لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-16, 08:00 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

مساؤكم /صباحكم فّل وياسمين وإجتهاد ^^
يمكن هي الظروف بتحكمنا كتير وبتوخد منا كتير ،
المشاغل لفوق راسي ومع هيك بحاول أكتب إشي منيح
يمكن يكون هالفصل صغير ولكني بعترف بكل ما أوتيت من قوة
إنو هالفصل أكتر الفصول اللي استننزفت مشاعري وأرهقتني بكل ما تعنيه الكلمة من إرهاق ،
وهاكم الفصل قراءة موفقة


.
.
.
الياسمينة الخامسة

يوماً ما ستسأم جراحك ..ستمل نحيبها الخفاق ...وستغفو على وجه الإشراق منادياً إياه بالإقتراب ، يوماً ما وعندما تتآكل من الأحزان ..سينبض في قلبك ذلك الفرح الدفين ..وستعلو حشاياك مظاهرات تنادي بالإستقلال عن حُكم الأشجان ، يوماً ما ستبتسم حتماً وإن كانت الاوجاع أكبر من أن تُمحى !
.
.
.

صمــت محدق في وجه الظلام ، وعينان ذاهلتان في الحقيقة ، ومعمعة في القلب تشتعل ، من أين جاء هذا ؟! ومن أي العصور أتى ؟! لماذا الآن ؟! وماذا يُريد ؟! وكيف وياللمصيبة ...كيف ستُحاكيه ..وهي لم تحاكي من الدُّنيا رجالاً سوى أبيها وغيث وبضع من محارمها وأساتذتها اللذين واجهت من الصعوبات ما لا يعلم به إلا الله لتجاوز حيائها النفاذ ،أستنشقت من الهواء أكبر قدر ممكن يملؤها طاقة تساعدها على إتمام جملها ..وترتيب ما ستقول ..يجب أن تقتل ترددها العفوي وكلامها الطفولي وإلا شعر بها ..وأستشعر غباءها ..وهي التي تكره أن يُقال عنها غبية ..أو يستشعر أحدهم بسذاجتها وخاصة إن كان الأحد..هو !
: وعليكم السلام ..ميـ ـن ؟! ..ديـ ـم فـ ـيها شي ؟!
أتمتها ذاهلة الأنفاس متقرحة جفون القلب ، عادت لإستنشاق زفراتها التي أطلقتها ظانة أنها لا تحتاجها ..لتعاود الإحتياج إليها مرة أخرى ....فور سماعها كلماته القليلة المهلكة لخلاياها العصبية ..كيف لا ؟! ومحادثتها لرجل غير محارمها تؤذيها وهي التي لم تعتد أن تعصي خالقها جهرة مع ذاتها .وخاصة أن من تكلمه "قمر" الذي بذكر إسمه تنبسط كل خلاياها ..وتنتفض نبضاتها الصادقة !
.
.
صوتها الطفولي لفته ، وتعلثمها الواضح أنتبه له ..أما عن خوفها الصادق على أخته فقد أحبّه ، تكلم بجمود يكاد يكون من طبعه الجاد : لو سمحتِ أخت رحيل ، ديم تعبانة شوي ومحتاجيتك جنبها وهيها في البيت ، بتقدري تيجي عندها ؟!
توسعت عيناها بدهشة من طلبه الغريب ، الساعة الخامسة مساءً لا أحد في المنزل سواها ، بالإضافة إلى عدم إستذانئها من غيث ، إستحالة الأمر تظهر للأعمى والبصير ولكنه يكابر .. يكابر ويُظهر البلاهة في تصرفه الأرعن وسؤاله المترف بالتهكم من أجل ديم ..ومالها ديم لا تكلمها ؟! أتكون تعبة حقاً ..ما بها ؟! ولماذا توسطت من خلال عبد الله ...اهه ..الخبيثة إنها تشّكل قوة ضاغطة عليها لتأتي ...تباً لها أتصل بها الأمور والرغبة في تلبية مصالحها في إحراجها ..ديم تغيرت لقد أصبحت أكثر خبثاً من بعد معرفتها لحقيقة مشاعرها نحو أخيها العزيز ..تباً لي ..ما كان عليّ أن أشعرها بنقص عقلي وبعاطفتي المراهقة ..إنها تستخدم مشاعري كأداة لتلبية إحتياجاتها .. وأخوها الأبله لا يكف عن تدليلها وهي التي أوجعته بنصلها اللامهتم ..نعم أبله ..أعترف بكل ما أوتيت من صراحة أنه أبله وساذج عندما يتعلق الأمر ب"ديم" ..لقد كشفت أسراره غباءً وهو الذي يخاف عليها من نسمة الهواء ..وخانت ثقته تكبراً وهو الذي ما زال يصون ميثاق الأخوة بينهما ..ترامت على عقلها الأفكار السلبية من كل حدب صوب ..وأمتلأت بها حتى أُغشيت عيناها عن النظر جيداً ..تكلمت بجمود سوداوي رافضة كل الأشياء ودمعتان أنفلتتا من عينيها الساهمتين
: لا ما بقدر ! الوقت متأخر وما حكيت لأخوي ..وما كان لازم تحكي معي حضرتك بتقدر ديم ترن عليّ وتحكيلي ..وأعذرنا ..السلام عليكم !
.
.
فرجة تكونت بين شفتيه ونظرة غير مصدقة إلى الأفق وجّهها ، أسقط يده المذلولة بجانبه والهاتف الوردي ما زالت تحتضنه كفه ، لقد أهانته وأهانت أخته الغبية معه ، ديم إلى متى سأبقى بسببك حشرة تهزأ منها كل الحياة ؟! إلى متى ستبقين تضعين أخاك المنسحق تحت أقدام رغباتك العصية على التنفيذ في قائمة المذلولين ؟! إلى متى ؟! وتلك البلهاء من تكن ؟! من تظن نفسها لتنظّر عليه ما كان يجب أن يفعله ..ولكنها محقة ما كان يجب أن يكّلمها ..بأي حق يهاتفها وخاصة أنها من الظاهر تبدو حيية ..لقد أعمت نور بصيرته دموع مدللته فكّونت غشاءً هلامياً لم يستطع من خلاله تقييم الأمور وتحكيمها بحق ..تنهد بهم ..هم حقيقي ..راكناً الهاتف على "التواليت" المعبئ بالمساحيق الأنثوية ..على سريرها جلس لامحاً نظراتها المتلهفة ..نطقها بأسى : ما بتقدر تيجي ! وأغمض عينيه منتظراً ما تمليه عليه الحياة بظلام!
..........................................................
تجلس أمامها بصمت حزين وتلك تدفن رأسها في وسادتها وصوت شهقاتها الدامعة يصخب في الغرفة ..مسكينة بلسم إنها تفّرغ كل قهرها من عمر الآن ..عمر الذي بات يعّنفها على أصغر كلمة .. ولا يطيق منها شيئا.. وها هي الآن تبكي حزنها المكبوت وقهرها العميق ..منذ ربع ساعة وهي تجلس أمامها تواسيها ببضع كلمات محبة وتلك لا تستجيب لها وصوت لهاث الحقد في قلبها يتزايد كلما سمعت صوت وتين المصطنع بنظرها ..تنهدت بقلة حيلة وهي تمسح على شعرها بحنان متدفق : حبيبتي بلسم لا تبكي يا عمري ..عمر ما قصدو .. هو بس مضغوط شوي بشغلو ..الله يعينو !
أختلقت من نفسها أنه مضغوط ..رغم أنه لم يكلمها أصلاً ولم يستجب لسؤالها الصادق المهتم ..ولكنها تريد أن تخفف عن بلسم ومع ذلك تريد أن تبقى صورة عمر الاخ الحاني تملأ مخيلتها ..وذاك يقف على جانب الباب ينظر إليهما بندم جارف ..ساحق لعمق قلبه الحاني ..ومفتتاً لشخصيته الطيبة ..أكملت رقتها وبلسم تزداد إشتعالاً ..إظهارها للطيبة يقتلها ..وكلماتها الحانية تُهلك خلاياها الملتهبة بنار القهر ..ولاسيما أنها تعلم انها صادقة ومجهوضة الحق .. : لك بلسم ..ما توقعتك لهالدرجة حساسة ..خلص يا حبيبتي ابتسمي ..بتجنني وإنت مبتسمة .. وبمداعبة خالصة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لبلسم :يووه يا الله شو نفسية !
رفعت رأسها عن الوسادة وعيناها الحمراوتين تزيدان الموقف نحيباً ..ما زال يقف على الجانب ينتظر تكملة المشهد المبتور ..ووتين تبتسم تظنها ستسجيب لها ..ليت المشهد لم يكتمل وليت وتين لم تُحسن الظن ..وليت القهر لم يُعمي !
أنفلتت من لسانها صرخات منقهرة دافعة بوتين بكلتا كفيها لتقع من على السرير مرتطمة بالأرضية الباردة ..تصرخ بكل قهرها ..ووتين تنظر إليها بذهول
: من وقت ما دخلتي على حياتنا ..وإحنا من مصيبة لمصيبة ..خربتيلنا أسرتنا ..وجهك نحس ..خالد مات ..أبوي وأمي مشاكل ..وعمر ما عاد عمر اللي بنعرفه ..خليتيه نفسية ما بينطاق ..لأ وبصرخ علينا ..خواتو اللي ما عمرو ما صرخ عليهن إلا بوجودك ..يا فال الشر !
" فأل الشر" "وجه النحس " كسرنا ترابط جزيئات الدمعات المنغلقة ..تجمعن في محجريها ونظراتها غير مصدقة ..ماذا تقول هذه ؟! بربكم بماذا تتفوه ؟! بأي أنواع السموم غطّست كلماتها لتكتسب كل هذه الفظاعة ؟! لا شك ان ما تقوله آتٍ من ظلماتي العشر وعصري اللامعلوم ؟! ..من أنا ؟! وكم مرة سمعت بأني فال شر ..ليست المرة الأولى حتماً ولكنني لا أذكر ..بلسم أليس من الواجب عليك ان تكوني بلسماً لجراحي التي لا أعلم سببها لتطيبها ...ألا يجب أن تخففوا عن مآستي التي لا اذكرها !؟ فلماذا تفعلين بفؤادي كل هذا الإنكسار ..ماذا أقترفت من سواءت لأجازي بكل هذه الفجيعة من الكلمات ..بيدها أخفت فمها وكأنها تسحب شهقاتها قصراً لتنكتم ولكن لا ..أنفلتت شهقة من عمقها ..هنالك حيث موطن كل جراح دفينة لا تعلم من أين أتت ..ودمعات أنسكبن ليحفرن وجهها الرقيق بسخونتهما النارية ...نسيت ألم جسدها الضئيل الساقط من السرير ..ونسيت دفعها لها ..وأنتبهت كل جوارحها لذلك الساقط من أعلى قمة مرتطماً بقوة في قلبها ..إنه شطر دمعات قلبها المنكسرة !
أجزاء من الثانية كان عمر يقف أمام بلسم التي ما تزال جاثية على السرير ..مشدوهاً بقسوة أخته التي لم يتخيلها بها يوماً وهي كالبلسم حقاً ..رفع يده بقوة ليسقطها على وجهها الرقيق ، ليصدر صوت ارتطامها دوياً هائلاً ..فزعت له كل خلايا المنزل ..تريد أن تقتل وتين بنصل كلماتها !!..ماذا فعلت لتقتلينها يا بلسم ..أنا المذنب ..أنا السيء ..أنا المغطى من أعلى رأسي إلى أخمص قدميّ بذنب تلك الصغيرة ..تريدين أن تفرغي نار قهرك مني فيها ..أخبرك ..وتين ممتلئة بالقهر والشرود والحزن ولكنها تكتم ..وتتجاوز كل أحزانها وأكدارها ..لأنها تريد أن تحيا ..اه ..فلماذا فعلت بها هذا ؟!..ولماذا تحقدين عليها ..إنها صغيرة ..صغيرة جداً ..لا تحتمل نار قهرك وحقدك ..جسدها الضئيل سينسحق تحت قهرك وحقدك الغريبين ..وتين ستذوي وتنصهر بذنوبٍ لم تقترفها ..وأنا بماذا سأبرر وضعاتي وحقارتي وسوء تصرفي ..يا الله تعلم من هو عمر ..وتعلم كم من الآهات يحمل في فؤاده الذي لم يحمل سوى الفرح والحياة ..عمر يا الله ينسحق إلى ذرات متناهية الصغر ...تتطاير كلما هبّت عليها ريح عاصف لضعفها وقلة حيلتها ..أنا ضعيف ومتزعزع أفقد ثباتي وقوتي ..لأجزاء من الثانية مرّت هذه الفجائع الثلاث ..فجيعته بأخته الحاقدة وفجيعته بتفوهها بسمومها ..وفجيعته بضربه لها ..أكبّت على فراشها من جديد على وسادتها التي كانت تحتضن دموعها لتكمل النزف ..وتلكم الوسادة تمتص أحزانها وتهدهد على أوجاعها ..ووتين ما زالت على الأرض واقعة تنظر إلى الأرض بشرود ودموعها تنسكب بلا إنتظام ..ماذا يفعل حيالها يا الله ؟!..جلس بجانبها لا يدري بماذا يواسيها ناظراً إلى جانب وجهها الحزين ..تكلم ببحة صهرتها الأوجاع ..منادياً إياها ويظن أن الخلاص أقبل ..ولكنه خلاص سيتبعه فقد وبداية حزن : وتـ ـين !
لم ترفع رأسها بينما أقبلت العائلة بأكملها إلى الغرفة بعد سماعهم الأصوات الغريبة المتشاحنة ، بيسان والأم وزيد الصغير والأب ، بقيت تنظر إلى الأرض بإنتكاسة فرح ..لقد إنتكست أفراحها الهزيلة ...أصلاً كانت متزعزعة الجانب ..فلماذا شيدت عليها آمالاً شاحبة..الذنب ذنبها والطامة تخصها والسذاجة منها ..رفعت رأسها عندما وضع عمر يده على كتفها يربت عليها مخففاً ما يعتمل في صدرها ..والعائلة كلها محدقة بالصمت تنظر هذا المشهد المليء بالحزن ..تشهد عرض هذه اللوحة المحملة بكل وجع ، الغرفة خالية من الصوت ..سوى صوت بكاء بلسم المسموع ، وعمر ينظر إلى وتين بأسى يقطر ندماً وأخيراً تكلمت برجفة ما زالت لم تنظر إلى احد ولكنها رفعت رأسها موجهة نظراتها إلى بلسم ، : ميـ ـن أنـ ـا ؟!
شهقت أم عمر بصدمة ، للتو عرفت ماذا حلّ بالغرفة ، بلسم الغبية أهلكت أخاها وزوجه المسكينة ، تهادت على الكرسي بذهول وبيسان واقفة فوقها تبكي بفجيعة الأم الفاقدة لطفلها وأما الأب فقد أتكأ على عكازه مغمضاً كلتا عينيه بندم وهو يعض على شفته بتلعثم ، حانت لحظة الحقيقة ...حانت اللحظة التي خشيها ..الفتاة ستفقد نفسها من الصدمة وستحقد عليهم كلهم واحداً تلو الآخر ..يا الله ماذا سيفعل عمر وكيف ستكون ردة فعله ، همهم ألفاً يبحث عن الأبجديات الهاربة ، يناجيها بالإقتراب علّها تخفف الوقع وقوته ..ولكنها لاذت بالفرار لا تلتفت إلى تلاحم أوجاعه وندمه القاتلين ، أطلق تنهيدة طويلة وهو يضع رأسه بين كفيه منكّساً رأسه الشامخ دائماً ، عندما لمحت ردة فعله زاد غضبها وقهرها المتوّلد هذه اللحظة ، حبّت لتجلس قبالته نظرت إليه بعينين دامعتين وصوتها المتحشرج لا يخرج إلا بالقوة والدموع في مقلتيها تتجمع كلما خرج منها حرفاً : عـ ـمر احـ ـكـ ـي مـ ـين أنـ ـا ؟! صـ ـح أنـ ـا أخـ ـتـ ـك ؟!
أكلمت بهلاك ميت أحال أبيض عينيها إلى أحمر قاتم متفرع الشرايين وهي ترفع رأسها إليهم وصورة مأساوية تجسّدت أمامها تصيّرها إلى فتات مبعثر كلما أشتدت عليه الرياح تناثر وكانت له في كل فج لمحة أو حتى طيف مغبّر ، ماذا سيحصل لها ؟! ومن هي ؟! وماذا ستكون غداً ، اليوم هي ابنتهم وغداً من تكون ! ..من تكون ؟! وهي التي تجهل ذاتها وتجهل كينونتها المبعثرة وشخصها المتفلت من براثن الحاضر ليذوي في تلابيب الوحدة والعدم ، العدم الذي يقتلها وينهك خلاياها العصبية ..يا إلهي تعلم كم أشعر بوجع يخترق قلبي ليوصم حدته في قاعه ويذره من بعده أشتاتاً تطفو بعضها فوق بعض ، يا إلهي إنني أجهل من أكون ..أجهل كل الشخوص والأيام والذكريات ..ولكنك الوحيد الذي لم أجهله وتعرفت عليه رغم فقدي لذاكرتي ..أنت الوحيد الذي شعرت بحاجتي إليه ..إنك الدليل ..ولا تحتاج إلى أدلة لأعرفك ، يا الله أغفو ليلاً على وسادتي المتهالكة أسد رقعاتها بدموعي البالية فأشعر بيدها الحانية تربت على كتفي وتشدني إليها أكثر لأبكي أكثر ..وأفرّغ كل آلامي وأكداري ، كيف سأحيا إن كنت أنا التي تعرفت عليها ليست بأنا الحقيقة ..كيف سأحيا ؟! ..تجمعت كل الدموع في عينيها والحروف تلاطمت في جبّ لسانها تصطدم بعضها ببعض لتنشر نحيباً مؤلماً يخترق كل القوانين ويسقط في أزقة القلب المنهكة !
وقفت بتهالك تقترب من أمها المزعومة تناجيها بالرفق ، جثت على ركبتيها بهلاك ميّت وهي ترفع عينيها إليها بترجي ..برجاء بائس تكاد أركانه تملأ الأرض فتاتاً نزقاً شديد الإلتصاق بالوجع : مـ ـا مـ ـا إنـ ـ ـت الوحـ ـيدة الصـ ـا دقـ ـة ، جـ ـاوبـ ـيني ميـ ـن أنـ ـا ؟!
والأم تغطي فمها بكفيها ودموعها تتساقط وهنالك في أعماقها وجع يسترحم كل أطرافها لتعطي هذه الصغيرة الذابلة ذات الأوجاع العشر ، حناناً منسكباً ورحمة هادرة !





[CENTER]إنتهى وإلى لقاء قريب !

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  
قديم 02-07-16, 12:33 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم ()
اليوم الياسمينة بإذن الله ..من يوم الأربعا خبرتكم
للأسف كنت حابة أكملها للنهاية لكني لم استطع .. من يوم الاربعا لليوم ما كان في وقت فراغ أفكر فيه
الدنيا رمضان القيام والتروايح العزايم والأشغال ولبس العيد بإختصار لحد يوم الاربعا اشغال
ولسه في كعك عيد ^^
المهم هاد الجزء الأول من الياسمينة
.
.
.
الياسمينة السادسة عشر
.
.
إن الحزن لمقصلة الأحلام ومرتع لكل فساد قلب ، إن الحزن لظالم مستبد يُجري هيمنته الحقيرة على القلوب الضعيفة التي ما تفتأ تتكآل كلما تفاعلت مع ذرات قسوته الغليظة ، لطالما كانت مليئة بالحلم ومفعمةً بالحياة وشديدة التلاحم بالتفاؤل ، التفاؤل الذي لم تكسب منه سوى الانكسار القاسي والانتكاسة الذليلة ، لطالما شيّدت آمالاً على كل أرض رمادية وهي التي لا تعلم أن البذرة تحتاج بيئة خصبة كي تنمو ، ليست أرض رمادية ما هي إلا مخلفات حرب ودموع ، وقفت بصدمة ودموعها تنحدر وذاك الواقف أمامها ..أباها المزعوم يصبّرها ويخفف عنها وطأة ما سيقوله ..يلقي بتعويذات الصبر الكبيرة ويمسح مسحة ملائكية على قلبها الذي يبدو أنه سيتوقف فيه النبض من هول ما ستسمع ..إنه يخفف عنها يا للسخرية ..بماذا يخفف عنها وهي التي أمتلأت بالشحوب ..يا رباه كن لقلبها معيناً.......
: وتين ..قال الله "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون " ..الله سبحانه إذا أحب عبد ببتليه وع مقدار محبته لإله بكون مقدار البلاء ..والظاهر إنو الله سبحانه وتعالى بحبك لإنك بنت طيبة ورقيقة وقريبة منو ..لذلك أبتلاك والإبتلاء ع المؤمن ليبين مقدار إيمانه ..ما كنت بدي إياك تعرفي الحقيقة إلا لما يحكيلي أبوك وسبحان الله كلمني أبوك قبل ما تتفوه بنتي الغبية بكلماتها القاسية بلحظات ..بنتي لا تجزعي وأصبري وقبل ما أحكيلك قصتك إجلسي !
بتوهان جلست غائبة الابتسامة التي لطالما شقت طريقها على وجهها جمالاً تزيده على تقاسيمها ، جلست بإستجابة حزينة وبلا أدنى شعور ..كل هذه المقدمة سيتلوها فجيعة أكبر مما يرسمه خيالها الذي وإن حاولت يبقى متفائلاً إنه يقص عليه مآربها التي آلت إليها تقف هنا وتبكي ..يقص عليها قصتها التي تجهلها ..يا للسوء إنه يكلمها عن نفسها التي تجهلها عن ملامح فقدها الثلاث حرب فلجوء فموت ...إنه يحكي لها حكاية حزنها وإضمرار فرحتها الكاذبة ..إنه يخبرها بخبرها الذي تجهل ..كيف يحصل هذا ؟! لا تعلم ..يا الله أيدها بصبرٍ لينهض قلبها ..
: بتمنى يا بنتي من كل قلبي إنك تسامحينا كلنا ..أنا وأبوك وعمر ..بعرف إنو الخطأ اللي اقترفناه بحقك كبييير ..أكبر من أنو يغتفر ..وبرضو بعرف إنو قلبك كبيير وروحك طيبة ..وتين اسمعيني ولا تبكي ..اسمعيني وخليكي صابرة مبتسمة كما عهدتك خلال هالشهرين ..ويشهد ربي إنك دخلتي قلبي كبناتي أو أكتر ..وتين إمك _ الله يرحمهها _ سورية الأصل والمنشأ وأبوك سعودي ..كانت الأقدار أنهم يتزوجوا لينجبوك وينجبو أختك رنيم _ الله يرحمهها_ ..استشهدت أختك بسوريا ..ولجئتي إنت وأمك ..لتموت أمك من بعدها وانت ما تحملت الصدمة فكنت كثييير حزينة وتايهة ..ودعسك عمر بالخطأ لتفقدي إنت الذاكرة أبوك اللي وقع في مصيبة إما إمو اللي هي جدتك تغضب عليه أو أن يكون مقصر في حق بنته فلجأ لطريقة واحدة وتكلم مع ابني عمر ..إنو تكون كل تكاليف العلاج عليه بالمقابل يتزوجك ويتكفل في حمايتك لحد ما يرجع ..سبحان الله وكأن الله سخّر الأقدار كلها لهل اللحظات ابني خالد توفى بالقلب قبل ما تيجي وصرتي إنت مرة عمر ..لتعيشي في البيت وكأنك من أهله ما في تكلف ..أبوك قبل شوي كلّمني إنو جدتك وأخيراً وافقت تروحي لأبوكِ في السعودية ..أنا آسففف من كل قلبي على الحزن اللي سببتلك إياك أنا وإبني ..أنا مش قادر أقلك إني ندمان ع التصرف اللي بدر منا وبنفس الوقت حاسس بكمية الصدمة اللي هسا بتملي قلبك ..يا بنتي إبكي إبكي وطلعي هالحزن اللي مخبى بقلبك الرقيق ....
كيف لنا أن نرتجم أحزاننا كلمات نخطها على صفحة بيضاء ..كيف لنا أن نلوّث نقاءها بكمية الرمادية التي تحتوى قلوبنا الثكلى ...إن ما يُكتب لا يترجم شطراً من الكمد الذي يعتلي قلب حزين يفارق وطنه الذي له في كل زاوية رواية ..رواية خطها بسنواته التي عاشها ..رواية تحمل في جعبتها أحلام شتى وطموح علية ..إن ما يكتب لا يترجم نصفاً من صعوبة الغصة الواقعة بين الحنجرة والفم ..لا هي تخرج من الفم فتجرح وتريح ولا هي قد رضيت بالغياب أسفل الفم ، كيف ستقف من جديد وأحزانها جرحتها وأقعدتها عن الفرح ، كانت في كل مرة يسامرها اليأس تنهض من جديد مصبرةً نفسها بالفرج أما الآن وهي تفقد ذاتها من جديد وتتجرع الفقد بفجيعته مرة أخرى فلا تدري كيف تفرح !!
عمر ، كيف أطاعك قلبك الرقيق على تجريحي هكذا كيف لمعت في خاطرك تلكم الومضة الحقيرة ..الومضة الخافتة لماذا أهموني بأنكَ أخي وأنتَ لست لي سوى شاب غريب وزوج مزعوم ، كيف قربوا قلبي منك هكذا وأنا أشعر بوجودك لذة الأخوة وجمال الأرواح ، لماذا قتلتم حلمي وتبرأتم مني بعد أن نكلتم بي حزناً ومثلتم بجثتي الرمادية وانتم تضحكون غير مدركين لوجعي ،لقد تعبت يا أخي أو يا زوجي أو حتى يا عمر ، تعبت وأحس بأنني سأفارق الدنا ولم أترك من بعدي فرحاً أو أثراً كما تمنيت بل سأترك من بعدي لمعة حزن لن تخبو صدقني لن تخبو وجراح عميقة لن تركم ..لأنها أعمق من كل تصبيرات الحياة المغلفة بالكلام فقط ..الكلام السهل !
أنهارت على الأرض تبكي تضع كلتا كفيها على رأسها المثقل بالأفكار ..العيون الزرقاء وصوت فارس عباد ورائحة الياسمين .ضحكة أمها وشعر وكتابات أختها الحالمة ..رائحة حضن أمها المفعم بالياسمين كما حيهم ..أحلامها المتفائلة وضحكاتها الطموحة كلها تعترك في معمعة كبيرة داخل رأسها الصغير ، يا الله لفحني بالصبر لأقوم إعوجاج قلبي الحزين .. صرخت بوجع وهي تنظر إليهم بهوان : إنـ ـتوا ما بتـ ـخافوا الله ..أنـ ـا مو فاهمة شي ..مو متزكرة إلا لمحات ..رأسي بوجعني ..وحاسة إني رح موووت ..اه ياااااا ربي
أقتربت منها ام عمر بندم ..ندم قاتل تبكي الصغيرة التي تذبل أمامهم وجعاً ..جثت على ركبتيها بجانبها فتشدها إلى صدرها علها بذلك تذيب أوجاعها لم تسطتع كبح جماح حُزنها كل أشجانها تراءت لها كوحش يشد على جيدها يبغي الفتك بها ..أظلمت الدنيا في عينيها شهقت وكأنها شهقتها الأخيرة ثم رجعت إلى الوارء مرتطمة بالأرض ... مغشياً عليها !
شهقت بفجيعة أم عمر تنظر إلى وتين بشجن وندم عميقين لتهمس أخيراً : الله يلطف !
................................................

يَتبع وإلى لقاءٍ آخر

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  
قديم 02-08-16, 10:06 AM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
القلب الجريء



البيانات
التسجيل: Oct 2011
العضوية: 230810
المشاركات: 1,937
الجنس أنثى
معدل التقييم: ~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم~FANANAH~ عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2391

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
~FANANAH~ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

يُغلق الموضوع لحين عودة الكاتبة ..

 
 

 

عرض البوم صور ~FANANAH~  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الياسمين, بقلمي, دموع
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:19 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية