لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > الروايات المغلقة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الروايات المغلقة الروايات المغلقة


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-01-16, 11:01 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

.
.
.
همسة تفاؤل
شكرا لمرورك واطرائك ونصائحك
أنتظرك بشغف ^^

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  
قديم 01-02-16, 08:57 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

.
.
.
ما بعد الدموع
فرح وحبور ..فرج وتبسم..ومسحة من التفاؤل ..

وياسمينة مزهرة

لقاؤنا باذن الله يوم الخميس مع الياسمينة الاولى ^^

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  
قديم 04-02-16, 07:20 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
.
الياسمينة الأولى

حينما أزهرت جنائن الياسمين في صدري يا أمي ..لمحت في الحياة ما لم يبدَ لي سابقاً..وتبسمت في وجهي حقول البرتقال وسنابل القمح وأشجار التين والزيتون ..وتبسمت أنا ..ووجدتني بعد أن رأيتني في مرآتي جميلة ..جميلة كما لم أكن من قبل ...جميلة ..وابتسامة رقيقة تنشط تقاسيمي وتشد تجاعيد البؤس من عليها ..وتصيرني من جديد..أنثى تضج بكل حياة ..لم يتطلب الأمر مني كثيراً ..فقط ثقة خالصة بالغة النقاء أرسلتها الى خالقي في السماء ..وتوكل صادق شددت به أزري وربطت به على قلبي ..
.
.
.
مستلقية على سريرها بشرود ..وحالة من اللاوعي تغشاها ..صداع قوي يقسم رأسها كثيراً ..ولا تذكر لما مضى ..وحزن عجيب يعتلي قلبها كلما حاولت تذكر ما فات..ولكن كل ذلك يهون وينجلي ما دامت تعيش بكنف عائلة شديدة الترابط ..أوصارها متجذرة في رحاب الحب..ودعائمها من نهر التآلف تنهل ...تحب أمها وأباها كثيراً..وان كانت تشعر اتجاههما بلا راحة غريبة..يمكن لانها لا تتذكر ما فات وهذا وارد..
وقفت على باب الغرفة وهي تقطع صوت ندائها للجالسة بالداخل بعد ان لمحتها شاردة ..تذكرت وصايا أخيها الألف " لا تخلوها تسرح..لا تخلوها قاعدة لحالها..ضلكن معها..ما تخلنها تحس انها غريبة ..عاملنها كأنها أختكن" ابتسمت لذكراه وهي تدلف الى الداخل..قائلة بمرح وهي تتجه نحوها
: وتونة الحلوة ..شو بتسوي ؟!
انتبهت من شرودها لتجلس على سريرها كحركة عادية قائلة ببساطة وابتسامة خجولة تزين محياها
: بلسم حبيبتي ..
جلست أمامها وهي تبتسم لحيائها قائلة بحب عميق
: عيون بلسم !!
تكلمت بخجل وهي تفرك يديها
: اممممم بدي كم شغلة من السوق ومستحية أحكي لبابا يعطيني مصاري
ضحكت بمرح
: يا ربي هالبنت شو هبلة ..نفسي آخد من خجلك شوي
ابتسمت برقة ..لتعاود الكلام
: بلسم انت بتعرفي اني لسا ماني ماخدة عليكن ...فقدي لذاكرتي نساني اياكن ..ما تزعلي مني يا اختي
ضمتها بدفء ..وحزن يعتلي فؤادها اتجاه "وتين" ..يا الله تعيش هذه الفتاة في معمعة بالغة التوهان والضجيج..لا تعلم ما تخبأ الأقدار لها من مفاجآت ..ولكنها تعلم ومتؤكدة ..أن ايمان هذه اللطيفة وثباتها عميقين ..يا رب خفف عن قلبها ما يلاقي
تكلمت بحنية
: ولو يا حبوبتي..مو مشكلة ..ابتعدت عنها لتكمل وهي تقف وتمسكها بيدها لتجرها الى الخارج
: امممم يلا تعي نحكي لبابا ..منشان نطلع ع السوق قبل ما تيجي رهف وبيسان
ابتسمت لذكراهن ..اخواتها المتزوجات وأبناؤهن أجمل ما يزين الحياة ..وخاصة "أنس " الصغير صاحب العينين الزرقاوتين..واللتان يلقيان بها في ذكرى ضبابية ..وشرود عميق ..لا ينتشلها من براثنه سوى أصواتهم المنادية وضجيج كلماتهم
تكلمت بفرح وهي تقف لتجبر بلسم على الوقوف في صالة الجلوس
: ياااي ..خلص ما بدي انزل ع السوق
قرصتها على خدها قائلة بقهر
: ولك بلا هبل بدنا نضلنا نستناهن ..خلينا نروح وبتشوفيهن بس نروح ..مش طايرات .. واخيراً صحتلي طلعة بمعيتك
أنهت كلماتها مع دخول "عمر" ..ابتسمت لرؤيته ..لتتجه نحوه ممسكة ب"وتين" قائلة بدلع خبيث متحججة بالهادئة
: عمووورة وتين بدها كم شغلة من السوق
ابتلعت كم من الهواء وهي توجه نظراتها اليه ببرائة طفل ينتظر بالحكم عليه من قبل والدته بعد أن كسر تحفة نفيسة ..وشعور متوقد من القهر في داخلها اتجاه بلسم تريد أن تفتتها بأسنانها ..وضعتها في موقف محرج
وجه نظراته اليها مبتسماً بصمت ليتكلم بهدوء
: ما الها لسان تحكي..وبعدين ما في سلام ويعطيك العافية يا أخي ..على طول طلبات ست بلسم
تأفأفت تاركة يد وتين ..لتبتعد عنهما بقهر ..
شعور من الحرج أجتاح قلبها ..لم تعتاد على أخيها بعد..لأنه شاب وجوده يربكها ..ويشعرها بالخجل ..وخاصة معاملته الرسمية ..ولقاؤته الشحيحة بها..تباً لك يا بلسم ألقيتني هنا أتجرع ثمار ندمي بتفوهي أمامك باختلاجاتي..مشاكستك تخجلني ..يا مشاغبة
تكلمت بحرج
: اسفة يا أخي..هي بلسم والله..حتى أنا كنت بدي ألغي الطلعة منشان رهف وبيسان جايات بس هية أصرت ..
تنهد بحرقة ..وقلبه يتآكل من الحزن ..ابتسم برقة مخفياً كل شيء
: مش مشكلة ...اللي بدك اياه بصير ..
اتجهت نحو بلسم لتقف جانبها
: خلص منأجلها ليوم تاني ..اليوم بدي أقضيه مع خواتي
صرخت بقهر طفولي وهي تقرص وتين على ذراعها المغطية بكنزة صوفية وردية ، دمعت عيناها من الوجع وهي تخفي صرختها المتوجعة..لا تعلم لماذا فعلت هكذا ..ألأنها لا تريد احراج بلسم وتوبيخ عمر لها ؟!..أم أنها أعتادت الوجع ؟!
لم تخف عن ناظريه لمعان عينيها وتجمع الدموع في مقلتيها..وكبتها لوجعها..وبلعها لنصله الحاد ..صك أسنانه بقهر مبتعداً عنهما ..متوجهاً الى غرفته..أغلق الباب بقوة وهو يلقي بحقيبته وبنفسه على سريره ..يريد أن يصرخ من قمة جبل في ليل حالك..يصرخ بملء فيه لمااااااااااذا؟! ويغيب استفهامه في عتمة الليل وبرودته فيندثر!!
استغربتا عصبيته اللا مبررة ..نظرتا الى بعضهما باستفهام بريء ..لينفجرا ضاحكتا ..وصله صوت ضحكاتهما..انفرجت أساريره ..جل ما يتمناه أن تبقى تلك بخير ريثما يعود أبوها ..

......................................................
مسحت دمعاتها بالغة الحزن ..بعد أن تجرعت صده للمرة الألف ..عيناها صارتا حمرواتين وجمر من لظى يشتعل فيهن من الحزن والندم..لا معنى لكل الحياة من دون رضاه ..نادمة أشد الندم عما أقترفت يداها ..لم لا يعفو عنها ؟!..تعبت من اكفهرار ملامحه التي أعتادت الرفق واللين فيها ..لا تلوموها أعتادته أباها الحاني وأعتادت نفسها معه طفلة مدللة تلقي بحمال روحها على صدره من دون أن تكترث ..خرج بعد شهرين مع كفالة مالية باهظة ..وها هو اليوم لا ينظر في وجهها ..وكلما لمحها تدخل الى مكان هو فيه تسّود ملامحه فهو كظيم !!
أغلقت باب غرفته بهدوء وهي تسحب نفساً تستجدي فيه استعادة أملها الغائب وتفاؤلها الأرعن ..توجهت الى المطبخ تبغى طعاماً تصنعه لنفسها ولذاك "الزعلان" ..أحتارت ماذا تطبخ وماذا تحضر ؟! ..فتحت الثلاجة باحثة بعينيها عن شيء ملهم يقودها الى وجبة الغداء ..وقعت عيناها على كيس أبيض مكتوب عليه اسم صيدلية ..استغربت حملته لتضعه على الطاولة وهي تفتحته ..مسكت الأدوية التي لا تفقه في علمها شيئاً سوى المنشور المرفق معهن..قرأت باستغراب ..تجمعت الدمعات في عينيها ..ألقت به لتركض نحوه وهي تبكي ..تاركة خلفها الكيس والأدوية والثلاجة بما فيها ..فتحت الباب بلا استئذان ..التفت اليها والنظارة الطبية الخاصة بالقراءة ما زال يلبسها ..تأملها بذهول وهو يلمح دمعاتها ...للتو خرجت من عنده باكية من صده ..فلماذا عادت ؟!..برود غريب اجتاحه وهو يعاود الالتفات الى كتابه الذي بين يديه بلا اهتمام..أنتظرته يسألها عن سبب دموعها .. سابقاً كان يجن اذا لمح دمعاتها ولمعان عينيها ..واليوم لو هلكت أمامه ما أهتم
صرخت بقهر ..قهر قوي عميق يخلع قلبها وهي تدك الأرض بقدمها احتجاجاً على بروده
: عبووووووود خلص ..ما بكفي وجعتلي قلبي كتير ..خلص حرام عليك ..ألتقطت أنفاسها شاهقة ودموعها تخط مجراها على وجهها لتكمل
: ايش هي الادوية اللي في التلاجة ..معك قرحة بمعدتك ..وما حكتلي ..بدك تتركني وتروح ..ما شبعت زعل ..
أقتربت منه مستجدية الرضا ..وقف مقابلها ببرود تاركاً كتابه على السرير .. تكلم ببرود
: خلصتي صراخ !!؟
على حافة الجنون وقفت ..أو حتى جنت ..تكلمت ببحة
: عبود بالله عليكي بكفي ..عاقبتني كتيير
أضعفته دموعها ..هذه صغيرته ..حبيبته ..ابنته وفلذة روحه...لا يهون على قلبه دمعاتها ..ولكنها جرحته بخذلانها له ..وان كانت غير متعمدة ..تجهم وجهه مبعداً عينيه عن النظر الى صفحة وجهها الفاتن ..تكلم بعتاب قاسٍ
: ديم انا زعلان منك كثييييير وصعب امسح الزعل من قلبي ..ما تفكري انو بدموعك وصراخك رح أحن ..عبد الله القديم رااح وانت خسرتيه وبايديكي...تذكري حذرتك من انك تخسريني بس انت ما بتفهمي
أبتلعت كلماته الحادة وغصة ذات نصل حاد تجرح حلقها فتدميه ..ماذا فعلت ..خسرت قلبه وحنيته ..لم تعهده قاسياً الى هذه الدرجة تكلمت بقهر طفولي وهي تتجه خارجاً
: ماشي ضلك زعلان..وأكل مش عامليتلك ..روح دورلك على اخت تانية ..ودير بالك لو تموت ما تحكيلي ...ماشي ؟!
تأملته مطولاً ..متمنية أن يتكلم أو أن يلتفت اليها ولكنه خذلها ..أغلقت الباب بهدوء وهي تشهق باكية ..
جلس على سريره وهو يفرك عيناه لا يريد أن يضعف ..يجب أن يلقنها درساً هذه المتمردة ..تنهد بهم وهو يستلقي على ظهره ابتسم بحنية وهو يتذكر طفولتها التي لا تتركها ..ملازمة لها حتى في انكسارها ..اه منك يا حبيبة أخيك وعينيه !
...............................
خرجت من المحاضرة وهي تلتقط أنفاسها ..محاضرة ساذجة ومقرفة ..لولا أن الدكتور يسجل الغياب لما حضرتها ..حوقلت بهدوء وهي تخرج هاتفها من حقيبتها ..ابتسمت بصدق وهي ترن عليه ..علاقتهما تحسنت كثيراً وأصبحا أقرب من بعضهم البعض ..تجد فيه حنية أبيها وخلقه ..وتكافل الأخ وتعاطف..واهتمام الأخت ورقتها ..غدى لقلبها كل شيء ..
: هلا غيوث ..كيفك؟! ..دايماً يا رب ..تمام الحمد لله ...ههههههه ولك لا ...طيب طيب..ايمتى رايحين ...بلشنا فيرست ..اه اه ..ماشي ..بأمان الله ..وعليكم السلام
أبعدت الهاتف عن خدها وما كادت تضعه في الحقيبة الا ودق معلناً عن وصول مكالمة أخرى ..ابتسمت بحب ..هذه ديم ..أضحت رفيقة مقربة لروحها ..فتاة رقيقة بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ ..تشعر أنها تشابهها في الحزن والفقد..يكفيها أنها أخت قمر ..ذو الحروف الثلاث التي تلقي بقلبها في وادٍ سحيق لا تدرك عمقه ..بعد أن تشعر برغبة عارمة في اقتحامه أكثر ..لن تقل أنها أحبته ..لأن مشاعرها نحوه غريبة لا تدرك ماهيتها
تكلمت برقة : هلا بحلوتنا ديم
ابتسمت لكلماتها وهي تمسح دمعاتها ..باتت هذه الرحيل لقبلها ضمادة تبرأ جراحه الملتهبة..أضحتا أختين ..ردت بهمس مبحوح وآثار البكاء ظاهرة في نبرتها
: هلا حبوبتي ..كيفك؟!
جلست على مقعد خشبي في حديقة بعد أن خرجت من كلية العلوم ..واضعة حقيبتها البنية ودفتر محاضراتها بجانبها ..بهمس قلق
: ايش مالك ؟!..كاينة تعيطي؟!
ابتسمت لاهتمامها وهي تستلقي على سريرها ..ألهذه الدرجة نبرتها تظهر فيها آثار البكاء ..ماذا فعلت بقلبي يا أخي ؟!..وءدته في رمل صدك عني ..يا الله أمدني بالصبر
: ولا اشي ..
: ديومة ..احكي مالك؟!..لساتو قمر زعلان منك
ابتسمت لنطقها باسمه " قمر" رغم انها تعلم اسمه الحقيقي الا أنها تصر على مناداته باسمه هذا ..تدرك كم تكن له مشاعر ..وتجدها في كلماتها المهتمة عنه ..واهتمامها البالغ في كتاباته ..حتى أنها تجمع خواطره منذ أن بدأت في مطالعة حرفه في صندوق مخملي تحدثت ذات مرة عنه ..لليوم لا تعلم لم أختار عبد الله قمر لقباً له ..لكنها تعلم ومتأكدة من أنه ينظر الى القمر من زاوية خاصة ..زاوية لا يرتادها سوى الكتاب ..زفرت بحنق
: اه زعلان ..لأ وكمان معاه قرحة بالمعدة ..ومش مهتم
شهقت بحزن ..ألتمعت عيناها ..ثم ردت تنفسها المضطرب الى طبيعته ..وأتقنت الثبات لتتكلم
: اطلعي ديوم انتي اللي عملتيه مش هين ..خنتي ثقتو فيك بنزوة الشيطان وشاركتي في اعتقاله من دون ما تعرفي لما خليتي اللي ميتسماش يطلع ع اشياء أمنية ..لازم تصبري ليرجعلك أخوك ..انتي خسرتيه بهبلك ..بس بتقدري ترجعيه ..اهتمي فيه هالفترة ..القرحة سببها الرئيسي النفسية السيئة
ابتسمت من بين دموعها ..كل ما تقوله رحيل صحيح ..وتدركه ..ولكنها تعبت ..ببوح
: بس تعبت يا رحيل
: لأ لأ مش لازم تتعبي ..مشانك ومشان أخوك..كل يوم الصبح تنفسي بعمق واحكي اليوم ان شاء الله أحسن..وكل كلمة ومحاولة لرضاه رح تتسجل في رصيد حبو لالك..واكيد قريباً رح يرضى ..لانك أخته بنته ولأنو طيب..كوني واثقة من ذلك ..ماشي حبوبتي
ابتسمت لكلماتها ..هذه الرقيقة بسلم لقلبها المحزون ..شكرتها بحب وودعتا بعضهما البعض خلف باب الغرفة كان يستمع لبوحها ..كان قادماً ليتكلم معها في موضوع تخرجها القادم هذا الفصل ..ولكنه استغرب أحرفها..أخته ويعرفها ..كتومة لا تثق بأحد سواه ..يحفظ تفاصيلها ..من هذه الفتاة التي أصبحت تثق بها هكذا ؟ ..من هذه التي تخفف عنها حزنها ...من هذه رحيل ؟! ..شعر بالغيرة ..غيرة غريبة ..هذه الفتاة تسرق أخته منه ..كانت تبوح له سابقاً بكل اختلاجاتها ..واليوم أضحى غصة في خاطرها ..تبوح بها للغير ..كاد أن يضعف ويذهب ليقبل اعتذارها منه ..ولكن صوت عقله طغى عليه ..تحركت قدماه ليترك المكان لولا أنها فتحت باب الغرفة لتقف امامه مستغربة ..عيناها المترومتين جراء بكاء متواصل تنظران اليه بذهول ..حركت شفتيها الجافتين لتتكلم لولا أنه أبتعد عنها بقهر صاكاً على أسنانه بحنق ..لا تخرج ولا شيء ..لن يتحدث معها بشيء ..فلتذهب الى تلك ولتحدثها ..يبدو أنها بدأت في التخلي عنه ..لم تعد تحتاجه ..حركت رأسها بدلالة طولة البال لتتجه الى دورة المياه ...مستغفرة ربها ومستغربة منه ..السجن غيره عليها ..يارب رد لي أخي الذي أحب
.....................
انتهى لقاؤنا قريب باذن الله أحبتي

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  
قديم 08-02-16, 06:42 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

.
.
.
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته (())
مسآؤكم/صباحكم فل وياسمين وجووري والكثير الكثير الأوركيد ^^


خلينا نحكي شوي قبل ما تقرأوا الياسمينة.. ..أنا فتاة أول سبب دفعني للكتابة هو تطوير نفسي ..ورفع همتي ..وهادا الأمر للأسف ما عم يتحقق بقلة الردود ..وقلة الانتقادات الهادفة ..وقلة التفاعل والحماس ..أنا عم أطلب رجاء ً أي متابع خلف الكواليس يظهر لو برد بسيط يرفع همتي ..ما بتعرفوا قديش كلمة بسيطة ممكن تعمل في جوفي وتطلع مني ابداع ..خدوها يا جماعة من جانب ديني الكلمة الطيبة صدقة ..وتأكدوا انو بمشيئة الله لن أترك الرواية حتى ان لم تتحقق الردود وتبسطني ..لكن ما بوعدكم انها ما تكون هالرواية تجربتي الاخيرة في عالم النت..ان شاء الله ما تزعلوا مني بس لازم تكون العلاقة بيننا شفافة مشان ما نخلق حواجز تبعدني عنكم وانا التي أبغى قربكم ..ان شاء الله ما أكون أزعجتكم ..وتفضلوا الياسمينة ان شاء الله تعجبكم

.
.
.
الياسمينة الثانية

نمسك أمانينا بكلتا يدينا ..نتشبث بها بكل ما أوتينا من قوة ..نقربها من أفئدتنا لنحميها من بطش هذا العالم ..ورغم كل هذا تتفلت منا كطير يرغب بالحرية ..نحاول ارجاعها ولكنها تأبى وتأبى ..فقفص أفئدتنا لا يتسع الى حجمها الكبير ..تناغمها لا يليق بوجه بائس ..ومداركها الواسعة لا يعلمها فكر ضيق ..آفاقك لا بد ان تتسع لتكون ملاذاً جيداّ لأمانينك .يجب أن تتغير والا فلتتركها تطير الى روح أشد بياضاً وأكثر عملاً ..روح لا تعترف بالكسل واليأس..روح تنظر الى الجانب المشرق دائماً ..روح مثالية تماماً..
زم شفتيه وهو ينظر الى مداد حبره على صفحته البيضاء ..رفع نظارته الطبية على شعره الأشقر الناعم ..وهو يقيم كلماته ..يبدو أنها مثالية كثيراً ..وقاسية لا واقع بائس تعترف به ..ولا أكدار متعبة تراها في الحياة ..أحرفه منافقة وجداً ..الأماني تصل اليها بمدى صدقك في تحقيقها ..وبمدى صبرك على همك ..أمانيك ان كانت صادقة فستحققها في غمرة حزنك ..ستتآلف معك هي ..كور الورقة ملقياً بها في سلة القمامة الواقعة تحت الطاولة الخشبية ..زفر وهو يخلل كلتا يديه في شعره متكئاً على طاولته ..كان يظن أنه سيبعد عن عمله بعد خروجه السجن ..ولكن الصحيفة كانت لا تزال تحفظ له مكانه في الكتابة ..انه لطف من الله وفضل منه ..لو فقد عمله لتردت حاله وأخته ..الشيء الوحيد الجيد ..هو هذا البيت الواسع المملك له ولأخته ..أخته ..اهٍ منها ..كيف خانها لسانها وتكلمت عن قصائده التي كان يطرحها في أمسيات شعرية ممنوعة أمنياً ..كيف خانها ذاك اللسان الذي يجب أن يقلمه ويقلل طوله ؟..وذاك الضابط أحمد ..لم لا يزال يضمر له شراً وكرهاً ؟!..لم يكن ذنبه خيانة زوجه له وتواصلها معه..ردعها كثيراً ولم يجبها أصلاً الا مرة واحدة كان يريد فيها تأديبها محافظاً على ميثاق الصداقة بينهما الذي أمتد 6 سنوات مليئة بالحب والأخوة ..كشفهما يومها ..أو ليقل كشفها هي ..لأنه لم يقترف ذنباً يستخفي به عن الناس ..كرهه من يومها ..توعده كثيراً بالضنك الذي سيصيبه ..الذنب الاول والأخير عليه وعلى زوجه..هو لم يثق به ..ألم يعلم أنه مسلم شرقي يخاف الله ويغار على حرماته ؟!..ألم يحفظ شخصيته وخوفه من الله خلال السنوات الست ؟!..أستفاق من أفكاره على صوت ارتطام نظارته على الطاولة بعد أن تشبثت كثيراً في رأسه ولكنها لم تقاوم لتنزلق في النهاية ..تزامن وقوعها بدخول ديم الغرفة ...وقفت خلفه وهي تتثاوب قائلة : عبود هي فطورك جاهز قبل ما تطلع ع الدوام ..
أومأ برأسه من دون أن يلتفت لها أو حتى يلفظ كلمة الشكر..تعودت على هذا لم تهتم ..تريد أن تبتسم من دون ان يضنك عليها شيء ..عادت الى غرفتها وقفت أمام خزانتها وهي تبحث عن الجلباب المناسب ..أخرجت أخيراً جلباباً بنياً جوخ يحميها من صقيع فبراير المستمر وشال بيج مقلم بألوان متداخلة ..كادت أن تبدأ ارتداؤها لتتجه للجامعة ..لولا وصولها صوت طرقه الباب ..استغربت ما به كل شيء جاهز "جبنة بيضاء مقلية " وزيت وزعتر ومربى وجبنة وابريق شاي ..ماذا ينقصه ؟!..فتحت الباب باستغراب وقبل أن تتكلم وصلها صوته البارد الذي يخفي اهتماماً بالغاً : ما بدك تفطري؟!..تبسمت بحق ..شعرت انها نابعة من أعماقها ..اهتمامه العتيق تشتاقه وها هي تلمح القليل منه ..ردت وهي ما زالت تبتسم وعيناها تلتمعان : لا طبعاً بدي افطر ..بس البس مشان ما اتأخر ...استغرب ابتسامتها والتماع عينيها ألم تعد تحتاجه ؟! ..أوجدت من تبوح له من بعده ؟!..أماذا؟! ..يبدو أن كل ظنونة ما هي الا خزعبلات اخترعها عقله الذي مرض من كثرة ما ألم به من أفكار ..كاد أن يبتسم ..ولكنه تدارك الأمر وتجمدت ملامحه كما كانت ألتفت متوجها الى غرفة الجلوس من دون أن يرد ..أما عنها فقد أغلقت الباب وتوجهت الى ملابسها التي حضرتها ..بالرغم من أن الفجر له روحانية وطمأنينة خاصة ..الا انها لا تستطيع مراضاته في هذه الاوقات التي تلين القلوب وتوسع الآفاق ..لا بأس ما دام قد اهتم بها اليوم فها هو ينسلخ عن تطبعه الذي خلقته يداها ..لا بأس سيعود لها أخاً ورفيقاً وأباً ..سيعود لها كل شيء ..تدرك أن ما قامت به سيء للغاية وانها كانت مندفعة ..ولكنها تستغرب كل هذا ..كيف اندفعت وتكلمت عن قصائد وامسيات شعرية ممنوعة ..لم خانها لسانها هكذا مع أنها ربته وكانت تقوده كما تريد ؟! .. رب كلمة يتفوه بها الانسان لا يلقي لها بالاً تهوي في النار سبعين خريفاً ..يا الله ما أشد قوتها هذه العضلة البسيطة ..انها تقودك لجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت وما خطر على قلب بشر ..أو ترمي بك في نار تشوي جلدك وتسحقه ..تمتمت بأذكار الصباح وهي تقف أمام المرآة تضبط الشالة وهي تثبتها بالدبابيس ..مسكت قلم الكحل وهي ترسم به عينيها الواسعتين ..تتمنى أن تترك عادة التبرج به خارجاً ..ولكنها تحاول ..في السابق كانت تلطخ وجهها في كريم الاساس وأحمر الشفاه والكحل ..وكانت تلبس جلابيب قصيرة ومخصرة تبين تقاسيم جسدها وتملأ وجهها زينة فتزيدها فتنة ..ولكنها بدأت بالانحلال عن معصيتها ..أسر أخاها كان له دور كبير في هذا ..ومنشورات الدكتور اياد قنيبي..منشوراته التي كانت تلامس شعاب قلبها ..بعد أن وقعت أول مرة في يدها منشور له بعنوان " بين ساندرا وايمان " ..الدكتور يدرس في جامعة العلوم والتكنولوجيا الصيدلة وهو داعية وسطي راقٍ ..أعتقل بتهمة مناهضة الحكومة وحوكم بالسجن سنتين ...لكم حزنت حين علمت انه معتقل كانت تتمنى أن تحضر عنده ولو محاضرة ..ولكنها وللأسف عرفته بعد الفقد ..محافظة على صلاتها وأذكارها ووردها ..حرّقت كل ملابسها التي ما تزيدها الا فتنه خارج المنزل ..ورجعت الى الله ..فيا رب اقبل توبة عبد ضعيف لم يدرك زوال الحياة ومضيها جيداً ..اننا يا الله في هذه الحياة تغرينا ملذاتها فتبعدنا عن بر الأمان كلما خضنا فيها أكثر ..نحاول أن نبقى بالقرب منك كي لا تدمينا سهام الأقدار ..اللهم اني نعلم أنك حي قيوم قوي متعال لا تأخذك سنة ولا نوم ..ونعلم أنك تعلم يا الله أننا ضعفاء ..بشر لا نقوى على الهوى ولكننا نجاهده ..أمدنا بالصبر يا قوي وارفع عنا الهوان
ارتدت حقيبتها البيج وحملت أوراقها وهي تتجه الى غرفة الجلوس ..جلست بجانبه وهي تراه يمسك الهاتف بعد أن أنهى تناول طعامه وكاس الشاي ما زالت تتربع كفه ..آلمها ذلك ..يبدو الأمر عادياً ولكنها أعتادت انتظاره لها واهتمامه البالغ بها ..مسكت الخبزة وهي تأخذ لقمة تغمسها في الزيت لتنتقل الى الزعتر فتلتصق حباته في الزيت وكأنه غراء ..أكملت فطورها من دون أن تنبس بكلمة ..وأكمل هو بتصفح هاتفه بلا اهتمام ..حمدت الله ووقفت وهي ترتب ملابسها ..عندما أقتربت من الاله تغيرت ..محق الضعف في ذاتها ..لم تعد سلبية كما كانت ..أصبحت أكثر قوة وأكثر صبر ..تكلمت بهدوء وهي توجه نظراتها اليه : عبود بدك توصلني بطريقك ولا أروح مواصلات ؟!
وأخيراً رفع رأسه اليها ليتأملها ..استغرب ملابسها ..لكم عانى معها لتكف عن تبرجها وتهوانها في حجابها ..ولكنها كانت لا تستجيب ..ويعترف أنه لم يكن صارماً ..كان قد رخا لها الحبل وأشبعها دلالاً ودلعاً تحلم به كل فتاة ..مع أنه كان يتآكل من الغيرة ..كان يمنى نفسه أنها ستتغير وحدها بعد أن تمر هذه الفتر ة وستنضج ..خاصة أنها كلما خاضت معه في نقاش تعجزه في ردودها وقوة شخصيتها التي أكتسبتها من دراسة المحاماة ..لا يخفي على أحد ..فرح أيما فرح وهو يلمح جلبابها المنسدل على جسدها مغطياً اياه ..فضفاض لا يصف ..معتم لا يشف ..قاتم لا يلفت النظر ..وقف وهو يضع هاتفه في جيب بنطاله الجينز توجه اليها وهو يقبل رأسها ..ليتكلم بهدوء : هيني بالسيارة ..ضبضبي السفرة وتعالي
لم تنطق بكلمة بقيت ذاهلة ..تعداها ذاهباً الى السيارة ..بينما كانت هي تستعيد ملامحها لترسم ابتسامة طويلة ..دمعت عيناها ..وأول من فكرت بشكره ربها ..قال " ادعوني استجب لكم" وها هو يستجب لها ..ويعطيها من دون أن ينضب نهر عطائه ..سبحانه اذا رضي عن العبد أذهله بكريم نعمه ...

...................................
: وتيييييييييييييييييين ولك يلا تأخرنا
خرجت بسرعة من الغرفة وهي ترتب شالها الأبيض بيديها حاملة حقيبة المدرسة ..لمحت عمر يقف متجهاً الى الخارج تلحقه بلسم ..انحرجت من تأخرها ..أطالت في صلاتها وهي تتجه الى الله بالحاح أن يفك ضيقتها التي تشعر بها دائماً ولا تعلم لماذا ..وقرأت وردها ..ناسية أن اليوم أول يوم دوام لها في المدرسة الجديدة بالفصل الثاني للثانوية العامة الدورة الصيفية ..ستقدم الفصل الثاني بعد أن قدمت الفصل الأول في سوريا البارحة وصلت أوراقها وشهادتها ..استغربت أنها قدمت في سوريا ..وما تعلمه انها كانت عند خالتها المقيمة هناك ..التي ذهبت عندها لتدرس المرحلة الثانوية لسهولة المناهج بالنسبة للأردن..استغربت فعل أهلها الغريب ...واستغربت انحلالها أكانت تعيش مع خالتها في بيت فيه رجل غريب عليها ؟! ..يا الله سامح معاصيها التي لا تدركها بعد ..استغفرت بهدوء وهي تتجه الى صالة الجلوس مبعدة عن بالها الافكار السيئة ..تكلم أبو عمر بحنية وهو يلمحها شاردة الذهن : صباح الخير يا بنتي ..تعالي افطري ..ابتسمت بهدوء وهي تنظر الى والديها ردت وهي تتوجه الى الباب مستعجلة : صباح النور ..الله يسعدكم ..اخواني اكيد مستعجلين استنوني كتيير ..اكلت سندويشة قبل صلاة الفجر ..سامحوني سلمت ثم خرجت ..ثم ابتسمت بتفاؤل وهي تتجه نحو السيارة ..ركبتها وهي تلقي السلام ..تكلمت بلسم بحنق : شو يختي ليش تأخرت وانتي صاحية قبلي ..هلأ بتروح علي محاضرة التمنية والدكتور برحمش ..صرت بدي انحرم ..وجه عمر اليها نظرات حادة مهدداً اياها ..انحرجت من توبيخها لها : اسفة ..ان شاء الله ما بتنعاد ...وقعت السيارة في هدوء بعد اعتذارها الشاحب ..وقف عند جامعة بلسم لتنزل مغلقة الباب بقوة ..غاضبة ..تجمعت الدموع في عينيها لم تكن تقصد اغضاب اختها ..نظر اليها من المرآة ..لكم يحزنه ضعفها ..تنحنح متكلماً بثبات : ما تزعلي منها يا وتين ..بس هي شوية عصبية وطباعها حادة ..بس طيبة وبظن بتعرفي هادا الاشي ..أومأت رأسها وهي تمسح دمعاتها بهدوء ..زفر بهم ..هم عظيييييييم ..أين عمر الذي كان يتوقد مرحاً ولا مبالاة ..أين عمر الضاحك والمبتسم دائماً ..أين هو من كل هذه المعمعة ..لم أختفى هكذا وهو في أمس الحاجة اليه ؟!..فتح الراديو على اذاعة القرآن الكريم ليصل الى مسامعهما صوت القارئ " فارس عباد " ..اهتزت روحها ووقعت الآيات على صدرها بقوة ..والصوت يأخذها الى عوالم رمادية ..ياسمين وبيت عتيق وأحياء تاريخية وضحكات ناعمة وعينان زرقاوتان ..صداع ألم برأسها وهي تقع في زوبعة مليئة بالسواد ..وصوت من بعيد يناديها برقة " وتين " وآخر يضحك وآخر يتكلم عن سخطها والفأل الغير حسن المرتبط بها ..وآخر يبكي ..وآخر يحتضر ..كادت ان تصرخ به ان أغلق المسجل لولا اغلاقه اياه وحده وهو ينظر اليها بذهوووول بعد ان ناداها ألفاً لوصولهم المدرسة ولم تستجب ..ألتفت الى المقعد الخلفي واضعاً كفه على ظهر المقعد الأمامي والآخر على المقود مقترباً منها ..رفعت رأسها وملامحها شاحبة ودمعاتها حاتمية السخاء صنعت مجرى على وجهها ..أفزعه شحوبها ..كاد أن يتكلم لولا نزولها وتوجهها الى المدرسة ..بقي ينظر اليها وهي ذاهبة ألقى برأسه على المقود محزوناً على حالها ..ماذا ستفعل ان اكتشفت الحقيقة ...كان مجنوناً حين وافق على عرض أباها الأكثر جنوناً منه ..عقد قرانه عليها مقابل العفو عن تكاليف علاجها ..كان سيدفع التكاليف ويبتعد عن هذه الزوبعة المجنونة ولكن أنى له ذلك وأباه صديق أباها المقرب ..تاجرين في اراضي الخليج يضربون الأرض ..تجانست بينهما علاقة شديدة الثبات ولم يستطع أباه رد أبيها بعد توسله أن تبقى عندهم وهو لا يعلم أن يضعها بعد أن فقدت الجميع والسعودية تلفظها ..أوهموها انهم أهلها وهو أخاها ..لحين عودة أباها من ارضه محملاً برضا امه ليصطحبها معه ..انهم يزجونها في متاهة اخرى ..الفتاة هذه عااانت كثيراً ..أقحموها في حرب لا باع لها فيها ..عاجز حقاً عن التفكير في كل هذا ......

....................
خرجت من غرفتها الكبيرة الملونة بالتفاحي والأبيض ..ذات أثاث أنيق وراقٍ ..وهي تحمل كتبها العلمية ونقابها وقفازاتها مرتدية اللاب كوت القصر هادئ بعد أن شهد حرب طاحنة البارحة ليلاً ..لكم يحزنها أباها ..وتحزنها أختها الشامية ..أكثر الأفراد تعاطفاً مع بنت الشامية وأكثرهم وعياً وادراكاً هي ..ربطت نقابها وهي تدلف الى السيارة آمرة السواق الاتجاه الى جامعتها ..طالبة في السنة الثالثة تدرس الكيمياء وتعشق تفاصيلها ..متفوقة بامتياز ..تخيلت أختها في هذه اللحظة والتي كان آخر الأخبار عنها أنها فاقدة للذاكرة بعد رحلة الحرب واللجو ء ..ماذا ينقصها لتعيش هنا مع أسرتها ..أصلاً بماذا يختلفن عن بعضهما البعض ..هي ولدت في سوريا وأنا ولدت هنا ..في أرض الحرمين الشريفين ..لأنال أنا نصيب العيش بهناء مع اسرة ثرية تسافر اينما تريد وفي كل عطلة ..بل وتضج مساكنها في الخادمات والسواقين والعمال ..وتمتلأ جيوبها بالأموال وتزخر موائدها بالطعام ..انها تعيش في رخاء ..تنهدت بحزن ..سوريا التي كانوا يزورونها كثيراً ويأكلون البقلاوة والبليلة والكعك وحلا الجبن أضحت رماد ..خيراتها التي تزودوا منها كثيراً اندثرت وتخلوا عنها هم ..لربما أكلوا من خيراتها أكثر من القانطين فيها ..أهلها البسطاء ..الذين يعملون كثيراً ..سوريا لم تعد كما كانت انها تحتضر والكل تخلوا عنها بعد أن أخذوا منها ما يريدون لكم هم سيئين ..تتمنى لو تسمع صوت أختها ..يا الله فك كربتها وضيقتها وهوانها ..توجهت الى الجامعة لمحت رفيقتها تتجه اليها فابتسمت بدفء ..توجهتا الى المختبر معاً لتتكلم رفيقتها بفضول :" ندى ..ما في أي اخبار جديدة ؟! " استفسرت متصنعة اللافهم : عن شو ؟!
: عن هذيك اختك ....بنت الشامية !
: لأ للأسف ما في !
توقفت رغد قائلة بحنق : ودي اعرف شلون انتي متعاطفة معها ..اكيد البنت صايعة ومانها مؤدبة ..عايشة في سوريا طول عمرها ..شامية وش بطلع منها ؟!
استغفرت ألفاً وهي تهدأ نفسها لكيلا تغضب ..وهي التي لا تغضب كثيراً ..بل انها حللليمة وجداً وقفت من دون أن تلتفت لرغد لترد : في كل مكان في الصالح والطالح ..لا تسقطي أخلاق زوجة أبوك السورية ..على كل البنات السوريات ..انتبهي لكلامك...الله يعينهم حرب وحصار وجوع !
زمت شفتيها بقهر وحنق ..تكرههم وتشعر انها أعلى منهم قدراً ..هم العبيد وهي وأمثالها الأسياد ردت : يستاهلون مو همة يبون الحرب ؟! ما في احد ضربهم على ايدهم وقل لهم ينقلبو على رئيسهم ..هذا شعب ما يشبع وما يستحي ..
صرخت ب: خلص ..بعد أن نفذ صبرها ..تكره هذا الكلام والتمييز العنصري الذي يعيشه العرب المسلمين اليوم ..وسط كل هذه الشبكات السياسية نخرج بشيء واحد ان لا ذنب للابرياء في الحرب ..لا ذنب لهم ..تعلم أن صديقتها مقهورة ..بعد أن تطلقت أمها من أبيها والسبب يرجع الى تزوج أباها سورية ..ولكن ما ذنب الزجاج النضيف ان كانت احدى قطعه متسخة ..هذا ان حسبنا ان الحق على السورية وليس على أباها الذي لم يتفاهم مع زوجه قبل التعدد التفت اليها قائلة : رغد اذا تبين تمشين معي وصحبتنا تستمر لا تتكلمين بهذا الموضوع ؟! أومات رأسها بقهر وهي تتعداها ..لتلج الى المختبر ..تنهدت بهم وهي تتجه خلفها ملتقطة ثباتها وصبرها الذي تزعزع بعد هذه المشادة الكلامية!!
..........................
منحنية على السرير ودموعها تتساقط لترتطم في الفراش مخلفة آثار داكنة ، تضم قميصه الى فؤادها بقوة ورائحته تنفذ من ملابسه لتعبر الأماكن كلها في سرعة رهيبة فتقطع نياط قلبها ، ..رائحته الباردة تتكاثف مع عطره العالق بملابسه لتشكل مزيجاً صهر قلبها في حرارته ، وصوت آخر شهقاته وابتسامته الدافئة تزيدانها حزناً ، لطالما كان للأم قلب خاص يحتضن مشاعرها الجياشة التي لم تسطع قدرة الكون على حصرها ..حزنها استثنائي لانه حقيقي نابع من شغاف قلبها وخاصة اذا تعلق الأمر بأشبالها ..أجزاء من جسدها ..كانت تنظف غرفته وأخيه التي فرغت من آثاره بعد أن تبرعوا بسريره ومكتبه وملابسه ..ولكن قميصه الأرجواني الشاحب لم تستطع أياديهم انتشاله من كفيها المتجعدتين من تواكب الأقدار ، لكم يؤلمها رحيله بعد أن قضى معهم عمراً لا تكف النفس عن تذكره ..بعد أن ملأ أرجاء المكان ضجيجاً بحضوره الشاحب المرح ..كتبه الجامعية التي لم تحظى بصحبته سوى فصل جامعي واحد تبكيه وتبكي رحيله المر ..ومصحفه الذي بهت فجأة حين فارق صاحبه ينتظر يوم الرحيل ليشهد بتقواه ..وزهراته التي غرسها ذبلت تنتظر صاحبها يسقيها حباً وعطاءً قبل الماء ..كل التفاصيل تناجي رحيله أن أرفق بنا ..ورائحة الفقد تطفو على كل الأصوات لتبين وحدها ..ساطية بكل جبروت على ضعف التفاصيل ..!
شطرت قلبي برحيلك المؤسف وأخذت من روحي قسيمتك التي كتبتها باسمك لتصطحبها برحيلك وتسجيه بجانبك ..أرجوك أرفق بها فأنا من دونك تعبت وهلكت جوارحي لتعكس هلاكها شحوباً على صفحة وجهي التي لم تبرأ بعد من تجاعيد الأقدار !
أنتحبت بقوة لتصدر صوتاً مأساوياً وهي تتذكر مشاغباته التي أدمنتها ..وصوت القرآن ينتبعث من حنجرة القارئ _ماهر المعيقلي_ بآية " ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون *أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون "فتزيد صخب الحزن في قلبها لوعة ..راضية بقضائك الهي وأمانتك واستردتها بعد أن بعثتها سنيناً في الحياة تصارع كل شيء ..ولكن ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا على فراقك يا خالد لمحزنون ..لمحزنون وقلوبنا شاخت من الكمد!
ولجت تلك بسرعة الى الغرفة بعد أن أفتقدت حس أمها في المنزل قلبها انقبض وهي تلمح انهمار دمعاتها السخية التي لم تحظ بالسخاء الا بالفقد ..زمت شفتيها بأسى وهي تقترب من أمها لتجلس بجانبها ..رفعت ذراعها التي ما زالت تغطيها بجلبابها الأخضر الشتوي الثقيل لتلفها على كتف أمها ..لتشعر الأم بحسها ..حس ابنتها التي ستجيء اليوم لتزورها ..طفلا بيسان كانا يقفان على الباب بحزن وهما يلمحان جدتهما تبكي بكمد ..لم يعتادا حزنها وهي التي تداعبهما ..أجبرت بيسان على رسم ابتسامتها لتتكلم بشحوب : روحوا يا ماما العبوا بالصالة ..أومأا برأسيهما ذاهبين من دون اين ينبسا ببنة شفة ..اما عنها فقد زادت من ضمها لتتكلم بخفوت : خلص يما ..خلص يعمري ..بكفي بكي ..الله يرحمو ويجعل مثواه الجنة ..صبر صبر كتيييير على تعبه ..وان شاء الله ربنا بجازيه الجنة ..قاطتعتها أمها لتقف متحررة من ذراع ابنتها البكر فتكلمت بشجن وهي تمسح دمعاتها : اكثر اشي محزني يا امي وتين اللي عايشة بضيااااع ..مرات بحسنا ظالمين ..شو بدو يصير بالبنت لو اكتشفت ؟!
رفعت عينيها الى امها وهي التي ما زالت تجلس على حافة سرير أخيها ..لمحت قميص أخاها الراحل المتعلق بكفيها تكلمت بألم : الله يعينها يما ..مش عارفة شو أحكي قصتها عجيبة وقصة عمر وجنونه أعجب
زمت شفتيها بكمد لترد مدافعة عن شبلها : بتعرفي انو مش لحالو اللي قرر هالقرار أبوها ترجى أبوك ..وبتعرفي انهم صحاب مقربين ..جنون اللي سواه بالهبنت ..الله لا يسامح كل من كان السبب بحزنها وضياعها ..هالبنت رح تعاني
استغفرت بهدوء مستوية لتطلق من جوفها تنهيدة حارة مشبعة بآسى عميق لتقول وهي تتوجه خارج الغرفة : الله يكون بعوننا ...انا رايحة أغير مشان أطبخ ..وعاصم كمان شوي بصحى !!
ابتسمت لها بفتور ..وكأنها أذنت لها بابتسامتها الراضية ..لتتوجه خارجاً فتتوجه أمها من بعدها ..مغلقة الباب ورائحة خالدما زالت تتشبع في عبراتها !!
.....................


انتهى

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  
قديم 19-02-16, 07:55 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 310458
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: هــدوء عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 28

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هــدوء غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هــدوء المنتدى : الروايات المغلقة
افتراضي رد: دموع الياسمين / بقلمي

 
دعوه لزيارة موضوعي

.
.
.
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته()
مسآؤكم/صباحكم فل وياسمين
الرواية أضحت مغبرة مليئة بالعناكب بعد تركي لها ..وأعلم بذلك
لن أتحجج بالظروف ولكن اعتبروا الفترة اللي مرت لألملم فيها أفكاري ..وان كنت لم ألملمها كاملة ..ان شاء الله الاسبوع هاد بتنزل الياسمينة كتبت منها ولكن لها بقية
كونوا بخير ^^

 
 

 

عرض البوم صور هــدوء  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الياسمين, بقلمي, دموع
facebook




جديد مواضيع قسم الروايات المغلقة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:06 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية