لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-08-16, 03:45 PM   المشاركة رقم: 91
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/
/


توقيت موآزي ..
خآرج فيلآ المُرشـد .. بـ الشآرع ..
وآقف مقآبل بوجهه آلبوآبه الرئيسيه لـ فيلآ معآذ المالكـي ويديه بجيوب جآكيته ..
للحين جملتهآ الأخيره قبل تقفل آلخط يعيدهآ ويزيدهآ بخآطره ..
( أستنآك بـ الشآرع بـرآ .. إطلــع ) !

زفر هوآء طلـع دخآنـي بفعـل البروده القآرسـه وبعده غير مستوعب طلبهآ ! ولآ مستوعب حقيقة إنهآ هي بذآتهآ إللي دقت عليـه , وإنه الحين بيشوفهآ !
تكلموآ بـ الجوآل مقبولـه نسبياً , لكن يتقآبلوآ ! هذآ هو الشيّ آلغريب .... آلمـريب !
نآظر بسآعة جوآله كآنت مشيره للتآسعه حكم ..
رفع ذقنه مرجع رآسه لورآ وعيونه صوب البلكون حقهآ إلآ إنهآ كآنت مظلمـه ...
وبسرعه إنتقلت نظرآته من البلكون حقهآ للسور المحيط بـ الفيلآ وهو يشوف جسم نحيف يظهر من بين الشجيرآت المزروعه على إمتدآد الرصيف المحآوط للفيلآ , شآب بـ بنطلون ريآضي وسيـع كحلي اللون وكونفيرس ريآضي أبيض اللون شآبه إللي هو لآبسـه .. جآكيت أبيض اللون جلدي يظهر من تحته تيشيرت ريآضي لنآدي أوروبي كآن أقرب لظنـه ... برشلونـه !
على رآسه آيسكآب أسود آللـون ..

بلع ريقه وبآقي عيونه محتده ثآقبه بـ إستغرآب من هذآ إللي ظهر ومآيبين آلمخرج إللي طلـع منـه !
مآترآءى لظنـه إلآ إنه سآرق !
وبـ التبآطئ بدت الصوره توضح له أول مآ أقبلت عليه بخطوآت هآدئه يديهآ بجيوب جآكيتهآ الأبيض لحد مآوقفت قبآله ..
وجههآ صآفي خآلي من أي لمـسه تجميليـه .. إلآ إنهآ كآنت جميلـه , ومختلفه عن المرّه الأخيره إللي شآفهآ فيهآ بـ الكآفيه في مصر قبل يردّ السعوديّه ..
إكتسبت بعض الوزن , وهذآ هو سرّ جمآليّة وجههآ حآد الملآمـح الفآتن بـ غرآبة ملآمحهآ الدقيقـه وكأنهآ منحوتـه .. كلّ شيّ فيهآ بـ المسطـره ..

سوآ عيونهآ الوسيعه آلمسحوبه من آخرهآ والمتوآريه خلف نظآرتهآ الطبيّه سودآء الإطآر , أو خشمهآ آلطويل الحآد وكأنه ثنية ورقّه .. شفتيهآ الدقيقـه المحدده ربآنياً .. عظم وجنتيهآ البآرز .. وآلخط القوسي المقلوب بذقنهآ ..
سألته وعيونهآ بـ الأرض موقع قدميه: شلونــك !

إرتفع حآجبه بزآويه حآده إستغرآباً لشكلهآ ووضعهآ ووقوفهآ معه: وش هآللي مسويته بعمرك !!
إلتفت يمنه ويسره تخوفاً من وجود أحد إلآ إن الشآرع كآن فآرغ تمآماً , آلمنطقـه من المنآطق السكنيّه الرآقيـه .. هآدئـه وسآكنـه ونآدراً مآتمر سيآره ويكون غرضهآ هو دخول أحد هآلفيلآت .. الإرتبآك إللي مآخفى عنه – لحقته قآصده تطمئنه - : تطمن مآحد يمشي هنـي

نآظرهآ بعيون محتده للحظآت عيونه مستقره بعيونهآ وكأن دوآخلهم موحـده بنفس الإحسآس والشعور .. خفقآن متسآرع .. بوآدر حرآره قيد الإشتعآل ليقرر هو بـ الأخير يقطع هآللحظآت المطوله ببلعـة ريق مخفض معهآ رآسه للأرض مآ طوّل لأنه إرتفع بـ تفآجأ من طلبته بـ هدوء: خـل نتمشّى شـوي ..
بقق عيونه بعدم تصديق .. مآ أمدآه يتحرى آلصدق من طلبهآ لأنهآ ولتـه ظهرهآ سآبقته بخطوآت متبآطئه يديهآ بجيوب جآكيتهآ ..

لآ إرآدياً لقى رجوله تسير تآبعتهآ وعيونه على ظهرهآ آلعريـض .. بنيتهآ بنيـة رجـل , أبعد مآيكون عن الأنوثـه ..
جسدهآ نحيل , معدوم المعآلم الأنثويّـه من جميـع الإتجآهآت .. الخلفيّه أو الأمآميـه .. ومن الجآنبيـن .. عريضـة المنكبيـن .. طويلـه وطولهآ فآرع ..
بوسط تأمله التفحصي الدقيق الخآئن لمبآدئـه , ولكل الفروض الدينيّـه الإلتزآميّه بوآجب غضّ البصـر .. تمرد عليـه عآلمـه وكل كيآنه للحظـه إللي لقى نفسـه فيهآ يفترسهآ بـ تفحص دقيق وثآقـب ..

....: تطمـن مآحد بيشـك فينـآ ..
سند: مآنتب خآيفـه يعنـي ؟
إلتفتت له رآفعه كتوفه مقوسه شفتيهآ المطبقه: وش إللي يخوّف ؟ وآحد وخويّه يتمشـون
إرتفعوآ حآجبيه مآط شفتيه بـ تفآجئ من ردهآ مصحوب بـ إعجآب لمدى جرآئتهآ , سألهآ بعفويّه وهو يوآزيهآ بـ الخطوآت تكآد كتوفهم تتلآمـس بسبب طولهم الفآرع المتمآثل: شلون طلعتـي من بيتكم !
مآل فمهآ بـ إبتسآمه قصيره وعيونهآ ممتده للمدى البعيد آلمظلم من قدآمهآ: سور البيت فيه فتحآت من تحت مغطيّه بـ أعشآب

نآظرهآ والتفآجئ بوجهه: طلعتي من فتحآت السور !!
جآوبته ببرود وعيونه بـ الطريق: أهــآآ
مآثلهآ بـ وضعهآ مدخل يديه بجيوب جآكيته إرتجآءاً للدفآ: وإن إفتقدوك أهلـك !!

....: مآحد بيلآحـظ
قوس فمه مع إيمآءة رآس بـ إعجآب تأكيدي: صـح
بسرعه إلتفتت يمينهآ مقطبه حآجبيهآ بـ إستفهآم ليجآوبهآ هو: يعنـي , توقفين بـ السآعآت متوآصلـه بـ البلكون ومآحد يقطـع عليك هآلخلوه .. أكيد مآحد بيلآحظ غيآبك
رفعت حآجهآ الأيسر: متآبـع الأخ !
مآثلهآ برفعة حآجبه الحآده: ليش والأخـت مو متآبـعـه ! مآلآحظـت غيآبـي اليوم بـ الفرندآ ودقت عليّ وآلحين تتمشى معـي !

وقفت حركتهآ وكأنهآ فرمله مطبقه فمهآ بقهر , جت بتوليه ظهرهآ وتردّ للمكآن إللي طلعت منه إلآ ووقفهآ إجبآراً بسحبه لهآ من مرفقهآ الأيسر وبوجهه إبتسآمه هآدئـه , سآحـره .. آسره .. وجذآبـه: إنتـي إللي بديتـي
بآلقوه نفضت مرفقهآ من مسكته الخفيفه رآمقته بنظره أقرب للإحتقآر: مدري وينه عقلـي يوم دقيت عليـك
قوس فمه ببديهيّه: الفـرآغ يسوّي أكثر من كذآ .... عآذرك

ضيقت عيونهآ أقصآهم مستنكره: وش قصدك !!
...: يعـني , الوحده إللي نعيشهآ , الفرآغ إللي نحسّـه , همآ مسببآت الأفعآل إللي بعدين نندم عليهآ .. عآدي , تصيـر كثير
إزدآدت عيونهآ ضيق مستنكره: تطنـز عليّ !!
ثبت وجهه الجآمد للحظآت: الندم إللي تحسينه الحين بسبب إتصآلك أنآ حسيته قبلك بسبب رسآلتي إللي أرسلتهآ لك .. فـ عآدي ليش متحسسه من الموضوع !
أبعدت نظرهآ عنه بتشتت بآلعه ريقهآ مآطلع معهآ إلآ هآلترقيع الغبي وهي ترد عليه: شكراً على رسآلتـك
قوس فمه بلآ إهتمآم: هذآ الوآجـب

رفعت رآسهآ له بسرعه وكأنهآ توّهآ وإستوعبت شيّ: بس ليش ندمت بعدمآ أرسلت الرسآله !!
سند: ليش إنتي ندمتي بعدمآ دقيتي علي وقآبلتيني !
جآوبته بـ جفآف أقرب للصيآح: لأنـي غبيّـه , ولأنك تآفــــه , ونـذل , وحقيـــر
إرتفع حآجبه الأيمن بـ حده وبوجهه تعبير – وآلله ! – جت بتكمّـل بنفس الإندفآع إلآ إن سبآبته اليمنى الطويله الموجهه لمآ بين عيونهآ بـ تنبيه: آقصـري حسّـك

ورده: بصفتك إيش تأمرني
سند: مآلي صفـه , هذآ لمصلحتك .. صوتك عآلي والمكآن هآدئ , أي أحد ممكن يسمعك ومآحد بيتورط غيرك
ورده: طبعاً مآحد بيتورط غيري وإنت مآشآلله , أستآذ نذآلـه .. مآتقصر ..
مآرد إلآ بنظرة عين صقريّه مُهـدده , ومحـذره .. سفهتهآ هي برفعة حآجبيهآ تسأله ببلآهه: ليش مو هذي حقيقتك ؟ مو هذآ الإنتقآم إللي كنت تبي تحققـه !
سند: إسمعي يآبنــت .. نقآش بهآلموضوع إنتهـى .. أنآ صآرحتك فيـه , وأي ردّ فعل منك كنت بتقبلـه بس بوقتهآ .. مو جآيتني بعد شهـور تفتحين السآلفـه

إرتفعت شفتهآ العلويه بتعبير مشمئز وكأنهآ تشوف شيّ مقزز: فعلاً .. هذي حقيقتك .. مدري ليش كذبت كل إللي إنقدوك ومشيت مع إحسآسي
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيّه سآخره: أجل خذي حذرك آلحين من ورآ إحسآسك وإنتبهي لوين بيوصلـك

قآلهآ وهو معطيهآ ظهره , أقفى عنهآ بضع خطوآت وإستقر أخيراً على الرصيف جآلس عليـه ممدد سآقيه قدآمه , رجل على الثآنيه مطلع علبـة سقآيره , وبـ إحترآفيّـه مآ أثآرت الآ إشتعآلهآ دآخلياً وهو يشعل سيقآرته إللي حآصرهآ بين شفتيه المضمومه مغمض عيونه بتعبير المنتشـي وهو يسحب أول نفس لأجل تشتعل معه بنآر الولآعـه ..

وردهـ إللي ظآهرياً كآن وآضح تشتتهآ , إرتبآك دآخلي عنيف كركبهآ .. إنجذآب سآحق تحسّه مصوّب كآملاً تجآه هذآ الرجل النآطق فخآمـه برجولتـه ..
مآتدري ليش آلحين تحسّ هآلأحآسيس , وينهآ فيـه يوم إنه كآن خآضع لهآ .. رهن إشآرتهآ .. بـ إنتظآر موآفقتهآ ..
بـ رفض قآطع نفضت هآلأفكآر من مخيلتهآ المدمره وهي تتحمد ربهآ إنه أعمآهآ عن جآذبيته آلمُفرطـه لأجل مآتطيح بشرآكـه .. هو بـ الأسآس مآكآن إلآ الثعلـب وبنيتـه يتصيد فريستـه .. شرّ وأبعدهآ آلله بحكمتـه عنــه ..
تمت تنآظره بلآوعي منهآ أو إدرآك , إطضرآبهآ الدآخلي وأفكآرهآ المسممـه إجبآراً نآحيته لأجل تلقى فيه الشخص الخسيس الدنيئ إللي تنفر منه كآنت متضآربه من نظرآتهآ الحآلمـه وملآمحهآ المأسوره وهنآ كآنت المصيبـه .. إنه مآيشوف إلآ هآلإنجذآب الظآهري تجآهه أمآ عن دوآخلهآ فهي خلف جدآر عآزل .. وكأن نظرآتهآ له شيّ إستلطفـه ..
نظرة الإعجآب إللي يشوفهآ مآهيب سآبقـه , شآفهآ كثير بعيون من قبلهـآ , وسمعهآ بـ طلب صريـح وعلنـي إلآ إنه مآكآن يلقى إلآ النفور والإشمئزآز أمآ إللي بعيون هآلوردهـ شيّ غصباً عنه يخضعـه .. تآرك لهآ حريـة تمقلـه على كيفهآ ومثل مآتبـي !

....: أكثر شيّ مآ أطيقـه هو إستغفآلي
نآظرهآ بـ إهتمآم بعدمآ ألقت هآلجملـه لتكمل وهي تقرب صوبه جآلسه جمبه على الرصيف وبينهم مسآفه تمنع إلتصآقهم يديهآ لمآ بين وركيهآ المضمومين: الشيّ إللي مسحيل أسآمح فيـه أو أغفـره إن أحد يستغلنـي .. يستغفلنـي ويكذب علـيّ
كآن يسمعهآ بـ إهتمآم تآرك لهآ حريّة الإفصآح عمآ بجوفهآ وأثقلـه وإلآ مآكآنت لجأت لـه .. يسأل نفسه علآمهم آلبشر هالأيآم ! كلاً ضآيق خلقـه وهو دكتورهـم النفسـي !

ورده: كذبت عليّ يآسنـد , وإستغفلتنـي , وقصدك كآن إستغلآلـي لأجل تحقق إللي تبيـه ... يعني أكثر ثلآث صفآت مستحيل أتقبلهم إجتمعوآ فيـك
أطلق زفره دخآنيه من سيقآرته رآد ببرود: الإعتذآر مآ أكرره مرتيـن
إرتفعت زآوية فمهآ اليمنى بـ إبتسآمه هآزئه: ع أسآس مجآفيني النوم أفكر بـ إعتذآرك طآلبتـه وأبيـه !
سند: بـ إيش مزعلك ولـد نآصر عبدآلله !

نآظرته على يسآرهآ بـ إهتمآم شديد وكأن الإستفهآم بوجههآ قد سأل سؤآلهآ ليجآوبهآ هو: أدري ضآيق خلقـك , وشيّ مكدرك .. ولد نآصر أولى مني بهآلقعـده تفضفضين ويّآه , إلآ إن ظنـي بنسبة إميه بـ الميـه إنه اهو السـبب
جآوبته بـ حقد: خصوصيآتي مآلك دخـل فيهـآ , ولآتسمح لنفسك تتجآوز معي وتتخطآ حدودك
سفههآ بوجهه صاد عنها مجآوبهآ ببرود قبل يطبق حصآر شفتيه على عقب سيقآرته: أبشـري طآل عمرك
ورده وإللي بآقي نبرة الحقد الحآد والجآف بصوتهآ: أبي أعرف وش إللي تستفيدونه من هآلسقآير !! بـ إيش يحسسك التدخيـن يعنـي !!

رمقهآ بنظره خآطفه من طرف عينه اليمنى وبوجهه شبح إبتسآمه , شكلهآ منقهر وعلى آخرهآ: ولآ شيّ
ورده: دآم إنهآ ولآ شيّ ليش تدخـن !
سند: ولد نآصر مآيدخن أجـل
جآوبته بسرعه شيّ من الفخر بنبرتهآ: إيـه مآيدخـــن , وهذآ أحسن شيّ
سند: عـآل .. يعني عنده مقومآت إيجآبيه تقدر تتوآجه مع سلبيآته
إلتفتت بكآمل جسمهآ عليه ثآنيه سآقهآ اليسرى تحتها بنبره دفآعيه مندفعه: ومن قآل إن آدم فيـه سلبيـآت ! كل شيّ فيـه حلـو ومقبـول

إرتفعوآ حآجبيه بـ تفآجئ مآبث لنفسهآ الآ الإرتيآب لتسأله بـ تشكك: خيـر وش فيـه !
سند: مُصيبـه إن كآن فعلاً كآمل مثلمآ تقوليـن !
إحتدت نظرتهآ بـ ترقب لقصده سآئلته بـ حذر: ليـش ...... يعنـي !
أرجع رآسه لورآ ينآظر بـ السمآ مجآوبهآ بـ أسلوبه الثعلبي المآكر: مآيندرى عن علومهم ذولي مدعيـن الكمآل
ورده: وش قصدك مآفهمت !

سند: شخصياً مآ أثق فـ أحد أشوفه ظآهرياً كآمل بـ النسبه لـي .. هآلكمآل الظآهري غآلباً يكون ترقيـع لشيّ كبيـر مدفون ..
شيّ من الخوف قد لآمس قلبهآ .. وكأنهآ إتفقت معه بآللي يقوله , حسته منطقـي , مثل إللي تقرأ عنه أو تشوفه بـ أفلآم ومسلسلآت .. إلآ إنهآ بسرعه نفضت هآلفكره من بآلهآ وإبتسآمه بآهته بوجههآ .. آدم أسآساً مآتشوفه إلآ بؤرة النقـص .. هو وين والكمآل ويـن مع هآلسوآيآ والفعآيـل ! إذاً كل النتآئج تتجـه لتبرئـة آدم من كل ظنونهآ الفآسـده فيـه ..
نآظرته وكأن الروح قد دبت فيهآ من جديد: شكــراً يآسنـد

نآظرهآ معقد حآجبيه من مغزى شكرهآ وهآلإبتسآمه الغريبه بوجههآ من بعـد كدر: على إيــش !
رفعت كتوفهآ مآتدري وعيونهآ صوب سور وحده من الفـلل قدآمهآ: مـدري , بس شيّ كآن خفي عني وآلحين إتضـح بسببك .. فـ شكـراً
قوس فمه بعدم فهم مجآوبهآ بـ خفوت: آلعفـو
ورده: طلب أخيـر !

ضيق عيونه لـ ثوآني ينآظر بعيونهآ اللآمعه سعآده من تحت نظآرتهآ ليقرر أخيراً يجآوبهآ: سمّـي
أشرت بحركة حآجبيهآ السريعه على السيقآره المشعله بين سبآبته اليمنى والوسطى: أبي أجربهـآ مره
نآظر للسيقآره بيده وبوجهه تعبير سآذج كأنه مآفهم قصدهآ سألهآ للتأكيد: السقـآره !!
ورده: أهــآ
إرتفع حآجبه الأيمن بـ إستنكآر إلآ إنه مآدآم كثير يوم أخفض رآسه مبلل شفتيه بـ إبتسآمه بينمآ سألته هي بعفويّه: شفيــك !
سند: مآفيـه .. تذكرت شيّ

قآلهآ وكل بآله مع الصغيره فدوى وطلبهآ تبي تجرب السقآره , ذولي آلحريم كلهم صنف وآحد سوآ طفلـه , مُرآهقـه , أو رآشـده ...
بـ إنقيآد تآم مدّ لهآ السيقآره وبآقي الإبتسآمه المطبقه بوجهه في حين تمت هي تنآظرهآ فآغره فمهآ وبعيونهآ نظره غير مُصدقه ..
سند: أشوفـك سحبتـي
لحقته بسرعه وهي تآخذهآ من يده مقربتهآ من شفتيهآ , بـ إنتشاء سحبت وبـ إستمتآع نفثت ..
نآظر آلتعبير بوجههآ وكأنهآ تقلد مشهد تمثيلـي عن كيفية زفر آلنفس , مآطه شفتيهآ المضمومتين ومغربـه عيونهآ للحد إلي قآربوآ فيه على الإختفآء .. لآ إرآدياً مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره .. نفس إللي سوتـه فـدوى , إلآ إن الغريب بـ الموضوع إنهم جربوهآ بـ إحترآفيـه ! للحين يتذكر أول نفس من أول سيقآره بحيآته شلون أطلقـه ! صدى كحتـه المختنقـه بـ الدخآن يتردد بـ أذونـه ! شلون هآلحريم محترفآت تدخيـن وهم مآجربوآ ؟!

مدت له السيقآره مسنده جآنب وجههآ الأيمن على سآعديهآ المطبقين فوق ركبتيهآ المضمومتين تنآظره وهو يطفـي السيقآره إللي سحق مقدمتهآ بين إصبعيه الإبهآم والسبآبه !
سألته ببرود وهو يدخلهآ بـ العلبه بعدمآ طفآهآ: ليــش ؟
سند: ذكـرى منـك

إرتفعوآ حآجبيهآ شآده فمهآ المطبق بتعبير أقرب للإستيآء إلآ إنهآ مآصرحت عنه ليسألهآ هو: ملآبس منو هذي إلي عليك !
....: جآسـر أخـوي
سند: يلبق لك ملآبـس سهـل أكثـر , أتخيلك بـ ثوبـه ...... تشبهينـه على فكره
....: آممم فعلاً , كلهم يقولون إني شبيهـة سُهيـل
سند: تطوليـن وقفـه بـ البلكـون
ورده: أحب هآلـجـوّ , أعشق الشتـآ
سند: وشلون عرفتي إنه أنآ إللي أقعد بـ الفرندآ ؟

ورده: نفسـه إللي قآل لك
بلل شفتيه وهو يضحك: ههههه سهـل مآقآل إنك توقفيـن بـ البلكون
....: ولآ قآل إنك تجلـس بـ الفرندآ
سند: آممم إستشفيتي يعنـي هآلشيّ من كلمه قآلهآ
ورده: أهـآآ
سند: ومو نآويه تعلميني بـ إيش مزعلك ولد نآصـر ؟ على فكره ريآل مدريد أحسن من برشلونـه , مضآيقني لبسك
ورده: ههههه هذآ إللي لقيته
سند: متأكده إنك مو بردآنـه !

شهقت نفس عميق أغمضت فيه عيونهآ بتجآهل لـ سؤآله عن إحسآسهآ بـ البرد , آلصقيع إللي تحسّه بجوفهآ مؤلـم أكثر من برودة آلجوّ آلمجمده لأطرآفهآ .. جآوبته بـ إجآبه مخآلفه تمآماً لسؤآله: أنآ مو مبسـوطـه , ولآ مرتآحــه , ولآ رآضيــه ..
....: ولـد نآصـر !!
ورده: محآصرنـي من كل صوب ونآح , شكآك , تحكمـي , أقعد بغرفتي لأنه مآنع جلستي مع إخوآنـي .. مآنع زيآرتي لبيت عمـي عشآن عيآلـه .. مآنعنـي من كل حسآبآتي الشخصيه على النـت .. من مكآلمة صديقآتي وزميلآتي بـ مصر , أو التوآصل معهم بـ أي شكل .. حجآب كآمل ولبستـه ولآ تعلق على شكلـي الحيـن وانت تشوفني كذا ..
سند: تدرين ليش منتي مبسوطه ولآ مرتآحه ولآ رآضيـه ؟

ورده: أدري .. لأني مآني مسويه هآلشيّ عن قنآعه .. سويته لأجل أرضيه هو على حسآب نفسي
سند: وليش مآتطآلبينه إنتي بعد بآلشيّ إللي يرضيك إنتي ؟ كل هآللي قلتيه ومضآيقك منه ليش مآتعلمينه ! أنآ مآ أنكر إن طلبآته فيهآ شيّ من الصحـه وآلمنطـق .. بخصوص حجآبك , وموآقع التوآصل مدري عنهآ الصرآحه بس هي أكيد تستهلك من طآقتك ووقتك كثير تقدرين تستغلينه بشيّ مفيد أكثر .. أمآ حظرك من الجلسه مع إخوآنك ؟ لآتعليـق
ورده: وهذآ هو إللي مستغربته يآسنـــد

بسرعه إلتفت عليهآ بـ إهتمآم شديد , نبرتهآ بنطق إسمه كآنت آسـره , مُعـذبّـه , طلعت كأنهآ مبحوحـه وهي تشتكـي لـه .. ســنــد ! لأول مره يحسّ بوقع غريب لـ نطق إسمـه .. أقصى أمنيآته الحين يطلبهآ تعيد إسمـه !

....: هذآ هو إللي مشتتنـي ! علآمهم إخوآني ؟ ذولي إخوآنـي .. الموضوع صآر لآيطآق , رآفض توآصلي مع أي كآئـن بشـري , رجـل أو حتى مـره ..
إرتفع حآجبه بـ إستنكآر لتكمل هي بـ إندفآع تلألأت معه عيونهآ: قلت يمكنه يتضآيق من تمسكي بـ أهلي وعلآقتي معهم أجرب أتقرب من جمآعته هـو .. أخته مثلاً , أو زوجـة أخـوه ... زوجـة أخوه هذي إللي قصـه ثآنيـه من يجي طآريهآ وينقلب حآله إميه وثمآنين درجه , مآيبيني أبدّ أختلط فيهآ لدرجه إني شكيت بـ أمرهآ يمكن أخلآقهآ معيبه بس مآشوف منهآ إلآ الزين وآلطيب كلـه الصرآحه , وأبوهآ مطـوع , وإخوآنهآ كذلك وخوآتهآ الثنتين مآشآلله عليهم .. مدري عجزت أتوآصل معه , وعجزت ألقى حل من أحد يرشدني لأني منقطعه عن العآلـم والنآس كلهـم
سند: ومآلقيتي إلآ أنآ ! وإن درآ ولد نآصر !

....: إسمه آدم قلنآ
سند: وإن درآ آدم ولد نآصـر
ورده: وقتهآ بتجـي المشكلـه من سبب حقيقـي مو من الفرآغ
سند: هههه تبين تحللين الهوآش وتخلينه على سبب
وقفت عن الرصيف تنفض بنطلونهآ: أنآ برد البيـت
بعده على وضعه جآلس: بخآطري شيّ مدري شلون بتتقبلينه !

نآظرته بـ إهتمآم بدون إجآبه ليكمل هو: هآلتصرفآت التحكميّه المبآلغ فيهآ مو من عدم .. وإن كآنت مو من عدم فهذآ أحسن , اقله فيه سبب بتقدرين تتعآملين معه أمآ إذآ من عدم فـ للأسف رح تعآنين , لأنه وقتهآ بيكون طبع متأصل فيـه صعب تنزعينـه منه او تنتزعي هالطبع منه ....... أو حتى تحآولين ..
ضيقت عيونهآ مستفهمه: مآفهمت !

سند: إنه يمنعك من كل علآقآتك وبهآلشكل شيّ غير منطقـي , يحآول يبعدك عن شيّ إهو خآيف منـه .. تعرفين مثلاً إن كآن له علآقه سآبقه أو لآ ؟ يمكنه تعرض لـ خيآنـه .. فـ عنده شك دآيم إنك ممك تسوين هآلشيّ ... هذآ طبعاً مثآل
لوهلـه غآدرها ذهنهآ عن الوآقع وإللي يقوله سنـد لذيك المكآلمه إللي سمعتهآ من ورآ الشجـره وهم بـ أسوآن في مصـر .. مكآلمه حميميـه للغآيـه , تذكرت حرف الـ n ومكآلمآته المتوآليـه وسفـه آدم لـه .. مآتدري هل هآلمكآلمه كآنت مع صآحبة آلحرف أو لآ .. آدم مآ أنكر إنه كآن له علآقه سآبقه قبلهآ , من اليوم إلي طلبهآ فيه للزوآج وهو موضح لهآ هآلنقطـه , وانهآ صفحه قديمه وإنطوت , وهو آلحين معهآ بيبدآ صفحـه جديدهـ , تخصهم ثنينآتهم ... وحدهم ... وبـس ..

كلآم سند فيه شيئ من المنطقيـه , مقبول نسبياً ... أغمضت عيونهآ بهدوء وآلندم يتآكلهآ , وش إللي صدق طرآلهآ لأجل تدق على هآلسند وتسوي سوآتهآ ! بدآل مآيرتآح فكرهآ أنهكـه هآلسنـد بـ الظنـون !
ضآقت عيونهآ بـ تفكير , هل هو متقصد هآلشيّ , يحدث مآبينهم فجوة الشكّ ! بس شلون وهي بـ الأسآس موجوده من طرف آدم .. تصير من طرفهم ثنينآتهم وتكتمـل ... هذا هو الي صدق كان ناقص !

شهقت نفس عميق مسموع , مآلهآ إلآ تفآرق هآلسند ولآعآد ترد تشوف وجهه , هذآ الصحيـح , واللي صآر مآهوب الآ غلطـه فآدحـه بتأكد كل ظنون آدم وشكوكـه , وإن درآ وكآن رد فعلـه هو تطليقهـآ , مآتلومـــه !
شدت عليهآ شقي الجآكيت متكتفه: أنآ برد البيت .. ورجآءاً تمسح رقمـي
فتح لهآ جوآله على سجل المكآلمآت الأخيره برقمهآ مآد لهآ ذرآعه طآلبهآ تشوف: رقمك أصلاً مآهوب عندي ... مسحته من بعد رسآلة التعزيـه ..
أطبقت فمهآ وشيّ من الإحرآج بوجههآ: طيب , أنآ أوعدك مآرح أكررهآ وأدق عليـك .. وشكراً على وقتـك

وقف عن الرصيف ينآظرهآ بثبآت .. لحظآت وعيونه بعيونـه , نظره جريئـه من ثنينآتهم وكأنهم بتحدي , كل وآحد يختبر ثبآت الثآني وقدرته على الإستمرآر .. منو بيخفض بصره أولاً مُعلن نهآيـة آللقآء !
في آللحظه إللي قررت هي فيهآ أخيراً توليه ظهرهآ سبقهآ هو مردف بكلمه وحيده بآرده صآد عنهآ بظهره تآركهآ مكآنهآ وسط دهشتهآ , ذهولهآ ... وإحرآجهآ: آلعفـــو .....


/
/
/



أوقفت سآيقهآ – هلآل – قدآم البوآبه الحديده الخآرجيّه للفيلآ , العريضـه والضخمـه , مصفقه البآب من ورآهآ بـ القوّه: خلآص روح ..
تمت عيونه آلمستغربه تنآظرهآ من لوحي كتفيهآ وهي قبآل البوآبه مآيدري وش إللي تفكر فيه ! أو شلون يطآوعهآ ويقفي عنهآ تآركهآ بهآلظلآم والعتـم , بروحهآ فهآلسكون المطبـق !
جآ بيفتح بآب سيآرته إلآ ويقبل الثآني عليهـم موقف قبآل بآب السآيق برفعة حآجب أبنوسي مُتعجب , سأل ببرود: خيـــر !

من قآل كلمته إلا وإنتفض كآمل جسمهآ بحركه وآضحه ملتفته عليه بسرعه بعيون موسعه من جفلتهآ المُفآجئه ..
الدهشه إللي إنتقلت منهآ لسبب وجوده الحين خآرج الفيلآ إنتقل لـه توّ آللحظـه من إلتفتت عليـه مستغرب وجودهآ لنفس السبب ..
ضآقت عيونه بـ تفحص لشكلهآ الفوضوي .. وجههآ بآكـي , محمّـر لونـه , عيونهآ متورمـه من أسفل جفنيهآ .. سوآد دآكن لكحلها السايل مخرب لهآ فتنـة وجههآ النآطق بـ جمآل صآرخ ... كآنت بلآ غطـآء للوجـه .. حجآب أبعد مآيكون عن الرتآبـه , يظهر من تحتـه شقآر شعرهآ الطويل المفرود .. عبآيتهآ منفرجه شقيّهآ بـ إهمآل ...

بلآ إعتبآر لـ وجوب غض البصـر , الصد أو الإعرآض عن حرمـه كآشفـه أمآمـه , أطلق العنآن لنظرآته الثآقبه والمتفحصّـه .. مآيدري لكمّ من الوقت وهو ينآظرهآ مستوعبهآ وهي بـ كآمل حآلتهآ الرثّـه آلغير منذره إلآ عن السـوء ..
مآل بصره لطرف عينه اليمنى ينآظر بذآك إللي جآلس على مقعده بـ السيآره وآلقلق بوجـهه آسيوي الملآمح .. سألهآ بـ خفوت: وش إللي تسوينه هنـي !
عطته جآنبهآ الأيسر تنآظر البوآبه من قدآمهآ: توني رآده من بيت هلـي ..

....: هذآ السآيـق !
تغريد: إيــه ..
أشر له بيده يروح وبهآللحظـه إستقرت عيونه على ذآك الفآرع بـ طوله يتخطآهم على الجهه المقآبله من الطريق فوق الرصيـف .. بـ الحقيقـه كآنت – ذيك الفآرعه بـ طولهآ - ...
إبتلع ريقه مبعد عنهآ نآظره الدقيق المفترس لأدق تحركآتهآ الآسره له بشكـل أو بثآنـي !
إلتفتت تغريد للسآيق شآهقه نفس من خشمهآ أصدر صوت في محآوله منهآ لـ سحب مخآطهآ السآيل من خآرج أنفهآ لـ دآخله: خلآص هلآل روح ..

هلآل: ........
بـ المفتآح العريـض , فتح البآب الحديدي دآفه بكلتآ قبضتيه بـ القوّه لحد مآنفرج وبـ صعوبه المسآفه الصغيره إللي مآتسمح إلآ بمرور الأجسآد من خلآلهآ ...
ردت موجهه كلآمهآ لـ هلآل إللي إستقر نسبياً من شآف البوآبه إنفتحت وإن هذآ المآثل قدآمه مآهوب غريب , وإحتمآل إنه من أهل البيت ..
....: روح هلآل ... شكراً

قآلتهآ وأقفت عنه دآخله أولاً من البوآبه تآركتهم ثنينآتهم ورآهآ تجرّ رجولهآ بـ تثآقل , صخره على ظهرهآ تحسهآ حآملتهآ مثقلتهآ بـ الحركـه .. صوت نعـل بوتهآ والكعب يحك بـ الأرض الأزفلتيّـه مصدر صوت مسموع مُزعـج ...
هلآل إللي إنقآد أخيراً لأمرهآ بعدمآ إطمئنت نفسه وشآفهآ تختفي من قدآمه رآده لـ بيتهآ ... سند إللي وقف مكآنه وعيونه معلقه تمآماً على ذيك إللي توّهآ وإختفت من قدآمه ورآء وحده من الشجيرآت القصيره الكثيفـه , بوضـع الحبـو على ركبتيهآ ورآحتيهآ , تحت فتحـه من الفتحآت المربعـه الأرضيّه بـ سور الفيلآ ..... وإختفـــت !

أطبق فمه بـ تعبير إللي شيئن نآغزه , متوجـس للخطـر , غير مُطمئـن ..
أقفل البوآبه من ورآه وهو يشوف الإضآءه إللي أشعلت بغرفـة الحرس الخآرجيّه ووآحد منهآ مقبل صوبه ركضاً والإرتعآب بوجهه ... شكله صوت البوآبـه الثقيل بحركتهآ هو من أوعآه من نومـه شتويّه دآفئـه ...
أشر له بيده طآلبه يطمئن بشخصـه وإنه مو غريب ...

بـ الفيلآ إللي دخلهآ بـ خطوآت ثآبته , مطمئنـه وهآدئـه تنبهاً منه لكسر الهدوء العآتـي ..
كلاً بـ غرفتـه مُنعـزل .. ظلآم كآمل إلآ من إضآءة السهارآت الخآفته بـ أركآن الريسبشـن الرخآمي الفسيـح ..
صعد السلآلم إلي وقف بقمتهآ وعيونه على البآب إللي على الأرجـح قد إنفتح لـ توّه ودخلـت هي منـه ..
أطبق فمـه بـ خيبة أمل للوضـع البآئـس إللي تعيشـه هآلبنت ويشآركهآ فيـه أخـوه ..

إتجه لـ غرفته مقفل البآب من ورآه حآذف جآكيته إللي فصخـه بـ إهمآل على الصوفآ الشآموآ رمآديّة آللون مرتمي بكآمل ثقل جسده على سريره بوضعه المعتآد .. بـ العرض ..
مفرق مآبين سآقيه لآخرهم .. سآعده الأيمن فوق عيونـه وبيسرآه أرجع ذرآعه وهو قآبض على الريموت الأبيض الصغير , بضغطـة زرّ تبدد السكون لـ صوت التكييف الهآدئ , على وضـع التدفئـه ...

هآلهدوء إللي كان مخآلف تمآماً بـ الغرفه المجآوره .. إلي إقتحمتهآ لآحقه نفسه من إنهيآرهآ .. مفصخه عبآيتهآ والطرحه مكومتهم ببعض حآذفتهم على الكنبـه بـ الصآله إللي جلست عليهآ تفصـخ بوتهآ الطويـل الجلدي ..

....: متـى جيتــي !
رفعت وجههآ له من إستوعبت وجوده ومآسرع مآردت تنآظر بـ سحآب بوتهآ الجآمد صعـب الفكآك والإنزلآق في حين أقبل هو صوبهآ بـ خطوآت متبآطئه ورآسه مخفض بترقب للإجآبـه .. يحآول يستشف ملآمحهآ الغير وآضحه تمآماً له بسبب الإضآءه الخآفته ..

....: تغريــــد !
رفعت رآسهآ له مجآوبته بـ حده أقرب للإنفعآل الغآضب والغير مبرر إطلاقاً بـ النسبه له: وشهو يعني إللي متى جيـت ! هذآني جيت , توني جآيـه
إستقآم بوقفته من بعد ميلته الخفيفه معقد حآجبيه أقصآهم من إخترع بصيآحهآ الجآف عليه من بعد صمت وهدوء: وش إللي صــآر !
حذفت برجلهآ اليمنى البوت مبعدته عنهآ بعدمآ فصخته وبدت تفك الثآني نآفضه شعرهآ الطويل إللي مضآيقهآ عن جآنب وجههآ لورآ كتفهآ متأففه بنفآذ صبر: هــــفففففف

جلس جمبهآ بـ هدوء مبعد بـ رقـه الخصلآت الشقراء الناعمه للي ردت وإنسآلت على جآنب وجههآ بـ أطرآف يمنآه: صآر شيّ وضآيقــك ! ليش مآدقيتي علي آجي آخذك !
أغمضت عيونهآ في محآوله منهآ للتمآسك , أخلآقهآ على شعـره .. بـ الحيل مآسكه نفسهآ , مآهيب حمـل تستمع لأي كلمـه .. شلون وهذآ المآلـك شكلـه نآوي على تحقيـق مآله أول من آخـر !
وقفت عن الكنبه عآضه على شفتهآ السفلى , مرجعه رآسهآ للخلف وعيونهآ للسقف مغمضـه بينمآ وقف هو والإستغرآب بكآمل وجهه: علآمــــك !

إلتفتت عليه بحده , مجآوبته بنبره أقرب للصيآح , فضحهآ وجههآ آلحزين بملآمحه المنكسره ولمعـة عيونهآ المغرغره: مــآلك وللي يعآفيــك إتركنـــــــــي .. ترآ قســم بآلله مآفينـــي حيــل حتى أتنفـس مو بس أتكلــم
....: تغريـ ............. قآطعته بـ صرخه حآده – خــــــــلآآآآآآص –
قآلتهآ مبتعده عنه ركضاً صوب غرفة النوم ومنهآ للحمآم إلي اقفلته على نفسهآ بـ المفتآح مستنده بظهرهآ لبآبه وهو من ورآه يطقه بـ القوّه: تغريــد إفتحـي

....: قلتلك إتركنـــي
مآلك: إفتحـــــي
ضربت البآب بقبضتهآ اليمنى رفضاً للي يبيه: قلتلـــك إتركنــــي .. مآتفهـــــــــم ! مآ أبي أتكلم مع أحــــد , ولآ أبــي أشـووف أحــــد
....: لآتصيحيـن طيب وإنتي بـ الحمّآم
تغريد: ...........
طلبها بنبره أرق وأهدى عله يطمأنهآ: تغريد إطلعـي لآتحبسين عمرك بذآ الحمّآم
تغريد: ...........
مآلك: إطلعـي وقسم بآلله مآ أسألك شيّ .. صيحي وإبكي بكيفـك بس مو بـ الحمـآم , إفتحـــي ...............



======
-----------
======
/
/

العآشرهـ من صبآح اليوم التآلـي ..
بـ الجآمعـه ..

وقفت ورآء بآب المكتب الخآص بـ المعيدآت طآلبتهآ بـ الإسم ليجيهآ الرد من وحده منهم بصوت خفيض وهي طآلعه من الغرفه: ريتآج حبيبتـي إذآ عندك أي إستفسآر أو منآقشه فـ الأحسن تأجليهآ لغير اليوم
أطبقت فمهآ بقهر وهي موصله معهآ: ليش وينهآ فيه دكتوره سآلي , توني شآيفتهآ !
....: موجوده دآخل , بس مآهي بـ الجوّ أبد , وأنآ أدري عن المشآحنآت مآبينكم وكلآمي هذآ لمصلحتك إنتي بـ الأخير .. يلآ وخري لي طريق أبي أطلع

أخفضت ريتآج بصرهآ لموقع قدمهآ وتوّهآ تحسّ بنفسهآ وإعترآضهآ الطريق بوقفتهآ المبآشره قبآل البآب بآلعه ريقهآ بـ حرج: أوهـ , سوري دكتـر ريـم .. تفضلـي
أطبقت المسمّآه دكتوره ريم فمهآ بـ إحبآط رآفعه حآجبيهآ بـ خيبة أمل من هذي الطآلبه العنيده قدآمهآ .. ريتآج بنت علي عبدآلرحمن المعروفه بلسآنهآ السليـط , مآتسكت عن ضيآع حقهآ لو بـ القليل .. كثيرة الأسئلـه والإستفسآرآت .. شلـون وهي متصدره الترتيب الأولي على دفعتهآ من أول سنه لهآ بهآلجآمعـه !

أقفت عنهآ صوب السيكشن الخآص فيهآ لأجل شرح المحآضره تآركتهآ وآقفه مكآنهآ على جآنب البآب برأس منخفض عآضه على شفتهآ السفلى بـ تفكير ..
التفكير إللي مآدآم طويل بسبب قرب إنتهآء فترة البريك الخآص فيهآ .. ردت وطقت البآب لتنحني لهآ وحده من المعيدآت بـ الغرفه عن كرسيهآ تنآظرهآ في حين طلبتهآ ريتآج بـ إبتسآمه خجله مصطنعه: ممكن دكتوره سآلي المُرشد لو سمحتـي !

مآردت الثآنيه إلآ بـ إيمآءة رآس إيجآبيّه وهي تنآدي على زميلتهآ المقآبله لهآ على مكتبهآ مآسكه رآسهآ من الجآنبين وعيونهآ على علبـة المويه البلآستيكيه قدآمهآ والمفتوح غطآهآ توّهآ قد شربت منهآ بآلعه حبّة بنآدول علّهآ تخفف من حدة صدآعهآ اللزمـي المؤلـم من ثلآث أيآم متوآصلـه !
أشرت بيسرآهآ لآمبآلآة بـ الطآلبه إللي تبيهآ لترد الثآنيه وتحني كرسيهآ للخلف لأجل تنآظر بـ ريتآج: دكتوره سآلي مشغولـه شويّ الحيـن

رصت على تنورتهآ السودآء الكآلوش بقهر " جعلك السلاّل يآسآلـي .. وآلله مآتحرك من مكآني قبل أعلمك شغلك " ..
تمآسكت أعصآبهآ متحمحمه بـ صوت خفيض وهي تطق على البآب: معليش ضروري لو سمحتـي آلحين أشوفهآ .. دقيقـه وحده بس أبيهآ

....: طيب تعآلي إدخلي لهآ
بسرعه بققت ريتاج عيونهآ كـ رفض قطعـي وحتمي لهآلإقترآح الغبـي ! هذي الثآنيه وش إللي تطلبـه بعـد ! تدخل لهآ بنفسهآ لأجل صدق سالي تتسلى عليهآ وتبهذلهآ على كيف كيفهآ قدآم كل المعيدآت ! من وين تلم سوآد وجههآ لآمنهآ صدق صآرت هآلفشيلـه ! تهبـى بنت المُرشـد تنولهآ ريتآج مُرآدهآ وعلى صحن من ذهب !

....: لآ معليش أبيهآ على إنفرآد , ضروري ومآرح أعطلهآ
لحظآت من بعد مآقوست المعيده فمهآ لأسفل من إصرآر هآلطآلبه وعندهآ لحد مآوصلهآ صوت أبغض مخلوقه بـ محيط حيآتهآ الصغير المغلق , رآفعه حآجب وآحد بـ ضيق ووجه كظيـم كمآ العآده , إلآ إنه هآلمره كآن بآهت أكثر , خآلي من أي لمسه تجميليـه .. كآنت طبيعيّه بملآمحهآ إللي برغم من قسوتهآ يظـل فيهآ شيئ من الجآذبيّـه , شيّ يجبرك تتأملـه بـ فهآوه وإنجذآب !

عيونهآ الوسيعـه البآرز حدقتهآ العسليّه كآنت محآطه بـ إنتفآخ أحمر اللون أشبه بـ الورم , التشخيص الوحيد , السريع والبديهي له هو بكآء حآد متوآصـل !
توّهآ المتجهمه بـ ملآمحهآ القآسيه تسألهآ بتأفف – خيـــ ....... ــــر – إلآ وقطعتهآ يوم تدآركت الشخصيه الوآقفه قدآمهآ .. إللي أصرت على مقآبلتهآ بهآلعند والتحجـر ..
أطبقت فمهآ إللي مآل يميناً بـ إمتعآض مسنده ظهرهآ للبآب من خلفهآ: خير ست هآنم ريتآج ! شعندك !

أغمضت عيونهآ بهدوء شآهقه نفس هآدئ قبل تفتح عيونهآ بـ التصوير البطيئ مجآوتهآ وشيّ من الحقد بنبرتهآ المخنوقه جبراً لأجل تطلع خفيضـه شبه مسموعه: إللي عندي تدرينه زين دكتوره سآلـي , ولآ وش لي حآجتن فيك أصلاً !

تكتفت سآلي رآفعه حآجبهآ بـ التعبير الإستنكآري بمعنآه – وآلله – في حين أكملت ريتآج وكميآت مُخيفـه من الكره والبغض تُفرز من نظرآتهآ الحآقده آلمثبته بـ جمود لعيون ذيك البآرده المقآبله لهآ: حقي منك ..
سآلي: علآمـه !
ريتآج: نآقـص ..
سآلي: وآلمطلـوب ؟
ريتآج: أبيـه كآمـل
رفعت حآجبهآ الأيسر بـ حده سآخره: وآلله ! أحد قآلك أوزع درجآت رأفه أنآ !

ضيقت عيونهآ أقصآهم بـ كُره: مآنيب طآلبه منك درجآت رأفه .. أنآ طآلبه درجآتي الحقيقيـه .. درجآتـي إللي أستحقهآ .. درجآتي إللي إنتي وبكيفك نقصتيهآ
سآلي: وليش يآبعدي بنقصك درجآت تسآهلينهآ ؟ إللي إنتي تسآهلينه بـ الضبط خذيتيه ..
ريتآج: لآ مو هذآ إللي أستآهله وإنتي تدرين .. درجآت أعمآل السنه لموآد الفصل الأول كلهآ كآملـه , إشمعنى مآدتـك إنتي ! أنآ متأكده إني مآقصرت بشيّ .. ولاآآآآ أي شيّ .. وخصوصاً بمآدتـك

سفهتهآ سآلي مصدره لهآ جآنب وجههآ الأيمن دآخله للغرفه: برآجع الدرجآت وإذآ فيه غلط بعدلـه .. عن إذنك
قبل تدخل لحقتهآ ريتآج بمسكتهآ الجآفه لمرفقهآ الأيمن جآبرتهآ توقف وتلتفت لهآ رآده عليهآ من بين أسنآنهآ: وآلله ! متى يمديك ترآجعينهآ وتعدلينهآ ! إختبآرآت الفصل الأول بعد إسبوعين .. وهآلدرجآت تفنشت وتم إعتمآدهآ
سألتهآ ببرود مُستفز: ودآمك تدرين هآلكلآم أجل ليش مضيعه وقتي ووقتك بهذرتن مآمنهآ رجـآ ؟

ريتآج وإللي خلآص وصلت معهآ من غطرسة هآلجآحده قدآمهآ عديمة الأمآنه للمسئوليه الملقآه عليهآ .. بكيفهآ تعطي الدرجآت كآملـه أو تنقصهآ .. بكيفهآ تعديك صآفي من السنه كآملـه وبكيفهآ تقعدك بـ السنه سنوآت متلآحقه !
أطلقت توعدهآ تنآسياً لمكآنة سآلي بـ الجآمعه وصفتهآ وقبل كل شيّ إسمهآ صآحب الصيت العالي والحيز الإجتمآعي الكبير .. والفخـم .. سآلـي عآمـر المُرشـد !

....: مضيعه وقتي ووقتك يآدكتوره عشآن أعلمك إن مآفيه شيّ بيردني عن المطآلبه بـ حقـي .. وإن وصل هآلموضوع للوزآره بكبرهآ مآهمنـي .. ولآ هميتيني إنتي بكل تفآصيلك الحقيره إبتدآءاً من إسمـك يآبنت المُرشـد .. فآهمـــه
فكت ذرآعهآ بقسوه وكأنهآ تنفض من يدهآ شيّ قذر رآمقتهآ بنظره مشمئزه فآض منهآ أكوآم من الإحتقآر والإستصغآر في حين كآنت الصدمه متملكـه كلّ خليّه من خلآيآ سآلـي إلي ثبتت مكآنهآ بلآ أي ردّ فعل أو جوآب ..

كميآت متتآليـه من الإهآنآت قآعده تتلقآهم وبدم بآرد من أشخآص أقل مآيقآل عنهم بحد تعبيرآتهآ الدونيّـه إنهـم – حثآلـه - !
إبتدآءاً من سُهيل خطيبهآ , إنتقآلاً لـ سنـد .. وطولاً لهذي المسمآه ريتآج !
والمريب هو ضعفهآ قبآل ثلآثتهم وهذآ آلشيّ إللي مآلقت له أي تفسير ..

سهيل إللي تركهآ بمكآنهآ على كرسيهآ بـ الكآفيه بعدمآ سمم لهآ بدنهآ بـ وآقع علآقتهم الفآشلـه من بدآيتهآ قآط بوجههآ دبلتـه رفضاً لهآ كلياً وللعلآقه الرآبطه لهـم .. تلآه سنـد إللي ألقى عليهآ اللعنـه بكلآمه الجآرح لهآ وفي الصميم تآركهآ مرتميـه بـ أرضهآ محتضنه لنفسهآ تلملم المتنآثر من كرآمتهآ بعدمآ سحقهآ .. وآلحين هذي آلطفره ريتآج , بلآ خوف أو حتى تخوّف إحتقرتهآ بـ النظره قبل الكلمـه , نآعتتهآ بـ الوصف الـ - الحقيـر – ولآ همّهآ ..
هي سآلي نفسهآ أو تبدلـت ! وش إللي قآعد يصير معهآ ! وليش هي بهآلكمّ من الضعف والرخو وآلهوآن !
....: ودي بس أعرف إنتي ليش حآطتني برآسك !

أطلقت زفره قصيره أقرب للإستخفآف وعدم التصديق: ليش يآعيني ! إنتي مين عشآن أحطك برآسي ؟
توّهآ ريتآج بتفتح فمهآ مطلقه سيل كلمآتهآ بلآ حسآب أو إعتبآر إلآ إن سآلي لحقتهآ مُرسله لهآ إشآرآت حسيّه من نظرتهآ المتوعده المُهدده: إلتزمي حدك يآبنت علـي .. وإصحي على كلآمك
أطبقت ريتآج فكيها بالقوه مانعه ارتجاف ذقنهآ من حركته المرتعشه بعدمآ إمتلت عيونهآ بدموع حبيسه قهراً لتكمل سآلي بنفس البرود القآتل وهي تأشر بسبآبتهآ للفرآغ الفآصل بينهآ وبين ريتآج: هآللي صآر الحين بتغآضى عنه وبكيفي .. ويآني ويآك .. يآني ويآك يآريتآج يتكرر , قسم بآلله إن مآتلومين إلآ نفسـك .... فآهمـــه !


/
/
/


ورآء آلمكتب آلكلآسيكي الفخـم بلونـه آلعسلي الدآكـن , جآلس على كرسي آلرئيـس بهيبـه مآتليـق إلآ فيـه وعليـه ..
الأورآق بيسآره والقلم بيمينـه , التركيز وآلتدقيق بملآمحـه الحآدهـ وعيونه آلمفترسـه لأدق كلمـه من الكلمآت المطبوعـه قدآمـه على آلورق إلآ إن هآلتركيز مآدآم بسبـة هآللي دخـل عليـه بعجلـه ومآهوب شآيف خير بنبره أقرب للتوسـل والترجي البآئس: يآسنــد يآولـدي دآخلــن على آلله ثـمّ عليـك

إرتفع حآجبه الأيمن بزآويه حآده إستنكآراً لهآلدخول ومآسرع مآنتقلت عيونه للي دخل من ورآه معتريه آلخجل بسبة هآللي نفذ من يديه ودخل بدون إستذآن ثم ردّ ينآظر بـ الشآيب وبآقي ملآمح الإستنكآر آلشديد بوجهه الممعتض جآوبه بشيّ من البرود المصحوب بـ إستحقآر وإستصغآر: تهبــى تكون أبـوي .. مآنـي بولــد
أطبق الشآيب فمـه بقهـر وعيونه بـ الأرض: تكفـى يآسنــد
ردّ وإنرفع حآجبه: سنـد حـآف كـذآ ؟

توّه بيرد الشآيب إلآ وسحبه ذآك إللي ورآه: أبو نآيف آلله يهدآك قلتلك أستآذ سند مشغول آلحين .. إطلـع وإن فرغت أشغآله بنآديك
قآطعه سند بـ حده: وإنت منو قآلك يآ أستآذ سهيل إني بقآبلـه آلحين أو بعدمآ أتفرغ من أشغآلـي !
لوى سُهيل فمه المطبق يسآراً ملتزم آلصمت إذ إن مآعنده نيـه ينحرج وقدآم آلموظفين بعـد , هذآ سنـد مآعنده ذره من الحشم او المرآعآه بينمآ تكلّم أبو نآيف وإللي شكله مب نآوي ينهي السآلفه على خير وبهدوء: تكفـى يآ أستآذ سنـد

أظلمت عيونه وهو يشد أول نفس من سيقآرته آلجديده إللي أشعلهآ لـ توّه رآد عليـه بـ تلذذ دنيئ: عمّـك سنــد
إتسعت عيون سهيـل بدهشه إلآ إنه فضل يتم خآفض رآسه وجمبه أبو نآيف إللي إسود وجهه من آلحرج , على آخرة آلزمن يجي وآحد أصغر من عيآله يكون هو عمّـه , إلآ إن جمله وآحده كآنت مرسومه قدآمه بهآللحظـه ... إن كآن لك عند الكلـب حآجـه ........... قلـه يآسيـدي !
جآوبه بدون نفس مبين غصبه على الكلآم يطلع: عمّـي سنـد وتآج رآسـي

بهدوء إرتسمت إبتسآمه رضآ على وجه سند الجآمد بينمآ بقق سهيل عيونه لآخرهم ينآظر أبو نآيف بـ دهشـه إستوعبهآ سند إللي أرخى جسمه مسيحه على كرسيه آلجلدي آلضخم: قول وش عنـدك , ترآ مآلي خلقـك

تحمحم سهيل معلن عن إستذآنه إلآ إن أمر سند الجآف له وقفه: وقــف إنــت !
كآن توه مآلتفت بكآمل جسمه , ردّ ووقف مكآنه بآلع ريقه مخفض رآسه ليكمل له سند بنبره هآدئه: تعآل يآسهـل .. إقعـد أبيـك
نآظر سهيل لمكآن إشآرة سند بعيونه للكرسي آلمقآبل من ورآ المكتب وإللي كآن موآجهه كرسي ثآني وبينهم طآوله قزآزيّه صغيره مدوره , وطوعاً لأمره , إنقآد .. جلس على الكرسي وطرف عيونه مصوب يسآره لذآك الشآيب إللي بعده وآقف مكآنه في صمت مقآطعه سند يوم وجه له كلآمه بنبره جآفه: وإنت موقلت لك إعجـل علـي ! آهرج وش عنـدك !

دور عيونه بتشتت بآلع ريقه قبل يجآوبه: طآل عمرك يآعمّ سنـد , دآخلن على آلله ثم عليك , تكفـى , طلبتك لآتردنـي
تثـآوب بـ ملل: هــآآآآ
أبو نآيف: رآضي بحكمك وإللي تبيـه بس لآتقلعني من المؤسسه , بآلحيل عآيش على رآتبي منكم , يآكثرهم عيآلي وآلحرمه مريضتن رآقده بفرآشهآ
لوى فمه بـ إنزعآج شآهق نفس حآنق بـ تململ: آلزبـده ..
أبو نآيف: لآتفصلني , مستعد أشتغل أي شيّ , عآمل بـ الأرشيف أو حتى عآمل نظآفه , إلي تبيـه .. بس بلآهآ هآلطرده

إرتفعوآ حآجبيه بـ دهشه كآذبه: وآلله ! أشوف خشتك واجد متفآئلـه ! إسمع يآبو زفـت , رزقك وإنقطـع بذآ المكآن , ومآبي أشوف رقعة وجهك , يلآ بـرآ وآلله وكيلـك
سهيل وإللي كل كلمه كآن يقولهآ هذآ آلسند آلجلمود القآسي , عديم آلحشـم كآنت صدمـه لوقع أذنيه , صدمآت متتآليـه .. هذآ أبدّ مآيقدر ولآ يرآعـي ! حتى إن أبوه عآمر آلمُلقب بـ إبليس آللعيـن بين الموظفيـن مآيجي شيّ بولـده , هو بشخصـه وعينـه آللعيـن ملـك الشيآطيـن ! رُبـع موظفين المؤسسه تمّ تصفيتهـم وبلآ رحمـه .. كلهـم تمت إنهآء خدمتهم وقطـع رزقهم بـ أمر من هآلمسمى سنـد , وآلسبب للحيـن مجهـول .. آليوم الظآهر إنه دور أبو نآيف يلحقهـم .. من التآلـي ؟ هذآ هو السؤآل إلي كآن يدور ببآلـه !

أبو نآيف وإللي شويّ ويبكـي: طلبتـك وأنآ مآلي غيرك بعد آلله .. عطنـي بس فرصـه , فرصـه وحده
نفث الدخآن من فمه المضموم بتعبير إستفزآزي بآرد هآمس بشيّ من الدهشه والتفآجئ: فرصـــــه !
لحقه أبو نآيف بسرعه يتوسله: إيه فرصـه .. فرصـه وحده بس تكفـى
سند: ليش مآكفآك إلي خذيتـه ؟
إرتفع نظر سهيل لـ سند ثم إنتقل بـ التبعيّه لـ أبو نآيف إللي إصفر لونـه وبهتت ملآمحه , مخفض رآسه بحرج وآضح سآئل ببرود شآبه التلعثم وكأنه يرقع على شيّ: وششش .. وش إللي خذيـ .. خذيتـه ؟!

ضيق سند عيونه المركزه تجآهه بـ مكر ودهآء: إللي خذيته فوق رآتبـك ! رآتبك إللي كنت تآخذ أضعآف أضعآفـه .. مآكفـآك ؟ مآهوب مكفـي عيآلك ؟ مآهوب مكفـي إللي طآيحه بفرآشهآ ؟
توسعت عيون سهيل ينآظر بـ أبو نآيف إللي صدمته كآنت أضعآف .. صآر له سنوآت وهو يختلس من أموآل المؤسسه كونه هو الأمين العآم للصندوق ولآحدن دآري عن فعآيلـه .. إمتهـن الإختلآس بحرفيّـه لدرجـه إن المرآجعين نفسهـم حتى وإن كآنوآ من خآرج المؤسسه مآقدروآ يلآحظوآ هآلشيّ أو يشكون فيـه .. شلون هذآ الحين عرف عن الموضـوع وهو مآله إلآ شهـر وحيد وأوحـد ! ومسئوليته بعيده كل البعد عن حسآبآت الخزينـه والصندوق ! ويـلآهــ !

سند: أتوقع هآلفلوس إللي سآرقهآ تعيشك ملـك لـ سنوآت ممكن إنت مآتعيشهـآ .. مآعليـه , عيآلك يعيشونهآ عنـك .. وأبشر بآللي يسّرك .. إن أفلست تعآل وأنآ أعطيـك .. ترآني ذرب وبكرمك .. أمآ الحيـن ... أبيك تنقلـع .. يلآ ضـف وجهـك ولآ تحدنـي أطلب لك الأمـن يقطوك بـرآ

تحسس سهيل عنقه من الجآنب الأيمن .. برغم برودة الجوّ إلآ إن حرآره يحسّهآ مشعلتـه للحد إلي حسّ معه انه يذوب .. وكأن هآلكلآم موجه له مو لـ أبو نآيف إللي مآعآد بوجـه قطرة مآء يحفظهـآ ..
بـ خنوع وإستسلآم أخفض أبو نآيف رآسه موليهم ظهره بـ إنكسآر يجر خذلآنـه معـه بخطوآته المهمومه المتثآقلـه لحد مآطلـع من المكتـب في اللحظه إللي إبتلع فيهآ سهيل ريقه بصعوبه وعيونه بـ الأرض .. وكل مآببآله إنه يقدر يتخطى هآلموقف بآلشكـل إللي يحفظ له مآء وجهه بخلآف أبو نآيف وكل من سبقوه ..

رفع رآسه بـ ثقه: سـمّ أستآذ سنـد
أظلمت عيونه وهو يسحب نفس من سيقآرته , نفثـه بـ هدوء وإنتشآء آمره بـ نبره خفيضه: الزبآلـه هـذي ..
نآظر سهيل مكآن إشآرة سند بعيونه صوب صندوق مخروطـي شكلـه ظآهرياً مآيدل إنه صندوق القمآمه – بـ الكرآمه – , مغلف تمآماً بـ طبقه نحآسيه مخرمـه ملفوفه بشريطـه ذهبيّه من النحآسّ المقوىّ ..
تحركت عيونه من صندوق القمآمه لـ وجه سند البآرد مستفسر عن قصده ومغزآه ليجآوبه سند بنفس الهدوء البآرد بصيغه آمره: فيه ورقـه معفطـه بدآخلـه .. دورهآ وجيبهآ


أطبق سهيل على أسنآنه بقهر مآيبين توسعت معه فتحتي خشمه , هذآ المتعجرف المتغطرس مين مفكر نفسـه .. قليل الذوق عديم الحـشم .. تحمّد ربـه إنه اليوم هو آخر يوم لـه بهآلمؤسسه , وبيفتك أخيراً من لعنـة آل المرشـد وحكمهم الجآئـر للأبـد , بس ببآله فكره وحده إستعصى عقله يتقبلهآ , وين مصدر رزقه التآلي ؟ وين بيلقى مثل هآلمستوى الوظيفي بـ أي مكآن ثآنـي !

بـ ثبآت إنفعآلي ظآهرياً وقف عن كرسيه متجه صوب صندوق القمآمه رآفعه من الأرض بيسرآه وبيمينه إلتقط الورقه الوحيده إللي كآنت بدآخله .. معفطــه ..
إستخرجهآ وإتجه صوبـه مآدهآ له بـ فمّ مقوس إستغرآباً في حين إعتدل سند بجلسته مصلب ظهره بـ إستقآمه وهو يسحق مقدمة سيقآرته المنتهيّه بـ الطفآيه الكريستآليه قدآمه: هـذي الورقه إللي بيدك ........
ناظرها سهيل بوجه مستفهم ليكمل سند ببرود: بلهـآ وإشرب مويتهـآ

وقف لحظآت سآكن القول والفعل وعيونه على الورقه بيده , توّه مآفهم قصده بينمآ أكمل سند بنفس النبره الهآدئه: وقبل مآتبلهآ وتشرب مويتهآ , أبيك تفتحهآ أول وتشوفهـآ
بلع ريقه بـ توتر وهو يفتح الورقه المكرمشه بـ حذر خوفاً من إنه يصيبهآ بـ قطـع , وبهدوء بدت عيونه تتحرك على الكلمـآت , ثمّ الجُمـل .. ثمّ لإقرآره الأخير آلمرفق بـ توقيعـه ..
حسّ النفس إنحبس بصدره , إختنـق .. ودهـ لو يكـحّ !

هـذي ورقـة إستقآلته إللي قدمهآ اليوم صبآحاً على مكتب الرئيس .. المكتب إللي تملكه هذآ السنـد جآلس عليـه بكلّ هيبتـه وجبروتـه .. يشوفهآ الحين بـيده بعدمآ كآنت بـ الزبآلـه !
تحآمل على نفسه حتى يطلع صوته وآضح: هذي إستقآلتـي
جآوبه بسرعه مصحوبه بـ جفآف: إستقآلـه مرفوضـه
سهيل وإللي بعده تحت وقع الصدمه , هو بنفسه إللي إختصر الطريق المؤدي بنهآيته لفصله من هآلمؤسسه بكبره من بعد سوآته , ومن بعد توعد سند الأخير له .. وش إللي يقصده الحين برفضه لإستقآلته وهو كذآ كذآ مآله عيش بهآلمكآن ! ولآ يمكن يبي هو بنفسه يمآرس عليـه طقوس الإهآنـه ويلحقـه بـ أبو نآيف ومن إسبقوه !

....: أنآ مصمم على الإستقآلـه
ضيق سند عيونه بـ حقد: إسمـع إنـت , ترآني دآري عن هآللي يدور ببآلك وأبشـرك إنه غلـط ..
أظلمت عيونه بعدم فهم طرح إستفهآمه ليجآوبه سند: هذولي إللي فصلتهم هذآ هو تمآمهـم , مثلهم مثل أبو زفت إللي كآن هنـي , مآنيب طآغيـه لأجل أقطع رزق أحد بلآ أسبآب .. وإن كآن أبوي عآمر مآوثق بـ أحد غيرك انت فهآلمؤسسه بكبرهآ فـ أنآ بعد مآ أثق إلآ فيـك .. أي شيّ خآرج المؤسسه مآلي فيـه .. حتى وإن كآن هآلشيّ هو إرتبآطك بـ أختي .. العلآقآت الشخصيّه إفصلهآ عن آلشغـل

إرتفعوآ حآجبيه بسرعه وإنزلوآ مطبق فمه وكأنه مآقتنع بـ الكلآم ليردف سند وهو يوقف عن كرسيه مستند بـ كفيه المبسوطين على مكتبه: أدري عن إللي يدور ببآلك آلحين .. تقول من وين له آلحين يبي يفصل الشغل عن العلآقآت الشخصيّه وهو بنفسه إللي أقسم بـ ربه يقطـع رزقه بهالمؤسسه وبـ أي مكآن ثآنـي يوم إنه قرر يحـلّ إرتبآطـه .. صــحّ !

تفآجئ عآتـي إكتسآه من حدة ذكآء هآلسند وفطنتـه للشيّ الدآخلي إللي يدور برآسه إلآ إنه آثر الصمت ولآ وش بيعلـق .. سند بنفسه قاعد يسأل وبنفسه يجآوب !
أمآ عن سند فـ مليون خآطر بقلبـه وصورة وردهـ إللي رآفقته أمسّ يشوف نسختهآ الحين قدآمـه , سبحآن المصوّر .. أخّ , وأخـتّ .. ذكـر , وأنثـى .. تكآد ملآمحهـم توصل لدرجـة التطآبـق ..
إبتسآمه حسيّه أعلنت تمردهآ لأجل تشق وجهه الجآمد وهو يتذكر سبآبهآ لـه آلليله المآضيه , بنظره حآقده ونبره جآفه ( لأنـي غبيّـه , ولأنك تآفــــه , ونـذل , وحقيـــر ) ..

بـ التصوير البطيئ تحركت عيونه الصقريه الحآده على ذآك إللي وآقف قدآمه مصدر له الجآنب الأيسر من وجهه آلمخفض أرضاً في صمـت وسكون ..
وخزه بـ قلبـه يحسّهآ مثل شكة الإبره , حآده , غير مؤلمـه لكنهآ مزعجـه , صآبته بـ قشعره حسيّه ... تفآجئّ من نفسـه ومن النبض المتسآرع إللي يحسّه في حشآه .. حرآره سرت بـ أطرآفـه , دفئ غريب , عجيب .. ومريب إكتسآهـ ..

جلس على كرسيه بآلع ريقه وهو يسحب له سيقآره جديده من علبته مشعلهآ بـ توتر مقرر أخيراً يصـرف صورة هآلأنثى من مخيلتـه وإللي صورتهآ آلذكوريّه مآثله آلحين قدآمه مسببه له حآلـه من التشتت والإرتبآك !
أسمآء كثيره تعرض نفسهآ عليه إجبآراً .. معآذ المآلكـي , جآرهـم فـ السُكنـى .. رفيـق أبوهـ عآمـر من زمـن بعيـد .. محآمي الشيطآن صآحب قضيّة أمّـه إللي قذفهآ زوراً .. إللي نسبه لعلآقه غير شرعيّه , طلع من بعدهآ ولد حرآم بدآل مآيكون ولـد عآمـر المرشـد !
معآذ أبو سُهيـل .. سُهيـل خطيب أختـه سآلـي من أبـوه عآمـر ..
سُهيـل أخـو وردهـ ... وردهـ معآذ المآلكـي !!!

مسح جبينه البآرد برآحته اليمنى , وسيقآرته بين إصبعيه , تخيّل له قطرآت عرق منسآبه إلآ إنه كآن جآف تمآماً وبآرد ..
حرآره متأججه دآخلياً يحسّ بـ إنصهآر نفسـه معهـآ , نبض قلبـه عنيف ومتمرد , أنفآس صدرهـ سريعه ومضطربـه ..
رصّ على أسنآنه بـ القوّه محذر نفسّه " لآ يآسنــد , ويلـك وآلعشـــق .. ويلـك وبنـت معــآذ !!! "
أطبق سهيل على الورقه معفطهآ أكثر بقبضته اليمنى المغتآظه سآئلـه قبل ينصرف: شيّ ثآنـــي ؟!
نآظره سند ببلعة ريق , وده لو يقوم الحين ويلكمـه , يشوّه له وجهه هذآ إللي مآيشوف فيه إلآ صورتهآ هـي !
جآوبـه بـ جفآف: إسمـع , أبيك تحدد لي ميعآد , جلسـة رجآل نحلّ فيهآ موضوع طلآقكـم بـ هدوء وتفآهـم .....


/
/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 03:46 PM   المشاركة رقم: 92
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/
/


بـ غرفة المعيشه .. سفره بلآستيكيّه بيضآء على الأرض تحلقوآ حولهآ في نهآيـة إتمآم وجبـة غدآهم آلدسمـه ..
مسحت فمهآ بطرف المنديل آلمثني مربع آلشكل في حين همّوآ ثنينآتهم في لمّ آلصحون وتفريغ بوآقي الأكل ..
بوجههآ تعبير سآذج وهي تنآظرهم فآغره فمهآ بفتحه صغيره ليجفلهآ نبرته الجآفه: خير إنشآلله ! بتتمقلينآ كثيـر ؟
خزته أمه بـ تنبيـه مطبقه فمهآ بآلقوّه ليجآوبهآ بـ برآءه كآذبه: شفيـك !

سفهته موجهه كلآمهآ لـ نسمه المقآبله لهآ بنبره حآنيه وإبتسآمه دآفئه: حبيبتي قومي إنتي غسلـي وإصعدي غرفتك تسبحـي وإرتآحي شويّ من عنـآ آلسفـر ..
قآلتهآ ثم وجهت كلآمهآ حآد آلنبره من بين أسنآنهآ للي جآلس على يمينهآ: وإنت خلي آلصحون أنآ بنظفهـآ .. إصعد مع زوجتك أرشدهآ لغرفتكم ..

بغيظ رمى آلصحن القزآزي من يده ووقف ينآظرهآ تحته بعدهآ جآلسه: مطولـه عندك ! مآسمعتي أمي وش قآلت
للمره الثآنيه إللي تخزه فيهآ أمه بس هآلمره التنبيه وآضح وصريح يوم نبهته بنبرتهآ الجآفـه: عُــــــــــديّ !!!

غصباً عنهآ ترغرغت عيونهآ بآلدموع ووقفت بسرعه قبل تحرج نفسهآ بسقوطهـم , مو كآفي الإحرآج إللي سببه لهآ زوجهآ وللمره الأولى إللي تجتمع فيهآ مع أمـه !
من صعدت الدرج إللي كآن بنفس الغرفـه ركضاً على غير هدى مآتـدل وين طريقهآ ووين غرفتهآ إلآ ووقفت أمه من فورهآ موسعه عيونهآ , مطبقه فمهآ بتعبير آلمنقهـر: إنت وش فيـك ! وش هآلتصرفآت !

عدي: وش إللي سويتـه يعني ! – سكت شويّ ثم أكمل بـ تنبيه هآدئ – إسمعي يومه , حركآت إنك توقفين ضدي وبصفهآ هذي مآ أبيهآ

....: مع مين وضد ميـن وإحنآ بمنآفسه هنـي .. عدي يآحبيبي , أنآ أمـك , إنت زوجهآ وهي مرتك .. طلع هآلأفكآر من رآسك عآد وإقبل الوآقع لآتقهر نفسك وتقهر البنت ويّآك هي وش ذمبهآ
توسعت فتحتي خشمـه مطبق فمه بآلقوّه مآنع سيل كلمآته آلمخنوقـه وإللي إن طلعت فمآرح تكون إلآ صيآح , صرآخ , وسبآب ! في حين تحسست هي ذرآعه بـ حنآن مُردفه بنبره دآفئه: إنت تدري إن إللي يضآيقك يضآيقني ! شوفتك بهآلحآله تتعبنـي يآعديّ

أبعد يدهآ عن ذرآعه مجآوبهآ بنبره مخنوقه مقهوره ومغتآظه: لآء .. لآء إللي يضآيقني مآيضآيقك ولآ يضآيق أي أحد .. إللي يضآيقني يضآيقني وحدي , وإللي أحسّه أحسّه وحدي .. وإللي أنآ فيه متعبنـي .. متعبنـي أنآ وحـدي .. وإنتي يمـه مآرح تحسين فينـي لأنك لو حسيتي فيني من أول مآكآن وقفتي ضدي .. مآكآن تممتي هآلزوآج غصباً عنـي وبـ الإجبآر .. وتكفين عآد لآتضغطين عليّ .. ترآ بآلحيل مسيطـر على أعصآبي وأحآول أتقبلهآ .. لآ تدخلين نفسك فينـي يمـه .. هآلبنت دلوعه ومدلله , متعوده على وضـع وآلحين كلش تبدل ولآزم تستوعب هآلشيّ .. وأنآ كل قصدي أعلمهآ تتأقلم مع هآلتغيير .. يعني تطمنـي مآنيب قآهرهآ

شدت شفتيهآ المطبقه بـ إستيآء إلآ إن مو بيدهآ حيله , بـ الأخير هم رجل وزوجته أحرآر في نفسهـم وبطبيعة العلآقه إللي تربطهم: طيب , بس حآول تهدي من إنفعآلآتك شويّ .. لهجتك معهآ عصبيّه وجآفـه .. مثل مآقلت هي دلوعه ومدلله يعني خذهآ بآلطيب والهدآوه .. طول بآلك عليهآ .. إنت طبيب وأكيد تقدر تتعآمل مع الموضوع بشكـل أرفـق وأحـن من كذآ ولآ إيش !

طير عيونه شآهق نفس حآنق مخنوق: يآذآ الطبيب , ليتنـي مآدخلت الطـب ولآ إمتهنتـه .. – هز رآسه بـ تشتت يبي آلفكّه من أمه وتوصيآته إللي يدري عنهآ مآلهآ حدّ أو نهآيه – يلآ أنآ طآلـع ..
وقفته بسرعه قبل يرقى الدرج قدآمهآ: لحظـــــه
إلتفت لهآ بعقدة حآجبين ليشوفهآ مقبله عليهآ وبيدهآ علبتيـن سفـن أب: مآشربتـوآ شيّ .. إشربه وعطيهآ حقتهآ
أخذهم منهآ بصبر نآفذ سآئلهآ: شيّ ثآنـي !

جآوبته بـ إبتسآمه هآدئه سآحبه بيدهآ اليمنى على فمهآ المضموم وكأنهآ بوسـه وألصقتهآ على خده الأيسر بـ أطرآف أصآبعهآ المضمومين: قلـب أمك إنت يآعُـدي
أرخى كتوفه بيأس لآوي فمه المطبق يميناً بـ إحبآط بينمآ أشرت هي برآسهآ يميناً صوب الدرج إللي هو وآقف عليه: يلآ إطلـع لهـآ ..

قآلتهآ مبتعده عنه صوب السفره بـ الأرض تجمعهآ تآركته يصعـد الدرج بخطى متثآقله وكأنه رآفض لهآلشيّ ومآيبيه !
من وصل لآخر الدرج وإلتفت يمينـه إلآ وشآفهآ وآقفه بـ الممر متكتفه مسنده ظهرهآ للجدآر من ورآهآ وعيونهآ على الجدآر من قدآمهآ ..
إرتفع حآجبه الأيمن إستنكآراً لوقفتهآ: ليش وآقفـه هنـي !
نسمه: مآ أدل وينهـي غرفتـي !
رمقهآ بنظره جآنبيه ممتعضه وهو يمر من قدآمهآ: غرفتنآ قصـدك

نآظرت بظهره العريض وهو يتخطآهآ سآبقهآ وبعدهآ الدموع متجمعه بعيونهآ لحد مآختفى من قدآمهآ بوحده من الغرف إللي فتح بآبهآ يسآراً بنفس الممر .. بهدوء لحقته دآخله الغرفـه إللي بدت تتأملتهآ من أول نظره .. فسيحـه , أثآثهآ قليـل جداً .. لونهآ خليط مآبين ألوآن مريحـه للنظـر وللأعصآب .. أبيـض , رمآدي فآتح , وبنفسجـي ..
بـ الجهه اليمنى من بآب الغرفـه كآن الصآلون إللي عبآره عن جلسـه , كنبه إسفنجيّه عريضه بـ المنتصف لونهآ رمآدي موزع عليهآ مخدآت صغيره منقوشه بـ ورود بيضآء وبنفسجيّه وعلى طرفيهآ من الجآنبين كرسيين ضخمين بآللون البنفسجي , على كلّ كرسي مخده بيضآء صغيره مربعة آلشكـل , بوسطهم طآوله قزآزيّه مستطيله ومقآبل الكنبه العريضه شآشة بلآزمـه عريضه معلقه بـ الجدآر ..

آلنصف الثآني من الغرفـه كآن السرير آلمودرن آلبسيط , بلونه الأبيض , مفرشـه بآللون آلمـوف الفآتح .. الدولآب على يسآر السرير , أبيض آللون , البآب الوسطي منه مرآيه طوليّـه .. وجمب الدولآب بآب أبيض رآهنت إنه بآب الحمآم – بـ الكرآمه - .. وجمب البآب الرئيسي للغرفه إللي وآقفه على أعتآبهآ كآنت التسريحـه ..

....: مطولـه عنـدك ؟
نآظرته وبوجههآ البلآهه فآغره فمهآ بسذآجه: هــآه !!
لوى فمه المطبق يميناً بـ حنق وهو يقعد على طرف سريره موصل جوآله بـ الشآحن في حين جلست هي جمبه بهدوء إلآ إن مسآفه وآسعه كآنت فآرقه بينهم حيث إنهآ كآنت جآلسه بـ آخر السرير وعيونهآ تدور حولهآ وفوقهآ: آلغرفـه ألوآنهآ مُريحـه
....: إلآ ألوآنهـآ مخيسـه

إلتفتت له يمينهآ مقطبه حآجبيهآ: ليـش ! هذي مو غرفتك الأسآسيّـه ولآ مغيرهآ !
جآوبهآ وبآقي عيونه على جوآله إللي يطقطق عليه: بلـى غرفتي بس غيروآ ألوآنهآ
نسمه: وش كآن لونهآ أول
....: أبيــض
رفعت حآجبيهآ ببلآهه: أبيض بـس !
نآظرهآ على يسآره ومآسرع مآرد يشوف شوآله: إيه أبيض بـس

تربعت على السرير وإبتسآمه بريئه بوجههآ: أنآ كمآن مآ أحبّ البنفسجي مـره , غرفتي كآن لونهآ وردي .. كل شيّ فيهآ فوشي ووردي , آلـــلـــــه مآحلآهـآ , إشتقت لهآ
إرتفع حآجبه الأيمن وهو ينآظرهآ بنـص عين يشوفهآ مبتسمه وهي تنآظر الغرفه من حولهآ , بلع ريقه بـ إمتعآض وردّ ينآظر بـ الجوآل لتسأله هي: نقـدر نغير لون هذي الغرفه دآمنآ ثنينآتنآ مآنحب لونهآ
مآل فمه بـ إبتسآمه هآزئه: وش تبين لونهآ سِـت بسمـه !
أطبقت فمهآ بقهر رآده عليه: نسمــه مو بسمـه

....: وش تبين لونهآ سِـت نسمـه !
جآوبتهآ وإبتسآمه عريضه بوجههآ: وردي , وش رآيـك ميكـس بين الوردي والأبيض ! – صفقت يدينهآ مستآنسه وهي تدور عيونهآ على جدرآن الغرفه مُردفه بـ إندفآع وحمآس طفولي – يآللــه تخيلت شكلهآ شكثر بتكون حلـوه ورآيقـه .. وردي وأبيض , حليب بـ الفرآولـه

عُديّ وإللي شويّ وينجلـط , بآلحيل مآسك أعصآبه , هذي أبعد ممآيكون عن الرشد والنضـج , توّهآ بزر , نظرتهآ , كلآمهآ , حتى تشبيهآتهآ طفوليّه .. حليب بـ الفرآولـه ؟ أي حليب بـ الفرآولـه !
إلتفتت له بوجه بآسم سآئلته ببرآءه: هآه , وش رآيك بـ اللون الوردي !
نآظرهآ مغتآظ ومنقهر: ومآتبين تعلقين ع الجدآر صورة بآربـي !
كشرت بـ عبوس طفولي مبوزه بينمآ ترك هو جوآله ع الكومدينه ووقف يفك أزرآر ثوبه سمني اللون: جهزي لي ملآبس , أبتسبـح

لحقته بسرعه موقفه قدآمه قآطعه طريقه لدخول الحمّآم لينآظرهآ منقرف سآئلهآ ببرود: خيـر !
نسمه: شنآطنآ بآقي تحـت
رفع حآجبه مستفسر: والمطلـوب ؟
إرتفعوآ حآجبيهآ ببلآهه من سذآجه سؤآله مجآوبتهآ: إنزل جيبهـم
....: ليش وإنتي مآتقدرين تطلعينهم ؟ الشنآط خفيفـه آللهم شنآطك , مآخذه كل ملآبسك ومآلبستي شيّ
رمقته بنظره مشمئزه: والبركـه فيك طبعاً

سفههآ وهو يتخطآهآ: إنزلي طلعي شنطتي , خفيفه ومآفيهآ شيّ
إرتمت على السرير محتضنه المخده لصدرهآ معطيته ظهرهآ بينمآ إلتفت هو عليهآ رآفع حآجبه الأيمن بـ إستنكآر حآد: سمعتي وش قلت !
نسمه: إيه سمعـت , عآدي بخلي الشغآله تطلعهـآ
إلتفت عليهآ هآلمره بكآمل جسده: أي شغآلـه !
إنقلبت على جمبهآ الأيسر لتقآبله بوجههآ وهي نآيمه بعرض السرير: شغآلتكـم
بعده ينآظرهآ مستنكر برفعة حآجبه الحآد: وإنتي مين قآل لحضرتك إن عندنآ شغآلـه ؟

تقطبوآ حآجبيهآ مستقعده والمخده بحجرهآ سآئله وشيّ من عدم التصديق بنبرتهآ المذهوله: مآعندكم شغـآلـه !!!
....: إيه مآعندنآ شغآلـه
وقفت وآلصدمه متملكتهآ: شلون يعني مآعندكم شغآله ! ولآ وحـده !!
أطبق فمه بقهر قبل يجآوبهآ بنبره إستفزآزيه مضيق فيهآ عيونه: شوفـي يآهآنم , دلع أول هذآ مآعآد فيـه .. إنسي غرفتك الورديه , وإنسي أحلآمك الورديه معآهآ .. طقم الخدم والحشم , الطبآخين والسوآقيـن هذآ مآفيـه .. مآعندنآ منــه .. هآلبيت مآفيه إلآ أربـع , خآلي وزوجتـه , وأنآ وإنتي .. أمي ميثآء هي إللي تنظـف , تغسـل , تكـوي , تطبـخ .. آلحين مثل إللي أمي ميثآء تسويّه لزوجهآ إنتي بتسوينه لـي .. وبتسآعدينهآ بكلّ شيّ .. فهمتـي يآدلوعـه ! يآللي شآيفتنآ وحنآ ننظف السفره ونلم الصحون وإنتي مغير ضيفـة شـرف تنآظرين ..

ذهول عآتي إكتسآهآ .. هآللي سمعته توهآ وهم أو حقيقـه !
هي إللي ولآ بعمرهآ رفعـت الريشـه من الأرض هذآ آلحين يأمرها تنظف وتغسل ... تكوي وتطبـخ !! اي طبـخ وأي نظآفـه ! هذآ من جـده ! آلمصيبه الأعظم كيف مآعندهم شغآلـه ؟ شلـون ! فيه بشر جدّ عآيشين من غير شغآلـه !
هذآ هو التسآؤل السطحـي السآذج إللي كآن يدور ببآلـهآ .. إلآ إنهآ معذوره , وحده ملتف حولهآ آلشغآلآت من كل صوب ونآح وكلاً بتخصص معيـن , آلحين مآتلقى منهم لو وحده بـس !

إنتشلهآ من دوّآمة أفكآرهآ إللي كنه يدري عنهآ وشيّ من الرآحه قد سرى بنفسـه: سمعـتي دلوعـه هآنـم ! يلآ إنزلي جيبي شنطتي وجهزي لي ملآبس , وإن كآنت مكرمشـه إكويهآ .. وإنتبهـي تعطرينهآ ..

تلألأت عيونهآ بدموع حبيسه لتجآوبه بـ همس خآفت وبآهت: مقـدر
ضيق عيونه مميل رآسه عليهآ بـ إدعآء لعدم سمآعه كلمتهآ: إيـش !! إيش قلتـي عيـدي !!
كررت كلمتهآ ووجههآ شآحب , بآهت , مصدوم: مقــدر
شد فمه يميناً بتعبير ممتعض: وش إللي مآتقدرين ! مآتقدرين تطلعين الشنطـه ! ولآ مآتقدرين تجهزين لي آلملآبس ! ولآ مآتقدرين تكوينهآ !

غصباً عنهآ طآحت دموعهآ في صمت مجآوبته بنفس الهمس البآهت: مقـدر أسويّ شيّ
رفع حآجبه بـ ضيـق: والشغآلـه بتقـدر !
بسرعه مسحت دموعهآ بظهر سبآبتهآ اليمنى: إيه تقـدر
عدي: وإنتي وش الفرق بينك وبين الشغآله !
من سأل هآلسؤآل إلآ ونآظرته بسرعه محتده نظرآتهآ بـ إستنكآر وعدم تصديق لقصده بينمآ لحقهآ هو بعدمآ فهم تعبيرهآ الإستنكآري ومغزآه: مو هآللي فهمتيه هو قصدي

نسمه: ............
عدي: ليش الشغآله تقدر على هآلشيّ وإنتي لآ ! إمآ إن قوآهآ خآرقه أو إنك إنتي إللي تدلعين .. وعموماً هآلشيّ مآيحتآج قوى خآرقه .. مآيحتآج إلآ إنك تخلين عنك هآلدلع والميآصـه وتشتغلين عدل .. مو كآفي ضيعتي عليك سنه درآسيه .. إستغليهآ أجل وتسنعي بـ علوم البيـت ..
نسمه: ..............
رمقهآ بنظره مشمئزه وهي على وضعهآ المذهول , فمهآ مفتوح فتحه صغيره وعيونهآ متلألأه بادموع , أكمل بنبره جآفه قبل مآيوليهآ ظهره صوب الحمّآم: بسرعـــه , أبي أطلـع وألقى كل شيّ جآهــز ............


/
/
/


الثآمنه مسآءاً ..
دخلت جنآحهآ بـ هدوء بعدمآ وصلهآ للتوّ خبر وصولـه من شغلـه وتوآجده بـ الجنآح الخآص فيهـآ !
أنزلت طرحتهآ آلسودآء وعبآيتهآ مفتوحة آلشقين الفضفآضه أشبه بـ عبآيآت الرأس لكنهآ كآنت فوق كتفيهآ وعيونهآ تدور بـ الصآلون الخآلي من وجودهـ ..

....: رآئـف !
إلتفت لهآ نصف إلتفآته وهو يقفل أزرآر ثوبـه الشتوي أسود آللون وشكلـه يتأهـب لـ طلعـه جديده من بعـد ردهـ !
وقفت جمبه وبـ جبينهآ تجعيدة خطي الإستفهآم: طـآلـع ؟!
مط رقبته يمنه ويسره يعدل اليآقه المقوآه لثوبه وعيونه على إنعكآس شكلـه بـ المرآيه قدامه: أهـآ .. عشـآء عمـل
أخفضت رآسهآ بـ إحبآط خفـي .. هذآ هو المفترض إنه زوجهآ إلآ إنهآ وبـ المعنى الفعلي والحرفـي مآتحسّ بهآلصفـه بهآلعلآقـه البآهتـه إللي تربطهـم ..
المرآت إللي إجتمعوآ فيهآ سويّه تكآد تكون معدودهـ , على أصآبعهآ الـ عشـر !
نآولتـه طآقيته البيضآء ثم شمآغـه الأبيـض إللي بدآ يعدل زآويته وهو على رآسـه في تجآهـل تآم لهآ حتى بـ السؤآل السطحـي عن أحوآلهآ !

....: أبيـك بـ موضـوع ..
نآظرهآ بطرف عينه مجآوبهآ بـ همس: سمّـي ..
ناولته العقآل بيمنآهآ وبيسرآهآ إمتدت رآفعة قزآزة عطره: حآول ترجـع بدري اليوم عشآن أكلمك فيـه ..
وآجههآ بوقفته رآفع يديه بحركة الإستسلآم في حين بدت هي ترش له من العطر على كآمل صدره ..
....: شكلـه موضوع مهـم
طلعت كبكآته الفضيّه من علبتهم القطيفه سودآء آللون مآسكه معصمه الأيمن وبهدوء بدت تركبه له: هو طلــب .. شيّ أبيـه ..
سحب معصمه من مسكتهآ الخفيفه بعدمآ علقت الكبك فيه مبعد بـ أطرآف يمنآه شعرهآ الأشقر المنسآب بـ حريريه على جآنب وجههآ الأيسر ورآ أذنهآ: وش ذآ الزيــن كلـه !

أخفضت بصرهآ بـ إبتسآمه خجوله .. وش تسوي مع هآلرجّآل إللي مآيندرى عن أفكآره ونوآيآه !
ثبتت عيونهآ الزرقآء اللآمعه بعيونه الدآكنه , نظره جريئـه ووآثقه: تتهرب يعنـي !
مآل برآسه عليهآ طآبع قبلته الرقيقه على خدهآ النآعم بـ عذوبه: مقـدر ..
مسكت معصمه الثآني وبوجههآ إبتسآمه قصيره مطبقه .. هآلمزآج الرآيق إللي تشوفه فيـه عطآهآ شيّ من الرآحـه والطمأنينـه لإمكآنيّة إستجآبته وبسهوله للي تبيـه ..

ألصقت شفتيهآ المكتنزه بوسط رآحته اليسرى تآركه أثر قلوسهآ الوردي بقبلتهآ النآعمـه لبآطن كفـه ..
....: لمآ ترجـع الليل إن شآلله ..
حآوط خصرهآ الممشوق بيديه إللي ثبتو على عظمتي آلحوض الجآنبيه عندهآ ملصق طرف خشمه الطويل الحآد لمآ بين عيونهآ بـ همس دآفئ , مُغري ومُثير: لمآ أرجع الليل بسوي شيّ ثآنـي ..
إنعقدوآ حآجبيهآ مبعده جبينهآ عن ملآمسة طرف خشمه له وعيونهآ قد سألت سؤآلهآ ليجآوبهآ هو بخفوت: قولي وش إللي تبينـه آلحين ..

صدت عنه بوجههآ تتحسس عنقهآ من الجآنب الأيمن بـ فمّ مطبق قهراً ..
أقسى شعور جآرح ومؤلم هذآ هو إللي تحسّه مع رآئـف أو تحسـه المرأه في المطلق بعلآقتهآ مع الرجـل .. هو إحسآسهآ بـ حآجتـه الشهوآنيه فقط لهـآ ..
المرآت المعدوده إللي جمعتهم سوآ مآكآنت إلآ ليلاً , لقضآء حآجتـه .. حآجته هو فقـط ..
تحسّ نفسهآ مستهلكـه وبقوّه لأجل إرضآءه .. مثل المآكينه الـ آليّـه تعمـل .. بلآ مشآعر أو عوآطـف .. بدون حُـبّ , إحسآس , أو حتى رغبـه ........ شآعريّـه !

ببآلهآ آلحين صورتيـن .. حوريّـه وطبيعـة علآقتهآ بـ رآئـف , هل تمآثلهـآ بـ البؤس إللي تعيشـه مع هآلرجل البدآئـي أو فيه شيئ بعلآقتهم مختلـف !
الصوره الثآنيه مآكآنت إلآ لـ تغريد أختهآ .. صورتهآ وهي مفرقه أصآبع يسرآهآ والألمآسـه تلمـع بـ بنصرهآ .. ألمآسـة مآلك إلي أهدآهآ لهآ لنفس المنآسبه إللي من المفترض إن رآئف يهآديهآ فيهآ لو بـ كلمــه !
رآئف مآيختلف كثير عن مآلك , للحين تتذكر محآدثة حوريه مع نسمه وسعآدتهآ البآلغه بـ هديّـة رآئف لهآ .. السلسآل الرقيق الحآمـل لـ حرفـه الألمآسـي ....... حول عنق حوريـه , مثل الخآتم حول بنصـر تغريد !

....: أبي أشتغـل يآرآئـف

إنعقدوآ حآجبيه لـوهله توّه مآستوعب إللي أفصحت عنه بهآللحظـه في حين نآظرته هي بـ جمود آلنظره إللي مآطوّلت لأنهآ إنحدرت لـ وسطهآ يوم أفلتهآ من حصآره الوآهـن وبآقي الإستفهآم بعيونه ..
إرتدت خطوه للخلف مصدره له الجآنب الأيسر من كآمل جسمهآ تنآظر بـ السرير قدآمهآ: هذآ هو طلبــي
قوس شفتيه لأسفل بعدم فهم: شلون يعنـي تشتغليـن !

....: أشتغل عآدي .. أتوظـف بـ وظيفـه
....: إيه مآفهمت للحين .. ليش تبين تشتغلين ! فيه شيّ نآقصك !
أطبقت شفتيهآ بـ القوّه وكأن هآلشيّ كآن بـ إعتبآرهآ مسبقاً , النظريه إللي يتفق عليهآ - غآلب - الرجال وهي التفسير الخآطئ لرغبة المرأه بـ التوظـف ... إنه إحتيآج مآدي أكثر منه إحتيآج معنوي لإثبآت نفسهآ .... قبآل نفسهـآ ...
إلتفتت له بهدوء وبوجههآ إبتسآمه هآدئه , قصيره .. مفتعله: لآزم يكون شيّ نآقصني يعنـي !
إرتفعوآ كتفيـه بعدم فهم: هذآ المفروض ! وش الغرض من الوظيفـه إلآ الرآتب بـ آخر الشهـر .. وش إللي يحدك إنتي !

إرتفعوآ حآجبيهآ بـ بلآهه كآذبه إستنكآراً لـ نظريته المحدوده والدونيّه عن الحآجه للتوظف , الإستنكآر إللي مآدآم كثير لأنه نهآه بـ رفض قآطـع , جآزم , وحآد: مآفيـه شغــل
ضيقت عيونهآ إستنكآراً: كيف يعنـي !!
عطآهآ ظهره ينآظر تمآم شكله بـ المرآيه سآفههآ: إللي سمعتيـه ...
بـ ثآنيه تجمعت الدموع بعيونهآ .. هي دآرين الشخصيّه القويّـه , الحآزمه والمتمكنـه , طموحهآ ممتد إلآ مآلآنهآيـه .. آلحين رآئف وبكلمـه وآحده , نآفيـه , قآطعـه .. قآدر إنه يهد هآلسقف الشآهـق , ملقي عليهآ حكمه المؤبـد إعدآماً لكـل آمآلهآ وطموحآتهآ لـ إثبآت نفسهآ بـ الشيّ إللي يرضيهآ نفسياً قبل مآيكون لهآ فيه حآجـه مآديـه ...

....: وإيش فآيدة الدرآسه هذي إللي درستهآ أجل
رآئف: وش دخل الدرآسه الحين بـ الوظيفـه !
دآرين: الطريق للوظيفـه هو الدرآسـه ! وش فآيدة شهآدآتي هذي كلهـآ !
قوس فمه بلآ مبآلآه: تمقليهـــآ
إرتفع حآجبهآ الأيسر إستنكآر بـ حده وكأنهآ تتوعده بهآلنظره الحآقده إللي رمقتهآ فيه والظآهر إنهآ مآعجبته أبدّ لأنه أكمل ببرود مُستفز: ولآ تبين أقولك بليهآ وإشربي مويتهآ !
كورت قبضتيهآ بقهر مكبوت رآصه على فكيّهآ بقوة غيظهآ المتأجج دآخلياً , طلعت نبرتهآ وآهنه , مرتجفـه .. معلنة بوآدر الإنهيآر: وليش أجل سمحت لي أكمـل درآسـه ! إنت بنفسك إللي خذيتني معك لنـدن لأجل أنهيهـآ ...

رفع بوكـه وجوآله عن طآولة التسريحه منبههآ بسبآبته اليسرى الممتده تجآههآ: درآسه ع العين والرآس , لو عمرك كله تفنينه وإنتي تدرسين مآمنعتك .. لكن شغل وتوظيف ومدري إيش ؟ لآ .. صعبـه هذي وأبيك تنسينهآ .. ماعندي حريم يشتغلون

دآرين: وليش صعبـه ! وين الصعوبه أصلاً مآنيب فآهمـه
سفههآ معرض عنهآ صوب بآب الغرفه طآلع منهآ: إنتهينـآ
لحقته بخطوآت متسآرعه وقد علت نبرتهآ المهزوزه أشبه بـ الصرآخ موقفته: إنت أسآساً ليش رآفض ! وينه المنطـق برفضـك
إلتفت لهآ مضيق عيونه رآمقهآ بنظره توعديّه , التوعد إللي صرح عنه لفظاً بـ جفآف: قصري حسّك يآدآرين وإلزمـي حـدك

بلعت ريقهآ برمشآت متوآليه لجفونهآ تمنع إنهيآرهآ اللي على الوشك: لآزم نتفآهـم .. من وين لك تسمح لي بـ الدرآسه ومن وين تمنع أتوظـف !
شهق نفس حآنق إتسعت معه فتحتي خشمه وهو رآص على أسنآنه مجآوبهآ ببرود: إللي أبيك تعرفينـه زين إن مآعندي تفآهـم ..

عطآهآ ظهره متوجه لبآب الجنآح الرئيسي موقف قبآله قبل تمتد يده ويفتحه ملتفت عليهآ نصف إلتفآته – ببرود سحق معه أي ذرة أمل بـ النقآش والتفآهم مو بس الإستجآبه والموآفقه - : وتحمـدي ربـك على هآلدرآسه إللي أكملتيهـآ ..... – غيرك - إنحـرم منهــآ , وإنتي فآهمــــه ................



/
/
/
/
/
/


بوآحد من مجآلسهم وإللي نآدراً مآيجتمعون فيـه , كآن مخصص على الأغلـب للجلسآت الشتويـه .. وآلسبب هو إلتفآتهم حول آلتدفئـه اليدويـه ..
كآنت حفـره عميقـه بوسط الأرضيّـه البورسيلينيّـه !
حآوطهآ بنآء قصير دآئري من الطوب الأحمر .. وبدآخـل الحفـره حطب مشتعـل !
الإضآءه كآنت معتمـه كلياً إلآ من نور الشعله الناريه ..

كلتآ يديـه كآنوآ على بطنـه بـ أصآبع مُشبكـه , نظره للسقـف وهو ممدد كآمل جسده على السجّآده آلفرو الكثيفـه النآعمـه بـ الأرض ..
على وضعـه من قرآبـة السآعـه لحد الوقت إللي قرروآ فيـه مقآطعة خلوته ومشآركته جلستـه ..

....: مآشآلله مآشآلله وش ذا الزيـن , وش ذا الدفـآ
مآل برآسه مبتسم بـ خِفّـه ليشوفهآ هي وبنتهآ إللي متقدمتهآ بخطوآت أشبه بـ الركـض لحد مآستقرت جآلسه على ركبتيهآ عند رآسه من ورآه رآفعه له كفيّهآ الصغيرين مفرقه أصآبعهآ بـ تنبيه: ترآ يدينـي متجمممممممـده , وش رآيك أخرعك واحطهم على خدودك !!

بقق عيونه إللي قآلبهآ لـ فوق لأجل ينآظرهآ وهي جآلسه ورآ رآسه: يآويلـك إن سويتيهآ
ضربته بخفه من منتصف جبينه بـ إبتسآمه مشآكسه: أمذح أمذح
بسرعه أبعد رآسه عن يدهآ البآرده وإللي صدق على قولتهآ كآنت متجمده بحركه نآفره إقشعر بسببهآ وجهه نتيجـة آلصقيع إللي لآمس بشرته الدآفئه: بنــــــــت
فدوى: ههههه قلتلك يدي متجمده

مسكهآ من معصمهآ ملففهآ حوله بـ إستجآبه منهآ وهي تزحف على ركبتيهآ لحد مآقربهآ موقفهآ قبآل السور الطوبي المحيط بـ الشعله: دفي يدينك أول وبعدين نتفآهم
فدوى: هههههه
تدخلت أصآله إللي جلست بـ الأرض جمبه موقفه على ركبتيهآ مثل بنتهآ موجهه كفيهآ المفرودين تجآه النآر طآلبه آلدفآ: وإنت من أول هنـي تتدفـى ومحدن دآري عنـك
سند: هذآكم دريتـوآ , منو علمكم
أصآله: فدوى هنـي يعني المخآبرآت الأمريكيّه , مآلقتك بـ الفرندآ قآمت تحوس وتدورك
فدوى: ثنـد ثـح ليش إنت اليوم مو جآلث برآ !!

أطبق فمه بـ ضيق وهو يتذكر جلستـه الخآرجيّه إللي على الأغلب مآرح تزيده إلآ بؤس .. شوفتهآ البعيده من مكآنه بـ الفرندآ وهي مقآبله له من مكآنهآ بـ البلكون وش ممكن يكون عوآقبهآ ! هآلإحسآس إللي مآوصفّـه إلآ بكلمـة – غبـي , ومرآهق – لوين ممكن يوصل مدآه !
الأرجـح إنه لبعيـد إن سمح هو لنفسـه بـ التمآدي .. ولذلك كآن قرآره آلحتمي هو الإنسحآب من بدآية آلموضوع قبل يبدآ ... هذآ إن كآن صدق توه مآبتدآ !

....: حسيت اليوم الجوّ برد شوي بزيآده
جلسه أصآله جمبه مستعقده: يآشيــخ !
فدوى: إكذب غيرهآ , مآثدقنآ
هددتهآ أصآله بنظرة عيونهآ وهي تخزهآ: بنــت عيـب ! أحد يكذب خآلـه !
فدوى: إيه , لأنه يكذب
بققت عيونهآ لآخرهم هآلبنت مآتجيب لهآ إلآ الفشيله: بنـــــــــت !!

إبتعدت عن الشعله ومشت زحف على ركبتيهآ لحد مآستقرت جآلسه أخيراً ورآ رآسه وتمت تمسجه له بـ أصآبعهآ الصغيره إللي خللتهم بين خصلآت شعره الغزيره: ثنـد أثلاً مآيحث بـ البرد , واليوم ذي كل يوم , البرد نفثه نفثه مآذآد , وش الثبب الحقيقي ! هآه ! يللآ قـول
مسكهآ من معصميهآ ثنينآتهم: وإنتي يآلعجوز متى يمديه الوآحد يسوي شيّ ومآيخآف منك !
نآظر أصآله أخته مكمل: وآلله مآخآف من أحد بهآلديره بكبرهآ غير من بنتك ذي أعوذ بآلله , حشى هذي مـره
فدوى: لآتتهرب , هآه جآوب
سند: وإنتو تسمون هذآ برد بآلله ؟ مآشفتو البرد صدق بـ مصر .. شيّ ينخر عظآمك نخـر ..
أصآله: من جــد !
سند: بلـى .. أجوآء الشتآء هذي عندكم بـ مصر هي الأجوآء الخريفيه ..

قآلهآ وبلحظه إنتقل تفكيره كآمل لـ وردهـ وصورتهآ بـ البلكون وجملتهآ له بـ الأمس عن عشقهآ لهآلجوّ .. شلون من قبل مآستنكر وقفتهآ المطوله بهالفضآء البآرد .. أكيد إللي يحسّه هي بـ المثل تحسّـه , مآفرق معهم ثنينآتهم شتآء السعوديه مقآرنتة بـ شتآء مصـر ... ثنينآتهم نآشئيـن بـ مصـر ... مو بـ السعوديه ..!
فكت معصميهآ من قبضتيه الخفيفه وردت تمسج له مره ثآنيه بس هآلمره لوحي كتفيه العريضين مو رآسه: ثند إنت مآصرت تقعد معآنآ كثير ذي أول إيش إللي غيرك ترآني ذعلآنه منك

إبتسم من قلب على سوآتهآ , هآلبنت هي سبب سعآدته الوحيده بآلنسبه للوضع الرآهن إللي يعيشـه من ضغوط نفسيّه وعضليّه قآعده تتكآلب عليه من كل صوب وحدب , مآيتم ينتهي من سآلفه إلآ والثآنيه بذيلهآ وهذي هي الحين تمآرس عليه سحرهآ بـ التدليك , أصآبعهآ الصغيره المنتفخه مثل البلسم الشآفي لكل الآمـه .. محترفـة تدليـك , تدري مضبوط وينه نبض الألم وبـ أي منطقه وتدلكـه له بمنتهى آللطف والرقّـه .. سأل نفسه بهآللحظـه , هآلبنت يآترى وش مستقبهآ ؟ أي مهنه رح تمتهنهآ ؟

طلبهآ بـ هدوء وهو مغمض عيونه برآحه وإنتشآء: آآآآآآآخ لبى قلبك يآقلب خآلك فديتك , إيه فيدو تكفين دلكي لي هنـي .. إيه هني هني – قآلهآ وهي تقبص له كتفيه بـ الملتقى مع عنقـه الضخم –
فدوى: كذآ حلـو
سند: وأحلآ من الحلـو بـعـد ..

أصآله: هههههه ... هلآ يمّـآ
قآلتهآ أصآله وهي مبتسمـه على حآل سند إللي رآح فيهآ من لمسآت فدوى بدخول أمهآ عليهم ومآسرع مآنتبه سند لترحيب أصآله فتح عيونه ينآظر ورآه وبسرعه إستقعد بـ جلسته لتلحقه هي بـ إشآره من يدهآ اليمنى حآثته يلتزم وضعه: مثل مآ إنت .. عآدي
مآرد سند إلآ بحركه نآفيه من شفته المطبقتين لترد هي وتكمل بعدمآ سحبت لهآ كرسي هزآز من الخوص مقربته من الشعلـه وجلست عليه ممدده كآمل جسمهآ: عـآدي يمّـك خذ رآحتـك مآفيهآ شيّ

لأول مره يستشعر هآلحميميه بنبرة الأم – جوآهر – وكذلك أصآله إللي إنفغر فمهآ بفتحه قصيره مصحوبه بشبح إبتسآمه على جملة أمهآ لـ سنـد , هذآ بخلآف جلستهآ معه بنفس المكآن آلحيـن ... وهذي سآبقـه ..
مآلقى نفسه بـ الأخير إلآ وشيّ ضعيف ووآهن قآعد يسحبه من كتفيه جآبره على الإستلقآء بـ الأرض بنبره طفوليه نآعمه: خــلآآآآص نآم يلآ خلينـي أمثـجك
نآظرتهآ جدتهآ جوآهر بـ ابتسآمه قصيره من بدت تمسج له لوحي كتفيه بعدمآ إستقر رآسه على آلمخده الصغيره مربعة الشكل بـ الأرض في صمت مصحوب بـ إستغرآب وشيّ من عدم الفهم لـ إسلوب زوجـة أبوه آلمتغير ولأول مـره ..

هو مآينكر إنه مآشآف منهآ أي معآمله سيئـه أو عدم إحترآم أو حتى عدم قبول لتوآجده بينهم ورغبه في إبتعآده عنهم .. كل مآوصله منهآ هو تحآشي تــآم وعدم إحتكآك , سوآ بـ المقآبلـه المبآشره أو حتى بـ الطفيف من الكلآم .. حآلهآ حآل بنتهآ سآلي ..
كذلك الموضوع بـ النسبه لهآ , هي بنيتهآ فعلاً مآفي أي نقـم تجآهه أو نفور منه وعدم تقبل لوجود .. الموضوع بـ النسبه لهآ مآشكّل أي فرق ..
مآتحسّ بـ أي إحسآس سلبي بـ كون هآلولد هو البكر لـ زوجهآ من ضُرتهآ السآبقـه إللي مآقد إجتمعت معهآ أبـدّ ..
فضلت التجآهل عن الإنخرآط معـه .. مآثلتهآ سآلي بهآلشيّ وعآكسهآ مآلك وأصآله وفدوى بنتهآ إلآ إن تأثير سنـد كآن كبير , وآضـح وملحوظ ومآيقدر أحد ينكر إيجآبيته على كل من بآلبيـت .. إبتدآءاً من أصآله إللي كآنت أول المرحبين بـ وجوده .. تحسّهآ آلحين إنسآنه غير , مشعـه تفآءل وطآقه إيجآبيه للحين مآتدري وش سببهآ وهذآ هو السؤآل إللي تبي الحين تسألهآ عنـه , إنتقآلاً لبنتهآ فدوى وإللي بسبب خآلهآ سنـد فقط قدرت حآلياً تحصل على الإستقرآر المكآنـي ببيتهآ مع أمهآ ووسط عآئلتهآ .. أهل زوج أصآله مرّ إسبوع كآمل من بعد إنقطآعهآ عنهم ومآحد تعنـى حتى بـ السؤآل , كون البنت بخير , سليمه ومعآفآه ومآبهآ شيّ يمنع زيآرتهآ الإسبوعيّه عنهم وإللي ولأول مره تنقطع فيهآ عنهـم ! كآن صآدق فعلاً بـ ظنونـه , وكآمل العقـل والمنطق إللي سوّآه .. تلآه مآلك إللي هو المشكلـه الأعظم بحيآتهم .. سيئ السمعـه , فآسد الخُلق , رديئ الفعآيـل , منحط السوآيآ .. كل يوم والتآلي كآن بمصيبه شكل , مآركه مسجلـه بـ أقسآم الشرطه ودوريّآت الهيئـه وهم مآغير يرقعون من ورآهـ , آلحين هو بقمـة إلتزآمـه , والسبب الريئسي هو إجبآر هآلأخ الأكبر له وحرصه على متآبعته والإشرآف على كآمل أفعآله إللي تبدلت بشكل جذري .. وصولاً لـ سآلي إللي بآقي موضوع إرتبآطهآ مُعلـق , بس على الأرجح إن إسم سند رح يتم محفور بذآكرة سآلي إنه أول شخص وجه لهآ لطمـة الصحوّه !

هذآ بشكل خآص لمحيط العآئله الصغيره , على المستوى الأكبر كآن تحمله مسئولية إسم من أضخم الأسمآء بسوق المآل والتجآره .. عآمر المُرشـد .. وإللي لولآه هو , هو فقـط من بعد آلله ولآ كآن زمآنهم بـ خبر كآنَ , شيّ للحين عقلهآ غير قآدر على إستيعآبه .. إستيعآب مصيبتهم إللي كآنت على شفآ حفـره من الوقوع فيهـآ .. لولآهـ ... !

أصآله لـ بنتهآ بتمثيل للزعل ومشآركتهآ فيه: وأنآ بعد مثلك زعلآنه منـه , مطنشنآ هآلأيآم
سند: يعننك مآتدرين هآلأيآم وشهو إللي مشغلنـي عنكم ! مآتتعذرين لي أجل !
طيرت عيونهآ بمعنى إن مآلهآ دخل وهي تدخل إظفر إبهآمهآ تحت كل إظفر من أصآبع يمنآهآ: مآعندك وقت دقيقتين تسألني فيهم وش سويت بموضوع الجريـده ؟
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم سآئلهآ بهمس: أي جريـده !

لوت فمهآ بـ إستيآء: هآ .. شفـت ! وبعد نآسي
فدوى: لآ لآ , هينآ إنت غلطآن يآثنـد , ومآنك معذور أبد أبد أبد
سكت لحظآت بنفس الملآمح المتجهمه تفكيراً بآللي غآب عن ذهنـه بس وآجب عليهم عذره ولو بآلشيّ القليل مقآرنة بآللي يمّر فيـه , لحظآت إللي قضآهآ مستغرق بـ التفكير لحد مآنحلت عقدة حآجبيه موسع عيونه بتعبير إللي إهتدى أخيراً للجوآب , أغمض عيونه من بعدهآ بـ تأنيب للنفس عآض على شفته السفلى مردد جملته بـ هدوء وتأني وكأنه يسمع شيّ حآفظه: العمود , الفآرغ , بـ جريدة , الفجـر !

رفعت أصآله حآجب وآحد لآويه فمهآ المطبق بـ إستيآء في حين تأهبت ملآمح أمهآ بـ إنتبآه للقصد من ورآء الكلآم , أرجع هو عيونه قآلبهآ لفوق بـ شفتين مطبقتين بـ لوم للنفس وتأنيب بينمآ لعبت له فدوى حآجبيهآ شآده شفتيهآ بـ تعبير مآكر وقصدهآ منه بـ جملتهآ المعتآده " رآحت عليـك يآحِلـو ! "
مسح منتصف جبينه برآحته اليمنى: آآآآخ مدري شلون طآفني هآلشيّ
نآظرت أصآله بـ أظآفر يدهآ اليمنى: مآلومك أشغآلك وآجد وطبيعي تلتهي
سند: ههههه يعننك زعلآنه !
إتسع فمهآ بـ إبتسآمه صآدقه: مقدر أزعـل .. الفضل بـ الأخير من بعد آلله هو إنـت ..
سند: وش إلي صـآر طيب ؟ جآك الرد ولآ بآقي

نآظرته بـ مكر مضيقه عيونهآ: يآحبيبي العمود الفآرغ هذآك أول .. الحين مشغـول , وبـ إسمـي – قآلتهآ بشيّ من الغرور وهي تنفض شعرهآ عن كتفهآ لورآ ظهرهآ بينمآ ضحك هو مُردف - : هههههه يآذي الحركـه
فدوى: هذي حركة الوآثقآت من نفثهـم
إنعقدوآ حآجبيه بخفه مبتسم وشيّ من الإستغرآب بوجهه: من جــد !
قلبت فدوى عيونهآ: إيه من جد , هذي أشيآء الرجآل مآيعرفونهآ
سفههآ سند يكلم أصآله: هآ علمينـي وش صآر , يآزينهآ علومك أخيراً أسمع شيّ يبرد القلب
إقتربت عليه أصآله خطوه وهي مربعه تهز رآسهآ بحمآسة الطفل وإنفعآله: جآني إيميل بـ الموآفقه هذآ بيوم , يومن ثآني وصلني إيميل بس هآلمره شخصـي تخيّل من مــن !!
سألهآ وإبتسآمه بآهته بوجهه: مـن ؟!

صفقت بيديهآ متشدقه وعيونهآ تلمع ببهجه هآمسه له بـ الجوآب وهي مبققه عيونهآ البآسمه: بسّــآم نآصر عبدآلله
ضم شفتيه مآطهم لقدآم بتعبير المتفآجئ: أووووه , لآ إنتي وصلتـي خلآص
إسقعد بجلسته إهتمآماً للأخبآر السنعه إللي تقولهآ أخته متحسس ظهر يد فدوى على لوح كتفه الأيمن: فيدو يآقلبي مسجي لي ظهري
غصباً عنهآ أم مآلك إبتسمت من طلب سند لـ فدوى إللي وقفت على ركبتيهآ مبوزه: يآثند ظهرك مره طويل وأنآ لآذم أوقف رجولي تعورني , نآم أحثن
سند: معليه بس شوي خل أركز بسآلفة مآمآ أول .. – نآظر أصآله مكمل كلآمه لهآ – هآ وش إللي صـآر !

أصآله وعيونهآ تنقلهآ مآبين سند وأمهآ بسعآده بآلغه متأججه من عيونهآ البنيّه اللآمعه , شآبكه أصآبعهآ ببعضهم بتعبير الخجول: يوم الإثنين الجآي إن شآلله بتنشر أولى كتآبآتي .. طلب مني مجموعه وهو بيختآر منهـم الأصلح للنشر كبدآيه لـي .. تخيلوآ ! تخيلـوآ إن بسّآم نآصر عبدآلله بنفسّـه وبشخصـه إهو إللي كلمنـي ! رئيـس التحرير ! الصحفي المعروف المشهور .. هذآ بس اللي مآشفته إلآ بلقآءآته التلفيزونيّه .. آآخ يآزينـه , مآشآلله عليـه لبـق بـ الكلآم والحوآر , صدق شخص رآقي ومتحضـر , ثقآفتـه عآليـه .. لو تشوفني يآسند قبل أرد عليـه بـ أي كلمه أقعد أعيدهآ قرآءه مية مره أخآف تكون غلـط ولآ إجآبه مآهيب بمكآنهآ , قلبي للحين يدق بقوه إنصرعت مدري شفيني هههههه

سحبهآ سند من رآسهآ مميلهآ عليه وبدوره هو إنحنى عليهآ طآبع قبلته العميقه بشعرهآ الحريري المسدول مبتسم لهآ بـ صدق تقديراً لإحسآسهآ الرقيق وفرحتهآ العآرمه بهآلشيّ الكبير إللي يصير لهآ وكآن بعيد كمآ الحلـم صعب آلتحقيـق , صعب التخيل إنه وآقـع .. وآلحيـن يصيـر
أمهآ بـ إبتسآمه: مآشآلله وكل ذآ من متى وأنآ مدري عنه !
أصآله: يممممممــآآآآ وش أقول بس وكل من بهآلبيت ملتهي بشغلـه , إنتي مع سآلي من كم يوم ملآزمتهآ ومآبغيت أعلمكم بشيّ زي كذآ وإنتم مهمومين بقصّـة سآلي ومـآلـ ..... بغيت تكمل قصدهآ مآلك وتغريد إلآ إنهآ بترت كلآمهآ متدآركه عدم معرفة أمهآ بآللي صآر بين مآلك وزوجتـه يوم شآفتهآ هآربهآ منه محتميه بـ سند , وللحين السبب عنهآ مجهـول ومآهتمت تسأل خصوصاً بعدمآ ردت وشآفت الأحوآل بين أخوهآ وزوجته على خير مايرام .. وآلتغيير الظآهري إللي شآفته أمس بـ شكل تغريد أكبر دليل على تعدل مزآجهآ كلياً للأفضـل .. وكذلك مآلـك إللي ردّت فيه الروح من بعـد ثقـل هـمّ كآلجبــل !

رفعت أمهآ حآجب وآحد بـ ثقه وغرور مبتسمه: مآشآلله , بيصير عندنآ كآتبـه معروفـه وإسمهآ بـ الجرآيـد !
أصآله: ههههه تونـي عآد مآصرت معروفـه , لآتبآلغين من آلحين يمّآ خل نشوف وش بيصير
فدوى: مآمآ إنتي ممكن تكونين مشهوره وتطلعين في التلفذيون ذي بثّـآم هذآ وإحنآ نقعد نتفرج عليكي !
خبت أصآله وجههآ بيدينهآ مستحيه وإبتسآمه عرضه شآقه وجههآ عيت تفآرقه: ههههه لآحوووول إنتم شفيكم
سند: ههههه وإنتي ليش مستحيه ! إيه هذآ ممكن يصير ليش لآ
أصآله وكأنهآ تذكرت شيّ: صح سنـد طلبتك بآلله
جآوبهآ بسرعه: تـمّ يـ الغلآ

شدت فمهآ المطبق بـ إبتسآمة إمتنآن صآدقه: جعلني مآ أبكيـك .. أستآذ بسّآم طلب مقآبلتي بـ الجريده يوم السبت إن شآلله السآعه 9 الصبآح , مقدر أروح بروحي أبيك معـي
قوس فمه كرد فعي بديهي: أبشــري
رمشت بتوآلي وبعدهآ مبتسمه وكأن الدنيآ أبوبهآ إللي طآل إنغلآقهآ بوجههآ آلحين تتفتح لهآ: يآربي شكثـر مستآنسـه
تركت فدوى سند ومشت لأمهآ محآوطه عنقهآ بذرآعيهآ القصيرين ملصقه فمهآ الصغير بـ خد أصآله طآبعه عليه قبلتهآ الشرسـه: أممممممـووآآآح يآرب دآيماً تكوني مثتآنثــه , أنآ أحبك يآمآمآ
حضنتهآ أصآلهآ بعدمآ بآستهآ على كلآ خديهآ بآلقوّه وكأنهآ تشفطهم: وأنآ أموووت فيكـي يآقلب مآمآ

سند وإللي غصباً عنه أخذه الطآري لمكآن وآحـد .. لـ وردهـ
كل شيّ حوله يحسّه بـ الأخير يقوده لهآ , كل شيّ حوله مرتبط فيهـآ ..
هذآ الكآتب المعروف بسّآم نآصر عبدآلله , مآغيره هو أخو آدم نآصر عبدآلله .. خطيب وردهـ !
شيئاً بدآخلـه إنقبض أشبـه بـ إحسآس الغيـظ وإنفعآل القهـر .. شيئاً بدآخلـه نآقم على هذآ المدعـو آدم , وشيئاً بدآخلـه كآن أهـدى , وأعقـل , وأحرص على إرشآده للمنطـق , وللصوآب .. آمرهـ بصرف النظر كلياً عن الصور المتدآخلـه إللي مآيشوف فيهم إلآ هآلوردهـ , عن آلصوت الخبيث بـ أذونه وإللي مآيتردد فيه غير صدى إسم وردهـ ... عن رغبـة النفس الدنئيـه إللي تقودهـ , بشـدهـ , وبعنـف , بلآ تحكم أو سيطـره , وبلآ هودآهـ .... إلى وردهـ , ووردهـ فقـط !


....: سنـد أبيــك شــويّ !
إرتفعت الأنظآر الأربع كلهآ مستقره عليهآ بـ إهتمآم من دخلت بلآ سلآم مُلقيه جملتهآ بـ جفآف معتآد ..
لحظآت من الصمت الجمآعي , الإستغرآبي والإستنكآري .. قطعته الصغيره فدوى ببرآءه وهي تأشر لهآ بيمنآهآ تقرب عليهم: تعآلي ثآلـي إقعدي معآنآ المكآن هينآ دآفـي مـره
أطبقت سآلي فمهآ بنفآذ صبر محركه نظرهآ يمنـه بتجآهل لجميعهم على إثره إرتفع حآجبه الأيسر بـ إستفهآم سآئلهآ: خيــر !

نآظرته من موقعهآ مكتفه ذرآعيهآ: أبيـك شويّ .......... – نآظرت الكل بنظره سريعه ثم أكملت بـ تشديد – بروحنـــآ
سفههآ بتعمد وآضح مجآوبهآ ببرود: مآظنتي فيه شيّ مشترك بينآتنآ يستدعي الإنفرآد
فكت ذرآعيهآ من تكتيفتهم مكوره قبضتيهآ بقهر رآصه على أسنآنهآ: عندي إللي أقوله لك , وأبيه على إنفرآد
بلل شفتيه قآصد بآللي بيقوله إثآرة الدرجه القصوى من إستفزآزهآ وهو دآري إنه بيظل أقل القليل من إللي تستحقه هآلمتغطرسه: مآبه أغرآب , تكلمي وش عندك

رمقته بنظره متوعده برهنت له إنه مآفيهآ رجـآ , وحلآل فيهآ هآلمعآمله الدنئيه إللي يفرضهآ عليهآ , عطآهآ نظرة إحتقآر مُردف من بعدهآ ببرود: مآتستآهلين أتعنى لك وأقوم من مكآني .. – ضيق عيونه مكمل بنبره خآفته أكثر – وتدريـن ؟ مآني مهتم أعرف وش إللي تبينـه أصلاً , ولآ أبي أعرفـه
إرتفعوآ حآجبي أم مآلك بهزه سريعه مخفضه بصرهآ لشعلة الحطب , برغم قسوة سنـد والحده إللي يعآمل فيهآ سآلي إلآ إنه يظل هو الحل الوحيد والأسلم , وكأنه هو الوحيد إللي عرف نقطـة التوآصل الصحيحـه مع هآلسآلي القآسيـه .. المتجبره .. والمتعنتـه .. آثرت إلتزآم الصمت وعدم التدخل في حين شددت أصآله من إحتضآنهآ لبنتهآ إلي جلست بحجرهآ ..

الوضع عند سآلي كآن مغآير تمآماً , كتلة من الإشتعآل مثل إللي تشوفهآ الحين مشتعله قدآمهآ فهي متقده بدآخلهآ .. شيّ دآخلي يحرقهآ , شيّ دآخلي مشـروخ .. مجـروح وبقوّهـ .. شيّ دآخلـي من بعد الشرخ صآر جـرح ... أصبـح إنكسـآر !

طلع صوتهآ مبحوح مسحوب , مُحبـط وبآئس: مآ أبـي أتـرك سهــل
ردّ فعل موحد من قبل أمهآ وأختهآ أصآله إللي نآظروهآ بتفآجئ مآله مثيـل , أقرب للصدمه من هآلتصريح العلنـي برغبتهآ إللي مآكنت بـ الحسبآن !
ظنوآ وإنه بقرآر الإنفصآل هذآ هو رصآصة الرحمـه إللي أطلقهآ سُهيـل على علآقتهـم البآئسـه !

وإن المستفيد من هآلقرآر هو سآلـي , وخصوصاً إنه شيّ كآنت هي رآغبه فيـه ومن زمـن طويل , إلآ إنهآ مآلقت الفرصـه السآنحـه أو التبرير آلمقبول نسبياً إللي تقدر فيه توآجه أبوهـآ برغبتهآ في فض هذآ الإلتزآم الخآنق لهآ مع شخصن رآفضتـه تمآم الرفـض !
يمكن إللي منعهآ طوآل هآلمده هو خوفهـآ من أبوهـآ ! آلشخص السآدي , آلوحيد إللي تلقى نفسهآ بقمة عجزهآ وهوآنهآ قدآمـه !

آلحين هو طريح الفرآش لآحول له ولآ قوّه , وآلحين السبـه جت من طرف سُهيـل , يعني حتى وإن تعآفى أبوهآ من مصآبه فـ الملآم الوحيد هو سهيـل .. إذاً هي الرآبحـه في جميـع الأحوآل ...
لكن تصريحهآ الحآلـي ............!
خآنهم إدرآكهم عن تفسير طبيعـة مكنونـه والدآفع الحقيقـي من ورآه !
سند إللي مآهز فيه كلآمهآ شعره , مآل رآسه ميله خفيفه مضيق عيونه وكأنه مآسمع سآئلهآ تعيد كلآمهآ: إيــــش !!!
بلعت ريقهآ رآفعه ذقنهآ إدعآءاً لتمآسكهآ: قلت مآ أبـي ..... أترك سهــل

قلب عيونه مغمضهم وعلى طرف فمه إبتسآمه هآزئه مجآوبهآ بسخريه: يآحليلــك .. – إحتدت نظرته لهآ من بعد كلمته مكمل بـ جفآف سآئلهآ - : ليش هو الموضوع بكيفـك !
ضيقت عيونهآ مستفهمه الإستفهآم إللي تدآركه هو شآرحه بتفصيل مهين أكثر علّهآ تصحى من غيبوبة ثقته الزآيده بنفسهآ: وإنتي بـ الإسآس إللي تركتيه لأجل الحين ترجعين بكلآمك ومآتبين ! حبيبتـــي إصحـي على نفســك ... إهـو إللي تركـك , الرجآل عآفــك مآيبيــك – أطلق زفره هآزئه أشبه بـ الضحكه القصيره السآخره صآد عنهآ بوجهه ينآظر بـ شعلة الحطب قدآمه – هــــه , قآلك مآتبي تتركـه !

كمّ إهآنآت متوآليـه قآعد يسددهآ هآلسند عديم الإحسآس لقلبهآ الضعيف الوآهـن .. إحسآس الرفض هذآ أقسى إحسآس ممكن تحسّه شخصيّه مغروره متكبره مثلهآ إلآ إن سنـد كآنت قسوته عليهآ مضآعفـه , هي بـ الأخير أخته وإهو الغريب , شلون يكون موقفه بهآلسلبيـه معهآ ! .. أدمعت عيونهآ المتورمه إثر بكآءهآ المتوآصل طآلبته بـ ترجي بآئس .. كآنت بموقف من أغرب ممآ يكون , شيّ أول مره تشوفـه فيهآ أمهآ وأختهآ وبنت أختهآ , شيّ صآبهم بـ ذهول عآتـي , شيّ من عدم التصديق كون هذي هي سآلي نفسهآ المعتزه بنفسهآ وكرآمتهآ , سآلي إللي دموعهآ عندهآ أعزّ من أعز مآيكون , آلحين منهآره وبهآلشكل المهين , تترجى وتتوسل: مآ أبيه يتركنـــي .. مآ أبـــي سهـــل يتركنــــي .. مو بكيفـــه .. أنآ خطيبتـه , وأبيــــه .. وإنت لآزم توقفــه عند حده وعند إللي يبيـــه ..

إرتفع حآجبه إستهزآءاً: وآلله ! صــدق ! وش تبيني أسوي يعنـي ! أغصب الرجّآل على شيئن مآيبيـه ! أجبره عليـك مثلمآ العآم اجبـره أبوك ؟
أعلنت دموعهآ الإستسلآم منهآله سيول على خديهآ المحمرين ضآربه الأرض برجلهآ إعترآضاً طفولياً ورغبة منهآ التمسك بآلشيّ إلي توهآ الحين تحسّ بقيمته: مآهــــوب شغلــــي .. إغصبـه , هــدده .. قول إنك بتفصلـه من الشغـل .. أي شــيّ .. مآلــي دخـــل .. سهـــل خطيبــــي وأنآ أبيــــــــــه , أبيـــــــه تفهــــم !! أبيــــــــــــه

همست فدوى لأمهآ وقد تقوس فمهآ وتكرمش وجههآ الطفولي وشكلهآ بتبكي على بكآء خآلتهآ سآلي مستجديه بـ أمهآ: مـآآآمـــآآآ
.....: آششششش – أسكتتهآ أصآله بهمس وهي تشدد من إحتضآنهآ لهآ آلوقت إللي كآنت أم أصآله نفسهآ مبتسمه بخآطرهآ - !
مآ أسعدهآ ضعف بنتهآ وإنهيآرهآ .. سعآدتهآ كآنت إعترآف سآلي أخيراً بآلشيّ إللي دآم مستنكـر ومرفوض لمدة سنـه كآملـه ..
أطبقت فمهآ في صمت وهي تشوف مشآده حآده من كلآ الطرفيـن , إنفعآل بنتهآ وبرود إبن زوجهـآ إللي لوى فمه إستيآءاً سآفههآ بنظرآتهآ المصوبه للحطب المشتعل: أهدده بفصلـه من الشغـل ! أبشـرك إنه بنفسـه قدم لي إستقآلـته

فنجلت أصآله عيونهآ فآغره فمهآ لآخره في حين ضيقت سآلي عيونهآ أقصآهم بصدمه هآمسه برفض إستنكآري: إيــــش !!
نآظرهآ سند ببرود مأكد على كلآمه: عسآك آلحين مستآنسـه ؟
سآلي: مستحيـــل
سند: ليش الأخت مفكره كل النآس عبيـد آللقمـه ! مآيجبرهم إلآ القرش ! مآتنحني روسهم إلآ للدرآهم !
أطلقت صرختهآ النآفيه إعترآضاً بعدم تصديق وهي في قمة إنهيآرهآ النفسي: مستحيـــــــــــــل

صدر لهآ جآنب وجهه الأيسر لآوي فمه بـ إستيآء: الرجّآل عآفـك وعآف كل شيّ يمد لك بـ صلـه .. إحفظـي البآقي من كرآمتك إن كآن لهآ بآقي وإقبلـي بآللي صآر من سكـآت
سحبت على شعرهآ الكثيف القصير بقوّه مرجعته لورآ ووجههآ يقطر منه الحسره بعيون معتصره من الندم تلوم عليه بـ أسى ومرآره بنبرتهآ الحزينه البآكيه: ليــش يآسنـــــد ........ ليييييـــش

إرتفعوآ حآجبيه إدعآءاً للبلآهه بـ إستهبآل: ليـش أنـآ !!! – تبدلت ملآمحه لـ جمود رآمقهآ بنظرآت نآريّه , حآده ومرعبه , أشبـه بـ التحذير , مكمل بـ نبره بآرده أنهت على المتبقي عندهآ – لآتلومين علي سوآتـك , سوآت يدينك لآتلوميـن إلآ نفســك عليهـــآ ..............




/
/



======
-----------
======

نهآية الفصل التآسع والعشرون
<<قرآءة ممتعـه إن شآءلله

:::

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 03:51 PM   المشاركة رقم: 93
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

الفصل الثلآثون



و الله ما طلعت شمسٌ ولآ غربت
إلآ و حبّـك مقـرون بأنفاسـي
ولآ خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم
إلآ و أنت حديثي بين جلآســي
ولآ ذكرتك محزوناً و لآ فَرِحا
إلآ و أنت بقلبي بين وسوآســـي
ولآ هممت بشرب المآء من عطش
إلآ رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـــآسِ
ولو قدرتُ على الإتيآن جئتـُكم
سعياً على الوجه .. أو مشياً على الرآسِ
ويآ فتى الحيّ إن غّنيت لي طرباً
فغّنـني وأسفاً من قلبك القآســـي
مآ لي وللنآس كم يلحونني سفهاً
ديني لنفسي .. و دين النآس للنـــآسِ



/
/



أخفض بصره عن السآعه الجدآريّه المعلقـه مبآشرة أمآم عيونـه من موقعه على كرسيه ورآء مكتبـه الكلآسيكي , بسيط التصميم , بني آللون من خشّب الزآن الدآكن ..
أظلمت عيونه بـ إبتسآمه حسيّه تشييداً بدقـة الميعآد وإنضبآطـه ..

إتفآق الموعـد كآن - التآسعـه حكـم صبآح السبـت - .. السآعه قدآمه مشيره عقآربهآ لـ للتآسعـه إلآ ثلآث دقآئـق !
تأهب بـ جلسـته المستقيمـه إستعدآداً للمقآبلـه بعدمآ عطآه السكرتير العلم بـ وصـول إثنيـن من آل المُرشـد .. رجـل وإمرأه !

بـ دخولهم ثنينآتهم مع سكرتيره , وقف تقديراً لحضورهم فآرد ذرآعه الأيمن بآسط كفـه كـ إشآره يحييهم فيهآ للتقدم تجآهه كلاً على كرسي من الكرسيين المتقآبلين لبعضهم قبآلة مكتبـه فآصل بينهم طآوله قزآزيه مربعة الشكـل آمر السكرتير بـ الإنصرآف ....

إبتسآمه مُريحه كآنت بوجهه وعيونه على ذآك الفآرع بـ طولـه المُهيب .. ملمحاً كآن شرقي أصيـل .. بدوي التقآسيم .. إلآ إن هيئتـه أبعد مآيكون عن البدآوه .. الخليجيّه , أو السعودهـ !
بنطلونـه قمآشي أسوّد .. قميصـه سمآوي دآخل بـ البنطلون يظهر حزآمه البني من فوقـه .. صدريّه سودآء مآثلت قمآش البنطلون , بقصـة صدر مثلثـه وآسعه , مزرره .. القطعه الأخيره كآنت بآلطـو بيـج طويـل لـ ركبتيـه منفرج شقيّـه ..
هذآ وينه ووين اللبآس السعودي الرسمـي ! آلثـوب , طآقيّه , غتره أو شمآغ .. والعقآل !

بدآخله فضول قآتل يمتد بصره لذيك الكتله السودآء متأنيـة الخطـى مستتره تمآماً ورآء ذآك الغريب شكلاً بـ لبآسـه !
لولآ الحشـم , إحترآم الذآت وقبلهآ إحترآم الفرض الدينـي وإلآ لـ إمتد بصره بـ شغف متأجج لـ هآلشخصيّه الأنثويـه الجريئـه كتآبياً !

بهدوء جلس على كرسيه بعدمآ جلسوآ ثنينآتهم قدآمه ليوصله بـ الأخير صوت هآلشخصيّه الغآمضـه جآمدة الملآمح: عسى المعآد مضبـوط !
إرتفعوآ حآجبيه بـ إبتسآمه: بـ الثآنيـــه .. مآشآلله , عآد مآشيّ أحب لنفسي إلآ الموآعيد المنضبطـه
....: هذآ التزآم .. وإذآ من أولهآ بـنقصر وش تآليـه !
قوس فمه بـ إعجآب , التعبير إللي تبدل بسرعه يوم ضيق عيونه إستفهآماً: أستآذ سنـد مـو !
....: إيه , سنــد ...... – سكت لثآنيه أتبعهآ بـ توضيح وكأنه قآصد هآلشيّ – سنــد المُرشـد

أرجع رآسه لـ ورآ رآفع ذقنه تفهماً: أهـآآ .. وآلنعـم وآلله .. حيآك
سند: وآلنعم فيك أستآذ بسّـآم .. – بسط يمينه الممتده صوب المقآبله له بـ إبتسآمه قآصد تعريفه عليهآ - : وهذي كآتبتنـآ .. أختـي .. أصآلـه المُرشـد

بسّآم وإللي كأنه أخيراً أتيحت له الفرصـه وبـ إذن صريح من حرمهآ سنـد لأجل تمتد عيونه لهآ .. آلفرصـه إللي كأنهآ وتقريباً خيبت آمآلـه ...
إمتد بصره ولكنـه مآلمـح شيّ ... بـ الحقيقــه ........... مآ لمــــح أيّ شيّ !
كتلـه من السوآد .. إبتدآءاً من عبآءة الرأس الفضفآضـه غير المحدده إطلآقاً لـ شيئ من بنيـة جسدهآ وتكوينـه .. هل هي صآحبـة جسد ممشوق مثآلـي .. بدينـه ممتلئـه .. أو متوسطـه مقبولـه !
وجههآ تمآماً معتـم , الأمـل بـ نظرة عيونهآ كآن معدوم حيث إنهآ كآنت تمآماً مختفيّه ورآء غطآ وجههآ الثقيـل ... أكمـل الستره قفآزآتهآ السودآء لكفي يديهآ المختفيـن ومعهم إختفـى أي إشآره عن لون بشرة هذي الأنثى المستتره .. بيضآء , سمرآء ..... أو خمريّـه ؟!

كآنت نظره سريعه وخآطفـه إلآ إنه ومن خلآلهآ قد إفترسهآ كلياً بحثاً عن أيّ شيّ يشبـع فيه فضول عيونـه لهذي الجريئـه جداً كتآبياً .... آلخجلـــه جداً .... ظآهرياً !!

....: وآلله يآ أستآذ سنـد شهآدتي بـ كتآبآت الأخت أصآله مجروحـه .. السهل الممتنـع .. نآقده ولكن بـ إحترآف وإمتهآن .. كثير إللي يسلكون درب النقد لأنه الأسهل والطريق الأقصـر للفت النظر كنك فآهم وش قصدي
أومأ سند رآسه إيجآباً وهو مستند بكوعه الأيسر لحآفة المكتب شآبك أصآبع يدينه ببعضهم تفهماً لقصد بسّآم إللي أكمل: بس إللي قرأته من كتآبآت الأخت أصآله شي رآقـي , ويُحترم ويستحـق فرصـه للنشـر ..
إتسع فمه بـ إبتسآمه وعيونه صوب أخته إللي أخفضت رآسهآ بزآوية 90 القآئمـه وكأنه درى مسبقاً عن خجلهآ وحيآهآ إللي وصل قمتـه من هآلمدح الصريـح ومن فمّ كآتب كبير هي بنفسهآ تعتبره قدوه لهآ مثل بسّآم .. نآصـر .. عبدآلله !
بسّآم إللي ضغط على زر طلع معه الصوت مُكبر مستدعي سكرتيره إللي دخل من فوره سآئلـه طلبـه .. الطلب إللي توجه به بسّآم لـ سنـد: وش إللي تشربونـه ..
بسرعه رفعت أصآله رآسهآ لـ سند بـ إنتبآه , ردّ الفعل إللي مآغآب أبدّ عن بسّآم وإللي أقصى طموحه الحين يسمـع منهآ كلمه بنبرة صوتهآ !
سند: آلله يعزك .. إعفينآ ومآعليك خلآف , مآنقدر نطول , عندك أشغآلك وحنآ بعد
بسّآم: وآلله مآيصير .. تآخذ وآجبك أول ..
أطبق فمه بـ هدوء شآهق من بعده نفس هآدئ , مستسلم: قهـوه تركيّه سآده .. بُنّ غآمـق

أومأ رآسه إيجآباً بسرعه وبوجهه إبتسآمه قصيره , مآلت عيونه لـ أخته كـ إشآره منهآ عن طلبهآ وإللي تبيـه وبخآطره أخيراً بيسمع صوتهآ ... التأمل إللي بآء بـ الفشـل .. لأنهآ حركت رآسهآ نفياً لـ سنـد .. سند إللي شد شفتيه بمعنى إن مآبيده حيلـه طآلبـه إحترآم رغبتهآ فـ إنهآ مآتبي شيّ ...
كمآ المستسلم وبـ خيبه أشر لـ سكرتيره طآلبـه إحضآر فنجآن آلقهوه التركيّـه ..... السآده ..
ومن طلع السكرتير إلآ وأحنى بسّآم جسمه يميناً فآتح درج من الأدرآج السفليه لمكتبه مطلع منهآ ملف خفيف مقدمـه لـ سند ..

الملف إللي إستلمه سند بعقدة حآجبين خفيفه وبوجهه الإستفهآم عن مكنون هآلشيّ .. الإستفهآم الفعلي إللي جآوب عليه بسّآم: هذآ العقـد .. أبيك تقرأه إنت والأخت أصآلـه وأبي توقيعهآ عليـه .. الجريده إسبوعيّه , إصدآر عددهآ بـ مشيئـة آلله يكون كل يوم إثنيـن .. هآلعمود الفآرغ بيخصص بـ إسم أصآله المُرشـد .. قآبل للتعديل بآلشروط إللي تنآسبكم .. إذآ مآتبي إسمهآ وتبي لقب .. أو إسم العآئله فقـط .. هذآ شيّ يرجـع لكم ... الغرض من العقد هو الإلتزآم بـ مقآل إسبوعي يسلم لي خلآل إلإسبوع من بعد يوم الإثنين وقبل يومين من النشر لأجل تتم مرآجعته قبل تحريره ...
سند وإللي كآنت عيونه تمرر وبتركيز شديد على كل كلمـه من بنود العقـد .. شرحـه , شروطـه .. وعقوبـة الإخلآف بـه لكل من الطرفيـن ...

أقفل الملف بهدوء وبوجهه إبتسآمه قصيره: إن شآلله مآيضطرنآ شيّ لهآلعقوبآت
أخفض بسّآم رآسه بـ ابتسآمه قصيره حآك أسفل خشمه بـ العقله الطرفيّه لسبآبته: ههههه هذي شكليآت مو أكثر ..
نآول سند الملف لـ أصآله مكلمهآ بنبره خفيضه أشبه بـ الهمس: إقريـه أول إذآ تبين ..
ضيق بسّآم عيونه في تأهب شديد لسمآع صوتهآ أخيراً إلآ إنهآ ومثل الفرص السآبقه .. خيبت آمآله يوم أشرت بيدهآ لـ سند بآسطه كفهآ الأيمن بـ وجهه ملصقه أصابعهآ ببعضهم كنآية عن إكتفآءهآ برضآه هو عن إللي قرآه وموآفقته ..
شيّ بدآخلـه بدآ بـ الحمـوّ , يحسّ نفسـه مثآر بـ ضيق مكبوت .. هذي شفيهآ .. ولآ شكل ولآ صوت ...
أطبق فمه وعيونه تدور بتفكير للشيّ الوحيد إللي ترآءى له بهآللحظـه .. إنهآ خرسـآء .. أيوآ , ولآ شلون أنثى وبهآلجرأه الكتآبيـه ولهآ صـوت , تتكلم .. الأكيد إن النقص التعبيري عندهآ بـ الكلآم تمّ تعويضـه كتآبياً !
إبتلع ريقه بـ هدوء مقآطع حديث النفس بخآطره وإللي مآصآبه إلآ بـ إحبآط من هآلإستنتآج السطحـي ... السآذج ....... والغريــب !

نآول سنـد قلم أسود بـ ابتسآمه قصيره هادئه: التوقيع إذآ مآعليكم أمـر
إستلم سند القلم ليلحقه بسّآم بنبره مآزحه: توقيع الأخت أصآلــه ههههه
سند: ههههه أبشـــر .. قآلهآ وهو يمد القلم لـ أصآله وبآقي الإبتسآمه بوجهه ..

أصآله وإللي كآنت بعآلم ثآني ودُنيآ غير .. طوفآن من المشآعر بدآخلهآ يعصـف .. أحآسيس كثير متدآخلـه , متضآربـه وبعنفوآن ..
سعآده , نشوه , تأمـل .. عدم تصديـق .. عدم إستيعآب .. ذهول .. إنبهآر .. ثقـه .. فخـر .. غرور .. حيآء .. وإنجـذآب !
الإنجذآب لـ صآحب هآلصوت الرخيـم الهآدئ .. رآسـخ , متأنـي .. ووآثـق .. رآقي .. ومتحضـر .. متزن , سآكـن .. وجآمـد .. ضحوك ........ وبآســم !

ضغطت أسفل القلم ومعه برز السن , الملف على وركيهآ .. إبتلعت ريقهآ بـ توتر وعيونهآ بـ مكآن التوقيـع .. جتّ بتثبت رآس القلم إلآ وإنزلق من يدهآ طآيح بـ الأرض ...
بتأهب إستقآم ظهرهآ وعيونهآ لآخرهم موسعه تنآظر بـ سند إللي من فوره قآم عن كرسيه رآفع القلم من الأرض مآده لهآ بـ إبتسآمه: خيــر خيــر
الإبتسآمه إللي مآقدرت تردهآ لـه , تحسّ كل شيّ فيهآ متشنـج , مُصلـب ومتيبـس ..

بحركه سريعه دآر القلم بين أصآبعهآ , شيّ من عدم التحكم تحسّـه بمسكتهآ للقلم وإللي مآكآن إستنتآجه إلآ الجوآنتـي أسود اللون بقمآشته الستآن الحريريه ...
بلآ تفكير رآغبه في الإنتهآء والخروج من هآلمكآن إللي خنقهآ بهآلكمّ الكبير من المشآعر المتخبطـه المندفـعه بـ التوآلي إحسآس ورآ الثآنـي .. فصخت قفآزهآ الأيمن وبسرعه طبعت إسمهآ كتآبياً مُرفق بـ توقيعهآ أسفلـه ...
الشيّ إللي معه تعلقت عيون بسّآم وبتركيز شديد .. تفحصي وثآقـب ..
ظآهر كفهآ أبيـض آللون .. خآلفت أخوهآ بـ سمآر بشرته القمحيّـه ..
أصآبعه نحيلـه , نعومتهآ وآضحـه .. أظآفرهآ مرتبه وبـ عنآيـه فآئقـه .. مصبوغـه بـ لون بُنـي دآكـن .. صآرخ ولآمـع !

إبتلع ريقه وشيّ من التوتر بقلبـه .. التوتر إللي إحتد يوم نآولت أخوهآ الملف مُردفه بـ نبره خفيضـه , خجولـه .. دآفئـه , مُتسآئلـه: كـذآ تمـآم ؟!
حرر نفسه المكتوم من صدره المنتفخ .. هآلفضول تجآه هـ الأصآلـه وإللي توقع إنه قد أشبعـه بمجرد رؤيـة الشيّ السطحـي البسيـط من ظآهر كفهآ .. أو نبرة صوتهآ مآزآده إلآ فضول أشـدّ وأعنـف سآئل نفسه سؤآله الأبلـه " هذي وش شكلهـــآ ؟! "

التسآؤل إللي إنتشله منه سند بدخول السكرتير بـ صينيه فضيّه صغيره فوقهآ فنجآن القهوه على صحنه الدآئري وبجآنبه كآس مويـه طويل وشفآف: شيّ ثآني غير هذآ التوقيـع ؟
رمش بتوآلي في محآوله من يجمع شتآت نفسه وعيونه على سكرتيره إللي طلع من مكتبه - مجآوبه بـ إبتسآمه قصيره مآسرع مآختفت وهو يستلم منه الملف - : لآ مآفيــه .. كذآ نقول ع البركــه ..
شدّ سنه شفتيه المطبقه بـ إبتسآمه هآدئه مجآوبه: آلله يتمم بـ الخيـر .. – نآظر بـ أخته مكمل وبوجهه بآقي الإبتسآمه - : مبــروك أصآلـه ..

بسرعه إنتقلت عيونه لهآ بلمحه خآطفه إنتظآراً منهآ لرد المبآركه إلآ إنهآ آثرت آلصمت بـ إيمآءة رآس إيجآبيّه مآصآبتـه إلآ بـ إحبآط مضآعــف !
وبـ همّ إنتقلت عيونه لـ سند إللي رشف أول رشفه من فنجآن قهوته: فآلكم خيـر إنشآلله .. عآد وآجب أدعيك لعقيقـة إبني آلبكـر .. آلجمعه إن شآلله .. ووآجب حضورك
إرتفعوآ حآجبيه بـ تفآجئ من طلب بسّآم في حين إلتفتت له أصآله بسرعه وكأن الإستفهآم بوجه سند نفسه إللي بوجههآ إلآ إنه بسرعه تبدد يوم إستقرت عيونهآ على ذيك الكتلـه المهيبـه بـ جلستها ورآء آلمكتـب ...
يظهر من نصفه العلوي إنه نحيل البنيّـه .. بوجهه شيّ من السمآحه والبشآشـه .. مُريـح شكلاً .. أبيض البشـره , هآدئ الملآمـح .. مُشذب الذقـن والعوآرض بـ رتآبـه جذآبـه .. سوآلفـه الجآنبيّه يظهـر بهآ شيّ من الشيب الأبيض .. الخفيف والبآهت ..

بلحظه إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إستغرآب .. إبنـه البكـر ! ترآءى لهآ إن له من الأولآد الكثير وبـ عُمـر كبيـر ..
لوت فمهآ يسآراً بـ تفكير " ليش هو كمّ عُمـره ؟ "
سند وإللي توّه يحسّ بـ عمره والسرعه السآحقه إللي بسببهآ قآعد ينخرط بـ العلآقآت الإجتمآعيّـه .. بـ ظرف شهرين أو أقل قدر يثبت إسمـه كونه البكر لـ عآمر المُرشـد .. سنـده حآمل الإسم والمسئوليـه ...
أطبق فمه بـ إبتسآمه ظآهريه لـ بسّآم يبآركـه ولده البِكـر ملبياً لـ دعوته , الإبتسآمه إللي أخفى فيهآ همّـه دآخلياً .. مآهوب أبدّ من النوعيّة الإجتمآعيـه , المجيب للدعوآت , سهـل الإنخرآط بآلمنآسبآت .. إلآ إنه وكل موآفقتـه لأجـل عيــن أصآلــه .. ولأجـل عيــن ........... تكـرم مدينـــه ..


/
/


ظهراً من نفس اليوم ..
سحب الحبل الخرزي فضي آللون المتدلي من الأبآجوره الإستيل الطوليّـه مثبته بـ الأرض ومتدليـه بـ إنحنآءه قوسيّه على مكتبـه المعدنـي من النيكـل اللآمـع مقفل إضآءتهآ البيضآء إللي وضح آلفرق من بعدهآ , برغم صبآحيّة آلتوقيت إلآ إن الغرفه عآتمـه , ويرجع هآلشيّ لموقع جنآحه من القصـر وإنه بـ الجآنب الآخر , البعيد تمآماً عن زوآيآ سقوط أشعة الشمس ووصولهآ له , مآثله بهآلخآصيّه موقع جنآح رآئــف المُظلـم .. من فوقه مبآشره !

حمل على سآعده الأيسر الأقـلآسيـه الضخـم الحآوي لكل تصآميمـه الورقيّـه وفوقـه آيبآدهـ أبيض آللون ...
الأيبآد إللي إنزلق من فوق الأقلآسيـه لمسآفه متريـه قصيره قدآمـه يرآقبـه بصدمـه إمتلآ بهآ وجهه فآغر فمه بفتحة الذهول الصغيره موسـع عيونـه برفض للي صآر .. التعبير بوجهه كآن مثل إللي يصيح بـ صمت مآنع الشيّ من حدوثه – لآآآآآآآآآ - ... إلآ إن كتفيـه إرتفعوآ بـ شدّه أقفل معهآ عيونه مطبق شفتيه إللي صآروآ خطّ بعدمآ وصلـه صوت تهشـمّ القزآز !
بـ التصوير البطيئ فتح عيونه وكأنه غآصب نفسـه , مآيبي يتأكد ويشوف فعلاً حقيقة إلي توّه وصآر .... إلآ إنه للأســف صآر ...
إنعقدوآ حآجبيه بوجه كظيم متكدر وهو يشوف شآشة أيبآده قد تحولـت لـ بـوردهـ بيضآء ..

أرجع رآسه مغمض عيونه بـ عضة ندم على شفته السفلى " آلله يلعــــــ ....... – نفث نفس حآنق من خشمه رآص على فكيّه بقهر بآتر لعنـه قبل تمآم لفظه منزل الأقلآسيه بقوه غآضبه على طرف مكتبه , مكمل بنفس النبره المغتآظه وده لو يكفخ نفسـه .. الأيبآد الحآوي لكل تصميمآته رآح آلحين هو وكل محتوآه أدرآج الريآح ..."

ضرب طرف مكتبه بقبضته اليمنى الغآضبه وهو يلف من حولـه .. جلس على كرسيه الإستيل مخرم الظهـر بـ فتحآت دورآنيّه صغيره حآني ظهره للأدرآج على الجآنب الأيمن من المكتب يحوس فيهآ .. يقفل درج ويفتح الثآني لحد مآستقر أخيرا عآلشيّ إللي يبيـه بـ الدرج الأخير الثآلـث ..
سحب لآبتوبـه العريض أبيض آللون فآتحه بـ حده والفلآشه النيكليـه بقبضته اليسرى الخآنقه ..

إعتصر ذقنه بيمنآه زآفر نفس حآنق من فتحتي خشمه إللي ضآقوآ بصبر نآفذ وعيونه ثآقبـه مصوبـه وبحده صوب الدآئره التحميليـه لبدآيـة تشغيـل الجهآز إللي طآل وقته ومآفتح ..
أطبق فمه بعقدة حآجبين مستفهمـه بعدمآ أمآل الجهآز للجآنب الأيمن ينآظر بـ منفذ الأقرآص إللي يضوي لونـه بـ إشآره صفرآء آللون مذبذبه وصوت دورآن القرص وآضـح ...

تقوس فمه بـ إستغرآب من طبيعة الشيّ إللي يدور مصدر هآلصوت .. صآر له شهور مآستخدم لآبتوبـه وآلحين يُفآجئ بوجود - سي دي - دآخل آلمنفذ وشكلـه هو آلمتسبب ببطئ فتح الجهآز إللي علـق مكمـل على بآقي القليل من صبره ..
ردّ وضرب طرف المكتب بقبضته اليمنى موقف عن كرسيه مقفل شآشة اللآبتوب بـ حده إن قسى فيهآ أكثر لنكسرت الشآشـه بـ انطبآقهآ على شقّ الأزرآر ..
رفعه فوق الأقلآسيه بـ تشديد إحتضآنه هآلمره خوفاً من تكرآر الحآدثه إللي يشوف بآقي نتيجتهآ بـ الأرض تحتـه ..
قطـع صآلة جنآحـه حيوي آلتصميم , بـ ألوآن دهآنآته أو تصميم أثآثـه ... مودرن , سيمبل ونورمآل ... آلوآنه مآبين الأبيض , الأزرق السمآوي .. والأخضر العشبـي ..

سحب على شآشة جوآله إللي علت نغمته مجآوبه بـ حنق: هـــآآآ
آلطرف الثآني على الخط إللي إستنكر جفآف نبرته: أعوذ بآلله ... شهآلأخلآق !
أطبق فمه بقهر طآلع من جنآحه بخطوآت متسآبقه بـ الممر الرخآمي: وآئل وللي يعآفيك .. موصله معي وأبـــدّ مآلي خلق .. توه الأيبآد رآح وآطيهآ – مدري شفيني إنزلق صآرت الشآشه دقيق – هذآ شيّ يضحك إنت ووجهك ؟ - لآ توني بـ البيت , بـمر رآئف أول – يآخي مدري أخوي ومآشوفه أبدّ , آلحين بمره الشركه وآلله يعين – لآآ أشوى التصآميم معي بـ الفلآش – إيه إيه – خلص مآعليه .. سلآم – سلآم ...

قطع ثوآني الإنتظآر السريعه الخآطفه بـ الأسنسير وعيونه على اللمبه الفسفوريه المذبذبه وصوت القرص بعده يدور , لآوي فمه المطبق بـ إمتعآض وإبهآمه الأيمن مآوقف ضغط على الزر الصغير قآصد فتح المنفذ إلآ إنه مآيستجيب " شفيـه ذآ اللآبتوب الغبــيّ !! ليتني مآجبتـه كآن خليتـه ..... "

توّ مآنفتح البآب إلآ ويشهـد على مشهـد تمثيلـي متقن الأدآء والتأثيـر ...
كتلـه من السوآد كمآ الفرآشـه الطآئره تخطي خطوآتهآ الرآكضـه بـ حمآسه طفوليـه وإندفآع وكأنهآ على الهوآء سآيره طآلعه من المصعد المقآبل للمصعد إللي طلع هو منه بـ الجهه المقآبله وبنفس التوقيت .. مطلقـه صرختهآ العآليـه المجللـه بـ صخب مُدويّ بعدمآ وقفت قرآبة الخمس ثوآني تضرب رجولهآ الثنتين بـ الأرض وكآنهآ وآقفه على جمـر ملتهـب , مآوقفت ولآهدت لثآنيه صرخآتهآ المدويّه المتوآصلـه !

على الطرف الثآني عند مدخل البيت إللي إستقر عليه نظره .. كتله ثآنيه من السوآد كآشفة الوجـه .. مفرقه مآبين سآقيهآ فآرده ذرآعيهآ بـ فم منفغـر أقصـآه وملآمـح إختلط عليـه تفسيرهآ هل فرحــه وصلت معهآ لـ المنتهـى .. ولآ رعـب وصل معهآ لـ أقصآه !

....: نسمـــــــــآآآآآآآآهـــ
....: حورريـّــــــآآآآآآهـــ

بـ فزع بقق عيونـه إللي ثبتت على ثنينآتهم ضآمين بـعض من بعـد صرآخ متوآصـل ظن معـه إصآبته بـ الصمـم وهو يحسّ بذآك الطنين المؤلم لـ طبوله بتردد لصدى الصوت الصآرخ بـ المدخل الفسيح الرخآمـي !

همس وآلذهول بوجهه بآهت آللون شآحب الملآمح " وآلصصصمــــــخ إن شآآآآللـــــــــــــه ! "
بقمّة الدرج الرخآمـي آلعريض بـ انتصآف صآلة المدخل , علـت نبرته صآرخـه , حآده ومزمجره بخلآف نبرة رآمز المأخوذه بـ الصدمه: بنــــــــــت إنتـــــي ويّآهــــــــــآآ

إرتفعت الرؤوس الثلآث لذآك إللي وآقف بمنتصف الدرج , عيونه حمرآء قآدحـه بـ الشرر مرسلـه إنذرآت حسيّـه متوعـده للثنتين إللي إلتصقت كتوفهم ببعضهآ موسعين عيونهم لآخرهآ بوجه ملآه آلخوف والإرتعآب ...

أطبق رآمز فمّه بشمآته " هيـّـن تستآهلـون على ذآ الصرآخ يآلمهبّــل ... "
مشى خطوآته الهآدئـه صوب آلبآب الخشبـي آلعريـض للمدخـل إللي وقفوآ ثنينآتهم على أعتآبه متسمرين بعيون مترقبـه خطوآت ذآك إللي أقبل صوبهم بوجه مكفهـر منقل عيونه مآبينهم برفعة حآجب إستنكآريّه فيهآ من الغضب الكثير: خير إنتي ويّآهآ ؟ وش ذآ الصرآخ !

وقف رآمز جمب أخوه رآمقهم بنظرة مشمئزه تأكيداً على الإستفهام بنفس حدة الإستنكآر ..
على وضعهم وكأنهم بـ الرجم المشهود تلبسوآ .. بلعت حوريه ريقهآ مخفضه بصرهآ في خجـل من موآجهـة – أحمـد – وبمثل هآلموقف المُخزي ..
نسمه وإللي وترهآ بدآيتاً نظرآت أحمد الغآضبـه إلآ إنهآ وبسرعه ردت لوضعهآ رآمقته بنظره تحقيريّه كعآدتهآ , مآتحشّم إخوآنهآ وإن كآن الكبير منهم – أحمد – وهم بـ المقآبـل مآيفرق معهم آلوضع كثير بحكم كونهآ هي أنثآهم آلوحيده .. آلصغيره وآلمُدلله ..
تخصرت بيمنآهآ رآفعه حآجب وآحد: مشتآقين لبعـض .. شدرآك إنت وشكلك أصلاً نآسي إني فآرقتكم وتزوجـت .. كنت مسآفره وتونـي رآده .. أستآآآذ أحمـد – قآلتهآ بطنآزه ممرره عيونهآ على كآمل هيئة أخوههآ أردفت من بعدهآ بنفس الطنآزه رآمقه ذآك إللي تعدآ أحمد طولاً بنفس النظره المشمئزه - : وإنت كمآن أستآذ رآمــز طآل عمرك
طير رآمز عيونه وبوجهه تعبير المدعي للإنقرآف: مآصدقنآ وإفتكينآ ؟ شللي ردك إنتي !
أحمد: وش ذآ الشوق كلبوه ؟ شدعوى الصيآح الحين وإنتم مشتآقيـن ؟ شقلة الحيآ هذي انتي وياها !!

شدت حور شفتهآ السفلى بـ إعتذآر حسي لآحظه رآمز إللي إبتسم على برآءة شكلهآ وأحمد إللي أطبق فمه مغتآظ , مآيشوف قدآمه إلآ بزريـن .. ذولي أبعد مآيكون عن إنهم يكونوآ حرمتيـن ... متزوجآت وعلى كتوفهـم مسئوليـة علآقـه كآملـه لـ رجـل وبيـت !
هزّ رآسه نفياً بـ قلة حيله هآمس بـ إحبآط: آلله يهديكــن بــس ...
قآلهآ ثم أعرض عنهم طآلع من البآب ...

من ورآه رآمز إللي رمقهم بنظره مشمئزه إصطنآعاً بـ همس خآفت شبه مسموع: صدق قليلآت حيـآ ..
ضيقت حور عيونهآ بـ حِقد , آلنظره الجريئـه إللي سددتهآ لعيونه بلآ خوف .. يتمّ رآمز هو الوحيد من بعد سيف إللي تآخذ رآحتهآ فـ التعآمل القليل جداَ وآلسطحي للغآيـه إللي ربطهـم ... حتى إن وجوده قدآمهآ أو شوفته مآتوترهآ مثل وجود رآئف زوجهآ أو شوفتـه !
نسمه إللي إرتفعت شفتهآ العلويه بـ احتقار سآحبه حور من مرفقهآ الأيسر: إمشي حـور مآعليك منه

إرتفعوآ حآجبيه إستخفآفاً بـ تعبير – وآلله ! – لترد هي عليه مضيقه عيونهآ قآصده إثآرة إستفزآزه بتعبيرهآ الطفولي المشآغب: إيه حنـآ قليلآت حيـآ .. شعندك يلآ قولـه .. تدري !!! لحظه لحظه .. لآ تقولـه .. مآيهمنآ أصلاً ..
تقدمت خطوه سآحبه حور ورآهآ من معصمهآ الأيسر: إمشي حور يلآ .. ذولي حتى مآتعنوآ يتحمدوآ سلآمتي من السفـر .. مآيستآهلون أكون أختهـم أصلاً

تقوس فمه بـ إبتسآمه محبطـه من خبآل أخته وبنت خآلته هآز رآسه نفياً بـ قلة حيله وبقلبـه دعوة الهدآيـه لثنينآتهم وإللي قآلهآ أخوه أحمد قبل يطلع ...
أقفل البآب من ورآه بـ هدوء وعيونه لكتفي أخوه إللي سبقـه فآتح بآب سيآرته آلمرسيدس آلسودآء طآلبه من مكآنه بصوت جآهر: لحظـــه

وقف أحمد قبل يدخل سيآرته بعقدة حآجبين من تأثير أشعة شمس الظهيره على عيونه والنآدره جداً بهآلأجوآء الشتويّه .. إلآ إن جوّ اليوم كآن لطيف نسبياً .. تم مكانه لحد إقتراب رآمز منه مكمل بـ إبتسآمه: كفـوو .. بس مب وآآجد , كآن سطرتهم وبردت حرتي
أغمض أحمد عيونه مطبق فمه وكنه مآيبي يتذكر: وللي يعآفيك
رآمز: ههههه
أحمد: يآخي بنت خآلتك ذي مرة أخوك .. عجزت أوفق بينهآ وبين رآئف !
ضرب رآمز جبينه وهو يضحك: هههههه وأنآ أشهـد
قوس فمه بعدم فهم: أبدّ مآيركبون لبعض .. خآطري أعرف رآئف شلون متحمل تصرفآتهآ هذي ! جد بزر .. لآ وأختك الثآنيـه بعد .. يآصبـر الأرض , ذولي بيجلطون ريآجيلهم

قآل جملته بخفوت والتسآؤل بوجهه عن طبيعة العلآقه بين رآئف وحور , وبين نسمه وعُديّ .. وشلون رجلين نآضجين بشخصيآت رآئف وعُدي الثقيلـه المتزنـه قآدرين يتعآيشون مع ثنتين مخفآت زآحفآت مثل حـور ونسمـه !
إحتدت نظرآته بـ إستنكآر رآمقه بنظره مستفهمه لضحكـه القوي وإللي معه شوي ويتسدح: شللي يضحكك إنت بعـد ! إستخفيت مثلهـم !
مسك جآنب وسطه الأيمن مرجع رآسه لورآ ينآظر بـ السمآ وبآقي بسمته المكتومه بـ وجهه: آآآآآآآهـ عورني جمبـي مـ الضحك .. صدق وآلله آلله لآيبلآنـآ هههههه
أحمد: إنت بكبرك مخـفّ وش ترتجي إلآ وحده مثل أختك وبنت خآلتك
رفع حآجبه الأيسر بـ تحدي: آقولهآ لك وبـ ثقـه ... شيخة البنآت هي حلآلي وأم عيآلي ...
قوس أحمد فمه منقرف: مآعندك سآلفه .. أنآ رآيـح

رآمز: جد وآلله , ترآ الوضع يجي بـ العكس ههههه , لحظه لحظه طآلع معك أبي رآئـف بـ شغله ..
أحمد: شغـل وشهـو !
إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه مطبق فمه , آلتعبير إللي أوضحه بوجهه قبل يجآوبه وشيّ من اليأس بصوته: جآ آليوم إللي أطلب فيه آلدعم منكم
لوى أحمد فمه المزموم يمنـه وكنه درى عن نتيجة هآلمحآوله: آحفظ مآء وجهك أحسـن

....: إنت كذآ رآيك ؟
أحمد: من أول خيرنآك .. وإنت طلبت نصيبك منفصل بذآ الشركه إللي فتحتهآ والمصنع .. شغلك كلش منفصل عنآ وطلآل متوعدك كنك نآسي تهديده لك إن سألتنآ شيّ بعدمآ تآخذ نصيبك
رآمز: مآنيب طآلبن منكم شيّ , أبي بس إسم مؤسسة آل مآلكـي إسبونسر لشغلي الجديد .. بس الإسم
أحمد: ومنو بينولك هآللي ببآلك ؟ ليكون رآئف ؟ لآ المصيبه الأكبر يكون طلآل ؟ طلآل إن درآ توطآك .. وتدري إنه من أول ومنقهر من ذي الشغلـه إللي تشتغلهآ
رآمز: طلبتـك

سفهه أحمد وجآ بيدخل سيآرته إلآ ودفّ رآمز البآب لقدآم قآصد يقفله مآنعه من الدخول: طلبتك وأنآ أخوك
أغمض عيونه مطلق زفرته البآئسه إذ إن مآبيده حيله: تدري إن مآلي دخـل .. وطلبك ذآ خصوصاً مقدر عليه
سأله رآمز بقهر: شلون يعني مآتقدر عليـه .. أحمد إنت الكبيـر .. مو رآئف ولآ طلآل
أحمد: الكبير بس مآلي دخل ولآ صلآحيّـه .. أنآ محآمـي المؤسسه ومستشآرهآ القآنوني .. أي شيّ ثآنـي ... وكـــــــــل شيّ , فهو بيد رآئـف وأبو فيصـل .. فآهـم !
قآلهآ مردفهآ برفع كفيه بآسط رآحتيه بوضع الإستسلآم وإن مآبيده حيله في حين أطلق رآمز زفرته المحبطه وعيونه بقمـة النخلـه شآهقة الإرتفآع قدآمه: بــحـــآآول
أطبق أحمد فمّه بـ إحباط مجآوبه بـ خفوت: بكيفـك .. هآ بتطـع معـي !
مرر رآمز عيونه على سيآرة أخوه وشيّ من اليأس وخيبة الأمل بوجهه: لآ بطلع بسيآرتي .. لآزم أمـرّ شركتـي تآلـي ..

ضربه أحمد بخفه من كتفه الأيمن بيسرآه قآصد يهون عليه: تشجـع يآبطـل ههههه
إرتفعوآ حآجبيـه بتعبير أبلـه من طنآزة أخوه عليـه .. إبتلع من بعدهآ ريقه هآمس بـ هـمّ وهو يرتد خطوآت خلفيّه فآسح الطريق لسيآرة أخوه بـ أخذ الملف والإستدآره: يآلله إنك تعيــــــــن ....


/
/

/

بنفس المحيط .. قصر المآلكي
دآخلياً ..

أبعدت نفسهآ بنفور وآضح مطلقه آهتهآ المتألمه بـ عتب: آآآآهــ نسمـــه
نآظرتهآ وآلخوف بعيونهآ: بسم آلله عليك , شفيـك !
تحسست ذرآعهآ الأيسر بعدمآ فكته من تطويقة نسمه له وكأنهآ طفل متعلق بـ أمه خآيف الفكآك والإبتعآد: درآعـي لسه بيوقنـي وإنتي شديتيـه قآمـد
دآرت فمهآ المفتوح بيدهآ اليمنى إللي رفعتهآ فوقه سآئلتهآ وآلتفآجئ بوجههآ: وإنتي ذرآعك بعده يعورك !
....: آهـ لِسّـه , أدعي عليه بـ إيه أخوكـي !
ضيقت نسمه عيونهآ بـ كُره هآمسه وكأنهآ تكلّم نفسهآ: المتوحـــش !

....: يآلهوي يآنسمه أحمد لمآ زعـأ فينآ إتخضيت قآمد وأول مره أخآف منـو
بسرعه ملت الإبتسآمه العريضه كآمل وجههآ: لآآآآ حرآم عليك , أحمد طيوب .. زي أخوك عُمر كذآ بـ الضبط
بوزت معقده حآجبيهآ بعدم إقتنآع لتكمل نسمه بـ إبتسآمه بعدمآ إلتفتت من ورآهآ لتصير على يمينهآ متعلقه بذرآعهآ الأيمن السليم: وآلله .. مآحد من إخوآني قآسي غير رآئف على فكره وهذآ من ردى حظك خخخخ
رمقتهآ بنظره مشمئزه من طرف عينهآ اليمنى: يآفرحتي
نسمه: ههههه أمزح أمزح , حتى رآئف طيوب بس مو مره خخخخ
أطبقت فمهآ بقهر: أنآ بئـول تخرسي أحسن ولآ إيه رأيك ؟
نسمه: ههههه إيه وأنآ أقول نفس الشيّ
حور: بس بقد إتخضيت , أول مره أشوف أحمد متعصب كدآ

ضيقت نسمه عيونهآ بـ كُره: لآ والحقير رآمز يزيدهآ أعرفه يحب يشعلل الموآضيع ويقعد يتفرج من بعيد
حوريه: ههههه إنتي وآخده على إخوآتك أوي بتشتميهم كدآ عآدي مئدرش أعمل كدآ مع عُمر أو نـقم أبداً
شدت فمهآ المطبق بـ طفش: مليون مره أقولك إسمهآ إخوآني مو إخوآتي
حوريه: فـ مصر معندنآش إخوآن وإخوآت , هيّآ أخوآت وخلآص للبنآت والأولآد ريحي نفسك بئـه
نسمه: مدري متى بتفكينآ من مصر والهرج المصري ذآ , خلآص تزوجتي رآئف يعني حُكم مؤبـد تعيشين هنآ بـ السعوديه لين تنقبرين فيهآ .. بعد عُمر طويل إن شآلله يآقلبي , جعلهآ دآرينوه قبلك ههههه

وقفوآ على مقربه من البآب – المروحه – ( بآب بـ شقين , قصير , كآشف عمآ ورآه من فوقـه وأسفله , تدفه يردّ لكـ بسرعه ) , شآده حور نسمه من عبآيتهآ منبهتهآ بـ إبتسآمه مشآغبه هآمسه لهآ وعيونهآ على البآب: هـووششش , آسكتي خآلص لحسن تكون موقوده
طيرت عيونهآ بـ تململ: يآليـــل ..

بـ خطوآت مشآكسه تنقز على أطرآفهآ لحد مآوصلت للبآب مآطه رقبتهآ من فوقه ومآسرع مآلتفتت ورآهآ بـ إبتسآمه هآمسه: مش موقوده مش موقود
أرخت كتوفهآ مطيره عيونهآ زآفره نفس مسموع بـ إرتيآح: أششششوى ..
قآلتهآ ثم وقفت ورآ حور إللي فتحت شقي البآب فآرده زرآعيهآ عن جآنبي جسمهآ مطبقه فمهآ الصغير إللي صآر نقطـه بوجههآ مشآغب التعآبير وهي مبققه عيونهآ كآتمه بسمتهآ لينآظرونهآ ثنينآتهم بـ إستغرآب , سألت – مرآم – من بعدهآ: شفيـــك !

سفهتهآ شروق مآسكه جمبهآ الأيمن بـ تعب: ذي من خلتهآ نسمه وتزوجت وهي منهبلـه
قوست مرآم فمهآ بـ إستغرآب مآسرع مآتبدد بعقدة حآجبين حآده سآئلتهآ وهي بآقي على وضعهآ بنفس الشكل: إنتي شفيـــك جنيتـي !
حوريه: يعني لو نسمـه قت أنآ ممكـن أعئـل !
شروق: ع أسآس نسمه هي سِت العآقلين يعني مآشآلله !
سفهتهآ مرآم هآزه رآسهآ بقلة حيله: إنتي مآمنك رجـآ

تمت حور على وضعهآ لـ ثوآني لحد مآتكلمت نسمه مدعيّه الحزن بصوتهآ: هـذي مقآبله تستقبلوني فيهآ يعني !!
بسرعه إلتفتوآ ثنينآتهم والصدمه بوجيههم لتستقر عيونهم المفنجله على ذيك الوآقفه جمب حور , ضآمه يديهآ لبعضهم بوسط جسمهآ مطأطأه رآسهآ , شكلهآ كمآ الخآطئ المعترف خجلاً بـ ذنبـه لتوقف مرآم بسرعه مقبله صوبهآ بخطوآت متردده: نسسسمــــــــه !
رفعت رآسهآ مقوسه فمهآ إدعآءاً للزعل لتضمهآ مرآم بقوّه: آلله يآخذ عقولكن , وش هآلحركآت !
حبت نسمه من خديهآ بآلقوّه ومآسرع مآرمقتهآ بنظره متوعده مطبقه فيهآ فمهآ بآلقوّه: وإنتي من أول متخبيه ورآ هذي إللي مسويّه نفسهآ تمثآل المسيح بـ البرآزيل
وصلهم صوت شروق المتعب بـ ضحكه مرهقه ويبين أنفآسهآ اللآهثـه وكأنهآ قآطعه مسآفة أميآل وهي تمشي مو مجرد مترين ثلآث !

....: ههههه كفو يآم فيصل , وآلله خوش معلومآتك الجغرآفيّه
رمقتهآ مرآم بنظره إحتقآر مُردفه بـ فخر: لولآ زوآجي ولآ كآني الحين مُربّية أجيآل , أدرسهم تآريخ وجغرآفيآ
طلعت نسمه لسانها بتعبير منقرف: وع , أشوى إنك تزوجتي أجل
حوريه: ههههه أه وآللهي صح
قربت نسمه من شروق قآطعه المسآفه القصير بينهم ضآمتهآ بـ حرآره متحسسه ظهرهآ وهي تحبهآ من خديهآ: كيفـك آلحيــن !
شروق: آآآآهـ مثل مآتـشوفين مآعآد فينـي .. آنتي شلونك يآلعروس , وشلونه الزوآآج هــآآآ – قآلتهآ بغمزة عين مآكره مآتـسببت إلآ بتوتر نسمه , مجآوبتهآ بـ إبتسآمه قصيره خجله – آآآ حلـو .. مآشي حآله ههه
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ إبتسآمه إستفهآميه تنآظر مرآم إللي خآلفتهآ الملآمح بـ إبتسآمه وآسعه مبققه عيونهآ البآسمه بـ تهديد لـ نسمه: إنتــــــي !!! آآآآآآخ منـك

مآردت نسمه إلآ فعلياً يوم طلعت لهآ لسآنهآ بشقآوه وبسرعه دخلته لتهز مرآم رآسهآ بـ قلة حيلـه سآنده شروق إللي تعلقت بذرآعهآ موآزيتهآ بـ الخطوآت البطيئـه المتثآقله لحد مآردوآ لمجلسهم جآلسيـن .. وبجآنبهم على مسآفه قصيره كآنت حور ونسمه إللي فكت طرحتهآ والعبآيه مآخذه رآحتهآ أكثر بخلآف مرآم وشروق إللي كآنوآ بـ جلآليب بيتيّـه مُطرزه وحجآب للرأس ملفوف بـ إحكآم .. حور إللي كآنت بعبآيتهآ – البشت – سودآء آللون فضفآضه وحجآب ..

مرآم: مآشآلله مآشآلله , شهآلزين هذآ ؟ هن إللي يتزوجن يزيد حلآهم كذآ
نسمه: ههههه يووووه – خبت وجههآ بيدينهآ مستحيه مُردفه بصوت مخنوق خجلاً – لآتحرجوني عـآآآآد
مرآم: ههههه يعنني تستحين
نسمه: إيه وآلله إني أستحي
هزت شروق رآسهآ نفياً مطبقه فمهآ بيأس في حين أردفت مرآم بسؤآلهآ من بعد إبتسآمه: عزيمتكم يوم الخميــس !!
لحقتهآ نسمه بـ إشآرة يدهآ وإنهآ فهمت قصدهآ: إيه إيه .. يوم الخميس بتجي خآلتي ميثآء وعديّ وأبوه .. أنآ بس مآصبرت لين الخميس , تونآ السبت
شروق: ههههه أتخيلك نآشبه عندنآ كل يوم
ضمتهآ حوريه بعبآطه مبتسمه: آللــــــــــــــه ,, يــآآآريت
مرآم: ههههه .. عآد تدرين نسوم بآلحيـل أقنعتهم يقدمون هىلأعزيمه يوم وآحد .. عقيقـة ولد أخوي بسّآم يوم الجمعه .. وهم يقولون لآ إجآزة زوجك وأبوه من دوآمهم يوم الجمعه , العزيمه الجمعه ... شـحّ صوتـي لين إقتنعـوآ وصآرت الخميس
شروق: هههه أم فيصل جبرتهم يآخذون إجآزه خصوصي يوم الخميس , إستنآنسي عآد نسووم , بنحآول نخلص العزيمه بدري بدري وتروحين مع زوجك ههههه
مرآم: ههههه أيآآلخبيثـــه

بققت نسمه عيونهآ بصدمه ملتفته بسرعه يمينهآ طآلبه حور تلحق عليهآ إلآ إن شكل حور كآنت هي إللي تبي أحد يلحق عليهآ .. مآطه رقبتهآ مفنجله عيونهآ ومقفله فمهآ والتعجبآـ تدور فوق رآسهـآ !
مرآم: بس حآسه إنك نحفتـي عن أول نسوم !!
بسرعه إلتفتت لهآ نسمه فآغره فمهآ لآخره بتفآجئ: لـــــــــــــه !
شروق: إي وآلله , نآحفـه عن أول ووآضح بعـد
وقفت نسمه عن المجلس مفرقه مآبين سآقيهآ تنآظر أسفل جسمهآ وخلفه: مغير خمسطآش يوم وإسبوع , كيف نزل وزنـي !

مررت مرآم عيونهآ بنظره تفحصيّه لكآمل نسمه إللي فعلاً وضح نزول وزنهآ , من بنطلونهآ الإسكينـي بلونه البيـج , وبلوزتهآ الشتويـه آلمُضفـره حمرآء آللون على الكمـر , سألتهآ بمدآعبه: ليكون مآيطعمك زين هآلدكتور
قوست شروق فمهآ مُردفه: شكلـه مطفـر
حور إللي شكل عجبهآ الحوآر وشكل نسمه المنقهر قررت تدخل بـ الخط مع سلآيفهآ: هو وآخدك لحم هيخليكي عضم ولآ إيه ! لآآآ يآحببتي إنتي لآزم تفوئيـه , كنتي عآيشه فـ بيت عـزّ , بتآكلي أحسن أكل وتشربي أحسن شـرب , هيآخدك هـو يـقوعـك ولآ إيه !
رفعت مرآم ذقنهآ بـ فخر معقبه على كلآم حور: كفــوو
نسمه: وآلله ! خلصتـو ؟!!
شروق: ههههه يآحليلك .. خلص خلص لآتزعلـي
نسمه: كلكم أصلاً سخيفآت ومآلكم دآعـي .. – جلست مكآنهآ حآطه رجل على رجل , ويديهآ الثنتين مطبقين فوق بعضهم , فوق ركبتهآ تنآظر السقف بـ غرور مُدعـيّ ليوصلهآ ضحك إللي جآلسه جمبهآ محآوطه وسطهآ بذرآعهآ الأيمن ملصقه شفتيهآ على خدهآ الأيسر طآبعه قبلتهآ العميقه من بين ضحكهآ: ههههه آممممممــوآآآح .. خلآص متزعليش إحنآ بنهزر

أبعدت نسمه نفسهآ رآمقتهآ بنظره إحتقآر: وآلله ! وش ذآ – الهزآر – السخيـف !
مسحت خدهآ الأيسر بآلقوّه ثم مسحت يدهآ اليسرى بعبآية حور من موضع الورك الأيمن مُردفه بقهر: وخذي بوستـك المعفنه هذي مآبيهآ
حوريه بـ إستهزآء: دلوئتـي بئـت البوسـه بتآعتي معفنه
شروق: طبعاً , من بعد دكتور عُديّ هههههه
مرآم: هههههه
بققت حور ونسمه عيونهم من قصد شروق الجريئ وكنه صدق إللي إفهموه ولآ مخربطين ومغير هآللي إفهموه هو خيآس تفكيرهم ..
مسكت شروق بطنهآ: هههههه آآآآهـــ يمّـــه .. شوفي كيف أشكآلهم

مرآم إللي تسدحت جمب شروق مآسحه بظهر سبآبتهآ اليمنى آلدموع من تحت عيونهآ: ههههههه مــــــــــــــــتت
بلعت حور ريقهآ بـ إبتسآمه مطبقه هآمسه لـ نسمه: يآنهآر إسود .. أنآ أسكت أحسنلي بدل مآيستلموني أنآ ورآئف , مش نآئصـه
رصّت نسمه على أسنآنهآ بقهر: أنآ غلطآنه جيت أزوركم
شروق: ههههه لبى قلبك نســوم
ردت عليهآ بقهر: يآرب تولــدين الحين وتتعذبين وإنتي تولديــن بعـد
مرآم: هههههه وش هآلدعوه يآزينهآ !
تكتفت نسمه صآده عنهآ بوجههآ لتكمل مرآم بضحك لـ شروق: يعننهآ آلحين منقهره وتدعي عليك
شروق: ههههه خلهآ تدعي من اليوم لـ بكرآ .. إن شآلله مآرح أولد إلآ قيصري , وبـ بنـــج كــآآآآآآمـــل
شهقت مرآم بـ تفآجئ: وآآآآآآآي يآلخبلآآآآآآآآهـ
شروق: ليــش !
مرآم: على بآلك الولآده القيصريّه سهله بتآخذين البنج ومآتحسين بشيّ ؟ أجل شوفي العذآب ألوآن بعدمآ تصحين من هآلبنج
إتسعت عيونهآ بـ خوف: يمّـــه !
مرآم: صدق وآلله .. الولآده الطبيعيّـه صحّ إنهآ صعبّه بس أهون بكثير , صعوبتهآ بس وقت الطلـق .. جربتهآ بـ فيصل ولـدي , أمآ فرآس وآآآآآآي وي وي وي بغيـت أموت من الوجع يوم صحيت من البنـج ..
أطبقت شروق على فمهآ بقهر: مآشآلله .. بكلآمك هذآ قمتي بـ الوآجب وزيآده
تحسست مرآم ورك شروق بـ إبتسآمه قآصده تهون عليهآ: ههههه آلله يقومك بآلسلآمه .. كل شيّ فيه تعب وإنشآلله إنك مآتحسين فيه

نآظرت شروق بـ الجدآر من قدآمهآ هآمسه بـ تأكيد: إن شآلله إنهآ ولآده قيصريّه
مرآم: وهو بكيفـك !
نسمه: إنتي بـ أي شهـر شروق ؟!
شروق: خلآص ذآ يومي الأخير بـ الثآمـن
نسمه: والولآده ممكن تصير بـ أي وقت فـ الشهر التآسـع
قوست شروق فمهآ مآتـدري: آلدكتوره تتآبع معـي أول بـ أول من بدآية الشهـر , بكرآ إنشآلله موعدي معهآ
مرآم بـ تأكيـد: هــه , والدكتوره إهي من بتحدد , ولآده طبيعي أو قيصري
خزتهآ شروق بـ توعد: لآ مو بكيفهآ .. أنآ أبيهآ قيصـري ومآحد لـه دخـل فينـي

حوريه بـ إبتسآمه: إن شآء آلله تئومـي بآلسلآمـه وتيقـي ليـن
ردت مرآم وتحسست ورك شروق بـ حُب: إيه شدي حيلـك يآم ليـن , فديتك إنتي وبنتك زوجـة ولـدي فيصل ههههه
رمقتهآ شروق بـ إشمئزآز رداً على طنآزتهآ لتكمل مرآم بـ تفآجئ مصطنع: آلله آكبر ... من آلحين بدت رفعة الخشم وشوفة الخشه , بس لأنهآ أم البنت ... – ربتت على فخذهآ تنبههآ مكمله – حبيبتـي , ترآ ولدي من الحين رآفض بس أبوه إللي غآصبه
رفعت شروق شفتهآ العلويّه بـ إستخفآف: وآلله ! ليش حبيبتـ ........... خلآآآآآآآآآآآآآآص
قآلتهآ نسمه بـ إنزعآج مقآطعه شروق وإللي تقوله رداً على مرآم موقفه ويديهآ الثنتين على أذونهآ: هـــف ,, وش هآلمبــزره ! – إلتفتت لـ حور الجآلسه وإبتسآمه بلهآء بوجههآ – حور قومـي أحسن خل نطلـع
ردت تنآظر بـ مرآم وشروق إللي إبتلعوآ ثنينآتهم لسآنهم في حرج بعدمآ نبهتهم نسمه – البزر – لمبزرتهم !

....: وينهـي أمـي ؟!
جآوبتهآ شروق بصوت خفيض وعيونهآ على الصينيه إللي إحتوت أطبآق المكسرآت المنوعّه بـ يدّ الشغآله إللي دخلت: فوق بـ جنآح ســيـــف
تعلقت نسمه عيونهآ بـ الشغآلـه إللي بدت تنزل الصحون من الصينيّه ذهبيّة اللون العريضه رآصتهم على الطآوله القزآزيّه المنخفضـه قدآم شروق ومرآم ... مآرآح فكرهآ وهي تشوف – الشغآلــه - قدآمهآ إلآ زآويـه مُظلمـه وحيـده , الزآويه إللي تحسّ نفسهآ محشوره فيهآ بعلآقتهآ البآئسـه .... مع دكتورهآ الوسيم شكلاً , القبيح فعلاً !
بلعت ريقهآ بـ هدوء مُردفه: تعآلي حـور
مرآم: آقعدي يآبنت , أمي شويّ وتنزل هي من أول عنده ..
نسمه: لآبطلع لهآ , أبي بعد أشوف سيـوف ..

حركت رآسهآ إيجآباً بتفهم لرغبتهآ مشيعتهآ بنظرآتهآ هي وشروق لحد مآختفت مع حور من ورآء البآب لتهمس لـ شروق بـ خفوت: بس صدق نسوم وآضح نحفآنــه وبزيـآده
شروق: كذآ بـ أول الزوآج , وبآلذآت إذآ مآكآن فيه فترة خطبه وتعآرف , تلقينهآ تستحي منه ومآتآكل زيـن .. آلمسكينـه مآ أمدآهآ تعرف هآلآدمي , بيوم وليله تزوجت
مرآم: آممم صآدقـه ..

بـ الطرف الثآنـي سألت حور بـ إهتمآم: بـتّ , إنتي فعلاً خسيتي أوي
زفرت نفس مسموع بـ طفش: حور خلص عآد لآتضيقين خلقي أكثر
حور: إنتي مش حآسه بنفسك ولآ إيه !
أطبقت فمهآ قهراً مجآوبتهآ بـ تبرير كآذب: مآني متعوده على الأكل عندهم , مآيعجبنـي .. شغآلتهم أكلهآ يلوع الكبـد , أفكر آخذ من هنآ وحده من الطبآخّآت متعوده على أكلهم وأحبّه , شرآيك !
إنعقدوآ حآجبيهآ مبوزه وعيونهآ تدور بتفكير: مشششش عآرفــه .. ممكن دكتور أوو ومآمتـو يزعلـوآ !
مآثلتهآ بنفس الملآمح , عآقده حآجبيهآ مبوزه: ليش يزعلـوآ ؟!!
حوريه: يعنـي , يئولوآ إنك مش بتآكلي كويس عشآن شغآلتهم أكلهآ وحش روحتي وآخده طبآخه من بيتك !! مش عآرفه بصرآحه يآنسمه ..

عضت شفتهآ السُفلى بتفكير موقفه قدآم الأسنسير بعدمآ وصلوآ له: تهقين فعلاً يزعلون !
حوريه: بُـصي , إنتي إسألي خآلتو أحسن ..... أولي لـ مآمتك يآهبلآ وشوفي هتئولك إيه !


/
/



بـ كآفيتريآ المستشفـى , بـ وقت البريـك الخآص فيـه ..
أسفل ذقنه بوسط رآحته اليسرى , مستند بكوعه الأيمن على الطآوله البلآستيكيه البيضآء دورآنيّة الشكل بـ إنتظآر كوب قهوته المعتآد ...
كوب القهوه إللي تقدم لـه بـ إبتسآمه قصيره هآدئـه من وجـه ذآك إللي وقف فوق رآسـه ..

شآب نحيل البُنيّه , متوسط الطول , قمحـي البشره .. ملآمحـه تحتمل شيئ من الوسآمـه .. عيونه سودآء وآسعـه , جآحظـه , خشمـه دقيق , طرفـه حآد , فمـه وآسع وشفتيه ممتلئـه .. شآربـه مشذب برتآبـه وذقنه خفيفـه ...
إنعقدوآ حآجبيه وبوجهه إبتسآمه بآهته من إستغرآبه لـ شخص إللي قدم له القهوه .. مآكآن العآمـل بـ الكآفيتريآ ... مآكآن إلآ وآحد من رؤسآء الممرضين بـ أقسآم الجرآحه بـ المستشفـى ... سعودي الجنسيّه , إسمـه – عآصــم - !

....: حيآلله عآصـم بآشـآ
بآدله الإبتسآمه الهآدئه رآد عليه بـ لطآفه النبره المتأنيه , مآتبث للنفس إلآ الإرتيآح: آلله يحييك دكتر عُمر , ممكـن أجلس معك شويّ
إرتفعوآ حآجبيه معدل من جلسته المآئله لإستقآمه بظهره حآثه يقعد وبـ إصرآر: أكيـد تفضــل .. وش له تستأذن
ضم على صدره شقي مئزره الأبيض جآلس على يسآره وعيونه مصوبه على الكوب الورقي الحآوي لقهوته: هذي قهوتك جبتهآ
رفع عُمر الكوب رآشف منه أول رشفه مجآوبه بعدمآ سرى الطعم المُرّ بريقه: أكيد ورآك شيّ
أخفض بصره مبلل شفتيه بـ إبتسآمه محرجه وهو يحك الجآنب الأيمن لأنفه بطرف سبآبته اليمنى: ههههه وآضح يعنـي !
مط شفته السُفلى مجآوبه: يعنـــي ..

أسند سآعديه على الطآوله شآبك أصآبعه ببعضهم ممرر عيونه بنظره سريعه وخآطفه على كل الموجودين من حوله قبل تستقر عيونه أخيراً على عُمـر .. طلع صوته وكأنه حذر , خآفت ومآيبي أحد يسمعه: الصرآحه إيه .. وموضوع خآص شويّ
قوس عُمر شفتيه لـ تحت رآفع حآجبيه بتأكيد وإهتمآم بآدي للي يبي يقوله عآصم: ســـمّ

أطبق فمه لثوآني وإبتسآمه وآضحه يجآهد بـ إخفآءهآ: نويت العزم إن شآلله وعقدت النيّه .. أبي أكمل نص دينـي ..
رفع عُمر حآجبه الأيسر بـ إستغرآب وبوجهه تعبير البلآهه ليكمل عآصم البآقي من كلآمه بـ توضيح أكثر: أبي أخطـب .. وأتزوج
سأله عُمر وبآقي ملآمح السذآجه بوجهه: وهآلموضوع يخصني بـ شيّ !
حرك رآسه إيجآباً بتأكيد في حين قوس عُمر شفتيه بعدم فهم: مآبقى بنآت بـ العآيله مآتزوجوآ الصرآحه ههههه
....: ههههه وآلله لي آلشرف أنآسبك بس أنآ قصدي شيّ ثآني
عُمر: ادخل بـ الموضوع دغري يآعآصم ..

أصدر حمحمه خآفته قبل مآيتكلم وشيّ من الخجل بملآمحه: الصرآحه أنآ قآصـد صيتـه
عُمر: ..............
أكمل بـ توضيح أكثر بعدمآ استوعب عدم الفهم المرسوم بوجه عُمر: صيتـه بنت علي عبدآلرحمن .. كآنت ممرضـه هنـي من قبل
عطآه الجآنب الأيسر من وجهه بميله خفيفه مضيق عيونه بـ إستفهآم: مآفهمت !! أنآ وش علآقتي بـ صيته ؟
إبتلع ريقه تخوفاً من وقع إللي بيقوله تآلي وشنو ردة فعل عُمر عليه: الحقيقه يآدكتر عُمر إني رآفض الإرتبآط بوحده مآعرفهآ ولآ قد شفتهآ من قبل .. فكرة إني أدش بيت أحد طآلبن بنته , رؤيه شرعيه وآلله العآلم بنتوفق أو لآ مآني محبذهآ .. مآنيب حآب أحط نفسي أو هآلإنسآنه إللي مآعرفهآ ولآ تعرفني بـ موضع تخير ..

عُمر: للحين مآوصلني قصدك ! بـ الحآلتين إنت بنفس وضع التخير .. سوآ مع وحده تعرفهآ من قبل أو لآ .. الموضوع مآهوب مقتصر على ثنينآتكم وبس .. فيه أهل بـ الموضوع ولهم رآي
عآصم: أدري .. أنآ قصدي على الشخصيّه نفسهآ .. مآنيب حآبب أرتبط بوحده مآعرفهآ , وشهي أطبآعهآ .. شخصيتهآ وأخلآقهآ .. إللي أبيهآ أبي إني أكون عآرف من قبل كل هآتفآصيل عنهآ ..
أومأ عُمر رآسه إيجآباً تفهماً وإستيعآباً لقصد عآصم .. أخفض بصره لكوب قهوته ثوآني ثم رد ينآظره بإبتسآمه قصيره سآئله: وطآح إختيآرك على صيتـه !

حك عآصم الجآنب الأيمن لـ عنقه من مؤخرة رآسه مجآوبه بـ حرج وإبتسآمه متوتره: هههه يعنـي ..
إرتفعوآ حآجبيه مقوس فمه بـ إعجآب: خوش إختيآر .. آلله يوفق إن شآلله
عآصم: بس أنآ توني مآعرفت منك إللي أبيه
عُمر: سـمّ وأنآ حآضـر بآللي أقدر عليـه
شهق نفس عميق مآبث لنفس عُمر إلآ القلق ليردف عآصم بـ تردد: مدري الصرآحه شلون أفآتحك بهآلشيّ
عُمر: مثل مآطلبتك أول .. قل إللي تبيـه دغـري
عآصم: صيته مآكآنت مقربه من أحد كثرك .. – سكت لحظآت ينآظر بـ عُمر إللي إنعقدوآ حآجبيه محتده نظرآته بـ تركيز شديد ثم أكمل البآقي من كلآمه بـ هدوء – إللي أقصده إن سنة الإمتيآز حقتهآ كآنت تتدرب معك إنت .. يعني علآقتكم وطيده شويّ
عُمر: أهـآ .. يعنـي
عآصم: أنآ أعرفهآ مآشآلله عليهآ , كآنت بحآلهآ وأخلآقهآ طيبه وسَمِحـه بس قبل تستقيل من المستشفى كآن صآر شيّ وتقريباً إهو سبب إستقآلتهآ ...... – بهتت نبرته , خآفته أكثر , حذره ومتردده أكثر – شيّ آلكل تكلـم فيـه ..
رفع عُمر ذقنه إستيعآباً للمبطن من كلآم عآصم مرجع ظهره للكرسي متكتف: آمممم .. فهمت
ضيق عآصم عيونه سآئله بـ حذر متحري الإجآبه: إنت وش رآيـك !

حرك عُمر لسآنه لبآطن خده الأيمن إللي إنتفخ وكأنه يفكر مجآوبه بهدوء: إنت طبعاً من حقك تسأل عن الشخصيه إللي حآب فعلاً إنك ترتبط فيهآ ... بس صدقني أنآ مو الشخص المنآسب إللي تسأله تحديـــــــــداً عن هذآ إللي تفكر فيه وشآغلك
لحقه عآصم بسرعه نآفي ظنون عُمر: لآآآ دكتر عُمر .. بآلله لآتفهمني غلط , صيته آلله وحده العآلم صدق نيتـي تجآههآ وإن مآني طآلب إلآ التوفيق لي ولهآ .. أنآ بس وآثق فيـك .. وأستشيرك رآيك .. والإستشآره محبذه مآهيب غلـط
عُمر: هههه أنآ فآهم قصدك عدل شفيك آخترعت ! إنت إللي شكلك مآفهمتني
إنعقدوآ حآجبيه لوهله وبوجهه التوهآن , شكل الأمور فعلاً إختلطت عليه ومآفهم الكلآم زين من عُمر ..
عُمر إللي أجآب على التسآؤل المرسوم بوجهه: إسمـع يآعآصـم .. إنت دآري عن إللي صآر بـ المستشفى هني ومـس صيتـه وبسبتـه هي إستقآلت
عآصم: ............
عُمر: صدقني مآ أتمنى لك إلآ صيته أو حده مثلهآ .. وصدقني أكثر صيته مآفي مثلهآ .. أنآ فآهم عدل ترددك والسبه فيهآ الظنون إللي ببآلك عن حقيقة إللي صآر .. الحقيقه هذي إللي مآحد بيكشفهآ لك كآملـه إلآ صآحب الشآن نفســه .. إهو الشخص المنآسب إللي تستشيره رآيك كنك فعلاً تبي الإستشآره ...

ضيق عآصم عيونه إللي أرسلت إستفهآمهآ المصحوب بـ إستغرآب وكأنه فهم قصد عُمر وعرف منو المقصود تحديدا بكلآمه إلآ إن شيّ بدآخلـه متشكك , أو مستنكر !
الشك إللي مآدآم كثير لأن عُمر قطعه بـ اليقين يوم أكد له عن مقصده – رآفع حآجبيه , فآصل بين الكلمه والثآنيه بـ تشديد هآدئ - : إســأل , دكتــور , عُـــــديّ ......


/
/


الطآبق الرآبع لـ قصر المآلكـي ..
وقفوآ ثنينآتهم بـ منتصف الدور , مقآبـل الممر المؤدي بنهآيته للجنآح الأوسط ..

نآظرتهآ مستفهمه وقوفهآ المفآجئ لتسألهآ الثآنيه بـ نظرة لؤم ضآقت معهآ عيونهآ بـ تشكك: وش مسويه مع دآرينـووه الزفتـه !
بوزت مطيره عيونهآ مآتدري: عآدي
أعقدت حآجبيهآ مستغربه: كيف عآدي ! مآفيه أي مصآيب جديده !
....: مش عآرفه وآللهي يآنسمه , بس هي اليومين إللي فآتو دول كآنت فـ حآلهآ .. مشوفتش وشهآ أصلاً بئآلـي فتره وهيّآ كمآن مبتطلعش أبداً ولآ بتنزل تئعـد معآنآ تحت
مسكت شفتهآ السفلى خآفضه بصرهآ بتفكير: يمكنهآ تخطط لشيّ هذي الثعلبه مآيندرى عنهآ

قوست فمهآ بعدم إهتمآم: سيبك منهآ .. تعآلي يللآ , مع إني لسه سآيبه سيف من شويّه , كل يوم بروح له – قآلتهآ وهي تسبقهآ بـ آلخطى إللي مآلت يسآراً صوب الجنآح الخآص بـ صغير العآيله .. سيــف –

وبـ الجنآح إللي دخلوهـ بـ خُطآ هآدئـه تنبهاً لعدم لفت الإنتبآه أو إثآرة الإزعآج ..
وقفوآ ثنينآتهم متلآصقه كتوفهم جمب البآب إللي دخلوهـ لغرفة نومـه ..
على فرآشه ممدد , لآحول لـه ولآ قوّه , يترآءى للنآظر إنه بغيبوبـه فآقد الوعـي والإدرآك ..
على يمينـه أمـه , بيسرآهآ حآوطت رأسه , وبيمينهآ مصحفهآ الصغير ,,
شفآهآ لآهثـه بقرآءة آيآت آلله ... وبعيونهآ دموع حبيسـه , مآقدرت الإضآءه الخآفته إنهآ تمنع تلألأهـم وبوضوح ..

تعلقت عيونهم ثنينآتـهم ببعض سآئلين بنظرآتهم آلمرتآبه نفس السؤآل .. أخفضت نسمه عيونهآ ببلعة ريق متوتره سآبقه حور إللي كآنت شآبكه يدهآ اليسرى بيد نسمه اليمنى لآحقتهآ من ورآهآ لتوقف نسمه جمب أمهآ إللي أخفضت مصحفهآ وبظهر سبآبتهآ اليمنى مسحت المسآل من دموعهآ قبل تسألهآ بعيون موسعه تفآجئاً: نسمــــه !
بسرعه فلتت نسمه يدهآ من يد حور بوجه حزين منكسر , تقوس فمهآ وترغرغت عيونهآ همست بـ وهن بآكي: مآآآمــــآآآآ

قآلتهآ فآتحه ذرآعيهآ لأمهآ محآوطه رقبتهآ , وبكآمل ثقلهآ جلست بحضن أمهآ الجآلسه جمب إبنهـآ ..
بـ إبتسآمه قصيره مجبره تحسست شعر بنتهآ مملسه على كآمل ذرآعهآ الأيمن: شفيـك يمّـك .. ليش تبكيـن
مآكآن ردّ نسمه إلآ شهقآت قصيره خآفته .. ومكتومه للحين مآتدري وش سببهآ .. بس على الأغلب لمحـة آلحزن بوجه أمهآ , والإنكسآر بعيونهآ , دموعهآ العزيزه إللي مآتنسآل بسهولـه كآنوآ أسبآب كآفيه لإسآلة دموعهآ هي وإللي بلمح البصر وبلآ إنذآر أو حتى أسبآب ..... ينسآلـوآ !
نآظرت بـ حور الوآقفه قدآمهآ بوجه جآمد صلبـه التفآجئ من ردّ فعل نسمه وبكآهآ لترد وتملس جسم بنتهآ بـ حرآره مدآعبتهآ بلطآفه: إنتي متى جيتي !!

تمت على وضعهآ لحظآت من بعد سؤآل أمهآ قدرت من بعدهآ تتمآسك وتبتعد عنهآ مآسحه دموعهآ من وجنتيهآ مرتده خطوه خلفيّه أبعدتهآ عن حجر أمهآ لتستقر على طرف السرير وبآقي الُحزن بعيونهآ – سألتهآ بـ خفوت - : ليش تبكيـن ؟
أعقدت أمهآ حآجبيهآ وإبتسآمة عدم فهم بوجههآ آلمستنكر: منو إللي بكى ! أنآ ولآ إنتي !
نسمه: إنتي كنتي تبكين أول .. ليش !!
أخفضت بصرهآ لـ سيف وإبتسآمه حزينه جآنبيه بوجههآ البآهت .. تحسست بـ أنآملهآ اليسرى جبينه العريض الأملس , كآن فعلهآ أوضح جوآب .. سألت من بعدهآ نسمه بـ قلق وآضح: سيـف فيه شيّ !!

لآشعورياً طآحت دمعتهآ كآتمه فمهآ برآحتهآ اليمنى إللي أحكمتهآ على شفآههآ تمنع صوت شهقتهآ المبآغته .. ردّ الفعل إللي معه توسعت عيون حوريّه وهي تشهد خآلتهآ ولأول مره وهي بهآلوهن والإنكسآر .. نسمه إللي عفطت ملآبسهآ من منتصف صدرهآ وقد ردت عيونهآ وترغرت بدموعهآ سريعة التكوين: مآمآ شفيه سيـــــف !!!
أخفضت رآسهآ مدآريه جبينهآ برآحتهآ اليمنى , مكتفه سآعدهآ الأيسر .. لحظآت تتمآلك فيهم ضعفهآ .. لحظآت من الترقب بعيون حور .. ولحظآت من البكآء الصآمت لـ عيون نسمـه ..

....: إدعي لأخوك يمّـه .. إدعي لأخوك يآنسمـه
نآظرته بعيون دميعه محتده نظرآتهآ: صآرله شيّ !!
شهقت مخآطهآ السآئل مآسحه وجنتيهآ ببآطن يمنآهآ مجآوبتهآ بـ نبره بآلغة الأسى: إدعي لـــه يمّه .. مآلنآ إلآ الدعــآ
قآلتهآ وهي توقف منزله مصحفهآ صغير الحجم على الكومدينه جمبهآ مآسكه يدّ نسمه اليسرى حآثتهآ توقف: قومـي يمّـك .. تعآلي
إرتفع نظرهآ المدمع لأمهآ سآئلتهآ آلتوضيح أكثر .. أو التأكيـد أكثر !
هل إللي وصلهآ حسياً إهو الصدق ؟! سيف لأول مره تشهد سبآته العميق قدآمهآ .. بـ العآده يستوعب وجودهم , حتى وإن كآن نآئـم فـ زيآرآتهم لـه تنعشـه , يستفيق ويحآكيهـم , وإن مآقوى على الكلآم فـ نظرآته وإبتسآمآته كآنت طريقة التوآصل بينهـم ..
وقفت بـ وهـن , تحسّ بعجـز مثقلهآ , مآهيب قآدره توقف وعيونهآ معلقه على جسد أخوهآ الهزيـل آلممدد بـ سلآم وإستسلآم ...

بظآهر يمنآهآ مسحت خديهآ سآئلتهآ ببحّه خآفته: مآمآ سيف بخيـر !!
طلعوآ ثلآثتهم من غرفة آلنوم إللي دخلتهآ ممرضتـه الفلسطينيّه آلملآزمه لـه والمشرفه على عنآيته والإهتمآم فيـه من بدآيآت إصآبته بـ الخبيث وسريآنه بدمـه تحت مسمى – اللوكيميـآ - ..
....: سيف تعبآن ... تعبآن يمّـك وحآلته متدهوره , إدعيلــه
مسكت حور يدّ خآلتهآ مشدده عليهآ بآلقوّه , آلفعل إللي أثآر إنتبآههآ لتبتسم لهآ بـ حزن: وإنتي يآحـور .. ادعيلــه يمّه
مآردت حور إلآ بهزة رآس إيجآبيّه وقويّه بينمآ سألت نسمه بعفويّه: بس مآرح يصيير عليه شيّ .. صـحّ ! يعني زي كل مره .. تعب زيآده شوي مو أكثر ............. ولآآ ؟
قآلت – ولآآ ؟ - الإستفهآميّه بـ تشكك ,,
التشكك إللي مآصآب قلب أمهآ إلآ بـ وخزه مؤلمـه .. ردت آلدموع وتعلقت بعيونهآ .. إلآ إنهآ أطبقت فمهآ إجبآراً بـ إبتسآمه قصيره مفتعله بعدمآ تخطوآ ثلآثتهم بآب الجنآح الرئيسي: إي يمّـه .. مغير تعب بس زيآده شويّ وإن شآلله خيـر ..

بسطت نسمه رآحتهآ بوسط صدرهآ نآفثه زفره مهمومه وكأنهآ آلحين إرتآحت: آلحمدلله ..
الإرتيآح بوجه بنتهآ وإللي مآصآبهآ هي إلآ بـ إبتهآس مبلله شفتيهآ المطبقه محكمه إنطبآقهم وبآلقوّه مآنعه إرتجآف ذقنهآ المرتعش , مآعآد فيهآ تكآبر أكثر على وجعهآ وقلبهآ إللي يتقطـع ألـم على حآل صغيرهآ .. كمّ الوجـع إللي يحسّـه ويفتك فيـه .. حآله من ردي لـ أردى .. آلخبر إللي وصلهم بـ كون هآلأيآم إللي يعيشهآ سيف آلحيـن هي أيآمه إللي تمكن فيهآ آلخبيث منه كآملاً ومآعآد فيه أيّ أمل بـ الشفآء إلآ بـ الدعـآء ..
الأعمآر بيـد آلله , يبقي مآيشآء ويبقبض مآيشآء .. إلآ إنه طبياً كآنت هذي هي النتيجـه متوقعة الإحتمآل !!

مآلقت إلآ يدهآ اليمنى ترتفع , أحست بنفس دافئ لبشرتهآ , رقّـه بآلغـه , بـ قبلـه حنونه , طبعتهآ حوريّـه لـ ظهر كفها الأيمن , مردفه بموآسآه: إن شآء آلله هيئـوم بـ السلآمه يآخآلتـو ويكون أحسـن ... متخآفيــش
مآلقت نفسهآ وبـوسط تمآسكهآ إللي شآرف على الإنهيآر إلآ إنهآ تبتسم ومن قلب على برآءة هآلحوريّه .. شددت من مسكتهآ ليدهآ بـ إيمآءة رآس إيجآبيّه وصلوآ معهآ لمنتصف الطآبق وتوقفت خطآهم ...

....: مآمآ إسبقينآ إنتي تحـت
نآظرتهآ حوريّه بـ إنتبآه في حين سألت أمهآ: مآرح تنزلـون !
نسمه: لآ بننزل – نآظرت حور بـ إبتسآمه عريضه مكمله – جبت هدآيآ من رومآآ ووصيت الشغآلآت يطلعونهآ لـ جنآح حور , بآقي مآشآفتهم بوريهآ أول
إتسعت عيونهآ بـ إبتهآج: بقــــــد !
لعبت حآجبيهآ بـ مشآكسه مبتسمه: إيه جِـد .. لك ولي – صفقت بيديهآ مبققه عيونهآ بتعبير البهجه الطفوليه - جبت من كل شيّ إثنين

حركت أمهآ رآسهآ نفياً مبتسمه بقلة حيله من خبآل بنتهآ وبنت أختهآ: إنتن متى بتعقلون هآه !
بوزت نسمه بتكشيره طفوليه: مآرح نتغير , لآزم أنآ وحور كل شيّ زي بعض .. – نآظرت حور سآئلتهآ بعبآطه – صــح ؟!
مآردت حور إلآ بـ إيمآءآت إيجآبيه متتآليـه تأكيداً لـ نسمه في حين ردت أمهآ هآزه رآسهآ نفياً بـ إحبآط مغمضه عيونهآ بـ خيبة أمل .. ذولي الثنتين صدق مآمنهم رجـآ !


/
/


توقيت موآزي ..
دخل المكتب بـ خطوآت متلكعـه .. عيونـه تُمرر بنظره تفحصيّه , تقييميـه لفخآمـة آلمكآن ورقيّه ..
فمـه مقوس أسفلاً بـ إعجآب ... أووو توقـع وصآب ..
هذآ هو فعلاً ذوق رآئـف , هذي هي بصمآته الأثيريه لأدق التفآصيـل ...

آللون الأسود الطآغي على أغلب الكيآنآت المحيطـه فيـه ...
المكتب الخشبي , الستآئر الورقيّه , السجآد .. بعض التآبلوهآت الجدآريّـه , إختلط لونهآ مآبين اللون الأسود ولون البيج الممل البآهـت ...
كل شيّ بآلمكآن مآ أوحى ولآ أشآر إلآ لـ إسم وآحـد , لـ شخص وآحـد ... لـ رآئف .. وحدهـ رآئـف ..

رآئف إللي إرتفعوآ حآجبيه بنظره تحتيّه ينآظره وهو يتمشى قدآمه .. قلب الورقه وعيونه تمرر سريعاً على السطور: حيآلله رآمـز بآشــآ !
أنزل رآمز الأقلآسيه من يده وفوقه لآبتوبه على المكتب إللي ألصق نصفه السفلي لطرفه: وآلله مآ البآشـآ إلآ إنت يآبآشــآ
لوى رآئف فمه المطبق , يدري عن رآمز وإسلوبه الملتوي لآمنه بغى شيّ: خيــر
جلس رآمز بسرعه على الكرسي الجلدي الضخم أسود اللون فآرد سآقه اليمنى بـ أريحيه بينمآ اليسرى ثآبته بـ انحنآءه قآئمه: كـل خيـر إن شآلله
من قآل كلمته إلآ وتلتفت رآسه يمنـه من إنفتح البآب السوكريتـي بمقبضيّـه النيكلييـن .. هآلوجه البآسم بلحظـه إنخطف لونـه , علته الدهشه وكسآه الذهول .. هذآ آلحين هو آخر مآيبيـــه ... وجود طــلآل !

طلآل إللي أعقد حآجبيه أقصآهم بـ إستغرآب مقبل صوبهم بخطوآته المتأنيه: رآمـــز !!
أخفض رآسه بسرعه بآلع ريقه وألآف من الأعذآر الوآهيه قآعد يفكر فيهآ كـ ترقيع لسبب زيآرته الغير معهوده ...... إطلآقاً ..
ترآءى لظنـه الرخو وآللين بـ رآئف تجآه إللي يبيـه ووجود نقطـه توآصل بـ الأفكآر يقدر فيهآ رآئف يلبيله إللي يبيـه .. بينمآ طلآل ! هذآ هو المستحل بـ عينـه ..
عضّ شفته السفلى وآلندم يتآكلـه , ليته سمع كلآم أحمـد ولآ كلف على عمـره وجآ .. شلون آلحين بيحفظ مآء وجـهه لآمنه طلآل درآ عن حقيقة هآلمقآبله وإللي يبيـه !

الأخ الرآبع إللي قطـع هدوئهـم آلمريب ثلآثتهم دآخل عليهم وبيده كوب النسكافيه ..
إرتفعوآ حآجبيه بفمّ منفغر إدعآءاً للتفآجئ بوجود رآمـز إللي أطبق له فمه شآد شفتيه يسأله بنظرآته الأزر وآلعـون !
أحمد إللي سفهه مقوس له فمه بلآ مبآلآه سآحب له كرسي بـ عجلآت من الكرآسي المحيطـه بـ طآوله سوكريتيـه شفآفّة القزآز والمخصصه للإجتمآعآت الصغيره المغلقـه لمآلكي المؤسسه فقـط ..

أنزل كوبه وجلس على كرسيه مسيح جسمه وبوجهه إبتسآمة شمآته لرآمز وللورطـه إللي يحسّه طآيح آلحين فيهآ ...

رفع طلآل ثوبه جآلس على الكرسي المقآبل لـ رآمز مفرق مآبين سآقيه مسند كوعه الأيمن لطرف المكتب مطوق ذقنه بقبضته اليمنى يخزه بنظرآت حآده: شللي ورآك إنت تكلّـم
بلع رآمز ريقه مجآوبه بـ هدوء: وأنآ ضروري يكون ورآي شيّ ؟
سكت من سأل سؤآله ممرر عيونه بنظره بريئه مآبين طلآل إللي ضآقت عيونه إستنكآراً وكنه مآمشي عليه جوآبه .. وبين رآئف إللي رفع بصره لثوآني خآطفه عن أورآقه ينآظره بـ إستغرآب .. – إرتفعوآ كتفيه موسع عيونه بـ تعبير البلآهه - : شفيكــــم !!

قوس رآئف شفتيه بلآ مبآلآه رآد ينآظر بـ أورآقه بينمآ تكلّم طلآل وشيّ من الإحتقآر بصوته: متى تترك عنك أشغآل الحريم وتسنـع بـ أشغآل الريآجيل أجل !
حكّ أحمد أسفل أنفه معتصره مرآت متوآليه وإبتسآمه مكبوته جبراً بوجهه إللي أخفضه للملف إللي فتحته يلهـي نفسـه فيـه قصداً ...
بينما ارتفعت الزاويه اليمنى لـ فمّ رآئف بـ إبتسآمه قصيره هآزئـه وعيونه مآرفعهآ عن الأورآق .. في حين أخفض رآمز بصره في حرج بآلع ريقه قبل يجآوبه بـ هدوء: وإنت كل مآشفت وجهي قلت نفس الكلآم !
إرتفعت شفته العلويه بتعبير مشمئز: وليتـه نفــع .. آلله يخلف على بطنن جآبتك ..

أطبق فمه بقهر ليكمل طلآل بآقي كلآمه المهين عمداً: مآمدنق روسنآ إلآ ملآبس آلحريم ذي إللي تقصقصهآ .. - رمقه بنظره متقززه خآطفه من رآسه لـ رجليه تقييماً لـ ملآبسه إللي أردف تعليقه عليهآ - ومتى إنشآلله بتسنـع بـ الثوب والعقآل .. وش هآلمـلآبس !! سوّد آلله وجهك يآ إنك خكري وتفشـل
أحمد إللي مآقدر يكبت ضحكه أكتر .. إنتفض صدره بـ هزآت متوآليه مقفل عيونه بآلقوه إثر الضحك إللي يجآهد بـ كبتـها في حين رفع رآئف رآسه وإبتسآمه عريضه بوجهه يمرر عيونه مآبين طلآل بـ وجهه المشمئـز المحتقـر .. ورآمز بوجـهه المحتقـن آلمنقهـر !

من ورآ ظهر طلآل إمتدت نظرآت رآمز لتوصل أحمد إللي دآر بكرسيه ليوآجهه وبآقي الإبتسآمه المكتومه جبراً آثآرهآ بوجهه .. أوصل له كلآمه تعبيرياً " هــــه .. هذآ كلآمـي وإللي قلــتــه .. تحمّـــل "
من قآلهآ أحمد تعبيرياً إلآ ويضيق عيونه بميلة رآس خفيفـه إستفهآماً للتوسـل بنظرآت رآمز وهو يأشر بعيونه صوب طلآل ...
لحظآت من البلآهه بوجه أحمد بغى معهآ رآمـز ينجلـط .. إنتهت أخيراً بـ فتحة فمّ أحمد القصيره .. توّه آلحين يستوعـب مرآدهـ ..

وقف عن كرسيه رآفع كوبه بنبره جآهره: آقول يآبــو فيصــــل ..
إلتفت له طلآل بوجهه نصف إلتفآته ليربت أحمد على لوح كتفه الأيسر: قمّ أبيـك .. توّ قريت معآملآت إنت إللي أتميتهآ وفيهم شيّ إستغربتـه ..
قوس طلآل فمه بعدم فهم: أي معآملآت !
شدد أحمد من مسكته لـ كتف طلآل بـ حـثّ: قم بس معـي لمكتبـي , الأورآق تآركهآ هنآك خل نتفآهم فيهم بروآقـه
ضيق رآئف عيونه إللي وجه نظرآتهآ الجآفـه لـ أحمد وكنـه درى عن قصد أحمد وإللي يبيـه .. وآضح التصريفـه إللي يبيهآ أحمد لـ طلآل ..

مطّ شفته السفلى بـعدم إهتمآم ثم ردّ يقلب الأورآق قدآمـه .. للحظآت معدوده لحد مآختفوآ ثنينآتهم طلآل وأحمـد من المكتب .. أردف هو بهدوء: آعجـل قول وش عندك قبل يكتشف طلآل التصريفــه
بتفآجئ بقق رآمز عيونه فآغر فمـه من دهآء رآئف إلآ إنه أطبق شفتيه بسرعه بآلع ريقه بـ توتر وأصآبع يمنآه تهتز على وركه: طلبتـك
ضمّ شفتيه مآطهم لـ قدآم إدعآءاً للتفآجئ بتعبير – أووو - : رآمـز بآشآ يطلبنـي !
أرخى كتوفه بيأس مجآوبه بـ إستسلآم بعدمآ أطلق زفرته المحبطه: لآتردنــي
إرتفعوآ حآجبيه مقوس فمه بـ إعجآب .. آثر الصمت تآرك له مسآحـه الإفصآح عن يبيـه وطآلبـه ليطلق رآمز زفرته المسموعه إستسلآماً , إذ إن مآعنده طآقه لتزيين الكلآم وتحويره , الشيّ إللي مآمنـه رجآ إن كآن المعني بـه هو رآئـف وإللي يدري مسبقاً إنه إهو الشخص إللي مستحيل يكسبـه بـ إسلوبـه آلحيوي ولسآنه المعسول ..
مآلقى نفسّه بـ الأخير إلآ قدآم وآقع الموآجهه المبآشره .. الصريحـه والوآضحـه .. بلآ لـفّ , أو دورآن ..

....: أبيّ مؤسسة المآلكي هي الدآعم الأسآسي للشغل الجديد إللي بقدمـه
وكأنه مآسمـع .. ضيق عيونه بـ ميلة رآس خفيفه طآلبه إعآدة إللي قآله بـ همس إستنكآري: إيــــش ؟!!
رمش بتوآلي بآلع ريقه في حرج أردفه بـآللي توّه وقآله إلآ إنه هآلمره كآن أهدى , وأوضـح , أبعد الكلمه عن إللي تلتهآ بخلآف السآبقه إللي رصّ كلمآت جملته بسرعه وبنفس وآحد وكأنه همّ على صدره ثقيل ويبي الفكّه: أبـي .. إسم .. مؤسسة المآلكي .. إسبونسـر لشغلـي

إرتفعوآ حآجبيه لوهله أردف من بعدهآ بـ جمود وعيونه على أورآقه: بــــرآ
أطبق فمه بقهر رآد عليه بسرعه: فيه شيّ إسمـه تفآهم
ضيق رآئف عيونه بـ إستفزآز هآمس له ببرود يقهر: وأنآ مآعندي تفآهـم
رآمز: على بآلك أنآ المستفيد الوحيد ! ترآ الدآعم يستفيد أكثر
رمقه بنظرة إستصغآر هآزئه: ع أسآس محتآجين هآلإستفآده ؟
طير عيونه شآهق نفس حآنق , مآل من بعدهآ بكآمل جسده قآصد لفت إنتبآه أخوه علّه يكسب رضآه وموآفقته: رآئف .. إسمـــع
سفهه وهو يشد توقيعـه أسفل آخر ورقه وصل لهآ بـ القرآءه في حين أكمل رآمز بقهر إلآ إنه مو من النوع إللي يستسلم بسهوله , ولآهوب إللي يخضعه رفـض قآطـع ..

....: إللي بسويه هذآ مغآمره , خطوه جريئه .. بس متأكد إذآ نجحت ممكن تفتح لي أبوآب كثيره .. تدري وش معنآته أقدم مجموعتي وهنآ بـ السعوديّه ! لآآ وبعد آلمجموعه الشتويّـه !
أرجع رآئف رآسه قآلب عيونه بنفآذ صبر حيث إن هآللي يقوله رآمز آخر إهتمآمته ... أي مجموعه شتويه وأي خرآبيط ! صدق طلآل بآللي يقوله له صآك بـه جنوبـه ومكدره ..
لحقه رآمز بسرعه قآصد تضييق الحصآر عليه مآنعه حتى من مجرد التفكير: رآئف إنت مو دوم تقول نجآحك مآيجي إلآ من مغآمره ! ليش آلحين مآتبي توقف معي وأنآ أقولك إنهآ مغآمره
رآئف: لأنهآ مغآمره فآشلـه
رآمز: وشدرآك إنت ؟ ليش حكمت بهآلشيّ
تجعيده هآزئه بوجهه أتبعهآ بـ إجآبه بديهيّه: لأنهآ لو كآنت مضمونه لو وآحد بـ الإميـه كآن لقيت بدآل الدآعم عشـر .. ولآ وش إللي يضطرك لنـآ آلحيـن .. هآآه !

ضرب وركه الأيمن بقبضته اليمنى منقهر , للأسف إللي يقوله رآئف إهو الحقيقه الكآملـه ..
بوسط تفكيره إللي إختلط بـ كومة إحبآطه وصله صوت أخوه البآرد ليلتفت له بحده ..
كآن مضيق عيونه بنظره خبيثـه مستمتعـه شآهق أول نفس من سيقآرته إللي توّه وأشعلهآ مأشر له بـ أصآبعه المطبقه على السيقآره: شـــوف
رآمز: ...........
رآئف: مستعد أغآمر معك ..
بـ تفآجئ إتسعت حدقيتيه إللي ثبتت بعيون رآئف حآدة النظره المريبه يستنطقه الصدق من كلآمه .. التأكيد إللي وصله ببرود: أهــآ .. – بـــــس - عشآن أحطك بـ تحديّ مع نفسك , بـ الغصب ينجح هذآ إللي مدري إيش .. ولآ تفكر توهقنآ لآمنك فشلـــت ...محد بينغبن غيرك ..... آوكـي ؟
تهلل وجـهه بسعآده آلغير مصدق للشيّ إللي كآن إحتمآله صفـري !
بـ تشتت من بهجته العآرمه إلتفت وجهه لذآك إللي دخل من البآب وإبتسآمة إستغرآب بآهته بمحيّآه مرحب به وشيّ من عدم الفهم بوجهه: حيآلله رآمــز
طقطق بـ أصآبع قبضته اليسرى المضمومه على آلمكتب متشدق: هلآ يآبـو آلنجــم ..
برغم إن بِكـره هو عُمـر , والأولى منآدته بِـه , إلآ إن الأقرب بآلنسبه لـ رآمز كآن خويّه نجـم .. ومآيتذكر بعمره منآدآته لزوج خآلته إلآ بـ - أبو آلنجـم - !

تقوس فمه برفعة حآجب تشييداً بـ حيوية وجهه البآسم سآئله بـ عفويّه وهو يقدم ملف ورقي رقيق لـ رآئف: خيـر إن شآلله ..
رفع يدينه بـ الهوآء مقوس قبضتيه بـ وضع إللي يبي يخنق شيّ وبآقي فمه مبتسم: آلخير على قدووم الوآرديـــــــــن يآوجــه آلخيـر
إرتفع حآجبه الأيسر إستنكآراً وبوجهه إبتسآمه بلهآء من قصد رآمز والسعآده البآلغه إللي يشوفه فيهآ .. قآبل رآئف سآئله بملآمح وجهه آلسؤآل إللي معنآه " هذآ شفيـه ! صآحـي ؟ "
مآجآه جوآب رآئف إلآ تعبيري بـ فمه إللي تقوس بـ إبتسآمه مطبقه هآز رآسه نفياً .. أتبعه رآمز بـ حمآسه مأشر له بيده حآثه يقعد قدآمه بـ الكرسي إللي من دقآئق معدوده تركه طلآل وطلع: آقعد آقعـد .. رح يصير بينآ تعآملآت وآجد
جلس مقآبله حآك أسفل ذقنه بطرف سبآبته مستفهم بنظرآته عن قصده ليجآوبه رآمز: معتقد رآئف بيفضى لي .. وهآلموضوع أبو فيصـل خصوصاً مآيدري عنـه .. وإنت بـ الأخير وآحد من مُلآك آلمؤسسه
قآطعه رآئف بـ حده تصحيصاً للي قآله: كــــــــــــآن ....... وآحد من مُلآك المؤسسه

بسرعه إلتفت له رآمز بتفآجئ موسع عيونه .. لحظآت من التجآهل من طرف رآئف وهو سآفهه ينآظر بـ الملف تدآركهآ رآمز أخيراً بـ حركة فمه إللي أطبقه بـ آلقوّه رآمق – أبو عُمر – الجآلس قدآمه بنظره تحتيـه قآصد يستشف ردّ فعله من قصد رآئف وإللي قآلـه إلآ إن وجهه كآن جآمــد , سآكن الملآمح والتعآبير .. نظره مصوب تمآماً بلآ معنى للطآوله القزآزيه مربعة الشكل والفآصله بينآتهم وهم متوآجهيـن ...

شد شفته السفلى بـ حرج بعدمآ تدآرك عقله آلقصد من كلآم رآئـف وكون – أبو عُمر – فعلاً كآن أحد الأفرآد المآلكين للمؤسسـه قبل مآيتنآزل عن هآلملك إجبآراً .. خضوعاً لإبتزآز رآئـف لـه ومسآومته على آلحوريـه ... بنتــه !
رفع رآئف عيونه لـ رآمز وكأنه بآقي مآتلذذ وأشبع أقصى إستمتآعه .. أكمل بنظرة عين ضيقه , هآمس بـ إستفزآز: آلحين كآمـل مجرد موظـف بـ المؤسسه ... لآ أكثـر ............ ولآ أقـل

بقق عيونه بصدمه من وقآحة أخوه إللي تعدت كل الخطوط والإعتبآرآت .. إبتدآءاً من نطقـه لـ إسمه صريح وبلآ أي تقدير .. قولـه – كآمل – بدلاً من أبو عُمر أو أبو نجـم .. تنآسياً للصلـه العميقـه الرآبطه بينهم وكون هآلرجل إللي أهآنه لتوه بقلـة حشـم وذوق عـدم .. هو زوج خآلتـه أولاً .. قبل يكون حمـآه أبـو زوجتـه ثآنياً .. بعيداً عن أي روآبط تخص الشغـل .. الرجل إللي بسببه صلب رآئف طولـه , إنشد عضـده وقـوى ظهره كآن – كآمـل - .. إهو إللي سآنده خطوه بـ خطوه من بعد وفآة أبوّه .. إهو إللي علمه أصول آلشغـل وآلخوض بعآلم المآل والتجآره .. مهمآ كآن خطآ – كآمل – فـ حُكم رآئـف كآن قآسي , مُجحـف ........ وجآئـر ..

الطرف الثآلث إللي بدآ ظآهرياً كمآ الجمآد السآكن , إلا إن دآخلـه كآن كمآ البركآن المتأجج , بقمّة ثورآنـه ..
مآترآءى لذهنه بهآللحظآت إلي مآتوآنى فيهآ رآئف عن ممآرسـة طقوس التقليل من شآنـه وإحطآطـه إلآ إصرآر آلحوريه بنتـه وليوميـن متوآصليـن عن رغبتهآ بـ التنآزل ... التنآزل عن ملكهآ لـه بعدمآ تنآزل عنه رآئـف ... لهــآ !
آلحين بس يتذكر رفضـه القآطـع ونهره العنيـف القآسي لهآ لمجرد فقط تفكيرهآ بهآلشيّ ووصفـه بـ الخيآنـه .. شلون تستغل رآئـف وتنتقـم منه هآلإنتقآم !
ربـع نصيبه إللي تنآزل به وبكآمل إرآده لـ زوجتـه , زوجته نفسهآ الحين تبي تتنآزل عن هآلملك لـ أبوهآ .. قآصـده ( المويـه ترجع لمجآريهآ ) ...
إن كآن كآمل خسـر ملكـه بـ مؤسسة المآلكـي فهذآ اللي تقدمه له بنتـه أضعآف أضعآف إللي كآن بيوم يملكـه .. وإللي على الأغلب إن تملكـه آلحين فـ رح يكون قوه عظمـى قآدره على الموآجهه وبـ قـوّه ...

حوريّه وإللي بعدهآ مُصرّه على موقفهآ تحت رفض قطعـي من ثلآثتهم .. أبوهآ , أمهآ .. وعُمر أخوهآ ...
هي بآللي فكرت فيه وإللي تبيه تسويّه قآعده تلعب بـ النآر , بكيفهآ وكآمل إرآدتهآ أدخلت نفسهآ بموآجهة الضـدّ مع رآئـف ........... مع زوجهـآ !
إكتملت صورة حوريته الصغيره قدآمه بوقفتهآ الوآثقه , ورفعة حآجبهآ المتحديّه .. صآحب الحق مآعنده إللي يخشّـآه ..
أطلقت جملتهآ الجآفه بلآ أدنى ذرة مبآلآه " دآ حــق رآئــف أخـذه بـ الغصــب , وأنآ رجعتــه بـ رضـآه .. زوآجنآ بدآيته غلطـه , وأنآ مآبي إلآ أصحح هآلغلطـه .. التنآزل إللي رآئف تنآزلـه ليّآ ... أنآ كمآن هتنآزلـه .......... ليــك "

وقف بهدوء آلوقفه إللي معهآ إرتفع نظر رآمز له بـ حرج سآئله السمآح بنظرآته آلخجلـه من سوء الموقف إللي تسبب به رآئف في حين أغمض أبو عُمر عيونه بـ إبتسآمه قصيره قآصد منهآ يهون عليـه حرجـه !

إلتفت لـ رآئف إللي كآن سآفهه سيقآرته مشعله بين وسطآه اليمنى وسبآبته وعيونه مخفضه للأورآق من قدآمه .. رمقه بنظره سريعه خآطفه أردف من بعدهآ بـ هدوء: عن إذنكــــم ...

شيعّه رآمز بنظرآته المثبته لمنكبيه الضيقيـن ببنية جسده آلنحيـل ومآسرع مآلتفت بـ حده لـ رآئف خآزه بنظرآت حآقده: إنت وش إللي قلتــه هذآ !
إرتفع حآجبه الأيسر بزآويه حآده إدعآءاً للإستغرآب: بديت تدخل نفسك بآللي مآيعنيك !
رآمز: يعنيني ولآ مآيعنيني , هذآ زوج خآلتك وحمآك بعـد , مآتحشـم أحد إنت أجل !
سفهه رآئف دآفس رأس سيقآرته المشعله بـ الطفآيّه الكريستآليه في حين شهق رآمز نفس حآنق: أحرجته يآخـي .. وقدآمـي بعــد
رآئف: مو كأنك طولـت الزيآره !

أطبق فمه بغيظ زآفر نفس حآنق من خشمه للحظآت تمّ فيهم يخزه وبـ حِده .. التعبير الممتقع بوجهه وإللي مآلقى رداً عليه من رآئف إلآ السفــه !
وقف عن كرسيه شآد قميصه الكآروهآت بلوني الأصفر والكحلي معدل جآكيته الجلدي كحلي اللون فوق القميص: إيه .. أروح أحسـن
رآئف: ............
شدد من رصّه على فكيّه بقهر أكبر من تجآهل رآئف لـه ليقرر أخيراً يصرف نفسـه قبل يرتفع ضغطـه .. توّ مآولاّه ظهره ردّ ينآظره بسرعه وكأنه تذكر شيّ: صـــحّ
رآئف: ...........
أدخل يمنآه بـ جيب جآكيته مطلع الفلآشه النيكليّه صغيرة الحجم مآدهآ له وهو بآقي سآفهه يقرآ بـ الأورآق: خذهــآ
نآظر الفلآشه بيده أول ثم إرفع نظره سآئله بعقدة حآجبين خفيفه: شنــو !
رآمز: هذي درآسة الجدوى .. أدرى مآتحب تدخل نفسك بشيّ إلآ وإنت تدري أسآسه
لوى فمه بغمضة عين هآزئ: مآله دآعـي
رآمز: إي مآعليـه .. خذلك فكره .. سحب الأقلآسيه من تحت اللآبتوب مقدمه له: وهنآ نسخه ورقيّه عن كل شيّ ..
قوس فمه إعجآباً وعيونه على الأقلآسيه: مآشآلله .. كنت وآثق يعني !
رفع ذقنه بـ فخر: لآمني بغيت شيّ لآزم أوصلـه

أمآل رآسه بـ إعجآب تأكيدي عن إصرآر أخوّه .. هذآ هو رآمـز من يومـه .. فعلاً إن بغى شيّ أصـرّ عليـه لين يحصلـه .. يحققـه أو يتملكـه .. يسآعده بهآلشيّ طولة بآلــه وصبره اللآنهآئـي .. إسلوبـه آلمعسول القآدر على خطفك وأسرك .. خآضعك بـ إستسلآم كآمل وإنقيآد تآم برغبـه لآشعوريّه ولآ إرآديّه منكـ إنت ... مو منـه !

أوقفه قبل تمتد يده للمقبض النيكلي للبآب السوكريتي: لحظـــه
إلتفت له رآمز نصف إلتفآته ليأشر هو برآسه صوب الشيّ إللي تركه رآمز من ورآه: اللآبـتــــوب !
إنعفس وجهه بتكشيره كآشف عن صفي أسنآنه الرتيبه المطبقه: آآآخخخ , مآعليه وصل الفلآش فيه وشوفه
إرتفعوآ حآجبيه بـ بلآهه: ليش وأنآ مآعندي إللي أوصل فيه فلآشك !

أرخى كتوفه مغمض عيونه بطفش: يآخي طلعت من البيت مبتلش توّه طآح أيبآدي وإنكسر , مدري ليش جبت ذآ اللآبتوب .. خليه عندك مآلي خلق أردّ أشيله ... يلآ سلآم
قآلهآ وأقفى تآرك البآب ثقيل الحركـه من ورآه يتقفل بهدوء وعلى مهـل في حين قوس رآئف فمه بعدم فهم وبطئ إستدرآك للي قآله رآمز بسرعه وطلع , طبيعة رآمز إنه سريع الكلآم , إن مآركزت كل إهتمآمك وبكآمل النسبه المئويه للشيّ إللي يقوله فمن المستحيل إنك تفهم وش إللي يقوله من أول مره , نآدراً مآتفهم من الإعآده للمره الثآنيه , فيه إحتمآل كبير إن أبطأ رآمز – قصداً - من سرعة كلآمه إنك تفهم بـ الإعآده الثآلثه .. رآئف إللي مآ أمدآه يفهم شيّ من كلآمه بآقي عيونه المستغربه على اللآبتوب قدآمه !

إرتفعوآ حآجبيه بهزة لآمبآلآه سريعه رآد لأورآقـه مكمل قرآءتهـم ..

خآرج آلمكتب كآنت خطآه هآدئـه , إنفعآلآته منضبطـه ظآهرياً ... بـ قمـة إضطرآبهآ وتصآرعهآ دآخلياً ...
مآلقى نفسّـه إلآ مطلع جوآله من جيب سيّآلته .. إهتز بنآن إبهآمه نقرآت متتآليـه .. إنتهـت بـ مكآلمـه , بدآهآ بـ حمّو وإندفآع: آلـوو ........ حوريـــــــــه ...!


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 03:53 PM   المشاركة رقم: 94
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

حوريّه إللي أنهت المكآلمه بـ إبتسآمه عريضه مغتبطه من إللي توّهآ وسمعته .. إقتنآع أبوهآ عن طلبهآ وخضوعه للي تبيّـه ..
صحيح مآ أمدآهآ تستشف السبب ورآء التغير الجذري بقرآر أبوهآ الرآفض تمآم الرفض لهآلتهور إللي فكرت فيه وأقدمت عليه بسبب ترقب نسمه لهآ وإنتظآرهآ على بُعد مسآفه قصيره بـ الريسيبشن الرخآمي للطآبق الرآبـع آلخآص بـ جنآحهآ ..
الجنآح أقبلوآ ثنينآتهم للمرّ المؤدي بنهآيته لـه ..

سآئلتهآ وهي تشوفهآ فآرجه شقيّ بشتهآ مدخله جوآلهآ بـ جيب بنطلونهآ الإسكيني قطنـي الخآمه , رمآدي آللون دآكن: هذآ عمـي كآمـل ؟
حوريه: أهآآ بـآبآ
نسمه: غريبه دآق عليـك
بسرعه رفعت رآسهآ لهآ بـ إبتسآمه متوتره: هــآآ .. لآيآبنتي عآدي , دآ بيأكد عليّآ بسّ عشآن مآمآ عآزمآني عندهآ بكره بدل النهرده وأنآ مكنتش عآوزه أروح
توسعت عيونهآ بـ تفآجئ: يآلغبيّـه .. ليــش !
حوريه: عشآنك إنتي يآغبيّه , كآنت عآزمآني النهرده وإنتي قآيــه ..
ببرآءه إحتضنت ذرآع حوريه الأيمن مغمضه عيونهآ بـ إبتسآمه إنشرآح: حووووور أحبــــك
حوريه: ههههه خلآص يآهبـلآ ..
نسمه: بس تشوفين هدآيآي آلحين بستآنسين
قآلتهآ وهم على عتبآت الجنآح المُظلم إللي ضوته حـور بـ ضغطة زرّ مشعله الإضآءه كآملـه بـ الصآله لتوقف نسمه جمب طآولة البليآرد رآفعه الكره الحمرآء من عليهآ تنآظرهآ بوجه عآبس: وع مدري كيف متحمله ديكور ذآ المكآن وخصوصاً طآولة البليآرد الغبيّه هذي
حوريه: إسكتي رآئف مبيحبش يغير أيّ حآقه , حتى مفرش السرير لو ملئـهوش إسود يئلـب يومي أنآ إسود
أنزلت الكره للطآوله مبققه عيونهآ بتمثيل: يممممه إي وآلله صآدقه , - ضيقت عيونها اللي طيرتهم دآقه بطرف سبابتها على خدها الايمن مكمله كنآية عن تفكيرهآ - أتذكر شكله يوم إنه شآف جنآحه هذآ قبل يتزوجك , كآن المفرش فوشي .. والمخدات الصغيره على الصوفا فوشيّه وحطيت لك برآويز فيهآ ورد فوشي بغى ينجلط ههههه
أغمضت عيونهآ مأشره بيمنآهآ في الهوآء مآتبي تتذكر: يآآآآه , إسكتي
نسمه: وينهم الأغراض !! – سحبتهآ من معصمهآ الأيمن متقدمتهآ بخطوآت حمآسيه سريعه تجآه غرفة النوم مُردفه - : تعآلــي شكلهم دآخــل

بـ سعآده غير مصدقه شهقت وعيونهآ تُمرر بين الأكيآس الورقيّه والصنآديق المُعلبّـه آلكثيرهـ آلمصطفه على الصوفّآ سودآء آللون بغرفة نومهآ القآتمـه ...

....: ههههه شفيك يآلهبلآ إنصرعتي
سبقتهآ بـ الخطآ المتعجلـه بـ حمآسة آلطفل لـ هدآيآ كثيـره يشوفهآ قدآمهآ رآفعه صندوق أحمر آللون ملفوف بشريطه ذهبيّه .. آلشريطه إللي مآهتمت كثير بجمآليّة شكلهآ سآحبتهآ من عقدة آلفيونكه فآكه الغطآ عن الصندوق بعيون متأججه سعآده لينفغر فمهآ آلصغير لآخره بدهشه اغتباط: لاآآآآآآآ

إرتمت على السرير نآيمه على بطنهآ .. ذقنهآ مُسند بوسط رآحتهآ اليمنى ورجليهآ محركتهم بـ الهوآء: ههههه بلــى
نآظرتهآ بعدم تصديق منزله الصندوق من يدهآ وإللي كآن حآوي لـ شنطـه جلديّه بيضآء آللون حآملـه لـ شعآر وآحد من المآركآت العآلميّـه بتعليقه ذهبـيه مزينه بفصوص لامعه جآلسه على صوفيتهآ السودآء رآفعه من الأرض صندوق ثآني: ههههه يخرب بيتك يآنسمه إنتي روحتي تئضـي شهر عسل ولآ رآيحه تلفـي فـ المحلآت وتشتري
إنقلبت نسمه على ظهرهآ منزله رآسهآ عن طرف السرير صآرت تشوف حور جآلسه قدآمهآ بـ المقلوب: وللي يعآفيك لآتذكريني

صآحت بفرحه وهي رآفعه فردة آلبوت آلقطيفه بلونه الوردي: وآآآآآو
سألتهآ بـ إبتسآمه شقيه: حلـو صـح !!
حوريه: دآ يقـنن يخرب بيتك .. حلوو أوي – أنزلته من قدآم عيونهآ مبوزه سآئلتهآ مستغربه – وإنتي شكلك مش مبسوط ليه ؟ إيه إلي حصل هنآك
نفخت هوآ وعيونهآ بـ السقف لآفه خصله من شعرهآ العسلي القصير على طرف سبآبتهآ اليمنى: تسوقت كل هآلأغرآض بيومين بس .. أصلاً مآطلعت إلآ بهآليومين
....: شكلك معبيّـه وعلى آخرك .. إرررررغـــي
نسمه: حور مدري حآسه فيه شيّ مآهوب مظبوط
....: يآنهآآآآرك إسسسسسسود

بسرعه إنقلبت على بطنهآ تنآظرهآ بـ إرتعاب بعدمآ وصلها شهقتهآ الإستنكآريه الحآده آلمتوعده بسوآد نهآرهآ !
جت بسألهآ إلآ وتطيح عيونهآ على الشيّ إللي بيدهآ وإللي مآكآن إلآ قميص نـوم .. طغت جرأة تصميمه الصآرخ على لونه الصآرخ .. كآن ستآن حريري , فوشي آللون .. أقصر من إنه يكون سآتر لـ نصف الفخذ من الجزء العلوي ! بـ خآمه تُل شفآفه مُطرزه من بعض المنآطق !

....: هههههه
خزتهآ بنظره حآقده: وبتضحكي كمآن يآسآفله !
دفست نسمه وجههآ بـ آلمفرش الستآني أسود آللون كآتمه ضحكهآ على وجه حور المنقهر: هههههه آآآآه يمّآآآ بطني
حذفت عليهآ القميص بقهر: إيه الأرف إللي إنتي قيبآه دآ !
نسمه: هههههه ليش وآلله شكله حلو
حوريه: حلو فـ عينك يآحقيرآ – بققت عيونهآ بسرعه , توهآ وإهتدت لشيّ صدمهآ – يخرب بيتك إشتريتي الحـآقآت الزباله دي ودكتر أوو معآآكي !! شآآفهـــم !!
قلبت لهآ عيونهآ بـ إحتقآر: ليش وأنآ مثلك غبيه ! مآشآف شيّ
حوريه: وإنتي قبتي لنفسك الأرف دآ ؟

تربعت نسمه رآفعه القميص بـ الهوآء قدآم عيونهآ صآر حآجز بينهآ وبين حوريه: ليـش قرف .. وآلله إنه حلو ..
حوريه: دآ سآفل أوي يآنسمـه
نسمه: عجبني لونه .. عآد أنآ أضعف قدآم أي شيّ وردي أو فوشي
حوريه: وإشتريتي ليكي وآحد
أنزلت القميص مجآوبتهآ بسرعه تأكيديه: طببببعاً .. عآد شوفي كل أغرآضك هذي عندي منهآ نسخه ثآنيه ونفس الألوآن
رفعت حور كيس من الأرض سآئلتهآ: فيه هدوم زبآلـه تآنيـه ولآ دآ بس !
نسمه: ههههه لآ هذآ بس .. – قطته بوجههآ ضآحكه – خذي إلبسيه لـ رآئف وعلميني وش بيقول هههههه
بسرعه أبعدت القميص إللي لبس بوجههآ رآمقتهآ بنظره مشمئزه رآصه على أسنآنهآ بـ حِقد: لمآ تلبسيـه إنتي الأول لـ دكتر أووو يآحقيرآ

أطبقت فمهآ بـ إبتسآمه بآهته أخفضت معهآ بصرهآ بـ تخاذل إستغربته حور عآقده حآجبيهآ بـ إستفهآم: مآلك يآ بِـتّ !
إرتفعوآ كتفيهآ بهزه عفويّه مجآوبتهآ بـ همس: مآفيه
حوريه: إزآي مفيش ؟ إلآ فيـه .. إتكلمي دكتر أوو مزعلك فـ إيه !
بسرعه نآظرتهآ بـ إنتبآه مصحوب بـ دهشه لتجآوبهآ حور برفعة حآجبيهآ العفويّه: وحده لسه معدآش على قوآزهآ شهـر , ولسه رآقعه من شهر عسلهآ خآسـه النُـصّ ووشها مئلـوب .. وآضح .. هآآآ عمللك إيه !
نسمه: وآضح على شكلي !
حوريه: قــداً
لوت فمهآ مطلقه زفره مُحبطه: مدري حور بس مآني مبسوطه .. يعني مو مثل مآتخيلت
حور: إزآي يعني !
نسمه: مآني حآسه بتوآصل بينآتنآ .. أحسّ علآقتنآ رسميّه , يعني ....... مدري .. بس مآنيب مرتآحه , طول الوقت وأنآ متوتره , أحس نفسي أسوي مجهود كبير عشآن اطلع كآمله , مآفيني غلط , أعجبـه .. ينتبـه لي .. حتى بـ الكلآم , أحس نفسي أتكلم بـ القطآره .. أعيد الكلمه إمية مره قبل أقولهآ ولآمني قلتهآ قمت أفكر فيهآ .. هي صح ولآ غلط , سآمجـه وسخيفه ولآ عآدي ... تدرين وش إللي أقصده !
مآكآن ردّ فعل حور إلآ البلآهـه .. موسعه عيونهآ , رآفعه حآجبيهآ .. علآمآت الإستفهآم والتعجب تدور من فوق رآسهآ !!
أرخت نسمه كتوفهآ مرجعه راسهآ ومغمضه عيونهآ بتعبير يآئس محبط: آآآآآخ يآآرب

حوريه: وإنتي ليه بتعملي فـ نفسك كل دآ ! ليه ببسآطه متكونيش على طبيعتك , إنتي مرآتو وهو قوزك خلآص .. ليه كل دآ !!
جآوبتهآ نسمه بـ تبرير مندفع: أبيه ينآظرني يآحور .. يلتفت لي , يحسّ فيني
حوريه: إنتي غبيّه ؟ دآ قوزك .. عآرفآ يعني إيه قوزك ؟ يعني إيه يبص ليكي ويحس بيكي .. لآ ويلآحظك كمآن !! ليه وإنتي رقـل كنبـه !
نسمه: مآرح تفهمينـي .. إيه رجـل كنبـه
ضيقت حور عيونهآ بـ إستفهآم: إنتو حصل مآبينكم اللللللـ ............
نفثت بـ همّ مطيره عيونهآ بـ طفش: إيه حصل مآبينآ هذآ الللللللللــ .....
قوست فمهآ بعدم فهم: طيب المفروض إنكم إتخيطوآ الحآقه إللي بتكون العقبـه .. يعني المفروض تعآملكم مع بعض يكون عآدي , مفيهوش كلآفه ولآ رسميّه ولآ كل الحذر إللي إنتي بتتعآملي بيه دآ ! مش فهمآكي !
نسمه: ولآ حتى أنآ .. حور تصرفآتي هذي بسبب تصرفآته هـو .. إهو إللي بعيد عني , يعني مثلاً مآنقعد مع بعض .. مآنسولف .. شلون تبين ذي الميآنه تطيح وأنآ مآشوف زين خشته إلآ وأنآ أبي النوم
حوريه: ههههه والله إنتي مش قآيبك على وشك إلآ زين خشته دي
نسمه: إيييييه وآلله يآزينـه بس

حوريه: ههههه وآللهي المشكله فيكي إنتي .. إنتي إللي مش شآيفه فيه غير شكله الحلو وبس .. عشآن كدآ بتزآيدي على نفسك , عمآله تزوئي فـ شكلك وتزوئي فـ كلآمك وإنتي مش محتآقه كل دآ .. عديّ خلآص بئآ ملكك إنتي يآنسمه .. كله على بعضه مش بس شكله الحلو ..
لطمت خديهآ سآحبه عليهم بآلقوه لـ تحت: شسسسسوي يآلقهـــر مآهوب معطيني وجـه
حوريه: إديلـو على وشـو .. شكلو حمآر
نسمه: ههههه حور مآلي خلقك
حوريه: إنتي إللي غبيّه وتآفهه .. فرحآنه بشكله الحلو وعيونه الملونه وهتموتي وإنتي آهره نفسك عشآن ترضيه وبردو مش هيعبرك
تلألأت عيونهآ بآلدموع تنآظرهآ بـ لوم: حـووور !!

أرخت كتفيهآ مطيره عيونهآ بـ يأس: نوسي يآروحي .. حآولي تشوفي دكتر أوو بشكل تآني .. دوري على حآقه تآنيه تشدك ليه وتعقبك غير شكلو الحلو
نسمه: كيف !!
حور: هئولك حآقه غريبه كدآ وعبيطه بس بحبهآ أوي فـ رآئف .. بحبه لمآ بيئوللي يآ أطوتـي
أنعقدوآ حآجبيهآ مستفهمه: وش أطوتي هذي !!
أشرت لهآ بيدهآ ضآحكه: ههههه قطوتي قطوتي
بآقي الإستفهآم بوجههآ سآئله: مآفهمت
حوريه: رآئف دآيماً بيئوللي يآقطوتي .. قطوتي الشرسـه

بآلتصوير البطيئ على مآستوعبت , تبدد الإستفهآم وحل مكآنه إبتسآمه عريضه أردفت من بعدهآ بمشآكسه: حووور يآلخآآآيســـه , - ضيقت عيونهآ بـ مكر مكمله – رآئف يقولك قطوتي أجل !
حوريه: هههههه
تربعت على السرير هآزه رآسهآ بـ إهتمآم: كملي كملي ترآ تحمست
قآمت عن الصوفآ وجلست جمبها على السرير والإبتسآمه بعيونها اللامعه: مفيش .. أنآ بئوللك بس حآقه بسيطه .. مش لآزم تعملي حآقه كبيره عشآن تلفتي إنتبآهه أو تشديه أو حتى يحبك .. فيه حآقآت بتيقي عفويّه كدآ وبتكون أحلآ
نسمه: حور إنتي ورآئف كيف علآقتكم ؟ تخآفين من رآئف .. تعآملينه برسميّه كذآ ولآ كيف .. رآئف جآف شوي وقآسي مدري كيف تقعدون مع بعض

صفقت حور بيديهآ مبتسمه: أهـــه .. مش هتسدئـي بئآ لمآ أئولك
نسمه: وش !
حور: رآئف دآ بديلو على رآسو – ضربت قبضتهآ اليمنى بوسط رآحتهآ اليسرى –
نسمه: إيوه إيوه , بـ دليل ذرآعك إللي إنكسر وتعجـز .. اكذبي غيرها
حور: ههههه يآبـتّ لآآء سيبك من درآعي وعلئة الموت إللي أخدتهآ دي .. وآللهي بقـد .. شوفي ... شتمتو كل الشتآيم – فرقت أصآبع يدينهآ وبدت تعد عليهم بـ حمآسه وإندفآع - يآكلب , يآحمآر , يآغبي يآمتخلف يآوآطي يآحقير يآمعفن يآزفت يآموئرف يآقآهـل يآهمقـي يآمريض
إنفغر فمها بضحكه رجوليّه ضخمه , سآذجه وبلهآء من ردة الفعل لنسمه والمتمثله بفمهآ المنفغر لآخره وعيونهآ المبققه بتطلع من مكآنهآ ...
حوريه: هههههه أوقسم بآلله

بلعت ريقهآ الجآف من هول مفآجئتهآ بآللي تقولي حور وإللي ببآلهآ الحين إنه مغير – خــرط – هي وهي أخته ولآ بعمرهآ قدرت تتطآول عليه حتى بـ النظره , رآئف هو الوحيد إللي تحشمّه وتعمل له حسآب , خلآفاً لـ أخويهآ الأكبر أحمد وطلآل .. أو رآمـز: مستحيـــل
حوريه: وآللهي بقـد
نسمه: تخآفين من إخوآنك مآتسبينهم ومطلعـه كل كبتك على زوجك !
حوريه: ههههه تسدئـي أول مره آخد بآلـي !!
بلعت ريقهآ الجآف سآئله بـ بهوت: طيب ورآئف وش يسوي ؟
قوست فمهآ بلآ مبآلآه: مبيعملش حآقه .. بيضحـك الغبي وبيستفزني أكتر
نسمه: تسبينه ويضحك ؟ رآئــف !!!!
حوريه: شفتي علآقتنآ حلوه إزآي ! هههههه

نسمه: حور إنتي من جدك !
حوريه: أيوآ يآبنتي وآللهي .. وهي دي الحآقه الحلوه .. إنه فآهم إن الشتيمه دي مبيكونش أصدي منهآ أهينـه بيهآ , لآ بئولهآ كدآ عآدي .. وأنآ فعلاً بئولهآ عآدي ومبخفش منـه , مش شيفآه فرعون الطآغيـه .. مبعدش أفكر زيك ينفع أئولو كدآ ولآ مينفعش .. هيزعل ولآ دآ عيب ولآ غلط ولآ دي حآقه تكسـف ولآ سخيفه .. عآدي .. والحآقه الأحلى كمآن هو إحسآسي إن أنآ بملك حآقه خآصه من رآئف .. حآقه ليّآ أنآ لوحدي ومش لغيري .. إنو معآيآ أنآ بيكون رآئف تآني .. بعيد عن الشغل ورسميآته والنشوفيّه والجفآف إللي بيتعآمل بيهم مع الكل .. لآ .. معآيآ أنآ بيكون مختلف .. حد طبيعي قداً إنتي نفسك ممكن تستغربيه !


/
/



مسآءاً ..
بغرفتهآ صغيرة آلحجم آلمنظمـه بـ رتآبـه بآعثه للرآحـه والإستقرآر النفسي ..
مستقعده على سريرهآ الصغير ممدده سآقيهآ ورجل فوق الثآنيـه بحجرهآ ملزمـه ورقيـه .. بيدهآ اليمنى قلمهآ الأزرق إللي تشد به خطوط قصيره وكثيره متدآخله بـ الورقه المفتوحه قدآمهآ وبوجههآ إبتسآمه هآدئـه , جذآبـه .. مآتوحي إلآ بـ السحر والأسر إللي تعيشه بهآللحظـه .. بـ أذونهآ الهآندفري البيضآء ...

بوسط أسرهآ أجفلهآ الطرق الخفيف للبآب وإللي بسببه إنتفض كآمل جسمهآ موسعه عيونهآ بـ إرتعآب .. وبـ تشتت وآضح همست بصوت خآفت: بقفل الحين نتكلـم بعدين - بــدر - .. بآي بآي ... طيب آوكي , خلـص بــدر بعـديـن .. بآي
قآلتهآ ببلعة ريق متوتره منزله السمآعآت من أذونهآ: آيــــوهـ
فتحه صغيره للبآب إللي فتحته مدخله منهآ رآسهآ بنظرة تحرّي: تدرسيــن !
بللت شفتيهآ وبآقي آثآر توترهآ وآضحه: إي , فيه شيّ !

دخلت للغرفه مقفله البآب من ورآهآ برجلهآ مقتربه صوب سريرهآ وبيدهآ صينيه عريضه حملت أنوآع من الأصنآف تنوعت مآبين صحن قزآزي كبير يظهر منه سنآكس الدوريتوس مثلث الشكـل وجمبه صحن صغير سلطـة زبآدي بـ الخيآر ...
كوب شفآف فآرغ بـ مسكـة يدّ وترمس صغير آلحجم: طيب خذي بريك وكلي شيّ إنتي من أول تدرسين
نآظرتهآ بـ جمود النظره المطوّله إللي إنتقلت أخيراً من وجههآ للصينيه إللي بيدهآ موقفه على ركبتيهآ مستلمتهآ منهآ: طيب كلـي معآي

جلست بـ الطرف الثآني من السرير: مآلي نفـس , هذآ جآيبته لك إنتي .. هآ متـى إختبآرآتك !
رفعت قطعه من الشيبس مغمستهآ بـ الزبآدي مجآوبتهآ قبل تدخلهآ بـفمهآ: مآبقى إلآ إسبوع وثلآث أيآم .. آلله يعين
صيته: وذآبحه عمرك مذآكره , يمديك تلحقيـن لآتضغطين على نفسك وآجد
ريتآج: عقيقـة ولـد نآهـد أختـك بـ آخر ذآ الإسبوع .. وبننشغل معهآ أكيد , مآبي أضغط نفسي
فتحت فمهآ الفتحه الصغيره إستيعآباً رآفعه الملزمه وبدت تفر فيهآ بـ فمّ مطبق لآويته يسآراً يصعب عليهآ فهم آلمشروح: سهلـه موآدكم !

جآوبتهآ بصوت ضخم مخنوق من أثر الأكل بفمهآ: يعنـي .. موآد وموآد
تركت الملزمه من يدهآ بـ إهمآل إذ إنه إستصعب عليهآ فهم شيّ من المكتوب , الشيّ إللي مآيمس تخصصهآ .. مشت صوب التسريحه جآلسه على كرسيهآ تنآظر بشكلهآ فـ المرآيه: نآويـه تترتبين على الدفعـه هآلسنه بعد !
رفعت ذقنهآ بـ فخر مصحوب بشيئ من الغرور: إن شآلله الأولى على الدفعه هآلسنه بعد وكل سنـه
إلتفتت لهآ نصف إلتفآته مبتسمه: أحـلآ يآوآثــق
ريتآج: طبعاً حبيبتي إيش مفكره ..

لفتهآ كمّ مستحضرآت التجميل وأدوآتهآ المصفوفه على الطآوله إلي مآيبين خشبهآ من تحتهآ: كل ذآ مكيــآج !
ريتآج: عشقي الأول والأخير
رفعت لهآ قلوس علبته بلآستيكيّـه ويظهر شفآف من الخآرج مقوسه فمهآ بعدم فهم لطبيعة هآلشيّ فآتحته بـ هدوء وبـ حذر بدت توزعه على شفتيهآ الرقيقه: تشترينهم ومآتحطيـن
ريتآج: ووين بحط يآحسره , لآ طلعآت نطلعهآ ولآ منآسبآت أو حتى زيآرآت للبيوت .. عيشـه تقصر آلعمر
أطبقت شفتيهآ على بعضهم موزعه آللون إللي كآن أصلاً شفآف ملمع: عندك الجآمعه كل يوم تروحينهآ
لوت فمهآ بـ حنق: مكيآج الجآمعه سيمبل ونورمآل , مآيمديني صدق أتفنن .. – قآلتهآ متبعتهآ برمقه مشمئزه مردفه – وإنتي يوم تكرمتي على نفسك تحطين شيّ قمتي تحطين هآلشفآف !
صيته: مغير أجـرب

وقفت على ركبتيهآ فوق السرير بيسرآهآ الكوب القزآزي وبيمينهآ الترمس الصغير إللي صبت منه قهوتهآ المُحلاّه , مشروبهآ الإعتيآدي بـ أيآم الدرآسه للإختبآرآت لمسآعدتهآ على التركيز والإنتبآه وطول فترآت السهـر ...
مشت على السرير زحفاً بـ حمآسه لحد مآنزلت للأرض ووقفت قبآلهآ تآركه كوبهآ على التسريحه بآسطه يمنآهآ تحت ذقنهآ جآبره وجههآ على الإلتفآت يسره لهآ: ورينـي أشوف
أرجعت صيته رآسهآ لورآ مغمضه عيونهآ بـ تململ وكنهآ درت عن نوآيآ ريتآج بهآللحظه: لآتبديـن الحيـن
ريتآج: لحظـه لحظـه وآلله تونـي ألآحـظ ........ وش هآلتغييــــــــر !! كم لي مآشفتك أنآ
صيته: كل يوم تشوفينـي
ريتآج: وجـــــــــع صيتـــوووه بشرتك صآيره حلوه مآشآلله , نقيّه وصآفيـه ..
بققت عيونهآ بـ إرتعآب: قولي مآشآلله
قلبت لهآ عيونهآ بـ إحتقآر: أبسطرك وآلله , ترآ قلت مآشآلله !

نآظرت صيته وجههآ بـ المرآيه شويّ من الجآنب الأيمن وشوي من الأيسر وهي مآطه رقبتهآ: صــدق فيه تغيير !
ريتآج: عمى إنتي مآتشوفيـن ؟ وآلله وجهك صآر أنعم وجهـي .. كل الحبوب والبثور هذي وينهآ ! مآنيب شآيفه ولآ حُفره , يآلمخيسه مضيعـه رآتبك بعيآدآت التجميل أجل هــآآآه
صيته: وهذي مو شورتك إنتي ونآهد وأمي !

إحتضنت ريتآج وجه صيته بين رآحتيهآ مثبته عيونهآ بـ عيونهآ آمرتهآ بـ غرآبه: إبتسمـي كذآ أشوف !
إنعقدوآ حآجبيهآ محتدة نظرآتهآ بعدم فهم لطلب ريتآج آلمريب: شتبين إنتي !
ريتآج: إبتسمـي
لوت فمهآ آلمطبق يميناً أتبعته بـ شدة شفتيهآ غصباً لتطلع معهآ إبتسآمه مجبره مُعذبه وكأنهآ حآنقه أو ممتعضـه مو مبتسمـه ومآسرع مآتسعت إبتسآمة ريتآج قدآمهآ وطلعت لكنتهآ حجآزيّه مفتعله: يآوآد يآوآد إش دي الحلآوه
ضربت صيته ظهر اليد اليسرى لريتآج وهي فوق خدهآ: وخري أشوف
ريتآج: غمآزآتك بآنـوآ أكثر , يآلمخيسه شكلـك يخبـل .. أول مآكنت أشوفهم بسبـة آلحبوب وجهك كله كآن محفر , الحين برزوآ الغمآزآت آآآآخ يآحظك ليش مآعندي زيهـم

إرتفعت شفتهآ العلويه بـ تقزز: حتى الشيّ الحلو الوحيد فيني مستكثرته عليّ
ريتآج: من قآل إن غمآزآتك هي الشيّ الوحيد الحلو ؟ تدرين ليش مآتنعطين وجه ! لأنك غبيّـه وتقهرين بذي السلبيّه إللي فيك .. ليش مآتوثقين بنفسـك ! أولاً عندك غمآزآت عذآآآب .. عيونك صح إنهآ صغيره مقآرنتاً بعيوني الكبــآآآآآآآر الحلوين
قلبت صيته عيونهآ فآتحه فمهآ إدعآءاً للترجيـع من مصآلة ريتآج في حين سفهتهآ ريتآج مكمله: بس عيونك بعد حلوين فيهم رموش كثيييييره , يعني كحيلـه .. أمآ إللي يقهر أكثر هو شعـرك – خبت وجههآ بيدينهآ مرجعه رآسهآ لـ ورآ بـ ندب – آآآآآآخ شعري طويل ونآعم بس مو زيـك ..
بققت عيونهآ مُردفه: حسسسد يآلطيـــف

لوت ريتآج فمهآ لليسآر مطيره عيونهآ وكأنهآ تفكر بشيّ , آلتفكير إللي مآستمر كثير لأنهآ وبسرعه رفعت لهآ علبه بلآستيكيّـه ضغـط , وبضغطه خفيفه إنسآب منهآ سآئل كريمي بلون البشره ..
بـ فرشآه كبيره بدت تبلل أطرآفهآ بآلكريم إلي بوسط رآحتهآ اليمنى وتوزع منه على وجه صيته إللي كآنت مستسلمه هآلمره: إنتي جد مآعندك سآلفه
ريتآج: خلنـي أتسلى عليـك بهآلبريك , طفشت وأنآ أذآكر !
صيته: هذآ إيش إللي تحطينه ؟
ريتآج: هذآ فآونديشـن .. أول شيّ توزعينه على وجهـك وآلرقبـه هم بعدهآ البودر .. يخلي وجهك كله طبقه وحده مثل القزآز يلمـع ... بس تدرين وش إللي أبيـه !
صيته: إيــش !
ريتآج: أحطلك كنتور على ذآ الخشم
إنعقدوآ حآجبيهآ مرسله لهآ نظره توعديّه: وشبه خشمـي إنشآلله !
ريتآج: خشم معقـوق .. هذآ هو الشيّ إللي مآهوب تمآم مره بشكلك .. معقوف كذآ مدري كيف جآي .. مآحد خذآ ذآ آلخشم من أبوي إلآ إنتي وسلطـآن

جت صيته بتوقف عن الكرسي مطبقه فمهآ بـ حنق وإمتعآض: الشرهه علي عطيتك وجه بزيآده
وقفتهآ ريتآج معترضه طريقهآ بـ قبضتيهآ إللي ثبتتهم على جآنبي صدرهآ من الكتفين: ههههه خلآص خلآص أمزح وآلله
قلبت صيته عيونهآ بـ إحتقآر: مزحك مخيس ومآله دآعي
أنزلتهآ ريتآج بحركتهآ الهآدئه من يديهآ إللي ثبتتهم على لوحي كتفها نزولاً لترد وتقعد على كرسيهآ: ههههه لآزم تتقبلين النقد .. مثل مآقلت لك الشيّ الحلو فيك أقول بعد المو حلو
ضيقت صيته عيونهآ بتعبير إستفزآزي: مآلك دخل , خشمي وعآجبني
ريتآج: ههههه أشوى إنه مو خشمـي كآن إنتحرت

خزتهآ بعيونهآ وبوجههآ تعبير المنقهر آلموشك على نفآذ صبره في حين بدت ريتآج ترسم لهآ الخطوط التصحيحيه الدآكنه لقلم الكنتور على جآنبي خشمهآ وبسبآبتهآ تتحسس العظم البآرز عرضاً لمقدمة خشمهآ بـ المفترق مآبين عيونهآ: يبآلك عملية تجميل تشيلين هآلعظمـه
جت صيته توقف ووجههآ كظيم , محمر ومكفهر إلآ وضربتهآ ريتآج بخفه من جبينهآ مآزحهه: ههههه خلآص عآد نمزح قلنآ

صيته: سآمجه ومآصلـه ودمك ثقيـل
ريتآج: ههههه أحب أستفزك ليش مآدري
صيته: لأنك سخيفـه .. بس الشرهه علي معطيتك وجه ومخليتك تلعبين فيني بكيفك
أرسلت لهآ ريتآج بوسه بـ الهوآ من فمهآ المضموم مُردفه بـ إبتسآمه: يآخبلـه أنآ قآعده أزينـك ..
سكتت صيته شويّ مخفضه بصرهآ وكأنهآ تفكر بشيّ في حين مآلت ريتآج بجسمهآ للحد إللي معه إختلطت أنفآسهم الدآفئه في محآولة تركيز شديد من ريتآج إنهآ تعدل رسم حآجبي صيته بـ إحترآفيه: آلحين بس أخلص وتشوفين نفسك ملكة جمآل

صيته: جمآل صنآعي هذآ وش فآيدته
ريتآج: وآلله غبيّـه .. المكيآج صدق مآيصنع الجمآل بس هو وسيلـه لإظهآر هآلجمآل .. الأخذ بـ الأسبآب يعنـي .. أمآ إنك تهملين نفسك هم تدعين إنك كذآ بطبيعتك ؟ خير إنشآلله ! سلآمآت !
صيته: يعني خشمي لهآلدرجه شيـن !

إستقآمت ريتآج بوقفتهآ مطبقه فمهآ بـ إحبآط في حين رفعت صيته حآجبيهآ وبوجههآ إستفهآم سآذج: شفيــك ؟
ألصقت ريتآج سبآبتهآ والوسطى اليمنى ببعضهم موجهتهم لجآنب رآس صيته وكأنه – مسدس - مجآوبتهآ: الشين مآهوب خشمك ولآ شيّ بشكلك .. الشين كله ذآ إللي برآسك .. مخـك الغبـي
عقدت حآجبيهآ بعدم فهم مبوزه لتكمل ريتآج وهي تفك تلبيسـة قلم الكحل الفلومآستر إستعدآداً لرسم العين: أفكآرك الغبيّه عن الجمآل وظنونك الزفـت عن نفسك وشكلـك .. هذآ هو الشين إللي فيـك ..

أخفضت صيته رآسهآ في حزن مآخفى عن ريتآج: يعننك مآتدرين ! كلآمك هذآ لأنك أختي
أطلقت زفرة إستهزآء قصيره: هــه .. شفتي إنك متخلفـه ! لأني أختك يآلغبيه مآعندي شيّ أخفيـه عنك .. لو إنك شينه قلتهآ لك بوجهك عآدي وش له أجآملك وأمتدح فيـه ! – قلبت عيونهآ لهآ بـ إحتقآر مُردفـه – مــــــآآآآآلت
صيته: وليش مطلـق الرويلـي رفضنـي طيب !
قلبت ريتآج عيونهآ للسقف فآتحه فمهآ بتعبير آلمنقرف وشوي يجيب مآبجوفه: وآآآآآآآآآآآآع .. وللي يرحم أمك لآتذكريني
صيته: رجّآل زي أي رجّآل , شآفني ومآعجبتـه .. رفضنـي

كشرت وبوجههآ تعبير مشمئز وبقوّه: يخسـى رجل الكهـف ذآ أبو القمـل
صيته: ههههه حرآم عليك
ثنت سآقها اليمنى تحتهآ مثبته ركبتهآ على الكرسي مآبين فخذي صيته مدنقه عليهآ بتبدآ رسم الآيلآينر لعيونهآ: حرمة عليك عيشتك وعيشتـه , عآد ذآ أكثر آدمي قآهرني إن شفته توطيتـه .. آلله يآخذه مآل المرض .. قآل مطلق قآل ! جعلـه بطلق الرصآص من رشآش يفرغوه بـ خشتـه
صيته: ههههه أستغفرك يآربي , ريتآج وآلله حرآآآآم
ريتآج: آقوول إنطمـي بس .........


/
/
/


عصريّة اليوم التآلي ..

ثبتت خطآه المتبآطئه موقف بوسط غرفـة نومه إللي دخلهآ ..
توقيت عصـري بعدمآ توّه وأنهـى دوآمـه الوظيفـي بـ مؤسستـه ..
زفره مهمومه مغمومه أطلقهآ بيأس وهو يشوفهآ جآلسه على الكنبه الإسفنجيّه كحليـة آللون .. رجليهآ فوق الكنبـه , ضآمه سآقيهآ بوضع الـ x لصدرهآ محآوطتهم بسآعديهآ .. جآنب وجههآ الأيمن فوق إنتصآف ركبتيهآ ..
مآختلف شكلهآ الحزين بجلستهآ آلحين على الكنبـه أو بنومتهآ المتوآصله من ثلآث أيآم على السرير !

بـ هدوء جلس على يمينها مسيح جسمـه فآرد سآقيه قدآمه .. بدآ بصرقعة أصآبعه اليمنى قبل يسألهآ بـ خفوت: وبعديـن يآتغريــد !
بهدوء غيرت من وضعهآ لتقآبله وجهاً لـ وجه .. أسندت خدهآ الأيسر لركبتيهآ المضمومتين تنآظره في صمــت ..
النظره المطولـه إللي تشآبكت فيهآ نظرآتهم فآرغة المعنـى .. قطعهآ بـ شدة شفتيه المطبقه إحبآطاً من جمودهآ آلمريب ..
ثنى سآقه اليسرى تحته معدل من جلسـته لإستقآمه بـ ظهره .. شدد من قبضته لسآقهآ اليمنى المرفوعه والمضمومه لصدرهآ: عآجبك هآلوضع إللي إنتي فيـه !
تغريد: ...........
....: ثلآث أيآم مآطلـع صوتـك ! مآتكلمتـي كلمـه ... مآ أكلتـي أكلـه ...
تغريد: ..........
....: أمـي وخوآتي يسألون عن أحوآلك ؟ وليش إنك قآطعه عنهـم

شهقة نفس عميقه وهآدئه مسموعه من خشمهآ رآفقتهآ غمضة عين مستسلمـه تجآهلاً للي يقولـه .. قوآهآ النفسيّه أوهن من إنهآ تتوآجه معه حتى بـ حوآر سطحي مثل هآللي يحآول هو آلحين يفتحـه معهآ ...
تجآهلهآ المتعمد وإللي مآيصيبـه إلآ بـ اكتئاب متضاعف , قآسيـه عليـه وعلى قلبـه الضعيف بحبهآ .. هآلجفآء منهآ مآيزيدهآ إلآ قسوّه , ومآيزيده إلآ وهــن ..

قطع المسآفه القصيره الفآصله بينهم .. إلتصق جآنب جسده الأيسر بجآنبهآ الأيمن .. إمتدت ذرآعه اليسرى محآوطه كتوفهآ وبيمينه تحسس سآقهآ اليمنى بـ حرآره: لمتـــى يعنــي !
عطته نظره خآطفه , فآرغـه .. تهيأ له إنهآ سؤآلهآ السريع الخآطف .. بـ نظره , بـ همس دآفئ أوضح لهآ قصده: لمتـى هآلصدّ ! لمتـى وإنتي بروحك وأنآ بعيد عنك ! تغريد إنتي زوجتـي .. وهمّك هو أكبر همّـي .. ليش مآتشآركيني هآللي تحسينه وتفكرين فيـه .. جربــــي .. أبيك بس تجربين ............. – سكت لثوآني أردف من بعدهآ بـ ثقه - وآلله مآتندميـن
تغريد: وش إللي تبي تعرفـه !

قوس فمه مايدري مجآوبهآ بـ بهوت: أي شيّ .. هذآ إللي بقلبـك كلـه ليش مآتطلعينـه ! وش إللي مضيق لك خلقك ! وش إللي مكدرك ...
قآلهآ مشدد من قبضته الممسكه بعظم سآقهآ اليمنى إنتصآفاً .. مآل رآسه للحد إللي معه تدآخلت أنفآسهم الدآفئـه .. تشآبكت نظرآتهم البآرده !

....: أبي أروح لهلـي
فآجئـه آلطلب .. مو هذآ إللي كآن متأهب لسمآعـه .. إنعقدوآ حآجبيه بـ خفه مبعد رآسه عن وجههآ والإستفهآم بعيونه سألهآ: مآفهمـت !
تغريد: أبي أزورهـم
إرتفعوآ حآجبيه إستغرآباً مقوس فمه بعدم فهم: زوريهــم .. شفيهآ يعني
....: اليــوم
ضيق وآضح إعترآه .. أطبق فمه بـ قهر مكبوت مجآوبهآ بـ حنق: لآ مو اليـوم .. مو قبل أعرف أول وش صآر بآلزيآره الأولى
أبعدت وجههآ عنه مسنده منتصف جبينهآ لركبتيهآ كرد فعل رآفض لمجرد المنآقشـه !
....: وش إللي صآر علمينـي
....: مآصآر شيّ

أطبق فمه منقهر , الظن إللي ترآءى له بـ الخطوه إللي قآربت مآبينهم إنعدمت آلحين وهو يحسّ بـ مئآت الخطوآت فآصلـه !
....: شلون يعني مآصآر شيّ ؟ بلـى صآر .. رديتي تبكيـن , همّ حبستي عمرك بـ الحمّآم .. طلعتـي لآ أكل ولآ شرب ولآ كلآم .. على وضعك من ثلآث أيآم .. وش إللي سوته أختك هـآآه ! تكلمـي ولآ قسم آلحين أنآ بنفسي أروح لهلـك وأتفآهم معهـم
بسرعه رفعت رآسهآ تنآظره .. ثبتت عيونهآ المشدوهه بعيونه المتوعـده .. تدري عن مآلك وفعآيلـه .. إن قآل فعـل ولآ إهتم , كن هآلشيّ ذروة آلعقـل أو قمـة الطيـش ..
بـ قلة حيله أغمضت عيونهآ بتنهيدة إستسلآم قصيره , زفرتهآ من خشمهآ مسموعه .. الهدوء بملآمحهآ إللي أوحى له بـ خضوعهآ , إستنطقهآ بـ همس: هــآآ !

شهقت نفس عميق قبل تجآوبه بـ نفس الهمس الخآفت: إنت فعلاً عرفت دآرين وتزوجت تغريـد ..
بلل شفتيـه خآفض بصره لحجر ثوبه , ثوآني من الصمت إستغرقهآ بـ التفكير , انهآهآ بـ سؤآله: وش كآن غرضهآ من هآلموضوع بـ كبره ؟ ليش تورطـك ؟

بآلقوّه أقفلت عيونهآ إذ إن مآعندهآ من الطآقه شيّ لتحمل تسآؤلآته إللي بنظرهآ آلحين أتفـــه من أيّ شيّ تآفــه مقآرنتاً بـ الطآمـه العظمـى المدفونه من سنوآت كثيـره ..... طويلــه ..
أي شيّ آلحين مقآرنتاً بـ حقيقة كونهآ بنت غير شرعيّـه , من أم مآتدري منهـي , أبّ أنكرهآ .. وعمّ تكفـل بهآ .. هي المقآرنه إللي مآمنهآ رجآ ..
يهون كلّ شيّ .. إن أختهآ إستغلتهآ .. وبـ أسوء أشكآل الإستغلآل .. الطعن بـ أخلآقهآ .. بـ شرفهآ وعفتهآ .. كمّ الإهآنآت إللي إنصبت وإنكبت عليهآ إبتدآءاً من النظره وصولاً للضربـه .. يهون عليهآ تورطتهآ بعلآقـه شرعيّـه مع مآلـك .. في حين إن قلبهآ متورط بعلآقـه غير شرعيّه مع سنــد ! كلـه يهون وأكثر ... إلآ هآللي قآلتـه دآريـن .. صعـب , وثقيــل .. وأليــم ..

....: مآقدرت أتفآهم معهآ .. إنهـرت
....: وأنآ موقآيل لك هذآ إللي بيصير ؟ مو قآيل لك مآرح تقدرين توقفين بوجههآ وتوآجهينهآ
أنزلت رجلهآ اليسرى بـ الأرض ثآنيه سآقهآ اليمنى تحتها بـ نصف إلتفآته عليـه ..
مآغآب عنـه اللمعه بعيونهآ ولآ خفى عليـه بحـة آلحُزن بصوتهآ .. طلبته بـ توسل وكأنهآ الرغبه الأخيره لهآ بـ الحيآه: تكفـى يآمآلـك .. بس هآلزيآره اليـوم .. الزيآره الأخيره

أغمض عيونه بهدوء شآهق نفس مهموم أردف من بعده بـ حنآن دآفئ وهو يتملس وركهآ الأيمن: يآقلب مآلـك .. آلله لآيقطـع وصلـك بـ أهلـك , مآرح أمنعك أبد من زيآرتهم وبآلوقت إللي تبينه بس مو اليوم .. مو وإنتي بهآلحآلـه .. ومو قبل نتكلم أول ونتفآهـم
ضمت أصآبع يمنآهآ لبعضهم قآصده تفهمه وقد رقت ملآمحهآ بـ إنكسآر حآمل تجعيدآت بوآدر البكآء: يآمآلك إفهمنـي آلله يخليك .. لآتضغط عليّ أكثر ترآ وآلله مآفينـي

بسرعه مسك يدهآ المرفوعه بوجهه خآفضهآ بـ طمأنه: خلآص طيب لآتبكيــن
....: أبي أروح لهـم
نفث زفره مستسلمه أعقب من بعدهآ بـ قلة حيله: آبشـري ... بس مو قبل تآكليــن
نآظرته بـ فمّ مطبق يأساً من زود إصرآره وحدة عنآده , أبدّ مآيملّ , صآر له ثلآث أيآم فوق رآسهآ يزن تآكـل , لسآنه مآيوقف ترجـي ولآ يملّ من التوسل , هي بكيفهآ تخضع له رآغبة الفكآك منه ترضيـه بـ لقمتيـن أو ثلآث عدداً تآكلهــم .. إجبآراً .. منـه .. وبيدهـ !

إرتفعوآ حآجبيه إدعآءاً للبلآهه من نظرتهآ المحبطـه له مُردف بملآمح البرآءه الطفوليّه مقوس شفتيه بمعنى – مآلي دخل - : إللي أوله شرط آخره نور .. كليتـي ...... رحتي لهلك , مآكليتـي ؟ مكآنك إنطقيتـي ..



/
/



مطأطأة الرأس ,, بصرهآ مخفض بـ إنكسآر .. عيونهآ لآمعـه بـ حُزن
هآلموقف إللي هي آلحين فيـه مغآمره بحد ذآتهآ .. موآجهه مع كرآمتهآ وتحديّ لعزة نفسهآ ..
بسرعه رفعت رآسهآ بـ إنتبآه من وصلهآ ذآك الصوت المُرحب وبـ حميميّه: سآلي يآبنيتـــي ...
وقفت من فورهآ جآبره نفسهآ على التبسم: آهليـن خآلتـي .. شلونك !
حبتهآ من خديهآ بـ حرآره: بخير آلحمدلله شعلومك إنتي .. آقعدي آقعدي آلله يحييك
جلست مكآنهآ على المجلس الإسفنجي بلونـه الكحلي قمآشته من القطيفه اللآمعـه مزين بـ مخدآت صغيره ذهبية مرتفع عن الأرض كمآ آلكرآسي .. رآده تحيتهآ بـ ابتسآمه ارضاء ومجامله بآهته: آلله يبقيـك خآلتي ..

مسكت ذقنهآ مسدده لهآ نظره عآتبه مستفهمه: علآمـه سهـل أجل مآعلمني بجيتـك !
ثبتت عيونهآ عليهآ للحظـه بـ إنتبآه أخفضت من بعدهآ بصرهآ ببلعة ريق هآدئه: لآ .. سهيـل مآيدري عن جيتي
إنعقدوآ حآجبيهآ إستفهآماً سآئتهآ بـ تحري مخفضه فيه صوتهآ: خير يآبنيتي , بينكم خلآف !
شبكت أصآبع يدينهآ مطبقه فمهآ إللي إنشدوآ شفتيه بعدمآ ابتلعت ريقها: يعنـي .. شيّ بسيـط

أم سهيل وإللي إكفهر وجههآ بـ وجوم , شيّ من التشكك والإرتيآب سرى بنفسهآ وعيونهآ تتفحص سآلي بـ أدق ردآت فعلهآ المتوتره بوضوح والمتمثله بـ ملآمحهآ البآهته ... دعت بقلبهآ إنه مآيكون الشيّ الكبير .. هي من أول وتدري عن علآقة ولدهآ المتوتره بخطيبته ونوآيآه القديمـه عن رغبته بـ حل إرتبآطـه وإنفصآله عنهآ ..
لوت فمهآ المطبق يميناً يتآكلهآ الظـن عن طبيعـة الخلآف مآبين ولدهآ وخطيبته .. إللي على الأرجح إنه مآهوب بـ الشيّ البسيـط أبدّ مثلمآ إدعت سآلي آلحين ولآ مآكآن بنفسهآ جتهم البيت وبدون سآبق إنذآر بـ الوقت إللي كآنت مشيره عقآربه للـ خآمسه عصراً !

....: سهيـل موجود آلحين !
نآظرتهآ بـ إنتبآه مجآوبتهآ بسرعه: إيه يآبنيتـي .. بغرفته ..
سآلي: إذآ مآعليك أمر يآخآلتي ممكن تعلمينه إني موجوده وأبيـه ..
أطلقت من خشمهآ زفره مسموعه كآن صوتهآ مهموم بـ إحبآط وقلة حيلـه جآوبتهآ وهي توقف: أبشـري آلحين بعلمـه ..
أومأت رآسهآ إيجآباً بـ إبتسآمه قصيره مطبقه وأصآبعهآ اليمنى تفرك دبلتهآ الذهبيه بـ بنصرهآ الأيسر ...
أرجعت رآسهآ لظهر الكنبه الإسفنجيه متكتفه وعيونهآ تدور بـ المجلس الفسيـح من حولهآ ..
لحظآت إمتدت لـ دقآئق من الإنتظآر إنتهـت بدخولـه عليهآ عآقد حآجبيه أقصآهم إستغرآباً لـ توآجدهآ !
الدخلـه إللي معهآ وقفت هي عيونهآ متعلقه بـ عيونـه ..

لآشعورياً تغرغرت بـ دموع سريعه كآنت الصدمـه الكبرى لـ سهيـل إللي أقبل صوبهآ بـ خطى سريعه مميل رآسه بـ خفه لأجل يستوعب حقيقة هآللي يشوفه وقد سرى بقلبـه شيّ من التخوّف ..
سألهآ بـ قلق وآضح: شفيــك !!
بظهر سبآبتهآ مسحت إللي تمرد من دموعهآ وسآل مخفضه رآسهآ عنه إجبآراً لأجل مآيبين من إنكسآرهآ أكثر من إللي بآن في حين إعتصر هو ذرآعهآ الأيسر بيمنآه مشدد عليه بآلقوّه سآئلهآ والإهتمآم بنبرته القلقه: نآظرينـــي .. شفيـــك

....: مآفيـــه
ترآخت مسكته لذرآعهآ سآئلهآ بعدم فهم خآفت: شلون مآفيـه ! ليش تبكيـن ؟ أحد من هلك صآير عليه شيّ !
هزت رآسهآ نفياً وبعدهآ يدهآ اليمنى تحفر تحت عيونهآ قآصده إزآلة آثآر دموعهآ ليسألهآ هو وقد إحتدت نظرآته: ليـش تبكيـن أجـل !
رفعت رآسهآ لهآ تنآظره بعيون حزينه عآتبـه .. برغم طول قآمتهآ إلآ إنه تظل قصيره قبآلة طوله الفآرع .. وكأن سؤآله مآزآدهآ إلآ بؤس .. يسألهآ وش مبكيهآ ؟ ليش مآيدري إنه آلسـبب فيهآ ؟
سآلي: ليـش يآسهــل !
إحتدت نظرآته الصآرمه بعقدة حآجبين قآسيه , سؤآلهآ والقصد منه كلش مآفهـم !
تقوس فمهآ بـ إنكسآر وقد رقت ملآمحهآ منذره عن بدآيآت البكآ من جديد سآئلته بـ نبره مبحوحه مسحوبه من آخرهآ: ليش تبي تتركنــي !

السؤآل إللي سألته ومعه إنحلت عقدة حآجبيه , إتسعت حدقتيه .. ليكون من جدهآ ! هذآ هو سبب جيتهآ ! وهذآ هو سبب بكآهآ ! دموعهآ إللي ولأول مره يشوفهآ ! حزنهـآ وانكسآرهآ الوآضـح وإللي ظنـه أبعد ممآ يكون عن شخصيتهآ .. تسأله ليش يبي يتركهآ ! ليش مو هذآ إللي إهي أسآساً تبيـه !

كمّ هآئل من التسآؤلآت بقلبـه معهآ إنغلق عقلـه ..
رمش بتوآلي مآهوب مصدق هذآ الوجه الثآني إللي يشوفـه لـ خطيبته القآسيه الجآحـده ... آلحزن بعيونهآ كبيـر .. نظرآتهآ لوّآمه وعآتبـه صآبته بـ الصميــم ..
وجههآ حآد الملآمح خآلي من أي لمسة تجميـل إلآ إن هآلوهن إللي يشوفه بملآمحهآ أوحى لـه بـ كمّ مُرعــب من الجمــآل بين تقآسيمهآ ..
نبض عنيف بقلبـه أعلن معـه بدآيآت الإضطرآب العآطفـي .. بلع ريقه وبصره مُخفض للأرض مجآوبهآ بـ خفوت: هذآ أصح حـل
قآطعته بسرعه نآفيه: لآ مو الصحيـح .. منو قآل إن هذآ إهو الصـح !!

إرتفعوآ حآجبيه ببلآهه مستفهم لتكمل هي بـ إندفآع وحموّ رآفضه: لآآآ .. لآآ مآهوب صـحّ .. مآهوب صحّ ولآ بعمره بيكون الصحّ لآآ يآسهــل .. – إنشد فمهآ المطبق بعدمآ رقت ملآمحهآ بعيون معتصره تتوسله – لآتتركنــي
ذهول عآتي إكتسآه .. صدمـه يبسته مكآنه ويبست معه كل ردود الأفعآل .. جآمد ظآهرياً الآ إنه دآخلياً كآن مضطرب ... متأجج ومشتعـل ..

أكوآم الإهآنآت إللي تحملهآ ولمدة سنه كآملـه آلحين وبهآلمقآبله إللي توّهآ بـ دقآئقهآ الأولى يحسّ فيهآ بردّ إعتبآره لنفسـه .. كبريآءه إللي مآخذ المنحنى التصآعدي وبقوّه من بعد إنحدآر .. كرآمته وعزة نفسه إللي تسآوت مع الخط الصفري , آلحين ............... قآربت للقمّـه

إنتشلته من صدمته بملآمستهآ الدآفئـه لـه .. إحتضنت يده اليسرى بين يديهآ الثنتين مشدده عليهآ: إرجع عن القرآر هذآ يآسهـل ........ لآتتركنــي
أغمض عيونه بهدوء فآغر فمه الفتحه القصيره شآهق معهآ نفس انتصآره الكبير ..
بهدوء حرر يسرآه من يديهآ مستلمهآ هو حآثهآ تجلس وجلس هو جمبهآ .. جآ بيفك يده من يدهآ إلآ وشددت هي مسكتهآ مآنعته لينآظرهآ هو بـ إستغرآب جآوبت عليـه بهزة رآسهآ النآفيـه ليطلق زفرته المهمومـه بـ إحبآط تآرك لهآ يده بين يديهآ ..

....: علآقتنآ يآسآلـي فآشلــه , والفشل بذآته إنآ نتمآدى فيـهآ .. محـد بيخسر غيرنآ ثنينآتنآ ..
مآجآه جوآبهآ إلآ فعلـي يوم شددت أكثر من مسكتهآ ليده ليطبق هو فمه بـ يأس وقد ثبتت عيونه جآمدة النظره بعيونهآ المنكسره: آســف .. بس أنآ مقدر أتمآدى بـ الفشـل
سآلي: ليش يآسهل ! ليش تحكم علينآ ثنينآتنآ هآلحكم !
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره: ترآ هآلحكم تزآولنآ عليـه كثيـر
نآظرهآ بـ حزن مكمل بـ خفوت: من يوم خطبتنآ وحنآ نتزآول على هآلحكم يآسآلي
حركت رآسهآ نآفيه وبشده: لآآآ .. فرصـه .. بعد فرصـه

إجبآراً سحب يده من قبضتيهآ الخآنقه وآقف عن المجلس عآطيهآ ظهرهآ ويديه بـ جيوب بنطلونه القطني الوسيـع كحلي اللون مفرق مآبين سآقيه نظره ممتد للفرآغ من قدآمه: عطيتك فرص كثيره يآسآلـي وعطيت نفسي فرص أكثر .. أبيك تتقبلين هآلقرآر لأنه حتمـي .. آلموضوع آلحين مآهوب نقآش بيني وبينك .. سنـد وصله آلعلـم .. وفآهد أخوي علمتـه بآقي أبوي ..

وقفت وقد توجمت ملآمحهآ بـ حده محتدة نظرآتهآ بـ استنكآر شديده جآبرته يلتفت لهآ من مسكتهآ لمرفقه الأيسر: لآ مآرح أتقبل الموضوع .. مآهوب بكيفـك .. وهذآ شيّ بيني وبينك ويخصنآ ثنينآتنآ .. مآلي دخل بـ سند ولآ بـ أخوك أو أبوك .. فآهــــــــم – ضربته من ذرآعه بقبضتهآ اليمنى كآنت أشبه بـ الدقّـه القويه معهآ جهر صوتهآ , طلع حآد وصآرخ ...... منهآر -: مآهوب بكيفك تتركنـــــي لأني أبيـــــك ومآرح أتركك لو إنك تبي هآلـشــــــي .. نآظرنـــــي .. تكلــــــــــــم

كآنت بقمة إنهيآرهآ مسدده ضربآت قبضتهآ الوآهنه لكل مكآن قدرت تمتد له يدهآ من وسط صدره .. الإنهيآر إللي تدآركه هو مكتفهآ من معصميهآ إللي أشبكهم فوق بعضهم بوضع الـ X هآزهآ بآلقوه رآص على أسنآنه آمرهآ بـ جفآء: وقفـــــي
حركت رآسهآ نفياً سآحبه معصميهآ المكتفين بـ قبضتيه الجآمده ليشدد هو مسكته أكثر ومعه وضح تألمهآ ... بهدوء ترآخت طرحتهآ السودآء , من رأسهآ لـ كتفيهآ .. إستقرت بـ الأرض موضع قدميهآ كآشفه عن شعرهآ البنـي الكثيف بقصته الكآريه الدورآنيه وقد حآوط كآمل وجههآ البآكـي ...
لآشعورياً وهنت مسكتـه .. ترآخـت .. ثم إنحلـت .. إبتلع ريقه وشيّ من الضيآع بعيونه وهو يتأملهآ ...
بظآهر يمنآهآ بدت تشد تحت عيونهآ قآصده تمسح دموعهآ , شهقت من خشمهآ شهقه طلع معهآ صوت مخآط أنفهآ السآيل وهي تسحبه للدآخـل ..

زفره محبطـه أطلقهآ بـ همّ وهو يفرج عن صدره شق جآكيته الصوفي المُضفر رمآدي آللون مقربه من خشمهآ إللي أعتصره حآثهآ بنظرة عيونه التأكيديه تنفث مآبدآخل خشمهآ إللي سآل ..
طوعاً للي يبيـه أخرجت مخآطهآ الشفآف من أثر بكآهآ تآركه أثره المبلل بـ شق جآكيته وعيونهآ مترقبـه ترمقه بذيك النظره التحتيـه المتوجسـه ...

لأول مره يحسّ نفسه الحلقه الأقوى بهآلعلآقـه .. مآيشوفهآ قدآمه إلآ أنثـى رقيقـه .. هآدئـه .. ولينّـه .. أحسّهآ كمآ الدميـه بين يديه وهو محتضن وجههآ بين رآحتيـه .. وبـ بنآن إبهآميـه لآمـس آلتجويف الرقيق لجلدهآ من تحت عيونهآ مآسح بقآيآ آثآر دموعهآ طآلبهآ بـ خفوت أقرب للوشوشه: لآتبكيـــن ..
....: لآتتركنـي
....: ولمتى أضمن هآلرغبـه منـك ؟!
....: أبي أتزوجك يآسهـل

.
.
.
.

ثوآني من صمت المفآجئه أتبعه بـ ضحكه قصيره إنتفض بهآ صدره خآفض رآسه في خجـل .. بلل شفتيه قبل يسألهآ مبتسم: وش إللي غيرك يآسآلي ؟
بيديهآ الثنتين مسكت معصميه مبعده رآحتيه بهدوء وترآخي عن خديهآ رآفعه كتوفهآ بهزه خفيفه مقوسه فمهآ مآتدري !
سهيل: تدرين وش نهآيـة الخطـآ ؟
سآلي: خطـآ أكبـر
سهيل: وتبيـن تطيحين بهآلخطـآ ؟
سآلي: مآ أبي أطيـح إلآ بهآلخطــآ

إرتفعوآ حآجبيه بـ تفآجئ أتبعه بـ تنهيده مهمومه أطبق فيهآ فمه بـ يأس , أوحت ملآمحه بـ الإستسلآم .. شيّ من الطمأنينه بدآ دآخلهآ يسرى .. بسرعه أدخلت يدهآ بجيب بنطلونهآ القمآشي الأسود من تحت عبآئتهآ الفضفآضه منفرجة الشقين .. الحركـه إللي معهآ تتبعتهآ عيونه بـ تركيز لتستقر أخيراً على الحلقـه الفضيّه بين سبآبتهآ اليمنى والإبهآم مقربتهآ من وجهه ..

نقل نظره مآبين هآلحلقه الصغيره وإللي مآكآنت إلآ دبلته وبين عيونهآ إللي شآف فيهآ لمحه خآطفه من الأمـل ..
إبتلع ريقه بهدوء شآهق نفس عميق .. رفع من بعدهآ يده اليسرى لوجههآ مفرق مآبين أصآبعه عن بعضهم هآمس لهآ بـ جمود وكأنه يملي شروطه: زوآجنآ بعـد شهـر ...

بـ ذهول إتسعت حدقتيهآ محتده نظرآتهآ بـ إستفهآم كآن أقرب لـ طلب الصدق من كلآمه .. الإجآبه إللي مآطوّل هو فيهآ مُردف بنفس نبرته الجآمده: موآفقـه ؟ هذآ إصبعـي .. مآتبين يآبنت النآس ولأي عذر من أعذآرك .......... الدبله بآقي بيدك .. مكآن مآطلعتيهآ ................... دخليهآ



/
/

/
/


بـ هدوء مثقـل أنزلت عبآءتهآ فوق ظهر الكرسي إللي جلست عليـه مقآبل للمكتب بسيط التصميم بـ حوآف وقوآعد نيكليّـه وطآوله قزآزيّـه ...
فآرده سآقيهآ قدآمهآ رجل فوق الثآنيـه , مكتفـة السآعدين , بصرهآ مصوب للكرسي المقآبل لهآ مبآشرة ...
توّهآ قد عطته العلم على الجوال بوصولهآ وتوآجدهآ بـ ملحقـه قآصده مكآلمته الإنفرآديّه أولاً قبل مقآبلـة أياً من أفرآد عآئلتهآ الصغيـره ..... الصغيره جداً ..

لحظآت قصيره من الإنتظآر قطعهآ بدخولـه آلحيوي مرحب بنبرته المشآكسـه: حيآلله توفـي آلحلوه .. صآرت شقرآ وعيونهآ زرقآ ..
بوجه جآمد وشكل مآعندهآ نيّه حتى لـ إبتسآمة مجآملـه .. مآلت يسآراً تنآظره بـ برود ليعقد هو حآجبيه وبآقي إبتسآمه قصيره بوجهه من إستقرت عيونه بعيونهآ بُنيّـة الحدقــه لآ زرقــآء !

....: لآعآد تلونين عيونك كآفينآ دآرين وحده
مآل فمهآ بـ ابتسآمه جآنبيه قصيره .. هآزئه .. سحبت من بعدهآ سآقيهآ الممتده لـ وضع الجلسـه المستقيمه إحترآماً لـ جلسـة وآئل على الكرسي المقآبل لهآ ...
وآئل إللي إستشعر غرآبة هيأتهآ والبهتآن المصحوب بـ حُزن وآضح لملآمح وجههآ المُرهق والخآلي من أي لمسة تجميليـه ..... تمآماً ..
شعرهآ الأشقر وإللي قصر طوله عن آخر مره شآفهآ والظآهر إنهآ فكت الوصلـه المستعآره .. مضفر بـ ضفيره ثلآثيـه الخصل جآنبيه على كتفهآ الأيسـر .. فستآنهآ شتوي ثقيـل بـ أكمآم ويآقه دآئريه صغيره أشبة بـ - قبآت - المرآيل المدرسيـه للصفوف الإبتدآئيـه .. رمآدي آللون بـ خيوط متدآخله من الأسود والأبيض والبنـي .. طولـه لـ فوق الركبه مبآشرة .. تحته ليقـن أسود ثقيـل .. بوتهآ Agg بنـي آللون ..

بلل شفته السفلى حآك بـ اظفر سبآبته اليمنى الجآنب الأيسر من ذقنه مروراً على عظم الفك السفلي: شكل علومـك كبيره
شهقت نفس مسموع أردفت من بعده بهدوء وبصرهآ مخفض لموقع قدميه: مآهيب أكبر من علومكم
تجعيدة إستفهآم بـ جبينه مآفهم قصدهآ: آلله أكبـر ..

أطلقت نفثـه كآنت أقرب لضحكه خآفته مقطوعه وعيونهآ على الملف الورقي الكبير إللي إنزلق من جآنب كرسيـه طآيح بـ الأرض .. ومع هآلحركه إنتقلت عيونه له رآفعه من الأرض منزله على طآولة مكتبه القزآزيه وبوجهه إبتسآمه عذبه: تدرين وشهـو ؟!
مآ أبدت أي إستجآبه ولو تعبيريه بملآمحهآ في حين أكمل هو بـ ابتسآمه مآفآرقت محيّآه وعيونه تلمع بسعآده تفاؤل للمغلف الورقي: هذي أشعّآت وتقآرير حآلة ميسم .... – إستقرت عيونه البآسمه بعيونهآ البآرده مكمل بـ نفس هدوءه المريح - : توآصلت مع دكآتره بـ ألمآنيآ .. برسل لهم هآلظرف يدرسون حآلتهآ أول همّ يحددون ميعآد العمليـه ... بحآول معهآ أول محآولآتي عسى إن فيه الخير وتقدر تمشي من جديد ... شرآيك عآد ؟ ترآك أول وحده أعلمهآ .. حتى ميسم توهآ مآعرفت ... شفتي كيفها علومـي !

....: إنت أخوي يآوآئل أو ولـد عمـي ؟!

وكأن الوقت وقـف .. وكلّ شيّ ثبـت ..
عيونه المتفآجئه تفآجئ مآقوى على إظهآره مصوبه لعيونهآ الغير حآملـه لأي معنـى !
لحظآت دآمت من الوقت آلكثيـر .... وبـ تبآطـئ ..
إبتلع ريقه ببصر مخفض للأرض , بآغته ثقـل سؤآلها ليحسّ بثقل جثم عليـه .. أطبـق على صدره , أخنق له إنبسآط قلبـه ..
سؤآلهآ أبداً مآكآن إستفهآم ... سؤآلهآ كآن طلب تأكيــد هي مسبقاً تدري , إلآ إنه بحآجـه لـ - تكّـة – تثبيـت !
شهق نفس عميـق مسموع .. أوحى بـ إستسلآمــه ..

بدون ممآطلـه حتى لو بـ إستفهآم عن طبيعة علمهآ بهالشي ومصدره , جآوبهآ وببسآطه: ولــد عمّــك
كمآ القطعه الخزفيّه , فآقدة الروح والإحسآس حتى وان كآن إحسآس التفآجئ .. وصلهآ الجوآب بلآ أي ردّ فعـل بآدي ليكمل هو كلآمه بنفس الهدوء قآصد إظهآر الحقيقه كآمله بدون أي حوآجز: أبوي محصـن هو عمّـك .. وعمّـك فيصـل هو أبـوك .. شروق أختي بنـت عمّـك .. وميسم زوجتـي هي أختـك
أرجعت رآسهآ للخلف فآغره فمهآ لآخره بـ نظرة إستجدآء لـ لطف ربهآ بقلبهآ ..

الصدمـه مآكآنت من طرف تغريد وحدهآ .. حيث إنهآ مآكآنت المستمعه الوحيده ..
ورآء البآب القزآزي للمكتب كآنت هي على كرسيهآ .. لآحقته وبشغب للملحـق بعدمآ أثآر فضولهآ تجآه المغلف الورقي إللي مرره قدآم عيونهآ قآصد إثآرة غيظهآ بهآلسرّ المخفـي بين يديه بهآلمغلـف .. وليكتمل دوره ولّآهآ ظهره قآصـد مكتبـه خروجاً من الفيلآ تآركهآ فيهآ لـ مقآبلـة أختـه ......... مقآبلة تغريـد !

بعيون دميعه سددت له نظرآتهآ العآتبه بـ إنكسآر: منو إللي مآيعرف غيري !
أغمض عيونه أسى شآد شفتيه المطبقه بـ أسف: مآحد يدري يآتغريد ..
....: دآرين تدري
وآئل: دآرين وحدهآ إللي تدري .. أنآ ودآرين .. شروق مآتدري ولآ ميسـم .. ولآ حتى زوجة عمي الثآنيه أو عيآله ..
تغريد: إنت ودآرين !!
وآئل: دآرين من علمـك .. صــحّ ! – قآلهآ بـ غيظ وآضح رآص على أسنآنه لترد هي بـ بحّة صوت مجروح – منقهر منهـآ !!
بسرعه جآوبهآ وبجفاء: لأن هذآ سرّ مدفون ومن زمآن .. شدعوى آلحين دآرين تفتح بقصص المآضي وحكآيآته !
....: يآخي حرآم عليـك

ضآقت عيونه إستنكآراً من نبرة آللوم بصوتهآ في حين أكملت هي بنبره مرتجفه أوحت ببدآيآت الإنهيآر الصآمت: أنآ من ثلآث أيآم مآنمـت ولآ إرتحـت .. – ضمت أصآبع يمنآهآ لجآنب رأسهآ تدقه بقوه إشآرة لعقلهآ – هـــذآآآ مآوقف تفكير بينفجــر ... – دقت بيدهآ لمنتصف صدرهآ وقد إنهآلت دموعهآ إستسلآماً – قلبــي .. قلبــي يآوآئل أحسّ بشيّ ........... شيّ .....!! مــآآآآدري .. شيّ يعورني .. شيّ خآنقنــي مآنيب قآدره حتى أتنفس نفسي طبيعي يآوآئل حرآم عليــك .. حــــرآم عليكـــم كلكــــم

بـ خجل أخفض بصره مطبق فمّـه بـ تأنيب للنفس , أكملت هي من بين بكآهآ المبحوح , طآلع صوتهآ خآفت مسحوب: كيف دآرين وبروحهآ تحملت هآلشيّ ! إنت وش إللي فرق معك يوم إنك دريت ؟ أبوك أبوك وأمك أمك .. بنت عمك صآرت أختك .. شفيهآ !! شللي صآر !! دآرين دآيم معصبـه , ضآيق خلقهآ .. مآتكلم أحد ولآ تحتك بـ أحد .. نآبذه الكـل حتى نفسهــآ .. أكثر من مره حآولت الإنتحـآر ونلوم عليهآ ! ببسآطه كذآ كنآ نقول عنهآ مجنونـه .. خلوكم منهآ ذي مب صآحيه .. أحسن خلهآ تموت وتفكنآ أصلاً هي مآلهآ وجود معنآ ولآ نحسّ فيهـآ .. كذآ كآن عآدي عندك ! عآدي عند أمي وعآدي عند أبوي ! ليش دآرين بروحهآ هي إللي تتحمل كل هآلوجـــع ! ثلآث أيآم يآوآئل وأنآ قآعده أموت .. ثــــــــلآآآث أيـــــآآآم ودآرين آلهمّ بقلبهـــآ سنــوآآآآت .. حنآ بنآت حرآم ؟!

وقف من مكآنه بسرعه الوقفه إللي مآ أمدآه يوقفهآ بطوله لأنه جلس على ركبتيه قدآمهآ محتضن يديهآ الثنتين بين يديه: لآتعيدينهــــآ ....
شدت فمهآ المطبق بوجـه بآكي مُعذّب , عآدت سؤآلهآ بـ مرآره: حنآ بنآت حرآم ؟!
أطلق زفره عميقه مغمض فيهآ عيونه بـ تعب: وش بتفرق يآتغريد ! مآتربيتوآ إلآ بآلحلآل وكبرتوآ بآلحلآل
ضآقت عيونهآ المتورمه بـ استهجان: أي حلآل ! إنت تحـلّ لـي ؟
وآئل: ............
سحبت يدينهآ جبراً من يديه: نآظرني وتكلّم ! حلآل خلوتنآ ؟ حلآل قعدتنآ هذي مع بعض ! حلآل تشوف وجهـي , جسمـي .. وشعـري ! حلآل تمسـك يدينـي ؟ حلآل أنآ ودآرين نشآركك إنت وشروق أسم أبوكـم ! حلآل نشآرككم حقوقكم !

أغمض عيونه بآلقوّه شآهق نفس حآنق .. توّه بيفتح فمـه بـ الكلآم إلآ ووقفت هي عن كرسيهآ بـ حِده .. أطلقت صرختهآ المزمجره مأشره بسبآبتهآ صوب البآب القزآزي من ورآهآ: ميســـم زوجتـك هذي وش فرقت عنـي وعن دآريـــــن !! ليش هي إسمهآ ميسم فيصل عبدآلله وأنآ تغريد محصن عبدآلله !! ليـش عيآله الأربـــع من زوجته الثآنيـه أبوهم هو فيصـل مو محصــن .. ليــــــــش !! ليش أنكرنــآ وليش رمآنـــــــآآ علمنـــي وش الفــــرق بينآتنــــآآآآ هــآآآآآه

إمتدت ذرآعيه بـ الهوآء قآصد يمسكهآ علّه يهدي من إنفعآلهآ بعدمآ وصل لقمتـه .. صوتهآ برغم حدته إلآ إنه مبحـوح وخآفــت .. يظهر منه بعض الكلمآت وغيرهآ مختفـي ... وجههآ مكفهــر , وجنتيها متأججه بلون أحمـر .. عيونهآ بآكيـه , متورمة الجفون .. خشمهآ سآئـل .. شفتيهآ المكتنزه تحوّل لونهآ لـ رمآنـي !

بـ نفور وآضح إرتدت خطوه مبتعده عنه قبل تمتد يده لملآمستهآ بآسطه كفهآ الأيمن بوجهه كـ اشآره وآضحه وصريحه تمنعه الإقترآب: لآتلمسنــــي ...
سألهآ والذهول بوجهه , موسع عيونه بعدم تصديق لرفضهآ: تغريـــــــــد !!
للحظه ثبت إنفعآلهآ .. هدأت دموعهآ .. إلآ إنهآ وبلحظـه إنهآرت قوآهآ الوآهنـه .. ردّ وجههآ وتكرمـش بـ تجعيدة بكآء معتصره عيونهآ .. طلع صوتهآ خفيض بآكي: مآني مصدقــه .. لآ إنت ولآ دآريــن ... مآني مصدقه
نآظرته بعيون قوسيّه متورمة الجفون: أمــي ... أبسأل أمـــي .....
بسرعه إتسعت عيونه قآطع المسآفة بينهم بخطوه سريعه شآدهآ من مرفقهآ الأيسر: تغريــــ ............ ـــــد
الإسم إللي إنسحب بـ آخره يوم إلتفت يسآره للبآب إللي إنفتح ومعه إنفتح فمـه بـ صدمـه ...
بـ ترآخي إنحلت مسكته لمرفقهآ بآلع ريقه بنظرآت محتده , ثآقبه ومتجهمّـه .. هآمس بعدم تصديق: ميســــم !!!


ميسم إللي كآنت تنآظرهم ثنينآتهم من موقع منخفـض بعيون ثآقبـه , حآدة النظـره .. مذهولـه !
قآبلهآ هو بوجهه جآمـد , متيبس .. مشلول الملآمح والتعآبير , مقآبله تغريـد بوجههآ البآكـي , دميعـة النظـره , منكسـرة الملمـح ..
تغريد إللي مآتحمّلت أكثر , تحسّ بضغط مؤلم من كل إتجآه .. من وآئل إللي فجأه تحوّل من أخوهآ لـ ولد عمهآ .. ومن ميسم إللي تحولت من بنت عمّهآ لـ أختهآ !
هي بفلـم قآعده تشوفه ؟ أو سينآريـو تقرآه ؟ حلـم يرآودهآ ؟ أو كآبـوس تعيشـه ؟!

برآحتهآ اليمنى كتمت فمهآ رآكضـه لبرآ الغرفـه ... وبرآ المُلحـق , تآركتهم ثنينآتهم للحظـه الصآمته المطولـه إللي تشآبكت فيهآ نظرآتهم متضآدة المعنـى ...
نظرآته الـ آسِفـه بـ خجـل , ونظرآتهآ المستفهمـه وبـ إستهجآن !
تسأله بعيونهآ الجآحظـه صدق إللي توّهآ وسمعتـه ليعض هو شفته السُفلـى مُخيب كل آمآلهــآ برد فعـل صآمــت أطلقت بسببه ضحكة قصيره مقطوعه – هآزئه –
أردفتهآ هزة رآس نفياً بعدم تصديق مبلله شفتهآ السفلى بلسآنهآ إللي رصّ عليهآ بآلقوّه: مستحيــل
....: ميســـ ............. – بـــــــــس –
أوقفته بصرخه قآطعه رآفضه إكمآله لـ كلآمه , رفضهآ لـ سمآع صوته مُردفه بنبره جآفه: مآبـــــي أسمــــــــع شـــيّ
أرجع رآسه مغمض عيونه بـ إبتئآس , هذي هي اللحظـه إللي بتنكشف فيهآ كل الأورآق المقلوبـه من سنوآت طويلـه ... هذي هي اللحظه إللي فعلاً إنكشفت فيهآ كل الأورآق ..

مسح على كآمل وجهه سآحب على فمه لـ أسفل ذقنه , تعلقت عيونه بعيونهآ المدمعه .. مطبقه فمهآ بآلقوّه رآمقته بخليط نظرآت حآده .. مآبين اللوم ! الإستنكآر ! الإستصغآر ! الإشمئزآز ! وعدم التصديق !!
نظرآتهآ القآسيه إللي صدّ عنهآ جبراً بوجهه مغمض عيونه إستجدآءاً للقوّه والصبر على تخطـي هآلموقف ..
مآغيره بوجه المدفـع , مآ أمدآه تهدآ أنفآسه من موآجهة تغريد يلقـى آلحين ميسـم !

....: إسمعينــي
ميسم: .............
طأطأ رآسه لثوآني وكأنه فيهم إستجمع بدآيآت الكلآم .. نآظرهآ والأسف بوجهه مُردف بنبره خفيضه هآدئه: صدق إللي سمعتيــه
ضيقت عيونهآ إستنكآراً بميلة رآس مستفهمه ليسألهآ هو ببرود: وش إللي سمعتيه !
....: سمعت كل شيّ .. سمعت إنك ولد عمهآ مو أخوهآ .. وإني إختهآ .. وإن أبوي هو أبوهآ مو عمهآ !!
إرتمى بطوله على الكرسي إللي توّه وقآم من عليه من بعد محآدثة تغريد .. يحس بثقل كبير وضغط على ركبتيـه مآعآد قدر يوقف أكثر أو يتمآسك ..

أسند كوعه الأيسر لطرف مكتبه مظلل فوق عيونه بيده اليسرى فآتح بيمنآه أزرآر ثوبه محرر رقبته من إلتفآف اليآقه الضيقه حولهآ علّه وبهآلشيّ يحرر أنفآسه المختنقـه إلآ إن كل مآله يحسّ بكتمـه تزيد وتحتد أكثر .. ضلوعه كل مآلهآ بـ الإنكمآش .. يحس بـ انطبآقهم على صدره .. على قلبـه !

وصله صوتهآ صآرخ , مُرتجف: وش السخآفآت هــذي !!
أبعد يده عن عيونه رآمقهآ آلنظره إللي بلآ معنـى وإللي من بعدهآ حركت كرسيهآ وبجفآف مقبله صوبه بعقدة حآجبين متكدره , وعيون مرغرغـه: عآدي عندكم تتسلون بـ أشيآء زي كذآ ؟ تنبسطـون ؟
أغمض عيونه بآلع ريقه قبل يجآوبهآ بـ إغتمآم: مآنتسلــى
ميسم: ...........
ثبتت عيونه البآرده بعيونهآ المدمعه مكمل بنفس هدوءه المؤلم: هذي الحقيقـه
أعرضت بوجههآ مطلقه ضحكة قصيره غير مصدقه: هــــه
وآئل: هذي الحقيقه يآميسـم
إلتفتت له بحده مضيقه عيونهآ إستنكآراً: أي حقيقــه !!
وآئل: دآرين وتغريد خوآتـك مو بنآت عمـك
ميسم: .............
وآئل: زوجة أبوك الأولى هي أم دآرين وتغريـد .. أحلّ إرتبآطه فيهآ يوم درآ بحملهآ .. هي إرفضتهم وهو بعـد رفضهـم
ميسم: .............

أكمل جوآباً على الإستفهآم قآسي التعآبير المحفور بين قسمآت وجههآ المصدوم بـ إيمآءة رآس إيجآبيّه أردف من بعدهآ بـ همس خآفت: أبوي إهو إللي إعترف فيهـم ونسبهـم لـ إسمـه ..
عفطت بلوزتهآ الشتويّه من منتصف صدرهآ هآمسه بـ خفوت شبه مسموع رفضاً: مسسســ ........ ــتحيـــــــل ...!


/
/



خطوة الخمسين متـر من آلملحق الخآرجي المنفصل إلى الفيلآ تحسّهآ ألـف ..
وقفت على البآب مستنده لمآسكتـه الإستيل الذهبيه وكأنهآ إمرأه في السبعين ..
بعقلهآ صدمـه .. وبقلبهآ جـرح .. بصدرهآ شهقـه وبحلقهآ غصـه ..
أكوآم من الدموع مكبوتـه ..
كلّ ألمهآ النفسي مكتـوم مآتقوى على إظهـآره ..
كمآ المسحوب لغرفة إعدآمـه .. تجر رجولهآ جرّ , نعل بوتهآ الشتويّ يحتك بـ الأرض الرخآميه مصدر صوت فحيـح هآدئ ...

قآبلتهآ الشغآله إللي وقفت والقلق بوجههآ من تفآجئت بشوفتهآ بهآلوضع بآلحيل صآلبـه طولهآ ..
....: مآمآ تكريــــد !
إرتعشوآ جفنيهآ بتوآلي مستنده برآحتهآ اليسرى المبسوطه للنآفوره الجبسيّه بمنتص المدخـل .. كآنت مُفعلّه يتخثر منهآ المآء البخآري مصدر ريحـه زكيّه بسبب وريقآت الورود الطبيعيـه المتنآثره على سطحهآ وكأنهآ فوّآحـه ..
سألتهآ بـ وهن .. صوتهآ مبحوح يآلله ينسمع: ويــن مـــآآ .......... قطعت كلمتهآ من نغزه مؤلمه حستهآ بقلبهآ .. شيّ منعهآ من إكمآل كلمتهآ .. – مآمآ - !
بـ مرآره إبتلعت ريقهآ وهي تحسّ بـ حموّ بعيونهآ آلمدمعه .. دموعهآ على وشك الإنهمآر .. تحآملت على نفسهآ بـ نطق الكلمـه إللي تحسّ بثقل وقعهآ على نفسهآ المتعبه: مـآمـآ ............. وين ؟
تقوس فمّ الشغآله لـ ثوآني وبآقي القلق بوجههآ قبل تجآوبهآ بـ هدوء: في كيتشـن .. روهـ نآدي !!

لحقتهآ بـ إشآرة يدهآ توقفهآ هآزه رآسهآ نفياً .. آلنفي إللي أتبعته بـ حركتهآ المتثآقله خآطيـه خطوآته المُهلكـه للمطبـخ إللي وقفت على بآبـه ..
لآشعورياً غشتهآ الرؤيـه من تجمعآت الدموع آلمعلقه بـ محجريهآ .. إرتجف فكهآ السفلي ..
أطلقت زفرة قصيره مقطوعـه إنهآلت من بعدهآ أسرآب الدموع الصآمته ..
هذي إللي تشوفهآ قدآمهآ حآنيه ظهرهآ أمآماً للفرن .. بيسرآهآ - مآسكة يدّ -إسفنجيّه تتأكد من تمآم صينيـة الكيـك وإللي كآنت أقرب لظنهآ كيـك الشوكلآتـه بـ الصوص السآئـل .............. كمآ العآده !

مقآبلهآ .. وقفت هي مآسكه جمبهآ الأيمن بـ تعب: آآآآخ يآظهـري إللي إنحنــ ...............
بترت كلمتهآ بـ خفوت من إستقرت عيونهآ على ذيك الوآقفه على البآب ..
بآهتـة آللون , شآحبة الملمـح .. مرغرغة آلعيون ..
تركت المآسكه الإسفنجيه من يدهآ على الطآوله الخشبيّه بوسط المطبخ وآلمثبته بـ الأرض مقبله صوبهآ سريعاً .. متفآجئــه ..
....: تغريــــــــد !

أجفلهآ تسآؤل أمهآ بغمضة عين سريعه في آللحظـه إللي إعتصرت أمهآ ذرآعهآ الأيمن بـ إهتمآم: شفيـك يمّــك ! من متى وإنتي هنـي ! وليش مآعلمتيني بـ جيتك !
تغريد: .............
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ خِفه مستغربه صمت بنتهآ إللي ربطته بـ شكلهآ المرهـق ولمعة آلحزن بعيونهآ , أكملت بـ خفوت سؤآلهآ إللي كآن أشبّه بـ التحري: ليش مآتردين على إتصآلآتي من اليوم إللي رحتي فيه ؟ شللي صآر !
نغزآت متوآصله بقلبهآ أقرب بـ إحسآس ألمهآ للطعنآت .. مستحيل .. مستحيل تصدق كلآم دآرين .. ومستحيل تصدق وآئـل .. هذي أمهآ , أمهآ إللي مآعرفت غيرهآ .... وأمهآ إللي مآرح تكذبهـآ ..
أمهآ إللي كآنت بقمّة توجسّهآ للخطـر .. الخطـر البآدي آلمحفوره ملآمحه وبوضوح بين قسمآت وجه بنتهآ آلحزين المنكسـر ..

إبتلعت ريقهآ بـ التزآمن مع الإنقبآضه إللي بقلبهآ , وآلغصّه إللي بحلقهآ .. ترآخت يدهآ آلممسكه بذرآع تغريد لتستقر على مرفقهآ جآذبتهآ بـ هدوء حآثتهآ تتبعهآ لحد مآ أجلستهآ على وآحد من الكرآسي الخشبيّه المحآوطه للطآوله بـ وسط المطبـخ وجلست هي على المجآور له ..
....: تغريــــد ....
بـ حُزن بآلغ إستقرت عيونهآ المتلألأه بعيون أمهآ القلقه المستفهمـه ... مآتكلمــت !
أخفضت بصرهآ لحجرهآ ضآمه قبضتيهآ الدآفئـه لبعضهم فوق إنتصآف إلتصآق فخذيهآ .. لحظآت من السكون على وضعهآ تحت أنظآر أمهآ المترقبـه ومن ورآهآ الشغآلـه إللي وقفت بـ جآنب البوتجآز مآختلفت نظرآتهآ المتخوفّه عن نظرآت أمهآ ..

آللحظه إللي أخيراً قدرت فيهآ تكتسب بعض من قوتهآ المهدوره , بـ تحآمل بآلغ على نفسهآ .. على رفضهآ الدآخلي لهآلجنون إللي سمعتـه وسبب لهآ أقصى أنوآع الإضطرآب والتشتت .. على الغصّه إللي بحلقهآ وكأنهآ كرة بليآرد محشوره ببلعومهآ .. صوتهآ المبحوح طبيعياً , إضآفة للي تحسّه زآدت بحتّـه .. طلع مجروح وكأنهآ لسآعآت متوآصلـه كآنت تصيـح وتصـرخ .. خآفتـه شبـه مسموعه ظآهره من أولهآ مسحوبـه مختفيـه من آخرهآ ..

....: إنتـي كيــف مـو أمــي ؟!
قآلتهآ متبعتهآ برفعة رآس , مستقره عيونهآ المنكسره بعيون أمهآ آلمنصدمه ..
صدمـة السؤآل ألجمتهآ , ثبتت كل ردود أفعآل ملآمحهآ .. لحظآت لحد مآعآدت سؤآلهآ بنبره أقرب للعتـب: كيف أنآ مو بنتــك ؟!

بسرعه إلتفتت ورآهآ آمره شغآلتهآ وبنظرة عين تنصـرف ..
الشغآله إللي إستجآبت لـ أمرهآ وبهدوء إختفت لتستقر عيونهآ هي على بنتهآ مضيقتهم بـ إستفهآم: وش قصـدك !!
....: مـدري
أحنت نصفهآ العلوي لقدآم قآصده تقرب لوجههآ وسآعدهآ الأيسر مستند للطآوله: وش أسئلتك هذي أجـل !
....: أنآ اللي أبي إجآبـه ..
أمهآ: ...........
تغريد: كيف إنتي مو أمـي وكيف أنآ مو بنتـك ؟!
فتحه صغيره لفمهآ إحتدت معهآ نظرآتهآ .. خفقآن سريع لقلبهآ .. وكأنهآ فهمت قصد تغريـد وتمآماً , لكن المفآجئـه كيـف ؟ والأقسى والأمـرّ كيف تجآوبهآ !
هآلحقيقـه المدفونه من سنوآت كثيـره وطويلـه شدعوى آلحين تظهـر ! آلكتآب المغلق ينفتـح والصفحآت المطويّه تُفـرد !
تغريد: يعني إيش أنآ ودآرين مو بنآتك ؟ يعني إيش أبوي محصن مو أبوي .. وإنتي مو أمي .. وآئل مو أخوي وشروق مو أختي ؟ .......... يعني إيش عمّي فيصل هو أبوي وميسم هي أختي ؟

حموّ بخشمهآ تحسّ وبسببه ردت عيونهآ وأدمعت .. رقّت ملآمحهآ بـ إنكسآر .. ضآقوآ فتحتي خشمهآ , إنشدت شفتيهآ ... تقوس فمهآ ..
سألتهآ بـ نبره شجيّه , مبحوحه , وبآكيه: كيف الكلآم هذآ حقيقي يمّـه ؟!
ملآمح بآهته , شآحبه , مذهوله .. صوت مأخوذ بآلصدمه – سألت - : إنتي منو إللي قآلك هآلكلآم !!!!
الإجآبه إللي كآنت كمآ الصآعقه ! تأكيداً لكل إللي كآنت بـ إنتظآر لو نظرة هآزئـه سآخره من عيون أمهآ إنهآ تنفيـه ..
هآلصدمه القويّه المتملكـه لـ أدق تعبيرآت وجه أمهآ صآبتهآ وبـ مقتـل ..
طلعت معهآ زفره مقطوعه أشبه بضحكة عدم التصديق القصيره ..

أسندت من بعدها كوعهآ الأيمن للطآوله مسنده جآنب رآسهآ الأيمن بوسط رآحتهآ اليمنى مبلله شفتيهآ بلسآنهآ وبوجههآ إبتسآمه هآزئه غير مُصدقّه لترد أمهآ تسألهآ نفس السؤآل , وبـ جفآء: من إللي علمك بهآلكلآم !
نآظرتهآ بـ لـوم آلنظره آلكسيره .. أتبعتهآ بـ دمعة عيـن سآلت بـ وهن مآسرع مآمسحتهآ بظآهر يمنآهآ مجآوبتهآ بـ إبتسآمه قصيره: عرفته من إللي يعرفونه

أسندت منتصف جبينهآ بوسط رآحتهآ اليسرى مغمضه عيونهآ بتنهيده تعب مهمومه مآقوى قلب تغريد على تحملّهآ .. إجبآراً توآلت دموعهآ بـ الإنسيآب ... وبلآ حِسـآب ... سكـــتت أمهــآ مــآردت !
....: ليـــش !! ليـش يمّــه أنآ مآعرفت أم غيـرك ليـــــــــش
نآظرتهآ بحده وقد أدمعت عيونهآ: وشهو إللي ليــش !! وليش هآلأسئلـه !! إنتي بنتي وأنآ أمــك ومآفيه غير هآلحقيقـه
....: بس هذي مو الحقيقـه !
رصت على أسنآنهآ بآلقوّه: بلى هذي الحقيقـه ..
تغريد: ..............
أغمضت عيونهآ بـ همّ مرخيه كتوفهآ من دآركت الذهول بوجه تغريد يوم كلمتهآ بهآلحده ...
بلعت ريقهآ في محآوله منهآ للتخفيف من حدة إنفعآلهآ .. بـ حنآن تملست ورك تغريد الأيسر مشدده على ركبتهآ: إنتي بنتـي يآتغريد .. إنتي ودآرين .. هآلحزن بعيونك يكسر ظهري .. – نآظرت بـ السقف مآنعه إنهمآر دموعهآ مكمله بنبره ضعيفه وآهنه - : وش إللي فتح هآلسآلفـه .. يآربــي لطفـك ..
....: إحنآ بنآت حـرآم ؟!
بسرعه نآظرتهآ موسعه عيونهآ لآخرهم بدهشـه من وقع السؤآل في حين بآدلتهآ تغريد النظره العميقه المطوله المخآلفه بـ المعنى ..

لـ لحظآت ثقيلـه وآلصمت سيّد الموقف .. إنقطع أخيراً بـنبرتهآ المشحوحه: ليش أنكرنآ أبــ .......... – قطعت كلمتهآ من غصّه صآبتهآ , خنقتهآ ومنعتهآ .. أكملتهآ غصباً وكأنهآ علقم مُـرّ - ليش إعترف بـ ميسم من زوجته الثآنيه ! وليش إعترف بـ عيآله الأربع من زوجته الثآلثه !
أمهآ: ...........
نآظرتهآ والدموع متجمعه بعيونهآ , حآجبيهآ مقطبين بتعبير متألم: ليش أنكرنآ أنآ ودآرين من زوجته الأولى ! منهي زوجته الأولـى ! ..................... منهـي أمي يآمّــي !
لآشعورياً توآلت دموع أمهآ بشهقآت صدر مكبوته مخبيه عيونهآ برآحتهآ اليمنى مجآوبتهآ بنبره حزينه بآكيه ..... وعآتبه: ليش يآتغريد ! ليش يمّــك ! أنآ أمك ومآغيري أمّـن لــك
....: منهي أمّـي إللي حملت فينــي !
أسندت جآنب رآسهآ بوسط رآحتهآ اليسرى تنآظرهآ بـ عتب .... في صمــت ..
ردت وعآدت سؤآلهآ ضآمه أصآبعهآ اليمنى لبعضهم دآقه بـ أطرآفهم وسط صدرهآ سآئلتهآ ببكآء أقرب للإنهيآر: منهـــي أمــــــي علمينــــــي تكفيــــــن !
لطمت خديهآ اللطمـه المنقهره: بــــــــــــس ... بـــس لآتسأليــــن بـــــس
ضربت رجلهآ اليمنى بـ الأرض وقد إحتد صيآحهآ المبحوح: لآ بسأل .. من حقي أسأل .... مو بكيفكــــــم .. أربع وعشرين سنـه أمـي مو أمـي .. أبوي هو عمـي وعمـي هو أبـوي ! .. أخوي وأختي عيآل عمـي وبنت عمـي هي أختـــي ! وش ذآ آلفلم مآني مصدقـــــه !!

خبت وجههآ بيدينهآ هآزته نفياً منتفض صدرهآ بـ شهقآت بآكيه متوآصله: آآآآآآهـــ يآآآربــــــــــــي ...
....: يمّــه .. يمّـه تكفيـن علمينـي ترآ وآلله قلبي حيـل معورنـــي .. طيب إكذبي , إكذبي وإنفي هآلشيّ وآلله بصدق .. وربي بصدق وأنسى ولآ كني عرفت ودريت
إنكسرت نظرتهآ بتخآذل , وش كمّ الألم إللي تحسّه بهآللحظـه ! يوم تكون الحقآيق قدآمهآ مكشوفه .. حقيقيـه وآقعيـه .. ولرفضك لهآ مستعد وبكآمل إرآدتك تكذبهآ وتنفيهآ ... السؤآل من بعدهآ ........ معقوله بترتآح ؟
شهقت نفس مسموع بـ همّ مغمضه عيونهآ بتثآقل في حين كآنت الثآنيه تجآهد نفسهآ وبمقآومه مآتنهآر .. بقوّه وقسوّه جآبره إنفعآلآتهآ الدآخليّه على الكبـت .. الكتــم والخنـق .. رآحتهآ اليمنى ملجمـه فيهآ فمهآ المطبق بوضع الإختنآق الذآتي .. عيونهآ مآوقفت لثآنيه إنسكآب دموعهآ الحآرقـه ...

بـ ترآخي إنخفض بصرهآ لذيك اليد الدآفئـه , بلمستهآ الرقيقه الحآنيـه ..
شآده يديهآ بـ إحتضآن حنون وآزى حنآن صوتهآ: إنتي بنيتي يآتغريـد .. إنتي ودآرين بنآتي أنـــآ .. أنآ أمكـن ومحصـن أبوكـن
أرجعت رآسهآ لورآ رآصه على شفتيهآ المطبقين بقوّه معتصره عيونهآ مبعده يدهآ الكآتـمه لفمهآ بـ سؤآل بآئس طلع بتسآؤل مُحبط: وفيصـل هذآ إيش يكون !!
شددت على يديهآ قآصده تنبيههآ: مآهوب أبـوك .. إهو إللي إختآر وبـ إرآدته يكون عمّك مو أبـوك .. مآبه أبِ لك إنتي ودآرين إلآ محصـــن ..
....: ليش يمّـه ! ليش أنكرنآ !

رصت على فكيهآ بـ القوه , بعيونهآ نظره حآقده وبصوتهآ نبره حآده: لأنه مآقدر يتحمل خطـآه
فتحت فمهآ مقفله عيونهآ بتعبير المُعـذّب إللي مآزآده الجوآب إلآ بـؤس ... أنكرهم لأنه مآقدر يتحمّل خطآه .. إذاً هي ودآرين كآنوآ نتيجـة خطـأ !
بآلقوّه سحبت يدينهآ من يدين أمهآ مطبقتهم فوق بعضهم لمنتصف صدرهآ كمآ الخآئف مرتجي الأمآن: بنـآت حـرآم !
بسرعه لحقتهآ: لآآآ .. إنتن من صلبنآ .. من لحمنآ ودمنآ .. إنتن بنآتنآ يمّـه لآتقولينهآ تكفين وتقهرين قلبي عليـك
تغريد: من صلبكم بس بآلحرآم .......
....: مآندري .. وآلله مآندري .. أمكن حملت فيكم وحآفظت على هآلحمل لين وضعتكن وفيصل إهو إللي رفض هآلعلآقـه
....: منهي أمنـآ !!
سكتت لثوآني قطعتهآ بزفرة نفس عديمة آلحيله مهمومه: مآنعرفهـآ .. مآعرفنآهآ إلآ بآليوم إللي جآبتكن فيـه لبيت العيلـه طآلبه إعترآف فيصـل بـ أبوتكم ...
أخفضت بصرهآ من إستدركت آلحزن العآتي إللي كسآ بنتهآ بنظره كسيره مجروحه .. وخجلـه .. وكأنهآ إهي المُذنبـه ..
أكملت بنفس هدوء نبرتهآ الخفيضه: مآعرفنآ إلآ إنهآ كآنت ممرضـه بوآحد من المستشفيآت الخآصّـه ....................... مصريّـه

بتفآجئ ثبتت عيونهآ المدهوشه بعيون أمهآ ... صدمه مهولـه علتهآ ... هآلكمّ من الحقآئق الكبيره المتوآليـه بوقت قصير وقعه أكبر بكثير من قدرة نفسّهآ على التحمل وقدرة عقلهآ على الإدرآك أو الإستيعآب ..
بوسط صدمتهآ .. كلّ ذهولهآ .. دهشتهآ وعدم إستيعآبهآ .. مآلقت رآسهآ مطوّق بيدين امهآ الحآنيه إللي وقفت جمبهآ .. حآضنه رآسهآ ضآمته بصدرهآ مملسـه على شعرهآ بـ همس حميمي دآفئ: لآتفتحين أبوآب المآضي يآتغريـد وعيشي وآقعـك .. من حملت فيك وجآبتك بـ أرضن غير أرضـك .. تغريد محصـن هذآ إهو إسمــك ............... وفيصـل إهو عمّـك ..



/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
قديم 14-08-16, 03:54 PM   المشاركة رقم: 95
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316716
المشاركات: 178
الجنس أنثى
معدل التقييم: حلم الحياه عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 87

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حلم الحياه غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أمآنـــي المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي رد: العاطفه والجسد

 
دعوه لزيارة موضوعي

/
/


بـ المجلس إللي كآن عبآره عن غرفة المعيشه الخآصه فيهم وإللي غآبت عن التوآجد فيه مده زمنيـه طويلـه ..
مآخذه وضع الحبو وقدآمهآ ثنينآتهـم مستقعدين مقوسين سيقآنهم ..

كشفت عن أسنآنهآ بتعبير المشآكسه والمدآعبه الطفوليّه إنهآ بتعضهـم .. الحركـه إللي معهآ صفق - الولـد - بيدينه والبهجـه تشع من نظرة عيونه البريئـه مصدر منآغآه طفوليّه وكأنه يكلمهآ .. ردّ الفعل كآن مغآير تمآماً لـ - البنت – إللي بدورهآ بسطت رآحتهآ اليمنى الصغيره المنتفخه على صدغهآ الأيسر ... مصفقتهآ ....... وبقوّه .. الصفقه للخد إللي أصدرت طرقعـه مسموعه بسببهآ إعتدلت ذيك إللي مآخذه وضع الحبو ويدهآ على صدغهآ إللي تسطر الحين والدموع بعيونهآ ...... آلمتهآ الصفقـه !
عبست والحقد المصطنع يُفرز من نظرتهآ الغآضبه لهآ مشدده من بين أسنآنهآ: أنســــآآآآم يآحقيــــــرآآآ

بكلمتهآ دخلت الثآنيه من المجلس موسعه عيونهآ بملآمح متفآجئه غير مصدقه وجودهآ: وردهـــــ !
إلتفتت لهآ بوجه عآبس لتقآبلهآ هي بوجه بآسم: حيآلله وردهـ ..
تربعت ويدينهآ الثنتين كل يدّ ممسكه بـ ركبه: هلآ يمّـآ ..
جلست جمبهآ متربعه بعدمآ أنزلت صينية آلقهوه وآلتمر: أشوفك بـ المجلس يعنـي
أطبقت فمهآ وعيونهآ صوب التوأم الصغير .. خذآهآ فكرهآ للجوآب على تفآجئ أمهآ .. لـ آدم .. آدم إللي بفترة إنفصآلهم هذي قدرت تتحرر من قيود كثيره كآن قد فرضهآ عليهآ , إجبآراً وبـ إحكآم شديد ..
إبتدآءاً من غلطتهآ الفآدحه إللي للحين نآيمه قآيمه مغير تفكر فيهآ , نآدمـه عليهآ .. مكآلمتهآ لـ سنـد , ومقآبلتهـم ..
جلستهآ المحظوره مع إخوآنهآ قد قطعتهآ آلحيـن بتوآجدهآ بهآلمجلـس .. التوآجد إللي مآتلوم زوجـة أبوهآ – أم فآهد – على إستغرآبـه , والإستفهآم عنـه !

....: طفشـت يمّـآ
تحسست ورك ورده الأيسر بـ إبتسآمه حآنيه: إنتي إللي منقطعه عنآ .. مآبيك تكررينهآ عآد .. خذي خذي – قآلتهآ بـ إبتسآمه مآده لهآ فنجآل القهوه مُردفه – آقعدي معنآ وتنوسـي بدآل حبستك بآلغرفه بـ روحك .. لو مآ إني خآيفه إني أضغط عليك وأجبرك بـ العقده معنـ ......... لاآآآآآآ – قآلت ورده الـ ( لآآ ) نآفيـه وبشده .. بسرعه لآحقتهآ إعترآضاً ..
....: لآ يمّـآ , وآلله مآهوب لـ سبب أو قصد , بس نفسيتي متعبتنـي ومآبي أكدركم معـي
أم فآهد: أي كدر يآبنيتـي ؟ أنآ أمك .. فآهد وسهيل , جآسر وشبيب إخوآنك .. وذولي الملآعين الصغآر .. أي همّـن بس ذآ إللي تفكرين فيـه .. تكفين لآتقهريني عليك وإنتي تفكرين هآلأفكآر الرديّه
ميلت الفنجآل يمنه ويسره وعيونهآ تتآبع حركة القهوه بدآخله , على طرف فمها إبتسآمه قصيره ..... خجِـلـه .... وبآئسـه !
أم فآهد أبدّ مو مقصره معهآ , شآيلتهآ من على الأرض شيـل , وكذلك إخوآنهآ .. برغم إنقطآعهآ الوآضح والملحوظ إلآ إنهم مآتوآنوآ لو ليوم عن زيآرته آلقصيره لهآ .. يومياً يمرونهآ أربعتهم بـ غرفتهآ .. سآئليـن عن أحوآلهآ وكونهآ بحآجـه شيّ .. مآلهآ إلآ الأمـر ومآلهم إلآ الإنصيآع !

أجفلهآ صيآح أم فآهد إللي زحفت على ركبتيهآ بـ عجز وقد تكدر وجههآ بـ ألم بآدي من حركتهآ الثقيله الصعبـه بـ حكم آلعُمـر ...
إنتبهت لهآ وهي تحآول تفك ملآبس – نمـر – من قبضـة – أنسآم - ..
آلولد إللي تكرمش وجـهه متقوس فمه والدموع منسآبه من عيونه في حين كآنت توأمه في قمـة شرهآ .. رآصه على لثتيهآ الطريه الخآليه من الأسنآن , بعقدة حآجبين قآسيـه !
بسرعه تدخلت هي الثآنيه محتضنه أنسآم ملصقه ظهرهآ بـ صدرهآ مكتفتهآ بينمآ شآلت أم فآهد نمر بحجرهآ وبيدينهآ تمسـح له وجهه المغرق بـ الدموع: بآآآآآس يآقلبــي أنآ .. بآآآس يآعُمـري .. مين إللي زعلـك ميــن ! أنسآم الشينـه ! بآآآس خلص لآتبكـي
شددت ورده من تكتيفتهآ لأنسآم إللي بدت ترفس برجولهآ إعترآضاً عن هآلقيد البشري الخآنق لهآ: هذي البنت أعوذ بآلله منهآ شرآنيّه توهآ مصفقتنـي كــفّ وربي للحين خدي يعورني
أم فآهد: صآدقـه , مدري هآلبنت علآمهآ ,غير نمـر بعد قلبي
ورده: نمر هذآ عسول طآلع لـ فآهـد .. هآدي ومسآلـم .. أمّآ هــــــــذي – شدت لهآ خدهآ المنتفخ ومعه إهتز رآسهآ يمنه ويسره , مكمله – هذي شيطوون صغير

....: لاآآآآ , لآآآ مآنيب مصدق

رفعوآ ثنينآتهم روسهم لذآك إللي دخـل والتفآجئ المفتعل بوجهه ..
مآيختلف عن ذكور آل مآلكـي بـ بنيّة جسده النحيـل , أو طولـه الفآرع .. شعره أسود فآحـم , غزير , كثيف وطويـل إختفى معه مقفآه , يظهر آخر شعره وكأنه ملفوف , مرول .. البدآوه بـ ملآمحـه القآسيه ملفتـه وجذآبـه ..!
أرخت ورده كتوفهآ بـ إحبآط: لآتبدآ آلحيـن

أخرج يديه من جيوب بنطلونه القطنـي جآلس مقآبلهآ بـ الأرض: يعني تدرين عن سوآيّآك , وطبعاً مآننلآم
شدت شفتيهآ المطبقه بـ أسف طآلبته بـ رجآء وآهن: فآهد وللي يعآفيك لآتبدآ
أشر لهآ بـ كفه الأيمن المبسوط مضموم الأصآبع: خلص خلص
تنآول إبنه من أمه مجلسه بحضنه مميل عليه رآسه شآفط خده الأيمن المنتفخ بـ فمه: آممممممموآآآآح وش هآلخدود فديتك

نآظر أمهآ وآللوم بـ وجهه: يومه هآلعيآل كل مآلهم تنتفخ خدودهم علآمهم ؟
ورده: هههههه يآزينهآ بس
فآهد: هذآ طبيعي يعني ولآ سمنـه زآيده !
ورده: يشبهون إللي يطلعون بـ التلفزيون بـ إعلآنآت البآمبرز
أمه: ذآ بسبة الحليب الصنآعي ينفـخ
ورده: جد ! طيب ومآله ضرر !
أرخت كتوفهآ مطبقه فمهآ بـ قلة حيله: مآبه أحسن من لبن صدر الأم , ذآ آلله وذي حكمته .... آلله يرحمـك يآ أشوآق يآبنيتي ويسكنك جنآته ..

أخفضت ورده رآسهآ بعدمآ ألقت نظرتهآ السريعه والخآطفه لـ فآهد ترقباً لـ وقع إسم زوجته المتوفآه – أشوآق - .. إلآ إن ملآمحه كآنت هآدئـه , تعآبيره سآكنه .. بـ أطرآف أنآمله اليمنى تحسس الشعرآت الخفيفـه لرأس إبنه نمر شبه الأصلـع ...
....: فهيييييييد ...... أبيك بسآلفه
فآهد وإللي كأنه درآ مسبقاً عن إللي تبيه أمه ..
أطبق فمه مغمض عيونه بـ هـمّ: دآري
أمه: أبيك تسمعني عـدل
قآطعهآ بـ حده وجفآء: أنآ إللي أبيك تسمعيني عدل يمّـه .. تكفين عآد مو كل مآشفتي وجهي قمتي وفتحتي هآلسيره
إحتدت نظرآتهآ بـ وجوم ومعه صدرت نبرتهآ جآفه , حآنقه ومغتآظه: وش بهآ السيره ! لمتى يعني ؟ عآجبك نفسك وإنت بهآلوضع ! وعيآلك ذولي ! أنآ اليوم عآيشه لهم بكرآ وش مصيرهم !

شهق نفس حآنق مغمض فيه عيونه بتعبير المستجدي للصبر: استغفرك يآربي ... – فتح عيونه مكمل بـ جفآف - : وشدعوى آلحين هآلطآري ! آلله يعطيك العآفيه ويمد بـ عمرك ويخليك لهم , تربينهم وتقر عينك فيهم , تزوجينهم وتزوجين عيآلهم بعد .. بس تكفين وللي يعآفيك سكري ع الطآري ترآ وآلله إنه يضيق خلقـي
لوت ورده فمهآ المطبق يميناً مفضلـه الصمت عن الإنخرآط معهم ... حآوطت بذرآعيهآ أنسآم إللي كآنت بحضنهآ , هدت حركتهآ المشآكسه والظآهر إنهآ بـ بوآدر غفـوه ..
أم فآهد: يآفآهـد , يآضي عينـي .. لمتى يمّـك ! آلله تخيرهآ وخذآهآ .. خذآهآ وعطآك إثنين بدآلهآ وإنت توّك بعز شبآبك .. وآحد وثلآثين سنـه وعيآلك محتآجين أمّ .. أنآ معهم ومآ أقصر بس الأم غيـر يآولدي .. الأم غيـر
فآهد: هــآآآ , هذآك قلتيهآ وبنفسك .. الأم .......... غيـر , والصرآحه مآنيب مستعد أبدّ أدخل بحيآة عيآلي أمن ثآنيـه .. بتهتم فيهم ؟ إيه , بترآعيهم ؟ إيه .. وبعدين ؟ مصيرهآ هي بعد تحمـل وتجيب عيآلهآ هي .. وقتهآ عيآلهآ عندهآ , بعيونهآ وبقلبهآ مثل نمر وأنسآم ؟ لآآ يمّـه .. مآنيب مستعد أجرح عيآلي أبدّ .. إنتي الخير والبركـه .. وأنآ معهم ومآنيب مقصـر .. وتكفين يّمـه وأنآ طآلبك لآعآد تفتحين لي هآلسآلفـه .. زوآج ؟ مآرح أتزوج .. بعد أشوآق ............ مآفيــه


أطبقت فمهآ بقهر وشكلهآ مآعندهآ أي نيّه بـ إنهآء الموضوع: مدري شهآلظنون الرديّه ؟ الحين كل خوفك من حرمتن ثآنيه تتزوجهآ وتجيب منهآ عيآلن ثآنيين هم تجرح يتيميـن هآلأم ؟ وش ذآ يمّـك ؟ أختك ورده قدآمك إسألهآ .. هذآهآ بنت ضُرتـي وآلله وحده شآهد إن غلآهآ من غلآكم إنتم الأربـع وأزود ..

نآظر فآهد بـ ورده إللي إستشف لمعة الحزن بعيونهآ المنكسره , لآنت ملآمحه , هدأت نبرته: لآحول ولآقوة إلآ بآلله .. يمـه فيه فرق .. وفرقن كبير بعـد .. تقآرنين ورده بـ هآلبزرين ؟ ورده لهآ وضع وهآلصغآر وضعن ثآنـي .. مستحيل أغآمر وأدخل نفسي بعلآقه ثآنيه فيه إحتمآل ولو وآحد بـ الإميـه إن عيآلي ينظلمون فيهآ .. ظنون شينه , ظنون رديّـه ... سميهآ إللي تبين ... زوآج ؟ ..... لآء
أمه: يآولدي هذي سآره بنت سعـد البقّــآلي

من طآري الإسم إلتفتت ورده بسرعه لأم فآهد موسعه عيونهآ بـ دهشـه إستنكآريه !
ليكون سآره هذي هي نفسهآ ومآغيرهآ ؟ هآلمقصوده سآره , أمهآ وثنتين من خوآتهآ قد زآروهم حول المرتين أو ثلآث وقد تعرفت عليهم وحصل بينهم علآقه معرفيـه مقبولـه نسبياً , عرفت من خلآلهآ عن المشآكل القآئمه بين سآره وزوجهآ وإنتهت أخيراً بـ إنفصآلهم طلآقاً ... بعيداً عن أي تفآصيل وبـ الوآقع المجتمعي المتعآرف إن رجل أرمـل .. أبّ لـ طفليـن مآيصح له إلآ إنثى تكآفئـه بـ الحآله الإجتمآعيّـه .. أرملـه أو مُطلقـه ..
أي أرمله أو أي مطلقـه كآنت بـ ظنهآ ممكن تكون مقبولـه – إلآ – هذي المسمآه سآره !
لحظآت من الصمت الظآهري والتشتت الدآخلي في محآولة ربط صورة أخوهآ فآهد بـ سآره إلآ إن شيئاً بدآخلهآ رآفض الفكره والتصور إجمآلاً ...
إبتدآءاً من فآرق العُمـر .. إن كآن فآهـد بـ أوآئل الثلآثينآت فـ سآره هذي تقريباً وحسب إللي تتذكره إنهآ بـ أوآخر الأربعينآت ! تفتقر وبدرجه كبيره جداً للجمآل الظآهري , دميمـه , قبيحـة الوجـه .. وللغآيـه ! وإحتمآلاً إن هذآ هو السبب الرئيسي في تأخر زوآجهآ إللي مآتم إلآ وهي بعمـر الـ خمسه وأربعيـن .. إستمر لـ سنتين .. وإنهآر .......

أم فآهد وإللي تقريباً لآحظت ذهول ورده وصدمتهآ العلنيّه الصريحه وكأنهآ قد قرت وبوضوح كل مآيدور بقلبهآ ...
بلعت ريقهآ بـ توتر مكمله بشيّ من التردد: مآفيه أنسب من سآره وربي يآفهيــد .. وبهآ كل إللي تبيـه , إحتمآل كبير إنهآ أصلاً مآتنجـب .. يعني تطمن مآبـه حمـل ولآ عيآل غير عيآلك نمر وأنسآم
إنعقدوآ حآجبيه إستغرآباً مستفهم ببهتآن: عقيـم يعنـي ؟
بللت شفتيهآ شآهقه نفس مكتوم من فتحتي خشمهآ إللي ضآقوآ مجآوبته بـ تردد طلع معه صوتهآ خآفت , متوجس ردّ الفعل التآلي من بعد قولهآ: لآآ .. بـ أوآخر الأربعينآت

من قآلت كلمتهآ إلآ وإتسعوآ عيون فآهد لـ آخرهم رآفع حآجبيه بـ دهشـه في حين أعرضت عنه هي بوجههآ مطبقه فمهآ بـ حرج تنآظر بـ صحن التمر والفنآجيل المقلوبه على الصينيه قدآمهآ ...
ورده إللي شدت شفتهآ السفلى كآشفه عن صف أسنآنهآ السفليّه بـ تعبير إللي معنآه بـ العآمي – أوووبــس ! –

شد شعره بقوه وكأنه يبي يقلعه , عيونه بآلسقف رآص بـ لسآنه على شفته السفلى مآهوب مصدق هرج أمّـه وإللي تبيـه !
إنعقدوآ حآجبيهآ بـ نظره متوجسه سآئلته بـ تردد: وش رآيك !
رفع حآجبه الأيسر إستنكآراً سآئلهآ: بـ إيـــش إنشآلله ؟
أمه: بـ سآره بنت البقّـآلي
زمّ شفتيه بـ القوّه كآتم غيـظه إللي مآقدر يكبته كثير , طلع صوته مخنوق مكتوم رآص على أسنآنه: لآ بنت البقّــآلي ولآ البنــقآلــي .. طلعينـي من رآسك يمّـه وفكيني من ذآ الهرج عـــآآد ............


/
/


مسآءاً ..
حررت شهقتهآ البآكيّـه من بعد كتمآن مصفقه بآب غرفتهآ بآلقوّه بعدمآ فكت عبآيتهآ عن جسمهآ رآميتهآ بـ الأرض مرتميه هي على سريرهآ محتضنه المخده لصدرهآ دآفسـه فيهآ وجههآ وبـ أسنآنهآ عآضه وبآلقوّه على المخده مآنعه صوت شهقآتهآ تعلـى أكثر وتحتد أكثر ... الكتـم الجبري لحريّة بكآهآ وإللي مآسبب إلآ هزآت قويّه أشبه بـ النفضّـه لصدرهآ وكتفيهآ .. تشنجآت ببطنهآ , غصّه بحلقهآ ..

على وضعهآ إللي إستمر من دخولهآ قرآبة الدقآئق الثلآث لحد مآ أحست بـ ثقل معه تنزل مرتبة السرير .. يدّ قآبضـه لذرآعهآ بهدوء .. إستنطقهآ بـ قلق وآضح: تغريـــــد !!

بلحظه وقفت تشديد إحتضآنهآ العنيف للمخده ليشدد هو أكثر من إعتصآره لذرآعهآ حآثهآ تلتفت له وتقآبله وجهاً: تغريــد شفيــك !!
أبعدت المخده عنهآ مصدره له وجههآ بعدمآ كآن مقآبله ظهرهآ ..
ممدده على كآمل جآنبهآ الأيمن , ثآنيه سآقيهآ بوضع تكوّم آلجنين , ضآمه يديهآ لمآبين فخذيهآ .. وجههآ مُرهـق , أتعبـه البكآء ..

بهدوء إمتدت يده اليمنى مستقره على صدغهآ الأيسر .. بـ حنآن بآلغ تحرك بنان إبهآمه من تحت عيونهآ مآسح لهآ آثآر دموعهآ آلحزينـه وآلقلق بعيونه المحتده نظرآتهآ سآئلهآ بـ هدوء مُجبر: وش إللي صـآر !
أغمضت عيونهآ بآلقوّه بعدمآ تقوّس فمهآ وإرتجف ذقنهآ .. سؤاله اللي سأله أعآد لهآ الوآقع إللي غآدرهآ لـ لحظآت لترد معتصره عيونهآ بـ وجه مُجعـد , تجآهـد لتتمآسـك إلآ إنه لحقهآ بسرعه هآمس لهآ بـ وشوشه خآفته قآصد تهدئتهآ والتخفيف عنهآ: آششش آششش خلآص خلآص آهدي ...
همست بـ إسمه , آلهمس المبحوح , طلع وكأنهآ تترجآه أو تتوسـل ليرد هو ويتحسس شعرهآ بـ رقه بآلغه مجآوبهآ بـ نفس الهمس الخآفت: آششششش خلآآآص

....: أنــآآآآ ... ودآآريـــــن
....: آشششش خلآص سكتي الحين
مسكت معصمه الأيمن موقفه حركة أنآمه الهآدئه آلمخلله بين خصلآت شعرهآ رآفعه نفسهآ بـ وهن عن السرير مستقعده لينآظرهآ هو بعقدة حآجبين مستفهمه .. مآتحملــت , مآتحملت هآلقلق بعيونـه , وهآلحبّ بلمسآتـه .. أطبقت فمهآ مآنعه إرتجآف فكهآ السفلي بعيون معتصره حسـره وإنكسـآر !

أسندت ظهرهآ للسرير ضآمه سآقيهآ مطوقتهم بسآعديهآ ملصقه أعلى وركيهآ لصدرهآ دآفسه وجههآ لمآ بين ركبتيهآ ...
تحت أنظآره المستغربـه والمستفهمـه , مآخفى عليه إنتفآضة كتفيهآ الخفيفـه كل لحظـه وإللي تليهآ ..
لآشعورياً وقف على ركبتيه زآحف على السرير لحد مآستقر على يمينهآ محآوط بذرآعه الأيسر كتفيهآ وبيمينه هزّ ركبتهآ اليمنى قآصد إبعآد وجههآ لتناظره: بنـــــت
تغريد: ...........
....: نآظريني أشـوف
تغريد: تكفى يآمآلك إتركني الحين
....: تخسيـــن .. مو كل مره عآد مصختيهآ

قآلهآ مزحاً من ورى قلبـه علّه يخفف من بؤسهـآ وإللي تحسّه وهو بآقي مآيدري عنه ..
تحسس ظهرهآ المحني بيسرآه , التحسس الحآر بـ تكرآر ريحه وجيّه: نآظرينـي عآد
جآوبته بصوت مخنوق بآكي: وآلله يآمآلك مآفينـــي .. إتركنـي

....: يآلبيـــه بحّـة الصــوت ... جــــــــــرح
بسرعه رفعت رآسهآ تنآظره بعيون ممتلئه دموع , ملآمحهآ الفآتنه خليط مآبين آلعتـب والإبتسآم ليحتضن هو وجههآ بين رآحتيه ضآغط على خديهآ آلحركـه إللي معهآ إنفرجوآ شفتيهآ مبوزه وبلآ مقدمــآت أمآل رآسـه يمنـه بـ الوصف العآمي لمعنى – الشفــط – إلتهم شفتيهآ المكتنزه بقبلـه قويّـه , سريعـه , ومبآغتـه .. قبلتهـم الأولـى ..
غصباً وبـ الإجبآر .. قبل حتى تتدآركهآ أو تحسّ فيهـآ ..

أبعد رآسه عنهآ بـ إبتسآمه عريضه مآسح بـ بنآن إبهآميه التجويف العظمي تحت عيونهآ: آلحيـن أقدر أتفآهم معـك عدل .............. هآآآ , وش إللي مبكيــك ؟!!


/
/


جوّ حميمـي دآفـئ .. أُنسـه بآلغـه تحسّهآ وهي متربعه بـ الأرض بآسطـه ظهر كفيهآ على أعلى ركبتيهآ متخذه وضع ممآرسة اليوغـآ .. رأسهآ مرجـع لـ ورآ بـ - شـدّ – خفيف من ذيك إللي قآعده ورآهآ مآثلتهآ بوضع التربـع .. بيدهآ آلمشـط دبوسي الطرف مخصص لفرق الشعـر وإبتسآمه رقيقـه بوجههآ مريح التقآسيم , بشوش الملآمح ..

....: تدرين هآلشيّ من زمآن وأنآ نفسي أسويـه
مطت شفتيهآ بعقدة حآجبين خفيفه إستفهآماً: وشهـو ؟
أنهت الضفيره الأولى رآبطه آخرهآ بـ أستك بلآستيكـي وردي آللون وبدت تضفر لهآ النص الثآني من شعرهآ ..
كآنت تسريحتهآ بسيطـه , مفرقـه شعرهآ من الوسـط بـ ضفيريتين ربآعيّـه من الجآنبين .. – جآوبتهآ بـ إبتسآمه - : يكون عندي بنـت وأضفر لهآ شعرهآ ..

إلتفتت لهآ نصف إلتفآته وشيّ من آلحزن بقلبهآ من إستشعرت هآلنبره البآئسه بـ آلشيّ إللي طآل تمنيهآ له .. سألتهآ بـ عفويّه: مشكلـة العقم هذي منك يمّـه ؟
إتسعت عيونهآ بـ دهشـه من وقع الكلمه إللي لفظتهآ عفوياً ( يمّـه ) , وبعفويّه بآلغـه تركت الضفيره مطوقه وسطهآ بذرآعيهآ إللي إلتفوآ حولهآ – أسندت خدهآ الأيمن لظهرهآ ..
آلوضع إللي إستغربته نسمـه وبشده لينعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم وهي تحسّ بـ إنحنآءة جسمهآ لقدآم بسبب ثقل الجسم إللي ورآهآ عليهآ .. الإستغرآب إللي قطعته الثآنيه بـ همسهآ الدآفئ: يآ آلله يآنسمـــه .. شحلوهآ كلمـة يمّه هذي
إنفغر فمهآ بفتحه صغيره .. لآ إرآدياً تلألأت عيونهآ كعآدتهآ .. أسرع مآعندهآ هو تجمع دموعهآ .. أطبقت شفتيهآ بـ لوم دآخلي وتأنيب لنفسهآ .. هل أخطـت يوم قآلت لهآ هآلكمـه ! يمّـه ! هي لآ إرآدياً وعفوياً وبلآ حسآب طلعت معهآ ومآنتبهـت .. بس ردّ الفعل آلغريب هذآ من أم عديّ كآن مؤثـر .. لآمسهآ وبقوّه ..

حست بظهرهآ ينشد من جديد والثقل من عليـه خفّ .. شعرهآ بدآ ينسحب .. أنآمل رقيقه بحركـه هآدئـه تدآعب فروتهآ النآعمه .. وصلتهآ صوتهآ الدآفئ: آلعقـم من مهيف زوجـي ..
بهتت ملآمحهآ بـ تفآجئ مآطع معهآ إلآ السكوت في حين أكملت أم عديّ: تعذبت نفسياً كثير .. شكثر تمنيت أعيش وأحس وأمر بآللي يمرونه الحريم ويحسون فيه .. يحملون , يولدون .. يرضعون .. يربون ويكبرون .. أحبّ شكل ملآبس الأطفآل وللحين أتمنى إني أطلع وأتسوق هآلملآبس لمين عآد مدري ههههه , البركه فيك إنتي وعديّ .. طلبتك حققي لي هآلأمنيّـه

إنقبآضه قويّه بـ أحشآئهآ بآغتتهآ .. شيّ من الضيق بصدرهآ , همّ كسآهآ وكدر إعترآهآ .. مآتدري صدق أسبآبه ! هل نبرة الحزن الشجيّة بصوت أمّ عدي ! أو الرغبـه العميقـه , الصآدقه والحقيقيه إللي فقدتهآ هآلحرمه وللحين تتمنآهآ وكل رجآهآ من بعد آلله معلق عليهـآ ....... عليهآ وعلى عـديّ !
إبتلعت ريقهآ بمرآره سآئلتهآ بـ خفوت: ومآفكرتي بـ الإنفصآل أبدّ !
جآهآ الرد سريع , بلآ تفكير: لآآ .. أبداً
نسمه: تضحيتك كبيــره يمّـه
....: حسبآلك آلله مآعوضنـي ؟
نسمه: ..........

....: على قد مآتضحيتي كبيره كآن العوض أكبر .. آلله رزقنـي بـ عُديّ بعد كلي , بآلله علمينـي وين ألقى مثيلـه ؟ حتى وإن كآن ولدن من حشآي ؟
غصباً عنهآ إنشدوآ شفتيهآ بـ ابتسآمه مطبقه وقد إرتخوآ كتفيهآ إستسلآماً لمصدآقية هآللي تقوله هآلحرمه .. صدق وين تلقى مثيلـه وبعيونهآ مآتشوف بهآلبشـر لهآلعـديّ مثيـل !
نسمه: من متى وهو عندكـم ؟
....: تقريباً وهو عشـر سنوآت .. للحين أتذكر جيته لأول مره بهآلبيت جعلنـي مآ أبكيـه
نسمه: شكلك تحبينـه كثيـر

إرتفعوآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ لآخرهم وهي تربط لهآ آخر الضفيره: عُديّ هذآ قلبـي .. روحـي ونظـر عينـي
ردت عليهآ بشغب بعدمآ إلتفتت لهآ بـ جلستهآ مقآبلتهآ وجهاً لـ وجه وفمهآ متسع بـ إبتسآمه شقيّه: وقلبي أنآ كمآن وروحي ونظر عينـي ههههه
بـ ابتسآمه وآسعه تحسست فخذ نسمه الأيسر برآحتهآ اليمنى سآئلتهآ بـ وديّه: صدق تحبينه هآلكثر ؟
بـ حيآء صآرخ أخفضت بصرهآ مدوره عيونهآ يمنه ويسره بـ فمّ مطبق خجلاً , آللحظـه إللي ضربتهآ أم عديّ على وركهآ قآصده تخفف من حيآهآ: ههههه تستحين أجل وهو زوجـك

توهآ بترد نسمه إلآ ويرتفع نظرهآ لذيك إللي وقفت فوق روسهم ثنينآتهم , آسيويّة الملآمح وبيدهآ صينيه صغيره عليهآ كوبيـن – مـق – وكأنهم ثنينآتـهم قد دروآ عن هآلشيّ إللي إطلبـوه .. هوت شوكليت دآفـئ ...
بـ هدوء أنزلت الشغآله الصينيه سآئله نسمه بـ عربيّه مكسره: ســيئ سآنـي مآمآ ؟ ( شيّ ثآني مآمآ ؟ )
مآردت إلآ بهزة رآس نآفيه وبوجههآ إبتسآمه قصيره شآركتهآ فيهآ أم عديّ مردفه: يآزينهآ .. لو إني دآريه عن هآلرآحه كآن من أول وجبتهآ
نسمه: أيوآ الشغآله أكيد مُريحـه , على إيش نتعنى يعنـي وهي تقدر تسوي كل شيّ

....: شيئن بخآطري مآهوب مستريح , عديّ وش رآيـه بسآلفة الشغآله هذي ؟ إنتي معلمته من قبل إنهآ بتجيك من بيتكم !
نسمه وإللي فآجئهآ سؤآل أم عديّ , توهآ آلحين تستوعب سوآتهآ .. طلبهآ للشغآله وحضورهآ الفعلـي .. كلـه تمّ بدون علم منه أو درآيـه ؟
هيأ لهآ فكرهآ العفوي بسآطة سوآتهآ , وش إللي صآر يعني ؟ شغآله وحده من طقم شغآلآتهم إللي مآلهم عدد وخذتهآ .. وين المشكلـه !

شيّ من الرآحه سرى بقلبهآ من برآءة ظنونهآ وتخيلآتهآ بـ ردّ الفعل لـ زوجهآ من بعد فعلتهآ ... سألتهآ بـ إبتسآمه هآدئه: صحيح يمّه عديّ مو كأنه طوّل برآ اليوم ! والحين السآعه حدآش , أول مره يتأخر
أنزلت – مق الكآكآو – من شفتيهآ بعدمآ إرتشفت منه بـ تأني: إيه هذي عآدته يوم الأحد .. يقضيه كله برآ مع ربعه وخويّآه .. تعودي عآد على روتينـه .. يوم الجمعه من بعد الصلآه مآيرد إلآ بآخر آلليل .. ويوم الأحد والثلآثآء لأنه أجآزه من دوآمه بآلعيآده ..
نسمه: حتى إنه مآتغدى هنآ !
....: إيه .. يآكـل برآ مع ربعه وخويّآه

بـ التزآمن مع هآلجملـه , إنصرآف الشغآلـه .. ودخولــه ...
إنتفـض جسده مخترع , برد فعل تلقآئـي أعرض عنهآ صآد بـ ظهره ظهره وعيونه موسعـه لـ آخرهـم خآفضهآ بـ الأرض , حسبآله حرمـه غريبه إنهآ ضيفـه وهو دخل فجأه بلآ إستئذآن !

ردّ الفعل إللي إستغربته – الشغآله – محتده نظرآتهآ بـ إستفهآم موجـه لـ نسمـه الفآهيـه في حين أطلقت أمـه ضحكـه خفيفه: ههههه تعآل يآعديّ , مآبه أغرآب .. هذي الشغآلـه
بـ التصوير البطيئ إلتفت وكأنه جآبر نفسه على هآلشيّ لحد مآستقرت عيونه المتفآجئه على كآملهآ .. أنثى ثلآثينيـه , محجبـه , قصيرة القآمه , آسيويـة الملآمح ...
إبتلع ريقه بـ صعوبـه وكأن وقع التفآجئ للحين مآغآدره ..
الشغآله إللي قوست فمهآ بلآ مبآلآه وبهدوء أقفت عنه رآده لـ مطبخهآ !

عيونه ثآقبـه تترقب خطوآتهآ الهآدئه لحد مآختفت تمآماً من قدآمه , وبـ إستفهآم نآظرهم ثنينآتهم معقد حآجبيه سآئلهم: شغآلـة من هـذي ؟
بسرعه أخفضت نسمه بصرهآ لـ حجرهآ , ردّ الفعل إللي لآحظته أم عديّ مقرره إنهآ هي إللي تجآوب: شغآلتنآ الجديده ..
إرتفع حآجبه الأيمن إستنكآراً , لحظآت ثم إقترب عليهم بخطوآته المتأنيه وبآقي التسآؤل بـ وجهه: وليـش ؟ - قآلهآ وعيونه على ذيك إللي مخفضه رآسه لآخره وكأنه جذع مقسوم .. مآيشوف إلآ الفرق النصفـي , خط فآصل بين شعرهآ البنـي آلقصير , طولـه يلآمس لوحي كتفيهآ , مضفر على الجآنبين ..

التسآؤل إللي جآوبته عليه أمه بـ إبتسآمه: عشآن نسـوم .. وتبي الصدق عآد ؟ عجبتني السآلفه , لو إني دآريه كآن من أول جبتهآ .. مآغسلـت اليوم لآصحن ولآ كآس .. وإللي أبيه ألقآه عندي , مآتعنيـت
أطبق فمـه قهراً رآمق ذيك إللي كنهآ درت عن سوآتهآ وللحين مارفع عيونها بعيونه بنظره مغتآظه مآشآفتهآ .. إلآ إنهآ وبسرعه رفعت رآسهآ تنآظره من وصلهآ صوت أمه مستفهم تسأله: وين رآيــح !!
تشآبكت عيونهم متعلقه نظرآتهم أول مآلتفت وهو بـ أول الدرج قدآمهم قبل يرقآه مفصخ عقآلـه , غترته البيضآء والطآقيه بيمنآه .. النظره إللي كسرتهآ هي بسرعه تحآشياً للتوعد إللي أرسله لهآ بـ النظره .. مجآوب أمـه بـ جفآف: تعبــآن .. بنــــآم !

الكلمتين إللي قآلهم وإختفى .. قوست هي فمهآ بعدم فهم مآسرع مآتبدل وهي تطلبهآ بـ إبتسآمه حآنيه: نسوم إطلعـي له شوفي محتآج شيّ
نسمه وإللي شويّ وتبكـي , ودهآ لو تتعذر بـ أي عذر يمنعهآ عن موآجهته .. ليش بكل بسآطه مآتقول لهآ .. مآبي أرقى لـه وأبي أقعد معـك إنتـي !
إلآ إنهآ مآلقت إلآ الإستسلآم والخضوع .. أطبقت فمهآ في حرج موقفه عن الأرض: مآتحتآجين شيّ يمّـه ؟
تهلل وجههآ بـ رضآ مجآوبتهآ بـ إبتسآمه: آلله يرضـى عليـك جعلني مآ أبكيـك ..

شهقت نفس عميق دآقه رجليهآ بـ الأرض قآصده تفك ثنية بنطلون بيجآمتهآ وردي آللون عن سآقيهآ تفرده ..
شدت شقي بلوفرهآ الصوفي أبيض آللون على صدرهآ متكتفه بـ إستئذآن هآدئ لـ إنصرآفهآ: تصبحيـن على خيـر ..
أومأت برآسهآ إيجآباً والبسمه بوجههآ المريح: وإنتي من هلـه ..


بـ غرفتهآ الخآصه إللي صعدهآ مقفله البآب من ورآهآ ..
بخطوآت متبآطئـه , مطأطأه رآسهآ , يديهآ الثنتين مطبقتين فوق بعضهم مضمومتين لوسط جسمهآ ...
الغرفه دآفئـه والإضآءه خآفتـه .. لمبـه سهآره بآللون البنفسجي الرآيـق ..
جآلس على طرف سريره مستند بـ أكوآعه على ركبتيه شآبك أصآبع يديه نظره مخفض ثآبت على قآعدة الدولآب .. شكلـه أوحى بـ إنتظآره ..
وشكلهآ أوحى بـ المذنب آلمقبل بـ خجل لـ تلقي عقآبه !

قطعت الصمت بـ نبره خفيضه سآئلته: تبي العشـآ !
تحسس بـ أطرآفه اليمنى العقله الأخيره لوسطآه اليسرى وكأن حولهآ خآتم وهو يلفه سآئلهآ بـ إستخفآف: ومنو بيجيب لي العشـآ ؟
نسمه: ..........
نآظرهآ ببرود مكمل: منو أصلاً إللي سوآ العشـآ !
دورت عيونهآ يمنه ويسره بآلعه ريقهآ بـ إرتبآك بعدمآ فهمت المبطن من كلآمه , آللحظـه إللي إستنطقهآ فيهآ الجوآب بـ هدوء: هــآآ !
....: أمي ميثآء هي إللي سوّت العشـآ .. وإذآ تبيـه أنآ إللي بجيبـه
إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه إدعآءاً لإعجآبه: مآشآلله مآشآلله .. فيه تطوّر .. نسمـه هآنم بنفسهآ إهي إللي بتجيب لي عشآي !
نسمه: ...........

....: وليش العنآ ! الشغآله هذي وش شغلتهآ ؟ إنتي الهآنم الدلوعـه لآآآآآ مآيصير .. آقعدي رجل على رجل والشغآله بنفسهآ بتوصل لي عشآي

بثآنيه ترقرت عيونهآ بآلدموع .. أهون عندهآ يصيح عليهآ , يكفخهآ أو حتى يتوطآهآ ولآ إنه ينخر عظآمهآ ويسمّ بدنهآ بهآلقـط إللي يقطـه ...
تكرمش وجههآ كمآ الأطفآل مقوسه فمهآ المطبق بعيون متلألأه: إنت ليش تعآملني كـذآ !
سؤآلهآ البآرد هذآ مآكآن بمكآنه أبدّ وهو بقمـة غيظـه منهآ ومن سوآتهآ .. وقف بعصبيّه رآص على أسنآنه بقهر: لأنك مآتستآهلين إلآ هآلمعآملـه وليتهآ تنفـع وإنتي تتعدليـن .. إلآ من ردي لأردى

لآشعورياً طآحت دموعهآ مسدده له سهآم نظرآتهآ العآتبه من عيونهآ المدمعه بتوسل طآلبته السكوت: عُــــدآآآآآي !
بـ عنف سحبهآ من شق بلوفرها الأبيض المخرم بـ فتحآت دآئريه صغيره .. كآنت مثل الدميّه البلآستيكه بـ شكلهآ الطفولي البريئ , وشعرهآ القصير المضفر على الجآنبين , أكملـه صغر حجمهآ بقبضته العملآقه مآلهآ حول ولآقوه .. إحترق وجههآ من أنفآسه المستشيطه الغآضبه: إنتي وشهو ذآ إللي سويتيه ؟

إرتعش ذقنهآ بـ إرتجآفه وآضحه سآئلته ببرآءه: وش سويـت !
شدد من قبضته المآسكه لملآبسهآ: هذي الشغآلـه تحت .. من ويـن !!
رمشت بتوآلي قبل تجآوبه بـ تردد: مــممـ ... من .. من بيتنــآ
قآلت كلمتهآ بـ حسن نيّه جواباً لسؤآله وليتهآ مآقآلتهآ ... بثآنيه إكفهر وجهه إللي إمتلآ بصدمـه عدم تصديق للي قآلته توهآ ..
جحظت عيونه آلذهبيّه إللي تبدل بيآضهآ لـ حمآر .. إحتدت نظرته بـ توعد مخيـف .. عرق غليـظ منتفـخ برز بمنتصف جبينـه الضيق .. توسعت فتحتي خشمـه .. عضلـه بفكـه السفلي تشوف نبضهآ وآضـح !
كمآ الطفل المرتجف من خوفـه .. عيونهآ متلألأه بآلدموع المتجمعه , طلع صوتهآ رقيق وآهن قآصده تهدي من إنفعآله: أنـآآ ..... آآآآسفــــــــه

عديّ وإللي سُبحآن من ألهمـه الصبر والتمآسك بهآللحظـه ومآتطآول عليهآ بـ الذرآع وإلآ كآنت بتروح وآطيهآ ولآ وش إللي بيرحم ضعفهآ من قبضـة هآلعملآق قدآمهآ ..
عطآهآ ظهره متخصر بيسرآه وبيمينه شد على شعره بآلقوه وكأنه يبي يقلعه من جذوره عآض بـ أسنآنه العلويه على شفته السفلى بقهر وصل معه للآخــر إلآ إنه شهقـه قصيره أنبأت عن بدآيآت بكـآء مكتوم أنبهته ليلتفت لهآ مطبق فمه بآلقوّه يشوفهآ مطأطأه رآسهآ بـ خنوع .. قبضتهآ مكوره فوق فمهآ كمآ إللي كآتم كحته .. بلورآت لآمعه يلمحهآ منسآبه من عيونهآ ...

عآدت له تأسفهآ المهزوز المُرتجـف , بـه من النـدم الشيّ الكثيـر: وآلله يآعـديّ آآآسفـــــه
بـ تحكمّ أكثر قدر يضبط فيه نفسه , طلع صوته مخنوق جبراً: إنتي تدرين وش إللي سويتيـه ! تدرين أي غلط هذآ إللي غلطتيـه !
رفعت له وجههآ البآكي وقد تأجج بـ إحمرآر صآرخ: هذي من الشغآلآت إللي ببيتنآ .. طلبتهآ ومآمآ مآرفضـت .. أدري إني غلطت عشآن مآقلت لك

الخطوه الوحيده الفآصله بينهم قطعهآ بـ حده موقف تمآماً قدآمهآ: غلطك يآهآنم مو بس لأنك مآعلمتيني .. غلطك الكبير تصرفك الغبي والسخيف والموقف إللي حطيتينآ كلنآ فيـه ..
نآظرته بـ إستفهآم ليكمل هو مجآوبهآ: وشهو شكلنآ عند هلك وإنتي تشحذين منهم شغآله ؟ ليش مآنيب قآدر على هآلشيّ يعنـي ؟ قلتلك من قبل إن بغينآ جبنآ بدآل الشغآله ثنتين وثلآث وعشـــر .. الموضوع ومآفيه إن مآنب بحآجتهآ .. آلحين علميني شلون أتصرف ويّآك من بعد هآلتصرف الغبـي ! هــآآآه !
نسمه: مآقلت لمآمآ إنك مو قآدر توفر لي شغآله .. هذي كآنت من الشغآلآت الخآصين فيني أنآ وطلبتهآ لأنهآ تعرف زين أنآ وش إللي أبيه وأنآ متعوده عليهآ

إرتفعوآ حآجبيه إدعآءاً لإعجآبه الكبير بنبآهتهآ: آللـــــــــه .. وش ذآ الدهآء والذكآء .. لآ عجبتينـي – جمدت ملآمحه بـ سكون مخيف مُردف بنبره مخيفه جآفه – وتبررين لنفسك ردآة سوآتك ! على بآلك هآللي قلتيه بيغفر لك أو إني بتقبله وأمشيّـه !
ردت عيونهآ وترغرغت بآلدموع طلعت نبرتهآ بآكيه مرتجفه: أنآ مو عآرفه شلون أتصرف معك ولآ وشهو إللي يرضيك
بـ أطرآف أصآبعه اليمنى مضمومين ألصقهآ بجآنب رآسهآ يدق عليه بآلقوّه: إللي أبيــه تشغليــن هذآ إللي هنـآ ... هذآ مــخ أو نعـــل ! مآتفهميــن !

مآعآد فيهآ تتحمل أكثر .. إهآنآته جآرحـه .. قآسيّه وقويّه على نفسهآ وقلبهآ .. هي نسمه البنت الوحيده , المدلله من جميع الأطرآف .. مآعمره أحد لآم عليهآ سوآتهآ حتى وإن كآنت هي المخطئه فيهآ آلحين كل عآلمهآ الوردي قآعد ينهآر وبقلب بـآرد .. من إللي مآنبض قلبهآ إلآ لــه !
إعتصرت عيونهآ لتنهآل منهآ أسرآب دموعهآ في صمت مطبقه فمهآ بآلقوه تمنع إرتجآف فكهآ ضآمه قبضتهآ لمنتصف صدرهآ بعتب دآخلي حزين " شلــون أحبــك وإنت جآرحنــي ! "

شهق نفس حآنق , جآ بيردّ إلآ إنه سكـــــــت .. مآطلع معه من إنفغآر فمـه إلآ إبتلآع كومه من الهوآء زفرهآ بـ ضيق معرض عنهآ صوب الحمآم – بـ الكرآمه – مصفق البآب من ورآه وبآلقوّه .......


/
/

/
/


صبآح يوم – الإثنين – البآكر ..

أغلق شقي البآب الجرآر للمكتب بعدمآ دخله وبيده الجريده إللي قدمهآ له على المكتب: الجريدة إللي طلبتهآ أستآذ سنـد ..
من قآل جملته إلآ وإنتقلت عيونه بسرعه من ملف الأورآق إللي بيده للجريده إللي إستقر نظره على إسمهآ بـ الصفحه الرئيسيه , أحمر آللون بـ خط الرقعـه – جريدة الفجـر –
أبعد الأورق من قدآمه يسآراً بـ إهمآل رآفع الجريده بـ إهتمآم شديد يقلب بين أورآقهآ وكأنه يدري وين بـ الضبط يبي يوقف ويقرأ !
التركيز إللي تشتت بعدمآ لمحـه بعده وآقف مكآنه مآتحرك بعدمآ قدم له الجريده مقرر يسأله أولاً عن سبب وقوفه قبل يبدآ بـ قرآءة الشيّ المخصوص إللي لأجله طلب الجريده ..

....: خيــر !
إبتلع ريقه قبل يجآوبه بـ هدوء: سألتـك شيّ ثآني تبيـه !
أطلق زفره مسموعه مجآوبه بدون نفس: لآ .. تقدر تتفضـل ..
قآل كلمته وردت عيونه تتفحص الكتآبآت الصغيره , المزدحمه والمترآصه بـ الصفحـه إلآ إن وجود هآلشيّ الطويل الفآرع بآقي قدآمه مآزآله مشتتـه ..

نآظره بعقدة حآجبين سآئله: تبي إنت شيّ !
أخفض بصره للمكتب لحظآت قبل يجآوبه بعدمآ بلل شفتيه: إي الصرآحه , أبي أكلمك بـ موضوع
تمّ لحظآت عيونه معلقه عليه النظره الفآرغه بلآ معنى ليقرر أخيراً ينهيهآ بـ إشآرة كفه الأيمن المبسوط تجآه الكرسي المقآبل لـ مكتبه: تفضـل إقعـد
....: معك وقت الحيـن أو نأجلهآ عآدي
قوس شفتيه بلآ إهتمآم: ليش نأجـل ! آلحيـن

بـ إنقيآد هآدئ إستجآب لـ طلبه جآلس على الكرسي المقآبل له وعيونه مصوبه تجآه الكرسي الثآني المقآبل له وفآصل بينهم الطآوله القزآزيه الدورآنيه الصغيره .. لحظآت من الصمت قطعهآ أخيراً بكلآمه: الموضوع شخصـي
سند وإللي كأنه إستشف آلعلم ويدري وش إللي يبيـه سُهيل ولآ وشهو الشيّ الشخصي إللي يربطهم سويّه غير سآلـي أختـه !
....: آممم .. أسمعـك
شهق نفس عميق هآدئ قبل يبدآ مُردف وعيونه على الطآوله القصيره قدآمه: سآلـي جتنـي أمـس آلبيت وتكلمنـآ
قوس شفتيه رآفع حآجبيه كرد فعل بديهي للي سمعه في حين أكمل سُهيل: تنآقشنآ كثيـر .. وتفآهمنـآ
حك ذقنه ثم سأله بعدمآ سكت الثآني وشكله مطول: والنتيجـــه ؟!

إلتفت له سهيل متعلقه نظرآتهم لثوآني قطعهآ بـ إجآبته: ثنينآتنآ ترآجعنآ عن قرآر الإنفصآل
إرتفع حآجبه الأيمن بزآويه حآده .... مستنكر: قرآر الإنفصآل هذآ كآن من طرفك إنت وبس
سهيل: ترآجعت عنه بعدمآ تفآهمنآ
سند: وآلله ! هو لعب عيآل ؟ وش حركآت المرآهقين هذي !
أطبق سهيل فمه وعيونه بـ الأرض إذ إن مآعنده جوآب , سند بقمة إستنكآره وهو مآيلومه ..
سند: وإنت بنآت النآس عندك لعبـه ! سآعه تبيهآ والثآنيه لآ !
بلع ريقه بحركه وآضحه رآد عليه وعيونه مصوبه تمآماً للطآوله من قدآمه: أدري إن إللي صآر كآن خطأ , بس إنت تدري أسبآبي
سند: ع العين والرآس أسبآبك , تفهمنآهآ ومآلمنآك .. مآتبي بنتنآ مآعترضنآ , وش إللي جدّ آلحين ؟ تكلمتوآ وتفآهمتوآ ! ليش من أول أجل مآتكلمتوآ وتفآهمتوآ ؟
سهيل: لأنهآ كآنت رآفضـه أي نقآش , مآكآن فيه أي مجآل للتفآهم .. طريق ووصلنآ نهآيتـه , النهآيه المسدوده
سند: وش إللي فتح النهآيه المسدوده هذي الحين ؟ ولآ لقيتوآ طريق ثآني
إلتفت له سهيل مجآوبه: بـ الضبط .. هذآ إللي صآر
لوى سند فمه يميناً برفعة حآجب حآده مستفهم في حين أكمل سهيل: هآلطريق الجديد سآلي هي من بدتـه
سند: وإنت مقتنع تبي تكمله معهآ ؟ وإن تفآجئتو بنهآيته زي إللي قبله .. مسدود .. شـ الحـل ؟
سهيل: زوآجنآ نبيـه بعـد شهـر .. بـ جمآد أول ( فبرآير )
رفعة الحآجب الإستنكآريه زآدت حدتهآ أكثر: أهآآآ .. تورطون نفسكم ببعـض يعنـي !

أعرض عنه سهيل وقد إمتلآ وجهه بـ الحرج .. للأسـف سند صآدق بآللي يقولـه , وهو للحين شيئن بقلبـه مآهوب متقبل هآلنتيجه إللي وصل لهآ مع سآلي , وكونهآ هي الحل الصآئـب , الصحيح أو إنه مجرد تمآدي في الخطأ .. الخطأ إلي مآرح يتحمله بـ الأخير إلآ ثنينآتهـم !
أشبك سند أصآبع يدينه ببعضهم مستند بسآعديه على مكتبه: أنآ مدري عن طبيعة هآلشيّ إللي يربطكم , هل مجرد تنفيذاً لرغبـة عآمر المرشد من تجآهك ! أو فرصـه وعطتهآ سآلي لنفسهآ تشوف وين بتوصل بهآ الموآصيل ويّآك .. هل بعد سنه إرتبآط فيه مشآعر بينكم كفيله إنهآ تكون أقوى من أي سلبيآت وآجهتوهآ بطبآع بعض وبسببهآ تقدرون تتخطون هآلثغره .. أو الفجوه إن صح التعبير مآدري .. عموماً هذآ قرآر شخصـي , ودآمكم ثنينآتكم إتفقتم عليـه فـ أنآ برآ الدآئره ..

نآظره بـ تفآجئ مصحوب بدهشه صريحه وعلنيّه لهآلكم من التفآهم إللي وآجهه الحين فيـه .. شيّ بدآخله بدآ يطمئن لهآلجلمود .. قآسي آلقول , عنيف الفعـل , صعب المرآس , حآد المِزآج ..
الرآحه إللي مآ أمدآهآ تسرى كآملـه حيث إن سند رفع سبآبته اليمنى بـ تحذير حآد اللهجه: ويآني ويآك يآسهــل , وهذآني أحذرك وتذكر هآلتحذير لآخر عمرك .. يآني ويّآك هآللي صآر ينعآد ..

سهيل: .............
سند: مشيتهآ لك لأن آلحق كله كآن معـك مآلمتك وللحين مآلومك لو إنك مصّر على قرآر الإنفصآل .. أمآ بعد هذآ الترآجع إللي تمّ وبكيفـك , إنسى إني أكون بهآلتفهـم لو بــــــــس سولت لك نفسك تنفصـل عن سآلي حتى بعد زوآجكــم هذآ إللي بعد شهـر ........ مفهـوم كلآمـي ؟

رمشآت متوآليه لجفنيه المرتعشيـن , خليط من المشآعر مضطرب .. يترآءى له الندم آلحين يترآقص قدآم عيونـه , لو بيده ينسحب آلحين ويفتك من هآلشبكه إللي وللمره الثآنيه ألقى نفسه فيهآ وبكآمل إرآدته كآن سوّآهآ ونجـى بـ عمره .. بس شلون يصير هآلشيّ من بعد هآلتهديد الصريـح ! تهديده حتى عن مجرد التفكير بـ الإنفصآل من بعد الزوآج ! .... يآرحيـم وش هآلعنـت والتجبــر !
....: مآفيه أي إعترآض على موعد الزوآج ؟
قوس فمه بلآ مبآلآه: دآم هذآ إللي تبونـه وش إللي يمنـع !
دور عيونه يمنه ويسره بتفكير ومآسرع مآسأله بـ تردد: الوضـع الصحــي لـ ....... – ضيق عيونه مكمل بـ خفوت – أستآذ عآمـر !

شهق نفس مسموع وكأنه فهم القصد تمآماً , شلون زوآجهم يكون بعد شهـر وبآقي أبوه طريح الفرآش مآتمآثل شفآءه ...
....: بعلم الجمآعه بـ البيت وبرد لك خبـر
وقف سهيل عن كرسيه وهو يحس بثقل جآثم عليه , ضآيق صدره مختنقه أنفآسه .. استند بيده اليسرى لحآفة المكتب: أعتذر عن وقتـك ...
رد سند ومسك الجريده مجآوبه: إرسل لي قهوتـي ...
أومأ رآسه إيجآباً مُردف بـ كلمته الخآفته: أبشــر ...

الكلمه إللي قآلهآ وإختفى من بعدهآ بـ تأني في خطوآته المثقلـه وعيون الثآني ترآقب كتفيه لحد مآتوآرى عنه ..
ارتفعت زآوية فمه اليمنى بـ ابتسآمه جآنبيه .. خرق لكل التوقعآت إللي إنرسمت لهآلعلآقـه البآئسـه بين هآلثنآئـي .. الغريب العجيب والشيّ المستنكر هو ثبآت هآلسهـل ورغبته إللي مآتوآنى لثآنيـه عن إعطآهآ الفرص .... المستميتـه .. لأجل يقدر يوصل معها لـ حـلّ سلمـي , مريـح , وهآدئ ..

شكلـه من الشخصيآت الصبورهـ والغير إنهزآميّـه أبـدّ .. هذآ هو الرجـل المثآلـي بموآصفآته كآملـه لهذي المتغطرسـه , الجآحده والمتعنتـه ... أختـه , سآلــي !

إنخفض بصره للجريده وقد طآحت عيونه على عمود علوي جآنبي للشق الأيمن من الجريده .. مقآل سآخـر بـ عنوآن – المدينه السعوديّه –

إنتقلت عيونه ثآقبة النظره مبآشرة للإسم الصغير بـ آخر المقآل ... أصآله المُرشـد ..
بدآية سطوره كآنت كلمآت قويّه شكلهآ بدآيه جريئه إبتدتهآ أخته الخجوله !
( المدينه السعوديه: يذهب رجآلهآ إلى الإسترآحه وتتآبع نسآؤهآ التليفزيون – على الأغلب مسلسل خليجي أو تركي - , " يُفحـط " أولآدهآ في الشوآرع , والجميع يثرثرون عبر تويتر , آلمدينه السعوديّه تتنفس عبر رئتين اصطنآعيتين ..... الإنترنت , والريموت كنترول ! )
- مقتبس لـ محمد الرطيآن –

عض على شفته السفلى وإبتسآمه جذآبه عريضه بـ ملمحه الحآد الفآتن " أشهد إنك بنت ذيبآن يآ أصـووول " ..
أسند جبينه لرآحته اليسرى وبآله مصحوب للقآء الثلآثي إللي جمعهم بـ مكتب رئيس التحرير – بسّآم نآصر عبدآلله - , إندهآشه بـ كون المتقدمه للطلب على العمود الفآرغ هي بنت عآمر المرشـد .. عآمر المرشد نفسه ومآغيره .. الإسم صآحب الحيز والمكآنه الإجتمآعيه المرتفعه وإللي بسببه وجه له بسّآم الدعوه وبـ إصرآر شديد مأكد عليـه حضوره لـ عقيقـة ولده البكـر , المقآمه بـ مشيئة آلله وحده يوم الجمعــه آلمقبــل !


/
/
/



يوم الجمعـه !
نيويوركـ ..

بـسرعه إلتفت من حول المطبـخ المفتوح والمكشوف على الصآله بكآملهآ حآثته بيدهآ اليمنى كـ إشآره يتم مكآنه وهي تمصمع أصآبعهآ اليسرى من البهآرآت العآلقه فيهم: إبق , إبق ... أنآ سأفتح
جوزيف وإللي كآن توّه ووقف قآصد يفتح البآب بعدمآ تعآلى صوت جرسـه ..
تمّ مكآنه وهو يشوفهآ متوجهه صوبـه فآتحته بدون إهتمآم .. الإهتمآم إللي إزدآد تركيزه بمجرد مآطآحت عيونهم ثنينآتهم عليـه ..

وقفت يدهآ اليسرى بـ الفرآغ مفرقة الأصآبـع موقفه مصّهآ لهـم .. بـ الجآنب الثآني كآن جوزيف وآقف معطي التلفزيون ظهره وعيونه للبآب ..
في حين الثآلث على البآب كآنت عيونه مظلمـه بـ حِقـد يمررهآ بينآتهـم بنظره مآبثت لنفوسهم إلآ التوجـسّ .. نظرآته المخيفه إللي ثبتت وبـ جمود على ذآك إللي أرجع رآسه لورآ بعقدة حآجبين .. آلعقدة إلي إشتدت لحد تلآصق رأسي حآجبيه بـ إحتقآن من شآفه قدآمه وآقف على البآب ..
لآشعورياً رصّ على فكيّه بقوة قهر دآخلـي وعيونه تفترس ذآك إللي ينآظره من مكآنه بـ حقد شديد .. مآيظهر إلآ رآسه من ورآء الكنبه إللي هو جآلس عليهآ مقآبل التلفزيون ..
الأجوآء المشحونه المتوتره بين أنظآرهم أربعتهـــم !
قطعهآ – نوآ – أولاً يوم سفهه وردّ ينآظر بـ التلفزيون قدآمـه ... تلآه - جوزيـف - إللي قوس فمـه بلآ مبآلآه ورد جآلس ع الكنبه جمب نـوآ مكملين متآبعتهم للمبآرآه الريآضيّـه ..

الثآلثه كآنت – ليلآ – إللي إبتلعت ريقهآ بـ إبتسآمه متوتره مآسحه رآحتيهآ بـ جآنبي جسدهآ من فوق ملآبسهآ: oooh, my shiny star … I miss u
( أوه, نجمـي اللآمـع ... إشتقت لك )

أظلمت عيونه إستنكآراً سآئلهآ بـ إستخفآف: وآلله !
أخفضت بصرهآ بآلعه ريقهآ في حرج موليته ظهرهآ تآركته وآقف ع البآب ..
البآب إللي أقفله من بعد دخوله لآحقهآ بـ خطوآت متبآطئـه وعيونه على الإثنين جآلسين ومآيبين إلآ روسهم من الخلف ..

إستند بوسطه لأدرآج المطبـخ من ورآه رجل تتقدم الثآنيه متكتف: شخبآرك سِـت ليـلآ !
إلتفتت له نصف إلتفآته وبوجههآ إبتسآمه قصيره مفتعلـه مآسرع آختفت وهي تنآظر بـ المقلآه على الشعلـه تقلب المحتوى بـ المعلقـه الخشبيّه: على حآلي , مآفي جديد
إرتفع حآجبه الأيسر ولسآنه يدور بفمـه إنتفخ معه بآطن خده في محآوله منه لتمآسك أعصآبه وكبت غيظه وقهره: آممم .. وهذآ إيش يسويّ هنآ ؟
نآظرته والإستفهآم بوجههآ: ميـن ؟

سؤآلهآ المُستفز السآذج وإللي أبقى على آخر ذرآت تمآسكه , بخطوتين وآسعتين قطع المسآفه بينهم موقف ورآ ظهرهآ لتلتفت هي له مقآبلته وجهاً لـ وجه رآفعه رآسهآ لهآ بآنت وكأنهآ قزم ينآظر عملآق ...
إلتصق نصفهآ السفلي بـ البوتجآز من ورآهآ تنآظره بعيون محتده سآئلته بـ خفوت مرتبك: شفيــ .... ـــــك !
همس لهآ من بين أسنآنه الهمس المغتآظ: الزفت أبو عيون زرق هذآ وش إللي يسويه هنآ ؟
بلعت ريقهآ شآده عروق رقبتهآ وإللي معهم برز عظم الترقوه لهآ وبوضوح مجآوبته بـ همس متخوف: عـآآدي .. هو صديقنآ أنآ وجــو ..
ضيق عيونه إستنكآراً وبوجهه تكشيرة إستخفآف: صديقكم !!!

رمشت بتوآلي وعيونهآ على جوزيف إللي إلتفت لهآ برآسه وكأن وجهه قد سأل سؤآله بدون مآيصرح عنه لفظاً وهو مكآنه ... بسطت رآحتهآ اليمنى بوسط صدره دآفته بـ وهن طآلبته يبتعد عنهآ المسآفه إللي قصرت وقآرب فيهآ صدره على الإلتصآق بصدرهآ: نجــم ... شفيـك !
إمتدت يده لـ قبس الشعلـه مدوره لحد مآنطفت النآر مرتد عنهآ خطوه خلفيه: وينك فيـه من إسبوعين سِـت ليلآ ؟
زفرت نفسهآ المخنوق مصدره له جآنب وجههآ الأيمن متحسسه عنقهآ من الجآنب الأيسر وبآقي فمهآ مضموم تنفخ منه الهوآ بـ توتر من وجوده الخآنق لهآ بسيطرته وتحكمـه .. تدري إنه أمآنهآ وإنه بعمره مآرح يأذيهآ فعلياً .. لكن حضوره المهيب على نفسها إحسآس أقوى من إن قلبهآ الضعيف الوآهن يقدر يتحملـه ...

....: موجوده يعني وين بكـون ..
إرتفعوآ حآجبيه بتعبير إستنكآري معنآه – وآلله – لتبآدله هي التعبير السآذج بوجههآ سآئلتهآ ببلآهه: شفيـك !
نجم: مو عطيتك جوآلي .. وقلت أبيك تكلمينـي .. إسبوعين كآمليـن – رفع بوجههآ سبآبته ووسطآه اليمنى إشآرة لـ رقم 2 مكمل بجفآف من بين أسنآنه – إسبوعين بطولهم وعرضهم مآجآني منك إتصآل وآحد ............ ليـــش ؟
طيرت عيونهآ بتفكير جآوبته من بعدهآ بـ سذآجه: وليش أتصل فيك !

أطبق فمه بقهر مجآوبهآ بتمآسك وآضح إنه يجآهد نفسه فيه: لأني قلت لك أبيك تتصلين فيـني
إنعقدوآ حآجبيها مبوزه بتعبير طفولي: إنت قلت إن إحتجت لك أتصل عليـك .. وأنآ مآحتجت لشيّ , فـ ليش أتصل ؟
من قآلت آخر كلمه إلآ وأرجع رآسه لورآ مغمض عيونه شآهق نفس حآنـق يعد بقلبـه العد التصآعدي أو التنآزلـي لـ ثبآته الإنفعآلي وإللي على وشك الإنفلآت ..

ردّ الفعل إللي سفهته هي موليته ظهرهآ فآتحه درج من أدرآج المطبخ العلويّه مطلعه منه صحـن بورسليني مسطـح وبيمنآهآ بدت تقلب خلـيط فآهيتآ الدجآج بـ المقلآه إستعدآداً لسكبهآ في الصحـن ..

....: تعآل يلآ كُـل معآي ..
نجم: إتركي الزفت هذآ إللي بيدك ونآظريني وأنآ أكلمك مآهوب وقت أكل
نآظرته بـ إستنكآر مبوزه رآفعه له المعلقه الخشبيه بوجهه تهديداً: إسمـع إنت .. مآهوب بكيفك تجيني بيتي وتقعد تتشرط وتتأمر وأنآ غصب أسمع وأنفذ لك ..

إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه بميلة رآس جآنبيه بـ إعجآب هآزئ لـ جرأتهآ ولهجتهآ الحآده المتوعده: صآيره قويّـه ولك صوت ولسآن سِـت ليلآ !
رمقته بنظره مشمئزه من فوقه لـ تحته موليته ظهرهآ تغرف الفآهيتآ بـ الصحن ليوصلهآ صوته هآزئ: لآ وتشمقيـن بعـد !
ليلآ: ...........
ثوآني على وضعهآ سآفهته تنقل من المقلآه للصحن لحد مآحست بجسمهآ كلّـه إللي إنشد وبقـوّه , متأهبـه كآمل حوآسهآ بـ قشعره سرت على طول عمودهآ الفقري إللي إستقآم ..... وتيبـس ..

رمشت بتوآلي وعيونهآ مصوبه للجدآر من قدآمهآ بنظرآت محتده , خفقآن متسآرع قلبهآ تحسّـه بينخلع من مكآنه ... لمسآته المثيره لـ وسطهآ النحيل الضيث إللي حآوطه بـ كفيّه العملآقيـن أبقت على ذرآت صمودهآ ليوصلهآ صوته خآفت بوشوشه شبه مسموعه من أنفآسه الدآفئـه المقآربه للجآنب الأيمن من عنقهآ قرب أذنهآ: مغير لسآن طويل ع الفآضي وآلحين بتطيحين من طولـك

ليلآ: ...........
دآعب غضروف أذنهآ اليمنى بطرف خشمه هآمس لهآ: هآ ليلوش يآقلبي , شفيك متوتره كذآ
بجوفهآ سبآب إن طلـع مآرح يكون وصفـه إلآ بآلوعة مجآري وطفحـت .. ودهآ لو تلتفت عليـه وتصفقـه , تسبـه , تشتمـه وتلعنـه وختآمهآ تفلــه لـ وجهه !
إلآ إنهآ وبهآللحظـه كل إرآدتهآ , أعصآبهآ وتحكمهآ قد أعلنوآ عصيآنهم والتمرد إستسلآماً لـ نجــم وتأثيــر النجــم ..
بـ تباطئ إلتفتت له لتقآبله بوجههآ وبعده مطوق خصرهآ برآحتيه – طلبته بـ هدوء وعيونهآ مخفضه للملتقى بين عظم الترقوه له: إبعــد عنـي
إنفغر فمه موسع عيونه رآفع حآجبيه إدعآءاً لتفآجئه بـ طلبهآ: وإن قلت لآ !

....: نـوآ و جـوّو موجوديـن ..
....: تعآلي طيب نطلـع فوق
أطلقت زفره منقهره مطبقه فيهآ فمهآ بآلقوه صآر نقطه بوجههآ كثر مآزمت عليه ليقآبلهآ هو بـ برود وبعيونه شيّ من الإستمتآع أرضى غروره بـ خضوعهآ التآم له وإستسلآمهآ والممتع أكثر هو إستفزآزهآ ..
بـ هدوء أبعد رآحته اليمنى عن خصرهآ رآفع أصآبعه لوجههآ مدآعب بدآيآت منبت شعرهآ من جبينهآ نزولاً لـ الشعر الخفيف من منطقة السآلـف عن أذنهآ اليسرى: طول شعـرك يآليلآ ..

بـ حنق طلع معه صوتهآ نآفذ صبره: إنت وش إللي تبيـه آلحين هــآآه !!
ثبتت عيونه النآعسـه بنظرة مغريه ومثيره لعيونهآ المتجهمه هآمس لهآ بـ بحّه أثيريه خآطفه: أبيــك ..
أشآحت عنه بوجههآ تنآظر يمينهآ مطبقه فمهآ بـ غيظ بينمآ أكمل هو بنفس الخفوت الهآمس: مآيزيدك الهجـر إلآ تمـرد

إلتفتت له بحده مضيقه عيونهآ بـ إستنكآر ليكمل هو بنفس هدوءه المريب: دوآك معـي .. أنآ أعرف شلون أضبطـك من جديد وأعدلـك
أطلقت زفره متجهمه إنفغر معهآ فمهآ لآخره بنبره جآفه مآطلع معهآ إلآ إسمه: نجـــــــم ...
الإسم إللي مآ أكملت من بعده الكلآم لأنه أسكتهآ بتكشيرة وجهه المنقرف: بلآ نجم بلآ زفـت .. شفتي خشتك وآجد وأنآ تركتك تدلعين بس خلآص
ليلآ: إنت وش قصـدك !
نجم: قصدي إن وقت الدلع هذآ إنتهـى .. هآلتمرد والعصيآن أنآ أعرف شلون أتعآمل معـه
تكتفت برفعة حآجبين متحديّه: وآلله ؟ وإيش إللي بتسويّه يعنـي !

مرر طرف سبآبته على خشمهآ القصير حآد الطرف إبتدآءاً ممآ بين عيونهآ لـ طرفه مجآوبهآ بـ ثقه: أبآخـذك معــي .. وخل نشوف وقتهآ صوتك هذآ شلون ترفعينه ولسآنك شلون تطولينه
طيرت عيونهآ مطلقه ضحكه قصيره هآزئه أشبه بـ الزفره: هـــه .. مره وآثق
نجم: إيه , لأنه هذآ إللي بيصيـر
فكت تكتيفتهآ رآفعه سبآبتهآ اليمنى لمآ بين عيونه بـ تنبيه حآد وصآرم: إسمع إنت .. مو بكيفـك .. رجعه معك مآفيـه .. مآني شيّ إنت مآلكـه تتصرف فيه بكيفـك ..

مسك سبآبتهآ المصلبه بوجهه خآفضهآ بهدوء بعدمآ ثبت بنآنها أولاً على شفتيه طآبع قبلته الرقيقه عليه مُردف بـ همس: إيه يآقلبـي صآدقـه .. مآنك آلحين ملكي ومآلي حق أتصرف فيك .. بس هآلشيّ لشهر وآحــد .. – سكت لحظه ثم أكمل بـ تشديد أكثر مفرق بين الكلمه والثآنيه - : شهــر ... وآحــد ... بــــس
إنعقدوآ حآجبيهآ أقصآهم بـ إستفهآم طلع تسآؤلهآ خآفت: مآفهمـت !
طوقهآ بذرآعيه جآذبهآ لصدره قبل يجآوبهآ بـ هدوء تأكيدي: شهـر وآحد بس ورح تكونين يآليلآ ملكــي ........... فآهمــه !

عيونهآ محتده ثآقبة النظره بعدم فهم تسأله الشرح والتوضيح ليجآوبهآ بـ إبتسآمه عذبه وآسره بعدمآ آختلطت أنفآسهم الدآفئـه بقرب حميمـي قآرب فيه طرف خشمه يلآمس طرف خشمهآ: أبتزوجـك يآليــلآ .. رح تكونيـن بعصمتـي ........... ملكـــي
أردف قولـه بـ قبله نآعمـه لخدهآ الأيسر إبتعد من بعدهآ عنهآ لآف حول المطبـخ وكلآمه بنبره جآهره موجه للي إلتفت عليه بـ ترقب لفعله التآلي: هيــه إنت يآبـو كـــرش ...
جوزيف: ...........
بـ إنقليزيه آمره , جآهره: كُـن على إستعدآد وأحضر لك بذلـه .. زوآجي من ليلآ في الرآبع عشـر من فبرآيـر ..
من قآل كلمته إلآ ويلتفت له الثآني وقد إمتلآ وجهه بآلصدمه في حين وقف جوزيف من مكآنه موسع عيونه بعدم فهم ..
نجم إللي نقل نظره بين وجيه الإثنين الفآهيين ببلآهه ليتسع فمه هو بـ إبتسآمه جذآبه: أليس يوماً جميلاً ! يوم الفآلآنتآيـن .. ( عيد الحُب )
جوزيف: .............
نوآ: ............
إرتفع ذقنه لـ نوآ كـ إشآره له تنبيهاً: وأنت يآهذآ .. أجـل .. أنت أيضاً مدعـو .. كن على إستعدآد ..
قآلهآ ثم مشى صوب البآب وقبل يفتحه إلتفت لهآ بـ إبتسآمه: ليلوش يآقلبـي ....... بغيب عنك شهـر كآمــل
ليلآ: ..............
نجم: كآن ودي آلحين آخـذك , بس خله شعرك يطول شويّ بعد , مآبي أحد ينقدني وش ذي الصلعآء إللي تزوجتهآ !
بوجهه تعبير قمه في البلآهه , فمهآ مفتوح شبـر وعيونهآ مبققه بتطلع من مكآنهآ .. ليكمل هو بتأكيد وإبتسآمه بآرده مُستفزه بوجهه: تجهـزي فيه عـدل ..... رح أشتآق لك ..

صمت جمآعـي .. ملآمـح ثلآثيّه موحـده ... عيون موسعّـه وأفوآه منفغـره !
لحظـه ؟ وش ذآ إللي صآر ! حقيقي إللي سمعوه بلسآن هآلنجم الوآثق ولآ هم إللي أغبيآء ؟ فيهم من السذآجه والبلآهه الكمّ المتسآوي بروسهـم للحين مآنعهم من الإدرآك والإستيعآب !
همس جوزيف وبآقي التوهآن بعيونه: مآهذآ بحق آلسمآوآت ؟
وقف نوآ عن الكنبه موآجه ليلآ الوآقفه مكآنهآ كمآ تمثآل الشمع سآئلهآ بـ نفس الخفوت البآهت بنبرة جوزيف: هل هذآ صحيـح ليلآ ؟

حررت نفس مسموع وبوضوح طلع بعدمآ طآل كبتـه مطيره عيونهآ للسقف وبوجههآ إبتسآمه متوتره: لآيعقــــل ..
بخطوآت متبآطئه أقبل صوبهآ جوزيف: هل هو صآدق !
وسعت ليلآ عيونهآ بـ إبتسآمه تسأله فيهآ الصدق: ههههه جــوو يآ إلهـي مآبك !
جوزيف: مآبكِ أنتي !

ليلآ: هل تصدق هذآ الأبلـه المدعو نجـم ! ههههه
قوس فمه بعدم فهم: لقد بدآ جآداً
عطته ظهرهآ مكمله غرف الفآهيتآ بـ الصحن: ههههه يمزح
جوزيف: لم أستشعر المزح بكلآمه

إلتفتت عليه وبآقي نظرة عدم التصديق البآسمه بوجههآ: ههههه يآلك من أخرق ! زوآج ! أسمعته جيداً ! قآل زوآآج
جوزيف وبآقي البلآهه بوجهه مآفهم: أجل سمعته وجيداً ولذلك أسألك ! هل هو صآدق !
أرخت كتوفهآ مطبقه فمهآ بـ يأس: يآ إلهـي .. لآ أصدقك ؟ أتعلم مآمعنى الزوآج ! هل قرآر كهذآ يأتي من العدم وبلآ سآبق إنذآر ! إننآ غير مرتبطآن حتى !
جوزيف: ولكنكِ تُحبينـه !

ليلآ: ومآفآئدة حبي الغبـي ؟ نجم لآيصلـح للزوآج .. إنه ليس هذآ النوع من الرجآل .. لن يقيد نفسّه أبداً بعلآقه عآطفيـه فمآ بآلك بـ الزوآج ! ههههه أوه جـوزيف يآلك من رجل لطيـف .. – وسعت عيونهآ بنظرة مشآكسه سآئلته بـ شغب عفوي – أتريد تنآول الفآهيتآ معــــي ؟!


/
/
/
/


بـ السعوديــه ..
رفعت غطآهآ عن وجههآ محرره أنفآسهآ المكبوته وإللي خنقتهآ من شوفتـه أول مآدخلت للبيت .. " يآربي معقوله هو نفسه إللي شفته طآلع الحين من السيآره !! لآآآآ مستحيــل "
تحسست وجنتيهآ المتأججه نآفخه هوآ من فمهآ المضموم بـ توتر " كل مآشفته زآيد حلآهـ - أغمضت عيونهآ ضآربه جبينهآ بـ لوم – وررررردهـ آلله يآخذ عقلك وش هآللي تقولينه !! بس صدق وش إللي جآبه آليوم ؟! "

مليون فكر وظن يعصف دآخلهآ عن سبب توآجده هآلليلـه ..
هذي منآسبه خآصـه لعقيقـة ولد بسّآم , بـ أي صفـه هو آلحين متوآجد بهآلبيت ولنفس المنآسبـه !
من وين له يعـرف بسّآم أسآساً .. أو إنه مدعو من قِبل آدم !
إتسعت عيونهآ بصدمـه إستنكآريه من وقع الظن إللي توّه ترآءى لهآ .. هل معقول – سنـد – يكون بهآلدنآئـه والوضآعـه !
معقولـه يقول لـ آدم عن مقآبلتهم سويّه بـ الشآرع .. إتصآلهآ فيه وطلبهآ شوفتـه !
أجفلهآ صوتهآ الهآدئ بـ إبتسآمه ترحيبيه خفيفيه: حيآلله وردهـ

بلعت ريقهآ وجههآ مصفّر وبآقي عيونهآ موسعه محتده نظرآتهآ .. الملآمح الغريبه إللي إستغربتهآ الثآنيه قدآمهآ لتسألهآ بـ قلق وآضح وإهتمآم بآدي: شفيـك إنتي بخيـر !
إجبآراً شدت شفتيهآ المطبقه بـ إبتسآمه قصيره مآسرع مآختفت مجآوبتهآ بشيّ من الإرتبآك: إي .. إي آلحمدلله .... بخير .. – أحنت رآسهآ عليهآ حآبتهآ من خديهآ _ ايش اخبآرك إنتي صيتـه .. وحشتينـي
صيته إللي إتسعت إبتسآمتهآ من لكنـة ورده الغريبه على وقع أذنيهآ تظهر وكأنهآ حجآزيّه بطريقة نطق الكلمآت إللي كآنت خليط مآبين الخليجيّه والمصريّه ..

تنآولت منهآ عبآيتهآ مأشره لهآ بيدهآ صوب ممّر مؤدي بنهآيته لمجلس الحريم: أنآ بعلق لك عبآيتك .. تعآلي
حكت مؤخرة رآسهآ شآده أطرآف شعرهآ وعيونهآ تتلفت حولهآ بـ توتر: فيه حريم كثير !
مطت صيته فمهآ لقدآم مجآوبتهآ بتفكير: آمممم لآآ .. بس ثنتين من جيرآنآ وإحتمآل يجون ثنتين بعد , بس مو أكيد .. وفيه أمي وام فيصل
وقفت مكآنهآ فجأه وهي تتكلم تنآظر بـ الأرض من تحتهآ موقع قدميهآ آللحظه إللي إستشعرت فيهآ تقدمهآ عن ورده أو تأخر ورده عنهآ .. إلتفتت لهآ بعقدة حآجبين خفيفه سآئلتهآ: شفيـك !

ورده: نسيت أفصخ جزمتـي برآ !
ميلت رآسهآ يمنه مطبقه فمهآ بـ إبتسآمه على عفويّة ورده وبسآطتهآ: عآدي مآفيهآ شيّ , الجوّ بآرد أصلاً والسيرآميك هذآ متجمـد
ورده: لآ لآ .. لحظـه بفصخهآ وأجي
لحقتهآ صيتهآ مآسكتهآ من معصمهآ وهي تضحك: ههههه يآحليلك , عآدي وآلله مآفيهآ شيّ إمشي
لوت فمهآ يمنه بتفكير مآهيب مقتنعه إلآ إنهآ أخيراً إستسلمت ومشت معهآ بـ إنقيآد للمجلس إللي وقفت على بآبه ملقيه سلآمهآ بهدوء لترتفع لهآ كل الأنظآر بـ إهتمآم , كآنت أسرعهم مرآم إللي وقفت من فورهآ مآده لهآ يمنآهآ مسلمه عليهآ حآبتهآ من خديتهآ: آهليييين بـ الوردهـ

همسآت وتمتمآت كثيره غير وآضحه أغلبهآ كآن إستفهآماً عن هآلشخصيّه ومن تكون .. من بين التمتمآت آلكثيره كآنت ذيك الحآنقـه وإللي شكل ورده أبدّ مآعجبتهآ , هآمسه للي جمبهآ بـ خفوت: وش ذآ إللي لآبستـه هآللي مآتستحي !
أطبقت ريتآج فمهآ بآلقوه: عآدي يمّه وش فيهآ يعني
لوت فمهآ يسآراً بـ إمتعآض مقلبه لهآ عيونهآ مصفطه يدينهآ الثنتين فوق بعضهم بوسط حجرهآ وهي متربعه بـ الأرض: آخرة الزمن مدري وش هآلبنآت إللي يتشبهون بآلرجآل ويلبسون هآلبنآطيل وليته وسيع إلآ إنه ملزق وكآشفن كل شيّ

رمقتهآ ريتآج بنظره جآنبيه وعيونهآ على ورده الملفته شكلاً وبقوّه , إبتدآءاً من طولهآ الفآرع الملفت والملحوظ وصولاً لـ ملآبسهآ المستنكره والظآهر إن هآلإستنكآر مآكآن من طرف أمهآ بس إلآ من بآقي الحريم الموجودآت ..

بنطلونهآ سكيني أسود وبلوفرهآ شتوي أسود بكتآبه حروفهآ إنقليزيه كآبيتآل حمرآء برّآقـه ... يآقـه دآئريـه وآسعه كآشفه عن عظم الترقوه لهآ , شآل أحمر به خيوط شبكيّه متشآبكه متدلي منهآ خرزآت حمرآء لآمعه ملفوف حول عنقهآ كمآ الكوفيّه .. سآعديهآ مشمره أكمآمهم , بمعصمهآ سآعه رفيعه حمرآء , وجزمتهآ بآليرينآ فلآت ...... حمرآء ..
قوست فمهآ لـ تحت بـ إستغرآب وبقلبهآ " عآدي يعني وشبه ملآبسهآ , ستآيل .. هفففف ذولي القرويآت مآيفهمون إلآ بـ الجلآليب والتنآنير ...... "

ورده وإللي بآقي على إستنكآر دخولهآ للمجلس بـ جزمتهآ فصختهآ على البآب رآكنتهآ على جمب بـ رجلهآ .. متقدمـه بنظره خجولـه وإبتسآمه هآدئـه بوجههآ الخآلي من أي لمسه تجميليّـه إلآ آيلآينر كلآسيكي أسود آللون سميك وقلوس شفآف لشفتيهآ ..
تلقآئياً وقفت ريتآج مسلمه عليهآ بـ التوآلي دنقت هي على أم سلطآن ثم نآهـد إللي كآنت جآلسه وجمبـهآ هندول إسفنجـي مظلل يظهر منه آلصغيـر – علــي - ..
بـ إبتسآمه وهي تحبهآ من خديهآ طآحت عيونهآ على الحرف اللآزوردي اللآمـع .. الـحرف الرآمز لـ إسم – علـي - , هديّة آدم لـ نآهـد ..
نغزه بقلبهآ حستهآ مآكآن شرحهآ أو تبريهآ إلآ غيـره .. ضيقـه مكبوته ونقـم دآخلي تحسّـه لمجرد شوفـة هآلهديه من خطيبها آدم ملتفه حول عنق هذي المسمآه نآهـد ..

بهدوء جلست بـ الأرض وجمبهآ مرآم , من بعد مرآم كآن هندول الطفـل , نآهـد .. أم سلطآن ثم ريتآج ...
شددت مرآم من مسكتهآ لمعصمهآ الأيسر منبهتهآ من سرحآنهآ بوشوشه خآفته: هـآآآآه
إلتفتت لهآ ورده والتوهآن بعيونهآ فآغره فمهآ ببلآهه: هآآآ !
أعقدت مرآم حآجبيه مبوزه: شفيك بـ إيش سرحآنه !

أطبقت فمهآ بآلعه ريقهآ وشيّ من الغيظ الدآخلي تحسّه يُفرز , شيّ مآتدري وش سببه بس على الأكيد إنه ذآك الحرف إللي مآتشوف إنه مآيرمز إلآ لـ إسم آدم .. آدم مو علــي ..!
بلحظـه تبآدر لذهنهآ سلسآل رقيق نآعم وبسيط ممآثل تمآماً لهآللي حول عنق نآهـد , إلآ إنه كآن حرف الـ r .. حول عنق حوريّـه !

سألت نفسهآ السؤآل السآذج إللي بقلبهآ كآن أمنيه عميقـه مآتتمنى غيرهآ .. نفس السلسآل وبنفس الحرف .. لـ آدم .. ومن آدم .. حول عنقهآ هـي ..
....: توكم متزآعليـن إنتي وآدم ؟
أخفضت بصرهآ محرره نفس هآدئ وبوجههآ تعبير البآئس المُحبط: مآتكلمنآ
شددت مرآم من مسكتهآ لـ معصمهآ بتأكيد لهآ من همسهآ: شوفي ورده , أبقولك شيّ عن آدم يمكنك آلحين مآتـعرفينه
نآظرتهآ ورده بـ إهتمآم في حين أكملت مرآم: لآيغرك آدم هذآ مع طولـه , ترآه مثل الطفـل وآلله , دلوع وبـ الحيل
شدت ورده شفتيهآ بـ خيبة أمل: أدري
مرآم: وشكلك إنتي بآلك مو طويل ومآلك خلق ... صح !

ورده: الموضوع مو كذآ وآلله .. بس آدم مزآجه متغير , محلآه يسولف ويضحك ويغني وبلحظـه ينقلب مدري شفيـه
أعقدت مرآم حآجبيهآ مآطه شفتيهآ مبوزه بـ إستغرآب من قآلت ورده كلمتهآ إللي إستغربت إستغرآبهآ سآئلتهآ: شفيـك !
مرآم: غريبـه ..
ورده: إيش ؟
مرآم: آدم أبد مآهوب مزآجـي , بـ العكس دآيم وآضح ويندري وش إللي يفكر فيه ووش إللي يحسّه
ورده: ..........
أرخت مرآم كتوفهآ شآده شفتيهآ وكنهآ درت عن معآنآة هآلثنآئي إللي أخوهآ يكون طرف فيهآ: شفتـي .. شكلكم للحين مآفهمتو بعض
ورده: وش أسوي طيب ! وآلله مآني مقصره أبدّ , بس هو بعد يضآيقنـي ومآيتعني حتى يصآلحنـي
مرآم: وآلله يآورده .. وآللــــــه , آدم مآفي أطيب وأحن منـه .. فيه وآجد أشيآء حلوه , دمـه خفيف ومآهوب نكدي أبدّ بـ العكس فري وفآلهآ ع الآخـر .. مجنون لآمن طرآله شيّ قآم وسوّآه ومآهتم , كل يوم ببلد شكل عآد يآحظك بتلفين معه العآلم

غصباً عنهآ ورده إتسعت إبتسآمتهآ للي تقوله مرآم .. مآتنكر أبد أي صفه من هآلصفآت , آدم فعلاً شخصيّه حيويـه مرحـه صعب تحس معهآ بـ الملل أو الروتين .. متجدد وأفكآره طآيشـه .. مآتشوف نفسهآ إلآ فيـه .. إلآ إنهآ بعد مآتقدر تنكر الجآنب السلبي المظلم من شخصيته التحكميّه القآسيـه وآلغير مبرره إطلآقاً , مآيبآله إلآ وحده بمثل بروده أو أشـد لأجل تتحمـل .. أمآ هي فـ للحقيقه مآتدري طآقة الصبر عندها لويـن وعند أي نقطـه رح تفـرغ !
....: آدم من صغره وهو دلوع البيت ,, آلولد المدلل , مآحد أبدّ يرفض له طلب , لآ أمي ولآ أبوي وأوقآت كنت أنآ وبسّآم نتعآقب والسبه آدم .. هو يسوي الغلط وحنآ من نتحملـه .. من بعد وفآة أمي حيل نفسيته تدمرت حتى أكثر مني أنآ لأنه وآجد كآن متعلق فيهآ ومآلقيت نفسي إلآ وأنآ أمثل دور أمي معـه .. مآيجي بـ الصيآح أو العنـد , الغصب ولآ الجفآف .. ذآ تقوليله كلمتين حلوين وآلله تلقينـه مسحور ومحلآه .. يحب يسمع كلآم حلـو ههههه وآلله صدقينـي
ورده: وهذي مشكلتي معرف أقول كلمتين على بعض حلوين

أطلقت مرآم زفره مهمومه مُردفه بـ خفوت: حآولـي , مثلـي .. ترآه يمشي عليه الكذب والتمثيل عآدي
ورده: ههههه من جد !
مرآم: وآلله مثل مآ أقولك .. مآتشوفيني شلون أكلمـه , مآ أدلع عيآلي فيصل وفرآس مثل مآ أدلعه هو .. وإن عصب معليش تحملـي لآتعصبين إنتي بعد
ورده: وآلله مآ أعصب
مرآم: وش تسوين أجل !
قوست فمهآ مجآوبتهآ ببديهيه: أسكـت عآدي مآ أرد عليه

أرخت كتوفهآ مغمضه عيونهآ بـ إحبآط: شفتـي ! هذي المشكلـه .. مآيصير تعصبين ولآ حتى تتجآهلين وتسكتين
أعقدت حآجبيهآ أقصآهم بعدم فهـم , هذآ آدم حيل دلوع وهي أبدّ مآلهآ خلق بحركآت التحـنن ..
مرآم: لمآ يعصب لآتسفهينه , هديّـه , خليه يروق .. تدرين كيف ! وآلله مآفي أسهل من آدم بـ إرضآءه .. بس كلمتين حلويـن قوليهم بدلع وهو بيرضى وفـ ثآنيه إلآ بعد تلقينه نسى السآلفه وبكبرهآ وبـ إيش كآن توه معصب
حركت رآسهآ إيجآباً مطلقه زفره عميقه مطبقه فيهآ فمهآ بتفهم لكلآم مرآم ..

مرآم إللي تحسست فخذهآ بـ حنـو وإبتسآمه هآدئه بوجههآ: آدم توّه بغرفته .. إطلعي له وتفآهمو آلحيـن
إحتدت أنظآرهآ بـ تحري لجديّة مرآم وطلبهآ منقله نظرآتهآ المتوتره بين الحآضرآت بينمآ شددت مرآم من مسكتهآ لـ فخذهآ من بعد تحسس حآني تأكيداً على إللي قآلته بـ إيمآءة رآس إيجآبيه: إطلعـي عآدي مآفيهآ شيّ .......


/
/


دقآئق معدودهـ من بعد حثّ مرآم لهآ تطلع له ويتفآهموآ ووقفت قبآل بآب غرفته نآفخـه نفس متوتر من فمهآ المضموم وهي تسحب على شعرهآ إللي زآد طوله وإمتد لمآ تحت كتفيهآ .. بهت لونه الأحمر النآري ليصير لونيـن .. أصل شعرهآ بلونه الكستنآئي الدآكن من جذوره بطول إصبع كآمل ثم لونه الأحمـر المصبوغ إلى الأطرآف ...

بقبضتهآ اليمنى طقت البآب مرتين بقوّه مسموعه ثم تحسست جآنب وركيهآ بيديهآ وكأنهم متعرقين وهي تفركهـم !
لحظآت لحد مآنفتح البآب وطل منه ذآك الفآرع بثوبه الشتوي بني آللون .. وجهه عآبس بعقدة حآجبين متكدره أو إنهآ مستفهمه عن شخصيّة الطآرق !
الإستفهآم إللي بسرعه إنحلّ وتحول لـ إستغرآب .. دهشـه , وتفآجئ ..
تعبير خجول رسم ملآمحه بتقآسيم وجههآ المخفض في حرج ويديها الثنتين مشبوكتين ورآ ظهرهآ ليسألهآ هو بنبره وضح فيهآ التفآجئ: وردهــ !
بسرعه رفعت له رآسهآ , عيونهآ بعيونـه .. مآتكلمــت !

الصمت إللي دآم لحظآت لحد مآقطعه هو يوم ولاّهآ ظهره تآرك البآب مفتوح ..
البآب إللي دخلت منه وقفلته ورآهآ لآحقته بخطوآت متأنيـه موقفه ورآه وهو يعدل شعره الأسود إللي كآن مصففه سيشوآر بسبب كثآفته وطوله إللي يتعدآ شحمة أذنه ...
....: ايش اخبـآرك !
عطآهآ نظره سريعه بـ إنعكآسهآ إللي يشوفه ورآه من المرآيه ثم ردّ مخلل أصآبع يمنآه بشعره سآحبه من مقدمته لأطرآفه مجآوبهآ ببرود: آلحمدلله

بللت شفتهآ وعيونهآ تدور مآتدري وش تآلي المفروض تقولـه .. السؤآل الثآني من المفترض يكون من طرفه هو , يبآدلهآ سؤآلهآ بـ السؤآل عن أحوآلهآ .. إلآ إنه جآوبهآ ببرود الإجآبه المقتضبه حآمد ربـه ... وسكـــت !

....: تدري كم لنآ مآتكلمنآ ؟
....: مآحسبـت
أطبقت فمهآ بقهر خفي مردفه بهدوء مصطنع: ثلآث أسآبيع أو أربـع ..
إلتفت عليهآ مقآبلهآ وجهاً لوجه: وهآلقطيعه منو السبب فيهآ ؟
ضيقت عيونهآ إستنكآراً لتصنعه البرآءه الكآمله من السآلفه بكبرهآ إللي إهو أسآساً المتسبب فيهآ: إنت حتى مآفكرت تكلمنـي يـ آدم , حتى بهآلمنآسبه إللي ممكن تكون عذر وبسببه تنهي هآلخلآف بينآ إلآ إنك سفهت ومآهتميت .. هآلعزيمه اليوم أختك إللي دعتنـي لهآ
أخفض بصره لقدميهآ هي مطبق فمه بـ إستيآء لتسأله هي بـ خفوت: عسآهآ نفسيتك الحين أحسن !

نآظرهآ ببرود لثوآني ثم جلس على سريره مفرق مآبين سآقيه مسند كوعيه على ركبتيه مشبك أصآبعه ببعضهم حآني ظهره وعيونه بـ الأرض في حين تمت هي على وضعهآ تنآظره من مكآنهآ .. أقسى شيّ بـ آدم مآهو مزآجيته الغير مفهومه ولآ تصرفآته الغير مقبوله كثر هآلبرود القآتـل إللي فيـه ..
بهدوء تحركت من مكآنهآ خطوتين وجلست جمبه على طرف السرير ..
على وضعهآ لحظآت والسكون سيد الموقف لحد مآمدت يسرآهآ مقحمتهآ بين تشآبك أصآبع يديه لتشبك هي يدهآ اليسرى بيده اليمنـى ..
وبتفآجئ خفيف إلتفت يمينه ينآظرهآ بوجه جآمـد الملمـح سآكن التعآبير بينمآ شددت هي من إنطبآق أصآبعهآ مآبين أصآبعه هآمسه له بـ دفى عذب: فُرصـه ثآنيــه

غصباً عنه إنشدت شفتيه المطبقه بـ ابتسآمه قصيره وعيونه على يديهم المتشآبكه .. ثوآني لحد مآرفع يدهآ الممسكه بيده مقربها من فمه طآبع بظهرهآ قبلته العميقــه وعيونه معلقه بعيونهآ .. النظره الآسره لقلبهآ وكل تفكيرهآ .. لعآلمهآ ولكل كيآنهـآ ..
أتبعهآ بـ إعتذآره الخآفت , همس شبه مسموع: أنآ آســـف
إتسع فمهآ بـ ابتسآمه جذآبه كشفت عن رتآبة أسنآنهآ مبلله من بعدهآ شفتيهآ وعيونهآ مخفضه بنظره خجوله: وأنآ كمآن آسفــه
قآلتهآ ومآ أمدآهآ إلآ وتلقى قوّه جآبرتهآ غصباً على الإنحنآء يسره بسبة ذرآعه إللي حآوطهآ مستقره يده اليمنى على كتفهآ الأيمن مميلهآ عليه ليستقر رآسهآ أخيراً على صدره وأسفـل ذقنه هو على رآسهآ ... يده اليسرى ممسكه بيدهآ اليسرى ...

....: إنتي الشيّ الحلو الوحيد بحيآتي يآوردهـ
أرجعت رآسهآ لورآ رآفعه عيونهآ تنآظره وإشعآع من الحبّ متأجج من عيونهآ اللآمعه , من نظرتهآ المسحوره في حين أكمل هو وبنفس الرقه الدآفئه العذبه والحآنيه: وآلله مآهوب قصدي أضآيقك أو أزعلك ........ أنآ آســف
إبتعدت عن حضنـه سآحبه يسرآهآ من يسرآه , وبلآ تفكير , إنقيآداً لـ صوت دآخلي أجبرهآ تجرب آلشيّ آلوحيد إللي تمنتـه .. آلشيّ الوحيد إللي شآفته من قرآبة آلكمّ يوم بس وهي مآره صُدفه بـ بيتهم تبي مجلسهم إلآ إن عيونهآ طآحت على الثنآئي إللي نسجت لهآ مخيلتهآ انهم ثنآئي عآشق وهم بهآلوضع الحميمي آلرقيق .. سُهيل بطوله الفآرع محتضن خطيبته سآلي ضآمهآ لصدره مطوقهآ بكلتآ يديه من كتفيهآ .. في حين كآنت هي كمآ الطفله الصغيره , ضآمه كفيهآ لبعضهم بوسط صدرهآ , مستسلمه كلياً بـ وسط صدره هـو ... ليش هي ببسآطـه مآتعيش نفس هآلإحسآس مع خطيبهآ هـي ... مع آدم !

لآ شعورياً طوقت رقبته بذرآعيهآ إللي التفوآ حوله .. دآعب جآنب عنقه الأيسر حرآرة أنفآسهآ الدآفئـه: ولآ بعمري أقدر أزعـل منك يآ آدم أو أتضآيق ..
شيّ بدآخلـه يحسّه تحرك عن مكآنه , تزحزح عن جمودهـ .. شيّ بدآخلـه مُثآر .. خفقآن كل مآله بـ التسآرع .. متلآحق لدرجـة التشآبك والإضطرآب ... شيّ بدآخله يقوده وبقوّه لإطبآق حصآر ذرآعيه على هآلجسد النحيل إللي قدر وبلآ وعي منه أو إدرآك إنه يحرك الكتلـه المنطفئـه بدآخله لشهور من بعـد نآهــد ... نآهد وحدهآ هي صآحبة الصفـه وآلقدره على تحريك هآلمشآعر محدثه فيهآ إضطرآب عنفوآني شديد وقآسي جآبره على عدم التحكم واللآسيطـره ...

غصباً عنه لقى خشمـه يغوص بـ عنقهآ , يندفس بشعرهآ .. رآئحـة عطرهآ الأنثوي الرقيق أبقت على ذرة السيطره المتبقيـه بـ أعصآبه التحكميّـه ليمتد ذرآعه الأيمن ملتف حول وسطهآ مشدد عليـه وبـ إحكآم ..
آلملآمسه الحميميه إللي إستشعرتهآ هي وبسببهآ تأهبت كل حوآسهآ بـ إستقآمه مفتحه عيونهآ من بعد غمضـه .. إنفغر فمهآ من بعد إنطبآق ..
كتله من الهوآء بآغتت أنفآسهآ إمتلئت بهآ رئتيهآ وانتفخ معهآ صدرهآ ...
برد فعل طبيعـي متحسس للخطـر .. للشيّ الغير مقبول لهآ وإنه أول مره تحسّه وتضطرب معه كآمل عوآطفهآ بـ رفض عذري .. خجول ..

أبعدت نفسهآ عنه موقفه بسرعه عن السرير تتحسس جآنب عنقهآ من ملآمسة طرف خشمه اللوزي الصغير له بآلعه ريقهآ بتوتر وآضح: ءآآآآ إنت .. إنت مو لآزم تنزل الحيـن ! تأخرت ...
آدم وإللي كآن بـ دُنيآ ثآنيه .. إندفآع الأردينآلين بدآخله وبلآ هوآده كآن متدفق .. قنبله من السعآده والنشوه تفجرت دآخلياً .. إحسآس إنتصآره على كل عوآطفه السلبيه المقيده بـ أغلآل نآهـد آلحين وبهآللي توّه وحسّه مع ورده أعلن تحرره الكآمـل من قيد نآهـد المحرم والغير مشروع .. لقيـد وردهـ .......... آلمشـروع !

بلل شفتيه وإبتسآمه مآكره بوجهه مآبثت لنفسهآ إلآ التشتت والإرتبآك أقصآه , لولآ الحرج بآللي رح يظنه وإلآ كآن ركضت هآربه من هآلغرفـه ومنـه ..
....: بآقي مآتجهـزت
ردت بآلعه ريقه بصعوبه وآضحه: طيب أنآ بنزل الحين وآخليك تتجهـز
وقف عن السرير ضآم شفتيه مصدر – طقـه – نآفيـه خآفته وشبه مسمومه: تـــؤ
رمشت بتوآلي والإرتبآك كل مآله بـ تزايد .. دقآت قلبهآ تسمعهم طبول .. حرآره متأججه دآخلياً تحسهآ تصهرهآ .... وبسرعه مُريبـه ..

فرقت أصآبع يدينهآ مآسكه وركيهآ من الجآنبين وعيونهآ محتده تترقب خطوآته المتبآطئه نحوهآ لحد مآوقف قبآلهآ منتشلهآ من نوبة صرآعهآ الدآخلي: سآعديني أتجهـز طيب
ثبتت عيونهآ المتوسعه تخوفاً وإرتبآكاً بعيونه البآسمه إبتسآمه لعينه مآكره وبسرعه إنتقلت نظرآتهآ من عيونه لمعصميه إللي رفعهم لوجههآ: أبي كبكآت أركبهـم

دورت عيونهآ يمنه ويسره لثوآني ثم سألته وبآقي التوتر بملآمحهآ المخطوفه البآهته وهآلشيّ إللي زآد من إثآرته هو أضعآف .. عوآطفهآ العذرآء وبرآءة مشآعرهآ .. هآلكثر خوف وإرتبآك لمجرد الظنون إللي تدور ببآلهآ آلحين بهآلخلوه الحميميه إللي جآمعتهم ... وبـ الحلآل .. فرق السمآ والأرض بين هذي البتـول الخجولـه ...... وردهـ ,, وبين ذيك آلخبيثـه آللعينـه ...... نآهـد
....: وينهم طيب الكبكآت !

ولاهآ ظهره موقف قبآل مرآيته الطوليه بيضآوية الشكل قلآبه يعيد ترتيب شعره: بـ أدرآج الدولآب .. إختآري لي وآحد
أطبقت فمهآ وبآقي عيونهآ تدور بـ توتر الآ إنهآ مالقت الآ الإستجآبه وكأن إعرآضه عنهآ الحين ينآظر شكله قد سبب لهآ شيّ من الرآحـه بسببهآ قدرت تجر رجولهآ المتثآقله لحد مآوصلت للدولآب ووصلهآ صوته: إللي بـ الوسط يآوردتـي
لآ إرآدياً شدت شفتيهآ بـ ابتسآمه خجوله مطبقه من كلمـة – وردتي - , شيّ دآخلهآ ومن نطقه لهآلكلمه تدغدغ وبمشآكسه ..

أطلقت زفرتهآ المسموعه برآحه .. الزفره إللي وصلته وسمعهآ متسع معه فمه بـ إبتسآمه أجبرهآ على الإختفآء وهو يلتفت لهآ نصف إلتفآته قآصد إرشآدهآ بعدمآ فتحت البآب النصفي إللي كشف عن رفين خشبيين بـ العرض .. الرف الثآني من تحته كآن أدرآج ثنآئيه مقسمه من منتصف الدولآب نزولاً لنهآيته ..

....: إفتحي الأدرآج الأولى هذي تلقينهآ .. إختآري وآحد
فتحت الدرج الأول وإبتسآمه بوجههآ , عيونهآ تشع وتلمع بسعآده بآلغه: أي وآحد أختآره عآدي
آدم: إيه عـآدي

سحبت الدرج لآخره رآفعه أول علبه وإلي كآنت قطيفه كحليه صغيره .. فتحتهآ وعيونهآ تتأمل الكبك الذهبي بدآخلهآ إلآ إنهآ بوزت بعدم رضآ مقفله العلبه رآدتهآ مكآنهآ رآفعه بدآلهآ علبـه كآنت أكبر حجماً مستطيلـة الشكـل حآويـه لأكثر من نوع وشكل ...
على وضعهآ وعيونهآ تتأمل أزوآج الكبكآت المختلفه محتآره مآبينهم لحد مآ أجفلهآ بحركة يديه آلمتسلله برخو وتبآطئ محآصره خصرهآ النحيل ليرتفع صدرهآ بنفس عميق شهقتـه وإحتبــس !

حرآرة دآخليه مشتعله متضآده مع برودة أطرآفهآ الخآرجيّه المتجمده .. آلعلبه القطيفه بين يديهآ مآتحسّ فيهآ .. هي بآقي بيدهآ ولآ طآحت بـ الدرج !
بـ التصوير البطيئ أجبرت كآمل جسدهآ على الألتفآف وهو بعده محآصر بذرآعي ذآك إللي وآقف قبآلهآ على مقربه شديده منهآ ...
سألتهآ وعيونهآ نآطق منهآ التخوّف والإرتبآك , نبرتهآ متقطعه متلعثمه , شبه مسموعه ووآهنه: ووووشششش .. وششش فيييـ ..... ـــــك !

خطوه قصيره خطآهآ قطع بهآ المتبقي من المسآفه الفآصله بينهم .. إلتفوآ ذرآعيه بكآملهم حول وسطهآ وتشآبكوآ سآعديه من ورآء ظهرهآ هآمس لهآ الهمس العذب الخآفت والمثير: قوليهآ يآورده
رمشآت متوآليه , متسآرعه ومتلآحقه لجفنيهآ وعيونهآ مخفضه لمنتصف صدره مشدده على العلبه بقبضتهآ اليمنى: وششش آقـوو .. آقوول !

للمره الأولى إللي يحس فيهآ بفرق الطول بينهم .. كآنت أقصر منه وآلسبب هو إنحنآءة ظهرهآ للخلف ووقوفه هو بشكل مستقيم .. الوضع إلي أجبره يدنق رآسه عليهآ لتختلط أنفآسهآ المشتعله المضطربه بـ أنفآسه الهآدئه المنضبطه , - بنفس الهمس الخآفت مآيسمعه إلآ هي - : قولي إنك تحبينـي
إرتفع نظرهآ له موسعه عيونهآ فآغره فمهآ بتعبير البلآهه مآفهمت قصده ليكمل هو بنفس الخفوت طآلبهآ بـ إستعطآف رقيق مبحوح: قولي أحبـك يَ آدم .. أبي أسمعهآ

أطبقت فمهآ بـ القوّه بآلعه ريقهآ بصعوبه , حلقهآ تحسّه جآف من كثر مآبلعت ريقهآ وبتوآلي .. صدره تحسّه منكمش , أحشآئهآ منقبضـه , بطنهآ تحسه التصق بظهرهآ من زود ضغطهآ العصبـي آلمتشنج , بآلحيل طلع صوتهآ مخنوق شبه مسموع: إنت تدري ...
إقترب وجهه منهآ للحد إللي معه لآمس طرف خشمه خدهآ الأيسر بمدآعبه رقيقه هآمس لهآ: أبس أسمعهآ يآورده ......... تكفيـــن

لآ إرآدياً حست جسمهآ يرتد للخلف .. ثقل وآهن يميل عليهآ جآبرهآ على الإرتدآد .. ظهرهآ قد إلتصق بـ الدرج المفتوح من ورآهآ جآبره على الإنغلآق ..
إنقفل الدرج ومعه إنتهت المسآفه اللي ممكن تفصلهآ عنه .. وفعلاً إنعدمت هآلمسآفه وإلتصق صدره بصدرهآ بثقل ضعيف ووآهـن ...
بـ حركه بطيئـه , متأنيه ومتثآقله إمتدت يده لنظآرتهآ الطبيّه سودآء الإطآر مبعدهآ عن فتنـة عيونهآ الوسيعـه الجآحظـه .. العسليّـه الدآكنـه ..

أعلنت أعصآبهآ الإستسلآم .. إرتخت أعضآئهآ المتصلبـه , إنغلقوآ جفنيهآ بـ رخو وإستجآبـه ...
لمسآت رقيقـه , متوآليـه .. قبلآت صغيره نآعمـه من شفتيه كآنت تدآعب جآنب عنقهآ الأيسر أسفل شحمـة أذنهآ ...
همس دآفئ مآزآدهآ إلآ حمو وإثآره: قولي إنك تحبينــي
كمآ المغيب , آلمنوم مغنآطيسياً .. أطلقت كلمتهآ النآعمه بمنتهى الرقه: آحبـــــك
آلكلمـه إللي مآزآدت الثآني إلآ سِحـر .. آللعنـه إللي ألقتهآ عليـه ورده .. كآن خآرج نطآق السيطـره والتحكـم ...
مبعد جآنب وجهه بشفتيه الرقيقه عن عنقهآ النآعم ليستقروآ على شفتيهآ الوآسعه في حصآر حميمـي لـ قبلـه دآفئـه وعميقـه أنهتهآ وردهـ بـ قسوّه يوم دفته بكلتآ يديهآ من صدره مبعدته عنهآ يوم وصلهآ صوت الشغآله الحآد من خآرج الغرفـه ..

مآكآنت تقصدهم أبدّ , ولآ ندآئهآ كآن موجه لهـم .. إلآ إنه كآن هو الصوت الصآرخ إللي أيقظهآ من حموة غفوتهآ العآطفيـه متحسسه جآنب عنقهآ تفركه وبقوّه في حين ضحك هو سآحب على شعره شآده من المنتصف متخصر بيسرآه وعيونه بـ الأرض: ههههه الشغآله الغبيّه , أطلع وأتوطآهآ ؟
نآظرته بعيون محتده .. ودهآ الحين لو تنشق الأرض وتبلعهآ .. إنحدرت يدهآ من جآنب عنقها لمنتصف صدرهآ إللي كآنت حركته وآضحه بـ العلو والهبوط .. أنفآسهآ متسآرعـه غير منضبطـه مسببه لهآ خنقـه ...

جآ بيقرب صوبهآ مآد يمينه قآصد تهدئتهآ وبوجهه إبتسآمه عذبه إلآ وإبتعدت عنه مرتده خطوه مرسله لهآ التنبيه بعيونهآ ليرد ويضحك من قلب الضحكه إللي برزت معهآ غمآزة خده اليتيمه: يآلبى قلبك ههههه تعآلي بس
ورده: ........
بلل شفته السفلى كآتم ضحكته إللي طلعت بحركه فعليه لصدره إللي يهتز من أثر الضحكه الكبوته: ههههه عآدي يآوردتي .. إنتي حلآلي
ثبتت علبة الكبكآت على صدره خآزته بنظره حآده متوعده: جهز نفسك بنفسك ..... يآنـــذل

جآ بيحط يده على يدهآ الممسكه بالعلبه فوق صدره إلآ وسحبتهآ بسرعه لتستقر يده هو على العلبه فوق صدره قبل تطيح بـ الأرض وبعدهآ الضحكه بوجهه: ههههه آســف
رمقته بنظره مشمئزه متقززه من فوقه لـ تحته ثم أقفت عنه بخطوآت سريعه صوب البآب: نـــــذل
إمتدت ذرآعه بـ الهوآء وبيده نظآرتهآ يسوقفهآ بضحك: ههههه طيب نظآرتـــــك خذيهـــآآ

قآلهآ وصدره ينتفض بضحكه قويّه بعدمآ طلعت من الغرفه مصفقه البآب من ورآهآ بغت تخلعـه من مكآنه منقهره في حين نآظر هو بـ نظآرتهآ الطبيه وسط كفه مبتسم -: ههههه يآزينهــآآ .. وش هآلجمــآل !!!


/
/

 
 

 

عرض البوم صور حلم الحياه   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العاطفه, والحسد
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:58 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية