الفصل العشرون
آللهـم
إرحمني في لحظـة ضعفـي .. وأبعـد عني شيطـآني ونفسـي .. وآغفـر لـي خطيئتـي ويأسـي
آللهـم
آجعل عفوكـ عني دآئم , ورضآكـ عليّ قآئم , وآجعلني عن الذنوب نآدم , ولبآب توبتك عآزم
/
/
/
نآظرت بطرف عيونهآ يمينهآ وهي على كرسي تسريحتهآ ذهبيّة اللون مقآبله المرآيه ويدهآ مرتفعه لأذنهآ اليسرى تفك حلقهآ ..
وآرت إبتسآمتهآ القصيره بمجرد دخوله والأفكآر الخبيثه الشيطانيه إللي ترآقصت ببآلهآ بشفتيهآ إللي أطبقتهم بقوه لحد مآختفوآ وصآروآ خطّ ..
جمعت شعرهآ الأشقـر وإللي بدآ خصلآت منه تظهر بلونهآ الكستنآئي الطبيعـي من فروتهآ على كتفهآ الأيمن وهي ترد سلآمه بعدمآ فصخ عقآله والشمآغ منزلهم على الصوفآ الشآموآ وقد أرخى جسمه عليهآ بـ إستسلآم ممدد رجله اليسرى عليها واليمنى بـ الأرض ..
.....: شكلك تعبآن !
خلل أصآبعه الطويله بشعره الفآحم وقد تدلت خصلآت منه على جبينه الصغير وهو يعتصر عيونه ثم يردّ ويفتحهم بهزة رآس وكنه ينفض عنه التعب: إيه شـوي .. مآلي خلق حفلآت مغير عوآر رآس
ضيقت عيونهآ بـ ابتسآمه قصيره مآكره ثم وقفت وهي بعدهآ بـ الفستآن متوجهه صوبه بملآمح حزن مفتعلـه ..
جلست على طرف الصوفآ بين رجليـه وقد أحنت رآسهآ مطبقه شفتيهآ بأسى مصطنع تحسست سآقه الممده بموآسآه هآمسه: لآتضآيق نفسك .. حبيبي معليش هي توهآ صغيره ومآتدل الصح من الغلط .. لآتقسى عليهآ يآرآئف وفهمهآ خطآهآ بهدوء وتفآهـم
رفعت رآسهآ بملآمح مسكنه وموآسآه مفتعله مآقآبلتهآ غير ملآمح جآمده تطرح تسآؤلآت بعدم الفهـم وطلب للشرح والتفسير !
أكملت بهدوء وهي تشد على يده: حبيبي خذ الأمور بهدآوه .. إنت عآقل وحكيم لآتقسى عليهآ .. حوريه بعدهآ مرآهقه وهآلحركآت طبيعي تصير بهآلمرحلـه
همس بعد فهم مضيق عيونه بـ استنكآر: وش قصدك ؟
تدآركت شهقتهآ بيدهآ على فمهآ موسعه عيونهآ بصدمه بينمآ إعتدل هو بجلسته مقطب حآجبيه: وش إللي تقولينه مآفهمت !
بلعت ريقهآ بحركه وآضحه وعيونهآ تدور تحتهآ فـ اللحظه إللي كآن رآئف فيهآ يترصد لأدق تفآصيلهآ علّه يستوعب مقصدهآ وخصوصاً من بعد ذكر اسم حوريته .. أجفلهآ بحزم: دآريـــــــن ! – أكمّل من بين أسنآنه – وش قصـدك !!
همست بتردد وعيونهآ بحجرهآ: طلآل مآعلمك !
رآئف: وش يعلمني !
رفعت رآسهآ بتفآجئ: ولآ مــرآم !
عقد حآجبيه أقصآهم وردّ بصرآمه: وش لي بـ مرآم تحآكيني بـ شيّ ! مآحد تكلّم معي وش عندك إنتي قوليه !
وقفت بسرعه موليته ظهرهآ وقد أشبكت أصآبع يدينهآ قدآمهآ - تكلمت بتردد - : حسبآلي إنك قد دريت .. إسأل طلآل أخوك .. أكيد مرآم زوجته قد علمته بـ الموضوع
وقف ورآهآ بعصبيه مآد يده لـ ذرآعهآ وبـ قوه لفهآ عليه: أيّ مـوضوع !!
هزت رآسهآ بـ النفي وعيونهآ بـ الأرض بينمآ تكلم هو من بين أسنآنه بصبر نآفذ: قسم بآلله يآدآرين إن مآتعدلتي وتكلمتي زين لتشوفين إللي مآيسرك .. هآلإسلوب مآ أدآنيـه ولآ لي صبر وطآقه عليـه
نفضت ذرآعهآ من قبضته بقوه وإبتعدت خطوتين لورآ وقد إحتدت نبرتهآ بزمجره غآضبه بعدمآ تلألأت عيونهآ الزرقآء بـ الدموع: وش ذمبي أنآ تصيح علي وتهدد بعـد ! ولآ وحده تسوي المصيبه والثآنيه تتحمل بلآهآ !!
رآئف بجفآف: من أول تلفين وتدورين وكلآمك ألغآز وأنآ مآفيني رآس أحلل هرج الحريم وش مقصده !
دآرين بحده: هذآ مو هرج حريم .. هذآ هرجن يخصك .. ومو أنآ الشخص الصح بهآلوقت إللي ترفع عليه صوتك
مسك كتله من شعرهآ بقبضته اليسرى مقرب وجههآ من وجهه تلفحهآ أنفآسه الملتهبـه من عصبيتّه المكبوته هآمس بـ شـرّ من بين أسنآنه: أرفع عليك صوتـي وذرآعـي بعـد .. وحسك هذا إن مآتعلمتي شلون تقصرينه وإنتي قدآمي أنآ اعلمك شلـون أخليك تشتآقين له .. وإن مآتعدلتي يآدآرين فـ أنآ مآعندي مآنع أبدّ أعدلك بنفسي .. ووقتهآ .. وقتهآ بس .. قسماً بآلله عظيـم إن تكرهيـن نفسـك مية مره وتتمنيـن الموت ألف .. والحين تكلمـي وش قصدك من ورآ ذآ الهرج !!
دآرين وقد بللت دموعهآ خديهآ ويديهآ الثنتين ممتده لورآ رآسهآ فوق يده الممسكه بشعرهآ: مآآلي خـصّ ولآ لي دخـل .. هذي حوريـه .. ءآآ .. آآآآ فكنـي رآآئـف ترآآك تعورنـي ءآآآآآ
شدد من قبضته لشعرهآ إللي سمعت له صوت طقطقه وكأن جذوره قد تقلعت من الفروه: وش بهآ حوريّــآ تكلمـي !
وعند هآلحد من الألم إللي تحسّه وإللي توهآ الحين تتدآركه هذآ وهي مآلهآ أي دخل ويعآملهآ بهآلشكل .. شلون بيتصرف مع حـوريه .. لكـي آلله يآحـور .. أطلقت العنآن لعبرآتهآ وشهقآتهآ البآكيه تعلى وتحتد: آآآآآهــ فكنـــــي
رآئف بنفآذ صبر وهو يهز فـ رآسهآ يمنه ويسره: وش بهآ حوريّـآ تكلمـي
دآرين بصيآح: مرآم فتحت جوآلهآ وإحنآ بـ الملكه وشآفت رسآيل وآتسـآب غرآميه بينهآ وبين وآحد إسمه مهــآآآب وأنآ مغير شفت الرسآله مع مرآم وبس مآآآلي دخــل .. آآآه فكنـــي .. فكني يآرآآئف تكفــى شعــررري ءآآآ
جرهآ بـ عنف من شعرهآ لورآ ثم رمآهآ بـقـوه لـ قدآم لتطيـح بجسمهآ على الصوفآ وقد تصآعدت الدمآء لوجهه الغآضـب وصبغته بـ لونهآ القآنــي ..
فكّ أزرآر ثوبه والشرر يتطآق من عيونه الغآضبه وإللي مآ ابطت تبعثر نظرآت الشـرّ حولهآ وهو يخطي خطوآت زلزآليّه أعمت عيونه واطرشت أذونه وشلت عقله وتفكيره الآ عن إسم مهـآب إللي يترآقص بـ إستفزآز قدآم عيونه ويتردد صدآه على طبول اذونـه !
/
/
على الجآنب الآخر للمكآن إللي جمـع بين رآئف ودآرين ..
أرخت جسمهآ على سريرهآ إللي تبدل فرشـه ولحآفه من الستآن الفوشيآ للستآن الأسود .. لونـه الأصلـي والمعتآد
رفعت رجلهآ اليمنى فوق اليسرى ممددتهآ مسنده ظهرهآ للسرير وقد تنآولت جوآلهآ بيدهآ تدور بين الأسآمي " هي مآمآ كلمت ورده وطنط جيهآن تبآركلهم ولآ لسـه ! .. مآمآ مآمآ .. فين رقمك ...... "
توهآ بترفع الجوآل لأذنهآ إلآ ويجفلهآ شبح من السوآد موآجههآ .. إنتفض صدرهآ وهي تسمي بـ الله ثم مدت يدهآ بسرعه لقبس الأبجوره جمبهآ وشغلتهآ ..
...: رآئـــــف !
نزلت جوآلهآ ووقفت عن السرير وآجمـه بملآمحهآ الشآحبه من أثر فزعهآ: خضيتنـي وآلله .. قلبي كآن هيئـف .. - إردفت وقد إتسع فمهآ بـ إبتسآمه كشفت عن رتآبة أسنآنهآ اللوليّـه الصغيره المترآصه , مبققه عيونهآ بتعبير طفولي مآقلّ عن طفوليّة ملآمحهآ البريئه - إنت هتنــــآم معآيآ النهرده كمآن !!
بخطوآت بطيئه متثآقله تبث الرعب فـ النفس وهي تترقب وصولهآ .. تلآشت إبتسآمتهآ لتهمـس بـ خوف بعدمآ تصآعد الدم لوجههآ وتزآيدت نبضآت قلبهآ: ررآآ .. رآآئــف .. ممممـ .. مــممـآآآلـ .. مآآلـك ؟!
أشر بـ طرف عيونه الحمرآء القآدحه بـ الشرر من بين أسنآنه: الجـوآل ..
نآظرت يسآرهآ على السرير بجوآلهآ إللي توهآ وتركته بإستيعآبهآ وجوده قدامها .. همست بـ همس مآيسمعه إلآ هي سآئله عن القصد: مآلـو !
إزدرت ريقه وهو يعتصر عيونه بصبر نآفذ .. كرر من بين أسنآنه: جوآلك .. جيبيــه
كآنت تنقل نظرهآ المرتعب مآبينه وبين جوآلهآ مآهيب فآهمه هآلغضب والعصبيه إللي تشوفهم فيه الحين وش سببه وآيش علآقة جوآلهآ الحين يطلبـه لحد مآ أجفلهآ بـ صوت صآرخ حآد مزمجر: جيبــــــــــــــــي الجـــــــــوآآل .. مآتسمعيـــن !!
سرت رعشه على طول عمودهآ الفقري وقد إنتفض صدرهآ بكتفيها وخآرت قوآهآ جآلسه على طرف سريرهآ سآحبه جوآلهآ بسرعه وإنقيآد ومدته لـه بيمنآهآ المرتجفه وبعدهآ تعآبير الفزع والشحوب بوجههآ ..
لحظآت تمت عيونهآ معلقه عليه بترقب .. ثآبت الملآمح والتعآبير الوآجمه بـ غضب وهو يمرر عيونه إللي إحتدت نظرتهآ بـ شـرّ وخير آللهم آجعلـه خيـر !
رفع الجوآل بعدمآ قلب شآشته موآجهه لهآ يستنطقهآ .. وقفت بتبآطئ وعيونهآ على الشآشه بس مآتشوف شيّ ولآهيب للحين فآهمه قصده !
مشت بخطوآت متثآقله وكنهآ خطوآتهآ للهاويه وعيونهآ معلقه بـ الجوآل لحد مآستقرت قدآمه مآيفصلهم إلآ بوصآت وعيونهآ تتآبع كلمآت المحآدثه بعدم إستيعآب أو تصديق لحد مآطآحت عيونهآ على إسم صآحب المحآدثه ! مهـــآب !
تحركت شفتيهآ بـ إسمه بدون صوت معقده حآجبيهآ .. ومن شآشة الجوآل إنتقلت نظرآتهآ لتستقر بعيون رآئف ومنهآ إنفكت عقدة حآجبيهآ وإتسعت عيونهآ أقصآهم وقد آنفغـر فمهآ بصدمــــــه صلبت عضلآتهآ وجمدت حركتهآ ..
ومن تدآرك رآئف صدمتهآ رمى بـ الجوآل على السرير وخطآ خطوته الوحيده صوبهآ مآيفصل بينهم غير أنفآسهم ...
ملآمح غآضبه مشتعلــه تشـع حرآره وتوعـدّ بـ الندم وملآمح بآهته شآحبـه مصدومـه تترجـى وتتوسـل الفرصــه !
رمشت بتوآلي وعيونهآ على أودآجـه إللي إنتفخـت أقصآهآ وبرزت بغضـب وعصبيـه مكبوتين ,, ردت ورآهآ خطوه رآفعه يديهآ الثنتين قدآمهآ طآلبه منه لحظآت تفهمـه وقد إرتجف فكهآ السفلي وترقرت عيونهآ بدموع التوسل الصآمـت - بنبره مبحوحه مرتجفه - : رآآ .. رآآئف إسسسـ .. إسسمعنـ ......
ألجمهـآ كـفّ غآضــب تجمعت فيه كلّ شحنآت الغضب والقهـر والعصبيّه والأحآسيس السلبيّه بخيآنتهآ له مع حبيبهآ الأوليّ ليستقـر على خدهآ الأيسر ومعه تلتوي رقبتهآ حدّ تمزق الشرآيين والأورده !
مآ أمدآهآ تتدآرك نفسهآ وتستوعب حتى الألم من هآللطمـه العنيفه لخدهآ إلآ وتلقى نفسهآ بـ حضنه بعدمآ لف شعرهآ الأسود حول معصمه الأيمن بـ كفه وبين أصآبعه مشدد عليـه حدّ إقتلآعه من جذوره - هآمس بـ تأنيب كآن أقرب للتنديـم - : أنآآ يآحور !! أنآآ تلعبين عليّ !! أنآ تستغفلينـي !! تستغلينـي !! أنآآ .. أنآآ تخونينـي !! مهـآب !! مهآب الكلب يآبنــت الكـلـ ..... أنـــآآآآآآ .. أنــآآ يآحـــوور !!! أنـآآ !!
كآنت تتلوى بـألـم تبي تفك رآسهآ من قبضة يده وقد تعلقت يدهآ اليمنى بجيب الصدر لـ ثوبه الأسود بعدمآ إنهآرت دموعهآ شلآلآت: لاآآآ .. لآآآآ وآللهــي وآللهـ .....
مآكملت حلفهآ لأن وللمره الثآنيه قد إرتفع كفه الأيمن بـ الهوآ وآستقر على خدهآ الأيسر بـ كفّ مآقلّ أبدّ بـ قوته عن إللي سبقـه إلآ إنه كآن أسوء أخلّ بتوآزنهآ وبغت تطيح بـ الأرض لولآ تشبثهآ بـ جيبه: وتحلفيـن بـ الله !! وتحلفين بآلله يآفآجـ *** .. آسم آلله لآينطرآ على لسآنك يآوصخـ *** يآ *** يآ ***
أخيراً إرتمت بـ الأرض من هول الشتم والسبآب إللي فجر طبولهآ من حسـه وفجـر قلبهآ من قذآرته: لآآآآآ .. لاآآآآآ متئولــش عنــي كدآآآآ وآللهــــي مآحصــل وآللهـــ ............
ردّ وسحبهآ من شعرهآ بـ عنف موقفهآ على ركبتيهآ وهو يهزّ فـ رآسهآ: قلتلك لآ تحلفيـــن .. لآتذكرين آسم آلله بلسآنك يآنجســ ***
.....: لاآآآآآآ .. سبيبنـــي .. سيبنــي يآحيوآآآآآآآن
حيوآن !! ومآكآنت كلمـة حيوآن إلآ الشرآره إللي بسببهآ تفجر برميـل الوقود !
بـ الغصـب واللآ إآرده خضوعاً لـ طوع الألم الموجع فـ رآسهآ من الشدّ العنيف الوحشي لشعرهآ وقفت على رجولهآ رآفعه يدينه فوق يديه تحآول تفكهم من شعرهآ: أولتلك سيبنــي .. سيــب شعــري يآحيوآآآن إنت مبتفهمـــش .. إببببببعـــــــــــــــد
ومن قبضتيه إللي فقدت الأمل إنهآ تحرر شعرهآ من بينهم مالهآ الحين إلآ سلآحهآ الوحيد ! أظآفرهـــــــآ !
بحركه عميآء مشوشه لأنهآ كآنت مدنقه رآسهآ تتلوى بجسمهآ بين يديه مدت يدينهآ الثنتين لـ رقبته إللي كآنت مكشوفـه من أزرآر ثوبـه المفككـه .. وبـ وحشيّه مآتقلّ عن وحشيته غرزت أظآفر يدهآ اليسرى برقبتــه مطبقـه على تفآحـة آدم البآرزه بـ وسط حلقه .. مآكآن من رآئف إللي إستشعر الألم وحسّ بأنفآسه تختنق بين قبضتهآ اليسرى الصغيره الضعيفه إلآ إنه يسدد وبـ حركه مبآغته بركبته اليمنى بعدمآ ثنى سآقه ضربـه عنيفـه موجعـه لـ بطنهآ على إثرهآ أطلقت حوريه صرخـه مدويـــه هزت الجدآرن ومنهآ فللت يديهآ من رقبته وإنفلتت معهآ يده من شعرهـآ ..
كآن ينآظرهآ وعيونه بعدهآ تقدح منهآ الشرر وقطرآت من العرق تسلك طريقهآ من جبينه لخديه .. مآكآن بسبب أيّ مجهود عضلي سوآه إلا إنه كآن أقسى وأمرّ .. مجهود نفسي في محآولة كبت غيظـه والسيطره على زمآم عصبيته المفرطه وإللي يدري مسبقاً عوآقبهآ الوخيمـه لو ترك لهآ الفرصـه والمسآحه والحريـه للإنفلآت ..
إحتدت نظرآته وهو يشوفهآ محنيّه بوضع الركوع يدهآ اليسرى على ركبتهآ اليسرى واليمنى على بطنهآ تأن وتتأوه بـ ألـم من عنف ضربتـه لبطنهـآ .. ثوآني إللي حسّ فيهآ بعآطفة الألم لألمهآ واللوم لنفسـه وتأنيب الضمير .. توه بيحني جسمه جمبهآ يستنطقهآ إحسآسهآ إلآ وإعتدلت هيّ بـ حآجبين مقطبين .. هل من الألم ! أو من الغضـب إللي كسـآ ملآمحهآ وترجمته فوراً برفعة كفيهآ لصدره وضربـه الضربه إللي مآ آلمته أبدّ إلآ إنه ترآجع بسببهآ خطوه لورآ ومعه إنهآل سيل من الشتم والسبآب بصرآخ حآد إنتهــى بـ تفلـه على وجهه: آتفــــــــــــووو
وعند هآلتفله إللي تنآثرت بين قسمآت وجهه .. ثآر هآلبركآن إللي كآنت تتصآرع حممه بـ جوفـه .. ثآر ومآرح يحرق بلهيبـه غير هآلمتمرده سليطـة اللسـآن إللي ترآجعت بخطوآتهآ لحد مآ إلتصق ظهرهآ بـ الجدآر يديهآ الثنتين فوق بعضهم وثنينآتـهم فوق صدرهآ محل قلبهآ عليهآ تهدي من تسآرع نبضآتهآ المتصآرعه أو شهقآتهآ وزفرآتهآ المرتعبه ..
نزلت عيونهآ للأرض إللي تحسهآ تهتز من تحتهآ بترقب لخطوآته إللي كل مآلهآ تقترب صوبهآ ..
بلعت ريقهآ بصعوبه وقد تعلقت عيونهآ بنظرآتهآ المتوجسه وتعبيرآت وجههآ المضطربه بعيونه إللي غطآ حمآرهم البيآض .. ليش تحس إن عيونه جحظت وقآربت تفآرق تجويفهم العظمـي ؟ رآئف بطبعه حنطي البشره بس ليش الحين تحسه أسـود ؟ أسود اللون فاحم بعيوآن حمرآء !
" هو أنآ لو لمست جسمه ممكن يلسعنـي بـ سخونته ! حآسه بحرآره .. حرآره كل مدى بتحرئني .. حرآره مصدرهآ رآئف ! "
سحبت نفس مفآجئ من فمهآ دخل جوفهآ وملآ رئتيهآ ومن بعدهآ شُلّ تفكيرهآ وفقدت وعيهآ لحسآب عدد الشهقآت اللي شهقتهآ أو الزفرآت ..
تحركت شفتيهآ بفك مرتجف وأسنآن متصآكه وعيون موسعه أقصآهم بجفون أغشتهآ عن الرؤيه بسبب توآلي حركتهم السريعه ..
بتمتمه شبه مسموعه: ءآآ .. ءآآ أنآآ .. أنآآ .. آآ .. آآسسسسـ .. سسسـ .. آسسفـه !
ومن بعد هآلأسف غير المجدي دخلت بدوآمة اللآمقآومه منهآ ضد رآئف إللي تفنن بممآرسة كل أنوآع الضرب والتعنيف بـ قسوه ووحشيّه على جسد الضعيفه حوريه .. يرفـع فيهآ ويخفـض , يلكم ويرفـس , يهـز ويرمـي , يلوي ويثنـي .. بتجآهل لصرآخهآ المدوي وصيحآتهآ المتوآليه .. لـ تأوهآتهآ المعذبّـه .. ترجيّهآ البآئس وتوسلآتهآ البآكيه .. مآكآن عندهآ الفرصه أو المسآحه إللي تحسّ فيهم بـ الألم لأي جزء صآبهآ فيه إلآ وينتقل لجزء غيره موجـع أكثـر من إللي سبقـه ..
لوى ذرآعهآ الأيسر ورآ ظهرهآ ملصق خدهآ الأيمن بـ الجدآر مآنعهآ من الصيآح والصرآخ وحتى الإستجدآء ..
...: أنآآ يآحوور !! أنآ تسوين فيني كذآ !! تستغفلينـي !! تلعبين بذيلك من ورآي !! من متى ! من متى ولأي مدى !! لأي مدى وصلت له علآقتكم يآبنت الكلـ ** ردي علــــــــيّ .. تبين تكملين درآسه وبـ مصر ! تبين تروحين لحبيب القلب تتصرمحين ويآه على كيفك وهوآك والخروف رآئف هنـي !! أنآ حيوآن وحقير ! تنهشون فينـي ! تضحكون عليّ ! صآدقه .. إي وآلله صآدقه أنآ فعلاً حيوآن ومآنيب رجّآل .. مآنيب رجّآل .. أقولك شيّ !! أنآ مــــرره .. أنآآ مـــره يآحوريّــآ لأني وثقت بوحده صآيعه مثلك مآهي إلآ تربية شوآرع .. شلون !! شلون تغآفلت عن كل هآللي شفته بعيوني وإنتي معه بـ مصر ! ليش يآحوور هآآه !! ليـــش ! وإن صدق مآتبيني ليش وآفقتي تتمين هآلزوآج ! جيتك وعلمت نجم أخوك إني مستعد أطلقك وإنتــــــي .. إنتي إللي رفضتي طلآقنآ وأصريتي تكمليـن ! اليوم .. اليوم الصبآح كنتي بين يديني أنـآآ , بحضنـي أنـآآ .. والمسآ ترآسلينه ! مشتآقتلـه ! تتخيلين نفسك معـه ! تبين بـ اصبعك دبلتـه ! تكلمينه يسمع صوتك وتسمعين صوتـه ! تلعبين ع الحبلين هآآه !! تكلمــي .. تكلمــــي يآبنت الكلآآآآ ** يآعآهـ ** .. لآآآ مآعآشت ولآ شآفت النور بعيونهآ ولآدخل النفس لـ جوفهآ بعـد هذي إللي تلعب على رآئف .. مآيسويهآ رجآل لأجل تسويهآ مره ..
مآكآنت ترد غير بدموع صآمته متوآليه غرقت خديهآ وإن بآلغت بـ وصف إللي تحسه فهي تظن إنهآ قد غرقت الأرض من تحتهآ لحد مآحست بصوت طرقعه ضعيف دآخلها .. وإن كآنت بعدهآ بوعيهآ فهآلصوت مصدره ذرآعهآ الملتوي بشده وإللي من كثر الوجـع تخدر هو من الألـم ولآ عآد حست فيه إلآ من بعد هآلطرقعه الخفيفه إللي وآزآهآ صرخـه حآده مفجعــه كآنت كفيله تخرج رآئف من هستيريآ الغضب الأعمى والعنف الوحشي لترخى قبضته من معصمهآ الأيسر تآرك ذرآعهآ بهدوء وترآخي لحد مآ افلتهآ تمآماً وقد إحتدت نظرآته إللي إقترنت بتعبيرآت الفجـع وكنه كآن بغيبوبه إنفصآم وتوه الحين قد ردّ للوآقع !
إرتمت بـ الأرض على بطنهآ وقد توآري وجههآ تحت شعرهآ المبعثر جثه هآمده بلآ حرآك إلآ من أنين متألم ينفطر معه القلب .. ينصهر المعدن .. ويذوب الصخـر !
كرآمته إللي هُزلت وعلى مرأي من الجميـع بدآية من الخآينه حور وعشيقهآ مهآب .. ثم زوجته الثآنيه الشآمته دآرين وعلى حسب تذكره لكلآمهآ قبل لحظآت إن طلآل أخوه وزوجته مرآم بعد على علم بـ الموضوع ! من بعد بقى بـ البيت مآدرى !
أدرك إنه عديم الرجوله كلفظ أكثر رقيّ لرجل تخونه زوجته بكل جرأه على مرأى من الجميـع وبدون أي إعتبآر !
" كآنت صآدقه فعلاً يوم قآلت إنهآ موآفقه بس لأجل المصلحه ! ليش إستنكرت تصريحهآ المبآشر وظنيته مجرد مزح ثقيل تستفزني فيـه ! "
" أيوه هتقوز وآحد غني .. هيبئى فـ رصيدي ملآيين أو مليآرآت .. تحت إيدي خدم وحشم فـ كل مكآن .. أسآفر وألف العآلم بدون أي قيود أو حوآقـز .. إللي يعقبني آخده وإللي مش عآقبني أغيره .. هذآ هو كآن كلآمهآ إللي أنكرته يآرآئف والحين مآهو إلآ الصــدق !! تستغفلك وتستغلك .. تسكتك بضمه او بوسـه ومن ورآك ........... ! "
هآلضرب والتعنيف مآهوب كآفي وإن تمّ عمره كلّه يضرب فيهآ ويعنـف وعلى مرأى ومسمع من كل إللي خلته قدآمهم نكتـه سخيفـه مآتضحك أبدّ مآرح يرد لو جزء في المليون من رجولته إللي تبعثرت وكرآمته إللي هُزلـت ..
ببرود قآسـي منآقض للبركآن الثآئر دآخله بلآ هوآده: إنتـــي طـــــــآلــق !
/
/
مرّ من الوقت قدّ مآمرّ وهي بعدمآ مرتميـه بـ الأرض مكآنهآ جمب السريـر ..
إنقلبت على ظهرهآ ومعهآ أطلقت آهه مبحوحـه مغمضه عيونهآ بقوه تحآشيّاً لـ ضوّ الأبجوره الطوليّه المثبته بـ الأرض والمتدليـه من فوقهآ تغـزو بـ إضآئتهآ الشديده جفونهآ المتورمه ..
...: ءآآء آآآآآهــ آآآآهــييييي ءآآآآ اهئ آآآآآ
جت بترفع كفوفهآ لوجههآ إلآ وصآحت بـ أنّـه مكتومه من الوجـع وإللي تحسه بذرآعهآ الأيسر من ألمّ حدّ التقطـع والتمزق من إحسآس الألم إللي بآغتهآ فجأه .. تحسست كتفهآ الأيسر بيدهآ اليمنى تدور مكآن الوجـع بس شكلـه ألم دآخلـي مآيظهـر إلآ بـ الحركـه ..
تسآندت بـ كوعهآ الأيمن لحد مآستقعدت ثم أسندت ظهرهآ بـ جآنب السرير الخشبـي عآضه على الطرف الأيمن لشفتهآ السفلى وقد أغمضت عيونهآ بقوه في محآوله لكبت ألمهـآ والتشنجآت إللي اكتسحت كلّ عضلآت جسمهآ ومفآصـل عظآمهآ ..
بدون إنذآر سآلت دمعـه إشتدت ملوحتهآ من شدة ألمهآ وهي تتسلل من عيونهآ اللوزيّـه الصغيره مرورآ بوجنتهآ النآعمـه لتندفن أخيراً بين شفتيهآ الرقيقه .. همست بصوت مبحوح مآيسمعه إلآ هي وقد تقوست شفتيهآ بـ حزن وإنكسآر: وآللهـي .. وآللهـي مششش .. مشش أنـآآ هه ءآآآهــ آآهئ مشش أنآآآ آآآآآهـي إهئ
تحآملت على نفسهآ ووقفت بصعوبه لحد مآستقرت نظرآتهآ على شكلهآ بـ المرآيـه وكنهآ طآلعه من مرآثون أو حلبـة مصآرعه , أو من مطآردة ثور إسبآني !
تشققت ملآبسهآ إللي حضرت بهآ الملكـه .. الحين هي بقآيآ ملآبس .. ولآ شعرهآ إللي كآن مرورل ومرتب بتسريحه تقليديّه بسيطه وهو مسدل بأريحيّه ,, شلون الحين تحسّ رآسهآ طبق " دش " وهآلشعر أرآيـل تلتقط فيهم إشآره ! أو إنهآ زهرة دوآر الشمس مثلاً ! أو التشبيـه إللي دوم تسمعه ولآ قد شآفته " نآشب فيهآ كهـرب " !
هذآ غير شكلهآ إللي تحولّ زومبـي بعدمآ تورمت جفونهآ وسآلت المآسكآرآ رآسمـه خطيـن عريضين من السوآد إبتدآءاً من جفنهآ السفلي لآخر فكهآ ! وعيون غآئره وسط هآلتين من سوآد الكحـل إللي سآل .. وسبحآن مغير الأحوآل !
مسحت دموعهآ بظآهر يدهآ وهي تسحب مخآطهآ السآيل بشهقه من الأنف: كويس إنه مضربنيش أكتر على وشـي هيبئى ضرب وتشويه كمآن .. كسرلي جسمي يآرب تتكسر إيده وتتكسر رئـبتـه ويتكسر رآسه .. حيــــوآآآآآآآن .. همـقـي ومبيفهمـش آآآآآآهـــ آهـئ ءآآ
كآنت ذرآعهآ اليسرى مخدله وقد مآل معهآ كتفهآ الأيسر ,, العجيب إنهآ كل مآحآولت ترفعهآ مآتحسّ بأيّ تجآوب وكنهآ ترفض تتحرك .. ترتفع .. تهتز .. تنقبض أو تنبسط !
مدة الـ رُبع سآعه تمتهآ دآخل الحمآم - بـ الكرآمه - ,,
مشت وهي تترنـح تجرّ رجولهآ بتثآقل ,, كمّ الألم إللي تحسه مع كل مفصل يحتك بـ الثآني أو كلّ عظـم يتحرك أو كلّ شدّ عضلي , كلّ نبضـة تضخ معهآ الدمّ , كل شهقـه يدخل فيهآ الأوكسجين أو زفره بـ ثآني أكسيد الكربون ..
توجهت للعلآقه السودآء الطوليّه جمب الدولآب وسحبت منهآ عبآيتهآ إللي كآنت توهآ وفصختهآ .. من مكآنهآ نآظرت للمرآيه بـ إنعكآس شكلهآ إللي إختلف ظآهرياً بعدمآ ملست على شعرهآ بـ المآء هبطـت هيشآنـه وغسلت وجههآ مآحيـه كل التشوهآت النآتجـه من مكيآجهآ إللي إخترب وحآس ملامحها .. شكلهآ ظآهرياً طبيعـي , وش إللي تخفيـه الملآبس ! وش إللي يخفيه جلدهآ أو العظـم ! فـ مآخُـفي أعظـم !
كآنت بعدهآ ذرآعهآ ممدده لآحول لهآ ولآ قوه ! .. " مآلهآ إيديّ ! مدلدله ومش قآدره أرفعهآ أو أحركهآ .. حآسه بشلل فيهآ آآآآهـ ربنآ يخدك يآرآئف يآبربـري ..
ويآريت فعلاً يكون قرآلي حآقه وقتهآ الئآضي والمحكمه همآ إللي هيتفآهموآ معآك مش أنآ عشآن إنت بني آدم همـقي متعرفش يعني إيه خدّ وهآت ! يعنـي إيه تفآهم وشرح مبررآت ! "
مسحت بظهر يدها دمعه سالت على خدها الايمن ثم رفعت ذرآعها الأيسر بيدهآ اليمنى من الكوع مدخلتهآ بـ كمّ العبآيه ,, وبـ تألم مآخلآ من التأوه والأنيـن كملت لبسهآ للعبآيه ولحجآبهآ والنقآب ... " طلئتنــي ! طلئتنـي وإحنآ لسه متقوزنآش ! لآ يآرآئف .. لآ بعينك .. مش بـ كيفك ومزآقك إنت تتقوز وتطلـق .. وآللهي لآ أندمـك على كل إللي عملتـوآ فيّآ ..."
خطت خطوآتهآ من جنآحهآ بـ القسم الأهدى والأظلـم من القصـر وقبل تتوجه للأسنسير بـ الدور إلتفتت يمينها صوب الممرّ الأوسط المؤدي بنهآيته لـ جنآحهـآ .. إرتفعت زآوية فمهآ بـ ابتسآمه سآخره من حآلهآ وإللي يصير " إفرحـي يآست دآرين .. قيآلك على الطبطـآب وأهـو طلئنــي ,, إشبعـي بيـــــــــه ! "
وقفت الأسنسير بـ الدور الثآنـي ,, وبخطوآت مترنحـه متثآقله ترجمت القليل من إللي تحسّـه توجهت صوب جنآحهآ وإللي مثل مآخمنت ,, كآنت نآيمـه .. الساعه ثنتيـن بعد منتصف الليـل .. ولو إن مآصآر لهآ إللي صآر كآنت الحين مثل حآلتهآ بسآبع نومـه من بعد ارهآق يوم كآمل من صبآحه وهم يتجهزون لحد المسآ بـ الحفـل .. بس شلون تتهنـى هي بيومهآ كآمل .. سوآ بصبآحه أو حتى ليلـه وهي بحيآتهآ كآئن بربري ,, جلمـود قآسي ,, عنيـف , متوحش , شـرس .. ولـ سخرية القـدر إسمـه ( رآئـف ) !
...: حور ! تعآلي نسمه نآيمه
إرتفعوآ حآجبيهآ فآتحه عيونهآ بتعبير سآذج: هـآآ ؟
...: تعآلي ليش وآقفه عندك , إدخلي .. نسمه نآيمه .. بتنآمين معهآ !
أطبقت حوريه فمهآ من تحت النقآب وعيونهآ تدور بتفكير , أردفت من بعده بصوت منخفض: لآ دآدآ عآيشـه , عاوزه اقول لـ نسمه حاقه وهروح
نآظرتهآ مربيّة نسمه الفلسطينيّه الخآصه من طفولتهآ ومثل مآتسميهآ نسمه " دآدآ عيوش " من رآسهآ لرجولهآ بـ إستغرآب لـ حجآبهآ الكآمل وإللي مآيكون بهآلشكل إلآ وهي طآلعه ! : خير حـور !
حوريه بتردد وآضح وهي تفصل بين كلمآتهآ بلعثمه: أنآآ .. أنآ هروح .. هروح لـ مآمآ .. البيـت
إرتفعوآ حآجبيهآ بدهشه: الحيــن !
بلعت حوريه ريقهآ وعيونهآ بـ الأرض: آهـ دلوئتي .. – رفعت راسها بسرعه تتوسل - وبآلله عليكي يآدآدآ متعرفيش حد إن أنآ خآرقه حآلن .. لمآ تصحى نسمه بس ق
أوليلهآ
جت بتعرض عنهآ إلآ ومسكتهآ من ذرآعهآ الأيسر وإللي بلحظتهآ إنتفض جسمهآ بـ ألم مطلقـه آهــ صآرخه معهآ إخترعت الدآدآ تآركه ذرآع حور من قبضتهآ: بسسسم آلله عليك حور .. شفيك !!
بعدهآ مغمضه عيونهآ بقوه تكبت ألمهآ بهآلتعبير المتألم بملآمحهآ وبرصهآ على أسنآنهآ حد سمآعهآ صوت تصآك أشبه بـ الزقزقه ! - همست بـ تعب وآضح - : مفيش يآ دآدآ
نآظرتهآ بتشكك ثم سألت: صآر شيّ مع رآئف ؟!
فتحت عيونهآ بسرعه من وقع سؤآلهآ عليهآ ومآسرع مآتجمعت الدموع بمحآجرهآ .. نزلت رآسهآ هآمسه بـ إستسلآم: آهـ .. يعنـي .. - رفعت رآسهآ وقد مآل فمهآ بـ أسى وخيبه - إتخآنئنـآ مع بعـض والأحسن .. الأحسن إني أروح لـ مآمآ اليومين دول ..
أطبقت شفتيهآ بتفهم وإستيعآب: يآقلبي .. بس مآيصير تطلعين الحين بهآلوقت وبروحك !
تنآولت يدهآ اليسرى بيمناها مشدده عليهآ بنبرة ترجي وإستعطآف: دآدآ بآلله عليكي مآتعرفيش أي حد من هنآ عن الكلآم دآ .. إنتي عآرفه رآئف ميحبش حد يتدخل في خصوصيآته وهيزعل مني أكتر لو عرف إني أولت لحد
هزت رآسهآ بتفهم لهآلحقيقه إللي تدلهآ زين بحكم عشرتهآ معهم طوال هآلسنوآت ثم أردفت بهدوء: مآرح أعلم أحد تطمني بس مآرح أسمحلك تطلعين الحين بهآلوقت .. ولآ أهلك رح يمر عليهم هآلشيّ مرور الكرام .. كيف بنتهن ترجع لهم بهآلوقت من الليل !!
حوريه: معلش يآدآدآ سدئيني مش هينفع أفضل هنآ سآنيه وحده .. أنآ هئول لأهلي كل حآقه وهمآ هيئـدروآ وضعـي وهيفهموآ تصرفـي دآ كويس .. إنتي بس أولي لـ نسمه بس ..
أطبقت شفتيهآ بـ إستسلآم وهي تتحسس الذرآع الأيمن لـ حور: طيب .. إللي يريحك .. بس أمآنه أول مآتوصلي البيت تعرفينـي .. دقي على جوآل نسمه وأنآ برد عليك
إتسعوآ عيونهآ بـ تفآجئ .. توهآ الحين تحسّ من ذكرتهآ الدآدآ .. جوآلهآ أسّ المصيبـه إللي هي فيـه تآركته بـ جنآحهآ ! وش لزومه هآلجوآل بحيآتهآ وهي وين مآتكون نآسيته .. مآجآ من ورآه غير البلآ وخرآب البيوت !
" آوووففف آآه يآربي لسه هطلع تآني وأقيب الموبيل !! ربنآ يبتليك بـ مصيبه يآبربري تنسيك إسمك زي منآ عمآله أنسى كل حآقه "
هزت رآسهآ بـ إيجآب هآمسه: إن شآء آلله .. يللآ مع السلآمـه
أعرضت عنهآ صوب الأسنسير وعيون الدآدآ تترقبهآ بـ قلق وآضـح تحرر بمجرد إختفآء حور عن نظرهآ بـ تنهيدة أسـى وإحبآط: آلله يصلـح لك الحآل يآحـور ...
======
/
/
مدد أطرآفه يتمغط بتعب وتكآسل: آآآخ فينـي نووم
ضربه على قفآه: إدخل بسرعه لغرفتك أبوك إن شآفك هني ليدفنك بأرضك
محمد بحقد: إنت إللي مآصحيتني .. وبعدين أنآ صليت
ركآن بـ تحقير: صليت إيه بس مو بـ المسجد يآبن الشيخ !
محمد: تكفى لآتعلم أبوي أو سلطآن .. هذي أول مره تفوتني الجمآعه
ركآن: ............
وقف محمد ونآظر ورآه مستفهم صمته: وش تسويّ عندك !
ركآن: غرفة صيته بعدهآ مضويّه
نآظر محمد بفتحة البآب وإللي كآنت موآربه: إيه وش فيهآ يعني !
ركآن: قبل نطلع لصلآة الفجر وهي مضويّه وبعدهآ مضـ ......
.....: وش موقفكم عندكم ؟
إلتفتوآ ثنينآتهم لأبوهم إللي قطـع كلآمهم ... - بلع محمد ريقه وهو يدعي ربه إن أبوه مآيكون إكتشف صلآة الفجر إللي طآفته جمآعه بـ المسجد بينمآ تكلّم ركآن - : مدري يوبـه .. صيته غرفتهآ كلّ مآمريت وأنآ أشوفهآ مضويّه .. شكلهآ مآنآمت للحين ..
تقدم أبوهم صوبهم معقد حآجبيه .. صرفهم بعدمآ شآف فتحة البآب: خلآص ردوآ غرفتكم الحين ...
محمد وإللي مآصدق خبر ومشى بسرعه: تصبحون على خيييييررر
لحقه ركآن بدون ردّ تآرك أبوه وهو يطق على بآب غرفة صيته بهدوء !
دفّ البآب بشويش ونظرآته تسبقه وهو يدورهآ بعيونه: صيتــه يآبـوك !
....: صيتـــــه ..!
إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم وهو يشوفهآ مكلفتـه بـ جلآلهآ ممدده على سجآدة الصلآه بـ الأرض وقد تكورت على نفسهآ بوضع الجنين ضآمه القرآن لصدرهآ ...
جلس عند رآسهآ بـ الأرض وهو ينقزهآ من كتفهآ بهمس: صيتــه !!
فكّ تكتيفة يدينهآ بشويش يبعد المصحف عن صدرهآ إلآ ويطيح الجوآل - همس بخفوت من شآف السمآعآت موصله من الجوآل لأذونهآ من تحت حجآبهآ: آلله يصلحك يآبنيتي ..
شدّ السمآعآت بـ هدوووء لين فكهآ من أذونهآ ورفعهآ لأذونه يستمع فيهآ وإللي مآكآن إلآ صوت تلآوهـ للقرآن .. غصباً عنه تبسم بـ حبّ وهو يمسح حآجبيهآ بـ إبهآمه الأيمن .. وآضح إنهآ كآنت تصلي .. وتستمع للقرآن وبعد ضآمه المصحف لصدرهآ !!
نقزهآ مره ثآنيه من كتفهآ وهو يوعيّهآ بدفى هآمس: صيتـه يوبـه قومـي .. صيتــه .. قومي لسريرك نآمي عليـه ... صيتـــه
مددت اطرافها بتشنج وقد تقطبت ملآمحهآ لضيق: آمممممممم
أبوهآ بـ إبتسآمه على شكلهآ: قومي يوبه نآمي بسريرك .. وش إللي منيمك بآلأرض
نآظرته صيته بـ نصّ عين من النوم ثم إعتدلت بسرعه من تدآركت أبوهآ قدآمهآ: أبـــــوي !!
شدد على عضدهآ وأردف بـ نبره دآفيه و نظرة حآنيه: إيه يوبـه .. ليش نآيمه بـ الأرض !
صيته وهي تفرك بـ عيونهآ بـ صوت ضخم من أثر نومهآ: كمّ السآعه الحين !
أبوهآ: دوبنآ رآدين من صلآة الفجـر
إلتفتت عليه بصدمه مبرقه عيونهآ: وشهــوو !!
أبوهآ: بسم آلله عليك وش فيـه !
تمتمت تحسب عدد السآعآت إللي نآمتهآ وهي بهآلوضعيّه ولآ درت على نفسهآ بينمآ ربت أبوهآ على ظهرهآ: يللآ يوبـه قومي إرقدي بـ السرير
صيته: لآ بتوضى وأصلي الفجر أول
أبوهآ بعدم فهم: ليش إنتي بآقي مآصليتي !
صيته: مدري يوبـه .. آخر شيّ سويته صليت العشآء بوقته ثم جلست أقرآ قرآن شويّ مع صوت الشيخ بـ أذوني ولآ دريت إلآ وآنت تصحيني الحين ...
أبوهآ بـ إبتسآمه: وشلون بتنآمين الحين بعد ذآ النوم كلبوه !
فكت طرحتهآ إللي كآنت موصله بـ جلآل الصلآه إللي لآبسته بـ إبتسآمه متعبه مآ أخفت الإنكسآر بملآمحهآ: مدري وآلله شفيني
أبوهآ بـ قلق: صيته يآبوك فيك شيّ !
رفعت نظرهآ بسرعه لأبوهآ من وقع هآلسؤآل إللي لآمسهآ وأبدّ مو وقته .. يوم تحسّ إنك على تكّـه وآخر شيّ تبيه هو هذآ السؤآل وإللي بمجرد مآينسأل مآعآد تدري بروحك إلآ بـ وسط حآله من الإنهيآر ...
ترقرقت عيونهآ بـ دموع سريعه ملت محآجرهآ وتعلقت بـ أهدآبهآ بـ إنتظآر أول رمشة جفـن تحررهـم ..
زحف أبوهآ خطوه لين وصل عندهآ هآمس بقلق: علآمك يوبـه .. وش إللي يصير معك .. علميني وأنآ أبوك ..
صيته: .........
أبوهآ: ترآ أمك تتشكـى من تصرفآتك .. صآر لك يومين مقآطعتهم بغرفتك مآتجآلسينهم ولآ تكلمينهم .. وش عندك علميني
رفعت رآسهآ بملآمح منكسره تلتهآ شهقه مجروحه بدموع صآمته وهي ترمي نفسهآ بحضن أبوهآ وتبكـي بحرقه ...
أبوهآ وإللي تفآجأ بهآلحركه مآقدر إلآ أنه يشدد من ضمته لهآ ويمسح على شعرهآ الأسود الفآحم الكثيف: بسم آلله عليك ... بس يوبـه .. بس لآتبكيــن
صيته وإللي فعلاً إنهآرت .. مآكآنت تردّ غير بشهقآت مقطوعه وقد بللت كتف أبوهآ الأيمن من دموعهآ الغزيره ومخآطهآ السآيل ...
أطبق شفتيه بأسى و قد تقطعت نيآط قلبه من هآلحسره بـ أنآتهـآ وهآلجرح بشهقآتهآ: بس يوبــه تكفيــن ... بــس يآصيته
صيته بـ كلمآت مقطوعه وغير مفهومه: يوو .. يوبــ .. يوبــآآ .. أنآآ .. أنآآ حيل تعبآآنـه .. تعبآآنه .. وو .. ووضآيق صدري .. ضآيق ومآنيب قآدره أتحمل هآلضيق .. كلّ مدى أختنق .. أختنق أكثر .. مآ عآد .. مآآ عآآد فيني وآلله ..
أبعدهآ عن صدره محتضن وجههآ الذآبل بين يدينه وقد كسآ الخوف والقلق ملآمحه: بس يآبوك تكفيـــن .. وقفي بكـآآ .. علميني وشهو إللي مضآيقك .. أم سلطآن آذتك بشيّ !! ريتآج !! أحد من إخوآنك .. علميني ووآلله ثم وآلله مآيصير إلآ إللي يرضيك
حركت رآسهآ بـ النفي وقد ضآقت عيونهآ لين إختفوآ من كتمهآ لبكآهآ: لآآآ .. مآحد أذآآني .. أنآ .. أنآآ يوبـه ..
أبوهآ: وش إنتي !
قوست شفتيهآ عآصره عيونهآ إجبآراً لبآقي الدموع إنهآ تنسآب: أنآآ .. أنآ إللي أذيت نفسي .. يوبآآ .. يوبآ أنآ أخطيت .. أخطيت ومآنيب قآدره أسآمح نفسي أبـــــدّ
مسح دموعهآ من تحت عيونهآ بـ إبهآميه: وش هآلخطآ الأليــم إللي مسبب لك كل هآلجـرح
نزلت عيونهآ بـ إنكسآر وهي تذكر خطيئتهآ مع عديّ وشلون سمحت له يتقرب منهآ ويختلس منهآ أولى قبلآتهآ .. فعلاً رخصت نفسهآ له حيل وهو إستغلهّآ وكلّ مآشآفهآ وهو يتمآدى أكثر بـ إستغلآلهآ ! دنقت رآسهآ معفطه جلآلهآ بين قبضتيهآ تكبت إحسآسهآ بـ الذنب وإللي مآهيب قآدره للحين تتخطآه .. كلّ مدى تحسّ إنه يتفآقم دآخلهآ ويخنقهآ أكثـر حدّ الفتك فيهآ , بـ إحسآسهآ وتفكيرهآ .. وش أقسى من ضميـر مجروح ونفس لوآمـه !
أبوهآ والخوف والقلق يتآكله: خوفتيني يآبنيتي .. وش فيك تكلمـي
صيته بنبره مهزوزه ضعيفه مرتجفه: مدري يوبه .. أحس ربي مآرح يسآمحني .. خطآي هذآ بحق نفسي
ردّ وضمهآ مره ثآنيه خدهآ الأيمن على صدره ويده تتحسس كتفهآ: أنآ وآثق فيك .. من كل عيآلي إنتي غير عندي .. غير نآهد وريتآج .. غير إخوآنك كلبوهم .. هآلوظيفه صدق إني مآ أحبهآ ولآ أبيهآ لك بس مآرضيتهآ إلآ لثقتي فيك .. لآ تظنين إني أستمع لكلآم أمك أو ريتآج بـ السوء عنك .. أنآ سآكت لأني أدري عنك .. صيته يآبنيتي إنتي قلبك مآفي أطهر منه ولآ أنقـى .. وش هآلخطآ إللي معذبك ؟ توبي لربك يآبنيتي .. نآجيه وآطلبي عفوه .. كلنآ نخطآ
حركت رآسهآ بآلنفي وبعدهآ تعتصر عيونهآ وتعض على شفتيهآ بـ حسره وندم: لآآآآ .. لاآآ مو كلنآ نخطـآ وإن خطينآ مو كل الخطآ وآحـد
تنهد بـ تعب كآتم إحسآسه بـ المرآره .. لو إنه يسمع هآلكلآم من نآهد أو ريتآج كآن صآرت علوم , أمآ صيته ! ثقته العميآ فيهآ كفيله إنهآ تلجم لسآنه حتى عن السؤآل .. وش هآلذنب إللي معذبك ومآتشوفين له غفرآن ! - أردف بـ حنآن - : صيته يوبـه .. وش يقول رسولنآ آللهم صلي عليه وسلم وبآرك ! ( واللذي نفسي بيده لو لم تذنبوآ لذهب الله بكم ولجآء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفـر لهـم ) .. قلبك حيّ وضميرك صحيح .. نفسك لوآمه يآصيته ومآ أحب عند آلله من عبد إن أخطآ تآب لـه وآستغفـر ..
صيته بـ بكآ: تبت يوبـه .. وربي تبـت وكل مآلي أدعي آن آلله يسآمحني وأدري إنه سآمحني بس أنآآ .. أنآآ يوبه المشكله فيني مآنيب قآدره أسآمح نفسي .. - كملت بـ إستجدآء مرير - ادعيلي يوبـه .. آدعيلي تكفــى آآآآهــ يآآقلبي آآآهــ
أبوهآ وعيونه قد تعلقت بـ السقف ولسآنه يتمتم بـ أيآت من القرآن والذكر علّه يهديهآ وهو يتحسس ذرآعهآ من كتفهآ لمرفقهآ بينمآ صيته إللي هدت نفسهآ وسكنت شهقآتهآ مآغير دموع صآمتـه بـ كسـره وحسـره ...
أبعدت رآسهآ عن صدر أبوهآ بهدوء: طلبتـك يوبــه
أبوهآ بثقـه: تـــمّ
صيته: أبي أروح مكــه .. أبي أعتمــر .. أبي أرتآح يوبه ومآرح أرتآح إلآ ببيـت آلله ..
أبوهآ بـ إبتسآمه حآنيه: آبشــري .. لك إللي تبيـن ,, نروح كلبونآ لمكـه ونعتمـر بعـد قبل تبدآ الدرآسـه
أطبقت شفتيهآ بـ إبتسآمه حزينه: آلله لآيحرمني منك
مسك كفهآ الأيمن وتحسس ظهره: ليتهم مثلك يآصيتـه كآن عشت مرتآح ومـت وأنآ مطمئـن
صيته بسرعه: لآتقولهآ .. لآتقولهآ يوبآ تكفـى .. آلله يعطيك العآفيه ويمد لنآ بعمرك
======
-----------
======
التآسعه صبآحاً ..
بـ الفرندآ المطلـه على حديقـة الفيلآ بـ جلسه ثآنيه منفصلـه عن الكرآسي الخوصيّه ..
مجلس إسفنجـيّ من سبـع قطـع متوآصلـه تشكـل حرف الـ u بـ اللون الترآبي كسر لونه البآهت مخدآت صغيره كثيره بألوآن فآقعه ونقوش متعددهـ ..
جآلسه على كنبـه مسنده رآسهآ ببآطن كفهآ الأيمن وبيدهآ الثآنيه فنجآل قهوتهآ العربيّـه تشرب منه وعيونهآ على الشجـرة غليظـة الجذع تنآظر العصآفير وهي تتنقل من غصن لـ غصن وقد ملت السكون بصوت زقزقتهآ لحد مآقطع خلوتهآ الشغآله بملآمح رهبـه وهي تتمتـم بـ خوف وربكـه ..
نزلت الفنجآل من يدهآ على وحده من الطآولآت الخشبيّه الصغيره جمبهآ معقده حآجبيهآ بـ إستفهآم: وش فيـه ؟
الشغآله وهي تأشر صوب البآب الجرآر المؤدي لـ الدآخل: مآمآ أصآله الحـق .. هو في إدخل
وقفت أصآله تسألهآ: مين إللي دخل !!
مشت الشغآله وشويّ دموعهآ بتطيح من رهبتها وهي تحاول تبرر لها اللي صار وانه غصباً عنهآ ومالها أي ذنب فيه: هو إدخل قول مآفي سويّ أنآ
مطت أصآله شفتيهآ بعدم فهم وهي تلحقهآ لحد مآوصلت للمطبـخ ..
أشرت لهآ الشغآله صوبه بـ سبآبه مرتجفه بينآ همست أصآله بـ إستنكآر: سنــــد !
إلتفت لهآ بسرعه ثم ردّ ينآظر بـ كوبه وهو يقلب فيه الخليط بـ إبتسآمه قصيره: هلآ أصآلـه ..
قربت يمه تشوف وشهو إللي يسويه: وش تسويّ ؟
سند: كآبتشينـوو
أصآله بـ إبتسآمه: طيب ليش إنت !! علمهآ وإهي بتسويه لك
مط شفتيه بـ إعترآض وهو منشغل بـ التقليب: لآء .. أحبّ أسويّ كل شيّ يخصني بنفسي
إلتفتت أصآله ملصقه ظهرهآ بـ رخآمة المطبخ صآروآ متقآبلين وجهاً لوجه بوضع معآكس وتكتفت بـ إبتسآمه: آمم قلتلــي .. تدري عآد الشغآله بتموت من خوفهآ وجت تركض وتقول إنت إللي دخلت
سند: ههههه مسآكين هآلشغآليّن
أصآله: مآتكلمنآ من يوم مآوصلت !
سند: تبين أسويلك كوب معي !
نآظرته من ظهره العريض وهو مقفي عنهآ صوب آله الكآبتشينو وقد فهمت تطنيشه لكلآمهآ .. بلعت ريقهآ بهدوء ثم أردفت بـ استعطاف: سند صدقني أنآ غيرهم .. وآلله أنآ متقبله وجودك بـ البيت .. متقبله أخوتـك .. سند إنت الأخو الأخبر لنآ كلنآ وهآلشيّ مآنيب رآفضته .. لآتعآملني مثلهم يآسند تكفى
صبّ سند المويه المغليه بـ الكوب وتمّ يقلبه وهو بعده معرض عنهآ ...
همست بنبره ضعيفه مهزوزه اقرب للبكآ: سند أنآ أحتآجـك
عقد حآجبيه بعد إستشعآره لحآجتهآ بـ نبرتهآ المبحوحه المجروحه .. التفت لهآ مضيق عيونه بـ غموض ..
قربت صوبه بعيون لآمعه: أنآ بوسطهـم بس أحسّ إني بروحي .. خلك معـي يآسنـد .. كلمنـي وآسأل عني .. إهتم فينـي
بلع ريقه بهدوء فآرد ذرآعه الأيمن يحثهآ تقرب عليـه بينمآ نآظرت هي لذرآعه بـ جمود مآفهمت عليـه قصده أو وش إللي يبيـه ! بينمآ زفر هو تنهيده هآديه متقدم صوبهآ خطوه ثم سحبهآ بهدوء من عضدها الأيسر لحضنـه ...
أصآله وإللي خآلجهآ مشآعر وأحآسيس مضطربـه وهي تتنشـق رآئحة عطره الرجولـي من صدره .. كآنت قصيره مقآرنة بطوله الفآرع توصل لـ منتصف صدره ..
سند: ليش حضنك بآرد كذآ ؟
أصآله: مآقد حسيت بهآلإحسآس
أبعدهآ عن صدره وقد إعتصر ذرآعيهآ بيديه الثنتين مثبت عيونه بعيونهآ المغرغره: وش إللي يصير معــك !
أصآله بهمس: رح تسمعنـي !
فك يدينه منهآ سآحب كوبه من على الرخامه ثم مشى معهآ وهو ضآمهآ تحت ذرآعه الأيسر: إذآ بتتكلميــن .. رح أسمــع ..
/
/
بـ نفس التوقيت الصبآحـي ..
التآسعـه صبآحـاً ...
دقت البآب بقوه وتوآلي مزعج وكنهآ تطلب النجده لحد مآنفتح بـ عصبيّه متمكنه من ملآمح إللي فتح لهآ البآب ..
دفت البآب وهي تدخل بـ جسمهآ الصغير سآفهته: فين حـور !! - صآحت تنآديهآ - حوريـــــــــــآآآآآه
عُمر: يآلله صبآح الخير كآن لآزم أتوقع إن هآلإزعآج بهآلبكره مآيجي غير منك
إلتفتت عليه وتوهآ تحسّ بنفسهآ: يوه ! سوري مآشفتك
إرتفعوآ حآجبيه ببلآهه: وآلله ! ليش لآبس طآقيّه الإخفى !
نسمه: ههههه خلآص عآد .. شلونك !
قفل عُمر البآب: بخير الحمدلله .. آنتي شخبآرك !
نسمه: الحمدلله
أم عُمر: نسمـــه !
إلتفتت يمينهآ تشوف خآلتهآ وهي رآفعه صينيه بيدينهآ وشكلهآ محضره الفطور: هلآ خآلتي شلونك ! - مشت صوبهآ وحبت خدينهآ تسلم عليهآ ..
خآلتهآ: بخير يآعمري تعآلي يللآ آفطري
نسمه: لآآ أنآ أبي حـور .. وينهـآ
أبتسمت وهي تهز رآسهآ بـ إستسلآم: إنتو مآتتفآرقون أبدّ ! توهآ مخليتك أمس أمدآك تشتآقين
عقدت نسمه حآجبيهآ وقد بهت لونهآ وشحب .. شلون خآلتهآ مبتسمه كذآ , مآفي حتى أي تعليق إن حوريه تركت البيت بـ نص الليل وجآتهم ! وش السآلفـه !
مآردت إلآ بضحكه متوتره: هههه عآد خآلتي صديقآت مآكثر هرجنآ والأسرآر
حركت أمه رآسهآ بـ تفهم وإستيعآب زآفره تنهيده متعبه بـ قلة حيله: آلله الوليّ والمستعآن
تحسست ذرآع خآلتهآ: آفطروآ إنتم بـ العآفيه وأنآ بكلم حور هي بغرفتهآ صح
خآلتهآ: إيه بغرفتهآ بس ظنتي بآقي نآيمه
مشت نسمه بسرعه صوب الغرفه إللي تدل مكآنآ زين بآلشقه: أنآ بصحيهــــآآآ
مطت شفتيهآ بلآ مبآلآه ثم مشت صوب المجلس: يللآ عُمـر يومـه .. تعآل إفطر عشآن تلحـق دوآمك ..
عُمر: لسه مآعرفتي من حور إللي صآر !
أمه: مآعلمتني غير إنهآ تزآعلت ويّآ رآئـف من بعد هآلملكه وطلبت منه يجيبهـآ هني وبتقعد عندنآ شويّ
عُمر: يعنـي غضوبــه !
أمه وهي تجلس بـ الأرض وقدآمهآ الصينيه: شكلهـآ .. خلهآ بس تصحى وندري وش السآلفه ..
بـ غرفة حوريّـه ..
فضخت نقآبهآ والعبآيه قآطتهم على الصوفآ التركوآزيّه وجلست عند رآسهآ تهز فيهآ: حـــووور
....: حووور قووومـــي
.....: اففففف يآلزفت قوومي لك نفس تنآمين بعد إللي صآر صدق إنك جبلّه ومآتحسيّن
التفتت لهآ حوريه بـ نصّ عين رآفعه حآجب وآحد بضيق ..
نسمه: قومي علميني وش هآللي صآر !!
حوريه بصوت ضخم من أثر النوم: هـففففف مفيش
نسمه بعصبيّه: طيب قومي كلمينــي
إستقدت حوريه مربعه رجولهآ: خيييييـر
نسمه: قومي غسلي وجهك وتعآلي كلميني
حوريه: وإنتي قيآلي من وش الصبح عشآن تئرفيني .. شوفي معنديش حآقه أقولهآ
نسمه: بلآ فـ شكلك .. طسي غسلي وجهك بعدين نتفآهم
وقفت حوريّه عن السرير مآسكه ظهرهآ بـ ألم: نسمه أخوكي كسرلي ضهري
وقفت نسمه رآفعه لهآ بلوزتهآ تشوف ظهرهآ إلآ وتنصدم بـ كدمــه بنفسجيّــه كبيرهـ بـ جآنب من ظهرهآ - شهقت برعــب - : بسسسم آلله عليك وشش هآللي بظهرك يممممه .. جعلك يآرآئــف بآللي مآنيب قآيلـــه
نزلت حوريّه بلوزتهآ ومشت صوب البآب: إستني شويـه ..
جلست نسمه على السرير ضآمه ركبتيهآ لصدرهآ وعيونهآ تدرور بـ الفرآغ لحد مآدخلت عليهآ حور وبيدهآ علبت دآنآو حجـم كبير ..
نسمه بعدم تصديق: حوور إنتي وش طينتك !! لهآلدرجه جبلّـه .. قسم إنك ترفعين الضغط
جلست حوريه جمبهآ: إسمعي محدش هنآ عآرف موضوع طلآئــي دآ .. وحسك عينك تئولي لحد حآقه
بققت نسمه عيونهآ بصدمه: وشهـوو !! من جدك !! طيب ليييش
نآظرت قدآمهآ بـ عمق: كدآ .. لحد مآ الحئيئـه تبآن
نسمه: مآنيب فآهمه شيّ ! حقيقة وشهي إللي تبآن !! وإيش إللي صآر أمس مع رآئف !! وش سببه .. مآ كملتي لي بـ المكآلمه وش إللي صآر وهذآني من بعد مآقفلنآ لبست العبآيه وجيتك حتى توني بـ البيجآمه نآظري !!
نآظرتهآ حور وتوهآ تستوعب شكلهآ .. شعرهآ مكدش وجآيتهآ بملآبس النوم .. شكلهآ بعد توهآ مآغسلت وجههآ: هههه خدي خدي ..
نآولتهآ علبة العصير تشرب نآظرتهآ نسمه بـ إستنكآر: مآفيه كآس
حوريه ببرود: إنتي هتعملي فيهآ بنت نآس .. إشربي كدآ وخلآص
مطت نسمه شفتيهآ ثم خذت منهآ العلبه وبدت تشرب من فتحتهآ العلويّه ..
حوريه: فيه حدّ عملي كميـــن
نسمه: شلـون !
حوريه: فآكره مهآب إبن عمـي !
طيرت نسمه عيونهآ بتفكير ثم أردفت: إيه علآمـه !
حوريه: إمبآرح فـ الخطوبـه موبآيلي ضآع وبعدين إتفآقئـت إن مرآم لئـت موبآيلي وأخدته منهآ عآدي
نسمه: أهـآآ
حوريه: بعد مآروحنآ وخير آللهم إقعلـه خير لئيت أخوكي المقنون دآ دآخل عليّآ وعيونه بيطئ منهآ شرآآر ومنآخيره بتطلـع دخآن يمممه كآن مرعب .. سحب مني الموبآيل وأعد يفتش فيه محسيتش بعدهآ إلآ بـ بوكس من هنآ وشلوت من هنآك
نسمه: يمممممــه وش إللي شآفه بـ جوآلك
حوريه: فيه حدّ بعت لـ مهآب رسآيل وآتسآب من موبآيلي .. كلآم حبّ وغزل
بققت نسمه عيونهآ بذهول: لــــه !
دنقت حوريه رآسهآ بتأكيد: إلآ
ضيقت نسمه عيونها بتفكير: من إللي سوآهآ !! وإللي سوآهآ وش درآه بـ مهآب !!
كورت حوريه قبضتهآ اليمنى وضربتهآ بوسط كفهآ الأيسر مضيقه عيونهآ بـ حقد: مشششش عآآرفه
نسمه: شلون مآتعرفين !! إللي سوآ كذآ لآزم يكون يدري بسآلفة مهآب من قبل
حوريه: الموضوع كبيــر .. كآن فيه محآدثه من زمآن بيني وبينه .. المشكله إني مكلمتوش من يوم قوآزي بـ رآئف .. قيت أقول لـ رآئف إن مش أنآ إللي كلمته وإن آخر محآدثه من رمضآآن .. الصدمه إن كل المحآدثه ممسووووحه مش موقود غير آخر محآدثه فـ يوم خطوبة ورده امبارح
نسمه بعصبيه: وإنتي يآلززززفت ليش مخليه محآدثآت قديمه .. آلله يآخذك ويفك البشريّه من غبآئك ..!
حوريه بقهر: وأنآ إيش عرفني إن دآ كلّه هيحصل ..
نسمه وهي تدور عيونهآ بتفكير ثم وقفت فجأه وكنها استوعبت شي: لحظه لحظه .. ورآئف وش درآه إن فيه محآدثه بجوآلك !! من قآلـه !!
حوريه: ودآ إللي بفكر فيه من إمبآآآآرح .. مشش عآرفه
بققت نسمه عيونهآ بـ ذهووول من إللي توه وطرآلهآ: لآآآآآآ .. مو معقوولــه
حوريه: إيــه !
نسمه: معقوله تكون مرآم !
حوريه: إزآي !
نسمه: مو تقولين جوآلك كآن ضآيع ومرآم إللي لقتـه !
حوريه: أهآ
نسمه: وينه جوآلك خل نشوف هآلمحآدثه وش توقيتهآ .. بس الأكيد إنه بنفس التوقيت إللي ضآع فيه جوآلك
حوريه: فـ البيت عندكم يآختي
ضيقت نسمه عيونهآ بـ إشمئزآز: وربي إنك تستآهلين كل إللي يصير لك .. وحده فآشلـه .. أولآً مخليّه محآدثآت قديمه وهي قد تزوجت .. ليش !! ثآنياً مخليّه جوآلهآ إللي مآيشتري يتفرج عليـه لآ بآسوورد ولآ رمز ولآ أي زفـت .. ليش !! ثآلثاً مخليته يضيـع كذآ عآدي ولآ كنه شيّ مهم .. ليش !! وش تحسيّن فيه إنتي بـ الله ! بلآ فـ شكلك جعلك بآللي مآنيب قآيله
بوزت حوريّه: وأنآ إيش هيعرفني إن دآ كلو هيحصل
شربت نسمه من العصير ثم تكلمت مضيقه عيونهآ بـ مكر: لآزم خطـه
ضيقت حوريه عيونها بنفس النظره: لآزم
نسمه: أول شيّ مرآم هذي لآزم نتأكد منهآ .. وإن طلعت سليم نبي نعرف وين لقت الجوآل !! أو منهو إللي عطآهآ الجوآل !! وأكيد إن كآن مآلهآ يدّ بـ الموضوع هذي رح تكون شآهدك الوحيد .. إن فعلاً جوآلك كآن ضآيع بآلوقت إللي إنرسل فيه المسج وهي إللي لقتـه .. عآد كآن مع مين مآهيب مشكلتنآ المهم إنه مآكآن بيدك إنتي
أخذت منهآ حور علبة العصير وكبتهآ بـ فمهآ: ودآ إللي فكرت فيه
نسمه: بس فآجئتيني الصرآحه مآهقيتك قويّه كذآ .. جآيتك من صبآح آلله أحسبك تصيحين و تبكبكين ثآريك ولآ على بآلك .. حتى طلقك زوجك ولك نفس تآكلين وتشربين يممممه وش ذآآ
حوريه: عشآن أنآ مغلطتش فـ حآقه .. وعآرفه إن فيه حدّ قآصد يعمل كدآ وهكشفـه .. أمآ عن الطلآء .. إسمعي يآنسمه ومتزعليش .. حتى بعد مآ أكشف الحئيئه أخوكي دآ مستحيل أرقع ليه تآني أبـــــــــداً
نسمه: وش هآلكلآم .. تعذري له .. وآحد شآف زوجته تكلم غيره .. لآ والأدهى إنه حبيبهآ الأولي وش تبينه يسويّ
حوريه بصدمه: يعني إنتي موآفئــه رآآئف !!!
نسمه: لآ طبعاً .. بس حطي نفسك بـ موقفه .. إذآ مسكتيه يكلم غيرك أو يرآسلهآ وليته كلآم عآدي إلآ أنه حبّ وغزل حسبي آلله على إبليس بس .. وش إللي بتسوينه !!
حوريه: بس لآزم يكون فيه ثقــه وتفآهم كمآن ع الأقل يسمع مني ! حسيت نفسي سقـآده بينفض فيهآ ! - كملت بحقد - وآحد غبي معندوش تفآهم
وقفت نسمه على ركبتيها فوق السرير وجلست ورآهآ ملصقه صدرهآ بظهر حوريّه محآوطه ذرآعينهآ حول كتوفهآ ومشبكه يدينهآ الثنتين ببعضهم من تحت ذقن حور هآمسه بـ أذنهآ: عآد همّ كذآ الرجآل كلبوهم .. بس إحنآ لآزم نبدآ تخطيـــط وتحـــــرررريّ
/
/
بـ وقت الظهيرهـ ..
وبمكتب رئيس مجلس إدآرة المؤسسـه ..
وتحديداً بـ الغرفه الملحقـه بـ المكتب والمخصصه للإجتمآعآت ..
إنفردوآ ثنينآتهم جمب بعض حول طآولة الإجتمآعآت بيضآويّة الشكـل حآوطهآ أربع وعشرين كرسي إستيل ..
نزل كوب المويه بعدمآ شرب منه ثم تحمحم برخآمة صوته ..
أطبق مآلك شفتيه بضيق وقلة صبر: خيـر يوبـه !
خزه بنظره حآده: وآنت شفيك متكدر !
مآلك: صآر لنآ أربع سآعآت بذآ الإجتمآع وإنت تدري إن مآلي خلق بأشغآلك يوبـه ولآ أدلّ فيهآ شيّ
أبوه: أنآ من زمآن غآسل يديني منك مآيجي من ورآك السنع أبدّ الشكوى لله
مآلك: طيب الحين ممكن اروح !
أبوه بجفآف: لآء
جلس مره ثآنيه بعدمآ كآن وقف بآلع ريقه: وش بآقي بعـد !
أبوه بعصبيّه مكبوته: قسسم بآلله يآمآلك إن مآتعدلت لتشوف وجهن ثآني لآتحدني عليه لأن صدقني مآرح يعجبك
مآلك: بتآخذ السيّآره وبطآيق الصرآفه ! وين الجديـد !
ضيق أبوه عيونه بحده هآمس بـ لعآنه: بنفيـك برآ السعوديّه .. وتبي العلـم ! بآخر الإسبوع بتروح زيآره لهآلمكآن عسى إنه يعجبك
إحتدت نظرآته بـ ذهول وعدم تصديق هآمس: شلون !
صفط الملف قدآمه وردّ ببرود: بتروح للبحريـن .. على يوم السبت الجآيّ إنشآلله , جهز نفسك
مآلك وبعده مو مصدق: وليش أروح للبحرين ! وإشمعنى أنآ !
من بين أسنآنه وهو يفنط الكلآم: لأن .. بنوقـع .. عقـد .. جديـد .. مـع .. مسلـم الجوهـري .. بـ البحرين - أطبق شفتيه بـ إبتسآمه مستفزه ثم كمّل - ولأني أبي أسنعـك وأخليك مسئول .. أبي أفتخر فيك وارفع رآسي بـ اسمك وسط الريآجيل ..
وقف مآلك بعصبيّه كآد كرسيه يطيح من ورآه: وأنآ مآبي هآلشــيّ
رمقه أبوه بنظره غآمضه من فوق نظارته إللي منزلهآ لطرف خشمه ثم ردّ ينآظر بـ الملف الثآني قدآمه ..
تخصّر مآلك بيديه الثنتين عآض بـ أسنآنه السفليّه على شفته العلويّه بـ قهر ..
أبوه بـ جمود: تقدر تنصـرف الحيـن ..
جلس مآلك سآحب نفس عميق ثم زفره بقوه: آسمع يوبه وإللي يعآفيك .. أنآ كلش مآلي بهآلسوآلف .. مآ أدل فيهآ شيّ
هزّ القلم مآبين إصبعيه الوسطى والسبآبه وعيونه بـ الأورآق: أدري .. وهذي فرصـه تتعلـم فيهآ
مآلك: مو تقول عقد جديد .. ومع مستشمر بحريني , شلون تكلفنـي بهآلشيّ وأنآ مآلي أي خبره !!
أبوه ببرود: كلّ شيّ بهآلحيآه مغآمره .. كنت بعمرك وأصغر يوم بديت أول شغل لـي ومع رجآلن تعدونـي بـ العمـر والخبـره والكفآءه وهذآني اليوم بمكآنهم وصغآرن تحتي يخآفوني ..
دآرت عيونه بتفكير جآ بيتكلـم: بس يـوبـ ..... قآطعه بـ جفآف: إنتهـى
مآلك: مآبي أروح البحريـن .. مستعد أشتغل معـك هني بـ المؤسسه والوظيفـه إللي تبيهآ إنت لي .. بس هنـي .. هنـي مو البحريـن
أبوه: مآعندي كلآم غير إللي قلته .. وسفرتك السبت الجآي بـ أمرّ الله
ضرب مآلك الطآوله القزآزيه بقبضه غآضبه رمقه بعدهآ أبوه بـ حده يتوعده ..
سحب نفس عميق من خشمه يخفف فيه من حدة توتره والورطه إللي قطه أبوه فيهآ: يوبـه .. تكفـى .. مآبي أخيب ظنك فيني بـ أول شيّ تكلفني فيـه .. خلنـي ع الأقل أتدرب شويّ هني عندك ثم بعدين أروح وين مآتبي
نآظره أبوه من تحت نظآرته بـ ريبه وتشكك من صدق كلآمه ! بينمآ مآلك إللي إستشعر الأمـل من نظرة أبوه المترقبه له يتحرى فيهآ صدقه أردف بـ هدوء وإنضبآط مصطنـع: وإذآ عن سفرة البحريـن تقدر ترسـل سُهيـل مثـلاً .. أوووو .........
نآظره أبوه بـ شغـف يستنطقـه .. رفع مآلك حآجبه الأيسر بـ إبتسآمه جآنبيّه: أو سنـــد
وقف أبوه عن كرسيه رآفع بيمنآه وآحد من الملفآت بدون ردّ .. مآلك وإللي تعقدوآ حآجبيه من جمود أبوه وقف بسرعه عن كرسيه ولحقـه لين دخل ورآه مكتبـه ..
جلس على زآوية طآولة المكتب رآفع بيده تحفـه قزآزيّه عبآرة عن كره أرضيّـه بهآ كريستآلآت صغيره لآمعه: هـآآ يوبـه .. وش قلت ؟
أرخى أبوه جسمه على كرسيه الجلدي الضخم: مشكلتك إنك سآذج ومغفـل
نزل الكره من يده مقطب حآجبيه بـ إستفهآم بينمآ كمل أبوه بـ إبتسآمه سآخره على طرف فمه: يعني حسبآلك تلعبّ علـيّ ! مره بصدق خوفك من فشلك ! مآ إنت بـ الأسآس فآشل وش إللي يفرق إن فشلت بعد مره !
نزل عيونه للأرض مبلل شفتيه بفشله من كلام ابوه له بعدما كشفه ..
كمل ابوه بجديه: سُهيـل هني هو ذرآعي الأيمن .. وسنـد تحت الملآحظـه وإنت إللي بتنقلـع للبحريـن وحذآآري يآمآآآلـــك - رفع سبآبته بـ تهديد - وهذآني حذرتك تضيـع هآلعقــد من يديـك .. يمين بـ ربيّ إن يجيك إللي مآيرضيـك
وقف مآلك وقد إحتدت نظرآته مكور قبضتيه في محآوله لـ كبح غضبـه ..
أبوه بـ سخريّه: آنصرف الحين لآتبكـي قدآمـي
مآلك بـ قهر: دآمني فآشل ليش تحطني بـ الوآجهـه ! وينـه سندك إللي تفتخـر فيـه الحيـن !
سفهه أبوه وعيونه بـ الأورآق الكثيره قدآمه: قلتلك سنـد تحت الملآحظـه
مآلك بـ تجهم: أيّ ملآحظـه هذي !
مآل فمه بـ إبتسآمه هآزئه: مو أقول لك فآشـل ! .. وش إللي ردّ سند بعد كل هآلسنوآت ؟ أدري إن مآورآه إلآ شيئن خبيـث وهذآه تحت المرآقبـه
مآلك: على أسآس رح يكشف لك سند أورآقـه بهآلسهوله !
أبوه بـ إبتسآمه فخر: أدري إنـه ثعلــب
أطبق مآلك شفتيه بـ غيظ وكلّ مآله يشدد من قبضتيه حتى حسّ إن أظآفره المنحوته حفرت كفوفـه ..
أبوه بـ نبرة تمني: ليتك تتعلّـم منـه ..
ضغط على زرّ بـ التليفون جمبه: سُهيـل تـعآل الحيـــن ..
نزل نظآرآته على المكتب بتنهيده: روح تصرمحلك شويتين ورفّـه عن نفسك قبل تسآفــر !
ازدرت ريقه بـ قهر وهو يشوف سُهيـل خطيب أخته سآلي وذرآع أبوه الأيمن بـ الشغـل وآقف جمبه ورآسه بـ الأرض بعدمآ سمع هآلكلمتين بـ لسآن أبوه لـه ...
أقفـى عنهـم بخطوآت زلزآليّه غآضبـه مصفق البآب ورآه بـ عصبيّـه ..
سُهيل وإللي بلّـم مكآنه ملتفت ورآه للبآب من بعد طلعـة مآلك فآتح فمـه ورآفع حآجبيه ببلآهــه لحد مآ إنتفض جسمـه مخترع من تنبيـه أبو مآلك لـه بصرآمـه وجفــآف: سُهيــــــــــــــــل !
/
/
سيّح جسمه على الكنبه الإسفنجيه محتضن لصدره ثلآث مخدآت صغآر بينمآ هي جمبه ثآنيه رجلهآ اليسرى تحتهآ واليمنى بـ الأرض مآده الريموت تطفي التليفزيون اللي كآنت مقصره صوته للآخر مغير مشغل بدون فايده ثم نآظرته مبتسمه وهي مميله برآسهآ على يدهآ اليمنى مدخلتهآ بشعرهآ: هـآآ هذآني علمتك كـــلّ شيّ عن أبوي وأشغآلـه مثلمآ طلبت والحين دورك .. كلمنـي عنك وعن أمك .. أبي أعرف كلّ شيّ
التفت لهآ مبتسم بعذوبه: وش تبين تعرفين بـ الضبط !
أصآله: كلّ شــيّ .. يعني من وقت مآتركت السعوديه لين مآرديت لهآ مره ثآنيه ..
ارتفعوا حآجبيه مبقق عيونه بدهشه: لآآآهـ
أصآله: ههههه بلــى
سند: طيب علميني بـ الأول وين كنتم أمس كلكـم !
ضيقت عيونهآ مآفهمت قصده ثم أردفت بهدوء: وين كنآ ؟ كنت هنـي
سند: أمس الليل مآلقيت أحد منكم بـ البيت ..
فتحت فمهآ بـ إسيعآب: أهــآآآآ .. لآ أمي وسآلي وجدتي .. - ميلت راسها بنمبيه - جدتي لأمي طبعاً ..
سند بـ إبتسآمه: أكيـد
أصآله: كآنوآ عند جيرآنآ .. أستآذ معآذ المآلكي ملكة بنته كآنت أمس
بلحظتها شحب لونه وبهتت ملآمحه مضيق عيونه بعدم تصديق هآمس بـ إسمه: معآذ المآلكي !
أصآله: أهـآآ .. جيرآنآ .. بيتهـم قدآم بيتنـآ ههههه مآعليه توك جديد إنت
بلع ريقه بصعوبه وبعده فـ حآلة من الذهول .. الحين معآذ المآلكي مآغيره هو إللي تقصده أصآله !!
سند: وش علآقتكم فيهـم !
أصآله: ههههه الحين أنآ إللي بغيت أتعرف عليك بـ الأول وإنت الحين تسأل !
مآل فمه بـ إبتسآمه قصيره بآهته: مآعليـه
تربعت أصآله بجلستهآ موآجهته: شوف عآد .. عآيلة أستآذ معآذ المآلكي هذي مو بس جيرآنآ .. تقدر تقول إننآ نسآيب
ضيق عيونه بـ إستفسآر بينمآ كملت أصآله بعدمآ فهمت تسآؤله: سآلي أختي تكون خطيبـة ولد أستآذ معآذ .. وآسمـه سهيـل .. يشتغل مع أبوي .. مدري كنك صآدفته بـ المؤسسه ولآ بآقي !
سند: سآلي مخطوبـه !
أصآله: أهـآآ .. صآر لهآ خمس شهور او ست تقريباَ
بلع ريقه وعيونه تدور بـ الفرآغ من هول مفآجأته: طيب وإنتـي ؟
دنقت رآسهآ لحجرهآ بـ إبتسآمه حزينه .. مآردت عليـه ..
إلتفت لهآ بـ إستغرآب ثم سأل بهدوء: علآمـك !
رفعت رآسهآ بـ إبتسآمه مصطنعه تكآبر فيهآ على جروحهآ: أنآ أرملــه
إنعقدوآ حآجبيه أقصآهم ومآسرع مآنفكوآ برفعة حآجبيه وهو يعرض عنهآ بوجهه ..
أصآله: من ثلآث سنوآت و ثمآن شهـور وإسبوعين ..
ردّ نآظرهآ يستنطقهآ تكمـل بدون أي ردة فعل بملآمحه الجامده ..
أصآله وعيونهآ بـ حجرهآ تدآري لمعة عيونهآ: بعـد شهرين من زوآجـي .. شهرين إثنين بـس .. ترملــت .. مآت بحآدث .. مآت وأنآ حآمـل بـ بنتـه .. بنته إللي شآفت النـور ولآ شآفته
سند: لـك بنـت ؟!
رفعت رآسهآ بـ إبتسآمه أطبقت فيهآ شفتيهآ بـ أسى وإنكسآر: فيـدوو .. إنت خـآل فــدوى يآسنــد
إرتفعوآ حآجبيه بدهشه من وقع إللي يسمعه ولآهوب دآري عنه صآرله مده بـ البيت ولآ يدري عن شيّ ولآ عن أحدّ ...
سند: وينهـي مآشفتهآ بـ البيت !
أصآله: أهل زوجي يآخذونهآ إسبوع عندهم ويردونهآ لي إسبوع .. توهآ جـتّ أمـسّ وطلعت أنآ ويآهآ نتمشى بـرآ شويّ ..
سند: أهآآ .. طيب وينهي أبي أشوفهآ
أصآله: ههههه إيه وش إحسآسك عآد وإنت خــآل الحيـن
حك طرف خشمه الطويل الحآدّ بـ عقلة سبآبته اليمنى: ههههه الصرآحه متفآجئ
أصآله بخفوت وعيونهآ بـ الفرآغ قدآمهآ تلمع: هذآ هو وضعـي هنـي
سند: الجوّ إللي البنت تعيشه مآتحسيّه يوترهآ ! أو إنه يأثر عليهآ ! مآهيب مستقره .. يعني إسبوع بمكآن وإسبوع ثآني بغيره ...
أصآله بـ حزن أليم بـ نبرتهآ المجروحه: أهل زوجـي مآيبونـي .. قآلك أنآ جيت شوم عليهـم .. تزوجني ولدهم من هني ثم خذآ ربي أمآنته من هنـي ..
سند بـ إستنكآر: وش هآلتخلّـف !
رفعت كتوفهآ بـ قلة حيله: عآد وش تقول ..
سند: مآفكرتي ترتبطين مره ثآنيه !
إلتفتت له بحده وقد شحب لونهآ من الطآري - ردت بـ جفآف - : لآآء
قطب حآجبيه من ردة فعلهآ الحآده السريعه: ليـش ؟
أصآله: كآفي مآجآني من إرتبآطي الأولي .. كآن إرتبآط لمصآلح شخصيّه .. أبوي وأبوه .. بدو شغل جديد مع بعـض شلون يوثقون الروآبط بينآتـهم غير بـ زيجـه .. منهم أطرآفهآ ! أنـآ و حسـن .. حسن عيسى المسلمي .. خطوبتنآ كآنت شهـر وآحد ثم تزوجنآ .. إرتبآط تقليدي بآرد .. شهرين وآنتهـى بسرعه مثلمآ إبتـدى .. مآفرق معـي غير فـدوى .. وإللي للحين مآ أصدق إني صدق أمهـآ .. صرت أمّ وأنآ مآحسيت إني كنت زوجـه بـ الأصـل .. كآفي .. كآفي فـدوى بنتـي .. أحبهآ ومآبي غيرهآ من هآلدنيـآ
أطبق شفتيه بـ تفهم لـ مشآعرهآ المجروحـه وعآطفتهآ المستهلكـه وأنوثتهآ إللي وئدت قبل تتنفـس ..
قرب جمبهآ لحد مآلآصقهآ بـ جسمه الضخم محآوط كتوفهآ بذرآعه الأيمن وقد أسند رآسه على رآسهآ: أدري إن هآلشيّ آذى آنوثتك كثير وجرحها بس كثر مآقلل منهآ إلآ إنه أكملهـآ وأتمهـآ .. وش الأنثـى غير إنهآ أمّ .. وآنتي الحيـن أمّ .. هذي هديتك من هآلعلآقه القصيره البآرده
مسحت دموعهآ وهي تتعلق فيه أكثر حدّ التلآصق: فدوى هي إللي تهون عليّ كمّ الحسره والكسـره والإهآنه إللي أحس فيهم .. فيني جرح غميق يآسند .. مرّ من الوقت كثر مآمرّ ولآقد بـرى
سند: شلون تبينه يبرى وأنتي أسيرته ! حآبسه نفسك فـ مجردّ ذكرى .. من ثلآث سنوآت وثمآن شهور وإسبوعين ومدري كمّ يوم
أصآله: ههههه
سند: وشهو ذآ بـ الله ! عآيشه حيآتك تحسبين الدقآيق والثوآني !
أصآله: حآولت ..
سند: وينهي هآلمحآوله ! تشتغلين !
أبعدت رآسهآ عن صدره وهي تمسح بقآيآ دموعهآ: لآ
سند: ليش مآتشغلين نفسك بأي شيّ .. وظيفـه , أو هوآيه تمآرسينهآ .. أيّ شيّ
أصآله: ..........
سند: توك الحين تفكرين !
أصآله: ههههه إيـه ..
حرك رآسه بـ النفي مطبق شفتيه بـ خيبه أمل بينمآ تعدلت بجلستهآ منزله رجولهآ للأرض: هـآآ .. علمني عنك إنت
سند: بآقي إنتي مآكملتي !
أصآله: قد حكيت لك قصتي وابوي ومآلك .. مآفيه غير سآلـي .. معيـده بـ الجآمعه قسم إدآرة أعمآل ..
سند: دكتوره بـ الجآمعه ! كآن لآزم أخمن هآلشيّ
أصآله بـ إستفهآم: اشمعنى !
سند ببديهيه: لأنهآ معقـده
أصآله: هههههه أدري عن إللي بينآتكم
سند: مآبيني وبينهآ شيّ بس هي قآشره ملحتي من شآفتني مدري ليش
أصآله: ههههه ومآلك بعـد ..
سند بتأكيد: ومآلك بعـد ..
مسكت يده مشدده عليهآ: مآعليـه .. بيعرفون قيمتك قريب ,, إنت تظل أخونآ الكبيـر يآسند
التفت عليهآ وكنه تذكر بتجآهل متعمدّ لكلآمهآ عن تقبل سآلي ومآلك لـ وجوده: ملكة بنت أستآذ معآذ !
أصآله بعدم فهم: إيه .. وش فيهآ !
سند: مدري بس ظنتي إن مآله بنـآت ! هو نفسه معآذ المآلكي المحآمي !
أصآله: بلـى هـو .. ولآ أنآ كنت أدري إن له بنت تخيّل عآد !
سند: مو تقولين إن سآلي خطيبة وآحد من عيآله !
أصآله: إيه بس هذآ من زوجته الأولى .. مآلهآ غير أربع عيآل وسهيل وآحد منهـم .. أمآ بنته هذي فهي من زوجه ثآنيه وأعتقد إنهآ مصريه والبنت كلش حيآتهآ بـ مصر وتوهآ رآده للسعوديه ....
.....: سنـــد !
...............
.....: سنـــد !
...............
.....: سآآآآنـآآآآآآآد
...: هــآآه !!!
أصآله: علآمك يآقلب أختك ! وين شردت كل ذآ وأنآ أصيح عليك !
بلع ريقه وقد شحب لونـه من هول مفآجأته .. وش إللي جآلس يصير ! أي مفآجأه بيتفآجئ فيهآ بعد إن تكلمت أصآله أكثـر .. ملكـة بنت معآذ المآلكـي .. بنته من زوجته المصريـه .. وردهـ !!!! وردهـ مآغيرهـــآ !
......: مـــآآآمـــــــــآآآآآ
وقفت بسرعه وهي تصيح عليهآ مبتسمه وقد فردت ذرآعينهآ موطيه جسمهآ: فيــــــــدووووو
إلتفت سند يسآره وبعده مقطب حآجبيه بصدمه إلآ ويشوفهآ تقرب صوبهم وهي تنطنط لحد مآضمت أصآله ...
وقف مبتسم بـ صعوبه وقد بلل شفتيه إللي جفـوآ من إحسآس الصدمه والذهول المفآجئ ..
أصآله بـ إبتسآمه: فيدووو شوفي مين هنآآ
إلتفتت فدوى عليه ثم بوزت وهي تهمس لأمهآ بصوت يآلله يبين: مين !!!!
أصآله: هذآ خــآلوو .. خآلـو سنــد
خبت وجههآ بصدر أمهآ مستحيه: لآآآآ
أصآله: هههههه بلى .. إنزلي يللآ سلمي على خآلو ..
توّ مآنزلتهآ بـ الإرض إلآ وتتخبى ورآهآ وتشد بتنورة أمهآ على وجههآ ..
سند: ههههه علآمهآ
أصآله وهي تدور حول نفسهآ لأجل تفك فدوى: فيدوو عيب كذآآآ خآلو إيش بيقول
طلعت من ورآ أمهآ بتردد وهي ترمقه بنظرآت تعجب وترمش بعيونهآ كنهآ مستحيّه ..
دنق سند عليهآ رآفعهآ عن الأرض: ههههه إيش مستحيّه مني يعني
فدوى بنفي طفولي حاد: لآآآء أنآ مآ أثتحـي
إرتفعوآ حآجبيه بدهشه مطبق فيهآ شفتيه بـ إبتسآمه: مآتستحيـن أجل !!
نفضت شعرهآ القصير بيدهآ اليمنى ورآ ظهرهآ رآفعه ذقنهآ بغرور وقد أغمضت عيونهآ مآطه شفتيهآ: إيـه مآ أثتحـي
سند: وش هآلبنت ؟
أصآله: هههههه أكيد تدري لمن طآلعـه
سند: خآلتهآ سآلـي مآغيرهآ
أصآله: هههههه حسبي آلله عليهآ خربت لي البنت .. صآيره مغروره ومآتعطي وجه لأحد
فدوى: ومآ أثتحـي بعـد
سند: هههههه ذي مستآنسه لأنهآ مآتستحي
أصآله: هههههه
فدوى: إيش إثمـك !
سند بهمس: إسمي سنـد
فدوى: ثنـد
سند: سنـد
فدوى: ثنـد
سند: سنـد
فدوى: أوووووف لآ تطفشنـي
بقق عيونه بصدمه: ههههه أصآله وش ذآ البنت أعوذ بآلله
أصآله: لآيغرك عمرهآ ذي لسآنهآ أطول منك
فدوى: كيف لثآني أطول منه وهو طويل مره كذآآآ .. الصقت خشمهآ بخشم سند ونآظرته بتحديّ: إنت ليش طويل كذآآ
رفع سند حآجبه الأيسر: ليش مو عآجبك طولي
ردت ونفضت شعرهآ البني الكثيف ورآ ظهرهآ بنفس حركة الغرور والتباهي: لآ حلـو .. بس مآتعجبنـي
أصآله: ههههه بس يآبنت عيب
سند: ههههه مشكله
رفست فدوى برجولهآ: نذلنـي .. نذلني للأرض
سند بـ لعآنه: لآء
فدوى: أنآ مو ثغيره تشيلنـي .. نذذذذلنــــي
بآسهآ سند بقوه من خدهآ الوردي المليآن مآدرى إلآ بصرختهآ إللي هزت الجدرآن تلتهآ بـ كفّ قــويّ وحآرّ إستقر على خده الأيسر: لاآآآآآآآآ
شهقت أصآله بصدمه: فـــــــــــدوى آآآآآآآ
كلبش سند يدينهآ الثنتين بيده اليمنى وهو بعدهآ شآيلهآ بيده اليسرى: إنتي مجرمــه
فدوى: إنت مآتثتحي !! مو عيب عليك تبوث بنـت ..
خذتهآ أصآله من سند وهي تتوعدهآ بـ النظرآت: هذآ خآلو سنـد زي خآلو مآلك .. عيب إللي سويتيه .. قولي أنآ آسفه الحين
فدوى وقد إرتجف فكهآ السفلي بـ إنذآر عن بكآهآ: خآلو مآلك يقول لآتخلين أي رجّآل يبوثك .. كذآ عيب الرجّآل مآيبوثون الحريم
أصآله: مآشآلله وإنتي الحين حرمـه !!
فدوى بصيآح: أنآ كبيييييييييييررررررره
سند: هههههه لآ خلآص دآم السآلفه كذآ أنآ مسآمح
خزتهآ أصآله بـ توعد مأشره لهآ بحآجبيهآ صوب سند تعتذر منه وفوراً
شدته من بنطلونه وهي رآفعه له رآسهآ مقوسه شفتيها وشويّ وتبكي: أنآ آثفــه
ردّ وشآلهآ سند مره ثآنيه: ههههه فديتك وآنآ خآلك .. شطوره تسمعين كلآم أخوآلك لآتخليّن أيّ رجآل يبوسك عشآن عيب .. بس أنآ ومآلك عآدي
فدوى: ليش إنت مو رجّآل ذي خآلو مآلك !
سند: لآ أنآ رجّآل !
فدوى: قلت لـ خآلو مآلك طيب ليش إنت تبوثني وإنت رجّآل .. قآل عآدي أنآ مو رجّآل .. إنت كمآن مو رجّآل !!
سند: ههههه لآ أنآ رجّآل .. مآلك بس هو إللي مب رجّآل
أصآله: ههههههه
سند: عآدي أخوآلك يبوسونك .. أمآ أي رجّآل غريب لآآ عيب
فدوى وهي تحرك سبآبتهآ الصغيره المنتفخه على وجه سند من منبت شعره البني الكثيف لـ مفترق عينيه .. مرورآ بخشمه لحد مآوصلت على فمه ثم صآحت مبعده سبآبتهآ وهي تضحك: لآآآآآآآآآ هههههه
فدوى: مآمآ شوفيه يآكل اثبعـي
سند: فدوى تطلعين معي !!
فدوى بغرور: أول أنآ إثمي فيدوو .. ثآني شيّ .. ثوري , ثوري , ثوري , أنآ مآ أطلع مع رجّآل .. عشآن عيب ..
سند: خآلو مآلك إللي قآلك كذآ بعد ؟
فدوى: إيـه
سند: كفوو وآلله هآلمآلك .. - وجه كلآمه لـ أصآله - مآمنه خوف أخوك الشرهه على سآلي .. ذي البنت مغروره من الحين وش بيصير عليهآ بعدين
أصآله: ههههه ثنينآتهم خربوآ لي البنـت .. مآصرت أعرف أتكلم معآهآ أبدّ حسبي آلله ع العدو
سند: شوفي أصآله .. بكرآ إنشآلله بآخذكم ونطلع سوآ .. أنآ وإنتي وفيدوو .. هآ كذآ حلو
صآحت فدوى بـ فرحه طفوليه: إيه يآ مآآآآآمآآآآ خلينآ نطلـــــعععع
أخذتهآ أصآله وهي تضحك: ههههه سند ليش كذآ .. مآرح تفكني الحين وأنآ وآلله تعبآنه
فدوى بصيآح أقرب للبكآ إللي يستهبلون فيه وهمّ مآيبكون مغير يصيحون ويصجون: لاآآآآآ .. لآآآآآآ .. لآآآآآآآآآآآآآآه ءآآآآآآآآ
أصآله بـ نظرة لوم وعتب لـ سند: مبسوط كذآ !!
سند: إيه مبسوط .. إكتشفت إني خآل اليوم لهآلمفعوصه وأبي أطلع ويآهآ
أصآله: بس وآلله مآفيني تعبآنه ..
سند: تروحين المستشفى !!
أصآله بـ إبتسآمه قصيره: لآآ مو لذي الدرجه .. بس مآفيني أطلع وأتمشى
سند: خلآص بآخذهآ أنآ وأطلع ..
فدوى: مآآآمآآآآآآ أبي أطلــــــع .. مآآآآآمآآآآ
أصآله: ههههه خلآص لآتحنين .. بوديك
/
/
يوم تآلـي ..
يوم جديـد أظلـم ليلـه بعدمآ تعآلت أصوآت الإقآمـة لـ صلآة العشـآء ...
طلعت من غرفتهآ بعدمآ أنهـت صلآتهآ وقد تجهزت لآبسه عبآيتهآ البسيطـه وإللي كآنت سآتره وغير ملفتـه ..
دخلت المجلس على أمهآ إللي كآنت مندمجه تتآبع مسلسـل وهي تفصفص قشور الفستق والمكسرآت ..
أسندت ظهرهآ بتكآبر على الألم إللي تحسّه بكلّ جسمهآ وهي تزفر نفس مسموع بـ طفش من الإنتظآر: هــفففف
إلتفتت عليهآ أمهآ توهآ تحسّ بوجودهآ إلآ وتتفآجئ بشكلهآ: وين طآلعه
حوريّه: مش أولتلك خآرقه مع نسمه وورده
أمهآ: إنتي يآبنت من وين لك هآلبلآده ! لك نفس تطلعين وتفرين بـ الأسوآق بعد إللي صآر
حوريه: وإيه إللي حصل يعني ؟ لآ أنآ أول وحده تتخآنئ من قوزهآ ولآ الأخيره ولآ عوزآني أحبس نفسي فـ البيت وأعد أعيط
أطبقت أمهآ شفتيهآ بقلة حيله: إنتي مآحد ينآقشك بشيّ مآفيك غير لسآن وش طوله
طــــوووووووط .. طــــــــــووووووط
وقفت بسرعه من سمعت توآلي صوت البوري: أكيد نسمـه تحت وصلوآ ..
أمهآ: طيب قوليلهم يطلعون شويّ
رفعت نقآبهآ لوجههآ وتمت تربطه: مش هيرضـوآ وكمآن عشآن منتأخرش برآ .. لمآ نرقع هخليهم يطلعوآ
أمهآ: طيب آنتبهوآ على نفسكـم ..
جت بترفع بوكهآ إلآ وطآح من يدهآ لحقتهآ أمهآ بسرعه وهي تسمي: بسسم آلله
سحبت نفس هآدي وهي تنآظر بوكهآ بـ الأرض .. هذي مو أول مره تصير ! كلّ مآجت ترفع شيّ بيسرآهآ إلآ وتحسّ بـ العجز ويطيـح منهآ .. هي أصلاً مآهيب حآسه بيدهآ .. رآح يومهآ وهي تسوي تمآرين إنقبآض وإنبسآط للأصآبع وكف اليدّ والنتيجه زيـرو ! هذآ أكيد من رآئف البربري وسوآته يوم لوى ذرآعـها .. مآتذكر من بعد كميّة الألـم الموجعـه حدّ طلـوع الروح وكنه الموت أو النهآيـه إلآ صـوت الطرقعه الخفيفه ... وش إللي صآر على يدهآ ..
طـــــــــووووووط ,, طــــــــوووط
....: حـــــــــــوور
إنتفضت كتوفهآ وهي ترمش من صيآح أمهآ عليهآ وصوت البوري المتوآصـل ..
أمهآ: علآمك !!
رفعت بوكهآ من الأرض بيمنآهآ وتوّ مآوطت للأرض إلآ وتحسّ بـ تصلبّ فقرآت ظهرهآ من بعد قسمة الوسـط .. عضت على طرف شفتهآ السفلى بـ تعب تكتم ألمهآ " حسبي آلله عليك يآظآلــم ,, أشوف فيك يـوم "
مشت بسرعه قبل تلآحظ أمهآ حركتهآ البطيئه المتألمـه أو حتى لمعـة عيونهآ بـ الدمـوع !
بـ السيّآره قدآم مدخـل العمآره ..
.....: بعد لين خمس وإن مآنزلت لآ نروح ونتركهآ بـ الطقآق
ورده: ههههه وإشمعنى خمس
لوت نسمه فمهآ: أحس مآيمديهآ أعد لين الثلآث
ورده: هههههه بـ الله ! وخمس يمديهآ يعني
نسمه: وآآآحد .. إثنيــــن ..
تأففت بنفاذ صبر ثم أكملت وهي تعد على أصآبعهآ: ثلآآآآآ ........
ميلت ورده برآسهآ صوب الشبآك: كفو وآلله أمدآهآ لين الثلآث
أم ورده: ههههه إنتو هتتسلو على البنـت سيبوهآ فـ حآلهآ
نسمه بـ غيظ: لآ خآلتي .. هذي صبرهآ عليّ أنآ أعرف شلون أتـصرف معآهآ .. ليش على كيفهآ تدلـع ونتحرآهآ
فتحت حور بآب اللآند كروزر البيضآء وركبت بـ الكرسي الأخير: آلسلآم عليكـم
نسمه بعصبيّه: مآبغيتــــي !
حوريه: طب ردي السلآم الأول .. آستغفر آلله
أم ورده: إزيك يآحور .. عآمله إيه يآحببتي
حوريه: بخير الحمدلله يآطنط إنتي إيه أخبآرك .. ضربت ورده من كتفهآ: إزيك يآعرووســه
عطتهآ ورده بوسـه مسموعه من تحت لثمتهآ وهي تضحك: ههههه حبيبـي
حوريه لـ نسمه: خلآص يآهآنم إفردي بوزك مش نآئصه أرف ع المسـآ
نسمه بـ كره وهي تنآظر يسآرهآ من الشبآك: بلآ فـ شكلــك
حوريه: ههههه نسمه الرآعي الرسمي لـ جملة بلآ فـ شكلك
ورده: ههههه لآ وبعـد " جعلك بآللي مآنيب قآيله "
نسمه: هآ هآ هآ وش خفـة هآلـدم !
ورده: نتحرآك تثقلينـه خخخ
نسمه: عنبو المصآله يآنآس وشهـو ذآ !!!
ورده وحوريه: ههههههه
أم ورده: خلآص يآبنآت عيب كدآ متدآيئـوش نسمـه
نسمه: خآلتي آلحقـي علـيّ
أم ورده بـ لهجه سعوديه: طيب يلآ إركضـي
ورده وحوريه: ههههههه
خبت نسمه وجههآ بيدينهآ: لآآآآآآآآآآآآآآهـــ
رفعت ورده كفهآ لأمهآ يضربون خمس: أحلآ يآ مآمآ .. كفــك ههههه
صآحت نسمه على السآيق: صمـد وللي يعآفيك أســرع مدري وش بيجيني لآطولت أكثر مع ذولـي .. - كملت بحسره - حتى إنتي يآخآلتي .. آآآخخ عليه العوض
التفتت ورده ورآهآ هآمسه لـ حوريه: إنتي كويسـه !!
مآردت حوريه إلآ بهزة رآس بـ نعـم ..
ورده: نسمه علمتنـي بآللي صآر
أطبقت حوريه شفتيهآ بـ غيظ مبققه عيونهآ لـ نسمه تخزها بينمآ كملت ورده بسرعه: لآتخآفين .. مآرح أعلم أحد ورح أسآعدكـم
حوريه بهمس: بقــد !!
ورده: إيه طبعــاً .. وآضـح إن الموضوع مُـدبر ولآزم نكشفـه .. بس إنتي الصرآحه عآجبتنـي هآللآمبآلآه فيك
حوريه: إنتو كلكم مستغربين ليه !
ورده: يعني أحدن صآدك بسآلفه فيهآ تشويه لسمعتك وعند زوجك وآلله أعلم منو بعد يدري بـ الموضوع غير مرآم .. وبعـد تطلقتـي ! إنتي تدرين وش معنى زوجك يطلقك ! وتكونين بهآلبرود ! مآتحبيـن رآئف أجل ؟
إتسعت حدقتيهآ من وقع السؤآل المفآجئ عليهآ والأغرب هو إحسآسهآ بـ المفآجئه ! الغريب فعلاً إن رآئف هو آخر همهآ .. والأغرب إن رآئف بـ الأسآس مآله أي مكآن يشغل فكرهآ والخآطر حتى وإن كآن بالترتيب الأخير ! " مبحبـش رآئـف !! دآ معنآه إني مش بحبـه !! يعنـي إيـه حُـبّ ! إزآي أكون بحبـه !! أو إزآي أعرف إن كنت بحبه أو لآ .. بس أنآ مش بكـرهه بـ المعنى الفعلي للكره .. لو مش بكرهه يبئـي بحبـه .. بس فعلاً مش حآسه بـ حُـبّ إذآ كآن معنى الحبّ إنه يشغلنـي وأشيّل همّ صورتي أدآمه أو همّ علآقتي بيه ! لو مش حـبّ أو كـره دآ يبئـى إيـه !! "
دنقت ورده رآسهآ عليهآ أكثر: ههههه شكلك مو بس تحبينه إلآ تموتين عليه ..
مآردت حوريه إلآ بـ إبتسآمه قصيره مصطنعه مآقدرت ورده تشوفهآ إلآ بعيونهآ بسبة غطوتهآ الكثيفه على وجههآ: أنآ من الحين معكم بـ الخطـه لين نكتشف الحقيقه
حوريه: ههههه بتتكلمـي زي نسمه
ورده: ههههه حديّ متحمسه بنبدآ تحقيق .. عآد أنآ كونآن من الحين أعلمكم مآلي دخل
نسمه بـ قهر وآضح بنبرتهآ الحآده: وش عندكم انتم تبربرون فيـه بـ السـرّ !!
حوريه بـ طنآزه تقهرهآ: ملكيش دعــوه
قلبت نسمه عيونهآ بـ إشمئزآز ثم ردت تنآظر بـ الشبآك هآمسه: بلآ فـ شكلك
حوريه وورده وأمهآ: ههههههه
/
/