لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء روايات اثارة و أكشن و مغامرات على نمط روايات مصرية للجيب


الانتقام هويتي

الرواية مكتملة من خمس وعشرين فصل ، سأنزل فصلين في كل مرة ******* ملخص القصه ليث عاش حياة مريرة ابتدأت بهجر والدته لوالده ومن ثم قتل والده في

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-01-16, 07:51 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308123
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: سوهاني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سوهاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
افتراضي الانتقام هويتي

 

الانتقام

الرواية مكتملة من خمس وعشرين فصل ، سأنزل فصلين في كل مرة
*******
ملخص القصه
ليث عاش حياة مريرة ابتدأت بهجر والدته لوالده ومن ثم قتل
والده في ظروف غامضة ، فقرر فتح صفحةٍ جديده بعد أن تمت تبنيته
بأن يعيش حياته كالآخرين بالدراسة والعمل، إلا أن ذكرى مقتل والده
طاردته ككابوس في كل ليله ، بتذكيره بأمرٍ لا ينبغي دفنــه
في قبور الماضي ، ليبدأ في خطة الانتقام بربط خيوط تلك
الذكرى لعله يصل لسر مقتل أبيه
ومجريـات ذلك اليوم ، ولكن مع العمل عندما تُشكل المفاجآت
حاجزاً منيعاً في طريقه نحو الوصول لهدفه
فهل ينجح بتخطيها ؟وهل ينجح في تحقيق مسعاه ؟

*********************
الفصل الأول : حـــان الــوقت
يا لهذه الشمس ! كم هي متقلبة المِزاج وغريبة الأطوار يوماً تبدو
فيه دافئة وجميلة في آن كأنها تخفف من كٌربك وحيناً آخر تصبح
فيه شديدة الحرارة كأنها تعاقبك أو غاضبة عليك كما هو
حال اليوم .. آآه أتساءل إن كنت سأتذوق طعم الراحة !
سمع ليث خطوات أقدام مُسرعةً نحوه ، فعلم بهويّة
القادم وسد أُذنيه بوسادته :
" ليث! ألا تزال نائما بفراشك؟ .. إنها الساعة الثامنة الآن كما أنك
كسول اليوم على غير العادة؟ هل انتـ.. "
قاطعة ليث قائلا :
أنـا لا أشكو من شيء عم ماركو سوى أن " ..
"ماذا هناك؟؟ "
" انظر لشمس اليوم وكم هي غاضبة .. أخبرتني ألا أفارق فراشي "
"حقا! .. أتملك الشمس لسان ؟! إنها معلومة قيمة ..
لا بأس إن أردت أن تبقى هكذا إذن "
"حقا؟"!
" ولكن إياك أن تشكو من قيمت راتبك لهذا الشهر "
تمتم ليث بكلمات تنم عن تذمر شبة مسموعة فأجابه العم:
"هل من مشكلة أخرى؟؟"
"كلا.. كنت أتساءل ماذا عليّ أن أصنع اليوم , هل هنالك زبائن كُثر ؟ "
"نعم وهنالك طلبات متعددة الأنواع أيضاً ، يجدر بك أن تسرع
في تلبيتها وإلا لن ترى طيف مدرستك وستتأخر كالمعتاد"
" المدرسة ؟ يا للهول والساعة الثامنة الآن .. لدي نصف ساعة
فقط للوصول في الموعد المناسب ! "
" إن كانت يدك سريعة العمل فقد تصل بالموعد المناسب إن لم تضيع الوقت بتحدثك معي الآن"
" كم زبوناً هنالك الآن"
" ست ، ولكن لا تقلق فلتلبي طلب ثلاث والبقية لي"
لم يكن طلب زبائني بصعب التلبية ولكنه يحتاج لسرعة وتركيز و من
حسن حظي أنْ تمكنت من الانتهاء في خمسة وعشرون دقيقة
ولم يتبقى لديّ سوى خمسة دقائق للوصول لمدرستي وإن
أردت تقدير المسافة من هنا إلى هناك سيكون علي أن أضيف
خمسة دقائق أخرى ..
العم ماركو تبدو ملامحه قاسية إلى جانب تصرفاته التي تجعلك تهابهٌ
من الوهلة الأولى إلا أنه يمتلك قلباً طيباً ، يصعب تحليل
شخصيته ولكن نظراً للسنوات الطويلة التي أمضيتها برفقته
أصبح كالزجاجة الشفافية ، ها قد وصلت للمدرسة
وعلى ما يبدوا أنني سأحتاج لثلاث دقائق حتى أعبر من
خلال ذلك المُرشد.. عليّ تجاهله
" أنت! من يبدوا اسمه من معاني الأسد .. تعال إلى هنا "
سار بخطوات مُتثاقله إليه وهو يتذمر بصوت كاد أن يسمع:
" اللعنة! ما دمت تعلم أن اسمي من معاني الأسد فلما لا
تحفظه أذن يا ذو الصلعة المشرقة! "
وكأنما شعر المُرشد هو الآخر بأن هنالك عينان وفماً
يشتمانه فاستطرد قائلا:
" هل قلت شيئاً ما عني؟"
" كلا كنت أتساءل عمّ يُريدني فيه مرشدي ؟ "
" كأنك لا تعلم لما أنت متأخر دائما ؟؟ "
" دائما؟"
" نعم ! دائماً ما تصادفني بهذه الأوقات ، ما مشكلتك؟"
" غريب إنني أستيقظ باكراً ، عدا اليوم لأخرج بوقتٍ لا بأس فيه
ثم يصادف بأن تراني بهذه المواعيد"
" لم تجب على سؤالي بعد ، ثم ماذا حدث لك اليوم أيضاً "
" استيقظت متأخراً وأنجزت بعض الأعمال مما أدى إلى تأخري"
" أعمال ؟ أهي فروض مدرسية؟"
"لا، يمكنك القول عنها أعمالٍ حُرة "
" حقا ؟ أعمال حُرة؟ أتريدني أن أصدق أن فتىً في السابعة عشر من عمره
يعمل في مكان ما مثلا لهذا السبب يتأخر؟؟"
رد ليث بحماس:
"بالضبط ! غير أنه نفس المكان "
"إن تأخرت مجدداً فسيكون عقابك الفصل لمدة شهرين، كأنني سأصدق
أُكذوبة كهذه كان عليك التفكير في غيرها ، اغرب عن وجهي
وليكن هذا إنذار اً ! "
بعدها انصرف ليث وكذلك المُرشد
خاطب ليث نفسه متسائلاً :
لما هو غاضب ؟ عرف الحقيقة دون أن أخبره
مع ذلك لم يصدقني ، أهو من سابع المستحيلات أن يعمل فتىً في
السابعة عشر من عمره عملا ما .. هل يعتقد أن الجميع لديهم دخلٌ
مرتفع يعينهم .
كان ليث مستغرقاً في أفكاره فلم ينتبه لإقبال زميله نحوه :
"ليث! أسطورة التأخير مرحباً "
"أوه ، ليو لما أنت صاخبٌ دائماً يا فتى؟ "
" إن هذا نشاط وينبغي أن تكون كذلك وليس كسولاً ، بالمناسبة
ماذا كان يفعل شبحك للتو مع المُرشد؟؟ "
"كان يلعنه! "
" هه ! مزحة ظريفة ، أراهن أنه كان يوبخك ويهددك للتو "
"ما دمت تعلم مسبقاً فلماذا تسأل؟"
" يا لك من متعجرف! "
بعد انتهاء الدوام تذكرت بأن علي الذهاب لمكان ما قبل
عودتي للمنزل
" ليث لنذهب للبيت معاً"
" آسف لا يمكنني ذلك"
"وما يمنعك ؟ "
" لدي أمر ما علي فعله أولاً"
" لا بأس ، ليس لدي ما أفعله لذا سأنتظرك"
"أستطيع رؤية ذلك بوضوح ولكن إجابتي لن تتغير"
" أتساءل ما الذي يشغلك ؟ "!
" أمر خاص ! "
" هل أبدو لك بذلك المتطفل أنـا صديقك "
" أنت كذلك ولست صديقي لا أراك تساعدني الآن ..
أنـا في عجلةٍ من أمري وأنت تعرقلني "
" حسنا نجحت في التخلص مني اليوم .. أراك غداً "
بعدها خرج ليث قاصدا وجهةٍ أخرى غير منزله مخاطبا ذاته :
أستطيع تأجيل جميع الأمور ماعدا أمراً واحداً وهو الذهاب لذلك الرجل
البريطاني جاك هِنري فقد حان الوقت أخيراً ..

*********************
الفصــل الثانـي : كـــارثه !
وصلت لذلك المركز ولم يتغير شكله الخارجي عن سابق عهده
سوى تلك الجدران المطلية باللون الرمادي فضلا عن الأبيض ،
دفعت الباب واتجهت إلى أول رجل لمحتهُ عيـناي .
"مرحبا سيدي ..هل بإمكاني رؤية السيد جاك هِنري ؟"
"جاك هِنري؟ هل تعرفه يا فتى؟ "
"بعض الشيء ، هل هو متواجدٌ الآن ؟"
"نعم ولكنه مشغول حالياً "
" لا بأس سأنتظره"
"حسناً ما اسمك حتى أتمكن من إعِلامه بشأنك؟"
"أدعى ليث رينو"
" حسناً"
وبعدها اختفى ذلك الرجل ولم يعد إلا بعد بضع دقائق ليخبرني
أن السيد ينتظرني جاك هِنري .. مرّت تسع سنوات منذ آخر مرةٍ
رأيته فيها ، الآن بانت عليه علامات المُسن اشيّب رأسه وظهرت
بعض التجاعيد إلى جانب نحول وجهه إلا أن بنيته احتفظت
بسابق عهدها لازال مُحافظاً على لياقته بالرغم من
بلوغه سن السادسة والخمسين
"ثينو لقد أتيت إذن ؟ كبرت قليلاً ولم يتغير توهج عيناك بالنذير"!
" أما زلت تناديني بهذا الاختصار"
" بالطبع ، فهو اختصارٌ مبتكر و يتضمن اسم الوالد وابنه معاً"
" لا يهم .. تعلم سبب تواجدي هنا أليس كذلك ؟"
"بالتأكيد"
" إذن " ..
" لست مؤهلاً بعد؟ "
" المعنـى ؟ "
" أنت لا تزال في السابعة عشر إلى جانب كونك طالب بالثانوية ،
القانون قانون و أنت غير مُستوفٍ للشروط الآن"
" ولكنك لم تقل لي ذلك عندما كنت في التاسعة ! .
.وعدتني بالمساعدة وأنت الآن تخلف وعدك "
"لست كذلك يا ليث ! .. لا أخلف وعداً قطعته البته ، سأفي بوعدي
ولكن في الوقت الحالي لا أعتقد أن بإمكاني فعل ذلك إلا إن .. "
قاطعة ليث بغضب :
" ماذا؟ ماذا هناك أيضاً "
" أثبت لهم جدارتِك والى أي مدى قد تصل إليه عزيمتك ..
منْ يعلم ربما يعيدوا النظر بشأن القانون ؟ ..
ليث إلى إي مدى تريد هذه الوظيفة ، هل ستخاطر بحياتك؟"
مال ليث برأسه للخلف واستمر بالتحديق به غير راغباً في التحدث :
"لا يبدوا عليك الخوف أو التردد ، ما زلت غاضباً من القانون"
استمر ليث بالتزام الصمت فاردف قائلا :
" حسناً لا يهم ، عليك أن تأتي إلى هنا يومياً في مثل
هذا الوقت وليكن في اعتبارك أن التدريبات لن تراعي سِنك أبداً "
" ذلك شأني ! هل يعني ذلك أن بإمكاني البدء منذ الغد؟ "
"إن كنت مستعداً ، عليك بإذهال سادتي منْ تخطوني برتب عالية حتى يتم الموافقة عليك بالإجماع"
"حسناً اتفقنا"
بعدها ذهب ليث للمنزل فاستقبله توبيخ عمه :
" ليث أين ذهبت اليوم و تركتني أعمل بمفردي؟ "
" آسف عم ماركو طرأت علي بعض الأمور والتغيرات"
تمعن العم مطولاً بوجهه ثم قال :
" على وجهك علامات احباط ، لم أراك هكذا قط؟ "
تنهد ليث تنهده تنم عن آسى .. مُوافقاً العم في تحليله:
"حسناً لِنقل أنها أزمة و ستمضي ولكن قد أتأخر في الأيام القادمة لأنني سأعمل عملاً آخر حين عودتي من المدرسة فهل من" ..
قاطعة العم ماركو مشجعاً قائلاً:
"بما أنك نشيط ولازلت تساعدني كالسابق لا علاقة لي بشيء آخر.. افعل ما يحلو لك شرط ألا تتوقف عن
العمل هنا فأنا لست مستعداً بعد لرحيلك "
ردد ليث بخاطره وكأنه يجيب العم مخاطباً ذاته :
كيف أرحل عنك وأنت بهذا التفهم !
بالرغم من بقائي معك ما يقارب تسع سنوات حتى الآن إلا أنك
أبداً لم تسألني عن ماضيّ أو مكانتي ، شخص مثلك لا يُطالب
بأسئلة أو يتدخل في شؤون الآخرين دون
رغبةٍ مني .. أأستطيع تركك حقاً ؟
كم كنت محبطاً بالفعل ومتعباً لدرجة جعلتني أرغب بالنوم
وكأنه الشيء الوحيد الذي يحتاجه جسدي .. بدلا عن التفكير
فيما عليّ فعله كخطوةٍ تاليه أفضل طاعة حاجتي الآن ..
في منتصف الليل تقلب ليث كثيراً بفراشهِ وأكثر من الحركة
كأن هناك شيئاً ما يزعجه ، طاردته تلك الذكرى
وتلك العصابة ، التي غيرت حياته ،عندها استيقظ
مرعوباً والعرق يتصبب من على وجهه فشرب كأس ماء
ليُهدأ من روعِه قليلاً ثم مضى لغرفة النحت بالطابق
الأسفل ليصنع بعضاً من المنحوتات
شغل باله أمر تلك العصابة التي تراوده الكوابيس بشأنها
كل ليله مذكرة أيّاه بأمراً يجب ألا يُنسى .. الانتقام ! ..
ليبدأ التفكير في خطوته التالية بوضوح ، كيف سأتمكن من ذلك وأنـا
مجرد فتىً عاديٍ الآن ؟ ، علي التحلي ببعضٍ من الصبر.
في الصباح استيقظت و ذهبت لمدرستي مُبكراً على
غير العادة ، بعد انتهاء الدوام ذهبت إلـى ذلك المركز كما وعدت،
وحالما أصبحت بداخله علمت بأنني أصغرهم سِنـاً والوحيد
الذي يرتدي زي مدرسي فطرأت على بالي فكرة .
غير ليث زِيّهُ المدرسي لزيّ شرطة استعارة بسهولة من خزانة أحدهم ،
كانت فرصةً للتسلية ، فمضى للسجون وتصرف كما لو كان
فرداً من المركز ولم يخطر على بال أحدهم بأنه في سن
السابعة عشر .. بل لم يرتابوا بشأنهِ حتى
بينما ظل هو يتحدث معهم بثقة و يتنقْل بينهم كأنه عالم
بالأمكنة ويحادث هذا وذاك كـأنه يعرفهم جميعهم
وبالرغم من أنه عدوهم إلا أنهم قد أعجبوا بفطنته وشجاعته
فلم يجدوا أي عسر في التحدث إليه
ليث لم يكن بطويل أو قصير القامة بل متوسطاً عريض المنكبين ، قوي
البنية ، تستطيع رؤية عضلات ذراعيه وصدره ، وجه بيضاوي
وعينان ثاقبتان تنم عن قوة العزيمة والشخصية ذات لونٍ
بُني فاتح يميل إلى الاصفرار قليلاً مع شعر شديد السواد ، اسمر البشرة ،
مم تجعل منه تلك الملامح فتىً مميزاً يعلق
بذاكرتك ، تشعر بأن شيئا ما به يجذبك كالمغناطيس إليه ..
فاجأه صوت من الخلف على حين غفلة:
"أرى بأنك تستمتع بوقتك جيداً .. كدت أُخدع بك أيها الملازم ثينو ! "
بانت ابتسامة ساخرة على وجهه فور تعرفهِ على صاحب الصوت :
" أليس من الغريب أن تنادي ملازماً بطريقةٍ غير رسمية ؟! "
" ولكنك لست كذلك ! "
" حسناً جاك كنت أتعرف عليهم محاولاً تمضية بعض الوقت"
"أرى ذلك ولكن الغريب في الأمر تفاعلهم معك وأنت
عدوهم بينما لم يفزْ أي شرطيٍ قط بلفت انتباههم وكل
ما فعلته هو سرقتك لزي ليس ملكك وتصرفك مثلهم؟
أراهن أنهم لم يرتابوا بشأنك حتى ، عجباً ماذا فعلت بهم؟؟"
"لدي طُرقي و أساليبي "
" حسناً هل أنت جاهز للتدريب ؟"
" بالتأكيد"
"هيا إذن ، ولكن لتخلع أولاً هذا الزي قبل أن يحدث أمراً
ما ويفقدهُ صاحبه "
التدريب لم يكن صعباً بل سهلاً ، حيث تحدث عن الضروريات
الأساسية للدفاع عن النفس سواء كان خصمك يحمل مسدساً
بيده أو أي آداه حادة أو كان يستخدم قبضات يديه
كيف تدافع عن نفسك في مواقف مُشابِهه ؟ .. لم أتمكن
من مشاركتهم التدريب بشكلٍ فعال فمازالت مجرد جندي
بالاسم فقط دون رتبة لأنني غير مستوفٍ للشروط ، لذا تم السماح
لي بالمراقبة عن قرب ولا بأس إن قلّدت حركاتهم ما دمت لا أقاطعهم !
بعد الانتهاء توجهت للمنزل ولم يُلقي العم أي أسئلة
نظراً لأخباري له مسبقاً بشأن العمل لم أخبره بأي تفاصيل حول
عملي الجديد أو ماذا كان ؟
إذ ذهبت إلى غرفتي والقيت بنفسي في الفراش غير قادر على
مقاومة النوم وأغمضت عينيَ ولم أستيقظ سوى في صباح اليوم
التالي وفي مساء ذلك اليوم أثناء عودتي من التدريب بينما
كنت عائداً لمنزلي علق بأذني صوت أُنثوي مألوف وعندما تمهْلت
قليلاً وتتبعت مصدر ذلك الصوت كانت الكارثــــة! بل شيئاً لم
يكن في الحسبان ! أعـادني ذلك الصوت إلى ذكريـات كنت قد
قررت دفنها للأبد ، أمـامي على بعد بضعة يارداتٍ ، وقفت امرأة
بالقرب من منزلي، رأيتها من الخلف ومع ذلك عرفت هويّتها
وعندما استدارت والتقت عينيّ بعينيها تمنيت لو تنشق الأرض و
تبتلعني في تلك اللحظة !


*********************

 
 

 

عرض البوم صور سوهاني   رد مع اقتباس

قديم 17-01-16, 04:58 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308123
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: سوهاني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سوهاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سوهاني المنتدى : مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
افتراضي رد: الانتقام هويتي

 


الفصــل الثالث : رحلةً إلى الماضي

شعر ليث لوهلةٍ بالعجز أمام مواجهة تلك المرأة وأن دفاعاتــه قد أصبحت هشة
فأخبرتهٌ غريزته بالهرب ولكن يداً كانت أسرع بالوصول إليه لم تدعه يفلت
" ليث انتظر أرجوك دعني "...
قاطعها ليث ببرود مصطنع :
" ليس هنالك صلةٍ تربطني بك فدعي يدي وشأنها"
" كيف تتحدث إلى من هو بأكبر سناً منك هكذا؟!"
" ومنْ أنتِ لتحاسبينني ؟ ألديك حق ؟ "
"نعم لدي، فأنــا .. أنــا"
قاطعها مجدداً :
"مجرد امرأة رخيصه! "
لم تتحمل المرأة إهانة ليث لها فأقبلت على صفعه بكل ما قد
أوتيت من قوة وقالت بصوت ملأهُ التحسر والندم
"كيف تجرؤ على قول شيء كهذا لـأمك ؟! "
" أنتِ لست بأم ولا يحق لكِ استخدام هذا اللقب"
"أنت فتىً سيء الأخلاق وأباك بالفعل لم يحسن تر "..
لم تتمكن من إكمال جملتها عندما شاهدت تغيير
ملامح وجه ليث ورؤية عيناهُ مشتعلتان غضباً
" إن أردت الإساءة فالتكن لي فحسب ، لا داعي لإدخال
أبي بالأمر ، فما فعلهُ لي لا يمكن أن تفهمهُ امرأة هجرت
زوجها وابنها وهو لايزال في سن الرابعة ويال الدهشة!
ها هي الآن تدعي الأمومة ! "
آلمها أن تستمع إلى كلمات بارده مُجرده من العواطف ومُهينة
من ابنها الوحيد ولكنها الحقيقة لقد تخلت عنهم دون
أسباب تذكر، فأقبلت تبكي ودموعها تسيل على خديّها
ولكن ذلك لم يحرك شيئا في مشاعر ليث نحوها بل ظل
يحدق بها بعينين باردتين
كأن شيئا لم يكن حتى أقبلت تقول بصوت متوسل :
"أعلم أن ما فعلته كان أمراً فظيعا وأنـا نادمة بحق على فعلتي صدقني"
" وهل يفيدني ندمك ؟ هل سيغير شيئا ؟ ، الأمر الوحيد
الذي يحزنني ويؤلمني بشده أن أبي أحبك بصدق بالرغم
من هجرك له ، كان يبكي كلما تذكركِ آلماً عندما يكون بمفرده
بينما يرتدي قناعه القوي مع ابتسامته المواسية حيث تواجدي ،
أو أتعلمين أيضا بأنه ظل ينادي باسمك وهو يحتضر
ماري .. مـــاري ، ليت أبي حظيّ بالمرأة المناسبة ! "
"ليث لم يفُت الأوان بعد فلتمنحني فرصةً واحدة لا غير لأعوضك
عن كل ما قد سلف أرجوك! "
" بـــل فات لم أعد بحاجةٍ إلى جليس ! .. انسي أن لديــك ابن
أو فكري بأنه قد لقي حتفه ! المهم أنني لا أريد أن أراك هنا
مجدداً حسناً والآن وداعاً"
بعدها انصرف ليث تاركاً ماري وهي مُنهارة خلفه ، لم يبالي بشأنها
أو عناء النظر إليها مجدداً ولكن بداخله
كان قلبه ينزف دماً على كل كلمة كان قد رماها بوجهها للتو فقد
أحبها هو أيضاً كيف بإمكانه أن يكره أمه سبب مجيئه على هذه الحياة
ولكنه كره فكرت تخليها عنه وهجره وأبيه ، تلك الحقيقة آلمته لدرجه
جعلته يفكر بعدم مسامحتها ..
فظل يتمشى بالطُرقات بعيداً عن منزله خشيةً أن تعلم بمكان إقامته،
وبعد مرور حوالي ساعتان عاد للمنزل
"آه ليث هل كنت بعملك الآخر لهذا تأخرت كثيراً ؟"
نظر ليث إلى عقارب الساعة المعلقة على الحائط قبل أن يجيب،
كانت تشير للواحدة صباحاً :
" كــلا عمي ، خرجت مبكراً بعض الشيء من هناك ورغبت بالتمشي
قليلاً لبعض الوقت "
"أرى أنك أصبحت مقصراً بعملك هنا، هل لأنك أصبحت مشغول ؟"
" أنـا آســف سأعوضك عن اليوم فلتدع بقية الطلبات لي سألبيها لك"
"حسناً ذلك جيد فأنا مرهق .. أعتمد عليــك"
ظل ليث حتى ما يقارب الساعة الثالثة والنصف صباحاً يُلبي طلبات
زبائن عمه ويحاول أن يجد ما قد يُلهيه عن التفكير بالمـــاضي
فما حدث اليوم كان أشبه برحلةٍ للماضي .
في الصباح الباكــر كالمعتاد ذهب للمدرسة إلا أن الإرهاق والتعب
بــان على وجهه , تلك الهالات السوداء حول منطقة العينين كما
أنه لم يتمكن من إجهاد عقله أكثر على التركيز ، وعلم بأنه
حتماً سيلقى حتفهٌ إن ذهب
للتدريب بحالته هذه مالم يقوي نفسه ويسد جوع معدته بشيء
ما لذا قرر الذهاب لأي مطعم مجاور
وبعد مرور بضع دقائق شعر بأنه أفضل مم سبق وأنه مستعد للتدريب ،
لا يجب عليه التغيب عن ذلك المكان لأن يومٌ واحد سيؤثر
عليه في الوصول إلى هدفه ، ولكن لسبب آخر كان يومهُ
طويلاً ، كل ساعة مرّت به بدت كالدهر بالنسبة إليه ،
ومع مرور الأيام ومضيّ
ثلاث أشهر على لقائه بوالدته علم بأنها أخيراً قد استسلمت ،
وبسبب تفوقه بدراسته ونشاطه في المركز بات من السهل عليه
التوفيق بين ثلاث أماكن المدرسة والمركز والمنزل أصبح ذلك
كل ما يشغل باله في الوقت الحالي
حتى نال اعجاب بعض الساده في المركز مم جعلوه
يصبح جُندياً عادياً ولكن لن يتم منحه الوظيفة رسميا حتى
بلوغه السن القانوني مع ذلك كان مقصراً فقط بشأن راحته
الجسدية و الذهنية ..
وذات صباح اتجـــه ليث لمدرسته وللمرة الأولى لفت انتباهه
جمال الطبيعة، فمدرسته تتميز بالمدخل الواسع والممر الطويل
بحراسهُ الأشجار على جانبية و زخرفة تلك الورود والأزهار المتناثرة
على طول الطريق ، ما أجملها من طبيعة! خاصةً في هذا
الفصل .. فصل الخريف .
عند مدخل باب مدرسته الداخلي وقف صديقه ليو بانتظاره :
"عجبا ! هل الفتى الذي أمامي ليث، لا أصدق ذلك؟"
رفع ليث حاجباه مستفسراً عن تعجبه :
"اهلا ليو و ما العجيب بالأمر ؟! "
"حضورك المبكر! ، ليث هل تعاني من ارتفاع في الحرارة كن صادقا ؟"
" بالطبع لــا، ما علاقة صحتي ؟ أيجب أن يكون هناك سبب وراء تبكيري؟"
" لا أعلم ، ولكن أمرك مُحير على كل حال ما رأيك بهذا الفصل ألا يبدوا جميلاً ؟ ""
" نعم إنه كذلك ولكنني أكرهه! "
"أتكره فصل الخريــــف ؟ "!
"نعم "
" ألم تعترف للتو بجماله ؟! "
" لا يعني بأني قد اعترفت بجمالهٍ أي أنني أحبه ، كما أن سبب
كُرهي له يعد سببٌ خاص"
" كم تغضبني بشدة عندما تختتم جُملك بعبارتك الشهيرة
سببٌ خــــــــــــاص! ، و لا تعلم مدى رغبتي حين ذاك في تحطيم
هذا الوجه الذي أمـامي الآن ! "
بدأ ليث بالسخرية من ليو كالمعتاد :
"هه ! يا لك من فتى يسهُل التلاعب بمشاعره أنا
لا أحب التحدث عن أموري الشخصية لأي كان وهذا الفصل
يذكرني بذكرى أتمنى ألا أتذكرها"

***********************************

الفصـــل الـــرابـــع : الوظيفة


لاحــظ ليو تغــير تعابير وجه ليث ونبرة صوته عندما أخبره بكرهه
للفصــل معللاً بأنه يذكره بذكرى لا يحبها فلم يرغب بأن يلّح
عليه لذا غيّر الموضوع
" ليث هل أنت مستعد لامتحان الغد؟"
استمرا بالتحدث بخصوص الامتحانات واقتراب مواعيدها ، و بالرغم من
عدم اكتراث لينو بها كان ليث يحسده على ذلك ، لقدرته على اللامبالاة
بينما يتحتم عليه هو أن يهتم بأمرها كثيراً ، حيث انخفاض معدل درجاته
من شأنه أن يؤثر سلباً عليه عندما يلتحق بكليةٍ ما إلى جانب
ظروفه المادية عليه أن يضمن قبوله دون ضرورةٍ ماسة بدفع
الرسوم وبذلك يسهل الوصول إلى هدفه الذي كان مركز
اهتمامه أغلب الوقت .
ظل ليث على حاله مُستمراً في روتينه اليومي حتى مرور ثلاث سنوات
واقترابه من عدوه المجهول بخطوة .. بات الآن مستوفياً للشروط
و بإمكانه أن ينال الوظيفة أخيراً ،كان ليث سعيداً بما حققه ،
لمعرفته أن ذلك سيساعده كثيرا في الوصول إلى هدفه ،
انتظر بفارغ الصبر استلام آخر خيطٍ يربطه بمدرسته .. شهادة تخرجه،
وحالما أصبحت في متناول يديه ذهب للمركز ..
وهناك أصيب بالدهشة لمعرفته بأن معظم موظفو المركز كانوا
بانتظاره ، بانتظار ذلك اليوم الذي يصبح فيه مستوفياً للشروط ،
وما أسعد حظه ليكون الآن تحت إشراف أكثرهم تفهماً ومعرفةً به..
جاك هِنري
نظر جاك مطولاً لِشاهدة ليث ومن ثم إليه والسرور بادٍ على وجهه قائلاً :
"ثينو! تهاني الحارة لك ها قد وصلت لهدفك أخيراً صحيح؟ "
"ليس بعد ولكن أصبحت قريباً جداً من تحقيقه ، وصولي للوظيفة هو خطوةٍ
أولية نحو هدفي"
"أثرت اعجابي يا فتى بعزيمتك آمل أنك على استعداد لتنال مهامك
كملازم رسمي ؟"
"أجل بالتأكيد وسأكون شاكراً إن كانت بمهام يصعب تنفيذها"
رفع جاك حاجبه الأيسر متعجباً قبل أن يقول :
"مهام يصعب تنفيذها ؟ ماذا يعني ذلك ؟ البعض يتجنبها بينما
تريديها ، حقاً أنت غريب الأطوار ! "
"إن لم تكن بمهام من هذا النوع لن أتمكن من الاقتراب لمكانتك
وبالتالي لن أصل لهدفي "
"إذن في سبيل الوصول لهدفك عليك أن تقفز لمكانتي الآن أليس كذلك ؟"
" تستطيع قول ذلك ، لن أتمكن من فعل شيء برتبةٍ عاديه كرتبة
الملازم هذه !! "
قهقه جاك عالياً على قول ليث مردفاً :
"أنت فتىً استثنائي عمْن هم في سنك إذ أنك منذ الآن تطمح للترقية
وتخطط لأشياء كبيرة ،حسنا إن كنت تريد رتبةً أفضل ،عليك
بإظهار أفضل ما لديك في المهام التي سأمنحها لك فهي
خطيرةً حقاً فهل أنت مستعد للمجازفة بحياتك ؟"
" بالتأكيد ، بمعنى آخر نجاحي بها بما قد يُثــير أعجابك قد يؤهلني لرتبةٍ رائعة"
"وهو كذلك .. هات ما لديك ! "
"اتفقنا سيتم قبولي هنا للدراسة أيضاً صحيح ؟"
"بالطبع ! ، لم أطلع بعد على مستواك الأكاديمي لمعرفتي
بأنك مستوفٍ للشروط مسبقاً ولكن بسبب القوانين سأرى ذلك ..
فالتحضر إلى هنا في تمام السادسة صباحاً "
بعدها انصرفت وعدت للمنزل فاستقبلني العم ماركو لحظة وصولي
" أهلا بعودتك ليث ، أخبرني كيف سارت الأمور مع تخرجك، هل فكرت
في مكان ما ؟"
" أهلا عم ماركو يبدوا بأنك متشوق لمعرفة ما جرى معي من
أمور لليوم ، حسنا حالفني الحظ ووفقت في كل اختياراتي،
إذ فكرت بمكانٍ ووجدته و قد نجحت بالقبول به أيضاً"
" هذه أخبارٌ سارة بالفعل لم تخيب ظني "
" بالمنــاسبة عم ماركو هل هناك طلبات لليوم ؟ هل تحتاج لمساعدة
في تلبيتها ؟"
" لا ، فلم يتبقى الكثير و كدت أنتهي لذا اذهب واستريح "
عندها توجهت لفراشي .. كان يوماً حافلاً بكثيرٍ من الأمور عدا
و لم أفعل به شيئاً يذكر.
في صباح مشرق ذات يوم كان علي التوجه للمركز كعادتي لتأدية
مهامي ولكن عيناي كانتا مُثقلتان بالتعب لدرجة جعلتني لا أقوى
على فتحهما إلى جانب أشعة الشمس الحارقة المنذرة بالاستيقاظ
والتأهب، ولم أذق طعماً للراحة مذ التحاقي بالمركز أي قبل ثلاث
سنوات، حيث بدا كفرعونٍ مُستبد متفرغاً لهلاكي بالتدريبات
والمهام المكثفة وكأنني ربطت حبل مشنقتي حول رقبتي
بنفسي عندما تقدمت للوظيفة، يطالبني بالحضور المبكر في
الصباح ثم يطلق صراحي بحلول صباح اليوم التالي ولا تغفل عينايّ سوى
ساعةٍ أو ساعتان بالكثير حتى يردف بمهمةٍ أخرى إلي لإنجازها وكأنني
الوحيد الذي يملكه ! ، أتساءل أي مهمةً لعينة هي مهمتي
لليوم ..تناولت بعضاً من الخبز المحمص كوباً من الحليب على
عجالةٍ ومضيت في طريقي متوجها نحو المركز ، في تلك الأثناء
سمعت أحدهم يستغيث ، بدا صوته شبه مسموعاً نظراً لبعد
المسافة .. فاقتربت أكثر ، فإذا به بـصوت فتاة صغيره لا تزال
بالمدرسة الثانوية على ما يبدوا من زيها الرسمي تحاول
الدفاع عن نفسها من رجلٍ يفتخر برجولته باستدراجه فتاة صغيرة
السن ومن ثم التهجم عليها .. أثار غيضي فمضيت نحوه وأوسعته
ضرباً مبرحاً كدت أتسبب بقتله لولا فرصةً سمحت له بالفرار .
نظر ليث للفتاة بأسى وهو يراقبها وهي تُمسد بيديها
المرتجفتين الغبار من على تنورتها فقال :
"هل تأذيتِ؟"
" لا.. شكرا لك ..لا أعلم ماذا كنت بفاعلة لولاك "
عبس ليث لحماقة الفتاة من ذهابها وحيدة بمثل هذا الوقت
وفي هذه الأزقة فقال مؤنباً الفتاة :
" ألا يوجد أحد أو حافلةً ما تستقلينها لإيصالك للمدرسة ؟ "
" بلى يوجد ، ولكن صادف بأنني تأخرت لليوم ففاتتني الحافلة "
"وليس هنالك من يصحبك كبديل لهناك ؟ "!
"كلا"
"أأنت يتيمه ؟"
" لا"
"ماذا إذن ؟"!
بدا صبر ليث ينفذ وهو ينتظر إجابتها التالية فردت الفتاة قائله :
" توفي أبي منذ سنتين وأمي مشغولة بالعمل لأجلي ولم تعد
للمنزل منذ البارحة ولا حاجة لك بالقلق علي إذ أستطيع حل
مشاكلي بنفسي "
علّق ليث ساخراً:
" رأيت مدى براعتك في تدبر حل لمشاكلك فقد رأيت النتيجة
للتو ، على كلٍ ما هو عنوان مدرستك يا فتاة ؟ "
"لما ؟ "
" أتسألين من أجل السؤال أم من أجل المعرفة؟
لماذا أطلب العنوان برأيك؟ "
"هل ستوصلني لهناك ؟"
"نعم ، وليس وكأنني راغب بذلك أيضاً ولكن من واجبي ذلك
كما أن هذا الحي خطر وهنالك الكثير من نوعية ذلك الرجل
الذي هاجمك للتو"
بدت الحيرة تعلو وجه الفتاة كأنها تشك بأمره فرد ليث مطمئناً :
" لن أفعل لك شيئاً فلو أردت لفعلت مسبقاً كما أننا سنسير
سيراً على الاقدام وسأكون على بعد مسافةٍ ليست ببعيدة
عنك ، سأرافقك فحسب"
بعدها استجمعت الفتاة رباطة جأشها
ومنحته العنوان وماهي إلا دقائق حتى أوصلها للمدرسة وبينما
هي في طريقها للبوابة أدارت رأسها شاكره ليث على فضله
" شكرا لك مجدداً لمرافقتي "
" لم أفعل سوى واجبي ، والآن اذهبي ولا تكوني بتلك الفتاة
الخرقاء المتهورة تفوتين الحافلة حيث ليس هنالك منْ يقلك ثم
تفكرين بالذهاب وحيدة بين الأزقة "
" لدي اسم ، كف عن مناداتي بفتاة اسمي جين "
" حســـنا أيا كان"
أدار ليث ظهره للفتاة بمعنى أن مهمته قد انتهت وعليه الرحيل
فقالت الفتاة :
" ألن تخبرني باسمك .. على الأقل ؟ "
قال لها وهو يسرع مبتعداً وعلى عجله :
"لا حاجه لك بمعرفته " !
لسبب ما بدا له وجهه الفتاة مألوف كأنه يذكره بشخص ما ولكن
الذاكرة خانته بالتذكر فتوجه بعدها مباشرة للمركز.

**********************************

 
 

 

عرض البوم صور سوهاني   رد مع اقتباس
قديم 21-01-16, 11:57 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Oct 2014
العضوية: 281423
المشاركات: 6
الجنس ذكر
معدل التقييم: المايسترو ع عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المايسترو ع غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سوهاني المنتدى : مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
افتراضي رد: الانتقام هويتي

 

القصه مشوقه وممتعه وفى انتظار باقى الفصول

 
 

 

عرض البوم صور المايسترو ع   رد مع اقتباس
قديم 21-01-16, 02:51 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308123
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: سوهاني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سوهاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سوهاني المنتدى : مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
افتراضي رد: الانتقام هويتي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المايسترو ع مشاهدة المشاركة
   القصه مشوقه وممتعه وفى انتظار باقى الفصول

سعيدة أن الفصول نالت الاعجاب ..
سيتم تنزيل الفصول كل إثنين بإذن الله ..
شكراً لمرورك وقرائتك ..



 
 

 

عرض البوم صور سوهاني   رد مع اقتباس
قديم 25-01-16, 06:27 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308123
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: سوهاني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سوهاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سوهاني المنتدى : مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
افتراضي رد: الانتقام هويتي

 


الفصل الخـــامس : طفلةٍ مُزعجة !

بعد دقائقٍ معدودات وصل ليث للمركز وقصد مكتب اللواء هِنري
"وصلت أخيراً أيها الرائد "
" آسف طرأت علي بعض الأمور الطارئة "
" حقا مثل ماذا ؟! "
"هل عليك فتح تحقيق بشأني لتأخري لنصف ساعه ؟! "
"حسناً دعنا من ذلك.. كما تعلم لديك مهمه "
"ليس بخبرٍ جديد"
بعدها ظللنا نتناقش أنا وجاك بشأن المهمة الجديدة وكيفية تنفيذها ،
لم تكن على مستوى صعب بل تحتاج لتركيز .. عليّ بمنع عملية تهريب
المخدرات لأحدى العصابات بينما القبض عليهم مُتلبسين في آن ، انتهى
العمل في غصون ساعتين وبات المجرمون بين يدايَ مع مساعدة بعضاً
من رفاقي ،عدت لمكتب جاك لغرضٍ قد نسيته ، فتناولته وغادرت ولكن
أثناء توجهي للمخرج صادف أن قابلت تلك الفتاة الصغيرة مجدداً ، بشعرها
البني ذا التسريحة القصيرة والعينين الناعستين الزرقاوين و ذلك الزي
المدرسي ،وما أن شاهدتني بدورها حتى هتفت بصوتها عالياً :
"أنت ... أنت ذلك الشاب الذي ساعدني ؟ إذن فمكان عملك هنا "
"حسناَ أجل ، وما الذي تفعلينه أنتِ هنا، أتحبين التجول وحيده؟ "
"لا ،لم آتي بمفردي "
" مع منْ إذن.. لا أثر لأحد سواكِ؟ "
" أتيت برفقة أمي ولكنها ذهبت لمكانٍ قريب من هنا ولن تتأخر ، فهلّا انتظرتها ؟"
"لا.. لا يمكنني أنا في عجلةٍ من أمري"
صاحت الفتاة متذمرة :
"أنت دائما في عجلةٍ من أمرك ! مجرد بضع دقائق لن تقتلك"
" حسنا هل لي بأن أعلم لما تُصرّين عليّ لأقابلها ؟! "
" لأنها ترغب بشكرك.. على الأقل وفرصة اللقاء بك مجدداً تبدو ضئيلة خاصةَ وأنـا لا أعرف عنك شيئاَ حتى اسمك "
تدخّل صوت ذكوري آخر ليقطع مجرى حديثماً :
" ســيدي .. أنت هنـا ! "
أمال ليث رأسه للخلف فإذا به يجد إحدى رفاقه في حالةٍ يرثى لها وآثار الدماء على زييه العسكري :
"ما الذي حل بك يا ماثيو ؟ إنك تبدو بحالةٍ سيئة، هل تلقيت ضرباً مُبرحاً ؟! "
"بعض الشيء"
"ماذا تعني بذلك ، كل هذا الكم وبعض الشي ؟!" وزع نظراته بشكلٍ عشوائي على زييه
" أًرسلت إلى مهمة بالقبض على أفراد عصابة ولكنهم نصبوا لي فخاً عندما كدت أتمكن منهم أخيراً "
"ولماذا لم تستعن بأحد ؟"
" فعلت ذلك ! لم أكن بمفردي كما أن أفراد العصابة خطرون.. أصيب
ثلاث في مجموعتي بإصاباتٍ عميقة فضلا عن أربع آخرون كانت إصاباتهم
طفيفة وواحداً نُقلناه للمستشفى في العناية المركزة ، فلم أتمكن من
المجازفة بالبقية لذا عدت كما ترى"
" تبدوا عصابةً فريدةً من نوعِها ..ماذا عنك ؟ أهذه إصابة طلقٍ ناري ؟" أشار بيده على كتفه الأيسر
"أنا بخير فإصابةٍ غير موفقةٍ في الكتف لن تؤدي إلى موتي على كلٍ ذلك السيـــد يطلبك"
"هل تعني جــــاك ؟"
"نعم هيا أسرع في الذهــاب إليه قبل أن يجنّ جنانه ..أما أنا فسأمضي في طريقي للمشفى"
لاحظ ماثيو الفتاة الصغيرة التي تقف بجانب ليث فاستفسر قائلاَ :
" بالمناسبة منْ تكون ؟ هل هي بأختك ؟"
أشار بأصبعه عليها، فاتسعت عينا ليث إذ أنه قد نسي بأمرها تماماَ :
" لا إنها مجرد طفلةٍ مزعجة تظهر لي من حيث لا أدري كأنها شبح "
ردت الفتاة بصوت يخنقه البكــاء :
"إنني لست بطفله ! أفضل بأن تناديني بفتاة على أن تناديني بطفله.. لمـــاذا تكرهني يا سيد ؟! "
جال ماثيو ببصرة لليث ثم انتقل للفتاة ، زاد توتره عندما التمس ضيق الفتاة ، فجذب ليث بعيداً وهمس في أًذنه بصوتٍ خافت :
"لماذا تمتلك لساناً لاذعٍ هكذا ؟ فهي فتاة صغيره ، انظر إنها على وشك البكاء الآن وأنا كما تعلم حساس أمام دموع الفتيات"
" آه الرحمة !ماذا عليّ أن أفعل إذن "
"اعتذر إليها، على الأقل فقد جرحت مشاعِرها"
نفّذ ليث فوراً كلمات صديقه دون مبالاة بالتفكير :
"آسف يا فتاة ، ولكن هذه طريقتي ،أعترف بأن لديك موهبةً خارقة في تمثيل الدراما ، هنالك مستقبلاَ مشرق في انتظارك"
زمجر ماثيو خلفه بصوتٍ مسموع لليث وهو يطحن أسنانه في غضب :
" ما الذي فعلتـــه ؟ !طلبت منك الاعتذار لا صبْ الزيت على النار!، هل علي بأن أُزودك دائما بالدروس في كيفية التعامل معهن بلباقــة "
"آسف فليس لدي وقت للهو كما لديك"
دفع ماثيو ليث عن طريقة ليواجه الفتاة :
"آســف يا فتاة فلتقبلي اعتذاري بالنيابة عنه فإنه هكذا مع الجميع .. مــــا اسمك ؟"
"جيـــن"
" جين .. اسمي ماثيو ، هل من مشكلةٍ ما ؟"
"نعم ، كنت أنتظر أمي فقد أخبرتني بأنها لن تتأخر كثيراً ولكنها تأخرت بالفعل لذا أمــلت من السيد الذي بجانبك بأن يؤدي واجبــه ويساعدني"
نظرت لليث تطالبه بإجابة فرد قائلا:
"ماثيو تكفل بمساعدتها بما أنه لا يبدوا عليك الألم بينما أتفقد جاك حســناً، أعتمد عليك "
" أوه مهلاَ!"
بعدها قصدت مكتب جاك مباشرةً
"مرحبا ثينو ، تأخرت كثيراً، ظننتك عدت مسبقاً لمنزلك "
" كنت في طريقي إليه لولا تلك العقبة التي عرقلتني لبعض الوقت .. فيمْ أردتني ؟"
" سمعت بالأخبار من ماثيو عما جرى أليس كذلك ؟"
"أتقصد بشأن العصابة ؟"
" نعم ، إذ سيكون علي بأن أوكل المهمة إليك فكما ترى إنها عصابةً عنيفة ودموية ، وبحسب المعلومات التي أعلمني بها ماثيو فإنهم يمتلكون القدرة على تحريض بقية أفراد العصابات الأخرى والتحكم بهم إي لديهم السلطة ..إلى جانب تراكم حالات القتل والاعتداء في الآونة الأخيرة بأنواعها بسبب كثرة تفشّي هذه العصابات! وللأسف لا أملك سوى هذه المعلومات الضئيلة التي لا تفعل شيئاً ، فمهمتك أن تذهب مُتخفياً بينهم وتحاول التأقلم معهم كفرد منهم في سبيل معرفة رؤوس العصابات ومنْ بيده السلطة المُطلقة ، الذي يتحكم بهم جميعاً ويحرضهم ، اكتشف سر أفعاله، لديك كامل الصلاحيات باستخدام السلاح الناري عند الحاجة ، سأرسلك للمهمة غداً وأزودك بكل ما قد تحتاجه ، فهل من أسئلة ؟ "
"لا"
"بإمكانك الانصراف .. أثق بك وأعلم بأنك الأجدر لهذه المهمة"
بعدها خرج ليث من مكتب جاك وسار في طريقه للمخرج .. حيث أوقفه أحدهم مُنادٍ باسمه :
" ليــــــــــــــــــث ! "
توقف ليث فوراَ لدى سماعه للصوت الأنثوي المألوف لتعرفه على صاحبه دون الالتفات للخلف بينما يستمع لخطواتٍ مُسرعة تتقدم نحوه
"ليث .. أنت تعمل هنا "
استمر ليث بالتزام الصمت دون الالتفات إليها ، مما أزعجها تصرفه فأدارته صوبها بالقوة :
" انظر إلي عندما أحدثك"
وقف ينظر لملامحها رغماً عنه ، امرأة نحيلة الجســم متوسطة الطول في حوالي الأربعين عمراً ، لديها شعرٌ بُني طويل عقدته في حركةٍ للخلف ، وعينين ناعستين سوداوين، ارتدت ملابس عملية ورسمية، في تلك اللحظة بدت له هذه الملامح مألوفة ومُشابهه بشكلٍ كبير لشخصٍ ما سبق أن رآهُ .. صوت أنثوي آخر أجاب على تساؤلاته .
"أمــي ! .. لماذا تحبين الاختفاء كثيراً هكذا؟"
الآن تبين لليث الوجه الآخر من التشابه وسببه
توفقت جين عن السير فور ملاحظتها لليث ولأمها معاً ثم نظرت لكليهما بدهشه للموقف والطريقة التي بدت أمها ممسكةٍ بها ليث وكأنها تخشى هروبه منها فتساءلت بحيره :
"هل تعرفان بعضكما ؟!""
رد ليث بسرعه :
"كــــلا"
ثم تخلص من إحكـــام ماري عليــه ، فقالت جين بصوت ملأهُ الشــك :
"ولكن ما رأيـــته للتو .. "
قاطعها ليث معللاً :
" والدتكِ قد أخطأت بيني وبين شخصاً آخر ، و الأن اسمحا لي بالذهاب ،طابت ليلتكم"
بعدها انصرف ليث تاركاً جين في حيرةٍ من أمرها.

*********************************
الفصــــــل الســـادس : فلندع كل شيء للقدر ..

"أمي ما الذي يجـــري؟ ،أنتما تعرفان بعضكما أليس كذلك؟"
" ألم تسمعي ما قاله للتو ؟"
"بلى ولكنني لست بمغفْلة .. بالرغم من صغر سني فقد بدى لي واضحاً بأن هنالك علاقةٍ بينكما "
" أنتِ تتوهمين"
" حــقاً ! إذن لمــاذا لم تنطٌقي بحرفٍ واحد عندما سألتكما بينما أجابني هو "
" أتعملين بالصــحافة لتحققي معي هكذا ، وهل تفيدك أي معلوماتٍ بشأنه ؟"
ثم صمتت فجأة ونظرت لوجه جين تتفحّصها وعلى وجهها ابتسامةٍ ملتويه .. دفعتها لتطرح سؤال استفساري .
"ماذا، لمــاذا تنظرين إلي هكذا ؟"
" هــل يعقل بأن ابنتي مهتمةٍ به ؟"
صاحت جين باضطراب :
" لا، بالطبع لا ،كيف لي أن أهتم بشخصٍ حتى لا أعرف اسمه؟"
"إذن ؟ ما سر اهتمامك به "
" أنه الشخص الذي حدثتكِ عنه ، الذي ساعدني في ذلك اليوم وكنت قد طلبت منه أن ينتظركِ لأنكِ أردتِ شكره "
اتسعت عيّنا ماري دهشةً وهي تقول :
"هـو منْ ساعدك ؟! "
"نعم ، وبينما كنت أبحث عنكِ لمُلاقاته وجدته بين يــديك مٌسبقاً"
"كفـــى ! هل تسخرين مني الآن ، يا لــك من ابنةٍ وقحه ! هيـا تحركي علينا الذهــاب للمنزل بما أنه لا حاجةً لوجودنا هنا "
" حســنا أنا آســفه لم أقل سوى الذي رأيته ففيم انفعالك ؟"
أجابتها ماري بصوت خفيض محدثةً نفسها :
" لأنكِ للتو بدوتِ لي كليث وليــس كجيــن "
"أمي هل قلتي شيئاً ؟"
"لنعود للمنزل"
***
" أمي هل ترغبين بمباشرة العمل في مثل هذه الســاعة المتأخرة من الليل ؟" !
"لدي بعض الأعمال لأٌنجزها كما أنني لا أشعر برغبةٍ في النوم ،اذهبي أنتِ للنوم ،غداً لديك مدرســة "
"حسنــاً تصبحين على خيــر"
حــاولت ماري العمل بالرغم من انشغال بالها بما حدث اليوم ،ونتيجةٍ لذلك فشلت كل جهودها المبذولة في صرف انتباهها
" أوف ! ما هذه الصُدفــة الغريبة ! ، كنت قد أيقنت بعد مرور ما يقارب الســت سنوات بأنني لن التقيك مجدداً يا ليــث ، لو تعلم كم عدد المرات التي ترددت فيها
على ذاك المكان حيث التقيتك لأول مرةٍ على أمل اللقاء بك من جديد أو حتى رؤيتك عن بعد، لتظهر عند يأسي بـمُلاقاتك بــصفتك شُرطي مرتديــاً زييك العسكري،
وذلك القدر !.. الذي جمع بينك وبين أُختك صدفة ثم مرةٍ أخرى في المركز ، أهو صدفة أم قدر لقائكما ؟ إن كان قدراً فحتماً ستلتقيان مجدداً ولكن السؤال ؟
مــاذا عليّ أن أفعل بشأن جيــن ؟ ، أأخبرها بالحقيقة أن ليث أخيها ؟ ، وكيف أفعل ذلك فهي حتى لا تعلم بأنني كنت متزوجةٍ قبل أن ألتقي بأبيها "
تنهدت ماري بعمق كـــأنها تحمل هموم العالم على أكــتافِها ، زفرت بضيق ثم حسمت تفكيرها في عبارةٍ واحدة
" حـــسنا فلندع كل شيء للقدر "
***
كـان ليث قد وصل أخيراً لمنزلهِ فبعد خروجــِه من المركز لم يذهب مباشرةً للمنزل بل ظل يتجول بالطرقات مضيعةً للوقت ..
"أهلا بعودتــك يا ليث .. ، إنها الثالثة بعد منتصف الليل "
" آه عم ماركو ألا تزال مُستيقظاً ظننتك نائِماً؟"
"لا أشعر برغبةٍ في النوم لذا فكرت بالعمل "
حدق العـم مطولاً بوجه ليث مُتفحصاً حاله من رأسه وحتى أخمص قدمــيه قبل تستقر مجدداً على وجهه ثم قال:
" تبدو مُستاءاً ألهذا تأخرت كثيراً "
"لما تعتقد ذلك ؟! "
"لأنني أعرفك جيداً، بقيت معي ما يكفي من الوقت لأتعرّف على تصرفاتك .. كــنت سأقول تأخرك بسبب العمل ولكن لا يبدوا كذلك "
عندما تأكد العم بأن هنالك سبباً آخر تقدم نحوه و ربت على كتفيه مُواسـياً :
"لا تستاء بُني، أياً كـــان السبب فعلى كلٍ هكذا هي الحيــاة يوم عليك ويوم لــك"
" شكرا عم ماركو ،دائماً ما أجدك عندما أشعر بالضيـــق .. هل أستطيع أن أطرح عليك سؤالاً؟ "
" بالتأكـــيد تفضــل "
" ماذا تفعل لو أن شخصاً ما تحبه قد هجرك في يومٍ كنت في أمس الحاجة إليه ثم عاد مجدداً
بعد مرور سنوات ليطلب الصفح والغفران، ماذا كنت لتفعل لو أنك بمكاني ؟؟"
فكر العم قليلا ثم أجاب :
" الجـــواب بسيط "
" كيــــف ؟"
" ألا تزال تحبه ؟"
" اعتقد ذلك"
"إذن فلتمنحه فرصةٍ أخرى "
" ذلك صعب علي..لقد جرحني كثيراً "
" بُني أن تمنحه فرصةٍ واحده لا تعني لك شيئاً على كل حال ولكنها قد تعني له الكثير ، ثم ليس من الضروري أن بأنك قد منحته الفرصــة وأياً
كان ذلك الجرح فالوقــت كفيلٌ بشفائٍه .. اذهب واسترح الآن أنت بحاجة للراحة"
في صباح اليوم التــالي استيقظ العم كعادته مبكراً ولكن المفاجأة أن ليث قد سبقهُ إذ وجده العم يتناول افطاره وهو في كامل استعداداته
"عجباً ماذا أرى ! منْ يقف أمامي الآن ؟ أتساءل ما إن كان هنالك رابط بينه وبين شاب الليلة المــــــاضية ؟"
" هه ! لدي مهمة فريدة من نوعها وسألقى حتفي لدى
أول مُحاوله .. إن ذهبت بحالتي تلك "سكت يعدّل ثيابه في علامة
للرحيل ثم أضاف " عم ماركو سأضطر لمفارقك لوقتٍ غير
معلوم ، قد آتِ من فترةٍ لأخرى لتفقد ما قد يلزمني لاحقاً من هنا "
" يا له من عمل ! حســنا بُني أسأل الله أن يوفقك وأن يعيدك لي
سالمــاً ..لا تعد إلي إلا وأنت منتصر "
"حسنا لك ذلك"
بعدها توجهه ليث للمركز لتلقي التعليمات الأخيرة من رئيسة بما
قد يلزمهُ من أمور لغيابة الاضطراري عن المكان لفترة، منعاً لوقوع الأخطاء
في حال تمت مُلاحقته أو تتبْعهِ لإي سببٍ كــان ، مضى في طريقة
لمهمته الجديدة .. شغل باله فكرة واحده
" ها أنــا في طريقي لمهمة مناسبة عم أبحث عنه ، سأجد تلك العصابة! "

********************************

 
 

 

عرض البوم صور سوهاني   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الانتقام, هويتي
facebook




جديد مواضيع قسم مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:07 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية