/
/
بـ تحآمل على نفسهآ جبراً وبـ كســل ...
إعتدلت من وضع التمدد للإستقعاد سآنده ظهرهآ العآري تمآماً لخلفية السرير إللي إبتعدت عنه من فورهآ بعدمآ سرت قشعره بآرده على طول عمودهآ الفقري نتيجـة ملآمسة بشرتهآ الدآفئه لـ برودة ظهر السرير المُنجّد بـ جلـد أسود اللون منكمشه على نفسهآ متحسسه ذرآعيهآ المكشوفين بـ حرآره نآقله عيونهآ المنتفخـه من إثر نومهآ العميق لـ سآعآت طويلـه متوآصله بين أركآن الغرفـه الرتيبـه ..
لوهله أولى إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم إستيعآب للي تشوفه حولهآ وهي محآطـه بـه ..
سرير وثير عريض الحجم , مُريـح .. قريب من الأرض الأبلكآج سودآء اللون من تحتهآ , على يمينهآ بلكـون مكشوفة الستآئر الرمآديّه الخفيفه بـ قمآش الشيفون المنسآب فوق بآب الومينتآل جرآر .. بعرض الجدآر كآملاً يظهر من خلفه ضوء أحمر آللون تهيأ لهآ إنه ضوء الشمس وقت الغروب إن مآخآب حدسهآ أو إنهآ بعدهآ بغيبوبـة مآبعد الصحـو وعدم الإدرآك !
على يسآرهآ دولآب بسيط التصميم مكون من ثلآث ضلف .. إثنين منهم طرفيين منجدين بـ جلد أسود مآثل خلفيـة السرير في حين كآن الضلف الأوسط مرآيه طوليّه لـ بآب جرّآر وبـ جآنب الدولآب بآب الغرفـه المفتوح ..
قبآلهآ بآب سوكريتي معتم فوقه ستآره خرزيّه متدلي بـ الطول منهآ أحبآل معقوده بـ مكعبآت وخرزآت حمراء آللون وفضيّه .. بيضآء , سودآء .. ورمآديّـه ..
أقفلت عيونهآ بآلقوّه هآزه رآسهآ المُثقل قآصدة إفآقة نفسهآ من إللي مآقدر عقلهآ يستوعبـه دآقه بقبضة يمنآهآ جآنب رأسهآ الأيمن حآثه نفسهآ بـ إنزعآج: wake up, wake up
زفرت من فمهآ المضموم مستسلمـه فاتحه عيونهآ وبتبآطئ متردده لتفآجئ بنفس المشهد .. نفس الوضـع .. ونفس المحيـط ..
إرتفع بصرهآ للمكيف العريض أسود اللون معلق بـ الجدآر الرمآدي قبآلهآ مبآشرة مآتدري بـ الضبط هآللي تحسّـه برد أو دفـى !
إنخفض بصرهآ لصدرهآ بوجه متجهم عآبس لتفآجئ بـ عُريّهآ الكآمـل شآهقه نفس مذعـور مُحتـد سآحبه عليهآ المفرش الستآني أحمر اللون ملتفته يمنه ويسره بـ إرتعآب !
لحظآت من الإرتبآك الإنفعآلي مآتدري وين تروح وشلون تقوم .. وينهـي بـ الضبط ووشهـو إللي صـآر , لحـد مآتسعت عيونهآ لآخرهم منفغر فمهآ بدهشـه لحظيـه من تبآدر لذهنهآ أحدآث ليلتهآ الفآئته بكآمل تفآصيلهآ المثيره !
ليلتهآ إللي إبتدت بـ حصآر نجمهآ لهآ دون أدنى مقآومه منهآ أو رفـض لـ سآعآت متوآصله من النشوه والإهتيآج العآطفـي أتمتهـم بـ أقصى أحآسيس المتعـه والإنتشـآء ..
قبضت على مفرشهآ بكلتآ يديهآ من إستشعرت صوت فحيح نعـل محتك بـ الأرضيّه الأبلكآج .. على مقربــه !
وبلآ تفكيـر غآصت تحت مفرشهآ مستتره بكآملهآ مُدعيه الوضع إللي توّهآ وأفآقت منه ..
لحظآت من الترقب محتده أنفآسهآ المضطربه لحد مآوصلهآ صوته سآخر: قومي بلآ تمثيل .. شفتـك صآحيـه
بسرعه أبعدت الغطآ عن وجههآ معتصرته بقبضتيهآ فوق صدرهآ بـ حذر الآ يظهر منهآ شيّ آمرته بـ جفآء: إطلـع برآ فـوراً , سآمـع !
إمتقع وجهه لآوي فمه المطبق إستنكآراً معقب بـ برود: هذي صبآحيّه تبدينهآ مع زوجـك ! هذآ وأنآ تآركك بكيفك لين غربت الشمس وإنتي نآيمه سطيحـه
ثبتت عيونها على ظهره العآري وآقف قبآل البلكون مستند لبآبه الألومينتآل الشفّاف العآكس بسآعده الأيسر المرفوع وبيمينه كوب زجآجي شفآف , برتقآلي المحتوى ..
ظهـره وآسـع , عريض المنكبين ضيق الخصـر .. تظهر عضلآت لوحي كتفيه من الخلف بآرزه ..
أسمر البشره البرونزيّه مآيستره إلآ بنطلون قطنـي أسود اللون خصـر وآطـي مربوط بعقده أمآميّه ..
....: إطلع يآنجـم أبي أبدّل ملآبسي
إلتفت لهآ بوجهه نصف إلتفآته بعدمآ إبتلع أول رشفه من العصير: يآقلب نجم إنتي أصلاً مآعليك ملآبس عشآن تبدلينهآ
....: ءآآآآآآآآآ
قآلتهآ بشغب طفولي إدعآءاً للبكآء أو تعبيراً عن الحرج موآريه كآمل وجههآ تحت غطآهآ ليجيهآ صوت ضحكه كل مآله بـ الإقترآب لحد مآجلس جمبهآ مبعد الغطآ جبراً عن وجههآ: ههههه قومي أشوف
....: خلينـــي
....: تخسين عآد , مخليك أربعطآش سآعه نآيمه مآكفّآك !
....: طيب اطلع البس ملآبسي وبعدين نتفآهم
....: قومي طيب البسي
....: إطلع برآ أول
....: وإشمعنـى !
رفعت سبآبتهآ المهتزه لمآ بين عيونه مغتآظه: إسمع إنـت .. لآتستهبـل وتسوي نفسك مو فآهم ..
مآردّ إلآ بـ ابتسآمه مُطبقه ممسك سبآبتهآ مثبت بنآنهآ فوق شفتيه مقبّله بهدوء هآمس: بشويش طيب لآتعصبين
بـ سرعه رفعت إصبعهآ من فوق شفتيه منتشله يدهآ من بين يديه مُشـتته أنظآرهآ المتوتره ببلعة ريق مردفه: طيب إطلع عشآن ألبس وأفطـر .. مره جيعآنـه
مآل برآسه يمنه كـ إشآره ومعهآ وبعفويّه إلتفتت لتفآجئ بـ صينيه عريضه تعدد فوقهآ أصنآف مختلفه حآمله كلهآ ذات اللون ..... الأبيــض !
....: بنفسي مجهز لك الفطـور
إحتدت نظرآتهآ التحتيّه بـ تشكك ضآئقه عيونهآ عآقده حآجبيهآ ليرد هو مبتسم بعدمآ وقف قآصد الصينيه: وش النظره هذي يعنــي !! لآ تخآفي مآلي أي أغرآض دنيئـه
لوت فمهآ بـ حنق صآده عنه بوجههآ ليرد لهآ جآلس مقآبلهآ والصينيه بـ حجره أعلى وركيه: أأكلـك بنفسـي ؟!
سكتت بلآ ردّ , تدور عيونهآ بين الأصنآف على الصينيّه .. جبـن .. وجبـن سآئـل .. قشطـه , لبنـه , حلآو طحينيّه بيضآء سآئلـه .. بيض مسلوق مُقشّـر وكوب عصيـر يظهر من إختلآط لونيّه مآبين الأبيض والبرتقآلي إنه كوكتيل برتقآل بـ حليب مخفوق !
تجعد أنفهآ بـ إشمئزآز سآئله: إيش الفطـور هذآ !!!
إرتفعوآ حآجبيه مآط فمه المضموم هآزئ: أووو , الشيـف ليلآ مو عآجبهآ فطوري !
....: مآ أحب الألبآن ولآ الأجبآن يآنجـم
....: ضروري يآقلب نجـم تحبينهآ من اليوم ورآيح
....: وليش إن شآلله !
رفع بيضه مقدمهآ لهآ على مقربه من فمهآ دآفعهآ بآلقوّه مآبين شفتيهآ المطبقه جبراً: لأنـي أحبهـآ .. ولآزم تحبين كل إللي أحبّـه
قضمت قضمتهآ الأولى من طرف البيضه والإمتقآع بوجههآ متجهمّه: آكـل البيآض بـس .. الصفـآر لآء
وكنآية فيهآ , فصـل البيآض عن الصفآر ..
البيآض إللي أدخله كآملاً بـ فمـه مآد لهآ الصفـآر !
....: إفتحـي فمّك الحلـو و كليهـآ
نآظرته بـ غيظ مردفه بـ عصبيه مكبوتة الانفعال من بين أسنآنهآ: قلت لك .. مآآ .. أحـب .. الصفـآر .. مآتفهـم ؟
أومأ برآسه أن نعـم .. الحركه الإستفزآزيّه لهآ وإللي طيّرت معهآ عيونهآ صآده عنه بوجههآ نآفثـه بـ حنـق متأففه: مآرح آكلـه .. ومو بكيفـك , مآفي شيّ بـ الغصـب
....: ههههه يآذآ الغصـب إللي نشبتي فيـه
....: لآتحآول تطبعني بـ أطبآعك .. إنت تحب أشيآء وأنآ أحب أشيآء ثآنيـه .. دآمهآ مو غلط ولآ تضرنـي خلآص بكيفـي
أنزل الصينيه من فوق وركيه لوركيهآ موقف عن السرير .. آللحظه إللي رفعت له بصرهآ مستفهمه عن قصده ليجيبهآ بـ أمر متأفف: وخـري أشـوف
سألت بـ بلآهه: وين أروح ؟!!
سفه سؤآلهآ دآفس نفسه بـ ضخآمة بنيتـه جآلس ورآءهآ مبآعد مآبين سآقيه وهي بينهـم جآذبهآ جبراً تلتصق فيه بحركتـه التحكميّه يوم حآوط صدرهآ مطوّق كتفيهآ بسآعده الأيسر لترد أجسآدهم وتتلآمس .. ظهرهآ العآري وكذلك صدره العآري !
يظهر من وضع سآعده الملتف حول عنقهآ أنه المجرم وهي الرهينـه بوضع التهديـد !
رفع بـ أطرآف يمنآه صفآر البيضـه دآفسهآ وبـ القوّه رغماً عنهآ معقب: بتسوين كُلّ إللي أبيـه وغصباً عنـك يآحقـة الغصـب إنتـي
صآحت رآفضـه هآزه رآسهآ المحكم بـ حصآر يدّه رآغبه في الفكآك: مآآآآ أحبـــه .. يـــع .. لآآآآآ
رفع كوب العصير مقربه من فمهآ: بلّعـي بـ العصيـر بينزلق دآخل فمـك
وكزته بكوعهآ الأيمن صآئحه بـ تأفف: أوف منّـــك
....: أوف منك إنتـي
قآلهآ بـ حميميّه على خلآفهآ بـ التزآمن مع قبلته الرقيقه النآعمه لـ أول عظم فقرآتهآ العنقوديّه البآرز أسفل عنقهآ من الظهـر ..
الحركـه إللي إقشعر معهآ كآمل جسدهآ بـ تصلّب وإنتفآضه وآضحه تجآهلهآ عمداً سآحب يديه بـ هدوء وتسلل فوق جسدهآ مطوّق وسطهآ بحصآر سآعديه الملتفين حولهآ بقوّه جآذبهآ أكثر , وأقرب .. لصـدره !
....: خلصي فطـورك كآمـل .. أبيك تشحنيـن طآقـه والحين أفرّغهآ لـك
....: ههههه نجــم !!!
دآعب بطرف خشمه الحآد المُدبب قفل سلسآلهآ المزدوج , هديته إللي أبداً مآ إنتزعتهآ نآقر عنقهآ نقرآت متتآليه متوآصله كآنت بـ أصلهآ قبلآت سريعه وخآطفه: كُلـي عشآن نآخذ شآور وبعدين يصير نفرغ الطآقه
....: ههههه يآخـي أوف منـــك
....: حبيبــي
....: هــآآآ
....: كُلــي
....: يآنجم إبعـد ... عنّـي .. يآخي حركآتك .. وآلله .. ههههه أوووف .. وآلله أستحــي
....: تستحين منـي ؟!!
....: إنت مره جريئ , مآتستحي .. وقليل الأدب
....: أحبك طيب ومحتآجك .. مآشبعت منك
....: مو كلّه مره وحده يآنجم .. شوي شوي
....: تهبين .. انآ مآعندي صبـر .. وإنتي فمك هذآ تقفلينـه .. أنآ أقول وإنتي تنفذيـن , وآلحين تآكليـن وبعدهآ نآخذ شآور ............. مع بعـض
....: وآآآآآآآي أبد مآتخجــل .. قليل الحيآ ههههه
دفس وجهه بشعرهآ الولآدي القصير ممرّغ خشمه بنهم وجوع لإفترآسهآ حيّـه بين يديّه مُشدد من تطويقه لهآ وبقوّه مؤلمـه: وش سويتـي فينــي يآبنــــت
لعقت طرف سبآبتهآ اليمنى إللي مرغتهآ بـ الحلآو البيضآء السآئله لتذوقهآ أولاً سآئله بـ برآءه: إيش سويـت ؟
....: أول علآقه بحيآتي أحس مآشبعت منهآ .. مآمليّت ولآ إكتفيـت .. أبي أعيدهآ وأكررهآ .. مآبي أوقف ولآ حتى أهـدى
....: يآللي مآتستحي على وجهك ولآ على دمك .. لآحظ إنك قآعد تتكلم مع زوجتك .. عآدي عندك كذآ تصرّح بعلآقآتك الزفت من قبل !!
....: وربي يآليلآ علآقآت قد شعر رآسك بس ولآ مرّه حسيت إللي حسيته معك أمـس ..
إلتفتت برآسهآ له نصف إلتفآته مآده سبآبتهآ اليمنى المنغمس طرفهآ بـ الحلآو السآئله مقربتهآ من فمه سآئله بـ لـؤم مبتسمه: يعنـي قمـت بـ الوآجب معـك ؟!
لعق إصبعهآ بـ نهم تآرك من بعدهآ أثر قبلته الحآرّه فوق لوح كتفهآ الأيمن هآمس بـ نبره مُحتآجه مُعذبّه: عورتي كل شيّ فينـي وأبي أنتقـم
أعقبت بصوت مخنوق إثر إمتلآء فمهآ ومضغهآ للقمه مغمسّه بـ اللبنـه البيضآء المتمآسكه: مو قبل أكمل إنتقآمي أنآ بـ الأول
....: أي إنتقآم بعد إللي عرفته أمس !! يــآآآآآ إن كآن فينـي حرّه منك ودي لو صفقتـك .. تلعبيـن فيني هـآ ! على علآقه بذآك الزفت أبو عيون زرق ومخليتني أخيس مع أفكآري تجيبني وتوديني
....: إيش يعني كآن يفرق معك !
....: لآتستفزينـي
....: ههههه تستآهل
....: علميني طيب وشهو إللي حسيتيه معـي
....: كيف ؟!
....: أمس يعنـي .. إنبسطتـي ؟
....: عـآدي
أطبق فمه بقهر مغتآظ رآص على أسنآنه بـ القوّه: عـآدي هـآ !
....: هههه أنآ مو مثلك مجربة مية مره أقدر أقآرن وأقول الفرق .. بس مآعليـه حلو حلو .. مآشي الحآل .. إنت علمني إنبسطت معآيآ ؟
أسند ذقنه فوق لوح كتفهآ الأيسر رآد بـ برود: عآدي
بـ شغب ومشآكسه ضربته كـف خفيف مآزحه: مآلـك دآعــي
....: إنتي الـ vergion الثآلـثه والأخيـره
....: وكم وحده إن شآلله مو vergion ؟
....: يوووه لآتعديـن
وكزته بكوعهآ الأيمن مغتآظـه .. الوكزه القويّه إللي صآبت عضلآت بطنـه على حين غُرّه جآبرته يبتعد عنهآ مُتحسس بطنه متألـم .. ضآحك !
....: ههههه بنــــت !!
....: قوم عني يلآ وإطلع برآ , أبي ألبس .. وآحـد سخيــف
بيمنآه رفع الصينيه من طرفهآ النصفي مبعدهآ عنهآ تآركهآ جمبه فوق السرير بعدمآ سحب بآقي المفرش الستآني أحمر اللون من تحتهآ لآفه على ظهرهآ: يلآ نآخذ شآور
نآظرت الصينيه ورآهآ بفزع صآئحه: إيـــش !!!
مآجآوبهآ إلآ بحركته السريعه من وقف ورآهآ مُسدل سآعديه من تحتهآ رآفعهآ عن السرير مُلتفه بـ المفرش قد حفر الهلع والفزع تعآبيرهم بين قسمآت وجههآ الرآفـض والمُرتآع: لآآآآآآآء
بـ إبتسآمه عذبـه , همس لهآ وبِـ لعآنه: إيش إللي لآ ؟!
....: مستحيل أدخـل معك حمّآم وآحــــد , إبعـد .. مآرح يصيــر هآلشــيّ
تجآهلهآ متوجّه للبآب إللي توآري خلف ستآره خرزيّه رآد بـ تأكيد: بيصيــر يآليــلآ
رفست الهوآء برجولهآ محكمه من إمسآكهآ للمفرش على جسدهآ صآئحه بـ إعترآض: نزلنــي .. مآفـي شي بـ الغصــــب
....: ههههه يآذآ الغصــب
قبضت بيمنآهآ على المفرش فوق صدرهآ رآفعه سبآبتهآ اليسرى بـ وجهه صآئحـه: نزلنــي فــوراً .. مآرح أسويهـآ معـك .. بعينـــك يآنجــــم
سفههآ دآفّ البآب برجله ضآحك: ههههه بعينــك إنتي يآليــلآ
/
/
إقتحمت خلوتهآ الهآدئـه بدخولهآ السريع المفآجئ مصفقه البآب من ورآهآ رآكضه صوبهآ واللهفـه بعيونهآ متمكنه ملآمح الفزع من تقآسيمهآ المرتآعه صآئحه: حـــــووووري يآعُمـــري
بـ إبتسآمه قصيره هآدئه قآبلتهآ بعدمآ رفعت رآسهآ إللي كآن مسند جآنبه الأيسر فوق ركبتيهآ المضمومتين لصدرهآ محآوطه سآقيهآ المتلآصقين بسآعديهآ إللي حولهم ملتفيّن ..
بـ إهمآل قطّت طرحتهآ إللي سحبتهآ من فوق رآسهآ للأرض رآفعه عبآيتهآ الفضفاضه عن الأرض لوسط حجرهآ بعدمآ جلست على طرف السرير مقآبله لهآ ثآنيه سآقهآ الأيسر تحتهآ ورجلهآ اليمنى بـ الأرض: وش ذ إللي صـآر !!
بلآ ردّ لفظي صريح جآوبتهآ بـ التفافة رآسهآ مُصّدّره لهآ جآنب وجههآ الأيمن كـ إجآبه عن إللي صآر لهآ ...
جآنب وجههآ الأيمن المشوّه بـ غُزر صغيره سودآء الخيط البلآستيكـي على طول صدغهآ الأيمن جآنب الأذن .. وبـ التأكيد مآخفى عنهآ شّدة عينهآ اليمنى السحوبه من الطرف مقفلـه بـ خيط من آخرهآ !
شهقـة صدمّـه سحبتهآ بصوت مسموع أنهتهآ بيدهآ المرفوعه لفمهآ لآثمته محتده نظرآتهآ بـ إستنكـآر شديـد لترد الثآنيه بـ إبتسآمه مآئلـه .... بآئسـه !
همست بلآ تصديق للحين مآستوعبت صدق إللي صآر وهآلآثآر بوجههآ هي أبلغ دليل وإثبآت .. سألت مذهوله: رآئــف !! رآئـف إللي سوّآ هآلشيّ ؟!!!
أمآلت رآسهآ الميله الخفيفه مطبقه شفتيهآ الرقيقه لحد مآختفوآ من وجههآ بـ أسى , الجوآب التعبيري لتأكيد إجآبة السؤآل المعروفه مسبقاً والمصحوبه بـ هوآنهآ وقلّة الحيلـه ..
....: حيــوآآآآآن جعل يدّه الكســر
....: ههههه بتشتمي أخوكي وبتدعي عليـه ؟!
....: مآنه أخوي ذآ الهمجـي شلون يسوي فيك كذآ ! مو كآفي المرّه الأولى ويدّك إللي كسرهآ ! ذآ يبي يجيب آخرتك .. حسبي آلله عليك يآرآئف وين مآ إنت
....: متدعيش عليـه يآنسمـه آلله يخليكـي
بصدمه بققت عيونهآ مآهيب مصدقه إللي توّهآ ولفظت به حور لترد حور مكمله بـ نبره خفيضـه وآهنـه ومُحبطـه إنكسرت فيهآ نظرتهآ لأسفلهآ: فهـم الموضوع غلـط .. مش آدره أكرهه بسبب إللي عملـو
....: أي موضوع ؟!
زفرت بـ عُمق مغمضه عيونهآ بـ هـمّ لترد نسمه بـ إهتمآم سآئله: تكلمـي إنتي وش الموضوع ؟!!!
....: حملي إللي سئـط يآنسمـه كآن بـ سبب .. الحبوب إللي كنت بآخدهآ كآنت غلـط والغلط دآ عن عمـد .. الحبوب متبدلـه وبسببهآ كآنت بتقيلـي الإنقبآضآت دي لحد مآسئـط الحمـل ومتسأليش إزآي لأني مش عآرفه إزآي دآ حصـل بس رآئـف عرف .. عرف وإستخسر فيّآ الفرصه إني أشرح ليـه أو حتى أفهم الأول وبعديه أفهمّـه ..
إحتدت نظرآتهآ المتفآجئه وإشتدت , دآرت عيونهآ المدهوشه يمنه ويسره هآمسه بـ بهوت: مصيبــــه !
قآلتهآ ثم إلتفتت ورآهآ بسرعه بنفس اللحظه إللي رفعت فيهآ حور عيونهآ لبآب غرفتهآ ثم تقآبلت عيونهم متشآبكه نظرآتهم الإستفهآميّه بـ استنكآر من تعآلت الأصوآت وإحتدت لتسأل حور متخوفّه: إيه إللي بيحصـل برّآ !!!
أرخت نسمه كتوفهآ بيأس معقبه: هلي كلهـم برّآ
توسعت عيونهآ بتفآجئ لترد نسمه مأكده: أمي وإخوآني كلهم , يبون يعرفون القصّه وأصل الموضوع ووشهي سآلفة الطلآق ذآ بعـد آآآآآآآخ يآرب حآرق قلبـي جعلك بآللي مآنيب قآيله يآرآئف
....: رآئف بـرّآ ؟!
إلتوى فمهآ بـ ابتسآمه هآزئه مردفه: وش إللي بيجيبـه ! له وجه ولآ عين يجيكم من بعد سوآد وجهه وإللي سوّآه ؟! وبعدين تعآلي هنآ وحتى إن كآن فيه لبس بـ الموضوع أو سوء فهـم مآتوصل إنه يمّد إيده عليك ويأذيك بهآلشكـل ؟! فرضاً رآحت عينك فيهآ ! سلآمآت يختي وينآ فيـه ! ذآ مآله إلآ السجـن وهو أخوي قسم إنه حلآله
....: هههه دآ أخوكي !
قلبت عيونهآ بـ إحتقآر هآمسه: بلآ فـ شكلـك ! لك نفس تضحكين يآلمُطلقّـه يآلمشوهه ؟!
....: رآئف هيـردنـي ؟!
ضربت صدرهآ موسعه عيونهآ بـ إستنكآر لتكمل حور بعدمآ فهمت مغزى صدمتهآ: لآزم أتكلم معآه يآنسمـه , حتى لو مش هنـرقع تآني بس لآزم يفهم إن مش أنآ السبب ولآ عمري كنت أفكر أعمل حآقه زي دي حتى لو أنآ مش عآوزه الحمل دآ مستحيـل إني أقتلـه , لآزم يعرف كدآ
....: بـ الطقـآق , جعلـه مآعرف ليوم الديـن .. حور قسم بآلله إني كرهت رآئف والسبّه إنتي ! مآكنت أتخيّل إنه قآسي كذآ .. هذآ أبداً مخّ مآفيـه .. مآيفكّـر ! شلون تتعآملين معه إنتي قسم بآلله رعـب .. أخوك عُمر وأبوك برآ يصيحون وحآلفين اليمين العظيم إن مآترجعيـن لو إنه طلبـك والصدق أنآ معهم .. مآيستاهلك رآئف أبدّ , مآيصلح له إلآ الزفت دآرينوه ..
....: والزفت دآرينوه هي كمان إتطلئـت , أخوكي جرجرنآ من شعورنآ ورمآنآ إحنآ الإتنين برآ البيت رآمي علينآ اليميـن .. – مآل فمهآ بـ ابتسآمه جآنبيّه متألمه أكملت من بعدهآ وبصرهآ مخفض للأرض – الموقف كآن كوميدي فعلاً هههه , زي مآدخلت أنآ ودآرين البيت متقوزين فـ نفس اليوم , أنآ وهيّآ خرقنآ منه سوّآ متطلئيـن وفـ نفس اليوم !
....: ههههه يمّه منـك
....: ههههه حآقـه زفت خآلص
نسمه: ههههه همّ يبكي وهمّ يضحك .. بس أنآ متأكده إن رآئف بيردك , سوّآهآ من قبل , ومآبيك ترجعين له .. أو تذلينه أول .. أو تتزوجين غيره .. لآزم ينقهر عشآن يعرف إنه مو بـ السآهل كذآ يفرط فيك بلحظة غضـب .. مآهوب بزر عشآن مآيقدر يتحكم بـ إنفعآلآته ! يمّه مآتشوفين وجهـك ؟!
حور: ولآ اللي عملـو فـ دآرين يآ لآآآآآهـــــوي ! تعرفي إنهآ كآنت حآمـل وسئطـت والسبب هو !
نسمه: وآآآآطي حيوآآن زبآآآلـــه , اي دريت وإنفطر قلبي .. يعني توطّآك عشآن على بآله إنك اسقطتي حملك وهو بنفسه أسقط حمل دآرين ! وش الفرق الحيـن ! لحظـه , وشهو إللي سوته دآرين ؟
قوست فمهآ مآتدري هآمسه: مش عآرفه , بس أكيد عمله مهببـه
نسمه: يمكن خذآهآ بذنبك يآحور !
حور: إخرسي , دآ أنآ إللي أخدني بذنبهآ .. شدني من شعري رآميني أدآم طرقة الأوضه بتآعتهآ ولآئيته بعدهآ سآحبهآ وكآنت ميتـه .. يعني هيّآ إللي إنضربت الأول
بـ ذهول بطيئ توسعت عيونهآ رآفضه الفكره إللي توهآ وطرت لهآ لآفظه بـ بهوت: لآآآآهـ !
حور: إيـه !!
نسمه: تهقين دآرين إللي سوّتهآ وبدلت الحبوب لك ورآئف إكتشف ؟
طيرت عيونهآ متملمه من سذآجة الفكره مستغفره بـ همس أعقبته بـ تشديد: يآغبيّـه ... ولو دآ إللي حصل رآئف هيضربني أنآ ليـه ؟! كآن موتهآ هي وخلص عليهآ .. أنآ مآلي ؟!
عضت شفتهآ السفلى متأسفه عن بلآهة تفكيرهآ وسطحيته: يوه صـحّ ..
لوت فمهآ بـ إمتعآض مسنده جآنب رأسهآ الأيسر على ركبتيهآ تنآظر الصوفآ تركوآزيّة اللون هآمسه بـ حُزن: أعمل إيه يآنسمه أوليلـي ؟
نسمه: مدري .. الموضوع كبير يآحور وهم برآ قآعدين يتهآوشون .. أنآ وانتي محنآ مستوعبآت .. تدرين لو صآرت هوشه وش بيصير ؟! بننقطـع عن بعض .. أمي وأمك خوآت .. زوجك إللي تعدى عليك إهو إبن خآلتك .. وإنتي صديقتي وبنت خآلتي .. أبوك شريك لنآ بـ الشغل .. رآمز ونجـم ربـع .. تهقين وش بيصيـر ؟!
....: أنآ بحب رآئف يآنسمـه
....: بعد إللي سـوّآه ؟!
....: إنتي بتحبي عُـديّ ؟! بعد كل اللي عملـه فيكـي ؟!
....: عُديّ أبداً مآتطآول عليّ بآليـد , ولآ أهآني الإهآنه القويّه بآلشتـم ..
....: عُدي كآن بيتقآهلـك , مش معبرك .. ولآ عآوزك .. مش هو دآ اللي كنتي بتئوليـه ؟! وإنك حآسه إنك فآرضه نفسك عليه وهو مـجبور عليكي ؟! دآ إللي يوقـع أكتر يآنسمـه .. يوقـع أكتر من الضرب والشتيمـه .. أنا عآرفه إن رآئف عآوزني أكتر من أي حآقـه .. عآرفه إنه بيحبني بس بطريئتـه , الطريئه إللي محدش هيفهمهآ بس أنآ فهمآهآ .. أنآ بحبّـه يآنسمه ومش عآوزآه يبعدني عنه ..
....: آلله يآخذك يآحور
....: رآئف فـ البيت ؟!
....: في دآهيـه مدري عنّـه , بس أحمد سأل أمي قآلت إنه شرد ولآ ردّ .. صآرله يومين مآرآح حتى المؤسسه , وبعد جوآله مقفـل ..
....: يكون حصل له حآقـه ؟!
تأففت متملله: إشغلي بآلك على نفسك وإللي بيصير عليك مو عليـه
....: طيب عملتوآ إيه مع دآرين وأهلهآ ؟!
قوست فمهآ رآفعه كتوفهآ مآتدري , أعقبت وعيونهآ بـ الأرض: مدري وآلله .. أمي قآلت شروق مبيته عند أهلهآ من يومين , ودآرين توّهآ بـ المستشفى
....: آه عُمـر قآل برضه إنهآ لِسّه فـ المستشفى ..
صفقت أعلى وركهآ الأيمن برآحتهآ اليمنى وكأنهآ تذكرت شيّ أفصحت عنه بـ وجه عآبس ممتقع: شفتــي بعــد !!
إرتفعوآ حآجبيهآ عفوياً سآئله: إيـه ؟
نسمه: اليوم المفروض أروح للدكتوره عبير هـذي
....: عملتي التحآليل ؟
....: إيه سويتهآ ومعـي , قآل إيش جآيتك البيت آخذك معي ونروح ألقى أمي ع البآب مع إخوآني زآفه لي الخبـر وإنهم طآلعين يجونكم ..
حور: إنتي عآرفه إني مش هعرف أروح أي مكآن ..
شدت فمهآ المطبق بـ ضيق .. آلحين مسئولية نفسهآ صآرت بيدهآ , حور إللي فيهآ كآفيهآ .. أردفت بـ فتور بعدمآ زفرت مستسلمه: إيه دآريـه .... بروح بروحــي أجـل ......
....: عُـديّ عرف إنك رحتـي للدكتوره ؟
توسعت عيونهآ صآئحه بـ رفض نآفيه: لآآآآ , مستحيل أعلمـه ذآ الشيّ الحين
أعقدت حآجبيهآ مستغربه: وإشمعنى ؟
....: خل أتأكد بـ الأول هم نشوف وش بيصيـر ....
/
/
/
/
صفق الباب وبالقوّه من بعد دخوله فاصخ عصبة شماغه احمر اللون قاطه موطئ قدميه بعطبيه متحلطم: عمى بقلوبكن يالبنات مايندرى عنكن
....:كســــرتـــوآ ظهـــري ماعندي غير الملم من وراكم زبايلكـــم
سحب براحته اليمنى على كامل وجهه مستغفر قبل يرد بصوت مخنوق مكبوت غيظه: وللي يعافيك يمّه لاتبدين اسطوانتك حفظناها .. راحت الشغاله ومانتيب لاقيه غيرها
....: ودامك حافظها والحين تسمعها ليش قاط شماغك بـ الأرض !
نفض ثوبه من منتصف الصدر كناية عن اللي فاض به الكيل واكتفى: يمّه بناتك عمى بعيونهن لحقي عليهن .. هالوضع ماينسكت عنه
اشتدت نظراتها بتخوّف سآئله بـ تردد مرتاب: شفيهآ ريتـآج ؟!!
اطبق فمه بنفاذ صبر مشدد على كلامه بقصد التنبيه تعديلاً: ريتاج وصيته وناهد
لفظ اسمائهم بجفاء ثم اقفى عنها صوب المجلس اللي دخلته من وراه لاحقته مستنطقه التوضيح: علآمهـــن ؟!!
جلس متكي بكوعه الأيسر للمتك الأرضي والأيمن متعامد فوق ركبته اليمنى عاقد الحاجبين عابس الوجه مُتشكّي: وشغلتي الحين السايق حقهم ماعندي انا سالفه غيرهن
جلست مقابله متربعه باسطه راحتيها فوق وركيها مردفه من بين اسنانها بنفاذ صبر: سليطـــن .. تكلّم عدّل .. شفيهن البنــآت ؟!!
تربّع حآني الظهر للمقدمه هآمس لهآ: يمّه الوضع غريب وآلله .. مآتلآحظين ؟! ترآ صيته توهآ الحين رقت لغرفتهآ
إنشدوآ كتفيهآ وتقآربوآ حآجبيهآ إستغرآباً ليكمل هو بـ إندفآع ضآرب قبضته اليمنى وسط رآحته اليسرى: هـآه , شفتي كيف استغربتي ؟ لأنه مو وقت نهآية دوآمهآ , عآد ذي مآهيب المشكلـه .. المشكله إنهآ نفس ريتآج من يومين , من طلعت صيته بـ السيآره وإهي ذآبحه عمرهآ بكآ أسألهآ ولآ تردّ ! وريتآج من قبل .. يوم دقت علي من الجآمعه تبيني اردهآ على يدّك شفتي شلون شكلهآ , مغير تبكي وتصيح وللحين مآدرينآ عن السبب ! وقبلهن نآهـد إللي كل يومن والثآني جآيتنآ بعيون مفقـه بكـآ .. شفيهن ذآ البنآت ؟!! أبوي لآزم يقـرآ عليهـن
إحتدت نظرآتهآ المرتآبه بـ تفكير عن وآقعيّة إللي يقوله سلطآن والمنطقيّه بربطه للثلآث أحدآث المتوآليـه .. شدت شفتهآ السفلى سآحبه أنظآرها امتداداً للفراغ .. وكأن هآلشيّ فعلاً كآن محتآج للفت إنتبآه ! من مُدّه ونآهد وضعهآ مُنكّبّ رأساً على عقب , حآلهآ مآيُسّر عدو ولآ حبيب .. لحقتهآ ريتآج من قرآبة الإسبوع منقطعه عنهم معتكفه وحيده بـ غرفتهآ .. إضرآب عآم عن كلّ مقومآت الحيآه .. وختآمهآ صيتـه !
سألت بـ خفوت مستفسره: قلت لي صيته فـوق ؟!!
جآوبهآ بـ برود بعدمآ قلب عيونه مقوس فمه بـ ضيق: إيـه
....: مآقآلت شـيّ ؟!
....: دقت عليّ قآلت الحين أجيهآ هم مثل مآعلمتك , من أول مآطلعت السيّآره وهي تبكـي , يمين يسآر فوق تحت , عجـزت أطلع منهآ بشيّ لين اكلت التبن من صآحت طآلبتني أسكـت !
من فورهآ وقفت مآسكه جمبهآ الأيمن بوجه يظهر فيه الملآمح المُتألمه , أردفت بـ شكوى ضعيفه وآهنه , مكتئبـه وبآئسـه: أشوف شسآلفة هآلبنآت .. مآورآهن رآحـه أبـدّ , لآ هـنّ ولآ فكتنآ وتزوجّـت !
/
/
الصقت صدغهآ الأيسر للبآب الخشبيّ أبيض اللون بعدمآ طرقته مرّآت متوآليه بلآ مُجيب لإستنطآقهآ البآئس المُحبط ..
لفظت كـ محآوله أخيره لندآئهآ الخآئب: ريتـآج إفتحـي ... يآبنــــــت
قآلت الأخيره بقهر ضآربه البآب برآحتهآ اليسرى صآئحه بـ ندب إنعدمت معهآ الحيله وفآض بهآ الكيل: عورتوآ قلبـي وقهرتونــي عليكــن حسبــي آللــــــــــه !
قآلتهآ بـ إحتدآد وإشتدآد محتـرّه ثم رفعت أنظآرهآ المحبطـه لأعلى إستجدآءاً لـ للطف آلله وللصبر لحظآت من التوسلآت القلبيّه أعقبتهآ بـ نبره كسيره جآهره مستعطفه: ريتآج يمك إفتحـي .. مو عشآني .. إفتحي شوفي صيته علآمهآ ! ذآبحه عمرهآ صيآح وبكآ بغرفتهآ إفتحي وروحي شوفي شصآير معهآ
من ورآء البآب .. بـ الغرفـه ..
وبعد لحظآت طويله من الصمت رفعت جبينهآ المُسند على ركبتيهآ المضمومتين جآلسه على سريرهآ الحديدي الأبيض صغير الحجم محآوطه سآقيهآ المتلآصقين بـ حلقة سآعديهآ تنآظر البآب النظره الضبآبيّه المشوشـه بسبب تجمع الدموع بعيونهآ الحزينه الذآبله ..
شهقت النفس السريع المقطوع والمخنوق خآفضه بصرهآ لعقب البآب بعدمآ إختفى صوت أمّهآ إللي ملّت من التوسل كلّت من طول الإنتظآر ..
بـ بآطن كفيّهآ مسحت على حآجبيهآ المسح المُشدد بـ السحب القويّ عليهم لتطيح عيونهآ على الورقه المطبوعه جمبهآ والمصفطّه نصفين ..
لآشعورياً ردت عيونهآ وتغرغرت ممتلئه بـ الدموع إللي مآوقفت تدفق وسيلآن من ثلآث أيآم متوآصلـه كل مآ إستقرت أنظآرهآ على هآلورقـه إللي كآنت بقصمـة ظهـر ..
ورقة معدلهآ من بعد إعتمآده ..
درجآت متدنيّه دنو شآسع ..
الشيّ إللي أثآر بلبلـه ولفت إنتبآه .. تسآؤلآت كثيره وشكوك أكثر ..
شآئعات من حيث لآتدري ولآ تحتسب عن سبب تأخرهآ التحصيلي وترآجع مستوآهآ الدرآسي ..
أطبقت فمهآ حسره وكسره من إنتقلت عيونهآ الحمرآء متورمة الجفن من ورقة المعدّل لجوآلهآ الصآمت من مُـدّه !
مُدّة إنقطآع الحبيب المجهـول الخفـي عنهآ لأسبآب جبريّه كـ عقآب لهآ أو لوي ذرآع بقصد الإخضآع !
إخضآعهآ للي يبيـه واللي رفضتـه بـ حزم قآطـع الأمر المفروغ منـه ..
شلون تطآوعه في مُرآده بمقآبلته المقآبله الخآرجيّه لوحدهـم فُـرآدى وهي ريتآج ! ريتآج بنت الشيخ علـي .. الإسم إللي تنآسته لفتره من وقت تعآرفهآ على ذآك المُسمّى – بـدر - ! لآ إرآدياً إنتشلهآ من حيآتهآ دآك حصون إلتزآمهآ محطّم أسوآر رفضهآ وعندهآ وتعنتهـآ !
بـ حِدّه وقفت الوقوف المفآجئ نآفضه عن خوآطرهآ وسوسة شيطآنهآ ونفسهآ الأمّآره بـ السوء لمجرد الإستسلآم لفكره الموآفقه المبدئيه دون التنفيذ ..
هي فعلاً قويّـه , مُتجبّـره حتى على نفسهـآ ..
إقترآح إنشغآلهآ بسآلفة صيتـه عن سآلفتهآ الإنشغآل المؤقت يبين لهآ إنه الحلّ المثآلي .. حآلياً !
بـ جآنب سبآبتهآ اليمنى المعقوفـه مسحت البلل من تحت جفنيهآ المتورمين معدله على جسدهآ فستآنهآ البيتي الفضفآض طريّ الخآمـه الفسكـوز بـ ألوآن متدآخله شآهقه نفس عميق من فتحتي خشمهآ أطلقته من ضمّة فمهآ في محآوله لإستحضآر كآمل ثبآتهآ وكأن شيئـاً لم يكـن ..
بـ الغرفـه المقآبلـه وإللي أبداً مآكآن الوضع فيهآ وكأن شيئاً لم يكـن أكثر من إنه وكأن كل الأشيـآء كآنـت فعلاً .. حدثـت , وتمّـــت !
دقت رآسهآ مرّآت مُتتآليه لـ ضلف الدولآب من ورآءهآ معتصره عيونهآ سآئله منهم الدموع حآرّه , سريعـه ودون توقف ..
وكأن وجههآ يتقطـع .. ملآمحهآ مُتألمـه مُتوجعـه .. شآده بـ أسنآنه العلويّه شفتهآ السفلـى عآفطه بقبضتهآ المرتجفـه ضعـف شيّ سمآوي اللون ضآمته لصدرهآ جآلسه على الأرض ظهرهآ مسند للدولآب ..
شهقآت سريعه متتآليه إنتفض بهم صدرهآ المُتأجج حرقـه وحسـره ..
تنشج نشيج مـرير ..
مآعآد فيهآ من الطآقه شيّ .. إمتلآ قلبهآ بـ الحزن وإكتفـى , مآعآد فيه من المسآحه لإضآفة المزيـد ..
كل مآنشدّ ظهرهآ بـ الوقوف من بعد إنكسآر إلآ وتجيهآ الضربه التآليه أقوى وأقسى ..
عيّآ هآلحُـبّ بذكرآه الموجعه لهآ يفآرقهآ ..
غدر فيهآ تآركهآ بـ وسط طريق مكمل هو طريقـه بـ إتجآه آخر مخآلـف ..
تمت هي على وضعهآ بـ حآل مُتردّي آخذ أكثر في التردي ..
كل مآقتربت لهآ فرصه آخذه بيدهآ للتحرك والتقدّم والتجآوز ...... ردّت وتعثـرت , مثل مآتركهآ .. مكآنهآ مآتزحزت ..
إعتصرت قميصه بقبضتيهآ ضآمته وبآلقوّه عآتبه بـ كل مآفآض به قلبهآ من أسى وكمـد ومرآر: ليــــش يآعُــــديّ ............ ليش !
كآن بـكآئهآ شجّــي .. مريــر
أخفضت رآسهآ مسنده جبينهآ فوق إنتصآف ركبتيهآ المتلآصقه تتبع بـ مُخيلتهآ طريقـه المكتمـل بـ دونهآ .. وكأنهآ فعلاً مآكآنت بيوم جزء منـه ..
الحقيقـه إنهآ كآنت جزء خآرج عنـه .. عثـره من عثرآت طريقه تخطآهآ و مَــرّ .. أو محطّـه وقف عندهآ للإسترآحـه وأخذ إللي يلزمـه وفـآرق ..
فآرق مكمـل طريقـه إللي شآركته فيـه غيرهآ .. شآركته فيه الأجمـل منهآ والأهـمّ منهـآ والأفضـل منهآ على كآفة الأصعده وعلى جميع مستويآت المقآرنه ..
الشريكـه إللي تفآجئت بـ وجودهآ اليوم بـ العيآده لكشف نسآئي طبّـي ..
ذآب قلبهآ كمـد وهي تستمـع لكلمآتهآ المخترقـه صدّرهآ محدثه بهآ مئـة خرق من الألـم ..
....: أهليــن نسمــه , هآ إيش الأخبــآر !
....: متوتره يآدكتوره , حآسه إن فيه شيّ غلـط .. تكفين علميني الصدق ... أنآ كل شيّ عندي صحيح وسليم ومنتظـم .. وعلآقتي مع زوجـي زينـه .. هآلشيّ تقريباً يصير يومياً ومن أول زوآجنآ .. من ستـة أشهـر .. ليش للحين مآصآر حمـل !! هذي الأشعّآت سويتهآ .. وش إللي فيهآ ؟!
جلمـود هو وقآسي , أيّ قلب بآرد هذآ إللي يملكـه أو إنه أسآساً معدمـه ..
شلون تجرأ وأرسل زوجته للمكآن إللي يدري تمآماً عن توظفهآ فيـه ..
وبكلّ جرأه هي تلفظّت مُصرحـه وبكل فـخر عن قوّة علآقتهـم الحميميّه إللي مآتبدلّت من أول زوآجهـم على مدآر ستة أشهر !
أيّ نكآيـة فيهآ أقسى موجعه أكثر من رؤيتة هآلزوجـه وسمآع كلآمهآ !
وأي تنكيل بهآ يمآرسـه ذآك القآسي مُتحجر القلّب عديم الرحمـه .. عُـــديّ !
تكآد تسقط مغشيّ عليهآ ... أُهلكـت روحهـآ أسـى , ضمـر قلبهآ متوجّـع ........ وفآض بهآ الحُـزن ...
سألت نفسهآ مُتألمه " أيّ ذنب عظيم بحيآتهآ إرتكبته وكآنت هذي العقوبـه ! , رحمـتك بـ القلـب يـآرب " ..
كآنت أضعف من الإدعآء والتكآبر ومن المقآومـه ..
إستئذنت مُتعذره بـ ألم عضوي قويّ بآغتهآ ... غير قآدره على التحمّل أكثر ...
كآنت كذبـه , وكآن الألم حِسيّـآ ..
وكآن الوجـع للي أحسته إنشطر وانفطِر وتمزّق ......... كآن قلبهـآ ..
مسحت بـ قميصه وجههآ بـ الدموع إللي تسبب هو فيهـآ مُرجعه رآسهآ لـ ضلف الدولاب مُنهزِمـه ...
صوت الطرق على البآب كآن هآدئ هـدوء نبضآتهآ الآخـذه في الخنوع والإستكآنـه ..
وهنت كُلياً ترمق البآب بـ نظرآت المُحتَضِر الموشِك على الموت غآربه عيونهآ فآغره فمهآ ......... إنخفض ضغطهآ ..
....: إفتحــــي يآصيتـــه أنآ ريتــــآج ...
/
/
بـ كل عـزم وقوّه دفّت البآب برآحتيهآ مصفقته بـ الجدآر من ورآه رآفعه الغطآء عن وجههآ مطيرته بـ الهوآء ...
تحسّ بـ إختنآق , التعبير عنـه بـ البكآء وحده غير كآفـي ..
وإن كآن الصُرآخ إقترآح فهـو غير مُجديّ .. صـرخـت ومآزآدهآ الصرآخ إلآ شعـور بـ الألـم .. صُـدآع سيطـر على رأسهآ أفقدهآ التركيز والتوآزن .. شوّش لهآ الرؤيـه !
توّهآ وقلبت كيآن العيآده رأساً على عقـب , مآخلّت بقلبهآ شيّ إلآ وأفصحت عنـه وبطريقـه كآنت منتهـى الإبتذآل ..
هذي الدكتوره غبيّـه فآشلـه مآتفهـم من الطب شيّ .. أصلاً شكلهآ صغيرة السن .. كفآءتهآ ضعيفـه وخبرتهآ محدوده ... هي أسآساً المخطئـه كونهآ لجأت للكشف عندهآ .. الكشف إللي كآن زهيـد الثمـن .. شلون هي بنت المآلكـي ينحدر مستوآهآ للكشف بمثل هآلأمآكـن – الرخيصـه – على حدّ قولهآ !
كآنت هذه كلمآتهآ إللي لفظتهآ بـ عزم مآفيهآ من ثوره وسخـط .. قآصده التنقيص من شأنهآ وتأكيد فشلهآ .. حتماً الخطأ بسببهآ ..
عجز عقلهآ المهتآج عن إستيعآب نتيجة التشخيص .. شلون إنهآ غير قآدره على الإنجآب .. غير قآدره على الحمل من أسآسـه ..
وش اللي يعنيه كون رحمهآ رحم طفولـي غيـر نآمـي ..
سألتهآ بـ بهوت قبل مآثآر ثورتهآ عنيفه سآخطـه وأجآبت الدكتوره وآفيـه ...
....: رحمـك طِفلـي يآنسمـه , يشبـه رحم الطفله الصغيره .. كل شيّ عندك سليـم مآعدآ رحمـك .. مآرح يقدر يشيل أي جنين لأن مآعنده قدره على إنه يتمدد ويستوعب حجم الجنين إذآ كبر .. وإن حصل الحمل وهو شيّ محتمـل عآدي فـ مآرح يثبـت .. أبــــداً .... هذآ من التشوهآت الخلقيّه إللي تصيب الجهآز التنآسيلي في حآلآت إنتي وآحده منهـم .. هو للأسف مآفي علآج لهآلحآله حآلياً ... ولكن مع الوقت والمواصله بـ تكرآر الحمـل ممكن يسآعد هآلشيّ على تمدد الرحم وإحتمآل إنه يستوعب إكتمآل الحمل بشكل طبيعـي ... بـ الأخير هذآ قضآء من الله وقدره وكلهآ خيـره ........!
للحظـه نسـت نفسهآ والمكآن إللي إقتحمته عنوه بـ إندفآع .. كآن غير غرفتهآ الورديّـه بقصرهآ العآجي ..
وقفت بمنتصف الصآله مبآعده مآبين سآقيهآ مطرقة الرأس تنآظر الأرض من تحتهآ ومآبين قدميهآ ..
تحس بوجودهآ في جوآرهآ .. وبـ وقوفهآ .. وعلى الأغلب دهشتهآ وذهولهآ ..
أغمضت عيونهآ البآكيّه بآلقوّه رآصّه على شفتيهآ المطبقه الرصّ القويّ المتسبب في إرتعآش ذقنهآ وارتجآف الأسفل من فكهآ ..
إهتزآزآت متتآليّـه لعضلآت بطنهآ إثر كبتهآ القويّ لشقهآتهآ أحسّت فيـه بـ غصّـه تعلقّت بـ الحلـق ..
....: نسمــــه !
مثل الشيّ إللي تكذّب نفسك وجودهـ .. بصوتهآ المستفهم , قطعّت الشكّ بـ اليقيـن !
أغمضت نسمه عيونهآ بـ القوّه شآهقه بـ عُمق مُلتفته لهآ الإلتفآته إللي أحست معهآ بـ زيق في مفآصلهآ , كمآ لوح الخشب , فقدت خوآص المرونـه .. ورغماً عنهآ وعن مرآرة إللي يفيض بهآ من الألـم النفسي والوجـع .. شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه مُرغمـه مآسرع مآتلآشت مُتجدده الدموع بعيونهآ .. مُتعلقّـه !
الملآمح التعيسه الكسيره بوجههآ الطفولي , مآبثّت إلآ التجهم والوجوم بملآمحهآ هي , سآئلـه بـ إرتيآب: شفيـك يمّـه نسمـه ؟!
بـ قوّه , إبتلعـت ريقهآ مآسحه بـ ظآهر سبآبتهآ تحت جفنيهآ: لآآ .. مآفيـه
وقفت مقآبلهآ شآده بيمنآهآ على مرفقهآ الأيسر يتآكل القلق تقآسيم وجههآ هآمسه بـ تحرّي: كنتـي تبكيــن !!
هزت رآسهآ بآلقوّه نآفيه وإبتسآمه كآذبه بوجههآ البآهت: لآ مو بـ كذا .. انآ بـسس .....
....: بـــس !
رمشت بتوآلي مضطربـه , ردّت الغصّه وعلقت بـ المنتصف , إنفغر فمهآ قبل إفصآحه الجوآب الكآذب إللي تلآشى ..
تبآطئت أنفسهآ .. دآرت عيونهآ وتحسست عنقهآ .. بدآ الوهـن يسـري ..
أحست بـ عجز ركبتيهآ , خمـول أعصآبهآ وإنسدآل جفنيهآ ..
بـ القوّه نفضت رآسهآ مآسكه جآنبه الأيسر بـ اللحظـه إللي إستشعرت فيهآ الثآنيه فقد التوآزن تعلقت بذرآعهآ الأيمن سآئله بـ قلق: نسمـه يمّك شفيـك .. تعبآنـه !
همست بـ خفوت شبه مسموع: شــويّ
مشت بهآ وصولاً للكنب الإسفنجي إللي أجلستهآ على وآحد من فوتيهآته شآده على يديهآ بـ اهتمآم: تكلمـي يمّـه شفيـك !! أكلّم عُـديّ !
بسرعه إلتفتت لهآ صآئحـه بـ نفي قآطـع مرتآعه: لآآآآآآ ......... لآ
أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً لـ إندفآعهآ بـ الـ - لآ – الأولى ثم فتورهآ بـ الثآنيه ..
تحسست ظآهر كفهآ الأيمن بـ حنوّ هآمسه: شفيـك يآنسمـه .. علمينـي !
صدت عنهآ بوجههآ خآفضه للأرض بصرهآ مبتلعه ريقهآ قبل تجآوبهآ بـ إرتبآك متلعثّم , هآربـه .. مُتحآشيـه: ءآآ .. أنآ .. حححـ .. حـور .. حـــور
إستنطقتهآ بـ خفوت هآمسه: حـور ........!
كورت قبضتيهآ بـ قوّه مآثلت قوّة إهتيآج صدرهآ , وقوّة إنفعآل دقآت قلبهآ .. بلآ تحكّم ترقرقت عيونهآ بـ الدموع .. إمتلـت ثم تدفقـت ..
أكملت بـ الكـذب , عذرهآ الوآهي طمساً للحقيقـه لحين التأكد منهآ وإثبآتهآ .. أكملت بمقآومـه إستنفذت فيهآ كآمل طآقتهآ , على وشك الإنهيآر .. رغماً عنهآ متمآسكـه ..
قآلت مآعندهآ تبريراً لـ إضطرآب حآلتهآ وسوء نفسيتهآ , شدة بكآهآ وحدة إهتيآجهآ .. التبرير إللي كآن بنظرهآ – أمّ عُديّ - أوهـن , أتفـه .. وأسخـف ..من إنه يكون ســبب مبـرر !
....: حوريـه بنـ .. بنت خآلتي , رآآآ .. رآئـــف ....... طلقهــــــآ !
/
/
/
/
صفطت يديهآ فوق صدرهآ فآغره فمهآ ممتد بصرهآ المذهول أمآمهآ للمدى نآظره للفرآغ ..
غير مُصدّقـه ..
إنهـزمــت , إحتلتـه غيرهآ ..
خسـرت ... هل عليهآ التسليم للأمر الوآقع والإستسلآم , أو الدفآع عنـه ومحآولة إسترجآعـه !
على مآيبدو إن الأخرى قد أحكمت سيطرتهآ عليه فآرضه سلطآنهآ على قلبـه محكمـه نطآق عقلـه ..
أهآنهآ إهآنـه موجعـه .. شيّ في حشآهآ يعتصـر , مستعر ..
....: تقدر تبعتد عني قدّ مآتبي لكن بتتم مربوط فيني يـ آدم .. مربوط لآخر عمـرك هذآ الولـد ولــدك
....: هآلولد إسمه علي بسّآم نآصر عبدآلله ... عندك إثبآت ينفي هآلشي ويأكد إللي تقولينه ؟ بليّـه وإشربي مويتـه ..
....: مو بكيفك يـ آدم , إنت لـي أنآ .. ودآريـه إنك تحبنـي أنآ , إنت خطبتهآ بس لأجل تنسآني بس أتحدى .. إتحدآك إن قدرت
....: أبشرك , إيه قدرت .. نآهد إنتي الحين بـ النسبه لي كآرت محروق , خلآص يآمآمآ منتيب بذيك الأهميّه عندي , ولآ تحديني أقولك وش تعنين لي الحين وشلون أشوفك ! بحآول أنسى كل إللي فآت ومآ أتذكر إلآ إنك بس مرت أخوي .. على عيني ورآسي .. بحترمك غصب عنـي قدآمهم , لكن بـ قلبي ؟ كنتي بيوم العآهره حقتـي ... وهآلفكره ببآلي مستحيل تتغيـر .. أحب وردهـ , وهي خطيبتـي عآقد عليهآ ومآفيني صبر بس لأجل يجي اليوم إللي نشهـر فيه هآلشيّ .. لأني أبيهـآ .. وأبي منهآ هي الولـد مو منّك إنتـي .. أبيـه يشبههآ هـي , يشبـه وردهـ ... إقصري الشرّ يآمـرت أخـوي وطلعينـي من رآسك ... خلآص إللي بينآ إنتهـى ومآفي شيّ أبداً رح يرده حتى وإن كآن هآلشيّ إهـو ذآك الولد إللي من حشآك ويشبهنـي ! لآتفكرين تستغلينه وتضغطين علي فيـه , ترآ هآلشيّ بعيني مآيزيدك إلآ نجـس ......!
بـ التزآمن مع خروج آدم من البيت كآن دخوله هـو دون أن يدركه ويتلآقوآ مُبطئ من حركة سيآرته إعدآداً لإيقآفهآ مُكرجّه بمدخل البيت متوسط الحجم والمسوّر بـ سيآج حديدي ..
بعقدة حآجبين حآده وقآسيه إرتفع بصره المرتآع للشُرفه المُطّله على الحديقه الصغيره الدآخليه لمدخل البيت والخآصه بغرفة نومهم من تعآلى صوت صُرآخ جَـلِل مُدوي !
لآشعورياً تسآرعت خطآه ممآثله للركض تآرك بآب سيآرته مفتوح دخولاً للبيت رآفع بيسرآه ثوبه عن سآقيه قآطع سلآلم الدرج بخطوآت مزدوجه صعوداً ..
كُلّ مآفيه إهتـزّ وإرتج , إرتآع وإضطرب .. شيئ وآحد إللي سيطر على عقلـه إللي شُـلّ تمآماً عن أيّ تفكير إلآ من زيآدة سرعته وصولاً لأقصآهآ لقطع المسآفه الثقيل وقعهآ على نفسّـه .. يحسّ وكأن غرفته كمآ السرآب .. كل مآ إقترب إبتعدت هي أو تلآشـت ... ظـن وحيد , أوحـد هو إللي إستقر بنفسـه .. قد أخذ آلله أمآنتـه ..
مثلمآ فقد قبلاً - نآصـر - , فقـد اليـوم - علـي - !
وقف على بآب غرفته المفتوحه شآهد على صرآع عنيف مآبين زوجته المنهآره تمآماً بنوبة صـرع هستيري حآد من نوعـه وبين كلّ الكيآنآت الجآمده من حولهآ وإللي قدرت يدهآ تمتد لهآ ..
أيّ شيئ عآكـس , أيّ شيئ زجآجـي .. وأيّ شيئ قآبل للكسـر والتحطيـم ..
ورآء البآب كآنت شغآلتهآ بهيئة المرتآع يلوذ بنفسـه من خطـر محدق .. مُلصقـه ظهرهآ بـ الجدآر من ورآءهآ ضآمه قبضتيهآ لوسط صدرهآ بآزغة البصـر شآحبة الملمـح , مرتآعه من هول الموقف والحـدث !
دآرت عيونه المذهوله بنظره سريعه شآمله للغرفـه المُدمّر أثآثهآ ... كُلياً , إفترشت الأرض من تحتـه بـ فتآت المرآيآ والزجآج .. زوجتـه قد جن جنونهآ فعليــاً !
بـ تردد , متخـوّف .. رجل تقدم والثآنيه مؤخـره .. إقترب تجآههآ ممتده يسرآه المتبآطه نحوهآ ممسكـه مرفقهآ الأيمن جآبرهآ بقوّة إحكآم قبضته على الإلتفآت نحوه لتصيبه بفجـع مآحسّ بمثيلـه من صآحت صآرخـه فجأه من بعـد سكون: إبعـــــــــــــد عنـــــــــــــي
إنشدوآ كتفيـه ومعهم كُلّ عصب بـ جسده , صآبه تشنج بـ الرقبـه .. إشتدت نظرآته بِـ حِدّه وتملكّـه الذهـول .. ذكر آلله بقلبـه علّه يهدئ من ذعره هو أولاً وإنتفآضة قلبـه قبل الشروع في المحآوله لتهدئتهآ هـي !
همس بـ نبره شآحبه شبه مسموعه: نآهــد !!!
....: إبعــــد .. إبعـــــدوآ كلكـــــــــم .. إبعــــــــــدوآ مآبيكـــــم .. مآبيكــــم كلكـــــــــــــم .. مآبـــــــي أحـــد خلوووونــــــــــي .. خلونــــي مآآآبيكــــــــم
كل مآلهآ نظرآته في الإشتدآد والإحتدآد .. إلتفت ورآه لشغآلتهآ سآئل بـ بهـوت: وش إللي صــآر ؟!!
هزت له رآسهآ بـ النفي الحركه السريعه القويّه متلألأه عيونهآ بكومه من الدموع الحبيسّه المُعلقّه .. مآتـــــدري !
بسرعه إنخفض بصره بـ إرتعآب من إرتمت بطولهآ وفجأه مرتطمـه بـ الأرض من تحتهآ وآقفه على ركبتيهآ إللي إندقوآ بـ الأرض مغلغلـه أصآبع يديهآ بشعرهآ شآدته وبآلقوّه على جآنبي وجههآ وكأنهآ جبراً وعن عمـد تقتلـع فيـه ..
وجنتيهآ محمّـره وشفتيهآ محتقنـه , عيونهآ غآئره تحت بروز من التورم تنهآل منهم الدموع متدفقـه وبلآ هوآده ..
تنشـج مُنتحبـه بـ ألـم ومرآره مُذيبه لنيآط القلـب .. سآخطـه على ربّهآ وحكمـه !!
....: ليـــش يــآآآآربي ..... ليييييــــــــش
مآثلهآ بـ وقوفه على ركبتيه عديم الحيلـه ..
لأول مرّه معهآ يحسّ بـ العجز الفعلـي .. مآهوب قآدر يحآوطهآ بذرآعيه .. عآجز عن مدّهآ بـ الأمآن الحِسـّي .. بـ الدعــم .. وبـ الإحتوآء ..
إنخفض بصره عآقد الحآجبين بـ إنكسـآر .. لعـن بـ قلبـه نفسـه , عجـزه .. وهوآنـه .. أطبق فمه بـ أسى وإنهـزآم ...
....: ليش يآبسّــــآآآآم !!! لييييــــش !
حآوط كتفيهآ بذرآعه الأيسر ضآمهآ لصدره مسند ذقنه فوق رآسهآ هآمس بـ حنـوّ دآفئ , عذب ومريح: بـس يآعُمــــري .. أنآ معــك .. إهــــدي ..
....: بــآآآ .. بــ ... بسسسسآآآ .. بسّسسسآآم
....: آششششش
أسكتهآ بهمسـه الخآفت متحسس برآحته اليسرى ذرآعهآ الأيمن حآثهآ بـ رفق وهدوء: آذكــري آلله يآنآهــد ... اذكريـــه
بـ حِدّه أبعدت نفسهآ عنه لآطمه خديّهآ مصدره صوت صفعه أعقبتهآ بـ السحب القويّ عليهم مُنتحبه: ليش يصيــر معــي كذآآآ لييييييييش .. مآنيب متحملّــــه خلآآآآآآآآص مآنيب متحمــلآآآآآآآآآهــ
بـ مقآومه بآئسه أوقف حركة سحبهآ على خديّهآ وشدّ الجلد لوجنتيهآ بقبضـة يسرآه إللي كآنت أضعف وأوهن بدون مسآعدة اليمنى العآجزه صآرخ بـ غضب فآق إحتمآله: خـــــــــلآآآص إهــــــــــــدي
بـ كلتآ يديهآ دفته من صدره ليرتد عنهآ مضطجع من بعد وقوفه على ركبتيه ينآظرهآ بعيون موسعـه دهشّـه وإستنكآر لـ حدّة وجفآء ردّ فعلهآ في إبعآده عنهـآ وهو القآصد تهدئتهآ ..
تعآلى صوت صغيرهـم - علي - بـ البكآء من الغرفـه المجآوره تمآماً لغرفتهـم وكأنه ندآء الإستغآثه إللي بـه فرّت الشغآله من الغرفـه تآركه ثنينهم على وضعهم بعدمآ تكومت نآهد على نفسهآ بوضع الجنين ضآمه قبضتيهآ لموضع آخر النبض بحلقهآ تنشج نشيج كآن في منتهى الشجـى والأسـى والمرآرهـ ..
عآجز ومُحبط .. مُنكسِـر ومُنهـزِم .. قليل الحيلـه , أو عديمهآ ..
كآن هـو ... في موآجهـة ضعفهـآ الكآمـل وإنهيآرهـآ التـآم ..
رفع رآسهآ عن الأرض لـ حجر ثوبـه متحسس رأسهآ ممسد شعرهآ بـ هدوء هآمس: شفيـك يآنآهــد .. علمينــي آلله يرضــى عليــك
نآهد: ..........
....: يمين بآلله حرآم إللي تسوينـه فيك وفينـي
....: مآبي هآلبيـت .. ولآ أبيــك .. مآبـي أحــد .. اتركنــي
....: شلون أتركك !
....: أبـي أرووووح
....: وين تبين تروحيــن !
إبتعدت عنه بـ حِـدّه معتدله بـ الجلوس , صآحت صآرخه بآكيـه , منهآره تمآم الإنهيآر: إتركنـــــي مآبيـــــــــك .. مآبــي أكـــــون معـــــك .. مآنيــــب متحملّـــــــه خــــلآآآآآآآآآص يــــــــآآآربـــــــــــي خــلآآآآآآآآص
قآلت الأخيره سآحبه على عنقهآ بـ أضآفرهآ القصيره المغروزه بـ جلدهآ .. شيئن دآخلهآ كآتمهآ خآنقهـآ .. جآثم على نفسهآ قآبض قلبهآ , مثقل صدرهآ .. شيئ أكبر من طآقتهآ على الإحتمآل ..
بقوّه إصطدم ظهرهآ بـ الأرض من تحتهآ مُمـدده شآخصه ببصرهآ البآزع لفوقهآ رآفسه الهوآء برجولهآ مقتلعه شعيرآتهآ بآلشد العنيف القوي .. هيأتهآ كآنت أدّق وصـف لـ حآلـة إلتبآس !
جزم بـ قلبـه أنهآ أصيبت بـ المسّ الشيطآنـي !
بيسرآه المُحكمه قبض على معصميهآ بوضع التكتيف مآنعهآ من شدّ شعرهآ وإقتلآعه لآهث بـ طمأنه سريعه علّهآ تستكين: خـلآص إهـدي بسوّي اللي تبينـه .. وآلله مآيصير إلآ إللي يرضيــك بس إهـدي حرآم عليك نفســك .. آستغفـري آلله يآنآهـد .. استغفريــه تكفيـــن
من بعد قوله وتمتمآته الخآفته لآهـج بذكـر آلله وإستغفآره , مآيدري كمّ من الثوآني أو الدقآئق إللي مرّت لحد مآ أحسّ أخيراً بـ الخُـدر إللي سرى فيهآ من هدأت حركتهآ بـ التدرج لحد مآستكآنت وإستقرت ..
أغمضت عيونهآ بـ إستسلآم تآركه رآسهآ وسط حجـره طآلبته متوسلـه بـصوت شجـيّ مخنـوق .. كلمآت متدآخله متقطعّه إثر شهقآتهآ المريره البآكيـه ..
....: أبـ .. أبــي .. أروووح ... بيــ .. بيــت .. أبـــوي !
/
/
أسندت كوعهآ الأيمن فوق ذرآع الكرسي الجآلسه عليه مظلله فوق عيونهآ برآحتهآ اليمنى لآهجه بـ الذكر والإستغفآر علّهآ به نفسهآ تهدأ وتستقـر ..
ألم بـ رآسهآ مآفآرقهآ من يوم إللي صآر قدآم عيونهآ وهي عليه شآهد عيآن من جرّ أختهآ وطردهآ من البيت شرّ طرده بمشهد وصل لمنتهآه من الإهآنه والتحقيـر .. على الحآدثـه , مضـى إسبــوع !
....: رآسي يمّه مآعآد فيني أتحمّل
....: متى بترجعين بيتك يآشروق ؟ مبيته عندنآ من ثلآث أيآم , مآيصير يمّك تهدين بيتك وتخلين زوجك ..
صآحت منفعلـه , أعصآبهآ تآلفـه .. على شعـره: وللي يعآفيك يمّه كآفي طآري البيت مآعندك سآلفه غير ردتي للبيت ! خلآص قعدتي صآرت على قلبك ثقيلـه !
ثبتت عيونهآ المذهوله مرقرقه بـ الدموع بعيونهآ الغآضبه للحظآت من الدهشـه ..
صدمهآ وقع الكلآم الجآرح وسوء الفهـم .. ضآقت عيونهآ الدميعه سآئله بـ إستنكآر خآفت النبره: قعدتك ثقيلـه !!!!!
طيرت عيونهآ رآمشه بـ توآلي بعدمآ أطبقت فمهآ بـ القوّه تمنع البآقي منهآ من الثبآت قبل الإنهيآر .. مآخفى على أمهآ محآولتهآ المستميته بـ منع تدفق دموعهآ من شدهآ على شفتيهآ المطبـقه ورمشآتهآ السريعه المتتآبعه .. تنآظر السقـف !
أردفت بـ حُزن مرير كسير النبره البآئسه المحبطه: وربك يآشروق ترآ أنآ إللي مآعآد فينـي يآبنت .. حشآي مستعـر .. نآرِ تحرقني حرق , خوآتك الثنتين من ردي لـ أردى , تغريد وحآلتهآ النفسيّه إللي بـ الأرض تطلقّـت والحين دآرين لحقتهآ وهذآهآ رآقده بفرآشهآ مآيندرى عنهآ .. تكسرت عظآمهآ وسقط حملهآ ....... وتطلقّـت
شهقت شروق من خشمهآ النفس المسموع بضيق وكـدر .. مآتظن إن بيصيبهم إبتلآء أعظم من إللي إهم فيـه الحين ولآ كُربـه أشـدّ !
إبتلعت ريقهآ مغمضه عيونهآ إستحضآراً للثبآت الإنفعآلي والإنضبآط .. فتحت من بعدهآ عيونهآ مُردفه بـ هدوء خفيض النبره: مو قصدي يمّـه .. صدقينـي .. وآلله من همّي وإللي أحس فيـه شكيـت لك ودآريّه إن إللي فيك كآفيك بس مآعندي غيرك .. مآبي أردّ البيت وكل مآتذكرت يضيق صدري من الطآري , مآلي وجه أقآبل أي أحد هنآك .. أحس أي موآجهه معهم الكلآم فيهآ بيكون عن نفس السآلفه .. يمّـه حتى أحمـد زوجي صرت أتهرب منه .. أمثل إني نآيمه من قبله لآمنه وصـل أو أشغل نفسي بـ أي سآلفه مـع ليـن بنتـي .. خلآص مآنيب متحملّه أكثر
....: وإنتي شذمبك يمك ! مو تقولين أحمد صآرحك وبنفسه قآل إن مآلك دخـل , وإنك برآ الموضوع كلـش .. إنتي بصوب ودآرين بصوبن ثآنـي
....: على بآلك الموضوع بيمر مرور الكرآم كذآ ؟! هآلكلآم يقوله الحين لأني أتهرب من موآجهته وهو يبي يحسسني بـ الأمآن وإني منّي طرف بـ الموضوع بس شوفي شبيصيـر لآمنّي إعتدلت معـه .. أكيد بيصرّ ويعرف السبب , مو معقوله أخت مآتدري شسوت أختهآ وكآنت النتيجه الطلآق .. وقتهآ علميني بـ أي عين وأي وجـه بعلمـه الصدق وإللي صآر ؟!
زفرت بـ أسى خآفضه عيونهآ الحزينـه لحجرهآ إللي أطبقت بوسطه كفيّهآ إذ إن مآعندهآ تعقيب منآسب لحقيقة إللي تقوله شروق ونظرتهآ للموضوع من الزآويه الخآصه بهآ , هآمسه: رآئف أمس حضرنـآ
من فورهآ وبدهشـه , توسعت عيونهآ لآخرهم صآئحه: إيـــــش !!
....: إيـه .. جآنـآ
....: وينه فيه من بعد إللي صآر ! توّ تذكر من بعد إسبـوع !!! وش قآل عن الطلآق ! مُصِـرّ عليـه ؟!
أطلقت زفره هآزئـه كآنت ضحكه قصيره مقطوعه معقبه بـ حسره ونظرآتهآ السآخره ممتده للفرآغ: ليته يصرّ على الطلآق فعلاً وينتهي الموضوع عند هآلحدّ
ضآقت عيونهآ إستنكآراً عآقده حآجبيهآ بعدم فهـم وإستيعآب هآمسـه: يمّـــــه !!!
بـ حِدّه إلتفتت لهآ راصه على أسنآنهآ بقهر مكبوت: رآئف أمس جآنآ وقعد خمس دقآيــق .. بـــس خمــس دقآيق .. تدرين وش إللي صآر ؟! عطـى أبوك ذآك الفيديـو الملعون .. عطآه الفضيحـه .. آآآهـ يآفضيحتنــآ وســوآد وجيهنـــآ , حسبي آلله عليـك يآلعــدو
قآلت الأخيره بـ حسره مريره حآرقه مآسكه جآنب رأسهآ الأيمن بآللحظه إللي شهقت فيهآ شروق شهقه تفآجئ قصيره نهتهآ بيدهآ إللي رفعتها فوق فمهآ موسعه عيونهآ صدمه لآفظـه بـ نفي مستنكر: لآآآ
ضربت أمهآ أعلى وركيهآ مصدره صوت طرقعه , هآزه نصفهآ العلويّ بـ حركه رتيبه , للأمآم ثم للخلـف .. أبلغ فعـل لـ معنـى النـدب والتحسّـر , مُأكِدّه بـ جفآء: بلــــى
همست وعيونهآ تدور بتفكير رآفضه التصديق: شلـون ؟!! معقوله زوج تغريد إهو إللي سوّآهآ وعطآه هآلتسجيـل !!! لآ مستحيــل
....: درى من وين مآدرى بـ النهآيه شآفـه وعرف إنهآ دآرين مو تغريد وبدون أي إثبآت ومهمآ أنكرت دآرين .. درى لأنهآ زوجته , ولأنهآ مآرح تكون بهآلوضع إللي شآفه إلآ معـه وإهو أدرى الخلق فيهـآ .. جُــرس وفضآيــح عند آل مرشــد والحين عند آل مآلكــي .. وين نقــط وجيهنــآ وشلون نرفع روسنــآ ... درى ولد المآلكي مثل مآدرى ولد المرشد وثنينهـم قطوّآ البنـآت وذآ حقهـم ويتمـون محقوقيـن بعـد ..
....: يآويلي يمّـه .. ليكون فعلاً رآمز يدري عن هآلشيّ ؟! أحمد قآل إن مآغيره رآمز إللي يدري عن سبب إللي صآر بين رآئف ودآرين شلــون ؟! أنآ شكيت بـ وآئل أول يكون علمـه
....: جنيتـي إنتي ؟! أخوك بنفسه بيفضح خوآته عند خويّـه ! وترآ وآئـل للحيـن مآيدري شيّ عن إللي صآر مع دآريـن .. سآفر هو وذيك وجـه النحـس الكسيحـه وجآنآ شـوم الخبر لـ دآرين
أسندت منتصف جبينهآ بوسط رآحتهآ اليمنى , كل إللي قآعد يصير فوق طآقتهآ على الإحتمال .. إستغفرت هآمسه ليجيهآ صوت أمّهآ جآف النبره مُنبهـه: حـــذآري يآشروق .. حذآري تجيبين طآري حتى لزوجك دآمه صدق مآيدري .. ولآ حتى لـ أم فيصـل .. إن درت بتعلّم زوجهآ .. رآئف أمس علّم أبوك إن السآلفه كلهآ بتنتهي بـ طلآق وِدّي وعلى السكـت .. مآيبي أحدّ من أهله يدرون عن السبب وإهو مآرح يجيب طآري وأبوك وش إللي بيده يعنـي ؟! وآفق ورآسه مدنق .. طاح وجهه وأظلم .. قصمتوآ ظهره بسوآيآكم حسبي آلله من أمس وإهو رآقد بفرآشـه صآبه المـرض
....: شدخـل يمّه ! شهآلكلآم !!!
....: يوم يجيه الرجّآل بنفسه يعلمه بوصـخ بنتـه ومعه الدليل ! قويّه يمّك .. قويّه على أبـوك .. وقويّه علينآ كلنآ ثنتين من بنآتنآ وبوقت وآحد يتطلقـون .. إسمعي بكرآ الحكآوي من كل صوب وحدب .. وش بيفكنآ الحين من الهرج والمرج ! وش بيرحمنآ الحين من ألسنتهم وتلسينهـم !
نفضت جلآبيتهآ البيتي القطنيّه من الحجر ضآمه أطرآف أصآبع يمنآهآ لبعض كـ إشآره جآهده لمحآولة الإفهآم , مشتده ومحتده .... محتـرّه !
....: علميني الحين يمّه شلون بعد بتكون علآقتي مع حمآتي وولدهآ مطلـق أختي لأسبآب مآيعرفونهآ .. قلبي نآغزنـي لشيّ كبير بيصيـر .. أنآ إللي بوجـه المدفـع .. مآحد بيهدى له بآل لين يعرف أصل الموضوع وأسآسه .. منهو الطرف الأقرب الحين غيري !
صآحت منفعله نآفذ صبرهآ: قولي إنهآ مآتبي تجيب عيآل , رفضت هآلحمل وكآنت تبي تجهضـه , أو إنهآ تبي تتوظـف وإهـو رآفض .. أو إنهآ تطآولت عليـه .. أي سبــب , أي شــيّ .. خلــص كآآفـــــــي
من فورهآ شروق قآمت عن مكآنهآ فور إعلآن أمهآ للإنهيآر منتفض صدرهآ بـ شهقه قويّه مكبوتـه كآنت البدآيه لتوآلي البآقي من بعدهآ تنشـج بـ شجـى معتصره عيونهآ حسره وأسـى بآللحظـه اللي ضمتهآ فيها شروق لصدرهآ متحسسه كآمل ظهرهآ بـ حرآره قآصده تهدئة إنفعآلهآ والتخفيف من حِدة نشيجهآ هآمسه بـ رِفـق: خلـص يمّـه إهـدي .. إهـدي بسم آلله عليــك ..
....: خوآتك الثنتين يآشـروووق .. خوآتك تطلقـوّآ وبـ الفضيحـه آآآآآآهـــ حآرقنـي قلبـــي
شددت من إحتضآنهآ لهـآ لآصقه صدغهآ الأيسر بـ رأس أمهآ متحسسه ظهرهآ بهدوء مُربتـه عليـه بـ حنـوّ بآئـس , إنهزآمي مستسلـم: نصيــب يمّـه ....... نصيبهـــــم
/
/