/
/
صفق بآب سيآرته من بعد دخوله لهآ خروجاً من مبنى المستشفى الضخم الشآهق خآفض الرأس ينظر نصّ رسآلته الكتآبيه الآخذه عدد أحرفهآ في التزآيد بنقرآت سريعه لتنتهـي بتهديد حآد اللهجـه متضمن " جآيك الحيــن وأبرك لك تقآبلينــي " وهذا طبعاً مآصآر إلآ بعدمآ أوصله تجآهلهآ لمكآلمته للحد إللي أخرجه عن طوره ليشتآط غضباً فوق غضب ..
حذف الجوآل بعدمآ أغلق الشآشه بقوّه يفرز غيظـه من كل مخرج بجسدّه إمآ بـ قطرآت جبينه المتعرّق أو بنفث أنفآسه الحآرّه من فتحتي خشمـه أو ضربه أخيراً لمقود السيآره إلى أن صدر صوت بوري قصير أطبق من بعده فمّه بآلقوّه قآضم إبهآمه الأيمن بين صفّي أسنآنه خآئض في تفكير عميق مشتت .. مآبين زوجتـه المختلّه بـ أفكآرهآ ورغبآتهآ عقليّا ومآبين نفسه المحتآره مآبين البين .. بين إثنتيـن , وآحده يقبلهآ جبراً بحكم العقل والشرع ويرفضهآ عآطفياً وأخرى تجّره عآطفته لهآ مشتآقه وتوّآقه , يرفضهآ عقلـه .. والمنطـق , وأحكآم الشرع والدين الأخرى !
فرك جبينه بـ أصآبع يسرآه نآفخاً هوآء فمه الدآفئ مستغفـرا ربه بآدئا في تحريك سيآرته إللي إستمرت قرآبة النصف سآعه سآئره ..
كآن نصف النصف تأخرا بسبب إزدحآم الطريق وقت عودة أغلب الموظفيّن لمنآزلهـم إذ أن المغرب قآرب على أن يؤذن وهم بـ أحدّ أيآم نهآر رمضآن ...!
هدأت سرعة سيآرته المعتدله نسبيًآ وقوفاً أمآم بوآبّه القصر الخآرجيّه إلى أن فتحت له بعد التأكد من شخصيته معآود التحرك بذآت البطـئ إلى أن وقف وللمرّه الثآنيه أمآم المدخل الثآني للقصـر وبجوآر إحدى النوآفير الجبسيّه الموزعّه بـ الأطرآف ..
أغلق بآبه ينظر مدى ضخآمة القصـر .. علوّه الشآهق وكذلك مسآحته الفسيحـه الممتدّه ..
بـ بنآن إبهآمه الأيمن إستمر بـ الضغط على الجرس إلى ان أتآه الصوت بـ الموآفقه لينظر من بعدهآ للكآميرآت الثلاث من فوقه ومن بعدهآ لوآحده من الشآشآت على يسآره وللحظآت قصيره من الإنتظآر فُتحت من بعدهآ البوّآبه الدآخليّه مستقبلته إثنين من العآملآت محجبّآت بزيّ رسمّي موحّد ..
تجآهلهم دخولاً أشبه بـ الإقتحآم وآقفاً بـ منتصف المدخل الرخآمي الفسيح لآفظا بنبرة جآفه آمره: نــآدوآ نسمـــه ....
....: and telln her who R U ?
( ونخبرهآ من أنت ؟ )
نآظرهآ والغيظ يفتك بـه مطبق الفمّ بـ تشديد قويّ قبل أن يلفظ بصبر نآفذ: عُــديّ ... her husband
( زوجهـآ )
أومأت العآمله رأسهآ إيجآباً بيدين مقيدّه لمنتصف جسدهآ كنآية عن طلب الإذن منه تعبيرياً ثم الإنصرآف لتغآدر هي تآركـة الثآنيه معـه مؤشـره له بيمينهآ لآفظه بـ هدوء: des way plz
( من هنآ لو سمحـت )
نآظرهآ لثوآني قصيره وللمكآن المؤشر تجآهه مبتلع ريقه استجآبة لطلبهآ مجآورهاً مشيًا هآدئاً لمسآفه شبه طويله إنتهت بوصولهم قسم آخر منفصل من القصـر دخولاً بـ أحد المجآلس ..
المجلس إللي دخله مربوط اليدين ورآء ظهره وآقفاً دون جلوس تنتقل عيونه بـ تشتت لمآ حولـه ..
كآن مجلس كلآسيكـي رآقي ..
مُنجّد بـ المخمـل الأسود اللآمـع نآعم الملمـس .. قوآئمـه من الخشب المُذهـب .. أخذت الستآئر اللون الذهبي من المخمل المطآبق للأسود الخآص بـ المجلس .. تزينت من أعلآهآ ببرآقع خشبيّة ذهبية اللون يتخللهآ المخمل الأسود ... مآثلت السجآده تُركيّة الصنـع لوني المجلس والستآئر بنقوشهآ المتدآخله مآبين الأسود الفخـم والألوآن الذهبيّه ..
سقطت عيونه أخيراً على المبخـره الذهبيّه ينظر دخآنهآ المتصآعد برآئحـه زكيّه عبقـه من العودهـ المعتقّه والمِسك ..
أغمض عيونه متنشق الرآئحه وبـ إنتشآء أرآح تشنج أعصآبه للحظآت إنتهت بفتح عيونه مرتخية الجفنين من وصله صوتهآ الهآدئ بـ السلآم ليلتفت ورآءه بسرعه مقطّب الجبين معقود الحآجبين مآ أصآبه للحظآت من الرآحه والسكون تبدد ليحلّ بدلا عنه الإمتقعآع بوجه مشدوده جميع أعصآبه رآدا عليها بـ جفآء: وعليكم الســلآم
شبكت أصآبع يديهآ لبعضهم بمنتصف جسدهآ مبلله شفتيهآ بلسآنهآ قبل أن تعقب بذآت الهدوء: خيـر ؟!
....: ليش مآتردين على إتصآلآتي !
....: مآفي شيّ نتكلّم فيـه ؟!
تجعد وجهه إستنكآراً أردف من بعده: وشلون قررتي ؟! ولآ من رآسك كـ العآده ! أكيد مآ دقيت مشتآق لك ولهآن عليك .. عندي إللي أتكلّم فيه معـك
توآلت رمشآت جفنيهآ بتوتر مبتلعه ريقهآ هآربه بنظرآتهآ المشتته أن لآ تستقر عليه وتتصآدم مع نظرآته الغآضبه الحآقده معقبه: لآ مآفيه .. وأعتقد إنك تدري هآلشيّ قبل , مآفيه شيّ يربطنآ .. خلآص إنتهينآ
قطع المسآفه الفآصله بينهم دون أن تدرك حتى هي معتصر بيمينه القآسيه ذرآعهآ الأيسر جآذبهآ تجآهه تلفحهآ أنفآسه المشتعله يفيض من نظرآته المقتّ والإزدرآء: سآعــة البركـه والهنــآ بس مو على كيفــك .. أنآ اللي بقرر هآلشيّ , أنآ اللي أقول متى النهآيه مو إنتـي .. إسمك الحين مربوط بـ إسمي وعشم إبليس بـ الجنّه تنحليّن منّه فآهمــه ... والحين تذلفيــن من قدآمي معك دقيقتين تلبسين فيهم عبآتك وتجين رآدين للبيــت
مآقوت على حبس دموعهآ إللي تلألأت بعيونهآ , بآلقوّه نفضت ذرآعهآ من يده صآئحه بسخط طفولي صآرخ: مآنيب جآيــه معــك .. لآ الحيـــن ولآ بعديـــن وإنت إللي تذلــــف والحيــن برآ بيتنــــآ ولآ عآد تـــردّ .... أكرهـــــــــــك يآعُـــــــــديّ ووجهــــــــك مآبـــي أشوفـــــــه ... بتطلقنـــــي .. فآآهـــــم ... بتطلقنـــــــي بكيفـــك أو غصـــب عنـــــك
إرتفعوآ حآجبيه إندهآشاً من قوتهآ وجرأتهآ بـ الإفصآح عن تقززهآ منه ورغبتهآ القويّه في الإنفصآل عنه لآفظاً ببهـوت متفآجئ: آللهُ أكبــــر
ضآقت عيونهآ إستنكآراً بعدمآ إنكمش وجههآ بملآمح التقزز والإشمئزآز مردفه: إنت شلون متحمّل نفسك كذآ ! تجبر وحده مآتبيك عليــك !! أي رجولـــه هــذي !! لو عندك بس ذرّة كرآمه وعزّة نفس كآن طلقتنـي من أوّل مرّه طلبت فيهآ الطلاق
إتسعت عيونه بصدمه غير مستوعب للحظآت أعقب من بعدهآ بـ الضحك معقب: هههه لآ وآلله ! من جِـدّ ؟! الحين انآ إللي مآعندي لو ذرة كرآمة وعزّة نفـس ؟! أنآ اللي أتلزق فيك وأجبرك علّي ويآحرآم وصلت معك صدق غثيتّـك .. هههه , مو كأنك إنتي إللي طآيحه فيني مدري من كم سنـه ترآقبين لين ذبحك الحب على قولك قمتي تبكبكين لأمك إللي جت وقطتك على أمّي وطيحتيني بـ كبدك وبـ الغصـب من حظي الأقشـر – وحطي هآلغصب بين قوسين – ولآ أنآ اللي كل يوم أقعد وأبوس بـ أصآبعك الخمس من كل يدّ وأترجـى فيك بس تعطيني وجـه .. ولآ أنآ إللي أذل بعمري وأهين نفسي اتوسلك عشآن تعطي نفسك بس الفرصـه تحآولين معي يمكن تتقبليني يالملكـه ؟ , حتى السرير ترجيتينـي فيـه , بكيتي وتوسلتـي أمآرس معك هآلعلآقه كآملـه ... مجنونه إنتي ؟! منو فينا إللي مآعنده كرآمه ؟! إصحـي يآبنت المآلكـي ترآني مآخذك من ذآ البيت بدون ذرة هآلكرآمه إللي قآعده تتحكيّن عنهآ .. لآ انتي ولآ أمّك ولآ كل إخوآنك ذولي إللي متسآنده عليهـم .. قعدتك عندي كيف مني ومزآج , وتوّ مآنتهـى مزآجي منك قطيتك لأهلك لآتحآتيـن وآلحين خلك عآقله وإرقي جهزي نفسك لنآ بيتن نتفآهم فيه لآقسم بآلله أجيبك من كشتك وبالسحب أطلعـك .. لآتختبرين صبري اكثر خذيتي منه الكثير
أهآنهآ إهآنه موجعـــه , مزقـت قلبهــآ وأردت روحهآ أشــلآء ..
أيّ معآيره يمكن ان تكون أشدّ قسوه وأذلال أكثر من كل إللي تلفـظ بـه ! وهو صـــآدق , مآشآب كلآمه أي كذب أو إفترآء .. علآقتهآ المفروضه عليـه جبراً أحطت من قدرهآ أشدّ إنحطآط ..
سآوآهآ بـ الترآب ومآدون ..
ولأنهآ مآزآلت في طور المرآهقـه ذات شخصيه غنفعآليّه سريعة التأثر والتعصّب والإستفزآزغير قآدره على التحكم بـ جموح إنفعآلآتهآ أيًا كآنت .. ضربت الأرض بقدمهآ اليمنى مكوره قبضتيهآ بغضـب فآق طآقتهآ على الكبت سآئحه دموعهآ على وجنتيهآ دون توقف صآئحه بصوت صآرخ بآكـــي: بــــــــــس .... اخــــــــــــرس , اخـــــــــرس يآوآآآآطـــــــي يآزبآآلـــــــــــه .... أنآ عمـــري مآحبيتــــــــــــك ... لآتغتـــر بنفســـــك ولآ تتوهـــــــم .... إي أعترف إنك عجبتنـــي عآدي مثلي مثل كثيــر بس مآني رخيصــه مثلهــم .. وإي فرضت نفسي عليك بس مو بطريقتهم الرخيصــــه , وإنت مآكآن بحيآتك أحـــد وش فيهآ اذآ تزوجتنـي وحآولت معـــي .. شفيهــــآ !!! ليــش تشــوف الموضوع بتفكيرك الحقير المريض هذا .. إي غصبتك علــي يآعُـــديّ وعشــت معـك كل إللي تمنيت بيوم وحلمــت فيـــه بس تدري وش ! ززززززززز .... صفـــــر , مآنتب مثل هآلصوره الوآآو اللي الكل يشوفــك فيهــــآ واللي كنت أنآ أوّل ميته عليهــآ .. تملكتك خلآص وأنآ اللي قضيت منك كيفـي ومزآجي مو إنــــت ... لآ تشوف نفسّك مرّا ترآ بـ اشآره مني أخضعتـك وبنفس الإشآره أنآ اللي بقطـك ... طلقنـي بآللي بآقي عندك من كرآمـه ولآتوصلنآ لطريقـه أسآوي فيهآ كرآمتك بآلترآب إللي تسآوى فيه كرآمتـــي
إشتدت قبضتيهآ المكورّه الى ان حفرت اظآفرهآ بآطن كفيّهآ ترمقه بقوّه دون أن يرمش لهآ جفـن .. نظره متحديّه , غير عآبئـــه .. وهو بـ المقآبــل مآثلهآ إلآ أن إنكمآش أنفه أظهر الكثير الفآئض من تقززه وإشمئزآزه وكأنه يرآهآ أمآمه مشهــد مثير للقيئ إلى ان توقفت خطآه المتثآقله تمآماً امآمهآ وبمنتهى القوّه وبـ عزم مآتملكّه من كره ومقـت وجحـود , إرتفعت يمنآه العملاقه بـ الهوآء مستقرّه على صدغهآ الأيسر متسبب في صفقــه ذآت صوت قويّ مسمـوع مآل بسببهآ وجههآ كآملاً وإختل توآزنهآ كآدت أن تسقط لولآ أنه غلغل أصآبع يمنآه إللي يحس بـ تأجج الحرآره فيهآ إثر الصفقه دون أن يتسأل .. مآبآله خدّهآ الرقيق الأملـس ؟
جذبهآ بعنف دون مرآعآة غير عآبئ بـ اعتصآرهآ لعيونهآ البآكيه تشهق بعجز لآمبآليه بـ انهزآمهآ العلني أمآمه مقرب خدّهآ أحمر اللون إللي حمّل طبعة ورديّه لأصآبعه القآسيه لآفظ همسًا بصوت قويّ قآسيّ النبره الحآقده الجآحده: ومنو قآل إن حيآتي بدونك كآنت فآضيه لين اللحظه إللي تتكرمين فيهآ عليّ وتغصبيني عليك ؟! كنت أحــبّ , وأعشــق بعـــد وأحمـد ربي مليـون إنه مآرزقني منك شيئن يحمل إسمي يجبرني أرتبط فيك حتى وان إنفصلنـآ ... بقلعتــــك يآبنـــت المآلكــــي وللأبـــــــــد ..... إنتــــي طآلــــــــــــــق
/
/
بـ إندفآع قويّ ثآئر ومهتآج , دفّعت بآب غرفتهآ الموآرب بكلتآ رآحتيهآ المبسوطه فوقهآ مقتحمه ملكيتهآ الصغيره الخآصه دخولاً بوجه محمّر مشتعـل وخدين مبللين بفعل الدموع المنهمره صآئحه بغضب عآرم مهدده إللي لحقتهآ تتوسلهآ بوهن أن تهدأ وتستكين: إطلعــــــــــي بــــــــــــرآآآآآآآآ مآبي أشوف أحــــد أكرهكــــــــم .. أكرهكــم كلكـــــــــــم بــــرآآآآآ آلله يآخذنـــــي وأفتـــــــــك
تلعثمت بكلمآتهآ غير المسموعه وقد إرتسم الذعر بوجههآ الشآحب المرتآع: بسسسـ .. بسم آلله عليك , إهدي ريتآج .. بس شويّ ..
وكأن إصرآرهآ المصحوب ببرود وجمود وبلآهه أقرب للتنآحه كآن هو النآقص لإكمآل ذروة إشتعآل ريتآج الثآئره ..
ريتاج إللي أجلت عزمهآ للإستلقآء فوق سريرهآ متلحفه كآملاً بلحآفهآ والبكآء كمآ العآده خآطيه خطوآتهآ الزلزآليه الغآضبه صوب أختهآ الوآقفه بجوآر البآب مرتجفـة السآقين متوترة حركة الجفنين دون مقآومة تذكر لـ شدّ ريتآج لهآ وسحبهآ بقوّة من قبضت أنآملهآ الغآضبه على ذرآعهآ معتصره له بـ شدّه جبراً وعنـوّه مزحزحتهآ من مكآن وقوفهآ طرداً لخآرج الغرفه: إنننننننقلعــــــــي برآآآ قلـــــت مآآتفهميـــــــــــن
كآن المشهد بطيئ بسبب ثقل خطوآتهآ المجروره بفعل السحب القسري إلآ أنه مرّ عليهآ بلحظيّه فآئقة السرعه مآتدآركتهآ إلآ بعدمآ أغلق البآب بوجههآ وبمنتهى القوّه أحست على إثره بـ إهتزآز الجدرآن من حولها والأرض من تحتهآ موسعّة العين أقصآهآ بذعر وإرتيآع وصدمـه بآسطه يمنآهآ فوق صدرهآ تنظر البآب المغلق بـ فجـع فآغرة الفمّ بـ ذهول ليجفلهآ صوت أخآهآ من ورآءهآ متذمّر: ذي يبآلهآ تربيـه من أوّل وجديد
نآظرت أخوهآ عن يمينهآ مقفي عنهآ بغضب رآفع غترته عن كتفه قآذفهآ على وآحد من الكرآسيّ الإسفنجيّه بغرفته المقآبله لوقوفهآ مبآشرة مفتوحة البآب للحظآت وآقفه بمنتصف الممرّ أمآم غرفة ريتآج إللي تلحـق غرفتهآ تباعا .. ورآء ظهرهآ بآب منفصل كآن الحمّآم – بـ الكرآمه – الخآص بـ الطآبق الثآني المخصص لغرف النوم الأربعه ..
وآحده رئيسيّه خآصه بـ الأبوآن , والثآنيه بـ التجآور كانت خاصه لـهآ ولأختهآ إللي فآرقتهآ من سنوآت من بعد الزوآج لتصبح الغرفه الثآنيه الفسيحه ملكاً لهآ وحدهآ , ثالثا غرفة ريتآج الأصغر حجماً كمآ الجحـر إلآ أنهآ الأكثر رتآبه ونظآم , ثم الغرفه الأخيره الرآبعه البعيده والمنفصله عن تجآور الثلآث غرف السآبقه وإللي إمتآزت بمسآحتهآ الأكبر إذ أنهآ كآنت مخصصه للذكور الثلآث ... سلطآن , ركآن ... ومحمّـد !
إبتلعت ريقهآ بهدوء بعد لحظآت من الشرود الغير معني بـ أي فكـره أو حدث متوجه للغرفه المفتوح بآبهآ وآقفه على أعتآبهآ تنظر النآئم على ظهره فوق سريره بـ العرض ونصفه السفلي ممدد بـ الأرض فآرد كلآ ذرآعيه على جآنبيه مغمض العينين سآئلته بـ خفوت تستنطق صحوه: سلطــــآن !!
من فوره أجآبهآ بـ همهمآت مرهقه دون ان يفتح عينه: هــممم
تقدمت مقتربه منه جآلسه على طرف السرير المجآور لسريره وقد قآربت قدمآهآ أن تلآمس قدميه سآئله بـ إهتمآم: وش إللي قآله أبوي لـ ريتآج ؟!
...: عمى بقلبهآ ذي لآتجيبين طآريهآ عندي
....: بس قوم معليش وعلمنّـي , وش الموضوع
تأفف بـ ضجر مآسح وجهه بكفيّه قبل أن يفتح عيونه ويجيبهآ بـ بهوت: أي موضوع يعني وحنآ ورآنآ غير سآلفة الضبّ وزوآجهآ ! مآل الفقـر ذي مدري وشهو إللي تبيه زود , الرجّآل مآيعيبـه شيّ وآلله إني متحسف عليه هـو وقرآدة حظـه إللي طيحّت ريتآج في كبـده
....: ههههه سلطآن !!!
إعتدل جآلس وبوجهه شبح إبتسآمه هآز رآسه نفياً مردف بذآت الخفوت: وآلله صدق , مدري على إيش شآيفه خشتهآ ذي العفشـه وإللي يقهر صدق إن الرجّآل وآفق عليهآ ولآ عنده أي إعترآض !
....: يآلظآلم حرآم عليك , ريتآج أحلى وحـده فينآ كلنآ ولآ تنكـر
....: زين الوجه مب كلّ شيّ , شوفي أخلآقهآ مخيسـه ولسآنهآ زفـر قليلة حيآ , لو إني وقسم مآ أرضآهآ لنفسي زوجه ولآ حتى أخت مآلت بس مو بيدنآ
....: ههههه الحين أنآ أبي أعرف السآلفه وإنت مغير قآعد تحـشّ بريتآج , إخلص علي وش قآل لهآ أبوي !
قوس فمه دون مبآلآة معقب: لآ أبدّ , ولآ شيّ ... مغير علمهآ إنه إتفق مع الرجّآل , عآمر ذآ .. أبو المقرود إللي بيآخذها
....: هههههه
نآظرهآ سلطآن عآقد الحآجبين من قآطعته بـ ضحكه تظهر فيهآ مقآومة الكبت إلى أن لفظ أخيراً سآئلهآ بـ وجه منعفس: خبله إنتي ! شفيـك !
....: ههههه
....: صيتــــوووه !!
....: طيب خلآص .... هآ .. كمّـل , وش إتفقوآ عليه !
إرتفعت شفة سلطآن العلويّه بـ إحتقآر لهآ ولتبسمها الغير مبرر بنظره موليهآ الظهر وقوفاً أمآم المرآيه الملآصقه لوآحد من جدرآن الغرفه مخلل أصآبع يمنآه بشعره ينظر شكلـه وهو يغيّر من تسريحآت شعرّه المتعدده , إمآ كله للجآنب الأيمن , أو الأيسر أو مرجع بعضه للخلف أو مجمعه كله للأمآم لتستنطقـه هي بصبر نآفذ محتد الصوت الضآئق: سلطـــــــــآآآن
جآوبهآ ببرود وهو مكمل تمشيط شعره بـ أصآبعه: إتفقوآ إن الملكـه إن شآلله ثآلث أيآم عيد الفطـر والزوآج ثآلث أيآم عيد الأضحـى
إتسعت عيونهآ بصدمه لمحهآ سلطآن من إنعكآس هيأتهآ بـ المرآيه من خلفه مردف: مآسمعتي بعد زبـدة الموضوع
إنعقدوآ حآجبيهآ إستنكآراً وبقلبهآ – أي زبده - , لحظآت من التفكير إستغرقتهآ سآرحه إلى أن أجفلهآ سلطآن بصوته الذكوريّ المضخم إصنآعاً قآصداً إجفآلهآ صآئح: هيـــيييييه
إهتز رأسهآ منتبهه من شرودهآ لآفظة ببلآهه إثر الإفآقه: هـآآه !
....: تسمعيـن ولآ !
بللت شفتيهآ الجآفه لاوية الفمّ مشدود الشفتين الرقيقه هآزه رآسهآ كنآية عن إستحضآر الإنتبآه بـ جلسة مستقيمة الظهر متأهبه: هـآ ... الزبـده !
إرتمى سلطآن على سريره مدد على ظهره ويديه تحت رأسه ينظر السقف بـ إبتسآمة تظهر شآمته: ثآلث أيآم عيد الأضحى إن شآلله بيكون دبل زوآج , مو ريتآج وحدهآ إللي بتزوج خخخخ أحسن يآ إني شآمت فيهآ شمآآته , عآد تخيلي منو العروس إللي بتشآركهآ !!
إحتدت نظرآت صيته بـ إنتبآه غير مستوعبه مآلفظه سلطآن بآسم والخبث بعيونه إلى أن أوضحه كآملاً لتذهل هي وتذبهـل !
....: بتتزوج معهآ أخت المقرود حظّـه إللي بيتزوجهآ , ذيك الدكتوره بجامعتها إللي صآجتنآ من أوّل بسيرتهآ .. ثنينآتهم بيتزوجون بنفس اليــــوم ,, آآخ يآبرد حرتي الحين بريتآج ههههه
/
/
/
/
إنتفض جسده إرتيآعاً من الإقتحآم المفآجئ للغرفه وهو في أوج تركيزه وغُمرة إنشغآله يتصبب منه عرق جبينه برغم برودة الغرفه إثر المكيف المنضبط بتوتر بآلغ وكأنه جرّآح منشغل بعمليّة مصيريّه لتصيح المريضه من تحت يده سآخطه: لآآآآآآآهــ
إقترب المقتحمين للغرفه بوجه مندهش يعتريهم السؤآل عمّآ يحدث بآللحظه إللي رفست فيهآ الصغيره برجولهآ القصيره غآضبه سآخطه: لآآآآآ يآربّي إخترب كلّ شيّ الحيــن لآآآآآ
سألت وآحده من الوآقفين من بعد دخولهآ للتوّ: وشو إللي قآعد يصير !
نقزت عن الكنبه المشآبهه للشيزلونغ بـ إمتدآدهآ والغضب يفيض من نظرآتهآ موجهه سآبتهآ القصيره المنتفخه تجآه إللي سألت مستفهمه عن إللي يصير , صآئحه: كلّه منك يآثآلـــي إنتي وأمـي , خربتوآ كلّ شي .. إخترب كل مكيآجــــي بثببكـــم
إرتفعوآ حآجبي سآلي ذهولاً تنآظر بـ أختهآ الواقفه بجوارها وعلى يسآرهآ غير وآعيه للي إتهمته بهم الصغيره بآللحظه إللي لفظ هو فيهآ بـ إرتيآح عميق من بعد عنآء مدخل فرشآة الأيلآنير بنصفهآ الآخر مبتسم بـ إرهآق بآدي محرّك رآسه يمنه ويسره قآصداً فكّ التشنج بعنقه من طول التصلّب والإستقآمه والتركيز: هههه خلآص فدوى مرّه ثآنيه أصلاً تعبت وعورتني رقبتي
فدوى: وأنآ كم مره أثلاً أشوفك يآثنـد ... أف منكــم أف
قآلت – أف – سآخطـه غآضبه ولكنهآ مهزوزه بآكيه بعيون دميعه ترمقهم بـ كره إثر تسبههم في فشـل كل مآقضوآ سآعآتهم الطويله الفآئته في محآوله فعلـه ..
سآلي: وشو ذآ إللي تسوونه !
فدوى: ثند كآن يمكيجنـي , ثآر له ثآعه يرثم خط الأيلآنير فوق عيني وإنت دخلتوآ فجأه وإخترب كل شيّ عآآآآآآ شوفوآ كيف الخطّ طلع فوق حوآجبي عــآآآآآ
سآلي: ههههه من جد !! سند من الفضآوه يعني !
سند: مآخذ إجآزه
إنتفض صدر سآلي بضحكة فآتره غير مُصدقّه تنظر أصآله على يسارها تشكوهآ بـ إبتسآمه: شوفي بنتك وسوآتهآ
تقدمّت أصآله رآفعه بـ إبنآن إبهآمهآ حآجب فدوى إلى مآفوق بروز العظم رآغبة في تفحّص مآفعل سنـد تنر لون الظلّ الورديّ البرّآق فوق جفني صغيرتهآ مطبقة الفمّ بـ إبتئآس هآزه رأسهآ نفيا بقلّة حيله هآمسه: إنتي وبعدين معك يآبنت
إتسعت عيون فدوى ببرآءه لآفظة بصوّت مضخم تذب عنهآ التهمه: وآلله وآلله مآطلبت شيّ هو إللي جآني بنفثـه
من فورهآ أصآله إنتقل نظرهآ المندهش لـ سند إللي أومأ رآسه إيجآباً بـ إبتسآمه مرهقه مردفه: إي أنآ إللي طلبت أقعد معهآ شويّ
أصآله: تقعد معهآ إيه مو تشغلك كوآفير قآعد تزيّن وجههآ .... ورينـــي بسسس أشــوووف
قآلت الأخيره موجهّة لـ فدوى بقهر سآحبه من علبة المنآديل المبلله إللي قآربت على الإنتهآء نظراً للكم الهآئل من الإستهلآك المتجلّي في كومة المنآديل الملقآه على طآولة التسريحه وبـ الأرض من تحتهم والملطخّه بـ اللون الأسود أغلبهآ الشيئ إللي أظهر معآنآة سنـد في رسم الآيلآينر فوق جفن فدوى !
فدوى إللي صآحت رآفضه مبعده وجههآ الصغير منتفخ الوجنتين المتوردّه نفورا من قبضة أمهآ على ذقنهآ الصغير قآصدة تثبيت رأسهآ بغرض مسح وجههآ بآلمنديل القطني المبلل إلى أن إختفت بعض الآثآر الملونه لتلفظ أصآله بغيظ من بين أسنآنها المطبقه: بنت قليلـة الحيآ صــدق
تقوس فمّ فدوى للأسفل مكتفة السآعدين بوجه منكمش التقآسيم إفتعآلاً للزعل إللي مآ أثنى أصآله عن أمرهآ الجآف: يلآ أشوف روحي غسلي وجهك
نقزت عن مكآنهآ ضآربة الأرض بقدمهآ الصغيره صآئحه بسخط قبل أن تتوجه للحمّآم – بـ الكرآمه – الملحق بـ الغرفه: أثلاً أثلاً اليوم كمآن بنآم بغرفة ثنــد , هو إللي قآل وأنآ موآفقـه ومآحـد له دخـــل .. هـــــه
إتسعت عيون أصآله بدهشـة لـ سند المبتسم بوجه ذآبل مرهق: خليهآ مآعليــه
ضآقت عيون أصآله إستنكآراً من بعد قوله سآئله بـ تشكك أن شيئ مريب بـ الموضوع وبحآلته الظآهره إجمآلاً: شفيك يآسنـد ! وليش مآرحت الشغل بعد صارلك كم يوم !
سند: مرهق شويّ
أصآله: ولآ عشآن خلآص أبوي بدآ يدآوم !
إرتفعوآ كتفيه عفوياً بـ فمّ مطبق أن مآ بـ اليدّ من حيلـه لتنسحب سآلي من فورهآ مستأذنه بهدوء تآركه لهم الإنفرآد ليردف هو قبل أن تبدأ هي بقذف كلمآتهآ المندفعّه وإللي أنبأت بهآ مسبقاً ملآمح وجههآ المنفعله أن تجلس أمآمه مكآن فدوى بعدمآ جلس هو مقآبلاً لهآ على كرسي منفرد ذآ قآعده نيكليّه دورآنيّة الشكل رآفعاً فوقهآ قدميّه لينفرجوآ لآ إرآدياً سآقيه لآفظاً بهدوء: أبيك بشيّ
أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً سآحبه بيديهآ فستآنهآ البيتي أخضر اللون الدآكن من تحتهآ قبل أن تجلس هآمسة بـ تخوّف: خيــر !!
جآوبهآ بهدوء وهو يمسح بآطن كفيّه ببعضهم خآفض البصر ينظرهم: خير إن شآلله
....: سند ترآك وآلله توترني ومآحب هآلطريقه .. تكلّم فوراً , شفيـه !
مآل ثغره بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره تلآشت بتمرير لسآنه مآبين شفتيه معقب: أبي بس أعرف متى بتخليّن عنك هآلخوف من لآشيئ ؟!
رمقته بنظرة حآده دون أن تلفظ ليكمل هو بذآت الإبتسآمه: آلمهم .. هو بس رأيي بخصوص شيئ معيّن ومآله أبدّ أي دوآفع من ورآه أو أسبآب .. رضيتي فيه بكآمل إرآدتك خير وبركه , مآرضيتي فـ إنتي حُرّه ولا أنآ أبداً أو أحد غيري يقدر يثنيك عن إللي تبينه دآم إن مآفيه خطآ .... والموضوع مبآشرة هو إني مو حآبك تكملين شغل بهآلجريده اللي تكتبين فيها
ظهرت الصدمه فوراً بوجههآ سريع الإنفعآل دون موآرآه ليكمل هو سريعاً فور إستيعآبه دهشتهآ: قلت لك بكيفك أولاً وأخيراً .. برآحتك صدقيني مآرح أرغمك على شي عكس إللي تبينه ... بس حآبب , يعنـي .... بيكون أحسـن
إبتلعت ريقهآ بقوّة سآئلة بـ إندفآع شديد متجهمّة الملمح شآحبة اللون: طيب ليــش .... ليش يعنــي !!!
سألت بـ تسرّع مندفع أدركت من بعده غرآبة موقفهآ لتخفض بصرهآ المتوتر والمشتت يمنه ويسره قبل أن تكمل بـ تردد متلعثم: يعني . يعـ .. أنآ ..... أنآ غلطـت بشـيّ ؟!
لفظتهآ والخوف يفتك بقلبهآ وظن وحيد أوحد قد احتلّ عقلهآ ..
هل من الممكن أن يكون قد وصل لسند خبر عن حقيقـة زيآرتهآ لمدير تحرير الجريدّه , بسّآم !
سند بنفسه أوصلهآ لمقرّ العمل ولكنه مآدرى عن أصل الزيآره إلآ أنهآ رسميّه لتقديم العزآء فقط لآغير !
من غير المعقول أن يكون بسّآم قد توآصل مع سند وأفضى له بكآمل إللي دآر بينهم من حوار وإلآ كآنت وقعت كآرثـــه .... بنظرهآ فقط !
....: يعني أنآ سويت شيّ غلط ؟!
أعقد حآجبيه بـ خفّه وقد تقوس فمه إستنكآراً وإستغرآباً هآز رأسه بـ حموّ منفعل: أبي أعرف إنتي ليش دآيم مآخذه نفسك وضع إتهآم ! يعني تشوفين نفسك أخطيتي بشيّ يـ أصآله ؟! أنآ نيتـي صآفيه على فكره ولآ قصدت شيّ يمسك إنتي ...
أصآله: طيب ليش طلبت هآلشيّ ؟
سند: مآطلبت , أنآ إقترحت ... ولأني مو حآب الصرآحه إنك تختلطين بـ أيّ أحد بهآلجريده والصرآحه ولآ حتى برآ الجريده .. لو إنك سآلي أو حتى تشبهينهآ مآكآن خفت عليك هآلقد بس إنتي مثل الغصن الهشّ أي شيّ يأثر عليك مو بس تنكسرين إلآ بعد تتهشميّـن ... وبصراحه مآبيك تنضريّـن
....: أنـ ... آآآ بـــس .....
وقف عن كرسيه مقترب خطوه وآحده تجآههآ مبتسم بهدوء لهآ أن تطمئـن تخفيفاً من حدّة توترهآ مشفقاً على هوآنهآ وعجزهآ حتى بـ النطق لو تبريراً دون دآعي ..... هي على عآدتهآ تمآماً لم تتغيّر !
همس لهآ بـ دفئ محب: خلآآص إهـدي .. إنسي كلّ إللي قلته وإستمري قويّه بشخصيتك إللي مآتظهر إلآ على الورق هههه
دنى عليهآ محآوطهآ بذرآعيّه جآذبهآ لصدره متحسس ظهرهآ برآحة يمنآه الحآنيه بآسم: إنتبهي لنفسك يـ أصآله ... خليك قويّه عشآن نفسك وفدوى وأنآ معك ... وآثق فيك وفـ قرآرآتك ورح أدعمّك دآيم بكل إللي تبين
قآلهآ بزيف من ورآء رغبآته الحقيقه متألم نفسياً إثر الخوف الكآمن في قلبه ..
كل مآكآن يبغيه هو أن يبعد أخته عن أي صله يمكن بسببهآ أن تصلها بـ أي فرد من أفرآد آل نآصر عبدآلله وإن كآن بسّآم .. إلآ أنه يدري وتمآماً عن الظلم الكبير إللي طآله ..
حيث أنه الشخص المغدور بطيبته , المستغـلّ والمستغفـل .. هو أبداً غير مذنـب إنمآ ذكرى أخوه آدم وفعلته النكرآء الشنيعـه هي أكثر إللي يمعضـه ويمغصـه ..
تعلقّت بمرفقيه رآفعة رآسهآ تنآظره بعيون مترقرقة بدموع الخوف والتوجسّ إذ أنهآ أحسّت إحسآس غريب موحـش .. غير محـدد وأبداً غير مستسآغ ..
سألت بـ بهوت متردد: سنـد شفيــك !! فيـك شيّ غريب أحسّ
مسح على رأسهآ ثلآث حآنيّه ثم أردف بـ إبتسآمه: مآفيه تطمنّي , بس أبيك تنتبهين زين لـ فدوى ولآ تخلين أبدّ بـ الإتفآق إللي سويته مع أهل أبوهآ .. مغير يوم وآحد بـ الإسبوع تروحه تشوف جدآنهآ غير كذآ لآ .. وممنوع البيآت ولآ تخآفين عليهآ من عمّآنهآ حتى ذآك الخكري النعوم سميي
....: ههههه قصدك سنـد
سند: وللي يعآفيك , يمغصني بطني بس أتذكر إنه سميي .. وبعد لآتخآفين عليهآ من سآلي ومآلك مع إن ثنينهم يبيلهم إعآدة ضبـط بس مآشي
أصآله: هههه لآيسمعونك
سند: بآخذهآ اليوم عندي , أحس صآر لي كثير مآقعدت معهآ أبي أعلمهآ كمّ درس بمآ إني فآضي
إنشد فمهآ المطبق بـ إبتسآمة إمتنآن صآدقه أردفت من بعدهآ بـ وهن وقلة حيله: حتى لو مآبغيت غصباً عنّي هي بتسوي إللي تبيه
....: خلثتـــــوآآآ !!
إلتفتوآ ثنينهم للبآب المنزوي بـ الغرفه وإللي أطلت هي منه برأسهآ المدوّر تنظرهم ببرآءة سآئله: مخليتكم ثآعـه تتكلمون طفشت من الحمّآم هآآآ أطلـع ولآ بآآقــي ؟
مآقدرت أصآله الآ أن تشد من فمهآ المطبق بائسه في حين لفظ سند جآهراً بـ إبتسآمه: جآهـزه يلآ عشآن التنظيـف !
سألته أصآله من فورهآ مستفهمه: أي تنظيــف ؟!!
تكفلّت فدوى بـ الإجآبه بعدمآ أسرعت رآكضه حآضنه سآق سند اليسرى صآئحه بـ حمآسة وإندفآع: ثنــد اليـوم بينظـف غرفتـه وأنآ بنظــف معآآه ونآآآثـــه
أصآله: هههه الحين متونسه هآلقد عشآن بتنظفيـن
أومأت فدوى رأسهآ إيجآباً مرآت متتآليه وبقوّه موسعّة العيون الصغيره البآسمه تكآد تختفي بسبب إنتفآخ وجنتيهآ بآللحظـه إللي فركش فيهآ سند بـ أصآبع يسرآه شعرهآ العسلي الكثيف دورآنيّ القصّه حول عنقها: يــلآ أجــل , روحي علمي الشغآلآت خل يطلعون أدوآت التنـ .............
وقبل ان يكمل كلمته حتى سفهته رآكضه خآرج الغرفه دون سمآع المتبقي ليلحقهآ هو بخطى هآدئه بعدمآ تحسس أخيراً بيمينه الذرآع الأيسر لـ أصآله طآبعاً قبلة التقدير الهآدئه فوق مفترق شعرهآ الأسود النآعم لتتم هي مكآنهآ جآلسة ترقب إختفآءه وبوجههآ إبتسآمة بلهـآء !
/
/
عفوياً .. سقطـت أنظـآره على البآب المقآبل له مبآشرة فور إغلآقه للبآب إللي توّه وخرج منه لتتبدد الإبتسآمه الهآدئه بـ صدق لأخرى تظهر محبطـه مطبقة الشفتين آسفـه !
خطآ خطوآته القصيره المتثآقله متوقف أمآم البآب إللي طرقه بـ العقله الثآنيه لوسطآه اليمنى ثلآث قويّه إنتظر من بعدهم الجوآب إللي وصله إيجآباً بصوت يظهر بعيد: إدخــــــــــــــــل
قآلتهآ بصوت جآهر وآقفه أمآم مرءآتهآ الطوليّه مستعرضه جسدهآ الملفوف بروبهآ الستآني بنيّ اللون الدآكن رآفعه شعرهآ القصير دورآني القصّه أعلى عنقهآ وأسفل شحمتي أذنهآ بقبضة يسرآهآ ليرتفع كآملاً أعلى رأسهآ متسآقطا منه خصلآت متفرقـه عشوآئيّـه ومآسرع مآنحلّ كآملاً من يدهآ لآف وجههآ أول مآستقرت عيونهآ بـ عيونه من إنعكآس هيأته بـمرآيتهآ أمآمه عآقدة الحآجبين إستفهآماً سآئله: سنــــد !
جلس على طرف سريرهآ مستند برآحته اليمنى المبسوطه على مرتبته الوثيره مرخي الجسد تتأملهآ عيونـه الفآحصـه .. هي شبيهتـه من الإنآث .. تمتلك ملآمح دقيقـه حآده تظهر ومن النظره الأولى مدى قسوتهآ وجفآءهآ وربمآ شدّتهآ في التعآمل ..
حتى بنظرة العين , هي غير مُريحـه .. بـ خلآف مآلك إللي يشبهه حدّ التمآثل والتطآبق إلآ أن نظرته مختلفـه .. فهو من عيونه فقط يظهر شخصيّه حزينـه كسيره منهزمـه .. وهو العلآمه الفآرقه بينهـم ..
إرتفعوآ حآجبيه بحركه عفويّه سريعه مستحضر شتآت ذهنه وإنتبآهه إللي فقده لثوآني خآطفه مبتلع ريقه مردف بـ هدوء تحت أنظآرهآ الدقيقه المتفحصّه بـ إرتيآب شآده على جسدهآ النحيل شقي روبهآ الستاني المغلق والمربوط خصره ..
....: تحدد زوآجك خلآص
شدت فمهآ المطبق بـ قلة حيلـه .. التعبير المبتئس إللي ظهر بسببه الخط القوسي بذقنهآ المثلث زآفرة نفس عميق أردفته بـ رخآمة صوتهآ جآلسه بـ جوآره: إي أخيراً ... مآبغينـآ ههه
إنشدوآ شفتيه بـ إتسآمه قصيره مرهقه مآسرع مآختفت معقب من بعدهآ: مآيحتآج أوصيّك على سهـل ... يآلله يآلدنيآ , بدآل مآ أوصي الرجآل عليك أوصيك إنتي عليه
...: ههههه ظآلمني
نآظرهآ على يمينه وبسرعه أخفض بصره موقع قدميه الممتده أمآمه مردف: سهل عكسك تمآماً يآسآلي .. هو هآدي ومنضبط وصبره صبر أيوب فـلآ تفهمين هآلشيّ غلط , يعني لآتفسرين صبره على تصرفآتك إللي مآحد غيره أتوقع انه ممكن يتحملهآ هذآ إن قبلهآ أصلاً بـ الأسآس .. لآتفمين إنه ضعف منه أو سلبيّـه .. أنآ بحيآتي مآشفت رجّآل بقـوّة سهيـل , طبعاً قوّة عقلـه وإرآدته وتحكمّـه فيهـم .. قوّه أنآ نفسي فآقدهآ فلآ تتمآدين
....: كلآمك غريب
....: مو غريب , كلآمي صدق وإنتي تدرين
....: أدري , بس ليش تعيده عليّ !
....: أذكرك , وأبشري إنهآ المرّه الأخيره
رفعت سآقهآ اليسرى مثنيه تحتهآ مبدّله من وضع جلوسهآ لتصير مقآبله له بوجه آخذ في التجهّم بعآدة إنفعآلآتهآ السريعه المحمومه وإن كآنت بـ الإستغرآب سآئله بـ خفوت: شقصـدك ! شلون يعني التذكير الأخير !
وقف عن مكآنه ثآني نصفه العلويّ للخلف قآصداً فكّ التصلّب بـ عموده الفقري مردف: أبـدّ ولآ شـيّ
وقفت بدورهآ هي مقتربه منه وبعيونهآ الضآئقه شيّ من التوجس هآمسه: فيك شيّ مآهوب مريحني !
بحركه مبآغته سريعه أقحم أصآبع يمنآه بشعرهآ البنيّ الغزير سحباً عليه بـ التغلغل من بينه وصولاً لمآ ورآء أذنهآ مردف: لآتقسين على نفسـك وعلى الرجّآل .. الحيآه أبسط من تعقيدآت الكتب إللي مخليتهآ مرجع لحيآتك وكلّ تصرفآتك ....... إنتبهي على نفسك
ثبتت مكآنهآ مذهولة الملمح الأبلـه غير مستوعبه كلمآته الهآدئه والمغزى من ورآئهآ حيث أن سند أبداً مآيلفظ إلآ بـ المحسوب من الكلمآت الحآمله بين طيآتهآ ألف مغزى ومغزى إلى أن غآدرهآ طيفه بهدوء مآثل هدوء إغلآقه للبآب من ورآءه !
البآب إللي خرج منه شبه مطمئن بعدمآ أوشكت مهمته على الإنتهآء ومآتبقى له إلآ القليـل ..
القليل إللي يدري أنه تمآماً قآبع خلف هآلبآب إللي طرقه بهدوء لآفظا بصوت جهوريّ جآف النبره: مآلــــــك
إنتظر لثآنيه وآحده فتح من بعدهآ البآب وعيونه تنتقل وبسرعه بين الأركآن والمسآحآت الفآرغه من وجودهـ ..
غرفته كآنت الأكبر حجماً , كآنت بمثآبة جنآح كآمـل ..
صآله فسيحـه مجهزّه بكل مآيرغب هو به ويلزمـه أشبه بـ غرف الترفيـه .. فوضويّه ..
شآشه عريضّه فوق طآوله زجآجيّه دآخل دولآب خشبيّ أسود اللون محتل جدآر كآمل مصنف لـ رفوف حوت بعضهآ كتب غير مقروئه إطلآقاً .. ورفوف أخرى عليهآ تحـف وتذكآرآت وأغلبهآ كآن موديلآت سيآرآت وطآئرآت ودبآبآت وسيآكل وهو الشيئ الوحيد إللي يثير إهتمآمه ...
وصلآت متعدده وأسلآك متفرعه بـ كلّ مكآن من جهآز البلآيستيشـن وإسطوآنآته الملقآه بـ إهمآل في كلّ مكآن ....
رفّ جآنبي أخير إحتوى ثلآجـه سودآء اللون صغيره تحتوى على مشروبآت غآزيّه وزجآجآت ميآه معدنيّه !
غرفة نوم وآسعـه كآنت أكثر ترتيب نظراً لعدم إلتزآمه بـ النوم فيهآ غآلباً .. ملحقـه بـ حمّآم فسيــح وآســع به مسبـح غآئر العمـق ... وغرفـه أخرى مرآفقـه أصغر حجماً كآنت الخزآنـه !
نفخ بـ عمـق بعدمآ لفظ ندآءه الثآني الأشدّ لـ إسمـه دون جوآب ليحسّ بـ الشيئ الصغير إللي تعلق بـ سآقه شآده بنطلونه بقوّه قصداً للفت الإنتبآه: مآلـك مو هنـــآ
نظر أسفله بـ إبتسآمة وآسعه مفركش بـ أصآبع يمنآه شعرهآ سآئل: وينـه يآلسـوسه علمينـي !
....: اليوم الجُمعـه , مآلك في النآدي يثوي الريآضـه
إنفغر فمه الفتحه القصيره إستيعآباً لعآدة مآلك اللزميّـه بـ دوآمه للصآله الريآضيّه يومي الإثنين والجمعـه سآعتين متوآصله من العآشره مسآءاً للثآنية عشـر منتصف الليـل !
أجفله شدّهآ لبنطلونه من الركبة اليسرى موسعّة العين ببرآءه: يلآ مآرح ننظـف ؟
....: وش ذآ الحمآس فدوى هآنم , كله عشآن التنظيف !
قآلهآ بـ التزآمن مع حمله لها من الأرض محآوطهآ بسآعده الأيسر ذهآباً للغرفـه الأصغر حجماً والأقرب مسآفة لغرفة مآلك إللي أغلقوهآ بهدوء لتعقب هي بصخب: لآ عشآن مره بثتآنث , بنظف معآك وبعدين ننـآم , إثمع إنت لآزم تحكي لي حكآيـه
شدّهآ من خدهآ الأيسر مرجرج رأسهآ يمنه ويسره بآسم: ســــوســـــه
/
/
/
/
أنهت نزول الدرج وآقفة أمآم النآفورّه الجبسيّه المفعلّه لتظهر كمآ الفوآحه يتصآعد منهآ الدخّآن المعطّـر وتمتلئ مويتهآ بـ الفقآقيع الملونـه ثم تفقـأ ..
مررت أصآبعهآ النحيلـه مبللة أطرآفهآ من الأظآفر الطويلّه المعني بهآ عنآيه جيدّه والخآليه من الطلآء مخلّه بـ ثبآت وريقآت الورود الطآفيه على سطـح المويه مفرقه جمعـهم بـ أصآبعهآ المبتلـه إللي رفعتهآ عن المآء وبوجههآ إبتسآمة سلآم هآدئـه لتقآبلهآ – صآفي - العآمله إللي توقفت خطوآتهآ سآئله بـ إهتمآم بآلغ عن رغبتهآ بـ أي شيئ لتقوم هي بـ التلبيه: إبغى شيئ مآمآ دآرين !
رفعت رأسهآ عن المويـه المتبدل ألوآنهآ لتستقر عيونهآ البآسمه بعيون العآملـه المستفهمه للحظآت مآزآدآت العآمله الآ تخوّف حيث أن دآرين وبهيأة السلآم الدآخلي الطآغيه على مظهرهآ الخآرجي أبداً شيئ غير معتآد هو في الحقيقه شيئ مستحيل تحقق من بين قآئمه مستحيلآت طويلـه خآصه بدآرين !
أعآدت سؤآلهآ بـ تردد وضح فيه التخوّف إثر نظرآت دآرين المطوّله بصمت مريب وإبتسآمه هآدئه أكثر ريبه: إبـ .. إبغى شي .. مآمآ دآريـن !!
هزت رآسهآ نفياً بذآت الإبتسآمه السمحـه مقتربه منهآ بهدوء متلمسه ذرآعهآ بـ حنوّ مردفه: شكـرًا صآفــي
صآفي إللي إتسعت عيونهآ بصدمه ألجمتهآ وسمرتهآ لتتم وآقفة بمكآنهآ تنظر ذرآعهآ بعدمآ أبعدت دآرين يدهآ المتحسسه لها فآغرة الفمّ بعدم تصديق للحظآت من بعد خروج دآرين من البوآبه الدآخليّه الرئيسيّه لتزفر نفس مقطوع أشبه بـ الكحـه المبحوحه مبتلعة ريقهآ الجآف !
صور متفرقـه غير قآبله للتجميـع !
إبتسآمة دآرين وسمآحة وجههآ الفآتن الخآلي ولأول مرّه من جميع مسآحيق التجميل .. لمستهآ الحآنيّه وكأنهآ أمّ متلمسّه ذرآع صغيرهآ بمنتهى الرفق , نبرة صوتهآ الهآدئ وشكرهآ الغير معهود إطــــــلآقاً !
رمشت بتوآلي محتدة النظره المذهوله تنظر البآب الرئيسي الموآرب بفتحه صغيره من بعد خروجهآ وذهنهآ في مرآجعه سريعه لأحدآث المشهد القصير المنتهى بـ جملة " شكـراً صآفي " !
صافي اللي بسطت يمنآهآ فوق صدرهآ خآطيه خطوآتهآ المتقآربه والمتسآرعه صوب المطبخ على عجلة لإخبآر زميلتهآ الأخرى العآمله عمآ حدث حآثه نفسهآ أن تعيـد التركيز وتنتبـه , هل مآقآبلتهآ توّآ هي دآرين فعلاً أم تغريــد !
هآلتصرف أقرب مآيكون لتغريد أبعد مآيكون عن دآرين !
دآرين إللي دفعت بآب الملحق الزجآجي مآرّه فوق أرضيته الأبلكآج البنيّه المؤطره على الجآنبين بـ الزروع الخضرآء الطبيعيّه رآفعة رأسهآ للأعلى تنظـر القفصين المتقآربين والمتدلين من فوق غصن سميك لشجره يصدح منهم صوت عصفور وآحد برغم كثرة عددهم .. يظهـر أنه الوحيد المستيقظ بمثل هآلوقت المتأخر ..
دفعت بـ هدوء البآب الخآص بـ مكتبه تنظر مآخلفه بـ تحفّـظ إلى أن سقطت عيونهآ على الجآلس فوق كرسي مكتبـه مرتخي الجسد مغمض العينيـن في غفـوه ...
تركت البآب الزجآجي ينغلق ببطئ من بعد دخولهآ متقدمـة الخطى تجآهه إلى أن وقفت هآمسه: وآئـــل !
من فوره تفتحت عيونه بهزّة رأس منتبهه وكأنه كآن سآبحاً في بدآيآت الغفوه وهي من أنبهته ..
ينظرهآ بـ إستغرآب مقطّب الحآجبين للحظآت أغلق من بعدهآ عيونه وبآلقوّه مآسحاً وجهه بكفيّه زآفراً بعمق نافضاً عنه تأثير غفوته لآفظاً بهدوء: هـلآ دآريــن ... آقعــدي
هزت رأسهآ بـ - لآ – خفيفه , مطبقة الفمّ بـ إبتسآمة هآدئه أردفت من بعدهآ طلباً: أبي أكلم ميسـم شويّ .. ممكــن ؟!
إنشدوآ كتفيه عآقد الحآجبين بتفآجئ لتكمل هي بعد إدرآكهآ لـ إستنكآره: لآتخـآف , مآرح أئذيهـآ هههه أبي بس أتكلم معهآ وتعآل معي إذآ تبي
قوس فمه المطبق هآز رأسه نفياً معقب بـ عفويّه: لآ أبـدّ .. شدعـوى , هي بـ الغرفه دآخـل
أومأت إيجآباً بذآت الإبتسآمة المشدوده دون أن تلفظ موليته الظهـر توجاً للبآب الآخر إللي دخلته مستكشفـه مآ ورآءه ولأول مرّه ...
تخطتـه متحسسه بـ أطرآف يسرآهآ حوآف الطآوله الخشبيّه بـ المنتصف وصولاً للبآب الأخير المغلق وإللي طرقته أولاً ثم دخلت سآقطه عيونهآ على مآتوسّط الغرفـه بـ كبر حجمه إتسآعاً وإللي مآكآن إلآ السرير المنخفض إللي تمددت فوقـه ميسم شآبكه يديهآ فوق بطنهآ تنظر السمآء الصآفيـه الخآليـه من نجومهآ الهآربـه ...
فور مآهمست دآرين إسمهآ بهدوء فور مآنآظرتهآ هي أولاً نظرة إعتيآديّه متنبهه لمن نآدآهآ ومآسرع مآتبدلت هآلنظرة لإشتدآد إستغرآبي تنآست من بعده وضعهآ العآجز وهي تتحآمل على سآعديهآ رآغبة في الإستقعآد لتلحقهآ دآرين سريعاً مقدمة لهآ المسآنده أن تستقيم جلوساً مسندة الظهر لخلفيّة سريرهآ دون أن تعترض ميسم بدورهآ قآبلة مسآعدتهآ لآفظة بـ همس خآفت: هـــلآ دآريــن , شلونــك !
جلست بجوآرهآ مطبقة الفمّ المشدود مومئة برآسهآ إيجآباً أنهآ بخير دون أي جديـد ...
للحظآت من الصمت المطبق مآدرت ميسم شلون تتعآمل مع الموقف الغريب عليهآ تشهده ولأوّل مرّه .... وكذلك الثقيل وقعه على نفس دآرين المقدمـه عليه كذلك ولأول مرّه !
آثرت ميسم الصمت تآركتاً برآح الوقت لدآرين أن تستجمع فيه مآ أقدمت عليـه وإن كآن سيؤذيهـآ دون إحترآز منهآ وإحتيآط ...
دآرين اللي لفظت أخيراً بصوت خفيض شبه هآمس برأس مطرق للأرض: سآمحينـي يآميســم
إشتد تفآجئ ميسم غير مستوعبة مآلفظت به دآرين توّاً لترد دآرين مكمله ببصر منخفـض للأرض خجلاً أو إنكسآراً مآتوصلت ميسم بعـد لحقيقة إيحآءه إلا أنه أوحى جلياً بـ فيض الرضوخ والهوآن ..
....: سآمحينـي يآميسم وحللينـي من كل أخطآئي فيـك
ميسم إللي تعلقّت عيونهآ أولاً بـ وآئل إللي وقف مجآوراً للبآب مقطب الحآجبين إستنكآراً شديداً غير مصدّق مآلفظته دآرين متوجساً من ورآءه سوء النيّه ..
إبتلعت ريقهآ مخرجة طرف لسآنهآ مآبين شفتيهآ قبل أن تعقب بـ توتر: شفيك دآريــن ... وش قصدك مآفهمـت
دآرين: بس أبيك تسآمحينـــي ... تكفيـن .... مستعدّه أسوي أيّ شيّ الحين بس أسمع منك السمآح
هرول وآئل صوبهم مآد يمنآه لرأس دآرين المكشوف مقحم أصآبعه بشعرهآ الأشقر قآصداً أن ترفع له بصرهآ سآئلاً بـ تخوف شديد الإهتمآم بعدمآ أثآره كلمة وآحده صرحت بهآ عن عمق أسآهـآ وتحطمهآ النفسي تتوسل ميسم السمآح لفظاً بـ - تكفيــن - , الكلمه الغير مدرجـه أبداً بقآموسهآ على الإطلآق: دآرين شفيـــك !!
جآوبته دون أن تنظر له بذآت الوهن الإنهزآمي العآجز: سآمحني إنت بعـد يآوآئــل ... يشهـد آلله إني أحبـك .. إنت الوحيد إللي كنت تدري وشهو إللي أحسّه ولآ تلومني وإنت إللي أبداً مآتخليّت عنـي ... حللنـي من كل أذى أذيتك فيه يآوآئل آلله يخليك
جلس على ركبتيه فوراً أمآمهآ محتضن بيديه يديهآ هآمساً لهآ بـ حنو أخوي رقيق: محللــك وآلله بدون لآتطلبين هآلحــلّ .. مسآمحك يآدآرين ... نفسي رآضيه عنـك وقلبي مآهوب غآضبن عليـك .... تطمنّـي يآبعــدي
إشتدت عقدة حآجبيه من سحبت يمنآهآ من بين يديه مكورّة فوق فمهآ المنطبق جبراً بمقآومة قآسيه ألآ تنهآر بآكيه ...
ينظر بـ ألم بآدي لخطوط جبينهآ المتجعد واعتصآرهآ لعيونهآ البآكيـه , التقوس أسفل شفتيهآ أعلى ذقنهآ .. رؤيـة العظيم المتجبّـر مقهـور النفس كسير العيـن مُـذل ومهآن , مثيرة للتوجّــع ..
نآظر بـ ميسم متجهمة الملمح الشآحب خوفاً على دآرين وقلقاً من حآلتهآ ثم رد نآظراً لهآ متحسساً ظآهر كفهآ الأيسر بـ حموّ أمدهآ بـ الحرآره قآصداً تهدئتهآ: ششششش ... بس خلآص , إهدي ... شفيك يآقلبي علمينـــي
نطقت بصوت مخنوق إثر غصّة بحلقهآ ضآعفت من ألآمهآ مآنعتهآ من لفظ كل مآفكرت به لسآعآت وإختصر بجملة وآحده مقتضبه: بــس أبيكــم تسآمحونـــي ..
دون إنتظآر من بعد مآ أفضت به دآرين , مآلت ميسم بنصفهآ العلوي محتضنه جسد دآرين من جآنبهآ الأيسر دآفسة وجههآ بشعرهآ الأشقر متحسسة بيمنآهآ ظهر دآرين بـ حنـوّ دآفئ: مسآمحتـك يآدآرين وآلله مسآمحتـــك ... إنتي أختي الكبيره لو إنك مآتبين هآلشيّ بس أنآ أبيـه , لآتقسين إنتي عليّ وخلينآ نقرب من بعـض ... محللتك من كلّ شيّ وآلله لآينشغل بآلك
شهقت مخآطهآ السآئل شآده شفتيهآ المطبقه بمقآومة قويّه لعجزهآ النفسي والجسدي هآزه رأسهآ إيجآباً مرآت سريعه متتآليه مآسحه ببآطن يمنآهآ أسفل فتحتي أنفهآ رآفعة أرنبتهآ الدقيقـه لمآ فوق وهي تشهق بآسمه بـ حُـزن عميق وآضح: هههه خلآص أنآ كذآ إرتحـــت
وآئل: شفيك يآدآرين علمينـي
تحسست ظآهر اليد اليسرى لميسم المحآوطه كتفهآ بـ تملس حآني وهي تجيبه بذآت الإبتسآمه: مآفيه وآلله , بس كذآ حسيت نفسي محتآجه هآلشيّ
رمقهآ بنظرآت تحتيّه متشككه سآئلهآ الصدق بـكلآمهآ: متأكــده ؟!
أمسكت بيدّ ميسم طآبعة فوق ظهرهآ قبلة سريعه ثم أنزلتهآ وآقفة عن السرير لآفظه بـ وجه يظهر فيه الإرتيآح: إي متأكـده .. لآينشغـل بآلـك ..
قآلت قولهآ سريعاً حآنية الجسد قبل أن يقف وآئل لتفآجئه بقبلتهآ العميقه فوق رأسه منصرفـة عنهم بعدمآ أردفت بهدوء بآسمه: تصبحوآ على خيــر .. تآركتاً له وميسـم بحآلـة من الذهـول المطبـق والغرآبة والعجــب ...
/
/
أنزل حقيبته الريآضيه ذآت الحبلين الرفيعين عن كتفه الأيسر بجوآر بآب جنآحه قبل أن يفتحه متذكر الرسآله الوآرده له من قرآبة السآعتين الفآئته ولم يلحظهآ إلآ لتوّه بعدمآ توقف بسيآرته الحمرآء الريآضيّه أمآم البوآبه الدآخليّه لبيته قآصداً معرفة الوقت إللي أشآر للثآنيه بعد منتصف الليل وتحته تنبيـه رسآله وآرده بمحتوى قصير مآكآن إلآ " حآول ترجع بدري , أبيك "
تبدلت وجهته من بآب غرفته إلى بآب الغرفه المجآوره له طآرقهآ بهدوء طرقتين ادار من بعدهم أكرة البآب النيكليّه المكورّه لينفتح البآب بهدوء مآط من خلاله رقبته بـ حذر وترقب إلى أن إستقرت عيونه على ذآك الجسد النحيل وآسع الظهر عريض المنكبين فآرع الطول المتسبب في امداد سآقيه خآرجاً عن محيط السرير وإطآره ..
مآزآل على عآدته الغريبه ينآم بعرض السريـر !
أعقد حآجبيه إستغرآباً من لمح ذآك الظل الأسود لقدم صغيره مرفوعه فوق خصـر الجسد نحيل البنيه طويل القامه !
ترك البآب مفتوحاً من بعد دخوله الفتحه القصيره مقترب للسرير بـ حذر على أطرآفه متنبهاً لعدم إصدآر أي صوت أو حركه وآضحه قآدره على التسبب بقلق كلآ النآئميـن ليفآجئ بذآك الجسد الصغير القصير الممتلئ وهو نآئم في أمآن وسلآم بحضـن الثآنـي إللي حآوطه بكلآ ذرآعيه ضآمه لصدره مخفي رأسه كثيف الشعر العسلي بـ حضنه مسند هو بدوره أسفل ذقنه فوق ذآك الرأس الصغير ..
الرأس الصغير إللي مآكآن إلآ رأس إبنة أخته الصغيره هآمساً إسمهآ بـ خفوت فآتر مندهش: فــدوى !!
فدوى إللي كآنت غآرقه في سلآم النوم وأمآنه متنعمة بدفئ حضـن خآلهآ الكبر محآوطة خصره بـ إحدى سآقيهآ القصيره إللي لفت وسطـه لتظهر قدمهآ الصغيره البيضآء النآعمه حآفيه مصدّره بوجه ذآك الوآقف متفآجئ !
نآظر على يمينه الإضآءه السهآرّه الزرقآء الخآفته المتدليّه من أبآجوره نيكليّة القوآم ثم ردّ ينآظر إلتمآم الجسدين متبآيني البنيّه حول بعضهم ليقرر أخيراً الجلوس على طرف السرير وورآء ظهر النآئم مبتسم على وضعهـم متخيّل مدى معآنآة أخوه إللي قآسآهآ إلى أن نآمت فدوى أخيراً بهآللإستسلآم التآم ..
معآنآته إللي مرّ فيهآ بحيآته مرتيـن وحيدتين تذكـر ..
فدوى طفلـه ثرثآره , كثيرة الأسئلـه والإستفسآرآت حتى على توآفه الأمور وإن تركت لهآ الحبل كرت حتى آخر البكـره إلى أن تنحلّ تمآماً وتربط حول رأسك أنت !
دآرت عيونه البآسمه بـ سقف الغرفه وأركآنهآ ثم أرضيتهآ العآبقـه برآئحة المعقم المميزّه بـ الليمون المنعـش ..
الغرفه جداً رتيبـه ومنسقّـه ذآت مرآيآ متلألأه دون حتى أي أثر لـ بصمـة من بصمآت الأصآبع العفويّه عليهآ ..
كل مآحوله يبرق ويشـع ..
إلتوى فمه يمنه مستشعر غرآبة شيئ مآ إستدل عليه للحظـه ليتم متفحص الثوآبت والجمآدآت من حوله علّه يحصل على الجوآب إللى تبين له أخيراً أول مآطآحت عيونه على علبـة السجآئر المغلقـه وبجآنبهآ الولآعّه النحآسيّه جآورهم المطفأه الكرستآليّه تبرق دون وجود أي بوآقي لطفي السجآئر أو أعقآبهآ ..
وصل لهآ أخيراً , الغرفـه عآبقه برائحـة الليمون .. الغرفه متبدله تمآماً عن أوّل مآسكنهآ سنـد وغلغل فيهآ وبكل أثآثهآ ومفروشآتهآ رآئحـة دخآن سجآئره الخبيثـه ..... سآبقـه , والموضوع مثير للريب والتشكك !
بسط رآحته اليمنى وسط ظهر النآئم متحسسه بشكل دورآني حآني هآمس إسمه بـ خفوت: سنــــد !
سند: .............
بهدوء أنزل سآق فدوى عن خصر سند لتمدد فوق سآقهآ الأخرى الشيئ إللي أثآر شيّ من إنزعآجهآ مخل بـ هنأ نومهآ لتزفر نآفخه بعدمآ إنعفس وجههآ الطفولي وتمت تفرك بقبضة يمينهآ المنتفخه أسفل فتحتي خشمهآ الشيئ إللي أثآر بـ التبعيّه شيئ من إنزعآج الآخر وإنتبآهه لينقلب على ظهره ممدد السآعد الأيسر إللي كآن بمثآبة وسآده أسفل رأس الصغيره ومآسرع مآتفتحت عيونه النآئمه لآخرهآ من لمح وجهه الآخر المطآبق له جآلسا أمآمه بآسم !
أعقد حآجبيه بملآمح متجهمه منزعجه من الإضآءه الزرقآء الخآفته إللي بآغتت عيونه النآعسه ليظلل بسآعده الأيمن فوق جبينه للحظآت زفر من بعدهآ بعمـق مسموع متحآملا على نفسـه للإستقعآد الهآدئ دون أن يخل برآحة نوم الصغيره سآحب بـ رفق سآعده من تحت رأسهآ معتدل بـ جلوسه مقآبلاً بوجهه وجه أخوه سآئلا بصوت مضخمّ إثر النوم: مآلـــك ؟!
همس مآلك بخفوت شبه مسموع: توني أشوف رسآلتك الحين
فرك منتصف جبينه بوجه مُرهق متعب رآغب في إكمآل النوم مردف: كم السآعــه الحين !
مآلك: ثنتين الفجـر
فرك سند محجري عيونه بـ بنآن إصبعيه الإبهآم والوسطى اليمنى هآز رآسه نفياً قآصدا نفضه وإستحضآر الإفآقه الكآمله والتركيز: تأخـر الوقت يآخي
....: كنت بالصاله أتمرن وقمت بعدهآ ألفلف بـ السيآره شويّ لين بدت الدوريآت تمرّ وتفرّ جيت حتى بآقي مآتسحـرّت ... وش بغيت , خير ! ولآ نتكلم بكـرآ !
هزّ رأسه نفياً مبتلع ريقه بجفنين مغمضين ووجه عآبس عبوس الإرهآق .. مآبقى من وقته شيئّ يحتمل التأجيـل .. هو ذآتاً على مقربه من المغآدره النهآئيـه بعد قرآبة الـ أربع سآعآت أخرى مقبلـه ..
وقف عن سريره معدل من تيشرته الأبيض القطني بـ أكمآمه النصفيه على جسده وليمآثله الفعل مآلك إللي وقف ليتوآجهوآ طولاً متسآوي .. متقآبلي الأعين للحظآت من الصمت نهآهآ صآحب النظره الأحد والأشد بصوت هآدئ مطبق يمنآه على اللوح الأيسر لكتف أخيه الأصغر: تعآل نتكلـم تحــت
لحقه مآلك والبلآهه بوجهه خروجاً من الغرفه إللي وآربوآ بآبهآ بفتحه تكآد تكون مغلقـه نزولاً عن الدرج خروجاً للفرندآ الخآرجيّه المشعله بـ إضآءآت خآفته خليط من لوني الأخضر الخآفت والأصفر الذهبي إلى أن ثبتت نظرآته الإستفهآميّه المستفسره عن مكنون المخفي من كلآمه والرآغب في قوله أول مآجلس على وآحد من الكرآسي الخوصيّه طآلبه بـ هدوء ان يجلــس
لينقاد مالك لطلبه جالسا مقوّس الفم إستغرآباً بعفويّه .. يديه في جيوب سترته الريآضيه مفتوحة السحّآب كآشفه عن فنيله ريآضيّه دآخليّه سودآء اللون سآئلا بـ بهوت: خيــر !
....: مسآفـر بكـره ............ اليوم بـ الأحرى يعني , بعد كآم سآعه
أعقد حآجبيه لوهلـه أردفهآ بـ إرتفآع حآجبيه بعدمآ إنحلت عقدتهم موسع العين ببلآهه مآوصله الفهـم أو وصله ومآ إستوعبه ليرد سند مكمل بـ تأكيد أوضح وأفهم: طيآرتي السآعه ثمآن الصبح إن شآلله .... لـ مصـــر
أخرج يديه من جيبيه وقد بدآ سريآن الإنفعآل بوجهه إللي إكفهر إعترآضاً حسيّاً سآئلا بـ حمو مندفع أقرب للسخط: كيـــف , يعنــي .. شلــــون !! لــيش !!
إرتفع بصره للبلكـون المظلـم المقآبل له بنظرة دون معنـى للحظآت أردف من بعدهآ بـ بصوت محبط مبتئس: إنتهـى دوري هنـآ ووقت أرجـع
إلتفت مآلك ورآءه ينظر العدم المظلـم بعدم فهم لمآ كآن ينظر له سند وبشكّل دقيق مطوّل إلآ أنه خآب .. مآقآبله إلآ أشجآرهم الوآرفه وجذوع نخيلهم الفآرعه والسور القصير المحيط ببيتهـم والبنآء الكبير من ورآء السور وإللي مآكآن إلآ ملكيّـة آل معـآذ المآلكـي غآرقه في الظلآم الحآلك !
إبتلع ريقه بـ توتر متلعثم الكلمآت الغير مترآبطه من فجآئية مآسمعه وعلمه أنه اليقين الأكيد حدوثه دون ترآجع من صآحب القرآر أو توآني: سنـ ... يعــ ... , يعني ليش فجأه كذآ ! عشآن أبوي ....... أبـ .. أبوي مآيحتك فيك يآسند , ومآضآيقك بشيّ .... ووو .. وأمّـي , أمّي بعـد .... ليـش ... ليش هآلقرآر !
....: قلت لك إنتهى دوري , مآرجعت السعوديّه بعد مآ اوصلتني إنت للمطآر أول مرّه إلآ لأجل عآمر ومرضـه والحمدلله تشآفى وتعآفى وردّ مثلمآ كآن وأحسـن ... وإنتم كمآن تحسنت أوضآعكم ... إنت ملكتك بهآلعيد بعد رمضآن إن شآلله وزوآجك إنت وسآلي بيوم وآحد بـ عيد الأضحى بعد إن شآلله .. وأصآله مستقرّه بشغلهآ وفدوى بنتهآ مستقرّه معهآ والمؤسسه صآغ سليـــم , فلترتهآ من أي شآئبـه .... زين حآلكم يآمآلك لآتكون أنآني , أنآ عنـدي أمّ .. مريضـه وقآعده بروحهآ وبـ هي بنفسهآ طلبتني أرجع لكم وأوقف معكم وأسآندكم مآ أخليكم فمآيصير , مآيصير بعد مآوقفت معكم أخليّهآ هي بروحهآ .. هيّ أمـيّ , إفهمنـي
....: بـس .... بـ ... إنّآ بعد هنآ نحتآجك , أنآ .... أنآ مغصوب على هآلزوآج وحآس إني بفشل فيه وفشل أكبر من فشلي الأول وأصآلـه ... أصآله بعد متعلقـه فيك أصلاً هي تغيرت تمآماً بعد مآدخلت إنت حيآتنآ أول كآنت دآيم معزولـه وحتى سآلي إنكسر خشمهآ وأبوي إللي كآن متبري منك الحين ضآمك ويبيك ولو إنه مآيظهر هآلشيّ بس إنت تدري إنه مو رآفضك ......... سند جيب أمّك تعيش هنآ
إتسعت عيونه بدهشـه إستنكآريّه تدآركهآ مآلك من فوره موضح بلعثمه متوتره: ءآآآ , أقصد ببيت منفصل بس تعيشوآ هنآ بـ السعوديّه وإنت تكمل حيآتك هنآ .. شغل بـ المؤسسه وممكن زوآج بعــد
قآل الأخيره بـ حسن نيّه وبرآءه إلآ أنه وبلحظة ضآقت عيونه أقصآهم إستنكآراً للحظآت غير مصدق أردفهآ بـ إلتفآتة رأسه لمآ ورآءه ومآسرع مآتوسعت عيونه بصدمه من تدآرك فآحشة ظنه ومجونـه سآئل بـ بهوت شآحب مرتآع: تهـــرب من سهيــــل !!!
انعفس وجه سند من فوره متقاربه حآجبيه إستنكآراً لمآلك وقوله إللي على الرغم من فحشـه إلآ أنه كآن في منتهى البلآهه والسذآجه والغبآء !
....: سند إنت صدق تحب سهيـل !
سند: مخبول إنت !!
....: بلى تحبّـه , تحبّـه حبّ شآذ وتدري إنه مستحيل عشآن كذآ تبي تهج من البلد .. مآتتحمل تشوفه بيتزوج سآلي خلآص مآتتحمـ ..........
....: جــــــــــــــــبّ ولآ كلمــــــــــــه
قآلهآ سند صآرخ منفعل بغضب مستشيط – جـب ولآ كلمه - !
مآلك فعلاً أبلـه بلآهه غير مقبولـه , مآدرى إنه بغبآء ظنه وسطحيته أنه يلقي عليه أشنع الإتهآمآت بـ إنحرآفه الجنسي ومجونه الشآذ تجآه خطيب أخته !
من أوّل وهو على بآله أن مآلك يهزأ به ويسخـر ... – طقطقـه – عآبره بتآخذ وقتهآ وتروح أمآ هآللي يسمعه الحين ! ضرب من الجنون غير مقبول !
وقف نآفخ فحيح غضبه المشتعل قبل أن يتطآول عليه موليّه الظهر ليمنعه مآلك وبشدّه من أطبق قبضة يمنآه القويّه على المرفق الأيسر له مرغمه أن يلتفت إليه سآئله بصوت مغتآظ يظهر معه صرير أسنآنه بقهر يرمقه بـ إستحقآر: تحــب سهيـــل إعتــرف
أطبق فمه بآلقوّة مغتآظ من ضيق عقل أخوه ومحدوديّة تفكيره ..
بآلمرّه الأولى اللي قرر فيهآ يفكّر بـ فطنـه وذكآء , شطـح بـ خيآلآته المريضـه إللي أوصلته أخيراً للشـذوذ ... مآلك فعلاً ذآ ذكآء خآرق , عميق التحليل عبقريّ الإستنتآج !
زفر إستسلآماً أردفه بـ خفوت: أحبّ أخت سهيـل مو سهيـل
إتسعت عيون مآلك بدهشـه لوهلـة أنهآهآ بـ انفغآر فمه مصرحاً بعدم تصديقه ليقآطعه سند بسرعة قبل ان يلفظ مالك اولا: أخت سهيل إللي تشبـه سهيـل بآلسآنتـي وبـ المللي بعــد .. نفس الطول والجسم والوجه والملآمح والعيون ونظرة العيـون بعـد ... نسخـه طبق الأصـل لكنّهآ بنـــت وقبل تتفلســف وتسوّي فيهآ يعننك لمّآح وذكي , وين شفتهآ وعرفتهآ ... هي من أمّ مصريه وكآنت عآيشه بـ مصر .. أبوهآ معآذ ومآيحتآج أقول إن تدريبي الوظيفي كآن بـ مكآتب معآذ المآلكي للمحاماه اللي في مصـر غير إنّآ التقيآ كذآ مرّه بشكل عآبر يعني بس أنآ منجذب لهآ مو أكثر
ضمّ مآلك شفتيه ممطوطه دون أن يصدر صوت الـ - أووو – حآك بـ أطرآف أصآبعه اليسرى مؤخرة رأسه ينظر لظهر سند إللي ولّى عنه مكتف السآعدين ينظر امامه مآعلـى وشهـق ظهوراً من بنآء آل مآلكي .. للحظآت اردف من بعدهآ: طيب علمّهآ إنك منجذب لهآ , يآخ وقسم إنك علّه , دُبّ مآتفهم شيّ , وضعك ميؤوس منّه إنت مآشفت شكلك شلون تنآظر سهيـل !! ذآبحك الحبّ ومنتب دآري ... إسمع إنت أنآ أعرف شلون أطبّق البنآت , هه خبره يآحبيبي مآخليت بنت بآلديره إللي وعلقتهآ .. إسمع كلآمي بس وشف شلو .............
قآطعه سند بوجه مشمئز: اسكت اسكت .. بآلله اسكت وارحمنآ مــن أفـ ...............
قآطعه هآلمرّه مآلك بـ إندفآع: إنت إللي تسكت هآلمرّه .. عآد جيتني بملعبـي
اطبق سند بكلا يديه على كتفي مآلك جآذباً لإنتبآهه إللي تملكّه ثم أردف بعدمآ إستشعر ثبآت مآلك وهدوء حمآسته وإندفآعه: البنــت متزوجـه
إتسعت عيون مآلك بصدمة صرّح عنهآ لفظياً: أوفّ !!!!
سند: ولو إنهآ مو مرتبطـه بـ أحدّ , صدقني أنآ آخر وآحد بهآلعآلم ممكن تفكر هي فيه وإن حصل وفكرت فـ إحتمآل تمآم هآلشيّ صعب إذآ مآكآن مستحيــل ....
مآلك: يآخي وش ذآ التعقيـد , فيه أمّل .. إسمع أنآ مآعندي مستحيل في شيّ , إذآ مخطوبه تحـلّ هآلخطبـه وإذآ متزوجـه تطلـق , عآدي بس أهم شيّ تكون هي بعد تبيـك .... هي تبيـك ؟!
نفث سند بـ ضجـر منزل يديه عن كتفي مآلك معتصر خشمه لمرتين على التوآلي قبل أن يعقب: مآهيب شآيفتني أسآساً .. كنت قدآمهآ قبل لآترتبط وعرضت عليهآ الإرتبآط ورفضت ...... هذي بنت معآذ المآلكي يآمآلـك تدري منو هآلرجّآل ؟! هو المحآمي إللي إلتجأ له عآمر من سنوآت تعدت الثلآثتين .. هآلرجّآل هو نفسّه إللي رفع الدعوه ضدّ أميّ .. هو نفسه الرجّآل اللي قذفهآ بشرفهآ وهو إللي قآل إني إبن غير شرعي من علآقه محرمّه وكلّه لأجل إنكآر النسب وإثبآت التبرئه .. تبرئـة عآمر من نسبتي لـه .... أمي مآهيب مرأة سوء يآمآلك , ولآ أنآ إبن حرآم .... ابوك عآمر التجأ لـ معآذ ومعآذ كآنت هذي شورتـه , تتوقع الحين وبعد كل هآلسنوآت يسلم بنتّـه لـ إبن حـرآم مآله أصل ؟! ههههه إهتمّ إنت بنفسـك وخلي خططك العبقريّه هذي تنفعـك في الورطه إللي تورطتهآ
إبتلع مآلك ريقه الجآف مخرج هوآء رئتيه وبهدوء من فمـه ينظر الأرض بـ حِدّة من هول مآسمعـه , سند فعلاً غآرق في دوآمة من الهموم والألآم النفسيّه دون أن ينهـآر .. أن ينهـزم .. أو حتى أن يشكـو ...
بلل بلسآنه شفتيه ثم أطبقهم مومئ الرأس إيجآباً بتفهم اردفها بغمضة عين هآدئه مستسلمـه إذ أن مابيده حيلـه أن يثنيه عن قرآره الحتمـي ..
القرآر الأسلم لـ سند فعلاً أن يغآدر وإلآ فإن بقآءه مآهو إلآ سبب إضآفي للمزآيده عليه بتمزق روحـه ومضآعفـة أوجآعـه ..
....: سآفر يآسنــد وآلله وكيلـك بس أمآآآنــــه ..... لآتقطـــع الوصــــل