الفصل الثلآثون
و الله ما طلعت شمسٌ ولآ غربت
إلآ و حبّـك مقـرون بأنفاسـي
ولآ خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم
إلآ و أنت حديثي بين جلآســي
ولآ ذكرتك محزوناً و لآ فَرِحا
إلآ و أنت بقلبي بين وسوآســـي
ولآ هممت بشرب المآء من عطش
إلآ رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـــآسِ
ولو قدرتُ على الإتيآن جئتـُكم
سعياً على الوجه .. أو مشياً على الرآسِ
ويآ فتى الحيّ إن غّنيت لي طرباً
فغّنـني وأسفاً من قلبك القآســـي
مآ لي وللنآس كم يلحونني سفهاً
ديني لنفسي .. و دين النآس للنـــآسِ
/
/
أخفض بصره عن السآعه الجدآريّه المعلقـه مبآشرة أمآم عيونـه من موقعه على كرسيه ورآء مكتبـه الكلآسيكي , بسيط التصميم , بني آللون من خشّب الزآن الدآكن ..
أظلمت عيونه بـ إبتسآمه حسيّه تشييداً بدقـة الميعآد وإنضبآطـه ..
إتفآق الموعـد كآن - التآسعـه حكـم صبآح السبـت - .. السآعه قدآمه مشيره عقآربهآ لـ للتآسعـه إلآ ثلآث دقآئـق !
تأهب بـ جلسـته المستقيمـه إستعدآداً للمقآبلـه بعدمآ عطآه السكرتير العلم بـ وصـول إثنيـن من آل المُرشـد .. رجـل وإمرأه !
بـ دخولهم ثنينآتهم مع سكرتيره , وقف تقديراً لحضورهم فآرد ذرآعه الأيمن بآسط كفـه كـ إشآره يحييهم فيهآ للتقدم تجآهه كلاً على كرسي من الكرسيين المتقآبلين لبعضهم قبآلة مكتبـه فآصل بينهم طآوله قزآزيه مربعة الشكـل آمر السكرتير بـ الإنصرآف ....
إبتسآمه مُريحه كآنت بوجهه وعيونه على ذآك الفآرع بـ طولـه المُهيب .. ملمحاً كآن شرقي أصيـل .. بدوي التقآسيم .. إلآ إن هيئتـه أبعد مآيكون عن البدآوه .. الخليجيّه , أو السعودهـ !
بنطلونـه قمآشي أسوّد .. قميصـه سمآوي دآخل بـ البنطلون يظهر حزآمه البني من فوقـه .. صدريّه سودآء مآثلت قمآش البنطلون , بقصـة صدر مثلثـه وآسعه , مزرره .. القطعه الأخيره كآنت بآلطـو بيـج طويـل لـ ركبتيـه منفرج شقيّـه ..
هذآ وينه ووين اللبآس السعودي الرسمـي ! آلثـوب , طآقيّه , غتره أو شمآغ .. والعقآل !
بدآخله فضول قآتل يمتد بصره لذيك الكتله السودآء متأنيـة الخطـى مستتره تمآماً ورآء ذآك الغريب شكلاً بـ لبآسـه !
لولآ الحشـم , إحترآم الذآت وقبلهآ إحترآم الفرض الدينـي وإلآ لـ إمتد بصره بـ شغف متأجج لـ هآلشخصيّه الأنثويـه الجريئـه كتآبياً !
بهدوء جلس على كرسيه بعدمآ جلسوآ ثنينآتهم قدآمه ليوصله بـ الأخير صوت هآلشخصيّه الغآمضـه جآمدة الملآمح: عسى المعآد مضبـوط !
إرتفعوآ حآجبيه بـ إبتسآمه: بـ الثآنيـــه .. مآشآلله , عآد مآشيّ أحب لنفسي إلآ الموآعيد المنضبطـه
....: هذآ التزآم .. وإذآ من أولهآ بـنقصر وش تآليـه !
قوس فمه بـ إعجآب , التعبير إللي تبدل بسرعه يوم ضيق عيونه إستفهآماً: أستآذ سنـد مـو !
....: إيه , سنــد ...... – سكت لثآنيه أتبعهآ بـ توضيح وكأنه قآصد هآلشيّ – سنــد المُرشـد
أرجع رآسه لـ ورآ رآفع ذقنه تفهماً: أهـآآ .. وآلنعـم وآلله .. حيآك
سند: وآلنعم فيك أستآذ بسّـآم .. – بسط يمينه الممتده صوب المقآبله له بـ إبتسآمه قآصد تعريفه عليهآ - : وهذي كآتبتنـآ .. أختـي .. أصآلـه المُرشـد
بسّآم وإللي كأنه أخيراً أتيحت له الفرصـه وبـ إذن صريح من حرمهآ سنـد لأجل تمتد عيونه لهآ .. آلفرصـه إللي كأنهآ وتقريباً خيبت آمآلـه ...
إمتد بصره ولكنـه مآلمـح شيّ ... بـ الحقيقــه ........... مآ لمــــح أيّ شيّ !
كتلـه من السوآد .. إبتدآءاً من عبآءة الرأس الفضفآضـه غير المحدده إطلآقاً لـ شيئ من بنيـة جسدهآ وتكوينـه .. هل هي صآحبـة جسد ممشوق مثآلـي .. بدينـه ممتلئـه .. أو متوسطـه مقبولـه !
وجههآ تمآماً معتـم , الأمـل بـ نظرة عيونهآ كآن معدوم حيث إنهآ كآنت تمآماً مختفيّه ورآء غطآ وجههآ الثقيـل ... أكمـل الستره قفآزآتهآ السودآء لكفي يديهآ المختفيـن ومعهم إختفـى أي إشآره عن لون بشرة هذي الأنثى المستتره .. بيضآء , سمرآء ..... أو خمريّـه ؟!
كآنت نظره سريعه وخآطفـه إلآ إنه ومن خلآلهآ قد إفترسهآ كلياً بحثاً عن أيّ شيّ يشبـع فيه فضول عيونـه لهذي الجريئـه جداً كتآبياً .... آلخجلـــه جداً .... ظآهرياً !!
....: وآلله يآ أستآذ سنـد شهآدتي بـ كتآبآت الأخت أصآله مجروحـه .. السهل الممتنـع .. نآقده ولكن بـ إحترآف وإمتهآن .. كثير إللي يسلكون درب النقد لأنه الأسهل والطريق الأقصـر للفت النظر كنك فآهم وش قصدي
أومأ سند رآسه إيجآباً وهو مستند بكوعه الأيسر لحآفة المكتب شآبك أصآبع يدينه ببعضهم تفهماً لقصد بسّآم إللي أكمل: بس إللي قرأته من كتآبآت الأخت أصآله شي رآقـي , ويُحترم ويستحـق فرصـه للنشـر ..
إتسع فمه بـ إبتسآمه وعيونه صوب أخته إللي أخفضت رآسهآ بزآوية 90 القآئمـه وكأنه درى مسبقاً عن خجلهآ وحيآهآ إللي وصل قمتـه من هآلمدح الصريـح ومن فمّ كآتب كبير هي بنفسهآ تعتبره قدوه لهآ مثل بسّآم .. نآصـر .. عبدآلله !
بسّآم إللي ضغط على زر طلع معه الصوت مُكبر مستدعي سكرتيره إللي دخل من فوره سآئلـه طلبـه .. الطلب إللي توجه به بسّآم لـ سنـد: وش إللي تشربونـه ..
بسرعه رفعت أصآله رآسهآ لـ سند بـ إنتبآه , ردّ الفعل إللي مآغآب أبدّ عن بسّآم وإللي أقصى طموحه الحين يسمـع منهآ كلمه بنبرة صوتهآ !
سند: آلله يعزك .. إعفينآ ومآعليك خلآف , مآنقدر نطول , عندك أشغآلك وحنآ بعد
بسّآم: وآلله مآيصير .. تآخذ وآجبك أول ..
أطبق فمه بـ هدوء شآهق من بعده نفس هآدئ , مستسلم: قهـوه تركيّه سآده .. بُنّ غآمـق
أومأ رآسه إيجآباً بسرعه وبوجهه إبتسآمه قصيره , مآلت عيونه لـ أخته كـ إشآره منهآ عن طلبهآ وإللي تبيـه وبخآطره أخيراً بيسمع صوتهآ ... التأمل إللي بآء بـ الفشـل .. لأنهآ حركت رآسهآ نفياً لـ سنـد .. سند إللي شد شفتيه بمعنى إن مآبيده حيلـه طآلبـه إحترآم رغبتهآ فـ إنهآ مآتبي شيّ ...
كمآ المستسلم وبـ خيبه أشر لـ سكرتيره طآلبـه إحضآر فنجآن آلقهوه التركيّـه ..... السآده ..
ومن طلع السكرتير إلآ وأحنى بسّآم جسمه يميناً فآتح درج من الأدرآج السفليه لمكتبه مطلع منهآ ملف خفيف مقدمـه لـ سند ..
الملف إللي إستلمه سند بعقدة حآجبين خفيفه وبوجهه الإستفهآم عن مكنون هآلشيّ .. الإستفهآم الفعلي إللي جآوب عليه بسّآم: هذآ العقـد .. أبيك تقرأه إنت والأخت أصآلـه وأبي توقيعهآ عليـه .. الجريده إسبوعيّه , إصدآر عددهآ بـ مشيئـة آلله يكون كل يوم إثنيـن .. هآلعمود الفآرغ بيخصص بـ إسم أصآله المُرشـد .. قآبل للتعديل بآلشروط إللي تنآسبكم .. إذآ مآتبي إسمهآ وتبي لقب .. أو إسم العآئله فقـط .. هذآ شيّ يرجـع لكم ... الغرض من العقد هو الإلتزآم بـ مقآل إسبوعي يسلم لي خلآل إلإسبوع من بعد يوم الإثنين وقبل يومين من النشر لأجل تتم مرآجعته قبل تحريره ...
سند وإللي كآنت عيونه تمرر وبتركيز شديد على كل كلمـه من بنود العقـد .. شرحـه , شروطـه .. وعقوبـة الإخلآف بـه لكل من الطرفيـن ...
أقفل الملف بهدوء وبوجهه إبتسآمه قصيره: إن شآلله مآيضطرنآ شيّ لهآلعقوبآت
أخفض بسّآم رآسه بـ ابتسآمه قصيره حآك أسفل خشمه بـ العقله الطرفيّه لسبآبته: ههههه هذي شكليآت مو أكثر ..
نآول سند الملف لـ أصآله مكلمهآ بنبره خفيضه أشبه بـ الهمس: إقريـه أول إذآ تبين ..
ضيق بسّآم عيونه في تأهب شديد لسمآع صوتهآ أخيراً إلآ إنهآ ومثل الفرص السآبقه .. خيبت آمآله يوم أشرت بيدهآ لـ سند بآسطه كفهآ الأيمن بـ وجهه ملصقه أصابعهآ ببعضهم كنآية عن إكتفآءهآ برضآه هو عن إللي قرآه وموآفقته ..
شيّ بدآخلـه بدآ بـ الحمـوّ , يحسّ نفسـه مثآر بـ ضيق مكبوت .. هذي شفيهآ .. ولآ شكل ولآ صوت ...
أطبق فمه وعيونه تدور بتفكير للشيّ الوحيد إللي ترآءى له بهآللحظـه .. إنهآ خرسـآء .. أيوآ , ولآ شلون أنثى وبهآلجرأه الكتآبيـه ولهآ صـوت , تتكلم .. الأكيد إن النقص التعبيري عندهآ بـ الكلآم تمّ تعويضـه كتآبياً !
إبتلع ريقه بـ هدوء مقآطع حديث النفس بخآطره وإللي مآصآبه إلآ بـ إحبآط من هآلإستنتآج السطحـي ... السآذج ....... والغريــب !
نآول سنـد قلم أسود بـ ابتسآمه قصيره هادئه: التوقيع إذآ مآعليكم أمـر
إستلم سند القلم ليلحقه بسّآم بنبره مآزحه: توقيع الأخت أصآلــه ههههه
سند: ههههه أبشـــر .. قآلهآ وهو يمد القلم لـ أصآله وبآقي الإبتسآمه بوجهه ..
أصآله وإللي كآنت بعآلم ثآني ودُنيآ غير .. طوفآن من المشآعر بدآخلهآ يعصـف .. أحآسيس كثير متدآخلـه , متضآربـه وبعنفوآن ..
سعآده , نشوه , تأمـل .. عدم تصديـق .. عدم إستيعآب .. ذهول .. إنبهآر .. ثقـه .. فخـر .. غرور .. حيآء .. وإنجـذآب !
الإنجذآب لـ صآحب هآلصوت الرخيـم الهآدئ .. رآسـخ , متأنـي .. ووآثـق .. رآقي .. ومتحضـر .. متزن , سآكـن .. وجآمـد .. ضحوك ........ وبآســم !
ضغطت أسفل القلم ومعه برز السن , الملف على وركيهآ .. إبتلعت ريقهآ بـ توتر وعيونهآ بـ مكآن التوقيـع .. جتّ بتثبت رآس القلم إلآ وإنزلق من يدهآ طآيح بـ الأرض ...
بتأهب إستقآم ظهرهآ وعيونهآ لآخرهم موسعه تنآظر بـ سند إللي من فوره قآم عن كرسيه رآفع القلم من الأرض مآده لهآ بـ إبتسآمه: خيــر خيــر
الإبتسآمه إللي مآقدرت تردهآ لـه , تحسّ كل شيّ فيهآ متشنـج , مُصلـب ومتيبـس ..
بحركه سريعه دآر القلم بين أصآبعهآ , شيّ من عدم التحكم تحسّـه بمسكتهآ للقلم وإللي مآكآن إستنتآجه إلآ الجوآنتـي أسود اللون بقمآشته الستآن الحريريه ...
بلآ تفكير رآغبه في الإنتهآء والخروج من هآلمكآن إللي خنقهآ بهآلكمّ الكبير من المشآعر المتخبطـه المندفـعه بـ التوآلي إحسآس ورآ الثآنـي .. فصخت قفآزهآ الأيمن وبسرعه طبعت إسمهآ كتآبياً مُرفق بـ توقيعهآ أسفلـه ...
الشيّ إللي معه تعلقت عيون بسّآم وبتركيز شديد .. تفحصي وثآقـب ..
ظآهر كفهآ أبيـض آللون .. خآلفت أخوهآ بـ سمآر بشرته القمحيّـه ..
أصآبعه نحيلـه , نعومتهآ وآضحـه .. أظآفرهآ مرتبه وبـ عنآيـه فآئقـه .. مصبوغـه بـ لون بُنـي دآكـن .. صآرخ ولآمـع !
إبتلع ريقه وشيّ من التوتر بقلبـه .. التوتر إللي إحتد يوم نآولت أخوهآ الملف مُردفه بـ نبره خفيضـه , خجولـه .. دآفئـه , مُتسآئلـه: كـذآ تمـآم ؟!
حرر نفسه المكتوم من صدره المنتفخ .. هآلفضول تجآه هـ الأصآلـه وإللي توقع إنه قد أشبعـه بمجرد رؤيـة الشيّ السطحـي البسيـط من ظآهر كفهآ .. أو نبرة صوتهآ مآزآده إلآ فضول أشـدّ وأعنـف سآئل نفسه سؤآله الأبلـه " هذي وش شكلهـــآ ؟! "
التسآؤل إللي إنتشله منه سند بدخول السكرتير بـ صينيه فضيّه صغيره فوقهآ فنجآن القهوه على صحنه الدآئري وبجآنبه كآس مويـه طويل وشفآف: شيّ ثآني غير هذآ التوقيـع ؟
رمش بتوآلي في محآوله من يجمع شتآت نفسه وعيونه على سكرتيره إللي طلع من مكتبه - مجآوبه بـ إبتسآمه قصيره مآسرع مآختفت وهو يستلم منه الملف - : لآ مآفيــه .. كذآ نقول ع البركــه ..
شدّ سنه شفتيه المطبقه بـ إبتسآمه هآدئه مجآوبه: آلله يتمم بـ الخيـر .. – نآظر بـ أخته مكمل وبوجهه بآقي الإبتسآمه - : مبــروك أصآلـه ..
بسرعه إنتقلت عيونه لهآ بلمحه خآطفه إنتظآراً منهآ لرد المبآركه إلآ إنهآ آثرت آلصمت بـ إيمآءة رآس إيجآبيّه مآصآبتـه إلآ بـ إحبآط مضآعــف !
وبـ همّ إنتقلت عيونه لـ سند إللي رشف أول رشفه من فنجآن قهوته: فآلكم خيـر إنشآلله .. عآد وآجب أدعيك لعقيقـة إبني آلبكـر .. آلجمعه إن شآلله .. ووآجب حضورك
إرتفعوآ حآجبيه بـ تفآجئ من طلب بسّآم في حين إلتفتت له أصآله بسرعه وكأن الإستفهآم بوجه سند نفسه إللي بوجههآ إلآ إنه بسرعه تبدد يوم إستقرت عيونهآ على ذيك الكتلـه المهيبـه بـ جلستها ورآء آلمكتـب ...
يظهر من نصفه العلوي إنه نحيل البنيّـه .. بوجهه شيّ من السمآحه والبشآشـه .. مُريـح شكلاً .. أبيض البشـره , هآدئ الملآمـح .. مُشذب الذقـن والعوآرض بـ رتآبـه جذآبـه .. سوآلفـه الجآنبيّه يظهـر بهآ شيّ من الشيب الأبيض .. الخفيف والبآهت ..
بلحظه إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب .. إبنـه البكـر ! ترآءى لهآ إن له من الأولآد الكثير وبـ عُمـر كبيـر ..
لوت فمهآ يسآراً بـ تفكير " ليش هو كمّ عُمـره ؟ "
سند وإللي توّه يحسّ بـ عمره والسرعه السآحقه إللي بسببهآ قآعد ينخرط بـ العلآقآت الإجتمآعيّـه .. بـ ظرف شهرين أو أقل قدر يثبت إسمـه كونه البكر لـ عآمر المُرشـد .. سنـده حآمل الإسم والمسئوليـه ...
أطبق فمه بـ إبتسآمه ظآهريه لـ بسّآم يبآركـه ولده البِكـر ملبياً لـ دعوته , الإبتسآمه إللي أخفى فيهآ همّـه دآخلياً .. مآهوب أبدّ من النوعيّة الإجتمآعيـه , المجيب للدعوآت , سهـل الإنخرآط بآلمنآسبآت .. إلآ إنه وكل موآفقتـه لأجـل عيــن أصآلــه .. ولأجـل عيــن ........... تكـرم مدينـــه ..
/
/
ظهراً من نفس اليوم ..
سحب الحبل الخرزي فضي آللون المتدلي من الأبآجوره الإستيل الطوليّـه مثبته بـ الأرض ومتدليـه بـ إنحنآءه قوسيّه على مكتبـه المعدنـي من النيكـل اللآمـع مقفل إضآءتهآ البيضآء إللي وضح آلفرق من بعدهآ , برغم صبآحيّة آلتوقيت إلآ إن الغرفه عآتمـه , ويرجع هآلشيّ لموقع جنآحه من القصـر وإنه بـ الجآنب الآخر , البعيد تمآماً عن زوآيآ سقوط أشعة الشمس ووصولهآ له , مآثله بهآلخآصيّه موقع جنآح رآئــف المُظلـم .. من فوقه مبآشره !
حمل على سآعده الأيسر الأقـلآسيـه الضخـم الحآوي لكل تصآميمـه الورقيّـه وفوقـه آيبآدهـ أبيض آللون ...
الأيبآد إللي إنزلق من فوق الأقلآسيـه لمسآفه متريـه قصيره قدآمـه يرآقبـه بصدمـه إمتلآ بهآ وجهه فآغر فمه بفتحة الذهول الصغيره موسـع عيونـه برفض للي صآر .. التعبير بوجهه كآن مثل إللي يصيح بـ صمت مآنع الشيّ من حدوثه – لآآآآآآآآآ - ... إلآ إن كتفيـه إرتفعوآ بـ شدّه أقفل معهآ عيونه مطبق شفتيه إللي صآروآ خطّ بعدمآ وصلـه صوت تهشـمّ القزآز !
بـ التصوير البطيئ فتح عيونه وكأنه غآصب نفسـه , مآيبي يتأكد ويشوف فعلاً حقيقة إلي توّه وصآر .... إلآ إنه للأســف صآر ...
إنعقدوآ حآجبيه بوجه كظيم متكدر وهو يشوف شآشة أيبآده قد تحولـت لـ بـوردهـ بيضآء ..
أرجع رآسه مغمض عيونه بـ عضة ندم على شفته السفلى " آلله يلعــــــ ....... – نفث نفس حآنق من خشمه رآص على فكيّه بقهر بآتر لعنـه قبل تمآم لفظه منزل الأقلآسيه بقوه غآضبه على طرف مكتبه , مكمل بنفس النبره المغتآظه وده لو يكفخ نفسـه .. الأيبآد الحآوي لكل تصميمآته رآح آلحين هو وكل محتوآه أدرآج الريآح ..."
ضرب طرف مكتبه بقبضته اليمنى الغآضبه وهو يلف من حولـه .. جلس على كرسيه الإستيل مخرم الظهـر بـ فتحآت دورآنيّه صغيره حآني ظهره للأدرآج على الجآنب الأيمن من المكتب يحوس فيهآ .. يقفل درج ويفتح الثآني لحد مآستقر أخيرا عآلشيّ إللي يبيـه بـ الدرج الأخير الثآلـث ..
سحب لآبتوبـه العريض أبيض آللون فآتحه بـ حده والفلآشه النيكليـه بقبضته اليسرى الخآنقه ..
إعتصر ذقنه بيمنآه زآفر نفس حآنق من فتحتي خشمه إللي ضآقوآ بصبر نآفذ وعيونه ثآقبـه مصوبـه وبحده صوب الدآئره التحميليـه لبدآيـة تشغيـل الجهآز إللي طآل وقته ومآفتح ..
أطبق فمه بعقدة حآجبين مستفهمـه بعدمآ أمآل الجهآز للجآنب الأيمن ينآظر بـ منفذ الأقرآص إللي يضوي لونـه بـ إشآره صفرآء آللون مذبذبه وصوت دورآن القرص وآضـح ...
تقوس فمه بـ إستغرآب من طبيعة الشيّ إللي يدور مصدر هآلصوت .. صآر له شهور مآستخدم لآبتوبـه وآلحين يُفآجئ بوجود - سي دي - دآخل آلمنفذ وشكلـه هو آلمتسبب ببطئ فتح الجهآز إللي علـق مكمـل على بآقي القليل من صبره ..
ردّ وضرب طرف المكتب بقبضته اليمنى موقف عن كرسيه مقفل شآشة اللآبتوب بـ حده إن قسى فيهآ أكثر لنكسرت الشآشـه بـ انطبآقهآ على شقّ الأزرآر ..
رفعه فوق الأقلآسيه بـ تشديد إحتضآنه هآلمره خوفاً من تكرآر الحآدثه إللي يشوف بآقي نتيجتهآ بـ الأرض تحتـه ..
قطـع صآلة جنآحـه حيوي آلتصميم , بـ ألوآن دهآنآته أو تصميم أثآثـه ... مودرن , سيمبل ونورمآل ... آلوآنه مآبين الأبيض , الأزرق السمآوي .. والأخضر العشبـي ..
سحب على شآشة جوآله إللي علت نغمته مجآوبه بـ حنق: هـــآآآ
آلطرف الثآني على الخط إللي إستنكر جفآف نبرته: أعوذ بآلله ... شهآلأخلآق !
أطبق فمه بقهر طآلع من جنآحه بخطوآت متسآبقه بـ الممر الرخآمي: وآئل وللي يعآفيك .. موصله معي وأبـــدّ مآلي خلق .. توه الأيبآد رآح وآطيهآ – مدري شفيني إنزلق صآرت الشآشه دقيق – هذآ شيّ يضحك إنت ووجهك ؟ - لآ توني بـ البيت , بـمر رآئف أول – يآخي مدري أخوي ومآشوفه أبدّ , آلحين بمره الشركه وآلله يعين – لآآ أشوى التصآميم معي بـ الفلآش – إيه إيه – خلص مآعليه .. سلآم – سلآم ...
قطع ثوآني الإنتظآر السريعه الخآطفه بـ الأسنسير وعيونه على اللمبه الفسفوريه المذبذبه وصوت القرص بعده يدور , لآوي فمه المطبق بـ إمتعآض وإبهآمه الأيمن مآوقف ضغط على الزر الصغير قآصد فتح المنفذ إلآ إنه مآيستجيب " شفيـه ذآ اللآبتوب الغبــيّ !! ليتني مآجبتـه كآن خليتـه ..... "
توّ مآنفتح البآب إلآ ويشهـد على مشهـد تمثيلـي متقن الأدآء والتأثيـر ...
كتلـه من السوآد كمآ الفرآشـه الطآئره تخطي خطوآتهآ الرآكضـه بـ حمآسه طفوليـه وإندفآع وكأنهآ على الهوآء سآيره طآلعه من المصعد المقآبل للمصعد إللي طلع هو منه بـ الجهه المقآبله وبنفس التوقيت .. مطلقـه صرختهآ العآليـه المجللـه بـ صخب مُدويّ بعدمآ وقفت قرآبة الخمس ثوآني تضرب رجولهآ الثنتين بـ الأرض وكآنهآ وآقفه على جمـر ملتهـب , مآوقفت ولآهدت لثآنيه صرخآتهآ المدويّه المتوآصلـه !
على الطرف الثآني عند مدخل البيت إللي إستقر عليه نظره .. كتله ثآنيه من السوآد كآشفة الوجـه .. مفرقه مآبين سآقيهآ فآرده ذرآعيهآ بـ فم منفغـر أقصـآه وملآمـح إختلط عليـه تفسيرهآ هل فرحــه وصلت معهآ لـ المنتهـى .. ولآ رعـب وصل معهآ لـ أقصآه !
....: نسمـــــــــآآآآآآآآهـــ
....: حورريـّــــــآآآآآآهـــ
بـ فزع بقق عيونـه إللي ثبتت على ثنينآتهم ضآمين بـعض من بعـد صرآخ متوآصـل ظن معـه إصآبته بـ الصمـم وهو يحسّ بذآك الطنين المؤلم لـ طبوله بتردد لصدى الصوت الصآرخ بـ المدخل الفسيح الرخآمـي !
همس وآلذهول بوجهه بآهت آللون شآحب الملآمح " وآلصصصمــــــخ إن شآآآآللـــــــــــــه ! "
بقمّة الدرج الرخآمـي آلعريض بـ انتصآف صآلة المدخل , علـت نبرته صآرخـه , حآده ومزمجره بخلآف نبرة رآمز المأخوذه بـ الصدمه: بنــــــــــت إنتـــــي ويّآهــــــــــآآ
إرتفعت الرؤوس الثلآث لذآك إللي وآقف بمنتصف الدرج , عيونه حمرآء قآدحـه بـ الشرر مرسلـه إنذرآت حسيّـه متوعـده للثنتين إللي إلتصقت كتوفهم ببعضهآ موسعين عيونهم لآخرهآ بوجه ملآه آلخوف والإرتعآب ...
أطبق رآمز فمّه بشمآته " هيـّـن تستآهلـون على ذآ الصرآخ يآلمهبّــل ... "
مشى خطوآته الهآدئـه صوب آلبآب الخشبـي آلعريـض للمدخـل إللي وقفوآ ثنينآتهم على أعتآبه متسمرين بعيون مترقبـه خطوآت ذآك إللي أقبل صوبهم بوجه مكفهـر منقل عيونه مآبينهم برفعة حآجب إستنكآريّه فيهآ من الغضب الكثير: خير إنتي ويّآهآ ؟ وش ذآ الصرآخ !
وقف رآمز جمب أخوه رآمقهم بنظرة مشمئزه تأكيداً على الإستفهام بنفس حدة الإستنكآر ..
على وضعهم وكأنهم بـ الرجم المشهود تلبسوآ .. بلعت حوريه ريقهآ مخفضه بصرهآ في خجـل من موآجهـة – أحمـد – وبمثل هآلموقف المُخزي ..
نسمه وإللي وترهآ بدآيتاً نظرآت أحمد الغآضبـه إلآ إنهآ وبسرعه ردت لوضعهآ رآمقته بنظره تحقيريّه كعآدتهآ , مآتحشّم إخوآنهآ وإن كآن الكبير منهم – أحمد – وهم بـ المقآبـل مآيفرق معهم آلوضع كثير بحكم كونهآ هي أنثآهم آلوحيده .. آلصغيره وآلمُدلله ..
تخصرت بيمنآهآ رآفعه حآجب وآحد: مشتآقين لبعـض .. شدرآك إنت وشكلك أصلاً نآسي إني فآرقتكم وتزوجـت .. كنت مسآفره وتونـي رآده .. أستآآآذ أحمـد – قآلتهآ بطنآزه ممرره عيونهآ على كآمل هيئة أخوههآ أردفت من بعدهآ بنفس الطنآزه رآمقه ذآك إللي تعدآ أحمد طولاً بنفس النظره المشمئزه - : وإنت كمآن أستآذ رآمــز طآل عمرك
طير رآمز عيونه وبوجهه تعبير المدعي للإنقرآف: مآصدقنآ وإفتكينآ ؟ شللي ردك إنتي !
أحمد: وش ذآ الشوق كلبوه ؟ شدعوى الصيآح الحين وإنتم مشتآقيـن ؟ شقلة الحيآ هذي انتي وياها !!
شدت حور شفتهآ السفلى بـ إعتذآر حسي لآحظه رآمز إللي إبتسم على برآءة شكلهآ وأحمد إللي أطبق فمه مغتآظ , مآيشوف قدآمه إلآ بزريـن .. ذولي أبعد مآيكون عن إنهم يكونوآ حرمتيـن ... متزوجآت وعلى كتوفهـم مسئوليـة علآقـه كآملـه لـ رجـل وبيـت !
هزّ رآسه نفياً بـ قلة حيله هآمس بـ إحبآط: آلله يهديكــن بــس ...
قآلهآ ثم أعرض عنهم طآلع من البآب ...
من ورآه رآمز إللي رمقهم بنظره مشمئزه إصطنآعاً بـ همس خآفت شبه مسموع: صدق قليلآت حيـآ ..
ضيقت حور عيونهآ بـ حِقد , آلنظره الجريئـه إللي سددتهآ لعيونه بلآ خوف .. يتمّ رآمز هو الوحيد من بعد سيف إللي تآخذ رآحتهآ فـ التعآمل القليل جداَ وآلسطحي للغآيـه إللي ربطهـم ... حتى إن وجوده قدآمهآ أو شوفته مآتوترهآ مثل وجود رآئف زوجهآ أو شوفتـه !
نسمه إللي إرتفعت شفتهآ العلويه بـ احتقار سآحبه حور من مرفقهآ الأيسر: إمشي حـور مآعليك منه
إرتفعوآ حآجبيه إستخفآفاً بـ تعبير – وآلله ! – لترد هي عليه مضيقه عيونهآ قآصده إثآرة إستفزآزه بتعبيرهآ الطفولي المشآغب: إيه حنـآ قليلآت حيـآ .. شعندك يلآ قولـه .. تدري !!! لحظه لحظه .. لآ تقولـه .. مآيهمنآ أصلاً ..
تقدمت خطوه سآحبه حور ورآهآ من معصمهآ الأيسر: إمشي حور يلآ .. ذولي حتى مآتعنوآ يتحمدوآ سلآمتي من السفـر .. مآيستآهلون أكون أختهـم أصلاً
تقوس فمه بـ إبتسآمه محبطـه من خبآل أخته وبنت خآلته هآز رآسه نفياً بـ قلة حيله وبقلبـه دعوة الهدآيـه لثنينآتهم وإللي قآلهآ أخوه أحمد قبل يطلع ...
أقفل البآب من ورآه بـ هدوء وعيونه لكتفي أخوه إللي سبقـه فآتح بآب سيآرته آلمرسيدس آلسودآء طآلبه من مكآنه بصوت جآهر: لحظـــه
وقف أحمد قبل يدخل سيآرته بعقدة حآجبين من تأثير أشعة شمس الظهيره على عيونه والنآدره جداً بهآلأجوآء الشتويّه .. إلآ إن جوّ اليوم كآن لطيف نسبياً .. تم مكانه لحد إقتراب رآمز منه مكمل بـ إبتسآمه: كفـوو .. بس مب وآآجد , كآن سطرتهم وبردت حرتي
أغمض أحمد عيونه مطبق فمه وكنه مآيبي يتذكر: وللي يعآفيك
رآمز: ههههه
أحمد: يآخي بنت خآلتك ذي مرة أخوك .. عجزت أوفق بينهآ وبين رآئف !
ضرب رآمز جبينه وهو يضحك: هههههه وأنآ أشهـد
قوس فمه بعدم فهم: أبدّ مآيركبون لبعض .. خآطري أعرف رآئف شلون متحمل تصرفآتهآ هذي ! جد بزر .. لآ وأختك الثآنيـه بعد .. يآصبـر الأرض , ذولي بيجلطون ريآجيلهم
قآل جملته بخفوت والتسآؤل بوجهه عن طبيعة العلآقه بين رآئف وحور , وبين نسمه وعُديّ .. وشلون رجلين نآضجين بشخصيآت رآئف وعُدي الثقيلـه المتزنـه قآدرين يتعآيشون مع ثنتين مخفآت زآحفآت مثل حـور ونسمـه !
إحتدت نظرآته بـ إستنكآر رآمقه بنظره مستفهمه لضحكـه القوي وإللي معه شوي ويتسدح: شللي يضحكك إنت بعـد ! إستخفيت مثلهـم !
مسك جآنب وسطه الأيمن مرجع رآسه لورآ ينآظر بـ السمآ وبآقي بسمته المكتومه بـ وجهه: آآآآآآآهـ عورني جمبـي مـ الضحك .. صدق وآلله آلله لآيبلآنـآ هههههه
أحمد: إنت بكبرك مخـفّ وش ترتجي إلآ وحده مثل أختك وبنت خآلتك
رفع حآجبه الأيسر بـ تحدي: آقولهآ لك وبـ ثقـه ... شيخة البنآت هي حلآلي وأم عيآلي ...
قوس أحمد فمه منقرف: مآعندك سآلفه .. أنآ رآيـح
رآمز: جد وآلله , ترآ الوضع يجي بـ العكس ههههه , لحظه لحظه طآلع معك أبي رآئـف بـ شغله ..
أحمد: شغـل وشهـو !
إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه مطبق فمه , آلتعبير إللي أوضحه بوجهه قبل يجآوبه وشيّ من اليأس بصوته: جآ آليوم إللي أطلب فيه آلدعم منكم
لوى أحمد فمه المزموم يمنـه وكنه درى عن نتيجة هآلمحآوله: آحفظ مآء وجهك أحسـن
....: إنت كذآ رآيك ؟
أحمد: من أول خيرنآك .. وإنت طلبت نصيبك منفصل بذآ الشركه إللي فتحتهآ والمصنع .. شغلك كلش منفصل عنآ وطلآل متوعدك كنك نآسي تهديده لك إن سألتنآ شيّ بعدمآ تآخذ نصيبك
رآمز: مآنيب طآلبن منكم شيّ , أبي بس إسم مؤسسة آل مآلكـي إسبونسر لشغلي الجديد .. بس الإسم
أحمد: ومنو بينولك هآللي ببآلك ؟ ليكون رآئف ؟ لآ المصيبه الأكبر يكون طلآل ؟ طلآل إن درآ توطآك .. وتدري إنه من أول ومنقهر من ذي الشغلـه إللي تشتغلهآ
رآمز: طلبتـك
سفهه أحمد وجآ بيدخل سيآرته إلآ ودفّ رآمز البآب لقدآم قآصد يقفله مآنعه من الدخول: طلبتك وأنآ أخوك
أغمض عيونه مطلق زفرته البآئسه إذ إن مآبيده حيله: تدري إن مآلي دخـل .. وطلبك ذآ خصوصاً مقدر عليه
سأله رآمز بقهر: شلون يعني مآتقدر عليـه .. أحمد إنت الكبيـر .. مو رآئف ولآ طلآل
أحمد: الكبير بس مآلي دخل ولآ صلآحيّـه .. أنآ محآمـي المؤسسه ومستشآرهآ القآنوني .. أي شيّ ثآنـي ... وكـــــــــل شيّ , فهو بيد رآئـف وأبو فيصـل .. فآهـم !
قآلهآ مردفهآ برفع كفيه بآسط رآحتيه بوضع الإستسلآم وإن مآبيده حيله في حين أطلق رآمز زفرته المحبطه وعيونه بقمـة النخلـه شآهقة الإرتفآع قدآمه: بــحـــآآول
أطبق أحمد فمّه بـ إحباط مجآوبه بـ خفوت: بكيفـك .. هآ بتطـع معـي !
مرر رآمز عيونه على سيآرة أخوه وشيّ من اليأس وخيبة الأمل بوجهه: لآ بطلع بسيآرتي .. لآزم أمـرّ شركتـي تآلـي ..
ضربه أحمد بخفه من كتفه الأيمن بيسرآه قآصد يهون عليه: تشجـع يآبطـل ههههه
إرتفعوآ حآجبيـه بتعبير أبلـه من طنآزة أخوه عليـه .. إبتلع من بعدهآ ريقه هآمس بـ هـمّ وهو يرتد خطوآت خلفيّه فآسح الطريق لسيآرة أخوه بـ أخذ الملف والإستدآره: يآلله إنك تعيــــــــن ....
/
/
/
بنفس المحيط .. قصر المآلكي
دآخلياً ..
أبعدت نفسهآ بنفور وآضح مطلقه آهتهآ المتألمه بـ عتب: آآآآهــ نسمـــه
نآظرتهآ وآلخوف بعيونهآ: بسم آلله عليك , شفيـك !
تحسست ذرآعهآ الأيسر بعدمآ فكته من تطويقة نسمه له وكأنهآ طفل متعلق بـ أمه خآيف الفكآك والإبتعآد: درآعـي لسه بيوقنـي وإنتي شديتيـه قآمـد
دآرت فمهآ المفتوح بيدهآ اليمنى إللي رفعتهآ فوقه سآئلتهآ وآلتفآجئ بوجههآ: وإنتي ذرآعك بعده يعورك !
....: آهـ لِسّـه , أدعي عليه بـ إيه أخوكـي !
ضيقت نسمه عيونهآ بـ كُره هآمسه وكأنهآ تكلّم نفسهآ: المتوحـــش !
....: يآلهوي يآنسمه أحمد لمآ زعـأ فينآ إتخضيت قآمد وأول مره أخآف منـو
بسرعه ملت الإبتسآمه العريضه كآمل وجههآ: لآآآآ حرآم عليك , أحمد طيوب .. زي أخوك عُمر كذآ بـ الضبط
بوزت معقده حآجبيهآ بعدم إقتنآع لتكمل نسمه بـ إبتسآمه بعدمآ إلتفتت من ورآهآ لتصير على يمينهآ متعلقه بذرآعهآ الأيمن السليم: وآلله .. مآحد من إخوآني قآسي غير رآئف على فكره وهذآ من ردى حظك خخخخ
رمقتهآ بنظره مشمئزه من طرف عينهآ اليمنى: يآفرحتي
نسمه: ههههه أمزح أمزح , حتى رآئف طيوب بس مو مره خخخخ
أطبقت فمهآ بقهر: أنآ بئـول تخرسي أحسن ولآ إيه رأيك ؟
نسمه: ههههه إيه وأنآ أقول نفس الشيّ
حور: بس بقد إتخضيت , أول مره أشوف أحمد متعصب كدآ
ضيقت نسمه عيونهآ بـ كُره: لآ والحقير رآمز يزيدهآ أعرفه يحب يشعلل الموآضيع ويقعد يتفرج من بعيد
حوريه: ههههه إنتي وآخده على إخوآتك أوي بتشتميهم كدآ عآدي مئدرش أعمل كدآ مع عُمر أو نـقم أبداً
شدت فمهآ المطبق بـ طفش: مليون مره أقولك إسمهآ إخوآني مو إخوآتي
حوريه: فـ مصر معندنآش إخوآن وإخوآت , هيّآ أخوآت وخلآص للبنآت والأولآد ريحي نفسك بئـه
نسمه: مدري متى بتفكينآ من مصر والهرج المصري ذآ , خلآص تزوجتي رآئف يعني حُكم مؤبـد تعيشين هنآ بـ السعوديه لين تنقبرين فيهآ .. بعد عُمر طويل إن شآلله يآقلبي , جعلهآ دآرينوه قبلك ههههه
وقفوآ على مقربه من البآب – المروحه – ( بآب بـ شقين , قصير , كآشف عمآ ورآه من فوقـه وأسفله , تدفه يردّ لكـ بسرعه ) , شآده حور نسمه من عبآيتهآ منبهتهآ بـ إبتسآمه مشآغبه هآمسه لهآ وعيونهآ على البآب: هـووششش , آسكتي خآلص لحسن تكون موقوده
طيرت عيونهآ بـ تململ: يآليـــل ..
بـ خطوآت مشآكسه تنقز على أطرآفهآ لحد مآوصلت للبآب مآطه رقبتهآ من فوقه ومآسرع مآلتفتت ورآهآ بـ إبتسآمه هآمسه: مش موقوده مش موقود
أرخت كتوفهآ مطيره عيونهآ زآفره نفس مسموع بـ إرتيآح: أششششوى ..
قآلتهآ ثم وقفت ورآ حور إللي فتحت شقي البآب فآرده زرآعيهآ عن جآنبي جسمهآ مطبقه فمهآ الصغير إللي صآر نقطـه بوجههآ مشآغب التعآبير وهي مبققه عيونهآ كآتمه بسمتهآ لينآظرونهآ ثنينآتهم بـ إستغرآب , سألت – مرآم – من بعدهآ: شفيـــك !
سفهتهآ شروق مآسكه جمبهآ الأيمن بـ تعب: ذي من خلتهآ نسمه وتزوجت وهي منهبلـه
قوست مرآم فمهآ بـ إستغرآب مآسرع مآتبدد بعقدة حآجبين حآده سآئلتهآ وهي بآقي على وضعهآ بنفس الشكل: إنتي شفيـــك جنيتـي !
حوريه: يعني لو نسمـه قت أنآ ممكـن أعئـل !
شروق: ع أسآس نسمه هي سِت العآقلين يعني مآشآلله !
سفهتهآ مرآم هآزه رآسهآ بقلة حيله: إنتي مآمنك رجـآ
تمت حور على وضعهآ لـ ثوآني لحد مآتكلمت نسمه مدعيّه الحزن بصوتهآ: هـذي مقآبله تستقبلوني فيهآ يعني !!
بسرعه إلتفتوآ ثنينآتهم والصدمه بوجيههم لتستقر عيونهم المفنجله على ذيك الوآقفه جمب حور , ضآمه يديهآ لبعضهم بوسط جسمهآ مطأطأه رآسهآ , شكلهآ كمآ الخآطئ المعترف خجلاً بـ ذنبـه لتوقف مرآم بسرعه مقبله صوبهآ بخطوآت متردده: نسسسمــــــــه !
رفعت رآسهآ مقوسه فمهآ إدعآءاً للزعل لتضمهآ مرآم بقوّه: آلله يآخذ عقولكن , وش هآلحركآت !
حبت نسمه من خديهآ بآلقوّه ومآسرع مآرمقتهآ بنظره متوعده مطبقه فيهآ فمهآ بآلقوّه: وإنتي من أول متخبيه ورآ هذي إللي مسويّه نفسهآ تمثآل المسيح بـ البرآزيل
وصلهم صوت شروق المتعب بـ ضحكه مرهقه ويبين أنفآسهآ اللآهثـه وكأنهآ قآطعه مسآفة أميآل وهي تمشي مو مجرد مترين ثلآث !
....: ههههه كفو يآم فيصل , وآلله خوش معلومآتك الجغرآفيّه
رمقتهآ مرآم بنظره إحتقآر مُردفه بـ فخر: لولآ زوآجي ولآ كآني الحين مُربّية أجيآل , أدرسهم تآريخ وجغرآفيآ
طلعت نسمه لسانها بتعبير منقرف: وع , أشوى إنك تزوجتي أجل
حوريه: ههههه أه وآللهي صح
قربت نسمه من شروق قآطعه المسآفه القصير بينهم ضآمتهآ بـ حرآره متحسسه ظهرهآ وهي تحبهآ من خديهآ: كيفـك آلحيــن !
شروق: آآآآهـ مثل مآتـشوفين مآعآد فينـي .. آنتي شلونك يآلعروس , وشلونه الزوآآج هــآآآ – قآلتهآ بغمزة عين مآكره مآتـسببت إلآ بتوتر نسمه , مجآوبتهآ بـ إبتسآمه قصيره خجله – آآآ حلـو .. مآشي حآله ههه
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إبتسآمه إستفهآميه تنآظر مرآم إللي خآلفتهآ الملآمح بـ إبتسآمه وآسعه مبققه عيونهآ البآسمه بـ تهديد لـ نسمه: إنتــــــي !!! آآآآآآخ منـك
مآردت نسمه إلآ فعلياً يوم طلعت لهآ لسآنهآ بشقآوه وبسرعه دخلته لتهز مرآم رآسهآ بـ قلة حيلـه سآنده شروق إللي تعلقت بذرآعهآ موآزيتهآ بـ الخطوآت البطيئـه المتثآقله لحد مآردوآ لمجلسهم جآلسيـن .. وبجآنبهم على مسآفه قصيره كآنت حور ونسمه إللي فكت طرحتهآ والعبآيه مآخذه رآحتهآ أكثر بخلآف مرآم وشروق إللي كآنوآ بـ جلآليب بيتيّـه مُطرزه وحجآب للرأس ملفوف بـ إحكآم .. حور إللي كآنت بعبآيتهآ – البشت – سودآء آللون فضفآضه وحجآب ..
مرآم: مآشآلله مآشآلله , شهآلزين هذآ ؟ هن إللي يتزوجن يزيد حلآهم كذآ
نسمه: ههههه يووووه – خبت وجههآ بيدينهآ مستحيه مُردفه بصوت مخنوق خجلاً – لآتحرجوني عـآآآآد
مرآم: ههههه يعنني تستحين
نسمه: إيه وآلله إني أستحي
هزت شروق رآسهآ نفياً مطبقه فمهآ بيأس في حين أردفت مرآم بسؤآلهآ من بعد إبتسآمه: عزيمتكم يوم الخميــس !!
لحقتهآ نسمه بـ إشآرة يدهآ وإنهآ فهمت قصدهآ: إيه إيه .. يوم الخميس بتجي خآلتي ميثآء وعديّ وأبوه .. أنآ بس مآصبرت لين الخميس , تونآ السبت
شروق: ههههه أتخيلك نآشبه عندنآ كل يوم
ضمتهآ حوريه بعبآطه مبتسمه: آللــــــــــــــه ,, يــآآآريت
مرآم: ههههه .. عآد تدرين نسوم بآلحيـل أقنعتهم يقدمون هىلأعزيمه يوم وآحد .. عقيقـة ولد أخوي بسّآم يوم الجمعه .. وهم يقولون لآ إجآزة زوجك وأبوه من دوآمهم يوم الجمعه , العزيمه الجمعه ... شـحّ صوتـي لين إقتنعـوآ وصآرت الخميس
شروق: هههه أم فيصل جبرتهم يآخذون إجآزه خصوصي يوم الخميس , إستنآنسي عآد نسووم , بنحآول نخلص العزيمه بدري بدري وتروحين مع زوجك ههههه
مرآم: ههههه أيآآلخبيثـــه
بققت نسمه عيونهآ بصدمه ملتفته بسرعه يمينهآ طآلبه حور تلحق عليهآ إلآ إن شكل حور كآنت هي إللي تبي أحد يلحق عليهآ .. مآطه رقبتهآ مفنجله عيونهآ ومقفله فمهآ والتعجبآـ تدور فوق رآسهـآ !
مرآم: بس حآسه إنك نحفتـي عن أول نسوم !!
بسرعه إلتفتت لهآ نسمه فآغره فمهآ لآخره بتفآجئ: لـــــــــــــه !
شروق: إي وآلله , نآحفـه عن أول ووآضح بعـد
وقفت نسمه عن المجلس مفرقه مآبين سآقيهآ تنآظر أسفل جسمهآ وخلفه: مغير خمسطآش يوم وإسبوع , كيف نزل وزنـي !
مررت مرآم عيونهآ بنظره تفحصيّه لكآمل نسمه إللي فعلاً وضح نزول وزنهآ , من بنطلونهآ الإسكينـي بلونه البيـج , وبلوزتهآ الشتويـه آلمُضفـره حمرآء آللون على الكمـر , سألتهآ بمدآعبه: ليكون مآيطعمك زين هآلدكتور
قوست شروق فمهآ مُردفه: شكلـه مطفـر
حور إللي شكل عجبهآ الحوآر وشكل نسمه المنقهر قررت تدخل بـ الخط مع سلآيفهآ: هو وآخدك لحم هيخليكي عضم ولآ إيه ! لآآآ يآحببتي إنتي لآزم تفوئيـه , كنتي عآيشه فـ بيت عـزّ , بتآكلي أحسن أكل وتشربي أحسن شـرب , هيآخدك هـو يـقوعـك ولآ إيه !
رفعت مرآم ذقنهآ بـ فخر معقبه على كلآم حور: كفــوو
نسمه: وآلله ! خلصتـو ؟!!
شروق: ههههه يآحليلك .. خلص خلص لآتزعلـي
نسمه: كلكم أصلاً سخيفآت ومآلكم دآعـي .. – جلست مكآنهآ حآطه رجل على رجل , ويديهآ الثنتين مطبقين فوق بعضهم , فوق ركبتهآ تنآظر السقف بـ غرور مُدعـيّ ليوصلهآ ضحك إللي جآلسه جمبهآ محآوطه وسطهآ بذرآعهآ الأيمن ملصقه شفتيهآ على خدهآ الأيسر طآبعه قبلتهآ العميقه من بين ضحكهآ: ههههه آممممممــوآآآح .. خلآص متزعليش إحنآ بنهزر
أبعدت نسمه نفسهآ رآمقتهآ بنظره إحتقآر: وآلله ! وش ذآ – الهزآر – السخيـف !
مسحت خدهآ الأيسر بآلقوّه ثم مسحت يدهآ اليسرى بعبآية حور من موضع الورك الأيمن مُردفه بقهر: وخذي بوستـك المعفنه هذي مآبيهآ
حوريه بـ إستهزآء: دلوئتـي بئـت البوسـه بتآعتي معفنه
شروق: طبعاً , من بعد دكتور عُديّ هههههه
مرآم: هههههه
بققت حور ونسمه عيونهم من قصد شروق الجريئ وكنه صدق إللي إفهموه ولآ مخربطين ومغير هآللي إفهموه هو خيآس تفكيرهم ..
مسكت شروق بطنهآ: هههههه آآآآهـــ يمّـــه .. شوفي كيف أشكآلهم
مرآم إللي تسدحت جمب شروق مآسحه بظهر سبآبتهآ اليمنى آلدموع من تحت عيونهآ: ههههههه مــــــــــــــــتت
بلعت حور ريقهآ بـ إبتسآمه مطبقه هآمسه لـ نسمه: يآنهآر إسود .. أنآ أسكت أحسنلي بدل مآيستلموني أنآ ورآئف , مش نآئصـه
رصّت نسمه على أسنآنهآ بقهر: أنآ غلطآنه جيت أزوركم
شروق: ههههه لبى قلبك نســوم
ردت عليهآ بقهر: يآرب تولــدين الحين وتتعذبين وإنتي تولديــن بعـد
مرآم: هههههه وش هآلدعوه يآزينهآ !
تكتفت نسمه صآده عنهآ بوجههآ لتكمل مرآم بضحك لـ شروق: يعننهآ آلحين منقهره وتدعي عليك
شروق: ههههه خلهآ تدعي من اليوم لـ بكرآ .. إن شآلله مآرح أولد إلآ قيصري , وبـ بنـــج كــآآآآآآمـــل
شهقت مرآم بـ تفآجئ: وآآآآآآآي يآلخبلآآآآآآآآهـ
شروق: ليــش !
مرآم: على بآلك الولآده القيصريّه سهله بتآخذين البنج ومآتحسين بشيّ ؟ أجل شوفي العذآب ألوآن بعدمآ تصحين من هآلبنج
إتسعت عيونهآ بـ خوف: يمّـــه !
مرآم: صدق وآلله .. الولآده الطبيعيّـه صحّ إنهآ صعبّه بس أهون بكثير , صعوبتهآ بس وقت الطلـق .. جربتهآ بـ فيصل ولـدي , أمآ فرآس وآآآآآآي وي وي وي بغيـت أموت من الوجع يوم صحيت من البنـج ..
أطبقت شروق على فمهآ بقهر: مآشآلله .. بكلآمك هذآ قمتي بـ الوآجب وزيآده
تحسست مرآم ورك شروق بـ إبتسآمه قآصده تهون عليهآ: ههههه آلله يقومك بآلسلآمه .. كل شيّ فيه تعب وإنشآلله إنك مآتحسين فيه
نآظرت شروق بـ الجدآر من قدآمهآ هآمسه بـ تأكيد: إن شآلله إنهآ ولآده قيصريّه
مرآم: وهو بكيفـك !
نسمه: إنتي بـ أي شهـر شروق ؟!
شروق: خلآص ذآ يومي الأخير بـ الثآمـن
نسمه: والولآده ممكن تصير بـ أي وقت فـ الشهر التآسـع
قوست شروق فمهآ مآتـدري: آلدكتوره تتآبع معـي أول بـ أول من بدآية الشهـر , بكرآ إنشآلله موعدي معهآ
مرآم بـ تأكيـد: هــه , والدكتوره إهي من بتحدد , ولآده طبيعي أو قيصري
خزتهآ شروق بـ توعد: لآ مو بكيفهآ .. أنآ أبيهآ قيصـري ومآحد لـه دخـل فينـي
حوريه بـ إبتسآمه: إن شآء آلله تئومـي بآلسلآمـه وتيقـي ليـن
ردت مرآم وتحسست ورك شروق بـ حُب: إيه شدي حيلـك يآم ليـن , فديتك إنتي وبنتك زوجـة ولـدي فيصل ههههه
رمقتهآ شروق بـ إشمئزآز رداً على طنآزتهآ لتكمل مرآم بـ تفآجئ مصطنع: آلله آكبر ... من آلحين بدت رفعة الخشم وشوفة الخشه , بس لأنهآ أم البنت ... – ربتت على فخذهآ تنبههآ مكمله – حبيبتـي , ترآ ولدي من الحين رآفض بس أبوه إللي غآصبه
رفعت شروق شفتهآ العلويّه بـ إستخفآف: وآلله ! ليش حبيبتـ ........... خلآآآآآآآآآآآآآآص
قآلتهآ نسمه بـ إنزعآج مقآطعه شروق وإللي تقوله رداً على مرآم موقفه ويديهآ الثنتين على أذونهآ: هـــف ,, وش هآلمبــزره ! – إلتفتت لـ حور الجآلسه وإبتسآمه بلهآء بوجههآ – حور قومـي أحسن خل نطلـع
ردت تنآظر بـ مرآم وشروق إللي إبتلعوآ ثنينآتهم لسآنهم في حرج بعدمآ نبهتهم نسمه – البزر – لمبزرتهم !
....: وينهـي أمـي ؟!
جآوبتهآ شروق بصوت خفيض وعيونهآ على الصينيه إللي إحتوت أطبآق المكسرآت المنوعّه بـ يدّ الشغآله إللي دخلت: فوق بـ جنآح ســيـــف
تعلقت نسمه عيونهآ بـ الشغآلـه إللي بدت تنزل الصحون من الصينيّه ذهبيّة اللون العريضه رآصتهم على الطآوله القزآزيّه المنخفضـه قدآم شروق ومرآم ... مآرآح فكرهآ وهي تشوف – الشغآلــه - قدآمهآ إلآ زآويـه مُظلمـه وحيـده , الزآويه إللي تحسّ نفسهآ محشوره فيهآ بعلآقتهآ البآئسـه .... مع دكتورهآ الوسيم شكلاً , القبيح فعلاً !
بلعت ريقهآ بـ هدوء مُردفه: تعآلي حـور
مرآم: آقعدي يآبنت , أمي شويّ وتنزل هي من أول عنده ..
نسمه: لآبطلع لهآ , أبي بعد أشوف سيـوف ..
حركت رآسهآ إيجآباً بتفهم لرغبتهآ مشيعتهآ بنظرآتهآ هي وشروق لحد مآختفت مع حور من ورآء البآب لتهمس لـ شروق بـ خفوت: بس صدق نسوم وآضح نحفآنــه وبزيـآده
شروق: كذآ بـ أول الزوآج , وبآلذآت إذآ مآكآن فيه فترة خطبه وتعآرف , تلقينهآ تستحي منه ومآتآكل زيـن .. آلمسكينـه مآ أمدآهآ تعرف هآلآدمي , بيوم وليله تزوجت
مرآم: آممم صآدقـه ..
بـ الطرف الثآنـي سألت حور بـ إهتمآم: بـتّ , إنتي فعلاً خسيتي أوي
زفرت نفس مسموع بـ طفش: حور خلص عآد لآتضيقين خلقي أكثر
حور: إنتي مش حآسه بنفسك ولآ إيه !
أطبقت فمهآ قهراً مجآوبتهآ بـ تبرير كآذب: مآني متعوده على الأكل عندهم , مآيعجبنـي .. شغآلتهم أكلهآ يلوع الكبـد , أفكر آخذ من هنآ وحده من الطبآخّآت متعوده على أكلهم وأحبّه , شرآيك !
إنعقدوآ حآجبيهآ مبوزه وعيونهآ تدور بتفكير: مشششش عآرفــه .. ممكن دكتور أوو ومآمتـو يزعلـوآ !
مآثلتهآ بنفس الملآمح , عآقده حآجبيهآ مبوزه: ليش يزعلـوآ ؟!!
حوريه: يعنـي , يئولوآ إنك مش بتآكلي كويس عشآن شغآلتهم أكلهآ وحش روحتي وآخده طبآخه من بيتك !! مش عآرفه بصرآحه يآنسمه ..
عضت شفتهآ السُفلى بتفكير موقفه قدآم الأسنسير بعدمآ وصلوآ له: تهقين فعلاً يزعلون !
حوريه: بُـصي , إنتي إسألي خآلتو أحسن ..... أولي لـ مآمتك يآهبلآ وشوفي هتئولك إيه !
/
/
بـ كآفيتريآ المستشفـى , بـ وقت البريـك الخآص فيـه ..
أسفل ذقنه بوسط رآحته اليسرى , مستند بكوعه الأيمن على الطآوله البلآستيكيه البيضآء دورآنيّة الشكل بـ إنتظآر كوب قهوته المعتآد ...
كوب القهوه إللي تقدم لـه بـ إبتسآمه قصيره هآدئـه من وجـه ذآك إللي وقف فوق رآسـه ..
شآب نحيل البُنيّه , متوسط الطول , قمحـي البشره .. ملآمحـه تحتمل شيئ من الوسآمـه .. عيونه سودآء وآسعـه , جآحظـه , خشمـه دقيق , طرفـه حآد , فمـه وآسع وشفتيه ممتلئـه .. شآربـه مشذب برتآبـه وذقنه خفيفـه ...
إنعقدوآ حآجبيه وبوجهه إبتسآمه بآهته من إستغرآبه لـ شخص إللي قدم له القهوه .. مآكآن العآمـل بـ الكآفيتريآ ... مآكآن إلآ وآحد من رؤسآء الممرضين بـ أقسآم الجرآحه بـ المستشفـى ... سعودي الجنسيّه , إسمـه – عآصــم - !
....: حيآلله عآصـم بآشـآ
بآدله الإبتسآمه الهآدئه رآد عليه بـ لطآفه النبره المتأنيه , مآتبث للنفس إلآ الإرتيآح: آلله يحييك دكتر عُمر , ممكـن أجلس معك شويّ
إرتفعوآ حآجبيه معدل من جلسته المآئله لإستقآمه بظهره حآثه يقعد وبـ إصرآر: أكيـد تفضــل .. وش له تستأذن
ضم على صدره شقي مئزره الأبيض جآلس على يسآره وعيونه مصوبه على الكوب الورقي الحآوي لقهوته: هذي قهوتك جبتهآ
رفع عُمر الكوب رآشف منه أول رشفه مجآوبه بعدمآ سرى الطعم المُرّ بريقه: أكيد ورآك شيّ
أخفض بصره مبلل شفتيه بـ إبتسآمه محرجه وهو يحك الجآنب الأيمن لأنفه بطرف سبآبته اليمنى: ههههه وآضح يعنـي !
مط شفته السُفلى مجآوبه: يعنـــي ..
أسند سآعديه على الطآوله شآبك أصآبعه ببعضهم ممرر عيونه بنظره سريعه وخآطفه على كل الموجودين من حوله قبل تستقر عيونه أخيراً على عُمـر .. طلع صوته وكأنه حذر , خآفت ومآيبي أحد يسمعه: الصرآحه إيه .. وموضوع خآص شويّ
قوس عُمر شفتيه لـ تحت رآفع حآجبيه بتأكيد وإهتمآم بآدي للي يبي يقوله عآصم: ســـمّ
أطبق فمه لثوآني وإبتسآمه وآضحه يجآهد بـ إخفآءهآ: نويت العزم إن شآلله وعقدت النيّه .. أبي أكمل نص دينـي ..
رفع عُمر حآجبه الأيسر بـ إستغرآب وبوجهه تعبير البلآهه ليكمل عآصم البآقي من كلآمه بـ توضيح أكثر: أبي أخطـب .. وأتزوج
سأله عُمر وبآقي ملآمح السذآجه بوجهه: وهآلموضوع يخصني بـ شيّ !
حرك رآسه إيجآباً بتأكيد في حين قوس عُمر شفتيه بعدم فهم: مآبقى بنآت بـ العآيله مآتزوجوآ الصرآحه ههههه
....: ههههه وآلله لي آلشرف أنآسبك بس أنآ قصدي شيّ ثآني
عُمر: ادخل بـ الموضوع دغري يآعآصم ..
أصدر حمحمه خآفته قبل مآيتكلم وشيّ من الخجل بملآمحه: الصرآحه أنآ قآصـد صيتـه
عُمر: ..............
أكمل بـ توضيح أكثر بعدمآ استوعب عدم الفهم المرسوم بوجه عُمر: صيتـه بنت علي عبدآلرحمن .. كآنت ممرضـه هنـي من قبل
عطآه الجآنب الأيسر من وجهه بميله خفيفه مضيق عيونه بـ إستفهآم: مآفهمت !! أنآ وش علآقتي بـ صيته ؟
إبتلع ريقه تخوفاً من وقع إللي بيقوله تآلي وشنو ردة فعل عُمر عليه: الحقيقه يآدكتر عُمر إني رآفض الإرتبآط بوحده مآعرفهآ ولآ قد شفتهآ من قبل .. فكرة إني أدش بيت أحد طآلبن بنته , رؤيه شرعيه وآلله العآلم بنتوفق أو لآ مآني محبذهآ .. مآنيب حآب أحط نفسي أو هآلإنسآنه إللي مآعرفهآ ولآ تعرفني بـ موضع تخير ..
عُمر: للحين مآوصلني قصدك ! بـ الحآلتين إنت بنفس وضع التخير .. سوآ مع وحده تعرفهآ من قبل أو لآ .. الموضوع مآهوب مقتصر على ثنينآتكم وبس .. فيه أهل بـ الموضوع ولهم رآي
عآصم: أدري .. أنآ قصدي على الشخصيّه نفسهآ .. مآنيب حآبب أرتبط بوحده مآعرفهآ , وشهي أطبآعهآ .. شخصيتهآ وأخلآقهآ .. إللي أبيهآ أبي إني أكون عآرف من قبل كل هآتفآصيل عنهآ ..
أومأ عُمر رآسه إيجآباً تفهماً وإستيعآباً لقصد عآصم .. أخفض بصره لكوب قهوته ثوآني ثم رد ينآظره بإبتسآمه قصيره سآئله: وطآح إختيآرك على صيتـه !
حك عآصم الجآنب الأيمن لـ عنقه من مؤخرة رآسه مجآوبه بـ حرج وإبتسآمه متوتره: هههه يعنـي ..
إرتفعوآ حآجبيه مقوس فمه بـ إعجآب: خوش إختيآر .. آلله يوفق إن شآلله
عآصم: بس أنآ توني مآعرفت منك إللي أبيه
عُمر: سـمّ وأنآ حآضـر بآللي أقدر عليـه
شهق نفس عميق مآبث لنفس عُمر إلآ القلق ليردف عآصم بـ تردد: مدري الصرآحه شلون أفآتحك بهآلشيّ
عُمر: مثل مآطلبتك أول .. قل إللي تبيـه دغـري
عآصم: صيته مآكآنت مقربه من أحد كثرك .. – سكت لحظآت ينآظر بـ عُمر إللي إنعقدوآ حآجبيه محتده نظرآته بـ تركيز شديد ثم أكمل البآقي من كلآمه بـ هدوء – إللي أقصده إن سنة الإمتيآز حقتهآ كآنت تتدرب معك إنت .. يعني علآقتكم وطيده شويّ
عُمر: أهـآ .. يعنـي
عآصم: أنآ أعرفهآ مآشآلله عليهآ , كآنت بحآلهآ وأخلآقهآ طيبه وسَمِحـه بس قبل تستقيل من المستشفى كآن صآر شيّ وتقريباً إهو سبب إستقآلتهآ ...... – بهتت نبرته , خآفته أكثر , حذره ومتردده أكثر – شيّ آلكل تكلـم فيـه ..
رفع عُمر ذقنه إستيعآباً للمبطن من كلآم عآصم مرجع ظهره للكرسي متكتف: آمممم .. فهمت
ضيق عآصم عيونه سآئله بـ حذر متحري الإجآبه: إنت وش رآيـك !
حرك عُمر لسآنه لبآطن خده الأيمن إللي إنتفخ وكأنه يفكر مجآوبه بهدوء: إنت طبعاً من حقك تسأل عن الشخصيه إللي حآب فعلاً إنك ترتبط فيهآ ... بس صدقني أنآ مو الشخص المنآسب إللي تسأله تحديـــــــــداً عن هذآ إللي تفكر فيه وشآغلك
لحقه عآصم بسرعه نآفي ظنون عُمر: لآآآ دكتر عُمر .. بآلله لآتفهمني غلط , صيته آلله وحده العآلم صدق نيتـي تجآههآ وإن مآني طآلب إلآ التوفيق لي ولهآ .. أنآ بس وآثق فيـك .. وأستشيرك رآيك .. والإستشآره محبذه مآهيب غلـط
عُمر: هههه أنآ فآهم قصدك عدل شفيك آخترعت ! إنت إللي شكلك مآفهمتني
إنعقدوآ حآجبيه لوهله وبوجهه التوهآن , شكل الأمور فعلاً إختلطت عليه ومآفهم الكلآم زين من عُمر ..
عُمر إللي أجآب على التسآؤل المرسوم بوجهه: إسمـع يآعآصـم .. إنت دآري عن إللي صآر بـ المستشفى هني ومـس صيتـه وبسبتـه هي إستقآلت
عآصم: ............
عُمر: صدقني مآ أتمنى لك إلآ صيته أو حده مثلهآ .. وصدقني أكثر صيته مآفي مثلهآ .. أنآ فآهم عدل ترددك والسبه فيهآ الظنون إللي ببآلك عن حقيقة إللي صآر .. الحقيقه هذي إللي مآحد بيكشفهآ لك كآملـه إلآ صآحب الشآن نفســه .. إهو الشخص المنآسب إللي تستشيره رآيك كنك فعلاً تبي الإستشآره ...
ضيق عآصم عيونه إللي أرسلت إستفهآمهآ المصحوب بـ إستغرآب وكأنه فهم قصد عُمر وعرف منو المقصود تحديدا بكلآمه إلآ إن شيّ بدآخلـه متشكك , أو مستنكر !
الشك إللي مآدآم كثير لأن عُمر قطعه بـ اليقين يوم أكد له عن مقصده – رآفع حآجبيه , فآصل بين الكلمه والثآنيه بـ تشديد هآدئ - : إســأل , دكتــور , عُـــــديّ ......
/
/
الطآبق الرآبع لـ قصر المآلكـي ..
وقفوآ ثنينآتهم بـ منتصف الدور , مقآبـل الممر المؤدي بنهآيته للجنآح الأوسط ..
نآظرتهآ مستفهمه وقوفهآ المفآجئ لتسألهآ الثآنيه بـ نظرة لؤم ضآقت معهآ عيونهآ بـ تشكك: وش مسويه مع دآرينـووه الزفتـه !
بوزت مطيره عيونهآ مآتدري: عآدي
أعقدت حآجبيهآ مستغربه: كيف عآدي ! مآفيه أي مصآيب جديده !
....: مش عآرفه وآللهي يآنسمه , بس هي اليومين إللي فآتو دول كآنت فـ حآلهآ .. مشوفتش وشهآ أصلاً بئآلـي فتره وهيّآ كمآن مبتطلعش أبداً ولآ بتنزل تئعـد معآنآ تحت
مسكت شفتهآ السفلى خآفضه بصرهآ بتفكير: يمكنهآ تخطط لشيّ هذي الثعلبه مآيندرى عنهآ
قوست فمهآ بعدم إهتمآم: سيبك منهآ .. تعآلي يللآ , مع إني لسه سآيبه سيف من شويّه , كل يوم بروح له – قآلتهآ وهي تسبقهآ بـ آلخطى إللي مآلت يسآراً صوب الجنآح الخآص بـ صغير العآيله .. سيــف –
وبـ الجنآح إللي دخلوهـ بـ خُطآ هآدئـه تنبهاً لعدم لفت الإنتبآه أو إثآرة الإزعآج ..
وقفوآ ثنينآتهم متلآصقه كتوفهم جمب البآب إللي دخلوهـ لغرفة نومـه ..
على فرآشه ممدد , لآحول لـه ولآ قوّه , يترآءى للنآظر إنه بغيبوبـه فآقد الوعـي والإدرآك ..
على يمينـه أمـه , بيسرآهآ حآوطت رأسه , وبيمينهآ مصحفهآ الصغير ,,
شفآهآ لآهثـه بقرآءة آيآت آلله ... وبعيونهآ دموع حبيسـه , مآقدرت الإضآءه الخآفته إنهآ تمنع تلألأهـم وبوضوح ..
تعلقت عيونهم ثنينآتـهم ببعض سآئلين بنظرآتهم آلمرتآبه نفس السؤآل .. أخفضت نسمه عيونهآ ببلعة ريق متوتره سآبقه حور إللي كآنت شآبكه يدهآ اليسرى بيد نسمه اليمنى لآحقتهآ من ورآهآ لتوقف نسمه جمب أمهآ إللي أخفضت مصحفهآ وبظهر سبآبتهآ اليمنى مسحت المسآل من دموعهآ قبل تسألهآ بعيون موسعه تفآجئاً: نسمــــه !
بسرعه فلتت نسمه يدهآ من يد حور بوجه حزين منكسر , تقوس فمهآ وترغرغت عيونهآ همست بـ وهن بآكي: مآآآمــــآآآآ
قآلتهآ فآتحه ذرآعيهآ لأمهآ محآوطه رقبتهآ , وبكآمل ثقلهآ جلست بحضن أمهآ الجآلسه جمب إبنهـآ ..
بـ إبتسآمه قصيره مجبره تحسست شعر بنتهآ مملسه على كآمل ذرآعهآ الأيمن: شفيـك يمّـك .. ليش تبكيـن
مآكآن ردّ نسمه إلآ شهقآت قصيره خآفته .. ومكتومه للحين مآتدري وش سببهآ .. بس على الأغلب لمحـة آلحزن بوجه أمهآ , والإنكسآر بعيونهآ , دموعهآ العزيزه إللي مآتنسآل بسهولـه كآنوآ أسبآب كآفيه لإسآلة دموعهآ هي وإللي بلمح البصر وبلآ إنذآر أو حتى أسبآب ..... ينسآلـوآ !
نآظرت بـ حور الوآقفه قدآمهآ بوجه جآمد صلبـه التفآجئ من ردّ فعل نسمه وبكآهآ لترد وتملس جسم بنتهآ بـ حرآره مدآعبتهآ بلطآفه: إنتي متى جيتي !!
تمت على وضعهآ لحظآت من بعد سؤآل أمهآ قدرت من بعدهآ تتمآسك وتبتعد عنهآ مآسحه دموعهآ من وجنتيهآ مرتده خطوه خلفيّه أبعدتهآ عن حجر أمهآ لتستقر على طرف السرير وبآقي الُحزن بعيونهآ – سألتهآ بـ خفوت - : ليش تبكيـن ؟
أعقدت أمهآ حآجبيهآ وإبتسآمة عدم فهم بوجههآ آلمستنكر: منو إللي بكى ! أنآ ولآ إنتي !
نسمه: إنتي كنتي تبكين أول .. ليش !!
أخفضت بصرهآ لـ سيف وإبتسآمه حزينه جآنبيه بوجههآ البآهت .. تحسست بـ أنآملهآ اليسرى جبينه العريض الأملس , كآن فعلهآ أوضح جوآب .. سألت من بعدهآ نسمه بـ قلق وآضح: سيـف فيه شيّ !!
لآشعورياً طآحت دمعتهآ كآتمه فمهآ برآحتهآ اليمنى إللي أحكمتهآ على شفآههآ تمنع صوت شهقتهآ المبآغته .. ردّ الفعل إللي معه توسعت عيون حوريّه وهي تشهد خآلتهآ ولأول مره وهي بهآلوهن والإنكسآر .. نسمه إللي عفطت ملآبسهآ من منتصف صدرهآ وقد ردت عيونهآ وترغرت بدموعهآ سريعة التكوين: مآمآ شفيه سيـــــف !!!
أخفضت رآسهآ مدآريه جبينهآ برآحتهآ اليمنى , مكتفه سآعدهآ الأيسر .. لحظآت تتمآلك فيهم ضعفهآ .. لحظآت من الترقب بعيون حور .. ولحظآت من البكآء الصآمت لـ عيون نسمـه ..
....: إدعي لأخوك يمّـه .. إدعي لأخوك يآنسمـه
نآظرته بعيون دميعه محتده نظرآتهآ: صآرله شيّ !!
شهقت مخآطهآ السآئل مآسحه وجنتيهآ ببآطن يمنآهآ مجآوبتهآ بـ نبره بآلغة الأسى: إدعي لـــه يمّه .. مآلنآ إلآ الدعــآ
قآلتهآ وهي توقف منزله مصحفهآ صغير الحجم على الكومدينه جمبهآ مآسكه يدّ نسمه اليسرى حآثتهآ توقف: قومـي يمّـك .. تعآلي
إرتفع نظرهآ المدمع لأمهآ سآئلتهآ آلتوضيح أكثر .. أو التأكيـد أكثر !
هل إللي وصلهآ حسياً إهو الصدق ؟! سيف لأول مره تشهد سبآته العميق قدآمهآ .. بـ العآده يستوعب وجودهم , حتى وإن كآن نآئـم فـ زيآرآتهم لـه تنعشـه , يستفيق ويحآكيهـم , وإن مآقوى على الكلآم فـ نظرآته وإبتسآمآته كآنت طريقة التوآصل بينهـم ..
وقفت بـ وهـن , تحسّ بعجـز مثقلهآ , مآهيب قآدره توقف وعيونهآ معلقه على جسد أخوهآ الهزيـل آلممدد بـ سلآم وإستسلآم ...
بظآهر يمنآهآ مسحت خديهآ سآئلتهآ ببحّه خآفته: مآمآ سيف بخيـر !!
طلعوآ ثلآثتهم من غرفة آلنوم إللي دخلتهآ ممرضتـه الفلسطينيّه آلملآزمه لـه والمشرفه على عنآيته والإهتمآم فيـه من بدآيآت إصآبته بـ الخبيث وسريآنه بدمـه تحت مسمى – اللوكيميـآ - ..
....: سيف تعبآن ... تعبآن يمّـك وحآلته متدهوره , إدعيلــه
مسكت حور يدّ خآلتهآ مشدده عليهآ بآلقوّه , آلفعل إللي أثآر إنتبآههآ لتبتسم لهآ بـ حزن: وإنتي يآحـور .. ادعيلــه يمّه
مآردت حور إلآ بهزة رآس إيجآبيّه وقويّه بينمآ سألت نسمه بعفويّه: بس مآرح يصيير عليه شيّ .. صـحّ ! يعني زي كل مره .. تعب زيآده شوي مو أكثر ............. ولآآ ؟
قآلت – ولآآ ؟ - الإستفهآميّه بـ تشكك ,,
التشكك إللي مآصآب قلب أمهآ إلآ بـ وخزه مؤلمـه .. ردت آلدموع وتعلقت بعيونهآ .. إلآ إنهآ أطبقت فمهآ إجبآراً بـ إبتسآمه قصيره مفتعله بعدمآ تخطوآ ثلآثتهم بآب الجنآح الرئيسي: إي يمّـه .. مغير تعب بس زيآده شويّ وإن شآلله خيـر ..
بسطت نسمه رآحتهآ بوسط صدرهآ نآفثه زفره مهمومه وكأنهآ آلحين إرتآحت: آلحمدلله ..
الإرتيآح بوجه بنتهآ وإللي مآصآبهآ هي إلآ بـ إبتهآس مبلله شفتيهآ المطبقه محكمه إنطبآقهم وبآلقوّه مآنعه إرتجآف ذقنهآ المرتعش , مآعآد فيهآ تكآبر أكثر على وجعهآ وقلبهآ إللي يتقطـع ألـم على حآل صغيرهآ .. كمّ الوجـع إللي يحسّـه ويفتك فيـه .. حآله من ردي لـ أردى .. آلخبر إللي وصلهم بـ كون هآلأيآم إللي يعيشهآ سيف آلحيـن هي أيآمه إللي تمكن فيهآ آلخبيث منه كآملاً ومآعآد فيه أيّ أمل بـ الشفآء إلآ بـ الدعـآء ..
الأعمآر بيـد آلله , يبقي مآيشآء ويبقبض مآيشآء .. إلآ إنه طبياً كآنت هذي هي النتيجـه متوقعة الإحتمآل !!
مآلقت إلآ يدهآ اليمنى ترتفع , أحست بنفس دافئ لبشرتهآ , رقّـه بآلغـه , بـ قبلـه حنونه , طبعتهآ حوريّـه لـ ظهر كفها الأيمن , مردفه بموآسآه: إن شآء آلله هيئـوم بـ السلآمه يآخآلتـو ويكون أحسـن ... متخآفيــش
مآلقت نفسهآ وبـوسط تمآسكهآ إللي شآرف على الإنهيآر إلآ إنهآ تبتسم ومن قلب على برآءة هآلحوريّه .. شددت من مسكتهآ ليدهآ بـ إيمآءة رآس إيجآبيّه وصلوآ معهآ لمنتصف الطآبق وتوقفت خطآهم ...
....: مآمآ إسبقينآ إنتي تحـت
نآظرتهآ حوريّه بـ إنتبآه في حين سألت أمهآ: مآرح تنزلـون !
نسمه: لآ بننزل – نآظرت حور بـ إبتسآمه عريضه مكمله – جبت هدآيآ من رومآآ ووصيت الشغآلآت يطلعونهآ لـ جنآح حور , بآقي مآشآفتهم بوريهآ أول
إتسعت عيونهآ بـ إبتهآج: بقــــــد !
لعبت حآجبيهآ بـ مشآكسه مبتسمه: إيه جِـد .. لك ولي – صفقت بيديهآ مبققه عيونهآ بتعبير البهجه الطفوليه - جبت من كل شيّ إثنين
حركت أمهآ رآسهآ نفياً مبتسمه بقلة حيله من خبآل بنتهآ وبنت أختهآ: إنتن متى بتعقلون هآه !
بوزت نسمه بتكشيره طفوليه: مآرح نتغير , لآزم أنآ وحور كل شيّ زي بعض .. – نآظرت حور سآئلتهآ بعبآطه – صــح ؟!
مآردت حور إلآ بـ إيمآءآت إيجآبيه متتآليـه تأكيداً لـ نسمه في حين ردت أمهآ هآزه رآسهآ نفياً بـ إحبآط مغمضه عيونهآ بـ خيبة أمل .. ذولي الثنتين صدق مآمنهم رجـآ !
/
/
توقيت موآزي ..
دخل المكتب بـ خطوآت متلكعـه .. عيونـه تُمرر بنظره تفحصيّه , تقييميـه لفخآمـة آلمكآن ورقيّه ..
فمـه مقوس أسفلاً بـ إعجآب ... أووو توقـع وصآب ..
هذآ هو فعلاً ذوق رآئـف , هذي هي بصمآته الأثيريه لأدق التفآصيـل ...
آللون الأسود الطآغي على أغلب الكيآنآت المحيطـه فيـه ...
المكتب الخشبي , الستآئر الورقيّه , السجآد .. بعض التآبلوهآت الجدآريّـه , إختلط لونهآ مآبين اللون الأسود ولون البيج الممل البآهـت ...
كل شيّ بآلمكآن مآ أوحى ولآ أشآر إلآ لـ إسم وآحـد , لـ شخص وآحـد ... لـ رآئف .. وحدهـ رآئـف ..
رآئف إللي إرتفعوآ حآجبيه بنظره تحتيّه ينآظره وهو يتمشى قدآمه .. قلب الورقه وعيونه تمرر سريعاً على السطور: حيآلله رآمـز بآشــآ !
أنزل رآمز الأقلآسيه من يده وفوقه لآبتوبه على المكتب إللي ألصق نصفه السفلي لطرفه: وآلله مآ البآشـآ إلآ إنت يآبآشــآ
لوى رآئف فمه المطبق , يدري عن رآمز وإسلوبه الملتوي لآمنه بغى شيّ: خيــر
جلس رآمز بسرعه على الكرسي الجلدي الضخم أسود اللون فآرد سآقه اليمنى بـ أريحيه بينمآ اليسرى ثآبته بـ انحنآءه قآئمه: كـل خيـر إن شآلله
من قآل كلمته إلآ وتلتفت رآسه يمنـه من إنفتح البآب السوكريتـي بمقبضيّـه النيكلييـن .. هآلوجه البآسم بلحظـه إنخطف لونـه , علته الدهشه وكسآه الذهول .. هذآ آلحين هو آخر مآيبيـــه ... وجود طــلآل !
طلآل إللي أعقد حآجبيه أقصآهم بـ إستغرآب مقبل صوبهم بخطوآته المتأنيه: رآمـــز !!
أخفض رآسه بسرعه بآلع ريقه وألآف من الأعذآر الوآهيه قآعد يفكر فيهآ كـ ترقيع لسبب زيآرته الغير معهوده ...... إطلآقاً ..
ترآءى لظنـه الرخو وآللين بـ رآئف تجآه إللي يبيـه ووجود نقطـه توآصل بـ الأفكآر يقدر فيهآ رآئف يلبيله إللي يبيـه .. بينمآ طلآل ! هذآ هو المستحل بـ عينـه ..
عضّ شفته السفلى وآلندم يتآكلـه , ليته سمع كلآم أحمـد ولآ كلف على عمـره وجآ .. شلون آلحين بيحفظ مآء وجـهه لآمنه طلآل درآ عن حقيقة هآلمقآبله وإللي يبيـه !
الأخ الرآبع إللي قطـع هدوئهـم آلمريب ثلآثتهم دآخل عليهم وبيده كوب النسكافيه ..
إرتفعوآ حآجبيه بفمّ منفغر إدعآءاً للتفآجئ بوجود رآمـز إللي أطبق له فمه شآد شفتيه يسأله بنظرآته الأزر وآلعـون !
أحمد إللي سفهه مقوس له فمه بلآ مبآلآه سآحب له كرسي بـ عجلآت من الكرآسي المحيطـه بـ طآوله سوكريتيـه شفآفّة القزآز والمخصصه للإجتمآعآت الصغيره المغلقـه لمآلكي المؤسسه فقـط ..
أنزل كوبه وجلس على كرسيه مسيح جسمه وبوجهه إبتسآمة شمآته لرآمز وللورطـه إللي يحسّه طآيح آلحين فيهآ ...
رفع طلآل ثوبه جآلس على الكرسي المقآبل لـ رآمز مفرق مآبين سآقيه مسند كوعه الأيمن لطرف المكتب مطوق ذقنه بقبضته اليمنى يخزه بنظرآت حآده: شللي ورآك إنت تكلّـم
بلع رآمز ريقه مجآوبه بـ هدوء: وأنآ ضروري يكون ورآي شيّ ؟
سكت من سأل سؤآله ممرر عيونه بنظره بريئه مآبين طلآل إللي ضآقت عيونه إستنكآراً وكنه مآمشي عليه جوآبه .. وبين رآئف إللي رفع بصره لثوآني خآطفه عن أورآقه ينآظره بـ إستغرآب .. – إرتفعوآ كتفيه موسع عيونه بـ تعبير البلآهه - : شفيكــــم !!
قوس رآئف شفتيه بلآ مبآلآه رآد ينآظر بـ أورآقه بينمآ تكلّم طلآل وشيّ من الإحتقآر بصوته: متى تترك عنك أشغآل الحريم وتسنـع بـ أشغآل الريآجيل أجل !
حكّ أحمد أسفل أنفه معتصره مرآت متوآليه وإبتسآمه مكبوته جبراً بوجهه إللي أخفضه للملف إللي فتحته يلهـي نفسـه فيـه قصداً ...
بينما ارتفعت الزاويه اليمنى لـ فمّ رآئف بـ إبتسآمه قصيره هآزئـه وعيونه مآرفعهآ عن الأورآق .. في حين أخفض رآمز بصره في حرج بآلع ريقه قبل يجآوبه بـ هدوء: وإنت كل مآشفت وجهي قلت نفس الكلآم !
إرتفعت شفته العلويه بتعبير مشمئز: وليتـه نفــع .. آلله يخلف على بطنن جآبتك ..
أطبق فمه بقهر ليكمل طلآل بآقي كلآمه المهين عمداً: مآمدنق روسنآ إلآ ملآبس آلحريم ذي إللي تقصقصهآ .. - رمقه بنظره متقززه خآطفه من رآسه لـ رجليه تقييماً لـ ملآبسه إللي أردف تعليقه عليهآ - ومتى إنشآلله بتسنـع بـ الثوب والعقآل .. وش هآلمـلآبس !! سوّد آلله وجهك يآ إنك خكري وتفشـل
أحمد إللي مآقدر يكبت ضحكه أكتر .. إنتفض صدره بـ هزآت متوآليه مقفل عيونه بآلقوه إثر الضحك إللي يجآهد بـ كبتـها في حين رفع رآئف رآسه وإبتسآمه عريضه بوجهه يمرر عيونه مآبين طلآل بـ وجهه المشمئـز المحتقـر .. ورآمز بوجـهه المحتقـن آلمنقهـر !
من ورآ ظهر طلآل إمتدت نظرآت رآمز لتوصل أحمد إللي دآر بكرسيه ليوآجهه وبآقي الإبتسآمه المكتومه جبراً آثآرهآ بوجهه .. أوصل له كلآمه تعبيرياً " هــــه .. هذآ كلآمـي وإللي قلــتــه .. تحمّـــل "
من قآلهآ أحمد تعبيرياً إلآ ويضيق عيونه بميلة رآس خفيفـه إستفهآماً للتوسـل بنظرآت رآمز وهو يأشر بعيونه صوب طلآل ...
لحظآت من البلآهه بوجه أحمد بغى معهآ رآمـز ينجلـط .. إنتهت أخيراً بـ فتحة فمّ أحمد القصيره .. توّه آلحين يستوعـب مرآدهـ ..
وقف عن كرسيه رآفع كوبه بنبره جآهره: آقول يآبــو فيصــــل ..
إلتفت له طلآل بوجهه نصف إلتفآته ليربت أحمد على لوح كتفه الأيسر: قمّ أبيـك .. توّ قريت معآملآت إنت إللي أتميتهآ وفيهم شيّ إستغربتـه ..
قوس طلآل فمه بعدم فهم: أي معآملآت !
شدد أحمد من مسكته لـ كتف طلآل بـ حـثّ: قم بس معـي لمكتبـي , الأورآق تآركهآ هنآك خل نتفآهم فيهم بروآقـه
ضيق رآئف عيونه إللي وجه نظرآتهآ الجآفـه لـ أحمد وكنـه درى عن قصد أحمد وإللي يبيـه .. وآضح التصريفـه إللي يبيهآ أحمد لـ طلآل ..
مطّ شفته السفلى بـعدم إهتمآم ثم ردّ يقلب الأورآق قدآمـه .. للحظآت معدوده لحد مآختفوآ ثنينآتهم طلآل وأحمـد من المكتب .. أردف هو بهدوء: آعجـل قول وش عندك قبل يكتشف طلآل التصريفــه
بتفآجئ بقق رآمز عيونه فآغر فمـه من دهآء رآئف إلآ إنه أطبق شفتيه بسرعه بآلع ريقه بـ توتر وأصآبع يمنآه تهتز على وركه: طلبتـك
ضمّ شفتيه مآطهم لـ قدآم إدعآءاً للتفآجئ بتعبير – أووو - : رآمـز بآشآ يطلبنـي !
أرخى كتوفه بيأس مجآوبه بـ إستسلآم بعدمآ أطلق زفرته المحبطه: لآتردنــي
إرتفعوآ حآجبيه مقوس فمه بـ إعجآب .. آثر الصمت تآرك له مسآحـه الإفصآح عن يبيـه وطآلبـه ليطلق رآمز زفرته المسموعه إستسلآماً , إذ إن مآعنده طآقه لتزيين الكلآم وتحويره , الشيّ إللي مآمنـه رجآ إن كآن المعني بـه هو رآئـف وإللي يدري مسبقاً إنه إهو الشخص إللي مستحيل يكسبـه بـ إسلوبـه آلحيوي ولسآنه المعسول ..
مآلقى نفسّه بـ الأخير إلآ قدآم وآقع الموآجهه المبآشره .. الصريحـه والوآضحـه .. بلآ لـفّ , أو دورآن ..
....: أبيّ مؤسسة المآلكي هي الدآعم الأسآسي للشغل الجديد إللي بقدمـه
وكأنه مآسمـع .. ضيق عيونه بـ ميلة رآس خفيفه طآلبه إعآدة إللي قآله بـ همس إستنكآري: إيــــش ؟!!
رمش بتوآلي بآلع ريقه في حرج أردفه بـآللي توّه وقآله إلآ إنه هآلمره كآن أهدى , وأوضـح , أبعد الكلمه عن إللي تلتهآ بخلآف السآبقه إللي رصّ كلمآت جملته بسرعه وبنفس وآحد وكأنه همّ على صدره ثقيل ويبي الفكّه: أبـي .. إسم .. مؤسسة المآلكي .. إسبونسـر لشغلـي
إرتفعوآ حآجبيه لوهله أردف من بعدهآ بـ جمود وعيونه على أورآقه: بــــرآ
أطبق فمه بقهر رآد عليه بسرعه: فيه شيّ إسمـه تفآهم
ضيق رآئف عيونه بـ إستفزآز هآمس له ببرود يقهر: وأنآ مآعندي تفآهـم
رآمز: على بآلك أنآ المستفيد الوحيد ! ترآ الدآعم يستفيد أكثر
رمقه بنظرة إستصغآر هآزئه: ع أسآس محتآجين هآلإستفآده ؟
طير عيونه شآهق نفس حآنق , مآل من بعدهآ بكآمل جسده قآصد لفت إنتبآه أخوه علّه يكسب رضآه وموآفقته: رآئف .. إسمـــع
سفهه وهو يشد توقيعـه أسفل آخر ورقه وصل لهآ بـ القرآءه في حين أكمل رآمز بقهر إلآ إنه مو من النوع إللي يستسلم بسهوله , ولآهوب إللي يخضعه رفـض قآطـع ..
....: إللي بسويه هذآ مغآمره , خطوه جريئه .. بس متأكد إذآ نجحت ممكن تفتح لي أبوآب كثيره .. تدري وش معنآته أقدم مجموعتي وهنآ بـ السعوديّه ! لآآ وبعد آلمجموعه الشتويّـه !
أرجع رآئف رآسه قآلب عيونه بنفآذ صبر حيث إن هآللي يقوله رآمز آخر إهتمآمته ... أي مجموعه شتويه وأي خرآبيط ! صدق طلآل بآللي يقوله له صآك بـه جنوبـه ومكدره ..
لحقه رآمز بسرعه قآصد تضييق الحصآر عليه مآنعه حتى من مجرد التفكير: رآئف إنت مو دوم تقول نجآحك مآيجي إلآ من مغآمره ! ليش آلحين مآتبي توقف معي وأنآ أقولك إنهآ مغآمره
رآئف: لأنهآ مغآمره فآشلـه
رآمز: وشدرآك إنت ؟ ليش حكمت بهآلشيّ
تجعيده هآزئه بوجهه أتبعهآ بـ إجآبه بديهيّه: لأنهآ لو كآنت مضمونه لو وآحد بـ الإميـه كآن لقيت بدآل الدآعم عشـر .. ولآ وش إللي يضطرك لنـآ آلحيـن .. هآآه !
ضرب وركه الأيمن بقبضته اليمنى منقهر , للأسف إللي يقوله رآئف إهو الحقيقه الكآملـه ..
بوسط تفكيره إللي إختلط بـ كومة إحبآطه وصله صوت أخوه البآرد ليلتفت له بحده ..
كآن مضيق عيونه بنظره خبيثـه مستمتعـه شآهق أول نفس من سيقآرته إللي توّه وأشعلهآ مأشر له بـ أصآبعه المطبقه على السيقآره: شـــوف
رآمز: ...........
رآئف: مستعد أغآمر معك ..
بـ تفآجئ إتسعت حدقيتيه إللي ثبتت بعيون رآئف حآدة النظره المريبه يستنطقه الصدق من كلآمه .. التأكيد إللي وصله ببرود: أهــآ .. – بـــــس - عشآن أحطك بـ تحديّ مع نفسك , بـ الغصب ينجح هذآ إللي مدري إيش .. ولآ تفكر توهقنآ لآمنك فشلـــت ...محد بينغبن غيرك ..... آوكـي ؟
تهلل وجـهه بسعآده آلغير مصدق للشيّ إللي كآن إحتمآله صفـري !
بـ تشتت من بهجته العآرمه إلتفت وجهه لذآك إللي دخل من البآب وإبتسآمة إستغرآب بآهته بمحيّآه مرحب به وشيّ من عدم الفهم بوجهه: حيآلله رآمــز
طقطق بـ أصآبع قبضته اليسرى المضمومه على آلمكتب متشدق: هلآ يآبـو آلنجــم ..
برغم إن بِكـره هو عُمـر , والأولى منآدته بِـه , إلآ إن الأقرب بآلنسبه لـ رآمز كآن خويّه نجـم .. ومآيتذكر بعمره منآدآته لزوج خآلته إلآ بـ - أبو آلنجـم - !
تقوس فمه برفعة حآجب تشييداً بـ حيوية وجهه البآسم سآئله بـ عفويّه وهو يقدم ملف ورقي رقيق لـ رآئف: خيـر إن شآلله ..
رفع يدينه بـ الهوآء مقوس قبضتيه بـ وضع إللي يبي يخنق شيّ وبآقي فمه مبتسم: آلخير على قدووم الوآرديـــــــــن يآوجــه آلخيـر
إرتفع حآجبه الأيسر إستنكآراً وبوجهه إبتسآمه بلهآء من قصد رآمز والسعآده البآلغه إللي يشوفه فيهآ .. قآبل رآئف سآئله بملآمح وجهه آلسؤآل إللي معنآه " هذآ شفيـه ! صآحـي ؟ "
مآجآه جوآب رآئف إلآ تعبيري بـ فمه إللي تقوس بـ إبتسآمه مطبقه هآز رآسه نفياً .. أتبعه رآمز بـ حمآسه مأشر له بيده حآثه يقعد قدآمه بـ الكرسي إللي من دقآئق معدوده تركه طلآل وطلع: آقعد آقعـد .. رح يصير بينآ تعآملآت وآجد
جلس مقآبله حآك أسفل ذقنه بطرف سبآبته مستفهم بنظرآته عن قصده ليجآوبه رآمز: معتقد رآئف بيفضى لي .. وهآلموضوع أبو فيصـل خصوصاً مآيدري عنـه .. وإنت بـ الأخير وآحد من مُلآك آلمؤسسه
قآطعه رآئف بـ حده تصحيصاً للي قآله: كــــــــــــآن ....... وآحد من مُلآك المؤسسه
بسرعه إلتفت له رآمز بتفآجئ موسع عيونه .. لحظآت من التجآهل من طرف رآئف وهو سآفهه ينآظر بـ الملف تدآركهآ رآمز أخيراً بـ حركة فمه إللي أطبقه بـ آلقوّه رآمق – أبو عُمر – الجآلس قدآمه بنظره تحتيـه قآصد يستشف ردّ فعله من قصد رآئف وإللي قآلـه إلآ إن وجهه كآن جآمــد , سآكن الملآمح والتعآبير .. نظره مصوب تمآماً بلآ معنى للطآوله القزآزيه مربعة الشكل والفآصله بينآتهم وهم متوآجهيـن ...
شد شفته السفلى بـ حرج بعدمآ تدآرك عقله آلقصد من كلآم رآئـف وكون – أبو عُمر – فعلاً كآن أحد الأفرآد المآلكين للمؤسسـه قبل مآيتنآزل عن هآلملك إجبآراً .. خضوعاً لإبتزآز رآئـف لـه ومسآومته على آلحوريـه ... بنتــه !
رفع رآئف عيونه لـ رآمز وكأنه بآقي مآتلذذ وأشبع أقصى إستمتآعه .. أكمل بنظرة عين ضيقه , هآمس بـ إستفزآز: آلحين كآمـل مجرد موظـف بـ المؤسسه ... لآ أكثـر ............ ولآ أقـل
بقق عيونه بصدمه من وقآحة أخوه إللي تعدت كل الخطوط والإعتبآرآت .. إبتدآءاً من نطقـه لـ إسمه صريح وبلآ أي تقدير .. قولـه – كآمل – بدلاً من أبو عُمر أو أبو نجـم .. تنآسياً للصلـه العميقـه الرآبطه بينهم وكون هآلرجل إللي أهآنه لتوه بقلـة حشـم وذوق عـدم .. هو زوج خآلتـه أولاً .. قبل يكون حمـآه أبـو زوجتـه ثآنياً .. بعيداً عن أي روآبط تخص الشغـل .. الرجل إللي بسببه صلب رآئف طولـه , إنشد عضـده وقـوى ظهره كآن – كآمـل - .. إهو إللي سآنده خطوه بـ خطوه من بعد وفآة أبوّه .. إهو إللي علمه أصول آلشغـل وآلخوض بعآلم المآل والتجآره .. مهمآ كآن خطآ – كآمل – فـ حُكم رآئـف كآن قآسي , مُجحـف ........ وجآئـر ..
الطرف الثآلث إللي بدآ ظآهرياً كمآ الجمآد السآكن , إلا إن دآخلـه كآن كمآ البركآن المتأجج , بقمّة ثورآنـه ..
مآترآءى لذهنه بهآللحظآت إلي مآتوآنى فيهآ رآئف عن ممآرسـة طقوس التقليل من شآنـه وإحطآطـه إلآ إصرآر آلحوريه بنتـه وليوميـن متوآصليـن عن رغبتهآ بـ التنآزل ... التنآزل عن ملكهآ لـه بعدمآ تنآزل عنه رآئـف ... لهــآ !
آلحين بس يتذكر رفضـه القآطـع ونهره العنيـف القآسي لهآ لمجرد فقط تفكيرهآ بهآلشيّ ووصفـه بـ الخيآنـه .. شلون تستغل رآئـف وتنتقـم منه هآلإنتقآم !
ربـع نصيبه إللي تنآزل به وبكآمل إرآده لـ زوجتـه , زوجته نفسهآ الحين تبي تتنآزل عن هآلملك لـ أبوهآ .. قآصـده ( المويـه ترجع لمجآريهآ ) ...
إن كآن كآمل خسـر ملكـه بـ مؤسسة المآلكـي فهذآ اللي تقدمه له بنتـه أضعآف أضعآف إللي كآن بيوم يملكـه .. وإللي على الأغلب إن تملكـه آلحين فـ رح يكون قوه عظمـى قآدره على الموآجهه وبـ قـوّه ...
حوريّه وإللي بعدهآ مُصرّه على موقفهآ تحت رفض قطعـي من ثلآثتهم .. أبوهآ , أمهآ .. وعُمر أخوهآ ...
هي بآللي فكرت فيه وإللي تبيه تسويّه قآعده تلعب بـ النآر , بكيفهآ وكآمل إرآدتهآ أدخلت نفسهآ بموآجهة الضـدّ مع رآئـف ........... مع زوجهـآ !
إكتملت صورة حوريته الصغيره قدآمه بوقفتهآ الوآثقه , ورفعة حآجبهآ المتحديّه .. صآحب الحق مآعنده إللي يخشّـآه ..
أطلقت جملتهآ الجآفه بلآ أدنى ذرة مبآلآه " دآ حــق رآئــف أخـذه بـ الغصــب , وأنآ رجعتــه بـ رضـآه .. زوآجنآ بدآيته غلطـه , وأنآ مآبي إلآ أصحح هآلغلطـه .. التنآزل إللي رآئف تنآزلـه ليّآ ... أنآ كمآن هتنآزلـه .......... ليــك "
وقف بهدوء آلوقفه إللي معهآ إرتفع نظر رآمز له بـ حرج سآئله السمآح بنظرآته آلخجلـه من سوء الموقف إللي تسبب به رآئف في حين أغمض أبو عُمر عيونه بـ إبتسآمه قصيره قآصد منهآ يهون عليـه حرجـه !
إلتفت لـ رآئف إللي كآن سآفهه سيقآرته مشعله بين وسطآه اليمنى وسبآبته وعيونه مخفضه للأورآق من قدآمه .. رمقه بنظره سريعه خآطفه أردف من بعدهآ بـ هدوء: عن إذنكــــم ...
شيعّه رآمز بنظرآته المثبته لمنكبيه الضيقيـن ببنية جسده آلنحيـل ومآسرع مآلتفت بـ حده لـ رآئف خآزه بنظرآت حآقده: إنت وش إللي قلتــه هذآ !
إرتفع حآجبه الأيسر بزآويه حآده إدعآءاً للإستغرآب: بديت تدخل نفسك بآللي مآيعنيك !
رآمز: يعنيني ولآ مآيعنيني , هذآ زوج خآلتك وحمآك بعـد , مآتحشـم أحد إنت أجل !
سفهه رآئف دآفس رأس سيقآرته المشعله بـ الطفآيّه الكريستآليه في حين شهق رآمز نفس حآنق: أحرجته يآخـي .. وقدآمـي بعــد
رآئف: مو كأنك طولـت الزيآره !
أطبق فمه بغيظ زآفر نفس حآنق من خشمه للحظآت تمّ فيهم يخزه وبـ حِده .. التعبير الممتقع بوجهه وإللي مآلقى رداً عليه من رآئف إلآ السفــه !
وقف عن كرسيه شآد قميصه الكآروهآت بلوني الأصفر والكحلي معدل جآكيته الجلدي كحلي اللون فوق القميص: إيه .. أروح أحسـن
رآئف: ............
شدد من رصّه على فكيّه بقهر أكبر من تجآهل رآئف لـه ليقرر أخيراً يصرف نفسـه قبل يرتفع ضغطـه .. توّ مآولاّه ظهره ردّ ينآظره بسرعه وكأنه تذكر شيّ: صـــحّ
رآئف: ...........
أدخل يمنآه بـ جيب جآكيته مطلع الفلآشه النيكليّه صغيرة الحجم مآدهآ له وهو بآقي سآفهه يقرآ بـ الأورآق: خذهــآ
نآظر الفلآشه بيده أول ثم إرفع نظره سآئله بعقدة حآجبين خفيفه: شنــو !
رآمز: هذي درآسة الجدوى .. أدرى مآتحب تدخل نفسك بشيّ إلآ وإنت تدري أسآسه
لوى فمه بغمضة عين هآزئ: مآله دآعـي
رآمز: إي مآعليـه .. خذلك فكره .. سحب الأقلآسيه من تحت اللآبتوب مقدمه له: وهنآ نسخه ورقيّه عن كل شيّ ..
قوس فمه إعجآباً وعيونه على الأقلآسيه: مآشآلله .. كنت وآثق يعني !
رفع ذقنه بـ فخر: لآمني بغيت شيّ لآزم أوصلـه
أمآل رآسه بـ إعجآب تأكيدي عن إصرآر أخوّه .. هذآ هو رآمـز من يومـه .. فعلاً إن بغى شيّ أصـرّ عليـه لين يحصلـه .. يحققـه أو يتملكـه .. يسآعده بهآلشيّ طولة بآلــه وصبره اللآنهآئـي .. إسلوبـه آلمعسول القآدر على خطفك وأسرك .. خآضعك بـ إستسلآم كآمل وإنقيآد تآم برغبـه لآشعوريّه ولآ إرآديّه منكـ إنت ... مو منـه !
أوقفه قبل تمتد يده للمقبض النيكلي للبآب السوكريتي: لحظـــه
إلتفت له رآمز نصف إلتفآته ليأشر هو برآسه صوب الشيّ إللي تركه رآمز من ورآه: اللآبـتــــوب !
إنعفس وجهه بتكشيره كآشف عن صفي أسنآنه الرتيبه المطبقه: آآآخخخ , مآعليه وصل الفلآش فيه وشوفه
إرتفعوآ حآجبيه بـ بلآهه: ليش وأنآ مآعندي إللي أوصل فيه فلآشك !
أرخى كتوفه مغمض عيونه بطفش: يآخي طلعت من البيت مبتلش توّه طآح أيبآدي وإنكسر , مدري ليش جبت ذآ اللآبتوب .. خليه عندك مآلي خلق أردّ أشيله ... يلآ سلآم
قآلهآ وأقفى تآرك البآب ثقيل الحركـه من ورآه يتقفل بهدوء وعلى مهـل في حين قوس رآئف فمه بعدم فهم وبطئ إستدرآك للي قآله رآمز بسرعه وطلع , طبيعة رآمز إنه سريع الكلآم , إن مآركزت كل إهتمآمك وبكآمل النسبه المئويه للشيّ إللي يقوله فمن المستحيل إنك تفهم وش إللي يقوله من أول مره , نآدراً مآتفهم من الإعآده للمره الثآنيه , فيه إحتمآل كبير إن أبطأ رآمز – قصداً - من سرعة كلآمه إنك تفهم بـ الإعآده الثآلثه .. رآئف إللي مآ أمدآه يفهم شيّ من كلآمه بآقي عيونه المستغربه على اللآبتوب قدآمه !
إرتفعوآ حآجبيه بهزة لآمبآلآه سريعه رآد لأورآقـه مكمل قرآءتهـم ..
خآرج آلمكتب كآنت خطآه هآدئـه , إنفعآلآته منضبطـه ظآهرياً ... بـ قمـة إضطرآبهآ وتصآرعهآ دآخلياً ...
مآلقى نفسّـه إلآ مطلع جوآله من جيب سيّآلته .. إهتز بنآن إبهآمه نقرآت متتآليـه .. إنتهـت بـ مكآلمـه , بدآهآ بـ حمّو وإندفآع: آلـوو ........ حوريـــــــــه ...!
/
/