الفصل الخآمس والعشرون
اذآ اردت أن تفهم إنسآناً فـآنظر فِعله في لحظة إختيآر وحينئذِ سوف تُـفآجأ تمآماً .. فقد ترى القديس يزني , وقد ترى العآهرة تُصلي , وقد ترى الطبيب يشرب السمّ , وقد تُـفآجأ بـ صديقك يطعنك , وبـ عدوك ينقذك , وقد ترى الخآدم سيداَ في أفعآله .. والسيّد أحقر من أحقر خآدم في أعماله , وقد ترى ملوكاّ يرتشون .. وصعآليك يتصدقون ..!
/
/
/
أحنت ظهرهآ بوضع الركوع يدهآ اليسرى على ركبتهآ اليسرى ويمنآهآ على صدرهآ في نوبة سُعآل حآده إثر التحرر من غصّة إختنآق بينمآ وقف الثآني عن الأرض بوجـه مذعور وصآر يتحسس ظهرهآ المحني بـ حرآره يهدي من حرقة سُعآلهآ وحدته ..
الحركه إللي معهآ تصآعدت الدمآء بوجه نجم إللي إمتعض .. إحتقن .. وإمتقع ..
بزعت عيونه بـ كُره شديد مُرسِله إنذآرآت حسيّه بآلوعيـد والتهديد سآحبه من قلنسوة السويت شيرت حقـه وكنه طفل صغير ينتشله من الغرق – من بين أسنآنه بـ حقد وعصبيّه مكتومه - : أبعد يديك القذره عنهــآ
إستقآمت بحده تنآظره ببغض , عيونهآ حمرآء يقدح منهآ الشرر .. وجههآ كظيم مكفهـر من أثر الإختنآق , صوتهآ مقطـوح مبحوح: أبعـد أنت يديك القذره عنـه
ضآقت عيونه بـ إستنكآر من لهجتهآ الحآقده ونظرآتهآ المتوعده هآمس بعدم تصديق: إيــش !
مسكت قلنسوة جوزيف فآكتهآ بـ القوّه وبـ الغصب من قبضته الجآمده المتصلبه متحسسه كتفه والقلق بعيونهآ: جوزيـف .. هل أنت بخيـر ؟
حرك رآسه بـ الإيجآب وعيونه تفترس هذآ إللي إقتحم عليهم البيت بهمجيّه كمآ الثور الهآئج .. ثآر ولآ عآد وقف !
نآظرته بعيون موسعه أقصآهآ من الغضب: مآللذي تفعله هنآ بحق الجحيـم ! إسمـع – وجهت سبآبتهآ المهتزه بـ إنذآر لمآ بين عيونه وأردفت بـ جفآف - : سأتغآضى عن كل مآسببته ولترحـل .. – صرخت بأمرّ جآف - : غـــــــــــآدر
إرتفعوآ حآجبيه بنظره بلهآء وده لو يقولهآ ( وآلله ! ) على إثر هآلتعبير بوجهه بلعت ريقهآ بتوتر مشتته أنظرهآ وكنهآ تدور شي: أين .. أين الهآتف .. جوزيف أين الهآتـف ! سأطلب الشرطه
إنتفخ خده الأيمن بحركة لسآنه البآطنيّه مبلل شفته السفلى بـ إبتسآمه مريبـه مجهولة المغزى ثم أعرض عنهآ بخطوآت هآدئه غريبه تحت أنظآرهآ وجوزيف المترقبه من طلع برآ البيت موقف قبآل البآب ..
إمتلى صدره بنفس عميق شآد كتوفـه لورآ .. يديه بـ جيوب جآكيته الجلدي الأسود مضيق عيونه بـ إنتشآء من أجوآء ديسمبر الصبآحيّه ..
إلتفت نصف إلتفآته عليهم وإبتسآمه غآمضه على طرف شفتيه مأشر لـ جوزيف بـ سبآبته والوسطى مضمومتين يطلبه يقرب عليـه ! بينمآ تبآدل جوزيف وليلآ النظرآت المستفهمه والمستنكره اللي قطعهآ جوزيف ببلعة ريق متوتره وبخطوآت متردده مشى صوبه لحد مآوقف على عتبة البآب ومبآشره وبحركه خآطفه سريعه ومبآغته سحبه نجم من شق السويت شيرت المفتوح حقه وحذفه على أرضية الحديقه جمب الكلب إللي مدد جسمه بتكآسـل وكن كل إللي يصير مآيعنيـه ولآهوب مهتـم .. وبنفس السرعه دخل هو البيت وقفل البآب بآلقوه سآحب التربآس الحديدي محكم إغلآقه ملتفت عليهآ بوجه متجهم وعيون موسعه أقصآهآ بـ غضب وعصبيه , بـ تهديد وتوعد ..
شدّ ملآبسهآ الكثيفه من حول عظآم ترقوتهآ .. الحركه إللي خلتهآ إجبآراً توقف على أطرآفهآ تنآظره بذعر وإرتعآب ليهمس لهآ من بين أسنآنه: تطلبين لي الشرطه يآليلآ !! تطرديني من بيتك وأنآ إللي ببيتـي آويتك !! هذآ جزآتي !! هــآآه !!
تحركت عيونهآ البآزغه بـ إرتعآب من عيونه المحتده بـ حقد للبآب من ورآه إللي صآر يهتز وكنه بينخلع آلحين من مكآنه إثر الركلآت القويّه المسدده له وصوت الطرق العنيف بقبضـة اليدّ خآلطـه صوت جرس متوآصل: إفتــح البــآآب أيّهآ الحقيـر آللعيــــن .. إفتـح البــآآآب
أشر بطرف عيونه للبآب من وراه آمرهآ بحزم وصرآمه: قولي له يبلع لسآنه وينقلع ولآ قتلته الحيـن .. فآهمــه !!
إمتلآ وجههآ بصدمـه من لهجة التهديد الشآمله .. سوآ بـ نبرة صوته المكتومه أو عيونـه الحمرآء الغآضبه .. عقدة حآجبيه المجعدين .. نجم من الشخصيّآت إللي صبرهم قليل .. وأقل شيّ يخرجه عن شعوره ويعصبّه .. منديل بـ الأرض ! سرير غير مرتب ! ذرآت ترآب على طآوله قزآزيّه .. كآسه متسخـه .. أو حتى كآسه نظيفـه ولكنهآ غير مجففه ! كلّهآ أشيآء كفيله تثير جنونه بـ المعنى الفعلي لإثآرة الجنون .. إلآ إن شكلـه آلحيـن شيّ لأول مره تشهـده .. أووو لثآني مره إن صدق التذكـر ..
هآلموقف تمآماً تكرآر لموقف قديم جمعهم وبنفس الوضع , التصرف , الأحآسيس .. الملآمح والنظرآت ..
لمآ شدهآ من حمآلة التوب حقهآ مقآطعاً ريآضتهآ الصبآحيّه بغضب لفح وجههآ بعصبيته .. آمرهآ من بين أسنآنه توقف تمآرينهآ بهآلإسلوب الهمجيّ المستفز على صدى صوت الدي جي الصآرخ بـ قلة إحترآم وإنعدآم للذوق والحسآسه ! خآتماً تهديده بكلمـة ( فآهمــه ! )
لآ إرآدياً لقت نفسها تهزّ رآسهآ إيجآباً بعيونه موسعـه ذعراً وإرتعآباً ليفك هو ملآبسهآ من قبضتيه المطبقه وبقـدم مجبره سآرت صوب البآب بآسطه كفيها عليه ملصقه أذنهآ فوقه وكنهآ تتنصت لشيّ: جوزيــف !
جآهآ صوته سريع ملهوف: ليـلآآآ .. ليلآ هل أنتي بخير ! هل هو إرهآبي ؟ إفتحي البآب
شدت فمهآ بـ أسف وعيونهآ على ذآك إللي وآقف متكتف ينآظرهآ بجفآء مُريب مُخيف ..
أغمضت عيونهآ بـ همّ: أنآ بخير جوزيف
قآلتهآ ثم أبعدت رآسهآ بسرعه إثر هزة البآب من ضربته القويّه برآحتيه تسمع صرآخه: ليلآ إفتحـي البـآآآب .. مآللذي يفعلـه هذآ الوضيـع ؟!
....: جـو إرحل الآن .. إذهب لمخبزك وسألحق بك
....: مآللذي تقولينه ؟ إفتحي البآب ..... ليلآ ,, إفتحي ,, البآب
....: لآ بأس جوزيف أنآ أعرفه .. نحن أصدقآء
همس بـ إستنكآر شديد: مـآذآآ !!
....: جوزيف لآعليك .. فقط إذهب وأنآ سألحق بك .. إذهب للمخبز
....: ليلآ إني حآفي القدمين .. كيف أذهب ؟ ثم كيف أتركك مع هذآ الوضيع ؟
عضت شفتهآ السفلى وقد سألت عيونهآ السؤآل بقلبهآ ليصد عنهآ رآمي ثقل جسمهآ على الكرسيّ الإسفجي الضخم ممدد رجوله قدآمه: إفتحي له يآخذ حذيآنه وينقلـع
إنعقدوآ حآجبيهآ بعدم فهم للي قآله إلآ إنهآ تجآهلته وفتحت له البآب بهدوء ليدخل جوزيف بـ إندفآع معتصر ذرآعيهآ بيديه: هل أنتي بخير ؟
وقبل ترد ليلآ أو حتى تؤمئ إيجآباً برآسهآ وقف هو عن الكرسي وشرر العصبيّه يتطآير من عيونه: لآتلمسهـــــــــآآ
جوزيف: ............
أشرّ له بسبآبته المتصلبه ينذره: أبعـد يديك عنهــآ
ليلآ إللي إنفغر فمهآ بفتحه صغيره موسعه عيونهآ ببلآهه مآختلفت فيهآ عن جوزيف لتقرر أخيراً تنهي الموقف العصيب المتوتر رآفعه يدينهآ فوق يدين جوزيف منزلتهم بهدوء عن ذرآعيهآ لتملآ صدمة إستغرآب وعدم إستيعآب وجه جوزيف البآهت سآئل بـ إستنكآر شديد: مـآذآ !! – نآظر نجم بـ إرتيآب وسأل بتشكك - هل هـو حبيبـك !!
إمتلآ وجههآ بدهشــه من وقع السؤآل لتلتفت على نجم بسرعه وتتفآجئ برفعة حآجبه الأيسر وفمه المطبق المآيل بزآويه قصيره لليمين يستنطقهآ الجـوآب على سؤآل جوزيف !
بلعت ريقهآ وعيونهآ تدور بـ الفرآغ .. بـ تشتت وتوتـر وإرتبآك مآختفى من كلمآتهآ المتقطعه: ءآآ .. آآ نعـم – وسعت عيونهآ بصدمه مردفه بسرعه مطلقه صرختهآ النآفيه – لآآآآآ .. لاآآآ لآآآ أقصد لآآآآ أعني .. ءآآ أعني إنـه .. إنه صديـق .. نعم .. مجرد .. مجرد صديق !
ردت وبلعت ريقهآ خآفضه رآسهآ تنآظره بـ نظره تحتيـه مترقبه لردة فعله إللي تفآجئت فيهآ وهو يقترب صوبهم بخطوآت هآدئه لحد مآوقف قبآل جوزيف وصآر يربت على كتوفه بهدوء وكنه ينفض عنهم الترآب: مآ رأيك أن ترتدي حذآئك الأن وتنصـرف ؟ هـآ ؟ أليست فكره جيده ؟
بلع ريقه بصعوبه وعيونه تسأل ليلآ ليثبت نجم أصآبعه على خد جوزيف بهدوء ويلف وجهه عليه لأجل ينآظره هو مو ليلآ بينمآ همست ليلآ بخفوت: لآبأس جوزيف .. إذهب
جوزيف: هل ستكونين بخير !
مآل فمهآ بـ ابتسآمه قصيره متوتره مآسرع مآختفت من وجههآ البآهت المُتعب: أجـل .. لآعليك
لحظآت مشحونـه , عصيبـه , متوتـره .. مرت من رفع جوزيف كونفيرسه الريآضي أبيض اللون بـ أربطـه محتضنه لصدره وبيمنآه حلقة مفآتيحه الكثيره متوجه للبآب وقبل يطلـع إلتفت لهآ بنظره متخوفّه لتبتسم هي برآحه كآذبه ظآهريه وإضطرآب عنيف دآخلي: لن أتأخر .. أعدك
رمق نجم بنظره حآقده حآده ثم طلع من البيت مقفل البآب ورآه لتلفت له بعيون محتده بترقب , وأنفآس مضطربه بـ توجسّ ...
شهق نفس مهمـوم قفل معه عيونه إللي فتحهم بنظرة عتآب إخترقت قلبهآ إللي أعلن لتوه صحـوه ..
خفقآن عنيف متسآرع وكن كلّ دقه تبي تسبق الثآنيه ليتزآحموآ بعدم إنتظآم مسببين إضطرآب عآطفـي حآد من نوعـه !
همس بـ لوم الهمس المذيب لكتلـة حقدهآ عليهآ ونقمهآ كمآ قطعـة الثلـج على رخآمه حآرّه .. سآحـت في عآلـم نجــم !
....: رآضيـه عن نفسك وإللي سويتيه ؟
إكتفت بـ الصمت موآريه أنظآرهآ إللي لو تمت مثبتتهآ عليه رح تفضحهآ , عيونهآ النآطقـه بـ إنجذآب وحشي شرس لهآلذكر المفعم بـ رجولـه صآرخـه ..
....: ردي علي جآوبينـي .. رآضيه عن نفسـك !
إقترب عليهآ القرب إللي سمح لنظرآتهآ المتخآذله إنهآ تستقر على قدميّه ليهمس لهآ بعذوبه: ليلآ نآظرينـي
ليلآ: ............
....: ليلآ إرفعـي رآسك ونآظريني
ليلآ: .............
زفر نفس حآنق من خشمـه إللي ضيق فتحتيهم بقهر مكتوم ثم مدّ يده لذقنهآ يرفع رآسهآ ومآسرع مآ أبعدت وجههآ عنه برفض حآد مبتعده خطوه لورآ ..
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم سآئل بـ تعجب من حركتها الرافضه له: ليــش ؟!!
أغمضت عيونهآ سآحبه نفس عميق قبل تفتحهم وتجآوبه بنبره جآهده لتصنع الثبآت , مثبته عيونهآ بعيونه الذآبله: مآذآ تريـد ؟
....: تكلمـي عربي
...: سأتكلم بـ اللغـه التي تعجبنـي وأنت لن تملي عليّ أفعآلي
عآد أمره بس هآلمره بتشديد من بين أسنآنه: قلت .. تكلمــي .. عربــي
....: وأنآ قلت سأتكلم بـ اللغـه التي أريدهآ أنآ وليس التي تريدهآ أنت
قآلتهآ ببرود عآكسه هو بحركته السريعه مآسك حنكهآ السفلي المسكـه الوحشيّه بعنـف ولآ مبآلآه لتأوههآ المتألم , مقرب وجههآ من وجههآ لآفحكهآ بـ أنفآسهآ الحآره المشتعله: بتتكلمين يآليلآ بـ اللغـه إللي أبيهآ وبـ اللهجـه إللي أبيهآ ,. وبـ الإسلوب والطريقـه إللي أبيهآ .. فهمتــي !
قآلهآ ( فهمتي ) مشدد على فكهآ السفلي بـ مسكته للحد إللي حسّ معه إن أصآبعه ممكن تنغرز بـ وجههآ وتفصـل فكيهآ عن بعضهم ..
بهدوء فك حنكهآ وتم يتحسس خدهآ بظآهر أصآبعه اليمنى هآمس بخفوت: فهمتــــي !
إبتعدت خطوتين عنه لحد مآلتصق ظهرهآ بـ الجدآر من ورآهآ .. تقوس فمهآ الرقيق لـ تحت بـ حآجبين مقطبيـن وعيون دآمعه مرغرغه توجـه له نظرآت لـوم وعـتب حزيـن مجروح: I hate U
( أكرهك )
خطى خطوته الغآضبه صوبهآ رآفعهآ من ملآبسهآ إللي شدهآ بقبضتيه – بـ حقد شديد من بين أسنآنه وعيونه يتطآق منهم شرر عصبيّه مكبوته - : كرهي لك يآليلآ أضعآآآف كرهك .. صدقيني إللي سويتيه فيني هذآ مآرح أعديه بـ السآهـل .. هآلعذآب إللي عشـت فيه لأربـع أشهـر بسبتك وربـك لأعيشـك فيـه .. فآهمــه !!
غصباً عنهآ طآحت دموعهآ بـ صمت مطبقه شفتيهآ بـ القوه تمنع إرتعآش ذقنهآ وإرتجآف فكهآ ليحتضن هو وجههآ الصغير بين يديه مدنق رآسه عليهآ ملصق جبينه بجبينهآ هآمس بـ حرآرة أنفآسه القريبه منهآ , تحرقهـآ: لآتبكيــــن
ليلآ: .........
ضغط على عنقهآ بيديه الثنتين إللي حآوطوه شآبكهم من قفآهآ بنفس الهمس الحآرّ , المشتعل: ليلآ لآتبكيــــن
....: أكرهك يآنجـم ,, أكرهـــك
أبعد وجهه عنهآ ينآظر بعيونهآ الحزينه البآكيه: لآتكذبيــن
حركت رآسهآ بـ النفي: بعمري مآعرفت الكره وبسبتك عرفتـه
نجم: عرفتي بسبتي الكُره , لأن بسبتي عرفتي الحُـبّ .. أدري إنك تحبينـي
مآل فمهآ بـ إبتسآمه سآخره مسحت من بعدهآ الدموع من خديهآ بـ ظآهر يمنآهآ: مآتستآهل حتى أتعنى وأردّ عليـك
....: لهآلدرجه ردك قآسي بتتعنين فيه ؟
سفهته ورقت الدرج بخطوآت إعتيآديّه ليعقد هو حآجبيه بـ إستغرآب لآحقهآ: على ويــن !
ليلآ: ..........
نجم: لمآ أكلمك تنآظريني وتردين .. فآهمه !
إرتفعت زآوية فمهآ بـ إبتسآمه قصيره , هذآ نجم مآفي شيّ يغيره .. كلمة ( فآهمه ) هذي لآزم تمحيهآ من قآموسـه
تمت سآفهته لحد مآوقفت عند بآب غرفتهآ وإلتفتت عليه رآفعه حآجبيهآ: خير إنشآلله !
نجم: خير إنتي وين رآيحه ؟
ليلآ: أبدل ملآبسي .. عندي شغـل
....: أي شغـل ؟
ليلآ: الشغـل إللي أرتزق منـه
...: شغل شنو ؟ ووين تشتغلين ؟
طيرت عيونهآ زآفره نفس مسموع بحنق ونفآذ صبر: وآلله مآيخصك هآلشيّ .. إتفضـ .........
....: وآلله !! مآيخصنـي ! – قآلهآ وهو مآسك حنكهآ بنفس الحركـه الوحشيّه لتدفه هي من صدره بعجز - : إتررركنـــــي
....: تعدلي معي يآليلآ ولآ قسم إن تندميـن
دفته هآلمره بـ قوه من صدره ليفكهآ هو فجأه مطلقـه صرخآتهآ المكتومـه بـ لهجه أمريكيّه: يآلك من حقيــر , وضيــع , منحـــط ! من تظن نفسـك ! من تكـون ! أنت لآتعنـي لي شيئاً إطلآقاً , وكل تهديدآتك السخيفه هذه لآتريبنـي .. إترك منزلي الآن وغآدر وإلآ قسماً سأطلب لك الشرطـه .. أيهآ الوغـد المنحــطّ
إرتفعوآ حآجبيه مآط شفتيه بـ إعجآب ثم فرق مآبين رجليه بوقفته متكتف بذرآعيه: لآ أعني لكِ شيئاً إطلآقـاً ؟ آمممم .. أجل فصخـي القميـص حقي هذآ إللي لآبستـه
إتسعوآ عيونهآ بـ صدمه منزله رآسهآ لجسمهآ تشوف قصده وليتهآ مآشآفـت ! من ردى حظهآ اليوم الوحيد ولأول مره إللي تقرر فيها تلبس هآلقميص إللي تفآجئت بوجوده بين ملآبسهآ وهي تطلعهم من الشنطه مرتبتهم بـ الدولآب !
القميص إللي قدّ فصخـه مره وهو ينظف لهآ شقتهآ بـ اليوم إللي مرضت فيه وغآبت عن الوعي إثر فقدهآ لأغلى شيئين بيوم وآحد .. وظيفتهـآ وكآريــن ! إنغسل قميصه مع ملآبسهآ ومن ذآك اليوم وهو عندهآ ..
نآظرته بـ إستنكآر كآذب وتمثيل لعدم فهم المغزى من كلآمه: أي قميــص ؟
أشر برفعة حآجبيه على جسمهآ: هذآ إللي لآبستـه .. قميصـي .. فصخيـه أبيـه
....: ومن قآل إنه قميصك !
....: ليكون قميصك أجل ! فصخيـه أقول .. هذآ قميصي أنآ متأكد , إيه وآضح جداً إني مآ أعني لك شيّ .. خزهآ بـ أمر جآف: فصخيـه
بلعت ريقهآ وعيونهآ تدور بكلّ مكآن إلآ إنهآ تثبت عليه: مآلآحظت هآلشيّ ! يمكنه صدق قميصك بس أنآ مآلآحظت .. ولآ إنتبهت ..
قآطعهآ بعدم إهتمآم: بس بس .. خلص بلآ زود كلآم مآله دآعي .. فصخي القميص
أطبقت شفتيهآ بغيظ مردفه بقهر: طيب إطلع برآ عشآن أفصخ
كشر بـ إشمئزآز: ليش وإنتي شللي عندك تخبينـه ! ليكون من جدك مفكره نفسك بنـت وعلى بآلك تثيرين شيّ فينـي ؟ أقوول إعجلي علي وفصخـي .. أبي القميص
ليلآ: تحلـم أفصخ قدآمك فآهـم ! مآرح تآخذه إلآ إن طلعت برآ وأنآ فصخته
مط شفتيه رآفع كتفيه بهزه خفيفه بمعنى إن مآعنده مآنع ثم مدد جسمه على السرير يديه الثنتين تحت رآسه , رجله اليمنى فوق اليسرى لتشهق هي نفس عميــــــق من خشمهآ إللي ضآقوآ فتحتيـه بـ حنق ثم ترد وتزفره بنفس العصبيـه ..
فصخت جآكيتهآ الأسـود السميك ثم فكت أزرآر قميصـه الزيتي كآروهآت لتتم وآقفه قدآمه بـ جينز أزرق وسيـع وبآدي كـتّ عريض فضفآض أبيض اللون ..
قطت القميص بوجهه وبنبره حآقده غآضبه صآحت فيه: خـذه قميصـك المعفـن زيـك
أبعد القميص عن وجهه بملآمح مشمئزه: إيش هذي الريحه !
إحتدت نظرآتهآ المترقبه له وهم يشمشم فيه بوجه منعفس: هذآ بنزيـن ؟ إيش هذي الريحـه !
تكتفت صآده بوجههآ رافعه نظرها للسقف بحركه منزعجه: ممكن تطلـع برآ الغرفه وبرآ البيت !
نزل القميص بهدوء وتم يرمقهآ بنظرآت غآمضـه , مدققه , متفحصّه مآبثت إلآ التوتر لنفسهآ والتوجس لقلبهآ ... تحسست الآيسكآب السودآء الصوفيّه على رآسهآ شآدتهآ أكثر لتخفـي قفآهآ بـ الكآمل وجزء كبير من جبينهآ إللي إختفى إلآ من حآجبيهآ ..
تحسست كتفيهآ العآريين علّهآ تمدهـم بـ القليل من الدفى إلآ إن حركتهآ سكنت , ثبتت وتيبست من وقف هو ببرود وبخطوآت متبآطئه أقبل صوبهآ وقد أظلمت عيونه بنظره غآمضـه , مُريبـه ...
ردت خطوه لورآ إلتصقت فيهآ بـ الدولآب من ورآهآ سآئله والرعب بعيونهآ: what ?
مد يده بهدوء ليفك تكتيفة ذرآعيهآ المتيبسين إجبآراً , وبهدوء إرتخت أنظآره الجآمده لبآطن سآعدهآ الأيسر وللتشوهآت البليغـه إللي أدمتـه ..
مسك يدهآ اليمنى بيده اليسرى فآرد ذرآعهآ .. إلتهآبآت دميمـه على شكـل شرط بـ عرض السآعد .. حمرآء ورديّه .. بعضهآ قد تشكـل فيـه فقآعآت إمتلت بسآئل أصفـر لزج ...
تكرمش وجهه بـ إشمئزآز من قبح المنظر ودمامته , نآظرها بعيون محتده: شنو هـذآ ؟؟
سحبت يديهآ من وردت متكتفه: مآيخصـك !
أطبق فمه بقهر لحد مآصآر خط مشدود: أقسم بآلله يآليلآ إن مـ ......
....: حـــرووق خــــــــــلآآآص !
إتسعت عيونه إثر صرختهآ العآليّه – رآد بهدوء مستميت - : لآ مو خلآص .. من وين لك هآلحروق ؟ وش سببهآ ؟
....: أشتغل مع جوزيف بـ المخبز , وطبيعي تصير حروق زي كذآ
إرتفعوآ حآجبيه بعدم تصديق هآمس بـ تعجب: طبيعـي تصير حروق زي كذآ !!! آمـممم , جوزيف هذآ زوج الحرمه إللي مآتت ؟
نآظرته بحده مضيقه عيونهآ بـ إستنكآر شديد لنبرته اللآمبآليـه وهو يتكلم عن أغلى إنسآنه بحيآتهآ بعدم إكترآث لوقـع كلمـة الموت في نفسهآ !
بلل شفتيه هآز رآسه إيجآباً وبوآدر العصبيّه بدت تشق طريقهآ بين قسمآت وجهه: آمممم .. إيه هـو نفسـه .. هو نفسّـه إللي مآرحمك من لمسآته الوصخـه ..
حرك لسآنه دآخل فمه الحركه البآطنيّه إللي أبرزت معهآ خديّه: آممم حلـوو .. لمي كل ملآبسك وأغرآضك
ليلآ: ...........
ثبت عيونه الغآضبه بعيونهآ المستفهمه: مآرح أخليك لو ثآنيه مع هذآ المُتحـرش المغتصـب .. وحسابه معي بعدين
أخفضت بصرهآ للأرض وإبتسآمة سآخره تعلو شفتيهآ المطبقـه: شللي بستفيــده ؟
ضيق عيونه أقصآهم في محاوله لفهم المغزى من كلآمهآ قبل يتسعوآ بصدمـه من وقع الظن السيئ إللي طرآله ..
مسكهآ من كتوفهآ وشدد المسكـه غآرز إبهآميه بـ الفرآغ لعظآم ترقوتهآ: سـوآ لك شــيّ ؟!! لمســــــك ؟!!
تعلقت عيونهآ السآخره بعيونه المفجوعـه لترتفع زآوية فمهآ اليمنى بـ إبتسآمه هآزئـه مبعده يدينه عن كتوفهآ بهدوء: وإن تحرش فيني ؟ وإن إعتدى علي ؟ بتفـرق !
أظلمت عيونه بعدم فهـم لكلآمهآ لتكمل هي بنفس النبره الهآدئه الغريبه: المفروض إني أتطمن لأنك بتبعدني عن جوزيف المُتحرش المغتصـب .. وإنت إيـش ؟ إنت إيش تكون لمآ تعرضنـي على صديقك ! ليتك حتى خذيت رآيي بـ الموضوع ! إلآ إنك قدمتني له وكني جآريه عندك أمري بيدك .. إيش قلت لـ آدم ذآك اليوم ؟ - ميلت رآسهآ مغمضه عيونهآ بتمثيل لمحآولة التذكر – ءآآآآ .. إيه ! إعتبرتني هديه تهآدي فيهآ صديقك .. أو ................. شيّ يطريّ القعـده !
بلحظـه إصفـر وجهه وشحـب , هربت منه الملآمـح وبهـت .. وجـه بآرد جآمـد , متحجـر ..
رفعت حآجبيهآ بـ إبتسآمه قصيره مطبقه تستنطقه: المفروض إنك الحين تفرق عن جوزيـف ؟
أطلق زفره مُرهقـه هبط معهآ صدره إللي إنتفـخ بصدمـة كبيره من وقع كلآمهآ بآلع ريقه مخفـض بصره بنظرة آسفـه مُتعذِره ....
....: لآتشيل همـي , مآبقى لي شيّ أخآف عليـه
إرتفع نظره لهآ بسرعه , بصرآمـه وحِـدّه ,, مستفهـم , مستفسـر لترفـع هي يدهآ لرآسهـآ كآشفـه عن رأسهآ المحلـوق وبوجههآ إبتسآمـه إعتـزآز سآحقـه معهآ صرخآت الدآخــل المنهآره ,, المتألمـه
كمآ الخيـآل ! الظـلّ ... سآكن , بلآ ملآمـح أو تعآبير , أسـود , قآتـم
هذآ هو وصف حآله وهو يشوف قدآمه ليلآ غير ليلآه من أربع أشهر ومآيزيد ... سمرآء بشوشـه , ملآمحهآ شقيّـه نآبضـه بـ الحيآه والصخب , صآحبـة رأس صغير بشعـر أجعـد كثيـف ... يشوفهآ الحين جسد بلآ روح .. وجههآ دآكن , ذآبـل , مُرهـق .. عيونهآ وآهنـه , حزينـه .. ذرآعيهآ مشوهيّـن ورأسهآ أصلـع !
إنفغر فمه بفتحة صغيره بآلع ريقـه بـ غصّـه , عيونـه ثآقبـه محتده تنآظرهآ بـ ضيآع , توهـآن , عـدم فهـم ! وعدم إستيعآب .. عدم إدرآك .. وعدم تصديـق ليطلع صوته مستنكر خآفـت , مصدوم مسحوب , شبـه مسموع: ليــــــلآ !!!
تحسست رآسهآ بـ حرآره مبتسمه بعيون مستفهمه: هـآآ , شــرآآيـك ؟
بعدهآ الصدمه متملكـه كلّ تقسيمه من قسمآت وجهه المذهـول هآمس بنفس النبره الشآحبـه البآهتـه: شعـــرك !!
رفعت كتوفهآ مآطه شفتهآ السفلـى , مبققـه عيونهآ , بـ إبتسآمـه شقيّـه مشآغبـه: رآح كلـــه
عآد نفس الكلمه بنفس الصدمه: شعـــرك !! لتحني هي ظهرهآ بعيون مدمعه مقفله من نوبة الضحك اللي انتابها: هههههه yr face هههههه – رفعت سبآبتهآ مأشره بـ شكل دآئري على وجهه وهي تضحك –
الضحك الهستيري المبآلغ فيـه والغير مفهومه أسبآبـه .. دمعت عيونهآ وتشنجت عضلآت بطنهآ لترفع يدهآ اليمنى بآسطتهآ على صدرهآ وبيسرآهآ تخصرت وهي تشهق أنفآس عميقـه مسموعه وعيونهآ بـ السقف علّهآ تهديّ من نوبـة ضحكهآ العآتيـه !
أول مآحست إنهآ هدت وبدت عضلآت بطنهآ تنبسـط وتتحرر أنفآسهآ المخنوقـه إلآ وردت تضحك مره ثآنيـه من طآحت عيونها عليـه بـ نفس الوجـه الشآحـب , بملآمـح وآهنـه يبستهآ الصدمـه إلآ من نظرآته الثآقبـه المحتده .. نظرآت إستنكآر شديـد ..
مآ أمدآهآ تكمـل ضحكهآ المستفـز لأنه وبـ غضب عآرم وعصبيّه ثآئـره مسكهآ من كتوفهآ المسكه العنيفـه إللي فيهآ غرز كلّ أصآبعه بـ كل لحمهآ والعظـآم ...
هزهآ بـ عنـف ووحشيّـه مطلـق من ثورة غضبـه الفحيــح من بين أسنآنه: شللي سويتيــه بعمـــرك !!
ليلآ: .........
إكفهر وجهه منتفخه أودآجـه: ردي علــــي ! شللي سويتيــه ! وينــه شعــرك !
من وسط ثورة غضبـه وصله صوتهآ الجآمد بـ نبره بآرده: حلقتـــه !
ضيق عيونه بـ إستنكآر حآد: إيــش !!
بظآهر سآعديهآ أبعدت بنفـور ذرآعيه المشددين عليهآ رآمقته بنظره مشمئزه: إللي سمعـته
....: شللي تخليتي عنـه بعـد يآليلآ ؟
ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر للمبطن من كلآمه وإللي وصلهآ عدل إلآ إنهآ رفعت ذقنهآ بـ تحدي ومعه إرتفع حآجب وآحد لهآ تكآبر: أي شيّ أتخلّى عنـه فهو ملك لـي .. وإللي أبيـه فيـه أسويّـه
قآلت كلمتهآ من هني وهو سحبهآ من حمآلآت التوب حقهآ من بين أسنآنه بـ حقد: مآيحق لك تتخلين عن شيّ إلآ بإذن مني وبـ أمر منـي فهمتــي !! مآتملكين شيّ لنفسك بـ نفسك لأن كلك ملـك لي يآليـلآ .. فهمتـــي !!
مآل فمهآ بـ إبتسآمه سآخره مردفه: الصرآحه كآن ودي .. بس للأسـف مآبقـى شيّ !
إتسعت عيونه بصدمـه إمتلت وجهه لتتوسـع فتحتي خشمه الحآد بـ غضـب: يآويلك يآليــلآآ .. يآويلـك إن صدق هآلظن إللي ببآلــي ..
لوت فمهآ بتفكير: آممم وشلون تتأكد ظنونــك ؟
أظلمت عيونه بـ نظره خبيثه هامس لهآ ويديه تعتصـر خصرهآ النحيل: متأكده تبين تعرفيـن شلـون أتأكــد ؟
أومأت رآسهآ إيجآباً وعيونهآ بعيونـه ثآبته مآرتخى لهآ جفـن ليفك هو يدينه من خصرهآ شآهق نفس عميق: أبآخذك الحين لصيدليه يدآوون جروحك وبعدين نشوف سآلفة الظنون هذي .. مع إن إللي ببآلي متأكد منـه ومنتهـي
شآل الآيسكآب حقهآ عن الأرض وحذفه بوجهه لتلقطه بسرعه قبل يطيح بـ الأرض: خبـي هذآ القرف إللي أشـوفه ! حسآبك معي بعدين على وآجد أشيآء
ولته ظهرهآ بـ تجآهل متكتفه بينمآ مآل هو برآسه سآئل: سمعتي إللي قلتـه !
ليلآ: ...........
نجم: غطـي رآسك وإلبسي ملآبسك بنطلـع
ليلآ: ..........
نجم: تسمعين إللي أقـوله !
ليلآ: ..........
مشى صوبهآ بغيظ معتصر مرفقهآ الأيسر بغضـب .. وبعصبيه لفهآ عليه بـ القوه – من بين أسنآنه - : سمعتي إللي قلتـه !
ردت ببرود: إن كنت أبي هآلشيّ كنت سويته قبل تقترحـه إنت علي
....: ومين قآل إني أقترح عليك ؟ أنآ أأمـرك
رفعت حاجبيها بـ استغراب: وأنآ مُلزمـه أنفذ أوآمرك ؟
شدد على كلامه بثقه من بين اسنانه: إنتي مُجبره تنفذين أوآمري
بللت شفتهآ السفلى بـ غيظ مكبوت هآزه رآسهآ بـ نفـيّ حآدّ ليسألهآ بـ إستخفآف هآزئ: ليكون مو عآجبـك ؟
نآظرته بـ جمود للحظآت , النظره إللي معهآ تكون كآبت فيهآ كلّ مشآعرك السلبيّه تجآه شخص متحجر القلب , عديم الإحسآس واللآمبآلآه وإنت تفكر بـ أبشع أنوآع الإنتقآم .. يآترى شلون تنهي حيآته ؟ برصآصـه مسدس ؟ أو بآرود بندقيّه ؟ سكيـن بآرد تَلِـم أو سآطـور حآد قآطـع ؟ مويـة نآرّ أو نآر غآز ؟ حبل مشنقـه أو قبضـه خآنقـه ؟ لتجفـل بـ الأخير من أفكآرك الغبيّـه وإنت مو بيدك تسويّ له شيّ فـ تسكـت !
نطقت أخيراً بهدوء وهي متكتفه صآده عنه بوجههآ لتقآبله بجمبهآ الأيسر: مو لآزم نروح الصيدليـه .. فيه صندوق إسعآفآت هنآ أقدر أستخدمه
ضيق عيونه بعدم تصديق ليردف بـ حنق: ولمآ فيه صندوق إسعآفآت ليش مخليـه جروحك كدآ ؟ ليش مآعقمتيهآ ؟ ليش مآضمدتيهآ ؟
ليلآ: ..........
سحب نفس مهموم أردف من بعده بهدوء: وينه الصندوق هذآ ؟
....: بـ مرآيـة الحوض فـ الحمآم
أقفى عنهآ صوب الحمّآم – بـ الكرآمه – إللي كآن ملآصق لغرفتهآ .. دخله وعيونه على مرآية الحوض إللي كآنت مثل البآب لهآ أكره صغيره مدورّه .. شدهآ ومع الشده إنفتحـت كآشفـه عنّ كميّة أدويّه كبيره .. وتوّ مآفتح البآب لآخره إلآ وطآحت علبه شكلهآ كآنت مثبته على طرف الرفّ أو إنهآ محشوره بـ الغصّب لأجل تطيح كذا أول مآنفتح البآب ..
رفعهآ من الحوض بعدم إهتمآم مآط شفته السُفلى وهو يقرآ الإسـم .. جآ بيردهآ مكآنهآ إلآ وتتسـع عيونه سآحبهآ مره ثآنيه بـ إهتمآم يعيد قرآءة الإســم وإللي تهجآه حرف حرف علّه يكـذب معرفتـه بـ الغرض من هذي آلحبوب إللي يعرفهآ عــدل ! شلون وهو زيـر النسآء , صآحب العلآقآت الحميمـيه اللآ معدوده ,, واللآ محصورهـ !
لفّ العلبـه إللي حسّهآ بتطيح من يديه من فرط إرتبآكـه وعيونه تدور تآريخ الإنتآج إللي معـه توسعت عيونه أقصآهــم للي خطر له وللي فتك بـه .. التآريخ ! توّه مُنتـج ! يعنـي توه مُشتـرى !
فتح بآب الحمّآم بـ عصبيه ليرتطم بـ الجدآر إللي تصفق فيـه دآخل غرفتهآ بخطوآت زلزآليـه غآضبـه وبنبره حآده مزمجـره ... فتحتي خشمـه موسعـه أقصآهم وعيونه حمرآء يقدح منهم شرر العصبيّـه , رآفع لهآ العلبـه بـ وجههآ: هــــذآآ شنــــــو ؟!
نآظرته بـ جمود مقوسه شفتيهآ بعدم إكترآث , رآده ببرود: حبـوب منـع الحمــل ......!
/
/
/
الحآدية عَــشر ... حُكُــمّ !
نزل من سيآرة الأجره سآحب بيسرآه شنطتـه العجـل وعلى كتفـه الأيمن هآندبآق كبيره , أثقلت كتفـه للحد إللي مآل معه على جمبه الأيمـن ...
تعدآ الممرّ التُرآبي من بعد البوآبّه الحديده العريضـه للفيلآ بـ خطوآت متبآطئه غير متزنـه بسبب الحمل الثقيل لكتفـه وحركة العجلآت المتعثره على الترآب !
زفر نفس مُرهق بعدمآ وصل للممرّ الحجري إللي معه إتزنت خطوآته شويّ وبدآ يجرّ شنطته بسهولـه أكثر بدون مآيخآلطهآ عآصفه ترآبيه مثل قبل يوصل للممرّ الحجري وهو على الترآب ...
إمتلآ وجهه بـ إبتسآمه وآهنه منزل الهآندبآق عن كتفه وهو يشوف سبب وجوده بـ الحيآه , أعزّ إثنين بحيآته .. أمـه وأبـوه ...
أمه إللي مآنتظرت الثآنيه إللي بيرقى فيهآ الثلآث درجآت ويكون قدآمهآ .. نزلت مهروله لعنده ضآمته بـ لهفـه شوق ولوعـة مشتآق: وليـدي نظر عينـي ونبض حشآشتي ...
أبعدهآ عن صدره وأحنى ظهره يحب يدينهآ: آلله لآيحرمني هآلشوفـه , لآعدمت ريحتك الغآليه يآلغلآ
نآظرته بـ لوم سآئله بنبره عآتبه: وش هآلغيبه الطويله يمّك ؟ أول وآخر مرّه .. وآلله مآخليك تعيدهآ
حآوط كتوفهآ بذرآعه الأيمن مبتسم: ههههه وأنآ عفت الفرقـى .. وآلله مآعيدهآ
وقف قبآل أبوه يحبّ خشمه ثم أحنى ظهره يحبّ يدينه بينمآ ربّت أبوه على ظهره حآثه يعتدل: جعلهآ الجنه دآرك وجعلهآ النآر مآتمسّك ...
توسطهم محآوط ذرآعيه الإثنين حول كلاً منهم .. أبوه على يمينه وأمه بيسآره مردف بـ لطآفه: ذآبحنـي التعـب , مآغيرهآ وآلله شوفتكـم تريح نفسي وتبرد قلبي ..
أنزل أبوه ذرآعه من عليه وتقدمهم صوب المقلط الإتجآه إللي إستغربه لسأل بحآجبين منعقدين: على ويــن ؟
أبوه: للعشـآ .. ولآ منتب جيعآن ! عآد الأكل مفآجأه وبتطب سآكت من تتفآجئ بآللي سوآه !
نآظر أمه وإبتسآمه عدم فهم بوجهه: شنو السآلفه ؟
ضربه أبوه من ظهره , الضربه القويّه المآزحه ليتقدم خطوتين بتعثر وتصيح أمه بنهر: بشويــش ع الولــد شفيــك !
....: إنتي بطلـي شويّ دلعك ذآ له
وقفوآ على بآب المقلـط ينآظرونه ثنينآتهم ليعقد هو حآجبيه بـ إبتسآمه قصيره جآنبيه وعيونه على المفرش البلآستيكـي الأبيض بـ الأرض وفوقـه صحـن كوزي بـ الوسط وحولـه أربع من كل نوع .. أربعه بيبسـي وحده منهم كآنت سِفـن أب .. أربعه مويه معدنيّه .. أربع ملآعـق .. أربع صحون سلطه صغيره .. وع الجمب صحن كبير فوآكه مشكلـه ..
نقل نظره بين أمه وأبوه رآفع حآجب وآحد وبآقي الإبتسآمه السآذجه بوجهه المستفهم: شنــو هذآ ؟ عزيمــه !
ردّ أبوه وضربه بقوه من وسط ظهره وتقدمه دآخل المقلط: إيه عزيمـة ردتك بـ السلآمه
وآئل: ههههه بآلله وهي أول مره أسآفر ؟
أمه بـ لوم: لآ مو أول مره تسآفر بس أول مره يكون سفرك ثلآث أشهـر .. – خزته بـ حده مكملـه بتشديـد – والأخيره إنشآلله
وآئل: ههههه إنشآلله
وقف على رآس السفره وهو ينقل نظره بين كلّ شيّ لتختفي بـ الأخير إبتسآمته سآئل بعدم فهم: منـو الرآبــع ؟
تربع أبوه بـ الأرض رآفع له رآسه بـ إستفهآم: أي رآبــع ؟
عدّ وآئل الأربع مجموعآت الموزعه: وآحد , إثنين , ثلآث , أربـع .. أنآ وإنت وأمـي .. شكـو هـذآ ؟! – أشر على صحن سلطه وجمبه معلقه وعلبة بيبسي وقزآزة مويه – ليضرب أبوه يدّ بيدّ وهو يضحك: ههههه لآحول ولآ قوة إلآ بآلله .. نسى الولــد
إتسع فمه بـ إبتسآمه بلهآء على ضحك أبوه سآئل بعدم فهم: وش نسيت ؟
أبوه: ههههه إنت نآسي إنك متزوج ؟ زوجتك وش وضعهآ يعنـي !
من قآل أبوه كلمته وختمهآ بـ الضحك وهو ينآظر زوجته إللي جلست جمبه مطبقـه فمهآ بـ إمتعآض مو عآجبهآ الكلآم إلآ وتتوسـع هو عيونــه بصدمــه وتوه يتذكــر .. شلون نسآهآ ؟ ميســـــــم !
سأل بلهفه سريعــه: وينهــي ميســم
خزه أبوه بـ جفآف مصطنع: توك تتذكر أجل هــآآآآه !!
حكّ مؤخرة رآسه يشد أطرآف شعره بـ إبتسآمه متفشله إستوعبهآ أبوه إللي أردف: أجل مآلك إلآ تعجل بـ إشهآر زوآجك – قآلهآ بـ إبتسآمه لعينه وهو يغمز لمرته إللي أطبقت فمهآ بـ قهر وبلهجه مغصوبه جآوبته – إيــه ..
وآئل إللي إمتقع وجهه وشحـب , إصفـر وبهـت ,, ثلآث أشهر صنفهـم من أسوء أوقآت عمرهـ .. هذي الثلآث أشهـر بـ السبعـه وعشرين سنه من عمرهـ كآمـل .. طويلـه , بطيئـه , كئيبـه وسودآويّه .. أثقلهآ الهمّ والظنـون .. مآيتذكر يوم نآمـه مرتآح خآوي الفكر والبآل .. حتى الأيآم إللي أجهد فيهآ نفسـه حد الهلآك لأجل بس مآيدري عن نفسي ولآ عن شيّ لآمن رآسه لآمست آلمخده إلآ إن الرآحه عيّت تسكن مضجعـه .. أتعبـه التفكيـر وأهلكته الوسآوس .. بترضـى تكمـل معآهـ أو بتصدمـه برغبتهآ الإنفصآل .. شغلـه إللي المفروض كآن ينتهي قبل شهـر إلآ إنه مدد إقآمته شهر ثآلث زيآده هروباً من وآقـع الـ ظـــن بـ قرآر الإنفصآل !
أجفلـه صوتهآ الدآفـي بـ سلآمهآ الهآدي الرقيق ليلتفت صوبهآ بنفس منقبضـه وعيون مترقبـه ..
خفقآن متزآيد متسآرع بكل خطوه يقربها كرسيهآ المتحرك للحظـه إللي سحب معهآ نفس مكتوم وعيّآ يطلـع من وقفت تحته مبآشره رآفعه رآسهآ له بـ إبتسآمه عذبه: حمدآلله على سلآمتـك
نآظر أمه وأبوه ثم هـي بـ الأخير وفتحة فمه الصغيره البلهآء وعيونه المرتبكـه فسرت وضعـه العصيـب بصدمـة تفآجئـه الوآضحـه وإللي أخيراً تدآركهآ وإبتلعهآ بـ ضحكه متوتره: آلله يسلمك .. – هزّ رآسه إيجآباً ثم أردف مره ثآنيه – آلله يسلمـك ...
رفع أبوه الغطآ عن الصحـن الكبيـر إللي كشـف عن وجبـه كآرثيّـه !
بقق عيونه متحسس بطنه: آآآآآآآآخخخخ الحُــــــــــبّ
أومأت رآسهآ بـ إبتسآمه لآحظهآ هو من طرف عيونه إللي تركزت على أمه إللي ضحكت غصباً عنهآ وأبوه إللي تكلم: آقعـد أجـل .. أبي آكل وأرقد .. دوآمآت من صبآح آلله
وآئل: وتلوم على أمي وأكلهآ ليش يسمن ويكرش وإنت تآكل وترقـد !
....: خلّ نشوفك بكرآ لآمن طلع لك الكرش , ترآ أمك وزوجتك هن من سون ذآ الأكل هااا ..
نقل عيونه بدهشـه مآبين أمه وميسم ليكمل أبوه: شغآلآتنآ والسآيق مأجزين .. تخيل إنهم طلعوآ برآ يتعشون وأمك وزوجتك هني هن إللي ينظفون ويطبخون هع هع .. اييييه وآلله زمآن أول عن سنع الزوجآت قبل سآلفة الشغآلآت هذي مدري منو إللي بلآنآ فيهـآ حسبي الله ع العدو
إرتفعوآ حآجبيه موسع عيونه بعدم تصديق بينمآ أمه إللي خزت ميسم بطرف عيونهآ لآويه فمهآ تقطّ كلآم: ندفـع لهم فلوس لأجل يستآنسون همّ ونشتغل إنّآ .. آليوم إجآزه وبكره مدري وش تآليــه !
حك وآئل جآنب ذقنه بـ إضفر سبآبته المقصوص: إييييه يوبه ثآريك تقول إن هلآل بـ إجآزه ومآرح يجيني المطآر .. ظنيت إن به شيّ أو إنه مريض .. إجآزة شنو هذي !
شدّ أبوه فمه بـ إبتسآمه مطبقـه وعيونه صوب ميسم إللي بققت له عيونهآ بـ تنبيـه إنه مآيتكلم لأنه إن شرح له بتخترب مفآجئتهآ له بـ الملحـق إللي تحـوّل وتبـدل ! تجآهل سؤآل وآئل عن عمد آمره بحزم: عن الهرج .. سآعد مرتك تجلس بـ الأرض وخلّ نتعشـى
نآظر أبوه ببلآهه وده لو يسأله " إيــــش قلت ؟ عيــد لو سمحت ! "
خزه أبوه بحده حآثه يعجل: شفيـك إنت .. سآعدهآ تجلس ..
ميسم إللي إحمّر وجههآ بـ خجل , أخفضت رآسهآ وعيونهآ لحجرهآ عآضه على شفتهآ السفلـى بينمآ تحمحم وآئل بخشونـه مشتت عيونه يمنه ويسره بـ إحرآج ممآثل .. من قبل بموآقف ثآنيه كآن أجرئ بكثير إلآ إن حضـرة أمه وأبوه لهآ هيبـه مآنعتـه حتى عن نظره مطولـه يشبـع فيهآ شوقـه لهآ وولهه عليهآ ...
أحنى جسمه لقدآم عليهآ منزل ذرآعه الأيمن تحت ركبتيهآ , رآفعه هي ذرآعهآ الأيمن حول رقبته متعلقه فيهآ ... وبلمحـه سريعه أنهى فيهآ توتر الموقف المشحون بـ خجل وإحرآج من طرفيهم وتحت أنظآر أمه وأبوه المترقبه أنزلهآ للأرض مميله جسمهآ إللي أسندته على رآحته المبسوطه بـ الأرض ثآنيه رجليهآ بـ تمدد , سآئل بـ صوت منخفض: كذآ مضبوط ؟
إكتفت بـ إيمآءة رأس إيجآباً بينمآ تكلم أبوه: وآئل يآبوك عدلهآ على الجمب الثآني .. هي مستنده بيدهآ اليمنى تبيهآ تآكل بيسرآهآ أجل ؟ مآيصير
بقق عيونه لثوآني مركزهآ على يدهآ اليمنى المبسوطه ثم بلع ريقه والإرتبآك موصل عنده حده .. ردّ وشآلهآ بنفس الطريقه معدلهآ على جآنبهآ الأيسر إللي مآلت عليه بثقلهآ كآمـل ...
سموآ بـ آلله جميعاً وتوهم بيبدون أكل إلآ وإنعقدوآ حآجبيه أقصآهم سآئل والإستغرآب بوجهه: وين الملآعــق ..
الكل: ...........
ضيق عيونه مرجع رقبته لـ ورآ يبي يستوعب ثم أردف والذعر الحسيّ بملآمحه الغير مستوعبه: بسم آلله الرحمن الرحيـم ! من شويّ وشفت الملآعق ! حتى إني عديتهم ! – سأل أمه بخفوت – خذيتيهآ ؟
إحتدت عيونهآ نآفيـه بحركة رآسهآ مشآركته نفس الإستغرآب بيمآ مطت ميسم شفتهآ السفلى رآده: أنآ تونـي دآخلـه !
تقلقل الجميع من مكآنه حتى ميسم إللي حآولت ترفع نفسهآ شوي بيدينهآ لأجل ينآظر وآئل من تحتهآ إلآ إنهم مآلقوآ شيّ .. وبوسـط إستغرآبهم وذكرهم لله وآلتعوذ به من شيطآنه إلآ وخشخش كبيرهم جيبـه مصدر صوت تصآك الملآعق المعدن ببعضهـم وعلى وجهه إبتسآمه مآكـره ...
سألت زوجته بـ إستغرآب: شللي تسويه الملآعق بجيبك ؟
نآظرهآ بجفآء: ليش ومن متى هآلأكل تآكلونه بـ الملعقه ! متى تسنعون إنتم ؟
رفعت عيونهآ للسقف بـ إستجدآء للصبر: يآبو وآئل مـ ....
....: لآ أبو وآئل ولآ أبو مدري منـو .. هآلأكل مآينأكل إلآ بـ اليـدّ , وقسـم إن مآيمس هآلرز واللحـم إلآ أصآبعكم
أحنى وآئل رآسه بـ إبتسآمه مطبقه كآتم فيهآ ضحكته بـ الحيـل بينمآ كآنت ميسم المجاوره له بـ الجلسه والمقابله لأمه فآتحه فمهآ ببلآهه تنآظر بـ أبوه إللي جآلس قباله ومجاور زوجتـه بـ نظره بلهــآء ... أمآ أمه إللي مآوقفت ثآنيه وهي تخز زوجهآ بـ خليط من النظرآت , الحآقده والمستنكره والمشمئزه لسفههــم جميعآ نآبش حفنه من الرز بين أصآبعه مربت عليهآ بـ إبهآمه الأيمن حآذفهآ دآخل فمـه ... وبنفس التجآهل المتعمـد مدّ يده وبدآ يقطـع اللحم من ورك الذبيحه , يخلطه بـ الرز ويآكــل بنهـم وشـره سآفههم هم وإستنكآرهم !
وآئل بضحكه: ههههه يوبه تكفى جيب الملعقـه
....: جــبّ , كذآ يآكلون آلعربآن , إنت تبي تفضحنآ ؟
وآئل: هههههه أي عربآن وللي يهدآك ترآ محد غيرنآ هني
رمقه بنظره تحقيريه ثم سفهه وردّ يآكل .. وبـ قلة حيله زوجته إللي سلمت أمرهآ وبدت تآكل بنفس الطريقـه ..
وآئل وميسم إللي تموآ ينآظرون بعض بـ جمود قطعته ميسم بـ رفعة كتف مستسلمه هي الثانيه مآده يدهآ للصحـن بغرفـة حفنه صغيره من الرز ...
تأملهآ وآئل وإبتسآمه عذبه على طرف شفته بينمآ تحمحمت هي خآزته بعيونهآ ينتبـه على نفسـه وإنه قآعد ينآظرهآ وهي تآكل ليصد عنهآ بـ إبتسآمه مبلل شفتيه وهو يشمر أكمآم ثوبـه الجملـي ...
سمآ بـ آلله وغرف أصآبعه الثلآث الوسطى وأول مآقفل فمـه إلآ وينتفض صدره بضحكـه إنتثر معهآ كل الرز من فمه وبغـى يشرق !
نآظرته أمه بحده مستنكره وبعده صدره ينتفض بـ الضحك: هههههه آآآخ يومـه .. الرز طلع من خشمـي هههههه
ضربت ميسم صدرهآ بضحكه أحنت فيهآ جسمهآ لقدآم مخبيه رآسهآ إللي نزلته بـ القوه مميلته ليتقآبل وجههآ هي ووآئل بنفس الوضعيّه وهم يحآولون جهدهم كاتمين الضحكه ...
أم وآئل: شنو يعني مآتحترمون الأكل إنتم ؟ شللي يضحك
حطت ميسم كفهآ الأيسر على فمهآ المطبق بقوه وسحبت عليه نزولآً بينمآ وآئل إللي تحمحم وبآقي الإبتسآمه بوجهه: آلسموحـه يومـ ههههههههه
ميسم إللي كآنت توهآ وقدرت تسيطر على نفسهآ وتكتم ضحكهآ , من ضحك وآئل إلآ وإنتفض جسمهآ بضحكـه مآتدري وش سببهآ ...
مطّ أبوه شفته السُفلى هآز رآسه بقلـة حيلـه وردّ يآكل مآعليـه منهـم .. فرد وآئل كفيه بوجه أمه كـ إشآره لطمئنتهآ: خلآص خلآص .. آسـف .. مآبعيدهآ .. آسف وآلله
لوت فمهآ لليمين ثم ردت تآكـل .. بينمآ وآئل وميسم إللي نآظروآ بعضهـم بردّ فعلّ موحدّ مطبقين أفوآههم بآلقوه وبـ الغصـب ..
مدوآ ثنينآتـهم يديهم للصحـن وغرفوآ منـه .. سبقته ميسم وكلـت وهو توه بيدخله فمه إلآ ويردّ يضحك الضحكه إللي طآح فيهآ الرز من يده امآ ميسـم فـ كآنت أسـوء ! إنتثر الرز من فمهآ متبعثر على السفره حولهآ .. بسطت كفهآ الأيسر تحت ذقنهآ تمنع بآقي الأكل إللي يطيح من فمهآ وهي تضحك ومعهآ وآئل إللي انسدح على ظهره: هههههه أنآ مدري ليش أضحك ههههههه
رمقتهآ بنظره جآفه مشمئزه: وش ذآ القرف ؟ تآكلون وترجعون !! والمفروض نآكل إنّآ منه كذآ عآدي ؟
تدخل زوجهآ بـ إيمآءه منفعله: الصحن وش كبره وش بيوصلك عندهم تآكلين الأكل إللي يرجعونه !
أطبقت فمهآ بغيظ من دفآع زوجهآ عنهم برغم سوء تصرفهم: المنظر نفسـه مقرف ويسد النفس .. ليش أصلاً يضحكون ؟ شللي يضحك ؟ ولآ هي قلة حيآ – قآلتهآ وعيونهآ على ميسم تخزهآ بـ حقد –
تعدل وآئل بجلسته ينفض الرز عن ثوبـه بـ فمّ مطبق إجبآراً .. أمآ عن نظرة أمّ وآئل الحآقده لميسم فـ كآنت كفيلـه إنهآ تكدرهآ وتسدّ نفسهآ عن أي إنفعآل حتى لو بـ الغصـبّ !
أكملوآ أربعتهم وجبتهم الدسمـه في صمـت إلآ من أسئلـة أبو وآئل لـ ولده عن سفرته وشغلـه وشللي نآوي عليـه بعد شهور العمل المكثف بـ الإمآرآت .. تحت أنظآر ميسم المركزه والمدققه وأنظآر أمه الآمبآليـه ليوقف أبوه عن السفره حآمد ربه وسآئله دوآم النعمـه ممدد أطرآفه يتمغط بكسـل: أجل أنآ بروح أرقـد
وآئل: ههههه يوبـه مآيصير وآلله , إقعـد شويّ لين ينهضم الأكل
أبوه: إيه بقعد شوي على سريري أشرب الببس حقـي
إرتفعوآ حآجبيه بدهشـه خآلطهآ بسمـه , هآز رآسهآ بـ قلّة حيله وإنعدآم رجآء ...
وقف من بعده وآئل و كـفّ يلآمس كـفّ يمسحهم: آلحمـدّلله ...
نآظر ميسم إللي أرجعت رآسهآ لورآ لأجل توصل طوله وتنآظره وكنه فهم عليهآ ووش إللي تبيه: أشيلــك !
قآلهآ ومآسرع مآنعقدوآ حآجبيه بعدم فهم من بققت ميسم عيونهآ له بتنبيـه .. إلتفت ورآه ليتفآجئ بـ أمه إللي سمعت كلمته من هني وسخن وجههآ هنـي مرتفع عندهآ كل الأمرآض .. من حرآره وضغط وسكـري .. إلآ إنهآ تجآهلتهم عن عمد وهي تنظف الصحون ..
شد شفته السفلـى رآص على أسنآنه توّه يحسّ بزلة لسآنه إن صدق الوصف إنهآ زلـه ! بدآل مآيقول أسآعدك قآل أشيلـك !
....: مدري وآلله , عندنآ بدآل الشغآله ثنتين وأنآ إللي أنظف
رفعت ميسم بسرعه صحون السلطه , حقهآ وحق وآئل من جمبهآ مفرغتهم على السفره إللي بيلمونهآ بـ الأخير ويرمونهآ إلآ إن أمه رمقتهآ بنظره تحقيريه: لآ حبيبتـي .. لآ تتعبين بشيّ مآتقدرين عليـه .. خلـه يشيلــك ويغسلّـك يدينــك !
======
-----------
======
ضهيرة يوم ثآنـي , شمسهآ لطيفـه بآردهـ
نزل من السيآره إللي حملت شعآر المؤسسه آمر السآيق الآسيوي ينزل صنآديق الملفآت بمدخل الفيلآ من دآخل ثم طلب وحده من الشغآلآت توقف معـه لحد مآينزل كلّ الصنآديق .. سألهآ وقطرآت من عرقه تنسآب من عنقه الضخم: هـم فـوق ؟
أومأت إيجآباً هآمسه وبصرهآ بـ الأرض: كلـو فـوق
بلل شفته السفلى بلسآنه ثم رقى الدرج بخطوآت مزدوجـه وهو يفك أزرآر قميصه الكحلـي ..
فتح البآب بسرعه وبدون إستئذآن مسبق بآلطرق لتوقف هي بمنتصف الصآله للجنآح مبققه عيونهآ بتفاجئ من ذآك إللي إقتحم الغرفـه مفتوح شقي قميصه كآشف عن فنيله بيضآء دآخليّه .. وآضح آلتعب والإرهآق من عيونه الوآهنه الذآبله .. وبـ المقآبل تسمّـر هو مكآنه بصدمه مآقدر يتدآركهآ من شآفهآ قدآمه بتنوره رمآديّة اللون أسفل الركبه كآشفه عن سآقيهآ وسويت شيرت فوشآ يحمل الرقم 3 بـ الكتآبه الإنقليزيه على الجآنب الأيسر من الصدر .. تخصّ بـ الأصـل سآلـي , مآتخصّهـآ ! شعرهآ مجدل بضفيره سميكه على كتفهآ الأيمن .. وجههآ البريئ نآعم , صآفـي , فآتــن ..
مآيدري لكمّ من الوقت وقف مكآنه وعلى وضعـه المتيبس المتحجر وهي قدآمه بنفس الملآمح المصدومه المذهوله لحد مآتقفلت عيونه بقوه إجبآراً مخفض رآسه بـ إحرآج وبلمحه خآطفه طلع وصفق البآب وآقف قدآمه ..
بـ الرغم من لسعـة البروده بـ الجوّ إلآ إن كل مسآمآت جلده مفتحـه لآخرهآ مفرزه كميآت غزيره من قطرآت عرقـه المآلح .. ومن بعد هآلموقف مآيدري ليش تضآعف إحسآس الحرآره الدآخليه لدرجه قآربت على الإشتعآل !
" هذي منـو !! لآ سآلـي ولآ أصآلـ ...........!!! "
إنقطع صوت خآطره على صدمه ثآنيه من تذكر وجههآ وتقآسيمه .. هي نفسهآ بـ الصوره إللي معـه .. هي نفسهآ تغريـد .. زوجـة أخـوه !
أطبق فمـه وآلندم يتآكلـه ليعرض بحده وبسرعه عن البآب وتمّ يزرر قميصه مره ثآنيه مغيّر وجهته صوب الجنآح الرئيسـي بـ الدور .. جنآح عآمـر المرشـد ذآتـه !
" شلون رآح على بآلي هآلشي ؟ مآلك متزوج وطبيعي زوجته تكون بجنآحه ! كآن لآزم أفكر أبدل ملآبسي يعني ! هففففف يآذآ الموقف الزفــت ! "
رتب شعره الكثيف المبهذل على الجآنبين وطق البآب بهدوء نآفخ هوآ من فمه المضموم ..
كآنت ثوآني إللي إنتظرهآ لحد مآنفتح البآب ومعه تفتح وجههآ بـ إبتسآمه عدم تصديق وتفآجئ: سنـــــــــد !
جت بتضمه بسرعه وإندفآع إلآ وإبتعد عنهآ خطوه لورآ صآد بكفوفه المفروده قبآل صدره مآنعهآ تقرب صوبه: لآآآ .. مترب ومتعرق وريحتي قرف
سفهته وإرتمت بحضنه محآوصه عنقه بذرآعينهآ: ههههه يآزينهآ ريحتك .. هذي قـرف ؟!
فكته مبتعده عنه خطوه تنآظره بـ لوم مبتسمه: أجل لو مو قرف شلون بتكون ؟!
أرخى كتوفه بـ إحبآط ينآظرهآ بقلة حيلـه مبتسم إبتسآمه قصيره لتميل هي رآسهآ لليمين رآفعه يدينهآ لوجهه وعيونهآ تشـعّ حُـبّ وسعآده: ألف حمدآلله على سلآمتـك
أبعد يدينهآ إللي إحتضنت وجهه بهدوء هآمس بصوت مبحوح من التعب وبآقي الإبتسآمه الذآبله بوجهه المُرهق: آلله يسلمك .. هو دآخل !
....: إيه دآخل , بس لحظـه ! مآلك قآل إنك وآصل من أمسّ ! وين كنت ؟
أخفض بصره ومعه إنخفص صوته: بـ فندق .. لين تزبط أموري وأدور شقـه
بققت عيونها بـ إستنكار: لــه .. وشو له فندق وشقـه ! وهآلبيت بكبره ؟
زفر نفس مهموم متعب: أصآله تكفين نأجل كلآم بهالموضوع بعدين .. حـديّ تعبآآآن , أبي أشوفه وأطلع فوراً أتسبح وأنآم
أطبقت فمهآ بـ ضيق مو عآجبهآ كلآمه بس رحمتـه من شكلـه المرهـق , عيونه ذآبلـه , جفنيه مرخيين وكنـه نعسآن وبآلحيل يفتح عيونـه .. متعرق وشعـره مبهذل ..
....: طيب بعدين نحكـي ..
أومأ رآسه إيجآباً بينمآ وسعت هي عيونهآ بتنبيه: رح نحكـي
إنتفض صدره بضحكه قصيره طير معهآ عيونه بـ يأس .. هذول الحريم نفس الكلآم يقولونـه بـ مية طريقـه مختلفـه !
دخلوآ ثنينآتهم من البآب , وبدخولهـم تعددت ردآت الفعـل .. من إندهآش حآد لـ سآلي , جمـود ولآ مبآلآه من زوجـة أبوه .. إبتسآمه عريضـه من مآلـك .. وخليـط غير مفهـوم من أبوه إللي إهتزت أطرآف يده اليمنى برعشـه وآضحـه وتمّ يغمـز بعينـه اليمنى غمزآت متتآليـه , ترهلـت شفتـه للجهه اليمنـى وسآل معهآ لعآبـه .. شكلـه يبي يقول شيّ بس مآعنده الإرآده .. جزءه الأيمن مشلول مآنعـه إلآ من إصدآر أصوآت متكرره غير معلوم أو مفهوم القصـد منهآ .. ءآآآ ءآآآآ إييي ءآآآ !!!
مشى صوبه بحمآسه مبتسم: يآخي وينك , مآبغيت !
ربت على كتف أخوه الأيسر وهو مقآبله بـ إبتسآمه متعبه: هذآني جيت ..
أعرض عنه مآلك وردّ صوب سرير أبوه جآلس على طرفه: يوبـه شـف .. سنـد جآ أمسّ من مصر آلليل واليوم من بكرة الصبآح وهو مرآبط بـ المؤسسه , قلبهآ فوقآني تحتآني موقف كلّ العمّآل والموظفيـن على رجـل .. مسويّ حملـه تطهيـر , ومرآجعـه فجآئيـه .. جمـع كل الملفآت عن أشغآل حدآش شهـر طآفـوآ .. سنـه بكبرهآ
رفعت سآلي حآجب وآحد وردت بغـرور جآف وهي ترمقه بنظره مشمئزه من فوقه لـ تحته: وليش إنشآلله ؟ بـ الحدآش شهر أبوي طول آلله بعمره كآن إهو المسئول عن كلّ شيّ .. مغير إسبوعين إللي غآب فيهـم ..
خزهآ مآلك بـ حقد رآد من بين أسنآنه: أحدّ قآلك إنه يرآجع على أشغآل السنـه يعدل عليهـم ! إهو يبي يعرف شلون الشغـل عشآن يبدآ هـو ..
إرتفعوآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ بـ إندهآش: وآلله ! ليش وإنت وين ؟ وسُهيـل ويـن ؟
مآلك: برآيك أقدر أنآ أستلم الشغـل كلّـه ! ترآني بآدي معه توني .. أو تبينآ نسلمـه لخطيبك سُهيـل طآل عمـره ؟
قوس حآجبيه رآفعهم مطبق شفتيه لحد مآختفوآ بـ إنتظآر هذرة هآلإثنين قدآمه تنتهـي ووآضـح إنهم نسـوآ وينهـم فيه ولآ وشهو إللي جآلسين يحكون ويتحآكون فيـه ...
تحمحـم بخشونـه كآنت كفيلـه لإسكآتهم عن المنآوشـه رآدتهم لأرض الوآقـع ... نآظروه ثنينآتـهم مبلميـن بينمآ تكلّم هـو بهـدوء وعيونه على ذآك الجسم النحيل الممدد بفرآشه لآحول له ولآقوه: ألف لآبآس عليك طآل عمـرك ...
نآظرته زوجـة أبوه بـ إستنكآر من كلمتـه الأخيره – طآل عمرك - .. أحنت من بعدهآ رآسهآ في حنق واضح .. مآخفى عن الجميـع ليردف مآلك بـ إبتسآمه متوتره لتغيير الجوّ إللي تكهرب مربتّ على ظهره بهدوء: إجلس إجلس
نآظره سند بغموض مضيق عيونه ثم زمّ شفتيه محوّل نظرته الغآمضه آلمخيفه من مآلك لـ أبوه إللي كآن يحآول جهده يثبت نظره عليـه ووآضح من حركة نصفه الأيمن المرتجفـه إنه يعآنـي ولآهوب قآدر !
....: برد للفندق , أبيك بكرآ بـ الشركه على ثمآن الصبآح
بقق مآلك عيونه بتفآجئ تجآهله سنـد إللي أخفض رآسه لـ زوجـة أبوه إستئذآناً منهآ للإنصرآف ومآسرع مآلحقه مآلك قبل يتلفت: لحظـه إنت ..
إلتفت لـه بدون رد ليكمل مآلك بـ إستفهآم: على وين ! ترآ مجهزينلك غرفـه هنـي ..
أصآله: إيه يآسند .. قد جهزنآ لك غرفـه بـ البيت ..
جآ بيتكلـم إلآ وإقتحم الغرفـه صغيـره مآليهآ الصخب والحمآسـه والإندفآع , وجههآ متوردّ بـ إبتسآمه طفوليّه بريئـه صآدقـه وهي تجري صوبـه بصوت جهوري: ثآنـــــــــــــــــآآآآد
إتسعت عيونه بـ دهشـه مصحوبه بـ إبتسآمه من إحتضنت سآقه مرجعـه رآسهآ لورآ لأجل تشوفـه: كل هذآ ثفـر .. مآبغيـت !
نآظر سند بـ أصآله مرخي كتوفه وبعيونه نظرة يأس .. نفس إللي قالته أصاله من شوي بنتها الحين تقوله: إقلب القدره على فمهآ
أصآله: ههههه تطلـع البنت لأمهآ
وقفت سآلي وبوجههآ عبوس وآضح: فيـدو منو جآبك ! – نقلت نظره لأختهآ وأكملت – بآقي مآكملت إسبوع عندهم !
توهآ أصآله وتستوعب إن بنتهآ مآ كملت بعدهآ إسبوع الإقآمه عند عآيلة أبوهآ .. إعترآهآ القلق , سألت بعيون محتده: مآمآ ليش جيتـي اليوم ! صآير شيّ ؟
فدوى: شفيييكـــم !! جلثت أثيح عليهم وأبكي أبغى أرجـع عشآن ثنـد ..
شدت فمهآ بـ إبتسآمه محبطـه: إنتي مآفي فآيده منك .. ليتني مآعلمتك
بوزت بتكشيره طفوليه إعترآضاً: يآويلك لو مآكنتي علمتيني إن ثنـد جآي من الثفـر
....: فيدو عيب , قولي خآلو ثنـد
أشرت بسبآبتهآ على جآنب رآسهآ بمعنى – كيفي كذآ - : عآدي أثلاً أقول ثنـد وبث ذي مآلك وبث وذي ثآلي وبـث ..
رجعت وتعلقت بسآقه تنآظره من تحت: جبت ليّآ هديّه من مثـر ؟ مآمتك شلونهآ الحين ؟ كويثـه ؟
أحنى جسمه للأرض وشآلهآ على ذرآعه الأيسر هآمس بتعب: إيه كويسـه .. تعآلي معآيآ نتكلم برآ
ألقى للجميـع نظره سريعـه شملتهم ثم إستأذن بهدوء وعيونه على أبوه: عليك العآفيـه ..
مشـى والأنظآر كلهآ تشيعـه وفدوى على ذرآعه .. دآعب خدهآ الممتلئ بطرف خشمه الحآد: مستعده تشتغلين معآي ؟
إتسعت عيونهآ بفرحه طفوليه: ذي قبـل ؟؟
سند: أهـآآ .. فيـه وآآآآآآآآجد ملفـآت وأبغآك ترتبينهآ .. قدهآ ؟
لعبت له حوآجبهآ بـ إبتسآمه مآكره مستمتعه وهي تفرك يدينهآ ببعض: قدهآ ونـث يآحِلـو
صوت من وراهم ضاحك: هههههه وإنتي كل مآ أحد قآلك قدهآ جآوبتيه بنفس الرد !
إلتفت سند ورآه ليشوف مآلك لآحقهم بينمآ رمقته فدوى بنظره تحقيريه ونفضت شعرهآ صآده عنه: إنت لآتكمنـي ..
مآلك: لآتسمـع منهآ , هذي وصيتهآ بشيّ ومآسوتـه , قآلك قدهآ ونـص !
برقت له عيونهآ بتهديد: إثمــع إنــت ,, أنآ ثويـت إللي عليّآ , بث هذي تغريد ذوجتك مدري إيش فيهآ .. مآتعطي لأحد وجـه .. مآطلعت ولآ كلمتنآ من يوم ثآفرت .. حتى إني دقيت عليهآ البآب ومآفتحت ليّآ .. – قلبت عيونهآ ثم أكملت بهمس شبه مسموع بنبره مشمئزه – وجــــع
....: وش وش ! شللي قلتيـه عيديه !
سند: ههههه خلآص عآد فكّ البنت
مآلك: سند إسمع , روح فندقك وجيب أشيآئك
جآ بيتكلم سند إلآ وقآطعه مآلك بجفآف: مآفيـه .. مو بترآجع الملفآت ! أنآ بعد أبي أرآجعهآ معك وأتعلـم ويّآك ..
حركت فدوى رآسهآ بالنفي مضيقه عيونهآ بـ مكـر: إيييييه منتب ثهـل
مآلك: ههههه وش ذي البنت أعوذ بآلله ..
بآسهآ سند برقه من خدهآ الممتلئ: ههههه فديتهآ
ردت له فدوى البوسه على خده محآوطه رقبته بذرآعينهآ القصآر: وأنآ كمآن فديتك
طيّر مآلك عيونه بتململ: لآحـوووول
نفضت شعرهآ بحركتهآ المعتآده: حثـود , حقـود , غيـرآن
/
/