/
/
عصريّة اليوم التآلـي ..
أنزلت كوب المويه على طآولة تسريحتهآ بعدمآ إبتلعت وحده من الحبّآت البيضآء صغيره الحجم مختلفة الأشكآل من كيس علآجآتهآ عآقده حآجبيهآ بـ إستغرآب من دخوله المُفآجئ عليهآ إلآ إنهآ وبلحظـه إستدرآك طيرت عيونهآ لآويه فمهآ الصغير المطبق بـ تململ ليجيهآ صوت ضحكته القصيره الجآمده تعقيباً على ردّ فعلهآ المتجآهل لوجوده وإستقبآله: شخبآر قطوتـي ؟!
أدخلت آخر حبّه على طرف لسآنهآ رآفعه كوب المويه لفمهآ سآفهته ! آللحظه إللي إقترب صوبهآ مُردف بـ إبتسآمه: طيب والقطـو إللي ببطـن قطوتـي شخبآره ؟!
أعقبت على سؤآله بـ سؤآل تنآظر بـ إنعكآس هيئته من ورآهآ: رآئف بيـه بيعمل هنآ إيـه !
شدد من حصآره لخصرهآ تآرك أثر قبلته على لوح كتفهآ الأيمن بـ التقآطع مع عنقهآ الأبيض الصآفي إللي وضح فيه الأثر أحمر آللون النآتج من حموّ قُبلته وعنفوآنهآ قبل يجآوبهآ بـ خفوت من حآلة إنتشآئه وهو يشهق أنفآسه من عبق رآئحة شعرهآ الغجري المنتفش: رآئف بيـه يبـي آلحين قطـوته
إلتفتت عليه مبتعده عنه مسآفه قريبه بمسآعدة سآعديهآ إللي إستقروآ على صدره كـ حآجز يمنع من إلتصآق جسديهم مكوره قبضتيهآ: والأوطّـه بتآعت رآئف بيـه بتئـوله مـش هينفـع خآلص خآلص
أشبك أصآبعه من ورآء ظهرهآ سآئلهآ بـ همس: وليش مش هينفع خآلص خآلص ؟!!
طيرت عيونهآ مآطه فمهآ المضوم بـ إيحآء التفكير قبل تجآوبه ويقآطعهآ هو بنبره مشحوحه مُعذبه: حـووور
إرتفعوآ حآجبيهآ بـ إستفهآم بريئ التعبير: إيـه ؟!!
....: مو قلت لك لآعآد تسوين هآلحركآت بوجهك ؟!
على وضعهآ بنفس تعبيرآت البلآهه الطفوليّه: حركآت إيـه ؟!
ألصق جبينه لـ جبينهآ مغمض عيونه بـ إرهآق: تعذبيني يآحور وربي , لآعآد تسوينهآ .. خليك حرمه كبيره ونآضجـه
أرجعت رآسهآ لورآ الحركه إللي أبعدت فيهآ جبينهآ عن جبينه لآويه فمهآ مطيره عيونهآ بـ تجآهل: مش عآوزه أكون حُرمه كبيره , أنآ أصلاً لِسّه صُغيره
....: وآلله !
....: آه يآحبيبي ليه إن شآء آلله عندك شكّ ؟! أنآ لِسّه فـ عزّ شبآبي , إزآ إنتَ كبير وشآيب وعقـوز دي مُشكلتك
....: ههههه آلحين أنآ كبير وشآيب وعجوز ؟!!
تجعد أنفهآ بـ تعبير مشمئز نآقله عيونهآ الصغيره على كآمل تفآصيله مُردفه من بعدهآ بـ مشآكسه بعدمآ أغمضت عيونهآ مخلله أصآبعهآ بخصلآت شعرهآ الملبك قآصده تفكيك التشآبك: آه , خلآص رآحت عليـك
بلآ جوآب , أنزل سآعديه المشبوكين خلف وركيهآ تحت مؤخرتهآ رآفعهآ عن الأرض وجهه مقآبل بطنهآ لتصيح هي آمرته بشقآوه ضآحكه: نزلنـي دلوئتـي حآلن ...... نزلنـي فـوراً
....: أنآ الحين أوريك إذآ رآحت علي أو لآ
....: ههههه بهـزر معآك يآرآئف وآللهـــي .. لآآآآآآآآء ههههه
ضربت بقبضتيهآ لوحي كتفيـه رآفسه الهوآء برجولهآ: لآآآآء يآرآئف وآللهـي وآللهـي مش هينفـع خآلص
أنزلهآ على السرير محتضن سآقيهآ المضمومين مآبين سآقيه المنفرجين مكتف معصميهآ بيسرآه: وليش إن شآلله ؟!!
....: عشآن أنآ أصلاً كنت بلبـس دلوئتـي ورآيحه لـ مآمآ
....: يآحور بـ آلله ذآ وقت مآمآ !
....: ههههه آه طبعاً , مآمآ تعبآنه ولآزم أكون معآهآ مينفعش أسيبهآ
ترك يديهآ مبتعد عنهآ جآلس مسند ظهره لظهر السرير فآك أول زرين من ثوبه الرمآدي: تدرين كم لي مآشفتك !
أنزلت فستآنهآ القطني على سآقيهآ مقتربه منه محتضنه ذرآعه الأيمن: كتيـر أوي .. وإنت وآحشنـي , بس بردو دي مآمآ يآرآئف وتعبآنه أوي وكلّـه بسبب نجـم أخويآ وعملتو المهببه .. إمبآرح عُمـر نآم عندهآ عشآن يخلّي بآله عليها .. معئول يعني أكون أنآ بنتهآ الوحيده وأسيبهآ !
إلتفت لهآ بسرعه عآقد حآجبيه: لآتقوليـن بتـبيتيـن عندهآ ؟!!!
شدت فمهآ المطبـق رآفعه حآجبيهآ موسعه عيونهآ بتعبير إن هذآ هو فعلاً إللي بيصيـر ..
جوآبهآ التعبيري المُحبط له , زفر من بعدهآ بـ ضيق مُردف: تدرين إني اليوم نـصّ الليل مسآفر ؟! وتدرين كم مدة هآلسفره !! شهـــــــــر .. شهر بكبره برآ السعوديّه
....: هتوحشني خآلص
نآظرهآ بقهر مطبق فمه بـ حنق سآحب ذرآعه منهآ بآلقوّه قآصد يوقف عن السرير إلا إنهآ منعته ضآحكه متلبثه أكثر بذرآعه: ههههه بهزر معآك دنتآ يآلهــوي بقـد دمك تئيـل أوي
....: لآعآد - تهـزرين - معآي فآهمـه !
بوزت بتكشيره طفوليّه مدعيّه الزعل من لهجته القآسيه معهآ وشلون بظرف ثوآني تبدل تمآماً , نظره ونبره !
....: خلآص تعآلى هئولك حآقـه
سألهآ بـ حنق منزعج: وش تبين !
وسعت عيونهآ مضخمه صوتهآ تمثيلاً لتقليده بـ النطق: وش تبيـــــن
رآئف: ههههه وآلله !
بسرعه وقفت على ركبتيهآ مفرقه مآبين سآقيهآ جآلسه على بطنه محتضنه عنقه بين رآحتهآ بوضع الخنق: شـوف
مسك معصمي يديهآ الخآنقين لعنقه يستنطقهآ بنظرآته المأسوره لتكمل هي: هو أنآ بس إللي مرآتك يآرآئف ؟! زي مآ إنت غآيب عني كتير وهتغيب عني كتير , إنت بردو كنت غآيب عن دآرين نفس المُدّه وهتغيب عنهآ بردو نفس المُده
....: الزبده !
....: ولآ زبده ولآ سمنـه , أكيد دآرين زعلآنه دلوئتـي
....: هذي تصريفه يعني ؟!
شددت من خنقهآ لعنقه ضآغطه بـ إبهآميهآ على تفآحة آدم البآرزه بـ حلقه هآزه رآسه مجآوبته من بين أسنآنهآ: وهو لولآ مآمآ وتعبهآ وإني لآزم أروح ليهآ النهرده كنت سيبتك أصلاً تروح للي متتسمآش دآرين !! بعينك يآحبيبي إنتَ وهيّآ
....: وأنآ شذمبي الحين تخنقينـي , إنتي بنفسك إللي تقولين روح لدآرين
....: نفسي أموتك يآرآئف
....: يآقلب رآئف أنآ إللي كنت نآوي عليك هآلنيّه اليوم بس حظـك
....: وأهون عليك يآرآئف تموتنـي ؟!
تحسس ردفيهآ مجآوبهآ بـ بديهيّه مبتسم: إنتي قطوة رآئـف بـ سبع أروآح مآتموتيـن ...........
/
/
مســآءاً ..
ركضت بـ أقصى سرعتهآ المتخبطه قآصده إعلآمهم بـ خبر وصوله المنتظـر دآفعه البآب بـ كلتآ رآحتيهآ الصغيره تلهث أنفآسهآ المقطوعه من توآصل ركضهآ: مــآآآ ..... مآآآمـــــآآآآ
من وقع دخولهآ المبآغت عليهم إلتفتوآ لهآ ثلآثتهم لتسألهآ المعنيّه بـ المنآدآه وقد إمتلآ وجههآ ذعر على حآل صغيرتهآ: فـــــدوى !
مسكتهآ من يدهآ جآذبتهآ بقوتهآ الضعيفه الوآهنه رآغبه في مسآيرتهآ لهآ خآرج المجلس: تعآلي مآآمـآ خآلي ثنــد ومآلك معـآآه بــرآآآآ
بسرعه وقفوآ الثنتين الجآلسآت من طآري إسم إللي طآل إنتظآره .. مآلك !
مآلك إللي رآفق أخوه من شقته التمليك المُنعزلِه لـ بيتهم جبراً .. يجرّ خطآه المتثآقله بـ وهـن .. رجل تقدم والثآنيه تأخـر ..
إمتلآ وجهه بـ الضيق والكـدر , علآ ملآمحه الإكتئآب .. ملآمح بآئسـه , حزينـه , مهمومه ومغمومـه ..
إلتفت بـ هدوء جآمد من وقع صيحـة أمّه المهلله فرحاً بـ رجوعـه , مآ أمدآه يتدآرك تقآسيم ملآمحهآ المبتهجـه إلآ وجذبته لصدرهآ بقوّه مشتآقه وملتآعه: مآلــك يمّـــــك , شخبآرك يآعمـري أنآ ويآ ضيّ عينـي .. يصير تشرد من البيت ولآ تسأل , مآترد على إتصآلآتي !!!
أنزل يديهآ المحآوطه عنقـه أسفل فكّـه بـ غمضّة عيـن بطيئـه قآصد تهدئة إنفعآلهآ بـ إعتذآره الحسّي لترد هي متحسسه صدغه الأيسر ودموع حزينـه بمحآجرهآ محبوسه: ليش يآمآلك ! ليش معذب نفسك كذآ !
تدخلت الثآنيه مآسكتهآ من يدهآ منزلته عن وجهه: يمّه مو وقت هآكلآم , خلّه يرتآح الحين وبعدين نتفآهم معه
....: ومن وين بتجيّه الرآحه وهو معلّق الموضوع كذآ بدون جوآب ولآ قرآر !
عند هآلجمله تدخل سند مآبين سآلي وأمّهآ: خلآص مو الحين هآلكلآم .. وينهآ تغريـد ؟!
أطبقت أم مآلك فمهآ بقهر مآخفى عن عيون المتوآجدين كلهم بلآ إستثنآء لتجآوبه سآلي بـ هدوء: بـ غرفتهآ فوق ..
ربت سند بوسط ظهر مآلك حآثّه يرقى لهآ: إطلـع
أوقفته أمّه بـ عصبيّه: لحظـه لحظـه وين يطلـع ! سند إنت تبيهآ تقهره مره ثآنيـه !! هذي إللي خربتهآ وقعدت على تلّهآ حسبي آلله ونعم الوكيل
شدّ فمه المطبق بـ حنق من كلآم زوجة أبوه مفضل الصمت عن الجوآب ولآ وش إللي بيقولـه , أبدّ منه بآلجوّ لأجل يعدل من الموقف ويلطّف الحوآر ..
همست سآلي لأمهآ بـ خفوت سمعه الكلّ: يمّه خلآص , نبي نعرف وش نهآية هآلموضوع ونفتّك ... – علت نبرتهآ الموجهه لـ مآلك الحيّ ظآهرياً , المقتول همّ وكئآبـه دآخلياً – إرقى يآمآلك جنآحك , تغريـد فوق ..
إستوقفته بـ حِده بعدمآ توّه وخطآ أولى خطوآته الثقيله المُتأنيّه بـ نبرتهآ شبه الهزوزه الوآضحه بـ إنهيآر مكبوت: مآآلـــك !
إلتفت نصف إلتفآته لـ تبآغته هي بـ ضمّـه قويّه مطوقه وسطـه بذرآعيهآ الملتفين حوله دآفسه وجههآ البآكي بصدره !
ردّ الفعل الفجآئي الغريب والمريب من – أصآله - , مآقدروآ جميعهم إلآ على الإلتفآت لبعضهم وعلآمآت الإستفهآم بوجيههم متحرين الإجآبـه !
إنشدوآ كتفيه للخلف خآفض رآسه لأجل يوصل لمستوى رآسهآ إللي وصل منتصف صدره بسبب قصرهآ سآئلهآ بـ بهوت مرتآب: أصآلــه !
مآردت إلآ بتشديد غرزهآ لأنآملهآ الرقيقه بجلده من فوق ملآبسه في حين تحسس هو ظهرهآ قآصد تهدئتهآ: خلآص إهــدي ..
قآلهآ ونظرآته المتعجبه مصوبه لثلآثة المآثلين قدآمه بنفس ملآمح الإستغرآب وعدم الفهم أو الإستيعآب .. أمّـه , سآلي .. وسنـد ... حتى الصغيره فـدوى !
لحظآت من السكون مآكسرهآ إلآ صوت شهقآتهآ المكبوتـه وسحبهآ لمخآط أنفهآ السآئل مُصدره صوت مميز , علآمة من علآمآت البكآء والرغبـه في مقآومته !
أبعدت رآسهآ أخيراً عن صدره مآسحه دموعهآ بظآهر يمنآهآ مبتسمه جبراً هآزه رآسهآ إيجآباً مُردِفه: إطلـع لهـآ
أعقد حآجبيه إستفهآماً من فعلهآ الغريب المُعقب بـ قولهآ الأكثر غرآبه !
مآقدر إلآ إنه يقوس فمه بعدم فهم ولآ مبآلآه إذ إن مآعنده من الطآقه شيّ حتى يسألهآ عن أحوآلهآ وإللي تحسّه وكآن سببه هو هآلتصرف المريب الغير مفهومه أسبآبه .. كآفي أحوآله هو وإللي يعيشـه , وإللي رح يعيشـه إن تمّ الوضع كمآ هو عليـه !!
سألتهآ سآلي بـ همس بعدمآ أقفى مآلك عنهم تترقبه نظرآتهم الفآحصه وقد كسآهآ كثير من الأسى والتحسـف ... كثير من الحُزن والإحبآط !
هزت أصآله رآسهآ نفياً معنآه إنهآ بخير مآسحه بآقي آثآر دموعهآ بآلقوّه وكأنهآ تنحت وجههآ وإللي تحت عيونهآ ...
تمسكت فدوى بيدّ جدتهآ مبتعدين عنهم صوب المجلس إللي طلعوآ منه آللحظه إللي طلبت فيهآ سآلي أصآله بـ هدوء: إمشي أصآله خلّ نروح المجلس ...
قآلتهآ وقبل تنقآد لهآ أصآله وقفهآ سنـد بـ جفآء: لحظـه أصآله ..
نآظروه ثنينآتهم ليأشر هو برآسه لـ سآلي: روحي سآلي أبي أصآله وحدهآ ..
توسعت عيونهآ الموجهه لـ أصآله بـ إرتيآب من وقّع إللي تبآدر لذهنهآ .. هل ممكن إن سند قد درآ عن سآلفة الورد إللي أرسلته أصآله لـ مديرهآ بـ الصحيفه – بسّـآم - ! " لُطفــك يآخبيــر " !
سحبت نفسهآ بهدوء تآركه لهم المدخل الرخآمي الفسيح خآلي إلآ من وجود ثنينهـم ..
إرتفع حآجبه الأيسر إستنكآراً سآئلهآ بـ هدوء مُريب: ليش تبكيـن ؟!
بللت شفتيهآ قبل تجآوبه بـ تهرب وآضح: مآفيـه سبب , شفتـه وطآحت دموعي !
حرك لسآنه دآخل فمّه وبآقي عيونه صقريّة النظره تتفحص أدق تعبيرآتهآ الحسيّه الوآضحه بملآمحهآ المتوتره سآئلهآ بـ تشكك: متــأكده ؟!
لآشعورياً ومن جديد تجمعت الدموع بعيونهآ خآفضه رآسهآ بملآمح حزينه موقع قدميهآ بـ أسى .. وأسف .. وخيبة أمل ..
....: سمعت إللي قآلته لك تغريـد يآسند
أعقد حآجبيه أقصآهم مآفهـم ! أيّ كلآم تحديداً إللي تقصده أصآله ! يآكثر إللي قآلته تغريـد وإختلآف كلّه عن بعضـه أسخم وأردى سبيلآ !
....: أيّ كلآم ؟!!
....: الكلآم إللي قآلته لك عند بآب غرفتهآ .. إنهآ تحبـك إنت يآسنـد , وتبيــك
أغمض عيونه بـ هدوء رآفض تأكيد إللي صمّ أذونه من وضوحـه !
أطبقت فمهآ بآلقوّه رآفعه كتفيهآ بحركة عفويّه قليلة الحيله عديمة الرجآ: لآزم مآلـك يطلقهـــآ يآسنـــد ............. لآزم
/
/
بـ الطآبق العلوي ..
أطلق زفره مهمومه أول مآ أقفل بآب جنآحه مشدد مسكته للمقبض النيكلي , مآيبي يتركـه .. ولآ يبي يلتفت .. ولا يقترب لهآ , ولآ يوآجههآ .. لآ يشوف شكلهآ أو يسمعهآ .. مآيبي يعرض عليهآ السؤآل .. ومآيبي يسمع منهآ الجوآب !
....: مآلك !
إنحبس بصدره نفس سريع مُفآجئ مقفل عيونه بآلقوّه .. بآغته وجودهآ من ورآه ومنآدآتهآ لـ إسمه .. إسمه العذب المبحوح من صوتهآ المجروح ..
إزدرت ريقه بـ صعوبه وكأنه يبتلع مُرّ العلقم .. إلتفت لهآ بـ تردد , بطيئ الحركـه , متجهم الوجـه , مقطب الحآجبين ..
....: أنآ آسفـه
بسرعه إرتفع بصره لهآ مستقر تمآماً عليهآ .. لوجههآ .. لعيونهآ
أقفل فمه المنفرج بينمآ فتحته هي مكمله بـ نبره حزينه , مُرهقه , لآنت ملآمحهآ بـ تجعيدة إنكسآر , مآل رآسهآ يمنه: وآلله آسفــه يآمآلــك
....: على إيش تتتأسفيـن ؟!
....: مآتستآهل هآلجرح , وجهك مُرهق وعيونك حزينه .. أنآ السبب
....: مآنيب بحآجة أسفك يآتغريـد
شدت فمهآ شبه المقوّس مميله رآسهآ بـ خفّـه تعبير المبتئس عديم الحيله , آثرت الصمت ليكمل هو بـ نبرة إحتيآج مُعذبه: أنآ بحآجـه لك يآتغريـد ... بحآجه لــك كُلّــــــك , مآيجرحني إلآ أسفـك .. مآ أبيـه .. أبيك إنتـي
هزت رآسهآ نفياً وقد تجعد وجههآ بكآمل تفآصيله ... تلألأت عيونهآ .. تجآهد مآتبكي ..
....: مقــدر
....: ولآ أنآ أقـدر
....: ليش مو قآدر تفهم يآمآلك إني مآ أصلح لك
....: وليش إنتي إللي مو قآدره تفهمين إني أنآ إللي مآ أصلح إلآ لـك ..
خبت وجههآ بيديهآ بعدمآ إنهآرت دموعهآ مُستسلمه , صآحت بـ إنكسآر مهزوز مُرتجف: مـــآآآآآلـــــك
إمتدت يده اليمنى خلف رآسهآ جآذبهآ تجآهه دآفس رآسهآ بصدره .. وبآلقوّه .. مآ مآنعـت !
طوق بيسرآه خصرهآ الهزيل محآوط كتفيهآ بيمنآه ومآ مآنعـت !
دفن كآمل وجهه بـ جآنب عنقهآ الأيسر يستنشق أنفآسه المُتعبه من عبق رآئحـة شعرهآ المُبخّـر ومآ مآنعــت ...
أخذه الشوق وسيّرته اللوعـه , إعتصرهآ لصدره بكلّ مآتملكّـه من عوآطف مكبوته جيآشّه .. الحُـبّ .. والشوق .. والنشوه .. والرغبـه .. والإحتيــآج ..
وصلهآ صوته شجـي حزيـن .. يترجآهآ بـ ضعـف , يستجديهآ بـ وهـن: لآتستأثمين فيني يآتغريـد .. تكفيـن
أبعدت نفسهآ عنه هآزه يديهآ بآلقوّه مفرقه مآبين أصآبعهآ المُشنجه بعقدة حآجبين بآكيّه: لآتستأثــم إنت فينــي يآمآلــــك .. حرآم عليـــــك مآنيب متحملّـــه وآلله , وربي مآعآد فينــــــــــي
توسلهآ بـ نظرته الكسيره ونبرته العليله: تغريــد !
إرتفعت شفتهآ العلويّه بـ تجعيدة بُكآء صآمـت .. هزت رآسهآ نفياً .. مآبقلبهآ وجـع كبيـر , وأيّ وجع ممكن يكون أكبـر من إنهآ تشوف دموع رجّآل حبيسـة محجريـه ! لُطفـك يآرب ... الرحمـه يآمآلـك ...
ارتمت بـ الأرض وآطئه قدميه مُسنده جآنب رأسهآ الأيسر لـ ركبتيه محتضنه سآقيه: تكفـى يآمآلــك .. لآتبكـي .. مآ أستآهل وآلله هآلدموع .. إرحمنـي وإرحم نفسك ..
أرجع رآسه للخلف مطبق فمـه ينآظر بـ السقف مستجدي الثبآت .. والقوّه .. مستجدي الصبـر ....... مُستجدي الرحمـه ..
أخفض رآسه لهآ من أحس بتشديد إحتضآنهآ لسآقيه .. تتوسلـه بآكيه مٌقبِلّـه قدميــه: طلقنــــــي !
/
/
وقف ورآء الكنبه العريضـه بنيّة آللون شآموآ مآيشوف إلآ أعلى رآسهآ أشقر الشعـر وسآقيهآ العآريه ممدده قدآمهآ فوق الطآوله القزآزيه على بطنهآ صحن كبير يظهر محتوآه - سلطـة فآكهه - , بيمنآهآ شوكه مثبت برآسهآ قطعة – كيوي – وبيسرآهآ الريموت !
إرتفع نظره لشآشة البلآزمآ العريضه قدآمه إستشف إنهآ موصلّه بـ اللآب توب تعرض فيلـم أجنبي غير مُترجم يظهر من اللهجـه إنهآ – فرنسيّـه - !
إرتفع حآجبه الأيسر بـ حده مستغرب .. يظهر من هيأتهآ الإندمآج مع إللي تشوفه برغـم إنه غير مُترجـم ..
ثوآني من التعجب أردفهآ بـ إبتسآمه جآنبيّه قصيره بعدمآ أدرك خبرة أنثآه – الثآنيه - ومعرفتهآ بـ أصول اللغـه الفرنسيّه , فهماً ونطقـاً ..
إلتف من حولهآ جآلس يمينهآ على الكنبه مسيح جسده مفرق مآبين سآقيّه ينآظر بـ الشآشـه في حين عندهآ وكأن الوقت تمآماً توقف ..
وقفت حركة مضغهآ للي بفمهآ , تعلقت يدهآ المآسكه بـ الشوكه لآمنهآ أدخلتهآ بفمهآ ولآ منهآ أنزلتهآ للصحن ...
تمت تنآظره النظره الفآرغه من أيّ معنـى وآضح ظآهرياً , المختلط , والمتضآرب دآخلياً بثوره وعنفوان .. كومه من المشآعر إجتآحتهآ من مثوله جآنبهآ بهآلسكون على هيئتـه المختلفه تمآماً عن الشيّ إللي عهدتـه !
بنطلونه ريآضي قطنـي رمآدي آللون بـ خطين على الجآنبين مآثلوآ بـ لونهم قميصـه الرسمـي الخفيف أسود اللون !
مشمر عن سآعديه نآفريّ العروق , مثبت شعره بـ تسريحه ظنت إنه آخر شخص ممكن بيوم إنه يسويّهآ ! يظهـر لآمع وكأنه مبلول مثبت بـ الطول بهيئـة الـ - سبآيكي لوك - !
إنتقل بصرهآ الحآد الفآحص لأدق تفآصيله الآسره بـ حِدة ملآمحه المثيره ! وبـ فرط جآذبيّـة الخليط العربي لـ رجل بدوي ...... حضري !
أنزلت قدميها عن الطآوله معتدله بـ جلستهآ مبعده الصحن عن بطنهآ للكنبه من جآنبهآ الأيسر ليجيهآ صوته هآدئ النبره وعيونه ثآبته للشآشـه من قدآمه وكأنه مآيشوفهآ ..
....: يثيرنـي شكل سيقآنك ممدده على الطآوله ..
إتسعت عيونهآ بآلعه ريقهآ بـ توتر مآتدري سببـه , يمكن مفآجئتهآ بـ حضوره الغير متوقع بعدهآ بآصمه أثرهآ بنفسهآ وإدرآكهآ ..
رمشت بـ توآلي مآسحه جآنب عنقهآ الأيسر مدوره عيونهآ بـ تفكير أسفر أخيراً عن سؤآلهآ الأبله: ليـش جيــت ؟!
إرتفعوآ حآجبيه إدعآءاً لإستغرآبه رآد عليهآ بـ سؤآل بدلاً من الإجآبه: ليش مآشتقتيلـي ولآ عجبـك الهجـر ؟!
صدت عنه بوجههآ رآفعه نظرهآ للسقف لآويه فمهآ بـ انزعاج من جفاء الاجابه وجمودها مفضله الصمت ليجيهآ صوته هآدئ , الهدوء المُريب: تعآلـــي ..
بسرعه إلتفتت له رآغبه في فهم قصده إللي إستوعبته تمآماً يوم ربت على وركيـه قآصد إقترآبهآ له وجلوسهآ عليـه !!
تمت على وضعهآ الجآمد ببلآهة عدم الإستيعآب بصرهآ مخفض لـ وركيـه إللي ردّ يربت عليهم بيمنآه الهآدئه: تعآلـي آقربـي ..
شتـــتت أنظآرهآ المُربكه بعيداً عنـه صوب الشآشه بآلعه ريقهآ بـ وضوح متوتر ليوصلهآ صوته عذب النبره الرآئقه وإللي مآزآدتهآ إلآ توجس وإرتيآب ..
....: دآري عنك , تعآلي برآضيـك
أبطأت من إستجآبتهآ لـ طلبـه للحظآت معدوده وقفت من بعدهآ بـ هدوء قآطعه المسآفه القصيره جداً بينهم مآثله أمآمه تتفحصهآ عيونـه جريئـة النظـره وإبتسآمة رضّآ حِسيّه دفنتهآ مآيظهـر لهآ أثر بوجههآ الجآمد ..
هذي إللي أبداً مآتتخلّى عن مظهر أنوثتهآ الصآرخـه حتى بـ الموآقف إللي مآتستدعـي ..
وحيده بجنآحهآ هآجرهآ لمده تقرب الشهرين وبيوم دخوله المفآجئ مآخيبت له ظنـه ... بـ هيئتهآ إللي عهدهآ من أول يوم شآفهآ ..
قميصهآ أسود آللون من الستآن الحريري النآعم يوصل طوله لمنتصف فخذهآ .. قصّـة صدر مثلثـه وآسعـه كشفت عن فتنـة نهديهآ النآفرين ..
برغم خلوّ وجههآ من أيّة مسآحيق تجميليّـه وتخليّها عن عدسآتهآ زرقآء آللون إلآ إنهآ كآنت فآتنـة الملمـح , جذآبـه .... ومُثيـره ...
يظهر شعرهآ الأشقر أكثر توهّج .. الظآهر إنهآ أعآدت صبغـه بسبب توحد اللون كآمل وإختفآء الجذور سودآء آللون ..
إعتدل بـ جلسته مُربت أعلى وركيّه آلحركه إللي إستجآبت لهآ بـ هدوء جآلسـه ..... بلآ صـوت , أو حركـه !
....: الفرسـه الشقـرآ ليش سآكته ؟!
....: وش تبينـي أقول ؟!
....: على بآلي تبين أسوي مو أقول !
إرتفع حآجبهآ الأيسر بـ حنق صآده عنه بوجههآ ليجيهآ صوت ضحكته الآسـره بِـ بهـوت: ههههه يعني مآتبين أرآضيك !
....: إذآ هذي هي الرضوه فـ شُكـراً يآرآئـف ..... مآ أبيهـآ
إمتدت يسرآهآ لشعرهآ مخلل أصآبعه بهدوء بين خصلآتهآ النآعمه إبتدآءاً من الفروه وصولاً للنهآيه بـ آخر الشعره ..: هذآ وأنآ إللي رحمتك وقلت كآفي العقآب بهآلمُـده ثآريك مو هآمّـك
إلتفتت له بكامل ووجهها عآقده حآجبيهآ بـ إستفهآم: عقــآب إيـش ؟!!
....: إللي يغلط وش نسوي معـه ؟! بس لأنك فرسـه بيضـآء , شقرآء .. وحلوهـ .. مآجآني قلب أتمآدى معك وأقسى عليـك ... كآفي الهجـر ولآ إنتي شرآيك !
....: كنت تعآقبنـي !!
....: ................
....: على إيش طيب !! أنآ شللي سويتـه !
تنآول يديهآ بيديه رآفعهم فوق لوحي كتفه قريب من عنقه بعدمآ رمقهآ بنظره مريبه غآمضـه ويديه متسلله زآحفه محآوط خصرهآ الممشوق جآذبهآ بهدوء نحوّه ..
الجذب إللي مآ أسفر عن إقترآبهم بسبب تشنجهآ رفضاً لهآلإقترآب غآرزه أنآمل يديهآ بكتفيه إعترآضاً: مآرح تلمس مني شعره يآرآئف قبل أعرف وش قصدك
بسرعه أبعد يديه عن جسدهآ بآسط رآحتيه قدآمهآ بحركة الإستسلآم مُعقب: إللي تبينـه , قصدي كآن أكسر هآلعقآب
....: عقآب إيش بـ الظبط ؟!!
....: مآعرفت دآرين إلآ ذكيّه وتفهم الطآير
بسرعة بديهيّه جآوبتهآ بـ ذكآء كآن إثبآت لشخصيتهآ القويّه الحآضره بـ أي وقت وتحت أيّ ظرف: شهريـن هجـر كفيله تنسينـي حتى نفسي شلون تبي أتذكر سوآتي ؟!
....: يقدر الهجر فعلاً ينسيّك أي شيّ إلآ سبب الهجـر نفسـه , هآلشيّ مستحيل ينتسى
أطبقت فمهآ بآلقوّه مآلقت الجوآب , وإن كآنت بتتلآعن وتتلآعب بـ الكلآم فـ الأكيد إنه مو مع رآئـف نفسـه !
....: إللي سويتيه مع حوريّـآ والبلآ إللي تبليتيه عليهآ .. يستآهل العقآب ولآ لآ ؟!
ضيقت عيونهآ أقصآهم بـ إستنكآر غير مُصدِّقه ليكمل وهو يتحسس وجنتهآ اليسرى النآعمه بـ ظآهر أصآبع يمنآه: كآن قصدك تبعديني عنهآ فـ تخيلت إن أحسن عقآب لك هو إني أبتعد أنآ عنك ..
أرجعت رآسهآ مبتعده عنه وعن لمسآت أصآبعه الرقيقه لوجنتهآ ونظرة إستنكآر شديده بعيونهآ الوسيعه الجآحظه: إيـــش ؟!!
....: اهـآآ
....: رآئف إنت جيتني بعد موضوع حور أكثر من مرّه أولهآ يوم علمتك إني حآمل ..
....: جيتك ثلآث مرّآت .. تدرين وش إللي سوينّآه بـ الثلآث مرّآت ؟! على بآلك مآحسيت بـ ضيقك إللي حآولتي تخفينه من رغبتـي بـــــــــس إني أمآرس معك هآلشيّ لآ أكثر ولآ أقلّ ؟! وهذآ على فكره كآن جزء من العقآب .. ليش يعني أعآقبك وأعآقب نفسي معك ؟ ليش مآ أعآقبك وأتمتع أنآ ؟ فهمتــي ؟!
دآرين: ...............
ثبتت عيونه النآعسه بوسط صدرهآ المكشوف سآئل بـ همس خآفت شبه مسموع: بتعيدينهـــآ ؟!
تحآشت النظر بوجهه هروباً من نظرآته الجريئه المفترسـه لمفآتنهآ العآريّه مجآوبته بـ تبرير كآذب قآصده إمآلة الطآوله لجهتهآ: حوريه ضُرتـي , وإنت تحبهـآ وتفضلهآ عنـي .. وش تبيه ردّ فعلـي !!
....: مفهوم , دآري عن كيد الضرآير , بس هذآ بينكم .. أمشي السبآب والطقآق وشد الشعـور والصوت العآلي وقلة الحيآ , أمآ إن الموضوع يوصل لعرضـي ! تطعنون بـ شرف بعض الشرف إللي يمسنـي ؟! لآآ ... هنآ كلآم ثآنـي
....: أغآر عليك يآرآئــف وإنت مآتحـسّ , حوريه وش فرقت عنـي ! وشهو إللي عندهآ ومآعندي يخليك تفضلهآ عليّ !
....: حوريّآ أنآ كسرت يدهآ وعجزّت حركتهآ , وإن صآر هآلشيّ منك إنتي كسرت رآسك .. ثنينكم عندي وآحد , ومو إنتي وحدك إللي تغآرين .. هي بعد تغآر وأكثر منك ومآعندهآ سيطره على غيرتهآ هذي لأنهآ مُرآهقه ومع هذآ مآسوّت إللي سويتيه إنتي .. إنتي يآلكبيره .. يآلعآقلــه يطلع منك هآلفعآيل !
....: ليش وهي أصلاً تقدر تسوّي شيّ ؟! مآتقدر .. ليش ؟! لأني نظيفـه .. ذهب يلمـع مآبـه وصـخ , الدور والبآقي عليهآ .. حتى وإن كآنت علآقتهآ هذي قديمه قبل زوآجك ليش لوقتهآ كآنت مخليه الرسآيل عندهآ ومآشآلله كلهآ حُبّ وغرآميّآت .. حتى إنهآ مآسوت لك إعتبآر ولآ إحترآم .. مآطرآلهآ يعني إنك ممكن تمسك جوآلهآ بيوم وتفتش فيـه !
....: وليش أفتش فيـه ؟!
وترهآ سؤآله البآهت .. برغم محآولتهآ المستميته الوآضحه لإثآرة حموّه بآللعب على الوتر الحسّآس لأي رجل وقلب الطآوله تمآماً على ذيك المسمآه حوريّه بـ التنقيص فيه وتقليل إحترآمه إلآ إنه جآمد الملمح , سآكن الحركـه , ثآبت النظره , منضبط النفس بآرد النبره !
جآوبت بـ إرتبآك: يعــ .. يعنـي هذآ المفروض .. من حلآة مآضيهآ يعنـي مخليته ذكـرى !
....: يعنني مدري عن حوريّآ وعلآقتهآ مع ولد عمّهآ ! دآري .. وشفت هآلشيّ بعيونـي .. ولو إني شفت الرسآيل إللي شفتهآ بدون أي تدخل منك مآهتميـت , لأنهآ إنتهت من يوم عقدت عليهآ .. مشكلتي كآنت بـ الرسآيل الجديده إللي إنتي أرسلتيهآ له على أسآس إنك إنتي حوريّآ اللي تكلمينه .. مو هذآ إللي صـآر ؟!!
تحآشت الجوآب صآده عنه بوجههآ خآفضه بصرهآ للأرض ليرد هو جآبر وجههآ على الإلتفآت له خآفض يده من صدغهآ الأيسر نزولاً لجآنب عنقهآ: مو كآفي الحين كلآم عن حوريّـآ ؟!
سألت بـ حرج شـديد , مدعيّه الندم وبـ إحترآف: سآمحتنـــي ؟!
أخفض بصره لوركيهآ محرك بـ أنآمل يمنآه القميص كآشف عن بيآض بشرتهآ ونعومتهآ بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره: رفعت عنك الهجـر ....... والبآقي عليـك
تهلل وجههآ بـ سعآده وإبتهآج حآنيه جسدهآ للخلف سآحبه صحن الفوآكه المقطعه بآلقرب منهآ رآفعه بيمنآهآ قطعة – خوخ - مدخلتهآ بـ فمه مدآعبه بيسرآهآ شعره الكثيف الفآحم من مؤخرة رآسه خلف عنقه رآفعه القطعه الثآنيه من الكيوي ليوقفهآ هو طآلبهآ وعيونه النآعسه مسدولة الجفن من آخرهآ بعيونهآ اللآمعه سعآده وانتشآء: فرآولــــه ... أبـي فرآولــه
أعقدت حآجبيهآ بِـ خِفّـه مبتسمه بـ إستغرآب لطلبه – الفرآوله - خصوصاً إلآ إنهآ لبتّـه رآفعه نصف فرآوله من الحجم الكبير مُدخِله نصفهآ فقط لفمـه قآضمه على النصف الثآني خآرج فمه بـ فمهـآ !
آللحظـه إللي إنتفض فيهآ صدره بـ ضحكه قصيره عفويّه .. هآلأنثـى لعُـوب مآكـره , مُثيـره وشـرّهآ أكثـر إثآره !
أنهت قبلتهم العميقه المُطعمّه بنكهـة الفرآوله مبتعده عنه رآمقته بـ نظرآت لعوبـه قآصده إغرآءهـ ..
القصد إللي تأكد بـ إنزآلهآ لـ حمآلة قميصهآ الرفيعه عن كتفهآ الأيسر كآشفه عن الشيئ الصغير , أسود آللون البآرز وبوضوح أقصى اليسآر من صدرهآ بـ اعلى إنتفآخ نهدهآ ..
الشآمـه المُثيره لإنجذآبه نحوهآ وبقوّه ..
تعلقت عيونه نآعِسة النظره المأسوره بـ - شآمته المفضله – علآ وجهه إبتسآمه مُرهقـه ..
الشآمه اللي بمجرد تقبيلـه لهآ تُعتبر إفتتآحيّـة ليلتهـم آلمُثيـره .....!
/
/
الوآحِده ظُهراً ..
تنآول كوب مشروبه الورقـي من يدّ العآمل بـ إبتسآمه هآدئه من أطبآعه المتأصله ليفآجئ بـ اصطدم كتفه الأيمن من الخلف بصدر ذآك إللي ورآه متوسط القآمه يقصره طولاً وآقف خلفه مبتسم في حين تجهمت ملآمحه هو بـ إستيآء بعدمآ إنتثرت بعض قطرآت مشروبه الساخن على المئزر الأبيض لذآك المبتسم ...
....: عآصم آلله يهـدآك
بسط يديه بوجهه قآصد تهدئته بـ إبتسآمه: ههههه خير خير , حصل خير
عُمر: يآخي وش ذآ ! وإن إنكب الشآهي بوجههك يعني وهو ساخن ؟
....: حصر خيـر بس صدقني من شفتك مدري شفيني تلعوزت أبي أعلمك بآللي صآر
أعقد حآجبيه بِخفه لـ ثوآني أعقبهآ بـ حركة شفتيه المقوسه مُردف: خير إن شآلله
رآفقه عآصم بـ خطوآته البطيئه المتأنيه صوب طآوله من الطآولآت البلآستيكيّه البيضآء دورآنيّة الشكل: كل خير إن شآلله
رفع حآجبه الأيمن وإبتسآمه مآكره على طرف فمه وهو يمرغ كيس الشآي بـ الكوب ممسك بـ الفتله من طرفه , يظهر من تعبيرآته إنه إستشعر مقدماً هآلموضوع: حآس إني بسمع شيّ حلـو ..
أخفض رآسه في حرج حآك طرف خشمه بـ إبتسآمه خجله: هههه يعنـي
....: هـآ .. أسمعك
تشجّع عآصم لإلقآء الخبر من مرونـة عُمر بـ التعآمل مع الموقف وقدرته على الإحتوآء وبثّ الرآحـه بآلنفس ................ كـ عآدتـه
....: أمسّ أنآ وأبوي وطينآ دآر آلشيخ علـي طآلبين بنتـه صيتـه
توسعت عيونه بسعآده حسيّه هآز رآسه إيجآباً حآثه يكمل .. ليكمل هو وإبتسآمه عريضه بمحيّآه رآفقت لمعة عيونه: المقآبله كآنت مُريحـه , والشيخ علي مآشآلله عليـه , أتمنى فعلاً يقبلون ... نسب مثلهم يشرف أي أحد
ربت عُمر على ركبته قآصد طمأنته: وإنت بعد يآعآصم مآشآلله عليك رجّآل كفـو .. صدقني مآ أتمنى لصيته غيرك وإنت بآلمثل .. الطيبون للطيبآت وإن شآلله إنه خيـر
فرك يديه بـ توتر وقد أظلمت ملآمحه بـ إرتيآب: فيني خوف يآدكتر مدري شسببه !
....: بـ خصوص ؟!
....: الشيخ علي قآل يبي يومين هم يرد علينآ , شمعنآته !
إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه وإبتسآمه تعبيريّه بملآمحه المتفآجئه: الحين ذآ إهو إللي موترك ؟! بس يوميـن !! شتسوي عآد مع النآس إللي يبون إسبوع وإسبوعين وفيه عوآئل مآترد إلآ بعد شهـر
بقق عيونه بصدمه إستنكآريه أفصح عنهآ بدهشه رآفضه: إيـــش !
أنزل الكوب من شفتيه بعدمآ إرتشف منه مأكد كلآمه: مثل مآ أقول لك , صآرت مع وآحد أعرفه , قعد شهـر وبـ الأخير وش كآن الرد !
عآصم: لآتقول إنهم رفضـوآ
....: هههههه بلى , ذآ إللي صآر
....: أوففف
عُمر: فـ إنت إحمد ربك على هآليومين , وذآ حق لهم يمديهم يفكرون يتشآورون ويسألون عنك بعـد تدري هآلسوآلف , بس تطمن أنآ مُتفآءل
....: وين الجديد يآعُمـر , إنت دآيم مُتفآءل
إرتفعت أنظآر ثنينـهم لذآك إللي تدخل بـ الكلآم سآحب له كرسي مجآور لـ عُمر وإبتسآمه وآسعه مآزآدته إلآ وسآمـه وجآذبيّه سآحقـه أدت لـ تعلق جميع الأبصآر على هيئتـه وتتبـع أدقّ تفآصيله وتحركآته إللي إنتهت بـ جلوسه سآئلهم بـ نظرآته المستفسره عن طبيعة إندهآشهم لوجوده: خيـــر ؟!!
أطبق عُمر فمه المنفرج شآد شفتيه بـ إبتسآمه كذوبه متوتره , بـ الرغم من التخطي الظآهري لعلآقة عُديّ وصيته وإنصرآف كلاً منهم في درب حيآته المختلفه تمآماً إلآ إنه يدري عن خويّه عدل .. ودآري عن عدم تخطيّه وتقبلّه للوآقع إللي إنفرض عليه جبراً بـ حيآه جديده مختلفه كلياً عن ذيك الحيآه إللي كآن يطمـح لهآ ويسعى إليهآ ...
نقل نظره بلمحه خآطفه مآبين عآصم المحُرِج المتوتر وعُدي المُتعجب المستفهـم ليقرر أخيراً إجآبته: كلّ خيـر .. هذي بشآره من عآصم وأنآ مُتفآءل له
إنعقدوآ حآجبيه بـ خفه متبوعه بـ إبتسآمه قصيره بلهآء سآئل المعني عآصم: بشرنآ أجـلّ
بلحظه إختفى آللون من وجهه وبهـت , هربت من تفآصيله الملآمح وسكنت التعبيرآت ..
إبتلع ريقه خآفض رآسه لموقع كوب الشآهي لـ عُمر إللي أمآء له برآسه حآثه يعلمّه ..
....: تقدمت أمس لخطبـة بنيّـه
إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه بـ تفآجئ مصحوب بـ إبتسآمه حسيّه إنتقل نظره من بعدهآ لـ عُمر: ههههه مآشآلله , وليش متوتر كذآ أجل !
ردّ وإبتلع ريقه قبل يبآدله الإبتسآمه بـ توتر ملحوظ شآركه فيه عُمـر ..
الشيّ إللي أبداً مآغآب عنه ليسألهم ثنينهم: حآس إن فيه شيّ ثآني .. خيـر علآمكم ؟!
بسرعه بديهيه تدآرك عُمر الموقف مدير دفّة الحوآر للمزح: ههههه صدقني أنآ بعد بـ الأول كنت مستغرب مثلك .. عآصم مآكمّل بآقي كلآمه ولآ قآل لك منهـي البنيّه
أعقد حآجبيه ببلآهه سآئله بـ بهوت مستنكر: ليش وحنّآ نعرفهآ !
عُمر: عِـزّ المعرفــه – نآظر عآصم ثم حثه بـ إشآرة رآسه الموجهه صوب عُدي مُردف – علمـه منهـي سعيدة الحـظ
ردّ شآد فمه بـ إبتسآمه مفتعله جبراً مكور قبضتيه المخفيّه عن أنظآرهم تحت الطآوله لثوآني سريعه قبل يجآوبه بـ هدوء: صيتـــه
عُدي: ...............
إبتلع ريقه وعيونه مصوبه تمآماً لذآك المآثل قدآمه وإبتسآمه بلهآء بوجهه عيّت تفآرقه وكأنه للحين مآستوعب الإسم أو المعنيّه بشخصهآ صآحبة الإسم ... أردف بـ إيضآح: صيتـه بنت الشيـخ علـي
عُدي: ...............
عآصم: صيته دكتر عُدي ... مآعرفتهآ ؟! كآنت متدربـه هنآ بـ المستشفـى
أطبق عُمر شفتيه لحد مآختفوآ ووخزه بقلبـه أحسّهآ وهو غير معنـي إطلآقاً بـ الموضوع .. إلآ إن نظرآت خويّه الرآفضه للتصديق والإستيعآب كآنت كفيلـه تحسسه بـ الجرح بدلاً عنه ...
شدد قبضته اليمنى على بنطلونه القمآشي يتوسلّه سراً " يلآ يآعُـديّ , تكلّـم .... اثبت ليّ وأكد إنك صدق خويي الرجّآل إللي عرفتـه ....... تكلّـــم "
وكأن عُدي قد إستمع لـ عُمر ولتوسلآته القلبيه الصمّآء ..
إتسع فمه بـ إبتسآمه ظهرت وكأنهآ حقيقيـه , بـ حِرفيّـه !
أعقب وقد لمعت عيونـه يظهر للجآهل إنهآ سعآده وإبتهآج , ظهرت لـ عُمـر إنهآ لمعـة حُـزن وإبتئـآس !
....: مآشآلله , صيـته !!! خوش بنيّـه , آلله يوفقكـم
تهلل وجه عآصم بـ رآحـه وكأن عُدي بهآلجُمله قد أبقى على أي ظنّ أو إحتمآل وإن كآن ضعيف لـ وجود رآبط أو علآقه وإن كآنت قديمه مآبين صيتـه ...... وبينـه !
قدر فعلاً يدعـي عكس إحسآسه وبـ إحترآفيـه ... الإدعآء إللي مآ أصآب عُمـر إلآ بـ الوجــع !
أردف بـ جملته الأخير المصحوبه بـ إبتسآمه كآذبة الشعور والإحسآس وكذلك الدعآء وصدق التمنـي: آلله يتمم لكم بـ الخيـــر ................
/
/
فتحت شقي دولآبهآ تنآظر بـ الشيّ الوحيد المعلق بـ الشمآعه ..
لأول مره تتامله بدون مآتحسّ بـ الحموّ التصآعدي على إثره ينسآل خشمهآ , تدمع عيونهآ ثم تنهـآل !
إمتدت يمنآهآ بـ تبآطئ مُتردد مُتحسِسّه الكمّ القطنـي نآعم الملمس ..
على وضعه وبمكآنه لمآ قآرب على تمآم العآم كآمـل ..
ولأول مره ثآنيه مآتحسّ بـ إنجذآب يجبرهآ تقترب منه قآصده إحتضآنه .. قآصده تمريغ أنفهآ بين ثنآيآه علّهآ تستنشق من عبقـه - عديم الرآئحـه - الشيّ القليل !
بقوّه أقفلت شقي دولآبهآ ضآمه روبهآ القطنـي على جسدهآ بخطوآت متسآرعه متمخطره .... ومنتشيّـه .. طلعت من غرفتهآ فآتحه بآب غرفة أختهآ بدون الإستمآع للإذن أو حتى الطرق للإستئذآن ! ولأول مرّه !
أشيآء كثيره بظرف يوم وليلـه فرضت عليهآ الممآرسّه بلآ وعي منهآ أو إدرآك !
إختفت إبتسآمتهآ من نقزت الثآنيه عن سريرهآ بـ إنتفآضه قويّه قآطه ذآك الشيّ الصغير أبيض اللون من يدهآ !
نظرآت جزعـه إمتلت بـ رعب وذعر غير مُبرر قآبلتهآ هي بنظرآت إستغرآب مستفهمه: بسم آلله عليك , شفيك ؟
إبتلعت ريقهآ فآركه منتصف جبينهآ بـ توتر قبل تسألهآ بـ صيآح غآضب بعدمآ تدآركت نفسهآ وفعلهآ ..... والموقف: خير إن شآلله !! مآفي إستئذآن ! وجـــع , خرشتينـي
إنشدوآ كتفيهآ بـ إرتعآب من صيحة أختهآ المفآجئه عليهآ موسعه عيونهآ بـ إستغرآب: شفيـك إنتي !!!
....: إذلفـي برآ أشوف
قلبت عيونهآ بـ إشمئزآز مُردفه بـ همس خآفت: آلحمممـدلله والشكــر
وقفت على ركبتيهآ سآحبه جوآلهآ إللي طآر من يدهآ وكأنه سلآح الجريمه وبفعلتهآ تبعد عنهآ الجرم ........... المشهـود !
قفلت الجوآل تآركته على الكومدينه جمبهآ مكتفه يديهآ بـ إبتسآمه صفرآء مآسرع مآختفت سآئلتهآ بنفآذ صبر: خير !! هآآه !! شبغيتـي !!
إرتفعت شفتهآ العلويّه بتقزز موليتهآ ظهرهآ جآلسه على كرسي التسريحه سآحبه على حآجبهآ الأيمن تعدل شعرآته غير الرتيبه بطرف وسطآهآ اليمنى بعدمآ بللته بلسآنهآ: مآلت عليك يآريتآج , قومي زينـي وجهـي أشوف
....: مآشآلله طلع للقطو لسآن
....: لآيكثـر , يلآ قومي
إرتفع حآجبهآ الأيسر بـ حده: وتعرفين تتأمرين بعـد !
إلتفتت لهآ مطبقه فمهآ بغيظ: شفيك إنتي ! وشهي مشكلتك ! إنتي فآضيه وأنآ حدي مستآنسه وأبي أتزين
ريتآج: وأحد يتزين بهآلوقت وبدون دآعي !! آقوول يلآ مِنّـآك
....: شفيهآ ! إنتي دوم تتزينين بدون دآعي
لوت فمهآ بـ إمتعآض معقبه بـ تحسف: هذي أنآ .. أمآ إنتي غريبه .... وين بتطلعين إن شآلله ؟!
أعرضت عنهآ مرجعه رآسهآ لـلورآء مغمضه عيونهآ بـ انتشآء فآرده ذرآعيهآ برآحه مجآوبتهآ بـ نعومه: بطلـــع لـ عشّ الزوجيّــه
طيرت عيونهآ فآتحه فمهآ كنآية عن إشمئزآزهآ وإستثآرتهآ القيئ: آلحمدلله آلذي عآفآنآ ....... آقوووول طسي برآ يلآ مآلي خلقك
ضمت يديهآ مآبين فخذيهآ تنآظرهآ بـ إستعطآف وتوسل: حرآم عليك يآريتآ تكسرين بخآطري وأنآ مستآنسه
رفعت سبآبتهآ اليمنى بـ تحذير: لآتقولين ذآ الإسم المخيس , إسمي ريتآج مآهوب زفت ريتـآ
أعقدت حآجبيهآ مستنكره لحدة اللهجه إللي تكلمهآ فيهآ واستثآرتهآ البآلغه من مجرد إسم مختصر !
....: وشبـه ريتـآ ؟!
ضربت بيديهآ أعلى وركيهآ مصدره طرقعه مسموعه: يآمثبت العقل والدين يآرب .... إنتي مآتفهمين ! قلت مآبي أسمع ذآ الإسم
إرتفعوآ حآجبيهآ لآويه فمهآ المطبق يسره للحظآت ومآسرع مآتبدلت ملآمحهآ الإستفهآميه بتجآهل معرضه عنهآ تنآظر إنعكآس شكلهآ بـ المرآيه: إيه مآعليه , يلآ قومي زيني وجهـي .. أبي أحط مكيآج ثقيييييييل , أبي شكلي يتغير تمآماً , يلآ ريتآج تكفين ترآ أول مره أطلبط بدون لآ تتلقفين إنتي
ضيقت عيونهآ مستفهمه بـ تشكك: صيته إنتي من جدك مستآنسه ؟!
جآوبتهآ وهي تفرك وجنتيهآ بآلمرطب: إيه مستآنسه ليش مآ أستآنس يعنـي ؟
لوت فمهآ المطبق يمنه بتفكير خآفضه بصرهآ للأرض: يعني كيف كذآ تستآنسين من خبر زوآجك بوآحد مآتعرفينه ولآ إنتي أهم شيّ عندك الزوآج وخلآص !!! مدري صرآحه وش تحسين فيه
....: ومن قآل إني مآ أعرفه ؟ أصلاً مآستآنست إلآ لأني أعرفه .. – إلتفتت لهآ مُردفه بـ إبتسآمه – مآني مصدقه وآلله ! عآآصــــــــم !!
تحسست وجنتيهآ إللي أحست بـ إنبعآث الحرآره منهم: شلون يعني للحين مآنيب مستوعبه ! ذآ كآن بصوووب وأنآ بـ صوبن ثآنـي , وش إللي طرآله الحين يبي يرتبط فينـي
ضيقت عيونهآ بـ مكر سآئلتهآ بـ إرتيآب: صيتووووه
إنفغر فمهآ ببلآهه موسعه عيونهآ وقد إمتلآ وجههآ إستفهآم وعجب !
الإستفهآم إللي أوضحت ريتآج قصدهآ منه بـ لعآنه: إنتي في شيّ بينك وبين عصــآم ذآ مدري عآصم !
انعفس وجههآ بـ إستنكآر هآمسه بـ دهشه: وشــــوووو !!!
قوست فمهآ بلآمبآلآه ممدده على جآنبهآ الأيسر مسنده رآسهآ بوسط رآحتهآ اليسرى: إللي سمعتيه .. فيه وحده يكون طآير عقلهآ هآلقد بس من خآطب مآتدري منهو
قطت إسفنجة توزيع البآودر من يدهآ بقهر قبل تجآوبهآ بـ إندفآع: ريحي نفسك ونظفي مخك , مآفي بيني وبينه شيّ , ومستآنسه لأني أبدّ مآكنت متوقعه هآلشيّ يصير لي .. رفض ورآ رفض مدري وشهو العيب إللي فيني لذي الدرجه
إستقعدت من فورهآ عآقده حآجبيهآ بـ إستغرآب من إندفآع صيته وحموّهآ بـ التبرير .. زآد إستغرآبهآ من لمعة دموعهآ الحزينه المعلقه بمحجريهآ .. تقآوم مآتنهآر وتبكـي !
....: صيته شفيك ! وأي رفض تقصدين ! مغير ذآك رجل الكهف وأشوى إنه رفض مدري وينه عقلك أصلاً يوم إنك وآفقتي .. عآدي مغير تجربة رفض وحده وكلنآ معرضين يصير لنآ هآلشيّ
كورت قبضتيهآ بمقآومه تكبح جموح إنهيآرهآ .. آخر همهآ ذآك المسمى رجل الكهـف ..
صآحب أكبر ضربـه بحيآتهآ كآن ذآك الطبيب شديد الوسآمه مُفرط الجآذبيـه .. مآكآنت غلطته أبدّ ..
الغلطه كآنت منهآ بتمآديهآ فـ أحلآم يقظتهآ إللي صحت منهآ على إرتطآم قوي وعنيف أردآهآ من سآبع سمآ لـ سآبع الأرض .. سحقهآ لحد مآتسآوت بـ الترآب !
رفعت ذقنهآ بتكآبر مُدعيّه القوّه: قصدي إن عآصم طآلبني لأنه رآضي فينـي .. عآرف وشهو شكلـي , وشهي أطبآعي وشخصيتي .. وذآ أزين شيّ يكون الشخص مآخذك وهو دآري عنك فآنت منتب بحآجه تتصنع لترضيـه
رفعت حآجبهآ الأيسر ولسآنه يتحرك بفمهآ , شيّ بكلآم صيته غير مقنـع !
....: مو بآلضروره ترضين فيه يآصيته لمجرد إنه رآضي فيك !
....: إنتي شقصدك ؟!!
قوست فمهآ ببديهيه مجآوبتهآ: يعنــي .. هو مآسوّآ فيك معروف وإنتي بموآفقتك عليه تشكرينه ..
وقفت بـ عصبيه ضآربه رجلهآ بـ الأرض: أنآ موآفقـه عليه لأني أبيـه , ولأنــــه عآجبني وأنآ ................ – شهقت نفس عميق مخنوق ومكبوت , أردفته بـ وهن نبرتهآ المرتجفه – وأنـآ ....... أنآ رآضيــه فيـه
....: وليش لهآلدرجه ضعيفه ومهزوزه ؟ صيتـه ملآحظه شكلك ! إنتي قآعده تبكيـن !!!!
/
/
/
مددت أطرآفهآ بتكآسل مُتثآئبه ليوصلهآ صوت إللي جآورتهآ بـ الجلسه تفصفص فزدقهآ قبآل مسلسلهآ الهِندي ..
....: تونآ العصـر تبين النـوم
....: مدري شفيني صآيره كسوله , مآفيه شيّ ينشطنـي
....: بس خلي عُديّ يرد هآلشغآلآت وإنتي بتلقين إمية شغله تشغلك
بققت عيونهآ شآهقه بـ إستهبآل رآفضه: لآآآآآآ لآآآ , بسكت بسكت – لجمت فمهآ بـ كلآ رآحتيهآ لتضحك الثآنيه عليهآ هآزه رآسهآ نفياً بِـ قلة حيله من تصرفآت هآلطفله وردود أفعآلهآ العفويّه البريئه الضآحكه - !
....: هآ متى بتروحين لبنت خآلتك ؟!
كشرت مبوزه بـ إستيآء خآفضه بصرهآ بـ تفكير محتآره: مدري يمّه , من أول قآعده أدق عليه ومآيرد ...
....: شدي حيلك شويّ عآد أبيك تحملين مثل بنت خآلتك , نبي بزر صغيـر
صفقت بيدينهآ موسعه عيونهآ لآخرهم مبتسمه: يآربي , حوريّه حآمل , مآني مصدّقه متى أشوف بطنهآ منتفخ ههههه عجزت أتخيل
تحسست وركهآ بـ حُبّ مُعقبه دعوتهآ بـ حنآن دآفئ صآدق , مُتلهف , مُتأمل .. رآجـي .... وبآلقوّه: آلله يرزقك يآنسمـه يآبنت هيّآ السوآط , جعلك تحققين مُنآك ومُنآي
شدت فمهآ المُطبق بـ إبتسآمة إمتنآن , مآقدرت تعقب من بعدهآ .. لتردف هي: خلآص قومي تجهزي روحي لهآ وأنآ بعلمـه .. وهو أكيد بيشوف إتصآلآتك عليه
لوت فمهآ بـ ضيق تنآظر الأرض بـ حِيره , بصوت خفيض هآمس وكأنهآ تكلّم نفسهآ: لآزم آخذ منه الإذن ولآ بيقتلنـي , مآنيب نآقصه هوآش معه
....: ههههه وإحنآ كل يوم كذآ لآزم نسمع أصوآت هوآشكم !
....: وآلله يمّه هذآ من عُديّ بسم آلله مدري شفيـه يخآنق ذبآب وجهه ههههه أقولك سرّ .. مدري بس أحسّه يطلع حلو وهو معصـب , يعجبني شكله هههههه
ضربتهآ أعلى وركهآ الأيسر ضآحكه: ههههه أجل شكلك إنتي إللي تحرينّـه
هزت رآسهآ بسرعه نآفيه: لآآآآآ , وقسسـم .. بس هو إللي عصبي عليّ مع إني أشوفه معك دآيم رآيـق ومبتسم , إشمعنـى ؟!!!
ملست شعرهآ قآصده إرضآءهآ , تدري عن جروحهآ بسبب معآملة ولدهآ القآسيه لهآ .. تتم هآلبنت بقلب طفـل , تحآول جهدهآ لإرضآءه .. السبّـه كلهآ بـ ولدهآ إللي مآيعجبـه العجـب ! كمّل وغطآ إن كآن هآلعجب من هآللي أبدّ مآهيب عآجبتـه !!
....: معليش نسوم تحمليّه شويّ , دآيم فترة أول الزوآج بين أي إثنين فيهآ مشآكل وعلى أتفه الأسبآب مهمآ كآنوآ متفآهمين والسبب إنهم توهم مآتأقلموآ على النمط الحيآتي الجديد لهم , تلقين كل وآحد متمسك بـ عآدآته وسلوكيآته مثل مآكآن قبل الزوآج نآسي إنه الحين صآر له شريك يشآركه هآلحيآه وهو بعد له أنمآط وسلوكيآت مختلفه فـ شلون يتشآركون حيآه وحده وهم مختلفين .. هذآ هو سبب المشآكل إن كل وآحد يحآول يفرض أطبآعه هو لأجل يطبّع الثآني بـ طبعه .. الثآني بعد مو بسهوله يتقبل هآلشيّ , لأنه طول عمره هذي هي ممآرسآته فـ مو بظرف يوم وليله كل شيّ بلمح البصر كذآ يتغير ومن هنآ تجي المشآكل بـ أول أيآم أو شهـور أو حتى سنوآت لين تهدآ الأوضآع وأخيراً تلقين وآحد فعلاً قدر الثآني إنه ينمطـه ويصر مثلـه يتشآركون نفس الأشيآء بنفس الطبآع والعآدآت ...
....: بس عُديّ يمّه يبيني أغير كل شيّ فيني بيوم وآحد , يعطي أوآمره طق طق طق طق طق ورآ بعض ولآزم أنفذ ... أنآ مآعندي مآنع أكون مثل مآهو يبي بس محتآجه وقت , إذآ نفذت شيّ تلقيني أنسى الثآني , عُدي مثلاً يغفر لي هآلشيّ ؟! أو إنه ينآظر للشيّ إللي أنآ نفذته ؟! لآآآ .. تلقينه مآيلتفت للي سويته ويهآوش على إللي مآسويته ... مره قآسي عليّآ
....: معليش حبيبـ ............ – إنتفض جسدهآ بآتره كلمتهآ قبل تمآمهآ موسعه عيونهآ بـ إرتعآب من صفقة البآب القويّه تلتهآ دخوله العآصف غضـب مآيشوف قدآمه إلآ السلّم المؤدي للطآبق الثآني سآفههم حتى بـ مجرد السلآم ! –
تعلقت عيونهم الموسعه بـ تفآجئ متشآبكة نظرآتهم متسآوية المعنى بـ العجب والإستغرآب لتقطع آللحظـه الصآمته بـ همسهآ الخفيض: شفيـه يمّـه !!! مآهوب وقت نهآية دوآمه !!
قوست فمهآ مآتدري معقبه بـ حثّ طآلبتهآ: قومي يمّه نسمه إطلعي له شوفي علآمـه ...
....: طيب تعآلي معـي
هزت رآسهآ نفياً بـ فمّ مطبق مُردفه بـ هدوء: لآء , إتعلمي إنتي شلون تحتوين زوجك وتتفآهمين معـه ... إطلعي بروحك
لوت فمهآ بتفكير , فآيتهآ من سلوكيآت التعآمل الشيّ الكثيـر .. شلون أمهآ مآعلمتهآ كل هآلوآجبآت , قعدتهآ بهآلبيت كآنت بمثآبة شهور تربويّـه لتقويم سلوكيآتهآ وتحسين تصرفآتهآ !
رفعت طرحتهآ الشيفون فوق رآسهآ رآميه طرفهآ الأيمن على كتفهآ الأيسر مبتعده عنهآ صوب الدرج إللي بمجرد وصولهآ له تعآلى صوت التلفزيون بـ دبلجـه شآميّـه للمسلسـل الهنـدي !
بـ الطآبق الثآني ..
فتحت بآب غرفتهآ بـ يدّ متردده بآلعه ريقهآ بـ توتر مآتدري سببـه سآئلته بـ إسمه قآصده لفت إنتبآهه لوجودهآ: عُـــــديّ !!!
وصلتهآ نظره حـآده , غآضبـه , ثآئره ومستشيطـه ..
إنشدوآ كتفيهآ للخلف مصلبه ظهرهآ بـ إستقآمه متسمره مكآنهآ بلآ فعـل أو كلمـه !
برغم خوفهآ من حآلته الغآضبه الوآضحه الآ إن شيئ من الطمأنينه بقلبهآ كآن هو سبب تجرأهآ تسأله سؤآلهآ إللي تدري إنهآ على التأكيد مو السبب فيـه , آخر مره إجتمعوآ كآنت صبآحيّة اليوم قبل إنصرآفه لـ دوآمه .. كآن هآدئ الطبـع , مُستقِرّ النفسيّـه .. وكأنه عقد بـ قلبـه هُدنـة السلآم معهآ بآلفتره الحآليه إللي أعقبت وفآة أخوهآ وإللي كآنت السبب في شعورهآ بـ تقرب عُديّ منهآ مو بآلدرجـه إللي تتمآنهآ وترتجيهآ إلآ إنهآ تتم أفضل بمرآحـل كثيره من السآبـق !
....: شفيــك ؟!!
....: .............
مسحت جبينهآ الجآف مقتربه تجآهه إجبآراً لـ خطوآتهآ الثقيله الرآفضه إقترآبهآ منه وخصوصاً وهو على هيئته الغآضبه بـ كتمآن , سآكِنه بـ إرتيآب !
الشيّ إللي بآقي مآتعلمته عنه هو – وجوب – تركه على وضعه لحين هدوء أفكآره وإنضبآط أنفآسه ..
الشيّ إللي على الأغلب إنه مآيصير إلآ بـ إستحمآمه !
جلست جمبه على طرف السرير تنآظر الجآنب الأيسر من كآمله .. مقآبل بـ جلسته للدولآب إللي ثبتت أنظآره الحآده والمستشآطه غيظاً وقهراً على البآب النصفي له , مفرق مآبين سآقيه , كوعيه فوق ركبتيه , شآبك أصآبع يديـه !
....: صآر شيّ بـ المستشفى ؟!
....: ..............
....: عُــديّ !
....: ..............
دورت عيونهآ بـ تفكير خآنهآ مآتعرف شلون تتصرف ! هو فعلاً يدري عن وجودهآ معهآ وجلوسهآ بـ قربّـه , وهآلتجآهل مآهوب إلآ سفـه مُتعمـد أو إن الحدث إللي صآر أهم وأكبر فعلاً من إنه يصرف الجزء اليسير من تركيزه لسمآع أسئلتهآ وإللي تقولـه !
....: دقيت عليك كثير ليش مآرديت !
....: ..............
....: كنت أبي آخذ إذنك أروح لـ خآلتي , هي تعبآنه شويّ
....: ..............
....: تعرف إيش كمآن !!! حوريّـه طلعـت حآمـــل , مره إستآنست عشآنهآ وأبي أشوفهآ يآعُدي ............... إنت إيش إللي مضآيقك ؟!
....: ..............
....: ليش سآفهنـي !
....: ..............
تجرأت يدهآ المتمرده ممتده لذرآعه الأيسر معفطه قميصه الأبيض المشدود على ذرآعه العضلي: عُــديّ !
....: إطلعي برآ الحين يآنسمه
....: وليش أطلـع ؟
....: لأني أبي أتمّ بروحـي , إطلعــي
أطبقت فمهآ بـ إستيآء مكوره قبضتهآ بقهر , وقت مآتكرم يجآوبهآ جآهآ الجوآب بـ الطـرد !
سفهت طلبه جآلسه بنفس وضعيته قبآلهآ الدولآب ضآمه يديهآ مآبين فخذيهآ الملتصقين , بصرهآ مُخفض للأرض: إنت ليش يآعُدي كذآ ؟! ليش كل مآقتربنآ من بعض خطوه إنت بنفسك تبعدنآ خطوآت ؟ ليش يوم إنك تستآنس وينشرح صدرك أو يوم يضيق خلقك .... مآتشآركني ؟ مآني منتظره منك هآلشيّ تسويه بنفسك بس إللي أنتظره إني يوم أسألك فـ أنآ أبي أسمع منك جوآب مو ألقى بوجهي السفـه والتطنيش كني جمآد مآتكلم ولآنك مهتم فيه ! وإللي يقهر أمي ميثآء يوم تسألك نفس السؤآل , ليش مستآنس ولآ وشهو إللي مونسك ! ليش معصب أو من إيش ضآيق تجآوبهآ .. تشآركهآ إحسآسك وكل إللي يصير معك أو يمر عليك وأنآ صفـر على الشمآل , مآلي أي قيمـه ولآ وجود .. ليش أنآ بحيآتك ولآ شيّ بينمآ إنت بحيآتي كــــــل شــيّ !
شهقت مخآطهآ المُسآل دآخل خشمهآ قبل يتسرب مُكمله بنبره أرق وأهدى إنفعآلاً: ليش يآعُـديّ ! أنآ أحآول أتقبل معآملتك هذي وكل تصرفآتك بآلوقت إللي إنت كل مآلك تزآيد علـيّ , تزآيد وأنآ مآعآد فيني طآقه وآلله .. أحآول وأستحي من محآولآتي لأنهآ غبيّه ..... الحين وإنت معصب أقول لك إني مستآنسه لأن عرفت إن حوريّه صديقتي حآمـل .. قلت أبي أزور خآلتي لأنهآ مريضه تدري ليش مريضـه ؟ لأن نجـم إبنهآ إللي يكون أخو عُمـر خآلف رآيهآ وطوعهآ وصمم يتزوج ذيك إللي يبيهآ , وحده بـ أمريكآ ..... شفت سوآلفي شلون غبيّـه , كلهآ سوآلف دآريه إن مآلك دخل فيهآ ولآنك مهتم بس أنآ أحآول .. أحآول أتقرب منك ودآريه إنه مآفي شيّ يمنعك تسوي نفس الشيّ لأنك تقدر , وإني شفت هآلشيّ يوم طحت بـ الأرض وإنت ضميتني .. كنت مصدومه وأبكي من عرفت بموت أخوي سيف بس كنت حآسه فيـك , ويوم أغم علي بسبب قلة أكلي دآريه إنك إنت إللي حملتني على يدينك وطلعتني لغرفتنآ ومددتني على هآلسرير ... كنت حآسـه .. ومحآولتك إنك تستفزني لأجل بس آكــل والحكآيآت إللي تميت طول الليل تحكيهآ عنك وعن فرآس وعُمـر .. إنت تقــــدر .. تقدر يآعُـدي بس مآتبــي ومآنيب دآريه ليش مآتبــــي !! ليش هآلسـد إللي مصمم تخليـه حآجز بينآ ليــــــــــــــش !!
....: إطلعي برآ يآنسمـه
....: مآرح أطلع قبل تجآوبني , ليش !
....: إطلعي برآ الحين وبعدين نتفآهم
وقفت بعصبيه قبآله والدولآب من ورآهآ ضآربه رجلهآ بـ الأرض تصيح معترضه: مآرح أطلـــــــــــــع فآآآهـــــم .. مآرح أطلــــــــع
شهــق بـ عمق فآرك بآلقوّه منتصف جبينه برآحته اليمنى إستجدآءاً للثبآت الإنفعآلي والإنضبآط , سألهآ ببرود: وش إللي تبينـــه !!!
رقت نبرتهآ الرفيعه بـ وهن وضح فيه إهتزآزآت أحبآلهآ قبل إنهيآرهآ بـ البكآء ..: أبي تكون علآقتنآ طبيعيـه , زوج وزوجـه طبيعيين مثل أي زوجيـن .. مثل طلآل أخوي ومرته مرآم .. أو أحمد وشروق .. حوريّه من أول كآنت رآفضه رآئف أخوي ولو أعلمك شلون تزوجهآ مآرح تصدق وشوفهآ الحين تموت عليـه وكل يوم طقآق وهوآش مع ضُرتهآ عشآنه ... وإهي إللي أقول لك إنهآ حآمـل , يآعُدي إنّآ علآقتنآ فيهآ شيّ غلط مدري مني أو منك بس أنآ أحآول أصحح وإنت لآآآآ .. كل مآلك تعقـد , كل حيآتنآ تعقيدآت .. حتى بآلوقت الوحيد إللي أحس فيه إنك قريب منـي صرت أكرهه ومآ أبيــه تدري متـــى ؟!!! يوم يجـي آلليل .. يوم تنآم معــي , يوم أحسّ بـ إستغلآلك لي , إني مو أكثر من مجرد شيّ تفرغ فيه حآجآتك وبـ الطقآق فـ حآجآتي أنآ .. مآبي هآلعلآقـــه , بنآقص هآلعشر دقآيق يآعُـدي مآنتب مُلزم تدري ليش ؟! لأنهآ شيّ زي عدمـه .. مآيحسسك بـ شيّ ولآ يحسسني بـ شيّ .. تسألني وش إللي أبيه وأنآ دآريه إنك مآتقدر عليـه .. أبي أكــــون قريبــــه منــك يآعُـــدي .. أبي معــك علآقـه حقيقـيه كآملـــــــــــــه , علآقه كآمله تخلينـي ممكن أحمل منـك , تخلينـي أقدر أحقق إللي أمك كل يوم تعيده وتزيده علـي .. ودي أقولهآ الذمب مو ذمبـي شوفي ولدك وش إللي يسويّـه ... بـ عشر دقآيق يبدآ وينتهـي يبتعـد عنـي بكيفـه قبل فعلاً تصير علآقه كآمله لأنه مآيبي هآلشيّ , مآيبيني أحمـل منـه ولآ هو يبي العيآل .. أبيك تنزل تعلمهآ إن حيآتنآ الفآشله هذي سببهآ هو إنت مو أنـــآ .. مثل مآتعلمهآ كل شيّ إنزل علمهــآ هآلشيّ .. خليـك رجّـــــــــــآل وعلمهـــــآ
على طآري الرجوله إللي كل مآلهآ هآلطفلـه تهيـن فيهآ وتنتقـص ..
وقف وعيونه قآدحـه بـ الشرر , تتهمـه بـ إنه السبب في الفشـل في حين إنهآ هي المتسبب الأول والرئيسي بهآلفشـل !
طلع صوته مخنوق , غصّه بحلقـه مآنعه الحروف من التكوّن والكلمآت من الظهور ..
....: أنآ فعلاً مو رجّـآل , لأني لو صدق رجّآل مآكآن تزوجتك , مآكآن خليت طفله مُرآهقه إهي إللي تفرض نفسهآ عليّ وتجبرني عليهآ .. أنآ فعلاً مو رجّآل ولآ رح أكون رجّآل قبل مآتطلعيـن إنتي من حيآتي بكبرهآ .. بسببك قآعد أخســـر واليـوم خســـــرت كــل شــيّ , آللـــــــه يلعنـــهآ آلسآعــــه إللي شفتينــي فيهـــــآ يآبنــــــــــت شبيـــــب وحسبـــــي آلله عليـــــــك
تجعد وجههآ بملآمح البكآء المكبوت معفطه ملآبسهآ من منتصف صدرهآ ملتصقه بآلدولآب من ورآهآ: ليــش يآعُـــديّ !!! ليــش أنآ وآلله أحبـــك
إعتصر ملآبسهآ بقبضة يمنآه القآسيه مُعقب من بين أسنآنه بقهر: تحبينـــي وتزوجتينــي وآلحين تبيــن تحمليــن .. حُبك لي هذآ بكيفـك , وزوآجك مني بعـد صآر بكيفك .. أمآ حملـك هذآ فهـو آلشيّ إللي رح يصير أو مآيصير بكيفــــي أنــآ ... وأبيــك تنسينـــه
تفرقت أصآبع قبضته فآك ملآبسهآ موليهآ ظهره بـ جمود قآصد الحمّآم مكمل بـ طريقه: بآلغصب متحمل بـزر يجيني بـزر ثآنـي .. صيري إنضجي بـ الأول وإعرفي ليش العآلم يجيبون العيآل – إلتفت لهآ رآمقهآ بـ نظره مشمئزه مُردف – الأكيد إنه مو عشآن يصيروآ زي اصدقآءهم إللي حملوآ ويبون يقلدونهم !
علت نبرتهآ بزمجره صآرخه: أنآ مـــــو بـــــــزر , ونآضجـــه , وأقدر أحمـل وأجيب عيـآل ورغبتـي هذي لأجل أمــــك ميثــآ , أمك إللي كل أملهآ فيك وفينـي نعبي لهآ هآلبيت عيـــآل .. أنآ مآفينـــــي نقـــص , العيـــب كـلّــــه منـــك إنــــت يآعُــديّ ... فآهــــــم !!!
لمعت عيونه الصفرآء رآمقهآ بـ توعـد مآ أنذر إلآ عن الشطـر المستطير .. كبت شهـور طويلــه حآن الوقت لإفرآغـــه ..
كل إللي كآن بـ حآجته هو الهـدوء , الموضوع بـ كبره مسألة وقت يقدر فيهآ يعتآد ألم الطعنه إللي سددهآ له ذآك المسمـى عآصـم بـ المستشفـى ..
شلون تجرأ ! من بين كل الإنآث مآتطيح عيونه إلآ على أنثآه ..
بركآن يحس بغليآنه محرق جوفـه , فكرة إرتبآط صيتـه بـ غيره موجعـه .. هذآ وإهو إللي كآن يرسم مخططآته لأجل يآخذهآ , لأجل تكون حلآله هو وملكـه ...... زوجـه ثآنيـه !
شلون الحين بتكون لغيره زوجه أولى !
شلون عوآطف قلبهآ تكون لغيره , وشلون ملمس جسدهآ يحسّه غيـره !
وشلون الشيّ - البعيـد – عنه .. له هآلقدر المفجـع والموجِـع من الجآذبيّـه !
القدر إللي يزدآد لحد التسبب بوجـع نفسي , سلبـي , ومؤثـر كل مآزآد إبتعآده , كل مآصعُـب الحصول عليه .... وكل مآصآر مُستحيــل إمتلآكـه !
بـ ثوره عميآء غآضبـه فكّ أزرآر قميصـه رآميه بقوّه موقع - قدميهآ - مقبل صوبهآ ببرود ألجم كل ردود أفعآلهآ لتبقى شآخصه ببصرهآ في ذُعر وإرتعـآب ...
أرسلت لهآ نظرآته الحآقده التنبيـه بـ الألـم ... والوعيـد بـ العذآب والوجـع ..
....: مآني رجّآل هآ ! أنآ إللي فينـي العيب والنقـص ! تبين علآقـه كآملـه يآنسمــه ؟!!! تبيــن تحمليـــن ؟!!! ........... أبشــــــري
....: لآ يآعُــديّ
بسطت رآحتيهآ بوسط صدره الوآسع مفرقه أصآبعهآ بقوّة دفع وآهنه تمنع إقترآبه منهـآ ... تمنـع إلتصآقه فيهـآ ...
مآ أحست من بعدهآ إلآ بـ أول نغزه من الألم سببهآ إرتطآم جسدهآ العنيف وبقوّه بـ السرير من تحتهآ وإللي أحست إنه أسفلـت قآسي , مو مجرد مرتبـه طريّـه !
الألــم إللي كآن أهـون بكثيـر من – سآعــة – الألــم المستمره , دون توقف , وبِلآ رحمـه ..
سآعـه من إستبآحـة جسدهآ بـ بدآئيـه , بـ وحشيّـه .. بـ قسوه ... وبـ عُنــف ...
سآعـه من آلآم الجحيـم !
سآعـه من عذآبآت جهنـم !
/
/
أوقف كرسيهآ المتحرك أمآم مكتبه ملتف من ورآهآ لـ ورآء المكتب وعيونهآ تترقبـه بـ تفحـصّ وإهتمآم ...
إنقبآضه بـ قلبهآ من طآري الجملة ذآت الكلمتين – تعآلي أبيـك - !
التلعت ريقهآ والقلق كل مآله يفتك فيهآ مُبقي على ذرآت صبرهآ بـ الإنتظآر .. تشوفه مُشتت يدور الشيّ إللي تحديداً يبيـه ومآهوب محصلّـه ..
الشيّ إللي تقريباً قدر يتنآوله بعدمآ لمحت إبتسآمته القصيره بوجهه مُستقِر التعآبير هآدئ الملآمح ..
ظروف ورقي كبير بلونه – البيج – التقليدي ..
إبتعد عن مكآنه الخآص على كرسيه ورآء المكتب جآلس على وآحد من الكرآسي المقآبله لبعضهآ قبآل مكتبه فآصل بينهم طآوله زجآجيّه صغيرة الحجم دورآنيّة الشكل بـ حوآف نيكليّه ..
....: تعآلي ميسم .. إقربـي
بـ إنقيآد صآمت إمتثلت لـ طلبه محركه كرسيهآ الخطوآت القصيره وصولاً له بملآمح مستفهمه وعيونهآ على المظروف الورقي بين يديه سآئله بـ فضول: وشهـــو ؟!!
....: إذآ طلبتك , بتنفذيـن !
إحتدت نظرآتهآ بـ تخوّف من وقع الجملـه وإرتيآب من ورآء المقصـد !
....: بتنفذين أو لآ ؟!
....: إيش الموضوع يآ وآئل !
....: لآتخآفين , أبي أعرف بس توثقين فيني أو لآ
....: إنت زوجي , طبعاً وآثقه فيك
....: صفتي زوجك مو كآفيه تخليك توثقين فيني وتنفذين إلي أبيه بدون منآقشه !
إنخفض بصرهآ للظرف تنآظره بفرآغ نظرتهآ من أي معنـى .. كآنت لحظآت معدوده من التفكير , أردفت من بعدهآ بـ هدوء وبآقي بصرهآ منخفض: لأنك كلـي يآوآئـل , كل شيّ بحيآتي إهو إنت ... إنت ولد عمّي بـ الأول .. إنت أبوي وأخوي إللي ثنينهم أنآ فآقدتهم .. إنت صديقـي من أول مآجيت هآلبيت .. إنت إللي صرت حبيبـي ثم صرت بـ الأخير زوجـي ... كل الصفآت لك وحدك يآوآئل , إنت كلّ شيّ مو بس زوجـي وأنآ وآثقه فيـك .. وآثقه فيك الثقـه العميآ إللي تخلينـي أقـول تـمّ لطلبـك وأنآ مدري وشهـو ...
إرتفع نظرهآ المُدمع لعيونه البآسمه هآمسه بـ حُزن غير مُبرر: آمـر يآوآئــل .. وشهو إللي تبيـه !
بسط رآحة يمنآه فوق رآسهآ من المنتصف وإبتسآمة رضآ بمحيّآه البآسم كآنت كآفيه وكفيله لبعث الرآحه بـ نفسهآ والإطمئنآن لقلبهآ سآئله بـ خفوت فضولي وعيونهآ صوب الظرف مُركزّه وبِشدّه: وش إللي بـ الدآخـل ؟!!
....: بـ الدآخـل موآفقـه .. تدرين موآفقه على إيش ومن ميـن ؟!
ميسم: ...........
وآئل: موآفقه على إجرآء عمليّة علآجيّـه , علآج شللك النصفـي هـذآ .. بـ ألمآنيـآ , هذي الموآفقه من الأطبآء بين يدينـي , وأنآ موآفـق ... إنتي موآفقـه ؟!
ثبتت عيونهآ على الظرف النظره بلآ معنـى ! لثوآني , لحظآت ... ودقآئق ..
إحترم سكونهآ وصمتهآ ..
الصمت النآتـج عن تحليل عميق للي توّهآ وسمعته .. إحترم الدهشّه إللي أبطأت من إدرآكهآ للإستيعآب ... إحترم تفكيرهآ في كل الظنون العآصفـه بـ دوآخلهآ وكأنه مسبقاً على عِلم بهـآ !
....: قبل تجآوبي أبيك تعرفين شيّ وآحد , مآسعيت بهآلموضوع إلآ لأجلك إنتي يآميسم مو لأجلـي .. إنتي إنسآنه كآملـه وهآللي صآر لك هو حدث عرضـي , بحثي في الموضوع هو فضول مني أبي أعرف هل لحآلتك هذي علآج أو لآ والصدمـه هو الجوآب .. الجوآب إنه فعلاً فيه علآج وبسيـط وممكن وكآن من أول لآزم يصيـر , من قبل حتى تحسيّن إنك فعلاً مشلوله .. أنآ مستغرب ! عمـي فيصل مآشآلله رزقـه وآسـع وش إللي منعـه يسوي لك هآلعمليّه بـ وقت الحآدث نفسه من ثلآث سنوآت ! وإنتي نفسك ليش مآسعيتي لهآلشيّ ! ليش يآميسم ! توني إكتشفت إن عجزك مآهوب بـ رجولك إللي مآتشيلك .. عجزك بـ سلبيتك وضعفك , عجزك عجز فكري , ونفسي ... ليش إنتي بآئسـه ومستسلمـه ! ليش مآهمّك نفسـك !
أخفضت رآسهآ توآري الكتل الدمعيّه المتلألأه للحظآت صآمته قبل تجآوبه بشيئ من الحزن والأسى ..... والإستسلآم ..
....: أبوي ولي أمري المسئول عني مآهتم ... وشهي حيلتي من بعد أبوي يآوآئل !
أنزل الملف من يده على الطآوله الزجآجيّه قدآمه محتضن يديهآ الثنين بيدن يديّه مشدد على أصآبعهآ قآصد لفت إنتبآههآ: أنآ الحين إللي ولي أمرك .. وأنآ المسئول عنك .. وحيلك معـي دوم مشدود مآلـه هـدّ , إنتي أصلاً إللي تهدين حيلي تعبتيني يآبنت إنتي مآتحسيّن ؟
....: ههههه وش ذآ الكلآم عآد !!
شدّ يديهآ عليه بعدمآ أحسّ بـ إحرآجهآ ورغبتهآ القويّه في الإبتعآد عنه من سحبهآ ليديهآ: حقيقه ولآ مو حقيقـه ؟! كل شوي تبين ترقصين وأنآ مآبيدي حيلـه أشيلك وألف فيك لين تكسروآ ذرآعيني وإنتي متينـه وأنآ ضعيف مسكين
....: ههههه وآآئل خلآص
....: لحظه فيه الأقوى , أتعب معك كل يوم .............. الليــل .. وإنتي أبدّ مآتسآعديني
هنآ ووصل بهآ الخجل أقصآه .. فكت يديهآ بآلقوّه دآفسه وجههآ المنصهر حرج بين كفيهآ ضآحكه: هههههه الكلآم هذآ قلة أدب يآوآئل عيب عليك إستحـي
....: يآشيخه عيب عليك إنتي , فيه زوجه مآتسآعد زوجهآ كذآ ! ولآ إنتي عجبك الوضع يعني وإللي يصير كل يوم وإنتي مآلك دخل فيه !
لطمت وجههآ المخبى بيديهآ تصيح قآصده التخفيف من حرآرة الخجل وحرقته , هي مغير تضحك على تلميحآته الجريئه وهو كل مآله يتمآدى والأدهـى إنه يدعـي حنقه من الموضوع وضيقـه .... " وآئل يـ اللعيــــن ! "
....: خلآص إسكــــت
....: خلآص بتسويّن العمليّه غصب , ترآ مآعآد فينـي
شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمه تحآول جآهده لإخفآءهآ معقبه بـ إدعآء لـ نفآذ صبرهآ وإستسلآمهآ: خلآص طيب , سوي إللي تبيـه
....: إللي أبيه هذآ مآرح أسويّه إلآ إذآ إنتي بعـد تبيـنه ! تبيـن ولآ مآتبيـن
أومأت رآسهآ إيجآباً مجآوبته بـ هدوء: أبـي
....: وش إللي تبينـه !
....: أبي إللي إنت تبيـه
إرتفع حآجبه الأيمن بـ تعجب سآئلهآ بـ إستفهآم: وإنتي تدرين وشهو إللي أبيـه ؟!
توسعت عيونهآ بـ بلآهه هآزه رآسهآ إيجآباً آللحظه إللي وقف هو عن كرسيه فآك أول رزّ من أزرآر ثوبه: أجل يلآ تعآلي دآخل
إرتفع بصرهآ لمستوآه سآئله بـ سذآجه: دآخل ويـن ؟!!!
....: مو قلتي إنك تبين إللي أبيـه ! وإنك الحين تدرين وشهو إللي أنآ أبيـه ! وإللي أنآ أبيه بـ الظبط أدخل دآخل معك لغرفتنآ .......... لسريرنآ
إنفغر فمهآ لـ آخره مبققه عيونهآ بـ تعبير أبله ليحركهآ هو من كرسيهآ ضآحك: ههههه سفرنآ لـ ألمآنيآ إن شآلله بعد أربع أيآم , خليني أتعب لأجلك آخر أربع أيآم , لأن من بعدهآ يآحلوه إنتي إللي بيطلـع عينك وأنآ بقعد ملك زمآني أرتآح لي شوي
....: لحظـــــــــآآآآآآه
وقفت حركة كرسيهآ مفرمله العجلآت بعدمآ أطلقت صيحتهآ وهو بعده يضحك لتردف هي بعصبيّه مغتآظه: وش التفكير هذآ إن شآلله ! تفهم بمزآجك إنت ؟!! أنآ قصدي أبي إللي تبيه ع أسآس إن إللي تبيه إهو العمليـه مو إنك ترقد بفرآشك ! أقول وخر عنـي ...... مآعندك سآلفه
....: ههههه شفيك يآلخفوق معصبـه , ترآ أمزح معك
قلبت عيونهآ بـ إشمئزآز سآفهته محركه كرسيهآ صوب البآب السوكريتي للمكتب ليلحقهآ هو موقف ورآهآ وبآقي صوته يوصلهآ ضآحك: هههههه فديت المعصبيّـن يخفق لهم القلب خفـق .........
....: ليتك تسكـت
....: خلآص بسكت بس بمشي معك للبيت نعلم أبوي وأمي عن الموضوع , هآآ شرآيك !
ردت وقلبت عيونهآ منعفس وجههآ بـ إستيآء قبل تجآوبه بـ لويـة فمّ مطبق إمتعآضاً: آوكـــي ...........
/
/