كاتب الموضوع :
سوهاني
المنتدى :
مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
رد: الانتقام هويتي
الفصــل الثالث : رحلةً إلى الماضي
شعر ليث لوهلةٍ بالعجز أمام مواجهة تلك المرأة وأن دفاعاتــه قد أصبحت هشة
فأخبرتهٌ غريزته بالهرب ولكن يداً كانت أسرع بالوصول إليه لم تدعه يفلت
" ليث انتظر أرجوك دعني "...
قاطعها ليث ببرود مصطنع :
" ليس هنالك صلةٍ تربطني بك فدعي يدي وشأنها"
" كيف تتحدث إلى من هو بأكبر سناً منك هكذا؟!"
" ومنْ أنتِ لتحاسبينني ؟ ألديك حق ؟ "
"نعم لدي، فأنــا .. أنــا"
قاطعها مجدداً :
"مجرد امرأة رخيصه! "
لم تتحمل المرأة إهانة ليث لها فأقبلت على صفعه بكل ما قد
أوتيت من قوة وقالت بصوت ملأهُ التحسر والندم
"كيف تجرؤ على قول شيء كهذا لـأمك ؟! "
" أنتِ لست بأم ولا يحق لكِ استخدام هذا اللقب"
"أنت فتىً سيء الأخلاق وأباك بالفعل لم يحسن تر "..
لم تتمكن من إكمال جملتها عندما شاهدت تغيير
ملامح وجه ليث ورؤية عيناهُ مشتعلتان غضباً
" إن أردت الإساءة فالتكن لي فحسب ، لا داعي لإدخال
أبي بالأمر ، فما فعلهُ لي لا يمكن أن تفهمهُ امرأة هجرت
زوجها وابنها وهو لايزال في سن الرابعة ويال الدهشة!
ها هي الآن تدعي الأمومة ! "
آلمها أن تستمع إلى كلمات بارده مُجرده من العواطف ومُهينة
من ابنها الوحيد ولكنها الحقيقة لقد تخلت عنهم دون
أسباب تذكر، فأقبلت تبكي ودموعها تسيل على خديّها
ولكن ذلك لم يحرك شيئا في مشاعر ليث نحوها بل ظل
يحدق بها بعينين باردتين
كأن شيئا لم يكن حتى أقبلت تقول بصوت متوسل :
"أعلم أن ما فعلته كان أمراً فظيعا وأنـا نادمة بحق على فعلتي صدقني"
" وهل يفيدني ندمك ؟ هل سيغير شيئا ؟ ، الأمر الوحيد
الذي يحزنني ويؤلمني بشده أن أبي أحبك بصدق بالرغم
من هجرك له ، كان يبكي كلما تذكركِ آلماً عندما يكون بمفرده
بينما يرتدي قناعه القوي مع ابتسامته المواسية حيث تواجدي ،
أو أتعلمين أيضا بأنه ظل ينادي باسمك وهو يحتضر
ماري .. مـــاري ، ليت أبي حظيّ بالمرأة المناسبة ! "
"ليث لم يفُت الأوان بعد فلتمنحني فرصةً واحدة لا غير لأعوضك
عن كل ما قد سلف أرجوك! "
" بـــل فات لم أعد بحاجةٍ إلى جليس ! .. انسي أن لديــك ابن
أو فكري بأنه قد لقي حتفه ! المهم أنني لا أريد أن أراك هنا
مجدداً حسناً والآن وداعاً"
بعدها انصرف ليث تاركاً ماري وهي مُنهارة خلفه ، لم يبالي بشأنها
أو عناء النظر إليها مجدداً ولكن بداخله
كان قلبه ينزف دماً على كل كلمة كان قد رماها بوجهها للتو فقد
أحبها هو أيضاً كيف بإمكانه أن يكره أمه سبب مجيئه على هذه الحياة
ولكنه كره فكرت تخليها عنه وهجره وأبيه ، تلك الحقيقة آلمته لدرجه
جعلته يفكر بعدم مسامحتها ..
فظل يتمشى بالطُرقات بعيداً عن منزله خشيةً أن تعلم بمكان إقامته،
وبعد مرور حوالي ساعتان عاد للمنزل
"آه ليث هل كنت بعملك الآخر لهذا تأخرت كثيراً ؟"
نظر ليث إلى عقارب الساعة المعلقة على الحائط قبل أن يجيب،
كانت تشير للواحدة صباحاً :
" كــلا عمي ، خرجت مبكراً بعض الشيء من هناك ورغبت بالتمشي
قليلاً لبعض الوقت "
"أرى أنك أصبحت مقصراً بعملك هنا، هل لأنك أصبحت مشغول ؟"
" أنـا آســف سأعوضك عن اليوم فلتدع بقية الطلبات لي سألبيها لك"
"حسناً ذلك جيد فأنا مرهق .. أعتمد عليــك"
ظل ليث حتى ما يقارب الساعة الثالثة والنصف صباحاً يُلبي طلبات
زبائن عمه ويحاول أن يجد ما قد يُلهيه عن التفكير بالمـــاضي
فما حدث اليوم كان أشبه برحلةٍ للماضي .
في الصباح الباكــر كالمعتاد ذهب للمدرسة إلا أن الإرهاق والتعب
بــان على وجهه , تلك الهالات السوداء حول منطقة العينين كما
أنه لم يتمكن من إجهاد عقله أكثر على التركيز ، وعلم بأنه
حتماً سيلقى حتفهٌ إن ذهب
للتدريب بحالته هذه مالم يقوي نفسه ويسد جوع معدته بشيء
ما لذا قرر الذهاب لأي مطعم مجاور
وبعد مرور بضع دقائق شعر بأنه أفضل مم سبق وأنه مستعد للتدريب ،
لا يجب عليه التغيب عن ذلك المكان لأن يومٌ واحد سيؤثر
عليه في الوصول إلى هدفه ، ولكن لسبب آخر كان يومهُ
طويلاً ، كل ساعة مرّت به بدت كالدهر بالنسبة إليه ،
ومع مرور الأيام ومضيّ
ثلاث أشهر على لقائه بوالدته علم بأنها أخيراً قد استسلمت ،
وبسبب تفوقه بدراسته ونشاطه في المركز بات من السهل عليه
التوفيق بين ثلاث أماكن المدرسة والمركز والمنزل أصبح ذلك
كل ما يشغل باله في الوقت الحالي
حتى نال اعجاب بعض الساده في المركز مم جعلوه
يصبح جُندياً عادياً ولكن لن يتم منحه الوظيفة رسميا حتى
بلوغه السن القانوني مع ذلك كان مقصراً فقط بشأن راحته
الجسدية و الذهنية ..
وذات صباح اتجـــه ليث لمدرسته وللمرة الأولى لفت انتباهه
جمال الطبيعة، فمدرسته تتميز بالمدخل الواسع والممر الطويل
بحراسهُ الأشجار على جانبية و زخرفة تلك الورود والأزهار المتناثرة
على طول الطريق ، ما أجملها من طبيعة! خاصةً في هذا
الفصل .. فصل الخريف .
عند مدخل باب مدرسته الداخلي وقف صديقه ليو بانتظاره :
"عجبا ! هل الفتى الذي أمامي ليث، لا أصدق ذلك؟"
رفع ليث حاجباه مستفسراً عن تعجبه :
"اهلا ليو و ما العجيب بالأمر ؟! "
"حضورك المبكر! ، ليث هل تعاني من ارتفاع في الحرارة كن صادقا ؟"
" بالطبع لــا، ما علاقة صحتي ؟ أيجب أن يكون هناك سبب وراء تبكيري؟"
" لا أعلم ، ولكن أمرك مُحير على كل حال ما رأيك بهذا الفصل ألا يبدوا جميلاً ؟ ""
" نعم إنه كذلك ولكنني أكرهه! "
"أتكره فصل الخريــــف ؟ "!
"نعم "
" ألم تعترف للتو بجماله ؟! "
" لا يعني بأني قد اعترفت بجمالهٍ أي أنني أحبه ، كما أن سبب
كُرهي له يعد سببٌ خاص"
" كم تغضبني بشدة عندما تختتم جُملك بعبارتك الشهيرة
سببٌ خــــــــــــاص! ، و لا تعلم مدى رغبتي حين ذاك في تحطيم
هذا الوجه الذي أمـامي الآن ! "
بدأ ليث بالسخرية من ليو كالمعتاد :
"هه ! يا لك من فتى يسهُل التلاعب بمشاعره أنا
لا أحب التحدث عن أموري الشخصية لأي كان وهذا الفصل
يذكرني بذكرى أتمنى ألا أتذكرها"
***********************************
الفصـــل الـــرابـــع : الوظيفة
لاحــظ ليو تغــير تعابير وجه ليث ونبرة صوته عندما أخبره بكرهه
للفصــل معللاً بأنه يذكره بذكرى لا يحبها فلم يرغب بأن يلّح
عليه لذا غيّر الموضوع
" ليث هل أنت مستعد لامتحان الغد؟"
استمرا بالتحدث بخصوص الامتحانات واقتراب مواعيدها ، و بالرغم من
عدم اكتراث لينو بها كان ليث يحسده على ذلك ، لقدرته على اللامبالاة
بينما يتحتم عليه هو أن يهتم بأمرها كثيراً ، حيث انخفاض معدل درجاته
من شأنه أن يؤثر سلباً عليه عندما يلتحق بكليةٍ ما إلى جانب
ظروفه المادية عليه أن يضمن قبوله دون ضرورةٍ ماسة بدفع
الرسوم وبذلك يسهل الوصول إلى هدفه الذي كان مركز
اهتمامه أغلب الوقت .
ظل ليث على حاله مُستمراً في روتينه اليومي حتى مرور ثلاث سنوات
واقترابه من عدوه المجهول بخطوة .. بات الآن مستوفياً للشروط
و بإمكانه أن ينال الوظيفة أخيراً ،كان ليث سعيداً بما حققه ،
لمعرفته أن ذلك سيساعده كثيرا في الوصول إلى هدفه ،
انتظر بفارغ الصبر استلام آخر خيطٍ يربطه بمدرسته .. شهادة تخرجه،
وحالما أصبحت في متناول يديه ذهب للمركز ..
وهناك أصيب بالدهشة لمعرفته بأن معظم موظفو المركز كانوا
بانتظاره ، بانتظار ذلك اليوم الذي يصبح فيه مستوفياً للشروط ،
وما أسعد حظه ليكون الآن تحت إشراف أكثرهم تفهماً ومعرفةً به..
جاك هِنري
نظر جاك مطولاً لِشاهدة ليث ومن ثم إليه والسرور بادٍ على وجهه قائلاً :
"ثينو! تهاني الحارة لك ها قد وصلت لهدفك أخيراً صحيح؟ "
"ليس بعد ولكن أصبحت قريباً جداً من تحقيقه ، وصولي للوظيفة هو خطوةٍ
أولية نحو هدفي"
"أثرت اعجابي يا فتى بعزيمتك آمل أنك على استعداد لتنال مهامك
كملازم رسمي ؟"
"أجل بالتأكيد وسأكون شاكراً إن كانت بمهام يصعب تنفيذها"
رفع جاك حاجبه الأيسر متعجباً قبل أن يقول :
"مهام يصعب تنفيذها ؟ ماذا يعني ذلك ؟ البعض يتجنبها بينما
تريديها ، حقاً أنت غريب الأطوار ! "
"إن لم تكن بمهام من هذا النوع لن أتمكن من الاقتراب لمكانتك
وبالتالي لن أصل لهدفي "
"إذن في سبيل الوصول لهدفك عليك أن تقفز لمكانتي الآن أليس كذلك ؟"
" تستطيع قول ذلك ، لن أتمكن من فعل شيء برتبةٍ عاديه كرتبة
الملازم هذه !! "
قهقه جاك عالياً على قول ليث مردفاً :
"أنت فتىً استثنائي عمْن هم في سنك إذ أنك منذ الآن تطمح للترقية
وتخطط لأشياء كبيرة ،حسنا إن كنت تريد رتبةً أفضل ،عليك
بإظهار أفضل ما لديك في المهام التي سأمنحها لك فهي
خطيرةً حقاً فهل أنت مستعد للمجازفة بحياتك ؟"
" بالتأكيد ، بمعنى آخر نجاحي بها بما قد يُثــير أعجابك قد يؤهلني لرتبةٍ رائعة"
"وهو كذلك .. هات ما لديك ! "
"اتفقنا سيتم قبولي هنا للدراسة أيضاً صحيح ؟"
"بالطبع ! ، لم أطلع بعد على مستواك الأكاديمي لمعرفتي
بأنك مستوفٍ للشروط مسبقاً ولكن بسبب القوانين سأرى ذلك ..
فالتحضر إلى هنا في تمام السادسة صباحاً "
بعدها انصرفت وعدت للمنزل فاستقبلني العم ماركو لحظة وصولي
" أهلا بعودتك ليث ، أخبرني كيف سارت الأمور مع تخرجك، هل فكرت
في مكان ما ؟"
" أهلا عم ماركو يبدوا بأنك متشوق لمعرفة ما جرى معي من
أمور لليوم ، حسنا حالفني الحظ ووفقت في كل اختياراتي،
إذ فكرت بمكانٍ ووجدته و قد نجحت بالقبول به أيضاً"
" هذه أخبارٌ سارة بالفعل لم تخيب ظني "
" بالمنــاسبة عم ماركو هل هناك طلبات لليوم ؟ هل تحتاج لمساعدة
في تلبيتها ؟"
" لا ، فلم يتبقى الكثير و كدت أنتهي لذا اذهب واستريح "
عندها توجهت لفراشي .. كان يوماً حافلاً بكثيرٍ من الأمور عدا
و لم أفعل به شيئاً يذكر.
في صباح مشرق ذات يوم كان علي التوجه للمركز كعادتي لتأدية
مهامي ولكن عيناي كانتا مُثقلتان بالتعب لدرجة جعلتني لا أقوى
على فتحهما إلى جانب أشعة الشمس الحارقة المنذرة بالاستيقاظ
والتأهب، ولم أذق طعماً للراحة مذ التحاقي بالمركز أي قبل ثلاث
سنوات، حيث بدا كفرعونٍ مُستبد متفرغاً لهلاكي بالتدريبات
والمهام المكثفة وكأنني ربطت حبل مشنقتي حول رقبتي
بنفسي عندما تقدمت للوظيفة، يطالبني بالحضور المبكر في
الصباح ثم يطلق صراحي بحلول صباح اليوم التالي ولا تغفل عينايّ سوى
ساعةٍ أو ساعتان بالكثير حتى يردف بمهمةٍ أخرى إلي لإنجازها وكأنني
الوحيد الذي يملكه ! ، أتساءل أي مهمةً لعينة هي مهمتي
لليوم ..تناولت بعضاً من الخبز المحمص كوباً من الحليب على
عجالةٍ ومضيت في طريقي متوجها نحو المركز ، في تلك الأثناء
سمعت أحدهم يستغيث ، بدا صوته شبه مسموعاً نظراً لبعد
المسافة .. فاقتربت أكثر ، فإذا به بـصوت فتاة صغيره لا تزال
بالمدرسة الثانوية على ما يبدوا من زيها الرسمي تحاول
الدفاع عن نفسها من رجلٍ يفتخر برجولته باستدراجه فتاة صغيرة
السن ومن ثم التهجم عليها .. أثار غيضي فمضيت نحوه وأوسعته
ضرباً مبرحاً كدت أتسبب بقتله لولا فرصةً سمحت له بالفرار .
نظر ليث للفتاة بأسى وهو يراقبها وهي تُمسد بيديها
المرتجفتين الغبار من على تنورتها فقال :
"هل تأذيتِ؟"
" لا.. شكرا لك ..لا أعلم ماذا كنت بفاعلة لولاك "
عبس ليث لحماقة الفتاة من ذهابها وحيدة بمثل هذا الوقت
وفي هذه الأزقة فقال مؤنباً الفتاة :
" ألا يوجد أحد أو حافلةً ما تستقلينها لإيصالك للمدرسة ؟ "
" بلى يوجد ، ولكن صادف بأنني تأخرت لليوم ففاتتني الحافلة "
"وليس هنالك من يصحبك كبديل لهناك ؟ "!
"كلا"
"أأنت يتيمه ؟"
" لا"
"ماذا إذن ؟"!
بدا صبر ليث ينفذ وهو ينتظر إجابتها التالية فردت الفتاة قائله :
" توفي أبي منذ سنتين وأمي مشغولة بالعمل لأجلي ولم تعد
للمنزل منذ البارحة ولا حاجة لك بالقلق علي إذ أستطيع حل
مشاكلي بنفسي "
علّق ليث ساخراً:
" رأيت مدى براعتك في تدبر حل لمشاكلك فقد رأيت النتيجة
للتو ، على كلٍ ما هو عنوان مدرستك يا فتاة ؟ "
"لما ؟ "
" أتسألين من أجل السؤال أم من أجل المعرفة؟
لماذا أطلب العنوان برأيك؟ "
"هل ستوصلني لهناك ؟"
"نعم ، وليس وكأنني راغب بذلك أيضاً ولكن من واجبي ذلك
كما أن هذا الحي خطر وهنالك الكثير من نوعية ذلك الرجل
الذي هاجمك للتو"
بدت الحيرة تعلو وجه الفتاة كأنها تشك بأمره فرد ليث مطمئناً :
" لن أفعل لك شيئاً فلو أردت لفعلت مسبقاً كما أننا سنسير
سيراً على الاقدام وسأكون على بعد مسافةٍ ليست ببعيدة
عنك ، سأرافقك فحسب"
بعدها استجمعت الفتاة رباطة جأشها
ومنحته العنوان وماهي إلا دقائق حتى أوصلها للمدرسة وبينما
هي في طريقها للبوابة أدارت رأسها شاكره ليث على فضله
" شكرا لك مجدداً لمرافقتي "
" لم أفعل سوى واجبي ، والآن اذهبي ولا تكوني بتلك الفتاة
الخرقاء المتهورة تفوتين الحافلة حيث ليس هنالك منْ يقلك ثم
تفكرين بالذهاب وحيدة بين الأزقة "
" لدي اسم ، كف عن مناداتي بفتاة اسمي جين "
" حســـنا أيا كان"
أدار ليث ظهره للفتاة بمعنى أن مهمته قد انتهت وعليه الرحيل
فقالت الفتاة :
" ألن تخبرني باسمك .. على الأقل ؟ "
قال لها وهو يسرع مبتعداً وعلى عجله :
"لا حاجه لك بمعرفته " !
لسبب ما بدا له وجهه الفتاة مألوف كأنه يذكره بشخص ما ولكن
الذاكرة خانته بالتذكر فتوجه بعدها مباشرة للمركز.
**********************************
|