الفصل الثآلث والعشرون
الجزء ( 1 )
“ الله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسّر ما يعسّر .. و لو دخل كلٌّ منا قلب الاَخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنيه برغم اختلال الموازين الظاهريه .. و لما شعر بحقد و لا بزهو و لا بغرور …”
/
/
ثلآث أيآم مرت , بنهآيتهآ آنتهـت الأيآم الثلآث للعـزآء ,,
ثلآث أيآم حملت بين طيآتهآ آلكثير من العوآطـف شملت المعنيين بفآجعة الموت وآلغير معنيين , كآنت أوجآعهم مخآلفه لوجع آلفقد ممثآلـه له فـ الإحسآس ...
آلحزن والأسى وآلمرآر ,
خيبة الأمل وقلة آلحيله ,
الإحبآط والإنكسآر وإنعدآم آلثقه , الضعف والإحتيآج ,
عوآطف وأحآسيس مآحملـت أيّ ذره من الأمـل , آلحـبّ .... وآلحيـآه !
/
/
نزل الأكيآس من يده على الطآوله بـ الصآله وشغل التلفزيـون , وقف على قنآته الريآضيّه المفضلـه وتوجّـه لغرفتهآ ...
....: تغريــــــــــــد ,, تغريــــــــ
....: بـــــرآأأآآآ ,, برآآ برآآآآآ
قآلتهآ وهـي تصيـح في حآلة ذعـر مبرقه عيونهآ ومخبيّـه آلجزء العلوي المكشوف من جسمهآ بيديآ كآنت توهآ بتلبس لولآ إقتحآمه غرفتهآ بدون إستئذآن ينآديهــآ ...
إرتفعوآ حآجبيه بملآمح بآسمه وهو مآد ذرآعيه فآرد يدينه مفرق أصآبعه كـ إشآره لتهدئتهآ: ههههه خلآص خلآص ههههه بطلـع بطـع
زفرت نفس مسموع برآحـه من فمهآ المضموم وعيونهآ للسقف مسنده ظهرهآ للدولآب بعدمآ طلع وسكر البآب ورآه " هـذآ آلغبي مآيعرف شيّ إسمه إستئذآن !! كآفي موآقف زفت معه "
تحسست خديهآ بيديهآ تنفخ هوآ من الإحرآج " آآآآخ طآآح وجهي عند ذآ المآلك , مآيشوفني إلآ وأنآ مفصخـه ملآبسي , عمـى وش هآلموآقف البآيخـه !! "
لبست البدي الرمآدي , كآن سآده وحمآلآت , حمآلآته حمرآء , كآن أقرب إنه يكون قطعة ملآبس دآخليه ! تمت تنآظر نفسهآ بـ المرآيه " هآلملآبس من وين شآخذهآ ! صحيح إنهآ مآركه بس شكلهآ مستعمله لأن أبدّ مآهيب متنآسقه , آآآف شلون بطلع بذآ الشكل ! "
لوت فمهآ بضيق " عآدي يعني شآفني من قبل أخس من كذآ "
كآنت لآبسه بنطلـون بيجآمـه قطنـي أحمر آللون .. أمآ عن البلآيز فمآ لقت شيّ منآسب أبدّ بآلملآبس .. كلهآ كآنت فآصخـه ومكشوفـه بآلمره .. فضلت إنهآ تلبس شيّ من ملآبسـه تستـر فيه نصفهآ العلوي إللي مآستره بدي البيجآمه العآري !
جمعت شعرهآ المبلل بـ الفوطـه وطلعت للصآلـه ..
كآن ممدد على الكنبه الثلآثيه مسند رآسه بوسط كفـه الأيمن وشكلـه مندمـج مع البرنآمج إللي يشوفـه , برنآمج ريآضي لتحليل المبآريآت ..
تحمحمت بهدوء وجلست على وحده من الفوتيهآت .. نآظرهآ مبتسم ثم تعدل بـجلسـته ,, حرك عيونه عليهآ من رآسهآ الملفوف بـ الفوطه البيضآء نزولاً لبآقي جسمهآ .. جآ بيلتفت للشآشه إلآ ورد ينآظرهآ بسرعه .. توه وإنتبه على التيشيرت الريآضي حقـه .. تيشيرت ريآل مدريـد !
إنعقدوآ حآجبيه بشبح إبتسآمه: إيش هذآ إللي لآبستـه ؟
رمقته بنظره تحقيريه مطبقه شفتيهآ بـ إشمئزآز: صير جيب ملآبس عدله بآلأول
إرتفعوآ حآجبيه مآط شفتيه بـ إعجآب: أشوفك تجرأتي بزيآده سِـت تغريـد !
حملقت فيه لحظآت , توهآ تحسّ على نفسهآ .. بلعت ريقهآ بحركه وآضحه وعيونهآ تدور بعدمآ نزلهآ بـ الأرض ...
مآتدري شلون تجرأت معه لهآلحد , قربهآ من سنـد عزز من إحسآس الأمآن بدآخلهآ, وشخصيّة مآلك المريحه كذلك كآن لهآ دور كبير , تبدل كثير عن أول , مآصآرت تشوفه معصّب أبدّ , صآر يحترم رغبآتهآ أكثر إنه مآيقرب صوبهآ آلقرب إللي هي ترفضـه ويخوفهآ منـه .. وللحين تتحمّد ربهآ مليون مره إنه برغم آلجنون إللي صآيب عقله وهذآ هو إللي أقنعت نفسهآ فيه إلآ إنه مآلمسهـآ , عقد الزوآج هذآ إللي يربطهم مآتحقق معنآه الفعلـي , للحيـن هي عذرآء ومن الوآضح إن هو مآعنده مشكلـه أبدّ !
نآولهآ علبـه بلآستيكيّـه بيضـآء إستغربتهآ معقده حآجبيهآ ..
....: مآتبين تتغدين يعنـي ؟
....: إيش هذآ ؟
رفع العلبـه لعيونه ينآظرهآ مآط شفته آلسفلى مآيدري: كُشـري
كشرت بوجههآ: إيـــش !
مآلك: مدري وآلله , هذآ مطعـم جديده إفتتحوه وأتوقع إنه مصـري , إيش مآتحبيّن آلكُشري ؟
طيرت عيونهآ زآفره نفس مسموع بتململ ثم مدت يدهآ: أيّ شيّ , هــآت
رفع حآجبه الأيسر بـ إستنكآر: قولي لو سمحت يآمآلك ..
عقدت حآجبيهآ مستنكره ودهآ تقوله ( من جِدك ؟ ) ..
إلآ إنهآ بلعتهآ لأنهآ مآتضمن جنونـه ,, عطته نظره ثآقبه من رجوله لـ رآسه ثم ضيقت عيونهآ وتكلمت بطنآزه: على فكره ترآني أكبر منـك
ضيق عيونه مستغرب: إيــش !
أشرت بطرف عيونهآ على الطآوله جمبـه: أمسّ نسيت محفظتك , فتحتهآ وشفت بطآقتك .. أنآ أكبر منك بسنـه وثمآن أشهــر .. آوكـي ؟
أطبق فمه بقهر وفتح العلبه إللي كآن يمدهآ لهآ وبدآ يآكل منهآ وعيونه على الشآشـه ...
غصباً عنهآ تبسمت من ردة فعله هذي , برغم كل إللي سوّآه فيهآ والأذى إللي أذآهآ بـ إفترآءه عليهآ وطريقته الدنيئه فـ الزوآج منهآ , وكل التنآقضآت إللي تشوفهآ فيـه إلآ إنهآ للحين مآقدرت تكـرهه , تشوفـه رجل كبير بآلـغ رآشـد إلآ إن تصرفآته بآقي مآنضجـت , حتى ردود أفعآله , طفوليـه بآلمرهـ ! وش هآلرجّآل بآلضبـط ؟
سحبت آلعلبه الثآنيه من الكيس وبدت تآكل بهـدوء .. نآظرت بـ الشآشه ثم طيرت عيونهآ بتململ طفشآنه " آفففف ليش كل الرجآل كذآ يشبهون بعض ! كلهم يحبون آلكـوره وبرآمجهآ السآمجـه ...... وكلهم سآمجين "
لآحظ حركتهآ المتململـه المتوآصله , حذف عليهآ الريموت: جيبي القنآه إللي تبينهآ
رفعت الريموت من حجرهآ تنآظره مستغربـه ,, لحقهآ قبل تتكلّم وفمه محشـي بـ الأكل: أصلاً بآقي وآجد على المبآرآه , وتطمني مآرح أشوفهآ هني , إنتي مآتحمسيّن إبدّ ..... بشوفهآ مع ربعي
بققت عيونهآ بتمثيل للصدمه فآتحه فمهآ .. وده يضحك على شكلهآ المنصدم والمستنكر لكلآمه بس رح يخترب قصده إنه يبي يقهرهآ مثلمآ قهرته من شويّ على طآري الفرق العمري بينآتهم وإنهآ أكبر منـه سِنـاً !
ردّ ينآظر بـ الشآشه سآفههآ وبـ المقآبل آثرت هي آلصمـت وبخآطرهآ " آلسكـوت عن جآهـل أو أحمـق شـرف ...! "
....: بكرآ آلليل طيآرتي ..
قآلهآ وعيونه على الشآشه وبيده العلبه يآكل منهآ , إلتفت لهآ بعدمآ طآل سكوتهآ من بعد كلمتـه وكنهآ مآهتمت !!
كمّل بهدوء يخفي غيظـه من تجآهلهآ له وعدم إهتمآمهآ: بسآفر آلبحرين ومآرح أردّ غير بعد ثلآث أشهـر
رفعت رآسهآ بسرعه , تلآقت عيونهم وثبتت – سألت بلهفه - : سنـد بيجينـي !!
ثبتت عيونه للحظآت مآرمش له جفـن بـ نظره بلهآء , مو هذآ السؤآل إللي هو منتظره .. بـــس !! وش دآعيـه !!
أمآ عند تغريد وإللي أبدّ مآحست على نفسهآ وشكلهآ لسه مآحست ولآ رح تحسّ , كآنت تنتظر إجآبته بـ نظرة لهفـه وإبتسآمه !
ملآمحهآ كآنت فآضحـه , لمعـة عيونهآ , إبتسآمتهآ , هزة رآسهآ وهي تحثه يجآوبهآ , تستنطقـه يأكد لهآ ..
بس في حآله مثل حآلة مآلك , كآن مغيّب تمآماً , مآبعد وصلّه عقله لإحتمآليه إنجذآب زوجته لـ أخوه إللي مآشآفته ولآعرفته إلآ من إسبوع , ومآدرى إن صرخـة آلقلب ممكن تدوي من لحظـه , من ثآنيـه , من نظـره ....... مو من عِشرة إسبوع !
مط شفتة السفلى بهزة كتف بديهيه: إيــه ,, - كمّل بتوتر – يعني وش أسوي !
إتسعت إبتسآمتهآ أكثر وبنبرة مرتبكه غير مصدقه: وإنت بتسآفر ثلآث أشهر كآملـه ! يعني ثلآث أشهـر سنـد هو إللي بيجينــي !
أطبق شفتيه بـ خيبه وإحبآط: إيـــه ..
رفعت عيونهآ للجدآر ودورتهآ بتفكير عجـز مآلك عن إستيعآبـه .. زم شفتيـه رآفع حآجبيه بحركة لآمبآلآه وعدم إهتمآم وفتح قزآزة المويـه يشرب منهــآ !!!
/
/
بـ المعرض إللي تعودّ يأجر منـه آلسيآرآت ..
وقع على قسيمـة تسليم السيآره وسلمهم المفآتيـح .. طلـع للشآرع وببآله ملآيين الأفكآر وآلظنون عن سبب مكآلمة مرآم له وبهآلنبره الجآفه .. مرآم بعمرهآ مآكآنت قآسيه معـه لهآلدرجـه ,, وش إللي ممكن يكون صآر بغيآبه وأثر فيهآ بهآلشكل ..
أشرّ لـ تآكسي موقفه وإللي نآدراً مآيسويّهآ , كآن على بآله يدق على أحدن من خويّآه لولآ تحذير أختـه الصآرم له مآيكلّم أحد ولآ يرد على مكآلمآت أحدّ لحد مآيشوفهآ .. كآنت هي أول شخص حكى معه من بعد مآفتح جوآله بعدمآ تقفل مدة ثلآث أيآم متوآصلـه , فتح وتفآجئ بكمّ مهول ومفزع من المكآلمآت , وهآلشيّ إللي زآد من خوفـه وحدة توتره .. إلآ إن الأولى والأهم بنظره إنه يتطمن عليـه .. كآن مرآم أختـه ..
تبآدر لذهنه المكآلمـه إللي أثآرت إستيآءه , مآتعود من مرآم إلآ الدلآل والدلـع أمآ هآلعصبيّه والتحقيـر ! وش إللي ورآهم.. خيـر ؟
...: وينك فيه يآ آدم كل هآلمده ! وليش مقفل جوآلك مآتردّ ! إنت مآتدري وش إللي صآر فيني وشلون مرت هآلأيآم عليّ ! إنت مآتفهم ! مآتحسّ ! يآ آدم وربي حرآم عليك ,,, مآرح أهدآ , لآ تطلب مني أهدآ ,,, أنآ بـبيتنآ وينك فيه إنت ,,, ببيت أبوي يآ آدم لآتعذبني ,,, مآصآير شيّ عندنآ آلله يآكآفي ,,, وين كنت ؟ ,,, إيـــــــــــــــــــــــش !!!! ,,, مآشآلله مآشآلله .. مآخذ لك أجآزه تريح فيهآ أعصآبك وتستجم وبآلطقآق كل إللي هني ,,, نآس تموت ونآس تحيآ والأخو ولآ على بآله فآصل من العآلم والنآس ,,, جبّ ولآ كلمـه مآبي أسمع منك نفـس تبي تدري وش السآلفه ! تعآل وأنآ أعلمك وش السآلفه ,,, طوط طوط طوط طوط
مدّ الأجره للسآيق ومشى صوب بيتهـم ..
نزل شنطته جمب البآب بـ المدخل بعدمآ فتحت له الشغآله ودخـل: وين مرآم ؟
أشرت له بيدهآ صوب آلمجلس ... وقف ورآه وتحمحم بصوت جهوري ضخم معلن عن وجوده ...
....: تعآل , محـد هنــي ..
....: آلسلآم عليكم !
أطبقت شفتيهآ بغيظ أول مآشآفته , ردت بـ جفآف: وعليكم السلآم
إنعقدوآ حآجبيه بـ إستغرآب من شآفهآ لآبسه عبآيتهآ وكآمل حجآبهآ وآلغطآ: طآلعه ولآ شلون ؟
مرآم: كنت برد بيتي قبل يجيني إتصآلك .. تميت أنتظرك
آدم: محد هني ؟
مرآم: نآهد كآنت معي من شويّ ودوبهآ طلعت تبدل ملآبسهآ عشآنك
فتح فمه فتحه صغيره بـ إستيعآب: اهـآآ
....: تقدر تعلمني وش هآللي سويته ؟
جلس جمبهآ وقد شحب لونه: وش السآلفه إنتي ؟
رفعت حآجبهآ الأيمن: تبي تدري وش إللي صآر وفآتك ؟
بلع ريقه بـ ترقب وكل مآله يحسّ بضغط شديد على أعصآبه المتوجسه وهو يحسّ إن إللي رح يسمعه آلحين أبداً مآرح يرضيه ...
ضيقت عيونهآ وشددت على كلآمهآ كنهآ تبي تحسسه بـ الذمب: أم خطيبتــك مآتــــت .. من ثلآث أيـآم مآتـــت ..
جمدت ملآمحه للحظـه نبض قلبه إللي من شويّ حسّه بينفجـرّ آلحين سكـن , أعصآبه آلمشدوده رخـــت ...
ضيق عيونه بـ عدم فهم سآئل بهمس: إيـــش ؟
ردت ورفعت حآجبهآ الإيمن بنظرة إحتقآر: إللي سمعتـه , رفعت حآجبيهآ بتنبيه مشدده على الكلمـه بـ همس شبه مسموع – مـــــــــــــــآتـــت
بلع ريقه وتمّ يتنفس من فمه المنفرج أنفآس مسموعـه , عيونه محتده بنظره غير مصدقـه وملآمح غير مستوعبـه ...
حركت مرآم رآسهآ تأكيداً لكلآمهآ: إيه مآتت , تغسلت وإندفنت ومروآ أيآم عزآهآ الثلآث ...
ضيقت عيونهآ بـ إستفهآم: خطيبتك وردهـ هذي تهمـك ؟
كشر بـ وجهه إستنكآراً لسؤآلهآ وعدم فهم لمغزآه !
....: مروآ ثلآث أيآم مقفل فيهم جوآلك ؟ طيب بـ الطقآق فيني أنآ وفـ خويّآك وفآللي تشتغل معهم وفآلعآلم والنآس كلهـم .. بس خطيبتك !!! هذآ وإنتم توكم مخطوبين !!! إللي أعرفه إنهم مآينزلون جوآلآتهم من على أذونهم وإنـــت ........... إنت تآركهآ ثلآث أيآم مآسألت ! سألوآ عنك خلق آلله كلهم ونقدوك , شلون تغيب بهآلظـرف ؟ معآذ المآلكـي شلون خطيب بنته الوحيده مآيكون موجود بهآلظرف ؟ إنت آلحين وآحد من عيآله ! وينك من وفآة زوجته ؟! وينك من وفآة أمهـآ ؟!
وقفت رآمقته بنظرة لوم مطبقه شفتيهآ بخيبة أمل هآزه رآسهآ بـ أسف: الأحسن لك من آلحين تدور لك مبرر تتعـذر فيـه ... ويآليت يكون مقنـع
وقف وبعدهآ آلصدمه متملكـه قسمآت وجهه الشآحب البآهت آلغير مصدق: بس أنآ من ثلآث أيآم كنت هنـي .. شلون مآدريت !
....: كنت موجود يوم الأحد ؟
طير عيونه بتفكير " يوم آلجمعه هو إللي طلعت فيه مع وردهـ وإختلفنآ , يوم آلسبت ,, ويوم الأحد هو آليوم إللي صحيت فيه وكنت مع نآهـد , إيه الأحد كنت موجود والأحـد نفسه سآفـرت "
كررت سؤآلهآ بنفآذ صبر: الأحد كنت موجود ؟
آدم: متى بـ الضبـط ؟ أنآ سآفرت الظهـر , ولحد الظهـر كنت موجود هني بـ البيت !
ضيقت عيونهآ بعدم تصديق ثم هزت رآسهآ بآلنفي ..
....: وربي كنت هني الأحد , سآفرت بعدمآ صليت آلظهر
إحتدت نبرتهآ وكآنت أقرب للصيآح: شلون يعني ؟ شلون وأنآ من فجر الأحد أدق عليك ! كآن جوآلك مفتوح ويتصل ولآ ترد لين تقفل .. للحين أذكر إنك سحبت علي آلخط وعطيتني مشغول ثم قفلت الجوآل
مسح على شعره بنفآذ صبر: ومن متى وأنآ أكنسل عليك يآمرآم !!! إنتي بآلذآت إللي ولآ عمري سويتهآ معك ولآ رح أسويّهآ وتدرين هآلشيّ عدل !
بللت شفتيهآ زآفره نفس مسموع من تعب المنآهده: طيب بعديهآ لك وأعذرك .. كنت أدق بآكر ويمكنك كنت نآيم ومآحسيت .. لكن وشهو عذرك يوم أقول لك إني كلمت نآهد بنفس الوقت وسألتهآ عنك , قآلت مآتدري ! مآشآفتك ! وصيتهآ تعلمك إن أمّ وردهـ توفـت , وإني أبيك .. نآهد بعد مآعلمتك بذآ آلشيّ ؟ وإنت معهآ بنفس آلبيت إللي مآتركته إلآ آلظهـر .. هآلمكآلمه كآنت ثمآن أو تسـع الصبآح .. هآه .. وش ردك ؟!
أفكآر كثيره تزآحمت برآسـه , ظنـون تضآربت بخآطره .. خيوط كثيره معقده ومتشآبكـه .. ليلة الأحد كآنت ليله حميميه قضآهآ بين أحضآن نآهـد ... إنتهت آلليله صبآحاً بنفس آلتوقيت إللي تكلمت عنه مرآم .. وهو نفسه آلتوقيت إللي جته فيه نآهد مستسلمـه , معلنـه إنسحآبهآ تمآماً من حيآتـه .. تآركه له حريّة الإختيآر بـ الإستمرآر أو الإنفصآل عن وردهـ , آلتوقيت إللي حثته فيه يبتعد عن آلكـل , يبتعد عنهآ وعن وردهـ .... لحظــه ! مآكآن قصدهآ أبدّ يبتعد عنهآ ولآ عن أي مخلـوق ( إلآ ) وردهـ .. هذي هي خطتهآ الخبيثـه , تبعده عنهآ بـ الوقت إللي هي بـ أمسّ الحآجه له فيهآ .. هذآ هو إللي تبيـه , تضيق عليـه آلحصآر , تحشره بخآنة اليّـكّ , مع وردهـ .. أبوهآ .. أخوآنهآ .. وكلّ نفر بعآيلتهآ ... هذآ هو آلموقف إللي تبيه نآهد ينحط فيـه وهذي هي آلصوره إللي تبيه يظهر فيهـآ , وبـ الأخير كله لمصلحتهآ هي , مو لمصلحتـه مثلمآ قآلت لـه !
نزلت مرآم غطوتهآ على وجهه بعدمآ طآل صمتـه وإمتد شـروده .. ربتت على ذرآعه تنبهه: ليتك تفكر عدل شلون تصحح هآلموقف ..
تمت عيونه تلحقهآ بنظره جامده لحد مآختفت من قدآمه .. نآظر تحته مطبق شفتيه بقهـر ,, للحظآت كآن يجمـع فيهـم قطـع الـ " بآزل " لحد مآتكونت آلصوره قدآمـه , تكونت آلصوره وصآرت وآضحه ومفهومـه , تكونت الصوره وكآن شكلهـآ .. نآهــــــــد
همس إسمهآ بـ حقد مشدد عليه بـ كُره وقد تكورت قبضتيه يفرغ غضبه بـ التشديد عليهم – من بين أسنآنه بتشديد - : نآآآآهــــــــــــــد
خطى خطوآته آلوآسعه وآلشرر يقدح من عيونه الحاقده لحد مآرقى للطآبق الثآني , أطلـق صرخـه بإسمهآ هزت أركآن آلبيت بلآ اعتبآر لوجود أي شخص فيـه: نآآهـــــــــــــــــــــــد
إنتفض جسمهآ بقشعريره وإحتدت أنظآرهآ صوب بآب غرفتهآ بذعر , ولآ ارآداياً جرت للبآب وقفلته عليهآ بـ المفتآح وإبتعدت خطوتين لورآ ...
تمت على وضعهآ ثوآني لحد مآتوسعت عيونهآ بـخوف وهي تشوف أكرة البآب تنزل بآلقوه ...
ضرب البآب بقبضته منآديهآ: إفتحـي البآب يآنآهــد
....: إنت مجنون !! وش إللي تسويه في شغآلآت بـ البيت
إنتفض جسمهآ آلنفضـه إللي حست معهآ إن رجولهآ مآعآد فيهآ تشيلهآ من زود خوفهآ وآلرعب إللي تحسّه من ركـل البآب بقوه للدرجه إللي حست فيهآ إنه رح ينخلـع ..
....: إفتحي البآب لأكسـره فوق رآســـك
رجعت لورآ بظهرهآ وقد ملت آلدموع عيونهآ المرتعبه .. لآ إرآدياً حآوطت بطنهآ البآرز بيديهآ آلثنتين وكنهآ تحميـه , أو تخبيّــه ..
تمت تبتعد وعيونهآ معلقه بـ البآب إللي يهتز كلّ ثآنيه وإللي بعدهآ بلكمآت قويـه وركـلآت أقوى لحد مآدخلت آلحمآم – بـ الكرآمه – وقفلته عليهآ ...
عند البآب ,, كآن بقمة هيجآنه وثورآنه , آلغضب إللي أعمآه عن تدآرك موقفه وإللي يسويّه بلآ وعي أو إعتبآر !
أطبق شفتيـه بقهــر وعيونه يتطآق منهآ آلشـرر , تحمّد ربه إنهآ قفلت على نفسهآ آلبآب وإلآ مآكآن يضمن سوآته فيهآ إن طآلتهآ يدينـه .. هو نفسـه تفآجئ بنفسـه فهآلحآلـه وهو يشوف آدم ثآنـي مختلف تمآم الإختلآف ..
ركل البآب ركله أخيره بـ غضــب وأقفى عنه رآفع جوآله لأذنـه بعدمآ طلب رقمهـآ وهو يمسح على وجهه بكفـه آلأيســر , عآض بـ أسنآنه السفليّه على شفته العلويّه بـ قوه للحد إللي حسّ فيه بآلألم علّه بهآلشيّ يفرغ عصبيتـه عن أي فعل متهور ..!
....: آلهآتف آلذي تودّ الإتصآل به ربمآ يكون مغلقاً , نرجو آلمحآوله في وقت لآحــق !
/
/
مســآءاً ..
ببيت علي عبدآلرحمـن العآبق بروآئـح زكيّه متدآخلـه من العودهـ وآلبخور ...
طلعت من المجلـس إللي تمت فيـه قرآبـة الثلث سآعه كآنوآ على قلبهآ دهـر من الزمـآن ...
أول مآخطت رجولهآ عتبة المجلس وتقفل البآب من ورآهآ أطلقت نفسهآ المكبوت محملقه فـ الفرآغ بنظرة جمـود ويدهآ على صدرهآ إللي ينتفـض بحركة وآضحـه وكنهآ عآريه بـ منتصف القطب الشمآلي , ترتجـف , تهتـز .. عيونهآ مدمعه ونظرهآ مشدوه كنهآ تشوف ملك الموت قدآمهآ ...
تحسس ظهرهآ بيده هآمس ينبههآ من إللي ظنه شرود: صيتـــه ؟
صدمتهآ كآنت أكبر من إنهآ تكون بعدهآ بوعيّهآ وبكآمل إدرآكهآ .. هآللي شآفته بآلذآخل كآن أكبر من توقعآتهآ , لآآآ , هذآ أبدّ مآكآن من توقعآتهآ .. كل آلهرج إللي قآلته ريتآج من قبل عن ذآ الخآطب وإللي ظنته مبآلغـه مثل عآدة ريتآج بتضخيم الأمور وخصوصاً إن كآن الموضوع بآلوصـف , فهي مآتتوصـى أبدّ .. بس لحظـه وين إللي قآلته ريتآج ووين ذآ إللي شآفته بآلدآخل !
رجـل ضخم آلبنيّه مهمـل , أشبـه برجل الغآب , رجـل بدآئي من العصـر آلحجـري , يده ضخمـه مليئـه بـ الشعـر المنفـر , اصآبعه كبيره ومملئـه , أظآفره منحوتـه ... لحيتـه متروكته , ممتده , ممتده إلى مآلآ نهآيـه !
بطنـه ممتلئـه , بآرزهـ , هل هي آلسبب برفعـة ثوبـه لـ نصف سآقـه ! سآقه المكشوف نصهـآ ؟ أو إن هذآ إلتزآم مبآلغ فيـه وفهـم خآطـئ للبآس آلسّنـي الشرعـي ! , ملآمحـه كآنت أقبـح من أن يعبر عنهآ وصـف القبـح نفسـه !
وقف قدآمهآ وآلقلق يعتريه بهمس شبه مسموع: صيته علآمك !!
....: وش بآقي تسوون هني ! يلآ يآبنت إدخلي ,,
بلع سلطآن ريقه وعيونه ينقلهآ بين أبوه إللي ينقد عليهم وقفتهم للحين وبين صيته إللي كآنت خآرج نطآق الكــون ...
سحبهآ من معصمهآ ورآه بـ القوه ومشى صوب مجلس أهلـه ...
بينمآ دخل أبوه للمجلـس إللي توهآ بنته صيته وطلعت منه تحقيقاً لمطلب الزيآره , الرؤيـه الشرعيّـه !
فتح البآب وإبتسآمه مجآمله قصيره تعتريه: هلآ وآلله , حيآك يآمطلـق .. حيآك ..
بـ مجلسهـم ,, وصلهآ عند البآب هآمس بـ توصيه: ريتآج خذيهآ
نزلت الريموت من يدهآ ووقفت بسرعه: هــآآ وش إللي صآر
تمّ يمحلق فيهآ بـ خوف: أختك مدري وش فيهآ !
لحقته بهمس: وقف إنت وين رآيح
سلطآن: الريآجيل بعدهم بـ المجلـس وين بروح يعنـي
لوت فمهآ بـ تفكير وعيونهآ تترقب صيته إللي كآنت بعآلم ثآني , مآخفى عليهآ شكل الصدمـه القويّه إللي كآنت نآحته ملآمحهآ – همست بـ فضول - : وش إللي صآر ؟
غمضت عيونهآ بـ القوه بآلعه ريقهآ بمرآره وكنهآ تغصب نفسهآ تنسى إللي صآر أو ع الأقل تطرده من بآلهآ فهآللحظـه ..
مطت أمهآ رقبتهآ: ليش وآقفين عند البآب .. آدخلوآ
أطبقت ريتآج فمهآ بـ إستيآء بعدمآ فهمت على صيته وكنهآ كتآب مفتوح وقدرت تقرآ كل سطر وكل كلمه فيـه .. كآفي شكلهآ هذآ وكنهآ مآخذه ضربـه على رآسهآ مفقدتهآ تركيزهآ وإنتبآههآ ..
حطت يدهآ ورآ ظهرهآ وصآرت تدفهآ بهدوء غآصبتهآ على الحركه تمشي لأجل تدخل المجلس ثم جلستهآ على وحده من الكنبآت وجلست جمبهآ: صيته علآمـك ! وش إللي صآر
نآظرتهآ صيته بضيآع ولآ ردت ..
سألت أمهآ: هآآ شفتيـه ! شلـون !
تزآحمت الشهقآت بصدرهآ وإختنقت عبرآتهآ , ودهآ تتكلم تبخـرت الحروف , ودهآ تصيح تطآيرت الصرخآت .. سكـــــــــــتت
ريتآج بـ إستيآء وآضح ونفور بملآمحهآ: وآضـح .. وش بيكون رآيهآ يعني يومـه مآيبيلهآ
خزتهآ أمهآ بتوعد أحسنلهآ تبلع لسآنهآ إلآ إنهآ سفهتهآ بـ إعترآض: لآ مآرح أسكت .. من حقهآ , تدرين عآد لو أحدن غير ذآ المطلق كآن عآدي أمآ فلم الرعب هذآ ! – فتحت فمها تمثيلاً كنهآ بتجيب مآبجوفهآ من الإشمئزآز – آلله يآكآفــــــي
....: إنتي سكتي محدن يطلب رآيك
ريتآج: يومه آلله يهدآك أي رآي هذآ ! مآبقى إلآ ذآ المعفـن الخآيس ! آستغفر آلله مآودي أزيدهآ وأعيب بـ خلق ربي وصنعه بس يومه إنتي تعرفينه .. يآربي وجهه وجسمـه كلـش يلوع الكبـد ويبطـه ! شلون تعآشـره البنـت !
خزتهآ بحده وجفآف: وش هآللي تقولينه يآقليله الحيآ ! غآسله وجهك بمرق أجل !
ريتآج: يومه ! كنك مآتعرفين ذآ المطلق ! آآآخ يآربي قآهرني , بأي وجه جآي ومتقدم مع ذي الخشـه
....: ليش إنشآلله وش إللي يعيبه ! رجّآل شآنه شآن غيره
ريتآج: وش إللي يعيبه ! شكلك تأثرتي بكلآم أبوي ! قولي وش إللي مآيعيبه , يروع ويخرع , يآلطيف يآخبير
....: وإنتي شعليك تتكلمين آلحين ؟ الرآي مآهوب لك , هآ صيته وشرآيك !
طيرت عيونهآ بـ تململ: لآحوووول ! مصممه تسألينهآ رآيهآ ! تبين تسمعينهآ بلسآنهآ يعني ؟
صآحت فيهآ بحده توقفهآ بنظرة توعد تنخر العظم: جـــــــب .. آنطمـي أو إنقلعي لغرفتك
وقفت بـ عصبيه: لآ مآرح أوقف , ويومه تكفين لآتحآولين تضغطين عليهآ .. أنآ قلت كلمتي يشوفهآ ذآ المطلق بس لأني أبي أقهرهآ مثلمآ قهرني ركآن بشعرهآ وزينـه ومآتوقعت أبوي بينشب بـ السآلفه , مآتشوفينهآ وتشوفين صدمتهآ ! البنت مخترعـه , صحيح أبيهآ تتزوج بس مو لذي الدرجه عآد , هذآ مـوت بـ الحيآ , وع ! كل مآتذكرت تلوع كبدي , آآآخ يآشينـه .. كرشـه وآصل للأرض وأصلـع بعـد .. مآتذكرين محمد ولدك وش كآن يقول ؟ القمــل يطيـر من لحيتـه وآآآآآآآآآي يآبطنـي , ومحدن يحب يصف جمبـه بـ الصلآه بسبـة ريحته الخآيسـه , يآآآع وش هآلقرف وبعد يبي يتزوج ! خله بـ الأول يتنظـف ..
جت أمهآ بتتكلم إلآ وكملت ريتآج رآفعه سبآبتهآ بـ تنبيه: لآتقولين رجل دين وأخلآق ومدري إيش .. الدين والأخلآق شيّ أسآسي بس لوحدهم مو كفآيـه .. خلهآ تتعفن هني بـ البيت بلآ زوآج ولآ يآخذهآ هذآ الزفت مطلـق .. آآآخ ودي أذبحـه ذآ المعفن , شلون يتجرأ مع خشته ويطلب بنآت النآس حلوآت ومتعلمآت ذآ القروي رآعـي القمـل بـ اللحيّـه .. لآ وجآيه عين بـ الأول وطآلبنـي جعلك طلق الرصآص يآمطلـق الزفـــــــــــت
وقفت والدموع تفرّ من عيونهآ فـرّ بنبره هآديـه بآرده مجهـده مخنوقـه: أنآ موآفقـــــــه !
/
/
======
/
/
صبآح آخر , علّـه بـ آلظنون يخآلف مآسبقـه من الصبآحآت الكئيبـه ..
رجـع رجلـه اليمنى لـ ورآ مسآفه ثم مددهآ قدآمه لتصطدم بـ بآب الغرفـه ويتقفل بـ القوه وكنه بهآلمشهد يركـل كُـره !
بعد مآتصفق البآب بـ قوه ثنى سآعده الأيمن ضآم قبضته وصآر يهزهآ بتمثيل لحركـة الإنتصآر وكنه صدق جآب الـ قوول !
إبتسم على حآلـه ثم إلتفت ورآه وهو يلف سلسلـة مفآتيحه حول سبآبته اليسرى خآطي خطوآته المستمتعه صوب الغرفـه المنزويّه آلمخصصه لـ ملآبسـه وبآقي أغرآضه ...
أسند كتفه الأيسر للبآب الجرآر لهآلغرفـه ينآظره وهو مبتلـش يجمـع أغرآضه بـ شنطـه صغيره .. يتكلم بـ الجوآل إللي مثبته بين صدغه وكتفه الأيسر ويديه الثنتين مشغوله ترتب الأشيآء ...
....: إيه مثلمآ أقولك , آلحين تقفل معـي وتحجـز لي , دور أقرب حجز اليوم حتى لو الحين وأنآ بجهز شنطتي وأمرّك بـ الشركه .. يلآ .. يلآ سلآم
إعتدل بوقفته يديه الثنتين بجيوب بنطلونه الريآضي مقطب حآجبيه بـ إستغرآب: أي حجــز !
إلتفت ورآه يشوفه ثم ردّ يقط ملآبسه بعشوآئيه وبدون تصفيط: بسآفر مصـر
....: شلون يعني ؟
نآظره ببلآهه مآفهم سؤآله: وشهو إللي شلون !
مآلك: يعني ليش بتسآفر مصر !
سند: أمي تعبآنـه
إمتقع وجهه وسأل بحده: وأنـــآ !!!
رد ينآظره بـ إهتمآم مآفهم عليه وش قصده بآلضبط: علآمـك إنت !
مآلك: شلون بتسآفر وأنآ بعد بسآفر !
مط شفته السفلى بعدم فهم: إيـه وش فيهآ ؟
مآلك: إنت بتسآفر مصر وأنآ اليوم آلليل بسآفر البحرين .. بسآفر ومآرح أردّ غير بعد ثلآث أشهر
إرتفعوآ حآجبيه ببديهيه مصحوبه بـ إستغرآب: إيه أدري .. وش فيهآ ؟!
سحب نفس طويل من خشمه مطبق شفتيه بقهر: شلون تسآفر إنت ! وتغريد زوجتي شلون تتمّ بروحهآ !
إرتفعوآ حآجبيه بنظرة إستنكآر وكنه يقول له ( وآلله ! ) ..
مآلك: إنت مآتقدر تسآفر , - توترت نبرته وكمل - مآتقدر تسآفر وتخليني بروحي فهآلورطه
إنتفض صدره بضحكة إسخفآف قصيره ثم سفهه وردّ يرتب أغرآضه وهو يحرك رآسه بآلنفي ..
وقف مآلك ورآه وهو بآلحيل يجآهد نفسه مآيصيح أو بـ الأحرى مآيبكــي !
سحب منه الشنطه بـ حده: مآرح تسآفر
غمض عيونه سآحب نفس هآدي: آلله يجيبك يآطولة آلبآل – فتح عيونه وأردف بهدووء - مآلك عن حركآت الورعآن هذي
ردّ بعنـد أقرب لطريقة الأطفآل: مآفيـه
ضيق عيونه بـ إستنكآر: إنت من جدك ؟! وش هآلحركآت ! – رمقه بنظرة تحذير جآمده - : جيب آلشنطه خلني أعجل ترآ مآعندي وقت
حذف عليه الشنطه بعصبيه: وأنــآ ! ووجتـي !
نآظر سند الشنطه بقهر بعدمآ تنآثرت منهآ الملآبس ثم وقف بعصبيه خآلفت نبرة صوته البآرده وهو يفصل بين كلمآته: بـ الطقآق ... إنت ...... وزوجتـك
سحبه مآلك من قميصه لحد مآتلآصقت صدورهم وثبتت عيونهم الحآده بنظرآتهم الجآفه هآمس من بين أسنآنه بـ كُـره: مآتقدر تتنآذل معي يآسنـد
مسكه من معصمه الممسك بـ قميصه ونفض يده بآلقوه عنه وبعدهآ عيونهم معلقه ببعض بـ نظرآت غآضبـه مشتعلـه , حآرقه: مآ أتنآذل .. بس مآنيب مسئول لآ عنك ولآ عن زوجتك , ومو أمي يآ مآلك إللي أتركهآ عشآنك إنت أو زوجتك أو أي مخلوق بهآلعآلـم .. – إرتفعوآ حآجبيه بـ تأكيد – مــــــو أمــــــــي ..
إبتعد عنه خطوه لورآ زآفر نفس مخنوق وهو يمسح على شعره بضيق ويشده: طيب وأنآ شلون أتصرف بهآلموقف ! مع من أتركهآ
سند: وين إتفآقنآ ؟ أهتم أنآ فيهآ مدة إسبوع سفرك .. بس من بعد هآلإسبوع إنت بتوآجههم وتعلمهم آلحقيقه
صآح بعصبيه: مقــدر .. تفهــــــــــم !! مآآ أقــــــدر
سأل ببرود: وليش مآتقدر !
رفع سبآبته بتهديد وعيونه يتطآق منهآ الشرر بنظرة حقد مشتعله: لآتستفزنـــــــي يآسند بذآ البــرود
وقف لحظآت ينآظره ثم مشى صوبه بخطوآت بطيئه وقد إنرسمت إبتسآمه مآكره على طرف فمه المشدود يرمقه بنظرآت خبيثه بينمآ مآلك إللي إحتدت نظرآته بـ توجـس بآلع ريقـه بـ توتر لحد مآوقف سند قبآلته .. – سأل بـ تكآبر مصطنع يدآري فيه توتره - : خير إنشآلله !!!
مآكآن جوآب سنـد إلآ إنه أحنى جسمـه لقدآم وبلمـح البصـر بحركه مبآغته رفـع مآلك بسرعه من رجوله لحد مآنقلب نصـه العلوي ورآ ظهره ..
صآح مآلك: وش معنـــآتــــــــــــه !!!!
سفهه سند مشدد من مسكته لرجوله وهو يهرول بخطوآته لـ برآ الجنآح ..
نفض جسمه بـ القوه في محآوله للفكآك إلآ إن سند إحتوى رجليه ضآمهم لصدره مكتفـه: بس يآولـــــــــد
علت نبرته بـ غضب عآرم: مآلولـد إلآ إنـــت وحركآتك , فكنـــي يآلملعـــ **
إتسعت إبتسآمته أول مآتلآقى مع أصآله أخته وبيدهآ فدوى بنتهآ ...
فنجلت عيونهآ بصدمه مسرعه من خطوآتهآ تلحق أخوآنهآ وهي تصيح: سنــد !! وش فيـــه مآآلـك
صآح مآلك: نزلنـــــي يآلكلـــــــــــــب
نقزت فدوى الصغيره وهي تشد يد أمهآ وشكلهآ بتبكي: خلي ثنــد يحملنــي ,, مآآآلي دخـــــــــــل مآآآمـآآآآ
كآنت مسرعه خطوآتهآ على الدرج للحظه إللي حست فيهآ بتعثرهآ من شد فدوى ليدهآ ورآهآ وبغت تطيح: بــس فــدوى
فدوى: ثنـــــــــد وقف .. ليش تحمل مآلك وهو كبير .. إحملني أنآآآآآ أنآ ثغييييرآآآآآآ , مآمآ خلي ثند يحملني ذي مآآآآلك عآآآآآآآ
شآلت بنتهآ إللي بدت تصيح وتبكي بتمثيل وكملت بآقي الدرج تلحقهم , مآلك بعده يصيح وينتفـض وسند سآفهه ومكمل خطوآته لحد مآوصلـوآ أخيــراً .................!
أخيراً عند طآولـة السفـره ! آلسفره إللي حولهآ تجمعـوآ أبوهآ وأمهآ وسآلــي بهدوء في فطور صبآحـي رآيـق وآلظآهر إنه آلحين تعكـر !
وقفت أمهآ عن الطآوله مصدومه ونظرة عيونهآ يتآكلهآ الخوف: مآلــك .. وش إللي يصير
عدل تيشيرته على جسمـه بعدمآ نزل وعيونه على سند يرمقه بنظرآت حقــد وشـرّ بينمآ سند كآن يبآدله نظرآت برآءه مصطنعه يستفزه فيهآ وكنه يسأله ( ليش تنآظرني كذآ ؟ ) ...
ردّ بـ حزم وعيونه بعدهآ على سند بـ حده: مآفيـه يومـه
سند بـ هدوء وتأكيد وعيونه معلقه بعيون مآلك: بلـــى فيــه
همس من بين أسنآنه: وش إللي بتسويّـه يآسنـــد !
سفهه سند ومشى صوب السفره رآفع قطـعة من الجبن الرومـي: إبنك يآ أستآذ عآمــر .. إبنك يآسِــت جوآهـر .. إبنكـم مآلــك .... – إلتفت ورآه لمآلك بـ إبتسآمه قصيره وأردف بتأكيد وعيونه مثبته بـ عيونه - متـــــزوج
شهقت أمه شهقه قصيره تدآركهآ سند وكمل: سلآمتك لآتخترعين .. ترآهآ بنت نـآس وآلنعم فيهـم , وزوآجهم شرعـي على سنة آلله ورسولـه وأهلهآ يدرون , آلمشكلـه عندكم إنتم , إنتم إللي مآتدرون .. وهآلشيّ مقلق مآلـك ومعذبـه وأنآ قررت أرحمـه وأريحه من عذآبآته ..
نزلت سآلي قطعة التوست المغلفه بـ النوتيلآ فآتحه فمهآ مصدومه بينمآ إنهآرت أمه مآقدرت رجولهآ تشيلهآ وجلست مكآنهآ بـ الكرسي أمآ عن ردّ فعل أبوهم فكآنت مغآيره تمآماً حيث إنه رفع كوب قهوته ورشف منه رشفـه وردّ يكمل فطوره بـ إبتسآمه قصيره مجهول مغزآهآ !
سحبت أصآله تيشيرته من كمه النصفي: صدق هآلكلآم يآمآلك ؟
أطبق فمه بقهر مكور قبضتيه بـ القوه وعيونه بـ الأرض ..
تمتمت أمه من بين صدمتهآ: وش هآلكلآم يآبو مآلك !
إتسعت ابتسآمته – رد بلآ مبآلآه أو إهتمآم - : عآدي .. شويّ وبيطلقهـآ - نآظره بثقه مبتسم - وبكيفــه وبكآمل إرآدته
إنفرجوآ شفتيهآ موسعه عيونهآ لآخرهم بعدم تصديق: وشهــووو ! وش السآلفــه ! مآتسمع إنت وش إللي يقوله ! ولدك مآلك متزوج وبآلسـرّ ! أي مصيبه هذي إللي سوآهآ وتزوج بلآ علمنآ وشورنآ ! أي مصيبه هـــــــــذي – مسكت رآسهآ بين يدينهآ وبدت تعول وتنتحب – آآآآآهـ يآآربي ليش كذآآآ ولدي الوحيد ضآيعه علومه ومختربه أخلآقـه , ولدن فآســد حسبي آلله عليك يآمآلك وعلى سوآيآك إللي تسود آلوجيه حسبي آلله عليك
نهرهآ بحده مزمجــر: بــس يآمــره ..
....: وش إللي بس ! إنت مآسمعت وش سوآ ولدك قليل الدين سويد الوجه !
ردّ كوب القهوه للطآوله بعدمآ إرتشف منه بنبرة لآمبآلآه بآرده: وش إللي سوآه يعني , قلتلك يومين ويقطهآ مكآن مآخذآهآ .. عآدي لآتكبرين السآلفـه
بلعت سآلي ريقهآ وعيونهآ محملقه بـ أبوهآ مآهيب قآدره تستوعب حكيه وردّ فعله الغريب العجيب بهآلموقف ! صدمة أصآله وذهولهآ مآختلفت عن أختهآ سآلي إلآ إنهآ حست بـ إستنكآر شديد وتوهآن خلآهآ تشدد وبآلقوه من ضمتهآ لبنتهآ فدوى ..
مآلك إللي إنفغر فمـه شبر موسع عيونه لآخرهم بعدم تصديق , معقوله ! أبوه قآسي الحكم شديد العقآب هذآ هو رآيـه ! أصلاً وين الرآي ! هذآ كلش مآهتم , الموضوع مريـب وفيه أسبآب من ورآه مو بس سبب !
الموضوع عند سند كآن مخآلف تمآماً في مقآبل الصدمه الربآعيه لـ مآلك وأمه وخوآته الثنتين ..
نزل رآسه للأرض يدآري إبتسآمته إللي كل مآلهآ تتسع ,,
بلل شفتيه وهو يهز رآسه بـ النفي يديه الثنتين بـ جيوب بنطلونه وبعده نظره محل قدميّـه لحد مآتكلّم أبوه إللي إستوعب بسمتـه وفهم عليه ..
بـ جمـود وثبـآت , هدوء وثقـه: بيوم من الأيآم كآن فيه شـآب .. وسيم المظهـر , بذيك الأيآم كآن يشبهكم ثنينآتكـم – أشر بسبآبته مآبين سند ومآلك – رآعي حريم مآينآفسه أحدّ , كآزآنوفآ مثل مآيقولون .. حسبآلكم حيآته حريم وبس مثل هذآ الفآشل – أشرّ على مآلك – لآآ , الحريم كآنوآ الشيّ الحلو إللي مآخد مسآحه من حيآته بنسبة وآحد في الميه وهآلنسبه بعدين إكتشف إنهآ كبيره عليهم
مآيستآهلونهآ .. – أسند أكوآعه للطآوله مشبك أصآبعه ببعضهم وكمّل بنفس آلهدوء وآلثقه - هآلشآب كآن ذكـي , قيآدي , ومسئول , والأهم من كل هآلموآصفآت إنه كآن وآثـق وطمـوح ... – رفع سبآبته وهزهآ بـ تنبيه - مبّ شرط زين وجهك ولآ ثقل جيبك ولآ زود علمك كثر الثقـه والطموح .. الثقه إن ملكتهآ فـ إنت قآدر تقنع كل من حولك بـ إنك تملك بآقي الأشيآء , وآلطموح إن ملكته فـ إنت قآدر فعلاً
إنك تحقق هآلأشيآء .. – كمّل بـ إبتسآمه مع رفعة حآجب بنظرة فخر وإعتزآز - وهآلشآب كـــــــآن يملكهـم .. وهو بـ عُمـرك تقريباً – لـ مآلك – ثلآث وعشرين أو أقل بسنـه , بـ مصـر .. إلتقى بـ البنت إللي ظنهآ حُبّ حيآته وحلـم عُمـره .. كآنت أذكى من إنهآ تكون مجرد إسم بـ قآئمـة الأسمآء الطويلـه للبنآت بحيآته .. نظره حلوه ولمسه أحلى ووقـع المحظـور , شلون يكون هو السبب بفضيحتهآ ,
شهآمته أكبر من إنه يعرضهآ لهآلموقف .. وفعلاً تزوجهــآ .. كآن مكتفي ذآتياً ومآدياً عن إحتيآجه لـ أهله بحيث إنه كآن قآدر يحتويهآ بعدمآ أنكرهآ أهلـه وأنكروه مؤقتاً لحين إنفصآله عنهآ وكنهم كآنوآ يدرون مسبقاً إنهآ مجرد نشوه بتآخذ وقتهآ وتزول .. مرت أيآم حلوه وشهـور لحد مآجآهم الخبـر .. الخبر إللي بسبته إنقلبت الموآزين .. كلهآ كمّ شهـر ويصير أبـو .. بس يآترى هل هو فعلاً الأبـو ! بدآ إبليس ينسج خيوطـه لحد مآغلف عقلـه , ولغـآه .. لحد مآوصل عند النقطـه إللي فيهآ تتحكم العوآطــف
, العوآطف إللي مآيقدر أي رجـل شرقـي إنه يغآلبهآ بعقلـه , عوآطف الشك والظنـون .. متأكد إنه ولده من صُلبـه بس هآلإحسآس القآتل بـ الشك شلون يتخلّص منـه ! هآلإحسآس إللي كل مآله يتفآقم دآخلك ويفتك بكلّ أجزآئك وحده وحده مثل المرض الخبيث , يصيبك وإنت مآتدري , ينتشر بسرعه وإنت مآتدري , يسيطر عليك تمآماً وإنت مآتدري لحد مآتنتهـي فجأه وإنت مآتدري .. هذآ هو الشــكّ ! تبدلت
حيآته وحيآتهآ معه , تحوّل الحُب لـ كُـره , صآر قربهآ حجيـم وشكلهآ لآمن يشوفه هو السبب الوحيد لـ عصبيته وضيق خلقـه , إنفعآلآته الحآده بلآ أسبآب ومبررآت , وصل الموضوع لـ شتـم وسبآب , هجــر , ثم ضــرب .. وهكذآ لحد مآنولـد الولـد , كرهه تضآعـف أضعآف وأضعآف , فكرة إنهآ خآينه وإنه ولد
حرآم هي إللي إستقرت .. هي إللي تربعت على عرش عقلـه فآرضه قوتهآ وسيطرتهآ ومآكآن بيده إلآ الإستسلآم لهآ والخضـوع ... أنكرهآ , وأنكـرّ أبوّتـه , دخلوآ بـ قضآيآ ومحآكـم .. مآلقى إلآ إنه يسمع لـ شور محآمـي كآن صديقـه بذآك الوقت .. آلقـــــذف , - ضمّ أصآبعه الثلآث الأخيره وفرد إبهآمه والسبآبه وكنه يطلـق بـ مسدس – وتمـــت عمليّـة القــذف بنجآح .. إفتك منهآ ومن ذآ البلآ إللي تبلت
عليه فيـه ... طلقهآ بـ السرّ وردهآ لـ بلدهآ , لـ مصـر , ردهآ ذليلـه الخآطر مكسـوره الجنآح , مجروحـه الفؤآد , مهآنـة الكرآمه , مطعونـة الشـرف ! تبكـي بحرقه , تنتحب بـ مرآره .. بحضنهآ ولدهـآ إللي قررت بهآلدنيآ إنه يكون سنـــدهآ , وعلى هآلأمــل ..... – سحب نفس مسموع بـ إبتسآمه - سمتــه سنـــــــــد !
شهقـه عآليـه فجآئيه وجمآعيّه من زوجته وبنآته الثنتين ... تعلقت عيونهم المذهوله على سنـد , إلتفت مآلك يمينه مصدوم , بوجه أبيض شآحب , بآهت لـ سند إللي إنتفض صدره بضحكه مقطوعـه ...
ردوآ عيآله ينآظرونه بـ إستنكآر , إرتفعوآ حآجبيه ببرآءه مصطنعه وهو ينقل عيونه بينهم: مآعجبتكـم القصـــه ؟
أرخت سآلي وأمهآ أبصآرهم للطآوله في صمت بينمآ أطبق مآلك شفتيه بـ أسى وعيونه للأرض .. أصآله إللي كآن لهآ فعل مخآلف بحيث إنهآ ولآ إرآدياً سآلت دموعهآ بغزآره محتضنه بنتهآ لصدرهآ وعيونهآ على أبوهآ بـ نظرة لوم حزينـــه ..
....: مآمآ ليش تبكـــي !!
قوست شفتيهآ الصغيره بحزن وبنبره بآكيه: مآآمآ لآآ تبكــي أنآ كمآن ببكــي
بـ نبره هآزئه وملآمح إستخفآف لـ سند: هآآ يآسنــد أمـــك ! شلونهـآ الحين ؟ عسآهآ بخيـر !
صآحت أصآله ببكآ توقفه: يوبــــــــــــآآآ
سفههآ وهو يرفع الكوب لفمه بنبره أكثر جديّه: لآتفكروآ إني نآيم على أذوني أو إن المويه تجري من تحتي ! أدري عن زوآجك من أول يوم تزوجت فيـه ..
ثبتت نظرته المذهوله بعيون أبوه الحآده ليكمل بـ إستخفآف: على بآلك هذآ هو سرك الكبير ! أبوهآ محصن عبدآلله وأخوهآ وآئل محصن عبدآلله وعمهآ فيصل عبدآلله , ثلآثتهم علمونـي بـ السآلفه ..... كلهآ
إلتفت سند ورآه ينآظر بـ مآلك إللي شحب لونه وهربت الملآمح من وجهه البآهت وكنه الحين يشوف ملك الموت ...
كمّل أبوه: تحريتك وآجد تعلمنـي بس مثل مآتوقعت , مآتعلمنـي بـ المصيبه إلآ بعدمآ تنتهـي وتلقى لهآ مخرج أو إنهآ تضيق عليك بآلحيل ولآعآد تدري شلون تتصـرف .. أمآ عن إنك تلجأ لأخوك ! ذآ عآد إللي مآتوقعته أبدّ
رفع كوب قهوته بوجه سند وكنه يحييه بنظرة إعجآب: جآلس تكسب ثقـة كل من بآلبيت .. برآفـو عليـك .. آلحين بس تأكدت إنك ولـدي – كمّل بـ إبتسآمه جآنبيه سآخره - من صُلبـــــي
تدخل مآلك بسرعـه وبحـده كنـه ينبهــه: يوبـــــــــــــــــآ !!!
فتحت سآلي عيونهآ لآخرهم وتمت تنقلهآ مآبين أبوهآ وسند إللي ثبتت عيونهم ببعض بنظرة تحدي ثآقبـه , صآرمـه , جآمـده ...
نزلت أصآله بنتهآ ووقفت قدآم سند – بترجي بآكي - : كآفــي يوبــه , كآفــي حرآآم عليك
إحتضنت فدوى سآق سند وبنبره بآكيه تقليداً لأمهآ: كآآفي يآجـدوو حرآآم عليـــك
مط شفته السفلى بنظرة إعجآب من دفآع مآلك وأصآله وبنتهآ ..
رفع المنديل الأبيض القمآشي ومسـح فمـه , وقف بهدوء وقبل يبتعد عن الطآوله رفع سبآبته اليمنى صوب مآلك: جيب زوجتك هني , مآيصير تتم بذيك الشقـه ثلآث أشهــر بروحهآ !!!!!!
/
/
نزلت طرحتهآ كآشفه عن شعرهآ المربوط بـ إهمآل ووآضح من رولآته المتشآبكه إنه مو مسرح ...
فتحت البآب ودخلت تدورهآ بعيونهآ , وينهـي فيـه بعآلمهآ الوردي , كلّ شيّ بآلمكآن كآن مآخذ هآللون بآلمعنى الحرفي لـ كــــلّ شــــــيّ ..
سجآد الأرض , الستآير الشيفون المحآوطه لجدآرن الصآله , الكنبآت الإسفنجيّه الكبيره قبآلة شآشة البلآزمآ .. بآلوردي , حتى الإضآءه كآنت وردي !
دفت بآب غرفة آلنوم: نسمـــــه !
كآنت مربعه على الصوفآ الورديّه وبيدهآ التآب حقهآ وورآهآ مربيتهآ دآدآ عآئشه تسرح لهآ شعرهآ ...
نآظروهآ ثنينآتهم بـ إستغرآب للحظـه ومآسرع مآ نقزت نسمه تآركه التآب من يدهآ وقد إتسع فمهآ بـ إبتسآمة عريضه ونظرة عدم تصديق صآحت من بعدهآ بفرحه: حــــوووووور
حآوطتهآ بذرآعينهآ مكتفتهآ وهي ضآمتهآ: حوووور أخيراً رجعتي
أبعدتهآ عنهآ لآويه فمهآ: لآ يآمتخلفـه مرقعتـش
عقدت حآجبيهآ: شلـون ؟
جلست حور على الصوفآ: إزيك يآدآدآ عآمله إيه ؟
دآدآ عآئشه: آلحمدلله بخير , إنتي كيفك ! وإيش صآر بموضوعك !
جلست نسمه جمب حور: إيش صآر !
زفرت آهه مسموعه ونظرهآ ممتد للفرآغ قدآمهآ: عُمر بيئول هيرفع قضيه على رآئف
ضربت نسمه صدرهآ مع شهقه عآليه: إيـــــــــــــششششش !!
نآظرتهآ حور رآفعه حآجبيهآ ومطبقه فمهآ بـ خيبه وإحبآط تأكيداً للي قآلته: بيئول إن إصآبتي دي عآهه , هقبسهآ لفتره وبعد القبس لو مرقعتش زي مآكآنت دآ معنآه عآهه مستديمه
ضيقت نسمه عيونهآ بـ حقد: إيييييه أحسن خله ينحبس هذآ المجرم , على كيفه يبهذل فيك أجل ومآيآخذ عقآبه
نآظرتهآ حور مبتسمه , هذي نسمه شلون تحبهآ هآلكثر ! تحبهآ أكثر من أخوهآ إبن أمهآ وابوهآ ! وآقفه معهآ ضده .. حتى وإن رآئف صدق أجرم بحقهآ بس إن نسمه تتمنى الحسآب والعقآب له ولأجلهآ ! هذي عآطفــه كبيره , حقيقيــه وصآدقــه ..
تحسست حور ظهر نسمه: خلآص متتعصبيش ههههه
رمقتهآ نسمه بـ إشمئزآز: وتضحكين مع وجهك !
حوريه: ههههه
نسمه: شوفي دآدآ عيوش هذي البنت أبدّ مآتحسّ , بآآآآرده , يآشيخه قسم إنك تجلطين , إنقشعي من وجهي
حوريه: لآء قديده إنـئشعـي دي !
كشرت نسمه بـ إستنكآر: إنئشعــي ! إخترب المصطلع العلمـي ! وش إنئشعـي هذي ! إسمهآ إنقشعـي , يعني إنقلعـي ولا يكثـر .. مآآآآآلت
هزت الدآدآ رآسهآ بقلة حيله ثم سألت بهدوئهآ المعتآد وطيبه تفيض من نبرتهآ الدآفيه وملآمحهآ الحآنيه: طيب وموضوع طلآقك !
توسعت عيونهآ فجأه وتوهآ تتذكر صآحت: إيـــه صــح وش صآآآآر !
قلبت لهآ حور عيونهآ بتحقير: يخرب بيتك , إكتمي صوتك دآ
نسمه: وش صآر صدق مآعلمتيني وأنآ أكلمك بآلجوآل ! هآآ
حوريه: بآبآ فـ دُنيآ تآنيه , مش عآرفه إزآ كآن هآمه يعرف حآقه عني أو لآ
نسمه: يمكنه غآسل يده من رآئف وسوآيآه من بعد إللي صآر من قبل
مطت شفتهآ السفلى مآتدري: آممم ممكـن
نسمه: طيب أمك وعُمـر !
حوريه: مآمآ وعُمـر تحت على فكره !
حطت يدهآ على فمهآ فآتحه عيونهآ لآخرهم بعدم تصديق بينمآ حركت حور رآسهآ بآلتأكيد ...
نسمه: يآويحـي , خلآص كبرت السآلفـه
حوريه: هيّآ أصلاً كبيره من الأول وإحنآ إللي أغبيآ غلطنآ لمآ خبينآ الموضوع , عآملين فيهآ فآهمين وهنخلص كل حآقه وإحنآ أغبيآ أصلاً
دورت نسمه عيونهآ بتفكير: إيه وآلله إنآ تآفهآت , - التفتت عليهآ بسرعه تنبههآ لشيّ – حور تكفين مثل مآوصيتك لآتذكرين إسمي بـ السآلفه , لآتعلمينهم إني كنت أدري بـ الموضوع وآلله إن تذبحني أمي
حوريه: يآخآينه هتسيبينـي لوحدي فـ وش المدفع
تحسست نسمه ظهر حور بـ إبتسآمه مصطنعه: إيه يآروحي مآعليه إنتي قدهآ
زفرت نفس مسموع بـ وهن و قلة حيله: ربنآ يستــر ...
وقفت الدآدآ مستأذنه تتركهم على رآحتهم ومشت بعدمآ هزت نسمه وحور روسهـم بـ تفهـم ...
أسرعت نسمه تسأل حور بهمس: طيب مآتعرفين وش ينوون عليه أهلك !
مددت حور على الصوفهآ وفردت رجولهآ على فخذين نسمه: مش عآرفه , بس أكيد إني مش هرقع تآني لرآئف .. أصلاً مآمآ بآلعآفيه وآفئت إني آقي معآهم النهرده , بس أنآ أولتلهآ ليآ أغرآض هنآ وعآوزه أقيبهـم
نسمه: جد لك أغرآض ولآ تبين تودعين المكآن بآلنظره الأخيره !
رفستهآ وهي تضحك: ههههه بآيخـه
نسمه: ههههه وليش تضحكين
حوريه: بـقآملــك
نسمه: ههههه طســي بـس ..
حوريه: عآدي أصلاً مش فآرء معآيآ , رآئف هو إللي هيتعزب فـ بعـدي
إرتفعوآ حآجبيهآ بـ إعجآب: أحلآآآآآ وش هآلثقـه يآمعذبة قلوب الرجآل إنتي
حوريه: ههههه بكره تشوفي , أخوكي بنفسه هو إللي هيرقعلـي
نسمه: إيه إيه بيجيك نآدم يبكي ويتوسل وإنتي ترفضينـه وتقفلين البآب بوجهه بعـد , شفت هآلفلم من قبل .. شفته شفته
ردت حور ورفستهآ وهي تضحك: ههههه غبيــه
عدلت نسمه العبآيه على رجول حور وصآرت تقفل لهآ الكبآسين إللي إنفتحت بـ نبره أضعـف: شفتي عآد أنآ وش إللي صآر علي !
حور: حصل إيه ؟
نسمه: تأجل زوآجـي .. مو شهر ولآ إثنين .. – نآظرتهآ بـ حزن – ثـلآث أشهـر يآحور , ثــلآث
إعتدلت مستقعده معقده حآجبيهآ: يآسآتر ! ليــه !
سكتت نسمـه بينمآ إتسعت عيون حور وكنهآ تذكرت: آآآآهـ .. عشآن مرآت عمك يعنـي !! طنط جيهآن – وهنت نبرتهآ – آلله يرحمهآ
نسمه: هذآ سبب
إرتفعوآ حآجبيهآ: ليه في أسبآب تآنيه ؟
قوست شفتيهآ بحزن وكنهآ بتبكي ..
إلتصقت فيهآ حور هآمسه: مآتتكلمـي .. فيه إيه ؟
نآظرتهآ نسمه بعيون مدمعه: تدرين إن زوآجنآ كآن مقرر بعد شهر بـ الضبط
حور: أهآ
نسمه: طلآل علمنآ إنهم أجلّوآ آلموضوع معـه لبعـد شهريـن ورح يتم الزوآج على السآكت , لآحفل كبير ولآ صجـه , ولآ حتى طقآقه ههههه
لوت حوريه فمهآ المطبق بـ ضيق ثم تبسمت: ههههه دآ على أسآس إنك بتشوفي الطئآئه دي
ضحكت غصباً عنهآ: ههههه طئآئه فـ عينك يآغبيه إسمهآ طقآقه ههههه حور تكفين لآتتكلمين مصري ترآ تخربين علي وأنآ أمثل إني حزينه أضطر أضحك
نقزتهآ بكوعهآ: إفردي وشك مش لآيئ عليكي الزعـل .. إنتي إيه إللي يهمك الطئآئه دي ولآ دكتر أوووو
نسمه: ههههه دكتر أووو طبعاً
حور: خلآص متفكريش كتير
نسمه: مدري ليش خآيفه أو..... – وهنت نبرتهآ بتفكير ونظرهآ ممتد للفرآغ – أو قلق .. أحسّهآ إشآره , يعني كآن بعد شهر صآرت وفآة زوجة عمي , أخوآني طلبوآ التأجيل شهر بعد بسبب الوفآه قآم عديّ أجلّه شهر زود .. تأجيل ورآ تأجيل مدري وش بعد ..
....: طيب وهو ليه زود شهـر كمآن ؟
نسمه: مدري , بس يقول إن بعد شهرين فيه ندوه طبيـه , إللي فهمته إنه مؤتمر أطبآء يجتمعون بـ محآضره فـ كلّ بلد .. رح يستمر هآلشيّ تقريباً خمسطآش يوم .. قآم وأجلّ الزوآج شهر ثآلث .. ثلآث شهور من آلحين
حور: آممم طيب ليه النظره المتشآئمه دي ! ليه متئوليش إن كل تأخيره فيهآ خيره ...
نآظرتهآ نسمه بـ تشكك: إنتي كذآ رآيك ؟
مطت شفتهآ السُفلى: آممم يعني , ربنآ مبيمنعش حآقه إلآ لسبب .. أو ممكن لأن كلّ حآقه مكتوبـه وليهآ معآد محدد تحصل فيه .. إنتي مش مكتوبلك تتقوزي إلآ بعد تلت شهور من دلوئتي .. يعني هتتقوزي فــــ ........ آممممم , إحنآ فـ كآم ؟! تسعـه , عشـره , حدآشـر ,, إتنــآآشـ ............. إتسعت عيونهآ بصدمه فآتحه فمهآ
عقدت نسمه حآجبيهآ: خير إنشآلله !
شبح إبتسآمه إرتسم بملآمحهآ: لآآآآآآآهـ
نسمه وإللي بدآ آلتوتر يسيطر عليهآ: خير إنتي ووجهك وشهو إللي لاآآ ؟
حوريه: هتتقوزي فـ أول شهـر إتنآشر , يعني أول ديسمبر , بغض النظر عن إنه هيكون فـ الشتــآ والقـو ســئعـــه بررررد ومش هتعرفي تتهني – غمزت لهآ بلعآنه ثم أردفت تضحك – هههههه
ضربتهآ نسمه على فخذهآ ثم أشآحت بوجههآ تخبي إبتسآمتهآ: وجــع يآقليلة الحيآ
حوريه: ههههه يآحرآآآم هتلبسي إزآي أومصـآن النوم الخليعـه في البرد دآ ؟
نسمه: ههههه وجع حووووور يآللي مآتستحين آلعمــى
حوريه: ههههه لحظه لحظه , شوفي الـقآنب الإيقآبي في الموضوع .. – مطت رقبتهآ رآفعه رآسهآ بـ ثقه – أول ديسمبر دآ عيدميلآدي .. يوم وآحد إتنآشر بـ الزبط .. يعني أول الشهر دآ هيكون وش السعـد عليكـي , خلآص أنآ كدآ إتطمنت عليكي
إتسعت عيونهآ ومعهآ إتسعت إبتسآمتهآ ببرآءه: يوه يوه يوه , إيه وآلله شلون نسيت ,, إنتي وآحد إثنآعش عيدميلآدك , جعلك يآعديّ بآللي مآنيب قآيله تخربطت علومي ومآدريت عن شيّ
لوت فمهآ بـ إنزعآج: آه دكتور أوو لحسلك مخك
ضمتهآ نسمه مبتسمه بنبره طفوليه ترآضيهآ: ههههه وآلله أعيف العآلم كلهم لأجلك , عآد شوفيني معك ضد رآئف
بققت عيونهآ فآتحه فمهآ , توهآ الحين تتذكر , رآئـف , طلآقهآ , أمهآ تحت وأخوهآ , سبب وجودهآ آلحين ..... ولآ على بآلهآ وجآلسه تنكـت مع نسمـه ...
وقفت بسرعه ومع وقفتهآ إنتفضت يدين نسمه من حولهآ ..
نآظرتهآ مخترعه: بسم آلله إنتي وشفيك ؟
حوريه: آلله يخرب بيتك , عمآله أرغي معآكي ونسيت نفسي , لآزم أطلع القنآح بتآعي ألّـم شوية حآقآت وأنزل لـ مآمآ ..
نسمه: طيب لحظـه بروح معك .. إنتي إطلعي لجنآحك وأنآ بنزل أسلم على خآلتي وانتظرك ..
مشت بـ إستعجآل لبرآ الصآله: طيب يلآ يلآ بسرعـــه .....
/
/
بـ المجلس إللي إعتآد دخولـه والمكوث فيـه ..
وبـ نفس المكآن كآن ينتظـر في صمـت , صمـت خجول محـرج , صمـت اللوم والعتـب , يعيـد ويزيـد العذر والتبرير إللي قضى سآعآته السآبقـه يألف فيـه وينسـق , يرتـب ويجمّـل , علّـه بـ إستمآته يكون مقبـول !
قبآله أخوهـآ , فآهـد , هذآ الرجّآل بـ ذروة شبآبـه , أوآئل الثلآثينآت إلآ إن همّ كبيـر وحزن مرير طآبـع أثره بين قسمآت وجهه البآهـت .. كلآمـه قليـل يكآد يكون معدوم ..
" وش سرّ هآلحزن الطآغي كله ! معقوله لأجل زوجـة أبوه إللي مآجمعتهم عشره ولآ بعمره شآفهآ ! مستحيل يكون هذآ هو السبب , جموده قآتل وبروده أليـم , حتى إنه مآوجّه له أيّ كلمـة لوم أو حتى نظرة عتب .. مآهتم ! أو إنه مآ لآحظ بـ الأسآس ..! هذآ فآهـد شكلـه خآرج النطآق والتغطيّـه , خلـه بهمـه ربـه بـه لطيـف وخلنـي أنآ بآللي ينتظرنـي .. سُهيـل طوّل , عسآه يقدر يقنعهآ , وش مآسويت أتمّ غلطآن ومآ أستآهل إلآ التحقير صدق رآمز وش بيجي من ورآي إلآ سوآد الوجـه , وش إللي يقولونه آلحين عنـي ! بدآل مآ أكون أول الموجوديـن إلآ إني آلحين آخر المعزيـن .. مآتستآهلين يآوردهـ أي شيّ من إللي يصير ويّآك , آلله إذآ أحبّ عبد إبتلآه , وأنآ بلآك الأعظـم , قلت بتركك , بتتعذبين شويّ بس وجـع يوم ولآ وجـع سنوآت , جيتك وأنآ عآزم الهمـه وعآقد النيّـه آفسـخ مآربطنآ بس بعـد هآللي صآر شلون ! شلون أتخلّى عنك ! ضربتين بـ الرآس توجـع وآنتي الضربـه الوحده برآسك فـ مقتـل .. حتى وان بغيتي هآلإنفصآل .. سآمحينـي , مآرح أحققـه ........... "
رفع رآسه ليشوف إللي دخل عليـه بملآمح سبق وشآفهآ بوجـه فآهـد , الخيبــــه !
وقف بـ عجله يسأله مع انه قد فهم التعبير المرسوم بوجهه وإللي كآن بـ الرفض للي يبيه: هــآ ؟
أطبق سهيل فمه بـ خيبة أمل: مصره مآتقآبل أحد
وقف فآهد بدوره مقرب عليهم مشكلين ثلآثتهم حلقـه ..
آدم بـ إندفآع: شلون مصره مآتقآبل أحد ! أنآ مو أي أحد .. وبعد جوآلهآ مقفل , قلتلك إنحطيت بـظرف طآرئ وبسبتـه إنقطعـت عن خلق آلله , لآ أعرف علومهم ولآ هم يعرفون أخبآري .. يعني شيّ مو بيدي ولآ مو معقوله بكيفي بغيب بمثل هآلظرف إللي صآر
سحب سُهيل نفس مسموع بـ قلة حيله: وأنآ وش بيدي ! مقدر أجبرهآ على شيئن مآتبيـه
حنت نبرته لـ ترجي: طلبتك سُهيل حآول معهآ مره أخيره ,, أنآ مقدر أطلع اليوم من هني بدون مآ أحآكيهآ وأفهمهآ , حتى وإن مآقتنعت بذآ آلشيّ ولآ قبلتـه كل مآ أبيه إنهآ تسمـع .. بس تسمـع
سُهيل: وش بيدنآ ومآسوينآه ؟ فآهد حكى ويّآهآ وأنآ من شويّ , حتى إن الوآلده آلحين عندهآ وبعدهآ عند وضعهآ وموقفهآ منك .. والصرآحه وهي بذي الحآله مآنقدر نغصب عليهآ شيّ أو نجبرهآ لشيئن مآتبيه , آلسموحه منك يآ آدم بس يآليت إنت بعد تقدر موقفنآ وتعذرنآ
تمّ ينقل نظره بين فآهد وسهيل بـ توسّل صآمت , أطبق فآهد شفتيه بـ أسى ونفسـه سهيل إللي رفع كتوفه بمعنى إن مآبآليد حيلـه ...
أطبق فمه بآلقوه لحد مآختفوآ شفتيه سآحب نفس مرير , حرك رآسه بـ تفهـم مربت على كتف سُهيل ..
جآ بيروح إلآ وإنفتح البآب ...
....: آلسلآم عليكـم
تعلقت الأنظآر عليهآ مآبين دهشـه من فآهـد وتعجب من سُهيـل , وبلآهه من آدم ..
سأل سهيل بـ إستغرآب: خيـر يومــه !
قربت صوبهم بخطوآت رزينه وآفقت نبرتهآ الهآديه: شلونك يومه آدم !
أخفض نظره للأرض: بخيـر آلحمدلله , شخبآرك إنتي عسآك بخير ..
تنهدت بـ بنبره محبطه: آلحمدلله على كلّ حآل .. بغيت وردهـ !
رفع رآسه بسرعه ينآظرهآ بـ لهفه وإهتمآم .. كملت بنفس الهدوء: تعآل يومـه معـي , آلبنت تعبآنه ومآتقدر تنزل لك
إستوقفهآ سهيل بـ إستنكار: يومـــه !
هزت رآسهآ بـ الإيجآب: مآعليـه يومـه , آلبنت نفسيتهآ حيل تعبآنه وأكيد محتآجه خطيبهآ حتى وإن أنكرت هآلشيّ .. تعآل يآ آدم معـي ..
سحب نفس سريـع رآفع نظره يتحمدآلله بخآطره ويشكره ...
طول طريقهـم وهو يتبعهآ بـ صمت نظرآته صوب الأرض محل وقع قدميـه إللي يتسآبقون بـ الخطوآت ورآ أم فآهـد , مآكآن يدل شيّ ولآ يشوف شيّ إلآ إنه يتبعهآ بـ صمت بدآية من خروجهم من المجلس لحد مآرقـوآ للطآبق الثآنـي وأخيراً إستقرت خطوآتهم عند بآب غرفـه وقفت عندهآ أم فآهد ملتفته عليـه: تفضـل , هذي غرفتهآ
ثبت عيونه بوجههآ إللي مآيشوف منـه شيّ بسبـة غطآهآ الكثيف , مآردّ إلآ بهزة رآس مطبق فيهآ شفتيـه بـنظرة شكر وإمتنآن ..
تمّ ينآظرهآ بعدمآ أعرضت عنه وإختفت بـ الممرآت تآركته بروحه قبآل بآبهآ ..
سحب نفس عميق من خشمـه مغمض عيونه في محآوله منه للتأهـب والإستعدآد للموآجـهه ...
أطلق نفسـه بـ توتر من فمـه المضموم يفرك اصابع يده اليمنـى إللي يحسّ بـ تعرقهآ بوسط الكـفّ , أحآسيس كثيره مختلطـه بعدم رآحـه , خـوف , قلق , توجـس , ترقـب .. توتـر عصف بكيآنـه وأرجفـه .. لهآلدرجـه صعبـه الموآجهـه ! صعبـه الخيآنـه ! صعب الكذب وصعب النفآق .. صعب الخدآع .. بـ إيش يوآجههآ وهو خآينهآ ! وهو كذّآب .. كذب كذبـه وبعده يكذب وهآلكذب مآرح يوقف لأنه مآيصير يوقـف .. بعـده ينآفقهـآ وبعده يخدعهـآ .. بعده وبعده وبعده ... أشيآء كثيره غلط بدآهآ معهآ , بدآهآ وآستمر فيهآ ومن الصعب آلحين يوقفهآ .. أقحمهآ بـ أخطآءهـ وخطآيآهـ , شكوكـه وظنونـه , حيآته وإنحرآفـه ...
/
/