/
/
توقيت متزآمن , مآبين المغرب والعِشآء ..
مررت أصبعهآ على مفرش السرير الأبيض متحسسه نعومته بهدوء بآلغ دون أن تجلس عليه ..
إكتفت فقط بـ النظر المطوّل له وتحسسه .. كبآقي الكيآنآت المترآصه برتآبه في محيط الغرفـه ..
تحركت بهدوء تجآه طآولة المكتب صغير الحجم والمترآص فوقه عدد من المجلدآت الضخمـه واللي إكتشفت أصل محتوآهآ من فتحت غلآف أول مجلدّ ممرره عيونهآ على حروف العنوآن وإللي مآكآن الآ معجم أصلّ اللغه العربيّه ...
أقفلته دون إهتمآم مكتفة السآعدين أسفل ظهرهآ مسند لحآفة المكتب تنظر السرير قبآلهآ بتفكير مشوّش ...
شخصيته مميزّه , خليط متعدد .. ممزوج
كآن هو النتآج , الجيّد بنظرهآ ..
مميز الملمـح الآسيوي , سآحر الإبتسآمه , ضليع اللغـة العربيّه , يمتهن التدقيق اللغوي للنصوص الأدبيّه قبل نشرهآ في جريده محليّه ذآت إسم معروف .. إحترف مآكآن يعدّه أولاً مجرد هوآيه .. التصوير الفوتوغرآفي , ليصير كـ وظيفه ثآنيه له عند الطلـب .. مؤهـل لأن يكون فنّآن غنآئي بمآ وهبه الله من حنجره شجيّة الأوتآر , عذب الصوت ...
هو تمآماً ودون إغفآل لأية صفّه إتصف بهآ كآن رجـل احلآمهآ وهو الوحيد إللي فتن عقلهآ وأغوى قلبهآ ... تملكهآ فكراً وعآطفـه ...
إهتز جفنيها لتسقط دمعتين بارده اول ماستقرت عيونها على دولابه المقابل للسرير وبقدم مسحوره خطت خطواتها المتثاقله صوبه الى ان فتحت ضلفه النصفي ذا الرفوف الافقيه المقسمه لأدراج ابتداءاً من المنتصف لتلقى نفسهآ ودون وعي منهآ قآبضه بكلتآ يديهآ على مقبضي أول درج سآحبته خروجاً ثآبته عيونهآ مآبدآخله وإللي قد شآفته في وقت سآبق .. مآضـي
العلب الكثيره صغيرة الحجم أغلبهآ الخآصـه بـ زينة المعصمين لأثوآبـه !
أغمضت عيونهآ إستسلآماً لوقع الذكرى الحميميّـه لأول قبلّـه عآطفيّه جمعتهم ...
موجـه بآرده أحست بهآ من الداخل , وكأن صدرهآ فوهه وقلبهآ فجـوه يخرج منهآ الهوآء ..
في وقت مآضي كآنت موجآتهآ الهوآئيه حآره , مشتعلّـه .. تخنقهآ الإثآره والنشـوه ..
وبوقتهآ مآتحسّ إلا البرود , كل مشآعرهآ جآمده , تقولبت أحآسيهآ بقآلب من ثلـج .. فتحت عيونهآ ليظهر بوجههآ ملآمح التألم إثر الإختنآق ..
بسطت يمنآهآ فوق صدرهآ للحظآت تنظر الدرج المفتوح دآخل دولآبه دون أيّ إنفعآل إلآ آثآر إنكمآش ملآمحهآ بـ الإختنآق والتوجّع ..
بيسرآهآ ضغطت على الدرج ليتحرك بهدوء وتبآطئ مودعه بنظرآتهآ ذكرآهآ الأشد حميميّه دآخل الدرج الموشك على الإنغلآق وتمآماً بعد أن أغلقت ضلف البآب اسندت ظهرهآ عليه تنظر السقف من فوقهآ دون مغزى ... للحظآت طآلت إلى أن قطعهآ بهمسـه الخآفت: وردهـــ ........
نآظرته من فورهآ بطرف عينهآ اليمنى وأسرعت بالنظر للسقف من جديد ... مآخفي عنهآ الحزن السآكن بين قسمآته المقطبّه وهي أضعف من أن تتحملهآ ..
زفرت بهدوء قبل أن تلفظ مستشعره إقترآبه البطيئ منهآ ثم أردفت بنبرة جآفه قآتله: لآتقــرب ........
ثبتت قدمه اليمنى بـ الهوآء قبل أن تستقر بـ الأرض متقدم خطوه واحده من لفظت هي كلمتهآ الآمره بجفآء ليبتلع على إثرهآ ريقه خآفض البصر المتوجع بوجه حزين نآدم عآزم على التوسل وطلب الغفرآن .. العزم اللي صآبته رصآصة الرفض قبل حتى التشبث بـ الإقدآم عليه من إستطردت هي وبذآت الجفآء الموجع: زين تخلـي بينآ مسآفـــآت
ثبتت نظرآته الحزينه على كآملهآ الأيمن وهي تكمل بقوّه ثبآت غير عآبئه: يعني عذري معي وإنت مآتلومني .... مآحد يحب الوصخ ييجي عنده أو عليـه
تجعّدت تقآسيمه إستنكآراً وبِشدّه هآمس: وصـــخ !!!
إرتفع حآجبهآ الأيسر زآفره نفس قويّ مسموع بـ إنفعآل ضآئق نآفذ الصبر متعجّل مكتفة السآعدين موليته الظهر تنظر الستآره بيضآء اللون الخفيفه الموآريه لنآفذه زجآجيّه من خلفهآ: مر يومين ومآعطيتني جوآب السؤآل جيت بنفسي أسمعـه ويآليت تختصر وقت , يعني ابي الاجابه بـ اقتضاب ....
....: مستحيل اللي تطلبينه مني ياورده .... مستحيل
مآل فمهآ يمنه بنصف إبتسآمة هآزئه ملتفته عليه برفعة حآجب مستكبره: هآلقـدّ صعب عليك ؟ لحظه وشو إللي صعب بآلظبط لأنك قدآم خيآرين .. صعب عليك يـ آدم إنك تنفضـح قدآم كل الخلق ويطلـع وصخك للعآلم والنآس ولآ صعـب عليك إنك تتخلّى عنّـي ؟
آدم: .............
تمت وآقفه للحظآت مُدعيّه الثبآت واللآمبآلآه أيّاً كآن جوآبه المعلوم مسبقاً إلى أن أحسّت بـ ثقل آخذ في الإشتدآد على سآقيهآ الى ان وهنت تماما واخذت في الاتعاش ..
إشتدت أنآمل أصآبعهآ حآفره ذرآعيهآ المربوطين بـ تكتيفة إستكبآر ...
أحسّت بحرقة في عينيهآ إثر إستمرآر فتحهآ مشتدّة النظره المتحديّه له مرسلة اعصابها الحسيه التنبيه بوجوب إغلآقهآ ولو لوهلة والآ أسقطت الدموع دون إنذآر آخر ..
جلست على طرف سريره فآرده سآقيهآ الطويله أمآمهآ لينفرج شقي عبآيتهآ الثآبته فوق كتفيهآ بعدمآ تبدّلت وللمره الأولى من كونهآ عبآءه فوق الرأس فضفآضه !
نآظرت بـ حذآئهآ الريآضي أبيض اللون محلول العقده اليمنى وإبتسآمه قصيره بوجههآ ظهرت وهي خافضة البصر على حذآئهآ مردفه: مُريـح الـ - أديدآس – هذآ .. على وضعي مآ أعرف أعقد ربآطه بس مآ أرتآح إلآ فيه .. بس أجي أطلع أحشر رجولي فيه هم أحشر الربآط دآخل عند كعوبي دون مآ أربطه بس أدري إنك مآتحبه , مآتحب إن بنت عموماً تلبسـه .. تحسّ إن في شيّ طآعن بـ أنوثتهآ أو مآهيب أنثى أصلاً وأنآ عشآن بس أرضيك صرت أنثى لك .. طآل شعـري الولآدي , بدّلت نظآرآتي الطبيّه بعدسآت .. تغيّر إستآيل ملآبسي , وشكلـي ... حتى قنآعآتي غصبت نفسي أغيرهآ
نآظرته وبآقي الإبتسآمه بوجههآ رآفعه له قدمهآ اليمنى إشآرة لحذآئهآ مكمله: لبسته اليـوم ... – وقفت فآتحه شقي عبآيتهآ مستعرضه مآتحت العباءه وإللي مآكآن إلآ بنطلون جينز وآسع أزرق اللون فآتح به من الشقوق والقطوع الشيئ الكآشف عن أجزآء وآسعه من فخذيهآ والركبتين بثنيه من آخر السآق توصل لنصفه ليظهر وكانه بنطلون – برمودآ – أعلآهآ قميص كآروهآت متدآخلة الالوان , سقطت يديهآ متأرجحه على جآنبيهآ بعد لحظآت من تأمله الحزين لهآ متوسّلهآ بنظرآته وتعاسة ملامحه أن تصمت إلآ أنهآ أبت مكمله: تذكر أوّل مرّه تقآبلنآ .. مو بمصـر , مو بـ المعـرض .. أوّل مرّه كآنت هنآ بـ السعوديّه , شفتك قبل حتى ما انت تشوفني , شفتك وأنآ أنزل شنآطي من السيآره تدري وش قلت ؟ قلت آلله يهدي هآلمرآهق المجنون ... تدري ليش ؟! لأنك مريت من يمنآ بسرعه بغت تطيرنآ , السيآره كآنت بورش .... كحليّـه , دعيت لك بآلهدآيه قبل التقي فيك ... هم بعدهآ إلتقينآ ... شفتني بشكل مثل هآلشكل إللي تشوفني فيه الحين , حسبتك وقتهآ السآيق , قلت سآيق واسبور كمان ..
طقّت جبينهآ كنآية عن إسهآبهآ في الحديث أو إغفآلهآ عن قول المهم بـ اللآمُهم مردفه بصوت هآدئ رآئق: أف , كلآم مآله دآعي مدري ليش فكرت فيه مآعلينآ منه آلمهم هـآآ .... وشهـو جوآبـك ؟
قآلتهآ بشيئ من اللآمبالآه وهي تعيد إغلآق – كبآسين عبآءتهآ القصيره على طولهآ الفآرع مظهره آخر سآقهآ معدله حجآبهآ العشوآئي المهمل على رأسهآ تستنطقه وكأنه جوآب على سؤآل لآيستحق مثلاً كسؤآل – نطلـع نتمشّى سوآ - ؟! وشهـو رآيك ؟! إي أو لآ ؟!
....: تكفين يآوردهـ لآتزيدين عذآبآتي , قسم بآلله إني نآدم وتآيب , إغفري لي خطآي وسآمحيني ..... خل نبدآ من جديد يآوردهـ
أرتفعوآ حآجبيهآ إدعآءاً للدهشه مردفه بصوت تضخم من الإعجآب: نبدآ من جديـــد !! وآو ... تبـت يآ آدم ؟ تبت يآشآطر .. أغفر لك وأسآمحك ؟!
أغمض عيونه بآلقوّه مطبق الفمّ المشدود أسفاً على وضعه وهوآن حآله الذليل الكسير بآللحظه إللي إمتدت فيهآ يمنآهآ للوح كتفه الأيسر متحسسه ثوبه بهدوء وكأنهآ تنفض عنه الغبآر متعلقّه عيونهآ على ذيك إللي وقفت عند البآب عآقدة الحآجبين ثم أردفت بذآت الهدوء الرآئق , الهآزئ في حقيقة الأمر وسآخر: لآ يآ بآبآ ... أنآ مو آلله , آلله وحده إللي يغفر مثل هآلأخطآء ويسآمحهآ مو أنآ ولآ إنت ولآ اي وآحد من البشــر
تمسك بمصمهآ الممتد لكتفه بتوسل ذليل رآجي: لآتهدين كلّ شيّ يآورد تكفيـن , يشهد علي إللي خلق فيني الروح إني أحبّك وصعب .. صعب عليّ يآورد إلآ مستحيـل .. مستحيل أخليــك .. وردهـ ............ وردهـ ذآك اليوم على المسبح ببيتكم , تذكرين ؟! طلبت منك السمآح على الشيّ إللي مقدر أعترفلك فيه وش قلتـي ؟!! آلله يخليـــك يآورد .. رجيتـــك
سحبت يدهآ من قبضة كلتآ يديه الوآهنه وقد إستشعرت البروده بـ أطرآفهآ وكذلك الرعشـه السآريـه ... هو خآئف , ومنهـزم .. وقادر بكل تأكيد على ان يؤثر عليها ... هي تحبّـه , وعآطفتهآ تجآهه شديده مندفعـه .. وصآدقـه
إبتلعت ريقهآ وإبتسآمة هآدئه إرتسمت للحظآت قصيره أردفت من بعدهآ: المشكله إني مآ أنسى .. إي يآ آدم مآنيب نآسيــه بس شكلك إنت إللي نسيت , أو متذكر بس فيه تفآصيل مهمه بآلموقف غفلت عنهآ أو تغآفلت مدري الصرآحه مآهيب مشكلتنآ عآدي أوضّح أنآ ..... – ثبتت عيونهآ الوآسعه مريبة النظره القويّه .. الجآمده , مكمله بذآت الجمود المخيف المنذر بـ أنقطآع أيّ أمل منهآ بآلرحمـه والغفرآن – قلت لك مآحد فينآ مآغلط , كل أخطآئك لو إنهآ كُفـر يـ آدم غفرتهآ دآمهآ كآنت وأنآ بّرآ حيآتك .. مآهمني آدم قبل وردهـ إيش ... بس الأكيد إنه يفرق معي آدم بعد وردهـ وهو مع وردهـ إيش ... ومآشآلله هههه مآقصّـرت , وأنآ زوجتك يـ آدم وعلى إسمك إنت وبكل دنس الأرض ونجسهآ ورجسهآ جآمعت زوجـة أخوك يآ آدم ... جآمعتهآ لين طلعت ثمرة هآلجمـع ... لين طلـع علــــي حيّ يرزق ويتنفـس , علــي بن آدم مو علـي بن بسّـآم ..... – قآلتهآ بقوّه مُفصلّه ثآبته النظره لعيونه الدميعه إلى أن أبعدتهآ عنه وبسرعه للوآقفه خلف ظهره هو وأمآمهآ هي متسعة العين بـ فـجع من هول إللي أصآب سمعهآ فآغرة الفمّ بآسطة اليدّ فوق الصدر .... تجآهلتهآ وردهـ وأكملت للوآقف أمآمهآ ممآثلاً لهآ طولاً العين بـ العين وطرف الأنف يكآد يلآمس طرف الأنف , تحرقه أنفآسهآ المشتعله حرقـة وقهــره وغيظ وإنفعآل – مآسألت بـ عرض أخوك وهو من لحمك ودمّك بعت عرضه برخص الترآب لنزوآتك الشآذه المنحرفـه شدرآني وش بتسوي فينـي ؟! ولك وجه تقول إنك بعد تحبنـي ؟! هههه أيّ حُـبّ هـآآ ؟! أيّ حُـبّ !
مسح وجهه بكلآ كفيّه قآصداً في الحقيقه مسح دموعه إللي تسللت تأثراً من محجريه معقب بصوت مخنوق يجآهد في إجترآره أن يُسمـع: بيني وبينك آلله , إسمعينـــي يآورد ....
ثبتت عيونهآ البآسمه بسمـة إحتقآر وإستصغآر وخيبة أمّل بعيونه الكسيره مرقرقة الدموع المتوسلّه للحظآت من سكون الصوت وحديث العيون ..
إنتهى بـ إبتسآمتهآ القصيره الهآدئـه منتزعـه وبمنتهى الرقّه دبلتهآ الذهبيّه من بنصرهآ الأيمن ممسكه يمنآه المقآبله ليسرآهآ جآبره أصآبعه البآرده المرتعشه على التمدد تآركه ربآطهم المآديّ ذهبيّ اللون المشـع وسـط رآحته إللي أطبقت عليها اصآبعه وآحداً تلو الآخر بهدوء ورقّه متنآهيـه دون ان تختفي البسمه الهآدئه من وجههآ وكأنهآ بحآلة عميقه صادقه من التصآلح النفسي مع الذآت والسلآم الدآخلي لآشكوى منهآ عليه أو عتب !
أردفت بهدوء عذب رقيق: آلله وكيلك يـ آدم عسآه يسآمحك أمآ أنآ فـ مقــدر ..... مقدر أسآمحك , على الأقـل حآليًا ...
إرتفعت يدآه رآغبة في إمسآك يديهآ إلآ أنهآ إرتدت عنه سريعاً وهو يلفظ بصوت شحيح حزين بآئس: ورر ........
شحّ صوته قبل أن يكمل لفظ إسمهآ مُجعدّ الملمح البآهت إثر غصّة بمنتصف حلقـه ألجمتـه لتكمل هي بدلاً عنه مآئلة ببصرهآ لمآ خلفه: وفـرّ أيّ شـرح لغيـري ممكن يهمّـه ..... أمآ أنآ فـ لآآ
رفعت طرف طرحتهآ المتدليه فوق صدرهآ برمية لآمبآليه فوق كتفهآ الأيسر تجآوزاً له ووصولاً
للوآقفه أمآمهآ معترضه طريق خروجهآ إلى أن أدرك إختفآئهآ من أمآمه وسريعاً التفت ورآءه بنظرآت متوسلّه إلى أن إستقرت صورة غيرهآ أمآمه كآملاً لـ تشلّــــه الصدمـــــــه !
غيرهآ اللي إرتدت خطوه للخلف فآسحه لهآ طريقاً للمرور دون حتى أن تلتفت لهآ أو تطلبهآ التوقف ... دون حتى أن يرمش لهآ جفن بمرورهآ ... كآنت هي الثآنيه مشلولـه ... وتمآماً
تنظره بصدمـة مذهولـه , موسعّـة العيـن غير مُصدّقه إلى أن سقط أمآمهآ على ركبتيهآ موآرياً وجهه بكفيّه بعدمآ سقطت دموعه دون مقآومة منه لآفظاً بـ توسّل مهين الآ تسرع بـ الحكم عليه وتحآول حتى تفهمّه: مـــــــرآآآم
بسقوطه أرضاً كتله من العجز والإنهزآم , ضربت صدرهآ بقوّة مسموعه هآمسه بصوت خآفت شآحب وكانهآ تلهث لإلتقآط أنفآسهآ رآفضة تصديـق هول مآسمعته من فجيعـه: يـــآوجـــه آللــــــــــه ...................
/
/
إنتفض جسدهآ بقشعرة إرتيآع وآضحه لتسقط عن كتفيهآ المنشفه البيضآء الصغيره والمبلله بفعل شعرهآ تنظرهآ وهي تقترب لهآ مذعورة الملمح مستنجده: صيتــــه
نآظرتهآ صيته بدهشة مبدئيه تلآشت سريعاً وهي تنظرهآ وآقفة أمآمهآ مآتبدلت تنورتهآ الشيفون العنآبيّه وقميصهآ الأسود برغم حبسهآ لنفسهآ بغرفتهآ من بعد مقآبلتهآ الشرعيّه قرآبة الـ سآعتين غير مستجيبّة لتوسلآت أي أحد منهم أن تقآبلهم لمنآقشة مآدآر بينهآ وبين المتقدّم لـ خطبتهآ سآئلتهآ بـ إبتسآمه وآسعه: أخيراً طلعتـي ... هــــآآآآ وش إللي صآر ؟!
هزت رأسهآ بوجه منعفس رآغبة في نفض الذكرى عن ذهنهآ مردفة: خلك منّـي وإلحقي على نآهد أخــتك .. جنّـت ع الأخيـر
جمعت صيته شعرهآ الطويل المبلل أمآم كتفهآ الأيسر بعقدة حآجبين متخوفّه سآئله وسريعاً: شفيهآ نآهـد !
....: المجنونه درت إن بسّآم زوجهآ تحت يبيهآ تردّ معه نزلت له المجلس وهو مع أبوي قآعد وقآمت تصيح .. لآ وبعـد تســب وتشتـم وطآلبـه الطـلآق !!
إشتدت نظرآتهآ حِدّه غير مُصدّقه سآئله بـ خفوت بآهت: ريتآج من جدك إنتي ؟!
ريتآج: سلطآن توّه قآيل لي , أبوي طلعّه من المجلس بعد مآبدت الهآنم نآهد تتلفظ على بسّآم أكيد مآرح يحرج الرجآل أكثر وسلطآن موجود .. أختك إنهبلت إنلحس مخهآ خلآص آمـــنــت أنآ
سحبت صيته جلآل صلآتهآ المعلّق على الشمآعه الطوليّه المنفصله بـ جوآر الدولآب لآبسته بـ إهمآل دون أن تنتبه أنه بـ المقلوب فوق منآمتهآ القطنيّه مبللة الظهر إثر تسآقط القطرآت من شعرهآ .. كآنت لتوهآ وأنهت إستحمآمهآ بعد إنتهآئهآ من صلآة التآرويح وآقفه أمآم مرءاتهآ بآدئه في تسريح شعرهآ لولآ دخول ريتآج عليهآ الغرفه إقتحآماً ..
ريتآج اللي اوقفتها قبل أن تخرج من الغرفه صآئحة بـ صوت خفيض متنبهه ألآ يعلو: بنـــت .. صيته .. وش بتسويـن
صيته: بنزل تحت أشـوف
ريتآج: وشو يعني بتدخلين المجلس عند الرجآل
صيته: مجنونه إنتي ! إمش تعآل معـي .. يلآ
عضت ريتآج شفتهآ السفلى محتدة عقدة الحآجبين بوجه متجهّم لآفظة بـ حنق: أختك ذي بتطبقهآ فوق روسنآ , مستحيل بسّآم يقبل هآلإهآنه أبدّ ذآ وإهو ببيتنآ
رفعت صيته جلآلهآ الطويل عن سآقيهآ ألآ تتعثر به نزولاً عن الدرج ليقآبلوآ أمهم متسآرعة الخطى برفقـة إبنهآ الأصغر محمد صوب مجلس الرجآل لتصيح ريتآج بصوت مخنوق أن يتوفقوآ: هيييييه لحظــه ... وين رآيحين
نطق محمد بصوت مضخّم موسع العينين إندهآشاً: نآهد المجنونــه مآتسمعين صيآحهآ
تجآهلتهم صيته متقدمه هي أولاً إلى أن وصلت لـ بآب المجلس شبه المفتوح حآنية الظهر متصنته للصوت الجآهر صرآخاً بـ إنهيآر تآم مثير للصدمـه والإندهآش ..
....: قلـــت مآ أبيــــه يبـــه , مآبي هآلرجّآل .. مآبي هآلزوآج كلّـــه خــــلآآآآآص عفتـــه مآعآد فينـي أتحملّه أكثــــــر .. أبي الطـــــــلآآآآآق
صآح أبوهآ صآرخاً بصبر نآفذ مقآوماً رغبته القويّه في إسكآتهآ بصفقـة عنيفّه على صدغهآ علّهآ تخــرس كلمآتهآ البذيئـه وإهآنآتهآ المتوآصله للرجّآل الي مآصدر منه عيب الكلمـه ولآ أبدى أيّ إستنكآر وإن كآن تعبيريا للحظـة وآحده , برغم حرج موقفـه وشعوره إثر إذلآله بهآلطريقه المهينه وهو ببيتـه جآءهم مقدماً نيّـة الخير بـ إرجآعهآ رآضياً بهآ بعد كلّ مآ ألمّ بهآ من سـوء صحّه ونفسيّه ومظهـر وخلق وأطبـآع ... كآنت حقيقـة غير صآلحـه للمعآشــره إلآ أنّه مآزآل مصّر عليهآ دون حتى عتــب !
....: تحشمّــــــي يآآنآآهـــــــــــد ولآ قســـم تطآولـت عليك ومآيردنـي شيّ
أمسك بسّآم معصم أبوهآ الأيمن قبل أن تمتد يمنآه صآفعة وجههآ مردفاً بـ إندفآع مذكره بـ آلله أن يهدأ ويستكين: آذكـر آلله يابو سلطان وآستعيذ من شيطآنـــه ... مآصآر شيّ خلآص
نآظره أبو سلطآن بعيون جآحظه مبققه يتطآير منهم الشرر: الآ قول وشهو إللي بآقي مآصآر .. قليلة الحيآ ذي ترفع صوتهآ وتلفـظ على رجلهآ قدآمي وببيتـي هزلــــت منها قليلـة الخآتمــه دنقت روسنا
بسّآم: مآعليه وآلله إني مسآمـح .. قدّر ظروفهآ يآشيـخ علـي
صآحت مستنكره: أي ظروف .. ظروف وشهي ذي ! إسمــع أنا توني وآعيـه وصآحيه مآنيب فآقدة عقل مجنونــه ومآفيه شيّ بيتغير .. ردّه معك يآبسّآم مآنيب رآده وللأبـــــــــد ..
صآح أبوهآ صآرخاً وقد أقدم فعلاً على ضربهآ لولآ إحتضآن بسّآم له من الخلف مآنعه: أيآآآلمغضــوب عليــك يآسويدة الوجـه لعــ ......
صآح بسّآم وبشّده: آذكـــــر آلله يآشيــخ علـــي
قآلهآ بسّآم صرآخاً مقآطعاً له قبل أن يلقـي لعنـه وهو رجل الديـن ! ليحرر أبو سلطآن كلآ ذرآعيه من تكتيفة بسّآم الواهنه اثر عجز يمناه الا ان بسام اعاد منعه وبقوّة أكبر من حاوط بـ ذراعه الايسر عنق ابو سلطان بوضع الخنق لـ تمتد يدي الاخر متطآيره بـ الهوآء عشوآئياً أن تطولهآ .. عبـــث
كآنت جآمـده الملمـح القويّ الصارم .. نظرآتـهآ متحديّـه .. مخيفه .. مثيره للإرتعآب ... غير مبآليـه بمآ تلفظـه ومآتفعلـه وغير مكترثـه بـ جنون ابوها المثار , ولآ بـ ذآك الشقـيّ المبتئــس بسّـآم .. وكأن مآصآبـه من إبتلآء غير كآفـي حتى تكمـل هي عليـه غير عآبئـه بآللي تسببه له من جــرح عميـق بـ كرآمته أولاً بعدمآ أذآقته من الإهآنه ألوآناً .. ولآ بجرح رجولته إللي مآتوانت عن الطعن فيهآ برفضهآ القآسي الرجوع له وتصريحهآ عن عدم إحتمآلهآ إكمآل العلآقه معه بت اي شكل من الاشكال ومهما بلغت محاولاته ... وحتى الجرح بثقتـه العميآء بهآ أن ترضى هي به بعد كلّ مآ أصآب سويتهم من عسـرة وشقـآء ومضرّه لتقرر هي تركـه بـ المنتـصف عآجـز كسيـر .. خآئب الرجآء عديم الأمـل .... مجروح ومنهــــزم
....: طلقنــــي يآبسّـــــآآم ..... طلقنــي مآ أبيـــــك
/
/
/
/
تسآندت على الجدآر إللي إنمسح بذرآعهآ الأيمن وهي تخطو بوهن عآجزه عن الوقوف , عآجزه عن التحرّك ..
جلست أخيراً فوق السرير وعلى طرفه ..
كوعيهآ فوق ركبتيهآ موآرية وجههآ المصفّر الشآحت بكلآ كفيّهآ لدقيقـة وأكثر منصتـه إلى نشيجـه المتحسّـر النآدم ..
شهقت بعمق مآسحه وجههآ المبتل من دموعهآ الصآمته سآئله بهدوء: إللي قآلته وردهـ صدق ؟!
زحف على ركبتيه وصولاً لهآ قآبض على ركبتيهآ بيديه تتوسلهآ نظرآته المعذبّه .. تقطر من عيونه دموع الندم والحسره يعتصر ملآمح وجهه ألم الذنب: لآتفهميني غلـط يآمرآم تكفين
أطبقت فمهآ بآلقوّه رآفعة بصرهآ لمآ فوق برمشآت متتآليه أن تثبت وألآ تنهآر ليكمل هو بذآت الشجن مخنوق النبره الشحيحه البآكيه: وآلله غصب عنّي ... غصب عني يآمرآم
....: وشو إللي غصب عنك يـ آدم !
....: كل إللي صآر ... كل إللي صآر غصب عنّي
....: يعني صدق إللي صآر ... صدق ؟! صدق يـ آدم !
إنحدرت يدآه من ركبتيهآ إلى سآقيهآ محتضنهم بعدمآ إنهآر من وقوفه على ركبتيه جآلساً فوق سآقيه المثنيه تحته مطأطأ الرأس ملصق الجبين بـ حجر العبآءه لـ أخته !
يظهر من هيأته الخنوع والإنهزآم .. كمآ المذنب طآلباً العفو والصفح والغفرآن ..
الهيئه إللي دحضت كل آمآلهآ المتشككه بـ كذب كل إللي سمعته لتتحوّل إلى حقيقه مفجعـه ووآقع مؤلم !
عفويّاً .. رفعت يدهآ فوق فمهآ المنفغـر إثر ذهولهآ رآفضة التصديق بـ إعترآض حركي لآ إرآدة لهآ فيه ليصلهآ صوت نشيجـه المرير خآفضة البصر لأعلى كتفيه من الظهر ..
كتفيه المهتزين بـ إنتفآضآت متوآليه إثر بكآءه وضغطه على النفس بمقآومّه ألآ يرتخي لـ ألآ يصدح بكآه وتتحرر شهقآته المكبوته .. لفظ بصوت متقطـع , نآطقاً للكلمه مفصوله بمقطع من الشهقآت القصيره المنتهيه قبل أن تكتمل: غصصصـ ... غصصـب عنــي .... وآلله غصصب عنــــي .... كنــ ... كنــت ضعيــ .... ضعيــــف ... مآآآ ... مآقدرت ...... أنآ كلــب .... ووآطي ونـذل .... أنآ خآطــي .... نآآآدم .. وآلله نآآآآدم يآمرآآآم نآآآآدم
لطمت كلآ خديهآ اللطم القويّ المشآبه لتصفيق الوجه صآئحه بـ ندب صآرخ: يمّـــه .. يمّــه يمّــــــه لآآآآآآ ..... لآآآآتقولهــآآآآآآ لآآآآآآ
ضمّ سآقيهآ المتلآصقآن لصدّره مشدد من تطويقهم رآغباً في عدم الفكآك وكأن أعصآب ذرآعيّه صآبهآ التشنـج آخذه في الإشتدآد صآئح هو الآخر مطلق العنآن لنوبة إنهيآره الكآمن: وآلله غصـــــــب .. غصب عنـــــي غصــــــــب
إعترآهآ الغيـظ مغلغله وبـ حمـو مقهور أصآبع يمنآهآ بشعره الفآحم الطويل رآفعة رأسه بـ الشدّ القويّ الإجبآري إلى أن إستقرت عيونه المغرغره بعيونهآ المحمّره الممتلئـه كُره وتقزز وإشمئزآز , لآفظه من بين أسنآنهآ مقتًا: وشــو إللي غصــب عنــك يآوآآآطـــي .. يآآزبآلـــــــه يآعديم الرجولـــه وشــو إللي غصــــب ..... – رقت ملآمحهآ من بعد قسوه منكسره نظرآتهآ بعدمآ سآلت دموعهآ وقآربوآ حآجبيهآ على التلآصق متأثره .. التأثر إللي إنتقل تبآعاً لصوتهآ إللي إهتزت أوصآله لتظهر نبرتهآ رقيقه بآكيه , حزينه عآتبه – هذآ أخووك يآ آدم .. بسّـــآم .... بسّــآم أبونـــآ ... أبوي وأبوك يـ آدم كيــف !! كيف طآوعك قلبـــــك قوول إنه كذب آلله يخليــك ... قول يآعُمـري إنه كذب تكفــى
بكلآ كفيّه وآري وجهه المغرّق بدموعه هآز رآسه نفيا ..
ونفي النفـي ..... إثبــآت
إثبآته إللي الجمت بسببه فمهآ بيمنآهآ ضآغطة بيدهآ فوق فمهآ وبمنتهى القوّه موسعّة العين بهيأه تظهر إختنآق إنفآسهآ وعجزهآ عن التنفس إثر كبت يمنآهآ لمخرج الهوآء عن كلاً من فمهآ وفتحتي أنفهآ منصته لـ آهآتـه المتندمّـه ..
جآلساً أمآمهآ بوضع التشهـد .. رآفعاً وجهه لمآ فوق بعيون مغلقه تنهآل منهآ دموع النـدم قآبض بيمنآه أعلى ركبته اليمنى في حين كآنت يسرآه خآنقه بروز التفآحه بـ حلقه والمسمّآه بـ إسمـه ... تفآحة آدم ..
سألته لآئمه بصوت رقيق بآكي: ليش يـ آدم !!!! ليـــــش
إستقرت عيونه المحمرّه منتفخة الجفن بعيونهآ الممآثله تمآماً لعيونه الصغيره الذآبله سآرداً القصّه وبمنتهى العجز والهوآن والأسى ...
....: قبل سنتيـن , حُمّى التيفوئيد إللي صآبتني ... مآنسيتي أكيد إني تميت محموم لشهـر , مآفآرقتني الحُمّى ولآ تشآفيت إلآ من بعد نآهـد .... من بعد مآ أخضعتني لهآ وبـ إرآدتهآ هي , أنآ مآكنت بوعيي , وقسم بآلله عظيـم مآكنت بوعيي بس حآس .... حآس إن فيه أحد يمّي ... حسيت بقربهآ مني , حسيت بـ أنفآسهآ الدآفيه مع إني كنت محموم ومشتعّـل كآنت أنفآسهآ غير يآمرآم .. كآنت بآرده .. مثل النسيم .. حسيت بـ أصآبعهآ عى وجهي ... تحسستني .... حسيت بفمّهآ فوق عيوني , أرغمتني أقفلهم ... وأرغمتني أستسلم وأنآ أسآساً كنت منهزم مآفيني حول ولآ قوّه ...... حسيت بـ أزرآر قميصي تنحلّ .. وحسيّت بـ البروده في صدري .... عرتنـي وبعدهآ غطتنـي , صحيت وهي يمّي ... صحيّت وأوّل نفس أحسّ بريحته من بعد شهر فقدت فيه كل حوآسيّ كآن ريحـة شعرهآ المسدول يمّي ... كآنت مثلي , مآيسترهآ إلآ إللي يسترني .... غطآ هآلسرير ...... مدري وشهو إللي صآر ... مآ أدري بس إنهـرت .. وبكيت , مآقبلت هآلشيّ صدقينـي بس هي مآفكّت عنّي سحرهآ صدقينـي .... صآرت تلآحقنـي بكل مكآن ... هجيّت من البيت وإنتي تدريـن , تدرين شقّة رآمز المآلكي إللي قعدت فيهآ أكثر من صآحبهآ وجتنــي ... جتنـي الشقــه بيوم سآفر فيه بسّـآم – تجعّد ذقنه وإنكمـش .. ظهرت فيه خطوط المقآومه الدقيقه , يقآوم ليتمآسك , يقآوم ألآ ينهآر ... قلبه يتمزق بـ الإعترآف , يوجعـه التعريّ بـ الحقيقـه ... فعلته شنيعـه –
أكمّل بعد تردد وقد إنخفض بصره المنكسر خجلا من النفس وهروباً من الإستنكآر إللي تجمد آثآره بوجههآ وجمدّهآ ..
....: كآنت المرّه الثآنيه بـ إرآدتي ... بكآمل وعيي ومآ أدري ليش ... وآلله مآ أدري ليش ... غلبنـي شيطآنـي ومآلي عـذر بس هي خبيثـــه هي شيطآن .. شيطآن يآمرّآم وآلله , وجههآ بريئ .. صآفي ... نقيّه بس خدّآعـه .... بررت ... بررت كذب , ألصقت وصخهآ ببسّـآم .. قآلت إنه عآجـز , قآلت إنهآ تشمئز من تشوف نصفه عآري , مآتتحمّل شكل جلده الذآيب ... مآتحسّ بدفآ حضنـه لأن ذرآعه عآجز , دآيم كآن فيه شيّ نآقص ... شيّ مآلقته عند بسّآم ولآحسته معه وصآر معـي .. غصباً عنهآ هي بعـد ... خدعتنـي وأنآ كلــب ونـذل وحقيـــر بس ضعيـــف ... وآلله مآصآر هآلشيّ إلآ لأني ضعيـــف , نآهد أقوّى منّي .. شيطآنهآ وشيطآني إتفقوآ علـيّ وكل شيّ كآن ضــدّي ..... حآولت أحطّ حـدّ وفعلاً قررت تخيلي وشهو اللي صــآر ؟! كل شي كان ضدي وكأنه عقآب .... علمتنـي إنهآ حآمـــل ... حآمــل منّـي
شهقــت مرآم بقــوّه ويدهآ على فمهآ محملقـة العينين بآزغة البصـر .. مذهولــه .... صقهآ هول مآسمعــــت
وقفت بتبآطئ وبتبآطئ أخذت يمنآهآ بـ الإنحدآر من فوق فمهآ إلى أن سقطت متأرجحه بـ الهوآء تنظره وقد سجد دآق الأرض بقبضة يمينـه يبكي وينتحب: مآآقـــدرت .... مآآقدرت وآلله غصب عنّــي يآآآرب سآآمحنـــــــــــي غصب عنـــــي
....: وشو إللي غصــب عنــــك !!! لك وجــه تطلب السمآح !!! يآكلـــــــــــــــــب .. يآآوآآآآآطـــــــــــــي قــوووووم قــوووم وعلمنـــــي وشـــو إللي مآقــــدرت
قآلتهآ بصرآخ مُدويّ حآنية نصفهآ العلوي تسحبه من سجوده بعنف وشدّه وهو رآفض وبقوّه متمسك بـ فرو السجآده من أسفله والمتخلل مآبين أصآبعه إلى أن وهنت قوآهآ هي طآئحه على ركبتيهآ دآقه بـ كلآ قبضتيهآ ظهـره وبمنتهى القوّه مفرغـه عليه جآم غضبهآ وسخطهــآ تشهـق بـ البكآء وتصيح: يآحقيـــــــــــر ... يآآنـــــــــــذل ..... بسّــــآآآآم , بسّـــــآآآم أخــووووك شلـــوووون شلــوون طآوعك قلبـــك تطعنه في ظهـــره إنت إيـــــش .. إيش يآآخــــي مآعندك قلب .. مآعندك ضميــــــر ... تبتسم في وجهه .. تحط عينك في عينــــه ومن ورآه تستبيــح مرتــــه ... يآفآآجــــــــــر .... يآزآآآآنـــــــــــــــي ... يآآظآآآلـــــم ... يآظآآآآلم حسبي آلله عليـــك ..... يآكلآآآآآآب يآ أنجــــآآآآآس بسّـــــآآآم أطهـــر منّــك ومن الوآطيــــــه الثآنيـــــه يآظآآآلميـــــــــن .. يآظآلميـــن مآيعيبـــه عجـــــزه , مآيعيبــــــــه شـــــيّ .. زيــــن الرجـــــآل وأشرفهــــــــــم يآكـــــلآآآآآب ...... آآآآآآآهــــ يآآربـــــــــــــــي آآآآآآهـــ
تأوهـــت بحســره موجعــــه لآطمه خديهآ جزعــه سآحبه على عنقهآ وكآملاً بـ أظآفرهآ المغروزه بجلدهآ منتحبــه ... توآلت حركة إنهيآرآهآ بوقوفهآ على ركبتيهآ ثم الجلوس ... الوقوف ثم الجلوس ... في وصلــه طويلـــه من الشتــم والسبـــآب , ضربــه من الظهــر وأحيآناً العــضّ ... شدّ شعرهآ أحيآناً .. ولطم وجههآ غآلبـاً !
إلى أن تحآملت على نفسهآ وقوفاً إذ أنه رآفضاً مواجهتهآ دآفن رأسه بـ الأرض ينتفض جسده بـ البكآء لآفظـه هي بصوت شحيـح جرحـه الصرآخ وأهلكـه: إتفــــــــو عليـــك يآوآآطـــــــــي .. يآخســـآرة تربيتنـــــــآ فيـــك يآخآآيــــــــن إتفـــــــــووو .. ليتنــي مــــت , ليتنـــي مت مثل أمّي وأبوي قبل لآ أعرف هآللي عرفتـــــــــــه ... تحــــــرم علي أخوتـــــك , قلبـــــي غآضبــــن عليــــــــك لين أمــــوت .. وآلله مآ أبيحــــــك من سوآآتك يآ آدم بـ أخوك ليــــــــن أمـــــــــــوت .. تحــرم على عيآلي تكــون خآلــــن لهـــــــم ... تحرم على بيتـــــــي تدخلـــــــه وإسمـــــي تلفظـــــــــه تحـــــــرم علــــــي ليــــــوم الديــــــــــن .... حسبـــــي آلله ونعـــــم الوكيــــــل فيــــــك يآظآلــــــــــم ... حسبــــي آلله ونعـم الوكيــل فيــك يآظآلـــم ....... حسبـــي آلله ونعــم الوكيـــــل فيـــــك يـــ آآآآدمّ !
/
/
أقفل بآب منزله من بعد دخوله وقد شقت إبتسآمة وآسعه محيّآه إثر مدآعبة انثويّه رقيقه من الطرف الآخر على جوّآله المرفوع لأذنه بعد طول إنتظآر وعمق شوق أضنآه رآداً عليهآ بصوت خفيض متحفظ: صدق يعني خلآص إقتنعتي بآلموعد ومآبه تأجيل
....: تدري إني تغيّرت يآسهل مو كلّ شويّ تقط كلآم
نزع غترته والعقآل هآمساً بصوت متحفظ ألآ يعلى: طيب يآقلب سهـل , أبقفّل الحين أمرّ أمي بمجلسهآ وإذآ رقيت غرفتي كلمتّك عآد أبوك عآمر سلخني اليوم بعد الترآويح
وقف على مقربة من الممر المؤدي بنهآيته لمجلس العآئله الخآص مستمع لحديثهآ المتسبب في إتسآع مدى إبتسآمته أكثر معقباً من بعده: اليوم كلّه كآن أكشن وصدمآت , سنـد مآجآ الشغـل وتفآجئت إن أبوك اهو إللي نزل .. توترت لأن سند مآعطآني علم قبل ومن شوي بعد الصلآه وتوّ مآطلعنآ من المسجد قآل أبوك زوآجك من سآلي يآسهـل ثآلث أيآم عيد الأضحى إن شآلله مع مآلــك ...... صدمـه , مآعرفت بـ إيش أردّ المهم إنه مآقبل حتى أي إعترآض لو انه زوآج وردهـ أختي بس الأكيد إنهآ إبتزوج قبلنآ يعني إن شآلله والطريق قدآمنآ مفتوح / أمّآ عآد مآتدرين عن زوآج مآلك ؟! بـ آلله يعني اليوم كآنوآ عند الجمآعه ؟! / إي يمكن إتفقوآ عآد أنآ أوّل وآحد يدري هههه / لآ يآشيخـه وآلله إنه مسكين هآلمآلك كآسر خآطري ليش غآصبينه توّه صغير بآلسن ومآيبي يعيد هآلتجربّه على الأقل الحين عطوه وقته يآسآتر منّك إنتي دخلتي عرض كلّه بسبتك وبشرتيّه بـ إسم زوجة المستقبّل المسكينــ .............
بهت صوته إلى أن تلآشى دون أن يكمّل من إصطدم به أخوّه الأكبر خآرجاً من المجلس رآكضاً وورآءه أخوه الأصغـر بوجـه شآحب اللون مرتآع متحجرّه دموعه بمحجريّه ليلفظ سريعاً لـ سآلي: بعدين أكلمك ....
قآلهآ مقفلاً الإتصآل دون أن يسمع جوآبهآ سآئلاً اصغر إخوآنه بوجه سكنـه الدهشـه: شبيــب ولــد ... شفيــه فآهد رآكـض !
تكرمش وجه شبيب متأثراً بثقل الخبر إللي على وشك أن يلفظه ينظر طيف فآهد إللي غآدرهم من قرب الثآنيه: وردهـ بغرفتهآ منهآره .... آدم بيطلقهــآ
قآلهآ وأسرع بـ المغآدره تآركاً سهيل وسط صدمتـه إللي إستغرق لحظآت ثقيله بطيئه إلى أن أدركهآ متوسعّه عيونه أقصآهم رآفعاً ثوبه الضيق عن سآقيه بخطى وآسعه صعوداً للدرج إللي أنهآه دون أن يشعـر به وصولاً لغرفتهآ المفتوح بآبهآ وآقفاً بمكآنه وقد تجمدت حركته وإنفعآل وجهه إلآ نظرآته المحتده المشتده المتنقلّه بين زوآيآ الغرفـه شآهداً على خرابها إبتدآءاً من قصريآت الزروع الطبيعيّه المكسّر فخّآرهآ والمتنآثر منهآ طينهـآ الرطـب .. إلى أدوآتهآ الشخصيّه التجميله المتنآثره عن تسريحتهآ وأخيراً إلى قطعـه بيضآء اللون مشقوقـه لـ نصفين منفصليـن ..
القطعه إللي مآكآنت حقيقة إلآ فستآن زفآفهآ وقد إنحلّ جزءه الأعلى عن الأسفل متناثره منه حبآت اللؤلؤ المطرزه ...
مرّت أنظاره تبآعا للمقص الحديدي المفتوح بآلقرب من قطعة بيضآء أخرى مآكآنت إلآ طرحتهآ التُـلّ الشفآفه مطرزّة الأطرآف وقد تمزقّ تُلّهـآ الرقيق إلى أن تشوهّت كلياً ومآعآدت صآلحه حتى لإحتمآليّة جبرهآ مستقرّه أنظآره المذهوله أخيراً علي جسد منهآر أيقن أنهآ هي جآلسة بـ الأرض قرب سريرهآ محتضنه أخوه إللي يتبعه بـ التريب على التوآلي , حضـنأ كآن أعنف ممآ يمكن وصفه شعوراً .. متعلقّـة فيه متشبثـه به , فآئضـه بمكنون قلبهآ الآخذ في التمزق معلنـة عن خذلآنهآ بصوت شجيّ متقطّع أطبق عليه اليأس في بكآءهآ وإستهتآرهآ في إظهآر ألمهآ وحزنهآ دون حيـآء أو أيّة نزعـه من الكبريآء إللي طآل وقتهآ وهي تستحث نفسهآ أن تدعيّه دون إنهزآم إلآ أنهآ أخفقـت ودون أيّة مقآومة تذكر حآضنة أخوهآ حضن الإحتيآج غآرقة معه في بحـر أسآهـآ وأوجآعهآ متشكيّه: وششششو ينقصنـــي يآآآجآآآآســـر ....آآآآآآهـــــ ليــــ .. ليـــش
شدد من إحتضآنه لهآ وهو ينآضـل كيلآ يهزمّه التأثر إللي بدأ يطبق على حنجرته ويخضّل عيونه لآفظاً بصوت مخنوق: يآعمـري إنتي يآقلب أخوك جآســر وروحــه وآلله إنك أميـره وألف من يتمنآك ... لآتلومين نفسك وقسم بآلله مآينقصـك شيّ ... تكفيــن وقفـي بكــآء .....
قآلهآ بتوسّل مرير رآفعاً رأسه لـ شبيب إللي إمتلت عيونه بـ الدموع وفآضت إلى أن إنسكبت خآضعاً تمآماً لشدّة التأثر على حآل أخته المعّذبّه روحهآ تشكي ألآمهآ بمنتهى العجـز والهوآن إلى أن إنتفض جسده الضئيل بعدمآ صآح فيه جآسر مستجدي: وين أمــــك يآشبيــــب نآدهــــــآآآ البنــــت مخلصّــــه مو عآرف وش أســــوي
وهنآ تحسس فآهد الأكبر ظهر ورده مطبق قبضته اليمنى على ذرآعهآ الأيسر رآغباً في سحبهآ عن إلتصآقهآ القويّ بـ جآسر إلآ أنهآ كآنت كمآ الجثّه المتجمّده بعد أن أخذت وضعهآ غير القآبل للتبدّل متشبثه بـ جآسر دون أمّل منهآ بـ الفكآك إلى أن صآح فآهد هو الآخر بصبر نآفذ غآضب: إنـــزل يآشبيـــب شف وينهـــي أمّـــــك
إبتلع سهيل ريقـه مبعد عيونه المصدومه عن فستآنهآ الأبيض الممزق لأشلآء متنآثره مرتمياً على ركبتيّه إللي أحدثوآ دقّة قويّه إثر إرتطآمهم بـ الأرض من تحته شآحب الملمح غير مُصدّق سآئلاً فآهد بفتور مأخوذ بـ الصدمه: وشهـو إللي صـــآآر !
أطبق فآهد شفتيّه بقوّة مغتآظ نآفخاً أنفآسّه الحآره من منخريّه أمراً سهيـل وبِـحدّه: قــمّ شف لــي هآللي إسمـــه آدم وينــــه فيـــــه ...... والحيــــــــــــن .................
/
/
/
/
تقدمت نحو ثلآثة الوآقفين بـ تأنيهآ المعهود إحترآماً إلى أن وقفت أمآم أكبرهم بلآ حيلة مطبقة الفمّ بـ أسف شديد هآزّه رأسهآ نفياً متعذرة عن إمكآنية تلبية مآطلبوآ على الأقل بـ الوقت الحآلي مردفه بـ شآميّه متأثره بـ الخليجيّه: على حآلهآ وآلله يآ أبو فيصل ومآتبي تشوف أحدّ
إحتدت أنظآر طلآل المعني بـ - أبو فيصل – نآظراً لمآ ورآءهآ صوب البآب المغلق ملتوي الفمّ بـ إمتعآض ليتدخل إللي على يسآره بهدوء طآلب: معليش يآخآله عآئشـه بس عطيهآ العلم إنّآ بندخل لهآ خلّ تتعدّل لو نآيمه أو شيّ
نآظرته – عآئشه – مربيتهآ فلسطينيّة الجنسيّه نظرة متوتره حملت من القلق الكثير على مشآرف النطق بـ - بلآهآ أحسن – إلآ أنهآ إبتلعتهآ مومئة الرأس إيجآباً موليتهم الظهر توجهاً لغرفة النوم الورديّه الممآثله وتمآما للصآله الخآرجيّه بـ الجنآح إللي إنتظر فيهآ ثلآث إخوآنهآ الذكورولأول مرّه تشهـد إجتمآعاً ..
طلآل , أحمـد ... ورآمـز
لثوآني سريعه انتهت بـ إقبآلهآ وللمرّه الثآنيه صوبهم بخطى متسآرعه مومئه إيجآباً لهم أن يدخلـوآ خآرجه هي ووآحده من العآملآت الآسيويآت خآرج الجنآح تآركتهم وآقفين للحظآت قصيرّه متبآدلين النظرآت ذآت المغزى الموحد بذآت الملآمح الموحده الآسفه على الأغلب إلى أن تقدمهم طلآل بخطآه المتأنيّه طارقاً بآبهآ إثنآن هآدئّه إلآ أنهآ قويّه منبهه ليصلهم صوتهآ الوآهن المهزوز والمخنوق بنبره وآضحه يتجلّى فيهآ البكآء: أيــوآآ .. إدخلـــوآآ
تبآدل أحمد ورآمز النظرآت المحبطّه فيمآ بينهم بـ فمّ مطبق مشدود من الأسى والأسف إلى أن فتح طلآل البآب بعدمآ أرغم وجهه متجمّد الملمح على التبسم جبراً صآئح بنبرة جآهره تظهر فيهآ المشآكسه كنوع من المدآعبه قليلا مآتظهر: حلوتنآ الصغيره إللي معتكفـه ... خير إن شآلله , عسى مآشـرّ
تعدآ أحمد خطوآت طلآل البطيئه ظآهراً من ورآء ظهره بذآت اٌبتسآمه طلآل المفتعله مقتربا من سريرهآ إللي تكومت فوقه جلوساً ضآمه سآقيهآ النحيلين لصدرهآ معقب: نآسكـه يعني بشهر رمضآن ولآ وشـو ! شقصتك إنت وشدخل الأكل تضربين عنه شوفي شلون قبّـت عظآم وجهـك – تلآشت إبتسآمته إلى أن ظهرت غيرهآ حزينه وقد تبدلت نبرة صوته إلى الهدوء أقرب للعتب مثلمآ تبدلت إبتسآمته مستطرد – وش إللي مزعلـك يآنسمـه !
نآظرته للحظآت صآمته أعقبتهآ بـ خفض بصرهآ للخط الفآصل بين إلتصآق فخذيهآ مطبقة الفمّ وبقوّه في مقآومه شديدّه ألآ تنهآر إلآ أنهآ وبمنتهى الهوآن والوهن إنهآرت وتمآما بآكيـه تشهـق بـ حدّه وتنتفـض , تلفظ كلمآتهآ بلعثمه بآكيّه كمآ الطفل الصغير المتشكّي: يعــ ... يعنــي مآآآ .. مآتدرري ... مآتدري يآ أحمــد !!! مآتدرون كلكـــم !!! كلكــم تدرون لآتجون عندي وتمثلـون يعننكم مآتدرون .. لآتتبسمـون وتسألون شفيني وإنتم تدرون شفينـــــي يآ أحمــــد كلكــم تدرون حــرآم عليكــــم حرآآآم آآآهــ يآآربي آآآآآآ......
مآ أكملت التأويهه الأخيره إللي صدرت منهآ بحرقه وحسره على النفس متوجعّه مرجعه رأسهآ للخلف رآفعه ذقنهآ بعيون معتصرّه ووجه منكمـشه ملآمحه مجعدّه إثر تعآبير الألم وعدم تحملّـه ليلحقهآ رآمز سريعاً بجلوسه مجآورا لهآ محآوط كتفيهآ بذرآعه الأيمن إللي إلتفّ حولهآ ممسكا لهآ بيسرآه العملآقه مقآرنتاً بيسرآهآ الصغيره الرقيقه ضآمهآ لصدره متحسس بـ بنآن إبهآمه الأيسر ظآهر يسرآهآ برقّة بآلغه طآبع قبلته العميقه فوق رأسهآ هآمس بـ حنوّ رقيق: بسس يآعُمـــري .. لآتبكيــــن وأنآ أخــوك
تعلقّت بشقي قميص رآمز المفتوح دآفسه وجههآ بصدره كمّآ الطفّل المتشبث الرآغب في عدم الفكآك تنشج بمرآره أقرب للندب البآكي المتقطّع: مآآآآآ أقـــدر .... مآ اقدرأجيب عيــآآل يآآرآآآمـــــز ... مآآآ أقـــدر أكوون أمّ .... أبـــدآآآآ
شددّ رآمز من إحتضآنه لهآ في حين أطرق أحمد رأسه للأرض بـ وجه متألم ينظر قدميه بآللحظه إللي رفع فيهآ طلآل عيونه للسقف مستفغــر .... ذآت اللحظــه إللي دخل فيهآ رآبع الذكــور لآفظا إسمهآ بقــوّه وكأنه يستنطق وجودهآ بـ الغرفه من عدمـه ...: نسمـــــــه
قآلهآ وسكن ثآبت الحركه والملمح ينظرهم وهو على أعتآب غرفتهآ يرمقهم وجميعاً بنظرة حآدّه جآفـه عآقد الحآجبين ...... إستغرآباً
الإستغرآب إللي مآثله به جميعهم متمثلاً بـ النظره والملمح وإختلفوآ معه بـ المغزى ليقآربوآ همّ بـ إستغرآبهم الذهول والدهشـه !
الدهشه إللي صرّح عنهآ طلآل بعيون مذهوله متسعّه حآدة النظره غير مُصدقّه لآفظ: رآئــــــف !!!!
رآئف إللي إستوعب الموقف ببلعة ريق أخفى فيهآ تفآجئه من جمع إخوته حضوراً إلى أن وقف أحمد عن طرف السرير مقترباً صوبه بـ جبين مقطّب ووجه مندهش: متى رديّـت !
طلآل ورغماً عنه مآل فمه المطبق بـ إبتسآمه جآنبيّه أردف من بعدهآ بـ هزئ سآخر: ردّ من درى عن نسمه وسآلفتهآ
مسحت نسمه الدموع من وجههآ المغرق شآهقه نفس عميق من خشمهآ إللي أصدر صوت إبتلآعه لمخآطهآ السآئل لآفظه بصوت مهزوز بآكي: رآآئــف !!
إحتدت نظرآته فآغر الفمّ الفتحه الصغيره ينظر إخوته جميعاً ودون إستثنآء بوجه شآحب وكأنه للتوّ قد تفآجئ بشيئ مآله به علم أو خبر مردف بـ تردد متشكك: صدق إللي قآلته أمـي ؟!
طلآل: وش قآلت ؟!
تعلقّت عيون رآئف بـ نسمه للحظآت أردف من بعدهآ بعدمآ توآلت رمشآت عيونه مبتلع ريقه وقد بدآ عليه التوتر لآفظ بـ خفوت بآهت النبره: عــن ..... عن نسمـه .... قآلت شيّ بس حسبآلي قصّه لأجل أرد البيـت
طلآل: ودآمك تحسبهآ قصّه وشهو إللي جآبك !
تقدم أحمد بـ الجوآب بدلاً عن رآئف المرتبك: حسبآلك أهآ ..... لآ للأســف .. الموضوع حقيقــي ولو إنه مو حقيقي فـ تأكد إن فيه مليون طريقه نغصبك فيهآ تردّ غير إنّآ نتبلى فيهآ على أختنآ ونفوّل عليهآ بذآ الفآل الشين إللي صآبهآ فعلاً .. هآ , علمنآ طآل عمرك ... شلون بتحلّهآ لنآ دآمك إنت حلّآل المشآكل وبدونك نضيع ونغرق بشبر المويّـه
طلآل: صدقني يآرآئف وجودك من عدمه مآصآر يعنينآ بشيّ , هديّت البيت ولآ سألتعن شيّ .. لـ شهور مآهتميّت لآ بشيّ ولآ لأحـد والحين يعننك مهتمّ ورآد لـ أختـك ؟!
....: خــــــــــلآآآآآآآآص , خلآآآص كلكـــم مآني متحملّــــه إطلعــوآ تهآوشــوآ بــرآ أعصآبـــي تآلفـــــه مآفينــــي
ردّ رآمز وضمهآ لصدره بقوّه رآمق إخوآنه الثلآث الوآقفين بـ حِدّه مطبق الفمّ المشدود بـ حنق وإمتعآض من سوء تصرّف إخوآنه طلآل وأحمد خصوصاً بـ عدم مرآعتهم لصغيرتهم وحآلتهآ النفسيّه وحتى حآلة رآئـف إللي إنعكست وتمآما على مظهـره المهمـل الذآبـل إللي مآيوحي إلآ بـ أنه شخص مُدمـن متعآطـي !
طلآل إللي تدآرك نفسه مغمض عيونه فوراً بوجه مبتئس الملمح مستغفـر بصوت خآفت شبه مسموع في حين أخفض أحمد بصره للأرض ممتقع الوجه صآد عن رآئف إللي خطى خطوآته المرهقه إلى أن وصل للسرير وآقفا على رأسهآ المختفي بصدر رآمز هآمسا إسمهآ بـ خفوت كآن في منتهى الشجن: نسمـــه !
ببطئ أبعدت رأسهآ عن رآمز ملتفته له تنظره بترقب غير وآضح الرؤيه بسبب الغشآوه فوق عيونهآ الحمرآء متورمة الجفن إثر الدموع ورغرغتهآ ودون تنبيه له وقفت على ركبتيهآ مرتمية فوق صدره بعدمآ جآورهآ جلوسهآ محآوطه عنقه بكلآ ذرآعيهآ دآفسه خشمهآ بيآقة ثوبه الرمآديّ المقوّآه لآفظة إسمه بصوت مرتعش بآكي ببرآءة كمآ الطفل المتشكيّ من هوآنه وقلّة حيلته وفشله: رآآآآآآآئــــــــــــف
إنشدت شفتيه الرفيعه المطبقه بـ أسف على حآل صغيرته رآفع يمنآه البآقيه على عجزهآ النصفي لظهرهآ متحسسه بـ حنوّ أن تهدأ وتستكين دون أن يلفظ بحـرف مستمـع لـ نشيجهآ المرير المذيب لنيآط قلبـه وثلآثة إخوته الذكور من حوله ..
لأول مرّه يشملهم جميعهم شعور العجز لإرضآء صغيرتهم الأنثى الوحيده المدلله صآحبة الرغبآت الملبّآه دون توآنـي ..
تدخلآت القدر المكتوبه منذ الأمدّ والمحفوظـه كآنت أكبر من كل طآقآتهم وإمكآنيآتهم ليخضعوآ تحت الأمر الإلهـي عآجزيـن ..
من بين إنهيآرهآ التآم وهي بـ حضن رآئف مبلله جآنب عنقه بدموعهآ إللي تركت مسبقا آثآر دآكنة اللون فوق رمآديّة ثوبـه الفآتح تآركه مخآطهآ السآئل يمتد دون توقف من فتحتي أنفهآ وصولاً لظهر ثوبه متشبثه فيه حآفرة أنآملهآ الصغيره بـ عظآم ضلوعه ليشدد هو من إحتضآنه لهآ أن تهدأ وأن يشعرهآ بـ الأمآن .. بـ المعآضده والسنـد ينظر رآمز الجآلس أمآمه خآفض الرأس بوجه متألم ظهر بعقدة حآجبين قآسيه وأنفّ مرتفع بتجعيدّة متوجعّه لأخته وشكوآهآ الرقيقـه البريئـه بنبرة مرتعشـه مخنوقـه بآكيه دون قيود من الحرج أو الحيآء والخجل: مآآآرح أقدر أصير مآآمــآ يآرآآئــف ... مآآرح أسمع هآلكلمـه أبدا .. زعلآنه على نفسي ومقهـوره .. وأيه حآسه إني عآجزه وتآفهه مآلي أي قيمـه وكل البنآت غيري أحسن منـي .. أيوآ حآسه بنقـم وبحسـد .. لكني مو شينه وآلله مو شينه ولآ نفسي خبيثـه بس غصباً عني أفكر وأقآرن غصباً عني وآلله ...... طلآل عنده فيصل وفرآس .. وأحمد عنده ليـن وإنت يآرآئف بعد كنت متزوّج ثنتين وثنتينهم يقدرون يحملون ويجيبون عيآل إنت تقدر تكون أبّ وكمآن رآمز بكره يتزوج ويكون أبّ وأنآ بكون عمّــه لعيآلكم كلكـــم بس إنتم ولآ وآحد فيكم يقدر يصيـر خــآل .. مآرح تكونون خوآل أبـدّآ يآرآئــف أبـــــدّ ..... حتى عُديّ لآزم يصيرّ أبّ , أهله يبـون هآلشيّ أكثر من أيّ شيّ .. لو إنه مو مني يصير من غيري وأنآ مقدر .... مقدر أتحمّل إحسآس الفشل هذآ وغيري تنجح فيـه , مقدر أشوفهم يقآرنون بيني وبين وحده ثآنيه تقدر تحقق لهم إللي يبون .... رآئـــف ..... رآآآ ...... رآآآآئــ .. وآلله ... وآلله أحبّه يآرآئـف ..... أحبّ عُـديّ بس لآزم أخليّـه مقدر .... مقدر أكون معــآآآه خلوووه يطلقنـــي خلــووه يطلقنـــي لو إنــه غصـــــب ......................!
/
/
بعيدآ عن السعوديه وكئآبة مآ أحآط بهآ من تعآسـه شخوصهآ وشقـآئهم ...
بـ ذآت اليوم إلآ أنه كآن نهآراً ...
إقشعر جسدهآ بـ إنتفآضه إستقآم بسببهآ عمودهآ الفقريّ موسعة العين من أحست بـ أصآبع متسلله تلتف كمآ الأفعى حول خصرهآ الضيق المكشوف بسبب ملآبسهآ العلويّه المشآبهه للملآبس الريآضيّه بـ الصدريّه المطّآطيّه بيضآء اللون الكآشفه لذرآعيهآ كآملين وجزء وآسع من بطنهآ إلآ أن أسفلهآ كآن مخآلفاً للشكل الريآضي وتمآماً بسبب بنطلونهآ البيتي الفضفآض بعقدة ربآط للخصر المنحسر عن حفرة سرتهّآ الصغيره رمآدي اللون بنقوش طفوليّه شهيره لميكـي ومينـي !
أنزلت السكين من يدهآ مآسحه بظهر يدهآ الدموع المسآله على خديّهآ بفعل الحموّ النآتج من تقطيع البصل ملتفته ورآءهآ نصف التفآته مؤنبه: يآخي مو كــذآ تخرشنــي يآنجــم أف
فرد بيديه الشيئ أبيض اللون بـ حوآف مطآطيّه مرنه قآبله للتمدد والإتسآع والمشآبه للأكيآس البلآستيكيه وآضعه فوق رأسهآ خآفياً تحته كآمل شعرهآ البني الدآكن القصير هآمس بـ أذنهآ: إش قلنآ على الرآس المكشوف وإنتي تطبخين
....: شعري قصير مآرح يطيح بـ الأكل تطمّن
أطبق صفي أسنآنه على غضروف أذنهآ اليسرى بـ عضه خفيفه غير موجعه مردف من بعدهآ: مو قلنآ تسمعين الكلآم بدون نقآش !
وكزته بمرفقهآ الأيمن لبطنه وهو ورآءهآ بـ التلآصق رآفعه بيسرآهآ نصف البصله وبيمينهآ السكين: طيب إبعد عشآن لآتدمع عيونك من البصل
إنخفض بصره للحظآت على البصله بيدهآ ينظرهآ وهي تقطعهآ لقطع صغيره مكعبّه ثم توقف ثآنيتين مآسحه بظهر يمنآهآ الممسكه بـ السكين السآئل من دموعهآ شآهقه مخآط أنفهآ السآئل إلى أن إنتهت من التقطيع وإلتفتت له عآقدة الحآجبين سآئله: شفيك إنــت ؟!
هز رأسه بخفه متنبـه من شروده مرتد خطوه خلفيه سآمحاً لهآ بـ المرور تتبعهآ نظرآته وهي تخرج من المُجمّد الطبق الفلينـي المغطى بغلآف بلآستيكي شفّآف يظهر محتوآه من اللحم المقطّـع لمكعبآت ليوصله صوتهآ ضآحك: إش يعنـي بتشرفنـي اليوم بمطبخي المتوآضع ؟ على فكره مآ أحبّ إللي يركز معآيآ مرّه أتشتت وبعدين تخترب الأكله وإحنآ صآيمين آلله يرضى عليك روح شفلك حآجه سويهآ
سفههآ وإبتسامة على وجهه من كلآمهآ رآفعاً نفسه بمساعدة يديه المبسوطه على الطآوله الرخآميه جآلساً فوقهآ مخرج أولاً جوآله كبير الحجم من جيب بنطلونه حتى يسمح لنفسه بـ الجلوس دون إحسآس بـ الضيق ينظر الشآشه بعدمآ أضآءهآ متعلقّه عيونه على تنبيهآت الأرقآم دآخل الدآئره الحمرآء الصغيره أعلى كل أيقونه من التطبيقآت تنبيهاً لوصول محتوى جديد مآشآفه وكآلعآده تجآهلهآ جميعًا إلآ أيقونة المكآلمآت وإللي رمزت لعدد أربعه من المكآلمآت إللي مآردّ عليهآ ..
بعقدة حآجبين متنبهه نقر بـ بنآن إبهآمه على الأيقونه ينظر الرقم الدولي الخآص بـ مصر من مفتآح الإدخآل ..
تقوّس فمه إستغرآباً معآود الإتصآل ودون تردد أو إستغرآق أكبر في التفكير ليجيه الصوت فوري متلهّف: آلـــــو .. نجــــــــم
أبعد الجوآل عن أذنه ينظر بـ استغرآب من تهيأ له سمآع صوت أخته المميز ... صوتاً رجولياً ضخماً خآلي من أيّة رقّة وأنوثه !
أعآده لـ أذنه بـ تردد هآمس بـ فتور مستفهم: حوريــــه !!!!
....: أيوآ يآبنــي أنآ حــور مآلك مذبهل كدآ ليـه .. عآمل إيه يآنجـم وآحشني خآلص , كل سنه وإنت طيب
....: لحظه لحظه , وحده وحده مش فآهم حآقـه ... إنتي فـ مصـر دلوئتـي ؟! الرقم مصــري
....: ههههه بئولك وآحشني وكل سنه وإنت طيب تئوللي الرقم مصري !
....: ههههه يآمقنونـــه , وحشآني وآلله .. إنتو إللي قآطعيـن عنّي مش أنآ .. عآمله إيه يآروحـي
بـ جوآره تركت هي كل مآبيدهآ عآقدة الحآجبين بـ إبتسآمة بلهآء سآذجه تنظره بـ تفآجئ من تبدلت لكنتـه تمآم التبدّل من السعوديّه للمصريّه .. وبهدوء إقتربت تجآهه إلى أن أحسّ بهآ وفورا فتح مآبين سآقيه لتدخل هي وآقفة مآبينهم مسندة الكوع الأيسر إلى أعلى وركه الأيمن مآئلة برأسهآ وسط رآحتهآ اليسرى ترمقه بنظرآت بلهآء بآسمه قد غيبّهآ الإنبهآر لتخرجه عن شعوره ضآحكا سآحب بيمينه الـ - بونيه – البلآستيكي عن رأسهآ مفركش بـ أصآبعه شعرهآ مبعد الجوآل عن أذنه مستمع لهمسهآ وهي تدآعب اعلى وركه الأيسر بـ طرف سبآبتهآ وكأنهآ ترسـم فوقه بآسمه: أوّل مرّه تتكلّم مصري هههه شكلك غريب
همس لهآ بعيداً عن السمّآعه: ليلآ روحي كملي طبخ
....: أبغى أصير مصريّه زيك مآبغى أكون سعوديه
....: طيب بعدين صيري مصريّه مو الحين
قآلهآ ثمّ ردّ لجوآله لآفظ بصوت منضبط: حور إئفلـي دلوئتـي وهكلمك حآلاً مكآلمه فيديو
أشرت له ليلآ بيدهآ أن يقترب بوجهه المبتسم ابتسآمه لآحيله له معهآ مآئلاً بنصفه الأعلى عليهآ مقترباً منهآ لتمسك هي بعنقه من الجآنب الأيسر طآبعه قبلآتهآ المشآكسه على خده الأيمن قبلآت يصل عددهآ للسبعـه لنفس الموضع دون تبدّل هآمسه من بعدهآ بـ شغب طفولي متدلل: حلو وإنت مصري وإنت سعودي وإنت أمريكي وإنت يونآني وإنت يآبآني وإنت اسبآنـي وانت إيطآلـي
إعتدل بـ جلوسه ضآحك: ههههه إنتي شكلك بتخربين علينآ الصيآم روحي آلله يهديك كملي طبـخ
قآلهآ وهو ينظر لجوآله بحثاً عن أيقونه محدده من بين التطبيقآت لإجرآء مكآلمة مرئيه ..
المكآلمه إلي بدت بصيحـة من ذآت الصوت الرجولي بـ ابتسآمه وآسعه مندهشه: آآآآآآآآآي يآنجــــم إي الحلآوه دي يآوآد يآوآد , لآ دآ القـوآز مخليك مـزّ مزّ يعنـي
وقبل ان يردّ هو صآحت الثآنيه رآفعه جسدهآ الضئيل بنقزه سريعه فوق الطآوله الرخآميه بجوآره مآئله برآسهآ حتى تظهر هي بـ الشآشه: بآلله عليكــي لآتنفخين رآسه أكثــر هو خلقـه شآيف نفسـه مـزّ إيش بـس الحين
....: ههههه ليــلآ صــح ؟!
ليلآ: أيـوآ ... يآلله مآشآلله عليكــي إنتي جميلـه أحلآ من الصور إللي شفتهآ مع نجــم ...
دق رآسهآ بـ الجوآل أن تبعد وجههآ الفضولي عن الشآشه موليهآ الظهر مفرق مآبين سآقيه لتصير كل سآق بجهه والطآوله الرخآميه مآبينهم: كفآيآ كلآم نسـوآن بئـى ملوش لآزمه , حور طمنيني عنـك انتي بخيـر ؟! وفـ مصر بتعملي إيه ؟!
وقفت ليلآ على ركبتيهآ ورآء ظهره قآبضه بكلآ يديهآ على لوحي كتفيه لتظهر من ورآءه بـ الشآشه بمظهر مشآكس في محآولة للظهور بـ الشآشه أو رؤيـة حوريـه بصدق مبتغآهآ ..
حوريه إللي جآوبت وسريعاً دون تردد غير مبآليه: أنآ اتطلئـــت ههههه رآئـف طلئنـــي
تبققت عيون ليلآ وكانهآ بتخرج من مكانهآ مآطه رقبتهآ للأمآم في حين إنشدوآ كتفي نجم للخلف عآقد الحآجبين بوجه بآهت التعبير غير مدرك لتوضح حور أكثر: سآمحنـي يآنجم إنك آخر وآحد تئريباً يعرف بس وآلله كلنآ محدش فينآ كآن عآوز يدآيئك وخصوصاً خصوصاً إني إتطلئت فـ نفس اليوم إللي انت إتقـوزت فيه ههههه معلش بئـه
....: الكلآم دآ بقـد يآحـور ؟!!
....: آه وآللهي بقـد
هز رأسه قآصداً أن يستفيق مآزآل غير مصدق أو مستوعب على نحو ادّق , سآئلهآ وابتسآمه قصيره بلهآء بوجهه: إتطلئتي إزآي يعني مش فآهم ؟! أنآ متقـوز من أربع شهـور
حور: وأنآ كمآن متطلئـه من اربع شهـور ههههه
....: إنتي مجنونـه ؟! يعني إيه يعنـي إتطلئتـي ؟! رآئـف عمللك إيه إتكلمـي فوراً
رمشآت متتآليه لجفنيهآ تعآقبت بتوتر مبتلعة ريقهآ وقد تلآشت إبتسآمتهآ إثر هوآنهآ وسوء حظهآ العآثر لتحل محلّهآ إبتسامة أقصر , تظهـر حزينه , خآئبة الرجآء والأمل .. مردفه بـ شيئ من التحسر والعجز والإنهزآم: أنآ اللي عملت المره دي يآنجم مش رآئف
ضآقت عيونه إستنكآراً وبشده في حين سحبت ليلآ نفسهآ من ورآءه نزولاً عن الطآوله مسندة ظهرهآ للمجمد من ورآءهآ مكتفة السآعدين تنظره مقآبلاً لهآ ممسك جوآله بكلآ يديه مقآبلاً لوجهه ولعينيه سآئلهآ بشيئ من الجفآء والحدّه وكثير من كبت الإنفعآل إلي بدآ يظهر: إنتي إللي عملتي إزآي ؟! عملتـي إيه !!
ردت مبتلعة ريقهآ خآفضة بصرهآ المشتت يمنه ويسره للحظآت أردفت من بعدهآ بـ اللي أعدّت نفسهآ مسبقاً لقولـه ..
قول الشيئ الكآذب موآرآة لحقيقـة السبب بحسن قصـد ونيّه ألآ يزيد الخلآف أكثر ويتضآعف حيث أن نجم رجل نآري جآهز للإشتعآل بـ أيّة لحظـه إذآ مآمسّ أحبآءه أيّ ضـرّ ..
وبذكر الأحبآء توقف مطولاً عند نفسهآ ورآئف تحديداً , إذ ان لـ نجم ورآئف سويّة تآريخ حآفـل غير محمـود .. كلاً منهم يمقت الآخر ودون سبب مبـرر !
تحمحمت أولاً قبل أن تلفظ تآلياً بهدوء وقد أخفضت بصرهآ إدعآءاً للخجل من سوء الفعله: أنآ اللي خدعته يآنجـم ... رآئف إتنآزل ليّآ عن ربع من أملآكه الشخصيّه وإتكتبت بـ إسمي وأنا غدرت بيـه , وكل إللي إتنآزله ليّآ انآ اتنآزلت بيه لـ بآبآ , وبـ كدآ رجعّت لـ بآبآ كل إللي رآئف أخده منه بـ الغصب لمآ حبسه فـ السجن وسآومه بيـه .. كدآ بآبآ بئى شريك أسآسي في الأملآك ... أخد حئـه بتآع زمآن وأكتر
نجم: ورآئف طبعاً عرف ودآ أكيد سبب الطلآق !! – قآلهآ بـ خفوت مذهول ثم توسعت عيونه بصدمه سآئل بـ إندهآش – إنتـي إزاي تعملـي حآقــه زي كدآ !! إزآي فكرتي أصلاً
قوست فمهآ بلآ مبآلآة معقبه: عآدي , اللي يعيش مع وآحد زي رآئف ويعآشره لآزم يتطبع بـ أطبآعه
مسك نجم رآسه يحسّ بدوخه من هول مآسمعه , مآتوقّع أبداً أن حوريته الصغيره بريئة الفكر أن تتصرف يوما بمثل هآلخبث والموآطئه ! يظهر فعلاً أن من عآشر القـوم صآر منهـم ..
زفر بـ همّ مردف: وإنتي مبسوطه بـ نفسك وبآللي عملتيه ؟! رآضيه عن نفسك ! إوعى يكون عمللك حآقـه .. مدّ إيده عليكي ولآ ضربـك لمآ عـرف !!
تقطب جبينهآ مطبقة الفمّ مطأطأة الرأس بلوم دآخلي للنفس .. تشعر بـ الألم في قلبهآ , كل مدى تشتد أوجآع روحهآ ... يضعفهآ شوقهآ له يوماً عن يوم ويزيد هجره لهآ وصدّه عنهآ ثبآتاً بـ الإبتعآد عنه وبقوّه وإن كآنت ذآتاً أوهن من أوهن قشّــه ..
هل عآقبهآ بـ الوقت إللي عرف فيه بـ غدرهآ ؟! لآ أبداً , بـ العكس كآفئهآ .. قآل أنه مهرهآ اللي مآمنحهآ إيّآه وقت زوآجهم وهي حرّة التصرف فيه كمآ تشآء وإن كآن بـ التنآزل عنه لـ ابوهآ .. فتح العلبـه القطيفـه الصغيره وأخرج منهآ دبلتهآ الألمآسيّه .. أدخلهآ بـ بنصرهآ الأيسر , أخرجهآ من البنصـر ووضعهآ بـ الإبهآم ... وهي أخرجتهآ من الإبهآم ووضعتهآ بـ سلسآله حول عنقهآ !
هزت رأسهآ نفياً مرغمة نفسهآ على التبسم إبتسآمة ظهرت متألمه وظهر معهآ صوتهآ مخنوق إثر غصّة بحلقهآ تجآوزتهآ جبراً وبمقآومه لآفظة بـ خفوت: لآ ممدش إيده أبداً .. بس أعد يزعـئ قآمـد ويشتم يعني حآقآت من دي ومعآه حق هههه مكنش متخيّل
نجم: حور إنتي عآيشه معآه غصـب ؟! يعني موآفئتك من الأول كآنت للهدف دآ ؟! أنآ مصدوم منـك
إتسعت عيونهآ بآسمه بدهشه صآئحة بآلنفي: لاآآآ .. لآ طبعاً , إيه دآ يآنجـم أنآ مش وحشه أوي كدآ ولآ استغلآليه .. أنآ كنت مبسوطه أوي مع رآئف بس مش نآسيه كمآن اللي عملو مع بآبآ في الأول ومش عآجبني إن بآبآ إللي بفضله أصلاً من بعد ربنآ طبعاً هو إللي وقف المؤسسه دي على رجليهآ من بعد موت عمّو شبيب وعلّم رآئف كل حآقه من وهو لسّه عيل أصلاً والأستآز جآي يتشطّر عليه وببسآطه كدآ يحرمه من كل حآقه .. لآآ طبعاً ... – هدأ إنفعآلهآ بعدمآ أفآضت بـ المكبوت من قهرهآ وغيظهآ الدفين وتبآعا لآن صوتهآ وخنعت نبرتهآ مكمله – مفكرتش إن رآئف ممكن يبص للموضوع بـ الشكل دآ ويتدآيئ أوي ... مفكرتش أصلاً إنه ممكن يطلئنـي بس آدي إللي حصل أعمل إي يعنـي أترجآه ؟ أقوله لآ والنبي إوعى تسيبنـي ؟ هـه .. مع نفسه أصلاً هو الخسـرآن
نجم: ههههه إنتي بجد مجنونـه , يعني غلطآنه والغلط رآكبك من سآسك لرآسك ومطلقـه وشآيفه نفسك كمآن مغروره
حور: ههههه إسكت فيه مفآجئه تآنيه دآ إنت هتنبهر هتنبهـر هتنبهـر بس إمسك أعصآبك
مسك قلبه وقد إتسعت عيونه مردف: يآسآتـــر
حور: أنآ لسه جآيه حالاً حالاً حالاً من عند الدكتور , إحنآ دلؤتي بـ الليل ..
إشتدت ملآمحه بـ إنتبآه سآئل سريعاً متلهف متخوّف: دكتور إيه !!!
حور: الدكتور إللي بيقول إنو بعـد آممممم – أخذت تعد على أصآبعهآ بمشآكسة مبوزه بفمهآ الصغير المضموم يظهر الشغب على وجههآ الصغير بريئ الملآمح .. وجههآ إللي لو شآفه رآئف بهآللحظه كآن أحكم قبضته على فكهآ السفلي مرغمهآ تنآظره هآمساً لهآ مُذّكـر: أنآ مو قلت لك لآ عآد تسوين هآلحركآت بوجهـك ؟! –
إلآ أن نجم تمّ يتأملهآ بتخوّف وهي تعد على أصآبعهآ إلى أن نآظرته بعيون موسعّه بهجـه متسعه كذلك إبتسآمتهآ فرحه بعدمآ فرجت مآبين اصآبع يسرآهآ الخمس معقبه: الدكتور إللي بيقول إنو بعـد خمـس شهـور هيكون عنـدي نـونو أنآ أمّـه وإنت خآلــه , وأكيد يعني ولسوء الحظ إن رآئف أبوه ههههه
شهقت ليلآ بـ إبتسآمه موسعّة عيونهآ بدهشه مقتربة صوبهم صآئحه: حآآآآآمـــــــــــل
صيحة ليلآ اللي أخرجت نجم من غفوته اللحظـيه شآرداً بمآ سمع يفصلّه بـ تأني وعلى أقل من مهلـه حتى يصلً تمآماً للقصد والمغزى الوآضح أصلاً دون أيّة ملآبسآت الآ أن المفآجأه قد أبطأت من إستيعآبه الشيّ الكثير .. توّه أسآساً مآ إستوعب مفآجأة طلآقهآ ليفآجئ بـ حملهـآ !
حوريه: هههه أيوآ حآمــل , عئبآلـك يآليلآ إن شآء آلله إنتي ونجـم
نجم: حور دآ بجـــد ؟!!
حوريه: أيوآ وآللهـي بجـد , أنآ فـ آخر الشهـر الرآبـع ... وشفت النونو كمآن , ولــــد ... هجيب سيـف إن شآء آلله , وانت هتكون خـآل سيـــف
ليلآ: ههههه يـ آلله قد إيش المفآجئـه هذي حلـوه .. ألف مبــروك يآحـور , آلله يتمم حملك على خير إن شآلله
/
/