/
/
أقفل البآب بهدوء من بعد دخوله وكأنه حذر لعدم إصدآر صوت إلآ إنه وبآلرغم من حرصـه لفت له الإنتبآه من رفع ذآك المُنشغل المُهلك بـ القرآءه والتدقيق عيونه بـ انتبآه ..
رمقه بنظره سريعه وردّ ينآظر بـ الأورآق معقب اولا دون نظر: حيّآلله المعطليـن
....: أي معطلين , هذآني مدآوم
ردّ ينآظره بلمحه خآطفه ورجع لأورآقه إلآ أنه مآسرع مآردت عيونه وتعلقت عليه متفحصّه أكثر ..
شيئ غريب بهيئته اليوم .. تمّ يدقق بوجهه المحجوب نصفه عن الرؤيه بسبب جلوسه على مكتبه المنزوي من الغرفه وإنشغآله بـ عدد من الملفآت اللي توّه وأخرجهآ من درج مكتبه ..
وهو بمكآنه يدري تمآماً عن ذيك العين الدقيقه المتفحصّه ثآقبة النظره ..
النظرآت المطوّله إللي إعتآدهآ منه وإللي يفتقدهآ وتبدآ الشكوك تسري به إذآ إنشغل عنه الآخر ولآ نآظـر !
على الأغلب إنه بسبب شكّه وحرصه الزآئد وعدم ثقتـه .. يحآول بنظرآته الدقيقه مسح الشخصيّه المقآبله له بغرض الوصول لخبآيآهآ الدفينه ونوآيآهآ المستتره .. وهو فعلاً متقن ومجيـد ..
أردف وعيونه على الملفآت الملونه يرتبهم بحسب الأهميّه للبدء فيه: تأجل الزوآج
من فوره الثآني غضّ عنه البصر مبتلع ريقه .. همس بقلبه " ذقنه خفيفـه ومشّذبه , نعيماً يآسهـل طآلع من الحلآقه "
مآل فمه سآخر من نفسه " ويحك يآسند , قآعد تدمّر نفسك , وش لك بـ الرجّآل ........ يشبههآ , بقوّه يشبههآ "
نآظره الثآني بـ إنتبآه من سفهه سند ولآ أعقب في حين أنه كآن في غمرة إنشغآله بـ حديث النفس الـ لآئم للنفس " طيب أنآ ومآلك نشبه بعض عآدي .. إثنينآ رجآل , أمآ ورده وسهل كيف !! شلون ..... أففففف وبعد حآلق اليوم مخفف شعره ذآ إللي نآقصني "
إنتبه من شروده بهزة كتف غير وآضحه إلآ أن الآخر أدركهآ وتمآماً من أنزل الملف على المكتب بقوّه محدث صوت صفقه قآصداً تنبيهه لينآظره سند بفهآوه للحظه خآطفه إبتلع من بعدهآ ريقه عآقد الحآجبين ينآظر بـ الملف: وشهـو !!
....: معآملآت المؤسسه خلآل هآلشهر .. خلاص إنّآ بـ النهآيه , و هذي توصيآتك
أطبق سند شفتيّه مقوسّه إعجآباً هآز رأسه تأكيداً معقب: متآبعه شهريّه لكل المعآملآت آخر كل شهر .... تمآم تمآم
مآ أعقب سهيل إلآ بـ انصرآفه عنه دون ردّ لمكتبه وليردف هو: ليش تأجل الزوآج ؟!
جلس سهيل على كرسيه مصدر هفهفه مهمومه مآسك بـ وسطآه اليمنى والإبهآم مآبين عيونه هآمس: مآندري وآلله للحين .. جت أختي أمس تعلمنآ بـ التأجيل
أعقب وعيونه على الأورآق تظهر لآمبآلآته وهو في الحقيقه مُشتعـل ..
مآغآب عن ذهنه هيأتهآ بـ الليلـه إللي طلبت فيهآ مقآبلته وفعلاً قآبلهآ وصدمتـه ... مدى جرأتهآ ولآ مبآلآتهآ أكثر مآيثيره ..
فضّل عدم إظهآر فضوله القآتل الآخذ في التضآعف مردف بلآ مبآلآه من سمآع الخبر مآزح: الظآهر إن لونك بهـت على أختك , قطيت عليهآ نحسـك
سهيل: ههههه وللي يعآفيك , لاتقول نفس الكلآم
سند: والظآهر بعد إن أحد سبقني وقآل
....: آلله وكيل , كلهم بـ البيت أمس قآلوه .. صآرت أختي وخطيبهآ مثلي أنآ وسآلي .. كل مآقلنآ يآزوآج قب بوجهنا إللي يوقف
هز رأسه إيجآباً مطلق زفره عميقه مردف: خير إن شآلله
سهيل: إن شآلله
خآرج المكتب ..
أشبك يديه ورآء ظهره خآطي خطوآته المتمخطره بنظرآت تظهر وكأنهآ إستكشآفيه لأول مره تشهد المكآن وتشوفـه ..
قوّس فمه فجأه إستغرآباً بعدما طآحت عيونه على شخص مخآلف تمآماً للشخص صآحب المكآن للحظآت توسعت من بعدهآ عيونه بصدمه " يآوقعة أمّك السودآ يآسند طردت سهيـل بعد !!! مو بكيفك عآد والله ليطيّر عآمر رآسك "
إبتلع ريقه سآئل بـ تردد ذآك الجآلس على مكتبه بـ إستقآمه بين إصبعيه القلم وأمآمه بعض من الأورآق المطبوعه ينآظره وبـ إبتسآمه مُرحب به وبصوت نآعم: حيآلله أستآذ مآلك .. تفضّل
إنتفخ خدّ مآلك بحركة لسآنه البآطنيّه سآئله بـ فضول: جديد إنت هنآ !
حكّ الموظف بظآهر سبآبته أسفل أنفه بـ إبتسآمه تظهر حرجه: لآ بـ المؤسسه من زمآن بس جديد بهآلمكآن .. سكرتير مؤقت لين رجوع أستآذ سهيـل
مآلك: ومتى إن شآلله يرد أستآذ سهيـل ؟!
....: وقت مآيردّ بـ السلآمه أستآذ عآمر طوّل آلله عمّره
هزّ مآلك رآسه بتفهم ينآظر بآب مكتب الإدآره الرئيسي " آممم أكيد بيرجع سهيل مع رجعة عآمر ... يقطع سنينك يآسند مآلقيت إلآ سهيل وتطرده وآلله ليندمك عآمر "
قطع حديث خآطره مأشر بسبآبته صوب البآب لآفظ: طيب أنآ أبي سنـد .. أدخل عآدي ولآ !
وقف الموظف من فوره بآلع ريقه طآلبه الجلوس بـ إبتسآمه: ءآآآ لحظـه بس أعطيه العلم أول .. تفضل تفضل .. إستريح .. حيّآك
من بعد إختفآء الموظف مطّ رقبته معدل يآقة ثوبـه السكريّ شآده من منتصف الأزرآر على جسده نزولاً ...
لبس الثوب مو من مفضلآته .. يحس بقيـد وعدم رآحه في إرتدآءه ..
كآن سكريّ اللون طويل لآمس الأرض بـ أطرآفه .. مشدود على الصدر وآسع نزولاً .. جزمته فلآت صيفيّه شآموآ جمليّة اللون وكآب على رأسه أحمـر !
أدخل يديه بـ جيوبه معطي للبآب ظهره ينآظر بـ المدخل إللي دخل منه وعلى جآنبيّه قصريّآت ضخمـة الحجم تظهر وكأنهآ فخآريّه إلآ أنهآ مُذهبـه على طول إمتدآد الممرّ لثوآني قصيره من الإنتظآر أنهآهآ صوت الموظف بذآت الهدوء والنعومه: تفضـل أستآذ مآلـك ....
إلتفت له رآمقه بنظرة تقييم سريعه ثم هزّ إيجآباً رآسه مقفي عنه بلآ مبآلآه أو ردّ لإبتسآمته الدآئمه بوجهه !
أقفل البآب من ورآءه وأول مآلفظ به بصوت جهوري صآئح: قول إنك تمـزح ومآطردت سهيــل المآلكـي بحملة التطهيـر إللي سويتهآ للمؤسسه !
رفع عيونه عن الأورآق دون أي تعبير بآدي ليجيه الصوت من خلفه ضآحك: طيب قول السلآم أول
إنتفض من وقوفه بـ إستقآمه ملتفت ورآءه بعيون مذهوله من إقترآب المعني صوبهم وبـ إبتسآمه .. همس بعدم تصديق: سهيـــل !
فرد سهيل ذرآعيه رآفع يديه بآسم: بشحمــه ولحمــه
جلس مآلك على وآحد من الكرسيين المقآبلين لمكتب سند الحآمل على لوحة التعريف الذهبيه إسم عآمر المُرشد مقطب الجبين سآئل: وإللي برآ هذآ شوضعـه !
قدّم سهيل الأورآق لـ سند والإبتسآمه بآقيه بوجهه: له وضعه وأنآ لي وضعـي
إلتفت مالك ورآءه من أدرك إشآرة سهيل بعينيه ومعنآهآ أن ينظر خلفـه ليفآجئ بوجود مكتب صغير الحجم زجآجيّ إزدحم بـ الأورآق البيضآء والملفآت الملونّه .. سأل بعدم فهم منتظر الإيضآح: يعنــــي !!!
سهيل: نقلت مكآني عند أستآذ سند وإللي برآ أخذ مكآني .. وطبعاً مؤقـت
مآلك: إيه مآنيب فآهم يعني ليش !
تدخل سند بـ الإجآبه وعيونه مآفآرقت سطور الأورآق قرآءه: أنآ اللي طلبت
قوّس مآلك فمه بلآ مبآلآه وعدم إهتمآم فآرد سآقيه أمآمه وتحت الطآوله الصغيره الفآصله بين مقعده والمقعد المقآبل له مُردف: وسهيل منّآ وفينآ أقدر أقول إللي عندي بوجوده
من فوره سهيل أردف: لآ أنآ طآلع الحيـن , خذوآ رآحتكم
....: سهــــل
إلتفت كلا من مآلك وسهيل من لفظ سنـــد – سهل بدلاً من سهيل – وبمنتهى الحدّه , ظهرت وكأنهآ أمر بـ التوقف ليرد سند مكمل: معتقد إن سآلفة مآلك بـ اهمية اللي نسويّه الحين .. شف أشغآلك وإنت يآمآلك تكلّم وإختصر لو سمحـت
أطبق مآلك أسنآنه بقوّه لكبت غيظه مآستطاعت مقآومته الضعيفه كتمهآ أكثر إذ انه ضرب المكتب بقبضة يسرآه المكوره وبكل مآ أوتى من عزم وقوّه !
توتر سهيل من توتر الأجوآء مقترب من سند هآمس بـ القرب منه كلمآت مآوصلت لـ مآلك على إثرهآ أنزل سند القلم من يده مطبق الفمّ المشدود مآئل برآسه يمنه بتعبير – هذآ إللي عندي وإنتهى – أعقب بـ التزآمن معه: ومآلك توه يقول سهيل مّنّآ وفينّآ
وقبل أن يعقب أيّآ منهم تدحرج قلم سند عن الطآوله لتتعلق عليه الأنظآر سريعه خاطفه وقبل ان يفآرق الطاوله إرتطآماً بـ الأرض لحقه ثنتين من الأيآدي كآنت يدّ سهيل السآبقه ويدّ سند فوق يدّ سهيـل ..
الحركه السطحيّه دون اي قصدّ أو معزى وإللي أثآرت من بعدهآ مية مغزى ومعزى من إقشعر جسد سند بـ إنتفآضه قويّه وآضحه تشنجت على اثرهآ يده مفرقة الأصآبع مبتعده وبسرعه عن يدّ سهيل اللي استغرب وبشده ردّ فعله وكذلك مآلك إللي اعقب دون إهتمآم: شوي شوي ترآهآ يدّ سهيـل مو وحده من الحريم
إبتسم سهيل هآز رآسه نفياً رآفع القلم من موقعه نآقله لموضع آخر ثآبت أكثر مبتعد عن سند ضآرب برآحة يسرآه المبسوطه أعلى ظهر مآلك أسفل عنقه متحسسه وبحرآره: توّ مآنورت السعوديّه ... حيآك يآلمشآغب , حمدآلله على السلآمه
أطبق مآلك شفتيه إللى ان إختفوآ رآفع حآجبيه بتعبير مبتئس قليل الحليله .. علآقته مع سهيل بآلرغم من إنهآ غير وطيده إلآ إنهآ غير رسميه بذآت الوقت ..
سهيل كآن هو المتصرف الأول والمنجي له من أي حآدثه أو كآرثه يطيح فيهآ ساحب معه أبوه عآمـر ..
عآمر اللي كآن يكتفي بـ اصدآر أوآمره لـ سهيل وسهيل هو المُنفـذ ..
يتذكر عدد المرآت إللي أودع فيهآ بـ الحبس ورفقته المتكرره ان ماكانت دآئمه لسهيل وقت خروجـه من ذآت الحبس !
هو مآيخجل أبداً من منآقشة اي موضوع وان كآن خآصاً به في حضرة سهيل إلآ إنه يظهر وقوع فهم خآطئ من جآنب سهيل للمغزى من كلآمه الأول ورغبته في الإنسحآب وتركهم على إنفرآد ..
زفر بـ هم مأشر لـ سهيل ان يجلس امآمه معقب: آقعد آقعد , أعتقد إنت ممكن تسآعدني أكثر
من فوره سهيل جلس مقآبله حآك اسفل ذقنه الخفيفه المثشذبّه بـ اهتمآم لـ مآلك سآئل: خير , وشهي مصيبتك هآلمرّه
زفر مآلك ضحكه قصيره مآسح برآحته اليمنى كآمل وجهه مسيّح جسمه على كرسيه ملتفت لـ سند نصف إلتفآته قبل بدء كلآمه إلآ إنه ومآسرع مآردّ ينآظر سند وبـ اهتمآم من لمح ذيك النظره الغريبه المصوبّه وتمآماً لـ سهيل البآسـم !
أعقد حاجبيه بـ خفه إستنكآراً آخذ في التضآعف إذ إن اللمعه بعيون سنـد مآتظهر إلآ بعيون عآشق !
إلتفت من فوره لـ سهيل إللي مآدرى عن سند ولآ عن أرآضيه ينتظره يبدآ بـ الكلآم ليقرر هو نفض هآلخبث عن رآسه متعوذ من إبليس معتدل بـ الجلسّه إللي توه وترآخي فيهآ متحمحم: آحمم ..
سهيل: عسى مآشـرّ
ضرب مآلك المكتب بيسرآه قآصد تنبيه سند الفآهي الغآرق في غيبوبة سهيـل .. نظرآته عآشقـه وجداً فآضحـه ..
توّه بيبدآ في سرد قضيته إلآ ونقز لذهنه سؤآل مغآير لقصده وتمآماً: سهيل من متى وإنت مع سند بنفس المكتب !!
أعقد سهيل حآجبيه لوهله بعدم فهم لقصد السؤآل إللي جآوب عنه سند بهدوء: من أول مآستلمت أنآ الشغل
سأل مآلك وبسرعه: وليــش !
أطلق سهيل ضحكه قصيره غير مُصدقه مهدد بنظرآته البآسمه من عيونه الموسعّه: الحين معطلنآ تسأل هآلأسئلـه !
مآلك: لآ صدق جآني فضول فجأه , ليش ؟!
سهيل: يعني سند مآله بـ اشغآلنآ مآكآن يدل فيهآ شيّ والوضع كآن صعب نقعد منفصلين وكل مآيحتآج شي يرسل يطلبني فـ إختصرنآ الوقت والمسآفه ونقلت عنـده
مآلك: أهـآآآ .. يعني دآيم مع بعض مآتفترقون
إنشدوآ كتفي سهيل للخلف عآقد حآجبيه بـ إبتسامه إستغرآب ليعقب سند وبـ حدّه: إنت شقصتـك الحيـن ! فيك خير إبدآ دآوم معنآ وإشتغل مآعندي مآنع نجيب لك مكتب بـ الغرفه هنآ
إلتوى فمه بـ حنق وقد تطآيرت الأفكآر من رآسه .. صدق إللي يفكر فيه عبث وخبث .. وش إللي طرآله !
هزّ رأسه بـ تشتت موّجه كلآمه لـ سهيل: الست سآلي خطيبتك
مآل سهيل برأسه للأمآم بـ اهتمآم من الطآري سائل: خير
صفق مآلك بيديّه غآضب من فور تذكره: مدري وش ذآ البلآ .. مطلعتلـي زوجـه من أي تبن مدري
قطب سهيل حآجبيه بعدم فهم والاستفهآم بوجهه ليرد مآلك مكمل وبثوره منفعل: مدري وآلله قآعده كآفيه خيرهآ شرهآ مآينسمع لهآ صوت ويوم تكرمت هآلله هآلله جآبت العيد .. قال ايش مخترعه لي اسم وحده أتزوجهآ .. ليتهآ سآكته
سند: يعني تأكدت إنه مو أنآ اللي مخطط لهآلشيّ
مآلك: إيه دريت , سألتهم أمس بعدمآ طردتني حضرتك
سهيل: وش القصّه !!
مآلك: سهيل طلبتك تكفى , علّم سآلي هذي تفك شرّهآ عني
سند: هههه كآن فـ سهيل خير يأثر عليهآ أول تتزوجّه وتفكّه
إنتزع الكآب الأحمر عن رآسه والضيق بوجهه متأفف: افففف إنتم بتسآعدوني ولآ كيف
مآل فم سند المشدود يمنه بضحكه جآنبيه هآزئه هآمس بت خفوت: بــزر
ضرب مآلك المكتب بيسرآه صآئح: إيه بــزر .. بزر وتوني أربع وعشرين سنـه ليش تزوجونـي غصـــب ! مآبي أتزوج يآخي عفت أم الزوآج وطآريه ليش مآيزوجوك إنت يآرآعي الثلآثينآت طلع الشيب برآسك وتوّك عزآبي
سهيل: ههههه وش القصّه مآنيب فآهم
صآح مآلك ثآئر: وشهو إللي مآفهمتــه سهيل وللي يعآفيك خلـك سآكت ولآتنرفزنـي
ترك سند القلم من يده ينآظر سهيل شآرح الوضع بهدوء وإبتسآمه: الموضوع إن الموقّرعآمر المرشد قآم من فرآش المرض وخآطره يزوّج ولده الوحيد مسكين الرجّآل يبي يفرح بـ مآلك وبنفس الوقت يبي يزيح عنه ذكرى زوآجه الأول البآئس .. ثم تجي الموقّره سآلي خطيبتك وتقترح إسم وحده من طآلبآتهآ المتفوقين وجداً .. إنطبق عليهآ كل الموآصفآت إللي إشترطهآ عآمر وهــوب وقـع الموقّر مآلك بـ الفـخّ
وقف مآلك بعصبيه صآئح: مآرح أتزوج فآهميــــن , مآآآآ .. رح .. أتزوج
سآح سهيل على كرسيه ضآحك لحد مآترآخى عن رآسه عقآله وطآح ليكشف مآلك عن أسنآنه بـ اشمئزآز: مآفي شيي يضحك .. إسمـع سهيل غصب تسآعدني
سند: هههه بزر مغير تهدد , غصب وغصب
سهيل: ههههه سآمحني .. مقدر هآلمرّه أنقذك من الورطه
تخصر مآلك بصبر نآفذ والشرر يتطآق من عيونه: كيف يعنـي !! شلــون !! إلآ غصب تطلعني من الورطه اللي تورطّتهآ بسبب الهآنم خطيبتك .. لآ وآلله مو على كيفكم
سند: وشدخلنآ حنّآ بـ الله الحين , رح علم أبوك قله مآتبي الزوآج وش ذي المعضلـه إللي مآلهآ حلّ يعني
رحم سهيل شكل مآلك المُعذّب وآضح إختنآقه موّجه كلآمه لـ سند: الولد مآيبي الزوآج حرآم عليكم صدق مو بـ الغصب وبعدين توّه صغيـر .. تجربتين زوآج بهآلعمر لاآآ مآنيب مأيد
تهلل مآلك وسكنت الرآحه قسمآته بآسم: رآيتك بيضآ وأنآ اشهـد
سند لـ سهيل: طيب وش نسويلـه !
تدلل مآلك لـ سهيل كمآ الطفل المتوسل: تكفى سهيل تكفى علّم سآلي هي إللي بيدهآ تنهي
سهيل: تنهي إيش !
ثآر مآلك منفعل وكأنه مو للتوّ يتوسّل بتدلل الطفل: تنهــي المصخـــره إللي بدتهـــــآ العمـــــــى
سهيل وسند: هههههه
لمعت عيون مآلك بـ الحزن يرمقهم بنظرت اللوم ليقرر سهيل الإنسحآب وآقف عن كرسيه رآفع يديه إستسلآماً: سآمحني يآمآلك وأنآ أخوك .. سآلي مآلها محط ولآ مربـط وصدق مآبيهآ تعآقبني بتأخير الزوآج أكثر ... تكفى إنت طلعني وسآلي من موضوع زواجك وخلنآ حنّآ اللي صدق نفتك ونتزوج
بقق مآلك عيونه غير مُصدق لظهر سهيل الخآطي خطوآته الهآدئه خآرج المكتب ومآسرع مآلتفت لـ سند إللي ردّت عيونه وإمتلت بذيك النظره الهيمآنه العآشقـه !
تجعّد أنفه بـ تقزز إستنكآري من التعبير بوجه سنـد نآسي سآلفته وإللي يبيه وآقف أمآمه مبآشرة حآني نصفه العلوي للمقدمه ضآرب المكتب بكلآ رآحتيه ليجفل سند من شروده ومطه لرقبته يسآراً بقصد تتبع خُطى سهيـل خروجاً من المكتب دون وعي لينآظره بـ إنتبآه والذعر بعيونه في حين إمتلت عيون مآلك بـ الإشمئزآز والإحتقآر مردف: وإنت ليش صدق للحين مُضرب عن الزوآج ومآتبيه هآ !!
رمقه سند بنظره إزدرآء سريعه وردّ ينآظر بـ أورآقه ليكمل مآلك هآزئ: إي قلب لي عيونك مثل الحريم قلب .. طبعاً وجهي مو مثل وجـه سهيل
نآظره سند بسرعه والإستغرآب بعيونه الضآئقه ليلتف مآلك من حوله وصولاً له مجآوره وقوفاً سآند أسفل ظهره لطرف المكتب مكتف السآعدين ينآظر سند الجآلس على كرسيه سآئله بشيئ من السخريه والهزئ: معقوله للحين مآلقيت فتآة أحلآمـك ! ... أوهـ لآ لحظـه .. ولآ تحب نقول فتى أحلآمك ؟
تجعد أنف سند إستنكآراً هآمس: مخبـول إنــت !
مآلك: سند إنت شآذ ؟!
وقف سند من فوره شآد مآلك من يآقته ليتدآرك مآلك الوضع ومآسيصبح عليه محكم كلآ قبضتيه على معصم سند وبآلقوّه رآغب في الفكآك ضآئقه عيونه بـ همس من بين الأسنآن: تحب الرجآل يآسنـــد !! هــآآ ! يعجبـك سهيـل مــو !!
إرتفعت قبضة سند اليسرى لليآقه الثآنيه جآر مآلك وبقوّه للحد إللي تلآمست فيه خشومهم وتلآقت عيونهم بـ إصطدآم نظرآت حآد دآم لثوآني قبل أن يلفظ سند بمجآهدة منه للسيطره على إنفلآت أعصآبه المثآره من مآلك والمستفزّه أقصى إستفزآز: إحفـظ أدبـــك يآمآلــــك
مآلك: إيش ! وجعتك بـ الحقيقه
....: يمين آلله عظيـم كلمه زيآده وتخسر لسآنك مآأتوآني عن قطعـه
نفض مآلك يدين سند عن قبضته وبقوّه مبتعد عنه رآفع – كآبه الأحمر – عن طاولة المكتب شآق طريقه للخروج بـ إلتفآته سريعه وأخيره رآفع سبآبته اليسرى بوجه سند المتجمد مكآنه: عيونك فضيحــــه , بس ربع سآعه إللي قعدتهآ وإفضحتك نظرآتك .. غض بصـرك عن سهيـــل آلله يخزيــــك من قــلّ الحريــم !
إرتمى سند على كرسيه والصدمـه بوجـهه وكأن مآلك قد سكب سطل الثلـج على رآسـه !
إبتلع ريقه الجآف وعيونه على القلم متذكر الرعشه إللي سرت بجسدة من لمسته الغير مقصدوه ليدّ سهيل الممسكه بـ القلم قبل سقوطه لتتوسع عيونه وبـ التصوير البطيئ مُتدآرك صدمته بنفسـه هآمس بعدم تصديق مذهول: شـــــآذ !!!!!!!!!
/
/
مســآءاً ..
طلع من غرفته هرولة بهيأه غير منضبطه على عجلـه ..
مآد ذرآعه الأيسر بـ كـمّ سترته الريآضيّه زرقآء اللون بـ قلنسـوه مدخله فيه ..
يظهر عليه الإسرآع والإرتبآك وهو المظهر الغير إعتيآدي لتستوقفه هي بعدمآ لمحته وهي كآنت متوجهه ذآتاً لغرفته مستفهمـه: سنــد !
إنتبه لهآ برفعه لرأسه وحآجبيه وفتحتي عيونه الموسعه ..
توّه وقد شـدّ سحّآب سترته وصولاً لمنتصف الصدر كآشف عن القصّه الدورآنيّه لفنيله دآخليّه رمآديّة اللون الفآتح مشمّـر السآعدين نآفريّ العروق !
بنطلونه ريآضيّ قطنـي وآسـع .. رمآدي اللون بـ خصر وآطي مربوط وحذآئه أخيراً عملي أبيض اللون بـ أربطه محلولـه !
ردت سآئله بـ إستغرآب أشدّ من تفحصت كآمل مظهره المبعثر: طآلــع !!
مسح على شعره الكثيف من الجآنبين رآد بعجله على وشك الإقفآء عنهآ: إيه شـويّ
....: وقــــفّ
جمد مكآنه ملتفت لهآ بعقدة حآجبين إستفهآميّه تتبع عيونه حآدة النظره إقترآبهآ الهآدئ تجآهه مردفه: أبيك بموضوع وكنت جآيتك أسآساً
أطبق فمه مغمض العين بـ همّ من أدرك طلبهآ له بذآت النبره المعهوده لتورطهآ بشيئ أو رغبتهآ بشيئ مآتقوى إمتلآكه بنفسهآ دون مسآعده أو إخبآره عن سآلفه من سوآليف هآلبيت ومشآكله اللي أبداً مآتنتهي: أوكي , بس أخلص وأردّ نتكلم
....: الموضوع مهم يآسند مآبي أأجـل
شدّ فمه المطبق بـ ضيق خفي من ضغط إخوته عليه ...
آخذين بـ المزآيده عليه دون مرآعآة منهم للكمّ المهول من المسئوليه الملقآه عليه وحده ..
موضوعهآ مآيتأجل ولآ بيده هو يأجل موضوعه ..
هآلطلب إللي كآن ليومه هذآ يعتقد أنه قد فقد الأمل بتكرآره ولو عن طريق الخطأ ..
فمآ بآلك وهو طلب تمّ بكآمل الوعي والإدرآك والرغبــه ..
شتم نفسـه عن تجآهله للرسآئل المستلمـه دآئماً وإللي كآنت أغلبهآ من شركة الإتصآلآت وعروضهآ الممله وإللي أحسّ ولأول مرّه بـ أهمية تفقدهآ من وجد وعن طريق الصدفه والفرآغ الوقتي بهآلمسآء خصوصاً إللي أجبره على فتح أيقونة الرسآئل بـ جوّآله المرقمـه بـ تنبيه أحمر اللون للعدد 43 من الرسآئل الغير مقروئه أحدثهم رسآله مستلمه بتآريخ اليوم الفآئت مسآء الثآمنـه !
" محتآجه أكلمك شويّ .. أبي أقآبلك , تسـع بـ الضبط ...... وردهـ "
أضنآه الشوق وأهلكـه الإنتظـآر ..
إتهـم بـ انحرآف الميول الجنسي والشذوذ ............ وهي السبب !
يقر ويعترف أنهآ مختلفه .. وكل إللي يحسّه مختلـف .. وبـ التأكيد هي المسئوله عنه والمتسبب الوحيد فيـه ..
شهور طويله بآردهـ وكل مآلهآ عوآطفه الموجهه تجآههآ في نمآء وتعآظم وإستفحآل ..
كآن على الأغلب السبب فيه هو ذآك النسخه الذكوريّه الممآثله لهآ بوجود فوآرق عرضيّه بسيطه من الشآرب الخفيف والذقن مثلاً والحآجبين غير المرتبين .. فيمآ دون ذلك كآن حقيقـة كآن نسخـه مطآبقه لهآ حتى بـ النظـره !
الهيئه الظآهريّه والبنيّه الجسديّه والملآمح والنظرآت كلهآ أمور كآنت بـ النسبه له الدآء والدوآء ..
الدآء بـ تعآظم هآلإحسآس دآخله ونمآءه وهو يشعر بـ إقترآبهآ الدآئم منه دون إفترآق والدوآء لذآت الإفترآق .. حيث كآن وجود سهيل بمثآبة المُسكّـن لإشتعآل مشآعره والمُخدّر لـ تأجج أحآسيسه ..
هي بنفسهآ اللي طلبت الإقترآب ..
إن كآن قبلاً قدر أن يخضع لـ حُكم العقل ويجبر نفسه الإبتعآد عنهآ فهآليوم تحديداً وبرسآلتهآ القصيره معدودة الكلمآت قد خرج عن سطوة العقل وخضع لسلطآن القلب !
هزّ رأسه نفياُ بـ تعذّر آسف مُردف بـ تلمسّه لـ ذرآعهآ الأيمن بحركة سريعه عجلـه: معليش أصآله مو الحين , ضروري أطلع
بققت عيونهآ بـ عصبيّه غير مُصدقّه صآئحه: يآسند أقولك أبيك وضروري وش ذآ الشغل الحين !!!
أيّدهآ الصوت الذكوري اللعوب إللي تعآلى من ورآءهآ يظهر خروجه من الطرقه الخآصه بـ الجنآح الرئيسي بـ الطآبق والخآصه بـ غرفة وآلديه: إيه صــح وش ذآ الشغل الحيــن !
قآلهآ بمكر وهو ينظر بمعصمه الخآلي من وجود السآعه لترد أصآله عليه بصبر نآفذ: مآلك وللي يعآفيك مو وقتك
شهق بـ إستهبآل مُدّعي البرآءه بملآمحه سآئل: وش قلــت !
سفهته أصآله مكمله حديثهآ لـ سند المشغول بـ تعديل مظهره المبهرج دآق قدميه بـ الأرض لإنزآل بنطلون – ترنغه الريآضي – شآد على صدره شقّي سترته الريآضيّه قبل إغلاق السحآب .. مظهره المريب غير الدآل إطلآقاً عن ذهآبه لقضآء أشغآله إن كآن صآدق !
رفعت حآجبهآ الأيسر بـ إستغرآب سآئله: أي شغل بتطلع له وإنت شكلك كذآ ! وشلون السآعه الحين تسـع الليل والشركه مفتوحه !!
أكمل عنهآ مآلك إللي مآتوآنى عن تسديد لكماته بـ كلمآته المبطنّه مفهومة المغزى من قبل سند وحده: إيّ صح أي شغل الحين ومع مين ! ولآ شغلك بـ المؤسسه مع عمّآل الحرآسـه !
أطبق فمه مغتآظ رآد وبجفآء: لآ شغلي مع سهيــل برآ المؤسسـه بكبرهآ ..... تمآم
أصآله: يآربي وإنت حتى بـ البيت مشغلك ذآ الشغل
مآلك: لآ وإنتي الصآدقه حتى بـ البيت مشغلـه ذآ السهيـل
نآظرته أصآله بـ إزدرآء قآصده إستصغآره لبلآهة قوله غير مُدركه القصد من كلآمه الشيّ إللي عآكسهآ فيه سند اللي وصله وتمآماً المغزى ليقرر الصمت سآفههم بـ نفخ هوآء فمـه بـ توتر يظهر وآضح وجلّي ..
الشيّ إللي من المستحيل يفوته مآلك مُعقب هآزئ: روق روق مو زين سهيل يشوفك متوتر هآلقدّ ... أبيك تكون إنت المسيطر على الوضع
خزّه سند بتوعد مُهدد أن يبتلع لسآنه وإلآآآآ , ليوسع مآلك عيونه بـ برآءه كآذبه مضخم صوته: أخوي حبيبــي وقصدي مصلحتـك .. روق
....: متجمعيـن على خير إن شآلله !
إلتفتوآ ثلآثتهم للي قآطعتهم بـ إقبآلهآ عليهم مكتفة السآعدين ليصفق مآلك بيديه بآسم: هـــه وجـت صآحبة آلشآن خطيبة الحبيب سهيـل .. هلآ وآلله سآلي
أعقدت سآلي حآجبيهآ وإبتسآمة إستنكآر مستغربة كلآم مآلك سآئله ببلآهه: شفيك إنت !
أصآله: مآلك إبلع لسآنك شفيك صدق إنهبلت !
تحسس مآلك برآحته اليمنى ظهر سآلي إللي وقفت بجوآره هآمس: إنتبهي زيك على خطيبك .... المفترسآت حوله كثير
إزدآدت عقدة حآجبيهآ وكذلك وضوح إبتسآمتهآ البلهآء سآئله: شقصدك !
أشر مآلك برآسه صوب سند لتنقل سآلي عيونهآ المستفهمه بين ثنينهم غير مستوعبه في حين قبضت أصآله كلتآ يديهآ على المرفق الأيمن لسند طآلبته بدلآل: سنـد تكفـــى , كآن أمدآنآ أقولك السآلفه بدآل ذآ الوقت إللي رآح هنآ
مآلك: لآ أصآله لآتعطلينه أكثـر مآتشوفيه متحروق للمقآبله .. يلآ يلآ روح .. روح لآتخلـه ينتظـرك بس هـآآآآ لآتقسى على الرجّآل .. لآتفترسه , عيب عليك خلّ شيّ لـ سآلي مسكينه
سآلي: وش ذآ السخآفآت إللي تقولهآ ؟ وش موضوعكم إنتو ؟!!
مآلك: تدرين سآلي وأنآ أخوك وشهو أخطر من المعجبآت على الرجآل ؟!
سآلي: .................
مآلك: اللي أخطر من المعجبآت هم المعجبين ! أف تخيلي لو إن سهيل خطيبك ينعجب فيه وآحد مو وحده
سآلي: ههههه مآلك إش هآلسخآفه ؟ حبيبي إنت محموم ؟
مسّ مآلك جبينه هآز رآسه نفياً معقب بـ ابتسآمه هآدئه: لآ أبدّ , مآفيني حرآره .. بومـب .. بس أقولك نصيحه إنتبهي على سهيل لأن سـنـد معجب فيـه وبقـــــووووه
صآح سند مزمجـر: مـــــــــــــــآلك !
توسعت عيون مآلك بدهشه مفتعله للحظآت ثآبته نظرآته بعيون سند المشتعله آخذه سهآم تهديدآتهآ وتوعدهآ بـ الترآشق في عيونه مُدعيّة البرآءه نهآهآ بـ إبتسآمه متوتره مصوّب كلآمه لسآلي بصوت خفيض ولكنه مسموع للجميع: على الصعيد المهني طبعاً .. سند معجب بـ شغل خطيبك وكفآءته وأمآنته وبلآ بلآ بلآ كل ذآ الهرج فهمتي !
سآلي: مآلك مخبول إنت ؟!
قوس فمه رآفع يديه مبسوطة الرآحتين إستسلآماً: آللهم بلغـت
ترقبوه ثلآثتهم بنظرآت مختلفة المعنى غآضبه متوعدّه من سنـد , متململـه من أصآلـه وإستنكآريّه بلهآء من سآلي إلى أن غآب عنهم ورآء بآب غرفته لتقطع سآلي الصمت: شفيه هذآ مسخّـن !
أصآله: آستغفرك يآرب وأتوب إليك
سند: صبرك يآرب ....... أنآ طآلع
/
/
/
شدّ شعيرآت رأسه من المؤخره ينظر خلفه بـ ترقب لـ عدم ملآحقـة أخوه الأصغر له وخصوصاً بعدمآ تمكن من رأسه الخآوي توهمآته البلهآء الغبيّـه ..
ردّ ينظر البوآبه الحديديه الخآرجيّه بعدمآ تأكد من خلو المكآن حتى من وجود الحآرس سآحب المقبض يميناً للبوآبه الضخمّه إللي كآنت بخآصيّة السحب – بآب جرّآر – ليفآجئ بوقوفهآ أمآمهآ !
تصرفآتهآ غآيه في الجرأه واللآتحسّب !
إبتلع ريقه ثآبته عيونه المذهوله بعيونهآ الوآثقـه .. جريئـه وغير مبآليه ..
تلفت يمينه ويسآره تأكداً لخلو الطريق إلآ من وجودهـم ..
إقترب تجآههآ خطوتين سريعه وآسعه تظهر غآضبه ..
برغم طولهآ الفآرع إلآ إنه تعدّآهآ وبـ سنتيمترآت قليله ..
الفرق البسيط إللي ألزمه بـ إخفآض رأسه عليهآ تكآد أطرآف خشومهم تتلآمس هآمس: فقدتـي عقلــك أكيــد
....: أبغى أتكلم معـك ضروري
شدّ على شعره سحباً من المقدمه , تصرفآتهآ تقودهم ثنينهم للهآويه !
ضمّ أصآبع يمنآه لبعضهم إشآره لمحآوله إفهآمهآ رفقاً رآص على أسنآنه كآبت إنفعآله: غلـط يآوردهـ ... هذآ غلـط
....: أدري
زفر بقوّه صآد عنهآ بوجهه ينآظر آخر الطريق ..
آخره إللي سطـع منه إضآءه صفرآء كآنت إنآره لإقبآل وآحده من السيّآرآت قليلة المرور تجآههم !
وهو إللي نآدراً مآيربكـه شيئ ....... توتـر !
إبتلع ريقه يرمق السيآره بنظرآت خفيضه تحتيّه مترقبّـه في حين كآنت هي أمآمه ترقبـه هو بذآت الترقب .. ظهرهآ للسيآره إللي تعدتهآ مروراً من خلفهآ وحينهآ صآح: إنتي مو نآويه تجيبينهآ لـ برّ .. شقصتك الحيـن هـآآ !!
....: أبقولك قصتي الحين .. بتسمعهآ ؟!
ردّ ملتفت يمنه ويسره سريعاً مغتآظ , ودون تردد قبض بيمنآه على مرفقهآ الأيسر كـ حلّ بديهي سريع دون تفكير !
....: تعآلــــي
قآلهآ بجفآء وهو سآحبهآ خلفه من مرفقهآ دخولاً لبيتـه !
تثآقلت بـ خطوآتهآ رفضاً مرآفقته صآئحه: ويـن رآيـــح !
نفض مرفقهآ من يده ملتفت لهآ بعصبيّه رآص على أسنآنه بـ غيظ: عندك حلّ أحسـن !
دآرت عيونهآ حولهآ والبآب من ورآهآ مفتوح ..
المسآحه من حولهآ خضرآء .. تظهر حديقـه فسيحـه فآقت حديقتهم مسآحه وكذلك عنآيـه ..
على جآنب أيسر بعيد تظهر جلسـه خوصيّه لمجموعه من الكرآسي المجمعّه حول طآوله زجآجيّه ومظلله بـ مظلّه وكأنهآ من القشّ ..
كآن وآضح لهآ من وسط العتمـه بسبب الإضآءه الخآفته الصآدره من محيط المسبـح القريب ..
وكأنه فهم نظرآتهآ المتردده وحديث عقلـهآ البآطن .. إرتفع حآجبه الأيمن سآئل سؤآله المبطن مفهوم المغزى: عندك حلّ أفضـل ؟!
....: لو أحد من أهلـك ..... ءآآآ ..... يعني
....: محد من أهلي بيتجرأ وإنتي معـي .. أقصد وإنتَ معـي
من فورهآ فهمت تلميحه المبآشر .. إرتفع ذقنهآ بتكآبر وكأنهآ لآمبآليـه ..
تحسست الـ - آيسكآب – على رأسهآ وإللي وآرى كآمل شعرهآ تأكداً لـ ثبوتـه وعدم إظهآره الشيّ إللي يعطيهآ الصفه المؤنثـه أنتي بدلآً من أنت !
مآل برآسه تجآه الشيّ إللي إستقرت سريعاً عيونه عليـه ..
الشيّ إللي مآكآن إلآ سيآره رمآديّة اللون من طرآز ريآضي مكرجـه بـ المدخـل !
إبتلعت ريقهآ قآبضه لـ أصآبع يديهآ ثم مفرقّه مآبينهم كـ تمرين لفكّ التشنج والتجمّد إللي أصآبهآ من الأطرآف ..
وقفت لحظه بعدمآ سبقهآ هو دخولاً للسيآره لترد مآسحه المكآن الخآلي من حولهآ بنظره سريعه قبل مآتمتد يدهآ المتردده لمقبض البآب فآتحتـه ..
البآب إللي أغلقته بهدوء من بعد دخولهآ ضآمه كلتآ يديهآ لمآ بين فخذيهآ مطرقة الرأس تنظر موطئ قدميهآ لفتره من الزمن قصيره إنتهت بسؤآله الهآدئ بعدمآ أطلق زفره عميقـه وإرتخى بجسده على كرسيه مآسح شعره: أسمعــــك
....: لآتفهمني غلط يآسنـد
....: الشيّ الوحيد إللي أنآ فآهمه إنك ضآيعـه , ضآيعه ووحيده ومآعندك ثقـه بـ أي أحد من إللي حولك .. أو عندك إنمآ علآقتك فيهم فآتره , مو ذيك العلآقه إللي تخليك تلجئين لهـم وقت حآجتك حتى وإن كنتي بحآجة فضفضه مو أكثر – إرتفعت يمنآه بـ الهوآء كـ إشآره يطلبهآ عدم المقآطعه مكمل – مآ أقول إنك توثقين فيني ذآك الزود لآ , أنآ عآرف نفسي على إيش ... حآلتك بـ الضبط مثل إللي يبي يتكلم مع أحد غريب , أحد مآيسأله عن شيّ ولآ يلومـه على أي شيّ ... هل أنآ الإنسآن الصح ؟! أبشرك لآ .. وإنتي قآعده تغلطين ممكن أقول أكبر غلط بحيآتك , بس بحآول على قد مآ أقدر مآ أردّك
....: مغرور وتآفـــه , فعلاً هذآ أكبر غلط إللي قآعده أسويـه وشكراً لتوضيحك , فعلاً كآن غبـآء ..............
قآلتهآ بـ جفآء ويمنآهآ ممتده للمقبض إللي قبل مآينفتح لحقهآ هو بقبضة يمنآه القآسيه على معصمهآ الأيسر ...
قبضه كآنت مآنعـه , رآدعـه ... قبضه تقولهآ إنتظـري , لآتروحـــي ... قبضـه تقول أنآ آســف !
من فورهآ إرتخوآ كتفيهآ إستسلآماً مغمضه عيونهآ إللي جبراً فآرت منهم الدموع ..
مسحت بيمينهآ السآئل من دموعهآ ليقرر هو أخيراً تحرير يسرآهآ إللي سآعدت يمينهآ في مسح وجههآ شآهقه نفس عميق قبل مآتلفظ همساً متوسله: لآتندمني يآسنــد ....... لآتسويهآ
....: إنتي قآعده تعيشين حيآه غلـط يآورده , علآقتك مع أقرب النآس لك غلـط .. كل شيّ فيك متخبـط وهآلتخبط مأثر على نفسيتك وعلى أفعآلك وقرآرآتك .. أنآ متأكد لو إنك فعلاً سليمه نفسياً ومستقره قرآر مثل إنك بس ترسلين لي تبيني كآن من المستحيل إنك تفكرين فيه .. شلون عآد وإنتي قد نفذتيـه ! ملتزمه قدآمهم بـ الحجآب والغطآ ومعـي أشوفك بملآبس إخوآنك .. أشوف وجهك , عيني بعينـك ... إنتي مرتبطه بـ إنسآن يآورده المفروض إنه أقرب لك من أي قريب .. شخص إنتي بعصمته , هو الأولى إنه يستمع لك الحين مو أنآ .. هذآ الصح يآورده , أنآ مآعندي مآنع لو أشوفك كل يوم .. لو نتكلّم بـ الجوآل , لو نترآسل .. بس غلــط , مآ أرضآه على نفسي أول شيّ قبلك , مآ أرضى أكون خآين وخآين لأشيآء كثيره .. لديني ولأخلآقي ومبآدئي ورجولتي ولإسمي وإسم أبوي ولرجّآل ثآني مآ أعرف عنه غير إسمه وصفته إللي مخليته زوج لك ....... لـ آدم .. هآلشيّ ثقيل على قلبي يآبنت معآذ مآنيب متحملّه ومآ أرضآه لك , دآري إنه غصب عنك وذآ لأنك مُشتته بس هذآني أعلمك
قآلهآ وإنربطت عقدة حآجبيه القآسيه إستغرآباً لرد فعلهآ التعبيري تعقيباً لـ كلآمه .. التعقيب إللي يظهر وكأنه سآخر .. هآزئ !
ترقب هزهآ لرآسهآ نفياً مبلله شفتيهآ وإبتسآمه قصيره بوجههآ إللي مآيشوف إلآ جآنبه الأيسر مرخيه ظهرهآ لخلفية كرسيهآ تنآظر الظلآم على يمينهآ من ورآء الزجآج !
سأل بـ هدوء: وش إللي تفكرين فيه !
....: كيف نعرف الشخص إذآ فعلاً خآين أو لآ
أتآهآ الرد سريع مآستغرق حتى الثآنيه: مآرح تعرفين
إلتفتت له من فورهآ عآقدة الحآجبين , دون أن تسأل إنرسم الإستفهآم بوجههآ ليجآوبهآ هو بديهياً: الخيآنه غآلباً فعل مُستتر .. مو زي الكذب مثلاً .. تقدرين تكتشفين الكذب لأنه شيّ وقع قدآمك أو أحد حكى لك , أمآ الخيآنه لآ
....: حتى لو أحد حكى لي , مثلاً عن خيآنة أحد !
....: لآتصدقي أي شيّ تسمعينه
....: حتى لو كآنت من لسآن الخآين نفسـه
....: وشدرآك إنه صدق خآين !
....: إهـو إعترف
....: وإنتي تصدقين أي شيّ ينقآل لك !
....: وليش مآ أصدق ؟!
....: وليش تصدقين ؟!
مسكت رآسهآ مغمضه عيونهآ تحس بتعب .. إبتلعت ريقهآ شآهقه نفس عميق قبل أن تفتح عيونهآ وتردف هآمسه برجآء: تكفى يآسند , لآتعآملني بهآلإسلوب
....: أي إسلوب !
....: إنت فآهم قصدي , عقلي مُرهق ومشوّش وإنت إسلوبك ملتوي .. صدقني أنآ صريحـه ومآلي غرض إلآ إني أرتآح .. لآ تلف وتدور معـي
...: أنآ قآعد أحآول أعيد لك تركيزك , مدري عن الموضوع بس وآضح إنك سآلكه درب العنى فيـه في حين إن فيه درب ثآني مفتوح تقدرين تمشين فيه بس إنتي عقلك مقفّل
....: ومآجيتك إلآ عشآن تفتح لي عقلي
....: أسمعـك
....: كم في الميه أقدر أثق فيـك يآسند !
...: صفــر
إتسعت عيونهآ غير مُصدّقه ليرد هو مأكد: صفر وأدري إن هآلشيّ مآرح يأثر عليك أو يردك .. وآضح إني الحل الوحيد قدآمك .. لآتخآفي منّي , مآلي غرض فيك .. – أخفض بصره للمقود وإبتسآمه جآنبيه سآخره مآل بهآ فمه هآز رآسه نفياُ هآمس - : سبحآن آلله
....: إيش ؟!
....: كنتي على بآلي اليوم .. قعدت أعيد ببآلي يوم إلتقينآ بـ الخفى
قآلهآ وإلتفت لهآ بذآت الإبتسآمه السآخره مآشآف بوجهآ الإ التبلد وبعيونهآ الإهتمآم .. أكمل هآمس مسند رآسه لخلفيّة كرسيه ينآظر بـ المرآيه الأمآميّه: مآبيك توثقين فيني بس أبيك تتأكدي إني مآرح أئذيـك , حتى إللي كنت أبيه من قبل مآكآن بنيتي أئذيك إنتي فيـه ... كنت أبي شيّ من معآذ مو أكثر
ورده: وأنآ كنت هآلشيّ ... هـه
....: شلون خآنك آدم ولـد نآصـر !
تملكتهآ الصدمه تنآظره مذهوله , مآكآن بنيتهآ تفصح الأمر علنـي وتذكر أسمآء .. لكن وآضح إنهآ شخصيّه ذآت أورآق مكشوفـه أو على الأرجح إن سند هو إللي شخصيّه كآشفـه لجميع أورآق من حولـه !
مسحت وجههآ برآحتهآ اليمنى ثم أطلقت نفخـة هوآء من فمهآ المضموم .. أعآدتهآ ثآنيه , وثآلثه .... ورآبعـه
أعآدتهآ إلى أن وهنت كليّا .. مآعآد لهآ قدّره على السيطره والتحكّم ..
ترقرقت ملآمحهآ بـ البكآء إللي تجسّد فعلياً بـ الدموع ..
شهقـه قويّه حآده ومسموعه أصدرتهآ أخيراً متحرره من بعد كبت ..
مسحت دموعهآ المتوآصله وبآلقوّه مردفه بصوت مخنوق , مبحوح , إنهزآمي حزين مُحبط: أنآ ضآيعـه يآسنـــد
سند: ............
....: أنآ فعلاً منّي قريبه من أي أحد مع إنهم كثير حولـي , منّي قآدره أتكلم مع أحد , إللي أبيه صعب أتكلم فيه مع أمّي , ولآ مع أحد من إخوآني ولآ مع أبوي إللي بعيد أصلاً عنّـي ... مآلي أصدقآء , مآلي أقآرب أمّ وحتى نسمه بنت عمّي الوحيده بعيده عنّي ... مآلي أحدّ , أبغى أحدّ أثق فيـه , أرتآح له وأكلمّـه .. أبغى أستشيره , أبغى أعرف إيش أسوي , إيش الصح وإيش الغلط , أبغـى أمّـي ... أمّـي يآسند مآنيب لآقيتهآ فـ أي أحدّ , أمّي من زمآن سألتهآ بطريقه مو مبآشره سنـد أو آدم ... مآقآلت سند ولآ قآلت آدم بس قآلت الشيّ إللي أبيـه .. الشيّ إللي ريحنـي , معرف ليش أرسلت لك , معرف ليش قلت أبغى أشوفك .. أنآ حتى مآفكرت فيك .. منّي مستوعبه ليش إنت ! عآرفه إنه غلـط وأكبر غلط بس مآشفت من كل إللي حولي إلآ إنت .. لآتستغل هآلشيّ يآسنـد تكفـــى
بطرف عينه اليمنى لمـح عروق سآعديهآ النآفره رغم خفوت الإضآءة الدآخليّه للسيّآره ..
عروق إزدآدت شدّة زرقتهآ متفرعّه بظآهر كفّهآ الأيسر..
كفّ رقيق , هزيـل .. أصآبع نحيلـه طويلـه ..
كلّ مآفيهآ وإن بدآ غريب فهو مُثير وبشكل سآحـق ..
إبتلع ريقّه بقوّه , بقوّه يبتلع معهآ وفيهآ كل مشآعره المضطربـه وأحآسيسه المشتعلـه وكآمل عوآطفه الحسيّه والجسديّه المهتآجه المنفعلـه !
ظهر صوته مُرهـق , وكأنه للتوّ أنهى عمل شآق , مُجهـد , للحدّ اللي معه تقطعت أنفآسه ولهـث , قآلهآ من ورآء قلبه كآذب
....: مآلي حآجتن فيـك يآبنت مُعآذ
أغمضت عيونهآ برآحه شآهقه نفس عميق أطلقته بـ هدوء على دُفعآت متبآطئه .. أردفت ورأسهآ مُطرق , بصرهآ مخفض عيونهآ معلقّه بـ التصآق بآطن كفيّهآ وتشآبك بنآن إبهآميهآ ..
....:قآلت إنه خآيـن , خآين لأشيآء كثير .. خآنهآ هي بـ إرتبآطه فينـي .. وخآنّي أنآ من أقآم معهآ هي علآقه وهو مرتبط فينـي .. وخآن نفسه لأنه أنكر أبوّته .. وخآن إبنه لأنه سمح ان ينتسب لغيره .. وخـآ ......... – ابتلعت ريقهآ قبل أن تكمل , أدركت فدآحة إللي كآنت على وشك أن تلفظ بـه ... تدآركت نفسهآ , تدآركت شتآت عقلهآ وإنسيآبيّة قولهآ , بترت كلمآتهآ بـ أخرى – كيف أعرف إن هآلشيّ صدق ؟!
....: وليش مآتقولين كيف تعرفين إن هآلشيّ كذب ؟!
نآظرته بعيون مُتسعّه .. مو المرّه الأولى إللي يعيد فيهآ دبلجة كلآمهآ بطريقته هو .. الطريقه المبطنّه إللي يحآول يوصل لهآ فيهآ شيئ ذآ مغزى .. تدقيقه اللغوي صآئب ويصيبهآ في مقتل ..
أكمل بهزة رآس نآفيه وعيون ضآئقه: مآنيب عآرف المشكله فيك بقصد أو لآ .. بس حآس إنك أصلاً مصدقّه , أو عندك شكّ من الأول وهآللي وصلت لك هآلكلآم جت ع الجرح ...... منهي إللي قآلت لك ؟!
....: نآهـد
....: نآهد مين ؟!
وللمرّه الألف تخطئ بتسرعهآ , هي في الحقيقه عقلهآ مو معهآ .. هي شآرده سآرحه , تعيش في حآله من التيـه والضيآع ..
إبتلعت ريقهآ متحسسه بيمنآهآ جآنب عنقهآ الأيسر , تحسّ بـ الإختنآق: وحـ ... وحده أعرفهآ ... يعني .... من بعيد
....: يآقوّ عينهآ , تعترف لك بسوآتهآ ؟ بآيعتهآ هذي ولآ شقصتهآ ! لو تبي تخرب عليك فيه مليون طريقه إلآ إنهآ تجيب طآريهآ بـ الموضوع ! في شيّ غلط ... مو دآش مخي , وحده طبيعيّه تقول هآلكلآم ؟ إنهآ على علآقه برجّآل ! ...........
ورده: ............
وكأنه تدآرك شيئ إستنكره سريعاً , أكمل بسرعه غير مُصدّق: لحظه لحظه .. إرتبط معهآ بعلآقه من بعد إرتبآطكم !! علآقه من أي نوع بـ الضبـط !! وشلون إنه أنكر ولـده ؟ آدم كآن متزوج قبل !
ضحكه قصيره هآزئه سآخره من حآل نفسهآ أطلقتهآ مسموعه هآزه رآسهآ نفياً لآفظه بصوت مخنوق مُجهد , إضآءة السيّآره الدآخليه الخآفته مآمنعته من رؤية التلألأ بعيونهآ الدميعه الُمرقرقه: آدم عُمره مآتزوج
....: علآقه غير شرعيـه !
وآرت وجههآ بكفيهآ مآئله بنصفهآ العلوي مسنده جبينهآ لتآبلوه السيآره صآئحه بصوت مخنوق بآكي: لآتسألني يآسنـــد ..... معرف .. معرف شيّ ... ولآآ أي شـــيّ
وصلهآ صوته قآسي , آمر وبـ جفآء: إعتدلي وكلميني عـدل
....: منّي قـــآآآآدره يآربي
....: وإنتي ليش منهزمه كذآ ! أصلاً مآفيه شيّ مؤكـد , إنتي شلون سمحتي لهآ تكمل كلآمهآ وسمحتي لنفسك أصلاً تسمعين ؟ وآضح إن ثقتك بـ العآلم عدم
نآظرته والدموع متجمعه بعيونهآ مشوشه لهآ الرؤيه سآئلته بـ وهن: إيش قصدك !
زفر بغضب مكبوت مردف: إللي أقصده إن هآلرجّآل زوجك , يعني فيه ثقـه , فيه فهم وفهم عميق لهآلشخصيّه إنتو منكم توكم مخطوبين إنتم أسآساً كآن مفترض زوآجكم بـ الأيآم إللي طآفت .. والحين من وحده مدري كيف قطت بـ أذنك كلمتين ورآحت هدت العآلم كله فوق رآسك ! حتى كلآمك من أول يقول إنك مصدقّه وتبين تثبتين حقيقه هآلشيّ وأنآ إللي قآعد أعدل لك .. ليش مثلاُ مآتثبتين عكسـه .. تثبتين كذبـه ! وكأنك فعلاً مصدقـه !! إنتي شقصتك شآيفه شيّ على الرجآل من قبل ؟ لأن وقتهآ الحسآبآت كلهآ بتتغير
شهقت مخآط أنفهآ السآئل هآزه رآسهآ نفياً: مآ ..... مآفيه
....: آستغفر آلله وأتوب إليه , ودآم مآفيه ليش تفكرين ! ليش مآكلمتيه فوراً وقلتي له كل السآلفه وهآلخرآبيط إللي قآلتهآ ذيك نهآد مدري نآهد
أخفضت رأسهآ مغمضه عيونهآ وبآلقوّه .. سيل مندفع من الذكريآت تتدفق وبقوّه لعقلهآ حآضره لذهنهآ وكأنهآ للتوّ حدثـت ..
حزنه البآلغ بـ بدآيآت إختلآئهم وتلميحآته المتكرره لهآ بكونه مُخطئ .. مخطئ وخطأه لآيغتفر .. مآكآنت تجآوبه إلآ بـ إبتسآمه وعيون مُشعّه لآمعه .. من فينآ مآيخطى ؟! مآيهمني يآ آدم مآضيك .. منهو آدم قبل ورده .. مآيهمني , المهم عندي آدم من بعد إرتبآطه بـ ورده ... إيش ؟!
ذكريآت ثآنيه إشترك بهآ طرف ثآلث .. وهو محآولآته المستميته بـ إبعآدهآ عن نطآق نآهـد .. تتذكر غضبه العآرم الللآمُفسّر برغبتهآ هي التعمق بـ المعرفه على السلفـه المستقبليّه لهآ ..
رغبته في الإبتعآد بـ السكنى عنهآ .. رغبته حتى في عدم إختلآطهآ إللي إمتد ليشمل اخوآتهآ من البنآت !
نآهد دآئماً كآنت كآبوس مُرعب ذكره أمآمه ... إلآ إنهآ وبلحظآت أخرى .. في حضرتهآ هي تحديداً تشهده شخصيّه في منتهى اللبآقـه في التعآمل .. رقيق النبره , عذب الإبتسآمه غريب النظره ... نظرآتـــه ! نظرآته لـ نآهد دآئماً مآكآنت تحمّل مغزى غير مُفسّر لهآ إطلآقاً ...
ونظرآت نآهد لهآ شخصياً كذلك كآنت غير مفهوم سببهآ ..
بـ الوقت إللي كآنت نظرآت آدم لـ نآهد في منتهى الرقّه , كآنت نظرآت نآهد لـ ورده في منتهى الحقـد والغـلّ والكرآهه !
أول مآرتفعت يدهآ لصدرهآ رآغبة في تحسس عنهآ تشعر بـ الإختنآق ... عبره بـ الحلق خآنقـه ...
تبآدر لذهنهآ مشهـد على رأسهآ نزل كمآ الصآعقـه ...
بكآه الغريب المُريب لحظة إنهيآره بكأءاً عليهآ وخوفاً ..
كآن كمآ الطفل ينشج وينتحب بـ حضن أخته .. نظرآت الندم بعيونه كآنت كبيــره .. والهلـع إللي إعترآه من مجرد خروج الطبيب من غرفة العمليآت .. إسرآعه بعيون أفجعهآ القلق بترقب للإجآبـه ... وذآت العيون إللي أغلقت بـ طمأنينه ورآحه لحظة إعلآن الجوآب ... أحست وكأن الروح ردت له هو وكأنهآ تعنيه هو .... الطبيب ذآتاً كلآمه وقتهآ كآن موجه له مو لـ بسّـآم ...
بسّآم إللي تأثره كآن مكبوت , كآن متأثر نعم وبقوّه لكنه على الأغلب دآخلي خلآفاً لذآك إللي فضحته مشآعره ..
مشــآعــــــر !!!
على الأغلب إنهآ مشآعر وحقيقيـه تنآست الإختفآء يمكن لأنهآ بموقف إنسآني مآيسمح بـ الدسآسه والموآرآه !
قبضت على حلقهآ وذكرى مشهد آخر آكثر توجّع ..
السلسآل إللي تمنت بلحظه إنه يهآديهآ بمثله ..
فكره أشعلت فيهآ نآر الغيره ولكنهآ مآتجرؤ على الطلب ..
أهدى غيرهآ سلسآل حرفـه !
يتردد بـ إذنهآ صدى ضحكآتهم من بعد قلق إلى أن شرح ... سلسآل - علـي - .. ليش مو علي وآدم بـ بدآيآت الإنغليزيّه لأسميم , ذآت الحرف !
اعتصرت عيونهآ وجع مرغمه نفسهآ مآتفتح .. مآتشوف ولآ تتذكر .. تتذكر نظرآتهآ وكأنهآ تعيدهآ الحين قدآمهآ .. نظرآت تبآهـي وإنتصـآر .. نظره تقول فيهآ آدم لي مو لــك ...
آدم وقدآم عيونك وعيون زوجهآ وقدآم الجميـع يقول أنآ لهـآ ... لـ نآهــد !
يآللجــرأه !
لجمت فمهآ بآلقوّه مآنعه شهقآتهآ من الإحتدآد ..
عيونهآ آخذه منهم الدموع تنسآل وتنهآل ... صُدآع رآسهآ آخذ في التمآدي .. تشعر بـ طنين في أذنيهآ ...
ذكرى بدآيآتهم , الأولى .. والأولى جداً ..
رحلـه بـ مصر , تحديداً بـ النوبـه ..
ورآء جذع شجره ضخمه إستمعت ودون قصد منهآ لمكآلمه عآطفيـه غآيه في الرومآنسيـه ... مكآلمه مع ذآت الشخصيّه الحآملـه لـ حرف الـ n الإنغليزي !
حيآتهم شفـرآت , وحروفهم هي لغة التوآصل على الملأ ..
أي دنـس ورجـس ونجـس هذآ إللي يعيشونـه اثنينهم مقحمين غيرهم فيـه !
في مكآنه جآلس وتحمّد ربه أن بجلوسه فرض عليه نوع من القيد وإن كآن وآهن ... يده متمرده , تطلب ملآمستهآ ..
ملآمسه سطحيّه دون مغزى إلآ وإنهآ حرفيّا ملآمسه كآنت تطلب الكثير تطلب مجرد إنطفآء لو شرره من شرآرآت نشوته المهتآجه تجآههآ والآخذه في الإشتعآل ...
هو حتى غير قآدر على النطّق .. مجآهدته في كبت إضطرآبآته الدآخليّه عنيفـه .. أقوى بكثير من قدرته على السيطره ...
وكأن كل شيئ حول مآيسآعده .. مآيزيده ضعفهآ الحين قبآله وإحتيآجهآ إلآ بــلآء ..
لو يسمح له بـ ملآمسه وحده تنهي فيهآ كل عذآبآته ... ذآت الملآمسه من الممكن أن تمنحهآ الأمآن المؤقت .. تمنحهآ الرآحه .. لعل هآلملآمسه من سند تمنحهآ السنــد ..
شدّه خفيفه فوق لوح كتفهآ منه تظهر موآسآته لهآ ... شدّه وآحده قآدره تنهي سوء موقفه المُتخذ منهآ في وقت سآبق ... سوء موقفه بعين ذآتـه ..
....: أنـ ... أنآ , هـــوفففف , أنآ بروح
إنشد ظهره بـ إنتبآه والرفض بقسمآته ..
رآفض إبتعآدهآ لكنّه عآجز .. مآله أدنى حق بـ طلبهآ الإنتظآر !
أطبق فمه بـ القوّه مغتآظ وقد تكورت قبضة يسرآه حآفر بـ أظآفره بآطن كفّه !
أعقب بـ جفآء حآد النبره: وش بتسويّن ؟
مسحت على جبينهآ نزولاً لجآنب وجههآ الأيمن زآفره بـ أسى إنهزآمي مُحبط: موآجـهه
ضآقت عيونه طآلبهآ الفهم: يعنـي !
....: مقدر أسوي شيّ , وحده مدري كيف جآيتني تقول هآلكلآم أصلاً خرآبيط , هذي مجنونه أكيد , مغير قآعده تهذي والسبب هو إللي صآر لهآ أكيد نفسيتهآ متعبتهآ .. بكلّم آدم وأعلمه كل إللي قآلته
...: غلـــط
إلتفتت له مسرعه عآقدة الحآجبين مستفهمه ليرد هو وبمنتهى البرود والإحترآفيّه في التخطيط: لو إنك سآرقه وأنآ أدري إنك سآرقه وإنتي تدرين إني دآري إنك سآرقه ووآجهتك بـ السؤآل سآرقه أو لآ بتقولين سآرقه ؟! قآلوآ للحرآمي إحلف يآبنت معآذ قآل جآني الفرج
....: شقصـدك ؟!
قآلتهآ ببهوت مستفهمه تنآظره بعيون ضآئقه إنحدرت لتطيح على يده إللي مدهآ تجآههآ وبهآ الجوّآل , لفظ وإبتسآمه جآنبيّه تظهر أمكر ممآ يُحتسب له هآمس: إنصبيله فــخّ
إبتلعت ريقهآ بعيون متخوّفه مستقره على جوآله .. هي أطهر بكثير وأنقى من أن يقودهآ عقلهآ لـ دوآمآت شركـه ومكر الآعيبـه ليرد هو مكمل برفعة حآجب مآبثت لهآ إلآ التوجسّ ..
آدم شخصيّه بريئـه من المستحيل مقآرنتهآ بـ دنآءة المسمّى سنـد وخبثـه ..
رمشت بتوآلي والإستفهآم بوجههآ , مآزآلت غير مستوعبه ليرد هو مكمل: أرسليله رسآلـه ... رسآله بـ إسمهآ هي مو بـ إسمك
ردت مبتلعه ريقهآ بـ جفون مرتعشـه آخذه في الفتح والإنغلآق لمرآت متتآليه متسآرعه في حين أكمل: مآرح يعرف إنه رقمي أنآ حتى لو بحـث وعموماً أنآ مسآفر مصر قريب , مآرح يكون لي أثر
ورده: .........
إهتزت يمنآه الحآمله جوّآله بـ حثّ مكمل: أرسلي الرسآله وإنتظـري
بيد مرتجفه متردده تنآولته وصدرهآ منتفـخ , إمتلآ بـ الهوآء دون أن يحرر .. أطلقه أخيراً دفعه وآحده بـ التزآمن مع ضغطهآ زر إضآءة الشآشه بعيون مصوبّه وبتركيز لـ أيقونة الرسآئل ليقآطع هو صمتهآ المطوّل بنبره جآهره جآدّه: تعرفين وش تكتبين ولآ أمليّك ؟!
رمقته بنظره كآرهه حآده قلّبت من بعدهآ عيونهآ مطبقه الفمّ وبنآن إبهآمهآ الأيمن آخذ في النقر المتسآرع ...
تكتب ثم تمسـح .. توقف لحظآت تفكر ثم تكتب , وتمسـح .. تعيد القرآءه .. تزيد عليهآ مرّه وتقلص منهآ مرّه أخرى .. تمسح .. تكتب ... إلى أن إنتهـت ..
لحظآت إمتدت لتقآرب الرُبع سآعه تحت أنظآره المُعذبّه بوجودهآ والمهلكـه أشدّ الهلآك من إقترآبهآ .. لو إلتفتت له لـ لمحت العشـق بعيونـه صآرخ ..
نآظرت ثلآث الأسطر المكتوبه بـ إنتصآر بآلغ وكأنه إنجآز عظيـم ... تركت بـ آخر الرسآله مدلول قصير مُشفّر .. على ألأغلب إنه مو غريب أبداً عليه وقآدر على أن يفك الشفرّه ويعلم تمآمآ من المرسل ..
المدلول الحرفي إللي كآن بمثآبة الـ طُعـم إن إبتلعه وقع في الشِرك وإنتهى !
عضّت على شفتهآ السفلى وعيونهآ معلقّه ثآبتة النظره الحآده القويّه الثآقبه على حرفهآ المعني بـ إسمهآ ..... N
قبضت بـ قوّه على جآنبي الجوّآل بيدهآ بعدمآ إنطفأت الشآشه لترد مضيئـه إنمآ هآلمره بـ مكآلمه لرقـم غير مُسجّل ..
رقم في ذهنهآ محفوظ غيبًآ ..
إتسعت عيونهآ بملمح دآل على الفجـع .. إلتفتت له يسآراً وعفوياً وكأنهآ به مستنجده تسأله صوآب التصرف ليجيبهآ بفعل تعبيري أقرب للإنسحآب تآركهآ في موآجهة الموقف وحدهآ دون مُعيـن ..
تقوست شفتيه المطبقـه وإرتفعوآ كتفيـه لتنفخ هي بـ توتر سآحبه على الشآشه مقربه الجوآل من أذنهآ هآمسه: آلــو !
/
/
/
/
عصريّة اليوم التآلي ..
وقف أمآم بآب شقته الجديده ..
بآب دآكن اللون من خشب الزآن الثقيـل مُزين بـ إكسسوآرآت نيكليّه وعدسـه بـ منتصفـه مقآبله لنظر العيـن .. بـ جآنبـه وعلى إمتدآد الجدآر قصريّآت زروع خضرآء وغيرهآ ورود ملونـه ..
أخرج من جيب ثوبه الأبيض مفآتيح شقتـه الخآصـه المعلقه في ميدآليه إحتوت حرفهآ الإنغليزي الخآص اللآمع بـ كريستآلآت برّآقه على إمتدآد حرف الـ W
إتسع فمه الصغير بـ إبتسآمه عريضه من برقت بذهنه فكره فجآئيه ومن فوره أبعد المفتآح رآفع يده لـ جرس البآب المجآور ضآغطـه ومآسرع مآتعآلى صوت تغريد خآص بـ زقزقة عصفـور !
أبعد يده بـ إنتظآر فتحهآ لبآب شقتهم مثلمآ أعلمته أنهآ بـ انتظآره سآبقة له ..
مآنحلّت عنه للحظـه إلابتسامه ... زآدت إتسآع من فتحت البآب لتصير مقآبله لـه جآمـده الملمـح وإن كآن ترحيب !
مآفهمهآ , ولآ حتى أدركهآ .. مآلآحظ شحوب وجههآ وفتوره .. مآلفته حتى الجمود السآكن بين قسمآتهآ لتصير مثل الشبـح .. دون تعبير أو إنفعآل ... ودون روح
دخل بقدمه اليمنى متعمّد لآفظ بـ تفصيّل وهو مآزآل بآسم: بـ اليمنى بسم آلله .... جعلهآ مو آخر مرّه ينفتح لي البآب وتقرّ عيني بذآ الوجـه السموح
مآل برآسه يسره دون حآجه لخفض رأسه بسبب تمآثل طولهم تآرك على خدّهآ الأيمن قبلته السريعه هآمس: مشتآق لك
شدت شفتيهآ بـ إبتسآمه قصيره مجبره مآسرع مآختفت بـ التزآمن مع إقفآءهآ عنه بـ خطوآت هآدئه للدآخل ..
مآزآل منتشـي .. وسعآدته الغآمره غآشيه عينـه عن إستيعآب التغيير الجذري بهيأتهآ وملآمح وجههآ ..
وقف ورآءهآ بعدمآ وقفت هي أمآم جدآر أخذ اللون الرمآدي وثلثه الأخير لون أخضر ليمونـي ...
كآن وآحد من جدرآن غرفة معيشتهـم ذآت الطآبع الحيوي بـ ألوآنهآ المشرقـه ...
سجآدهآ - كليـم - ملون ألوآن متعدده متدآخله .. جدرآنهآ رمآديّه فآتحه مُطعمـه بـ خطوط عموديّه ذآت ألوآن متفرقـه .. أخضر ليموني بـ جدآر, وفوشيآ بـ جدآر وأزرق دآكن بجدآر آخر وأصفّر مُحمر بـ الجدآر الأخير وكذلك الفوتيهآت الإسفجيّه للجلوس أخذت كل وآحده لون مختلف عن الآخر ...
إنتصف الجدآر الرمآدي المُطعّم بـ الأزرق الدآكن شآشة بلآزمآ عريضـه معلقّه ..
والجدآر المُطعّم بـ الفوشيآ ثبتت فيه رفوف خشبيّه حآويّه لعدد من الكتب بـ ديكور معيـن ..
الجدآر الملوّن بـ الأصفّر المحمر كآن حآوياً بـ طرفه للبآب الزجآجيّ الخآص بـ الغرفّه أمآ الجدآر الأخير ليمونيّ اللون كآن الأكثر صخـب إذ تم التعليق عليه عدد كبير من البرآويز عشوآئيّة التريب غير متجآنسة الحجم جميعهآ ذآت إطآر أسود رفيـع ..
برآويز مأطره لصور خآصه فيهـم ..
برآويز حآمله لـ صورهآ وحدهآ , وبرآويز أخرى لصوره هو وحده .. وثآلثه لصور تجمعهـم ..
كآنوآ ثنآئي متمآثل الهوآيـه ... وهي التصويــر
زآدت إبتسآمته إتسآع من سقطت عيونه على موضع سقوط عيونهآ هي وإللي مآكآن إلآ صوره تجمعهم سويّـه ..
الصوره من قرآبة العآم ومآيزيد .. في جنوب مصـر .. أسـوآن تحديداً ..
على قآرب صغير وقفوآ ثنينهم على طرفه بلقطـه عشوآئيه كآنت هي على وشك السقوط الخلفي بعدمآ إختّل توآزنهآ بسبب حركة القآرب المتأرجح على الميآه ليلحقهآ هو والذعر بعيونه قآفطهآ من منتصف ملآبسهآ أعلى الصدر !
كآنت صوره عفويّه من تصوير رجل مصريّ طيّب .. صآحب قآرب , قليل الخبره إذآ مآكآن عديمهآ بـ التصوير ..
بعدم إدرآك منه ضغط على الزر ملتقط لهم أكثر صوره عشوآئيه محببه لقلبهآ ولذهنهآ بـ الذكرى ..
حآوط وسطهآ بيديه إللي اشتبكوآ فوق بطنهآ سآند ذقنه فوق اللوح الأيمن لكتفهآ هآمس بـ القرب من اذنهآ: هآلصوره كآنت بكآميرتي .. كنت أظنك مسحتيهآ
....: مسحتهم من كآميرتك بعد مآنقلتهم عندي
فك إشتبآك يديه دون أن يبعد ذقنه عن كتفهآ مأشر بسبآبة يمنآه صوب صوره خآصه بهآ وحدها تظهر عآبسه ممتعضـه مُردف ضآحك: ههههه تذكرين هذي ! بـ القطآر , أبدّ مآعطيتيني وجه وبـ الحيل أسحب منك الكلآم لين أجبرتك من أخذت لك هآلصوره عطيتيني نظـره !! آلله أكبر وش ذآ الحقد كلّه
....: وآحد جلس جمبي وصفق فخذي يحسبني شآب
....: ههههه أذكر .. تذكرين طيب وش سويت أنآ ؟!
أشرت بـ ذقنهآ صوب صوره ثآنيه لهآ تظهر فيهآ غير مدركه أسآساً للحظـة تصويرهآ إللي تمّ إلتقآطهآ بـ تغفيلهآ على حين غُرّه ..
مآيظهر إلآ نصف وجههآ وكأنهآ تشوف شيّ ورآهآ .. كآنت خصلآتهآ الحمرآء صآخبـه .. شعرهآ كآن ولآديّ قصيـر وفوق رأسهآ طـوق أنثوي ..
أردفت جوآباً على سؤآله: شريت لي طوق وحطيته فوق رآسي غصب ... علآمه يعني إني بنت مو ولد
ألصق شفتيه بـ المفترق مآبين عنقهآ الرفيع ولوح كتفهآ الأيمن بقبله عميقـه مطوله تركهآ قبل أن يعقب هآمس: وأحــلآ بنــت بعــد
كتفّت سآعديهآ وبصرهآ مصوب تمآماً لـ صورتهم الخآصه من يوم ملكتهـم .. الصوره على طريقة – سيلفي – إللي إلتقطهآ هي بجوآلهآ وسط ندآءآت الحآضرين من البنآت رآغبين بهآ صآرخين ... سيلفــي , سيلفــــي !
إبتلعت ريقهآ بقوّه قبل أن تردف بـ هدوء: زوآجنآ يوم الأربعآء
....: هذآ بيكون أحلآ أربعآء بحيآتي
....: فيه شيّ أبي أعترف لك فيه أوّل .... ضروري يعنـي
فكّ طوق يديه من حول وسطهآ مبتعد عنهآ هآمس بعقدة حآجبين خفيفه: خيــر !
أجآبت من فورهآ بثقه , دون تردد أو تخوّف: قآبلت سنـد ... سنـد المُرشـد
قآلتهآ ثمّ إلتفتت عليـه بهدوء تبحث بعيونهآ في أدق تفآصيل وجهه عن أيّة ردّ فعل تعبيري إلى أن إستقرت أخيراً بعيونه وكأنهآ نظرّه تحديّ .. غير مبآليه
أعقبت بذآت الثقّه والقوّه في الصوت: أرسلت له رسآله على جوآله وطلبت أشوفه ..... طلعت برآ البيت وقآبلته لـ نُصّ سآعـه واتكلمنـآ ............ أمــسّ
ضآقت عيونه إستنكآراً وبشّده عآقد الحآجبين الرفيعين إلى أن تلآصقوآ والتعبير بوجهه إستنكآري غير مُصدّق لترد هي مكمله: هذي خيآنه .. خنت فيهآ روآبط كثير تجمعنآ وقبلهآ خنت نفسي وخنت أمرّ ربي ... أشيآء كثير ... مآطآوعني قلبي أخبّي عليك يـ آدم , لآزم أعترفلك ولآزم أبدآ معك صفحتي بيضآء ... وإن أخطيت خطآ من حقك تعرفـه لأن من حقك تآخذ القرآر بـ قبول هآلخطآ والإستمرآر معه رغم كلّ شيّ أو رفـضه .. ورفضـي ... من حقك يـ آدم
....: إنتي من جـدّك !!!!!
....: للأسف , أنآ صآدقـه ... وهذآ إللي صآر حرفياً
....: وش إللي صآر !!
....: قبل أمس بعد العشآ أرسلت رسآله لـ سند , وإنت تدري زين منهو سنـد .. طلبت أقآبله وتبي الصدق أكثر .. هذي مو أوّل مرّه .. سبقتهآ مرّه , قآبلته وقعدنآ على الرصيف بـ الشآرع ومآتكررت هآلمرّه أبدّ لشهور طويله مآ أذكرهآ لحد مآ أرسلت له رسآلتي قبل أمس ومآردّ عليهآ .... مآردّ إلآ أمسّ , دقّ علي وأنآ رديت وطلبته للمرّه الثآنيه نلتقـي وفعلاً التقينآ ... أمس السآعه تسـع ....... الليــل
....: تمزحين صـح !
....: لآ
....: ورده إنتي مستوعبه كلآمك ؟! حتى المجآنين المهبّل مآيقولوه ! وصدقيني لو مزح فـ أبدّ مآله دآعي
....: لو بـ أمزح فـ صدقني إنت مآرح أمزح بشيّ يمسّني ... مآرح أمزح وأقول طلعت مع وآحد وأنآ مخطوبه لغيره ... مآرح أقول أصلاً إن جوآلي فيه رقم رجّآل مآ يربطني فيه شيّ وأرآسله عآدي وأطلب أشوفه وأكلمـه ... أبداً يـ آدم مآرح أمزح
ضآقت عيونه أقصآهآ هآمس بـ إستنكآر حآدّ .. هو على وشك أن يفقد عقله ... وجزء كبير من ذآت العقل رآفض الإستيعآب غير مُصدّق !
....: إنتي شقصـدك !
....: ولآ شيّ , أعترفلك .. لأن من حقك تدري .. أدري إنه غلط وغلط كبير وأنآ خآطيـه ... إنت بتسآمحنــي ؟!
ولآهآ ظهره جآلس على وآحده من الفوتيهآت الإسفنجيّه مربعة الشكلّ بنفسجيّة اللون هآز رآسه نفياُ مبلل شفتيه بـ إبتسآمه سآخره فآتره رآفض التصديق !
تمت من مكآنهآ وقوفاً ترمقه بـ طرف عينهآ مكتفّة السآعدين إلى أن إقتربت منه مآده له يدهآ الممسكه بـ الجوّآل مُصدّره له الشآشه المُضيئه لتطيح عليهآ عيونه بنظرة إستغرآب منتقله بين الأرقآم فرآداً إللي إكتملت على هيئة رقمّ وتعآلى بلحظتهآ صوت الرنيـن المتكرر بـ إنضبآط إلى أن قُطع وتبدّل بصوت رجولي هآدئ: السلآم عليكم
إتسعت عينآه بلحظتهآ غير مُصدق لتجيب هي وعيونهآ بعيونه: سنــد !
إرتفع صوته بسبب فتحهآ المسبق لمكبر الصوت مردف: هلآ وردهـ
....: شخبآرك اليوم !
سكت الطرف الآخر المدعو سند للحظآت مستغرب أعقب من بعدهآ بـ تردد: بخير ... إنتي شخبآرك .. أقصد يعنـي ..... أمـس
طوط , طوط , طوط
سحبت على شآشتهآ مقفله الخطّ دون حتى أن يكمل هو إستفهآمه ليعيد الإتصآل ولتجيبه هي بـ - المشغـول - !
إرتفع حآجبهآ ألأيسر والجمود بملآمحهآ تظهر مُتحديّه أكثر من إنهآ آسفـه أو نآدمـه !
سألت بـ هدوء مُريب: بتسآمحني يـ آدم !
وقف من فوره ثآئر معتصر ذرآعهآ الأيسر وبقوّه أجبرتهآ على التلوي مُتألمه إلآ أنهآ حآفظت على ثبآتهآ مُدعيّه القوّه وهو يلفظ من بين أسنآنه بـ جفآء: إنتي مجنــــونه !! شلون سويتــي هآلشــيّ !!! سنـــــد المرشـــــد !! أذكر .. أذكر وآلله مآنسيت , أذكر علآقتك معه قبل حتى تبدآ علآقتك معي بس وقتهآ إنتي وش قلتي
....: إيه .. قلت إنهآ علآقه سطحيّه وسند أبدّ مآيعنيني بشيّ وعلى فكره بعده مآيعنيني بشيّ .. بس أكلمه كذآ .. كيـف , أستريح معه , يفهمنـي , تعجبني تحليلآته لأي شيّ أحآول آخذ رآيه فيـه ... يعني بعدهآ علآقه سطحيّه , مآ أخطيت معه بشيّ
بلل شفتيه شآد على السفلى منهآ بـ أسنآنه العليّآ بقوّه أحسّ بعدهآ بتدفق الدمآء منهآ غآرز أصآبع يمنآه بذرآعهآ النحيل لآفظ وبمنتهى الغيظ وكبت العصبيّه: تستريحيــن معه هآآآ .. يريحـك سنـد بآشآ ... حلـــو .. وإيش بعـد
....: إنت إللي بتقول وإيش بعد مو أنآ
نفض ذرآعهآ من يده بـ القوّه صآئح وبغضب بعدمآ ركل الفوتيه ورديّة اللون بقدمه: الله يخزيـــــــــك يآبليــــس .... وردهـ إنتـي مستوعبــــه كلآمـــك وإللي سويتيــــه !!! يعنـي إيش خطيبتـي إللي زوآجي منهآ بعد خمس أيآم تجي الحين وتقول وبمنتهى البسآطه والبرود ولآ كنهآ مسويّه شيّ ... أنآ وحده خآينــــــه , وحــده قليلـة شــ ....... أففففف استغفرك يآرب , شلون أصلاً تجرأتي ! تكلمين الرجّآل وتطلبينه بنفسك وخطيبك الخروف طُـز فيـه , يآكل تبن ولآ يشرب من موي البحـر بـ الطقآق لين أستريح أنآ مع الرجّآل إللي يفهمنـي , أفضفضلـه وأرتآح أرجع أعلـم الخروف الثآني وأشوف بيسآمحنـي أو لآآ .... وش متوقعه جوآبي ؟! هآ بـ الله قولي ... قولــــــــي يآوردهــــ لآتعصبينــــــي أكثر بسكوتـــــك قولــــــــــي
فـ الحقيقه هو مآكآن معطيهآ فرصه أسآساً للكلآم ... كمآ الثور الثآئر المهتآج ..
إنتآبته حآله من الصرع .. صوته غليـــظ صـــآرخ ..
كآن غضبـه مخيــف وكانت هي على وشك الإنهيآر , تحسّ ولأول مرّه بـ الذعـر من تجآهه ..
توجسّت سوء العآقبـه .. لو ذبحهآ الحين ودفنهآ مآحد درى عنهآ وبيتم هو المحقوق , هي بـ الخير الطرف الخآطئ ... هي الخآئنه عديمة الشرف كمآ قآل !
مسك رأسه من الجآنبين هآزّه وبـ القوّه ..
كآن من الممكن أن يتقبل أيّ خطأ منهآ إلآ مآفعلــت ..
علآقتهم ببدآيآتهآ كآنت متوتره غير مستقرّه بسبب تحكمآته القآسيه الغير منطقيّه بنظرهآ ..
أمرهآ بـ حجآب ثقيل غير كآشف لأي سنتيمتر وآحد منهآ ... أغلقت حسآبآتهآ الإلكترونيّه جميعهآ لتنهي بهآلفعلـه كل علآقآتهآ إللي ربطتهآ في أي يوم بـ صلـه قريبه كآنت أو بعيده ... عميقه أو سطحيّه ..
تحكمآت أخرى غير محتملـه كـ تجنبهآ مثلاً الإختلآط حتى بـ إخوآنهآ !
عزلهآ تمآماً عن الوآقع حتى مآبقى لهآ ملجأ إلآ له وحـده !
تأتيه وبفعلتهآ المشينه هآدمـه كل أسوآر تحصينـه لهآ ودون ذرّة أسـفّ أو نـدم .... هي حتى غير متوسلّـه لـه طلب السمآح وغير رآجيـة الرضـآ والغفرآن !
مسح على رأسه زآفر بـ قوّه رآفع نظره للسقف في محآوله لإستحضآر الثبآت وتهدئـة الإنفعآل ليردف من بعدهآ بصوت مخنوق مُجبر: طيب ..... طيب نتنآقش بعديـن , مو الحين عشآن أعصآبي مآهيب متحملّه بس مبدئياً .... الزوآج بيتأجل
ضآقت عيونهآ حآده مستفهمه إستنكآراً بهمس: يتأجـل !!
....: إيه بيتأجــل , ولأجل غير معلــوم
هزت رأسهآ إيجآباً مرّآت متوآليه تفهماً لقرآره مردفه: تمآم .. حقـك , حقك تعيد حسآبآتك ونظرتك في الشخصيّه إللي هتربط نفسك معهآ وإللي هتكون على إسمك .. زوجتك وممكن أم أولآدك ... أكيد مآفي أي شخص يقبل على نفسه عشره مع أحد مآيثق فيـه , مع أحد خآين .. مع أحد فيه إحتمآل ولو وآحد في الميّه إن له علآقآت مشبوهه .... صح , فعلاً من حقك
....: مآفي أصلاً أي شخص عنده ذرة .. شآيفه – أشر على إظفر سبآبته اليمنى لآفظ من بين أسنآنه بـ قهر – ذرة كرآمه يقبل على نفسه شيّ مثل إللي سويتيّه .... أصلاً أحتقر نفسي بهآلفرصه إللي بفكر فيهآ وشهو أصلاً إللي بفكر فيه ! وحده تعلمني إن لهآ علآقه لو إنهآ سطحيّه مع رجّآل ثآني .. تكلمه بـ الجوآل ويتقآبلون .. تفضفضون مع بعض مآشآلله وتستريحون وأعطيهآ فرصـــه ! فرصـه لـ إيش
ورده: فعلاً إنت غلطآن , أنآ حتى مآ أستآهل الفرصـه .. لو منك وأنآ جآيتك أعترف كآن رميت علي يمين الطلآق يـ آدم وقطيّت الدبله بوجهـي لأني وحده وصخـــه فعلاً مآ أستآهلــــك ... إي أنآ وصخـه
أطبق فمه بـ القوّه والأسف المصحوب بـ تقزز متملك ملآمحه شفقة على نفسه من إحسآسه بـ الخديعـه !
لفظت كلمآتهآ الأخيره بـ إنهيآر .. صدرت منهآ – أنآ وصخـه – بآكيــه .. حتى إنهآ مآقوت على لفظهآ قويّه لتظهر وآهنه مهزوزه ومسحوبـه أردفتهآ بـ لجمهآ لفمهآ من رفعت ظآهر يمنآهآ فوق شفتيهآ متمسكه بـ ظهر الفوتيهه البنفسجيّه قبل أن تنهآر سآقطه ليرد هو هآزئ: تبكــين !! كآن فكرتي أوّل قبل تسوين إللي سويتيه
....: إي أبكـي .. بس أبكي على نفسي .. على غبآئي حتى برغم إني عآرفه وصخك إنت يـ آدم مو صخـي أنآ ومع كذآ حآولت هآلمحآوله أعطيك الفرصـه ... أشوف إذآ بتغفر لي وتسآمحني أو حتى تحآول تنآقشني كآن سويت معك بـ المثل برغم إن خطئي ويــــــــــن وإنت خطأك وين أبداً مآفيه مقآرنه ... أنآ الطآهره يـ آدم وإنت النجــس ... إنت إللي خآيـــن إنت إللي عديم الشرف ........ إنت أقــذر بني آدم شفتـه بحيآتـــــــي أكرهـــــك يـ آدآآآآم أكرهـــــــــــك ... يآخسيـــــــــس .. يآنـــــــــــذل ...... آآآآآآهـــ يآربي حسبي آلله عليـــــــك يـ آدآآآآآم حسبي آلله عليـك
لفظت تحسبّآ بـ جسد منهآر سقط بـ الأرض خلف الكنبه سآنده جآنب وجههآ الأيسر لخلفيتهآ ثآنيه سآقيهآ من تحتهآ ليلتف هو من حولهآ موآجههآ عآقد الحآجبين بوجه شآحب غآدره اللون والروح والحيآه سآئل بريق جآف تقطعه الكلمآت: وش .......... قصـدك !
مسحت بظآهر يمنآهآ الدموع المغرقه لوجههآ هآمسه: شوف جوآلي ..... وشوف رقم سند إللي دقيت عليـه وإذآ شفتـه شوف من بعدهآ الرقم إللي أرسل لك أمس الرسآلـه ..... الرسآله إللي آخرهآ أول حرف من إسمهآ ......... نآهـــد
إتسعت عيونه بصدمه فآغر الفمّ .. وكأن الكون من حوله توقفّ .. توقفت الأرض وتوقفت الحيآه ..
ينظر دموعهآ الصآمته المتوآليه والأسف إللي إمتلت به عيونهآ المغرورقه ... ترمقـه بـ تحسّـر ... وشفقــه .. وإشمئـزآز !
...: إنـ ..... إنتـي ... شلـوو .......... شلـون .....
تحآملت على نفسهآ وقوفاً رآغبه في الإبتعآد .. قربهآ منه يثير حموّ إنفعآلآتهآ المهلكـه .. تشعـر بـ الضـعف ... مُنكســره ..
كآنت مستغلّه كغطآء سآتر .. ومستغفلـه ..
مخدوعـه ..
كآنت تعيش الوهـم ... تعيشـه في نفآق ...
كل كلمآت الحبّ , كُل الوعود وكلّ التأملآت .. كلّهآ كذب ..
تشمئز من نفسهآ ومن تكرآر فرصهآ اللآنهآئيـه في سبيـل كفّ إتهآمآتهآ عنّه ..
كل مآقآلت أنهآ الفرصـه الأخيره هتكهآ بسكيّن جديد يخترقهآ ..
اول مالفظ من بين صدمته كان استفهاما مذهولا بكلمة – شلون - !
يافاجعتهآ .. مآ أنكـر ولآ إستنكـر .. سألهآ غير مُدرك أنه بذآت السؤآل أكد مصدآقية الإتهآم !
على الأغلب أن تكملة كلمآته المتقطعه ذهولآ كآنت على النحو الآتي ... شلـون عرفتـي !
إذاً الوآقعـه صحيحـه .. إذاً هي كآرثـه
ضآقت عيونهآ بـ إستنكآر بآلغ هآمسه: يعنـي صحيـح !
جمد ظآهرياً بصدمـه وآضحه من أدرك سؤآلهآ والمغزى من ورآئـه .. لطآلمآ كآن شخصيّه شفآفه مقروئه ..
هو أبداً غير خبيث وإن إستدعى الموقف كذبـه فهو سيئ وجداً في الكذب والتضليل ..
ان واجهه شخص بفعلة ارتكبها ... اعترف بها من فوره ..
كان من المحتمل لـ ورده ان تفهم ومن اول اجتماع خاص بهم المخفي منه والمستتر ودون أية مشقه او عناء إلا ان عماها كان عمى البصيره اكثر منه عمى البصر .. كان واضحاً من البدايه وضوحاً اثار تشككها ولمرات عديده الا انها ورغبة منها كانت تدحض الظنون غير ملقية لها بال ..
أطلقت أول زفرآت بكآئهآ لآجمة بيمينهآ فمهآ هآزه رآسهآ نفياً رآفضه التصديق ليلحقهآ هو مستجدي بنظرآته الفرصـه ..
فرصة دقآئق معدوده للإستمآع .. وكأنه أبقى شيئّ يُستمـع لـه !
....: وردهـ ... وردهـ إسمعنـي تكفيّن إسمعـ .......
....: إيش أسمـع ! هآ ! إيش ؟! إنك وآحد حقيـر ! زبآلـه ! إيش إللي قآعده أقوله أصلاً إنت مآفي وصف يوصفك ... إنت وآحـد فآجــــر وكل إللي سويتـه فجــور ...... مع نآهـد !!! نآهـد يـ آدم !!!!! زوجـة أخـوك !!!
....: تكفين يآوردهـ إسمعينـي أول
صآحت بوجهه رآفضـه حتى سماع صوته ..
بسطت رآحتهآ اليمنى بوجهه طآلبته التوقف صآرخه: بــــــــس , بس ولآكلمــــــه ... أول كلآمك مآرح يفرق عن آخره تدري ليش ! لأنهآ زوجـة أخوك يعني وآلله لو إنطبقت السمآ على الأرض مآلك عـذر ... أبـــــداً مآلك عـذر .. تدري لو إنهآ وحده من الشآرع , كآن هيّن .. إنمآ إنك تلعب بعرض أخوك وشرفــــه يآوآطـــــــي !!!!! إنتو الإثنيـن أنجآس إنت وهي مآتفرقون عن بعـــض ...... السآقـطه إللي قآعده تلعب على زوجـهآ وتخونه مع أخوّه هذي وش عذرهآ هـــآآآآآآ وش مبررآتهآ !!! وش ذمبه المسكيـن بسّــآم وأنآآآ ... أنآ يـ آدم قللـي شذمبـــي
وآري وجهه بكفيّه إنهزآماً ..
مآعنده شيّ يقولـه , أبداً مآعنده .. حتى إنه فقد الحق بتوسلهآ الفرصه لسمآع تبريرآته ...
تبريرآته المسآويه للصفـر بـ أهميتهآ ...
أطبق فمه بآلقوّه وقد لآنت نظرته بـ إنكسآر دميعـه متوسلـه ومستعطفـه تسألهآ الرفق به وإلآ إنهآر ..
يرمقهآ وهي تبتعد عنه خطوآتهآ إلى الورآء للحد للي إلتصق ظهرهآ بـ برآويز صورهم المؤطره على الجدآر مُردفه بصوت بآكي مجـروح: قآلتلي كُلّ شيّ .... قآلتلي كُلّ شيّ يـ آدم قآلتلي إن علآقتك معهآ من قبل مآتبدآ علآقتك معـي وإستمرت حتى بعد علآقتك معـــي آلله ينتقــــــــم لي منكـــم يــــ آللــــــــــــــــــــــــــــه .. يآآآآرب , مآني متحملّه .... مآني متخيلّـه .... أنآ حبيتك يـ آدم , وآلله إني حبيتك وتخليت عن كُلّ شيّ أحبه وأبيه عشآنك ليش يـ آدم تغدر فينـي .... قللي على ذنب وآحد أذنبته بحقك لأجل تعآقبني هآلعقوبه !!!
....: آلله يخليكـ يآور........
قآطعته بآكيه لآئمة النظره المُعذبّه: بـ اليوم .... بـ اليوم إللي مآتت فيه أمّي ... أذكر هآليوم مآغآب عنّي ...دريت إنهآ ميته من الظهر ... ومن الظهر لين نص الليل وأنآ شآرده من الشقـه وقآعده على السلآلم بّرآ .... وسط الظلآم مغير أبكـي ... كنت حآسه , حآسه إني قآعده أموت وأنآ دآريه أن أمي ميته دآخل ... كنت حآسه إني مخنوقـه , أبي أدخل الحمّآم بس رجولي مو شآيلتني ... تدري كمّ مرّه على ذآك الدرج سويتهآ على نفسي !!! مرتيـــــن .. مرتيـن يـ آدم وإنت نآيم بحضنهـــآ ..... أكثر وقت كنت محتآجه فيه قربك تخليّت عنّـي ... عزآ أمّي إللي مآحضرته ... مآتذكرتني إلآ بعد إسبوع هههه طبعاً مآ إنت قد إكتفيت من ذيك الليلـه مع العشيقـه .. العشيقـه إللي حملـت بـ الحرآم منـــك ... منـك إنت يـ آدم مو من بسّـآم ........ كذآ !!!! كذآ وصلت فيكم النجآسه ! فعلتكم وسويتوهآ ترمون الوصخ ع الغير !!! إيه هذآ الولد إللي مآت مآكآن إلآ وصــــخ ... وصـخ نتيجــة فعلـه وصخـه من علآقه وصخـه لإثنين أوصـخ من بعــض .... قطيتـوآ الولد على بسّـآم !! نسبـه لنفسـه وعلى إسمـه والحين قآعد يبكيـه !! يآحرآم الولد الثآني !!! لحظه لحظه .. بـ الله الولد الأول كآن صدق من بسّآم ولآآآآآآآآ !!!
إتسعت عيونه ذهولاً للي توهآ وأفصحت عنه إلآ إنه أبداً مآيلومهآ ..
كشفت لهآ نآهـد كُلّ الأورآق .. كُشِف السِـرّ وظهر المستتر ..
نآهد وبـ التأكيد فقدت عقلهآ وإنتهـت !
على وشك أن يفتح فمـه بـ التزآمن مع رفعه ليمنآه طلباً إلآ وتخرسـه جبراً بردّ فعلهآ العنيف مُفصح تمآماً عن حآلة إنهيآر من بدت تنتزع البرآويز المعلقّه بـ الجدآر رآفعتهآ مسآفه بـ الهوآء ثم مُلقيّه بهآ وبعزم مآتملك من قوّه لترتطم بـ الأرض متنآثره لـ بقآيآ زجآجيّه وصوره ورقيّه خآرجه عن الإطـآر !
مع كُلّ صوره كآنت تُبعد عن الجدآر وتلقى بـ الأرض كآنت تصدر – ليـش – إستفهآميّه صآرخـــه ...
صُرآخهآ مُـدويّ كفيل بـ إحدآث طنيـن سمعـي ..
شهقآتهآ البآكيـه آخذه في الإحتدآد والإشتدآد .... ودموعهآ سيلآن دون توّقف ..
لآشعوريّاً منه إرتد عنهآ بـ خطوآت بطيئـه مذهول الملمـح ..
كآنت عيونه الصغيره منتفـة الجفن المزدوج موّسعـه ولآخرهآ .. مغرورقــه .... دميعــه ..
هو في حآلـه من الصدمـه وكذلـك الخـوف وإنعدآم الإدرآك بـ كيفيّة التصرف الصحيح مع الموقـف !
يخشى إذآ مآتدخـل أن يسوء الوضـع أكثـر ..
تعيش الحين أعظم لحظآتهآ مأسـآه وعلى الأغلب ان قُربـه منهآ مآرح يزيد الموقف إلآ سوء ..
أقفل بآب الشقّـه بهدوء من بعد خروجه نآزل عن الدرج متجآهل المصعـد خروجاً من العقآر بكآمله وصولاً لسيآرته المؤجـرّه ...
السيآره إللي إحتمى فيهآ يحيط به الصمت المطبق والسكون ... في حآله من الصدمـه والدهشـه والذهول والإذبهلآل ..
لسآعتين من الزمـن إلى أن لمـحهآ خآرجه من العمآره بـ خُطى إنهزآميّه ثقيلـه .. تحف بـ قدميهآ الأرض من تحتهآ غير قآدره على رفعهـم عنهآ مؤشره بيمنآهآ إللي مآتعلقّت كثير إنهآرت متحركه بـ الهوآء على جآنبهآ ليجيهآ وبعد لحظآت سيّآره حآمله التعريف فوق سطحهآ بـ الإنغليزيّه Taxi
ترقّب ركوبهآ بـ الكرسيّ الخلفـي متهآلكـه عليه مرجعة رأسهآ لخلفيّة الكنبه تنظر السقف !
إنكمش وجهه أسفاً على نفسـه وحسـره ..
أحسّ من بعدهآ بـ شعور موجـع ينظـر يمنآه المكوّره بوجه مُتألم بعدمآ سدد لمنتصف المقودّ قبضـه كآنت بمنتهى العزم والقوّه أفرغ فيهآ جُزء لآيُذكر من فيض غليلـه صآئح صآرخ مقهور ومنفعل: ليــــــــــش يآنآهـــــــــــــــد ... لـيــــــــــــش !!!!!
/
/