كاتب الموضوع :
سحاب الود
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
رد: وكأن الأمس لم يكن.. رواية حصرية للكاتبة سحاب الود
الجزء السابع
لحظة سعادة
جلست قدام العجوز اللي يبغوني اتزوجه بالقوة، وانا قلبي يدق بسرعة نفسي اجري واطلع من البيت، ابغى ازعق واضرب وارمي نفسي على الارض ابكي وابكي وابكي... جدة ليه تسوي كدا؟ ليه؟!
انا عيني على الارض وما ابغى ارفعها، ما ابغى يكون وجهه ذكرى تنطبع في ذاكرتي، كفاية عليا اشوف رجوله ، لمحت بطرف عيني امه وهي تعطيه علبه، وتطلع له سلسلة!!
سلسلة!!!
لا والله ما تلمسني !!!
وقفت بسرعة وخبطت الطاولة قدامي من وقفتي وطاحت الكاسات والصحون وطاح قلبي معاهم، ما حسيت بشيء بس شفت جويرية وهي عند رجولي تحاول تمسح الدم من على رجولي بعدها مسكت يدي واخذتني لغرفتي.
جلست على السرير وهي تمسح لي رجلي .. كل اللي قدرت افكر فيه هو ( أبغى أمي)
بعد اسبوع من الموقف هذا، حسيت البيت في شي غريب
عمي مروان طالع داخل ومعاه اوراق، وجدة كل شوية تطردنا تدخلنا لغرفنا ما تبغانا نطلع من الغرفة، فارس وفراس راحوا لتدريب الكورة وما بقي في البيت الا انا وجويرية، يدي تحكني احس في مصيبة راح تصير ونفسي اطلع اسمع ايش بيقولوا بس خايفة احد يشوفني.
فتحت باب غرفتي ولمحت جويرية وهي بتعدي ناديتها
- تعالي تعالي تعالي بسرعة!!!
- غلا اشبك؟
- ايش في؟ اشبها جدة؟ ليه ما تبغاني اطلع؟ لا تقولي راح يزوجوني اليوم غصب عني!!! والله لاقتل نفسي !! قولي لها !! قولي لها ما راح ارضى!!!
- اوووووص!!! لا يسمعوك!!! لا مو عن زواجك والله
- احلفي!!
- اقول لك والله!!
- طيب ايش؟ اتكلمي قولي لي !!
- يا ويلي ... يا ويلي!!
- ايوة يا ويلك!!! كل ما قلت لك شي قلتي لي يا ويلي !! خلاص خلصيني قولي لي ايش في؟
- يا ربي يا غلا.. طيب اسمعي اروح احط لهم الشاهي واجيك، بالله لا تورطيني الله يخليك
- بسرعة.. طيري !!! استناك يا ويلك من جد لو ما جيتي!!
راحت جويرية للمطبخ وطلعت معاها الشاهي وفطاير وزحمة، واضح ان الموضوع فيه تفكير والسالفة كبيرة، رجعت بسرعة ودخلت الغرفة وردت الباب
- اقفلي الباب
- لا لا... اخاف تناديني وما اسمع وننقتل كلنا اليوم!
- طيب قولي ايش في؟
- يا ربي... غلا.. اليوم هم ناويين يروحوا لأمك!!!
- ايش!!!!!!! ليش طيب !!!
- يا ويلي ... يا ويلي... غلا الله يخليك كفاية
- جوري!!! ماما عمرها غلطت عليك؟ عمرها قصرت في حقك؟ ماما عمرها عاملتك معاملة سيئة؟ بالله ماما تستاهل تعامليها كدا؟ هذا جزاتها!!! تساندي جدة ضدها!!! حرام عليك يا جوري!! مين اللي يناديك جوري ودايما تحاول تريحك؟؟ والله ما تستحي والله!!! عيب يا جوري عيب !!! اتكلمي قولي لي دحين!!!
- حرام عليك يا غلا، انا عارفة والله عارفة، خطأ والمفروض ما اسوي كدا، بس غصب عني، والله غصب عني
- لا مو غصب عنك!! تقدري تساعدي ماما!! تقدري تساعديني !! اتكلمي وبس والله محد راح يعرف انك انتي اللي قلتي لي والله!
- يا غلا.. ما ادري.. ما ادري...
- الا تدري.. حتقولي لي دحين ولا والله لاطلع من هنا واروح لجدة واقول لها انك قلتي لي كل شي واخليها تتصرف معاك
- لا ... لا !!! يا ربي انتي !!! طيب اسكتي اسمعي انا حقول لك!
- يلا بسرعة
- جدتك وعمك ناوين يروحوا لمامتك ويخلوها تتنازل عن كل الاملاك اللي العم عمر كتبه في اسمها، وبكدا تصير كل الاملاك تحت اسم عمك مروان وتحت تصرفه
- ايش!!!!!!!!
- اوووووص!!! لا تفضحينا!!!
- مو على كيفهم!!!و الله بابا كان حاسس عشان كدا كتب العقارات كلها باسم ماما، هو داري ان عمو مروان ما تملي عيونه الا التراب!!! يا ربي طيب كيف يجبروها، ما يقدروا ترى عادي ماما مو لازم تعطيهم شي
- راح يخيروها بينكم وبين الاملاك
- ايش!!!!!
- اوووووص!!!!
- لا مو بكيفهم!!!! مو بكيفهم!!!! والله مو بكيفهم!!! والله ما يصير يعني عشان ماما ما عندها احد يسندها خلاص على كيفهم!! لو تنازلت عن كل شي فين راح تعيش وكيف راح تعيش؟ وايش راح تسوي؟ خالتي حليمة ماتت الله يرحمها من زمان، ولا ام ولا اب يعني حرام عليهم، ماما من جد يتيمة!! مالها الا احنا، ما يخافوا ربهم!!!
- يا ربي يا غلا.. ارخي صوتك لا تسمعنا جدتك !!!
فجأة سمعنا صوت جدة وهي تنادي جويرية، وطلعت زي البرق، خرجوا من البيت وتركوني في البيت لحالي وانا محتارة في افكاري... ايش اسوي؟ كيف اتصرف؟ ما راح اخليهم يبهدلونا كدا!!
محتارة اروح الحقهم ولا اجلس واستنى الخبر هنا في البيت؟ خرجت للصالة وانا افكر، وسمعت صوت مفاتيح على الباب، معقولة رجعوا بهذه السرعة؟
دخلوا فارس وفراس
- خلص التدريب؟
- لا اتلغى المدرب ما جاء وما في تدريب اليوم
- اها.. طيب
- فين جدة؟
- اسمعوا... تبغوا تشوفوا ماما؟
- ماما!!!! فينها؟! نروح المستشفى؟ مو جدة قالت ممنوع الزيارة؟ ولا خلاص طلعوها؟ متى نروح!
دخلت ولبست عبايتي واخذت مفاتيح البيت، ومسكت اخواني ورحت البيت... رحت بيتنا!
طلعنا المصعد وقلبي يدق مع كل دور نطلعه خمس دقات زيادة
فتح باب المصعد وركضوا اخواني للبيت واسمعهم ينادوا ( غلا بسرعة!! غلا اجري!! تعالي!! افتحي الباب)
طلعت المفتاح من جيبي ، ويدي تنتفض، خايفة ادخل ولا لا، اخاف ادخل وتبهدلنا جدة وما تخلينا نجلس مع ماما، اخاف ما ادخل واندم اني ما دخلت وما شفت ماما ويطردوها وما عاد نشوفها ابدا!
ما حسيت الا فارس اخذ المفتاح من يدي وفتح الباب
دخلنا ولقينا ماما وجدة وعمو مروان في المجلس ، وجويرية طلعت من المطبخ لما سمعت صوت الباب، فارس وفراس ركضوا ناحية ماما وتعلقوا في حلقها ، حضنوها وباسوها وجلسوا يبكوا بشكل قطع قلبي.. وانا وقفت عند باب البيت ماني قادرة اتحرك عيني في الاوراق اللي على الطاولة وحاسة بنظرة جدة الحادة على طرف وجهي، ما ادري كيف شلت المفتاح من الباب ودخلت جلست جنب ماما.
- ليه جيتوا يا غلا
- جدة... ليه... ليه ما قلتي لنا ان ماما هنا؟
- كلام الكبار مالكم شغل فيه!
- بس جدة... هذه امنا... يعني جدة
- اووووص!! انا قلت لك اجلسي في البيت ، قلت ولا ما قلت!! كيف تطلعي وما تسمعي الكلام!!
سمعت صوت من زمان ما سمعته، ( جويرية تعالي خذي العيال لغرفهم) ماما نادتها عشان تشيلنا من الغرفة ما كانت تبغانا نكون موجودين وقت مناقشة الموضوع بس والله ما نطلع!!
حاولت جويرية انها تشيلنا من الغرفة بس كأننا ملصوقين في اماكنا ابدا ما نتزحزح!!
عمو مروان اعتقد طفش من الموضوع وطلب منها تطلع
- اطلعي يا جويرية.. خلصينا يا ام غلا.. ايش قرارك
- قراري؟
- راح تتنازلي ولا لا؟
- اتنازل عن ايش !! انا ما اتذكر شي انا ما اعرف انا مين!! اتنازل عن ايش ! تبغوا فلوس خذوا الفلوس ، بس خلوني في حالي اتركوني مع عيالي!!
- طيب وقعي هنا وراح نمشي، وقعي عند كل علامة حمرا
مسكت ماما الورق واخذت القلم، وجلست لحظات مترددة
فجأة اخذ عمو مروان القلم منها، واعطاها حبر عشان تبصم قال ايش ( ما نضمن ان توقيعك صحيح ولا لا... ابصمي احسن)
بصمت ماما على كل الورق وفي حضنها فارس وفراس، اخذ عمو مروان الورق واشر لجدة، على طول قامت ونادت جويرية وخرجوا من البيت.. تركونا مع ماما!!
طلعوا بدون ما يقولوا لنا شي، بدون ما يحاولوا حتى ياخذونا من ماما، قد كدا يهمهم الفلوس بس؟ ما توقعت ان ممكن يكون في بني ادم في العالم يهمه الفلوس اكثر من النفوس؟
بس ما اهتمينا، جلسنا مع ماما لأول مرة من 3 شهور
جلسنا معاها في حضنها ما اتحركنا ولا اتكلمنا ، اكتفينا بالجلوس في هدوء وبدون ولا حرف زي اللي نبغى نتذكر اللحظة هذه للابد
بعدها اتكلم فراس
- ماما
- عيوني .. قول حبيبي
- انتي كويسة؟ انا احبك لا تتركينا مرة تانية طيب
غرقت عيون ماما بالدموع، حسيت ان فراس سألها سؤال كانت تحتاج ان احد يسألها ، هي بدت تبكي وهو صار يبكي معاها، ويعتذر ويتأسف ويقول لها مو قصدي يا ماما لا تزعلي
يومها نمنا كلنا في غرفة ماما وفي سريرها
كان صعب على الاولاد انهم يفهموا موضوع فقدان الذاكرة، لكن ماما كانت تحاول انها تأيد كلامهم وتضحك معاهم، حبيبتي ماما..
جلسنا نتحكى عن كل شي واي شي نحاول اننا نساعدها تتذكر
تتذكر كيف كانت راح تولدني في السيارة، بس الحمد لله ولدتني في طوارىء المستشفى مع طبيبة طوارىء المناوبة
وكيف ان فارس وفراس اتولدوا في الشهر السابع قبل وقتهم وجلسوا في المستشفى شهرين الين قدرنا نطلعهم.. كيف كانت تروح كل يوم ترضعهم وتجلسم معاهم وترجع اخر اليوم
كيف لما امها وابوها اتوفوا في الحادث جدي الله يرحمه زوجها لبابا واختها خالة حليمة.. لعمو مروان، عيال عم ولازم يوقفوا مع بعض هذه كانت كلمة جدي الله يرحمه
اتوقع اننا حكيناها كل تاريخ العائلة.. ما عدا بابا.. حاولت اتفادى اني اتكلم عن بابا.. لان عارفة انه موضوع حساس وما ينفع اتكلم فيه، خصوصا اني ما اعرف بالضبط ايش صار هذاك اليوم.. يوم الحادث..
كانت ليلة من احلى الليالي اللي عدت علينا من فترة
لنا 3 شهور زي المشردين، كنت انا انام على دموعي واصحى على دموعي
وفارس وفراس كل ما يسألوني عن ماما وبابا ما اعرف اجاوب
دحين احس ان حمل كبير طاح من على كتفي ورجعت بنت .. ابنة!
نمنا هذاك اليوم في حضن ماما، مع كل الحب
حتى نسينا ناكل بس ما اهتمينا زي اللي شبعنا اول ما شفنا ماما
اليوم الثاني جات جويرية الصبح ومعاها فطور ومقاضي عبته في الثلاجة
سلمت على ماما وعلينا كلنا وقالت انها طالعة اجازة عشان تعالج امها
ما اهتميت كتير بصراحة، كل اللي كان يهمني انو خلاص ارتحنا من المشاكل وراح نعيش لوحدنا وبدون تدخلات، خلاص راح نرتاح
هي كانت 3 ايام بالضبط
قبل ما ترجع الحياة ضدنا!!
كنا جالسن نتغدا، ماما طبخت لنا الغدا وكنا متجمعين على السفرة
فارس يحكينا عن مبارة اليوم في المدرسة
وفراس كان يبغى يروح المكتبة عشان يشتري الوان لمشروع جديد
فجأة
دق الباب.. بقوة!
قمت وفتحته، ما شفت الا يد تسحبني لبرى!!!
وشخص ثاني يمسكني ويكتفني... من الفجعة ما عرفت مين اللي سحبني، بس ركزت شوية لقيت انه عمو مروان؟! دخل البيت ومسك فارس وفراس، وطلعهم
معايا، مسكونا و جرونا في الدرج ونحن نصرخ ونتصارع!!
ليه تاخذونا من ماما!!!
ليه تسحبونا وتجرونا زي الحيوانات!!
ما اخذتوا فلوسكم!!!
خلاص اتركونا!!!!
دخلونا في السيارة وقفلوا البيبان، لفيت على اخواني ولقيتهم بيبكوا وينتفضوا من الخوف.. حضنتهم وحاولت اني اهديهم، مع اني كنت خايفة اكثر منهم..
كان عمو مروان يتكلم مع واحد رجال وسلم عليه ومشي، ركب عمو مروان السيارة ومعاه السواق
- عمو... ايش في؟!
- ما في شي ..
- طيب ليه!! ليه تسحبنا كدا من البيت، ما نبغى نرجع عند جدة! نبغى نجلس مع ماما
- مو بكيفكم
- الا بكيفنا، مو اخذتوا الفلوس وقلتوا لماما نجلس معاها لو اعطتكم الفلوس!! ليه تسوي كدا ليه!!!
ما شفت الا كف جاني طاير من الكرسي الامامي!!
انا تضربني كف!!!
تمد يدك عليا يا عمو مروان!!
تضربني !!!
تضربني!!!
من الصدمة سكت ، وساد الصمت، حتى فارس وفراس من الصدمة بطلوا يبكوا لكن مسكوني بقوة زي اللي خافوا اني انا كمان ياخذوني منهم!
كان هذا اخر يوم اشوف فيه ماما...
اخر يوم احس فيه بالحب والحنان.. والامان...
نهاية الجزء السابع
|