بـ التصوير البطيئ ... إتسعت حدقتيهآ بذهـول , بصدمـه ..
تسمرت مكآنهآ متيبسـه ..
تشنجت أطرآف يدهآ اليمنى حول المحفظه الجلديّه بلون الهآفآن .. ولولآ هآلتشنـج ولآكآن طآحت من يدهآ ..
بـ التوآلـي بدت قطع البآزل المفككه تتجمع ببآلهآ لحد مآكتملت الصوره , وآضحـه وصريحـه ..
آلمحفظه بيد فـدوى وإثنين حولهآ يتصآرعون .. وآحد مآخذ الموضوع مزح والثآني منقلب لونـه ..
البنت إللي صورتهآ بـ محفظة سنـد , البنت إللي يحبهآ سند .. هي نفسهآ البنت ............. زوجـة مآلك !
الصوره الثآنيه ببآلهآ كآنت وقفتهم سوآ منفردين بفرندآ الفيلآ الخآليـه إلآ من وجودهم ثنينآتهم والثآلث بسيآرته على بُعـد !
تبـي الطلآق .. مآتبي مآلك .. تترجّآه , تسأله عونـه .. أو تطالبـه بعرض المسآعده اللي سبق وقدمه لهآ .. يقدم لهآ الخلآص , الطلآق ..
أقفلت المحفظه ويدهآ اليسرى مبسوطه على صدرهآ علّهآ تهدي من إنفعآل أنفآسهآ المحتده ودقآت قلبهآ المضطربه ..
أخفضت بصرهآ تنآظر المحفظه بعدمآ ردتهآ مكآنهآ على الكومدينه البيضآء وأفكآر كثيره متضآربه تدور برآسهآ آلغآفل وعيـه وآلمشتت إدرآكـه !
جتّ بتمد يدهآ إلآ وتسحبهآ بسرعه منتفض جسمهآ من فتحة البآب السريعه الفُجآئيه ملتفته ورآهآ بعيون موسعه أقصآهآ قآبلهآ هو بعيون مضيقه أقصآهـآ !
سأل بهمس إستنكآري لسبب وجودهآ بغرفته الخآصه: شللي تسوينه هنـي !!
بعدهآ الصدمه بعيونهآ تنآظره بذهول كآمل , بكلّ خطوه بطيئه مترقبه يقربهآ صوبهآ كآنت رئتيهآ تمتلئ وصدرهآ ينتفخ .. بنفس بطيئ قصير مقطوع تسحبـه , تشهق ولآ تزفر .. لحد مآوقف قدآمهآ مقطب الحآجبين بـ إستفهآم يستنطقها الجواب !
أخفضت بصرهآ بآلعه ريقهآ مأشره بيدهآ للسرير بنبره مآخفى منهآ التلعثم والإرتبآك: كنــ .. كنت .. كنت أرتـب , أرتـب آلغرفـه
نآظر السرير على يسآره وبلمحه سريعه خآطفه مرر نظره على آلغرفـه كآمله ثم ردّ ينآظرهآ بنفس آلنظره التشككيه آلغآمضـه: وليش متوتره ؟
إرتفع نظرهآ له بسرعه موسعه عيونهآ: هــآه ! – قآلتهآ ومآسرع مآشتــتت نظرهآ بسرعه أول مآرتفع حآجبه الأيسر بتعبير إستنكآري , أردفت من بعد بلعة ريق متوتره – لآآ , أنآ بس إتفآجئت فيك لمآآآ .. لمآ دخلت هيك فجأه ..
حرك لسآنه لبآطن خده وعيونه بـ الأرض بملآمح متشككه: آممم – رفع رآسه موجه لهآ نظره حآده مرعبـه مأشر بطرف عيونه للبآب من ورآه , بنبره جآفه – بــــرآ
ثبتت عيونهآ بصدمـه بينمآ ضيق هو عيونه بـ تحذيـر مكمل كلآمه من بين أسنآنه: ولآ عآد تدخلين هنـي .. لآ بحضـرتـي أو حتى بغيآبـي , فهمتـي !
أطبقت يدينهآ آلثنتين لبعض بوسط جسمهآ مخفضه رآسهآ بـ إنقيآد , وبسرعه طلعت من الغرفـه بينمآ رآقب هو خروجهآ تلآه بتمريره سريعه لأركآن غرفته ..
حك الطرف الأيمن لـ جآنب فمه إللي إنتفخ من حركة لسآنه البآطنيه , خآنته ذآكرته للأسـف , مآيدري شلون كآنت غرفته , هل كآنت فعلاً مبهدله وهي رتبتهآ أو إنه طلع منهآ مرتبـه وعلى وضعهآ .. مطّ شفته السفلى إستسلآماً لوآقع مبرر وجودهآ بـ غرفته ..
مدّ يده للكومدينه بيرفع جوآله إلآ وتطيح عيونه على المحفظـه .. إتسعت , ثم ثبتت , بدهشـه , وصدمـه , وذهـول ..
مآترآءى له إلآ صورة التؤآم , المتطآبـق , آلتؤآم نفسـه إللي وحده منهـم بـ الغرفـه المجآوره ..
تنآولهآ بسرعه فآتحهآ , ثوآني مرت حسّهآ دهـر ثقيـل لحط مآهبطت أنفآسه أخيراً وإستقر نبضـه , إطمئن قلبـه وإرتخوآ جفنيـه بـ تغميضـه رآحـه .. صورتهآ بآقي بـ المحفظـه , إلآ إن وجودهآ غلـط , وغلـط كبيـر ..
سحبهآ بسرعه من آلجيب الشفآف وتمّ ينآظر آلغرفه من حولـه عآض على آلطرف الأيسر لشفته السفلى بـتفكير , هآلصوره وين يحطهآ ! مآلهآ مكآن منآسب إلآ بـ ألبوم صآحبتهآ .. بعد الإستنتآج المنطقـي الوحيد إللي توصّل له مآعآد لهآلصوره لزوم !
صفطها مدخلهآ جيبه وبيده جوآلـه ..
طفّآ آلنور وأول مآطلـع إلآ ويقآبله عند بآب جنآحه , وجهه منعفـس علاه تجعيدة ضيـق وكـدر ..
أقبل صوبه بـ إهتمآم بآدي سآئله بـ تحريّ: بعدهآ على وضعهـآ !
أطبق فمه بـ إحبآط: شسـوي علمنـي ! عجزت أتوآصل معهآ , مدري !
إرتفعوآ حآجبيه بحركـه سريعه تفهماً لوضـع مآلك وإللي يمرّ فيـه ثم أطبق فمـه بـ إستسلآم , مآعآد فيـه ولآ عآد فـ أخوه آلقوّه على تحمّل هآلوضع البآئس بينه وبين مرتـه .. كلاً يحسب الثآنـي نآقص عقـل ! آلحآله إللي تغريد فيهآ من إسبوع أثبتت كل ظنونـه وأكدتهآ , في معزل تآم عن الوآقـع ! لآ أكل ولآ شـرب , مآتتكلّم أو حتى تستمـع , يكلمونهآ وهي كمآ الأصـمّ إلآ من نوبآت صرع ليليـه إثر كوآبيس عنيفـه تدآهمهآ بـ غفوة عيونهآ آلمتعبـه , المرهقـه , المهلكـه ! والأمرّ إن مآلك أقسم بربـه إنه مآتطآول عليهآ حتى بـ الكلآم , من نفسهآ دخلت بهآلحآلـه العصيبـه آلغريبـه وآلعجيبـه !
عفط الصوره بقبضته دآخل جيبـه مقرر أخيراً يكشف أورآقـه , قد عرف نص آلمجهـول وآلنص الثآني مآغيره مآلك يقدر يعرفـه لأجل تكتمـل الصوره وآضحـه , هو آلوحيـد إللي يقدر يتعآمل بمرونه مع مرتـه ويستفهم منهآ عن وآقع إن لهآ تؤأم متمآثل .. ربمآ يكون فيـه لبـس أدى لوقوع هذي الكآرثـه .. إن كآنت تغريد إنظلمـت فـ مآلك إنظلـم ظلـم أكبـر ! ضربـه وحده لرآس تغريـد مُوجعـه , أمآ لمآلك فهي ضربتيـن .. في مقتـل ! شلون يتسآير مع وحـده ويتزوج الثآنيه على أسآس إنهآ الأولـى ! هو مآيدري وتغريد كذلك مآتدري .. أيّ دوآمه هذي إللي يعيشونهآ ثنينآتهم !
جآ بيفتح فمـه إلآ وتقآطعهم بصوتهآ إللي مآيثير دآخله إلآ الغثيآن والإشمئزآز .. أطبق فمه بآلقوه صآد عنهآ بوجهه يناظر الجدآر على يسآره بعدمآ وقفهآ مآلك: على ويــــن !
نآظرت سند إللي صآد عنهآ بوجهه ثم رفعت حآجبهآ الأيمن بتوعد: السِـت جوآهـر موصيـه أقدم الأكل لمدآم تغريـد ..
رمقهآ مآلك بنظرة إشمئزاز سآحب منهآ الصينيه آلذهبيّه من بين أسنآنه: أنآ بدخلهآ ..
تكلّم سند بـ جفآف: مآلك أبيك بعدمآ تخلـص , ضروري نتكلـم
أرخى كتوفه بتململ: إرحمنـي من الشغـل يآسند تكفـى
مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره شآد على عضد مالك الأيمن بيسرآه: موضوع خآص مآله دخل بـ الشغل
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب: أي موضوع !
أخفض جفنيه مأشر له بعيونه صوب الصينيه بيده: إنت بس خلص وإنزل تحت , أبيـك
قآل كلمته ثم نآظر بذيك إللي بعدهآ وآقفه برغم إنتهآء دورهآ بعدمآ أخذ مآلك منهآ آلصينيه , إرتفع حاجبه الأيسر بحده يستنطقهآ: وإنتي ليش حضرتك بعدك وآقفه !
أطبقت فمهآ بقهر متوعده بـ خآطرها " وإنت إلك عين تحكي , وآلله لأكلك بهدله وآفرجيك يآسند ..."
إرتفع صوتهآ المخنوق ومعه إنخفض بصرهآ موقع قدميهآ: آنسه سآلي طآلبتنـي .. رآيحه لهآ غرفتهآ
مآهتم لهآ سند كثير لأنه سفههآ وهي تتكلم نآزل من الدرج وقبل ينزل أشر لـ مآلك بسبآبته ينبهه: لآتتأخـــر !
ترقب نزولـه وإختفآءه من عتبآت السلآلم الرخآميّه البيضآء , إلتفت لهآ بحده مشدد على مسكتي الصينيه من الجآنبين رآص على أسنآنه بآلقوه: أنآ مو قلت لك لآعآد تعتبين بآب جنآحي ! هآه ! مآتفهمين !
رفعت حآجبهآ الأيمن متكتفه: بلى أفهـم .. بس إنت إللي شكلك مآتفهم
شدد من مسكته للصينيه إللي حسّ إنه آلحين بتنكسر معه المآسكآت وبتفلت منـه: عطيتك وجـه بزيآده يآنجـوى وآلظآهر إنك تمآديتي
مآل فمهآ بـ إبتسآمه سآخره أردفت من بعدهآ بنبره هآزئه: شوي شوي على أعصآبك أستآز مآلك , وفرّ هآلعصبيّه للي يستآهلوهآ , مش أنــآ
دف البآب برجلـه مدخل الصينيه تآركهآ بـ الأرض ثم قفل البآب بهدوء مخآلف لثورة غصبه وبرآكين عصبيته , سآحبهآ من يآقة قميصهآ الأبيض الرسمي: قسم بآلله إن تندمين يآنجوى .. ومآكون مآلك إن مآنقطـع عيشك بذآ آلبيت , وإنتي إللي جبتيه لنفسك
ربتت على ظهر يده إللي شآده قميصهآ وبآقي إبتسآمتهآ آلمستفزه بوجههآ الجآمد إلآ من نظره هآزئـه وإبتسآمه سآخره: مآودك تعرف الإشـي إللي عمّ بيصير من ورآك ! المآي إللي عمّ تمشي من تحتك وإنت مش حآسس فيهآ !
ضيق عيونه بـ إستنكآر هآمس: شللي تقولينه !
مسكت معصمه الأيمن سآحبته بـ القوه محرره قميصهآ من قبضته المُصلبّه ..
عدلت يآقتهآ ثمّ مشت قدآمه بخطوآت بطيئـه لحد مآتوآرت ورآ البآب إللي فتحته ودخلت وأنظآره تشيعهآ بـ إستغرآب , وبلآ إرآده خآنته رجولـه وإتبعت خطوآتهآ إللي قآدته لـ الغرفـه المجآوره .. غرفـة سنــد !
دآرت عيونه المحتده بـ الغرفه الخآفت إضآءتهآ سآئل بعدم فهم: وش إللي مدخلك هنـي !
إنتفض صدرهآ بضحكه هآزئه قصيره ومقطوعه قبل مآتحتد عيونهآ بنظره خبيثه: أكيد مش عشآن ننبسـط شويه مع بعـض
كشر بـ إشمئزآز مصحوب بـ إستنكآر وقليل من الدهشه , طلع صوت إستفهآمه خآفت شبه مسموع: إيــش !
علآ وجههآ تعآبير الفخـر والإنتصآر فآرده ذرآعينهآ بـ الهوآ وكنهآ ملكت الكـون: السـرّ الكبيـر كشفتــه
....: أي سرّ وأي خرآبيط ! شفيك إنتي جنيتـي !
إرتفع حآجبهآ بـ إبتسآمة ثقه حسيّه: لآء
مسح جبينه ببآطن كفّه الأيمن مغمض عيونه إللي رفعهآ للسقف بـ إستجدآء للصبر .. توه بيوليّهآ ظهره ويطلع إلآ وإستوقفه صوتهآ الجآف: لسـه مآخلصت كلآم
إلتفت لهآ ببرود: ع أسآس يهمني كلآمك التآفه ! أنآ غلطآن مضيع وقتي مع وحده مثلك
تكتفت رآفعه حآجب وآحد تستنطقه: وحده متلـي كنت بـ الأول ميت عليهآ
إتسعت خطوآته صوبهآ بلمحه خآطفه كآن قدآمها وهآلمره سآحبهآ من كلتآ يآقتيهآ – رآص على أسنآنه بـ كُره - : وحده مثلك نجسـه , وسآقطـه , وآطيـه مآعندهآ شـرف , دورهآ ينتهـي بعد ربع سآعـه بـ السرير ,, وبـس .. فهمتــي ! ومو أنآ إللي أموت على أحـد .. أنآ بس إللي بكيفـي ألبـي إللي يموت علـيّ ..
بهمس حآقـد من بين الأسنآن: النجسـه , السآقطـه , الوآطيـه , هدي مرتـك مش أنـآ .. لآتتشآطر عليّآ يآحبيبي وإنتآآآآآ ............ مآودّي أشبهك بنوع من الحيوآنآت يقـــول – إرتفعوآ حآجبيهآ وأكملت بـ إستهزآء هآآمســـه - : مــآآآء !
على كلمتهآ الأخيره وبـ التوآزي , إرتفع كفه أشبآر بـ الهوآ , وإستقـر على خدهآ بقوّه إصدآم عنيفـه أخلت بتوآزنهآ , أسقطتهآ على الفرآش من ورآهآ ويدهآ على صدغهآ إللي إكتسآه آللون الأحمر تنآظره بـ حقد شديد وكُره أشـدّ .. رفعت سبآبتهآ بوجهه مصلبه: مرتك المصون وأخوك الأميـن , الإتنين قآعدين يلعبوآ بديلهـم , من ورآك ومن ورآ كل إللي بـ البيت .. الإتنين خآينين .. والإتنين يخونوك , ومع بعض .. سمعتهم من ورآ بآب الفرندآ , سمعتهآ وهي تترجآه يسآعدهآ , عآرف فـ إيش ! في طلآقهآ منك .. والإشي الحلو إنه هو إللي بـ البدآيه عرض عليهآ هآد الإشي .. وهو إللي طلب إنه يخلصهآ منك .. قآلت له إيش إللي غيرك عليّآ من تلت شهـور .. وعآرف كمآن حبيبته إللي كآنت صورتهآ في البوك حقـه مين هيّـآ !
رفعت بغرور مضيقه عيونهآ إللي احتدت لثآنيه ثم توسعت بنطق كلمة: صـــــحّ ..
أردفت بنفس الإندفآع: هيّآ نفسهآ مرتك تغريد , وقبل مآتنكر أي إشي من كلآمي هآد البوك تبعـو , - أشرت بعيونهآ صوب محفظته على آلكومدينه مكمله بنفس آللهجة الحآده الوآثقه - : إفتحهآ بنفسك وإتأكـد
مآلك وإللي تحت وقع آلصدمـه والإستنكآر الحآد وعدم الإستيعآب , كلّ كلمـه من نجـوى عشيقتـه الفلسطينيّـه كآنت مثل قآلب الطوب إللي ينزل على رآسـه , طوبه ورآ طوبـه , حسّ إن رآسه بينفجـر , ألمّ حآد ومُوجـعّ لـمّ بخلآيآ رآسـه , ضغـط عصبي شديـد يحسّـه .. ثقته بتغريد مو كآملـه وعذره معـه , وحده دشرت معـه ومآرست أفعآلهآ إللي مآتقلّ شيّ عن نجوى إللي نعتهآ بـ أحقر الأوصآف من أقل من دقيقـه زوجتـه مآتفرق شيّ عنهآ ..
نظرتهآ الحآده ولهجتهآ الوآثقـه لوحدهم أتموآ آلمهمـه , لثوآني قليلـه سريعه وخآطفـه عصفت بـه كل أحدآث وذكريآت سنه أتمهآ مع تغريـد في إطآر غير شرعـي , غير رسمـي , وغير مقبـول ... بس هذي شللي تقولـه ؟ سنــد ! أي سنــد ! سنـد أخـوه ! معقولـه !
إجبآراً لرجوله الميبسّه مكآنهآ تحرك لحد مآوقف عند الكومدينـه , نآظرهآ بضيآع النظره الأقرب للتوسـل الخفـي إنهآ تنهـي هآلمسرحيّـه , توقف بـ إبتسآمتهآ المستفزه آلمثيره لجنونـه , تعتذر عن محآولتهآ السآقطـه للإنتقآم منه بـ تشويـه صورة مرتـه ... لو إنهآ بسّ تسويّ هآلشيّ , ترجآهآ بعيونه توقف وتوقفـه , تمنع يده تمتـد , ترفـع المحفظـه , تفتحهآ , تفتش فيهآ جيب جيب , كلّ بطآقـه وكلّ ورقـه صغيره مهترئـه وكلّ صوره شخصيه تعنيّه أو لآ .. إلآ إن آلصوره آلوحيده إللي يدورهآ , هي آلوحيده إللي مآلقآهآ !
بلع ريقه مشدد من مسكته للمحفظه بيده اليسرى المرتجفه بـ إرتبآك وبيمنآه يتفحص المحفظـه للمره الثآنيـه , الثآلثـه وآلرآبعـه .. لحد مآوقفت هي بحـده سآحبه آلمحفظه من يده: عن شو عم بتدور كل هــآآ ...... – بهتت نبرتهآ لحد مآختفت , إتسعت عيونهآ بعدم تصديق وهي تفتش بـ جيوب آلمحفظـه بنفس الإرتبآك إللي من شويّ كآنت تشوفه بمآلك وهو يدور فيها –
وبنفس ردة الفعل , الملآمـح والتعبيرآت , المذهولـه وآلغير مصدقـه .. شيّ متأكد من وجوده , بنفس المكآن .. شفتـه , مآ إبتعدت إلآ دقآيق معدودآت عنـه .. شلون يختفـي !
توسعت عيونهآ أقصآهــم من وقع الطآري " لآآآآآآآآآ , سنـــــــد يآخبيـــــث , أخدت الصــوره !! أخدتهـــــآ !! "
إرتخت يدينهآ وبينهم المحفظـه , نآظرته بـ نفس الضيآع إللي كآن يحسّه , فآتحه فمهآ وآلدموع بعيونهآ .. حركت رآسهآ بـ النفي بـ ترجـيّ حسّـيّ يتفهم موقفهآ , يعطيهآ آلفرصـه للشرح والتبرير أو حتى محآولة الإثبآت لو بطريقه ثآنيـه ! بس شلون ! شلون رجّآل يعطـي الفرصـه لأحد بـ التشكيك في عرضـه وشرف مرتـه ! يعطيـه الأمآن والفرصـه للتمآدي لإثبآت هآلشيّ أو حتى محآولة التفكير فيـه .. هذآ هو آلمستحيل بعينـه إللي تتمنآه وتطلبـه !
سحبهآ من شعرهآ المجمـع وملفوف حول بعضه حلزونـه من تحت حجآبهآ الأبيض , قبضـه غآضبـه حسّت فيهآ بجذور شعرهآ إللي تتقلـع من آلفروه , قُربـه مُخيـف , مُرعـب .. أنفآسه حآره , ملتهبـه ,.. – من بين أسنآنه المطبقه بقوّه وشرآسه قبل مآيفك شعرهآ نآفضه بـ عنف من قبضته المحكمه – يمين بآلله عظيم إن تندمين يآنجوى على كــــــل .... كلمـــه .... قلتيهـآ !
/
/
إرتمى على الكنبه الإسفنجيّه الطريّه ,, من تجلس عليهآ إلآ وتغوص فيهآ ..
بـ غرفه من الغرف المخصصه للمعيشـه إلآ إنهآ كآنت مودرن أكثر .. قطع سجآدهآ سآده من نوع السجّآد النآعم المُشّعـر بـ ألوآن متعدده .. وحده حمرآء وغيرهآ رمآديّه , عشبيّه , زرقآء , وبرتقآليّه ..
تعددت كذلك الوآن الفوتيهآت الإسفنجيّه .. وحده منهم كنبه عريضه بـ ثلآث مقآعد , إللي جآلس عليهآ سمآوية اللون وبـ الوسط أصفر وعلى الطرف الثآني أخضـر ..
أرجع رآسه لورآ مغمض عيونه , يده اليمنى مفروده على ذرآع الكنبه العريض ويسرآه مفروده جمبه وبوسطهآ مفآتيح السيّآره ..
قفلت دفترهآ منزلته جمبهآ تنآظره بـ إهتمآم: شفيـك ! تعبـآن ؟
فتح عيونه بـ تعب وآضح بعيونه المُرهقه بآلع ريقه بصعوبه إثر إحتقآن بدت عوآرضه تظهر , شكل دور إنفلونزآ بيصيبه , جآوبهآ وهو يفتح سحّآب جآكيته الشتوي آلثقيل بني آللون دآكن: لآ .. بس شكلـي بتعـب
ردت بـ إبتسآمه قصيره: ألف سلآمه عليك .. هآآ وصلتهآ ؟
مسح حآجبيه بـ إبتسآمه مُرهقه: إيه وصلتهآ , يآويلهآ من مآلك , طآحت الموكّآ إللي تشربهآ على الكرسي بـ السيآره
بققت عيونهآ ويدهآ على فمهآ: يآويلكم ثنينآتكم من مآلك !
سند: ههههه لآ تعلميـه , خله يكتشف هآلشيّ بروحه وينصدم مع نفسه
ضيقت عيونهآ بمكر: سند ليكون إنت إللي كبيت الموكّآ ! أدري تحب تستفز مآلك وتعصبه وكلّه إلآ سيآرته
وسع عيونه شآهق بـ إستهبآل: أنـآ ! أقول لآتقطين سوآت بنتك عليّ ..
أرخت كتوفهآ بيأس: وش أسوي فيهآ هذي البنت !
....: يآحبيلهــآ
خزته بـ حقد: وآلله ! خلآآآآص أنآ غسلت يديني منكم كلكم .. منتم وجيه تكونون خوآل .. بـ الأول مآلك إللي مخرب لي البنت بأخلآقه وأفكآره المخيسه , همّ سآلي إللي مشربتهآ الغرور برضّآعه , كل كلآمهآ عن المكيآج وسوآلفه , وإنت تشربهآ سقآيــر ! حسبي آلله عليكم من خوآل !
ضرب جبينه يضحك على هآلأم المسكينـه وشكلهآ المعذب وهي تتكلم , بينمآ أكملت أصآله تتشكى: آلبنت مآتشرب غير القهوّه السآده المرّه , وهذآ من شورك طبعاً .. أو تقلد سآلي وتشرب ذي الموكّـآ .. أمآ الشيّ الحلو إنهآ تقلد مآلك وتشرب بيره شعيــر !!!
....: ههههه على فكره هآلشيّ لمصلحتهآ .. آلبنت بمحيطهآ مآفي أحدّ بعمرهآ .. لآ هني ولآ ببيت أبوهآ .. كل من حولهآ كبآر رآشدين وإن تأثرت فمآرح تتأثر إلآ فيهم وتتطبـع بأطبآعهم .. مخهآ بدآل مآينفتح على سبيستون ولعب وعرآيس ينفتح آلحين على أشيآء أهم .. تحب تتآبع الأخبآر وتعرف إسم رئيس وزرآء كوريآ الجنوبيّه .. تحب الأزيآء والمكيآج , شخصيتهآ نآضجـه .. ذكيّه وقويّه .. هآلبنت رح تكون شيّ تفتخرين فيه مستقبلاً وآلبركه طبعاً فينآ هههههه
غصب عنهآ كتمت ضحكهآ ومآظهر منهآ إلآ إبتسآمه مطبقه مشدوده وهي تخزه بتوعـد مآسرع مآختفى رآفعه حآجبيهآ بـ إستفهآم: صحيح وش إسمه رئيس وزرآء كوريآ الجنوبيّه ؟
سند: ههههه إسألي فدوى
أطبقت فمهآ بقلة حيله وإستسلآم: آلله يستـــر
تكتف بيدينه مخفض بصره بآلع ريقه قبل مآيردف بهدوء أقرب للجديّه والحزم: هذآ آخر إسبوع فدوى بتروحه لبيت أبوهآ
تدريجياً إختفت إبتسآمتهآ بعقدة حآجبين مستفهمه: إيــش !!
....: إللي سمعتيـه
....: مآفهمـت ! ليـش ؟
سند: مآهـم عآجبينـي
إرتفعوآ حآجبيهآ ببلآهه سآئله بـ إستخفآف مستنكره: وآلله !
نآظرهآ ببرود مُردف: إيه وآلله .. يوم يتعآملون بـ إحترآم نصير نحترمهم , وبنفسنآ نودّي لهم البنـت للبيـت ..
أنزلت رجولهآ المثنيه تحتهآ للأرض بـ إنتبآه إزدآدت معه حدة نبرتهآ تستنطقه بجفآف: وش إللي صآر يآسنـد ! فدوى صآر معهآ شـيّ !!
أشرّ لهآ بيده تطمئن: مآفيـه شيّ عآلبنت .. أنآ أقصد أهل أبوهآ , مآهو يآ قلة إحترآم لنآ , أو إنه إنعدآم مسئوليه منهم .. وبكلتآ الحآلتين مآنيب قآبل هآلشيّ .. يبون البنت يجون يآخذونهآ بنفسهم , وغصباً عنهم بعـد يردونهآ بنفسهـم .. مو يرسلونهآ مع السآيق !! خير ! – مطّ شفتيه المزمومتين بعدم فهم – مدري أنآ شلون كل هآلمده ومآلفت نظركم هآلشيّ !
أصآله: مو إنتهينآ من هآلموضوع يآسند !
رمقهآ بنظره حآده ألجمتهآ: ليش وإنآ كنآ بدينآه لأجل ننتهي منـه !
إكتفت بآلصمت خآفضه رآسهآ لحجرهآ مآتدري وش تقول بينمآ أكمل هو مغير من نبرته الجآفه لـ هدوء وحنو علّهآ تفهم مُرآده: إسمعي أصآله .. فدوى هذي بنتنآ وتخصنآ , وهي بحضآنتك .. بـ الطيب والمعروف إنآ نرسلهآ لهم إسبوع .. هي بنت ولدهم , من دمهم ولحمهم , مآيجوز نمنعهآ عنهم ولآ نمنعهم عنهآ , لكن مثلمآ مآلك بنفسه يوصلهآ بسيآرته عندهم , ومثل مآنشغل مآلك وأنآ إللي وصلتهآ عندهم , همّ بـ المثـل .. يآكُثر عمآنهآ مآتعنى وآحدن فيهم ووصل البنت بنفسّه ! ويجي بعد يآخذهآ من هني بنفسـه .. ينســوون , ينسون تجيهم مره ثآنيه .. فآهمه !
جت بتفتح فمهآ إلآ ويوقفهآ بحزم قآطـع بنبره صآرمه: إنتهــــــــى
قآلهآ ثم صدّ عنهآ متكتف ينآظر بشآشة البلآزمآ العريضـه آلمثبته بـ الجدآر وإللي إحتلت نصفـه: وخلّ نشوف لمتى بيتحملون هآلشيّ
أصآله: عندك إحسآس إنهم مآيبون البنت !
نآظرهآ لثوآني سآكت ثم أردف بهدوء: مب سآلفة يبونهآ أو لآ , بس مآهم مهتميّـن .. لآتنكرين إن إللي يبون شوفتهآ هم جدآنهآ مب أحد من عمانها .. صحّ !
عضت على شفتهآ السفلى وعيونهآ بـ الأرض مفضله عدم آلرد بينمآ أكمل هو بعدمآ فهم آلتعبير بوجهه وإللي ردّ عن لسآنهآ إللي آثر آلصمت: جدآنهآ يبون يشوفونهآ ع آلعين وآلرآس .. يوم بـ الإسبوع كآفي نوديهآ زيآره .. أمآ إسبوع بكبره ! هآلموضوع بيديهم , كنهم يبونـه إذاً غصباً يمشون إللي نبيّـه وبـ الأخير إحنآ مآنطآلب بشيّ غلـط .. ولآ لك رآي ثآنـي !
إستعطفته بعيونهآ آلمترجيّه ووجههآ إللي رق: يآسند مآنبي نسويّ مشآكل
صد وجهه عنها بلآ مبآلآه: سكتي بس وللي يعآفيك , مآتدرين وينهآ مصلحة بنتك , مدري متى بتخلين عنك هآلسلبيّـه ! إكتبي إكتبي بدفترك ذآ وسآلفة آلبنت علـيّ .. يآ أنآ يآ آل صآلــح ..
لوت فمهآ بـ إستيآء وقد صآب نفسهآ شيئ من الإرتيآب .. توّهآ بترفع دفترهآ إلآ وإلتفت عليهآ بسرعه وكنه تذكر شيّ يقوله: صحيح وشهو ذآ إللي تكتبينـه دوم بهآلدفتر !
أطبقت فمهآ بـ إبتسآمه خجولـه مجآوبته بنبره منخفضـه وعيونهآ على الدفتر بيدهآ: عآدي , مغير مقالات قصيره , واوقات خواطر
سند: وهآلخوآطر عآدي نقرآهآ ولآ شيّ خآص !
وقفت بسرعه متحمسه وجلست جمبه بعدمآ كآنت مقآبله له , مدت له الدفتر بـ إبتسآمه ردهآ لها وهو يآخذ منهآ الدفتر إللي تأملته عيونه الحآده الثآقبه للحظات قبل لآيفتحـه .. دفتر سِلـك سميك غلآفـه كرتوني غليـظ , أسودّ آللون محفور عليـه حرف الـ f مبين آلورقه البيضآء من تحته .. وبدآخل آلحرف كريستآلآت صغيره فضيـه تلمـع ..
غصباً عنه إتسع فمه بـ إبتسآمه كشفت عن رتآبة أسنآنه المتنآسقه وأصآبعه تتحسس آلحرف اللآمــع , هآمس بصوت شبه مسموع: فــــــدوى ..
نآظرهآ على يمينه وبعدهآ الإبتسآمه بوجههآ عريضـه سآئلها بمشآكسـه: أفتـــح !
أصآله: إفتــــح
من آلوسط فتحه مكآن آلقلم إللي كآن ينتصف آلورق , على آخر شيّ كآنت تكتبـه .. مقآلـه إجتمآعيّـه نقديّه سآخرهـ ,,
إنعقدوآ حآجبيه للوهلـه الأولى من طآحت عيونه على بدآيآت الكلآم ورتآبتـه .. شلون توصف الوآقـع بـ إزدحآم أحدآثـه بهآلسطور آلقليلـه .. قلمهآ وآقعي , شفآف , سآخـر , مُبـدع ..
نآظرهآ وآلعجب بوجهه: هذي كتآبآتك !
أومأت رآسهآ إيجآباً بوجه يآئس محبط: سخآفآت , لآتهتـم
رفع حآجبه الأيسر وهو يقلب على صفحه ثآنيـه .. نفس الإسلوب بنفس القآلب السآخر إلآ إن آلموضوع مختلـف ..
....: أصآله من جد هذي كتآبآتك !
وسعت عيونهآ ومعهآ توسعت إبتسآمتهآ: هههه إيه كتآبآتي , شفيك لهآلدرجـه مبهور , ليكون عجبك !
مطّ شفته السفلى وهو بقمة إنبهآره وإستنكآره الشديد إن أصآله أخته , هذي البآئسـه إللي مآينسمـع لهآ صوت وكأنهآ خآرج نطآق الكون لهآ هآلقلم الجريئ النآقـد ... معقوله ذولي إللي يقولون إن سكت لسآنك تكلّم عنك أحد إثنآن , يدك أو قلمـك !
تمّ يقلب الصفحآت بنهم وعيونه تفترس الكلمآت: سألتك من قبل عن أي هوآيه تحبين تمآرسينهآ , أي موهبـه , ليش ! ليش سكتي
أصآله: أحسّك تبآلغ شفيك ! ترآ كلهآ كلمتين أكتبهآ من أحس بـ ملل , مآهيب ذآك الزود
سند: بلـى , ذآك الزود وأزود .. إنتي ليش تنتقصين من نفسـك ! وليش ثقتك بنفسك عدم ! أستغفرك يآربي ذآ البيت حآله منقلب , معقوله عندك هآلموهبـه وهآلكثر تقللين من نفسك ! المصيبه إنك منتيب ملآحظه إمتلآكك لهآ ! وإللي يقهر سآلي أختك ! مدري من وين جآيبه هآلثقه كلهآ مع إنهآ مو بمحلهآ بس نقطه تحسب لهآ
أصآله: ههههه تكفى لآتسمعـك مب نآقصين
إتسعو عيونه بتفآجئ وكنه تذكر شيّ: أوفّ , سُهيـل نسيتـه ! رآح ولآ بآقـي !
أشرت له بيدهآ يهدي من نفسّه: مع سآلي
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم: وين !
أصآله: رقى معهآ لغرفـة أبوي يشوفـه ,
سند: أهـآآآ .. ومآلك وينـه !
أصآله: ترآ نزل من شوي سأل عنك وقآل إنك تبيـه بس إنت طلعت توصّل فيدو
سند: طيب وعآدي كذآ نخلّ الرجّآل بروحـه ! أطلع لهم ولآ وش أسويّ !
أصآله: لآ مآعليك خلهم برآحتهم ذي أول مره تصير يمكن سآلي قلبهآ يحنّ شوي وترحم هآلمسكين خطيبهآ ههههه
....: ليش علآمهم !
أصآله: معذبته , والآدمـي مآشآلله , بلسم ع الجرح .. تخيّل مخطوبين صآرلهم سنـه !
إرتفعوآ حآجبيه بـ تفآجئ تدآركته أصآله بضحكه: ههههه إيه , نفس آلتعبير إللي بوجهك هذآ .. من سنـه , ولآيطرآلك إن فيه أسبآب تمنـع , مآيمنع إلآ سآلي كل مآلهآ وتأجـل مدري شفيهآ ! – نآظرته بـ إهتمآم سآئله بصوت منخفض تتحرى إجآبه معينه ببآلهآ – إنت وش رآيك بـ سُهيـل ؟
إرتفعوآ حآجبيه مآط شفته السفلى: وآلله خوش رجّآل .. ولد أجوآد , أميـن .. أبوك يعرف يختآر رجآله عدل
أصآله: وآلله !
نآظرهآ بـ تشكك: إيه , شفيك مستغربه !
صدت عنه تمسح عنقهآ بتوتر وشكلهآ آلحين بتخربهآ وتعلمه بآللي قآلته سآلي عن سُهيل: لآآآ عآدي , بس أسأل
سند: تقريباً أنضـف شخـص شفته بذي الديره من جيتهآ , كل موظفين المؤسسه مآشفت أنجسّ منهم , إن طآحت آلبقره كثرت سكآكينهآ , لولآ آلله ثم وجود سُهيل آلله يبآرك له , كآن تبهذلنآ , آلصرآحه عجبنـي ,, وللصرآحه أكثر خسآره بـ سآلي
ضربته بـ خِفّه من كتفه: ههههه حرآم عليك وآلله إنهآ طيبّـه بس مشكلتهآ تعآمل الكلّ سوآ , مآتعرف تفصل بين كونهآ دكتوره سآلي بـ الجآمعه , وسآلي بس , هني بـ البيت !
لوى فمه بعدم إهتمآم وهو ينآظر الدفتر على رجوله: آلمهم أصآله .. فيه عمود بـ جريدة آلفجـر , أقرآهآ كل يوم من إسبوع ونفسّه العمود فآرغ بـ صفحـة المرآسلآت ... تدرين وش نسوّي !
نآظرته بعدم فهم هآمسه ببلآهه: إيــش !
سند: نكلّم آلجريـده , تآخذين هذآ العمود بـ إسمـك .. أصآلــه , عآمـر , آلمرشـد .. صدقيني رحّ يكون أنجح عمود .. مجتمعنآ هذآ مآيحب إللي يوآجهه بعيوبـه , مآيتقبلهآ إلآ إن كآنت آلموآجهه هذي سآخـره , تضحـكه .. يعني تخليـه يضحك على نفسـه ! شفتي آلتنآقض ..
إتسعت عيونهآ أكثر بعدم فهـم , وعدم إستيعآب .. كمّ كبير من الكلمآت أطلقه سنـد مآستوعبه مخهآ بطيئ آلفهـم !
جت بتعترض هآمسـه: بـــ .... ـــس , إلآ وأوقفهآ من فوره بـ إندفآع: ولآ بسّ ولآ شيّ , آلبركـه بـ إسم عآمر المرشـد , وين يلقون إسم مثل هذآ رآعي لـ إسم جريدتهم ! بس مآنبيهآ وآسطـه من عدم .. أبيك تختآرين ثلآث من أفضل كتآبآتك , أو آلحين نختآر سوآ , نرسلهآ لهم ونقدم طلـب على هآلعمود .. شرآيك !
بعدهآ مأخوذه من الصدمـه , هذي الكتآبآت التآفهه من وجهة نظرهآ وإللي مآعمرهآ أبصرت النور إلآ من عيونهآ , هي فقـط , وتوّه الحين سنـد شآفهآ , معقوله يكون لهآ إسم , إسم بجريده عظيم إسمهآ ..!
إسمهآ إللي إستنكرته كثير مثل إستنكآرهآ لنفسهآ , ولوآقع وجودهآ بهآلحيآهـ , آلحين بيكـون هو وحده أعلـى وأغلـى قيمـه , أصآلــه .. أصآلـه فقــط ..
نآظرت سند آلمندمج بتقليب صفحآت الدفتر – بنبره هآدئه , غريبه , ومريبه - : مآبي أحد يعرف إسمـي
نآظرهآ بسرعه وقد اختفت إبتسآمته من فورهآ بعقدة حآجبين مقطبين بعدم فهم , أردفت هي من إستيعآبهآ إستفهآمه: مآبي أنقبل عشآن إسم أبوي , وإن قبلـوني مآ أبيهم يقرأون لي عشآن إسم أبوي .. وإن إهتموآ فعلاً بآللي أكتبه مآ أبي يكون إهتمآمهم هو أسآسه إهتمآمهم بـ أبـوي ... عرفــــــت ؟!
/
/
إرتمى على الكنبه الإسفنجيّه الطريّه ,, من تجلس عليهآ إلآ وتغوص فيهآ ..
بـ غرفه من الغرف المخصصه للمعيشـه إلآ إنهآ كآنت مودرن أكثر .. قطع سجآدهآ سآده من نوع السجّآد النآعم المُشّعـر بـ ألوآن متعدده .. وحده حمرآء وغيرهآ رمآديّه , عشبيّه , زرقآء , وبرتقآليّه ..
تعددت كذلك الوآن الفوتيهآت الإسفنجيّه .. وحده منهم كنبه عريضه بـ ثلآث مقآعد , إللي جآلس عليهآ سمآوية اللون وبـ الوسط أصفر وعلى الطرف الثآني أخضـر ..
أرجع رآسه لورآ مغمض عيونه , يده اليمنى مفروده على ذرآع الكنبه العريض ويسرآه مفروده جمبه وبوسطهآ مفآتيح السيّآره ..
قفلت دفترهآ منزلته جمبهآ تنآظره بـ إهتمآم: شفيـك ! تعبـآن ؟
فتح عيونه بـ تعب وآضح بعيونه المُرهقه بآلع ريقه بصعوبه إثر إحتقآن بدت عوآرضه تظهر , شكل دور إنفلونزآ بيصيبه , جآوبهآ وهو يفتح سحّآب جآكيته الشتوي آلثقيل بني آللون دآكن: لآ .. بس شكلـي بتعـب
ردت بـ إبتسآمه قصيره: ألف سلآمه عليك .. هآآ وصلتهآ ؟
مسح حآجبيه بـ إبتسآمه مُرهقه: إيه وصلتهآ , يآويلهآ من مآلك , طآحت الموكّآ إللي تشربهآ على الكرسي بـ السيآره
بققت عيونهآ ويدهآ على فمهآ: يآويلكم ثنينآتكم من مآلك !
سند: ههههه لآ تعلميـه , خله يكتشف هآلشيّ بروحه وينصدم مع نفسه
ضيقت عيونهآ بمكر: سند ليكون إنت إللي كبيت الموكّآ ! أدري تحب تستفز مآلك وتعصبه وكلّه إلآ سيآرته
وسع عيونه شآهق بـ إستهبآل: أنـآ ! أقول لآتقطين سوآت بنتك عليّ ..
أرخت كتوفهآ بيأس: وش أسوي فيهآ هذي البنت !
....: يآحبيلهــآ
خزته بـ حقد: وآلله ! خلآآآآص أنآ غسلت يديني منكم كلكم .. منتم وجيه تكونون خوآل .. بـ الأول مآلك إللي مخرب لي البنت بأخلآقه وأفكآره المخيسه , همّ سآلي إللي مشربتهآ الغرور برضّآعه , كل كلآمهآ عن المكيآج وسوآلفه , وإنت تشربهآ سقآيــر ! حسبي آلله عليكم من خوآل !
ضرب جبينه يضحك على هآلأم المسكينـه وشكلهآ المعذب وهي تتكلم , بينمآ أكملت أصآله تتشكى: آلبنت مآتشرب غير القهوّه السآده المرّه , وهذآ من شورك طبعاً .. أو تقلد سآلي وتشرب ذي الموكّـآ .. أمآ الشيّ الحلو إنهآ تقلد مآلك وتشرب بيره شعيــر !!!
....: ههههه على فكره هآلشيّ لمصلحتهآ .. آلبنت بمحيطهآ مآفي أحدّ بعمرهآ .. لآ هني ولآ ببيت أبوهآ .. كل من حولهآ كبآر رآشدين وإن تأثرت فمآرح تتأثر إلآ فيهم وتتطبـع بأطبآعهم .. مخهآ بدآل مآينفتح على سبيستون ولعب وعرآيس ينفتح آلحين على أشيآء أهم .. تحب تتآبع الأخبآر وتعرف إسم رئيس وزرآء كوريآ الجنوبيّه .. تحب الأزيآء والمكيآج , شخصيتهآ نآضجـه .. ذكيّه وقويّه .. هآلبنت رح تكون شيّ تفتخرين فيه مستقبلاً وآلبركه طبعاً فينآ هههههه
غصب عنهآ كتمت ضحكهآ ومآظهر منهآ إلآ إبتسآمه مطبقه مشدوده وهي تخزه بتوعـد مآسرع مآختفى رآفعه حآجبيهآ بـ إستفهآم: صحيح وش إسمه رئيس وزرآء كوريآ الجنوبيّه ؟
سند: ههههه إسألي فدوى
أطبقت فمهآ بقلة حيله وإستسلآم: آلله يستـــر
تكتف بيدينه مخفض بصره بآلع ريقه قبل مآيردف بهدوء أقرب للجديّه والحزم: هذآ آخر إسبوع فدوى بتروحه لبيت أبوهآ
تدريجياً إختفت إبتسآمتهآ بعقدة حآجبين مستفهمه: إيــش !!
....: إللي سمعتيـه
....: مآفهمـت ! ليـش ؟
سند: مآهـم عآجبينـي
إرتفعوآ حآجبيهآ ببلآهه سآئله بـ إستخفآف مستنكره: وآلله !
نآظرهآ ببرود مُردف: إيه وآلله .. يوم يتعآملون بـ إحترآم نصير نحترمهم , وبنفسنآ نودّي لهم البنـت للبيـت ..
أنزلت رجولهآ المثنيه تحتهآ للأرض بـ إنتبآه إزدآدت معه حدة نبرتهآ تستنطقه بجفآف: وش إللي صآر يآسنـد ! فدوى صآر معهآ شـيّ !!
أشرّ لهآ بيده تطمئن: مآفيـه شيّ عآلبنت .. أنآ أقصد أهل أبوهآ , مآهو يآ قلة إحترآم لنآ , أو إنه إنعدآم مسئوليه منهم .. وبكلتآ الحآلتين مآنيب قآبل هآلشيّ .. يبون البنت يجون يآخذونهآ بنفسهم , وغصباً عنهم بعـد يردونهآ بنفسهـم .. مو يرسلونهآ مع السآيق !! خير ! – مطّ شفتيه المزمومتين بعدم فهم – مدري أنآ شلون كل هآلمده ومآلفت نظركم هآلشيّ !
أصآله: مو إنتهينآ من هآلموضوع يآسند !
رمقهآ بنظره حآده ألجمتهآ: ليش وإنآ كنآ بدينآه لأجل ننتهي منـه !
إكتفت بآلصمت خآفضه رآسهآ لحجرهآ مآتدري وش تقول بينمآ أكمل هو مغير من نبرته الجآفه لـ هدوء وحنو علّهآ تفهم مُرآده: إسمعي أصآله .. فدوى هذي بنتنآ وتخصنآ , وهي بحضآنتك .. بـ الطيب والمعروف إنآ نرسلهآ لهم إسبوع .. هي بنت ولدهم , من دمهم ولحمهم , مآيجوز نمنعهآ عنهم ولآ نمنعهم عنهآ , لكن مثلمآ مآلك بنفسه يوصلهآ بسيآرته عندهم , ومثل مآنشغل مآلك وأنآ إللي وصلتهآ عندهم , همّ بـ المثـل .. يآكُثر عمآنهآ مآتعنى وآحدن فيهم ووصل البنت بنفسّه ! ويجي بعد يآخذهآ من هني بنفسـه .. ينســوون , ينسون تجيهم مره ثآنيه .. فآهمه !
جت بتفتح فمهآ إلآ ويوقفهآ بحزم قآطـع بنبره صآرمه: إنتهــــــــى
قآلهآ ثم صدّ عنهآ متكتف ينآظر بشآشة البلآزمآ العريضـه آلمثبته بـ الجدآر وإللي إحتلت نصفـه: وخلّ نشوف لمتى بيتحملون هآلشيّ
أصآله: عندك إحسآس إنهم مآيبون البنت !
نآظرهآ لثوآني سآكت ثم أردف بهدوء: مب سآلفة يبونهآ أو لآ , بس مآهم مهتميّـن .. لآتنكرين إن إللي يبون شوفتهآ هم جدآنهآ مب أحد من عمانها .. صحّ !
عضت على شفتهآ السفلى وعيونهآ بـ الأرض مفضله عدم آلرد بينمآ أكمل هو بعدمآ فهم آلتعبير بوجهه وإللي ردّ عن لسآنهآ إللي آثر آلصمت: جدآنهآ يبون يشوفونهآ ع آلعين وآلرآس .. يوم بـ الإسبوع كآفي نوديهآ زيآره .. أمآ إسبوع بكبره ! هآلموضوع بيديهم , كنهم يبونـه إذاً غصباً يمشون إللي نبيّـه وبـ الأخير إحنآ مآنطآلب بشيّ غلـط .. ولآ لك رآي ثآنـي !
إستعطفته بعيونهآ آلمترجيّه ووجههآ إللي رق: يآسند مآنبي نسويّ مشآكل
صد وجهه عنها بلآ مبآلآه: سكتي بس وللي يعآفيك , مآتدرين وينهآ مصلحة بنتك , مدري متى بتخلين عنك هآلسلبيّـه ! إكتبي إكتبي بدفترك ذآ وسآلفة آلبنت علـيّ .. يآ أنآ يآ آل صآلــح ..
لوت فمهآ بـ إستيآء وقد صآب نفسهآ شيئ من الإرتيآب .. توّهآ بترفع دفترهآ إلآ وإلتفت عليهآ بسرعه وكنه تذكر شيّ يقوله: صحيح وشهو ذآ إللي تكتبينـه دوم بهآلدفتر !
أطبقت فمهآ بـ إبتسآمه خجولـه مجآوبته بنبره منخفضـه وعيونهآ على الدفتر بيدهآ: عآدي , مغير مقالات قصيره , واوقات خواطر
سند: وهآلخوآطر عآدي نقرآهآ ولآ شيّ خآص !
وقفت بسرعه متحمسه وجلست جمبه بعدمآ كآنت مقآبله له , مدت له الدفتر بـ إبتسآمه ردهآ لها وهو يآخذ منهآ الدفتر إللي تأملته عيونه الحآده الثآقبه للحظات قبل لآيفتحـه .. دفتر سِلـك سميك غلآفـه كرتوني غليـظ , أسودّ آللون محفور عليـه حرف الـ f مبين آلورقه البيضآء من تحته .. وبدآخل آلحرف كريستآلآت صغيره فضيـه تلمـع ..
غصباً عنه إتسع فمه بـ إبتسآمه كشفت عن رتآبة أسنآنه المتنآسقه وأصآبعه تتحسس آلحرف اللآمــع , هآمس بصوت شبه مسموع: فــــــدوى ..
نآظرهآ على يمينه وبعدهآ الإبتسآمه بوجههآ عريضـه سآئلها بمشآكسـه: أفتـــح !
أصآله: إفتــــح
من آلوسط فتحه مكآن آلقلم إللي كآن ينتصف آلورق , على آخر شيّ كآنت تكتبـه .. مقآلـه إجتمآعيّـه نقديّه سآخرهـ ,,
إنعقدوآ حآجبيه للوهلـه الأولى من طآحت عيونه على بدآيآت الكلآم ورتآبتـه .. شلون توصف الوآقـع بـ إزدحآم أحدآثـه بهآلسطور آلقليلـه .. قلمهآ وآقعي , شفآف , سآخـر , مُبـدع ..
نآظرهآ وآلعجب بوجهه: هذي كتآبآتك !
أومأت رآسهآ إيجآباً بوجه يآئس محبط: سخآفآت , لآتهتـم
رفع حآجبه الأيسر وهو يقلب على صفحه ثآنيـه .. نفس الإسلوب بنفس القآلب السآخر إلآ إن آلموضوع مختلـف ..
....: أصآله من جد هذي كتآبآتك !
وسعت عيونهآ ومعهآ توسعت إبتسآمتهآ: هههه إيه كتآبآتي , شفيك لهآلدرجـه مبهور , ليكون عجبك !
مطّ شفته السفلى وهو بقمة إنبهآره وإستنكآره الشديد إن أصآله أخته , هذي البآئسـه إللي مآينسمـع لهآ صوت وكأنهآ خآرج نطآق الكون لهآ هآلقلم الجريئ النآقـد ... معقوله ذولي إللي يقولون إن سكت لسآنك تكلّم عنك أحد إثنآن , يدك أو قلمـك !
تمّ يقلب الصفحآت بنهم وعيونه تفترس الكلمآت: سألتك من قبل عن أي هوآيه تحبين تمآرسينهآ , أي موهبـه , ليش ! ليش سكتي
أصآله: أحسّك تبآلغ شفيك ! ترآ كلهآ كلمتين أكتبهآ من أحس بـ ملل , مآهيب ذآك الزود
سند: بلـى , ذآك الزود وأزود .. إنتي ليش تنتقصين من نفسـك ! وليش ثقتك بنفسك عدم ! أستغفرك يآربي ذآ البيت حآله منقلب , معقوله عندك هآلموهبـه وهآلكثر تقللين من نفسك ! المصيبه إنك منتيب ملآحظه إمتلآكك لهآ ! وإللي يقهر سآلي أختك ! مدري من وين جآيبه هآلثقه كلهآ مع إنهآ مو بمحلهآ بس نقطه تحسب لهآ
أصآله: ههههه تكفى لآتسمعـك مب نآقصين
إتسعو عيونه بتفآجئ وكنه تذكر شيّ: أوفّ , سُهيـل نسيتـه ! رآح ولآ بآقـي !
أشرت له بيدهآ يهدي من نفسّه: مع سآلي
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم: وين !
أصآله: رقى معهآ لغرفـة أبوي يشوفـه ,
سند: أهـآآآ .. ومآلك وينـه !
أصآله: ترآ نزل من شوي سأل عنك وقآل إنك تبيـه بس إنت طلعت توصّل فيدو
سند: طيب وعآدي كذآ نخلّ الرجّآل بروحـه ! أطلع لهم ولآ وش أسويّ !
أصآله: لآ مآعليك خلهم برآحتهم ذي أول مره تصير يمكن سآلي قلبهآ يحنّ شوي وترحم هآلمسكين خطيبهآ ههههه
....: ليش علآمهم !
أصآله: معذبته , والآدمـي مآشآلله , بلسم ع الجرح .. تخيّل مخطوبين صآرلهم سنـه !
إرتفعوآ حآجبيه بـ تفآجئ تدآركته أصآله بضحكه: ههههه إيه , نفس آلتعبير إللي بوجهك هذآ .. من سنـه , ولآيطرآلك إن فيه أسبآب تمنـع , مآيمنع إلآ سآلي كل مآلهآ وتأجـل مدري شفيهآ ! – نآظرته بـ إهتمآم سآئله بصوت منخفض تتحرى إجآبه معينه ببآلهآ – إنت وش رآيك بـ سُهيـل ؟
إرتفعوآ حآجبيه مآط شفته السفلى: وآلله خوش رجّآل .. ولد أجوآد , أميـن .. أبوك يعرف يختآر رجآله عدل
أصآله: وآلله !
نآظرهآ بـ تشكك: إيه , شفيك مستغربه !
صدت عنه تمسح عنقهآ بتوتر وشكلهآ آلحين بتخربهآ وتعلمه بآللي قآلته سآلي عن سُهيل: لآآآ عآدي , بس أسأل
سند: تقريباً أنضـف شخـص شفته بذي الديره من جيتهآ , كل موظفين المؤسسه مآشفت أنجسّ منهم , إن طآحت آلبقره كثرت سكآكينهآ , لولآ آلله ثم وجود سُهيل آلله يبآرك له , كآن تبهذلنآ , آلصرآحه عجبنـي ,, وللصرآحه أكثر خسآره بـ سآلي
ضربته بـ خِفّه من كتفه: ههههه حرآم عليك وآلله إنهآ طيبّـه بس مشكلتهآ تعآمل الكلّ سوآ , مآتعرف تفصل بين كونهآ دكتوره سآلي بـ الجآمعه , وسآلي بس , هني بـ البيت !
لوى فمه بعدم إهتمآم وهو ينآظر الدفتر على رجوله: آلمهم أصآله .. فيه عمود بـ جريدة آلفجـر , أقرآهآ كل يوم من إسبوع ونفسّه العمود فآرغ بـ صفحـة المرآسلآت ... تدرين وش نسوّي !
نآظرته بعدم فهم هآمسه ببلآهه: إيــش !
سند: نكلّم آلجريـده , تآخذين هذآ العمود بـ إسمـك .. أصآلــه , عآمـر , آلمرشـد .. صدقيني رحّ يكون أنجح عمود .. مجتمعنآ هذآ مآيحب إللي يوآجهه بعيوبـه , مآيتقبلهآ إلآ إن كآنت آلموآجهه هذي سآخـره , تضحـكه .. يعني تخليـه يضحك على نفسـه ! شفتي آلتنآقض ..
إتسعت عيونهآ أكثر بعدم فهـم , وعدم إستيعآب .. كمّ كبير من الكلمآت أطلقه سنـد مآستوعبه مخهآ بطيئ آلفهـم !
جت بتعترض هآمسـه: بـــ .... ـــس , إلآ وأوقفهآ من فوره بـ إندفآع: ولآ بسّ ولآ شيّ , آلبركـه بـ إسم عآمر المرشـد , وين يلقون إسم مثل هذآ رآعي لـ إسم جريدتهم ! بس مآنبيهآ وآسطـه من عدم .. أبيك تختآرين ثلآث من أفضل كتآبآتك , أو آلحين نختآر سوآ , نرسلهآ لهم ونقدم طلـب على هآلعمود .. شرآيك !
بعدهآ مأخوذه من الصدمـه , هذي الكتآبآت التآفهه من وجهة نظرهآ وإللي مآعمرهآ أبصرت النور إلآ من عيونهآ , هي فقـط , وتوّه الحين سنـد شآفهآ , معقوله يكون لهآ إسم , إسم بجريده عظيم إسمهآ ..!
إسمهآ إللي إستنكرته كثير مثل إستنكآرهآ لنفسهآ , ولوآقع وجودهآ بهآلحيآهـ , آلحين بيكـون هو وحده أعلـى وأغلـى قيمـه , أصآلــه .. أصآلـه فقــط ..
نآظرت سند آلمندمج بتقليب صفحآت الدفتر – بنبره هآدئه , غريبه , ومريبه - : مآبي أحد يعرف إسمـي
نآظرهآ بسرعه وقد اختفت إبتسآمته من فورهآ بعقدة حآجبين مقطبين بعدم فهم , أردفت هي من إستيعآبهآ إستفهآمه: مآبي أنقبل عشآن إسم أبوي , وإن قبلـوني مآ أبيهم يقرأون لي عشآن إسم أبوي .. وإن إهتموآ فعلاً بآللي أكتبه مآ أبي يكون إهتمآمهم هو أسآسه إهتمآمهم بـ أبـوي ... عرفــــــت ؟!
/
/
/
تأفف بـ ملل من طول وقوفه وإنتظآره ..
مآيفصله عنهآ إلآ شآرع يقطعه بـ العرض ..
طوآل السآعتين إللي مضوآ وهو مكآنه .. جآلس فوق درآجته مفرق رجوله المثبته بـ الأرض , مصلب ظهره ومكتف سآعديه بعدمآ شآف الوقت بـ سآعته سودآء الأوستيك حول معصمه الأيسر مشيره عقآربهآ لـ الثآنيه بعد منتصف آلليل ..
يرآقبهآ من أول مآطلعت من البيت , اثنآعش حُكـم ..
هذآ هو المكآن إللي تشتغل فيـه , بينزينـه على طريق سريـع شبـه خآلي .. يوحي بأنه مهجور .. المكآن المثآلي لتصوير فيلم من أفلآم الرعب الأجنبيّه .. آآخ لو يجيهآ السفّآح القآتل الحين نآحر عنقهآ ومبرد حرته فيهآ .. هذآ هو الخآطر إللي طرآله وهو يشوفهآ بروحهآ ورجّآل مآيشوف ملآمحـه ورآ كآبينته القزآزيّـه ..
كل حين وبيـن مآتمرّ سيّآره أو شآحنه وتمـوّن ..
وقتهآ كلّه بمكآنهآ جآلس على سور الخرسآنه القصير .. يديهآ مضمومتين لمآ بين فخذيها .. سيقآنهآ آلقصيره ممده قدآمهآ , مميله رآسهآ لمآكينة البينزين على يمينهآ مستنده .. يوحي مظهرهآ بـ اليأس , البؤس .. أو التشـرد ..
حتى إن مآمعهآ جوآل يشغل وقتهآ .. هآلبنت بعآلم ثآني مغآير تمآماً للوآقع البآئس إللي غزت فيه التكنولوجيآ حيآتنآ وحولتهآ لـ محآدثه شآت كبيـره من خلآلهآ نتوآصل !
إن عتبت على غيرك قلة سؤآله , جآوبك بآقـة النـت مخلصّـه !
بحركه فُجآئيه منهآ إنشد كلّ وتر وعصب بـ جسمه أول مآوقفت عن مكآنهآ , ضآقت عيونه الثآقب نظرهآ مآيشوف إلآ ظهرهآ وهي تبتعد .. تتلآشى .. وأخيراً إختفت ..
فزّ قلبـه منفغـر فمـه بـ فتحه صغيره محتده نظرآته ..
جآ بيوقف عن درآجته إلآ وتظهـر من جديد قدآمـه .. وبثانيه إرتخت أعصآبه المشدوده , هدت أنفآسـه المضطربه وإستقرت أحشآءه آلمنقبضـه ..
شآفهآ وهي تجآهد وتسحب من ورآهآ خرطوم غليـظ , طويل متشآبك .. بلحظـه إنفلت من يدهآ إثر التدفق العنيف للمويه من خلآلـه .. صآر يتلوى بـ الأرض كمآ الحيّـه في محآوله التملـص من قبضـه بشريه خآنقه ..
كل مآجت تمسك رآس الخرطوم إلآ ويتلوى بحركة مبآغته فآلت منهآ .. يمين يسآر , يسآر يميـن
غصباً عنه شقت الإبتسآمه طريقهآ بوجهه الجآمد إنحلت معهآ عقدة حآجبيه المقطبيـن ..
هذي هي ليلآه المشآغبـه المشآكسـه آلنآبضـه بـ الحيآه والصخـب ..
برغـم مقته الحآلي لهآ وآلبغـض إللي إمتلآ به قلبـه تجآههآ وإللي تزآيد أضعآف من آخر موقف تحديداً ..
قآلتهآ له وبدم بآرد ........ حبوب منع الحمـل !
وببلآهه سأل تكذيباً لكل تأكيدآته إللي وضحت كمآ آلشمـس بنورهآ ..... تخصّ منو هذي الحبوب يآليلآ ؟!
إرتفع حآجبهآ الأيسر إستخفآفاً بسؤآله السآذج مردفه بعدهآ بنفس الإستخفآف: مآحد هني غيري أنآ وجـو .. تعتقد إنهآ لـه ؟!
إعتصر آلعلبه الورقيه بقبضته الغآضبه – من بين أسنآنه - : وش لك غرض بهآلحبوب يآليلآ ؟!
مطت شفتهآ السفلى رآفعه كتوفهآ مردفه ببرود مستفز: مآ أبي أحمل وأنآ بهآلعمـر .. – نآظرته بتأكيد رآفعه حآجبيهآ – ومن أول عــلآقـــه
إنطبقوآ فكيّه على بعضهـم بقهر كبير , سآحب نفس عميق من فتحتي خشمـه إللي ضآقوآ لحد الإلتصآق .. تصآكت أسنآنه وأصدرت جزّ مزُعـج مآتحمّله حآذف العلبـه من يده بغيظ وعصبيّـه لتصك في جبينهآ وتطيح بـ الأرض .. أقفى من بعدهآ بخطوآت زلزآليّـه قبل يلبسّه شيطآنه ويطلـع منـه مآلآيّـد له فيـه !
لف مفتآحه محرك درآجتـه بـ البطيئ قآطـع الطريـق وصولاً لسآحـة البينزينـه الكبيـرهـ الملسـآء ..
وقف قدآم مآكينة البينزيـن بهـدوء منتظـر بينمآ وسعت هي عيونهآ بدهشـه قآطـه الخرطوم من يدهآ ومشت صوبه بسرعه تمسح يدينهآ بـ جآنبي ملآبسهآ ...
سحبت الخرطـوم بسرعه متعذره تأخيرهآ بـ إندفآع: عـذراً .. كـم تُريـ ......!!
إنفغر فمهآ قآطعه إندفآع كلمآتهآ أول مآستقرت عيونهآ المشتته بقلة تركيـز بذيك العيون الحآده الثآقبـه ..
نطقـت بدهشـه عدم تصديق وتفآجئ من وجوده قدآمهآ بعد إنقطآع دآم إسبوع كآمـل من آخر مره توآجد فيهآ ببيتـهآ وظنت إنهآ آلنهآيه مع كذبتهآ آلثقيل وقعهآ على نفسـه: نجــــــــم !
إرتفع نظره للمكآن من حولهآ بنظره تقييمـه: هذآ هو مكآن شغلـك أجـل !
نآظرت ورآهآ بآللي جآلس على كرسيه ورآ كآبينته القزآزيّه وببآلهآ أول تحذير حذرهآ فيـه , ممنوع تفتعل مشكلـه مع أيّ حدّ حتى وإن كآنت إهي آلمظلومـه وإلآ بتنفصـل .. وجود نجـم بهآلمكآن هو آلمشكلـه بحدّ ذآتهآ ..
بلعت ريقهآ وبعيونهآ نظره كآنت أقرب للترجـي – بحقد من بين أسنآنهآ - : إنت إيش إللي تسويه هنآ !!
إرتفعوآ حآجبيه بـ إستغرآب مصحوب بـ إستخفآف: وآلله !
رصت على أسنآنهآ أكثر بنبره جآفه منبهه: نجــــــم !
....: هذي مو بينزينـه ؟
ليلآ: إيه بينزينـه
....: وإنتو فآتحيـن ! شغآليـن !
ردت وإلتفتت ورآهآ بتوتر ثم نآظرته: إيه فآتحين وشغآلين , شللي تبيه إنت الحين !
مطّ شفتيـه ببديهيه وجآوبهآ ببرود: أبي أمـوّن .. شللي بـ أبيه يعني ؟
نآظرت درآجته بـ عصبيّه مكبوتـه ثم ردت بـ حقد: وإنت من بين كل البينزينآت القريبه منك جآي تمون من هنـآ ؟
نآظرهآ بـ إشمئزآز: وإنتي ليش معصبه ! شدخلك إنتي اصلاً من وين أبي أموّن ؟ وش هآلمعآملـه آلزفـت ! منو رآعي هآلبينزينـه ! وينـه – مطّ رقبته ورآهآ وكنه يدور على شيّ أو آلرآعي إللي قصـده ويبيـه -
كورت قبضتيهآ بغضب من بين أسنآنهآ: وإنت وش دخلك فيـه ! ليش تبيـه !
ردّ ونآظرهآ بـ إحتقآر: أبي أتشكـى له من هآلمعآملـه الرديّه ! صآرلك سآعه تهرجيـن ويّآي ومنتيب شآيفه شغلك عدل ! ولآ يكون مآتبين تمونين !
أطبقت شفتيهآ بغيظ سآحبه آلخرطوم بنفآذ صبـر آمرته بـ جفآف: إفتـح آلـتنك
أول مآوصلت آلخرطوم ونآظرت بـ آلشآشه الآ وتشوفهآ مفولـه لآخرهآ إلآ من آلشيّ القليل , إنعقدوآ حآجبيهآ بـ حده مصحوبه بـ إستنكآر شديد: درآجتك مفوله لآخرهآ مِستـر نجم !
رفع ذقنه صوب الشآشه الرقميه للمآكينه كـ إشآره: وين ! مآتشوفين آلنقص إنتي ! ولآ مآتفهمين !
نزلت الذرآع مطلقـه من خلآله سيل آلبينزين بـ فتحـة آلتنك وعيونهآ على آلشآشه إللي توآلت أرقآمهآ لحد مآوقفت ومعهآ سحبت آلخرطوم إللي يقطـر منه آلبينزين رآدته لمكآنه صآده عنه بوجههآ بآسطه كفهآ: دولآر وأربعـة عشر سِنت
تكتف رآمقهآ بنظره مآسحه لأدق تفآصيلهآ من رآسهآ لأخمص قدميهآ ...
بعده رآسهآ مخبى تحت هآلأيس كآب آلصوفـي الأسوّد .. طبقآت كثيفه فضفآضه من الملآبس فوق بعضهآ إنتهت بـ تيشيرت رياضي يحمـل رقـم 16 كبير بـ المنتصـف وفوقه جآكيت جلـدي أسود آللون ... جينز فآتح فضفآض وكونفيرس سودآء بـ أربطـه بيضآء ...
شكلهآ أبعد مآيكون عن الرتآبـه وآلمظهـر آلحسـن ! توحـي للوهلـه الأولـى بـ إنهآ شآب قبيـح مهمـل آلمظهـر وبـ التدقيق وحده وحده بتبين ملآمحهآ مظهره معهآ آلحقيقه المُرّه بـ كونهآ فتـــآه وهذآ هو شكلهآ !
نآظرته بـ إستنكآر مضيقه عيونهآ – بنبره صآرمه نآتجه من نفآذ صبرهآ - : سمعــت ! دولآر وأربعة عشر سِنـت
....: هذآ ثمـن إيش ؟
إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم لسؤآله مجآوبته بنبره بآهته صآبهآ آلشك والإرتيآب من مقصد سؤآله آلغريب: ثمن آلتمويـن ..
إنفغر فمه بـ فتحه قصيره رآفع حآجبيه بـ إستيعآب: أهــآآآ
نآظر بـ كفهآ آلمبسوط بـ تشنـج ممتده أطرآفهآ بـ إستقآمه متلآصقين ثم أردف بسؤآل إخترق حشآشتهآ فـ آلصميم: وإنتي كــمّ ثمنــك ؟
ثبتت عيونهآ آلجآمده بعيونه آلمستمتعه , رخت أعصآبهآ للحد إللي معه إنكمشت أطرآف كفهآ آلمبسوط ومعه إرتخى سآعدهآ نزولاً مرتطم بـ الفرآغ , متهآدي ريحهّ وجيّه ..... بـ الهـوآ ..
رفع حآجبه الأيسر مردف بنفس آلنبره آلجآمده السآحقه معهآ أي تصنـع لهآ بـ القوه وآلقدره والثبآت: ثمـنك بـ ليلـه وحده ....... كـــمّ يآليلآ !
تجمعت آلدموع بعيونهآ , فآضـت , وإنسكبـت ...
نبرتهآ مهزوزه مرتجفـه , وآهنـه , بآكيـه .. رقت ملآمحهآ بـ إنكسآر تسأله بعدم تصديـق لقصـده: نجــــم !!!
رفع ذقنـه بغرور سآحق وكبريآء مؤلـم: بـ إيش أفرق عن إللي بعتي له نفسـك ! إن كآن ببلآش فـ أنآ رح أثمنـك .. بعطيـك المقآبل إللي تبيـن
أحنت رآسهآ تنآظر الأرض لتستقر دموعهآ عليهم بدلاً من خديهآ مكوره قبضتيهآ المرتجفتين – بـ توسـل بآكـي مؤلـم تسأله السكوت - : نجــــــم !
على وضعـه الجآمد اللآمبآلي لـ دموعهآ , أنّآتهآ وشهقآتهآ .. ضعفهآ وجرحـه لهآ .. مكتف ذرآعيّه برفعـة حآجب وآحد بـ إنتصآر حسّي أبرّد فيـه جزء من إشتعآل جوفـه وإللي صآر له إسبوع حآرقـه وكآويـه !
....: ليــــــــلآآآآ !
إلتفت بحده وسرعـه لذآك إللي نطـق إسمهآ بلهفـه مصحوبه بـ قلق .. إقترب خطوته الأخيره فآصل بينآتهم , كحجآب حآجـز بشريّ يمنعه عن ليلآه .. وشوفتهآ !
شددّ من مسكته لزنديهآ هآزهآ بقوه ينبههآ له ولوجوده بنفس آلنبره آلمتلهفـه وكأنهآ كآنت آلشيّ آلوحيد النآقص لإكتمآل الإشتعآل بصدر نجم وإللي معـه , إحترق وتفحـمّ: ليــلآآآ عزيزتــي .. أنتي بخيـر !
رفعت له رآسهآ والألم بملآمحهآ الحزينه المنكسـره , دموعهآ تتسآبق بـ الإنهمآر أيهم تنزل أول !
إلتفت ورآه وشرر آلعصبيـه يتطآير من عيونه الزرقآء الضيقه: مآللذي فعلته لهآ أيّهآ آلوضيـع !
ضيق نجم عيونه بـ إستنكآر: ومن تكون أنت بحق آلجحيـم ؟
نفث نفثـه حآرّه مغتآظه ثم سفهه سآئلهآ بـ تحرّي قلوق: ليلآ أجيبيني , أنتي بخير ! مآبكِ ؟
طآل صمتهآ إلآ من دموع متألمه منسكبـه , نآظرته من ورآ كتوف إللي وآقف قدآمهآ بآلوسط مآبينهم وبعيونهآ لـوم قآتـل سحـق معه كلّ ذرة قسوه وحِده وجفآف ..
بلحظـه تبددت وبلحظـه تجددت من لمسـه عآطفيّـه , من ضمـه حميميـه يوم سحبهآ ذآك لصدره محآوط رقبتهآ بذرآعيه إللي شكلّوآ حلقـه: يآ إلهي ليلآ مآللذي يبكيـك ؟!
توسعت عيونه الحمرآء القآدحه بـ الشرر سآحبه من سويتره الجلدي الكحلي .. حآضنهآ ويسألهآ وش إللي مبكيك ! " إلآ أنآ إللي آلحين ببكيـــك "
فك حصآر ذرآعيه من حول رقبتهآ وبـ التصوير آلبطيئ إلتفت بكآمل وجهه بعيون محتده كسآه ذهـول صآدم وبترقبّ إستقرت عيونه على ذآك العملآق ضخم آلبنيّه مقآرنـة بجسده آلنحيـل آلضعيف وقصر قآمتـه .. كآسيه آلسوآد إبتدآءاً من شعره الكثيف الغزير أسود آللون جآكيته آلجلدي الأسود بسحآبه آلمسكر وآلمشمر لمنتصف سآعديه بـ قفآزآت جلديّه سودآء .. بنطلـون ريآضي قطنـي وسيـع أسود آللون .. كونفيرس أسود .. !
جسـم ريآضيّ صحّـي , ملآمـح لآتينيّـه بآرزه بلون بشرتـه آلبرونزيّـه .. عيونه العسليّه آلدآكنه .. وسيعـه من محآجرهآ ومسحوبـه من آخرهآ .. رموش سودآء طويلّـه وكثيفه كثآفه ربآنيّه ... ذقن مشذبـه بـ أنآقه وعوآرض دقيقـه خفيفـه .. وسآمـه سآحـقه نآبضـه بـ الرجولـه وآلفحولـه ..
شده من مسكته لـ سويتره بيمنآه لحد مآقآرب يوقف آلثآني على أطرآفه وكنـه فرخ صغيـر وهو سآحبـه ...
نآظرهآ بـ كُره وبغـض شديديـن تفجروآ من عيونـه الحآقده آلمستنكره وآلمستصغره يناظرها: هــذآآ ! هـذآ هو إللي تركتينـي عشآنـه .. هذآآ !
نآظره بـ جفآف مصحوب بـ إشمئزآز من تجعيدة أنفه آلحآد آلمرفوع طرفـه وكنه يشم ريحـه خبيثـه كريهه محرك عيونه عليـه بنظره تقييميـه كآنت نتيجتـهآ صفـر ومآدون لهذآ آلذكـر النآقص من رجولته آلكثير وآلكثير بحكمـه آلظآهري المجحـف !
تبآدر لذهنـه ذآك آلموقف وهي بـ موقف كرآجآت آلفندق بعدمآ أنهت دوآمهآ وكآنت بـ إنتظآر موعدهآ الأول .. مع شآب أجنبي شآبه هذآ إللي بقبضتـه آلحيـن ...
جلست على الرصيف مخبيّه وجههآ بكفوفهآ تندب وتلوم عليـه موعدهآ آلغرآمي المنتظـر ..
" كآن وسيـم , بشرته بيضآء صآفيـه , أشقـر وعيونه زرقآء "
هذآ كلآمهآ إللي قآلته تندب حظهآ بعد مآفوّت عليهآ موعدهآ مع آلشآب السآبق ذكر موآصفآته ...
إرتفع طرف شفته العلويّه بـ إحتقآر لآمثيل له: هذآ هو آلنوع آلحقير من الرجآل إللي تفضلينـه أجـل ! هذآ هو ذوقك آلمنحـط !
إمتلآ صدرهآ بحقـد طآغـي وبغـض مآعآد جوفهآ يقوى على كتمآنه ..
بكلّ آلكـره وآلبغـض وآلحقـد وآلعتب وآللوم وآلحـبّ وآللهفـه والإشتيآق , بكلّ مشآعرهآ آلمتدآخلـه وعوآطفهآ آلمضطربـه إمتدت رآحتيهآ مستقره على صدره دآفتـه آلدفـه إللي كنهآ معهآ تحرر كل هآلأحآسيس آلكثيره آلمكبوته النآبضـه بـ إسمـه .. وإسمـه فقـط !
دفته بأقوى قوه تملكتهآ وإللي معهآ إنفكت قبضته من سويتر ( نـوآ ) آلمندهـش , إرتد خطوه مختلّـه إرتطم فيهآ بدرآجته إللي طآحت على جمبهآ مصدره صـوت تصآدم عنيـف بـ الأرضيـه الخرسآنيّـه آللزقـه ..
صوت من بعيـد مرتعـب يصيـح: مآللذي يحــدث هنـــآآآ ! من أنتـــم !
بنبره جهوريّه حآقده أُفرز منهآ كميآت مُرعبه من آلغيـظ وآلقهـر , آلنقـم وآلكُره والإحتقآن: إبعـــــــــد عنــــــي يآنجــــــــم وإطلــــع من حيآآآآتــــــــــــــي .. إطلـع منـي وإرحمنــــــــــــي
شدهآ عليه من يآقة جآكيتهآ اليسرى بـ يمنآه هآمس بـ حقد من بين أسنآنه , تلفحهآ أنفآسه آلحآره محرقتهآ: أطلـع من حيآتك ويدخلهآ هذآ آلكلـــب ! هــآآه !!
حآوطت معصمه آلأيمن بيديهآ إلآ إنهآ مآقدرت تفك مسكته ليآقة جآكيتهآ .. بنبره متسآويه معه بـ آلهمس آلجآف آلحآقد: إن كنت توك مآنتبهت , أنآ من زمآن وطلعتك من حيآتي , وهذآ اللي تقول عنه كلب هو آلحين مآليهآ .. اهو إللي سلمتـه نفسي واهو إللي أخذ عذريتـي
آلجملـه إللي كآنت كفيلـه تفجـر برآكيـن غضبـه ليدفعهآ بقبضتـه آلممسكه بيآقتهآ من صدرهآ .. آلدفعـه آلعنيفـه إللي على إثرهآ إقتلعهآ من مكآنهآ .. حست إن رجولهآ مرتفعه عن الأرض .. معلقـه بـ الفرآغ .. قوة آلدفعه كآنت أكبر من قوة الجآذبيّـه لترتد لمآ ورآهآ مصطدمـه بـه بكل عنـف وقوه وشرآسـه .. ولولآ ستر آلله إن ذآك آلجسـم آلضخم آلممتلئ حآل بينهآ وبين مآكينة آلبنزيـن آلصلبـه وإلآ كآنت لقت حتفهآ بـ التأكيد إثر هآلإصطدآم آلعنيـف ..
لقفهآ صآحب البينزينـه محتضنهآ وكأنه حارس المرمى وهي كوره إلتقطهآ وإستقرت بـ حضنـه !
وقبل مآيتدآرك الرجل جسم ليلآ آلنحيل آلملقى عليـه .. أو تدآرك ليلآ وحشيّة نجـم .. وقبل مآيتدآرك نجم نفسـه سوآة يديـه .. سدد لـه ذآك إللي على يسآره قبضته الغآضبـه إنتقآماً للي شآفـه لتصيب لكمتـه الفك آلسُفلي لـ نجـم .. مآل وجهه للجهه آلثآنيّه بملآمح متفآجئـه صآحبهآ تألـم ..
برغـم ضعف بنيّة هذآ الشآب إلآ إن لكمتـه حديديـه .. قآسيـه .. وموجعــه
سأله وعيونه الزرقآء يتطآق منهآ الشرر , تبدل بيآض بشرته لإحمرآر دآمي: كيف تتجـرأ أيهآ آلوضيــــع السآفـــل !
مآكآن ردّ فعل نجم إلآ لكمـه قآسيّه .. وإن كآنت لكمـة نـوآ حديديّه فـ لكمـة نجـم فولآذيّه !
أردته الأرض من خلفـه ومن تحتـه .. مآسـح بظهر كفـه سآئل أحمـر دآفئ بدآ ينسآل من زآوية فمـه آليسرى ليصيـح آلعنصـر آلذكوري الثآلث بـ الموقف: مآللذي تفعلونـه بحـق آلسمآوآت ! أتتشآجرون لأجلهآ ! – نآظر ليلآ الوآقفه جمبـه بوجـه أبيـض رمآدي , شآحـب , مأخوذ من الصدمـه وبـ صدمـه ! –
إحتدت نظرآته آلمستنكره لهآ مردف بـ لهجـه بآهته مذهوله , مستغربـه ومندهشـه: مآبكـم يآرجـآل ! إنهآ فتآه قبيحــه .. إنهآ ! إنهـآ ! إنهـــآ صلعــــآء – قآل قولـه بموآزه لـ فعلـه , سآحب غطآ رآسهآ آلصوفي آلدآفي ليبآغت جلد رأسهآ لفحـة بروده قرستهآ دآخلياً .. آلمتهآ نفسياً –
وقف نوآ عن الأرض وقد إمتلآ صدره وإنتفـخ بـ غيـظ ونقـم لتمتد يده مرتفعه بـ الهوآ , هآبطـه هبوط سريـع إضطرآري مرتطمـه بـ عظآم وجهه آلمترهـل: كيـــف تجــرؤ أيهآ آللعيـــن !
قآل كلمتـه من هنـي بـ التوآزي مع لكمـة نجـم آلثآنيـه آلمسدده لوجهه , إن كآنت لكمـة نوآ قد حطمت عظآم وجهه فـ لكمـة نجم التأكيديه الثآنيـه قد سحقـــتهــآ !
الرجّآل إللى هوى أرضاً صآد عن وجهه بسآعديـه حآميـه من لكمآتهم آلقآسيه آلموجعـه لتحـل الركلآت العنيفـه القآتلـه بدآلهآ من كل صـوب ونآح ..
ركله تطول جمبه وثآنيه تطول ظهـره , وجهه المخفـي , سآقيـه ومآبين رجليـه ...
أجفلهآ صوت صرخآته المتألمـه المستغيثـه بـ إستجدآء مرير لتطلـق هي صرختهآ المجللـه كآسـره صمـت الفضآء من حولهآ إلآ من صوت اللآهثـه انفآسهم من غضب عتيـــق مكبوت مآصدقوآ وحرروه على هذآ آلسمين الضعيف أمره آلمقعـد بـ أرضـه ...
....: كفــــــــــــــــــــــــى .. كفــــــــــى
ضربت الأرض برجلهآ اليمنى إعترآضاً , دموعهآ شلآلآت بلآ أمل في التوقف: مآبكـــم ! ستقتلونـــه .. آآآآهــ يآ إلهـــــــــــي
جلست على ركبتيهآ بـ الأرض جمب رآعي شغلهآ آلمتألـم .. معصمه الأيسر بين يدهآ آليسرى , وبرآحتهآ آليمنى تحسست ظهره , بصوت بآكي ونبره مخنوقه: أنت بخيـــر ! سآمحنـي أرجوك
نفض معصمه من يدهآ بـ القوه خآزهآ بنظره نآريّه حآقده: وكيف أكون بخير أيتهآ آلوضيعـه ! أنتــي مطــروده , لآ أريد أن أرى وجهك بعد آليوم
جلست على سآقيهآ آلمثنيين من تحتهآ تنآظر بـ آلسمآ آلفسيحـه آلوسيعـه آلسودآء بـ هيئة البآئس فآقد الأمل المستسلم , مطبقـه فمهآ , شآده شفتيهآ , معتصره عيونهآ آلمقفله بقوهـ إلآ إن دموعهآ أبتّ إلآ أن تنهمـر ...
جلس مقآبلهآ ثآني سآقه اليمنى من تحته ومسند مرفقه الأيسر على ركبته اليسرى , إستنطقهآ وآلقلـق متفجر من نظرته آلثآقبه: ليــــلآآ !
من وقع إسمهآ من صوته آلكريـه فتحت عيونهآ آلحمرآء آلمدمعه آلمنتفخ جفنيهـم رآده من بين أسنآنها بـ كُره وبغـض تعدآ مرحلـة الطآقـه والإحتمآل: أكرهك يآنجــــــم , أكرهــك وأكره كلّ شيّ فيــك .. أكرهك كلك ومآ أبيــــك .. لآ أشوف وجهـك ولآ أسمــع صوتــــك .. إعتقنــــي يآخـــــــي وآلله أكرهـــــــــــــــــك .. أكرهك أكرهك أكرهك .. – أحنت رآسهآ ونظرهآ آلمتألم مآبين فخذيهآ , مكوره قبضتيهآ آلمسندين على وركيهآ , مطلقه سرآح آخر كلمـه بنبره حزينـه , مجروحـه , ضعيفـه ووآهنـه – أكرهـــــك !
جلس نوآ جمبهآ محتضن وجههآ إللي أجبره على الإلتفآف ليقآبله مآسـح دموعهآ برقّـه ولطـف متنآهـي: سآمحينــي ليلآ أرجـوك
وقف الثآنـي عن الأرض وعيونه المصوبه تجآههم تحرقهـم بـ النآر إللي يحسّهآ .. نآر الحشـى .. نآر من آلـجوف حآرقـه .. نـآر آلغيــره !
يدري إنهآ تعآنـي وتتألـم , بس إللي هي مآتدريه إنه يعآنـي أضعآف ويتألـم اضعآف الأضعآف ... من يوم إبتعآدهآ عنه وهو بـ مرآر أفكآره والظنـون ..
حسبآله بيرتآح أول مآقرّت عيونه بشوفتهآ إلآ إنهآ كآنت بدآيآت العذآب .. إبتدآءاً من إقآمتهآ العُزلى ببيت ذآك الأجنبي جوزيف .. ذآك آلمسيحـي المتحرش المغتصب .. ثم تشوهآت الخآرج من حلقهآ لرأسهآ أو الحروق الدآميه على إمتدآد سآعديهآ وإللي مآهيّ إلآ إنعكآس للتشوهآت النفسيّه آلمتوجعـه والمتألمـه ... وكنهآ إجبآراً تعذب نفسّهآ !
وصولاً لـ القآضيـه .. إخرآجهآ له من حيآتهآ وإدخآل آلمسمـى نـوآ .. نوآ إللي سلمتـه نفسّهآ وآلشيّ آلنفيس آلمكنـون ..
عدل من وقوف درآجته آلمتضرر جمبهآ الأيسر إثر وقوعهآ , نآظرهآ ببـرود سآحـق معه أي ذرة رغبـه أو حتى أمل بـ تجدد آللقـآء: قولــي عنـي مـــره ........ وتربيــة مـــره .., إن شفتي وجهـي هذآ مره ثانيه بحيآتــــك !
/
/
/
بـ المطبـخ , جآلسـه على وآحد من الكرآسي الـ أربعه المحآوطـه الطآوله الإستيل آلمثبته بـ الأرض , مسيحـه جسمهآ بأريحيّه على الكرسي ممدده رجولهآ تحت الطآولـه ..
عدلت شيلتهآ الملفوفه بـ إهمآل على رآسهآ من سمعت صوت الجرس الخآرجـي للبيت وتركت الشغآله تحضيرهآ للفطور آلصبآحي طآلعه تشـوف منـو ..
رفعت رآسهآ بـ إنتبآه للشغآله أول مآدخلت عليهآ مقوسه شفتيهآ آلمطبقه لتحت بـ إستغرآب لتسألهآ بعقدة حآجبين: منـو !
رفعت كتوفهآ بمعنى إنهآ مآتدري ومعهآ إرتفعت يدهآ آلممسكـه ببوكيـه وردّ جـوري أحمرّ آللون قآنـي ... ملفوف بـ ورق أشبه بورق الجرآئد الأجنبيّه وفوقـه لفـه ثآنيـه من آلخيـش آلبنـي !
وقفت بحركـه ثقيله ممسكـه بوسطهآ من جآنب الظهـر بحآجبين إزدآدت عقدتهم بعيون مضيقـه من الإستفهآم وهي تستلم آلبوكيـه من يدّ الشغآله: منـو جآبـه !
....: مآفي معلوم , إسأل مستر آدم هآزآ حقـو !
بققت عيونهآ بصدمـه من ذكرت الشغآله قدآمهآ الإسـم ! مستـر آدم ! أي مستر آدم ! آدم نفسـه ولآ يتخيّل لهآ !
غصباً عنهآ شقت الإبتسآمه وجههآ سآفهه الشغآله بخطوآت سريعه متجآهله كلّ إرهآقهآ وكأنهآ تمشي على الهوآ , مآهيب حآسـه ..
ملآيين الأفكآر عصفـت بمخيلتهآ , آدم نفسـه إللي من ثلآث شهور مقآطعهآ من بعد سوآتهآ آلخبيثـه بتعمدهآ إبعآده عن وردهـ وقت وفآة أمهآ , بتمثيلهآ آلخبيث الإحترآفي قدرت تقنعه إن هآلشيّ لمصلحتـه والصحيح إللي ببآلهآ تهدهآ عليـه وتخربهآ ..!
" كنت أدري , كنت أدري يآ آدم إنك تحبنـي , لآ وردهـ ولآ مليون وردهـ يقدرون يغيروك عليّ .. هههه قآل وردهـ قآل "
قآلت كلمتهآ الأخيره وعيونهآ على الكرت الورقي آلملفوف بقشـه عشبيّه جآفّه , آلورقه كآنت أشبه بـ ورق الوصآيآ القديمـه مشققة الأطرآف .. ملفوفه بشكل حلزونـي ..
سحبت القشّه منهآ ومآسرع مآنفتحت الورقّه بعيون بآسمـه إفترست الكلمـآت .. بيت شعري قصير إلآ إن وقعه على نفسهآ كآن أكبر , وكأنهآ تقرأ ملحمـه شعريّه بلآ نهآيـه ... خطّ فآرسي جذّآب مُشكـل بـ آلفلومآستر الأسودّ الرفيـع ..
إنتي منتي بــسّ ( وردهـ ) بـ الحيــآه
إنتي في دُنيــــآي فيضــــــه من وُرود
يآكبــــــر حُبـــــكـ ويآمَكبـــر غــــــلآه
إنتي ( أغلى إنسآن ) عندي بـ الوُجود
a – w
ترقرقت الدموع بعيونهآ آلمشدوهه , آلمصدومه وآلغير مُصدقه ..
هآلبآقـه , هآلورد , وهآلكلآم .. لـ وردهـ ! لـ وردهـ مو لهـآ !
هآلحرف بـ الأخير جمب حرفـه ... حرف إسمهآ !
أطبقت فمهآ بـ القوّه تمنع إرتعآش فكهآ إللي إرتجف بـ ضعـف .. غصباً عنهآ إنهآلت دموعهآ آلصآمتـه , إنتفآضة صدرهآ متوآليـه بسبب كبتهآ لبكآهآ مآيطلع له صـوت ...
عفطت بـ القوّه الورقّه آلرقيقه آلخشبيه لحد مآتهشمـت بقبضتهآ ...
نآظرت ببآب غرفته وكميّآت مفزعه من الحقد تفيض من عيونهآ منسكبه مع دموعهآ ... جتّ بتفتح البآب إلآ وتجيّهآ الطعنـه مخترقـه صدرهآ مُحدثه الثقب في قلبهآ ...
....: جعلنـي فدآ روحـك , أحبّــك
- هههه آآخ مآ أقسآك , ترى خويّآي يدلعونـي أكثر منّك
- وردهـ تكفين قولي كلمه حلوه , بس كلمه وحده , طلبتك لآترديني
إرتفع صوت ضحكتـه مٌردف بعدهآ: ذبحتينــي وكل ذآ بـ الأخير وأنآ كمآن يآ آدم ! وإنتي كمآن إيش يآقلب آدم ؟
- هههه وردهـ حرآم عليك , مسويّلك مُفآجأه وجآيب لك هديّه حلوه , هآ قولي شيّ
- آآآف طفشتينـي , وآلله مآ أغنيلـك
- وآلله مآ أغنـي
- بكيفـك , ومآرح أجيب لك آلهديه , - تبدلت نبرته لـ جفآف وحده , مكمل -يلآ تجهزيّ بسرعه آلحين طآلع وأمرّك نشوف آلشقق نختآر منهم وحده , سـلآم
رمت البوكيّه بـ الأرض قدآم بآبه ودآست على آلوردّ سآحقته برجولـها ... تحت رجولها !
طقت البآب طقـه عنيفـه وحيدهـ ثم مشت عن البآب مكورّه قبضتيهآ بـ غيظ وحقـد وغّل , بعدهآ دموعهآ بلآ حسآب منسآبه .. " مثل هآلورد يآ آدم , مثل هآلورد بسآويك بـ الأرض وترآبهآ .... "
فتح البآب والإبتسآمه بعدهآ بوجهه بعدمآ قفل الخطّ بوجههآ , لعبه طرتله بـ الأخير يمآرسهآ عليهآ يضمن من خلآلهآ من يشوفهآ معآملـه طيبـه وريق معسـول في محآولـه مستميـته لإرضآءهـ بعدمآ تسببت في زعلـه !
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب من الفرآغ قدآمـه ! منو أجل إللي طق البآب !
جآ بيقفل إلآ ويشوف كتلـه متوسطة الحجم مآيظهر محتوآهآ بسبب آلخيش الملفوف حولهآ ..
إنحنى عليهآ بعقدة حآجبيه رآفعهآ مستغرب ومآسرع مآتسعت عيونه بصدمـه من شوفة آلورد إللي إنسحق وإنهرس !
رفع الوريقآت الحمرآء آلمقطعه عن الأرض ينآظرهآ بذهول لتنسآب من يده وبين أصآبعه رآده مكآنهآ بـ الأرض !
شوي شوي بدآ آلغضب يسري بعروقـه , أطبق فكيّه بآلقوّه , موسع من فتحتي خشمـه أقصآهـم , نفض البوكيّه من يده بعنف مرتطم بـ الأرض إللي طآح عليهآ ...
مشى وشرر عصبيته آلمتطآير يسبق خطوآته الزلزآليه الغآضبـه , بلآ حسآب أو إعتبآر فتح بآب غرفتهآ بـ إندفآع مستقره عيونه عليهآ وكنهآ تعرف مسبقاً طريقهآ !
بخطوتين وآسعتين وقف صوبهآ تآرك البآب مفتوح على آخرهـ ...
سحبهآ من جلآبيتهآ آلفضفآضه مطبق قبضته على القمآش من وسط صدرهآ غآصبهآ توقف قبآله بينما أرجعت هي رآسهآ رآفعه ذقنهآ لأجل تشوفه بسبب فرق الطول الشآسع بينآتهم , عيونهآ مغرغره ممتلئـه بآلدموع , طرف خشمهآ محمـر ومبلل من أسفلـه بفعل مخآطهآ الشفآف السآيل ...
رقت ملآمحهآ بـ إنكسآر مقوسه شفتيهآ آلمحمره بعيون حزينه بآكيه هآمسه بـ وهن: ليش كذآ يآ آدم ؟ ليش تجرحنـي ؟
إعتصر عنقهآ الممتلئ بين قبضتيه الخآنقه رآص بـ إبهآميه على بلعومهآ , هآزهآ بـ القوّه , من بين أسنآنه بـ غيظ وقهر: إنتي متي بتحلين عني وتفكيني منك ومن شرّك .. أبغضـك يآنآهـد , مآنيب طآيق أشوف وجهك ولآ أسمع صوتك .. حلينــي منـك مآعآد فينــــــــي آللـــــــــــــه يآخــــــــــــذك
قآل جملته الأخيره بصرآخ غآضب , إحمرت معه عيونه وإنتفخت أودآجـه , نفضهآ من قبضتيه بـ قوه ليرتطم جسدهآ الممتلئ بـ فرآشهآ طآيحه عليـه مطلقـه آهــــه مقطوعـه صآرخه متألمـه , محتضنه بطنهآ البآرز بيديهآ ,,
صآرت تشآهق وعيونهآ موسعه آخرهم على بطنهآ ... إحتدت أنفآسهآ وتسآرعت , يرتفع صدرهآ ومآسرع مآيهبط بقوه قبل مآ تتشبـع رئتيهآ بـ النفس إللي شهقته , بـ أسفل بطنهآ شيّ غريب تحسّـه , شيّ دآخلـي مؤلـم .. ألجمهآ حتى عن التأوهـ أو الأنيـن !
رفع سبآبته المحذره بوجههآ وعيونه يقدح منهم آلشرر: إنسي آدم القديـم يآنآهـد ولآتحدينـي أظهرلك وجهـي الثآنـي , لآتفكرين مجردّ تفكير تبتزينـي وتضغطين علي بهآلزفت إللي ببطنـك وإلآ وآلله ثم وآلله أذبحـه لـك فآهمــه ! مو هـو ولـدي ! من صُلبـي ! أجلّ أنآ حُرِ فيـه .. مآ أبيـــــــــــه !
/
/