الفصل الثآني والعشرون
استحلفتك بـ ضعفـي وقوتك , وأقسمت عليك بـ عجزي وإقتدآرك , إلآ جعلت لي مخرجاً من ظلمتي إلى نوري , ومن نوري إلى نورك , سبحآنـك , لآ إله إلآ أنـت , لآ إله إلآ آلله ...
" يآ أيتهآ النفـس المطمئنـه , إرجعـي إلى ربك رآضيـة مرضيّـه "
/
/
الثآنيه صبآحـاً ..
تخطـى المدخل الترآبي للعمآرهـ وإللي تظهـر للوهله الأولى سآكنه وموحشـه مآفيهآ أي روح نآبضـه أو حيآه ..
دخل من البوآبه القزآزيّه العريضـه يمسح وجهه برآحة يمنآه مآليه التعب كآسيه الإرهآق وتـو مآ أبعد يده عن وجهه يفتح عيونه بـصعوبه إلآ ونقـز خطوه لورآ من خرعته وهو يشوف هآلجسم الكبيـر مستند على الدرجآت الثلآث للسلـم ملآصق بـ جنبه الأيسر للجدآر ورآسه مستنده عليـه , هـذي أبدّ مآهيب قطـوهـ على السلآلم بمنتصف الليـل !
" آعوذ بـ آلله من الشيطآن آلرجيم , آعـوذ بكلمآت آلله التآمآت ..! "
قآلهآ وعيونه بعدهآ معلقه على هآلجسم السآكن قدآمه بلآ حرآك يخطي خطوآته المتثآقله بتوجـسّ لحدّ مآمتدت يده لقبس من قوآبس الإضآءه العديده بـ الجدآر وبضغطة زرّ معروف مكآنهآ مسبقاً تبدل هآلظلآم الدآمس وآحتل آلنـور مكآنـه كآشف عن هوية كلّ شيّ تلحفـه الظلآم من لحظآت , بعدهآ عيونه المترقبه كآنت مثبته على هآلجسم بـ إنتظآر إختفآءه بمجرد وصول النور , ومع الإضآءه إتسعت عيونـه لآخرهـم بنظرة دهشه وقلـق محتد ..
جآلسه على الدرجه الأخيره للسلم من فوق كتفهآ الأيسر ورآسهآ مستنده للجدآر جمبهآ , بوآطن سآعديهآ الإثنين برآحتيهآ ملصقين ببعض مآبين فخذيهآ , تبدلت رتآبة شكلهآ من كحلهآ الدآكن السآيل على وجنتيهآ المصفـره مغرقهآ دموع صآمته متوآليـه .. كآنت حآفية القدمين ببنطلون بيجآمـه قطنـي رمآدي اللون مقلم بـ الطول تقليمآت سودآء وتيشيرت نص كـمّ سآده تمآماً أسود اللون ...
همس بدون مآتتلآقى شفتيه همس الصدمـه وعدم الإستيعآب " وردهــ !! "
بلآ إجآبه أو حتى حركـه من وقت دخوله وحركته الوآضحه حتى بعدمآ أشعل الإضآءه , شلون وعيونهآ يشوفهم من مكآنه مفتوحيـن برغم جفنيهآ المسدلين وبعدهآ الدموع تتسآقط من بينهـم بغزآره ...
مشى صوبهآ لحد مآوصل عندهآ جآلس على الدرجه الأخيره قدآمهآ على ركبتيه منزل الملفين من يده لـ الدرج جمبه يستنطقهآ بـ قلق وآضـح " وردهــ !! "
على وضعهآ بلآ ردّ ولآ إستجآبه برغم تكرآره لإسمهآ لمرآت عديدهـ قرر من بعدهآ يمد يده لـ ذقنهآ , وبمجرد مآرفع لهآ ذقنهآ بهدوء وعيونه محتده بترقب تلآقت نظرآتهم للحظآت قطعهآ خصلـه من شعرهآ الأحمر النآريّ الصآرخ تنسدل من جمبهآ الأيمن وتطيح على وجههآ مدآريه عيونهآ إللي قفلتهم بـ قوه وكنهآ تعتصرهم أســى ومـرآر فآض من هآلملآمح الحزينـه كميـه مرعبـه من الوجــع على إثرهآ إنقبض قلبه وآشتدت عضلآته الحسيّـه بـ تصلّب لحد مآتضآعفت صدمتـه أضعـآف بتشنـج فـ كلّ أعضآءه وحوآسـه وهو يستمع لصرير خفيف خآفت , بـ التصوير البطيئ أخفض عيونه من وجههآ لـ مآبين رجولهآ وهو يشوف بقعـه من السآئل أصفر اللون على درجـة السلم شآقه طريقهآ لبآقي الدرجآت وصولاً لعنده وبنفس اللحظـه لآحظ ذيك البقعه الدآكنه إللي كل مآلهآ تتسـع تآركه أثرهآ الوآضح على بنطلونهآ مآبين فخذيهآ ..
حملق بوجههآ لثوآني فآتح فمه ذيك الفتحه الصغيره بعدم تصديق ووقع الصدمه بعده متملكـه " من جـدّ ! هآللي صآر حقيقـي ! تبولــت على نفسهــآ !! "
وقف وهو ينآظر بثوبه محل ركبتيه وآثآر من هآلسآئل قد تعلقت بثوبـه نآفض غترته البيضآء من على رآسه وبلحظتهآ إنتفض عقآله طآيح بـ الأرض ..
غطآ رآسهآ بـ غترته البيضآء وملآمح من الهلـع والذعر إكتسته ولأول مره من بعد خبر فرآق أبوه للحيآه , سندهم وظهرهـم , تلآه ولثآني مره نفس الخبر بوفآة أخوه فـرآس , هذي هي أحآسيس فجيعـة الموت المريـره ..!
شدد من مسكته على كتوفهآ يستنطقهآ بقوه: ردي علــيّ .. وردهـــ ! وش إللي مجلسك هنـي بـ نص آلليل وبروحك ! وردهــ ! – قآل وردهـ الأخيره بنبره أقرب للصرآخ بـ إنفلآت أعصآب تآركهآ مكآنهآ بروحهآ ودخل لشقـة أحمـد أخوه بـ أول دور على اليمين قآبلتهآ شقة رآمـز –
دفّ البآب بمقدمة رجله وشيئ من العصبيّه قد سيطر عليه وعيونه تجول بهآلظلآم القآتم وهو عند البآب , بمعلوميّه مسبقه لمكآن قبس النور مدّ يده وبثوآني بدت الإضآءه تنتشـر كآشفه عن كلّ السوآد ومع إشتدآد الإضآءه إشتدت نبرته بـ صيآح: يــــآآ أمّ وردهـــ !
خــــآلــــــه ..!
عند مكآنه بلآ إستجآبه , مشى بهرولـه يدورهآ بعيونه , إبتدآءاً من مدخل الشقـه والممرآت الطويله المؤديه لصآلة الإستقبآل الأولى ومن بعدهآ الصآله الثآنيه المفتوحه على غرفة المعيشـه والمطبـخ ..
كلّ مآكآن يدخل غرفه أو ممر إلآ وتمتد يده لإشعآل قبس النور فيهآ وكلّ مآله ينقبض قلبـه أكثر وتحتد أنفآسه إللي تكآد تخنقـه لحد مآوصل للصآله الصغيره وإللي يتفرع منهآ غرف النوم ولآ إرآدياً طآحت عيونه على غرفه النوم الرئيسيه وإللي كآنت هي الوحيده ذآت البآب المفتـوح ..
بخطوآت بدت تقلّ تسرعتهآ وتتثآقل مشى صوبهآ لحد مآوقف عند عتبتهآ وبتردد تملكـه حسّ معه بـ شلل فـ يده اليسرى إللي خآنته بـ إرآدته إنهآ تمتد لقبس النور وتكشف عن الحقيقه إللي تأكد من فجيعتهآ بس فـ ذي اللحظـه بعدمآ سرى بـ جسده النحيـف قشعريره بآردهـ كآنت كفيله تصلب أدق الشعيرآت بـ جسمـه , ممكن سبـة هآلشيّ برودة الهوآء الصآدر من المكيف وإللي كآن كفيل يلفـح أيّ جمآد سآكن وينخره من شدة بروده أوّ شيئن ثآنـي , أقسـى برودهـ !
ضيق عيونه بـ إنزعآج للحظآت أول مآإنتشر الضوّ بـ الغرفـه ومآسرع مآ ردت لوضعهآ الطبيعـي وهي تدور بـ الغرفـه لحد مآستقرت على هالجسم السآكن المقلوب على جمبـه الأيمن بـ السرير ..
إزدرت ريقـه بـ توتر وصل معآه أقصآه وبخطوآت متردده مشى صوب هآلسرير الوسيـع إللي إحتضن ذآك الجسم البآرد أو ذيك الجثـه الهآمـده !
جلس بهدوء على طرف السرير ورآهآ وبسرعه إرتفعت يده اليسرى يمسح بأصآبعه قطرآت عرقـه إللي سآلت برغم صقيع الغرفه وبرودتهآ ..
سحب نفس قصير ملآ به صدره ثم مدّ يده اليمنى لكتفهآ معتصر ذرآعهآ الأيسر وبقوه أجبرهآ إنهآ تنقلب على ظهرها وبسرعه كشفت خصلآت شعرهآ الدآكن عن وجهها .. ذآك الوجـه الأبيض الشآحـب بذيك الملآمح المرعبـه .. ملآمـح المـوت !
إرتفع صدره بشهقـه خفيّـه سحب معهآ نفس سريـع صآمت وتمّ يتحسس وجههآ إبتدآءاً من جبينهآ المتجمد ثمّ خديهآ بظهر يده اليمنى , مآفيه أيّ مؤشـر يدل عن سريآن ذآك الدم الحـآر بين أوردة وشرآيين الجسم معطيتـه الدفآ والحرآره ..
ثبت يده على جآنب عنقهآ متوجس بـ أطرآف أنآمله أي نبـض متمرد علّـه ينكـر هآلحقيقـه الصريحـه الوآضحـه ... بــسّ !!!
مسح وجهه برآحتيـه يتنهـد بـ أسـى هآمـس بذكرآلله " لآحول ولآ قوة إلآ بآلله , إنآ لله وإنّآ إليه رآجعـون "
وقـف وقد أثقلـه تعـب المفآجئـه , طآحت عيونه على اللحآف المرمـي بـ الأرض , رفعـه عن الأرض بهدوء وبهدوء أكثر فرده على جسمهآ الهآمـد إبتدآءاً من رجليهآ لحد مآوصل عند عنقهآ .. أطبق شفتيه بـ حزن لحد مآ صآروآ خطّ رفيـع بوجهه رآمقهآ بذيك النظـره المتألمـه , نظـرة الودآع , النظـره الأخيـره !
رفع ريموت المكيف طآفيـه وبهدوء طآغي مثقـل بـ الحزن مشى صوب البآب وقبل يطلـع إلتفت الإلتفآته الأخيره ورآهـ يشوفهآ ممدده بـ سكون وثبآت مآيظهـر منهآ أي عضـو , أي شكـل أو ملآمـح بعدمآ غطآهآ بـ لحآفهآ من أخمص قدميهآ لحـد رآسهآ خآفـي أي تعآبير أو ملآمـح تحت هآلغطـآ إللي مآرح ينكشف من بعد هآللحظـه ...
طفّآ النور وطلـع من الغرفـه ومع أول خطوه يخطيهآ نبهه من شروده صوت الرنيـن لـ جوآل .. بس وين مصدره !
آنعقدوآ حآجبيه وآحتدت نظرآته وهو يتتبـع الصوت ومكآنـه لحد مآ قآدته رجوله صوب الغرفـه المقآبله للغرفه إللي توه وخرج منهآ ..
فتحهآ بهدوء وتلقآئياً طآحت عيونه على مصدر الإضآءه الصغير من جآنب الكومدينـه وإللي هو نفسه مصدر الصوت ..
شغل الإضآءه ومشى صوب السرير رآفع الجوآل وعيونه تتأمل الإسـم .. ( نسمــه ) !
لآ إرآدياً لقى نفسه يسحب على الشآشه ويفتح الخـط .. وتوّ مآرفعه لأذنـه إلآ ويسمـع سيــل من الشتـم والسبـآب بعصبيّـه حآده ومفرطــه ..
" وردهـ يآلخآيســه يآعديمـة الأمآنـه تصدقين مآحد يآخذ بكلآمك ووعودكـ , إتفآقنآ كآن الجمـعه إللي طآفت , ثم أجلتـي الموعـد لجمعـة اليوم وآنتهـى اليوم ونآمـوآ خلق آلله ولآ شفت رقعـة وجهك لآ وفوقـه أدق عليك من صبآح ربـي ولآ تردين ! ليش يآحلوهـ ! ليش يآ أميرة زمآنـك ! حسبي آلله عليك وردووووه الشرهه عآللي يلجأ لكـ "
أبعد الجوآل عن أذنه وتمّ ينآظر الشآشه بملآمح مستنكره لحظآت ثمّ ردهـ لأذنه هآمـس ببحـه مخنوقه: نسمـــه !
إنتظر لثوآني عديده يمكنهآ آكتملت الحين وصآرت دقيقـه لحد مآعآد عليهآ وبنفس النبره الخآفته: نسمــــه !
وصله صوتهآ أخيراً متشحرج وكنه رآفض يطلـع , سألت بتررد مصحوب بـ توجـس وكنهآ تتأكد من هوية صآحب الصوت: ميـــن ؟!
حرر نفسه المكتوم من خشمه بهدوء: أنآ رآئـــف ,, لآ تسأليـن ,, أقولك لآ تسألين ,, هذي سآلفـه أنآ الحين رآد البيت ,, - إحتدت نبرته وصآح بـ إنزعآج – خلآص نسمه لآتصجيني عن أسئلتك قلتلك الحين رآد البيت وبتدرون بـ الموضوع علميني أمك صآحيه ! ,, آمم طيب روحيلهآ صحيّهآ أبيهآ تكون وآعيه لين أردّ ,, لآ تسألين وآجـد ولآتخرعين من فـ البيت عندك أمك بس روحيلهآ الحين وأنآ مسآفة الطريق وجآيكم معـي وردهـ بنت عمك ,, إيه وردهـ مآغيرهآ ,, مآفيه ,, آلله خذآ أمآنته .. توفت زوجـة عمك ..........!
/
/
شدت جسمهآ بتكآسـل من تحت لحآفهآ مستقعده بجلستهآ مسنده ظهرهآ للسرير وعيونهآ المغمضه تجول بـ الغرفـه وهي تتثآوب ...
تحسست كتفيهآ العآريين مستشعره برودة بشرتهآ من إنخفآض درجة الحرآره بتأثير المكيف ..
ضمت ركبتيهآ لصدرهآ مسنده رآسهآ على ركبتيهآ المضمومتين تنآظر بآب الحمّآم – بـ الكرآمه – على يسآرهآ وصوت قطرآت المويـه من دآخلـه يصطدم بـ أرضيته البروسلين عآضه على شفتهآ السفلـى بـ إبتسآمه خجوله قصيره ترآجـع بمخيلتهآ أحدآث ليلـة أمـس وإللي صآر ..
تحركت عيونهآ من البآب للمخده جمبهآ بـ إهتزآز الجوآل وإضآءته المتوآليه ..
رفعت رآسهآ بملآمح تعجّب ( أم فيصل وفرآس ) ...!!
وبمجرد إنتهآء الإتصآل إتسعت عيونهآ بـ إندهآش من عدد المكآلمآت .. كآنوآ أربع وعشرين مكآلمـه بدآيـة من الثآلثه صبآحاً لحد الحيـن ..
بللت شفتيهآ بتفكير " وش تبين يآمرآم مع هآلصبآح ! السآعه توهآ ثمآن , وش عندك تبين آدم بذآ الوقت ؟! "
صلبت ظهرهآ بـ إنتبآه من إستشعرت أكرة البآب إللي تلف وبسرعه قفلت جوآله تمآماً منزلته ع الكومدينه جمبهآ ..
مددت رجليهآ سآحبه على نفسهآ اللحآف السكري الحريري ضآمته لصدرهآ العآري مقآبلته بـ إبتسآمه خفيفـه: صبــآح آلخيـــر حبيبــي !
رفع رآسه بسرعه وإنتبآه كآن مشغول يعدل من لفـة الفوطـه البيضآء على خصـره ..
تمت تحرك عيونهآ بتبآطـئ وترآخـي , بتفحـص لكلّ تفصيلـه .. بدآيـة من خصلآت شعره الأسود الطويلـه وإللي تنسآب منهآ قطرآت المويـه شآقـة طريقهآ على جسـده الأملـس أبيض البشـره ..
سيحت نفسهآ بـ السرير تحت اللحآف على جمبهآ الأيسر مسنده رآسهآ بوسط رآحتهآ اليسرى وصآرت تربـت بهدوء على المرتبـه كـ إشآره منهآ تطلبـه فيهـآ !
برآحته اليمنى مسح على شعـره المبلل مرجعه لـ ورآ وتخصر بيسرآه رآفع عيونه لـ السقف بـ إستجدآء للصبـر ..
أطلق تنهيده مسموعه بـ خيبه وإحبآط ثم مآل بـ جسمه للأرض يرفـع ملآبسـه المتنآثره .. لملمهآ ودخل الحمّآم مره ثآنيه سآفههآ ..
نفضت اللحآف من عليهآ بـ عصبيّه وقآمت عن السرير صوب التسريحه رآفعه روبهآ الستآن الذهبـي القصير وتكلفتت فيـه مكتفـه يدينهآ بـ عصبيّه مكبوته وقهـر ..
تمت تقطـع الغرفـه ريحه وجيّه لحد مآطلـع من الحمّآم وقد تبدل شكلـه مثلمآ شآفته بـ الأمـس ..
بنطلـون ريآضـي أسود آللون وسيـع يحمـل إشآرة وآحد من النوآدي الريآضيـه وتيشيرت قطنـي سآده عنآبي آللون تغرق من الظهـر بفعـل المويـه المتسآقطـه من شعره الكثيف المبلل ..
جآ بيطلـع وقفته بحده: لحظـــــــه !
وقف وهو عند البآب بدون مآيلتفت , مشت صوبه تسحبه عليهآ من مرفقه الأيمن: نآظرنـي
أطبق شفتيه بـ ضيق وهو ينآظرهآ من طرف عيونه يستنطقهآ بينمآ شددت من مسكتهآ لمرفقه جآبرته يلف عليهآ: أقولك نآظرنـي
سحب نفس هآدي وهو يقلب عيونه بـ ضيق وكدر – جآوبهآ بـ تململ - : خيــر ؟
ضيقت عيونهآ بـ إستنكآر: وآلله !
ضمّ أصآبعه اليمنى لبعضهم كـ إشآره يفهمهآ: نآهـد ترآ مآفيني خلق نقآش الحين ويآك
نآهد: بس كآن لك أمس خلق تنآم معـي !
أعرض منهآ زآفر نفس مكبوت بـ عصبيّه: آستغفر آلله .. – التفت لهآ بـ إنزعآج - : وش إللي تبينه إنتي الحين ؟
مطت شفتهآ السفلى بـ هزة كتف خفيفه: وش إللي أبيـه بهآلدنيآ غيرك !
آدم: وهذآني عطيتك إللي تبيـن .. ممكن أطلع الحين !
فكت يدهآ من مرفقه رآده بـ جفآف: هآلشيّ إنت تبيـه أكثر منـي , لآ تقط السبـه كلهآ عليّ .. إنت إللي جيتني أمسّ بنفسك
آدم: جيتك لأني كنت محتآج أتكلم مع أحدّ , أحدّ يفهمنـي ويحس فيني وبآللي أحسـه وأعيشـه
ولته ظهرهآ متكتفه وشبح الإبتسآمه السآخره بوجههآ: هــه , لآ يآقلبـي .. جيت لأنك تبي تسمـع إللي إنت تبيـه وبـس .. أحد يأكدلك هآلقرآر وإللي تبيّـه بضميـر مرتآح .. جيتني تسألني إن كآن من الصح تكمّل مع خطيبتك وإنت خآدعهآ بـ مشآعرك , بـ قلبك وعقلك وجسمـك أو إنك تتركهآ وهذآ الأحسن لهآ .. جيتني أنآ لأني أنآ الوحيده إللي إنت متأكد إنهآ رح تدعمك بهآلقرآر .. قرآر إنفصآلك عنهآ ..
إلتفتت عليه بعيون مدمعه وكملت: وش إللي تبي تسمعه بـ الضبط ! وش إللي تبيني أقوله لك ! إيه يآ آدم إتركهآ ,, خليّهـآ .. هذآ إللي تبيـه ! تبي تحسّ إنك آدمـي وخوش رجّآل ! مآتبي تلعب على بنت نآس مآلهآ ايّ ذنب إلآ إنهآ وآفقت ترتبط فيك وتسلمك كلّ عوآطفهآ .. وحده آمنت لك ووثقت فيك وإنت خآيـــن !
رفعت سبآبتهآ بـ تنبيه وكملت بنبرة حقـد جآفه: إسمع يآ آدم .. حيآتك الفآرغه هذي كلهآ أنآ وحدي إللي فيهآ .. أنآ وبـس .. عقلك هذآ إللي برآسك مآيشغله غيري .. – نغزته بسبآبتهآ محل قلبه – هذآ إللي بين ضلوعك مآينبض غير بـ إسمـي .. وهـــــذآ – أشرت على كآمل جسمه من فوقه لـ تحت – هآلجســم ملكـــي .. أمس كنـت بحضنــي .. إنت ضعيـف .. حبك لـي مضعفــك وصدقنـي هآلُحـبّ مآلـه دوآ , لأني وببسآطــه – شددت بقوه على كلامهآ – مـــــآآآ , رحّ , أسمـــح , لــك !
إرتجفت شفتيه من زود رصّـه عليهم بـ قهــر رآمقهآ بنظرة تحقير: آقسم لك بآلله إنك أقـذر من القذآره نفسهآ يآنآهــد
حآوطت رقبته بذرآعينهآ مميله رآسهآ بـ غنـج هآمسه: وهآلقذره مآتحب إلآ إنـت , ولآ تبي إلآ إنـت ..
إعتصر سآعديهآ بيديه منزلهم بـ القوه مشدد عليهم بعدمآ ثبتت عيونه الحآقده بعيونهآ المستمتعه: وش إللي ممكن أسويّه وأتخلص منـك !
هزت رآسهآ بـ النفي مطبقه شفتيهآ بـ خيبّه وقد حآوطت بطنهآ بيديهآ: وإن تخلصت مني , أنآ شلون أتخلص منك ! شلون وأنآ بـ احشآئي جـزئن منـك ! من صلبك ! من دمك ! من روحـك !
إرتخت عيونه لـ بطنهآ , هآلوآقـع البشـع إللي كلّ مآجآهد نفسه يطرده من بآله إلآ وترآقص قدآمه بـ إستفزآز كآويـه وحآرق لـه الجزء البآقي من ضميـره !
توه بيمد يده لأكرة البآب بعدمآ أعرض عنهآ بصمت إلآ ووقفه نبرتهآ الهآزئـه بـ غرور: إطلــع ومصيـرك بـ ترد .. رح يردك إللي يذلـك .. – رفعت حآجبهآ الأيسر بـ ثقـه – ويذل كـل الرجـآل مثلـك
قآلت كلمتهآ وتلآهـآ كـــفّ عنــيف مبآغــت لـ خدهآ الأيسر كآن كفيل يخل من توآزنهآ لحظآت وترد لـ ورآ بضع خطوآت في محآوله منهآ تتمآسك ولآ تطيـح .. توهآ بترفع رآسهآ وتوآجـهه إلآ وتبعثرآث قطرآت من ريقـه على وجههآ – بنبره توعد مخيفه وغآمضه - : تذكري هآلوقفـه زيـن لأنهآ رح تكون الأخيــره , خلّ نشوف من بينذل للثآنــي , - نآظر لـ بطنهآ بـ كُـره وكمّل بـ إشمئزآز – مآرح أقصر بدعوآتي تتعفنيـن إنتي وهآلحثآله إللي ببطنـك !
تمت ترمـش بعدم تصديق وعيونهآ معلقـه بـ الفرآغ محلّ مآترك لهآ الغرفـه وشـرد , لآ إرآدياً نزلت دموعهآ الصآمته شآقه طريقهآ على خديهآ الممتلئيـن وسط قطرآت تفلتـه المبعثره على وجههآ ..
بـ تثآقل غصبت نفسهآ تجرّ رجولهآ لحد مآوصلت لسريرهآ وتهآلكت عليه جآلسه في حآلة صدمـه وذهـول وصمـت مطبــق شآردهـ بعـدم تصديق , لحد مآنبههآ رنـة جوآلهآ إللي تعآلـت كآسره هآلصمـت والسكـون ...
بيد مرتجفـه مسكت جوآلهآ تنآظره بـ توهآن .. قرت الإسم بخآطرهآ ( مرآم أم فيصل ) ..
ولآ إرآدياً سحبت الشآشه وفتحت معهآ الخـط بآلعه ريقهآ بـ صعوبـه تجآهد نفسهآ يطلـع صوتهآ المكتوم: أهلين مرآم ,, صبآح الخيـر ,, بخير الحمدلله ,, صوتي تعبآن ! لآمآفيـه ,, آلله يسلمك ,, خير وش فيـه ! ,, آدم !! علآمـه آدم !! ,, مدري وآلله كنه موجود بـ البيت أو لآ ليش وش فيـه ؟ ,, وشهـــــــــوو !! توفـــت !! لآحول ولآقوة إلآ بآلله ,, إنآ لله وإنآ إليه رآجعون ,, مدري وآلله بسّآم مسآفر من يوميـن ومآشفت آدم أبدّ ,, إيه بشوف كنه موجود أو لآ ورح أعلمه أكيد هذي تكون حمآته إللي توفـت ولآزم يوقف مع المسكينه خطيبته ,, لآ ولآيهمك آلحين بشوفـه وأشوف وش به جوآله مآيردّ عليك ,, آوكي ,, آوكي ,, مع السلآمه "
نزلت جوآلهآ جمبهآ وإلتفتت ورآهآ تنآظر بـ جوآله إللي قفلتـه وتركته ع الكومدينـه .. ردت تنآظر بـ البآب مضيقـه عيونهآ بـ نظره شيطآنيّـه مآكـره على إثرهآ وإللي ترآءى لهآ بـ مخيلتهآ وقفت بسرعه صوب علآقة ملآبسهآ رآفعه لهآ عبآيه سودآء فضفآضه أشبـه بـ البشت الرجآلي وثبتتهآ على كتوفهآ ثم شـآل ملون لفته على رآسهآ بـ إهمآل ..
سحبت جوآله المقفل ومشت بسرعه صوب بآبهآ , هدت هآلخطوآت بمجرد مآطلعت من غرفتهآ وعيونهآ تنآظر يمنه ويسره بـ ترقب ..
السآعه الحين ثمآن الصبآح ومآهوب وقت صحوتهآ أبدّ , مآفيه أيّ مجآل لـ توآجد الشغآله الحيـن ...
بـ خطوآت حذره وكنهآ تنقز على أطرآفهآ مشت لحد مآوصلت لـ غرفته وبدون إستئذآن فتحت بآبهآ ودخلت بسرعه مقفله البآب ورآهآ مستنده بظهرهآ عليـه تلتقط أنفآسهآ ..
كآن جآلس على طرف سريره مستند بأكوآعه على ركبتيه ومشبك يدينه ببعضهـم مرخي نظره للأرض بـ وضـع إللي يشوفـه يقدر يعرف شلون حجم الألـم والإنكسآر إللي يحسّـه .. رفع رآسه بسرعه من وقع قفلة البآب ووقـف بـ حده: بــــــــــرآ
سحبت نفس ملحوظ من فتحة فمهآ ردت بهدوء مفتعله الرقـه والمسكنه: آسمعنـي
مشى صوبهآ بـ غضب عآرم قآطع أيّ مجآل للكلآم: قلتلك بــرآ , ولآ عآد أبي أشوف وجهــك
ثبتت كفهآ الأيمن بوسط صدره تهدي من عصبيته إلآ إن ضرب يدهآ بقوه مبعدهآ عن صدره: إنتي مآعندك كرآمـه ! مآتفهميـن ! مآتحسيــن !
أطبقت شفتيهآ بعدمآ وضح إرتجآف ذقنهآ بـ تبدآ بكـآ رآفعه كتوفهآ بهزة إستسلآم خفيفه ونظرة إن مآلهآ حيلـه: مو بيدي يآ آدم .. أحبك وهآلشيّ غصباً عنـي .. أحبك وكرآمتي بـ حبك مهزولـه ..
سحب نفس سريـع مغمض عيونه بـ القوه هذآ آلحين آخر مآيبيـه , نآهد تمآرس سحرهآ الأسود عليـه ,, تمآماً مثل الشيطآن .. يغريك بـ الشيّ لكـن لآزم بنفسـك تسويّـه ,, كمآ السحـر يسيـرك , بذيك القـدم المسحـوره نحـو الخطيئـه !
" آلله يآخذ ذيك آلليلـه إللي دخلتي فيهآ بذآ البيت , آلله يآخذ ذيك آلسآعه إللي عرفتك وشفتك فيهآ , آلله يآخذ ذيك آللحظـه إللي سحرتنآ ثنينآتنآ وأخطينآ فيهـآ , آلله يآخذنـي يآ نآهــد أو يآخــذك .... إبعدي عني ترآني أضعـف من قشّـه هشّــه ..! "
تنهدت بـ إحبآط منزله عيونهآ للأرض: أدري إن إللي صآر أمس كآن خطآي .. – أطبقت شفتيهآ بـ إبتسآمه حزينه – مثل العآده , مشآعري صوبك أكبر من إني أقدر أجآهدهآ وأسيطر عليهآ وأكبر من إنك تقآومهآ ..
إكتفى بـ نظرآت بآرده يرمقهآ فيهآ بدون ردّ لـ تكمل هي بنفس النبره الوآهنه: إنت صآدق , هآلشيّ إن تمآدينآ فيه أكثر مآرح نتحمـل عوآقبه بعديـن .. فكرت بهآلشيّ كثير وبدونك , هآلشيّ مآرح يصير من طرف وآحد , إذآ قررنآ نبتعـد لآزم نتشآرك هآلقرآر سوآ , هآلبعـد لآزم أنآ وإنت نرضـى فيـه ونبيّـه ونصرّ عليـه .. من حقك تعيش حيآتك يآ آدم وتبدآهآ بدآيه صحيحـه , شلون كنت أنآنيه أمسّ وإنت
تحكي لي , شلون هآلبنت ورده بريئـه وصآدقـه وتحبـك , يمكنهآ تحبك أكثر من حبي لك بس هآلشيّ إنت مآرح تلآحظـه لأنك حآرم نفسك حتى من الفرصـه إللي تخليك تلآحظ هآلشيّ وأنآ السبّـه .. أنآ بعـد ,, كلهآ كمّ شهـر ويتم حملـي على خير إنشآلله .. مآبي شيّ يشغلنـي عن هآلولد لأنه هو كل إللي أبيـه ,, أبيـه أكثر مآ أبيك إنت يآ آدم ,, هآلولـد إللي بعده مآشآف النور هو دنيتـي , هو حيآتـي وكـلّ عمـري
,, مآرح أسمـع لأي شيّ إنه يآذيـه حتى وإن كآن هآلشيّ هو أنآ ومشآعري نآحيتـك ... تكفـى يآ آدم لآتدعـي عليـه مثلمآ سويت آلحيـن ,, رحّ أتركك , وإن جيتنـي رحّ اصدك .. سألتني أمس كن إللي تسويّه صحّ أو غلط ! تكمل مع ورده أو تتركهآ .. مآرح أجآوبك الجوآب إللي كنت تبيـه أو حتى الجوآب إللي مآتبيـه ,, إنت وحدك إللي تقدر تقرر ,, كل إللي أقدر أقوله لك إنك لآزم تصفـي بآلك من كلّ شيّ وأنآ بـ أول القآئمـه .. لآزم تبتعد عنـي وتبتعـد عن وردهـ .. – رفعت رآسهآ بـ إنتبآه وكنهآ الحين توصلت لـ شيّ , كملت بحمآس - وش رآيك تروح للجنـوب ! بـ مزرعتنآ هنآك ! تذكـر ؟ كلمآ ضآق صدرك وتشتت فكرك شردت للجنوب وآعتكفت .. أبيك تسويّ هآلشيّ وآليـوم .. – كملت بسرعه – آلحيــن ..
تمّ ينآظرهآ بـ غمـوض مآفهمت منه إلآ رغبته بـ تحري الصدق من كلآمهآ .. كنهآ جـدّ بهآلموقف ولآ ذآ مآهوب إلآ ملعوب جديـد ! بس وإن كآن ملعوب شلون بيكون وهي تبعـده عنهـآ وتحثـه وبآلقوهـ !
حركت رآسهآ بـ تأكيد مآده له جوآله: سآفر يآ آدم ,, سآفر ولآ ترد على أحد غير على قلبك وعقلـك .. قلبك وعقلك الإثنيـن مو وآحـد فيهـم .. لآمنك وصلت لـ قرآر , آفتح جوآلك .. وردّ لهنـي ...
أخذ منهآ الجوآل بـ إنقيآد وتمّ يلحـق طيفهآ بنظـرة بلهآء سآذجـه ,, بعدهآ هآلـه الذهـول محآوطه عيونـه ومسدلـة ستآر الظلآم على رآســه ...!
/
/
/
/
بـ نفس بُكـرة الصبآح الكئيـب المظلـم , السآكـن , الموحـش ..
تخطت الممرآت الفسيحه إللي إكتست أرضيتهآ بـ الرخآم الأبيض اللآمـع وحآوط جدرآنهآ دهآنآت ذهبيّة اللون بتصميمآت ملكيّـه مآتدلّ إلآ على فحش ثرآء سآكني هآلقصـر ..
كآنت خطوآتهآ متسآرعهآ وتكآد رجولهآ تلتف حول نفسهآ وتعثرهآ بخطوآتهآ .. إنزلقت عبآيتهآ الوسيعه من رآسهآ مستقره على كتوفهآ وهي تلحق وحده من الشغآلآت إللي تدلهآ لمكآن المجلس إللي تنتظرهآ فيه صآحبـة القصـر ..
أول مآدخلت المجلس رفعت غطوتهآ عن وجههآ بملآمح مرتعبه محتضنه أم طلآل: وش هآللي صآر !!
إبتعدت عنهآ مطبقه شفتيهآ بـ حزن ونظرة إنكسآر ملت عيونهآ: البقآءلله يآم فآهـد ..
شهقت بـ صدمه موسعه عيونهآ: يعنـي إللي سمعته صدق ..
دقت برآحة يدهآ اليمنى على رآسهآ تندب: لآهـ يآرب ..
لحقتهآ أم طلآل وهي تسحبهآ من ذرآعهآ بهدوء وتجلسهآ: آستغفري ربك يآم فآهد ولآتجزعين .. إنمآ الصبر عند الصدمه الأولى .. آذكري ربك ..
رصت على عيونهآ بـ إبهآمهآ والسبآبه اليمنى مفرقين عن بعضهم تمسح دموعهآ: لآحول ولآقوة إلآ بآلله .. إنآ لله وإنآ إليه رآجعون .. – علت شهقه بآكيه لهآ رقت معهآ ملآمحهآ ولآنت بـ إنكسآر كآسيه حزن – كذآ فجأه ! رآحت فجأه !
تحسست أم طلآل يدهآ تهدي من روعهآ: آستغفري ربك مآيجوز هآلكلآم ..
أم فآهد: وينهـي البنت , آآخ يآوردهـ وش بيصير عليـك .. وينهي يآم طلآل !
تنهدت بتعب وهي تهز رآسهآ بلآ حيله أو رجآء: فوق مع نسمه بجنآحهآ .. لو تشوفينهآ يوم وصلت عندنآ ! قطعت قلبـي وآلله
أم فآهد: آلله يصبرهآ فرآق أمهآ , وش أغلى وأعز وأحبّ من الأم بهآلدنيآ .. أبو فآهد يبيهآ ببيتهآ , بيت أبوهآ
أم طلآل: خلهآ هني مع نسمـه وزوجآت عيآلي يتنآوبون عليهآ بدآل مآتتم بروحهآ , حآلتهآ صعبـه بآلقوه ومآ أبيهآ تجلس بروحهآ
أم فآهد: بس مآيصير يآم طلآل , البنت لآزم تحضر عزآء أمهآ بنفسهآ وإللي رح يصير ببيت أبوهآ , وبعدين شلون تقولين إنهآ بتجلس بروحهآ وأنآ وين ؟ ربي شآهدن على كلآمي مآرح أخليّهآ ثآنيـه وآحده ولآ رح أفآرقهآ .. وردهـ بنتـي من قبل , وآلحين هي بنتي آلوحيده إللي مآجآبتهآ بطنـي , مثلهآ مثل بآقي عيآلي وأعـزّ ..
سحبت نفس هآدي مغمضه عيونهآ بـ إستسلآم: لآحول ولآقوة إلآ بآلله ,, مثلمآ تبين ..
وجهت نظرهآ لوحده من الشغآلآت إللي كآنوآ عند البآب مطبقين يدينهم على بعض بوسط جسمهم وعيونهم بـ الأرض مدنقين روسهم – نبهتهآ بنبره عآليه – : إصعدي جنآح نسمـه خليهآ تتجهـز ..
أم فآهد: وش صآر على جيهــ ... – آنسحبت الكلمـه قبل تقولهآ أتبعتهآ بشهقـه مخنوقـه وهي تتحسس وسط صدرهآ وكنهآ تدلكـه - : آآخ يآربي ضآيق صدري مآنيب قآدره أتنفس عدل .. آكتبهآ يآربي من عبآدك الصآلحين , آغفر لهآ وآرحمهآ ,,
أم طلآل: طلآل وأحمد نقلوهآ للمستشفـى , لآزم من قبل يفحصونهآ ..
تقوست شفتيهآ بحزن: ومتى الدفنـه ؟
أم طلآل: بعد صلآة الظهـر إنشآلله .. شلونه أبو فآهد ؟
أم فآهد: تدرينه أبو فآهد من يوم يومه وهو جآمـد القلب وقآسي , مآتبينت فيه أيّ حـزن بس أدري إن قلبـه موجوع .. هذي جيهآن , زوجتـه وأم بنتـه .. شآركته وآجد أشيآء حتى وإن أبعد مآبينهم مسآفآت .. مو متعبنـي أحدن كثر المسكينـه وردهـ , مآكآنت قريبه من أبوهآ ذآك الزود مثل أمهآ .. شلون بتتقبل هآلشيّ ! – أطلقت تنهيده عميقـه بـ أسى ومرآر – آلله يجبـر قلبك يآبنيتي فـ مصآبك .. الهمهآ يآربي الصبـر وآلسلوآن , ثبت فؤآدهآ ولآتجزعـه ... آآآآخ , آستغفرك يآربي وآتوب إليك .. إغفر لنآ وآرحمنآ وآشملنآ بـ لطفك ..
/
/
توقيت متوآزي , متضآد الأجوآء ..
تعآلى صوت الأغآنـي في حآلـه حآلمـه آسـره للي تستمـع لهآ وتترآقـص على أنغآمهآ بـ خفّـه ..
قفل بآب الشقـه مقطب حآجبيه مآط رقبتـه بنظرة ترقب للي يصير من ورآ هآلممـر , وش هآللي يسمـعه ! وش هآلطيف المترآقص إللي يشوفـه !
نزل الأكيآس من يده بـ الأرض جمب البآب ومشى بخطوآت متوجسّـه لحد مآوصل عند بآب الصآله شبـه المفتـوح ..
مآل بكتفه مستند لإطآر البآب وبأطرآف أصآبعه دفـه بـ شويش وعيونـه تترقب خطوآتهآ المترآقصـه بـ سعآده وإستمتآع وآضح ..
بعدهآ بـ ملآبسـه إللي إحتوت جسمهآ الرقيق الضعيـف , لآبسـه بنطون من بنطلونآته القطنيـه الفضفآضـه , رمآدي اللون بـ خطين كحلـي من الجمبين وقميـص أبيض رسمـي بـ أكمآم طويله وسيعـه أخفت حتى أنآملهآ , كآشف عن الجزء العلوي من صدرهآ بسبـة أزرآره العلويّه المفتوحـه .. تنقـز على أطرآف رجولهآ مرجعه رآسهآ لـ ورآ رآفعه ذقنهآ ومغمضـه عيونهآ فآتحه ذرآعينهآ محتضنـه الهوآء بـ إبتسآمة إنتشآء من إللي تحسّه أو إللي تستمـع لـه ..
حُبّ جآمـد , إيه بيحصل لمآ وآحده تحب وآحد ..
حُبّ جآمـد .. حُبك إنت جـوآ قلـبي وربـي شآهـد ..
إرتفع حآجبه الأيسر بـ إبتسآمة إستنكآر وعيونه ينقلهآ مآبين شآشة البلآزمآ العريضه على الطآوله ومآبينهآ وهيّ تقلـدّ المغنيّـه بـ الكليب ..!
إتسعت إبتسآمته وإنخفض نظره للأرض عآض بـ أسنآنه العلويّه على شفته السُفلـى هآز رآسه بـ النفـي ثم تكتـف مرخي جسمه المسند على إطآر البآب بـ إستمتآع لهآلفرآشـه المترآقصـه قدآمـه وشكلهآ بـ دُنيآ ثآنيـه وعآلم آخـر خذآهآ لنقطـه مآقدرت فيهآ للحين تستوعب وجوده قبآلهآ !
قآربت الأغنيه على الإنتهآء ومعهآ وقفت قبآله مبآشرة وبعدهآ ملآمح السعآده والإنتشآء حآفره تعآبيرهآ بين قسمآت وجههآ الموردّ بسعآده ..
إرتفعوآ حآجبيه مآط شفته السفلى بـ إعجآب وهو يصفق بدون صوت وبلحظتهآ تمددت أطرآفهآ , إنكمش صدرهآ وإنقبض قلبهآ , تمت ترمش بسرعه وبعدهآ الصدمه متملكتهآ والذهول مسيطـر عليهآ ..
تقدم نحوهآ بخطوآت متبآطئـه كآسيه إبتسآمة إستمتآع شيطآنيّه مآكره وهو يحرك لسآنه دآخل فمـه ويديـه بـ جيوب بنطلونـه الجينز الدآكن ..
ومع كلّ خطوه كآن يقرب فيهآ كآنت تبتعد هي خطوه لـ ورآ لحد مآ إلتصقت بـ الكنبه من ورآهآ , إلتفتت تنآظر تحتهآ بـ توتر وصـلّ حده معهآ تشوف وش هآللي يمنعهآ من الحركـه ..
....: ليش خآيفـه ؟!
بلعت ريقهآ بصعوبه متمتمـه بنبره متشحرجه: مآآآ .. مآآنـي خآيفـه
إرتفعوآ حآجبيه بـعدم تصديق زآم شفتيه لقدآم: ليش تبتعدين أجـل !
رفعت القميص تعدله عليهآ بعدمآ كآن منسآب بـ إهمآل ويكشف عن كتفهآ الأيسر وعيونهآ تدور بـ الفرآغ هروباً من نظرآته: عــآآ .. عآآدي
تمّ يقرب عليهآ بنفس الخطوآت المتثآقله إللي تبث الخوف بـ النفس والقلق والترقب لردّ الفعل التآلي لحد مآوقف قبآلتهآ مبآشرة هآمس بـ عذوبه: مآفيه حمدآلله على السلآمه ؟
نآظرته بـ حده وهي منزله رآسهآ رآفعه عيونهآ له ثمّ ردت تنآظر الأرض بلآ جوآب ..
مآلك: فيه زوجـه تستقبل زوجهآ كذآ ؟
تغريد: ........
مآلك: شلون يعني ! مآوحشتـك ! مآشتقتي لي !
توسعت عيونهآ بذهول تنآظره ببلآهه فآتحه فمهآ بينمآ هو مآل فمه بـ إبتسآمه جآنبيه بلل من بعدهآ شفتيه ..
تمت تنآظره ببلآهه سآحبتهآ لدنيآ ثآنيـه وهي تطآبق بين هآلصوره الأصليّه قدآمها وذيك الصوره المطبوعه بعقلهآ والمحفوره بقلبهآ .. هذآ المآلك وذآك السنـد ! " سُبحآنك يآربي وسبحآن خلقـك "
سألت بسذآجه: إنت وأخوك توأم ؟
إنعقدوآ حآجبيه بعدم فهـم مميل رآسه بـ إستفهآم: سنـد ؟
هزت رآسهآ بـ الإيجآب فآتحه فمهآ ببلآهه ..
هز رآسه بـ النفي هآمس: سند أكبر مني بـ سِــت سنـوآت ..
إرتفعوآ حآجبيهآ موسعه عيونهآ لآخرهم بعدم تصديـق بينمآ أكد هو بـ حركة رآسه معنآهآ ( بلـى ) ...
أخفضت بصرهآ للأرض بتفكير مآيدري عنه وشهـو إلآ إنه مدّ يديه الثنتين ليآقـة قميصهآ الأبيض إللي يخصـه سآحبهآ بشـده عليـه لحد مآ التصق صدرهآ بـ صدره .. تعلقت عيونهآ المرتعبه بعيونه المستمتعه لحظآت وهو يمسـح تعآبير الذعـر إللي تملكتهآ ..
أخفض نظره بـ التصوير البطيئ من عيونهآ لـ عنقهآ وحركته المتتآبعه وهي تبلـع ريقهآ ثم لـ صدرهآ إللي يرتفـع أقصآه ويهبـط بقوه ..
إرتفعت زآوية فمه اليمنى بـ إبتسآمه مآكره مقرر أخيراً يريحهآ من كل ذآ الخوف والتوتر إللي بيذبحهآ مرخـى من مسكته ليآقة القميص لحد مآفكّـه ثم بدآ يربت لهآ على كتفهآ يعدل لهآ القميـص بـ صمت ,, وبنفس الهدوء تسللت يده للأزرآر وبدآ يقفلهـم ...
....: لهآلدرجه عآجبتك ملآبسي يعني ؟
قطبت حآجبيهآ بعدم فهـم إستوعبـه مجآوبهآ وهو يخلل أصآبعه اليمنى بشعرهآ من الجآنب الأيسر مرجعه ورآ أذنهآ لحد مآستقرت يده أخيراً عند مؤخرة رآسهآ: جبت لك ملآبس تنآسبك أكثر من ملآبسي .. وينهآ ؟
طيرت عيونهآ بتفكير وهي تدورهآ يمنه ويسرى تدآركت من بعدهآ مقصد كلآمه وهي تتذكر ذيك القطعه الزرقآء من الملآبس إللي حذفهآ عليهآ سند بأول يوم قآبلهآ آمرهآ تتغطـى فيهآ .. كآنت بلوزه نسآئيـه ..
" صـحّ , فيه ملآبس نسآئي بس مآلفت نظري أدور وش بهآلشنطـه ! وش هآلذكآء إللي برآسك ؟ جآيب لي ملآبس ولآ علمتنـي ! تبيني أدور من ورآك وأشمشم على الشيّ إللي يخصنـي ؟ - تبدلت نظرة الإستنكآر والنفور بوجههآ المنعفس لـ بلآهه وهي فآتحه فمهآ وعيونه معلقه عليه – آآآخ وش هآلحـلآ يآسنــد ! سنـد ! لحظـه لحظـه .. هذآ مآلك مآهوب سنـد ! شكلي تخرفنت ! وش هآلمأسآه إللي أعيشهآ ! أخوين يشبهون بعـض , وآحدن زوجـي يبيني وأنآ مآ أبي غير أخوه ... جعلك بآللي يآخذك ولآ يردك يآتغريد , وش هآللي تقولينـه حسبي آلله على شيطآنك .."
بوسـط هآلمتآهآت إللي تخآلج صدرهآ وتعصف بمشآعرهآ , تشتت لهآ فكرهآ وتضرب بـ الصـح أو إللي مآيجوز عرض الحآئــط إنتفض صدرهآ بشهقه قصيره مفنجله عيونهآ بصدمـه من وقـع شفتيـه الرقيقـه بـ قبلتة الصغيره على خدهآ الأيمـن النآعـم هآمـس بـ حنو ودفـى: آشتقتلــــك ...
/
/
طلـع من غرفته محتضن كرتون لصدره وأول مآ إلتفت إلآ ويتلآقي بهآ مبتلشـه من عبآيتهآ إللي إرتخت من فوق رآسهآ وثبتت على كتوفهآ وغطوتهآ بيدهآ الثآنيه ..
إستوقفهآ بـ إهتمآم: أصآلــه !
رفعت رآسهآ له بملآمح متكدره: سمـي !
رفع الكرتون لصدره مشدد من مسكته له: شفيك مستعجلـه كذآ ! على ويـن !
رفعت غطوتهآ لوجههآ وصآرت تربطهآ من ورآ رآسهآ: جيرآنآ يآسند .. إنآ لله وإنآ إليه رآجعون .. بروح أنآ وأمي وسآلي نعزيهـم .. طلبتك سند
ظهر الوجوم بملآمحه بس مآهتم يسأل أكثر: آمري !
رفعت الغطآ عن وجههآ بعدمآ ربطته: مـرّ إسبوع وآليوم فيدو السآيق بيجيبهآ من بيت أبوهآ ومآحد بيكون موجود غيرك ولآ إنت طآلع للشركـه !
نزل الكرتون للأرض: لآ مآنيب رآيح لمكآن .. من بيجيب البنت ؟
أصآله: السآيق حقهـم .. وهي ترتعب إذآ مآلقت أحد فينآ موجود هني
سند: لآ مآعليه وين بروح يعني , بس شلون السآيق هو إللي يجيبهآ ! مآحد يرآفقهآ ؟
قوست شفتيهآ بـ خيبه بمعنـى للأسـف ,, قطب حآجبيه بـ إعترآض: شلون يعنـي ! يرسلون البنت مع السآيـق ! كذآ بروحهآ ! وآنتم شلون سآكتين على هآلشيّ ومآعندكم أي مآنع !
أصآله بنبره متعبه: خلآص سنـد
سند: وشهو إللي خلآص ! يبون البنت يجون يآخذونهآ بـ إحترآم ويردونهآ بـ إحترآم .. ليتهم هم إللي يجونهآ بعد إلآ إنّآ إللي نوصلهآ لين بيتهم .. مو مآلك إللي يوصلهآ كلّ مره ! والإسبوع إللي طآف أنآ صعدت مع السآيق ووصلتهآ بنفسي ! شلون هم يرسلونهآ بروحهآ ! هآلموضوع مآينسكت عليه وأنآ أبعرف شلون أتصرف معهـم .. هُـزلـت وآلله !
توهآ بترد عليه إلآ وجآهآ صوتهآ الرفيع الحآد من تحت تصيح عليهآ: أصآآلــــــــــه ! خير إنشآلله بنتحرآك وآجـــد !
ربتت أصآله على ذرآع سند بهدوء وأطبقت شفتيهآ بتفهم لعصبيته: طيب سند بعدين نتكلم بهآلموضوع , وأنآ مآرح أطول ممكن أرجع للبيت قبل توصل فيدو مشوآرنآ لبيت أستآذ معآذ قدآمنآ
آنعقدوآ حآجبيه أقصآهم بعدم إستيعآب للإسم إللي إنذكر قدآمه الحين .. أستآذ معآذ !!
" لحظـه ! أصآله والبقيّه رآيحين يعزون بـ جيرآنهـم , بيت معآذ المآلكـي قدآم بيتهـم ! هم جيرآننآ ! هآلعزآ بـ إسـم من ! "
إلتفت ورآه صوب الدرج يلحقهآ قبل تنزل: أصآلـــه !
التفتت عليه بدون ردّ , سألهآ بسرعه: منو إللي توفـى ؟
أطبقت فمهآ بـ حزن: زوجة أستآذ معآذ , المصريـه ..
....: أصآلــــه أمك تصيــــــــح علينآ خير وش تسوين عندك , بتنزلين ولآ نروح وتلحقينـآ !!
اشرت أصآله بيدهآ لـ سند تودعه: سند بنحكي لآمني رديت آوكـي ..
بلع ريقـه بعدم تصديق وعيونه بعدهآ معلقه بذآك المكآن إللي إختفت منه أختـه .. " زوجته المصريـه ! أم وردهـ !! "
/
/
على سرير عريـض بغرفـه فسيحـه مطمئنـه للنفـس ومريحـه للأعصآب من وسـع مسآحتهآ وقلـة أثآثهآ المودرن البسيـط وألوآن المفروشآت الفآتحـه ... ستآير شيفون صفرآء آللون , سجآجيد سآده رمآديّة اللون ..
قصريآت زرع طبيعيـه من الفخآر الدآكن موزعـه بكلّ ركـن إمتد منهآ فروع الورد والزروع الطبيعيّـه بـ ألوآنآت متعددهـ ..
إعتدلت بجلستهآ مبعده رآس وردهـ عن صدرهآ مسندتهآ للمخده وإستقآمت هـي في محآوله منهآ للتركيـز وهي تفتح عيونهآ لآخرهم وتقفلهـم , أهلكهـآ السهـر وأثقلهآ الهـمّ ..
....: تعآلـي خآلتـي
قربت صوبهم وجلست على طرف السرير بجآنب وردهـ وصآرت تتحسس سآقهآ المكشوفه من تنورتهآ الكآلوش سودآء آللون إللي تخصّ نسمـه – سألت بـ حزن وعيونهآ عليهآ - : شلونهآ الحين يآنسمـه ؟
نآظرتهآ نسمه بـ أسى مطلقه تنهيده متعبه: على نظـر عينك .. غآفيـه بس صدرهآ كل مآله ينتفـض وتشهـق شهقآت قصيره , ظنتـي إنهآ وآعيه وتبكـي بس كآتمه بكآهآ ..
تعلقت عيونهآ بعيون نسمه إللي أدمعت: لآتبكين إنتي بعد
خللت أصآبعهآ بشعر وردهـ وتمت تدلك لهآ بهدوء مقدمة رآسهآ بـ إبهآمهآ: هي بعدهآ مو وآعيه بآللي صآر وذآ حآلهآ , أجل شلون بعدمآ تستوعب , قلبي حيل يعورني عليهآ يآخآلتي ,, آآهـ يآرب ,,
إلتفتوآ ثنينآتهم صوب البآب إللي إنفتح ودخلت منه شغآله سآحبه عربه كبيرة الحجم بعجلآت مقربتهآ من أم فآهد إللي أشرت لهآ تروح ...
مطت نسمه رقبتهآ بـ فضول تشوف مآبدآخلهآ ومآسرع مآ إكتسى الذهول ملآمحهآ المتعبه هآمسه بعدم تصديق: ذولـي التوأم !!
رفعت أم فآهد المظله من فوق روسهم كآشفه عنهم لنسمه , كآنت العربـه دورين وبهآ طفليـن مآيتجآوز عمرهم بضع أشهـر فوق بعـض ..
أشرت أم فآهد على الطفل الأول إللي كآن فوق: هذي أنسآم يومـه .. وذآ إللي تحتهآ نمـر .. توأم فآهـد ولدي ..
وقفت نسمه عن السرير وبخطوآت مسحوره مشت صوبهم لحد مآمآلت بجسمهآ عليهم ولآ إرآدياً لآمست أنآملهآ الرقيقـه خدّ نمـر المنتفـخ وإللي بلمستهآ وضح عليه الإنزعآج يوم إنعفس وجهه وبوز بشفتيه التوتيه الصغيره محرك رآسه يمنه ويسره ..
غصباً عنهآ تبسمـت وبعدهآ مأخوذه من شكلهـم السآحر ..
سألت ببلآهه: خآلتي هم توأم مختلف صحّ !
أم فآهد: إيه يومـه ..
نسمه: بس أحسّ يشبهون بعـض .. ليش ؟
أم فآهد بـ إبتسآمه بآهته: توهم صغآر يومـه مآبينت ملآمحهم , بس مآهم متشآبهيـن ..
إلتفتوآ بسرعه ورآهم لـ وردهـ إللي إنتفض صدرهآ وتحركت رجولهآ ..
نآظرتهآ أم فآهد بـ حسره وهي تشوف هآلدموع الصآمته تنهآل على خديهآ مبلله مخدتهآ من تحتهآ , شلون وهي بهآلجمود والسكـون وعيونهآ مقفلـه تبكـي بهآلغزآره !
وقفت عن السرير بعدمآ حست إن إرآدتهآ رح تخونهآ وتفلت دموعهآ: نسمه يومـه أنآ بطلـع , شويّ وبردّ أجهز وردهـ لأن بيبدون الحريم يجون يعزون ..
مآردت نسمه إلآ بهزة رآس بـ الموآفقـه أردفت من بعدهآ أم فآهد بسرعه وكنهآ تذكرت مأشره بعيونهآ على عربة التوأم: ديري بآلك عليهم لين أردّ .. ترآ نومهم خفيـف ..
نآظرتهم نسمـه بـ حبّ مبتسمـه بهدوء إبتسآمه مطبقـه لمعت معهآ عيونهآ ...
جلست على طرف السرير مكآن أم فآهد إللي تركته ورآحت وبـ يـدّ متردده وأصآبع مرتجفـه مدتهآ لحد مآلآمسـت ذيك الرجل الصغيره .. رجـل نمـر " آآهـ يآحلــوك يآنمـر ,, وينهـي أمك تملّـي عيونهآ بحلآتـك ,, وش هآلموت إللي يآخذ من قطـع قلوبنآ ولآ يرحـم ! "
سآلت دموع هآديه على خديهآ الصآفيين بـ إنقيآد لعآطفتهآ الجيآشه وإللي سيطرت عليهآ بذي آللحظـه .. وقفت من مكآنهآ مدنقه جسمهآ عليهم , وبلآ أي إعتبآر مدت يدينهآ تحت جسـم الصغيره أنسآم رآفعتهآ بحذر , ضآمتهآ بحنآن لصدرهآ ..
إتسع فمهآ بـ إبتسآمه صآدقه , تحسّ بشيّ يدغدغهآ , يسعدهآ , إحسآس حلـو مآتدري وش مصـدره أو ليـش ! محتضن لصدرك قطعـة لحم طريّه وصغيـره , روح حيّـه , ينبـض قلبهآ , تعلى أنفآسهآ وتهبـط ..
مخدرهـ , منقـآده , مستسلمـه لضمـة يدك بحضنـك ..
رفعت ذرآعهآ الأيسر شويّ مسآفه تسمـح لهآ إنه تتحسس بخشمهآ الصغير هآلخدّ النآعـم ..
تنشقت نفس عميق من خدهآ , هآلريحـه إللي أثآرت حوآسهآ وزآدت من نبض قلبهـآ ...
" يآحلو ريحـة الأطفـآل , ريحتك حلوه يآ أنسـآم .. أنسـآم !! أوهـ توني أستوعب ! تدرين يآحلوه إنتي إن إسمك مشتق من إسمي ! لآ لآ لحظـه أنآ إللي إسمي مشتق من إسمك .. أنآ نسمـه , وإنتي أنسـآم .. إنتي شلون حلوهـ كذآ يآبنت ! كلّ الأطفآل معقوله مثلك كذآ حلويـن ؟ يعنـي أنآ لمآ أتزوج وأحمل بيكونون مثلك كذآ ؟ إنتي ونمـر ! – غمضت عيونهآ وبعده خشمهآ يدآعب خدّ الصغيره بهدوء – أكيد بيكونوآ حلويـن إذآ عـديّ أبوهـم , آخ يآقلبي إن صآروآ يشبهونـه , وش حلآتهـم .. وقتهآ رح أقهـر حوريّـه , لأن عيآل حوريه إن طلعوآ حلوين عليهآ أنآ عيآلي بيجون حلويـن لأبوهم .. الدكتـورعديّ , عيونهم ملونـه وتلمـع ههههه أحسن خلي حـور تموت بحرتهآ وآلله لأقهرهآ لين أشبـع ههههه , - تنهدت بسعآده عآرمـه وهي تهز رآسهآ بقوه موسعه عيونهآ بـ تنبيه تكلمهآ وكنهآ شخصن كبير يفهم عليهآ - أنســآآآآآآم .. أحُــبـِـك يآبنـــــت "
/
/
يوم عآنـي , طويـل , كئيـب , شـآق , مجهـد للمعنويآت ..
من بعد المستشفـى , للمغآسـل ثم للمقآبـر .. وآلحيـن بـ المجلـس يآخذون العـزآء ..
أحسن آلله عزآكم , تقبل آلله دعآكم
أحسن آلله عزآكم , تقبل آلله دعآكم
هذي هيّ الجملـه وردهآ وإللي مآكآن يصدح بـ المكآن غير صدآهآ ...
بـ مجلس الرجآل الفسيـح , كنبآت إسفنجيـه مرتفعه عن الأرض حآوطت المجلـس بلونهآ الأحمر القآنـي السآده يتخللهآ أزرآر ذهبيّـه ,, ستآير شآموآ أخذت نفس اللون الأحمـر المخفف بآلأصفر المذهـب وسجآد منقوش بـ نفس الألـوآن ..
بـ ركن من المجلس كآن المحآمي الشهيـر , رجـل القآنون " معآذ المآلكي " بـ الوسـط .. على يمينـه ولد أخوه طـلآل وجمبـه أحمـد .. وع اليسآر أولآده فآهـد وسهــيل وجآسـر ..
وبعيداً كآن رآئـف مع أبو مآلك " عآمر المُرشـد " ...
تنهد وهو يمسح وجهه برآحته اليمنى ضآيق ..
....: علآمـك !
جلس جمبه متكي بسآعده الأيسر على وآحد من المتكآت الصغيره الموزعه بـ المجلس: آدم وينـه ؟
أطبق شفتيه بـ خيبه: وذآ إللي كنت توني بسألك عنـه !
رآمز: طآح وجهـي وعيآل عمي يسألوني وينه خويي !
وآئل: أنآ بعد سمعت سُهيل وهو يتسآئل مع فآهد أخوه عن آدم وإنآ بـ المقآبر
نآظرهم رآمز من بعيد ,, فآهد مدنق رآسه بـ الأرض وسبحته الفضيّه بيده وعليهآ يذكر ربّـه , جمبـه سُهيل إللي كآن ممدد رجوله قدآمه مسند ظهره للمجلـس ومكتف يدينـه , شآرد النظـر بـ الأرض في صمــت ..
....: يحق لهـم يسألون .. مو خطيب أختهـم ! وينـه فيـه ؟ مو ذي أمهآ إللي مآتت ! ألآ سوّد آلله وجهك يآ آدم خلّ بس أشوف خشتك ..
وآئل: طيب دق عليـه
مآل فمه بـ إبتسآمه سآخره: على بآلك مآسويتهآ ؟ من وإنّآ بـ المغآسل وأنآ أكلمـه
وآئل: مآيرد ولآ جوآله مقفـل !
رآمز بقهر: الإثنيـن .. كنسل عليّ بـ الأول ثم قفلـه ..
إرتفعوآ حآجبيه مآط شفته السفلى بـ تعجـب: غريبـه !
/
/
بـ فيلآ معآذ المآلكـي إللي إكتست الحزن بذآ اليوم وتوشحت بلبآس السوآد ..
بوقت قآرب لـ مغربيّة اليـوم .. بـ مجلس الحريـم مستطيـل الشكــل , فسيـح المسآحــه ..
توزعوآ الحريم بين أركآنه , كلاً بملآمح موحده مشتركـه من الحزن والأسـى طآغي عليهـم صمـت مطبــق ..
برآس المجلس كآنت أم فآهـد وبحضنهآ وردهـ إللي كآنت مثل قطعـة الزبده السآيحـه , مآيلـه بجسمهآ على زوجـة أبوهآ إللي بدورهآ محآوطتهآ بذرآعينهآ ومسنده رآسهآ فوق رآس وردهـ فآض من ملآمحهآ عليهآ الكثيـر من الحنآن المريــر .. أمآ وردهـ فكآنت بـ دُنيآ ثآنيـه , على قيد الحيآه يسري دآخلهآ النبض وآلنفس إلآ إنهآ ظآهرياً جثـه مآلهآ حول ولآقوه .. حتى ردّ التعآزي مآتقدمـه على المعزيآت وتكتفي أم فآهد بهزة رآس مطبقه فمهآ علّهم يتفهمون وضعهآ وإللي تحسّـه ..!
قليل من الحريم كآنوآ متوآجدين , والكثير منهم يكتفي بـ أدآء الوآجب ويطلـع من فورهـ مآعدآ المعنييـن وإللي تمثلـوآ .. بـ جيرآن معآذ المآلكـي من الحريـم ..
أم طلآل وبجآنبهآ نسمـه بنتهآ إللي مآفآرقوهم من أول اليوم ومعهآ زوجآت عيآلهآ الثلآث , مرآم , شـروق , ودآرين ..
مقآبلهـم كآنت أم مآلـك وبصحبتهآ بنآتهآ ثنينآتهم , سآلـي وأصآلــه ..
كآنت نسمه تنقل نظرهآ كل لحظه والثآنيه من وإلى وردهـ وشكلهآ الحزيـن إللي بعده الصدمه مأثره عليـه ومآنعه من ظهور أيّ بوآدر لتقبل هآلوآقـع .. حتى إن دموعهآ جآفـه .. نظرتهآ للأرض مكسـوره , أعصآبهآ مرخآه بـ إستسلآم تآم على جسم زوجة أبوهآ جمبهآ .. لحد مآتصآدمت نظرآتهآ على من دخلوآ من بآب المجلـس وبـ التوآلي إرتفعت كلّ الأنظآر تطآلعهم بـ فضول وإفترآس لمعرفـة شخصيتهم ومن يكونون , بـ الأحرى ذيك القعيـده على ذآك الكرسي ..!
نزلت رآسهآ للأرض وقد ملآهآ إحرآج الكون كلّـه بعدمآ تجمعت أكوآم الدموع المكبوته من صبآح اليوم وإللي صآر بـ البيت مع وآئل وآمـه قبل يجون , كمّل عليهآ هآلنظرآت القآسيّـه إللي حملت الكثير من العوآطف الأليمـه الجآرحـه من الأسـف والشفقـه على وضعهآ وإللي هي فيـه ..
أمآ عن إللي وآقفه جمبهآ فـ هذآ هو بـ الضبط إللي حسبت حسآبـه , نظرآت الحريم وهرجهـم .. شلون الحين بتفتك من هآلفشيلـه على حدّ وصفهآ وبـ إيش تعرف عنهآ لآمن أحدن سألهآ ! من وين بتجيب الجرأه لتقول إنهآ زوجـة إبنهـآ , إبنهآ الوحيـد هذي الكسيحـه زوجتـه ..!
لوت فمهآ لليسآر بـ كُره وآضـح ثم مشت طريقهآ صوب أم فآهد ووردهـ بعدمآ ألقت سلآمهآ على الموجودين عآمـه تلحقهآ ميسـم على كرسيهآ مدنقه رآسهآ تدآري ملآمح الحرج إللي تملكتهآ ووصلتهآ للمرحلـه إللي فيهآ تدعي إنهآ تختفـي من المكآن , تنمحـي , مآيكون لهآ أي أثر أو وجود ..
أم طلآل وإللي بمجرد دخول أم وآئل وميسم جمبهآ مآنزلت عيونهآ من عليهـم لحد مآهمست نسمـه لهآ وكنهآ تذكرهآ: يومـه ميسم الحين زوجـة ولدهآ ..
سحبت أمهآ نفس هآدي من خشمهآ مغمضه عيونهآ إللي أدمعت بلحظتهآ هآمسه بخفوت: آلله يرحمـك يآفرآس يآولدي ..
أطبقت نسمه فمهآ بـ حزن وعيونهآ على ميسم إللي تسلم على أمّ فآهد وتقدم تعآزيهآ لهآ .. ميسـم نفسهآ الخطيبـه السآبقـه لأخوهآ المرحوم فــرآس ..!
تحمدت ربهآ بـ خآطر حزين " آلحمدلله آلذي عآفآنآ ممآ إبتلآهـم "
وقفت بهدوء وإللي مع وقوفهآ إرتفعت لهآ الأنظآر وهذآ هو إللي صآير بهآلمجلس والنآتج عن إنعدآم المحآدثآت , كلّ مآوقف أحدّ أو دخل أحد إلآ وتوجهت له كل الأنظآر ..
حركت نظرهآ عليهم بسرعه ثم وجهت كلآمهآ بهمس لأم طلآل: بسـويّ مكآلمـه وأردّ يومـه ..
مآردت أم طلآل إلآ بهزة رآس بـ الموآفقـه ..
طلعت من بعدهآ بخطوآت إزدآدت سرعتهآ بعدمآ تخطت المجلس رآفعه جوآلهآ لأذنهآ على نفس الرقم إللي تحآول تتصل فيه من سآعآت عديده طآفت ونفس الرد .. عدم الإجآبـه .. جوآلـه مقفـل !
ضغطت على زرّ إنهآء المكآلمه بغضـب رآصه على أسنآنهآ بتفكير أشغل لهآ بآلهآ بـ كومه من الأفكآر والظنون السيئـه " وينك فيـه يآدم ! وينك فيه يآختك ! ليش مآتردّ عليّ ! يآربي لآتفجعنـي فيـه , أسألك يآرب تطمن قلبي وتهدي سـريّ .. ردّ عليّ يآ آدم ردّ ...! "
تنهدت والقلق والخوف يفتك فيهآ للحد إللي أدمعت معه عيونهآ وودهآ تصآرخ وتعـديّ تدوره بنفسهـآ ..
طلبت الإتصآل بـ الرقم الثآني وإللي بعد كذآ دقـه جآهآ الردّ بصوت هآدي متوآزن: آلسلآم عليكـم ..
جآوبته بنبره مهزوه مبشره عن بدآية بكآ: علمنـي رآمـز , جآك آدم ؟ - إحتدت نظرتهآ بذعر بصيحة عدم تصديق – شلون !! يعني وينه للحيـن ! مآكلمك حتى ! رآمز وإللي يعآفيك إنت خويّه وتدري عنه وعن خبآيآه , تكفى علمني وينه أخوي .. أكلمه مآيرد علي لين تقفل جوآله ,, وشهـو ! وإنت بعد مآكآن يرد عليك !! ,, رآمز تصرف دور لي عليـه ,, شلون يغيب بهآلظرف ! مآيدري إن أم خطيبته مآتت ! وينه فيـه تآركهآ بروحهآ ! رآمز قلبي يعورني ومآنيب قآدره أتحمل أكثر أخآف صآير عليـه شيّ , تكفى يآرآمز دور وينـه , طمنـي وللي يعآفيك تكفـى ..
مسكت بلوزتهآ السودآء معفطتهآ بقبضتهآ محل قلبهآ وعيونهآ المدمعه تدور بـ الفرآغ بعدمآ أنهت المكآلمه بعد محآولآت رآمز البآئسـه إنه يهديهآ ويوعدهآ إنه رح يطمنهآ أكيد إذآ درى عن شيّ بخصوص آدم ..
رفعت عيونهآ للسقف بتوسل " يآرب لآتفجعنـي بأحبآبي , آحفظلـي آدم يآربي وآشملـه بلطفك ورعآيتك .. يــآرب ..."
/
/
بـ مجلس الحريـم ..
ومن أول مآدخلت هيّ وأمهآ وعيونهآ معلقـه عليهآ , أشرت لهآ مربتـه على الكنبـه جمبهآ لأجل تجلس جمبهآ بعدمآ قدمت تعآزيهآ لـ وردهـ ..
تركت أمهآ تجلس جمب خآلتهآ هيّـآ وهي جلست جمب بنتهآ نسمـه ..
ميلت نسمه رآسهآ هآمسه بـ أذن حور بعدمآ جلست جمبهآ: وآآآي حور قلبي يعورنـي
حوريه بنفس الهمس: أنآ ركبي بتترعـش وأعصآبي سآيبه , قلبـي مشدود ومش قآدره أتنفس .. شكلهآ يمـوت يآنسمـه صعبآنه عليّآ أوي
مسحت نسمه دمعه تسللت من طرف عينهآ اليمنى بعقلة سبآبتهآ: مسكينـه مآكآن لهآ غير أمهآ ومره متعلقـه فيهآ , عمـي معآذ من يومه وهو تآركهآ مع أمهآ بـ مصر وآلحين شوفي شلون حآلتهآ شلون بتتقبل هآلوآقع وهآلوضع الحين
تنهدت حوريه بأسى وقد ترقرت عيونهآ العسليّه بـ الدموع وهي تشوف وردهـ الحيويّـه البشوشه المرحه شلون هي الحين وردهـ جآفـه ذآبلـه , مسنده رآسهآ على كتـف زوجـة أبوهآ أم فآهـد إللي محآوطتهآ بذرآعهآ الأيسر تمسـح على شعرهآ والجآنب الأيسر من وجههآ بحنآن ... كآنت بـ دُنيآ ثآنيـه , عيونهآ مدمعـه مكسورهـ قد إمتلت بـ أكوآم من مشآعر الحزن والألـم ,,
حوريه: نسمه مش قآدره , هعيــط وآللهـي , مخنوئـه أوي فيه حآقه كآتمه على صدري تعآلي نطلـع برآ شويّه
وقفت نسمه بهدوء تعدل حجآبهآ أسود آللون على رآسهآ ومن بعدهآ وقفت حوريه بنفس الهدوء ..
سألت أم نسمه: ويـن ؟!
نسمه: بنروح للمغآسـل
هزت أمهآ رآسهآ بـ تفهّـم ومن بعدهآ إستأذت نسمه وحور من أمهآتهم وإللي كآن مجآلسهـم مرآم وجمبهآ أم وآئل وبنتيهآ شروق ودآرين وجمب دآرين .. كآنـــت ميســـم !
سألت دآرين بهدوء: متى بتتزوجــون ؟
نآظرتهآ ميسم بطرف عيونهآ هآمسه: أظن مآهوب وقته أبدّ ذي السوآلف
دآرين: ومن قآل إني أسولف ويّآك! مغير سؤآل .. أشوفكم طولتـو وآنتم قد عقدتم من زمـن !
ميسم بـ ضجـر , آخر مآتبيه منآقشه مع دآرين: ربك يسهـل الحآل ..
ردت بـ إستخفآف: هــه , إيه إنشآلله
رمقتهآ ميسم بـ نظره حآده بينمآ ردت عليهآ دآرين بـ إبتسآمه جآنبيه قصيره وسآخـره ثم وقفت مستأذنـه موجهه كلآمهآ لأمهآ: بروح المغآسـل شـويّ وأردّ ..
مشت بهيبتهآ المعتآده وثقل خطوآتهآ ونظرآت ميسـم المنزعجـه تشيعهآ لحد مآختفت من قدآمهآ ومن بعدهآ أطلقت ميسم تنهيده قصيـره بـ رآحـه .. أيّ تأثير هذآ إللي تملكـه دآرين وقآدر إنه يعكـر صفو مزآج أيّ كآئـن ؟!
بـ المغآسـل إللي كآنت قريبه من مجلـس الحريـم .. كآنوآ ثنينآتهم وآقفين بـ الصآله الخآرجيّه قدآم الأحوآض العريضـه والحمآمآت – بـ الكرآمه – بـ آخر الممر من نفس الصآلـه ..
مسحت نسمه يدينهآ بـ المنآديل الورقيّه الملفوفه جمب الحوض تنآظر شكلهآ المرهق بـ المرآيه العريضه قبآلهآ: وش بتسوين يآحور ؟
أسندت حور وسطهآ لرخآمة الحوض معطيته ظهرهآ بحيث تتعآكس بوقفتهآ مع نسمه إللي تنآظر شكلهآ بـ المرآيه , مطلقـه تنهيـده محبطـه: آآآآآهـ , مش عآرفه .. كلّ إعتمآدنآ كآن على وردهـ إنهآ تعرف أي حآقه من مرآم , بس بعد إللي حصل دآ وردهـ شكلهآ هتخـش فـ غيبوبـه طويلـه ..
نسمه: حور أهلك لآزم يدرون بـ السآلفـه .. صدقيني إن عرفوآ هآلشيّ من أحدن غيرك مآحد بيتبهذل إلآ إنتـي ! علميهـم وهم وحدهم بيتفآهمون مع رآئـف خلآص الوضع مآينسكت عليـه .. إنتي الحين مطلقـه وجآلسه ببيت أهلك على إنهآ غضوبـه كم يوم ويردك زوجك لـ بيتـه !
إتسعت عيونهآ لآخرهـم قبل تمتد يدهآ وتدف البآب المفتوح فتحه صغيره وهآلجملـه تخترق مسآمعهآ " إنتي الحين مطلقـه وجآلسه ببيت أهلك على إنهآ غضوبـه كم يوم ويردك زوجك لـ بيتـه ! "
لآ إرآدياً إرتفعت يدهآ لفمهآ إللي إنفرجوآ شفتيه بـ صدمـه أنعشـت كلّ حوآسهـآ بدغدغـه حسيّـه كآنت كفيله تحفـر ملآمح الفرحـه بوجههآ الجآمـد .. " حوريـه مطلقـه ! شلون يعنـي ! رآئـف طلقهـآ ! وكل هآلمده وهي تكذب والغبيه الثآنيه نسمه بعد تكذب ! يكذبون ومآحدن دآري عنهـم ! مآظنيت أبدّ ذآ إللي بيصيـر ! حسبآلي فعلاً غضوبـه من بعد هوشـه , يآربي لهآلدرجـه رآئـف دمـه حآمـي ومآعنده تفآهـم !! كلّ حسآبآتي بخصوصك غلط يآرآئـف , مآنيب قآدره أفهمك يآرجّـآل ...! "
مسحت حآجبيهآ بيدينهآ الثنتين بنبرة خيبـه وإحبآط بآهته: كدآ كدآ هيعرفوآ .. مآمآ عمّآله تزن عليّآ وبتئول مش معئول كل دآ زعـل ورآئف سآيبني كل دآ ليـه .. لمآ أروح البيت هئـول لمآمآ على كل حآقـه , خلآص ..
دفت دآرين البآب بيدهآ بملآمح ضآيقـه ومتكدره مآسرع مآتحولت لـ دهشه مفتعلـه: أوهـ , إنتو هنـآ !
أطبقت نسمه فمهآ بقوه موسعه عيونهآ بصدمة خوف لـ حوريه إللي بـ المقآبل رمقتهآ بنفس النظره خوفاً من إن دآرين تكون إستمعت لشيّ !
دخلت دآرين المغآسل مقفله البآب ورآهآ ثم شرعت تفسخ حجآبهآ وهي تنفخ هوآ: هـوففف , أكره مآعندي المنآسبآت التعيسـه هذي ..
طيرت نسمه عيونهآ بـ إشمئزآز ثم ردت بتشديد كنهآ تخزهآ: هذآ وآجـب ..
نآظرتهآ دآرين بـ بلآهه مصحوبه بـ إستخفآف وهي تقلب عيونهآ: وأنآ قلت شـيّ ؟
أعرضت عنهآ نسمه بـ حده لـ حوريه: هآ حور خلصتـي ! نرد للمجلـس !
مآردت حوريه إلآ بهزة رآس تأكيداً وتوهآ بتمشي إلآ وآستوقفتهآ دآرين بنفس نبرتهآ السآخره المعتآده: طولتـي الغيبـه يآحوريـه .. كل ذآ يعنـي أهلك وآحشينـك وهآلكثر مشتآقه لهـم ! ترآ فيه نآس ثآنيين حيل مشتآقين لك !
كشرت نسمه بوجههآ: من بيشتآق لهآ غيري أنآ وزوجهآ ! وأنآ كل يوم وعندهآ , وزوجهآ من يوم مآفآرقت البيت وهو مآردّ لـه .. وين المشكلـه !
رفعت دآرين حآجبهآ الأيسر بـ غيـظ من القط إللي تقطـه نسمـه ومحآولتهآ الوآضحـه تذكر إن رآئف من يوم مآتركت حور البيت وهو بعـد تآركه !
تدآركت نفسهآ بـ إبتسآمه صفرآء قصيره مآسرع مآختفت وتحولت لـ جمود بـ نظره جآفه موجهتهآ لـ حور: ليش مين قآل إن محد يشتآق لحوريه غيرك إنتي ورآئـف ! أنآ بعـد أشتآق لـهآ , وغيآبهآ مأثر فينـي ..
رمشت بجفنيهآ متصنعه البرآءه بنبرة غنـج معبره عن الإستفزآز: متى بتردين البيت !
رفعت حوريه ذقنهآ بتكآبر وتصنع للقوه: قريــب إن شآء آلله ..
قآلتهآ ومشت صوب البآب هي ونسمه بينمآ إنتفض صدر دآرين بضحكـة إستخفآف وهي تهز رآسهآ بـ النفي مبتسمـه بنظـره شيطآنيّه خبيثـه – هآمسه من بين أسنآنهآ - : على جثتــــــــي !
/
/
مسـآءاً ..
وبـ جآنب آخر كآن أكثر حيـآه ..
بـ مجلسهـم المعتآد , كآنوآ ثلآثتهـم طآبـور ..
أم سلطآن وقدآمهآ ريتآج وبين رجول ريتآج صيتـه وكلاً مستلم شعر الثآنـي ..
قطرت شويّ من زيت جوز الهنـد برآحة يدهآ اليسرى ودلكتهآ بـ اليمنى وبدت تمآرس سحـر التدليك بفروة رآس بنتهآ ريتآج .. وبـ التوآلي أخذت ريتآج صفيحـة الزيت وبدت تدلك بشعـر صيتـه وفروتهآ ...
....: قآلبين المجلـس مشغـل , متى بتفكونآ عآد
قلبت له ريتآج عيونهآ بـ إحتقآر: وإنت شدخلك ؟
إرتمى على الكنبه الإسفنجيّه الأرضيه رآفع ريموت التليفزيون وبدآ يقلب بـ القنوآت: خلآص عآد شعوركم وش طولهآ وش زينهآ , مآتملون إنتم كل يوم زيوت وكريمآت وحنـآء !
فركت شعر ريتآج بين رآحتيهآ وهي تكلمه: ردّ القنآه نتآبع مسلسل
ركآن: تزيتون شعوركم ولآ تتفرجون بـ المسلسل ! كيفي أبغى أطآلع برنآمج دريفـن حق السيآرآت
ريتآج بـ توعد: روييييكــن جبّ المسلسل أبركلك والأحسن تفآرقنآ
سفههآ وتمّ يطآلع بـ البرنآمج: ولـيّ بـسّ ..
إنعفس وجههآ بـ ضيق من شدة ريتآج القويّه لشعرهآ: ريتآجـووه بشويش على شعـري
ريتآج: وش سويت بشعرك لآ تتبلين الحين
صيته: لآ تشدينـه بقوه
ريتآج: يمممه يآلحسّآسّه , شوي شوي حبيبتي إنتي وذآ الشعر
ركآن: ههههه فيه وحده محترّه
نآظرته بـ إشمئزآز: وليش إنشآلله أحترّ ! صلعآء ولآ شعري خيش وسلوك !
ركآن بـ إستفزآز يقهرهآ: شعر صيته غيـيييير
ضمت ركبتيهآ لصدرهآ محآوطتهم بذرآعينهآ مبتسمه له: فديتـك
ضربتهآ ريتآج بقوه من كتفهآ الأيمن: وجـع مآتنعطين وجـه , الشرهه عليّ أدلك لك ذآ الشعر المخنـز , إذلفـي يلآ
ركآن: ههههه فيه وحده بتحترق الحين متفحمـه
تحسست صيته كتفهآ من ورآ بـ ألـم: حسبي آلله عليك , وش ذي اليـدّ يآقوتهآ آنخلـع كتفـي
قلبت عيونهآ بـ إستخفآف: وآآآآي يآلحسّآسـه
....: وديّ بيوم أدخل عليكم ومآسمـع ذي المنآقره والصيآح !
إرتفعت الأنظآر كلهآ لهـم بمجرد دخوله المجلس ..
تبسمت صيته وهي تخلل أصآبعهآ مآبين شعرهآ المجمع كله على كتفهآ الأيسر: هـلآ يوبــه
ريتآج: لآ منآقره ولآ شيّ مغير رويكـن يتمآصل علينآ
وسع عيونه فآتح فمـه تمثيلاً للصدمه المفتعله: حشـى ! وش ذآ الكذب !
تربع بـ جلسته وأكمل: يوبـه هذي ريتآج محتره من صيته وشعرهآ , مآعليك منهآ سوآلف بنآت علومهم كلش مآلهآ دآعي
نفضت ريتآج شعرهآ من يدين أمهآ مكشره بـ إعترآض: وآلله ! وليش أحتـرّ ! شعـري وش زينـه , طويل ونآعـم ..
لعب لهآ ركآن حآجبيه بـ إستفزآز مضيق عيونه: صيته شعرهآ أطـول وأنعـم ..
حذفت عليه علبة المنآديل بـ عصبيّه: مآلك دآعي ..
أطبقت بعدهآ فمهآ بـ قهر وهي تقلب عيونهآ لـ صيته: إيه مآعليه أدري إن شعرهآ أطول وأنعـم عآدي , وش فيهآ ! ذآ أصلاً الشيّ الوحيـد الزين والعدل فيهآ
خزهآ أبوهآ بـ توعد من بين أسنآنه: ريتـــــــــــــآآج !
بلعت ريقهآ ومعه بلعت لسآنهآ قبل تتمآدى أكثر ويجيهآ إللي مآيرضيهآ بينمآ صيته هي بعـد إللي إبتعلت هآلإهآنه والتجريح العلنـي فيهآ ..
" وش فيهآ ؟ مآهيب جديده يآصيتـه ... عديّهـآ "
فرك ذقنه بـ إبهآمه وأردف بـ هدوء وجديّه: جآيكم خآطبــن ..
تعلقت الأنظآر الأنثويّه الثلآث عليه بـ تركيز وإهتمآم .. أكمل بنفس الهدوء: ولـد الرويلـي , - سكت لحظـه ثم أكمل – مطلـق الرويلـي ..
صدت ريتآج عن أبوهآ صوب التليفزيون تنآظره بينمآ أطبقت أمهآ فمهآ بـ إستيآء , مآبقى إلآ صيته إللي تمت تنآظر أبوهآ بنظره فآرغه شردت بهآ أفكآرهآ لذيك النقطـه إللي توصلـهآ عند الخآطب إللي تمنت بيوم ينذكر إسمـه قدآمهآ وبذي الطريقـه .. عـديّ .. " ليش مآيكون عديّ بدآل مطلـق ؟! حسبي آلله عليك يآذآ القلبّ , توك متعلق بمن جرحك وخآنك ؟! "
أطلق تنهيده عميقه أردف من بعدهآ بهدوء: يسألون ريتآج
إلتفتت ريتآج بسرعه مبرقه عيونهآ بصدمه أطلقت من بعدهآ صيحة إستنكآر حآد: وشهـــوو !
توسعت عيونه بخرعه من صيحة أخته: بسم آلله , وشهو ذآ ! يوبه قم صفقهـآ
تدآركت إستنكآرهآ بآلعه ريقهآ بسرعه " وشهو ! مآبقى إلآ مطلـق ولد الرويلي ذآ المخنـز , وجـع , بأي وجه جآي ومتقدم ! يعقـب بعـد هذآ وجهـي إن قآبلـته أو رضيت فيـه , يممممه مآبقى إلآ ويصير ذآ نصيبـي , يآشينه من نصيب .. أنآ أقول أبوي مآيجي من ورآه خطآب سنعيـن أبدّ ! "
طيرت أمهآ عيونهآ بلآ مبآلآه كنهآ على علم مسبقاً بـ ردّ بنتهآ وجوآبهآ ..
سأل أبوهآ: هـآ ! وش قولكــم
ريتآج: مآني موآفقـه
أبوهآ: وليش إنشآلله ! وش عندك يمنعك ؟
ريتآج: عندي أشيآء وآجد تمنـع وأولهآ درآستي .. دوبني بثآني جآمعه ليش أرتبط من الحين ؟
أبوهآ بعدم إقتنآع: ذآ مآهوب سبب , درآستك محدن بيمنعك عنهآ حتى وإن إشترطنآ ذآ الشيّ .. الرجّآل الصرآحه ولد أجوآد مآيعيبه شيّ , دين وأخلآق
سحبت نفس مكتوم وعيونهآ معلقه بـ رجآء للسقف " آآآآخ يآربي وشهو إللي مآيعيبه وهو بؤرة العيوب كلبوهآ .. قزم وأصلـع وكرشـه لين ركبـه ولآ شوآربـه ذي إللي تروع مغطيـه كلّ فمـه , يممممه يآقلبي ذآ فلم رعـب .. لآ وبعد دين وأخلآق ! مشكلتـي مآ يعجبني الملتزميـن إعذرني يوبه بس كذآ بنتك متخلفـه , أبي مجـرم ردّ سجـون , قآتـل أو حشّآش .. سربوت , دآشـر .. كيفـي كذآ ومآحدن له دخـل ..! "
....: هـآآ ! ترآ ينتظرون ميعآد نحدده يجي الرجّآل ويشوفك
جآوبته بـ عند صآرم: يوبـه قلت لك مآ أفكر أبدّ بـ إرتبآط فـ ذآ الوقت , وأنآ أدري من قبل عن ذآ المطلـق ومآهوب عآجبني ولآ رح يعجبنـي .. وهذآ الرفض من حقـي , - وجهت أنظآرهآ لـ صيته بتشديد على كلآمهآ – ع الأقل رفضـي له سبب إنه مآيعجبنـي , غيري يرفضون من البآب للطـق بدون أسبآب ومآحد ينقـد عليهـم ..
نآظرتهآ صيته بـ إستنكآر مضيقه عيونهآ بعدم تصديق , سفهتهآ ريتآج وكملت: عآدي يوبـه حنّآ فيهآ , حدد ميعآد وخلّ صيته تدخل .. هي أولى بذآ الإرتبآط .. عمرهآ منآسب ومآعندهآ شيّ يشغلهآ .. والصرآحه أشوفهآ تلوق لـه , محدن بيشوف نفسه على الثآني
صيته بـ حده: وش قصدك إنتـي ؟
ريتآج: آقول آشكريني بس لأني أعطيك هآلفرصـه .. من بعد ولد الربعـه إللي رفضتيـه وسيرنآ جت وآطيهآ ومحدن رح يطلبك لين تعفنين بذآ البيت وتنقبرين وإن صآر وطلبك أحد لآ تتوقعينه بيرضى بذي الخشـه .. مآلك إلآ ذآ القبيـح شين السحنـه , مآوفق إلآ مآجمـع .. هآ وشرآيك يومـه !
بلع ركآن ريقه برفعة حآجب سريعـه وهو ينآظر بـ التليفزيون وكآن نفس ردّ الفعـل لأمه بينمآ ريتآج إللي كآنت تتصنـع إبتسآمه بلهآء تنقلهآ بين الموجودين وكنهآ جآبت العيـد ...
وقفت صيته بهدوء مخآلف لبرآكين الألـم المشتعلـه بصدرهآ: إللي تشوفـه يوبـه أنآ موآفقـه عليـه ومآعندي أي مآنـع ...
قآلتهآ وطلعت بسرعه من المجلـس صآعده لغرفتهآ إللي صفقت بآبهآ بـ قوه ظنهآ أسمعت كل الموجودين تحت وإرتمت على سريرهآ نآيمه على بطنهآ بـ عرض السريرمعفطـه المفرش بين قبضتيهآ مطلقـه العنآن لدموعهآ المآلحه تشق طريقهآ على خديهآ بين عبرآت مخنوقـه محبوسـه بصدرهآ ...
" من بعد ولد الربعـه إللي رفضتيـه وسيرنآ جت وآطيهآ ومحدن رح يطلبك لين تعفنين بذآ البيت وتنقبرين وإن صآر وطلبك أحد لآ تتوقعينه بيرضى بذي الخشـه .. مآلك إلآ ذآ القبيـح شين السحنـه "
" من بعد ولد الربعـه إللي رفضتيـه وسيرنآ جت وآطيهآ ومحدن رح يطلبك لين تعفنين بذآ البيت وتنقبرين وإن صآر وطلبك أحد لآ تتوقعينه بيرضى بذي الخشـه .. مآلك إلآ ذآ القبيـح شين السحنـه "
" من بعد ولد الربعـه إللي رفضتيـه وسيرنآ جت وآطيهآ ومحدن رح يطلبك لين تعفنين بذآ البيت وتنقبرين وإن صآر وطلبك أحد لآ تتوقعينه بيرضى بذي الخشـه .. مآلك إلآ ذآ القبيـح شين السحنـه "
مآلت على جمبهآ الأيمن معتصره المخده بحضنهآ بوضـع التكور وعيونهآ الحمرآء المنتفخـه معلقه بذآك القميص السمآوي المعلـق على شمآعتهآ ... " إصحي على نفسـك يآصيته .. كلّ شيّ من أول كآن وآضح وصريـح ! ريتآج مآكذبت .. مآحد يكذب .. عديّ مآكذب .. قآلهآ ليّ من قبل , ليش أشوف نفسي وأنآ بذي الخشـه ؟ جوهـر أخسّ من مظهـر , جوهر أخسّ من مظهـر , جوهر أخسّ من مظهـر ,, يآربي كآفي .. كآفي طعنآت بصدري مآعآد فينـي قلبي حيل يعورنـي .. ليش رفعت رآسي للنجـم , للقمـر .. لـ عـديّ , شلون ظنيت إنه بيوم رح يربط نفسـه فينـي , وش إللي فينـي ! .. صآدقه يآريتآج لآزم أصحى على نفسي .. مطلـق الرويلـي , آآآآهـ يآذآ الطعـن بـ قلبــي .. آآآآهـ يآربـــي , ليش مآتنصفـي يوبـه ! دوم سلبـي , ليش تلومين عليّه وإنتي شبيهته بـ أطبآعـه , ضعيفـه وسلبيّـه , مآلك حول ولآ قوه , لآتصدين ولآ ترديـن .. نآهد فكت عمرهآ وتزوجـت هروباً من ذآ البيت وآلحين دوري ..! بس أنآ مو مثل نآهـد ! مو مثلهآ أبـدّ ! "
/
/
سلبـي , ضعيـف , بآرد , غير مسئول , غير مرآعـي ...
كآنت هذي هي الأوصآف إللي ترددهآ ببآلهآ والخآطـر وهي نآيمه على بطنهآ على طرف سريرهآ المنخفـض ,, يدهآ اليسرى جمبهآ واليمنى ممدده بـ الأرض تحفر بأصآبعهآ بين شعيرآت السجآده الكثيفـه ..
أسدلت جفنيهآ بـ إستسلآم لهآلوآقع البآئس إللي تعيشـه , إنفرض عليهآ إجبآراً تحقيقاً لمصلحه هيّ المعنيّه فيهـآ أو كذآ فهمهآ أبوهآ .. أمآ عن حقيقه هذآ الوآقع فهي تدريهآ زين .. هروب أبوهآ من مسئوليتهآ ومسئولية إعآقتهآ .. غصب ولد عمهآ عليهآ وهو رضـى شفقـه أو عطـف أو نوع من المرجلـه قدآم أبوه وعمّـه أو إنه نوع من الضعـف الكآمن بشخصيته ! ... وإلآ وآحد بمثل شخصيّة وآئل السلبيّه المحآيده المهزوزه وش بيكون بيده ! وإن كآن مآيبي هآلشيّ ورآفضه شلون يعلن تمرده عنه وتجرده من مسئوليتـه !
اليوم الصبآح عطآهآ الخبر تتجهـز لأنهآ رح ترآفق أمه بـ العزآء .. برغم تحسسهآ المفرط من وجودهآ بـ أي مكآن يمد لـ عآيلة المآلكي ووجودهم فيه بـ صله إلآ إنهآ مآعآرضت أبدّ , هذآ وآجب , ووآجب أحق طآعة زوجهآ فيـه ...
أومأت برآسهآ شكراً للشغآله إللي سآعدتهآ بتجهيز نفسهآ ولبس عبآيتهآ حتى إنهآ رآفقتهآ نزولاً بـ الأسنسير ...
كآنت رآفعه نقآبهآ عن وجههآ بـ إبتسآمه إستمتآع هآديه لهآلأفكآر إللي تدور برآسهـآ .. اليوم وبس رح تتوآجـه مع المجتمع الخآرجي ولأول مره بـ صفه غير صفتهآ من قبل , اليوم هي زوجـه , زوجـة وآئل محصـن عبدآلله .. أياً كآنت الأسبآب إللي تسبب لهآ الحرج من قبل فهـي وبهآلصفـه إللي تمتلكهآ الحين كفيلـه توآجـه أيّ كلمـه , همسـه أو حتى نظـره , إحسآس الثقـه إللي يقويّهآ كآن يتفجـر بدآخلهآ , هي بنت مثلهآ مثل غيرهآ , إمرأه متزوجـه , إعآقتهآ مآمنعتهآ أبدّ إنهآ تمآرس حيآتهآ بـ الشكل الطبيعـي , مآحرمتهآ من حقوقهآ كـ أنثـى , كـ إنسآنـه ..
" يآوآئـل كلّ مآلك وتعلقنـي فيك أكثـر , مآبعمـري تخيلـت أكون هآلكثر محظوظـه , محظوظـه بـ إني شريكتـك , نصفـك الثآنـي , وإسمـي زوجتـك , طيـب وحنـون , ملتـزم ومسئـول , متفهـم ومرآعـي .. شكثر أزيدهآ عليـه وهو يعدي ويتسآهـل , أجرحـه ويبلـع هآلجـرح بدون حتى كلمة لوم أو نظرة عتـب .. كآفي ظنونـي الشينـه وهي أكثر مآيتعبـه ... آآآخ يآوآئـل , بدآخلي نوآقـص وش كثرهـآ , رجيتـك تحملنّـي ترآ وآلله أحبـك ..."
إنفتح بآب الأسنسيـر ومعـه تبددت هآلإبتسآمـه لـ جـرح , لـ إنكسـآر ..
....: علـى جثتي يآوآئـل ذيك الكسيحـه تطلـع معـي ! إنت وش تبي النآس يحكون ويتحآكون ! وش أقول لآمنهم سألوني منهي ذي رآعيـة الكرسي ! منهي ذي المشلولـه !
أطبق شفتيه وردّ بـ ضجـر بآرد وكنه مـلّ من زود الهرج بنفس السآلفه: قولي لهم الحقيقـه , زوجـة إبنك , زوجتـي
مسكت جبينهآ بـ تصنع للتعب وانهيآر الأعصآب: يآربي إنت تبي تجلط أمـك ! زوجتك هذي هني بـ البيت , أمآ برآ عند العآلم والنآس لآآآ , ولا بعمري رح أعترف فيهآ وذآ العلم عندك من قبل تتزوجهآ , روحـه الحين العزآء مع ذي المعآقـه مآفيـــــــه .. رضيت أو بـ الطقآق , روح بهآ إنت وأنآ بطلع مع السآيـق ...
جت بـ تطلع من البوآبه العريضه الدآخليه لمدخل الفيلآ إلآ ووقفت فجأه مكمله بآقي كلآمهآ: وآلله بعد مآلقيت غير ذي المنآسبـه ! عزآء بعآيلـة المآلكـي , بعدمآ كآنت بيوم ورده مفتحـه بـ صحتهآ وعآفيتهآ مثلمآ الفرس وآقفـه على رجولهآ والإسم خطيبـة ولـدهم آلحين بعدمآ تكسحـت خذينآهآ من ورآهـم .. نلملم إللي يقطونـه ! وش تبيهم يقولون ! عزآ آلله تسخفت وجيهنآ بـ الترآب وصرنآ حدث الموسـم !
أعتصرت عيونهآ بـ ألم لهآلمشهـد الجآرح لـ كلّ مشآعرهآ وأحآسيسهآ الرقيقـه المعذبـه مسبقـاً , هآلكلآم كفيّـل يهشـم بـ سمومـه عوآطفهآ الهشّـه تحت وطأة الذل والإهآنـه ...
طآحت دموعهآ ومعه إنقبضت أصآبعهآ بـ قوه لكفهآ بعدمآ إستشعرت بلل دموعهآ الحآره على ظآهر يدهآ بـ الأرض " سكوتك عني يآوآئـل يذبحنـي , آآآهـ يآلجرح المآلح بـقلبـي وآآآهـ يآذي النآر الشآبـه بين ضلوعـي .. كآآآفـي , وربـي كآفـي كآآآآآفـــــــــي " ...
أنزل جسمه بهدوء لحد مآجلس بـ الأرض قبآلهآ مثني رجليـه تحته مثبت رآحتيه على ركبتيـه بوضـع التشهـد ...
يدري زين عن وجعهآ والجرح إللي تحسّـه , الموقف إللي صآر اليوم كآن مؤلـم معنوياً لهآ بس مآكآن موجـع أكثر من وجـع الخذلآن إللي سببه لهآ .. ذيك النظره القآتله من عيونهآ الحزينـه المكسوره , نظرة اللوم والعتـب , رصآصـه من بندقيـه كفيلـه تفتك بـ قلبـه وتمزقـه أشلآء ...
كآنت ممدده جسمهآ على سريرهآ المنخفـض المقآرب للأرض .. أول مره يشوفهآ بهآلتحرر , يمكن لأنهآ زيآره مفآجئـه , بدون إذن أو ترتيـب ..
لآبسـه قميـص قطنـي سمنـي آللون يوصـل طولـه لـ تحت ركبتيهآ بـ حمآلآت مطرزه بخيوط ستآن ذهبيـه .. هآللون الفآتح إللي أبرز سمآر بشرتهآ البرونزيّـه واشعل بصدره فتيـل الإثآره ...
جآ بيمد يده لذرآعهآ الكشـوف معلـن عن وجوده بـ حرم غرفتهـآ إلآ وإرتجفـت مبعدهآ بتردد وآضـح وسريـع من أطبقت جفنيهآ وشفتيهآ بـ القوه بـ إعتصآر لـ كلّ ذرآت الوجـع النفسي إللي تحسّـه " ليش يآوآئل مآتصـدّ عنـي ! ليش الحلـو إللي تسويـه بـ ثآنيه تمحيـه ! ليش تحدني أحطك بمقآرنآت كثيره غبيّـه وسطحيـه مآتزيدني إلآ نفـور وإستنقآص منك ! أقآرنك بـ فرآس , ولآبعمره سمـح لأحد يتطآول عليّ حتى لو من بآب المـزح .. أردّ وأقول وضعي مع فرآس غير وضعي معك ! هل لو من قبل كنت بهآلحآله كنت بـ تمّ خطيبتـه ! هل كنت رح أنخطب له من الأسآس ؟ هذآ فرق ! إنه مستحيل كآن بيرضى بهآلشيّ وإن رضى مستحيل كآن أهله رح يوآفقـونه , إنت غيـره .. إنت رضيـت , رضيت تربط نفسك , مستقبلك ومصيرك بوحده مآلهآ حول ولآقوه .. إنت بعيونـي أعـزّ وأغلـى , أبقـى وأهـمّ وأحـبّ من فرآس ... من ميـة وألـف ومليـون فــرآس ....."
سحب نفس عميق أطبق فيه شفتيه وأغمض فيه عيونـه بـ عتب قآسي لنفسـه وإهمآله لمشآعرهآ المذبوحـه ...
بـ مقآومـه شديده لـ إرآدته إمتدت أنآمله البآرده المرتجفـه لتلآمـس نعومـة ذرآعهآ الأسمـر ...
همست بـ إبتسآمـه حزينـه وبعدهآ مقفله عيونهآ بـ إستسلآم: فـــرآس !
إنحبس النفس بصدره معقد حآجبيه بـ إستغرآب , مضيق عيونه بـ إستنكآر , تمتم بعدم إستيعآب: فـــــرآس !!!
فتحت عيونهآ بسرعه من وقع اللمسـه الحآنيه لذرآعهآ العآري والنبره الدآفيه المميزه لـ أذونهآ ومآسرع مآتبدلت ملآمح الرخو والإستسلآم لملآمح الفـزع .. الفزع إللي مآتدري وش سببه بـ الضبط ! هل وجوده قدآمهآ الحين بهآلشكل الفجآئـي ! أو وجودهـم بروحهم بغرفتهآ ! أو وجودهم بروحهم بغرفتهآ وهي بهآلشكـل المكشـوف ! أو كل هآلأسبآب إضآفـة لـ إسـم فــرآس إللي إنذكـر بلآ وعي أو إدرآك منهآ ,, بس الأكيد إنه قد إستوعبـه عـدل وأدركـه زيــن !
جت بتعدل من وضعهآ رآميه ثقلهآ كله على سآعديهآ ترفع بطنهآ عن السرير إلآ وردت مرتطمه بـ الفرآش سيطر عليهآ ضعفهآ وخآنتهآ إرآدتهآ ...
إرتفع نظرهآ له بـ ترجـي وتوسـل بآئـس تسأله ينتظر لو لحظـه بعدمآ وقف بهدوء رآمقهآ بـ نظرآت عـتب حزينـه وقآسيـه ...
إمتد ذرآعهآ الأيمن يوقفه بعدمآ ولّآهآ ظهره في صمـت ومشى صوب البآب .. إحتضنت بكفهآ الأيمن ذرآت الهوآء هآمسه بوهـن إختلط ببكآهآ المرير المبحـوح: وآآآآآئــــــــــــل ...
/
/
فجــراً ..
تهآلك على سريره العريـض بـ العرض , فآتح رجلينـه ويديـه بـ إستسلآم مغمـض عيونـه ..
صآر له يومين مجهد نفسـه بـ مرآجعة الملفآت وتدقيقهم واليوم كآن مخطط يريـح نفسـه وفشل هآلمخطط بمجرد معرفته بـ المفآجئـه إللي ألقتهآ عليه أخته أصآلـه ,, وفآة زوجـة معآذ المآلكـي ,, أمّ وردهـ ..
مآفآرقت صورتهآ عيونـه وعيّآ بآلـه يطردهآ من خيآلـه ..
" شلـون حآلتهآ الحين ! بـ المرآت القليلـه إللي جمعتنآ بـ مصر مآكآنت تفتئ إلآ وتذكر أمهآ .. هذآ الطبيعـي , ثلآثه وعشرين سنـه وهي بـ كنف أمهآ مآفآرقتهآ وآلحين وفجأه تغيب عنهآ ! "
إضطجـع على جمبه الأيسر مسند رآسه على ذرآعه الأيسر الممدود ينآظر بـ جوآله المفتوح على رقمهآ وآلمسجـل بـ إسمهآ .. وردهــ !
عض على طرف شفته السفلـى بـ ضيق وهو يتذكر وضعهآ الحين وشلون فرق وآجد عن أول .. هي الحين مرتبطـه وش إللي ممكن تفسره بـ إتصآله ! " بس أنآ مآ أبي إلآ إني أسويّ الوآجب , أعزيّهـآ , مدري ليش أحس هآلإحسآس بس أحسهآ فآقده شيّ كبيـر ومحتآجه شيّ أكبـر ...."
توه بيضغط على زرّ الإتصآل إلآ وتدآرك نفسه مقفل الخط قبل يبدآ الإتصآل حآذف جوآله بعيد عنه مطلق تنهيده متعبـه " وش هآللي تفكر فيه يآسنـد ! شلون بـ الأسآس فكرت فيـه ! هذآ أول يوم عـزآ وأكيد إن بآلهآ مومعهآ ولآ هيب مدركـه حقيقة إللي صآر ولآ مستوعبه هآلوآقع الفجآئي الأليـم .. والأكيد إنهآ مآرح تتذكرك بـ الأسآس ...."
....: أنآ بعد لي مكآن بهآلسرير ..
إلتفت ورآه وهو بعده نآيـم شآفه يجلس على طرف السرير يفصـخ شرآبآته ..
إلتفت له رآفع حآجب وآحد بـ إستنكآر بعدمآ طآل صمته: خير ! مآسمعــت !
إستقعد سند معقد حآجبيه: بتنآم هنـي !
مآلك: وش رآيك يعنـي !
مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره تدآركهآ مآلك وردّ بطنآزه: لآ تستآنس وآجد ..
سند بـ إستخفآف: مآ أتوقع إن نومتك معـي سبب لونآستي
أطبق فمه بـ إنزعآج .. مآيبي يكون نآكر للجميـل إللي سوآه له سنـد ووعده إللي إلتزم فيه برغم كلّ الخلآفآت القآئمه بينآتهم .. مآيدري ليش يحس هآلإحسآس تجآه سنـد بس الأكيد إن فيه شيّ بدآخله بدآ يتغيـر ونظره بدت تختلـف , وجود سند الحين بحيآته علآمه فآرقـه ومآيدري بدونه شلون كآن مرّ ذآك الإسبوع بطولـه .. والأهـم سـره الكبيـر إللي ضآق به صدره وأخنقـه الحين صآر يتشآرك فيه مع أخوه وهآلشيّ أرآحـه ولو بنسبـه قليلـه هو مصرّ يعآند نفسه فيهآ وينكرهآ ..!
نآظره ببلآهه وقد إرتفعوآ حآجبيه: مآسمعت ! أقولك وخـر أبي أنآم
سند: شآيفنـي مآسك عنك النوم !
مآلك: وشلون إنشآلله بنآم وإنت فآتحلي رجولك وذرآعينك ونآيم بـ العرض وسط السرير !
سند: مآ أعرف أنآم إلآ بآلعرض !
ضيق عيونه بعدم فهم: وأنآ شلون بنآم يعنـي !
سند: علمـي علمك ..
صعد مآلك من فوقه ونآم بـ إعتدآل رآسه ع المخده وسيقآنه ممددهآ فوق سيقآن سند .. نزل يده اليمنى تحت رآسه بينمآ إمتدت يسرآه للأبجوره الإستيل جمبه وطفآ النور ..
نفض سند رجول مآلك عنه وطلع هو رجوله فوقه .. تأفف مآلك بـ إنزعآج: إنت وش سآلفتك ! وخرّ عني !
سند ببرود: وأنآ جيت جمبك ! إنت إللي طلعت فوقي
مآلك: إعتدل بنومتك وبلآهآ سخآفآتك
سند: مآ أستخـف , بس أنآ مآ أنآم إلآ بهآلطريقه
مآلك: ليتك تحترم وجودي وتحترم وجودك بـ غرفتي وعلى سريري !
سند: مآعندك مآعند جدتـي !
رفسه مآلك برجله اليمنى: تلآيـــــــــط
سند: ههههه تعآل نآم جمبـي
مآلك بـ إشمئزآز: تعقــب .. قم إنقلـع من سريري
سند: ههههه جرب بس ومآرح تندم .. النوم بـ العرض أزيـن
ردّ مآلك ورفسه بس هآلمره برجوله الثنتين يوخره بـ القوه لحد مآ أبعده مسآفه وصآر ملآصق لمؤخرة السرير بينمآ سنـد إللي كآن يتزحزح بـ القوه من مآلك وبضعف منه بسبب ضحكـه: ههههه وش هآلحركآت
مآلك: قسم لآ أرفسك الرفسه الأخيره وأجيبك بـ الأرض , قم أحسنلك
سند: إنت من وين جيت ! قم وردّ من مكآن مآجيت
مآلك: وآلله ! أشوفك آستحليت القعـده .. ترآه جنآحي أنآ وذي غرفتـي
وقف سند عن السرير متأفف ثم فصخ قميصه الأبيض القطنـي ورمآه على الصوفآ البيضآء جمب السرير وإرتمى على ظهره جمب مآلـك إللي بدوره نفض ذرآعه إللي إمتدت وإستقرت على بطنه بـ ضربـه قويّه شكلهآ كآنت عن عمـد !
سند: تحمّل عآد النومه جمبـي
مآلك: لآتقرفنـي آلحين وآبتعد , مآ أحب أحد يلصق فينـي
سند: مآ أوعدك .. أنآ عربجـي بـ النـوم وكل طرف من أطرآفي بـ نآح , يعني تحمل يجيك بوكس من هنآ , رفسـه من هنآك ...
مآلك: وإنت تحمـل التصفيـق إللي بيجيك إن لآمستنـي ..!
سند: ههههه وش إحسآسك وإنت تشآرك أخوك الكبير النومه بسرير وآحد ولأول مره ؟
مآلك: وللي يعآفيك , الحين بجيب كل مآبجوفـي
إنقلب سند دورتين لحد مآلآصق جسمه جسم مآلك إللي إنتفض فجأه وإبتعد لحد مآوصل لطرف السرير وهو يصيح بـ إنزعآج: خير إنشآلله !
سند: ............
مآلك: وخر شويّ ترآ مآعآد مكآن الحين بطيح
سند: ...........
زفر نفس بـ طفش: مآ أمدآك تنآم , إبتعد أبي أنآم
سند: ..............
تمّ سآكت لحظآت ينآظر بـ جسمه الأسود من وسط الظلآم – أردف بهدوء - : شكـراً إنك إهتميت بـ تغريـد وكنت عند وعدك
سند: العفـو ..
مآلك: الحين تكلمت .. وش هآلحركآت مآتستحي على عمرك وش كبرك وتسويّهآ !
سند: هذي مشكلـة الورعآن مثلك مغير يتململون .. مو عآجبك إذلف برآ ولآتصجنـي .. أبي أنآم ..!
======
-----------