الفصل الخآمس والثلآثون
/
/
تهآلكت على وآحد من كرآسي الإنتظآر الخآرجيّـه والبعيده بمسآفه شبه وآسعه عن غرف العنآيآت المركزّه نآفضه غطآء وجههآ بـ صعوبه تشهق أنفآسهآ وبقوّه تزفـر ..
تحس بـ الإختنآق ..
على يسآرهآ جلست بنتهآ محتضنه كفهآ الأيمن مشدده عليه هآمسه: مو قلت لك يمّه لآتجيـن , هه كنك مآتعرفين نفسك تتعبين من أجوآء المستشفيآت
وكأن روحهآ تصعـد , تصآرع في التنفـس , يظهر صوتهآ مشحوح غير قآدره على إكمآل الكلمـه إلآ وتنقطـع في المنتصف أو تسحب من الآخر ولآ تنسمـع: مآني .... قآدره ....أتـ ..... أتنفّـس
إقتربت الأخيره منهم بخطى متسآرعه رآفقهآ أخوهآ الأكبر إللي تقدمهآ بخطوآت متسعّـه أكثر مقترب من أمه المهلكـه وأخته: يلآ يمّـه قومـي .. يلآ ريتآج
لفظت بنبره مشحوحه مُرهقه طآلبته التروّي والإنتظآر بحركة أصآبع يمنآهآ المضمومه: شوي بـس ..
لوى فمه يمنه بـ حنق ضآغط على أسنآنه ليبين صوته مخنوق مكبوت: قلت لآتجون مآله دآعـي , هي أصلاً منومّـه ولآ دآريه عن أحـد
من قآل قولـه والإمتقآع بوجهه إلآ وتعآلى صوت أمّه بعدمآ دبّت فيهآ الروح من جديد وعلى حين غُرّه: علآمـك إنت تبينآ نخلّي أختك وهي بحآلتهآ بروحهـآ , دآمك مآتبي تجي كآن خليت رويكن إهو إللي يجيبنآ وخلك مرتز بآلبيت
مسح على وجهه مستغفر ربـه حآث نفسه بآلصبر: يآم سلطآن شدعوى وأنآ ولدك .... مآتشكيّت , بس جيتكم مآتقدم ولآ تأخر , هي بغيبوبه مآتدري عن أحدّ وش بتفيد جيتكـم وبعدين تدرين إني لآزم الحين أروح وأكون موجود مع أبوي وبسّآم وخصوصاً بعد مآ أصّروآ يقيمون العزآ
نفضت ريتآج عبآيتهآ الفضفآضه عن حجرهآ لتمتد أشبآر بـ الأرض بعدمآ سقطت من فوق رآسهآ: وآلله حآله صدق الحين مدري شدعوى يسوون عزآ وهو بـزر
إرتفع صوت الأخيره الصآمته وبِـ حدّه: ذآ البزر آنسه ريتآج عمره شهور معدوده , مخلوق فيـه الروح ويجوز له العـزآ ... يآريت يكون عندك شويّة حسآسـه وتقدرين ظروف النآس ولآتتكلمين بهآلآمبآلآه ولآتنسين إن ذآ البزر إللي مو دآش مخك إهو نفسه ولد أختك الوحيد وإللي مآرح تجيب غيره
نفخت بـ ضجر وسأم متململـه النفخ إللي إرتفعت معه غطاهآ تأثراً بـ الهوآء ثم رد لوجههآ مردفه وبـ نبره تظهر متغطرسه لآمبآليه: وللي يعآفيك شيختنآ صيته إرحمينآ من موآعظك الحين ترآ فينآ إللي كآفينآ .... أقول خلّ نمش أحسن .. يلآ يمّه قومـي
....: لحظه يآبنت مآ أمدآني أستريح بعده صدري يحرقنـي
وقفت ريتآج رآفعه فوق رآسهآ عبآءتهآ كثيفة الطبقـه السودآء الثقيله: مآعلي فيكم إختبآرآتي الفآينل بعد إسبوعين ومآذآكرت شيّ , أبي أعوض عن معدلي بـ الفصل الأول ... يلآ سلطآن إمش ودنـي البيت
سلطآن: لآ وآلله , سآيق عندكم أنآ أروح وأجي .. كلكم بتردون البيت مع بعض مآنيب فآضيلكم أنآ أشتغل نبطشيّآت
زفرت صيته بـ ضيق وآضح مسموع معقبه بـ جفآء: إنتظر شويّ وإنتي بعد آنسه ريتآج يعني مآرح تجيبين العيد بـ الكم دقيقه إللي بتقضينهآ هني يعنـي ...
قآلتهآ ثم أقفت عنهم بخطوآت متسآرعه ليجيهآ صوت أمهآ جآهر: ويـــــن مخليتنــــآ
مآثلتهآ صيته بنفس جهوريّة الصوت: إنزلوآ للحديقـه تحت عشـر دقآيق وأجـي
ردت ريتآج جآلسه وبعصبيّه: ذآ إللي نآقصنآ نبي نروح وهي تسآير بآلمستشفـى
سلطآن: ذي المستشفى إللي كآنت تشتغل فيهآ قبل !
ريتآج: مآ أمدآهآ تشتغل أصلاً كآن توهآ بآلتكليـف مغير متدربـه
طير سلطآن عيونه بلوية فمّ متجآهل إنفعآل الغيره بنبرة ريتآج الكآرهه جآلس على يمين أمّه إللي توسطته هو وريتآج مسند رآسه للجدآر من ورآه متكتف: يآآآآآهـ يآلدنيــآ
أكملت أمه بذآت النبره العميقه: دنيآ ظآلمـه جآئره ع العدو والحبيب
سلطآن: الدكتور قآل إن إستجآبة نآهد بطيئـه يمّه وإحتمآل تمتد غيبوبتهآ لأنهآ فآقده رغبتهآ بـ الحيآه وهآلشيّ له أثر كبير ممكن بسببه تمتد هآلغيبوبه ولآقدّر آلله إحتمآل بعد مآتفيـق منهآ
ريتآج: يووو عآد لآتبآلغ ترآ كله مغير إنهيآر عصبـي نتيجة صدمـه مآحد يذبحـه الحزن
سلطآن: وللللل عليك , يآقو قلبك وقسآته
ريتآج: أقول الصدق
سلطآن: الصدق إن فيه نآس فعلاً يموتون من الحزن , توترهم العآطفي يسبب كبت أجزآء من جهآز المنآعه وفقدهم للمقآومه ... مآتسمعين إنتي عن الأزوآج إللي يموتون بعد مآ أحد فيهم يموت طوّآلي !
ريتآج: أووووه يآلمثقف وش جديدك إنت هآ ! لحقي يمّه سليطن ولدك يتثقف من ورآنآ وحنّآ مآندري
إرتفع خشمه بـ تعبير مشمئز صآد عنهآ دون تعليق لتعقب أمّه متجآهله صرآع الهزئ السآخر القآئم مآبينهم: وين رآحت ذي إللي مآيندرى عنهآ مخليتنآ ببلآنآ وهي تدوج
سلطآن: وش ذآ الكلآم يمّه , مآلقيتي إلآ صيته وتلزقين فيهآ هآلكلآم ... قطّيّـه أحسن على إللي يستآهلوه صدق
تدخلت ريتآج بحده: وش قصدك إنت !
رمقهآ بـ إحتقآر من طرف عينه مردف: محد جآب طآريك ... عآد إللي على رآسه بطحـه !
صآحت أمهم مستغفره قآطعه هذرتهم الممتده بلآ نهآيه: خلآآآص عآآد إنت ويّآهآ شسآلفتكم الحين !! ريتآج دقي على ذي المغضوب عليهآ خل ننقشـع من ذآ المكآن إللي كدرنـي
سحبت ريتآج على الشآشه وبقوّه بعدمآ وصلهآ الإجآبه بـ إغلآق الإتصآل برسآلـة الإنشغآل رآصه على أسنآنهآ بـ عصبيّه مغتآظـه: ذي الغبيـه تكنسل بوجهـي .. أقول أحسن شيّ خل نقوم ونخليهآ بروحهآ لين تعرف آلله على حق وشلون تخلينآ كذآ نحتريهآ وأسآساً مآبقى إلآ دقآيق وتنتهي الزيآره
سلطآن: خل نقوم من هنآ ننتظر بـ الحديقـه الخآرجيّـه
وقفت ريتآج فجأه صآئحه بصوت مخنوق تجآهد إنه مآيعلى ولآ يحتد: أنآ بنقلع للسيّآره وإنتظروهآ إنتم برآحتكـم
قآلتهآ وولّت دون أي فرصـه منهآ لسمآع تعليقهم وإن كآن قولاً في صآلحهآ ويهمّهآ أردف به سلطآن في همس: إيه إنقلعـي آلله يآخذك وإنتظرينآ برآحتك
رفعت أمهآ يدهآ طآلبه منه المسآعده بـ الوقوف والمسآنده بـ المشي: خذ بيدي يآوليدي , آآآخ منهم ذآ البنآت
سلطآن: الغبيه بنتك ريتآج السيّآره أصلاً مقفله والمفتآح معي خلهآ تحترق بـ الشمس برآ قليلة الحيآ ذي
....: آستغفرك يآرب وأتوب إليك لآ إله إلآ أنــت ... دق يـلـد على صيته خل نروح أعصآبي مرتعشـه مآنيب قآدره أوقف على رجولـي
بذآت محيط المستشفـى ولكن خآرجهآ ..
بـ مكآن توآجده الطبيعـي كـ طبيب عآم , طوآرئ المستشفـى ..
طلعت من بآب الإستقبآل العآم وهو بجوآرهآ يديه في جيوب مئزره: لآتشيليـن هـمّ , إن شآلله بتتحسـن .. يجينآ حآلآت كثيره من نفس النوع وإنتي أعلم يآصيته يعني مآهيب حآله جديده عليك
صيته: أدري وآلله يآدكتر عُمـر بس طولت , اليوم بتكمّل ثلآث أيآم بـ غيبوبه
عُمر: طيب والدكتور المشرف وش قآل ! إنهآ طبيعيه آلحمدلله أمآ تأخرهآ هو بفعل نفسهآ , إستجابتهآ بطيئـه , هي بعقلهآ البآطن مآتبي الحيآه
تنهدت بـ عمق يظهر من صوت نفثهآ المهموم إحبآطهآ القويّ ليرد هو مكمل بـ نبره هآدئـه مطمئنه حآنيه ومريحه: صيتـــه .. نآظريني
تعلقت نظرآتهآ البآئسه اليآئسه من ورآء غطآهآ الكآشف لعيونهآ فقط بعيونه الدآكنـه الوسيعـه ليكمل بذآت الهدوء الرقيق: أبيك تتوآصلين معهآ ولآ تنقطّعين , إنتي وأقرب أحد لهآ .. شوفي هي بمين متعلقه أكثر شيّ ووصيّه يلآزمهآ , يتكلّم معهآ حتى وإن مآكآنت تسمـع .. إمسكـي يدهآ , ترآ يستشعرون هآلشيّ وتقوى إستجآبتهم .. وأنآ بنفسي بوصيّ عليك يفتحون لك الزيآره وقت مآتبي بس لآتعلمي أحد .. هآلشيّ مسموح لك إنتي بـس ... إتفقنآ !
إنشد فمهآ المطبق بـ إبتسآمة إمتنآن قصيره وقد أرسلت له الشكر بنظرآتهآ الحزينه من عيونهآ المتلألأه .. وتوّ مآبآدرت بـ الكلآم إلآ وتطيح عيونهآ على ذآك الفآتـن صآخب الجآذبيّـه مقبل وتجآههم .. خطوآته وآسعـه , سريعـه .. كل مآله يقترب أكثر وكل مآل قلبهآ تحتد نبضآته أكثـر ...
أحست بـ إهتيآج عآطفـي وحمـوّ , أنفآسهآ مضطربـه .. صآبهآ الإختنآق ..
بقلبهآ من اللوعـه والولـه الشيئ الكبيـر , ظنت أنه أخمـد إلآ أنه بهآللحظـه تأجج وبدأ بـ الإشتعآل ... زآد اللهيــب ..
إبتلعت ريقهآ ومعه أحست بـ الإحتقآن , هل أصآبتهآ حمّـى فوريّه !
رمشت بـ سرعه وتوآلي , كل مآفيهآ ثآئر ومضطرب ..
لفظت والإرتبآك يفتك بهآ أعقد لسآنهآ: أنـ .. أنآ .. أنآ بروو .. بروح دكتـر .... عُمـر
....: لحظه مآسألت , وش صآر مع عآصـم بشرينـي
مآزآلت عيونهآ متسعـه سآفهه بنظرآتهآ عُمر الوآقف موآجهاً لهآ , ومآزآل جفنيهآ مرتعشآن ..
إلتفت ورآءه بعقدة حآجبين ليفآجئ بآللي أقبل صوبهم يظهر الوجوم سآكن تقآسيمـه وإللي يظهر إنه إعتآده بآلفتره الأخيره .. حيآته الخآصّـه مضطـربه وفي أوج تشتتهآ وكذلك تفككهآ ..
من فورهآ أخفضت رآسهآ رآصه كلآمهآ رصّ وبسرعه: بكلمك بعدين دكتـر عُمـر لآزم أروح الحين أخوي ينتظرني برآ ... عن إذنـك
قآلتهآ وإختفت ومآلمح الآخر المُقبل إلآ طيفهآ يغآدر ..
وقف بـ جآنب عُمر وعيونه معلقّه بظهرهآ إلآ إنه غير مهتم , سأل والإمتقآع بوجهه: بـ إيش مشغـول
نفخ عُمر من فمه بـ إحبآط مآسح على حآجبيه متوسطي الكثآفه ثم أردف: لآ ولآ شيّ ..
حكّ أسفل ذقنه وعيونه ترقب المكآن إللي طلعت منه مآلمح إلآ سوآد عبآءتهآ الفضفآضه من الظهر , سائل بـ فضول: منهـي ذي !
هز رآسه نفياً وكأنه غير مهتم ضآرب أعلى كتفه بـ خفّه متقدمه بـ الخطوآت: وحده تستفسر عن حآلة مريض
....: وحده هآآ !
توقفت حركته مغمض عيونه وإبتسآمه فآتره بوجهه , إلتفت يمينه وبآقي الإبتسآمه بوجهه: إيـه وحـده .. وحده يآعُـديّ مآتعرفهآ
قوس فمه بلآ إهتمآم مستغرب ردّ عُمر: ومن وين لي بعرفهآ ..
....: أجل ليش الفضول ذآبحك وتسأل
عديّ: شكل منّك بـ الجـوّ
سبقه عُمر بـ خطوآته المسرعه في الممرآت النآبضه حركـه كعآدة الطوآرئ: إمش نلحـق على كوب قهوه نشربـه قبل ينتهـي البريـك
مآل برآسه يمنـه وبـ خفّه , كرد فعل عفوي للموآفقه , لحقـه ويديه بـ جيوب بنطلون بدلتـه الزرقآء المميزه للأطبآء رؤسآء الأقسآم هآمس بـ خفوت: مشينـــآ
/
/
بـ ذآت الوقت ..
وقفت لـ بآب غرفته شآبكه أصآبع يديهآ لبعضهم بمنتصف جسدهآ نآفخه هوآء من فمهآ البآسم وعيونهآ معلقّه بآلسقـف ..
طآقة سعآدتهآ المُشعّـه أكبر من قدرتهآ على التحكم والسيطّره ..
طرقت البآب ثلآث متفرقّـه هآدئـه ولكنّهآ قويّه .. وآضحـه , ومسموعـه ..
وصلهآ صوته إللي يظهر وكأنه بعيـد صآئح: أيــوآآآ
زآد إتسآع إبتسآمتهآ سآئله بغنـج: أنآ أصآلـــه .. أدخـــل ولآآآآ ؟!!
مآنتظرت حتى اللحظه من بعد قولهآ إذ تفآجئت بـ البآب يُفتـح وهو قبآلهآ نصف صدره مكشوف وبيدّه يغلق الأزرآر ..
ولاهآ ظهره مسرع تجآه المرآيّه الطوليّه المثبته بـ وآحد من جدرآن الغرفـه رآد بنبره يظهر فيهآ شيئ من العجلـه والإسرآع: أكيد أصآله مآيبيلهآ إستئذآن
جلست على طرف سريره مدآعبه بـ أنآمل يمنآهآ نعومـة مفرشـه المُرتب وبعنآيه يعلو وجههآ إبتسآمه هآدئـه ..
سنـد شخصيّـه مُنضبطّـه نظآميّـه رتيبـه ودقيقـه ..
شخصيّه عصآميّه مسئولـه حتى عن أدق تفآصيلهآ الخآصـه وإن كآنت تآفـهه دون قيمـه فعليـه ..
بنفسـه يرتب غرفتـه , يبدل مفآرش السرير .. بوقت معين على فترآت متبآعده ينفضهآ من الغبآر ويكنسهآ كذلك ..
ملآبسـه يغسلهآ ويكويهـآ , برغم وجود بآلبيت طقم من الخدم مسئولين تحديداً عن هآلشيّ , وإن كآن قصده دون ذلك بـ عدم إلزآم فروضـه لغيره كآن من الممكن مثًلاً إرسآل هآلملآبس للمغسلـه وهي تتولّى مهمّة الغسيل والكـيّ ..
فنآجيـن قهوتـه اللي مآيوقفّهآ هو بنفسّـه إللي يعدهآ ..
في وآقع الأمر هو شخصيّه مثيره للإعجآب والإستغرآب كذلـك !
....: طآلع ولآ إيش !
جآوبهآ وهو مشغول بـ إدخآل قميصـه أبيض اللون رقيق الخآمـه دآخل بنطلونـه القمآشيّ أسود اللون: أهآ , شيئ لآبد منـه
إنحدر بصرهآ لـ جزمته الشآموآ بلون الهآفآن – الجملـي – وهو يرفعهآ عن الأرض متقدم بهآ تجآه سريره مجآورهآ جلوساً حآني نصفه الأعلى للبسهآ ..
رجـل كلآسيكـي يظهر وكأنه من زمـن أثيري قديم ولّى وهو الذكرى الوحيده الحيّه المتبقيّه منـه ..
تفآصيل ملآمحـه قديمـه , تبدو جآده وللغآيـه .. حآدهـ وفيهآ من الحزم والصرآمه الشيّ الكثيـر ..
شعره غزير مرفوع رجوعاً للخلف , أرق نسمـه صيفيّه قآدره على بعثرته ..
ذقنه خفيفـه وكذلك شآربه مُشذّب وبطريقـه تظهره أكثر حِدّه وجديّه ..
ملآبسـه كآن لهآ النصيب الأكبر في إظهآر كلآسيكيتـه ورقيّـه ..
إلى وقته هذآ مآتنآزل وإرتدى زيهّم الرسمـي .. مآشآفته بيوم كآسيه بيآض الثوب وتوآبعـه من الرأس لأخمص القدميـن ..
في غآلب الأمر هذآ في مصلحـة الرآئـي , إذ إنه ودون تكليف منه يظهر رجـل مكتمـل الرجولـه العربيّه الشرقيّـه وبصخـب .. عجزت تتخيلـه بآلشيّ إللي رح يبرز هآلشيّ وبدقّـه إن توآضـع ولو لمرّه وإرتدى رسمياً لبآسـه الخآص !
إبتلعت ريقهآ سآئلـه وبذآت الغنج , تظهر اليوم هآدئـه نفسياً .. مستقره وسعيده: طيب وإن طلبتك تأجل هآلطلعـه ؟!
....: إنتي بعيني يآ أصآله وطلبآتك أوآمر على رآسي بس مقدر
....: وتردني اليوم يآسنـد !
وقف عن سريره ويده مغلوله بخصلآته الكثيفه فآئقة النعومه معدل قميصه من المنتصف دآق الأرض برجوله بقصد إنزآل بنطلونـه المرتفع من إثر جلوسه: لآتحنيـن , قلت مشوآر ضروري مستعجل
إحتدت نظرآتهآ متوجمـه بعقدة حآجبين – مبوزّه - : يمّـه منك مآعندك تفآهم
....: ههههه طلبتك أنآ تأجلين موضوعك
....: مآهوب موضوع , هو بس مجرد طلب .. الدكتور توّه طلع من عند أبوي وبشرنآ الحمدلله , أبيك تكون موجود معنآ يآسنـد ... أبيـه أول مآيفتح عيونـه يشوفك
إرتفعوآ حآجبيه ضآم شفتيه إللي مدهآ لفظاً بحرف الـ o إدعآءاً لتفآجئه مردف بسخريه: يمديني أجل أروح أحجز للسفـر
وقفت بسرعه ضآربه الأرض برجلهآ اليمنى إعترآضاً مكوره قبضتيهآ بغضب: سنـــــد !!
إقترب صوبهآ بآسم متحسس كآمل ذرآعهآ الأيمن بيسرآه , رآفع بيمنآه محفظته وجوآله وكذلك مفتآح السيآره من فوق الكومدينه: أمزح أكيد وين بروح لين يرد مآلك
....: يعني إنتي معلّق سفرك برجعـة مآلك
جآوبهآ ببرود لآمبآلي: أهـآ
....: إنت ليش كذآ يآسنــد !!!
ثبتت عيونه الحآده دآكنة اللون مريبـة النظره بعيونهآ بريئة النظره الدميعـه ثم زفر بـ هـمّ مبتئس: إنتي وبعدين مع ذي الدموع إللي مآتوقف من عيونك !
....: شوف كلآمك يستآهل بسببه تنزل هآلدموع ولآ لآ
أدخل محفظته بجيبه الخلفي وجوآله بجيبه الأمآمي الأيسر ومفآتيحه بيسرآه بينمآ بيمينه رفع يدهآ اليسرى مشدد عليهآ هآمس بجديّه وعيونه ثآبته معلقّـه بعيونهآ: تدرين إنه الحين أو بعدين بردّ للمكآن إللي جيت منه
قآطعته بـ إندفآع: إنت مكآنك هنآ , هذآ بلدك
سنـد: مكآني مع أمـي ....... دآيم مكآني كآن مع أمي , والبلد إللي فيه أمي هي بلدي ... مصــر يآ أصآله مو السعوديـه
إرتجف فكّهآ السفلي وتخبطت شفآههآ غير قآدره على النطق إللي ظهر متلعثّم غير مترآبط: بــ آآآ بــس ... ءآآ
....: لآ بس ولآ غيره , إنتي وكل من فـ البيت على علم إن قعدتي مشروطـه .. توّ مآتحسّن عآمـر وإسترد عآفيته وقدر يستلم أملآكه أنآ برجـع ..... لـ أملآكـي
....: أولاً إسمـه أبوك عآمر , مو عآمر كذآ وبس .. ثآنياً هآلأملآك إللي تديرهآ الحين ومسئول عنهآ هي أملآكك وثآلثـ ....
....: ششششششـــ
أسكتهآ بـ سبآبته اليمنى إللي إستقرت فوق إنتصآف شفتيهآ المرتعشـه .. خديّهآ النآعميـن مبلليـن وبشرتهآ البيضآء النآصعه محمـرّه .. يظهر عليهآ محتقنـه كآبته وبمجآهده قويّه لـ حموّ إنفعآلهآ ..
أكمل بذآت الهمس: عآمر متبري مني من قبل لآ أتنفس هوآء هآلدنيـآ ... عآمر يآ أصآله قآل إني ولد حرآم , قذف أمي بآلفآحشـه .. طلقهآ وبحشآهآ قطعـه منه وهو يدري ... أنآ صح إسمي سند عآمر المرشـد لكنـه يظل إسم على ورق , مآحسيت بمعنى هآلإسم ولآ بصفتـه بـ ولآ لحظـه عشتهآ من حيآتي ... فـ لآ تجين الحين يآ أصآله وتعدليـن أشيآء أبوك من زمآن وزمآن طويل هو بنفسـه عدّلهآ ... عدّلهآ مثل مآهو يبـي ... فـ إسمعي مني إنتي أولاً وثآنياً وثآلثاً , دآري إن عآمر تشآفى فـ لين مآيوقف فعلياً على رجوله ويترك هآلكرسي المتحرّك .. ولين مآيرد لمؤسستـه ويستلم كرسيـه ويجلس عليـه أنــآ ............. بختفــي
تعلّقت بذرآعه متشبثـه تتوسلّـه بدموعهآ المريره المحبوسه هآمسه بصوت مخنوق مُجهد: تكفـى يآسنـــد
أدخل أصآبع يمنآه النحيله بخصلآت شعرهآ من جآنب وجههآ الأيسر مرجعه للورآء هآمس: إنتي وسآلي خوآتـي ومآلك العصلوك هذآ روحـي ... وإنتم في قلبـي , لكن الوآقع وآقـع وصدقيني هذآ الأحسن للكــل
....: مو الأحسن لـي يآسنـد
....: لآتكونين أنآنيّـه
....: أنآنيّـه لأجلـك إيه أنآنيّـه
غصباً عنه ودون شعور زفر ضحكـه مرهقـه وكأنهآ نفث من أنفـه بآسم: ههه طيب يـ الأنآنيّـه ممكن تأجلين شويّ هآلأنآنيّه لين أرجـع ؟! مشوآر عـزآء مستعجـل وسهيل الحين تلقينـه إكتوى من الإنتظآر
بسرعه إبتعدت مفجوعه , أكثر مآيثير إهتيآجهآ ذعراً هو ذكر المـوت وطآري العزآء ..
إبتلعت ريقهآ سآئله بـ بهوت: خيـ .... خير , ميـن !
....: مآتدرين !
إتسعت عيونهآ ممتلئـه رُعـب , وش إحتمآليـة معرفتهآ بـ المعني شخصياً لأجل تدري عن عزآه !!
أكمل هو بعدمآ ولآهآ ظهره يرمق نفسه بنظره أخيره تأكيديّه لتمآم جهوزيته: ظنتي تدريـن ... ولـد رئيس التحرير بـ الجريده إللي تكتبين فيهـآ
ضآقت عيونهآ أقصآهم إستنكآراً غير مستوعبه هآمسه: إيــــش !!
....: ولـد بسّــآم ..... بسّآم نآصـر
/
/
/
مسآءاً ..
أبطأ من حركة سيآرته السودآء الكوبيه ذآت مقعدين أمآميين لحد مآوقف مجآور للرصيف الوآقف عليه الآخر بـ إنتظآره وإللي توّ مآ أبطأت السيآره لحد مآتوقفت حركتهآ فتح هو البآب المجآور بـ هدوء ملقي سلآمه مخآلف لملآمحه المحتقنـه والممتقعـه ليرد الثآني السلآم معآود تحريك السيآره: وعليكم السلآم
....: تأخرت يآخي
....: ترآ كلهآ عشر دقآيق , علقة الطريق والزحم
بسط رآحته مفرقة الأصآبع أمآم وجهه وكأنهآ إشآره آمره بـ التوقف عن التبرير رآد بـ جفآء وعصبيه: تعرفني يآرآمز مآ أحب ألانتظآر
رآمز: ترآني مو السآيق الخآص حقـك
إمتدت أصآبع يسرآه النحيله للرآديو مشغله وإللي أصدر تشوّش أول مآنفتح موآزي لصوته بنبره هآزئه: حآشآلله , إبن المآلكي سآيق خآص , لآآ تكرم طآل عمرك
إنشغل رآمز عن الرد عليه بوقوفه مصطف ورآء صفّ طويل من السيآرآت يظهر إن مآله نهآيه بـ إنتظآر تبدّل الإشآره من الحمرآء البطيئه إلى الخضرآء السريعه: يآليييييل مطولـك
نآظر الثآني من فوره بآلطريق ومآسرع مآ تسعت عيونه بصدمه وإنعقد معهم حآجبيه لآفظ بـ سأم وتململ: لآحــووووول
رآمز: مآتحب تنتظـر هـآآ , شوف الحين الإنتظآر إللي على حـق
....: وللي يعآفيك لآتبـدآ
قآلهآ ثم أسند كوعه الأيمن لحآفة الشبآك على يمينه مسند جآنب رأسه الأيمن لكفه: استغفرك يآرب وأتوب إليك
رآمز: يآخي متوتر
....: وإشمعنى !
رآمز: طآيح وجهـي ... مدري أحس متفشـل
قوّس فمه دون إهتمآم بآدي بآللي يقوله رآمز مردف: وإنت شدخلك ! هذي سوآة أخوك , ليش محمّل نفسك الذنب
رآمز: تهقى إن وآئل بيتفق معك بهآلكلآم !
....: وليش أصلاً يكون له كلآم ثآني ! أخوك كآن متزوج أخته ولأسبآب خآصه فيهم وحدهم طلقهآ , شذمبك إنت ؟
زفر بعمق يظهر وكأنه هفهفـه مسند جآنب رأسه الأيسر للشبآك على يسآره يرقب بعيونه إظآءة الإنتظآر الحمرآء للسيآره إللي تقدمته هآمس: آلله يسآمحك يآرآئف
....: الصدق يآرآمز وأنآ أخوك .. إنت بموقف زفت مآتنحسد عليـه
رمقه بـ حِدّه النظره ذآت معنى – ليتك تسكت – بـ اللحظه إللي حكّ فيهآ آدم بـ طرف سبآبته اليسرى جآنبه الأيمن من فكه السفلي مكمل: لآتشيل همّ وآئل , تعرفه عدل , هآدي ومتفهّم .. فكّر بـ نجـم , ذآ إللي صدق بيطلع عينك وعين أخوك وعين كل فرد بعيلتكم , بيعلمكم صدق أخلآق الشوآرع وتعآملهم
هفهف من فمه المضموم مآسح على وجهه بكلتآ رآحتيه مردف: مآنيب متخيّل ردة فعل نجم إن درى مو لأنه شوآرعـي ويتعآمل ببلطجـه , ذي فيهآ قطيعه يـ آدم .. نجم إبن خآلتي وخويي بيقآطعني والسبّـه رآئف
آدم: تتوقع بس نجـم ؟! المشكله إنهآ بنت خآلتكم وإنتم عآيله في بعض الموضوع صعب مو مثل أخت وآئل
رآمز: هـه , ومن قآل ! الإثنين أسخم من بعـض .. نآسي إن أخت وآئل الثآنيه تكون زوجـة أحمد أخوي ؟ وش وضعهآ ووضع عآيلتهآ معنآ وأختهم طليقـة فرد منّـآ !
آدم: أوف أوف , وآلله إني نآسي
رآمز: الوضع بـ البيت متوتر وكلاً حآجز نفسه لآيحتك بـ الثآنـي
آدم: مدري وش طوشـة البلآ إللي صآيبتنآ كلنآ ذي الأيآم .. حتى الوضع عندنآ متردي .. أخوي بسّآم نفسيته بـ الأرض ومرته هآده البيت صآرلهآ الحين يمكن شهـر
رآمز: لآحول ولآ قوّة إلآ بآلله , الموضوع فعلاً صعب .. ذآ الولد الثآني إللي يروح من أخوك وإنت تقول بعد إن مرته مستأصله الرحم , تخيّل عآد .. وش ذآ النكبـه , وقسم إني مآشفت سنه بمثل هآلكئآبـه , ضآق خلقي يآخـي كل يوم وإللي ورآه وفآة أحد ولآ خبر سويد شين يقصم الظهـر
آثر آدم الصمت وهو يرقب حركة السيآرآت البطيئه خطوتين تتقدمهآ ثم توقّف .. شكلهم فعلاً مطوليـن ..
إرتخى جسده على الكرسي مكتف السآعدين ينآظر مآورآء الشبآك على يمينـه ..
يتردد بـ أذنه صدى صخـب وجـلل , صرخآتهآ مؤلمـه , شديدة الجزع والسخـط .. كآنت زيآرته الأولى لهآ بـ المستشفى من بعد الإفآقــه .... والأخيــره
كآن هو المتسبب الوحيـد بـ إعآدة إنهيآرهآ العصبـي ودخولـهآ في حآله من الهيستريـآ تسببت في فقدآنهآ للوعـي وإغرآقهآ في دوآمآت الغيبوبــه وللمره الثآنيه !
....: إبنــــك مـــــآآآآت , مآآت يــآ آدآآآم .. إرتحــــت !! عسـآك الحيــن بخيـــر , عســآك صآفـي البــآل طيّـب الخآطـــر .. مــــآآآت , مــآآآآت يـ آدآآآآم وكلّـــه منــــك .. إنـــت الســـبب آلله لآيبآرك فيــك ولآ بـ أيآمـــــك , وآلله مآ أحللـــــــك , وآلله مآ أحللك ليـــوم الديــــــن , آلله لآيبيحــــــــك يآ آدآآم آآآآآآآآآهـــ , آآآهـ يمّـــه , آآآهـ يآعلـــــي .. آآآآآآهـــ
قطّب رآمز حآجبيه إستغرآباً من شرود آدم المطوّل وإللي منعه عن الإنتبآه وسمآع صوت جوآله إللي يدّق وحتى عن سمآع منآدآته له ليقرر هزّه من كتفه بـ إصبعيه السبآبه والوسطى مضمومتين صآئح: آدآآم
ومن فوره آدم إستقآم بجلسته وإعتدل ينآظره بـ إرتعآب موسع عيونه بـ تفآجئ مأخوذ بـ الدهشـه هآمس بشيئ من البلآهه: هــآآه
بعده تعبير الإستغرآب متمكن من قسمآته الحآدّه يرمقه بـ تفحّص تقييماً لـ حقيقة هآلة الضيآع والشرود المحيطه به مردف بـ برود: جوآلك يـدق
إبتلع ريقه بـ صعوبه متحسس عنقه إللي ترآءى له أنه متعرق وكأنه بـ حلم مزعج أو كآبوس ووحده رآمز من أجفلـه ..
وهرباً من نظرآت رآمز التشككيّه المتفحصّه له أشغل نفسه بـ إخرآج جوآله من جيب سيآلته بعدمآ إنقطع الصوت ليفآجئ بـ إسمهآ على الشآشه جآوره رقم 2 دلآلة على مكآلمتين وآرده لم يتم الرد عليهآ ..
أغمض عيونه لآئم نفسـه عآض على شفته السفلى مؤنـب يظهر فيه وكأنه نآدم ..
نسآهآ تمآماً ونسى موعده معهآ ونسى حتى إخبآرهآ بـ إلغآء الموعد وتأجيله لوقت غير يومهم المتفق عليـه ..
سأل رآمز بـ إهتمآم: خيــر !!
أطبق فمـه بـ خيبة شآد شفتيه بـ ضيق مُردف: بنت عمّك
رآمز وبـ إنتبآه فوري من طآري صفـة العمومه , تأهب بـ تركيز سآئل: عسى مآشـرّ !
بـ بنآنه الأيمن لـ إصبع الوسطى فرك بقوّه ضآغط منتصف جبينه رآد: نسيت ميعآدنآ , المفروض اليوم طآلعين
رآمز: مآعلمتهآ إنك طآلع معـي
آدم: قلت بعلمهآ هم مدري بـ إيش انشغلـت
رآمز: وهي للحين تحتريك !
إرتفعوآ حآجبيه شآد شفتيه المطبقه بـ خيبة رآد بـ أسف: الظآهــر
إرتفع حآجبه الأيمن إستنكآراً للي سمعه ومآسرع مآ أعقب بـ جفآء حآد النبره وعيونه ثآبتة النظره الحآده معلقّه بـ خلفيّة السيآره إللي تتقدمه: هآلحركآت يـ آدم مو مع بنت عمّي
طير آدم عيونه متململ قبل أن يردف: لآ مع بنت عمّك ولآ غير بنت عمّك وإنت دآري إن مآلي بهآلعلوم
....: دآري ولأني دآري مآحد وآفق عليك إلآ من عطيت كلمتي فيك وشهآدتي بـ إنك كفـو
آدم: وأنآ عند هآلكلمه وقد هآلشهآده .. تطمّـن
رآمز: هذآني حذرتك .. ويلك يـ آدم إن طآلهآ منك شيئن مآيرضيهآ , ويمين آلله مآ أبقى على شيئن جمعنآ بيوم
إلتفت له بعيون متسعه ممتلئه صدمـه لآفظ بدهشـه بآهتة النبره: يآلطيــف !
مآتبدّل وجه رآمز ..... جآمـد , جآد , على موقفه ووضعـه وكلمتـه , أبعد مآيكون عن الهزل أو حتى اللآمبآلآه وعدم الإهتمآم ليسأل آدم غير مصدق: إنت من جـدك !
رآمز: إسمع يـ آدم .. عيلتنآ هذي بكبرهآ مآفيهآ غير بنتين .. ثنتين مآغيرهم .. أختـي , وورده بنت عمّي .. وحده بعصمّة دكتور عُدي , والثآنيه بعصمتك أنت .. وصدقني هآلثنتين عندي شيّ مقدر أوصفه , ومو أنآ بس , إلآ كل آل مآلـكي .. يتجرأ أحد بس وهن يتشكـوّ منـه !! لآيلوم إلآ نفسـه .. إنت خويي يـ آدم ومآبي أخسرك بس صدقني إن آلمتهآ أو أذيتهآ بـ أي شيّ رح تخسرهآ , وبنفس اليوم إللي بتخسرهآ فيه بتخسرني معهآ ..
قآل كلمته الأخيره بـ هدوء وإنتظر الردّ من بعدهآ ..
الردّ إللي مآوصله حتى بعد مرور قرآبة الدقيقه كآمله وبعد تحررهم من صفّ السيآرآت ليرد رآمز رآفع حآجبه الأيمن إستغرآباً لصمتـه ملتفت نصف الالتفآته إللي أدركهآ آدم دون أن يلتفت ..
توجسّ السوء وإرتعـش , شيئ ممتد بكآمل جسده أشبه بـ لسعآت الكهربآء .. أحسّ بكتمـه , وضيق تنفـس ... وإختنآق
كلمآت رآمز قآسيـه , لفظهآ بـ ثقـه دون تردد , يصدح صدآهآ بـ أذنـه وبصخب مدويّ رغم هدوء النبره ..
خسآرة وردهـ فعلاً كبيره , إنمآ الأكبر منهآ هو خسآرة رآمـز ..
خسآرة أخوه بسّـآم , أختـه مـرآم ... وسابقهم خسآرته لنفسـه !
القآئمه طويلـه , تصدرّهآ أقرب الأقربين ..
مآيدري صدق شلون بيتحمل فكرة الخسآره والإنقطآع ..
قطيعـة فرد وآحد منهم أشبـه بـ المسحيـل صعب التقبل وصعب التعوّد , إن علم فعلا إن القطيعـه ممكن تكون من الجميـع !
وقع الخسآره على قلبـه حرفياً موجـع ومؤلـم ... هو بمجرد التخيـل عآجـز , وش بتكون حآلته إن تحوّلت مجرد التخيلآت لـ حقيقه وآقعيّه قآئمـه !
غصّ بـ بلعة ريقـه المتكومه بـ نصف حلقـه , إبتعهآ مُتألم ..
مآقدر إلآ أن يومئ برآسه إيجآباً مبتسـم ... وبـ إنكسآر !
لفظ بـ إنهزآم مُتمني صدق ترجيّه: خير إن شآلله ......... تطمّـن
قآلهآ بـ التزآمن مع فتحه للشبآك على يمينه مستنشق وبعمـق من الهوآء إللي وآجهه مبآغته وكآن فعلاً بوقـته ..
إمتلت رئتيـه وإنتفخـت وبـ هدوء وتبآطئ إنكمشت وارتخـت ..
تمنيآت قلبيه صآدقه وتوسلآت حقيقيه مُحتآجـه ...
لـ غفـرآن , وصلآح , وهِدآيـه , وثبـآت ............... وستـــر !
/
/
إلتفوآ حوله إنآثه الأربع بملآمح موحده .. مُبتهجـه .. ومُشعـه
تعلوهم إبتسآمة رضآ وإمتنآن .. حآمده شآكره ردته كمآ كآن ..
ودون إنذآر من بعد وقوف قصير نقزت من مكآنهآ رآقيه فوق السرير وعلى طرفه جلست الضفدعه ثآنيه سآقيهآ تحتهآ مبققه عيونهآ بشغب ومبتسمه بمشآكسـه .. أردفت بـ غنج طفولي: حمدآلله على الثـلآمـه
بـ إرهآق إمتدت يمنآه من بعد عجز بآلتحرك طآلبهآ الأقترآب , بـ وجهه المُصفّر إبتسآمه متعبـه فآتره ومن فورهآ هي إستجآبت مقتربه زحفاً على ركبتيهآ المكشوفه وصولاً له ثم تمددت بجآنبه نآئمه بـ حضنه هآمسه: مره وحشتنآ يآجـدو
طبع قبلته العميقـه بشعرهآ العسلي الحريري الكثيف مردف: فيدو حبيبة جدو , إنتي أكثر وحده وحشتني
تبآدل ثلآث الوآقفآت ذآت الإبتسآمه لتعقب وآحده منهم من بعد جلوسهآ على يسآره محتضنه يده تتحسسهآ وبـ رفق: وأم فيدو بعـد ترآ بآلحيل وحشتهآ
لفظ إسمهآ همساً بـ إربتسآمه مرهقه وكأنه لتوه إرتآح من بعد عنآء: أصــآآآلآآآآهــ
طبعت قبلتهآ العميقه بظآهر يسرآه مردفه: حمدآلله على سلآمتك يآلغآلي .. طهور إن شآلله
إقتربت الثآلثه بـ ابتسآمه مطبقه مآئله برآسهآ يمنـه ..
مآزآلت مشآكسه معه وحده , هي شبيهته الوحيده بـ الأطبآع وهي المفضله عنده ..
دنقت عليه تآركه أثر قبلتهآ المطوله بمنتصف جبينه وثآنيه بوسط شعره اللي إختلطت خصلآته مآبين الشيب والسوآد هآمسه: سلآمتك يبـه , عليك العآفيه مآتشوف شـرّ
ربّت بيمنآه على المرتبه حآثهآ بـ الجلوس جمبـه ورآء فدوى وهي بـ إبتسآمه هآدئه إنقآدت له جآلسه لتتم رآبعتهم الأخيره وآقفه مكآنهآ بمؤخرة السرير مقآبله له يعلوهآ إبتسآمه هآدئه سمِحـه ولمعـة من الدموع مترقرقه بعيونهآ .. أعقبت برخآمه هآدئه بعدمآ تعلقّت عيونه الذآبله والمرهقه بعيونهآ اللآمعه المُشعّه: حمدآلله على سلآمتك يآبو مآلـك
أومأ رأسه إيجآباً بـ إبتسآمه يرقب جلوسهآ على طرف سريره بجآنب أصآله وآضعه يسرآهآ فوق سآقه قبل مآيرد كلآمهآ بـ صوت هآدئ يظهر فيه التعب: آلله يسلمك يآم مآلك ويسلمكم كلكم , هآآ بشروني عنكم شـ الأخبآر .. ظنتي ستـة أشهر وأكثر خذيتوآ فيهآ رآحتكم سرحتوآ ومرحتوآ بكيفكم
ضحكه جمآعيّه قصيره تشآركوهآ كلهم صآحت من بعدهآ فدوى بـ طفوله متنآهيه مبتعده عن صدره جآلسه من بعد تمدد مكتفة السآعدين الممتلئين سآخطه: أنآ ثتـة أشهر قعدت هنآ في البيت مآطلعت , لآ ثرحـت ولآ مرحت خلآث مآعآد أروح بيت بآبآ مع إن عمي ثنـد وحشنـي بث النذل مآثأل عنـي ولآ مرّه
بـ فتور تقلصت إبتسآمته إلى أن تلآشت عآقد الحآجبين مقطب الجبين سآئل: وليــش ؟!!
بـ إندفآع طفولي جآوبته متحمسّه: لأن خآلـي ثنــد تهآوش مع عمي ثنـد وقآل لآعـ .......
نهرتهآ أصآله بـ جفآء قبل أن تكمل طآلبتهآ السكوت بنظرة عينهآ المتسعـه بـ تنبيـه: فدوى خلآص , بعديـن
إلتفت بسرعه لأصآله الجآلسه على يسآره سآئلهآ بـ إهتمآم: وش قصدهآ فدوى !! تكلموآ أبي أعرف كل شيّ
تحسست زوجته سآقه اليسرى بـ حنو معقبه: مو الحين يآبو مآلك توك تعبآن والإجهآد مو زين عشآنك
....: بلـى , الحين أعرف كل شيّ .. وش قصدهآ إن خآلهآ سند تهآوش مع عمهآ سنـد !! وليش مآتروح بيت أبوهآ !! ووينـه مآلك بعـد صآرلي فتره طويله مآ أشوفه ولآ يدخل علـي !!
إستآءت ملآمحهم جميعاً بـ فمّ مطبق أسفاً إستشعره هو وزآد قلقـه , سألهم بـ جفآء منفلت الأعصآب: وش إللي صــــآر !
....: خآلي مآلك طلق ذوجته وثآفر رآح مثـر بث لآتخآف هو كويث وقآعد عند أم خآلي ثنـد
إتسعت عيون أصآله بصدمه من بلآهة بنتهآ المسحوبه من لسآنهآ إللي مآيقوى على كتم شيّ في حين شدت سآلي شفتيهآ المطبقه رآفعة حآجبيهآ إستحضآراً لموجه عآتيه من الشيئ الذي لآيحمد عقبآه !
نآظر أخيراً بـ زوجته إللي نفخـت من خشمهآ بضيق نفسها المسموع خآفضه رآسهآ للأرض دون جوآب ليسأل هو مستنكر سؤآله الخآفت شبه المسموع: إيــش !!!
من فورهآ أصآله صآحت ببنتهآ آمرتهآ قبل تبدآ وتسف الشريط المسجل لأحدآث الستة شهور الفآئته دون تفويت أي حدث وإن كآن دون تأثير أو أهميه: فدوى روحـي غرفتنا يلآ
قآلتهآ أصآله بـ حزم لتتعلق عليهآ عيون فدوى الدميعه للحظآت بعدمآ إستشعرت خطأهآ بآللي توهآ ولفظت به ..
أخفضت رآسهآ مطبقة الفم ضآمه كلتآ يديهآ لمنتصف جسدهآ الصغير الممتلئ كـ إعتذآر تعبيري عن سوء تصرفهآ ثم إنسحبت وبهدوء نآزله عن السرير مبتعده بـ خطوآت هآدئه مطرقة الرأس لخآرج الغرفـه .
برفعة حآجب حآده إزدآدت بهآ قسوة ملآمحه وشدتهآ مختص أصآله بـ السؤآل اولاً: وش الموضــوع !!
إستشعرت سآلي ضعف أصآله وصمتهآ بعآدة خوفهآ اللآمبرر إطلآقاً من وآلدهآ .. تعجز حتى عن لفظ الكلمآت في حضرته المهيبـه .. تخشى أن ترفع رآسهآ له وتوآجهه بـ النظرآت !
زفرت من فتحة فمهآ نفساً مسموع أعقبت من بعد قرآرهآ هي المبآدره بـ الجوآب بدلاً من أصآله مشدده على يمين أبوهآ قآصده لفت إنتبآهه لهآ: اسمعنـي يبـــه .....
/
/
/
/
إقتحمت غرفتهآ دخولاً دآفه البآب بكلتآ رآحتيهآ المبسوطه فوقـه .
كمآ الإعصآر الهآئج كآنت خطوآتهآ غآضبـه إلى أن إرتمت على سريرهآ نآئمه متكومه حول نفسهآ ضآمه سآقيهآ لصدرهآ تنشـج وبقوّه ..
أشغلهآ الحزن إللي بقلبهآ ودمع عينهآ عن رؤيـة الوآقفه أمآمهآ مكتفة السآعدين , أمآمهآ الشبآك تنآظر من خلآله في صمــت .
لحظآت إستمرت ممتده لدقآئق إلى أن هدأ نبض البآكيه .. سكنت شهقآتهآ المريره وأنّآتهآ وإستكآنت روحهآ وأنفآسهآ .. أمآ الصآمته فهـي على وضعهآ دون تبدّل إلى أن بآدرت بآلكلآم وبـ منتهى الجأش والتمآسك: إبكي على شيّ يستآهل يآتغريد
إرتآعت وتصلّب كلّ مآفيهآ ..
من فورهآ إستقعدت جآلسه وعيونهآ صآرمه ثآبتة النظره لـظهر أختهآ الوآقفه أمآمهآ .. يظهر من جآنب وجههآ الأيمن إبتسآمه فآتره إتضح حقيقتهآ بكونهآ سآخره هآزئه توّ مآ إلتفتت لتصير موآجهه لهآ ..
....: صدقيني إللي تبكـي عليه هذآ أحقر من إن دمعه وحده تطيح لأجلـه
ضربت سريرهآ بقبضتهآ الغآضبـه قهـر وحسـره , صآحت صآخبه بـ إهتيآج والدموع من عيونهآ أثلآث: مآ أبكــي عليـــه مآآ أبكــــــي عليـــه آلله يآخـــذه أبكــــي على نفســــــي أكرررهـــــــه , أكرهــــــه يآدآريــــن ولآ بعمــري كرهـــت أحــد بس أكرهــــه آآآآآآآآهــــ يــــآآآرب
بسرعه وقبل أن تنهآر عطتهآ دآرين ظهرهآ رآده تنآظر من زجآج الشبآك العريـض , حفرت أظآفرهآ بـ لحم ذرآعيهآ من فرط إستحضآرهآ للثبآت وإرغآم نفسهآ على السُكنى والتمآسـك !
بللت شفتيهآ رآصه على أسنآنهآ محكمه إغلآق فمهآ جآبره عيونهآ على ثبآت النظره دون رمشة جفـن ...
ومن لمسـه وآحده خآرت قوآهآ الوآهنه وانهآرت !
سقطت دمعتيهآ المعلقـه بمحجريهآ مغمضه عيونهآ وبآلقوّه ..
حآوطتهآ تغريد مطوّقه خصرهآ بذرآعيهآ ملصقه جآنب وجههآ الأيمن بظهرهآ .. هآمسه ببحّة صوتهآ المُعذّب: سآمحيني يآدآرين
....: على إيـش ؟
تغريد: على كل كلمـه شينه قلتهآ بحقك , وعلى كل إتهآم فيه إتهمتـك .. قلت إنك قآسيـه وجآحده وأنآنيـه , مآتحبين إلآ نفسـك ... كلنآ إتهمنآك بس مآني مسآمحتهم أبدّ , كآنوآ يدرون بآلحقيقه وأصلهآ .. يدرون عن تصرفآتك وأسبآبهآ ويتهمونـك .. أنآ من دريت ومآنيب متحملّه , كل يوم كرهي يزيد أكثر وهآلكـره إللي أحسّه أكبر من طآقة مشآعري مآنيب متحملّه .. فيه شيّ قآعد يخنقنـي .. مآنيب متحمله أسمع سوآلف أحد ولآ أشوف ضحكـه أو حتى إبتسآمه أحسهم يهزأون فيني .. أحسهآ إبتسآمه سآخره .. أحس بعيون أمي شفقـه وأبوي محصن متكفلني رحمـه وأحس نفسي عبئ على وآئـل وشيّ محظور مُحرّم وأحس بكلآفه مع ميسم ومآنيب قآدره أتأقلم مع فكرة إنهآ أختي وهآلكلــب فيصـــل آلله يوريني فيه يومن قريب بقلبي حســره , قلبي قآعد يمرض يآدآرين وآلله إني أضعف من كل هآللي أعيشـه وأحسـه
إبتلعت دآرين ريقهآ ومعه وجعهـآ .. تغريد قريبه من روحهآ , وإن آذتهآ – بغير عمـد – كمآ ظنت فهو مآكآن إلآ لإنتشآلهآ من إمكآنية حدوث كل هآللي تعيشـه حآلياً بذآت الأحآسيس إللي تحسهآ الحين حرفياً ..
رغبت في إنتشآلهآ من هآلبيت إللي تحس فيه بـ زود الكلفـه على الأب ونظرة الشفقه من الأم وضيق التعآمل ومحدوديته مع الأخ ..
تحسست ذرآعي تغريد المطوّقه لخصرهآ بموآسآه هآدئـه .. مهمآ رغبت في إظهآر عآطفتهآ لأختهآ وإن تمثلت هآلعآطفه في كلمـه موآسآه أو حضـن حنون دآفئ إلآ إن هآلشيئ المتحكم بهآلعآطفه دآخلهآ مضمـور وكل مشآعره فآتره وأحآسيسه مستهلكـه دون نفـع ...
ترجتهآ تغريد بصوتهآ المذيب لأي عآطفه صلبـه مُتحجره وبمنتهى الخنوع والضعف والإستكآنه: لآتقسـي علي يآدآرين .. لآتقسي علي آلله يخليّـك
إلتفتت لهآ دآرين ضآمتهآ وبآلقوّه لصدرهآ متحسسه بحرآره ظهرهآ: أنآ معــك
لفظت تغريد بـ أنفآس متقطعه بكآء وإنتحآب: مآبيه أبدّ يكون أبوي .. ولآ حتى عمّـي , مآ أبيـــه .. يخــ ..... يخنقنــي .. يخنقنـي يآدآرين مآنيب متحملّـه نظرآت الإستحقآر بعيونـه .. ينآظرني وكأني حشره .. شيّ حقيـر , تآفـه .. أو رخيـص
....: هو إللي حقير وتآفه وأرخص من التراب .. خلـه يضحك اليوم مصيرنآ يجينآ يوم قريب نضحك فيه عليــه
إبتعدت تغريد عن صدر دآرين مآسحه بظهر يمنآهآ الدموع من خديّهآ قآطعه كلآمهآ وبـ إندفآع: وميســم ... ميسم يآدآرين تكفيــن
أغمضت دآرين عيونهآ زآفره بضيق لترد تغريد مكمله: وربي إنهآ تعآني أكثر منّـآ .. لآتحسبين إنهآ مستآنسه بـ نسبتهآ لأبوهآ وإنهآ على إسمـه .. وش هآلأبو ! وش هآلأبو إللي يتشمت بـ بنتـه ويعآيرهآ بشللهآ ويضحك عليهآ !! – رفعت عيونهآ للسقف رآمشه بتوآلي تمنع نفسهآ من الإنهيآر بمجرد تذكرهآ للي توّهآ وشهدته من لحظآت بمجلسهم ثم أكملت بـ صوت بآكي مهزوز ومرتجف – تخيلي إنه تشمّت بـ ميسم ! يتشمت فيهآ لأنهآ تأملت بشيّ ومآتحقق .. تأملت إنهآ تتعآفى وتقدر تمشي والحين هي على وضعهآ جآلسه على نفس الكرسي !! تخيلي وش قآلهآ !! قآلهآ ليش مآترضين بـ الأمر الوآقع وتعيشين حيآتك قنوعه ورآضيه ! ليش تتأملين بشيّ منتهـي ومآلك فيـه أمـل ! آآآآآهــ يآآوجـــع قلبــي يآآآرب آآآآآآهــ
أحكمت دآرين قبضتيهآ على سآعدي تغريد مآنعتهآ من الدق القويّ إللي تكرر ضآربـه منتصف صدرهآ إللي إمتلآ وفآض بهـآ صآئحـه بـ نبره أقرب للغضــب: بـــــــس
نفضت تغريد يديهآ من دآرين صآئحه بصخب جـلل: لآآ مـــو بـــــس , مو بـــــس وإنتي تدريـــن , تدريــن عن وجعــي ووجــع ميســم لأنك أكثــر وحـده عشتيــه وعآش معــك .. هآلوجـع متأصـل فيــك , يآكــل منــك .. متغـذي على روحــك إللي مآبقى فيهآ شيّ , إنتي ضعيفـه يآدآرين .. ضعيفـه ومآتعرفين تستقوين إلآ على الأضعف منـك .. إستقويتي علـي وعلى ميسـم وعلى مآلـــك .. إحنآ الأشخــآص الغلـــط وصدقيني أذآك لنــآ مآهوب إلآ أذى مضآعف لك إنتي .. سألتك بآلله يآدآرين كآفــي .. كآفي لآعآد تتسببيـن بـ الوجع لميسـم ترآهآ تعآني , على الأقل حنآ لقينآ أبّ وأمّ يعوضونآ بس هي لآ .. أبوهآ رآفضهآ ومكتفـي بعيآله الأربـع .. وأمي لآعنـه خيرهآ .. وإنتـي مآقصرتي معهآ , هي أختنآ يآدآرين تكفين لآتعذبينهآ
شهقت بعمـق ويظهر إن كلآم تغريد أثآر شيئاً مآ كآن مدفون بنفسهآ , جرح عآد وإنفتـق ..
سألت بـ هدوء: فيصـل وش سوّآ لهآ !
خللت تغريد أصآبع يمنآهآ بشعرهآ من المقدمـه سآحبتهآ للورآء بـ شدّ قويّ معقبه وأسنآنهآ عآضه على شفتهآ العليآ وبآلقوّه: زآد حسرتهآ حسرآت , تركتهم تحت ... مآتحملّـت , يقولهآ إنه مترجي وآئل يتزوجهآ فليتهآ يكون عندهآ شيّ من الحسآسه ومآتزيدهآ كلآفه على الرجّآل ... مآله دآعي تثقّل على وآئل وتزيد أحمآله وتطلبـه يعآلجهآ وهي أصلاً ميؤوس من حآلتهآ ... قآلهآ تحمد ربّهآ إنهآ لقت إللي يرضى بـ شللهآ .. هـــه , ترجى وآئل يتزوجهآ تخيلـي !! طآلبهآ مآتزيد الكلآفه على الرجّآل وإهو أبوهآ إللي معه المليآرآت إستكثرهآ على بنتـه ومآسعى حتى لو بمحآوله وحده إنه يصلح هآلشيّ الميؤوس منـه بس عآدي عنـده يبعثر هآلمليآرآت على عيآلـه .. كل وآحد فيهـم معـه سيآره على أحدث موديل , وبطآقآت بآلبنوك فلوسهآ مآلهآ عدد , إبنه من كحّ كحـه طآر به لأوروبآ يعآلجـه كل هذآ عآدي عنده بس ميسـم !! لآ تخسـى , خلهآ كسيحـه لين تتعفّن على كرسيهآ وينقبـر معهآ .. طآلبهآ تخلي عندهآ شيّ من الحسآسه بآلله !! ههههه ذآ الرجّآل يضحكنـي .. يضحكني الضحك إللي تنزل معه دموعـي
ردت دآرين وإحتضنتهآ من بدت تغريد دموعهآ تنهمـر وبمنتهى الضعف والوهن والإنكسآر ..
....: لآتبكـي
تغريد: يعني إنتي مآكنتي تبكيـن !!
دآرين: ...........
تغريد: لآ عآد تبكينـي وتبكـي ميسـم يآدآرين ...... تكفيــن
زفرت من فتحة فمهآ إستسلآماً رآده بـ هدوء: مآعآد فيني يآتغريد تطمنّـي
....: وآلله إني أحبك يآدآرين ووجعـك يوجعنـي , مآبي أشوفك منهزمـه لأنك مو هذي الشخصيّه ... إرجعي مثل أول , إبدي بدآيه جديده , إبديهآ وخلني معك فيهآ
دآرين: إنتي بـس !
تغريد: أدري صعب تتقبلين ميسم وصعب تدخلينهآ بدآيرتنآ .. إرجعي دآرين الأولى , القويّه الوآثقـه ... تجآهلي ميســم
عطتهآ دآرين ظهرهآ وردت مكتفة السآعدين تنآظر من الشبآك بعيون ضآئقـه حآدة النظره , صقريّـه , ثآبتـه .. على وشك التصيّد والإفترآس ..
جآورتهآ تغريد إللي نفخت من فمهآ المضموم المنفرج مآسحه وجنتيهآ المتورده المغرقـه بملح دموعهآ لتطيح عيونهآ على إضآءة سيآرتين فآرهة الطرآز .. الأولى متقدمـه وبسرعه غير منآسبه للمكآن بـ إعتبآره مدخل بيت وليس طريق مُعبد للتسآبق ! بورش بيضآء آللون إختفت بخروجهآ من البوآبه الخآرجيّه لتلحقهآ الثآنيه برتقآليّة اللون بذآت السرعه وصوت كفرآتهآ يصفـر إحتكآكاً بـ الأسفلـت ..
تقآبلت خروجاً مع السيآره الدآخلـه بنفس الطرآز الشبآبي الفآرِهـ إلآ أنهآ سودآء آللون ..
إنتفض صدرهآ بضحكه قصيره سآخره من حآل نفسهآ معقبه بـ أسى: مره مبسوط بعيآلـه شفتـي سيآرآتهم
آثرت دآرين الصمت بآللحظه إللي فيهآ إشتعل بصدرهآ الحقـد وتأجج بقلبهآ الكُرهـ .. مقتهآ لهآلمدعو فيصـل فآق طآقة كبتهآ على الإحتمآل !
بـ خطوآت فآتره متردده إقتربت تغريد من الشبآك بآسطه رآحتيهآ على الزجآج .. الاقترآب اللي إلتصقت فيه أرنبة خشمهآ الدقيق مستشعرة برودة الزجآج متعلقّه عيونهآ على ذآك إللي فتح بآبه من سيآرته السودآء وبعزم الإنفعآل والغضب صفقـه متخصر بكلتآ يديه ينآظر البوآبه الخآرجيـه بملآمح هآئجـه ثآئره ومنفعلـه , ملآمحه بعيده عنهآ إلآ إنهآ قريبه بذآت الوقت , تشعر وكأنهآ في مكآن محدد وبوقت محدد إرتبطت بهآلملآمح وإن كآن إرتبآط عآبـر ..
إمتلآ الزجآج من بخآر أنفآسهآ حآجب عنهآ الرؤيـه لتمسحهآ ببآطن كفّهآ وبمنتهى السرعه لتفآجئ بـ إختفآءه !
إلتفتت ليمينهآ ومن ورآءهآ بذآت السرعه المتوتره لتفآجئ مفآجئتهآ الثآنيه بـ إختفآء دآرين بعدمآ تركتهآ خآرجه من الغرفه إللي تخص أسآساً تغريـد ..
وإللي مآدخلتهآ إلآ رغبة منهآ في الوقوف بآلشرفـه المطلّه على حديقـة الفيلآ ومدخلهآ , الميزه إللي إفتقدهآ بغرفتهآ خلوهآ من أي إطلآله جمآليه لمحيطهآ الخآرجي .. الشيّ إللي كآن عن قصد وتعمّـد .... من إختيآرهآ !
رغبتهآ في الوصول لأقصى مكآن من العزله والإنغلآق .. كآن إختيآرهآ لآخر عرفـه منزويـه بـ كآمل الفيلآ والمشهد الوحيد المطل لنآفذة غرفتهآ كآن على جدآر السور المحيط بـ الفيلآ من خلفيتهآ والمرتفع ليصير بطول طآبق كآمـل مبنـي بـ الطوب ...
لتصير مطلـه على أسوء مشهـد بآعث للكئآبـه والتشآؤم والإنهزآم ...
جدآر طوبـي , أو مثل مآيطلقون عليهآ بعآميّة اللغـه – حيطـه ســدّ - كآن هو النهآيــه !
/
/
توقيت متزآمـن ..
وبعدمآ نزل من سيآرته وبقوّه غآضبه ثآئره ومهتآجه صفق بآبه وعيونه ورآءه ينآظر البوآبّه الخآرجيّه للفيلآ المفتوحه على مصرآعيهآ متعلقه عيونه الغآضبه على طيف السيّآره البرتقآليه إللي قآبلت دخوله خروج ليجفلـه يدّ خويّه إللي ضربت كتفه ضآحك: حصــل خيــر لآتعصّـب
بعدهآ عقدة حآجبيه مآنحلّت إلآ إنهآ إشتدت أكثر رآد بـ ضيق وعصبيّه مكبوته: خير إن شآلله ! منو إبن الكلب هـذآ ! بغى يطيّر لي المرآيـه
....: ههههه الصرآحه متهوّر وشكله جديد بآلسوآقه صدق إبن كلب معه هآلفرآري وأنآ باقي مثل خيبتهآ
....: تهقى حق مين هآلفرآري ؟
ردّ وضرب كتفه حآثه ينفض عنه أفكآره متقدمه بآلخطى: إمش إمش يآبن المآلكي يعني مآغيرك يركب هآلفخآمـه
بسبآبته حكّ أسفل ذقنه محتآر رآد وهو يتبعه: مو الفكره .. بس غريب أشوف ببيت وآئل هآلنوع من السيآرآت , سبورت حق شبآب مو شيآب
....: رآمز وللي يعآفيك إمشّ عن الهرجه خلاص انتهت
لوى فمه بـ حنق تآبعه دون تعقيب إلى أن وصلوآ لبآب الملحق الزجآجي خآرج الفيلآ متوسطة المسآحه نسبياً ليوقف هو أولاً مطلع جوآله من جيب بنطلونه الجينز: لحظـه آدم , خل ندق عليه أول
آدم: هو قآل منتظرنآ بـ الملحـق
رآمز: لآ يآخي خلّ نتأكد أول من متى وهو معلمنآ نجيـه يمكن جمآعته الحين دآخل
تخصر بيديه هآز رآسه سريعاً بـ إيجآب: طيب يلآ كلمـه ..
من رفع رآمز الجوآل لأذنه إلآ وتكنسـلت المكآلمه ومآسرع مآنفتح البآب الخآرجي للملحـق وهو يطل منه , يظهر وجهه مُتعب مُرهـق .. حزيـن ومحبـط: حيآكـم , آدخلـوآ
من فورهم رآمز وآدم قرأوآ ملآمحه وفسروهآ وبفهم جيّد أتبعوهآ بنظرآت متبآدله متسآئله ليفآجئ كل منهم بذآت السؤآل محفور بتقآسيم الثآني !
تبعوه بهدوء إلى أن لفظ آدم في محآوله لكسر هدوء الموقف الغير معتآد إطلآقاً تحديداً في جمعتهم الثلآثيّه أو الربآعيّه بـ وجود نجـم !
....: قلبي نآغزنـي , وحدوآ آلله وصلوآ على نبيّه
ردّ وآئل أولاً بهدوء وهو متقدمهم: عليه الصلآة والسلآم , لآ إله إلآ آلله وحده ومحمـد نبيـه
إلتوى فمّ رآمز يمنه يرمق آدم بنظرآت تشككيّـه , لآهو على حآمي ولآ بآرد , هدوء وآئل مُريب , كميّه وآفره من الإحبآط والكئآبـه بوجهه يظهر حزيـن كسيـر ..
مآتنبأ رآمز إلآ بسبب وحيد أوحد سبب هآلملآمح بوجه وآئل وهو فعلـة أخوه رآئف !
إبتلع ريقـه إللي أحسّ وكأنه عصـآه بمنتصف حلقـه مؤلمـه .. وحلقـه محتقـن ..
ردّ وبصره خفيض للأرض في حرج: لآ إله إلآ آلله
أكمل آدم إللي مُصّر على إنعآش الأجوآء: وصل على نبيّه .. شفيك !!
شدّ رآمز شفتيه والإمتعآض بوجهه ردّ بـ سرعة حآلته المرضيّه ووضعه الإعتيآدي: محمد رسول آلله
مآل آدم برآسه يسآراً لرآمز مُدعيّ بملآمحه عدم سمآعه معقب: إيش إيش !! مآفهمت .. وآئل فهمت شيّ !!
إلتفت عليهم وآئل مبتسم ويمنآه قآبضه لـ أكرة البآب الدآخلي الإستيل كرويّة الشكل: هههه عن السمآجه يـ آدم خلّ الولد
آدم: إي بخلي الولد , دآري إنه الدلوع حقك
وآئل: ههههه لآحوول إنت شقصتك اليوم ... رآمز إنت وش مسويلـه !
رآمز وإللي أبداً بمزاج مآيسمح للمزح , مآقدر يجآريهم ..
نسبياً ترآخى الشـدّ وصفى الجوّ من بعد إبتسآمة وآئل وصوت ضحكه مع آدم إللي إنغمسوآ بـ أحآديث جآنبيّه عن طبيعة الأجوآء بـ ألمآنيآ وشلون توآصلوآ مع الأمآن إذ إن لغتهم من أصعب اللغآت وأكثرهآ تعقيد , مختلفه كلياً عن الإنغليزيّه إللي يعلمون فيهآ بعض قوآعد الإتصآل والمحآدثه مع الغير ..
بـ جآنب آخر كآن الكلآم عن آدم ومصآبه في ولد أخوه بسّآم ..
قدم وآئل تعزيتـه بنبره هآدئه وملآمح آسفـه .. وكلّه على مرأى ومسمح من رآمز إللي آثر الصمت عن الخوض في أحآديثهم ..
الشيّ إللي مآغآب مطلقاً عن ثنينهـم ..
آدم إللي يدري تمآماً وش إللي يحسّه رآمز وسوء الموقف إللي هو فيـه .. وكذلك وآئـل !
وآئل إللي قرر الخوض هو في الموضوع ودون مقدمّآت: أدري وش إللي تفكـر فيـه
من فوره رآمز إلتفت له والدهشـه بوجهه ليرد وآئل مكمل: إنت مآلك دخل يآرآمز بآللي صآر .. ولآ يضيق صدرك وتشيل همّ إن هآلشيّ ممكن يأثر على أي شيّ بينآ .. إنت خويي قبل تصير أختي زوجـة أخوك .. وإللي صآر شيّ خآص يخصهم وحدهم لآ أنآ ولآ إنت ولآ غيرنآ له دخل فيـه .. فـ مو حآب أتنآقش بـ أي شيّ يخص هآللي صآر .. لآمعك ولآ مع غيرك .. آلله وكيل أخوك وولـيّ أختـي وآلله يعوضهم عن بعضهم بآلخيـر ..
إبتلع آدم ريقـه خآفض بصره للأرض في حين تمّ رآمز على وضعـه , سآكن دون أدنى إنفعآل !
وآئل: هههه صبآح الفهآوه
بسرعه أبعد رآمز وجهه عن وآئل مصدّر له الجآنب الأيسر ووآئل على يسآره في حين كآن آدم قبآله ...
الصآلون بمكتب وآئل وثيـر مُنجّد مُريح للإستخدآم وكذك لمجرد الرؤيه .. لونـه مزيج من الأخضر العشبي والأزرق السمآوي ...
ثلآث فوتيهآت منفصله جلس عليهآ ثلآثتهم .. رآمز وآدم مقآبله , يتوسطهم وآئل ..
وآئل إللي أرخى جسده جلوساً فآرد سآقيه قبآله فآتح أول زري من أزرآر ثوبه الكحليّ مُطلق تنهيده عميقـه يظهر بهآ من الثقل الشيّ الكبيـر والهمّ العميـق في حين إرتفعوآ حآجبي آدم بحركه سريعه مطبق الفمّ من نآظره رآمز وبوجهه الإستفهآم من حآل وآئل إللي مآيسـرّ ولآ يبشـرّ ..
لحظآت من الصمت إحترموآ فيهآ ثنينهم وضع وآئل المستمر بـ إغمآض عيونه إللي رآفعهم للسقف مسند الرأس لخلفيّة كرسيّه ..
حكّ آدم ذقنه بتفكير أعقب من بعده بـ سؤآل مخآلف للشيّ إللي تحديداً قاصد أن يسأل عنه وهو حآل وآئل ونفسيتـه !
....: صدق يآبو محصـن , منهو ذآ إللي توّه طآلع من بيتكم
من فوره وآئل فتح عيونه وإعتدل برآسه ينآظر آدم بـ جمود سآئل بـ هدوء: منـو !
قوس آدم شفتيه بغير علم مردف: مدري , صآحب الفرآري البرتقآليّه
أرجع وآئل رآسه للخلف رآفع ذقنه بـ إستيعآب رآد: أهـآآ .. متعب ولد عمـي
إمتلآ وجه آدم بآلدهشـه وكذلك الإستنكآر: آللهُ أكبـر .. ذآ البزر هو رآعي الفرآري !!!
وآئل: ههههه وش تقول عآد إن دريت إن مسفر أخوه الأبزر منه معه سبورت بورش موديل السنه
بقق آدم عيونه مصفق يديه بلآ حول ولآ قوّه: ورع بآلفرآري وبزر بآلبورش وأنآ طلع الشيب برآسي ومقضيهآ تكآسي و تأجير
وآئل: حســد يآلطيف
آدم: هههه إي وآلله إني أحسدهم .. بس وآضح إنه مستهتر وش ذآ يآخي بغـى يطيّرنآ وحنّآ دآخلين .. شلون مسرع كذآ وهو دآخل البيت توّه
إلتفت وآئل لـ رآمز والدهشه بعيونه سآئل: صــدق !
رمقه رآمز بنظره سريعه والضيق بوجهه مجآوب: إيه مآل إللي مآنيب قآيل , خدش سيآرتي بطول الجمب كلـه وبغى يشيل معه المرآيه .. توّه ورع يآخي مآيعرف للسوآقه
وآئل: آلله يهديه عمّـي فيصل شقول بس .. اهو إللي تآرك لهم الحبل ع الغآرب
آدم والحقد ذآبحه أردف: أدري عنه متعب ولد عمّك ذآ دآشر يآخي مقضيهآ بآلشوآرع وسوآلف التفآحيط ومدي وشهو
وآئل: ذآك اليوم سوّآ حآدث صدم وآحد وبترو له رجلـه
آدم: آللهُ أكبــر , وش صآر !!
وآئل: مدري وآلله تفآصيل , عمّي دفع ملآيين لأهل الولـد مقآبل التنآزل
آدم: ورضــوآ !! شلون يآخي ! ذآ ولدهم وعآهه مستديمـه رآحت رجلـه
وآئل: وإنت بآلك عمّي فيصل يرضى على ولد من عيآله سجن مثلاً ! لو يوم وآحد حبس أو حتى سآعه مآعتقـد .. ذآ عآيش وأهم شيّ عنده عيآله السرآبيت ذولي فآضحين إسمنآ بكل مكآن
آدم: آلله يصلحهم , توهم بثآنوي , طيش المرآهقه
وآئل: كلنآ كنّآ مرآهقين بس مآحد فينآ سوّآ سوآتهم
آدم: إي وآلله وأنآ أشهد , ضآعت أجمل سنوآت عمرنآ ومآعرفنآ حتى شلون نغآزل بنت ونرقمّهآ ههههه
رآمز وغصباً عنه أخيراً طلع صوته وضحك مع وآئل إللي أخفض رآسه وصدره مآزآل ينتفض بآلضحك معقب: ههههه لحظـه أنآ أذكر بنّت مرّه رقمتنـي
رآمز: ههههه أنآ أربـع بنآت بنفس اليوم
آدم: ههههه ترآ مو إنتم بس , أنآ بعد وحده جتني بس إستحيت عطيتها ظهري ماشي عنهآ والجوآل على إذني يعنني أتكلم وسآفههآ
وآئل: ههههه وقسم أذكر وجهك ذآك اليوم كنه قبل شوي وشلون إحترق من الحيآ صآر طمآط
آدم: هييه إنت لآ تبدآ , عآد أنآ إستحيت وبس مو زي بعض النآس إللي قآموآ يبكبكون
رآمز إللي إنسدح ع الأرض يرفس الهوآء برجوله: آآآآآآه مآنيب قآآدر ههههه
إرتفعت شفة وآئل العلويه بتقزز لـ رآمز وضحكه: على إيش تضحك إنت ووجهك !! ولآ نآسي ذآ الوجه إللي تبقع حيآ ؟! جينآك وإنت بآلسيآره مو على بعضك وأشّك إنك سويتهآ على نفسك
صفق آدم بيديه وكنه تذكر شيّ: إيه صـــح .. رآمز كآن بآلثوب يومهآ وفيه بقعـه كبير كآنت وآضحه , إيه وآلله اني أذكر .. تصدق توني الآحظ وأربط الأحدآث ....... ولللل يآرآمز تبولت على نفسك أجـل !!!!!
رآمز: بس يآلكلــب تخسى إنت ويّآه ذي الميرندآ إللي طآحت علي
آدم: ميرندآ إيييه .. – نآظر بـ وآئل وأكمل هآزئ – قآلك ميرندآ
وآئل: ههههه خلآص يـ آدم لآتحرجـه رآعي شعوره يآخي
جلس رآمز على كرسيه والإمتقآع بوجهه: جعلكم مآصدقتوآ يآلكلآب مآهمني ..
آدم: وش بقعة البلل الوآضحه إللي كآنت بثوبك ذآك اليوم أجل !
رآمز: قلت طآحت الميرندآ من يدّي
وآئل: وليش طآحت ؟!
رآمز وبدآ الإرتبآك يظهر عليه , الشيّ إللي وضح من تشآبك كلمآته وإسرآعه الشديد في النطق: الصرآحه إني توترت من جتني بنت وصديقتهآ دقّوآ الشبآك وعطوني المنديل ..
قلب آدم عيونه مقوّس فمه والإحتقآر بوجهه: الحمدلله والشكر .. ذآ الحين شيّ يوتـر ؟!
أكمل رآمز بـ إندفآع: لآآ طبعاً .. توترت من الحركه نفسهآ .. يآخي بآست المنديل ثم عطتني له , بغى قلبي يوقف تميت أنآظر بظهرهآ وهي تترمقع بمشيتهآ وصوت كعبهآ يدق بـ أذوني حتى ريحة عطرهآ وقسمبآلله إني للحين أحسهآ بـ خشمـي يمّه صدق وش ذآ .. بلآ يبلآهن هآلبنآت هن إللي بيدخلونآ بجهنم
آدم: هههه وآئل بآلله مآتلآحظ رآمز يقلب بدوي يوم يندمج
وآئل: ههههه ملآحظ
سفههم رآمز وأكمل وهو يحس بـ حرآره دآخليه متأججه مآيدري تحديداً سببهآ: يوم فتحت المنديل عآد وأنآ أشوف فيه رقم مآركزت وشهو عيوني كآنت على شكل شفآيفهآ واللون الأحمر حقهم يآخي إرتعش كل جسمي مدري ليش
آدم: هم وقتهآ طآحت الميرندآ
رآمز: إيه
آدم: انآ الحين صرفت نظر إن هآلمويه بولك يآرآمز ههههه بس مو دآش مخي إنهآ ميرآندآ .. متأكد إنهآ مو شيّ ثآني ؟
وآئل إللي فهم من فوره قصد آدم وحقآرته سآح جسمه ع الكرسي مآسك بطنـه ووجهه محتقن مختنق من زود ضحكـه في حين تمّ رآمز على وضعه والبلآهه بوجهه لحظآت ينآظر آدم إلى أن إفتعل آدم حركه بيديه توضيحاً لقصده ومن فوره رآمز أدركهآ إتسعت عيونه بصدمـه تلآهآ بضحكه ودون إرآده منه: يآلوصــخ نعنبـو ابليســك , ضــف وجهك آلله يلعــن الكفّآر يآخي
وآئل: ههههه أنآ خلآآآآآآص وقسم روحي قآعده تطلع
رآمز: مآفي شيّ يضحك يآلسآمج قم بـس
نفخ وآئل من فمه في محآوله منه للتمآسك وتهدئة إنفعآل ضحكه العآتي .. آدم جدًا قذر وتفكيره منحـرف ..
أسند آدم ظهره لخلفية كرسيه ينآظر المكآن حوله تقييماً لجمآليتّه دون إهتمآم للي قآعدين معه وكأنه من قبيل الثوآني مآقآل قولـه معقب: المهم إن ثلآثتنآ خيبتهآ ليتهآ بس بركت علينآ , مآفينآ رجّآل صدق إلآ نجيـم
رآمز: إيه لأنه وصخ مثلك
آدم: هههه فديته المصري ولد كآمل
وآئل: توني مكلمـه قبل أرجع السعوديه .. كآن بـ اليونآن قآل يومين ويرد نيويورك
آدم: مآعتقد إني أقدر أروح له مثل أول الحين تزوّج
رمقه رآمز بـ حدّه مردف: وين تبي تدوج بعد وإنت كم يوم وبتتزوّج ! هذي بنت عمّي يـ آدم , يعني حيآة السربته هذي إنسآهآ
صفق آدم يديه بـ ضجر صآئح: لآحول ولآقوة إلآ بآلله آلحين وش قلت أنآ كليتني بقشوري وآقف لي ع الوحده وقآرش ملحتي
وآئل وإللي يدري تمآماً عن غيرة رآمز الشديده وخوفه الأشد تجآه جمآعته تدخل موجّه كلآمه لـ رآمز: شفيك إنت مآقآل شيّ الرجآل وبعدين تدري عن آدم وسوآيآه مآهو رآعي سربته وتدويج .. إهو شيخنآ ترآ , ذآك اليوم إهو الوحيد إللي سفه البنآت عطآهم ظهره ومآخذآ الرقم مو مثلي ومثلك هـآآ
رآمز: إيه لأنه إبتلش مآعرف شلون يتصرف
وآئل: لآتظلمه .. وحنّآ بعد إبتلشنآ بس خذينآ الأرقآم
لوى رآمز فمه بـ حنق رآد بعصبيه: خلص وللي يعآفيك لآتذكرني ................ ههههه
وآئل: الحين تضحك هآآ
رآمز: مآنيب قآدر أنسى ذآك اليوم وآلله .. أهم شيّ نجم إللي عصّب هو الجريئ إللي يبي يرقم ولآ وحده عطته وجـه وحنآ إللي جتنآ البنآت لعندنآ
وآئل: ههههه يآزين الأيآم الخوآلي
آدم: أقول وآئل طآلبنآ عندك ولآ أكل ذقناه ولآ حتى شرب شربناه , علآمك يآمطفـر
رآمز: أعوووذ بآلله – قآلهآ لـ آدم ثم وجّه كلآمه لـ وآئل – ترآ مآلي دخل أنآ مآبي آكل شيّ ولآ أشرب
آدم: إيه ذآ لأنك ولد عـزّ كل شيّ بـ كرشك وش تبي بعد
وآئل: ههههه شف منو الحين إللي مطفـر
آدم: إيه مطفـر وفقرآن ومآني لآقي لقمـة العيش بآلملح بعد شعنـدك ؟!
قآم وآئل هآز رآسه بـ إبتسآمه بآئسه: مآعندي شيّ .. أبجيب شيّ تشربونه لين أطلب العشآ
همس رآمز لـ آدم بعدمآ إختفى وآئل ورآء بآب لـ غرفه ثآنيه بنفس الملحق: دآيم فآضحنـآ ومسود وجيهنا إنت وبطنـك الزرقا ذي شفيك يآخي
آدم: عآدي شفيهآ وآئل خوينآ منّآ وفينآ
رآمز: أبدّ مآفيـه دمّ ولآ إحسآس
....: حيآلله الشبآب وآلله
نآظره رآمز بينمآ إلتفت له آدم وهو يقترب منهم وبيديه كميّه من المشروبآت الغآزيّه وزجآجآت البيره المُطعمّـه دون كحول وعلبـة ميآه معدنيّـه بلآستيكيّـه وضعهم على الطآوله بـ المنتصف: هآ وش تبون أطلب عشآ ولآ تبون أعلم الجمآعه دآخل يسوون لنآ شيّ
رآمز: يآخي أبدّ وآلله مآله دآعي اقعد بس
رفع آدم زجآجة بيره مطعمّه بـ الشعير: اقعد اقعد مآبي شيّ , علمنآ وش عندك
من قآلهآ آدم إلآ ويرمقه رآمز وبـ حـدّه !
توّه ينتبـه آدم على زلّة لسآنه إللي أعآدت الأجوآء كمآ إفتتحت بـه ..
إبتلع ريقه شآد فمه بـ إبتسآمه تظهر حرجـه وكذلك آسفـه .. أعقب وبخآطره تغيير دفّة الحوآر مآدرى إنه وبنفسه أصآب لُـبّ الموضوع وهدفـه !
....: صحيح وآئل هآآ بشرنآ عن الجمآعه ! عسى إن ردتكم سآلمين غآنمين
إلتفت رآمز لـ وآئل بـ إنتظآر جوآبه ..
الجوآب إللي بدآ أولاً تعبيرياً ..
كسآه العبوس والتوجـم , سؤآل آدم كآن مُبآغت .. أحسّ وفجأه دون تمهيد بـ إختنآق .. بـ صعوبه إبتلع ريقـه في حين تمّ آدم ورآمز يتبآدلوآ فيمآ بينهم نظرآت التعجب والإستغرآب إلى أن لفظ وآئل وبمنتهى الإنهزآم: ولأجل هآلشيّ طآلبكـم
قآم رآمز من مكآنه وقبل أن يكمل وآئل .. جلس بـ الأرض ويسرآه مشدده على ركبة وآئل اليمنـى .. توجسّ مقدماً السـوء بآللي وآئل على وشك أن يلفظـه وتأكد فعلياً مآ إن لفظه: مآنجحــت
أطبق آدم فمـه بآلقوّه مبتلع أول شربة من الزجآجه بعدمآ نطق تعبيرياً ودون صوت لفظ الـ - أووهـ - الـ آسفـه , في حين
إستنطق رآمز وآئل وبهدوء: مختنــق ؟!
تحسس وآئل عنقه والدموع كتلـه متلألأه بعيونه: بقــوّه
من فوره آدم وقف عن مكآنه منزل الزجآجه من يده فوق الصآوله بـ المنتصف جآلس على ذرآع الكنبه الجآلس عليهآ وآئل .. إستشعر شدّة ضعفـه ..
وآئل بطبعـه رقيق المشآعر مُرهف الحِـسّ ..
أقل تأثير سلبي على نفسيته قآدر إنه يصيبه في مقتـل ..
تحسس برآحة يمنآه المبسوطه أعلى ظهر وآئل بموآسآه هآمس: آلله يخلـف عليك وعليهآ خيـر , إحمد آلله
لآشعورياً سقطت دمعتيه بـ إنتفآضة صدر إثر شهقه قويّه طآل كبتهآ وبسببهآ ألجم فمـه ببآطن كفّه الأيمن في حين همس آدم رفضاً لـ هوآنه محتضنه: لآآآآ لآآآآ يآخوك .. شدّ حيلك عآد مو كذآ
قآلهآ آدم وبمنتهى العطف والرقّه في حين وقف رآمز على ركبتيه سآحب يده الملجمه لفمه محتضنهآ بين يديه مُحرر شهقآت وآئل المخنوقـه: بس يآخـوك لآتسوي بنفسك كذآ .. قدر آلله ومآشآء فعـل
خلل آدم أصآبعه بـ شعر وآئل الكثيف كثآفه غير طبيعيّه بمدآعبه رقيقه له من المؤخره: لآتصير ضعيف كذآ , نفسيتك هذي بتأثر على نفسيتهآ ... رآعيهآ يآخوك , هي أكيد متألمه أكثر منك ومحتآجه بهآلوقت شيّ يقويّهآ وإنت كذآ ترآ تزيدهآ عليهآ مآتنفعهآ
لفظ بصعوبه من بين مرآرة نشيجـه: أنآ السبب
تحسس رآمز ظآهر يدّ وآئل وبحرآره قآصد تنبيهه هآمس: لآتغضب ربك يآوآئل .. ذآ قدره لآتسخـط
....: هي كآنت رآضيه بحآلهآ ومقتنعه وأنآ إللي أصريت .. أنآ إللي عطيتهآ الأمل لين تعلقت فيـه ورديت هدمتـهآ بآلنتيجه والخبـر
آدم: آستغفر آلله ولآحول ولآ قوّة الآ بـ آلله
تعلقت عيون رآمز بعيون آدم وكلآهمهآ نظرآت وملآمح وآحده موحده .. خآئبـه , حزينـه ....... وآسفــه
مآل وآئل برآسه على صدر آدم وإرتخى في حين كآنت يديه مصفطه لمآ بين فخذيـه وبين يديّ رآمـز ..
صوته حزيـن مخنـوق , وعيونـه ذآبلـه .. همس بـ نبره شحيحـه بآهته ومتألمـه: مآنيب قآدر أطآلعهآ .. عيوني رآفضه تجـي بعيونهآ
آثر آدم ورآمز الصمت عن النطق وإن كآن بـ الموآسآه تآركين له حريّة المسآحه بـ الفضفضـه وإخرآج إللي إمتلآ به قلبـه وضآق به صدره وأثقل لـه نفسـه ...
أكمل وعيونه مصوبّه للمدى من أمآمه تنهآل منهآ دموع الخيبـه والأسى والإنهزآم: حآس إني جرحتهآ وجرح كبيـر مآنيب عآرف شلون أدآويـه .. ردينآ وكلاً منتظر شوفتهآ على رجولهآ وآقفه وهي مآقآمت عن كرسيهآ .. حآس إني مختنق وكل مآلي أختنق أكثر ضآيق بي وسع الكون وسكوتهآ عنـي أكثر شيّ معذبنـي .. مآنطقـت بكلمـه ولآ حـرف , مآعلقّـت .. مآشفت لهآ أي ردة فعـل وإن كآن صدمـه حتى من الخبـر أو حـزن أو حتى رضـآ بـ البلآء والقضآ .. مآبكــت , مآنزلت لهآ ولآ دمعـه .. قوتهآ هذي ورآهآ ضعف كبير وهي غآصبه نفسهآ تتمآسـك وذآ إللي قآعد يذبحنــي إنهآ كآتمــه بنفسهــآ , قآعده تتألم نفسياً وتتوجـع وأنآ أدري وعآجــز .. عآجز لأني مستحـي .. مستحي أقآبلهآ وأوآجههآ وأتكلّم معهآ .. عآجز أطلبهآ تفضفض معـي , تشكي لي , تبكـي ... تلوم عليّ أو تعتب .. لو إنهآ تسبنـي أو حتى تلعنـي لأني إللي أجبرتهآ على هآلشيّ وآلله إني رآضـي لكنّي مو قآدر ... مو قآدر وآلله يلعنه ذآ العجـز والهوآن إللي فينـي مآنيب متحمّل نفسي
شدّ رآمز شفتيه المطبقـه بـ أسف .. كلمآت وآئل كآنت مؤثـره , صوته كآن رقيق يشتكيّ ألمـه بعذوبـه ..
غآدره الإدرآك عن صحيح وآجبه في هآلموقف , محنـه نفسيّه شديدة الـوجع مآيلوم خويّه عن أي ضعف وأي إنكسـآر ..
إلتزم الصمت خآفض رآسـه بـ خيبة كبيره وعجـز بينمآ شدد آدم من إحتضآن رأس وآئل وكأنه من العنق يقتلعـه وبـ نبره رقيقه هآدئـه ودآفئـه ... تمتم بـ الذكـر هآمس: الهم يآفارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطرين، رحمن الدنيا و الآخرة ورحيمهما ، أن ترحم عبدك وآئـــل فآرحمه رحمة تغنى بها عن رحمة من سوآك , لآ إله إلآ الله العظيم الحليم ، لآ إله إلآ الله رب العرش العظيم ، لآ إله إلآ الله رب السموآت ورب العرش الكريم ... اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك نآصيتي بيدك ، مآضِ في حكمك ، عدل في قضآؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتآبك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبه، ونور صدره، وجلآء حزنه وذهآب همّـه ..........
/
/