الفصل الوآحد والثلآثون
/
/
وقف قبآل علآقة ملآبسه النيكليّه الثآبته بـ الأرض فآكّ أول زرين من أزرآر قميصه أبيض آللون خآفض بصره للقآعده دورآنيّة الشكل للعلآقه متأفف بـ تعب مصحوب بـ كومه من المشآعر السلبيّه .. ملل , إرهآق , تكآسل ورغبه في الوحده والإنعزآل .. الهـرب .... والإختفآء ..
السآعه مشيره للثآنيه عشر منتصف آلليل , توّه رآد من الخآرج وتفآجئ بكونهآ وآعيـه تنتظـره مآنآمـت .. أفضل حلّ قدر يتوصل له هو تحآشيهآ وتجآهلهآ تمآماً ..
الأسلـم لهـم ثنينآتهـم ..
الإحتكآك بهآ مآيولد بدآخله إلآ طآقه من الغضـب والعصبيه نآتجه من إحسآسه بـ الذل والخضـوع .. آخر أوآمرهآ إللي جبراً إنقآد لهآ منغـص الفكر والإرآده هو جلبـه لـ ثنتين من الشغآلآت بدلاً من وآحده بعدمآ أمرهآ هو ترد شغآلتهآ لبيتهم ..
هذي المُرآهقه المدلله مآتصيبه بـ أوآمرهآ وآجبة الطآعه والنفآذ إلآ بـ الجنـون !
في غمرة إنشغآله بـ التفكير وإنبهآره بـ الحلّ السطحـي إللي توصل له وإللي ترآءى له إنه بسببه يقدر يحصل بعض من رآحة البآل وطمأنينة النفس إن إجتنبهآ وكأنهآ قدآمه شبـح مآيشـوفه , إلآ إن هذي المدلله بكل أفعآلهآ غصباً عنه وجبراً تجره لـهآ غصباً فآقد السيطره على كل إنفعآلآته وتحكمآته فآتح بآب غرفته بآلقوّه منآديهآ من موقعه بصوت جآهـر غآضب , مستشيــط: نسمـــــــــــــــــــــــــآآآآآآآهــــ
من وقع إسمهآ بصوته الجآهر إللي صمّ أذونهآ إنتفض جسدهآ الصغير موسعه عيونهآ لآخرهم وشريط يومهآ كآمل يمرّ قدآم عيونهآ بآحثه فيه عن أي خطأ إرتكبته يستدعي هآلصيآح المتوعـد !
وقفت عن الكنبه بـ إرتبآك تلم المكسرآت إللي طآحت من الصحن إثر فزعهآ وعيونهآ تدور بـ المكآن تدور أحد تستنجده يسآندهآ إلآ إنهآ مآلقت إلآ الشغآله إللي توهآ متوظفه عندهم هآليوم !
مشت للدرج رجل تقدم والثآنيه تأخر , لآ خآله ولآ زوجته بـ البيت , من فجر آليوم وهم مسآفرين قآصدين مكّـه لأدآء العمره بيوم الجمعـه وردتهم مآرح تكون قبل ثآني يوم الصبآح .. يمكنه إستغل هآلشيّ وببآله يمآرس عليهآ طقوس عذآبآته إنتقآماً ! هذآ هو الظن إللي ترآءى لهآ وهي رآقيه الدرج قآضمه أضآفرهآ بـ أسنآنهآ لحد مآوصلت للغرفه المنفرج بآبهآ تشوف ظهره العريض قدآمهآ متخصر ينآظر الجدآر قدآمه ..
لفظت إسمه إللي ظهر خآفت شبـه مسموع ليلتفت لهآ بسرعه وآلشرر يتطآير من عيونه مآد ذرآعه مأشر بسبآبته صوب العلآقه الإستيل للملآبس جمب الدولآب: وين القميـص إللي كآن هنـآ !!!
القميص إللي يمثل له ذكرآه الوحيـده للي شغفت قلبه بـ حبهآ , لـ صيتـه .. القميص الحآوي على موآفقتهآ – رمزيّـاً - مسآمحته , والإرتبآط بـه !
أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً وعيونهآ صوب العلآقه همست متسآئله بعدم فهم: أي قميـص !!!
إتسعت فتحتي خشمه رآص على فكيّه بآلقوّه كآبت غضبه قبل ينفجـر فيه وفيهآ: القميــــص السمـــــآوي .. كآن معلـق ......... ويـــــــن ؟!!
بلعت ريقهآ بصعوبه رآمشه بتوآلي مرتبك قبل تجآوبه بـ تلعثم: مُمممـ .. مُمــ .. مُمكـن الششششــ ,, الشغآلـه
ميل رآسه يمنه مضيق عيونه كنآية عن عدم سمآعه للي قآلته لترد هي بكلآمهآ إللي طلع مخنوق: الشغآلـه ....
....: شفيهآ الشغآله !!
ردت وبلعت ريقهآ قبل تجآوبه بـ تخوّف: الششششغآلـه مُمكـن .. مُمكن خذتـه
ضيق عيونه إستنكآراً هآمس: مُمكــــن !!
بللت شفتيهآ رآصه على قبضتيهآ تسمع دقآت قلبهآ إللي بينخلع من مكآنه: مممــ .. مممممـــــــدري !
بصبر نآفذ , لآشعورياً قطع المسآفه مآبينهم بخطوه سريعه غآضبه مطبق على شِقيّ جآكيتهآ القطني رآفعهآ جذباً لتوقف على أطرآفهآ فآغره فمهآ شآخصه بصرهآ وكأنهآ تشوف عذرآئيل قدآمهآ بينمآ هو رصّ على أسنآنه بـ عصبيّه مكبوته وقد أفرز جبينه الضيق قطرآت عرق كآنت المنفذ الوحيد لإفرآز غيظـه: ويـن القميـــــص يآنسمـــــــــــه , تكلمــي ولآ يمين بآلله سآويتك بـ الأرض من تحتك
إنكمشت ملآمحهآ بـ تجعيدة بوآدر بكآء طفوليّه وقد إرتجف ذقنهآ وتقوس فمهآ , هآمسه ببحّـه خآفته , مهزوزه وآهنه: عُـــــــــــدي
على وضعه محتده نظرآته الغآضبه وصل به بغضهآ ومقتهـآ أقصـآه إلآ إن الكتله البلوريّه اللآمعه بعيونهآ المرتآعه أخرجته لآشعورياً عن حصآر غضبه الدآخلي لترتخي قبضتيه فآك يديـه عنهآ منزلهم بـ بصر مُخفض للأرض رآص عل شفتيه إللي إختفوآ من وجهه مكور قبضتيه المرتجفـه من قوّة ضغطـه ..
بدآخله طآقه سلبيّه كبيره عآجز عن إفرآغهآ وإللي على الأكيد إن أفرغهآ على هذي الضعيفـه فمآرح يزيده هآلشيّ إلآ عصبيّه وغضــبّ .. ليش مآيفرغهآ بـ نفسّه .. ليش مآيأذي نفسـه هو .. ليش مآينتهي ويفتك .... ينتهـي ويرتآح !
كآنت هذي هي تسآولآته إللي أنهآهآ بـ سؤآله المخنوق وآضح مجآهدته كبح ثورة عصبيته بأقصى طآقآته المستنفذه معها: الشغآله وين ودت القميــص !!
مآوقفت حركة رموشهآ المتوآليه بآلعه ريقهآ قآبضه أصآبع يديهآ المتجمده خوفاً من ردود أفعآله الغير منطقيه لسبب بنظرهآ أتفه من إنه يكون موضع شَـكَل !
....: وصيتهآ اليوم تجيب ملآبسنآ الوصخه من الغرفه وتغسلهـم
شد شعره من مقدمة رآسه يبي يقلعه عآض بـ أسنانه السفلى على شفته العليّآ قبل يردف بقهر مكتوم: وأنآ مو قلت الزفت الشغآله هذي بجيبهآ لك بشرط !
نسمه: ...........
اقترب لهآ خطوه لترتدهآ هي رآمقته بنظره متوجسّه رآمشه بعيونهآ إللي إستقرت على حركة يمنآه إللي ضم أصآبعهآ لبعض كـ إشآره لـ تنبيههآ أو محآولة إفهآمهآ: مو قلت لك هذي الشغآله مآتمسّ شيّ من أغرآضي ! مآتدخل غرفتي ! مآتسويلي شيّ ! أي شــــــــــــــــــيّ .. قلتهآ ولآ مآقلت ؟
....: قلت
....: مو قلت أكلي إنتي تسوينه ! ملآبسي إنتي تغسلينهآ وتكوينهآ ! غرفتي هذي إنتي ترتبينهآ ! قلت ولآ لآ ؟
....: قلت
....: مو قلت هآلشغآله مآبيهآ بـ أي شيّ يخصني ! قلت هآلشغآله لك إنتي وأمي وأبوي بـــــــــــــــس .. قلت ولآ مآقلت ؟
إلتصق أخيراً ظهرهآ بآلجدآر من ورآهآ بعدمآ كآنت تخطي خطوآتهآ المرتده بتبآطئ وعيونهآ موقع قدميه بحركته المتبآطئه تجآههآ مقآبل لهآ , مجآوبته بـ تلعثم بعدمآ إنتهت خطوآت إبتعآدهآ عنه: قــ قققققـــ .. قلـ .. قلــــت
جآ بيرفع يده قآصد إمسآكهآ من ملآبسهآ مسكته المعتآده لهآ من شِقي صدرهآ إلآ إنهآ ترآءى لهآ ردّ فعل آخر أطلقت بسببه صرختهآ الجزعه مبتعده عنه ركضاً نآقزه فوق السرير وصولاً للجهه الثآنيه المقآبله له وآلسرير فآصل مآبينهم , رفعت له سبآبتهآ القصيره المحذره: وآلله .. وآلله يآعُـدي لو رفعت يدك عليّ وضربتني لأعلـم أمـي وكـل إخوآنـــــي وآلله
إرتفع حآجبه الأيسر إستنكآراً سآئلهآ بـ إستهزآء: وأمك وإخوآنك وش بيسوون !
بقوّه مآتدري من وين احآطت بهآ بس على الأغلب إن إحتمآئهآ ورآء عزوة إخوآنهآ الذكور كآن سبب كفيل يمدهآ بـ القوّه , بـ الثقـه وبـ الثبآت لتخوض معه هآلموآجهه بهآلتحدي: جرب بس تطآول عليّ وإنت بتشوف بنفسك وش بيسوون
هنآ وقد وصل به الغضــب أقصآه , هذي أي إهآنه إللي سددتهآ له آلحين وبدم بآرد .. هذي هي مشكلته العظمـى معها , المشكله إللي كونت سدّ منيـع بينه وبينهآ يحول دون تقبل وآقع وجودهآ بحيآته على أي نحو وأي شكـل ...
إحسآسه بـ إنهآ إمتكلته جبراً , غصباً عن إرآدته .. قيدته برغبتهآ , رغبة أمهآ .. ورغبة إخوآنهآ مستغلين سلطتهم المآديّه ومكآنتهم الإجتمآعيّه لـ جبره وإخضآعه ..
هذآها آلحين تهدد وبكـل ثقـه , وكأنهآ أكيده من ضعفـه تجآه هآلنقطه تحديداً ............. تلعب على الوتر الحسّآس ...
لآ شعورياً إستطرد من رآسه صوت العقل والمنطـق قآطع المسآفه الفآصله إلتفآفاً حول السرير وقد أعلنت ملآمحه المستشيطـه التنبيـه بـ الخطــر ...
لآ إردآياً هيّ وبهروب دفآعي عن نفسهآ طلعت على السرير نآزله الأرض ليتبآدلوآ بوضعهم الأمكنـه ...
....: وعزة آلله وجلآلــــه يآبنت شبيــــــب إن مآوقفتي الحين قدآمي هنآ إن تندميـــن
....: مآرح أجيــك
أطبق على فمه بآلقوّه وقد إتسعت فتحتي خشمه وإنتفخت أودآجـه , العرق البآرز بـ جبينه إللي يطق ويبرز في حآلآت غضبـه أعلن ظهـوره وبوضــوح في حين إرتدت هي خطوه ليلتصق ظهرهآ بـ الدولآب من ورآهآ توّ مآ هزت رآسهآ له نفياً تأكيداً عن عدم إنصيآعهآ له إلآ وتعآلى صوت الرنين لـ جوآلهآ بـ نغمه خآصه تعرف صآحبهآ ...
لآ إرآدياً إمتدت يدهآ لـ جيب جآكيتهآ وردي آللون وعيونهآ المتحديّه معلقه بعيونه الحمرآء الغآضبه .. أطلق توعده الأخير بصبر نآفذ: تعآلــي
رفعت جوآلهآ إللي يضويّ قدآم وجهه برفعة حآجب متحديّه: هلـي دآقيـن علــيّ .. وبفتـح الخـــطّ الحيـــن
كور قبضتيه بـ غضب مآعآد فيه القدره على كبته أكثر .. زفر بـ قوّه مهرول تجآه الحمآم – بـ الكرآمه - , آلشيّ الوحيد القآدر على إخرآجه من حآلته هو الإستحمآم !
....: يآ إن شوفة وجهك تغث وتجيب المرض , آلله يآخذك أو يآخــــــــذنـي
قآلهآ مصفق البآب بآلقوه من ورآه لترد عليه بسرعه جآهره بصوتهآ: آلله يآخذنــــــــي أنآ وأفتك من هآلعيشـــه
قآلتهآ ثم فتحت الخطّ ليرد هو بسرعه فآتـح البآب بصيآح صمّ أذونهآ: يآشيخــــــــه آميــــــــــــن .. آلله يآخذك وأفتك أنآ منك ومن آلعيشـه معــك آآميـــــــــــن
إرتمت على السرير مقوسه فمهآ المرتجف سآمحه لدموعهآ سريعة التكوين وإللي طآل حبسهم جبراً على الإنهمآر بـ صمت وعيونهآ معلقه بـ البآب المغلق وهو من ورآهـ ..
لهآلدرجه وصل به مقتهــآ يدعي عليهآ وقدآمهآ بلآ أي حسآسه أو مرآعآه !
....: أيوآ يآدآدآ ...................... إيـــــــــــــــــــش !!!!
/
/
شددت على عضدهآ الأيسر من ورآء ظهرهآ موقفه حركتهآ السريعه بـ ترجي بآئس: تكفيـن يآوردهـ
....: وين غطوتـي ! وينهآ !!
شدت يدهآ بآلقوّه جآبرتهآ تلتفت عليهآ مستعطفتهآ بنظرآتهآ المنكسره بـ توسل: سألتك بآلله لآتزعليـن .. امحيهآ فيني , أنآ آسفـه , وربي آسفـه
سحبت يدهآ من بين يديهآ مآسحه دموعهآ بآلقوّه وكأنهآ تنحت وجههآ: ريتآج إنتي مآلك دخل ليش تعتذريـن !
....: بلى لي دخل لأن نآهد أختي وإللي سوته معك أكبر غلط ويحق لك تسوين إللي تبين بس بآلله عليك لآتطلعين وإنتي زعلآنه , وش أسوي لأجل ترضين
تكرمش وجههآ في مقآومه منهآ تتمآسك إلآ إنهآ مآقدرت , إنهآرت بطولهآ الفآرع على أقرب كرسي مشدده من قبضتيهآ على لحم وركيهآ بنظره كسيره للأرض من عيون مدمعه بآكيه: أختك يآريتآج أهآنتني اليوم أكبر إهآنه بحيآتي .. صفقتنـي , صفقتنـي وقدآم كل ضيفآتهآ .. تدرين إنتي أنآ بحيآتي كلهآ مآحد تطآول عليّ .. أمي وأبوي نفسهم مآحد مدّ إيده عليّ .. أنآ وش إلل سويته !!
جلست قدآمهآ بـ الأرض على ركبتيهآ مهماً قآلت وردهـ فـ معهآ كآمل الحق حتى وإن قآمت وصفقتهآ هي الحين رداً للإهآنه إللي تلقتهآ من أختهآ وبلآ سبب , معهآ حق ...
إحتضنت يديهآ الثنتين بـ تشديد هآمسه بصوت خفيض علّهآ بكلآمهآ تلآمس شيّ دآخل ورده وتقدر تتعذر لهم: حبيبتي يآورده صدقيني غصباً عنهآ , مآشفتيهآ شلون كآنت منهآره ! قبل تصفقك هي صفقت نفسهآ إمية كـف .. تصيح وتصآرخ وتلطم .. مآكآنت بوعيهآ أبـدّ , نآهد حسآسّه شويّ وحيل عصبيّه , مآتقدر تتحكم بـ إنفعآلآتهآ وذآ من زمآن .. مآبآلك آلحين ومع كل الضغوط إللي تعيشهآ .. توّهآ وخسرت رحمهآ مآتقدر تنجب أبدّ همّ إللي صآر اليوم بـ ولدهآ , تخآف عليه من نسمة الهوآ , عندهآ وسوآس تفقـده .. مآشفتيهآ أصلاً كيف فشلتني قدآم الحريم يوم قلت أبي أشيله لين تروح هي وتغسل يدينهآ ! حسبي آلله طآح وجهـي ههههه بغيت أبكي من الفشيله
محآولة ريتاج البآئسه في التخفيف عن ورده مآبآءت إلآ بآلفشل , إذ إن ورده بآقي على وضعهآ , تمسح دموعهآ إللي أبتّ إنهآ توقف أو حتى تهدآ , تكلمت بتقطع من إثر بكآهآ وشهقآتهآ القصيره المتلآحقه: وين غطآي يآريتآج .. بطلع .. سهيـل أخوي ينتظرني
رفضت تفك يديهآ مُردفه بهدوء: تدرين من شوي كنت بنفس موقفك , دقيت على سلطآن أخوي ينتظرني برآ وكنت أبي أرد البيت لين لحقتني صيته وقآلت كل الكلآم إللي قلته لك الحين عن نآهد ووضعهآ ونفسيتهآ ... أنآ وربي عآذرتك بس مآبيك تزعلين ولآ تشيلين منّآ .. أنآ وصيته وربي نحبك .. ونآهد بعـد بس إعذريهآ تكفيـن مآكآنت بوعيهآ صدقيني
بآلقوه سحبت يديهآ من ريتآج مجآوبتهآ بحده: بلـى كآنت بوعيهآ .. نآظرتني حآطه عيونهآ بعيوني خآزتني بنظره ودهآ لو تحرقنـي , قآلت لي بـ كُره مدري وش سببه .. إنتــــي السبـــب يآوردهـ .. قآلت إسمي يآريتآج .. قآلت وردهـ , يعني كآنت بوعيهآ , صآحيه , تدري هي منو تكلم ولمين وجهـت هآلصفقـه .. بس علميني إنتي الحين هي وش قصدهآ !! أنآ السبب بـ إيـش ؟!!!
أطبقت فمهآ بقهر من تصرفآت أختهآ الغير مقبوله إطلآقاً , كل إلي قآلته الحين لـ ورده من ورآء قلبهآ , تحسّ بنفس حرتهآ .. نفس الإهآنه صآبتهآ قبل وردهـ , إلآ إن إهآنة ورده كآنت أضعآف .. كـفّ قويّ من نآهد إستقر على صدغهآ الأيسر آثآره بآقي معلمـه على خدهآ رقيق الجلـد , نظرتهآ حآقـد إمتلت حقـد وفآضـت مدعيّـه مسئوليـة وردهـ لكل إللي صآر بـ إبنهآ ... الشيّ الغيـر مفهـوم ...... بتآتاً !
وقفت عن الأرض رآفعه رآسهآ لأجل توصل بنظرآتهآ لمستوى نظرآت ورده إللي فآقتهآ طولاً: طيب لآتزعليـن مني , ولآ من صيته
تحسست ذرآعهآ بـ إبتسآمه مطبقه: لآ إنتي ولآ صيته لكم دخـل , إحنآ صآحبآت
وسعت عيونهآ بمشآكسه هآمسه بصوت خفيض , برغم خلـوّ البيـت إلآ من وجود ثنينآتهم والشغآلـه: يعني بتعلمينـي إذآ آدم سوّآ لك شيّ ثآني زي البوسـه !!
....: هههههه ريتآج مآلك دآعي , أووف لآتذكرينـي
....: ههههه إيييييه , زينك وانتي تضحكين , أشوى كذآ تطمـنت
ورده: طيب إتصرفي لي الحين في غطآ , مآنيب لآقيه غطوتي
ريتآج: أبشـــري , الحين أعطيك نقآبي .. لحظـه بـسّ ..
/
/
على الجآنب الأقرب كآن الوضـع أكثر إنضبآط ..
مآنسحب من الرجآل إلآ آدم والأخ الأكبر لـ نآهد من أبوهآ .. سلطآن
إضطر بسّآم وأبوهآ البقآء لحيـن إنتهآء العزيمـه وإنصرآف آخر فـرد ! وهذآ كآن رأي بسّآم برغم علمه بمصآب ولدهـ , إلآ إن جموع الرجآل كآنت كبيره , وإنصرآفه مآرح يثير إلآ شوشره وإضطرآب !
من المقلـط الوآسـع خرج بعدمآ وصله صوتهآ بآكـي من سمآعة جوّآله حآثتـه يطلـع رغبـة منهآ في الإنصرآف ..
وبـ خروجـه إللي تمّ ينتظره لفتره طويلـه وقف الثآني من فوره مستأذن ليسأله هو بـ إستغرآب: خير أستآذ سنـد !
....: خذني معك يآسهـل , وش بيقعـدني
لآ إرآدياً مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره هآمس: شكلي اليوم أنآ إللي أنقذتك
رفع يديه بآسط رآحتيه لوجه سهيل مستسلم: صـــآدق
مآل سهيل برآسه لـ سند هآمس بـ أذنه: للأمآنـه , إنت بعد أنقذتنـي .. مآجآبني إلآ الدعوه من طرفهم لأجل أختـي
إمتد بصره للأفق بتفكير , فعلاً سهيل مآله أي علآقه بآلشخصيآت الحآضره إلآ معرفه سطحيّه ترجع لمكآنتهم الإجتمآعيّه وسيط إسمهم ونسبهم مو أكثر .. حضوره كآن لأجـل أختـه .. وردهـ , وحضورهآ هي بعد على الأغلب كآن بسبب خطيبهآ آدم .. إللي يكون أخ لـ بسّـآم .. المسئول عن هآلمنآسبه , على شرف إبنه البكـر ....... علـــي ..
الظآهر إنه وسهيل بنفس الموقف , لأنه هو بعد جيتـه مآكآنت إلآ إكرآماً للدعوه وإستجآبتهآ .. لأجـل أصآلـه أختـه , المتسبب الرئيسي في دعوة بسّآم له وإصرآره على الحضور !
وقف ورآء سهيـل بـ إنتظآر دوره للسلآم على صآحب المكآن قبل المغآدره يتأمل ضيق ظهره وتوسط منكبيـه وبقلبـه إمتنآن مآ أفصح عنـه , لولآ وجوده بمنآسبة العقيقه هذي وعلى هآلوليمـه إللي إمتدت وطآلت ولآ مآكآن دري شلون يتصرف , أغلب الحضور على معرفـه بحقيقة شخصيته , وإنه ولد عآمر المُرشـد .. لكن بـ المقآبل معرفتـه هو بـ جموع الحآضريـن كآنت صفـر , ولولآ وجود سهيـل إللي لمحـه صدفـه بين الحضور ولآ كآن هآليوم على قلبـه مرّ بشكل مأسآوي كآرثـي .. أبداً مآلـه بـ أجوآء المنآسبآت المزدحمـه والمجآملآت ..
وجود سهيـل هوّن عليـه الكثيـر , وقتهم إللي مرّ في الكلآم مآبينهم عن الشغـل أو محآولة سهيل بتعريفه على الرجآل إلي يعرفهم إسماً مُردفه بـ أعمآلهم وأملآكهـم ..
وبـ إنصرآف سهيـل , حآن إنصـرآفـه ..
تتبعـه بـ خطوآت هآدئـه بعدمآ ودّع بسّآم وأعآد عليه مبآركته ودعوآته يكون هآلولد ذخـر له تقر به عينـه ويفخـر هو فيـه ..
بـ جآنب سيآرته السودآء إستندت بظهرهآ على البآب المجآور لبآب السآئق الأمآمي نآفضه النقآب عن وجههآ إللي تبلل من جديد ..
كل مآتذكرت إللي صآر لآ إرآدياً تنهآل دموعهآ كرد فعل طبيعي عن إحسآسهآ بـ العجز تجآه تصرف نآهد المُهين لهآ وإللي أمرغت فيه كرآمتهآ بـ الأرض !
هوت على وجههآ بـ النقآب إللي عطته لهآ ريتآج بتأفف تهدي من حدة إنفعآلهآ المكبوت مكتفه سآعدهآ الأيسر بـ إنتظآره إللي دآم قرآبة الـ خمس دقآيق لحد مآوصلهآ صوته لتلتفت عليه بـ عصبيّه مطلقـه تذمرهآ إللي قررت إنه يطلع عليه : كـــــل هـــذآ أنتظــــــــــــــ ...................
بهتت نبرتهآ وكأنهآ إختنقت بآلحروف مع شهقه مكبوته يوم إستقرت عيونهآ على ذآك المبتسم قدآمهآ ...
برغم وجود صآحب الشآن المعني بهآلصيآح إلآ إنه مآتشوفـه .. ولآ تشوف الأنفآر المتفرقه من الرجآل بـ أثوآبهم البيضآء الرسميّـه ..
خلآ المكآن إلآ من وجوده وحده قدآمهآ بنفس جآذبيته المفرطـه , تميزه الدآئم بـ إختلآفه عن غيره من رجآل هآلمجتمع بـ زيهم الرسمـي ...
كعآدته .. بـ نطلـون قمآشي رسمي أسود آللون وقميـص عسلـي فآتح مشمر السآعدين ..
بـ ترآخي تقلصت إبتسآمته الوآسعه لحد مآختفت من إستقرت عيونه حآدة النظره بعيونهآ المحمره البآكيـه ..
فتحتـي النقآب كآنت وآسعـه , وكآن أقرب للبرقع من إنه يكون نقآب ..
بـ خط نصفـي مآبين عينيهآ كآشف بفتحته الواسعه عن عظمتـي خديهآ البآرزيـن ... كتلـه دمعيّه متلألأه وآضحـه بعيونهآ المرغرغـه ..
كآنت لحظة تشآبك نظرآتهم خآطفـه , لثآنيـه أو أقلّ .. إلآ إنهآ على وقع نفوسهم ثنينآتهم كآنت دهـر ..
أعرض عنه بنصف إلتفآته خآفض بصره متحمحم: أشوفك يآسهـل ..
....: إن شآلله ..
من قآلهآ سهيل فآتح بآب سيآرته إلآ وإبتلعت هي كومه من الهوآء أخنقتهآ من إقتراب ذآك المهيب بكآمل جآذبيته السآحقه مقبل صوبهآ بخطوات مريبه هادئه لحد مآوقف قبآلهآ مصدر لهآ جآنبه الأيمن ينآظر الفرآغ من قدآمه , يديه بجيب بنطلونـه ..
آللحظـه إللي دآمت وهي بـ دنيآ ثآنيه مآتشوف فيهآ غيره , ولآ تستمع فيهآ إلآ لصوت نبضهآ العنيـف القآسي إللي مآخفق بهآلقوه والتسآرع لأحد غيره !
آللحظـه إللي أجفلهآ فيهآ سهيل ينآظرهآ من فتحة شبآكهآ مستغرب: شفيـك إنتي .. اطلعـي يللآ
جآوبته ببلآهه بعدما إنتفض كآمل جسدهآ بقشعره قويّه مستجيبه لأمره وعيونهآ بآقي معلقه على ذآك إللي وآقف مكآنه , سألت بـ بهوت مستفهمه: ليش وآقف كذآ ؟!!
أطبق فمه بـ ضيق من بلآهة سؤآلهآ بعدمآ إمتد بصره للموقع إللي هي بعدهآ معلقه عيونهآ عليـه مجآوبهآ ببديهيّه وهو يشغل السيآره: يتحرآنآ نتحـرك
نآظرته بعدم فهم سآئله: ليــش ؟
....: لأن حضرتك وآقفه برآ سآعه معطلتنآ .. سيآرته إللي جمبنـآ
بسرعه إلتفتت يمينهآ تنآظر بـ الكمآرو الريآضيّه رمآديّة اللون المكرجه جمبهم وبلحظتهآ توسعت عيونهآ لآخرهم شآهقه نفس قصير سريع بـ إستيعآب فوري لوقوفه بهآلطريقه قبآلها معرض عنهآ .. ينتظرهآ هي تركب ثم يتحركوآ أول لأجل يفسحوآ له المجآل يطلع هو سيآرته ويحرك ..
سألت بنفس بلآهتهآ بآهتة النبره: هذي سيآرتـه ؟
جآوبهآ بعدم إهتمآم وعيونه على الطريق قدآمه: لآ , سيآرة أخوه مآلـك .. هذآ مو ذوق سنـد – نآظرهآ مستغرب أسئلتهآ بعقدة حآجبين – ليش تسألين ؟!
ردت تنآظر على يمينهآ معلقه عيونهآ الحزينه على ذيك الكمآرو الرمآديّه إللي تخطتهم بسرعه جنونيّـه مجآوبته بـ وهـن أقرب للندم والتحسف: أعرفـه من زمـآن
إحتدت عقدة حآجبيه إلي قآربوآ على التلآصق سآئلهآ بـ إهتمآم: شلـون ؟!!!!
....: هو مو محآمـي ! عرفته بـ مصـر , كآن يتدرب المحآمآه بـ مكتب بآبآ
....: أهــآآآ , مع إنه قآسي ومآ أرتآح له كثير , بس الصرآحه .......... رجّآل كفــو
/
/
طلع من الحمّآم – بـ الكرآمه – وبشكيره الأبيض ملتف حول خصره الضيق مخلل أصآبعه بين خصلآت شعره آلمبلله نآفض عنه قطرآت آلمويّه لتستقر عيونه على ذيك الكتله الورديه آلمنكمشه على نفسهآ ممده بـ الأرض !
أعقد حآجبيه بتفآجئ من إستيعآبه وجودهآ بـ الغرفـه , آلخطوه التآليه كآنت لآبد تصير من طرفهآ هيّ على الأقل تحآشياً للموآجهه إلآ إنهآ بمكآنهآ مثل مآتـركهآ قبل يدخل الحمّآم .. أطبق على فمه بصبر نآفذ , هآلبنت مو نآويه تجيبهآ لـ برّ , وش قصدهآ من جلستهآ للحين بنفس الغرفـه ! مستمره بـ تحديهآ الغبي لـه ! قآصده إثآرة استفزآزه للحد إللي مآرح يندم عليـه غيرهآ وحدهآ !
إرتفعت زآوية فمه اليمنى بـ إشمئزآز آمرهآ بـ سخط: قومـي قآمت قيآمتك
....: ..............
إنعقدوآ حآجبيه بـ تجهم وهو يشوفهآ على وضعهآ مآتحرك فيهآ سآكن إلآ إنه يلمح حركه خفيفه لكتفيهآ آلمنتفضين كل ثآنيه وإللي تليهآ ..
رفسهآ بِـ خِفه قآصد تنبيههآ حيث إنهآ بوضعهآ هذآ كآنت عآئق لوصوله الدولآب وفتحه إذآ إنهآ كآنت ممدده بـ الطرقه الضيقه مآبين جآنب السرير والدولآب وهو على حآله مآيستره إلآ بشكيره ... دخل الحمآم بدون تجهيـز ..
....: تسمعيـــــــــن ! آقول قومـــي أبي ملآبـــس
....: ..............
تأفف بنفآذ صبر بعدمآ وصله صوت شهقه مكتومه تمردت لتلفظ بهآ صريحه , مشحوحـه على اشرها أطبق فمـه بـ غيظ نآزل لمستوآهآ بـ الأرض وآقف على ركبتيه مبعد بـ يده خصلآت شعرهآ البني القصير المتنآثره على جآنب وجههآ ..
مآتبآدر لظنه إلآ إنه هو وحده سبب هآلبكآء , هآلبنت حيـل دلوعـه وهو أبدّ مآله خلـق ! تستفزه ثم تبكـي !
....: قومـي يآبنت
....: ..............
طوق معصميهآ المتلآصقين بقبضته اليمنى مبعد يديهآ عن وجههآ البآكي ليفآجئ بـ تحول لون وجههآ كآملاً للوردي ... شفتيهآ متأججه ووآضح إنحبآس الدمّ ... دموعهآ صآمته , مُسآله دون توقف !
بـ غريزه فطريّه دآفعهآ الجآنب الإنسآني كونه طبيـب , أنزل يده اليسرى تحت جآنب وجههآ الأيمن بآسط رآحته العملآقه وإللي إحتوت كآمل وجههآ رآفعه عن الأرض وبـ أطرآف سبآبته ووسطآه اليمنى مضمومتين تحسس النبض على الجآنب الأيسر أسفل أذنهآ إلآ إنه كآن مُنضبط !
سألهآ بـ قلق وآضح: شفيــك إنتــي !
....: ..............
شكّ بـ كونهآ مآتسمعه لأن نظرآتهآ كآنت مصوبه تمآماً للفرآغ تحت السرير بتجآهل تآم له ..
مآحسّ إلآ وسآعده الأيسر يتسلل تحت جسدهآ النحيل جآبرهآ على الإستقعآد ومآسرع مآنحنت بلآ تحكم ليرتطم رآسهآ بوسط صدره العآري , آلشيّ إللي زآد من خوفه أقصآه .. مآيشوفهآ إلآ بحآلة خُدر كآمـل , فآقده إدرآكهآ في غير وعيهآ ...
طوقهآ بذرآعه الأيسر محتضنهآ وبيمينه تمّ يتحسس وجههآ بآرد الملآمح والتعآبير إلآ من دموع صآمته مآوقفت !
عآصفـه هوجآء إجتآحت دوآخلـه مُحدثه إضطرآب فُجآئي عنيـف , غريب ... وغير مُتوقـــع !
أجفله عن صوت نبضآت قلبه القويّه همسهآ آلمشحوح وكأنهآ تحآكي نفسهآ بعدم تصديق: سيـــــــــف .... سيـــــــــف أخـــــوي .... سيـــف أخـــوي مـــــــــآت !
/
/
/
/
بـ إستقبآل المستشفى الهآدئ بهآلوقت المتأخر من الليل قطعوآ الممرآت بهرولـه وملآمح الذعـر بوجه ثنينهـم لحد مآوصلوآ عندهم وبسرعه وقف عن مكآنه بكرسي من كرآسي الإنتظآر لإستقبآلهم , آللحظه إللي وقف فيهآ أبوه قدآمه مشدد على عضده بآلقوّه سآئله بلهفه يلهث أنفآسه: سلطــآن .. شللي صآر يآبوك ! آلولد به شيّ !!
تحسس سلطآن ظآهر يد أبوه بـ طمأنه: لآ يبه آلحمدلله
تجآهلهم بسّآم جآلس جمب زوجته شبه المنهآره مآسك يدهآ سآئلهآ بـ همس قلق متخوف: وش صآر ع الولـد !!
نآظرته بـ كُره من بين دموعهآ الغزيره سآحبه يدهآ من يده بآلقوّه مجآوبته بـ برود هآزئ: توّ النآس !
إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه بـ تعجب من ردّ فعلهآ وإجآبتهآ الهآزئـه قبل يطبق فمه زآفر نفس مهموم: آلله يهدآك , مآتدرين ليش تصرفت كذآ !
وقفت عن كرسيهآ لتتركه خآلي مآبين بسّآم على اليسآر وزوجة أبوهآ – أم سلطآن – على اليمين .. بـ إنهيآر وصل أقصآه معهآ: ونعـم التصرف .. زين مآسويـت أستآذ بسّآم ... إيه صحّ شلون تترك ضيوفك بس عشآن إبنك .. إبنك الوحيد إللي كآن بين الحيآه والموت طبعاً مآيستآهل .. مآيستآهل ذره من إهتمآمك
إقترب صوبهآ وقد إنتفخت أودآجه من عصبيته المكبوته معتصر ذرآعهآ الممتلئ بقبضته اليمنى مُنبـه بجفآء من بين أسنآنه: إقصري صوتـك
نفضت ذرآعهآ منه بآلقوّه مطلقه صرختهآ الحآده آلمرتجفه إثر بكآهآ: مآرح أقصــــر .. ولآ رح أسكــــت .. هذآ إبني يآبسّــآم .. ولدك .. ولـدك بـه ثقــب بـ القلـــب , حيآته بـ خطـر , ممكن بيوم وليلـه مآ ألقآه , مآ ألقآه حيِ يتنفـس .. تدري إن مآبيدنآ شيّ ! مآنقدر نسويله شيّ وهو بهآلعمـر , لآزم ننتظر عليـه سنوآت لين يكون مُهيأ يسووله العمليّـه وشدرآنآ .. وشدرآنآ بيتم حيِّ لين يكون مُهيأ أو لآ ......... وشدرآنآ .. آآآآآآآآهــ يآربـــي ليـــــش .. ليش كذآ يآآرب
....: آستغــفــــــــــر آلله
قآلهآ أبوهآ بـ جفآء جآهر مقترب منهآ وملآمح الغضب محفوره بين قسمآت وجهه إعترآضاً على سخطهآ الآثم , طآلبهآ بـ تشديد من بين أسنآنه : آستغفري ربك يآنآهد وش ذآ الكلآم ! قضآء ربك وقدره لآتعترضيــن
تكرمش وجههآ شآده شفتيهآ المطبقه معتصره عيونهآ بـ نبره وآهنه , ضعيفه , مبحوحـه كآتمه فيهآ شهقآتهآ البآكيه: يوبــــــآآآآآهــ
ضمهآ لصدره متحسس ذرآعهآ الأيسر يهدئ من جزعهآ: قدر آلله ومآشآء فعـل .. آذكري ربك يآبنتــي ..
إنتفضت وهي بحضن أبوهآ بآكيه: علـي ولـدي يوبــآآ , علــــي .. سميّـك يوبـآآ بيـروح منـي
إرتفع بصره للسقف قآصد دعآء ربّه وترجيّـه إلهآم بنتـه آلصبر والسلوآن على مصآبهـآ العظيـم وقعـه على قلبهـآ الضعيـف ...
آللحظـه إللي أقبل فيهآ إثنيـن بخطوآت هآدئـه أول من أسرع لهم كآن بسّآم بـ لهفـه: آآآدم .. شللي صآر !! وش الموضــوع ! صدق إللي سمعتـه !
آدم إللي كآن بحآله ثآنيه مآلهآ أي وصـف يذكـر , كمآ الشبـح .. رمآدي آللون , هآلتين من السوآد وكأنهم من العدم ظهروآ حول التجويف العظمـي لعيونه مزدوجـة الجفـن المنتفـخ .. شفتيـه الرقيقـه مُزرقّـة آللون بنفسجيّـه ..
مآختلف كثير دآخلياً عن ظآهره المُريب .. يحسّ بآلموت , الهدوء وآلسكون ...
تنفسـه هآدئ , مآيحسّ فيـه .. قلبـه منكمـش وكذلك عضلآت صدره والبطـن , أحشآءه .. كل دوآخلـه منقبضـه ..
كل مآترآءى له الفكآك من نآهـد شيئن غصباً عن إرآدته يجذبـه لهآ وبآلقوّه ..
كل مآلقى العُذر وإبتعـد شيئن أقوى يرده .. لعنـــــه .. غير قآبلـة الحلّ والفكآك ..
همس بـ توجس مُرتآب من سكون أخوه نصف الحيّ , نصف الميّت: آدآآم !!
نقلت نظرهآ مآبين بسّآم المرتآع حسياً وبين آدم المغيّب ذهنياً لتقرر هي أخيراً تجآوبه بـ أسف: صــح يآبو علـي
توسعت عيونه بنظره حآده ثآقبه , غير مُصدِقه ورآفضه لتكمل هي بـ أسى: طلع معه ثقب بـ القلب , ولآدته غير مُكتملـه .. حطوه الحين بـ الحضآنه ويصير خير إن شآلله يطمنونآ بعد أربع سآعآت .................
/
/
قصـر آل مآلكـي , ثآني أيآم العـزآء
إختلف المشهـد من الجزء الخآرجـي للقصـر آلمخصص لمجآلس الرجآل عن القصر دآخلياً بـ مجلس الحريـم شآسع المسآحـه قليل الحضـور من الحريـم بخلآف مجلس الرجآل المكتظ لآخـره بكم هآئل ومهـول من الرجآل من جنسيآت مُتعـدده , مختلفـه ..
تصدر المجلس كمآ أول يوم أحمـد وطلآل وعمهـم مُعـآذ ..
بنآح ثآنـي كآن رآئف وفآهـد ولد عمّـه ..
مقآبلهم من جهه أخرى رآمـز وسُهيـل , بجآنبهم كآن وآئـل .....
وجآب آخر مقآرب لـ رآئـف , كآن عُمـر وعُــديّ ..
اليوم الثآني من العزآء وإللي كآن أكثر إزدحآم عن سآبقـه من اليوم الأول مسآفة إمتدآد الخبـر وشيوعـه .. آلخبر المأسآوي للفقـد الثآني من ذكـور آل مآلكـي من بعـد وفآة فرآس لمده تقآرب الثلآث سنوآت من وقتهم الحآضـر .. هذآ هو صغير العآئلـه سيـف قد لحقــه بعد سنوآت من الألـم والمرض والمعآنآه ..
دخول متوآزي لكلاً من بسّآم وأخوه آدم .. من نفس البوآبه الخشبيه العريضه منفرجة الشقين دخـل سنـد وبـجآنبـه أخوه مآلـك ..
آللحظـه إللي أحسّ رآمز فيهآ بـ إهتزآز جوآله الصآمت بداخل سيآلة ثوبه الأبيض مقرر تجآهلـه ..
التجآهل إللي مآدآم كثير بسبب حثّ وآئل إللي قد إستشعر إهتزآزآت الجوآل بسبب جلوسه جمبـه ..
....: يآخي ردّ ع الجوآل شـوف منـو !
....: مآلي خلق أتكلم مع أحـد
وآئل: وإنت أحد قآلك سولف ! شف منو بـ الأول
أطلق زفره مهمومه مطلع جوآله ليتفآجئ بـ أربع مكآلمآت متوآصله بـ إسم وآحد ... نجـــم !
هز وآئل رآسه نفياً بعدمآ قرأ الإسم مردف بـ همس خآفت: من أول أقول لك شف منو ..
بطقطقه سريعه وبلآ تردد طلب إتصآل موقف بـ إستئذآن من سُهيل إللي أومأ له رآسه إيجآباً .. يقدر يروح ويتم مكآلمته برآ ..
في طريقه للخروج من البآب لمح خويّه آدم الوآقف مع أخوه بسّآم يعزون رآئف وفآهد أولاً بـ إعتبآرهم الأقرب من البآب ثنينهم ...
....: هــلآ ..
....: لآزم أدق إمية مره يآرآمـــز !!!!
....: مآدريت إنه إنت إللي دآق , جوآلي مآوقف إتصآلآت من أمس
....: البقآء لله يآخوك , عظم آلله أجركم
....: أجرنآ وأجرك يآنجـم .. شخبآرك ؟
....: مآعليك مني , إنت شخبآرك ! تونـي دآري صبآح اليوم من عُمـر إعذر قصوري
....: مآبه خلآف , قدر آلله ومآشآء فعـل , آلحمـدلله
....: زين أكلمك بعدين بدق آلحين على أحمد وأبوفيصـل
....: لحظه شوي أنآديهم لك الحين تكلمهـم
....: لآ مآعليـه أنآ بدق على أحمد ومنه بكلم أبو فيصل
بهآللحظه لمح رآمز من مكآنه المنزوي بـ الحديقه الخآرجيّه الملحقـه رآئف أخوه مقبل صوبه بعدمآ رآفق وآحد من الشيآب أصحآب مكآنه مرموقه على الأغلب إنه شريك لـ رآئف بـ أشغآله ولآ مآكآن تعنى ورآفقه بهآلظرف !
....: لحظـه نجـم , قدآمي رآئف
....: طيب عطنـي أكلمـه ..............
/
/
بـ مجلس الحريم .. كآن الوضع أهدأ ..
قليل الإزدحآم , عدد محدود من المعزيّآت بعبآءآتهم سودآء اللون ..
صوت الشيخ الشجيّ الهآدئ بـ تلآوآت قُرآنيه يصدح بِـ علوّ خآشـع كآسر سكون الحُزن ..
على نوآحي متفرقـه من المجلس الفسيـح .. يتصدره – أم طلآل – إللي غآبت عن حضور أول أيآم عزآء ولدهآ بسبب رقودهآ في فرآشهآ لمدة يوم كآمل مآقوت فيـه على الوقوف , الكلآم .. أو حتى الرؤيـه ..
بجآنبهآ الأيمن سِلفتهآ – أم فآهـد - .. والأيسـر أختهآ – أم عُمـر -
على مسآفه قريبه كآنت نسمه الذآبلـه ممتده نظرآتهآ الحزينه بعيون دميعه منكسره إلى الفرآغ بلآ هدف تستقر عليـه , بجآنبهآ حوريّه إللي إحتضنت يدّ نسمه بين يديهآ ..
مقآبلهم مرآم وبجآنبهآ وردهـ .. غآبت عن الحضور شـروق بسبب رقدتهآ في فرآشهآ من بعد ولآدتهآ محمله نفسهآ فوق طآقتهآ من الظنون الخبيثـه بكون هآلبنت وقرب ولآدتهآ نذير شؤم على البيت بـ أكملـه .. خُلقـت ليـن بـ نفس آللحظـه إللي فيهآ صعدت روح سيـف ..
غيآبهآ مآمنع من حضور كلتآ أختيهآ وأمهآ ...
دآرين , تغريـد ... أم وآئـل , وبـجآنبهآ زوجة إبنهآ وآئـل .............. ميسـم !
على بآب المجلـس , حضور رُبآعي مُلفـت إرتفعت له الأنظآر لذيك المتقدمه بـ خطوآتهآ المُتأنيه رآفعه الغطآ عن وجههآ كآشفه عن شخصيتهآ إللي توسعت بسببهآ عيون وحده من الجآلسآت بـ تفآجئ مآسرع مآتدآركت نفسهآ خآفضه بصرهآ في حرج مشدده من مسكتهآ القآبضه على ركبتيهآ بآلعه ريقهآ بـ إرتبآك ..
الإرتبآك إللي مآخفي عن الجآلسه جمبهآ لتسألهآ بـ همس: تغريد شفيــك !
إلتفتت يمينهآ بسرعه خآطفه من وقع سؤآلهآ لثوآني ثبتت عيونهم ببعضهآ متشآبكه نظرآتهم .. ميسم المستفهمه وتغريد المتوتره !
بحده أعرضت عنهآ تغريد تنآظر ذيك إللي مرت من قدآمهآ وإللي مآكآنت إلآ حمآتهـآ ! يتبعهآ بنتيهآ .. سآلي بـ قآمتهآ الطويلـه , والأقصـر منهآ أصآلـه , مقبلين صوب أم طلآل المرهقـه بدنياً مُدمره نفسياً قآصدين تعزيتهآ ...
الرآبعـه بوجههآ المتجهـم كآنت نآهـد موجهه أولى نظرآتهآ المتعمده أولاً لـ مرآم ثم لذيك الجآلسه جمبهآ مطأطأة الرأس في حُـزن .......... وردهـ !
نظرة الحقد الحآده إللي توجهت لآشعورياً من نآهـد لـ وردهـ مآخفت أبداً عن مرآم إللي قدرت تلآحظهآ بسهولـه وكأن نآهـد متقصـده هآلشيّ ومآعندهآ من الأسبآب الشيّ إللي يمنع إظهآر مقتهآ وكُرههآ بآلشكـل العلنـي الصريح الوآضـح , مجهـول السبب !
أعقدت مرآم حآجبيهآ مقوسه فمهآ بـ إستغرآب تنآظر ذيك إلي على يمينهآ خفيضة الرأس غآب عنهآ رمق نآهد لهآ بهآلحده والجفآء سآئله نفسهآ بقلبهآ " خير آللهم .... وش إللي بين نآهـد ووردهـ !!! "
قالتها بتخوّف مطبقه فمهآ بـ أسـى بعدمآ لآحظت كل فينه حركة ورده السريعه من يدهآ لوجههآ تمسح المتمرد من دموع عيونهآ , هآلموقف سبب أدعى لفتح جرآحآتهآ النفسيّه , مآ أمدآهآ تهدى وتندمـل .. وفآة أمهآ مآكتمل عليهآ الـ خمسة أشهـر وقدآمهآ الموقف ينعآد ...
نفس الحلقه النسآئيـه كآسيهـم سوآد عبآءآتهم , صوت الشيـخ بتلآوه قرآنيـه .. تمتمآت المعزيّآت ودعوآتهم بـ الرحمه والمغفره ..
من خمسة أشهر وأقل كآنت بنفس موقف خآلتهآ – أم طلآل - , نفس الإنهيآر البدنـي , رخوهآ وعدم قدرتهآ حتى على مدّ يمينهآ لمصآفحة المعزيّآت ..
دموع منهآله في صمـت , وبلآ توقـف
مآلت برآسهآ يسره للي أجفلتهآ من التفكير بوردهـ وإللي تحسّه يوم جلست جمبهآ ضآمه لحجرهآ أطرآف عبآءتهآ إللي إنسدلت عن رآسهآ مستقره على كتفيهآ بصرهآ موقع قدميهآ في صمت وسكـون ..
وكأنهآ تذكرت , همست بـ لهفه: وشلونـه آلحين علـي !!! سآمحيني يآنآهد مآقدرت أجيك , تدرين بنفس اليوم إللي رديت فيه من عندك صآر إللي صآر .. ولآده ومــوت بنفس اللحظـه
نآهد: مآبه خلآف يآم فيصـل عآذرتك , آلله يكون بآلعون ..
....: شخبآره علي طيب ؟ شللي صآر عليه !
....: آلحمدلله على كلّ حآل , آقولك بعدين .. بس أنآ الحين مقدر أطول أكثر لآزم أردّ المستشفـى , مآحد مع علي إلآ صيته أختي وأبوي ..
تحسست ظآهر كفهآ الأيمن بـ موآسآه: مآعليه روحـي .. آلله يريح فكرك ويطمن قلبك على ولدك
بـ همس مآيسمعه غير ثنينآتهم: لآزم تجينـي ونتكلـم
إلتفتت لهآ جآمدة الملمح لتكمل هي: لآزم تجيني يآتغريـد ..... أبي أتكلم معـك
بلحظه لمعت عيونهآ ممتلئه بدموع حبيسه وعيونهآ على الثلآثي إللي مآنرفعت عيونهم عنهآ من أول دخولهآ ... أم زوجهآ مآلك وخوآته الثنتيـن !
....: وانا بعد محتآجه أتكلم معك يآميسم
شددت من قبضتهآ على وركهآ قآصده تهدئتهآ: تعآلي البيت عندي وبنتكلـم
....: لآتزعلين من وآئل ... كآن مُجبـر , أنآ بعد مآكنت أدري ... أربعه وعشرين سنـه بنفس البيت معهم ومآ أدري
ميسم: ...............
تغريد: صدقيني يآميسم وآئل مآله ذمـب
/
/
مغربيّـة اليوم التآلـي ..
غطت سِن الإبره بغطآهآ البلآستيكي الشفآف بعدمآ جهزتهآ رآده بـ أسى وقلة حيله على لومهآ لهآ: وش بيدي إللي أسويّه يمّـه !
....: كآن بوقتهآ دقيتـي على سنـد وهو يعرف شلون يتصرف
....: يمّـه ذولي عمآنهآ وجدآنهآ , مآلي أي حق أمنع البنت عنهـم
....: مآحد قآلك تمنعينهآ عنهم بس سند وش إللي قآله ؟ وش إللي وصآك فيه ؟ قآل بيآت لهآلبنت برآ البيت مآفيـه لو إنه بيت جدآنهآ .. آلله يستر آلحين وآلله كآفينآ مآنب نآقصين
أطلقت زفره محبطه مرخيه كتفيهآ وبصرهآ مخفض لقآعدة السرير: تهقين وش بيسوي !
قوست فمهآ مآتدري مجآوبته بـ بهوت: سند له حسآبآت ثآنيه غير حسآبآتنآ , وآلغريب إنه إهو الصـحّ .. آآآآآآخ يآربي إنتم كلكم بتذبحونـي مآعآد فيني أتحمل تعبت وآلله
نآظرتهآ بـ إهتمآم في لحظتهآ وكأنهآ تذكرت: قومـي يمّـه جهزت الإبره ..
على كلمتهآ دخلت الثآنيه زآفره نفس مسموع بـ تململ: قلبي نآغزني من شيّ ممكن يصير اليوم
شدت فمهآ المطبق بـ حنق فآكه غطآ الإبره: سآلي وللي يعآفيك مب نآقصه
جلست على طرف السرير لأمهآ: إنتي إللي مآتفكرين ! مدري وش هآلضعف إللي يجيك بس من طآري أهل زوجك , خير إن شآلله ! وإن يبون البنت ! كآن قلتي نآيمه ولآ بمشوآر مع أحد من خوآلهآ ولآ أي عـذر
وقفت أمهآ عن السرير رآفعه جلآبيتهآ إستعدآداً لأخذ حقنة العضـل خآصتهآ بيد أصآله بنتهآ: هذآ إللي توني أتكلم فيـه
قلبت عيونهآ بـ تكشره مشمئزه: صدق مدري شللي يحسون فيه هآلعآلم , مآسألوآ وينهي البنت من أسآبيع حتى لو بآلتليفون , آلحين توهم وتذكروآ ! وإنتي مآشآلله قآلوآ لك جيبي البنت سلمتيهآ
وقفت ورآ أمهآ حآنيه ظهرهآ معطيتهآ حقنتهآ إللي تمرست بـ كيفية تجهيزهآ وحقنهآ بسبب بنتهآ الصغيره إللي إشتد تعبهآ من بعد الولآده إلى وقتها الحآضر وكآن لزم إعطآهآ حقن علآجيه إلآ إن الصغيره أبداً مآسمحت بهآلشيّ إلآ يوم صآر من أمهآ , وبـ يــدّ أمهآ ..
....: سآلي تكفين , عندك كلمه عدله قوليهآ ولآ سكتي
قلبت عيونهآ لآويه فمهآ بـ إمتعآض: هي كذآ دآيم كلمة آلحق تزعل
مسحت على بشرة أمهآ بعدمآ أخرجت الإبره هآمسه: بـ الشِفـآ يمّـه إن شآلله
أنزلت ملآبسهآ مغمضه عيونهآ برآحه: يآزينهآ يدك , أبدّ مآ أحس بـ الإبره , وينك من زمآن عنـي
لآ شعورياً أطلقت سآلي ضحكتهآ المفآجئه متمتمه بكلمآت غير مفهومه من بين ضحكهآ: تذكـ ... هههههه تذكرون مآلـ .. هههههه مآلـك
وكأنهم ثنينآتهم قد فهموآ قصدهآ إنتفض صدر أصآله بضحكه مكتومه مطبقه فيهآ فمهآ وهي تكسر سِـن الإبره رآميتهآ بـ السله: هههههه آلله يخزي إبليسك وش ذكرك
....: هههههه تذكرته من طآري الإبره وشوفتهآ , تذكرين يوم جآه الفآيرس مع طولـه ولآزم يآخذ الإبره عشآن يحدون من إنتشآره بجسمه هههههه
....: هههههه قآم يبكي ويصيح
سآلي: لآوبعد ركـض من غرفته يبي يشرد ومآيآخذهآ , قآلك متعقد من الإبر ويخآف
أصآله: أبوك مسكه عند البآب وكتفـه مثل الذبيحه وإنتي كشفتي بنطلونه
سآلي: هههههه وإنتي مآتوصيتي غرزتي الإبره بـ لحمه وهو مغير يصيح تعقد بزيآده
أصآله: سشوي بغيت أخلص بسرعه قبل يفك ويهرب
....: خلآص إنتي ويآهآ فتحتوآ السيره ولآ عآد وقفتوآ
نآظرتهآ أصآله بتفآجئ وعدم فهم لعصبيتهآ لتسألهآ سآلي بـ إستغرآب: شفيـك يمّـه !!
أسندت ظهرهآ للسرير بعدمآ مددت عليه مآسكه جآنبي رآسهآ إللي أخفضته لحجرهآ: يآقلبي عليـه شآرد من البيت ضآيق صدره ومختنق وإنتم هني تضحكون عليـه
أطبقت أصآله فمهآ بـ أسف خآفضه رآسهآ للأرض في حين أعقبت سآلي بهدوء متحسسه سآق أمهآ اليسرى: خير يمّـه لآتشيلين همّ , يعننك مآتـدرين عن ولدك وفعآيله ! كنه أول مره يشرد يعنـي ! تلقينه الحين مأجر شقـه وش كبرهآ , يسمع الأغآني ويآكل المشوي وإنتي هني محتره ..
....: لآآآ , هآلمره لآ .. كم له تآركنآ !! يومين زود ويتم الإسبوع , قلبي نآغزني حآسه إنه مآهوب بخير .. وكله من ذيك الإبليسـه حسبي آلله عليهآ قهرت وليدي
طيرت أصآله عيونهآ مطبقه فمهآ بـ ضيق: يمـه حرآم عليك لآتتحسبين عليهآ , هي زوجة ولدك
....: تخسى تكون زوجتـه بعد إللي قآلته , تبي الطلآق أجل , بآللي يآخذهآ ولآ يردهآ .. ولآ حنّآ بعد نبيهآ
أصآله: بس ولدك مآلك يبيهآ
....: أنآ دآريه عن ولدي عدل , يبي الشيّ ويتعلق فيه يومين وينسآه مآهيب جديده
آثرت سآلي الصمت مطبقه فمهآ بـ أسف في حين أعقبت أصآله بعدمآ أطلقت زفره مهمومه: يمـه هذي إنسآنـه .. تعآمل معهآ وعآشرهآ وحبهآ بعـد .. مآهيب سيآره من سيآرآته إللي يتعلق فيهآ يومين وعآدي عنده يغيرهآ
نآظرتهم بـ حِده آمرتهم بـ جفآء: طلعـوآ برآ ثنينآتكم .. مآبي أشوف أحـد .. بــرآآ
....: يمّـــ ...............
قآطعتهآ بـ حزم ممدده كآمل جسدهآ على السرير مغطيه نفسهآ بـ الشرشف الستآني الخفيف الخآص بـ أصآله لأنهآ بغرفتهآ: خــلآآآآص , أبي أرتآح خلونـي ..
وقفت سآلي عن السرير بـ إستسلآم في حين تمت أصآله تلقط ملآبس بنتهآ من الأرض حآذفتهم على الصوفآ المنجده بـ ستآن تركوآزي آللون بحآل غرفتهآ متعددة الألوآن الهآدئـه إللي غلب عليهآ الطآبع الترآبي بـ ألوآن البني الدآكن , والفآتح , والبيـج .. بـ تدآخل شآذ لـ اللون التركوآزي ...
أقفلت البآب من بعد خروجهم ثنينآتهم موقفه قبآل البآب الخآص بـ غرفة سآلي والمجآور لغرفتهآ إللي توهآ وطلعت منهآ: شفتــي شـقآلـت أمـك !
لوت سآلي شفتيهآ المطبقه بـ تفكير: الصرآحه معهآ حـق .. إنتي كـ أمّ ترضين أحد يذل عيآلك ! هذآ وهو مآلك .. وإنتي تدرين مآلك بآلذآت وش غلآته عند أمـي ..
فركت جبينهآ بوجه متجهم من إحسآس ألم الصدآع إللي بآغت رآسهآ فجأه لتوقف بمنتصف الطآبق اللي همّ فيه: أحس نفسي دآيخـه , ولآزم أكتب المقآله بعد وأرسلهآ آخر ميعآد بكره , وش هآلعنـآ ..
....: سآلــي إنزلـــي
إلتفتوآ ثنينآتـهم لمصدر الصوت إللي فآجئهم بـ هدوء بعدمآ رقى آخر درجه من السلآلم لتعقد هي خصوصاً حآجبيهآ بـ إستفهآم: ليــش !
....: سهــل تحت بـ المجلــس منتظــرك
توسعت عيونهآ بـ تفآجئ سآئلته بعدم تصديق: رد معـك من الشركـه !!
فكّ أول زريّن من أزرآر قميصه الأبيض بـ تعب وهو على وشك أن يتخطآهم دآخل غرفته: وش هآلأسئلـه وهو كل يوم رآد معي من الشركه ومن نفس الطريق , هذآه بيتـه قدآم بيتك
بلعت ريقهآ مصدره صوت خآفت مسموع مكوره قبضتهآ اليمنى البآرده بـ إرتيآب وتشكك مآتدري سببه ليجفلهآ صوت أصآله الجآهر بسرعه قآصده تلحق عليه: لحظــــه سنــد
إلتفت لهآ بوجه مرهق مُتجهم لتقترب هي تجآهه خآفضه بصرهآ في حرج هآمسه بـ تخوّف من رد فعله: أبي أعلمك شيّ
شدت سآلي شفتهآ السفلى سآحبه نفسهآ من المكآن بـ خطوآت سريعه وكأنهآ درت عن قصد أصآله وإللي تبيه رآفعه شيلتهآ الخفيفه عن كتوفه مثبتتهآ فوق رآسهآ نزولاً لمقآبلـة ذآك المنتظــر !
على بآب غرفته , مرر عيونه الفآحصـه لشكلهآ الغريب قدآمه , خآفضه رآسهآ , بصرهآ موقع قدميهآ , شآبكه أصآبع يديهآ لبعضهم بوسط جسمهآ , المظهر إللي أوحى له بآلشيّ الغير مُبشّـر إطلآقاً ... الشيّ إللي على الأغلب إنه إعتآده بهآلبيت , مآيمديـه يهدآ بآله ليوم وآحد إلآ وينقلب كيآنه بسآلفه جديده مآيدري من وين تطـلع له .. وشكلهآ هآلمره السآلفه عند أصآله ..
إرتفع حآجبه الأيمن سآئلهآ بـ حنق: خيـــر !
....: إوعدني أول مآتعصب
شهق نفس مسموع يستمد منه السكينه والثبآت: بـ الأول أو بـ الأخير كذآ كذآ بعرف وش السآلفه , فـ قولي الحين ولآ تمآطلين
....: عمّ فدوى اليوم جآ وأخذهآ وقآل إنهآ بتبيت عندهـم
ضيق عيونه بـ نظره إستنكآريـه حـآده سآئلهآ وكأنهآ مآفهم أو مآسمع: نعــــــم !!!!!!!
/
/
/
/
بـ خِفيّه قطعت آلممر الرخآمي الأوسط من الطآبق الثآلث على أطرآفهآ وعيونهآ ورآهآ ترقباً لـ وجود أحد لحد مآوصلت للبآب بآلعه ريقهآ بـ توتر قطعته بطرقهآ الهآدئ للبآب الخشبـي ومآسرع مآنفتح البآب وكأن الطرف الثآني كآن بـ الإنتظآر: كآن قعـدت شـــــــــوي بعــــد ..........!
إتسعت عيونهآ أقصآهآ بتفآجئ من شخصية الوآقف قدآمهآ وإنه مو آلشخص المقصود أبداً , أعقدت حآجبيهآ إستغرآباً تلتهآ بـ إبتسآمه حرجه: أوهــ .. حــور !
....: كنتي مستنيّـه حـدّ !
أشرت لهآ بيدهآ تدخل جنآحهآ سآبقتهآ هي: تعآلي آدخلـي ..
لحقتهآ منقله عيونهآ لأركآن الصآله وكل أثآثهآ .. كلآسيكيّـه متكلفـه بـ الفخآمـه .. إلآ إن ألوآنهآ الخليط من الأحمر الغزآلي والذهبـي تظـل مُريحه أكثر من سوآد غرفتهآ هيّ بكل أثآثهآ ومفروشآتهآ: الأوضه بتآعتك حلـوه أوي
إلتفتت لهآ بـ إبتسآمه هآدئه: ظنتي أول مره تدخلين جنآحي
....: أهـآآ
جلست على كنبة الصآلون الملكـي لهآ , خشبـه مدهون بـ طلآء ذهبـي , منقجد بـ قطيفـه حمرآء لآمعه , أشرت لهآ تجلس جمبهآ مُردفه بـ اعتذآر: معلش صحت عليك , حسبتـك رآمز
جلست جمبهآ عآقده حآجبيهآ بعدم فهم , شدعوى منتظره رآمز وليش من الأسآس بيجيهآ رآمز: ليـه خيـر ؟
جت بتجآوبهآ إلآ وصدح بـ المكآن صوت طفل صغير بـ صرآخ مزمجـر لترخي هي كتوفهآ بـ يأس مغمضه عيونهآ بـ همّ: رحمتـــــك يآربــي
مطت رقبتهآ مصوبه نظرهآ تجآه مصدر الصوت من الغرفه الدآخليه: دآ فِـرآس إللي بيعيـط !
أسندت جبينهآ لرآحتهآ اليمنى مجآوبتهآ بـ شكوى مُرهقه: ذآ الولد خلآص بيذبحنــي
شدت فمهآ بـ إبتسآمه مطبقه: ليه بس دآ عسول خآلص
نآظرتهآ بـ أسى مطبقه فمهآ: وآلله مآ العسول إلآ إنتي .. نصيحـــه .... لآتفكرين تجيبيـن عيآل بذآ الوقت أبــدّ
....: يــــآآآآمـــــــــذذذ ... يآآآآآآآآآمـــــــــــذذذذ عـآآآآآآآآآ
شدت على صدغيهآ سآحبتهآ لأسفل وكأنهآ تلطم من شآفت إبنهآ مقترب صوبهم وخدوده المنتفخه مغرقه بآلدموع , شــحّ صوته من الصيآح والبكآ ولآ وقف مغير على لسآنه , يآمذ يآمذ !
سألـتهآ بعدم فهم وهي توقف متوجهه صوبه: هو عآوز إيــه !
قآلـهآ وهي ترفعه عن الأرض إلآ إنه فلت من يدهآ وبغى يطيح بسبب ترفيسه بـ الهوآ رآفض حملهآ هي له لولآ تدآركهآ له وتشديدهآ من إحتضآنه: يآمـز إيه دآ مش فآهمـــه .. – صآحت فيه بنفآذ صبر – بــــــــس يآآولآآآآ
....: ههههه وش يـآ ولآ هذي
حور: ههههه يعني يآولـد , هو مآلو بقـد , إلحئـي إبنك , الولآ هيموت نفسـه من العيـآط
....: عجزت معـه , خليـه
علت نبرتهآ بصيآح لأجل تسمعهآ مرآم وهي تنزله بـ الأرض بعدمآ عجزت إنهآ تهدي من نوبة بكآه الحآده تآركته نآيم على ظهره يرفس بـ الأرض: إزآي بئـآ !!
....: كل يوم على هآلحآل , مآيسكت لين يعوره رآسه من البكآ هم ينآم
....: هو عآوز رآمـز ؟
....: حسبي آلله على رآمز مخرب لي العيآل , سوآ فيصل أو ذآ
ردت جآلسه جمبهآ وبوجهه إبتسآمه بآهته بعدم فهم: ليـه !
....: مدري عنه مخبـل فيهـم .. فيصل معتبره مثله الأعلى وقدوته بـ الحيآه وكل يوم هوآش وطقآق مع أبوه , تدرين طلآل مآيدآني أخوه رآمز ههههه
....: ههههه أهو ربنآ بيعآقبـه , أولآده الإتنين عآوزين عمهـم رآمز وبيحبوه
أطلقت تنهيده مهمومه: آآآآآخ آلشكوى لله .. وذآ أول كلمه تعلمهآ هي رآمز , نآشب لنآ صيآح وبكآ مآيسكت إلآ مع رآمز صجنـي حسبي آلله ع العدو
....: يآآآه متعلئيـن أوي كدآ بـ رآمز !
....: وأكثـر
حور: وإنتي كنتي مستنيّه رآمز دلوئتـي !
....: شسـوي عورنـي رآسي .. عيآ يسكت معي أو مع الشغآلآت أو حتى مع أخوه فيصل , مثل مآتسمعين مآيبي إلآ رآمز , دآقه على الأستآذ رآمز من سآعه وهو مطنـش
حور: معلش منتي عآرفه الأيآم دي همآ مشغولين إزآي ...
أطلقت زفره مهمومه وعيونهآ بـ الأرض متحسسه دبلتهآ الذهبيه بـ بنصرهآ الأيسر: آلله يرحــم أموآتنــآ ...
قآلتهآ ومآسرع مآرفعت رآسهآ ملتفته لهآ بـ إهتمآم: صحيـح حور شبغيتـي ! خذتنآ السوآلف عن ذآ إللي صآجنـآ
شدت فمهآ بـ إبتسآمه خجلـه , متوتـره مآسرع مآختفت مبتلعه ريقهآ أولاً إستعدآداً للكلآم إللي توهآ بتنطقه إلآ وقطعـه صوت الطرق القوي للبآب ليلتفتوآ ثنينآتهم صوبهم وبسرعه وقفت مرآم معدله حجآبهآ الأسود: أكيد رآمـز .. لحظـه حـور
شآلت ولدهآ عن الأرض إللي بعده على وضعه يبكـي ويصيح صيآح مشحوح النبره بدون صـوت: خلآص إسكـــت هذآ رآمز
....: يآآآمــــــــذذ
سحبت على وجنتيه المبلله مآسحه له دموعه: إيه يــآآمز عسآك تنطـم الحين
فتحت البآب بعيون مستشآطه غضباً مطبقه فمهآ بـ القوه كآبته عصبيتهآ ليجيهآ صوته البآرد: وأنآ مآعندي شغله غير ولدك ذآ !
حذفت عليه إبنهآ فرآس إللي أول مآشآف رآمز تهلل وجهه مبتهج لآمعه عيونه بسعآده فآرد ذرآعيه القصيرين يبي رآمز يحملـه .. جآوبته بـ عصبيّه: تحمـل نتيجة سوآيآك .. إنت إللي علقته فيـك
تنآوله منهآ ينآظره بـ حنق: يآشين النشبـه
مآكآن رد فعل فرآس إلآ قبله طفوليّه بريئـه لخدّ رآمز الأيسر مختلطـه بـ لعآب سآئـل ليبتعد عنه رآمز بـ إمتعآض مآسح وجهه: وش بوسة العجز هذي , وع غرقت وجهي
....: هههههه لآتجيبـه , خله ينآم عندك اليوم
بقق عيونه بدهشه أفصح عنهآ جهراً: إيــــــــــش !!
....: لآتخآف , برسل له الشغآله تبدل حفآظـه
قآلتهآ ثم قفلت البآب بوجهه تآركته على عتبة جنآحهآ ينآظرابنها بـ قهر مطبق فمه بآلقوه: وإنت يآلبزر توك تلبس حفــآظ !!
مآجآوبه فرآس إلآ بـ إبتسآمه عريضه كشفت عن أسنآنه اللبنيـه مكعبة الشكل الصغيره بصيآح مبتهـج وهو يصفق يدينه نآفض نفسه بـ إبتهآج: يـــآآمــــــــذذذذ
شدد رآمز من إحتضآنه له لآيطيح من يديه وهو يرفس بسعآده مقفي عن البآب متوجه لبآبه هو: إيه يآمــز يآمآل الــــ .......
بـ الجنـآح ..
سيحت جسمهآ على الكنبه مغمضه عيونهآ مطلقه تنهيدة رآحه عميقه: آآآآآآهــ يآلعنــــــآ
شدت فمهآ بـ إبتسآمه مطبقه: ربنـآ يخليهولـك
بسرعه إعتدلت مرآم رآفعه بوجه حور سبآبتهآ تنبيهاً: إسمعي يآبنت , يآويلك تفكرين الحين بـ الخلفـه , إستآنسي أول قبل تنغبنيـن
على طآري الخلفه , إنقبضت أحشآئهآ خآفضه بصرهآ في حرج لتسألهآ مرآم بـ إرتيآب متخوّف: شفيــــك !
رفعت من تحت وركهآ الأيمن آلشيّ أبيض آللون شبيه القلم مآدته لـ مرآم على إستحيآء وبآقي رآسهآ مُخفض في خجل ..
الشيّ إللي تنآولته منهآ مرآم بعقدة حآجبين مستفهمه عن طبيعته ومآسرع مآتوسعت عيونهآ بتفآجئ سآئلتهآ بعيونهآ آلشيّ إللي مآ أفصحت عنه لتجاوبها في بسرعه: أنآ شآكـــــه .... بس مش عآرفه أتأكد إزآي
مسكت مرآم رآسهآ مغمضه عيونهآ بتنهيده مُرهقه: آآآآهـ , تونـي أنبهك
أطبقت فمهآ بـ أسف إن مآبليد حيله: غصـب عنـي وآللهــي
....: طيب وإنتي شلون شآكـه !
....: إستفرغت كزآ مره , وحآسه إني أرفآنـه من الأوضه بتآعتي كلهآ , ريحـة السقآير بتآعت رآئف بتـئلـب معدتي ودي حآقه أول مره أحسهآ .. وكمآن دآيخـه دآيماً
تحسست ذرآعهآ الأيمن مبتسمه على برآءتهآ وهي تتكلم وتوصف حآلتهآ في خجل خآفضه بصرهآ متلعثمه: خلآص يآقلبي ولآ يهمك الحين نتأكد
لحقتهآ بسرعه ووآضح الإرتبآك بـ حركتهآ المشتته: آآآآ .. أنآآ أنآ معرفتش أعمل إيه أو أقول لميـن .. حتى إتكسفت أتصل بـ مآمآ وأسألهآ , ونسمه أكيد زيي متعرفش حآقه روحت بآعته الشغآله تقيب إختبآر الحمل دآ بس مش عآرفه أعمل بيه إيه !!!
إتسع فمهآ بـ إبتسآمه عريضه قبل تهز رآسهآ إيجآباً قآصده طمأنتهآ مُردفه بعدمآ وقفت ممسكه بيدهآ موقفتهآ معهآ: خلص ولآ يهمك .. تعآلي معي دآخل وأنآ أعلمك شلون نتأكد ............
/
/
توقيت متـوآزي ..
دخلـت بعجلـه وعيونهآ نآطقـه دهشه وعجـب: سهـــــــــل !
أقفلت البآب من ورآهآ بآللحظـه إللي انسدلت طرحتهآ عن شعرهآ مستقرهآ على كتفيهآ: ليـش مآعلمتنـي إنك بتجـي !
إرتفع حآجبه الأيسر بزآويه حآده وعيونه على البآب إللي قفلته من ورآهآ بكآمـل إرآدتهآ !
آلشيّ إللي مآقد صآر أبـدّ , يتذكر إنهآ مره أقفلت البآب وردت فآتحته لآخره بعدمآ إستوعبـت .. ردّ الفعل إللي مآغفل هو عنـه وتفهمـه بحسن نيّـه ..
قآعد يشوف سآلـي ثآنيـه مُختلفـه تمآم الإختلآف .. أخفض بصره لحجره حآك بطرف سبآبته اليمنى جآنب خشمـه بـ إبتسآمه خفيفه مآسرع مآختفت " وآلله وصآرت الكـره بملعبـك يآسهيـل ..... "
جلست جمبه على كنبـة المجلس الإسفنجيّه المرتفعه عن الأرض: من أول أدق عليك ليش مآتـرد !
نآظرهآ لحظآت ببرود قبل يهمس بلعآنه في خآطره " هيّـــن يآبنـت المُرشــد .... "
....: كنت مشغـول شوّي
....: من خمس أيآم وإنت مشغــول !!
بآلحيل كآتم ضحكـه , يحس نفس الموقف ينعآد لكن بآلوضع العكسـي , وينهآ يوم إنه يقعد أيآم يتحرى إستجآبتهآ على إتصآلآتـه .. مآكآن مبررهآ إلآ تآفـه وسخيـف ... مآكآن عذرهآ إلآ إنهآ مشغولـه !
....: ثلآث أيآم عزآء ولـد عمـي ..
أعقبت بنفآذ صبر طلع صوتهآ حآد جآف: فهمنآ هآلثلآث أيآم , وأمـس .. واليـوم .. هـآآه
مسح على وجهه بـ تململ , ليش الحين بس يحس إنه نـدم , بتبدآ معه وين كنـت وويـن صـرت ! هذي هي سآلي الحقيقيه .............أنثى كبقيّة الإنآث !
....: أخوك ضآغطنـي شغـل عن الثلآث أيآم إللي تغيبت فيهـم
أخفضت بصرهآ لآويه فمهآ المشدود بـ حنق ليجيهآ صوته هآدئ مُثير بعدمآ أحست بسآعده الأيمن فوق المتك الإسفنجي الفآصل بينهـم يلآمس سآعدهآ الأيسر , الملآمسه الطفيفه السطحيّه من فوق أكمآم ملآبسهـم: وإنتي شخبـآرك !!
إنشد عرق برقبتهآ حست إن عنقهآ تصلب بآلعه ريقهآ رآمقته بنظره صقريّه حآده معلقه عيونهآ المرتآعه وكأنها مُهدده بعيونه المستمتعه ليجيهآ بآقي كلآمه بـ همس خآفت: نظرآتك يآبنت ذبّآحـه
إنفغر فمها الفتحه القصيره إللي سحبت معهآ كومـه هوآئيـه على إثرهآ إرتد ظهرهآ مسآفه مبتعده عنه تنآظر بـ الأرض سآحبه على شعرهآ من مؤخر رآسهآ بحركه متوتره تتحآشآه بنظرآتهآ الشيّ إللي مآدآم كثير لأن يمنآه إمتدت وأمسكت معصمهآ الأيسر منزل يدهآ إللي تسحب على شعرهآ: خلآص وقفــي
نآظرته بـ ترقبّ موسعه عيونهآ بنظره حآده ليكمل هو: شفيـك متوتـره !!
بلعت ريقهآ قبل تجآوبه بتكآبر وإدعآء: أنـآآ !! وش بيوترنـي يعنـي !
قوس شفتيه المطبقه مآيدري في حين أكملت هي بـ إبتسآمه قصيره: بس إتفآجئت بجيتك مع سنـد ..
....: أنآ جآي عشآنـك إنتـي
....: أحسك اليوم رآيق
....: أنآ دوم رآيق
....: وآلله ! مآلآحظـت
....: وإشمعنى اليوم لآحظتـي ؟
ضآعف سؤآله توترهآ أكثر , حست نفسها إنحشرت بـ الزآويه .. هي فعلاً مآتـدري ليش هآلفتره بدت تلآحظ فيه كثير أشيآء كآنت غير مُلفته بآلنسبه لهآ قبلاً ...
سألت نفسهآ هل كآنت فعلاً موجوده فيـه , أو هي صفآت وموآصفآت جديده مُكتسبـه .... أكثر جآذبيـه ....... وإثآره !
....: مـدري , بس أحسك اليوم مروق بزيآده
مدد أطرآفه يتمغط: عـآدي يآقلبـي , حآس برآحـه
أعقدت حآجبيهآ خآفضه بصرهآ رآمقته بـ إرتيآب النظره الجآنبيه التحتيّه تحآكي نفسهآ بـ تعجب وإستغرآب " قلبـي !! هذآ شفيـه ! "
....: وإيش يعني سبب الرآحـه هذي !
إرتفعوآ حآجبيه سآئلهآ إدعآءاً للبلآهه: ليش إنتي مو حآسه برآحـه ؟
أعقدت حآجبيهآ سآئله بـ خفوت متشككه: ليـش يعنـي ؟
قوس شفتيه بلآ مبآلآه ثم أعرض عنهآ بوجهه موقف عن المجلس يتمغط من جديد مجآوبهآ بنبره متقطعـه بسبب تثآؤبـه: يعنــ ....... آآآآآآخخ ... يعنـي زوآجنآ إللي تأجـل , توقعت هآلشيّ بيونسك
أطبقت فمها مغتآظه رآده عليه بـ جفآء: لآء مآرح يونسنـي , أنآ خلآص كنت سستمت نفسي إني بكون معك بعد شهـر
إرتفعوآ حآجبيه إدعآءاً للتفآجئ: سستمتـي نفسـك !
رمقته بنظره تحتيّه متشككه , هل خآنهآ التعبير وأخطأت فيه , تدآركت نفسهآ بسرعه بآلعه ريقهآ أردفته بـ تلعثم وآضح إنهآ ترقع: ءآآآ أقصد , أقصـد إني , يعنـي ءآآآآ
رد جآلس مكآنهآ مقآطعهآ بـ إبتسآمه هآدئه مفتعله: خلآص ولآ يهمك , وإن سستمتـي نفسك يعني وش فيهآ ..
....: أحآول أختآر مصطلح ثآني منآسب أكثر
طير عيونه شآد فمه لليسآر بـ خيبة أمل , هذي بعمرهآ مآرح تتغير , تتعآمل معآه بـ رسميّة المصطلحآت اللغويّه ...
....: أهم شيّ إني تنآقشت مع سند بكلّ شيّ والتأجيل بيكون لشهرين زيآده غير هآلشهر , يعني كلهآ ثلآث أشهـر ...
أومأت رآسهآ بهزه خفيفه شآده فمها الطبق بـ إبتسآمه قصيره مآسرع مآختفت بـ توتر في حين أمآل هو فمه يمنـه بـ حنق: مدري لمتى بنقعد نأجـل , أخآف إنهآ إشآرآت من ربي وأنآ معمي على قلبي
....: شلون يعني إشآرآت ؟
....: يعني مآلنآ نصيب ببعض يآبنت النآس , كل مآعقدنآ العزم ونوينآ صآر شيّ يمنـع .. شسآلفه بـ الضبط عجزت أفهم !
....: عآدي يآسهـل وإنت ليش مستعجـل
....: آللهُ أكبـــــــر .. سنـه ونهآيتهآ مستعجـل ! لو إني مو مستعجل أجل كم قعدنآ ؟
....: هههههه أكيد خير
....: طبعاً هذ هو إللي تبينـه إنتي يآدكتوره
لوت فمهآ إدعآءاً للإنزعآج: ومين قآل إن ذآ إهو إللي أبيه ؟
....: أكيد إنك مآتبين الشيّ الثآنـي
....: وشهو الشيّ الثآني !!!
فصخ عقآله والغتره مقحم أصآبعه بخصلآت شعره الفآحم يفرك فروته متثآءب: إنك تكونيــن معـــي
رفعت يمنآهآ لفمه المنفغر لآخره وهو يتثآءب تسده له مبتسمه: شكلك مُرهـــق
....: ميـــــــــت
....: ليش تقول إنه أكيد مآبي أكون معك ؟
فرك عيونه خآفض رآسه وهو كل مآله يتثآءب: ليش وإنتي تبين تكونين معـي يآدكتوره !
....: بطل تقول لي دكتوره
....: تبين تكونين معي يآبنـت المُرشــد !
وقفت معصبه ضآربه رجلهآ اليمنى بـ الأرض .. توهآ بتوليّه ظهرهآ إلآ وإرتدت خطوه خلفيّه فقدت فيهآ توآزنهآ يوم مسكهآ من معصمهآ الأيسر شآدهآ بقوّه لتطيـح جآلسه بـ حجره .. مآ أمدآهآ تستجمع قوآهآ وتوقف عنه إلآ وأطبق حصآر سآعديه على نصفهآ العلوي مكتفهآ جآبرهآ تتمّ على وضعهآ مُلصق ظهرهآ بصدره هآمس بـ أذنهآ اليمنى: تبين تكونيـن معـي يآسآلـــي
....: فكنـي يآسهـــل آلله يخليـك
....: هههههه تترجيـن بعـد !
....: سهـل تكفــى آلحين بيدخل سنـد أو مآلـك
....: وإن دخل سند أو مآلك شفيهآ , زوجتـي وأنآ حُـرّ التصرف
رصت على أسنآنهآ بآلقوّه: مو ببيتنـآ يآسهــــــل
....: أجل قومي معـي نروح بيتنـآ
....: ســـ ...... ــهـــــل !!
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه بعدمآ إستشعر الوهـن بنبرتهآ المرتجفـه , لأول مره يحسّ بخوفهآ , إرتجآفآت طفيفه لكآمل جسدهآ إستشعرتهآ كآمل أعصآبه ..
إرتعآشهآ من الخوف أثآر بدآخله شيّ لأول مره يشهده .. شيّ غريب , عجـيب .. ومُثيـر ..
....: آششششش إهــدي
....: تكفى يآسهل فكنـي
....: ههههه أنآ من أول فكيتك
من وقع الجمله أخفضت رآسهآ ملتفته يمنه ويسره قآصده سآعديه المكتفين حركتهآ إلآ إنهآ تفآجئت بكونهآ حُره من أي قيـد ... وبـ إرآدتهآ هي إللي قآعده بـ حجر ثوبـه ..
بقت عيونهآ لين بغت تطلع من مكآنهآ مخبيه وجههآ بكفيهآ عآضه على شفتهآ السفلى بأقصى قوّه صآبتهآ بـ التألـم , صوت دآخلي يأمرهآ بـ حثّ متوآلي .. " قومــي .. وقفـــي ... إبتعــدي .. بسرعـــه .. إلآ إن كآمل إرآدتهآ سآوت الصفر .. تحسّ بـ إرتعآش ركبتيهآ .. والخدر بـ أطرآفهآ وكأنهآ – مُنملّـه –
همست بـ وهن ظهر معه صوتهآ مُرتجف منذر عن ضعف وبكآء: مآنيب قآآدره أوقـــف يآسهيــل
ردّ مطوقهآ بسآعديه جآذبهآ لصدره بـ همس عذب رقيق دآعب طبلتيهآ: أجل خليك يآقلب سهيـل
....: تكفى لآتسوّي شيّ , وربي مآنيب مآلكه نفسي مدري شفيني
همس لهآ بـ وشوشه خآفته قآصد طمأنتهآ وتهدئة روعهآ بعدمآ لمح البريق بعيونهآ المدمعه: آششششش خلص إهـدي .. مآبسوّي شيّ
....: سهيييـــ .. ـــيـل
....: وربي مآ أسوي شيّ , بس إنتي إهدي شويّ لين تتمآسكين
إستجآبت له في محآوله منهآ ترخي أعصآبهآ إلي تشنجت شآهقه أنفآسهآ العميقه من خشمهآ مطلقتهآ بـ هدوء من فمهآ .. بدت تحس بـ الرآحه تسرى بـ أجزآء من جسدهآ المشدود ومآسرع مآنشدوآ كتفيهآ مرتفعين , برزت عروق عنقها بـ تشنـج صآبهآ من أحست بـ دغدغه مثيره لفروة رأسهآ من المؤخرة .. التوتر إللي تضآعف وصل أقصآه من أحست بطرف خشمـه يلآمس قفآهآ ...
أحرق جلدهآ بـ أنفآسه المشتعله , طلع صوته مبحوح , مُعذبّ , مُنتشــي: ريحتـــــــــــك يآسآآلـــــي
توسلته بـ وهن يوقف مدآعبآت طرف خشمه الحآد لأول فقرآتهآ العنقيه: كآآفـي يآسهــــــــل
....: ريحتـك حلـوه يآبنــــت
مآ أحست إلآ بسآعديه ينسدلوآ بهدوء ورخوّ محررهآ من تكتيفه لهآ ..
يدين كمآ الحيّه بحركتهآ الملتويه المتأنيه زآحفـه فوق خصرهآ , أنآمل قآسيه من تحت ملآبسهآ إنغرزت بجلد بطنهآ: مآعآد فينـي وربــي
نطقت بـ وهن وهي تتلوى بحجره: حرآم عليك يآسهــــل
أحكم إنطبآق سآعديه على بطنهآ حدّ الإعتصآر بلآ وعي منه أو إدرآك إنهآ خطيبتـه البشريّـه مو .............. مخـدته الفآيبريّـه !
....: حرآم عليك إنتي يآسآلـــي
بـ إنهيآر تآم ... أعلنت إستسلآمهآ بعدمآ طآل تمنعهآ ورآء حصـن قويّ منيـع أصبح رفآت من وقع لمسآته المُثيره لكآمل نصفهآ العلوي ترآفق مع قبلآته الجآئعـه لجآنب عنقهآ الأيمن مصحوبه بـ عضآت طفيفـه غير موجعـه لدقآئق معدودهـ قبل مآينتفض جسدهآ صآلبه طولها وآقفه على قدميهآ تسحب على ملآبسهآ إللي إنعفست تحك وتفرك بعنقهآ بعدمآ ترآءى لهآ وجود آثآر , جهرت بصوت حآد , متوتر ومرتبـك: أيــــوآآآ .. مــ ... ميــــن
....: هههههه
خزته بـ توعـد حآقد وهو يضحك ومآسرع مآتوسعت عيونهآ بتفآجئ إقتربت منه بلمحه خآطفه رآفعه غترته والعقآل حآذفتهم عليه بـ إرتبآك: بسرعـه .. بسرعـه عدل شكــ .. شكلــك ...
أخذهم منهآ وبآقي البسمه بوجهه من خوفهآ الوآضح وإرتبآكهآ البآلغ حدّه: ههههه خلآص طيب إهـدي بتفضحينآ
مسحت على شعرهآ الكآريه بآلقوّه قآصده ترتيبـه شآهقه نفس عميق قبل تفتح البآب بـ إبتسآمه قصيره مطبقه للتفآجئ بـ الشغآله قبآلهآ وبيدهآ صينيـة الضيآفه تمت لحظآت عيونهآ ثآبته ومعلقـه على صحن الحلآ وفنجآلين القهوه , كآسين شآي وترمسيـن لتجفلهآ الشغآله بـ نبرتهآ الهآدئه المستفهمه: Miss Sally !
إنتفضت كتوفهآ بـ جزع غير مُبرر مآسحه جبينهآ لتتفآجئ بآلشيّ الأبيض إللي كآن بيمينهآ وإللي مآكآن إلآ طآقيته !
بـ صدمـه كبيره توسعت عيونهآ شآده كتفيهآ للخلف معفطـه على الطآقيه بآلقوّه وبسرعه إستلمت منهآ الصينيه: خلآص روحـي ..
دفت البآب برجلهآ مقفلته من ورآهآ ليجيهآ صوته هآدئ مبتسم: أشوف عجبك الوضع من ورآ قفلـة البآب
أنزلت الصينيه بقهر على الطآوله الزجآجيّه الدورآنيه الصغيره فآرده ذرآعهآ الأيمن مأشره بسبآبتهآ تجآه البآب: إطلـع الحيــن بــرآ
سيّح جسمه ع الكنبه فآك أول زرين من أزرآر ثوبه مُردف بـ برود: أبآخذ ضيآفتي أول
حذفت عليه طآقيته بـ عصبيهّ مصلبه سبآبتهآ المؤشره للبآب: لآضيآفه ولآ غيره , الحين تفآرق , يـــلآ قــــــــم
رفع الطآقيه من حجره ضآحك: ههههه شفيك إنتي بسم آلله
وقفت قدآمه وشرر العصبيه يتطآق من عيونهآ الجآحظه رآصه على فكيّهآ تحآول تكبت جهوريّة نبرتهآ المغتآظه: فــــآرق الحيـــــن يآسهيــــــل
....: مآشبعت منك يآقلب سهيــل
شدت على فمهآ بآلسحب لـ أسفل وصولاً لذقنهآ بصبر نآفذ متخصره: صبــــرك يــــآرب
....: قهوينـي يلآ
....: سهل أنآ أبدّ مآ أمزح معـك , أبيك الحين تفآرق
تعلقت عيونه الخآليّه من أي معنى بـ نظرآتهآ البآرده بعيونهآ المستشآطه عصبيّه وغضب لحظآت صآمته لحد مآوقف أخيراً بـ هدوء رآفع غترته والعقآل متخطيهآ بـ تجآهل موليّهآ ظهره بـ خطوآت ثقيله متأنيّه آلشيّ إللي أثآر إستغرآبهآ لترفع حآجبهآ الأيمن إستنكآراً وعيونهآ بوسط ظهره الضيق ترآقب خطوآته بـ إتجآه البآب: سهـــــــل
....: ...............
....: شفيــك نآظرنـي
....: مو قلتي تبين أفآرق ؟
سكتت لحظآت بآلعه ريقهآ قبل تجآوبه بـ تلعثم: ءآآآ .. إيـه .. بــس .. شفيك يعني
....: شفينـي ؟
وقفت قبآله مطبقه فمهآ بـ قهر من إسلوبه البآرد معهآ , يحآكيهآ وهو موليّهآ ظهره: وليش مآتنآظرنـي !
أعرض عنهآ بوجهه مطبق فمه بتعبير إللي مآله رغبه في الكلآم , جآ بيخطي أول خطوآته إلآ وأوقفته بمسكهآ لمرفقه الأيسر: وقــف إنت شفيــك !
....: فكينـي أشوف , مآلي خلق أبي أفآرق
أعقدت حآجبيهآ أقصآهم , لآ إرآدياً ترقرقت عيونهآ بآلدموع , وصل إستنكآرهآ لنفسهآ أقصى مرآحله بـآلأيآم القليله المآضيه .. أقلّ كلمـه صآرت تثير حموّهآ مُفرزه دموعهآ , بدون بوآدر وبلآ حِسآب !
....: ضآيقك كلآمي ؟!
نفخ من فمه المضموم بصوت مسموع ونظره مصوب مبآشرة للبآب وهي على يسآره: مآهوب بآلشيّ الجديد ....... متعوّد
....: بس أنآ مآقصدت
....: ولآ يهمك
قآلهآ ببرود سآحق ثم تحرك لتوقفه هي بوقفتها قدآمه ظهرهآ للبآب: لحظـــــه وقــف
إرتفع حآجبه مطبق فمه بـ ضيق وآضح متعمد لتكمل هي طآلبته بـ توتر وعيونهآ بمنتصف صدره المكشوف: عــدل ................... شكلك
....: وش به شكلـي !!
أطبقت فمهآ بآلعه ريقهآ بصعوبه قبل تجآوبه بـ خجل: أزرآر ثوبـك .....
ألصق ذقنه لصدره ينآظر بـ أزرآره إللي قد فكهم معرض عنهآ بـ تململ: أنآ فكيتهم بـ كيفي عآدي
مسكت معصمه الأيمن الممتد لأكرة البآب مآنعته: سهـل تكفــى , مآرح يفهم صح إن شآفك كذآ
....: منو إن شآلله !
....: سنـد أو مآلـك
....: مآعلي فيهـم , وخري عن البآب خلّ أروح
هزت رآسهآ نفياً ليجيهآ أمره جآف صآرم بصبر نآفذ من بين أسنآنه: سآلــي ... آقولك ... وخري عن البآب
....: مو قبل تقفل أزرآرك وتعدل غترتك وعقآلك
مسح على وجهه زآفر نفس مسموع حآنق قبل يخفض بصره موقع قدميه للحظآت خآطفه رفع من بعدهآ نظره رآمقهآ آلنظره إللي مآ أثآرت لنفسهآ إلآ التوجس , على إثرهآ أخفضت هي بصرهآ للأرض في حرج ليردف هو بـ همس شآبه آلكثير من المكر: أجل سويهآ إنتي لأني مآرح أسويّهآ
رفعت رآسهآ بسرعه موسعه عيونهآ سآئلته ببلآهه: وش أسوي !!
رفع كتوفه مقوس فمه بلآ مبآلآه: قفلي لي الأزرآر وعدلي غترتي والعقآل
أغمضت عيونهآ مطلقه زفره ضايقه من خشمهآ الحآد المضموم: سهيل مآ أمزح
....: وأحد قآل إني أمزح ؟ وخري يلآ عن البآب
أطبقت فمهآ بآلقوّه منقهره سآحبه من يده الغتره والعقآل آمرته بـ جفآء قآصده الطآقيه: جيبهـــآ
بلآ اهتمام مد لها يده بـ الطآقيّه إللي إنتشلتهآ منه بآلقوه دآفستهآ على رآسه حآنيه عنقه آللحظه إللي تذمر هو فيهآ منعفس وجهه: شوي شوي بتنخلع رقبتـي
أدخلت بـ أصآبعهآ اليمنى المضمومه شعره من فوق جبينه تحت طآقيته , آلشيّ إللي خلآهآ تقطع آخر مسآفه قصيره فآصله بينهم موقفه على أطرآفهآ لأجل توصل طوله ومآيضطر هو يحني رآسه , تعلقت عيونه المأسوره لكآمل تفآصيل وجههآ حآد الملآمح الجذآبه بـ فِتنه بآلغـه حتى في أنقى طله لهآ بدون أي زينـه في حين كآنت نظرآتهآ هي مصوبه للشيّ إللي تشتغل فيهآ بـ إهتمآم تعدل له الغتره وآلعقآل من فوقهآ ليجيهآ صوته هآمس بنظره غآمضه يظهر فيهآ وكأنه مأخود من الوآقع بعدمآ أمسك كلآ معصميهآ قبل تبتعد عنه: بآقـي الأزرآر ...........
بتفآجئ إنخفض بصرهآ لصدره موسعه عيونهآ إللي مآسرع مآ أغمضتهم: آآآآخ يآربي ... قسم بآلله مآ أعدي هآلموقف كذآ عآدي يآسهل ... بس مو الحين
....: أي موقف !!
بآغتهآ بـ السؤآل الحرج عن عمد لتشتت هي أنظآرهآ يمنه ويسره في ارتباك محرجه أردفتهآ برفعة رآسهآ في ثقه مصطنعه ضآمه شقي ثوبه آلضيق من صدره: أسئلتك كلش مآلهآ دآعــي
طوّق خصرهآ بسآعديه جآبرهآ على الإلتصآق فيه: إنتي يآحقـة الإتصآل الجسدي المحظـور , حسآبك معي ثقيـل يآدكتوره .............. بس مو آلحين
....: فكنـــي
هز راسه نفياً بهدوء ومآسرع مآلمح آللمعه بعيونهآ لينعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب: شفيك إنتي صآيره أم دميعـه , شللي غيرك
....: فكنـــي قلـــت
....: وإن مآفكيتك بتبكيـن !
....: فكنـي يآسهـــل
....: يآلخوآآآفــــه .. كل ذآ الجفآ من ورآ قلبك لأنك ضعيفه وخوآفه إييييييييه آلحين فهمتك عدل
وصله صوتهآ مهزوز مُرتجف على مشآرف البكآ تحآول تصلب طولهآ وتستجمع قوآهآ إللي خآرت بدفى ضمته لهآ: مآني ....... ضعيفـه ... ولآ خوآفــه
....: شفيك ترتجفين أجل !
....: فكنــــي
مآل بـ عنقه يمنـه حآني رآسه مُلصق فمه على العظم البآرز لترقوتهآ من الجآنب الأيسر تآرك أثر قبلته العميقه قبل ينقآد لطلبهآ فآكهآ بـ هدوء هآمس: آلحسـآب بعديـــــــن ...........
/
/