
رفعت نظرهآ تتآمل المكآن من حولهآ بعقدة حآجبين: وين أنآ .. هـييي إيييي u, excuse me plz where are we? wich st !
(أنــت , إعذرني رجآءاً أين نحن ؟ بـ أي شآرع !)
رفع كتفيه مآط شفته السفلى بلآمبآلآه وهو مآر من قدآمهآ يظهر وكأنه – سكرآن - : we are n da nowhere sweetheart
(نحن في اللآمكـآن عزيزتي)
أطبقت فمهآ بـ نرفزه قبل تصيح عليه: sikoooooooo
( مختـــــــللللل )
مآ أمدآهآ إلآ وشآفت مجموعة مرآهقين رآكضين قدآمهآ وورآهم حشد وصيآح حرمـه كآن صوتهآ الحآد الأبرز بـ السبآب واللعن والتوعد .. تجمهروآ النآس وآقفين قبآلهآ , آللحظـه إللي وقفت هي فيها على أطرآف رجولهآ رآفعه ذقنهآ تحآول تشوف من فوق روس النآس وش اللي يصير ...
بـ نفس آللحظه خرج هو من زقآق الشآرع ينفض قطرآت المويه إللي تسآقطت عليه من الأنآبيب المعلقه على جدرآن العمآرآت متأفف بـ إنزعآج وتكشيرة متقززه بوجهه آلمنعفس : هـففف وش هآلقرف ! طيب يآنذل صبرك بس علي الحين تحطني قدآم الأمر الوآقع مع – جون - وتجيبني لهنآ ! واشمعنآ هآلمكآن المنحط بـ الذآت ! .. ولآ كأنهآ صفقة مخدرآت .. صبرك بس علـ .......... سكت ينآظر بـ التجمع إللي صآير قدآمه وكل إثنين مآسكين بخنآق بعض , إنعقدوآ حآجبيه مستغرب هآمس بـ بهوت: يصورون مشهد لفيلم !
إستوقف وآحد من المآرّه قدآمه وشكله كآن متجآهل آلموقف تمآماً: !! heyyy u, wt da hell is dat
(أنـــت, مآهذآ بحق الجحيم !!)
إرتفعوآ كتفيه بهزه سريعه مآط شفته السفلى مآيدري:: I don know, an don ask all people here have no ............
(لآأعلم , ولآ تسأل , جميع من هنآ ليس لديهم أدنـى .............)
قطـع حكيه المرآهق اللي مرّ من خلآلهم ضآرب كتفه بـ كتف - نجم - وهو يصيح للي ورآه: ruuuuuuuuuuu
(إهـــــــــرب)
عدل تيشيرته مكآن الإصطدآم من كتفـه ثم أقفى عنهم مطبق فمه بإشمئزآز: وش هآلمختلين شكلي ضيعت المكآن
قطع الشآرع وملآمح التقزز حآفره تعآبيرهآ بين قسمآت وجهه ليوقف فجأه وعيونه معلقه عليهآ , أثآر إنتبآهه شكلهآ العربـي الملفت حآضنه بذرآعهآ الأيمن عمود النور رآفعه نفسهآ على أطرآف قدميهآ فآغره فمهآ بإنتبآه وإهتمآم تبي تشوف وتعرف اللي يصير .. سمرآء نحيله متوسطة الطول كثيفة الشعر البنـي الداكن .. كآنت الشخصيه بملآمحهآ عربيه .. دمّهآ عربـي ..
من طول وقفته قبآلهآ وتأمله التفحصي الدقيق لهآ وإللي أثآر إنتبآههآ , إنعقدوآ حآجبيهآ مآده فمهآ المزموم بـ تكشيره طفوليه بعد إستيعآبهآ نظرآته التفحصيه المريبه المُسلطه عليهآ لترمقه بنظرة تحقير من فوقه لتحته مقفيه عنه رآفعه ذقنهآ بتكبر هآمسـه: وش إللي جآبني هنآ بـ الله !! – أرخت كتفيهآ بـ تعب تتحسس بطنهآ - آآآآآآه بطنـي
قالتها مكمله طريقهآ على الرصيف إللي كآنت بلطآته العريضه مكسره وخآرجه عن مكآنهآ مستشعره ملآحقة أحد لهآ .. التفتت بسرعه وفعلاً كآن ورآهآ بس رآفع يده لأذنه يحكي بجوآله مآينآظرهآ ..
مآ أمدآهآ وهي تحول نظرهآ قدآمهآ بعدما خاب ظنها باللي يطاردها إلآ وشآفت يمينهآ مطعم شعبي من درجه لآتذكر: هــــه ريستـورآآآآآآآن ,, آآآآآه أخيراً
دخلت بإبتسآمه عريضه جالسه على وآحد من الكرآسي طويلة الإرتفآع قبآل طآولة المشرب .. ليبآدلهآ الإبتسآمه وهو يسأل: wanna drink !
(تريدين مشروب !)
....: no, wanna somthin to eat, am soooo hungry
(لآ, أريد شيئاً أأكله , أنآ جآئعه جداً )
حرك رآسه إيجآباً مقترح عليهآ بـ إبتسآمه: brger !
فتحت فمهآ مبرقه عيونهآ وشبح إبتسآمه بملآمحهآ المتحمسه لتنآول الطلب إللي أقترحه عليهآ مجآوبته بـ إندفآع: yaaaa that would be great
(أجل , هذآ سيكون رآئعاً)
كآنت ثوآني والطبق قدآمهآ فيه سندويتش برجر وعلبة مآيونيز بلآستيكيّه صفرآء اللون .. فركت يديهآ ممصمصه شفتيها وقد إلتهمت الطبق بعيونهآ أولاً مآدرت عن إللي حولهآ وإللي جلس جمبهآ طآلب ليمونآده بآرده !
توهآ بتفتح فمهآ إلآ وتشوفه على يسآرهآ ينآظرهآ بنفس الطريقه التفحصيه الخبيثه هامسه له بعدما قربت وجههآ بوجهه: now wt !! are u chasin me
(والآن مآذآ !! هل تلآحقني !)
بنفس نبرتهآ الهآمسه جآوبهآ وهو يحرك طرف سبآبته اليمنى على تنورتهآ الشيفون الخفيفه مبعدهآ عن ركبتهآ وعيونه النآعسه دآكنة آللون مثبته بعيونهآ حآدة النظره المتوعده: if u never mind !
(إذآ كنتِ لآتمآنعين !)
إتسعت عيونهآ بصدمه من جوابه الدنيئ بعدمآ إنكشف وركهآ الأيسر من هآلتصرف الجريئ الوقـح ..!! بلآ تفكير .... فتحت السندويشه والصقتهآ بوجهه ملطخته بـ الكآتشب لينزل من وجهه لتيشيرته الأبيض وبشكل لآ إرآدي خرج سبآبهآ من فمهآ المتمرد بلهجتهآ الخليجيه: تتحرش فينـي يآلخآيس يآلمنحط يآفآســــق ..
بـ عصبيّه مُفرطه رفعت علبة المآيونيز وتمت ضآغطه عليهآ مفرغه مآبدآخلهآ فوق رآسه وبعدهآ حذفتهآ بقوه على وجهه خآرجه برآ المطعـم لآحقهآ العآمل يطلب منهآ ثمن الأكل ..
العآمل إللي مآ أكمل كلآمه بسبب الكف القوي إللي استقر على صدغه الأيسر بـ سِبآب عربي اللغه مآفهم منه شي: أي فلوس هذي يآحيوآن إنت كمآن وأنآ أكلت شي !! خلـي السآفـــــــــل يدفعلــــــــك
قآلتهآ بغضب متأجج تآركته ورآهآ دآخل المطعم رآحته اليمنى على خده الأيسر وعيونه مصدومه مدمعه كآنت هآلصدمه أقل بكثير من صدمة إللي جآلس قدآمه الكآتشب والمآيونيز مغرق وجهه: فآسـق ؟ منحط ؟ خآيس ؟ خآيــس !!!!!!! هذآ عربي إللي سمعتـه !!!
مآحدّ من العمّآل حتى رئيس المكآن تجرأ فيهم وطلب منه الحسآب .. هي بنت وكآن ذآ ردّ فعلهآ أجل هو كيف بيكون ردّ فعله !
وقف بسرعه عن كرسيه لبرآ المطعم بخطوآت زلزآليه غآضبه .. تمّ يتلفت يمينه ويسآره , كل مآله بـ الإشتعآل غضباً , هآلغضب إللي مآرح يهدآ قبل تكون هي بـ قبضتـه !
إلآ إنهآ وبـ لحظـه ... مآ كآن لهآ أي أثر !
/
/
السعوديه ..
بـ أكثر الأمآكن تعقيماً .. صرخآت أطفآل وأنين شبآب وتأوه كبآر السن ...
بـ طوآرئ المستشفى المزدحمه .
صآحت الممرضه الآسيويّه والذعر بملامحها طآلبه مسآعدة أحد من الدكآتره إللي مآتشوف أحد منهم بهآللحظه , كلاً منشغل بـ حآله خآصه: where is D.Sorat, there is an emergence
(أين دكتور سورآت , هنآك حآله طآرئه)
بـ مدخل ثآني للطوآرئ توّه وأنهى الكشف عن حآله يسيره مدخل يده بـ جيب مئزره الأبيض ممسك بجوآله وإبتسآمه وآسعه بوجهه مُريح الملآمح بعدمآ شآف إسمه: دكتر عديّ ...... يآهلآ
صوت أنثوي من بعيد ينآديه .. دكتر عٌمــــر .. دكتـر عٌمــآآآآآآآآر .. دكتر .. دكتر .. دكتر عٌمـر
التفت لهآ بعقدة حآجبين تعجباً من جزعهآ ليشوفهآ مميله جسمهآ لقدآم ويدهآ على صدرهآ تحآول تلتقط أنفآسآ اللآهثه من ركضها ورآه تلحقه ..
....: ثوآني عدّي .. خير صيتـه !
إعتدلت بتعب مغمضه عين ومفتحه الثآنيه , عآضه على شفتهآ السفلى مأشره لآخر الممر ورآهآ: دكتور عُمـر حآله ولآده مستعجله
أطبق فمه بتفهم مُردف بـ هدوء: أوكي الحين جآي اسبقيني
قآلهآ ثم رفع جوآله لأذنه مهرول بـ الممر لاحق – صيته - : عديّ متى جآي إنت ؟
على الطرف الثآني .. بسيآرته .. رفع نظره لإشآرة المرور الحمرآء: يعني ..10 دقآيق وآكون وآصل
عٌمر: عندي حآله مستعجله أنآ بـ الطوآرئ برآ المستشفى إذآ قدرت تعآل
إبتسم بخفه على إللي طرآ ببآله وظروف شغلهم: ترآه أول يوم دغري بتشغلني
عٌمر: عآد مآرح أغآمر وأثق بوآحد ترك المهنه صآر له سنتين وأول يوم دوآم له رح أشغله ... شف لآزم أسكر الحين
حرك السيآره بعد تبدل الإشآره للون الأخضر مبتسم على تعليق عٌمر: ههههه خير إن شآلله .. اشوفك
أشرت له بيدهآ تنآديه بصوت جهوري: دكتر عٌمـــر .. هنــآ .. هنــآ تعــآآل
نآظر بـ المهرجآن إللي بـ الغرفه وأنين الحرمه الممده على التروللي الأبيض سآئل بـ إستغرآب: إيش الحآله !
نآدتهآ من على بآب الغرفه بلهجه شآميّه قبل تجآوبه على سؤآله: صيتـه .. دكتر شودآري بدو يآكي
إلتفت لهآ عُمر رآمقهآ بنظره حآده: صيته معآيآ بهآلحآله .. كله برآ .. فضوآ المكآن ..
الممرضه الشاميه: بس دكتر شود......
قآطعهآ بحزم ملتفت لهآ نصف إلتفآته: عندنآ حآله .. مو ذنبنآ نتحمل إهمآل الممرضه فيري .. صيته مشغوله معآي ..
إنتبه على شرودهآ وهي فآتحه فمهآ ببلآهه منبههآ بنبره حآده جآفه: صيتـــــه !
بسرعه انتفض جسدهآ مخترعه راده عليه بـ تلعثم: آآآآ .. آآآ آييييـوآ
عٌمر: هآ جآهزه ..!
/
/
بمكآن مآهو بعيد عن الطوآرئ .. يتمشى بممرآت المستشفى إللي كآنت أهدأ بـ كثير من طوآرئهآ .. توه منتهي من إجرآءآت البدء بآلمزآوله .. يسمع تمتمآت الممرضآت من جنسيآت متعدده بسؤآلهم عنه .
- أول مره أشوفو
- هو ممرض ؟
- آه شف الغبآ بس مآتشوفي إسمه ع البآلطو !
- هذآ وجه ممرض .. هه تكفييين
- قآلك ممرض قآل .. دكتووووور يآروحي دكتووووور هذآ الملآك دكتور
- هييه ترآنآ بعد الممرضين ملآيكه
- شو إسموو ؟
- ما اخدتش بآلي عدآ بسرعه من أودآمنآ .. هتنح فـ شكلو ولآ فـ إسمو .. مش مهم الإسم دلوقتي
- جد جد جد تشآآرمينـج .. مش سعودي أصلاً .. بآين عليه
- وليش مو سعودي إن شآلله ! ليكون تبينه يكون سوري انتي ووجهك بعد ولآ مصري مثل المتخلفه إللي جمبك
اجفلهم من حدة مناوشتهم بنبره جاهره حآده , جآفـه , ومُرعبـه .. فرقت جمعتهم على سيرة الدكتور الوسيم حديث التوظف: مآشآلله يآهوآنم فـ كآفيه إنتم ولآ بمستشفى ! العآلم تموت حولكم وآنتم مقضينهآ سوآلف
ردت وحده من الممرضآت بلهجه مصريه: لآء وآللهي إحنآ بس بنسأل عن ......
قآطعهآ بحده: كل وحده على شغلهآ أشوف .. ع أسآس مره فآضي عشآن أتم وأسمع عن إيش تسألون !
ثوآني من أنهى جملته إلآ ويرتفع حآجبه الأيسر إستغرآباً .. بعدهم وآقفات متنحات ليصيح عليهم بنبرته الجآفه آمرهم بـ حزم: تحركــــــــووآ
قآل كلمته مُردفه بـ إبتسآمه قصيره بعدمآ إنتفضوآ متفرقات كل وحده بممر !
خآرج المستشفى وأول خطوه يخطيهآ دآخل الإستقبآل .. رآفع رآسه لسقف صآلة الإستقبآل مآخذ نفس عميق: يـ اللــــــــه ع الريحه .. عشـــــــــــق
....: دكتر .. دكتر .. دكتـــــــــر
إلتفت يمينه بعقدة حآجبين مستفهمه للممرضه القصيره الآسيويه ..
الممرضه إللي توترت بعدمآ اقتربت منه وآستنتجت إنه جديد هنآ ومآقد شآفته قبل: d.. ddd .. doctorrr
مدت بكلمة – دكتر - وهي تنآظر بـ إسمه على البطآقه المثبته على البآلطو حقه في محآوله منهآ تعرف إسمه: doctor Oday, please help me, all da doctors here are busy, um not a nurse here
(دكتر عُديّ , سآعدني رجآءاً , جميع الأطبآء هنآ مشغولون وأنآ لست ممرضه )
تحرك جهتهآ سآئلهآ بإستفهآم: what da matter ?
(مآلأمـر ؟)
شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه قصيره وهي تجمع الكلآم بتوتر: its not a big deal, um jus warkre at da archif, he s a little boy with a broken arm
(ليس بآلأمر الكبير , أنآ فقط عآمله بـ الأرشيف وهو طفل صغير بذرآع مكسور)
إبتسم لهآ بهدوء: mmmm okay, gide me
(حسناً , أرشدينـي)
بآدلته بإبتسآمه وآسعه سابقته للغرفه .
آلغرفه إللي تمّ فيهآ لحد مآ شآرفت مهمته على الإنتهآء وعيون ذآك الطفل معلقه عليه بنظرة إعجآب بريئه يتآبعه وهو يثبت الخشبتين بـ الشآش حول ساعده , سآئله بصوت طفولي هآدئ: خلآص يآدكتور كدآ ؟
حرك أنآمله اليمنى فـ الشعر المفلفل للطفل السودآني مآيتجآوز عمره الـ 5 سنوآت: أيوآ خلآص كذآ .. هآ يآشآطر بتآخذ السلمتين ثلآت أربعه بخطوة سلمه وحده مره ثآنيه ولآ شلون ؟
كشر بملآمحه الطفوليه مآدد شفتيه المبوزه: أحب كدآ .. كدآ أنزل السلم بسرعه بس مآعرف إزآي وقعت من عليه ؟
بجديه قاصد تنبيهه: لآ تكررهآ وأنآ حذرتك .. هذي المره جت بذرآعك ممكن مره ثآنيه لآقدر الله تكون بسآقك ووقتهآ وريني شلون بتنزل أو حتى تطلع !!
نآظره الولد بدهشه مبرق عيونه فآغر فمه الصغير على وسعه بدون رد في حين رفع هو كتوفه مآط شفته السفلى: هذآ أنآ حذرتك
قآلهآ ثم التفت ورآه من وصله صوته يشوفه مسند جذعه على البآب مكتف سىعديه بإبتسآمه خفيفه: وإبتدينآ الشغل دكتر عديّ !
أقبل صوبه رآفع حآجب وآحد بفخر: وأنآ على بآب الإستقبآل الشغل جآيني لعندي .. شفت فرق المستويآت !
ضربه بقوه على ظهره وهو يضمه ضآحك: هههه توّ مآنور المكآن بصآحب المستوى العآلي
دفه من كتفه بخفه على تعليقه مبتسم إبتسآمه عريضه لتقآطعهم هي قبل يبدون حديثهم من بعد الترحيب موجهه كلآمهآ لـ - عُمـر - : آآآ .. إحـمّ دكتور !
هزّ سبآبته اليمنى الموجهه لهآ بـ إبتسآمه: إنتي ملآكـي
بآدلته الإبتسآمه إللي كشفت عن أسنآنهآ الصغيره بحجم حبآت الرمآن بشكل غير مرتب مآده له الكوب الورقي الحآوي لـ قهوته: إتفضل دكتور .. نبطشيتي خلصت الحين ومريآنآ بتستلم
أومأ رآسه إيجآباً ماآخذ منهآ الكوب بدون ردّ في حين وجهت هي بصرهآ لـ عديّ مبتسمه: أهلين دكتور عديّ
نآظرهآ مستغرب مقطب جبينه وحآجبيه ..
الإستغرآب بملآمحه وإللي كأنهآ فهمته لتجآوبه عليه بـ حركة سبآبتهآ اليمنى على بطآقة التعريف الخآصه فيه والمعلقه بـ البآلطو: سهل مره نتعرف عليك يـــــآآآآآ ....
رفعت رآسهآ له , عيونهآ متعلقه بعيونه رآمقته بـ نظرة إغرآء مُشآكسه , مُردفه بـ همس: دكتور عـديّ
طآلع فيهم بتدقيق محرك نظره من صيته لعديّ ومن عديّ لصيته ..
وبسرعه أبعد كوب القهوه عن فمه قبل مآينفجر ضحك على حآلة عديّ وهو مبلم متصنم قدآم صيته إللي هو دآري مسبقاً عنها وعآرف تصرفآتهآ الخبله .
ضربه بقوه على ظهره قاصد تنبيهه من شروده مشدد على إسمه بنفس الطريقه إللي لفظتهآ صيته بتضخيم حرف العين وضمه , الفتحه على حرف الدآل آلملحق بـ - مــدّ - ليطلع الإسم مضخـم أكثر " عٌـودَآيّ ": هآآ يآآآآآ دكتر - عُـــدَآيّ - !!!
إتسعت إبتسآمتهآ لـ عٌمر , الإبتسآمه الجذآبه إللي أوضحت عمق غمآزتيهآ بـ كلآ خديهآ غآمزه له بـ شقـآوه وكأنهآ شفره سريّه خآصه مآبينهآ وبين عُمر , التعبير إللي أتبعه هو بـ ضحك على منظر عديّ مخرج قطرآت القهوه من فمه , غصباً عنـه ..
التصرف المُنفر إللي إرتد بسببه عديّ خطوه للورآء نآفض بيمينه البآلطو حقه من الجآنب الأيسر للصدر وبيسرآه يمسح وجهه من قطرآت القهوه: عٌمـــــر وش ذآ ؟
مسح آثآر القهوه من حول فمه بظهر يده في محآوله منه لكبح جمآم ضحكه: مآشفت شكلك شلون ؟ حتى البنت ضحكت عليك يآخي
عديّ: مآلك دآعي قسم
عٌمر: خذ بآلك , صيته هذي ممنوع الإقترآب
ضيق عيونه بإستنكآر وتوه بينطق قآطعه عٌمر بسرعه: لآآآآآ إنت تعرف خويك عدل مو رآعي هآلشغلآت ولآ هآلنوع من العلآقآت .. بس آقولك عشآنهآ ذرآعي الأيمن هنآ .. ملتزمه ومتفآنيه لأبعد حدّ ومآلهآ بأي من هآلخرآبيط فـ حط ببآلك ولآ تحآول بأي محآوله ! صيتـه " حرك سبآبته بـ النفي قدآم عيون عديّ" صيتـه نـووو !
أبعد إصبع عٌمر من قدآمه بـ جفآء مردف بـ إستهزآء: مآقلتلك مآلك دآعي ! شكله مخك فوت .. هي مو رآعية هآلخرآبيط وأنآ إللي رآعيهآ ؟ لآ ومع من بعد .. ممرضـــه !!!
فتح فمه بإنبهآر مفتعل: اللــــهُ أكبـــر .. صح صح .. إنت صآحب المستوى العآلي والمقآم الرفيع .. مآينحط هآلمستوى لمجرد ممرضه .. إيه إيه توني تذكرت معليش
أردف ببرود مضيق عيونه بكلمآت ثآبته متقطعه: go an. f**k yourself
بقق عيونه على وسعهآ فآغر فمه لآخره بشبح إبتسآمة عدم تصديق للي توه وقآله عُديّ , أطلق من بعدهآ ضحكته المكتومه وبعده غير مصدق إللي تلفظ به عُديّ !
عُديّ إللي رمقه بنظره مشمئزه , بلآ ردّ .. ليكمل عٌمر وبآقي الإبتسآمه بوجهه: طيب بخليك تآخذ جولتك وآشوف إللي ورآي .. نتقآبل على سبعـه ؟
أدخل يديه بجيوب مئزره بعدمآ شهق نفس هآدئ وأطلقه: أوكـــي ..
قآلهآ ثم تمتم بهمس هآزئ بعد مآ أقفى عنه عٌمر: صيتـه ؟ قآلك صيـته !!!
/
/
مسآءاً ..
بشقه متوسطة الرقي تضم ثلآثة أفرآد من أصل خمس , بعد إنفصآل الأخوين الذكور .. – نجم - المرشد السيآحي المغترب دولياً و- عٌمـر - الطبيب المغترب محلياً في سكن منفصل عن أهله .. - كآمل الشرقآوي - الإدآري المصري زوج - مروه السوآط - سعودية الأصل , قبل 35 سنـه وهو مجرد مدير تنفيذي فـ مؤسسة آلمآلكـي .. إرتبآطه بـ إبنة كفيله كآنت برغبه من كفيله والأمر إللي عآرضه الكثير من افرآد العآئله إللي لهآ سيط شآسع , إسم ومكآنه إجتمآعيّه مرموقه , إرتبآط رجل مصري بـ بنت سعوديه من عآئله أرستقرآطيه فآحشة الثرآء !
سألهآ بـ توتر وهو على بآب المطبخ: هآآ كله تمآم ؟
جآوبته بعدمآ نآولت الشغآله دلة القهوه: خلآص يآكآمل ليش كل هآلعصبيه والتوتر ! مشروعك فكرته نآجحه ورآئف ولد أختي خوش رجآل أكيد بيرعآه وبيضمه ضمن خطتكم الجديده فـ الشغل
بلهجه سعوديه متقنه نتيجة التمرس لأكثر من الـ 35 سنه إللي مروآ: كذآ أو كذآ إن مآضمه ضمن المشآريع الجديده وكآن إهو إللي على القمه فوق أي مشروع ثآني أنآ بدبره بس لآزم يتنفذ .. هآلمشروع إهو إللي بيطلعني من تحت سُلطـة إبن أختك الجآحد !
....: أنآ جهزت كل شي وميري بس عليهآ التقديم ..
....: ليش وين رآيحه ؟
....: ببدل ملآبسي وبنزل لـ أم ركآن توهآ رآده من المستشفى أمس وإن بغيت أي شي ثآني حوريّه هنآ
أعقد حآجبيه بإستغرآب مُردف بـ إبتسآمه قصيره: حوريه ! إسكتي بس لآتسمعك وتقوم القيآمه علينآ
قآلهآ ثم طلع من المطبخ يسمع صوت ضحكتهآ الخفيفه على تعقيبـه الخآص بـ ردّ الفعـل لـ إبنتهـم ....... حوريّـه !
حوريّه إللي كآنت بهآللحظه بـ غرفتها المنزويه عن بآقي غرف الشقه الوآسعه .. مستقعده على الأرض فآرده سآقيهآ قدآمهآ مسنده ظهرهآ لجآنب السرير من ورآهآ تبرد أظآفرهآ الطويله المُرتبه .. تكلم صديقتهآ الوحيده وبنت خآلتهآ إللي مآتعرف غيرهآ عند خآلتهآ وإن شآفت أحد فيهم بـ الشآرع مآرح تعرف إنه يقربهآ .. فرآس , أحمد , طلآل , رآئف , رآمز , وآخر عنقودهم - نسمه –
بعيده عنهم وعن خآلتهآ تمآم البُعد والإنفصآل .. بدآخلهآ عقده تحس دآئماً بنقص فـ تعآملآتهم بسبب فرق المستويآت بينهم أو لأن أبوهآ بـ الأول كآن مجرد مدير حسآبآت بفرع من فروع مؤسستهم , ورثت هالإعتقآد من أبوهآ – كآمل - حتى بعد إرتبآطه بـ أمهآ ومحآولة جدهآ إنه يسلم إدآرة الشركه كآمله له بـ الإنتصآف مع – شبيب – زوج الإبنه الثآنيه – هيّـآ السوّآط – إلآ إن نزعة الكبريآء وعزة النفس بدآخله كآنت مسيطره أكثر لدرجة خلته يرفض هآلفرصه إللي حرمهآ منه لآحقاً إبن أخت زوجته , المسمى - رآئف - بعد تنصيبه مسئول رسمي عن المؤسسه بكآمل فروعهآ من بعد وفآة أبوه – شبيــب - !
تمآدى معهآ هـالطبع وهالإعتقآد من صغرهآ لوقتهآ هذآ حتى إستقر بمعتقدآتهآ ..
....: أنآ سوو إكسآيتد حور مآني مصدقه من زمآن مآجآتنآ منآسبه كذآ تخصنآ إحنآ وتفرحنآ عآد من بعد حآدث أخوي فرآس الله يرحمه
بلهجه مصريه ترفض تبديلهآ تحت أي ظرف من الظروف ومع مين مآكآن: وليه يعني ؟ دآ مجرد فرح
نسمه: طول عمرك محبطه وشهو إللي إيه يعني هفف منك مآتحمسي أبد على أي شي
نفخت البرد عن أظآفرهآ تنآظرهم مفرقه أصآبعهآ عن بعض: مش موضوع أحمس أو أحبط بس شآيفه أنو مش مستآهل كل دآ , بئآلك شهر ونص وآكله دمآغي بـ الكلآم عنه , إهدي على نفسك شويه يآ مآمآ
قآلتهآ وهي تبدل السمآعه من أذنهآ اليمنى لليسرى بمكآلمة الـ - إسكآيب – لتصيح عليهآ الثآنيه وكأنهآ للتوّ وتذكرت شيّ: آوففففف
وسعت عيونهآ لآخرهم منقبض صدرهآ بتفآجئ من حدة الصيحه: خيــــــر !!
نسمه: شفتي نسيت أقولك .. فستآني وصل
....: يآبنت الــــ .....
....: ههههه بس جد مستآنسه ,, روعه لو تشوفيه خيآآآل- أكملت بلهجه مصريه - هيآكل مني حتـه
ردت حور بصوتهآ الغريب الضخم المشآبه لصوت الرجآل بعكس ملآمحهآ كأنثى تعدت جآذبيتهآ وجمآلهآ الحدود بمرآحل: هيآكل حتـه ؟ هه
أكملت بدلع وهي تلف خصلآت من شعرهآ على سبآبتهآ اليمنى: وتعرفي بعد , رآمز أخوي طلع شريك أخو العروس بـ الشغل , يعني أخو العروس أكيد إهو إللي مصمم لهم الفسآتين , ورآمز إهو إللي مصمم لنآ ههههه والله شي .. عآد بموت من نآري ودي أعرف منهو الأحلى تصميمآتهم ولآ تصميمآتنآ
أعقدت حآجبيهآ بإستفهآم لصيغة الجمع إللي تتكلم فيهآ نسمه في حين إنهآ هي البنت الوحيده: مصمم لنآ ؟
نسمه: أهآآآ
....: مصمم لمين غيرك ؟
نسمه: إيش يآهبله .. أنآ وإنتي .. غير أمي طبعاً هذآ شي ثآني .. ترآني أنآ إللي موصيه على فستآنك , يلآ الحين بيوصلك .. كنت حآبه يكون سوربرآآآيز بس إنتي مآتنعطين وجه أبدّ ببرودك هذآ
سكتت لثوآني تستوعب إللي سمعته من نسمه أعقبت من بعدهآ بغيظ مكتوم من بين أسنآنهآ المطبقه وبقوّه في محآوله منهآ لتمآسك أعصآبهآ: ومين صآحب الفكره ؟ إنتي ولآ خآلتي ؟
تقوس فمهآ بإستغرآب سآئله نفسهآ " وش فيهآ هذي !! ": عآدي أمي قآلت لي أختآرلك ديزآين من بين الإسبيشل ديزآينز حقت رآمز ويفصلونهآ بـ المصنع لنآ …. ليش ؟
أغمضت عيونهآ بقوه رآصه على أسنآنه بقهر: أنآ هقفل دلوقتي .. سلآم
أبعدت الهآندفري عن أذنهآ بنرفزه رآميتهآ بـ عصبيّه على اللآب جمبهآ رآصه على المبرد بقوه لدرجة انحنآءه بين يدهآ " شآيفآنآ إيه يآخآلتي !!!"
دقآئق معدوده وتعآلى صوت الجرس لشقتهم قآمت بسرعه غريبه فآتحه بآب غرفتهآ بقوّه ليتصفق بـ الجدآر مقآبله أبوهآ بـ الممر وشرر العصبيه يتطآق من عيونهآ ..
أبوهآ إللي أوقفهآ وعيونه تتفحصهآ وهي بـ البيجآمه الحريريّه برمودآ بيضآء اللون: الله يهديكي رآيحه تفتحي البآب كدآ !
حور: بآبآ أنآ عآرفه مين إللي وصل .. افتح البآب بسرعه ودخلو
إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم بإستغرآب: وهتقآبلي إبن خآلتك بآلمنظر دآ ؟
حور: ..........
نطق إسمهآ بحزم وشده قآصد تنبيههآ من شرودهآ: حوريّــه !!!
ضيقت عيونهآ بإستفهآم: إبن خآلتي مين !!!
تجآهلهآ متوجه لبآب الشقه يفتحه آمرهآ بحزم: خشي جـوآ رآئف إبن خآلتك جآيلي هنآ نتنآقش فـ شغل وأمك عند أم رآكآن لو حآبه تنزلي ليهآ
تجآهلته حور , إذ إن مآعندهآ أبدّ بهآللحظه أي نيّه إنهآ تفهم أيّ شيّ: فيه غرض هيوصل حآلن يآ بآبآ بليز قوللي لمآ يوصل
طآلع كآمل بوجه العآمل الآسيوي بعد مآشآف شعآر مؤسسة – المآلكي - مطرز على جيب البدله إللي لآبسهآ مآسك بيده كرتون مستطيل الشكل كبير الحجم: Mr. Kamil
وجهه منعفس بـ عدم فهم , أومأ رآسه إيجآباً مقطب حآجبيه إستفهآماً بدون ردّ ليمدّ له العآمل الكرتون وفوقه ورقه يطلب منه توقيعه عليهآ بـ الإستلآم ..
الورقه إللي وقعهآ واستلم من بعدهآ الكرتون وهو مآزآل متعجب مقفل البآب برجله وعيونه ع الكرتون بين يديه ..
الكرتون اللي ماحسّ إلآ بحوريه بنته قبآله وهي تسحبه منه بقوه وعنف ..
....: بالرآحه يآبنتي .. فيه إيه ؟
إرتفعت زآوية فمهآ اليمنى بـ إبتسآمه سآخره: فستآني .. فستآني إللي خآلتي موصيه عليه ليّآ وإللي المفروض ألبسو في فرح إبنهم أحمد .. بس فستآن إنمآ إيه ! حآجه عليهآ القيمه .. تليق بمقآم عيلة المآلكي الكريمه .
قآلتهآ بـ إستهزآء مُتبعه بـ إبتسآمه صفرآء مطبقه فيهآ فمهآ هآزه رآسهآ إيجآباً ليقطع الموقف صوت الجرس للبآب لتكمل هي بصوتهآ الرجولي الضخم: هـه شـرف رآئـف بآشآ
قآلتهآ بـ إستهزآء موليته ظهرهآ بسرعه متوجهه لغرفتهآ وهو مآزآل على وضعه مو مستوعب ولآ فآهم من كلآمهآ شي ! , ليقرر أخيراً يتجآهل إللي صآر فآتح البآب بـ ابتسآمة ترضيه مصطنعه تخفي مقتـه الشديد لإبن أخت زوجته .. رآئف .. رجل الأعمآل صغير السن القيآدي الحآزم , المتغطرس والمتعجرف .. وآقف قدآمه بطوله الفآرع إللي يتعدآه ..
....: إتفضل
نآظره بـ غموض مفتح عين ومغمض الثآنيه يسحب آخر نفس من سيجآرته المنتهيه وإللي .. رمآهآ على الأرض قدآم بآب الشقه .. مقرب من كآمل بعدمآ دآس عليهآ برجله هآمس: بتتم وآقف كذآ بطولك وعرضك ومآنع الدخول ؟
كآمل إللي توه يدري على حآله إرتد خطوتين للورآء مفسح عن البآب إللي شدد على أكرتة بغيظ مكبوت يستجدي الصبر بخآطره " الصبر يآرب , حقير ومش محترم ! "
قليل الحشـم , عديم الإحترآم هذآ إلي دخل الشقه وآقف بوسط المدخل الرخآمي الأبيض وعيونه تدور بـ المكآن لـيأشر له كآمل على فتحة بمكآن ثآني من المدخل : إتفضل من هنآ
فتحـة الـ - أرج - إللي كآنت عبآره عن صآلون إستقبآل وآسع وفخم , كل ركن فيه مخآلف للثآني من حيث التصميم أو الشكل واللون .
....: تسمحلي أختآر أنآ الركن إللي يريحني !
رد عليه بإبتسآمه صفرآء مصطنعه: أكيد طبعاً البيت بيتك أتفضل مكآن مآتحب وأنآ بوصيهم على قهوتك
بصوت جهوري قآصد يلحقه قبل يطلع من الصآلون: مو سآده .. مزبوط يآكآمل لو سمحت
بنفس الإبتسآمه المصطنعه: أبشـر
مدد جسده نحيل البُنيـه بأريحيه على كرسي ضخم منجد يهز أصآبع يده إللي أسندهآ على ذرآع الكنبه وعيونه تلف المكآن بنظرة الإشآدة تقييماً لـ جمآليتـه , .
في نآحيه ثآنيه من الشقه جآلسه على سريرهآ تتأمل الفستآن الدآنتيل الذهبي المطرز بشغل هآند ميد رآقي . هآلفستآن إللي كآن من الممكن يكون أكثر إبهآر وشي من الخيآل أن أي بنت تقتنيه لو في ظروف غير ظروفهآ وتحسسهآ من الموقف .
حركت أصآبعهآ عليه تتحسسه بهدوء , أصآبعهآ إللي إنكمشوآ قآبضه على الفستآن بقهر : طيــــــــب
الكلمه إللي قآلتهآ بـ غيظ موقفه عن السرير صوب علآقة الملآبس رآفعه عبآيتهآ السودآء الضيقه إللي حددت تفآصيل جسدها المثآلي الممشوق .. لآمه شعرهآ الأجعد الكثيف المصبوغ بلون أورآق دوآر الشمس الذهبيه لآفه عليه الطرحه بإهمآل وببآلهآ فكرة ردّ الإعتبآر: بآعتين إهآنتهم ليّآ مع عآمل توصيل .. أنآ هبعت لهم الإهآنه مع إبنهم !
بعصبيّه رفعت الفستآن لآفته على سآعدهآ الأيمن فآتحه بآب غرفتهآ متوجهه للريسبشن بدون مآتحسب حسآب لأهمية هآلإجتمآع الخآص وإللي أول مره يصير ببيتهم ولآ حسآب لعوآقب هآلتصرف الطآئش من مجرد مرآهقه صغيره !
وقفت بشموخ قدآم بآب الصآلون شآهقه نفس عميق هآدئ إستعدآداً للموآجهه ..
الثوآني إللي تمت هي فيهم على وضعهآ لحد مآلتفت لهآ أبوهآ من إنفتح البآب الجرآر بشقيـه يميناً ويسآراً , وهي بـ المنتصف .. قآبلهآ بـ خليط من النظرآت بعيونه موسعـه , مآبين دهشـه , تفآجئ , إستغرآب , وإستنكآر: حــــور !!
جوآبهآ إللي كآن فعلي يوم شدت شفتيهآ المطبقه بـ إبتسآمه قصيره مفتعله مآسرع مآختفت ليقوم هو من مكآنه في محآوله منه لتدآرك الموقف بعدمآ حول نظره لرآئف شآفه مضيق عيونه ينآظرهآ بنص عين .. حكى بتوتر ظهر فيه كلآمه متقطع: رآآ .. رآآئف هذي حوريه بنتـي .. بنت خآل ... خآلتك ..
إتسعت عيونه أقصآهم وهو يشوف بنته تتقدم جهتهم بهدوء وعيونهآ على رآئف إللي ينآظرهآ بنظرآت تأمل إفترآسيّه .. رآفقهآ بهمسه الخآفت وهو ينفث دخآن سيجآرته: أهـآآآ حوريـّــآ !
كآن في لفظه لإسمهآ شيئ من الغرآبه تمثلت في مدّ الوآو ورقة الرآء والتشديد على اليآء ومدهآ أخيراً بدون الهآء ..
لحظآت من الصمت وهو متعجب من تبلد الموقف إللي استقر على نظرآت قوه وتحدي مآلهآ أي سبب بين حوريه بنته ورآئف ! , ليقرر أخيراً قطع الصمت بحزم وده آلحين لو يجرهآ من شعرهآ يطلعهآ برآ أو يقتلهآ: خيـر يآحور ! إيه إللي جآيبك هنآ وعآوزه إيه !
جآوبته بصوتهآ الغليظ: مآفيش .. أنآ وصلني غرض مش منآسب ليّآ من طرف خآلتي أم طلآل ... وجهت نظرهآ لرآئف بحده وأكملت بـ جفآء مصحوب برفعة حآجب قويّه: وأم رآئف كمآن ....
أطبق فمه بقهر من تصرفآت بنته الطآئشه التآفهه بنظره: إطلعي برآ دلوقتي يآحـور
سفهت أبوهآ وبآقي عيونهآ على رآئف إللي كآن البرود واللآمبآلآه كآسيه .. نظره مآكره بعيونه المضيقه عمداً , مكمله بـ عصبيّه مآقدرت تخفيهآ من رصهآ على أسنآنهآ: مش عآوزآه ...... مش رآضيه بيه
....: إيه يآحور دآ ! ودآ وقته .. أشر لهآ بتوعد فـ نظرآته تخرج الحين ..
حوريه: سوري .. بس إللي بقوله دآ أستآذ رآئف فآهمه كويس
قآلتهآ وبقوه رمت الفستآن من بين يديهآ لحجـر رآئف ..
رآئف إللي أخفض بصره لـ حجر ثوبه على الكتله الذهبيه الثقيله إللي رمتهآ عليه .......... مصدوم ! اللحظه اللي اقترب منهآ أبوهآ بنبره عآليه صآرمه وحآزمه: حوريـــــــــه !
لفت وجههآ بسرعه موليته ظهرهآ بعدمآ نفضت يديهآ كنآية عن إنتهآئهآ من الشيئ: I am done here
قآلتهآ ببرود وقبل تخطي أي خطوه ثبتهآ مكآنهآ بنبرته الجآفه والقآسيه لنطق إسمهآ: حوريّـــــــآ
وقفت بدون مآتلتفت له ليشدد هو على كلآمه من بين أسنآنه: لمآ أكلمك تنآظريني .. مو أنآ إللي أنعطى الظهـر
لفت عليه ببرود تنآظره بـ إحتقآر وإستصغآر: وليه مش إنت ؟ مين أنت أصلاً !!!
وقف بهدوء متقدم نآحيتهآ بتثآقل مضيق عيونه وهو مآسك الفستآن بإستهزآء: مكلفه عمرك ومسويه قضيه عشآن .......... مدري إيش ! قآلهآ وعيونه على الفستآن بإستفهآم , مُردف كلآمه لـ أبوهآ ! .. إيش هآلمسخره والسخآفه يآكآمل إللي بنتك فيهآ ! يعني لمآ إجتمآع شغل لدرآسة مشروع ووحده تآفهه لحوآر تآفه تقطعه إيش المفروض يصير ؟
بـ إستنكآر ضيقت عيونهآ بحده زافره بغضب وعصبيه: أنآ تآفهه يآللي متسوآش ! .. إذآ فيه تفآهه وسخآفه فهيّآ مش مني .. دي منكم ومن تصرفآتكم النآقصه إللي تخزي .. مفكرينآ إيه عشآن تكلفوآ على نفسكم أوي وتفصلوآ ليّآ فستآن مخصوص لحفلة جوآز أخوك ! قول لخآلتي تطمن إحنآ نعرف نشرفكم كويس ومش على آخرة الزمن فستآن مآلوش لآزمه هو إللي هيرسمني ويديني قدري , مش أنآ إللي حتة قمآشه تعملني حآجآ يآ أستـــآآآذ ....... هـه .. أستآذ رآئف – قآلت الأخيره وهي ترمقه بنظرآت إحتقآر من رآسه لقدميه موليته ظهرهآ -
آلحركه إللي مآ أمدآهآ تكملهآ خروجاً لأنه أوقفهآ وبـ حِـده: حوريّــآ !!!
بتلقآئيه لفت عليه إلآ ولقت الفستآن لآبس بوجههآ أتبعه بـ إشآرة يده لهآ بلآ مبآلآه آمرهآ: إقفلي البآب ورآك
آلصدمه إللي شلتهآ وجمدتهآ للحظآت مكآنهآ تنآظر بـ ظهره الضيق وهو معرض عنهآ رآد لمكآنه ..
بـ صعوبه إبتلعت ريقهآ رآصه على الفستآن بقبضتهآ اليمنى طآلعه من المجلـس ليكملوآ ثنينآتـهم النقآش .. النقآش إللي كآن مثل عدمه من طرفيهم .. من طرف رآئف آلمغيب تمآماً تفكيراً من تصرف هآلحوريّه وجرأتهآ , ومن طرف كآمل إللي كآن ذهنياً بدنيآ ثآنيه وآثآر الصدمه على وجهه من تصرف بنته إللي مآقدر لثآنيه ينهيه ويوقفهآ عند حدهآ حتى لو بنظره ..
لمّ الأورآق الكثيره المبعثره على الطآوله قدآمهم: عموماً رح أجمعهم لك بملف وأرسلهآ لمكتبك تدرسهآ برآحتك وتقرر ولآ إنت إيش إللي ببآلك ؟ .................. رآئف !!
رآئف إللي كآن مسند رآسه على الجدآر من ورآه , فآرد جسده بأريحيه مغمض عيونه .. كآنت أفكآره مشلوله مآيقل بصدمته من حوريه عن أبوهآ كآمل بس مآحد فيهم علق عن كل إللي صآر من بعد خروجهآ من الغرفه .
كآمل: إنت بخير ! فيك شي !
وقف بدون أي ردّ منه عليه وعيونه على البآب .. الحركه إللي إستوعبهآ كآمل مآ أصرّ عليه يطول بـ الجلسه دآم خلص نقآشهم, نزل الأورآق من يده على الكنبه جمبه متوجه لبرآ الصآلون خروجاً ليوقفهم صوتهآ المميز لمآ لفظت بنبره عآليه إسمه: رآئـــــــــــــــــف !
وقع إسمه الغريب على أذنيه وإللي بسببه مآل فمه بإبتسآمه سآخره هآدئه ملتفت عليهآ ..
حركه سريعه , خآطفه , بغمضة عين شآف نص الفستآن بـ الأرض والنص الثآني بيدهآ ... كآنت نظرآته بآرده وهو يشوفهآ رآفعه ذقنهآ بشموخ والمقص الحديدي الكبير بين أصآبعهآ اليمنى مؤشره له بيسرآهآ تودعه بإبتسآمه سآخره بعدمآ رمت الشق الثآني للفستآن من يدهآ: مع السلآمه ........... يآبن خآلتـوو
قآلتهآ بـ طنآزه ثم أقفت عنهم صوب غرفتهآ وهي تحس بنشوة انتصار عآرمه بينمآ إلتفت هو لكآمل المصدوم , تمآم الصدمه , والذهول , والتفآجئ ..
لحظآت خآطفـه قطعهآ هو برفعة حآجبين سريعه وبلعـة ريـق .. إلتفت يمينـه لـ كآمل بنظره فآرغـه بلآ معنـى ..
كآمل إللي مآعلق بكلمه غير إنه أشر له بيده على البآب !
/
/
في جنآح العروس وقبل إسبوع من حفل زوآجهآ المنتظر لـ إبن عآئلة - المآلكي - .
اقتربت صوبهآ الشغآله آسيويّة الملآمح وبيدهآ جوآلهآ اللآمع بـ كوفر من الألمآسآت الذهبيه البرآقه: miss Shrouq
ردت بتأفف وهي ممده جسدهآ على الشيزلونج وبوجههآ مآسك الترمس: آمممم
مدت لهآ الشغآله الجوآل: madam Maram on the phone
(مدآم مرآم على الهآتف)
إعتدلت بـ جلستهآ بعدمآ وصلت لهآ الشغآله الهآند فري حآطه السمآعه بأذونهآ: آلوو
....: أهلين بـ العروس إللي مآعآد سمعنآ عنهآ خبر !
شروق: يعننك مآتدرين وش نسوي
....: وإنتي من متى يآهآنم تسوين شي ؟ صآر لك شهر بـ البيت عليك حظر تجوآل
تنهدت بعمق: آآآآه مآتدرين شكثر إختنقت ومو قآدره
....: لآعآآد مآيصير ذآ الحكي من عروس أحمد المآلكي .. وش اختنقتي هذي !
شروق: مآدري .. من جلسة البيت
....: آممم طيب وش أخبآر الحفل ؟
أعقدت حآجبيهآ مستفهمه: أي حفل ؟
شهقت بـ تفآجئ: لآ تقولينهآآآآآ مآتدرين !! حفل الحنـه يآلخبله .. توديع العزوبيه
شروق: والله إنك إنتي الخبله وش توديع عزوبيته .. تدرين عآد هآلأفلآم الأجنبي لعبت بمخك لعب وبعدين ترآ مآآآآفي طلعه برآت هآلبيت
....: ههههه حبيبتي ومين قآلك بتطلعين برآت البيت !! حنآ نجيك .. حفلة حنّه للعروس .. بنآت وبس هآآ وش رآيك ؟
....: أكيد موآفقه يآني مره مليت بس من بيجي ! بنآت مين !
مرآم: أنآ وفيه نآهد زوجة أخوي بسّآم وأختهآ بعد هآلممرضه ,, وفيه بنت أخت زوجك وزوجي هههه نسمـه ومين بعد آمممم ... أيوآآه بنت عمهم هذيك إللي أمهآ مصريه وش إسمهآآ .. ورده .. إيه ورده وبعد فيه بنت خآلتهم المصريه هذي يآزينهآ
شروق: إيه إيه حوريـه
مرآم: إيه هذي هي يآزينهآ , وديّ أخطبهآ لأخوي آدم
إبتسمت على خبآل صديقتهآ والحكي إللي تقوله: ههههه من جدك إنتي ؟ هآآ ومين بعد !
مرآم: وخوآتك يآلهبله دآرين وتغريد .. وبنت عمكم بعـد
شروق: ميسـم
....: أيوآآآآه هي .. هآآ كذآ كفآيآ
فرقت أصآبعهآ الممتلئه تطآلع أظآفرهآ اللآمعه: آمممم تمآم كذآ .. بقول لأمي وهي بتجهز كل شي تعرفينهآ تحب هآلشغلآت أكثر منّآ حنآ البنآت
....: No .. Noooo
إيش بنآت هذي حبيبتي إحنآ مدآمآت خلآص
....: مدآم !! يـ الله مآ أتخيل عمري بين يوم وليله كذآ بصير مدآم .. مدآم شروق .. لآلآ مدآم أحمد .. أحمد المآلكي
....: هه قآل بين يوم وليله قآل صآر لك سنه ذليتينآ بزوآجك هذآ وتقولين شغلة يوم وليله
شروق: مآحسيت والله ولآ حآسه إنه خلآص أقل من إسبوع وحيآتي بتتغير للأحسن طبعاً عآد مآحد قدك :….
شروق: لآ والله ترآ وإحنآ بعد مو قلّه
....: يآلخبله مو قصدي بس أنآ أضمنلك إن مستوآك رح يعلى أكثر
طيرت عيونهآ مكمله بنبره أخف وأهدى ظهرت متخوفه: تدرين كثر مآ أنآ مبسوطه أنآ خآيفه , أو متوتره كذآ مدري شفيني .. .. تعرفين إنتي هآلعيله .. مآدري أحسهم متكلفين وبزيآده مآدري شلون تعآملآتهم والتعآمل معهم وأكثر مآموترني أمه هذي والله يستر
....: عآد لآتشغلين بآلك خليك مثلي مكبره الطآسه وهي أصلاً مآتعطي وجه لأحد .. أنآ فـ البيت كأني لوحدي مآ أصدق متى بيمر هآلإسبوع عشآن نكون مع بعض
شروق: كآن ودي أكون ببيت مستقل بروحي ومو لآزم يكون قصر أو حتى فيلآ هفففف
....: ههههه هذآ كلآم قديم وحكينآ فيه بس هذي هيّآ السوآط مآرضت .. قآلك أولآدهآ مآيتركونهآ والقصر مآفي أكبر منه وبيسآع .. مآدري وش بيسآع شوي شوي ويصير ملجأ طلآل وأنآ وهذآ إنتي وأحمد وبكرآ رآمز بيتزوج بعد وهآلمعقد رآئف وفرآ.....
قطعت كلآمهآ وكأنهآ إستوعبت شي .. مسكت جبينهآ بأطرآف أصآبهآ: يـ الله
شروق: وشوو ؟
....: بغيت أقول وفرآس !!
شروق: آمممم
....: كآنت ميسم بنت عمك بتكون معنآ لو إنه بعده عآيش ! واعوذ بـ الله من كلمة لو
....: مسكينه والله حآلهآ يقطع القلب حتى شكلهآ بعد تغير مرره مو زي قبل
....: صآدقه .. وش بيكون حآلهآ يعني بعد مآ إنطفت فرحتهآ وهي عروس قبل عرسهآ بشوي .. كمل وغطآ إللي صآر لهآ وأقعدهآ .. الله يعوضهآ خير عن فرآس والله يرحمه
شروق: خلآص مرآم تكفين قفلي وش هآلسآلفه إللي انفتحت !
تحسست رقبتهآ بضيق مأكده كلآم شروق: إي والله خلآص ..
....: بسكر الحين مرآمووه هآلخبيره اللبنآنيه تأشرلي أسكر بعدين أحآكيك أخبرك بسآلفة الحفل وتجهيزهآ
مرآم: أيوآآآه .. كذآ ابيك .. أجل بخليك الحين
أقفلت شروق الخط مبعده السمآعه عن أذونهآ رآده مدده جسدهآ مره ثآنيه على الشيزلونج مغمضه عيونهآ بإسترخآء .
/
/
عصريّة اليوم التآلـي ..
بـ الجنآح الملكي إللي مآخد مسآحة نصف الطآبق الثآني بقصر المآلكي .. أقفلت الخط بعدمآ تأكدت إنهآ فعلاً عند كلآمهآ لمآ قآلت انهآ رح تزورهآ ......... ولأول مره .
نآظرتهآ مستغربه هآزه رآسهآ بـ النفي: نسمه حبيبتي وش كل ذآ توتر ؟ مو كأنهآ بنت خآلتك إللي بتزورك !
أرخت كتوفهآ بقلة حيله مجآوبتهآ بـ وهن: مآمآآآ إنتي تعرفي هذي أول مره حور تجيني بحيآتهآ , من زمآن وأنآ نفسي تجيني نقضي وقتنآ سوآ .. تنآم عندي .. أنآ بروحي دآيم
ربتت على الصوفآ الشآموآ عنآبيّة آللون بغرفتهآ كـ إشآره حآثتهآ تقعد جمبهآ: طيب إنتي دايم تروحين لها وتنآمين بعد عندهآ بـ اليومين والثلآث
نسمه: أيوآ بس عندهم مو زي عندنآ, قصدي إن بيتنآ كبير أوبشنز كثيره .. صآلة الرقص أو صآلة السينمآ أو حتى حديقتنآ .. المسبح أو حتى نعمل ريآضه بـ الجيم حقنآ .. مره بنتسلى
مسحت أمهآ على شعر بنتها الحريري بني اللون القصير لكتفيهآ: وهذي هي بتجي قضوآ وقتكم وأكيد بتتسلى وبتلقينهآ هنآ كل يوم والثآني هذآ إن مآبيتت ونآمت عندنآ
أطلقت زفره مُحبطه متمنيه فعلاً هآلشيّ بخآطرهآ: آآآخ يآليتهآ تعيش معي بس .. حوريه مآتغريهآ هآلشغلآت
....: بس مآني نآسيه إللي سوته مع رآئف أمس شكلهآ وقحه ومآعندهآ ذوق مآشفتي رآئف وش سوآ فيني ! قآلك إهي إللي الحق معهآ .. صدق خيراً تعمل شراً تلقى
نآظرت أمهآ بترجى وهي ترمش بعيونهآ الصغآر قآصده إستعطآفهآ بـ توسل: مآمآ بليز لآتكرهيهآ هي والله حبآبه بس تتحسس شوي يعني زي عمي كآمل , تفكر إنآ نحقرهم وهآلشغلآت يعني .. قآبليهآ كويس مآمآ بليز إنتي خآلتهآ .. أبي حوريه تحبك وتحب بيتنآ والجلسه فيه .
حركت رآسهآ إيجآباً بـ الموآفقه مطبقه فمهآ بـ ابتسآمة ترضيه .. تعز عليهآ بنتهآ الوحيده إللي بحآيتهآ مآكآن لهآ صديقه غير بنت خآلتهآ حوريه .. وإن اقتربت منهآ وحده من البنآت فكآن لغرض ...... إلآ حـــور !
دخلت عليهم الشغاله بعدمآ سمحت لهآ أم طلآل تدخل مخبرتهم إن حور بـ الصآلون تحت لتوقف نسمه بسرعه: طيب طيب روحي خبري خدم المطبخ يجهزوآ إللي وصيتهم فيه
رفعت حآجبيهآ بتفآجئ اعقبته بضحكه خفيفه غير مصدقه توتر بنتهآ المصحوب بـ حمآسه وإندفآع ..: نسمه يآمه آنتي شفيك ! الله يهديك شوي شوي ..
نسمه: مآمآ يلآ إنزلي بسرعه ولآ تتأخري هآآآآ ... قآلتهآ بسرعه طآلعه ركض متوجهه للمصعد ... نآزله لحوريه .
بنفس المكآن الرآقي الفخم .. بجنآح ثآني , بـ الطآبق الثآلث .. الجنآح الخآص بـ رآمز .. الديزآينر الطآيش .
بغرفة مكتبه المصمم بشكل متنآسق متوآفق مع شخصيته الحيويه بألوآنهآ الزآهيه .. أزرق سمآوي , أخضر برسيمي وأبيض ..
جمع إسكيتشآت الرسم بعد مآرتب التصآميم فـ مجموعآت منسقه .
/
/
بـ صآلون الإستقبآل من الطآبق الأول ..
وقفت بسرعه عن مكآنهآ أول مآدخلت خآلتهآ عليهم , ردّ الفعل إللي تفآجئت فيه نسمه وإلتفتت جهة البآب محل مآتنآظر حور تشوف أمهآ متوجهه نآحيتهم: this beautiful women is Mama, your unte أردفتهآ بـ حركة حآجبيهآ السريعه المتوآليه ترفعهم وتنزلهم مبتسمه بشقآوه
(هذه المرأه الجميله هي أمي , خآلتك)
نآظرتهآ أم طلآل وهي تضم عبآيتهآ عليهآ بتوتر: مآشآلله تبآرك الله ..
لآ إرآدياّ اقتربت منهآ ضآمتهآ لصدرها , التصرف إللي تفآجئت فيه حور لتنآظر بـ نسمه مستغربه وهي بحضن خآلتهآ .. مآلقت إلآ انها تبآدلهآ فعلهآ محآوطه ذرآعيهآ لخصر خآلتهآ مطوقتهآ بـ رخـو سآئلهآ بلهجتهآ المصريه: إزيك يآخآلتو ؟
إبعدت عنهآ بسرعه معقده حآجبيهآ إستغرآباً مبتسمه: أشوف كآمل مأثر عليك أكثر من أختي .. إزيك ؟؟ أنآ بخير الحمدلله .. آنتي شلونك وشلونهآ أختي مروه !
حور: أنآ الحمدلله تمآم وبخير وأمي كمآن كويسه وبتسلم عليكي كتير .. أردفتهآ بـ إبتسآمه متوتره وهي تشوف خآلتهآ تأشر لهآ تجلس .
....: اشربوآ العصير يلآ لأجل تآكلوآ إنتي ونسمه إللي مآكلت شي للحين تنتظرك
نآظرتهآ بتفآجئ موسعه عيونهآ: وليه يآهآنم ؟
نسمه: مسويه program خآص فينآ اليوم you and me
وبتنفذيه معي بدون ولآ كلمه حتى لو بتنآمي عندي اليوم المهم البروقرآم يخلص
لوت حور فمهآ بتململ مجمعه شعرهآ الذهبي المصبوغ والمرول لجهه وحده على كتفهآ الأيسر في حين تمت خآلتهآ تتآبعهآ بـ أدق تفآصيلهآ وهي تحكي مع بنتهآ وتضحك , همست بخآطرهآ وقد إمتلت عيونهآ اللآمعه بنظرة إعجآب " مآشآلله .. معقوله يآختي عندك هآلحوريه .. كم صآر لنآ مآشفنآ بعض !"
حور إللي تمت تحرك نظرهآ بطرف عيونهآ أكثر من مره جهة خآلتهآ إللي سرحت وهي تتأملهآ في صمت آلشيّ اللي زآد من توترهآ أكثر إلآ إنهآ أحست برآحه أكبر تجآههآ من مقآبلتهآ اللطيفه بعكس إللي تسمعه من أمهآ ومن نسمه عن غرورهآ وكبريآءهآ الأرستقرآطي المُنفـر .. كآنت متوآضعه معهآ وتبتسم لهآ فـ أول مقآبلهآ لهآ بحيآتهآ من 18 سنـه لحد هـ اللحظه .
حكت نسمه كثر مآحكت وإللي مآستوعبت منه حوريه أي شيئ بسبب تركيزهآ على خآلتهآ , خآلتهآ إللي تمت ترآقبهآ معلقه عيونهآ عليهآ ........... في صمت !
/
/
بخطوآت سريعه مُهروله في الريسبشن الرخآمي إللي بيطلع منه لبرآ البيت لمح كل الأنوآر مشعله بـ الصآله الخشبيه المصممه من الخشب والخيزرآن الكآمل بكل تفآصيلهآ وهآلمكآن إللي من النآدر أن أحد يدخله وهذآ هو تحديداً سبب تعجبـه وإستغرآبه ..!
سمع صوت نسمه أخته بعد مآقترب من البآب معقد حآجبيه بإستغراب دآخل منه متوجه نآحيتهم وعيونه معلقه على إللي مآيعرفهآ , صغيرة الحجم جآلسه بعبآئتهآ السودآء بس بدون غطآ أو حتى حجآب لتوقفت نسمه قدآم حور فآتحه ذرآعيهآ على آخرهم: هــيييي إنت وين دآخل ! إيش قلة هآلذوق ! مآتفهم انو عندنآ ضيوف دآخل على وآحد من ربعك إنت !
وقفت أمهآ وعيونهآ على إبنهآ: نسمه وش ضيوفه ! رآمز هذي حوريه بنت أختي .. بنت خآلتك .. يعني أختك .. شددت على كلمة – أختك - بشكل وآضح لفت حوريه دوناً عن نسمه ورآمز ..
رآمز إللي قطب حآجبيه بإستفهآم فسر كل إللي ببآله وسأل سؤآله بدون مآيتكلم .
الإستفهآم إللي تدآركته أمه حآثه بنتهآ: نسمه حبيبتي بعدي شوي
وقفت حور مآده يدهآ لرآمز مبتسمه بهدوء بعد مالفت طرحتها على شعرها بإهمآل: أهلآ رآمز
مدّ يده بيدهآ يسلم عليهآ وبعدها تعآبير الفجأه والإندهآش متمكنه من ملآمح وجهه .
سألهآ بخفوت طآلبهآ التأكيد: حوريه !! هـذي إنتـي ؟
هزت رآسهآ إيجآباً مبتسمه بتوتر ليردّ لهآ الإبتسآمه بـ رآحه أكثر: آممم حوريه بنت خآلتي مروه .. وآلله مو سهله خآلتي يآمــه هآآ .. عندهآ هآلحوريه ومخبيتهآ .. رفع يدهآ إللي ممسكهآ وخلآهآ إجبآراً تآخذ دوره حول نفسهآ مقوس فمه بـ إعجآب في حين اعقدت هي حآجبيهآ أقصآهم بـ إبتسآمة عدم فهم بلهآء من إللي يسويّه رآمز وعيونهآ على نسمه إللي حآطه يدهآ على فمه تخفي شبح الإبتسآمه من وجههآ بسبب كلآم أخوهآ وتصرفآته الجريئه لحور بأول لقآء يجمعهم .
رآمز: شوفي لولآ ان ورآيآ شغل مستعجل كنت جلست معك والله هذي أول مره أشوفك فيهآ من بعد السمع الكثير إللي أسمعه عنك من نسمه .. فيه كلآم كثير لآزم نحكي فيه عن مستقبلنآ ولآ إيش رآيك !
نسمه: أقول برآ برآ بسسس .. عايش بـ الدور إنت .. قآل مستقبلنآ قآل ..
مسكت يدهآ سآحبتهآ جبراً لبرآ المكآن: يلآ حور إمشي معي مآعليك منه ذآ مآعنده سآلفه هو كذآ دآيماً يستخف .. بعد إذنك مآمآ
حركت حور رآسهآ بـ النفي مبتسمه وهي تحس برآحه أكثر من هآلمقآبله الحيويه سوآ مع خآلتهآ أو إبن خآلتهآ تحآول مآتتعثر بخطوآتهآ المتسآرعه من شدّ نسمه لهآ وسحبهآ لبرآ المجلس ...
المجلس إللي تمّ فيه رآمز وأمه إللي سألته بـ إهتمآم: شغل ! وينك صحيح يومين وآنآ مآشوفك والحين بتروح ! مو المؤسسه فـ عطله كآمله هآلإسبوع !
رفع الملف قبآل وجههآ: لآ هذآ شغل برآ مع وآئل وآدم
أعقدت حآجبيهآ بإستفهآم: ومن متى وآدم معكم ؟
إقترب منهآ خطوه وآنحنى ليدهآ طآبع قبلته العميقه لظهر كفهآ الأيمن: يآست الكل , يالغاليه , يآللي متآبعه كل التفآصيل حتى اخويآي تعرفينهم .. يآمه ذي سآلفه آدم إهو اللي بيصور العرض وبيكون مشرف على إصدآر المجله تعرفينه فوتوقرآفر .. يعني إتفقنآ نشتغل بشغل يجمعنآ .. المهم انتي زوآج إبنك بعد يومين تجهزي .. مسآج .. مكيآج .. بآديكير .. مآنيكير وشغلآت مدري إيش .
هزت رآسهآ بـ النفي مبتسمه بقلة حيله على ولدهآ آلوحيد إللي تحسّ إن مآمنه رجآ: روح بس صدق مثل مآتقول أختك مآعندك سآلفه
قآطعتهآ نسمه من أفكآرهآ المعلقه بخآلتهآ .. هآلحرمه الجذآبه إللي مآيظهر عليهآ أبد سنهآ الحقيقي منتصف الثلآثينآت رح يكون إجحآف بحقهآ حتى .. هي وين وأوآئل الستينآت وين !! .. هذي إللي أكبر من أمهآ .. بشرتهآ نآعمه , صآفيه ومشدوده .. فعلاً رآقيه بشكلهآ وكلآمهآ وإسلوب تعآملهآ ..
" آه يآمآمآ يآللي كبرتي قبل أوآنك !"
نسمه: هآآآآآ وينك ! بإيش سرحتـي ! ليكون رآمز !!!
حور: إخرسي
ضحكت متعلقه بذرآعهآ سآئلتهآ بلقآفه: هآآ بيتنآ حلو ؟
نآظرتهآ ببرود على سخآفة هآلسؤآل: حلو ؟!! دآ سؤآل يعني !
نسمه: شفتي .. من زمآن أقولك تعآلي عندنآ كآن وفرتي هآلإنبهآر على مرآحل بدآل مآتموتين من الصدمه مره وحده .
آثرت الصمت عن الردّ , تحسسهآ من هآلجمله ومعنآهآ كآن كبير .. هآلكلآم إللي إعتبرته جآرح وفيه تنقيص لهآ .. تدري إنه مو بقصد وتعمد من نسمه أبداً .. ممكن هي إللي تتحسس بزيآده !
ضيعت الموضوع بسؤآلهآ عن شغل رآمز وترتيبه مآبينهم في حين لوت نسمه فمهآ بـ إمتعآض: آه يآحسره مآتعرفي أولآد خآلتك مين
حوريه: دآ على أسآس إنك تعرفي إنتي أولآد خآلتك ؟
نسمه: طآآآآبعـــــــــاً .. دكتور عٌمر هذآ الكبير وبعديـن نجـم إللي عآيش برآ وبعدين إنتي .. هآ هآ شفتي .. هذآني أنآ أعرفكم وبـ الترتيب ..
....: يآحببتي إحنآ تلآته .. لكن إنتو مآشآء الله عزوه !
ضيقت عيونهآ للحظه وكأهآ تفكر أردفت من بعدهآ بـ إيمآءة رآس: آممم رح أقتنع .. شوفي أكبرنآ أحمد وهذآ إللي بيتزوج بعد كم يوم .. بعدين طلآل وهذآ متزوج وبعده فرآس الله يرحمه ..
تذكرت حوريه إن فيهم وآحد متوفي من سنتين بسبب حآدث وإللي عمل ضجه كبيره دآمت لأكثر من سِتة أشهر إلآ إنهآ مآتدري هو أي وآحد فيهم ولآ وشهو إسمه ! حركت رآسهآ بإيجآب حاثتهآ تكمل كلآمهآ ....
....: آممممم إيــه .. وبعدين رآئف
تغيرت ملآمحهآ لإشمئزآز وتقزز بمجرد سمآعهآ إسمه: الكريــه
ضحكت بدلع تدآفع عنه: لآآآآآآ حور والله حرآم عليك روفي هذآ حبيبي أنآ .. أقر وأعترف - وطت صوتهآ بهمس بعدما قربت فمهآ من أذن حور مُردفه - إنه نذل وحقير وكريه وجآمد وجآف ومآيحكي كثير ومآيضحك أبدّ .. علت نبرة صوتهآ بفخر: بس معي أنـــآ غيــــــــــــــر
طيرت عيونهآ إستخفآفاً مردفه بإستهزآء: هـه .. نسمه يآعمري إنتي عند الكل غييير .. كملي كملي مين بعد الكريـه ؟
....: إيـه .. بعدين فيه رآمز وبعدين أنآ فديتنـي
....: استني استني مقولتيش رآئف متجوز ولآ لآ ؟
نسمه: مين ؟ رآئف ؟ هههههه يآحليلك بس ! إيه متزوج
فتحت فمهآ بإستيعآب: أهــآآآ تمآم ..
نسمه: متزوج من الشغـل
مآ أمدآهآ تستقر لإجآبة نسمه الأولى بكونه متزوج بسبب الجوآب الثآني إللي أتبعته بكونه متزوج من الشغل ؟!
أعقدت حآجبيهآ مستفهمه عن قصد نسمه إللي مآوصلهآ لتوضح لهآ المعنى: هذآ كل الرجآل بآلعآلم بيتزوجوآ ويظل هوآ على وضعه أعزب .. مدري أظن عنده مشكله !!!
إلتفتت لهآ حوريه بسرعه رآفعه حآجبيهآ بتفآجئ فآغره فمهآ ببلآهه , التعبير إللي تدآركته نسمه فاهمه القصد من وراه لآحقتهآ بسرعه: مشكله نفسيه طبعاً مو عضويه يآلخبله .. أخويّآ مــرررره رجّـــــآآآل
أطلقوآ ثنينآتهم ضحكهم وعلت أصوآتهم لتهمس حور بـ أذن نسمه: تعرفي إنك سآفله ! يآبنتي إحنآ لسه مخلصين ثآنوي كنّآ لسه من كآم إسبوع بس بنلبس المريول وبنشيل الشنطه وملزومين بـ الوآجب .. الكلآم دآ عيب !
نسمه: لآ إحنآ ثمنطآش سنـه .. يعني هآلشغلآت +18 ..
قآلتهآ بوكزة كوع لـ حور غآمزه لهآ ..
....: هههههه مش بقولك سآفله .. هـآآ كملي بعد رآئف رآمز .. وبعد رآمز إنتي مآشآءالله عليكم
....: حبيبتي إستني على إيش مستعجله
بققت عيونهآ فآغره فمهآ لآخره: لآآء متئوليهــآآآش .. ليه لسه فيه إخوآت تآني !
نسمه: اخوآن يآهبله .. أيوآ فيه سيووف .. هذآ سيف آخر عنقودنآ لبى قلبه فديته
حوريه: بجد والله ! كآم سنه دآ وفينوآ ! أنآ بحسبك إنتي أصغرهم !
نسمه: لا فيه سيف ورآي .. حبيبي هو مريض آممم عنده تقريباً إثنآعش سنـه
رفعت حآجبهآ بتفآجئ إستنكآري: تقريباً !!! آممم حلو الكلآم .. نسمه تعرفي رجليّآ وجعتني .. كل دآ مشوآر للسفره ! إنتو لآزم تعملوآ وسآئل موآصلآت جوآ بيتكم كدآ مينفعش !
ضحكت بعفويّه على تعليقهآ مردفه: هههههه أنآ بعد أقول كذآ .. يلآ خلآص قربنآ
حوريه: ايوآ .. وبعد الأكل هنبتدي جلسة التحقيق
نسمه: تحقيق !
لعبت حآجبيهآ بسرعه مضيقه عيونهآ بخبث: طبــــــعاً .. على الموبآيل مكملنآش كلآم عن الدكتوووور الوسيم إللي مطير عقلك من رآسك ! هآآ
نسمه: يقطع إبليسك بسسسس
حوريه: آممم مش نآسيه أصلاً إنك عمآله تحبي فيه فـ السر من سنتين وأنآ لسه عآرفه من يومين .. طيب يآحقيره
ميلت برآسهآ ملصقته برآس حور وبعدهم شآبكين ذرآعيهم ببعض: حووور والله مو قصدي إنتي صآحبتي شوفي بقولك كووووول شي بـ التفصيل وبوريكي شكله كمآن هآ !
حوريه: الله الله .. الموضوع فيه صور كمآن .. طيب يلآ عشآن إتحمست
نسمه: بس بعد الأكل عشآن خلآآآآآآص .... وصلنآ بـ السلآمه
وقفت متنحه على بوآبة غرفة الأكل قبآل السفره الطويله الممتده أمتآر فـ أمتآر فـ امتآر عيونهآ مآتجيب آخرهآ .. مآقد شآفت شيئ بهآلفخآمه من قبل ولآ حتى بتفآصيل قصص وأسآطير الملوك !
إبتلعت ريقهآ بصعوبه وبوجههآ تعبير الإنبهآر السآذج , هآمسه ببلآهه خآفته: ولحد مآنوصل للأكل مشــوآر تآني !
_______________
إنتهى