لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء روايات اثارة و أكشن و مغامرات على نمط روايات مصرية للجيب


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-16, 01:03 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308123
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: سوهاني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سوهاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سوهاني المنتدى : مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
افتراضي رد: الانتقام هويتي

 


الفصل التاسع عشر : أملي الأخير !

توجهت ماري لعملها وشكرت حظها لخروجها المبكر ووصولها في الوقت
المناسب .. وعندما حل المساء وانتهت من دوامها قصدت منزلها وفي
طريقها لهناك شاهدت جين خارجة من متجر للملابس التنكرية ثم رأتها
تسير باتجاه المنزل فتبعتها ماري أيضاً ، إلا أنها تعمدت التأخر لبضع
دقائق بالخارج قبل أن تدخل إليه ..
"أمي .. مرحباً أتيت باكراً اليوم"
"دائماً ما أحضر في المساء"
ثم نظرت لوجه ابنتها متفحصة مطالبة بتفسير :
" أمي .. ماذا هناك، لماذا تنظرين إلي هكذا ؟"
"أنتظر إدانتك" !
" عن إي إدانة تتحدثين ؟! "
"ماذا كنت تفعلين بمتجر للملابس التنكرية ؟"
صمتت جين قليلاً ثم أجابت بثقه :
" كنت أحاول الشراء"
" لمــا ؟"
" لأجل الحفل التنكري المدرسي "
" و لماذا لم تخبريني به ؟"
" كنت أنتظر اللحظة المناسبة .. هل كنت تراقبينني ؟"
"كـلا ، رأيتك صدفه ؟"
" يال الصدف.. "
أكملت ماري البقية
"تصنع العجــائب ! "
نظرت جين للمائدة ثم تذكرت شيئاَ آمله في تغيير مسار الحديث
" بالمناسبة لم أعد أرى ذلك العنوان ؟"
"عنوان ؟ أوه .. ألم أخبرك بأنني قد أمزقه ؟"
" هه ! ولكنكِ لم تفعلي"
"ما الذي يجعلك واثقه ؟"
"مجرد حدس أنثوي"
"حسناً ربحتِ .. لقد تأكدت من العنوان"
"ومـاذا أيضا ؟"
"جلست مع رجلٍ مسن وأكد لي أن العنوان لليث بالفعـل"
" ومـاذا بعد ؟"
" لا شيء آخر .. ما الذي ترغبين بحدوثه غير ذلك ؟"
" أن تتوطد العلاقات"
"وهل يحدث ذلك من مقابلةٍ واحده ؟! "
" لا .. ولكنني كنت آمل ذلك"
" لمـاذا ؟"
"هكذا فقط ! "
نظرت ماري لتعابير ابنتها قبل أن تطرح سؤالها التالي :
"هل تحبين ليث .. جين ؟"
أحنت جين رأسها قليلاً ثم عبثت بلياقة قميصها المدرسي فاستطردت ماري :
"لن ألومك على مشاعرك فهي طبيعية ولدى كل أنثى"
"إنها ليست كما تفكرين .. إنها أقرب ما يكون لمشاعر المودة "
" يسعدني سمـاع ذلك.. يفترض ألا تتعدى ذلك ! "
بعدها انصرفت ماري تاركة جين في حيرتها تردد عبارة والدتها الأخيرة ..
شعرت بأنها تخفي سراً غامضا تعمدت أمها إخفاءه ، ولكن ما هو ؟ ..
في اليوم التالي بعد انتهاء دوامها المدرسي ذهبت لزيارة العم ماركو مجدداً
"مرحبا أيها العم .. آمل ألا أزعجك بتطفلي"
"كـلا عزيزتي تفضلي .. أشعر بالوحدة هذه الأيام"
" ألا يزورك ليث ؟"
"بلى .. ولكنه أصبح مشغولٌ جداً"
" همم ! هل زارتك أمي البارحة ؟"
" أجل .. كان لقاءاً طيباً"
"وهل تحدثتما كثيراً ؟"
"ليس تماماً"
"عن ... ليث ؟"
سكت العم مفكراً في اجابةٍ مناسبه فأردفت :
"لا تقلق لن أضعك بموقف حرج .. أعلم بأن أمي أجبرتك على أن تبقي الأمور
سراً عني"
نظر العم نظرة حزن لجين فواصلت حديثها :
"عمي لا بأس ، لا أريدك أن تشعر بالذنب لأجلي .. إنني معتادة على هذه
الأمور لذلك أنا عازمة على معرفة ما تخفيه بنفسي دون مساعدة
من أحد "
" أتمنى لك التوفيق إذن "
"حسنا أنا ذاهبة الآن .. أراك عما قريب"
كانت تعلم أن العم لن يساعدها كثيراً بشأن ما ترجوه ..
لأنه حتماً بوضعٍ صعب خاصةٍ بعد زيارة والدتها له فبات لديها أمل
واحد لا غير .. تنكرت واستبدلت ردائها المدرسي بزي العصابات ثم سارت
نحو الملجـأ .. شعرت بالسعادة لوجود ليث هذه المرة ..
وعندما لاحظها أقبل بدوره عليها
"لقد أتيتِ .. آه ألا تنسين البته ؟"
لم تجب عليه بينما ظلت تنظر إليه في صمــت :
"مـاذا ؟ تبدين هادئـة .. وكئيبة على غير العادة ؟! "
"سعيدة لأنك تلاحظ بالمناسبة ماذا فعلت بشأن مهمتي؟"
" بذلت جهدي إلا أنني لا أفهم سبب طلبك.. فهي سيدةٍ عاديه تخرج
للعمل وعندما تنتهي تعود للمنزل .. ببساطة لم أر دافعاً لمراقبتها
عن قرب ؟"
أجابت جين بصوتٍ بائس و مخنوق :
"كـارلوس .. لم يعد باستطاعتي الاستمرار أكثر من ذلك! "
"مــاذا تعنين ؟! "
"أرجو أن ترافقني دون اعتراض أو طرحاً لأسئلة "
ثم سحبته من يده وسارت به إلى مكـانٍ منعزل وفجأة تركت يده وأدارت
ظهرها له :
"ما الأمر .. لماذا أحضرتني لهنـا ؟! "
" لأنني تعبت"
" ممْ ؟"
"من محاولتي لمعرفة الحقيقة .. الحقيقة يا لــيث ! "
تفاجأ ليث لأنها تعرف هويته الأصلية فاستفسر :
"من أنتِ ؟"
لم تجبه جين على سؤاله فواصل حديثه :
"حسنا لا يهم .. ما الحقيقة التي تتحدثين عنها ؟"
" الحقيقة التي تخفيانها أنت وماري جيسون عني"
"أنـا وماري جيسون ؟! "
ردد العبارة الأخيرة باندهاش واضح .. وما لبث أن فهم ما ترمي إليـه ..
"هل يعقل أنكِ .. جين ؟"
"نعم أنـا هي .. ولكنك لم تجب على سؤالي بعد ؟"
"لست أنـا من يفترض بك سؤاله "
"و لكنك أملي الأخيــر .. أرجوك ! "
ثم نظرت إليه بحزم وعينيها مغرورقتان بالدموع وهي تحاول كبحهما عن
السيلان .. شعر ليث بضيق وتوترٍ حاد إذ لم يسبق أن رآهـا بذلك الكـم من
البؤس وعلم أنه مُلام على ذلك، فما ذنبها لتعاني ، ألـأنها أخته أم ابنة
ماري جيسون ؟
وعلمت جين بدورها أنها وضعته في موقفٍ لا يحسد عليه ..
فتقدمت نحوه
"ليث .. لم أقصد إزعاجك .. على كل أريد أن أطلب منك شيئاً .. أن تعتني بأمي ..
قد تبدو غامضةٍ إلـى حدٍ لا يطاق .. وصارمة في حين إلا أنها حنونة
وعطوفة جداً من الداخل .. فليتك تراها كما أراها أنا وليتك تعلم كم تكترث
لأمرك وتتعمد إخفاء ذلك عني بالتحديد .. لا أعلم ما صلتكما ببعض ولكن
يمكنني الشعور بوجد رابطةٍ قوية بينكما ..كما أريدك أن تعلم أنك لست
وحيداً ولن تكون .. لأنني سأقف أساندك دومـاً ولو عن بعد .. كـأخت ..
لأنني أهتم لأمرك"

**********************

الفصل العشرين : حقائق تتكشّف

عادت جين للمنزل وفوراً صعدت إلـى غرفتها .. حتى لم تلقي التحية كعادتها ،
الأمر الذي زاد من قلق أمها فتبعتها ..إلا أن جين أغلقت الباب على
نفسها طلباً للعزلة ..
"جين .. دعيني أدخل ما بـك ؟"
"أنـا بخير أريد أن أنـام فقط"
" ولماذا أوصدت الباب إذن .. أنتِ تكذبين ! "
"كـلا"
"بلـى ! "
"أمي أرجوك .. دعيني وحدي أحتاج للراحة"
احتارت ماري في أمرها ولكن سرعان ما لبت طلبها مستسلمة .. بينما
استلقت جين في فراشها واضعة وسادتها بين ذراعيها ورأسها في
جوفها .. وأجهشت بالبكـاء لساعات إلى أن تحول الحال إلـى فواقٍ و انتحاب ..
كما نامت نوماً متقطعاً .. أصبحت ملامحها مرعبة في اليوم التالي عندما
كانت تستعد للذهاب إلـى المدرسة فلم تتمكن والدتها من تجاوز الأمر :
" مـا الذي حل بكِ يا جيــن ؟! ،عيناكِ متورمتان وحمراوان كالغربـان ، وشعرك
كما لو أصـابكِ تيـار كهربائي ! "
أجابت جين ببرود :
"تصفين جيداً .. لماذا لم تصبحي شاعره ؟ .. حسنا أفسحي لي المجال أرجوك
يجب ألا أتــأخر"
"قطعـاً! "
"ولكن أمي.. "
"لن تذهبي اليوم بحالتكِ هذه إلا على جثتي ! "
"غريب .. في العادة الأمهات يشجعن أبنائهم على الذهاب أما أنتِ
فالعكس"
"وضعكِ مختلف الآن، بالمناسبة أمـا زلتِ ترفضين التحدث ؟"
"إنه أمر سخيف ! "
"لا أعتقد بأنه كذلك الذي يجعلكِ بائسة إلى حد الموت"
" أمي أنـا فقط متعبة لا غير"
"إذن اصعدي و استريحي في غرفتك .. لا أزال بإجـازتي و لا أنوي مفارقة
المنزل لحظةٍ واحده ! "
"حسنـاً لكي ما شئتِ"
بقيت جين بغرفتها ما يقارب ساعتين وهي تحدق عبر نافذتها ثم للغرفة ،
وكأنها لم تعد تطيق البقاء بها أكثر .. حتى سمعت صوت رنين الهاتف
في الأسفل .. فزحفت حتى الدرج تسترق السمع وتوصلت إلـى أن والدتها
ستضطر للخروج لأمرٍ طارئ بخصوص عملها لبعض الوقت .. انتظرت رحيلها
وبعدها خرجت هي الأخرى حتى لم تبدل ثيابها إنما توجهت للمدرسة
وفكرت لاحقاً أن تزور العم و تبوح له بهمومها ..
في مكانٍ آخر حيث الملجـأ :
جعل كارلا يقرع غرفته ذاهباً و إياباً حتى ثار غضب ويـل
"هـلّا توقفت عن فعل ذلك! "
" آسف .. إنها عادتي في ترتيب الأفكار"
"لما لا تدع كارلوس في سبيله وبذلك تستريح"
" لا أستطيع .. أنـا مولعٌ بالغموض و الأسرار والمفاجآت .. و كارلوس كتلة
متحركة مليئة بهم"
"في ذلك أصبت"
" إذن ؟"
"مـاذا ؟! "
"ألن تخبرني بآخـر التطورات ؟"
"لا جديد أضيفه على ما أخبرتك به سلفاً"
" حقــاً ؟"
"سوى أن تلك الفتاة ذهبت لذلك العم مجدداً"
"ومـاذا غير ذلك ؟"
"دار بينها وبين كارلوس حديثاً مؤثراً إلا أنني لم أتمكن من استراق السمع
لمعرفة محتواه"
" اللعنــة ! لـــــما ؟"
"لأنني كنت بعيداً ولو اقتربت أكثر لكشف أمري .. إلى جانب أنك طلبت مني المراقبة لا استراقاً للسمع"
" تبــاً تنفذ الأوامر كجندي ! ..إذن ما الذي جعلك تعتقد أن الحديث بينهما
كان مؤثراً ؟"
"لم يسبق لي أن رأيت كارلوس عاطفياً من قبل"
" أقلت عاطفي ؟ ! "
"نعم .. لم أكن لأصدق ذلك أيضاً لو لم أراه بعينيّ"
صمت كارلا يفكر برهة ثم قال:
"ويل لقد حان الوقت لمقابلته"
"منْ ؟"
" ستتعرف عليه بنفسك"
في مكان آخر حيث ماري:
بعدما أنجزت ماري عملها وكانت في طريقها للمنزل رأت محل النحّات في
وجهتها فتذكرت وعدها له فقررت زيارته..
"مرحباً .. هل بإمكاني الدخول ؟"
" أجل بالتأكيد .. أهلا بكِ من جديد"
"كنت في طريقي للمنزل وتذكرت وعدي لك .. فقررت إلقاء التحية"
"سعيداً بقرارك .. ولكن آمل ألا أكون شاغلاً"
"كـلا أبداً .. بل أنـا متفرغة لليوم وفي عطلة"
"هنالك شيء أريد إعلامكِ به"
"تفضل .. ما هو ؟"
" هل أخبرتك ابنتكِ أنـها زارتني البارحة ؟"
"لا .. هل حقاً كانت هنـا ؟"
" أجل "
"ولمـا ؟"
"أظنكِ تعرفين السبب ؟"
ترددت ماري في الاجابة ثم سألت بقلق :
"هل أخبرتها ؟"
" كلا"
" أنـا آسفة لأنني جعلتك تتورط معي بالأمر ..كنت بحاجة لأبوح لأحدهم ..
إلا أنني ما زلت غير مستعدة للبوح لها "
"لا بأس كنت سعيداً بمساعدتكِ يمكنكِ أن تعتمدي علي .. ولكن لابد لكِ من أخبارها قبل فوات الأوان"
"أجل سأفعل ذلك في القريب العاجل ، شكرا لتفهمك للوضع .. أمم والآن
أأكمـل ما بدأناه ؟"
"أجل من فضلك .. إنني متحمس للتكملة"
"ولكن لا أذكر أين توقفت "
"أمم، ربما عندما أخبرتني أن والد ليث أنقذكِ صحيح ؟"
" آه صحيح .. في ذلك اليوم تغيرت نظرتي كلياً واكتشفت كم كنت ظالمة
بحقه .. ولكنني تعجبت من وجوده آنذاك فسألته مـا إن كان الأمر صدفه"
"و مـاذا كانت إجابته ؟"
"في البدء تردد بالإجابة .. ثم بعدها أخبرني أنه كان يراقبني .. وعندما سألته
عن السبب أحمر وجهه ثم تمتم شيئا لم أفهمه وبعدها رحل"
"وترككِ وحدك ؟! "
ضحكت ماري وكذلك العم بدوره .. وبدا له أنها أصبحت أكثر حيوية عمْ كانت
عليه فأكمل يحثها على الاستمرار
" حسناً و ما حدث بعد ذلك ؟"
" بعد ذلك اليوم بدأ عقلي يفكر به وكيف أنه بدا من الخارج على النقيض
تماماً عمْ بداخله ومع مرور الأيام بدأت أنجذب إليه إلى أن أتى ذلك اليوم
الذي صارحني فيه بحقيقة مشاعره كما عرض علي الزواج"
" وبـالطبع وافقتي"
" نعم .. إلا أنه طلب مني التريث قليلاً ريثما يصلح من نفسه ويصبح
سيداً محترم ولكن .. "
" ماذا ؟"
" بعد ذلك اليوم اختفى لمدة ثلاث أسابيع حتى أنه لم يأتي لمكان
عملي ، ظننت وقتها أنه نسي بأمري أو أصابه مكروه، وبعد انقضاء شهر
بدأ يأتي للمكان كزبون لا أكثر وأغضبني أنه لم يقدم شرحاً على غيابه
الطويل، فكرت ربما كان نادمـاً على ذلك العرض ؟ ، إلا أنني لاحظت أنه
أصبح وحيداً .. الرفيق الذي كان لا يفارقه لحظة كفّ عن المجيء بينما
هو فحسب .. فسألت نفسي .. ما الذي حدث بينهما ؟ "

 
 

 

عرض البوم صور سوهاني   رد مع اقتباس
قديم 07-09-16, 02:38 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
قاريء مميز


البيانات
التسجيل: May 2016
العضوية: 316282
المشاركات: 6,307
الجنس أنثى
معدل التقييم: فرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييمفرحــــــــــة عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1401

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فرحــــــــــة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سوهاني المنتدى : مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
افتراضي رد: الانتقام هويتي

 
دعوه لزيارة موضوعي

غاليتى
سوهاني
هناك الكثيرين ممن يقرؤن الرواية
وتدركين ذلك من كمية المشاهدات
فهى فعلا رواية رائعة
وانتظر باقى فصولها
فيها الكثير من الاثارة والغموض والتشويق
لك منى كل الشكر والتقدير
دمتى بكل الخير
فيض ودى

 
 

 

عرض البوم صور فرحــــــــــة   رد مع اقتباس
قديم 12-09-16, 01:35 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308123
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: سوهاني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سوهاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سوهاني المنتدى : مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
افتراضي رد: الانتقام هويتي

 



الفصل الحادي والعشرين : قد يكون القاتل !


"وهل اكتشفتِ شيئاً ؟"
"بالطبع ، بالرغم من أنني لم أكن مُتأكدة منه .. لذلك عزمت على مواجهة رينو لتفسيرٍ واضح ..
ولكن قبل محاولتي لمقابلته زارنا صديقهُ .. ذات مساءٍ بمفرده ،
تساءلت عن سبب غيابه وقدومه فجأة دون مرافقه المعتاد ..
فذهبت إحدى رفيقتاي بالعمل لتلبية طلبه ، وعندما انتهينا أخيراً وكنت
في طريقي للمنزل رأيته ينتظرني بالخارج "
" وماذا حدث حينها ؟"
" ماذا يمكن أن يكون ؟ غير أنه توعدني بالنذير المشؤوم متهماً إيـاي
بالمرأة البغيضة! التي عملها أن تفرّق بين أصدقاء الطفولة ..
كما هددني بالقتل في حال اقتربت من صديقه و أن أبحث عن مكانٍ
آخر في أقرب وقت ، وبعدها وكأنه لم يعد يطيق النظر في وجهي
أكثر .. فرحل"
"ذلك شيء فظيع ! وماذا فعلتي ؟"
"طلبت إجازة لمدة يوم ، وأقبلت أفكر بقرار جيد ، شعرت بالذنب لأنني كنت
سبباً في فراقهما .. ثم فكرت أنني لا أستطيع ترك العمل لحاجتي
الماسة إليه ولكن بإمكاني تجاهل رينو تماماً لمصلحتهما "
"وهل هددكِ صديقه مجدداً بعد ذلك اليوم ؟"
"كلا ولكن الأمور تأزمت وتعقدت كثيراً بعد ذلك ، كنت أجد والد ليث
دائم الحضور مساء كل يوم في عملي ، حتى بات أمر تجاهلي له
صعب ،فغيرت مواعيد مناوباتي لوقتٍ أكثر تأخُراً وفشلت محاولتي عندما
انتظرني ذات يوم بالخارج بعد منتصف الليل ،حينها نظرت لوجهه بصمت
بدا شاحباً وحزيناً وتلك الهالات السوداء تحيط بعيناه العسليتان التي
فقدت ذلك البريق سر جاذبيتهما .. تساءلت بأسى أهو على هذه الحال
بسببي أم صديقه أم لحيرته من كيفية جمعهِ لنا سوياً ؟ وقتها لم أتحمل
تعذيبه أكثر فأخبرته بكل شيء .. غدا غاضباً في آن و متفهماً في حين
بينما حزيناً في الغالبية "
" وهل توصلتما إلى حل ؟"
"نعم .. طلبت منه أن يعود لحياته ويتخلى عني وأنني لن أنساه ..
إلا أنه رفض ذلك وعزم على الزواج لأنه بـات جاهزاً ، و أمل في أن
يتفهم صديقه سبب تعلقه بي في يومٍ مـا"
"جيد أنـا سعيد لقراره الحكيم "
"لم يكن قراراً حكيماً ، إنما في ذلك الوقت اعتقدنا نحن ذلك ..حيث شعرت
بالسعادة في الأشهر الأولى بالرغم من محاولات صديقه للإفساد علينا ..
خاصةً وأن رينو لم يعد برجل عصابات بل رجلٍ له مكانته وسمعته ،
مع مرور الوقت لم أعد أطيق الحال من تهديدات صديقه المستمرة لنا ،
إلى أن غدوت حاملاً بليث .. وكم كنت قلقة عليه ، جاهد والده بدوره
ليجعل الأمور تسير على ما يرام .. حتى أتى ذلك اليوم الذي كنت فيه
قد اتخذت قراري .. وقتها كان ليث بالرابعة من عمره .. أتذكر أنني ذات
مساء سرت حتى غرفته ثم طبعت قبلة على جبينه وكدت أرحل إلا أنه
شعر بي فـمنعني من الرحيل ، جلست بجانبه وقرأت له بعض القصص
حتى غطّ في سباتٍ عميق، خرجت بعدها من غرفته وفي طريقي ألقيت
نظرة عابرة على غرفة رينو وتمنيت أن يسامحني ويفهم سبب
رحيلي المفاجئ "
" كان عليك شرح الأمر لوالد ليث قبل ذلك ؟"
" لو فعلت لمنعني من الرحيل فأنا أعرفه جيداً ، أردت أن يكونا بأمـانٍ
مع بعضهما لأنني كنت أعلم برغبة صديقه .. أنه يكرهني أنـا وليس هو"
"ولكن ألم تفكري أنك منحتي ليث فكرة سيئة عنك ؟"
"بلى ، إلا أنني شجعت نفسي أن خطوتي خيراً من رؤيتهما يتعذبان لاحقاً
بسببي"
"ولكنكِ عذبتهما بالفعل ! أحدهما لقي حتفه أمـا الآخر لا يزال معذباً"
" لم أكن أتوقع أن تسير الأمور في الاتجاه المعاكس "
" غلطتكِ الوحيدة كانت أن نظرتي للأمور من صوبٍ واحد .. على كلٍ من الجيد
أن كان موتاً طبيعياً لرينو"
"بل متعمّد"
" أتعنين مقتول ؟! "
" لست واثقة من الأمر .. ولكن حسب ما ذكرته لي صديقتي أنها
سمعت من الشرطة أن موته كان بفعل فاعل"
" ولكن لمـاذا ؟ ألديه أعداء ؟"
" لا ، باستثناء أتباع صديقه لأنهم رهن إشارته ولكنهم جبناء
لا يفعلون سوى ما يأمرهم به رئيسهم"
" أتشكين بأحدهم ؟"
"نعم"
" منْ ؟"
" كـــــــــارلا"
"كارلا ؟، ومنْ هو ؟"
" صديق طفولته ؟"
" أمر غريب ! ولماذا يفعل صديقه ذلك ؟"
"لأنه يكرهني ! "
"ولكن ألا يحب صديقه ؟! "
" بلى ، بعض الأصدقاء يعتقدون أن في قتل منْ يحبون قد يسببون
ضرراً أخف لأنفسهم "
"لم أفهمك .. هل كان رينو يضايقه ؟"
"في البداية لم يكن .. حتى تعْرّف ووقع في حبي أصبح كـارلا يكرهني
باعتباري قد سلبته صديقه الوحيد "
"ولكن ما زال الأمر غريباً .. ما دام يكرهكِ لماذا لم يفكر بقتلكِ أنتِ ؟! "
" فكر بذلك مراتٍ عدة .. إلا أن رينو كان عقبةٍ في طريقه "
"فهمت .. ليصل إليك كان لابد له من إزالة العقبة صحيح ؟"
"أجل .. ولكن "
"مـاذا ؟"
"لقد هجرت ليث ووالده لأنني كنت خائفةٍ عليهما ولابد أنه قد علم
بطريقةٍ مـا بهجري لهما .. وما دمت أنـا دافعهِ للقتل .. لا أفهم لماذا إذن
قتل رينو بدلاً عنــــــــي ؟! "
" ذلك ما يحيرني أيضاً .. لعله فعل ذلك ليعذبك "
" مستحيل ! إن فعل ذلك فهو مختلٌ عقلياً .. أيقتـل صديق طفولته
ليعذبني ؟! ، لست متأكدة من الأمر ربما كارلا ذو صلةٍ بمقتل رينو
إلا أنه ليس بالقاتل "
" وقد يكون القـاتل ! "
فكرت ماري بابنتها وأنها وحيدة بالمنزل .. فهْمّـت بالرحيل
" أيها العم .. لا تعلم بمدى راحتي لوجود منْ يستمع إلي .. ها قد علمت
بقصتي الآن ، وعلي العودة فجين وحدها بالمنزل ولاشك أنها ستتساءل
عن غيابي الطويل .. فوداعاً أراك قريباً "
" وداعاً سيدتي .. سعدت بمساعدتك و زيارتك ، أتمنى أن تحل مشاكلك
ويعود ليث إليك في يوما ما .. بالتوفيق"

*******************

الفصل الثاني والعشرين :مفاجأة !

في مكان آخر :
" كارلا إلى أين تقودني ؟"
" اهدأ يا ويل .. فالصور أبلغ من الكلام"
سارا إلى طريق مختصر يقود لذات المكان الذي أراده كارلا ..
ثم وقف فجأة ونظر لويل فاستفسر ويل :
" ماذا ؟ .. هل وصلنا ؟"
"أجل"
" وأين ذلك المكان والرجل الذي تقصده ؟! "
" إنه نصب عينيك مباشرةً"
"هذا المحل ؟! ..محلٍ لنحت الأخشاب ؟! "
فكر قليلا ثم تذكر شيئاً آخر مهم فأردف :
" أوليس هذا نفسه هو عنوان ليث الذي منحته لي سابقاً "
" بالضبط ! ذاكرتك قويه .. هيا سِر للداخل ! "
" لا لن أدخل ،لاشك أنها إحدى مُزْحك السخيفة! "
رد كارلا بصوتٍ حازم وجاد :
"وهل أبدو لك كذلك الآن .. هيا ؟"
"مهلاً.. ما الذي تريده من ناحت ؟"
"ويل ! لماذا تطرح الكثير من الأسئلة اليوم ؟ سِـر للداخل وستعرف
كل شيء بنفسك! "
كان كارلا على النقيض منذ آخر مرة قدم فيها لماركو .. في مظهره الحقيقي
إلى جانب تلك الرفقة السيئة الملتفة حوله ورهن إشارته ، جعلت
العم يرتاب بشأنهم ، إلا أنه تصرف معهم كزبائن بلطف
"مرحبا هل أساعدكم بشيء ؟"
رد كارلا بحمــاس :
"بالطبع ماركو .. ستساعدنا كثيراً جداً"
جفل ماركو وقطب جبينه فعلم كارلا ما يدور في ذهنه فأردف :
" أنـا أعرفك ماركو ، ولكنك لا تعرفني"
" و كيف ذلك ؟ ، أنـا دائماً ما أتذكر زبائني "
" عجباً ! إلا أنك لا تذكرني .. هذا الوجه "
وأشار بيده لوجهه .. إلا أن العم لم يتمكن من التعرف إليه وألتزم الصمت
فاستمر في محاولاته :
"حسنا .. لقد خيبت ظني لا شك أن تنكري كان مميزاً .. لينسيك هذا
الوجه الجذاب"
"تنكــر ؟! "
" لقد مللت من اللهو! ، فلنوضح الأمور ماركو ، أنا ذلك الرجل المحترم
الذي قابلته منذ فترة قصيره ، إذ طلبت منك صنع تمثالٍ صغير على
شكل ذئب .. أتذكر؟ "
لم يتعرف العم عليه بالرغم من محاولاته ، إلا أنه حسب لكل مشكلةٍ
حلاً فأخرج ورقتهِ الأخيرة التي تميّزه
"لا بأس .. لعل التذكار يكون أكثر نفعاً مني "
فطلب من أحد رفاقه أن يسلمه التمثال ..
"ها هو ذا أمامك .. هل تذكرت الآن ؟"
بدت الدهشة على ماركو وهو يقول :
"لا أصدق ذلك ! أنت .. ولكن لماذا ؟! "
"بل صدق فكل شيء ممكن ، أمـا عن السبب، ببساطة من أجل معرفة
معلومة عن شخص ما ..تعرفه أنت معرفة قويـــه "
"ما زلت أسألك لماذا تفعل كل هذا ومنْ أنت ؟"
"أكره هذان السؤالان فلا تطرحهما! .. وأجب على أسئلتي فحسب دون
التساؤل، على كل حال ما علاقتك بالسيدة للتو ؟"
"مجرد زبونه"
" ولكنني لم أر إي تمثال منحوت لديها .. فهل كل زبائنك هكذا ؟"
"إلام تلْمّح سيــد .. "
"كــارلا "
" سيد كارلا"
انتبه ماركو أن الاسم مألوف ..وسرعان ما تذكره
"سؤالي واضح .. ما علاقتك بتلك السيدة ؟"
"ولماذا يشغلك أمرها ؟"
"ماركو إنك تختبر صبري! .. وله حدود كما تعلم"
"إن أجبت على سؤالي .. أجبتك "
" همم ! تعجبني شجاعتك .. فلنقل إذن أن لديّ ذكرى سيئة معها "
قاطعه العم مكملاً حديثه :
"بسبب صديقٍ عزيز"
حدق كارلا مطولاً بالعم قبل أن يجيب :
"شيئاً من هذا القبيل .. والآن أجبني على سؤالي ؟"
"إنها زبونة فحسب.. تعرفت عليها حديثاً وذلك كل ما في الأمر"
"ما علاقتها بليــث ؟"
" ليث ؟! "
"أجل لا تقل بأنك لا تعرفه .. لأنني حينها سأفرغ هذا المسدس في
مقدمة رأسك"
"هل تعتقد أنني أخاف الموت ؟"
" لا .. تبدوا شجاعاً ولكن ليث يهمك بالطبع صحيح؟ "
تدخل ويل بينهما كعقبه :
"كارلا ما الذي تفعله ؟ .. فلتخفـض سلاحك ودعهُ في سبيله"
" إنه المفتاح الأخير .. لن أفرّط فيه"
"ولكنني لن أدعك تفعلها"
"حاول منعي إذن ؟ .. رفاق"
أحاط بويل رفاقه من كل صوب حتى غدا غير قادر على التصرف ..
فانهال عليهم بالضرب عشوائياً ففعلوا الشيء ذاته دفعةٍ واحدة ،
وأستمر الحال إلى أن خارقت قواه للنصف حيث سقط على الأرض
غير قادرٍ على الحركة ، نظر إليه كارلا ساخراً :
" أرأيت .. دائما ما تعصي أوامري في أوقات أكره فيها المقاطعة ..
فهل عدت إلى رشدك ؟"
أجابه ويل وهو يحاول الإفلات من رفاقه :
"ما زلت على قراري لن أسامحك إن قتلته! "
"ألأنني قتلت أخاك الآخر من قبل ؟"
ثم وضع الطلقات بالسلاح وأصبح جاهز للإطلاق فصرخ ويل عاجزاً :
"كــــارلـا ... لا! "
حاول ويل التملص من رفاقه ولكن دون فائدة ، كانوا ست ينهالون
عليه بالضرب في آن واحد ،مما صعّب على ويل فرصةٍ للدفاع حتى عن
نفسه جيداً.. بينما صوب كارلا المسدس في وجه ماركو
"إنني أمنحك الفرصة الأخيرة .. أخبرني فقط ما علاقة ليث بتلك المرأة
وأجعلك حُراً طليقاً "
" كأنك ستفي بوعدك ، أعرف أمثالكم ، توعدون ثم تخلفون وهل
يؤتمن خائن قد قتل أعز صديقٍ له من قبل ؟"
بان طيف ابتسامة ساخرة على كارلا وهو يقول :
"أخبرتك بقصتي إذن ، رائع ، عبقريه!، دائما ما تجيد تلفيق التهم "
" لم تقل لي أنك قتلته ، فهي لا تتوقع أنك الفاعل رغم كل شيء
فعلته لهما "
"ولمـاذا تعتقد أنت ذلك ؟"
"لأنك رجلٌ حقود وغيور وأنـاني، أردت أن تكون الوحيد له في حياته
فقتله عندما انشغل عنـك بحياته الخاصة "
وضع كارلا مسدسه تحت ابطه ليصفق للعم مظهراً أعجابه له ،
ثم أعاده إلى يده مرةً أخرى :
"أحسنت .. أنت مثير للاهتمام فوحدك من أجاد وصفي وبدقه"
"وصفك ليس بصعب التخمين"
"سأقول لك وداعاً على ما يبدوا .. صديقي "
"سيبدأ العد التنازلي لموتك .. فور قتلي ! "
"هه! فليتمكن من لمسي منْ تقصده ذلك إن علم بخبرك "
وأطلق كارلا النار غير آبهاً باعتراضات ويل .. وسقط العم ماركو جثةٍ
هامدة على الأرض وتلك الابتسامة لا تفارق وجهه وكأنها تخبره بأنه
سيلاقي حتفه عن قريب ، إلا أنها لم تدهشه بقدر تلك الشهقة التي
خرجت رغماً عن صاحبها خلفه ، فأدار رأسه حباً للاستطلاع فكانت المفاجأة بانتظاره

 
 

 

عرض البوم صور سوهاني   رد مع اقتباس
قديم 12-09-16, 01:52 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308123
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: سوهاني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سوهاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سوهاني المنتدى : مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
افتراضي رد: الانتقام هويتي

 



الفصل الثالث والعشرين : إخراج قاتلٍ محترف

حالما شاهد كارلا مفاجأته هتف عالياً مُستمتعاً بالأمر :
" أوه .. لدينا زائر ، في الوقت المناسب ! "
وكأنما أصيبت جين بشلل في جميع جسدها .. لم تتمكن من الحراك
و تأثير الصدمة ظل مفعولها يقرع عقلها قرعاً قوياً حتى آلمها ذلك
وبجهدٍ جهيد تمكنت من العودة للواقع
"همم ! يبدوا لي أنكِ ما زلت بأرض الخيــال .. يــا رفــاق أمسكا بها"
إلا أن جين تمكنت من الإفلات والهرب فهدر كارلا في رجاله غاضباً :
"الحقـا بها بسرعه ! إيـاكم أن تدعوها تهرب "
أشار بيده لاثنان آخران بجانبه بالتوقف :
"أما أنتما جيرال و كين ابقيا هنا"
نظر أحدهما للأخر بقلق ثم أردف:
"ولكن سيــدي"
قاطعه كارلا معللاً :
" أربعة رجالٍ عار عليهم ألا يتمكنوا من الإمساك بفتاة صغيره ! "
ثم نظر إلى ويل .. الذي فقد الوعي نتيجةً للضرب المبرح الذي تلقاه
فقال :
"قوما بحمل أخي وعودا للملجأ"
" وماذا عنك سيدي ؟"
"سأنتظر بقيتكم لأرى النتائج"
تحرك الرجلان وغادرا المكان ، بينما ظل كارلا قابعاً بمكانه ،
إلى أن عاد رجاله بالفتاة
"جيد .. للحظة كدتم تخيبون ظني .. لنعد للملجأ"
ردوا بصوتٍ واحد في قلق :
"ولكن سيدي .. هنـــاك"
"أعلم .. هو لن يراها بالتأكيد .. فلا تقلقوا"
صرخت جين بغضب والدموع تتساقط من عينيها
"دعوني وشأني ! إنني أكرهكم"
نظرت إلى كارلا نظرة حقد ثم أشارت بأصبعها في وجهه وأكملت :
"وأتمنى لك الموت وبالطريقة نفسها أنت بالتحديد ! "
حدقت بكارلا مطولاً بعينين متمنيه بهلاكه اليوم قبل الغد ،
إلا أنه زاد من غضبها ببروده :
"لا ألومك على ذلك عزيزتي ، إنني راغب في التخلص منك أكثر
منه الاستفادة"
"لن أفيدك في شيء ! "
"سنرى ذلك"
"لست خائفةٍ منك"
" ولكنك تخافين على والدتك "
سكتت جين ونظرت إليه في خوف:
"أجل ، تعلمين أنني قادر على فعلها ، قد أعجْل بجعلها التــالية ،
ما رأيك ؟"
تجنبت جين النظر في وجهه دون أن تجيب على سؤاله :
"إلا في حالة كنت فتاة لطيفة ومطيعة دون إي فعلٍ أحمق
ومتهور .. الأمر متوقف عليك"
بعد دقائق معدودات .. أصبحوا في الملجأ .. وأمر كارلا رجاله بإدخالها
في غرفة والبقاء لحراستها حتى يطلبها في الغد ،
وحاولت جين كثيراً أن تهرب أثناء مراقبتهم لها ، وفي كل محاولة
تقدم عليها كانت تتلقى ألماً مُصاحباً لفعلتها ، ولأن كارلا أمرهم
بردعها عن الفرار بإي وسليه شرط ألا تقتل ، كان الضرب ثمنها
لتدفعه بالمقابل ،حتى تلقت من الأوجـاع ما يكفي لجعلها جالسه
بمكانٍ واحد ..ومع مرور الوقت هدأ الحال وكفت جين عن إطلاق
المحاولات البائسة في سبيل الحرية ،أن هناك طريقةٍ واحدة قد
تخرجها من المأزق ، إلا أن نسبة تحققها ضئيلة جداً فظلت متيقظة
إلى منتصف الليل ، تتظاهر بالنوم لدى تفقد أحدهم أحوالها حتى
مر وقت طويل لم يعاود أحدهم المراقبة عليها بيد أنها استمرت
على حالتها حتى فجر اليوم التالي للتأكد بأن خطتها قد تنجح .
"لا وقت لدي لأضيعه إمـا النجاح أو النجــاح لا خيار للفشل! "
في مكان آخر حيث المركز :
كان جاك هنري منصباً على كومة من الأوراق المكدسة على
سطح مكتبه ، وبدا في حيرة من الاختيار أيهم يبتدأ بها أولا حتى
سمع طرقاً على الباب خرق تفكيره
"من هنــاك ؟"
"إنــه أنــا"
تعرف جاك على صاحب الصوت بسهولة لأن شخصاً واحداً دائما
ما يجيبه هكذا
"تفضل بالدخول .. ثينو"
دخل عليه ليث وعلامات الامتعاض على وجهه
"آه .. ألن تنسى هذا اللقب البته ؟"
"البته .. سعيداً لرؤيتك .. ظننتك أصبحت رجل عصابات بالفعل لولا
معرفتي الشخصية بك لعزمت أنك واحد منهم بهذه الملابس المخيفة "
"كدت أصبح كذلك لولا وعد قطعته .. بالمناسبة كيف تسير بقية
الأمور هنا ؟"
"على ما يرام بالرغم من عدم وجود شبيه لك للأسف ..
أخبرني بالتفاصيل ؟"
جلس ليث قبالته ثم روى له كل ما يعرفه عن العصابة وغيرها
من العصابات الأخرى وجميع المعلومات التي حصل عليها متجاوزاً
الدقيقة التي تخصه هو ..
"هكذا إذن .. كما توقعت عصابة كارلا لها تأثير مدمر على بقية العصابات
الأخرى إن تمكنا من إيجاد دليلٍ قاطعٍ فقط .. ليث هل سلاحك
الناري يلازمك ؟"
"لا ، أحمل واحداً إلا أنه ملك كارلا .. ويصيبني الغثيان بمجرد لمسه ! "
لم تفت على جاك جملته المليئة بالكراهية إلا أنه تعمد تجاوز
الأمر حتى لا يزعجه
"وأين الآخر .. الرسمي ؟"
" تعلم أنه ليس بحوزتي منذ أرسلت لهذه المهمة .. لأنهم قد
يشكون بأمري"
" آه .. صحيح .. وأين هو الآن ؟"
"بالمنزل"
" اذهب لإحضارهِ إذن .. ثم عد إلى هنـا"
"أهو مهم تواجده ؟"
"أعلم أنك تكره أن تضطر لاستخدامه بيد أنه لأمر ضروري"
"حسنـاً .. أنـا ذاهب"
"توخى الحذر"
غادر ليث المركز في طريقه للمنزل ، وحالما وصل إلى هناك شاهد
جلبة كبيره .. النساء تولول ..وأطفالهم يصيحون ويبكون ،
والرجال يواسون بعضهم بعضا بينما هناك سيارة الشرطة والإسعاف
أمام منزله .. أصابته الحيرة والقلق فحث قدماه على المضي بخطوات
كبيرة ومتسارعة نحو المحل متجاوزاً ذاك الشعور بداخله الذي
ينذره بالسوء .. ولأن الشرطة من أتباعه وبقيادة ماثيو ..
لم يوقفه أحد إلا أنه عندما نظر إلى ماثيو في عينيه، وجده متوتراً
وحائراً وعيناه لا تنظران إليه مباشرةً بل في الاتجاه المعاكس ،
كأنها تطالبه بعدم الاستفسار ، قرر أخيراً التقدم إلى الأمام فدفع
الباب بيدٍ مُرتجفة وأصبح بالداخل ، ليرى ذلك المشهد المؤثر ،
الذي تم تحت اخراج قاتلٍ متحرف اعتاد القتل حتى تفنن فيـه ،
إلى جانب إشراف رفاقه ، أثار الدماء على الأرض تكاد تصبح كنهر ،
تقدم ليث بضع إنشات من الجثة ثم خرّ راكعاً..
بقي لمدة طويلة يحدق بها ، تلك الجثة ، جثة عمه ماركو ،
دون إي ردة فعلٍ طبيعية تصدر عنه مما زاد قلق ماثيو عليه
فتقدم نحوه مواسياً :
"ليث إنني آسف على ما حدث، كما تعلم لقد كنت في اجازه بسبب
ظروف وبينما كنت أتجول اليوم بالجوار أتتني جماعة وأخبرتني
بما تراه الآن ولم أصدق ذلك إلا عندما تأكدت بنفسي"
ظل ليث صامتاً وكأنه بعالم آخر
"ليـــث ! كن متماسكاً يا رجل ! .. نحن بحاجةٍ إليك"
مجدداً لم تصدر ردة فعل من ليث ..حتى تلقى قبضةٍ قوية على خده
الأيمن فتأوه ألماً ، حينها تنفس ماثيو الصعداء إذ ظن مفعول الصدمة
قد تمكن منه
" جيد! تأوهك خيراً من صمتك"
أخيرا أجابه صوت متألم وغاضب في آن :
"منْ فعلها ؟"
" ليتني أعلم .. ما علمته من المواطنين هنا أنه فعل رجال عصابات"
" تبـــــــــاً لهم! "
ثم توجه للطابق الأعلى
"ليث إلى أين تذهب ؟"
غاب بضع دقائق ثم عاد يحمل غطاءاً أبيض بيد و بالأخرى سلاح ناري
كما أرتدى زيه الرسمي للشرطة ،وضع الغطاء على العم وطلب من
الإسعاف بالخارج إكمال عملهم ثم همّ بالرحيل فأمسك به ماثيو
" ما الذي تنوي فعله ؟ وإلى أين أنت ذاهب حاملا معك هذا السلاح ..
هل تنوي ؟"
"أجل .. سأبيد كل العصابات على وجه هذه المنطقة على
الأقل .. نهائياً! "
وضع ماثيو يديه على كتفي ليث وأدراه صوبه
" هراء ! لا تفقد أعصابك بل تحكم بها أنت رجل قوي ، أعلم انه شيء
مؤلم فقدان الأحبه، لقد فقدت عزيزاً في ظروف مشابهه "
بدا ليث متمسكاً بقراره فأكمل ماثيو الحديث لعله يردعه بطريقةٍ أخرى
" كما أنني أراك ارتديت زيك الرسمي .. ترى هل نسيت مهمتك ؟"
"إنني في طريقي لإبادتهم .. الزي لا يصنع فرقاً"
"ربما ولكن جاك لن يعجبه الحال ، خاصةً و رؤية أفضل رجاله يتحول
إلى سفاح و يقتل كل من هب ودب"
"اختصاصي رجال العصابات فحسب"
" إن يكن !،عددهم لا يقل عن المواطنين العاديين بكثير ، ليث فكر بعقلانية
أرجوك ! .. أرجوك لا نريد خسارتك "
هم ليث بالرحيل مجدداً إلا أن ماثيو لم يدعه
"حسناً ماثيو ، لن أتهور سأفكر بعقلانية ..هلا تركتني الآن؟"
بعدها غادر ليث المكان وقلبه ممزق على فراق عمه ماركو .. الأب الثاني
الذي لم يبح له يوماً بأسراره وهمومه

**************

الفصل الرابع والعشرين : رغبة في القتل


تمكنت جين بعد جهد عسير من النجاح جزئياً في خطتها ..
حيث تغلب النوم على مراقبيها فانتهزت الفرصة .. ولكن العقبة
الرئيسية تمثلت في حراس البوابة الخارجية .. وبينما كانت شاردة الذهن
في البحث عن مخرج كاد أحدهم أن يتمكن منها لولا تدخل أحدهم
في اللحظة الحاسمة، نظرت بدهشة إلى هويّة منقذها، رجل بدت
ملابسه رثه إلى حدٍ ملحوظ .. قميصه الأبيض ممزق كما أفسدت تلك
القطرات الدموية المتساقطة عليه جماله ، وعلى ذراعه اليسرى جرح
لفهُ بقطعةٍ استعارها من قميصه ، ووجهه مصاب بكدمات طفيفة
إلـى جانب خدش بسيط على خده الأيمن بالقرب من فمه .. فهمست
بصوتٍ ضعيف وخافت :
" ويـــل ؟! أهذا أنت ؟"
هدر بها غاضباً :
" جين ؟ ما الذي أحضركِ إلى هنا ؟ أما زلت تتنكرين ؟"
"هل أبدو كذلك أيها الذكي ! ، كما أنني لم أكن لأذهب بعيداً
بتصرفاتي هكذا "
"حقاً ؟ ومـا سبب تواجدك الآن ؟"
"كأنك لا تعلم ؟"
" أنا بالفعل لا أعلم شيئاً "
" لقد تم خطفي ! ومن قبل ذلك الرجل السيء ، لابد بأنه يعمل
هنا ولكنني أتعجب أن الجميع رهن إشارته ، ربما لأن سلطته على
ما تبدوا أقوى من الجميع .. قال ويل بشرود :
"كــارلا"
"ماذا قلت ؟ من هو كارلا ؟"
" جين حاولي الهرب ، سأحاول إلهاء حُراس البوابة ، اتفقنا"
أراد ويل أن يشرع بتنفيذ خطته ولكن جين منعته :
" لا ! لن أفعل، ليس قبل أن تخبرني عن سبب مساعدتك وتعاونك
معي ، ألست تابعاً لذلك الرجل أيضا ؟"
"بلى .. ولكنني لم أعد تابعاً له، والآن نفذي ما قلت فلا وقت لدينا !"
أرادت جين أن تعترض مرة أخرى إلا أنه تحرك مسبقاً للأمام ولم يكترث
للأمر .. وفي غصون ثوانٍ تمكن من إخلاء السبيل .. بيد أن جين ظلت
قابعة بمكانها فاقترب نحوها :
"تـباً ! ما الأمر ؟ لماذا لا تزالين هنا ؟"
أجابته متلعثمة :
" لا .. لا أستطيع ..الهرب"
" حقاً ؟ ، ولكنك كنت مستعدةٍ منذ لحظات مضت ، والآن عندما تيسر
الحال غيرتِ رأيك ؟ ، أنصتي إلي .. لن تتوفر لكي فرصة أخرى ..
بسرعة تحركـي ! "
" لا أستطيع فعلها ! "
"و لمــا ؟!"
ردت جين بانفعال :
"لأنك ستلقى حتفك أيهـا الأحمق! "
رمقها ويل بنظرةٍ جانبية .. فخفضت بصرها نحو الأرض كردة فعلٍ عفويه
فابتسم
"أنت مثيرة للاهتمام بالفعل .. فآخر شيء أتوقعه أن تفكري
بشأني وفي هذه الأثناء .. على كلٍ لا تقلقي فأنا لم أعد أبالي"
نظرت إليه في قلق فأردف :
" لاشك أنكِ من النوع الحساس ألست كذلك ؟ حسناً اذهبي
أنا أشعر بالذنب مسبقاً بسبب وفاة ذلك الرجل المسن ، لقد كنت
مسؤولاً عن موته بتلك الطريقة "
"لا .. لقد حاولت المساعدة ، بالرغم من أنني أتيت في اللحظة
الأخيرة ولكنني رأيتك وأنت تحاول فعل شيئاً ما وتم منعك "
" ما زلت مسؤولا ، طالما لم أفعل شيئاً يذكر إلى جانب كوني
لا أزال برفقة قاتله ، وإن لم تهربي الآن سأشعر بذنب مضاعف،
فلا تجعليني بموقف كهذا "
ترددت جين في أمرها ثم أخذت نفسا عميقاً وأردفت :
" حسنـاً ، شكرا لك ، لن أنسى مساعدتك لي "
ركضت جين بأقصى سرعتها ولفّت على الطرقات كأنها تبحث عن
أمرٍ ما مهم .. ثم خطر ببالها أن تذهب للمركز .. ففعلت وبحثت
عن ماثيو .. وأخبرته بمقتل العم و العصابة فأعلمها بمعرفته
بالأمر مسبقاً فسألته:
" كيف علمت بذلك بهذه السرعة ؟"
"كنت هناك للتو ، ولكن السؤال كيف علمتِ أنتِ بذلك ؟ هل قال
لكي ليث شيئاً ؟"
"إنها قصة طويلة ، ولكن مهلا ما الذي تعنيه ؟ هل يعلم ليث
عن الأمر أيضا ؟"
"بالطبع .. لقد كان معي "
شحب وجه جين وكأنما تخيلت نفسها مكانه فاستطردت:
"آه .. ذلك سيء ! لقد رآه إذن ، وكيف هو الآن ؟"
"يبدوا كشبح وقريباً سيتحول إلى سفاح"
نظرت جين بفزع لماثيو وصاحت بانفعال :
"ماذا تعني ؟!، أهناك ما هو بأسوأ ؟"
"أتمنى ألا يكون .. لقد أخبرني المواطنين أن العم قد مات مقتولاً
بفعل عصابات ، فنقلت الخبر لليث وليتني لم أفعل والآن ها هو عازم على
إبادة جميع العصابات أقلاها التي تتواجد هنا في منطقتنا هذه "
"ولكن ذلك مستحيـــــــــــل ولرجلٍ واحدٍ فقط ! "
" إنه ليس بكامل قواه العقلية الآن .. وإني لأخشى أن يلقى حتفه
نتيجة قراره المتهور هذا ، ولكن صدقيني إنه عازم على ذلك ،
وقد فعلت ما بوسعي لردعه وعرقلته دون فائدة، ليت هناك
من يتمكن من منعـه"
" أنـا سأفعل .. أتعرف أين ذهب ؟"
"لا .. لم يخبرني .. ولكن لا أظن أنه أبتعد كثيراً عن هنا ما دامت
العصابات هدفه "
انطلقت جين في البحث العشوائي في الطرقات وبين الأزقة
لعلها تجد ليث .. وظلت ساعات تبحث عنه حتى أصابها الإرهـاق
فجلست على الأرض لتستريح لبعض الوقت فقالت تخاطب نفسها بيـأس :
" لا يمكنني إيجاده في هذه المنطقة الكبيرة .. لا يمكن "
فاجأها صوت قوي من الخلف كـان ينـاديها ، فذعرت ونظرت ورائها
فإذا به ليث ينظر إليها في قلق وحيرة .. شعرت جين بالسعادة
لأنها تمكنت من رؤيته سالمـا .. إلا أن رؤيته ذكرتها بشيء آخر فلم
تستطع كبح دموعها عن السيلان وكرهت ذلك فأدارت رأسها
تخفيهما عنه .. أما ليث فقد شاهد محاولتها الفاشلة في اخفاءها ،
فأقبل ناحيتها وركع أمامها ثم مسح بأنامله دموعها فقالت
بصوتٍ حزين:
"لقد مات العم .. مــات أمامي ولم أستطع فعل شيء ،
وقفت بمكاني أرقبه وهو يموت حتى آخر لحظة "
وضع ليث يده على رأسها وظل يمسح بكمه الدموع المتساقطة
على خديها فأقبلت تبكي بحرقه وازداد نحيبها ، فلم يعرف كيف
يواسيها خاصةٍ وهي في حالة هستيرية فظل بجانبها حتى هدأت
أعصابها
" ليث .. أنـا آسفة لأنني لم أتمكن من المساعدة"
"لم يكن موت العم خطأكِ "
"و ليس بخطأك أيضاً.. فلا تلوث يديك بالقتل ، ودع العدالة
تأخذ مجراها"
"إنني في صف العدالة ومع العدالة"
"إلا أن القتل ليس بطريقتك ! خاصةً في التعامل مع الآخرين"
"ولكنه أصبح كذلك الآن "
نظرت إليه في خوف وقلق فأردف :
" أعلم ما تفكرين به .. و لا يمكنني أن أعدك بعدم حدوثه ..
قد أعود و قد لا أعود لذا أهتمي بنفسك وعودي للمنزل"
"ألن تسألني عن كيفية معرفتي بكل هذا و عمْ أصابني ؟ "
"وهل أصابكِ مكروه ؟!"
" لقد تم خطفي مرتين من قبل شخصٍ واحد ، وقتل العم بفعله
أيضاً ، بينما تم ضربي من قبل أتباعه ، وقد لا يتردد بقتل ذهبي
الشعر الذي أنـا بفضله هنـا الآن ولست واثقة ما إن كان يدعى كارلا أم لا"
طحن ليث أسنانه من شدة الغضب :
"لابد أن يكون هو !، هل أنت بخير الآن، هل ما زلت تتألمين؟"
"لا ، أنـا بخير .. لكن "
"ماذا ؟"
" لا تذهب أرجوك .. أرجوك ! "
أمسكت بيده في محاوله بائسه لردعه ، فتخلص من قبضتها بلطف
"آسف جين .. لا مفر من ذلك "
تركها وغادر في طريقة إلى حيث يكمن عدوه اللدود ..

 
 

 

عرض البوم صور سوهاني   رد مع اقتباس
قديم 12-09-16, 02:04 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2015
العضوية: 308123
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: سوهاني عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 59

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سوهاني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سوهاني المنتدى : مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
افتراضي رد: الانتقام هويتي

 


الفصل الخامس والعشرين : الانتقام هويّتي !

حالما وصل ليث إلـى مسكن عدوه .. سار بخطوات سريعة بحثاُ عنه
وكل من اعترض طريقه أصيب بجروح بالغه من قبله ، كان يهجم عليهم
بكل قوته مُستهدفاً المناطق الحيوية الحساسة، بيد أنه أدّخر سلاحه الناري
بالرغم من قدرته على استخدامه في انتظار اللحظة المناسبة ،
وعندما وصل حيث كارلا وجوده ينهال ضرباً على ويل الذي بدا
أسيراً لدى رفاقه من كل صوب
"تبـاً لك ! يا لك من أخ سيء عديم الفائدة ! "
دُهش ليث لعلمه أن ويل هو شقيق كارلا فلم يكن ليخطر على
باله ذلك ، تابع التنصت بحذر
"وهل يفترض بي مساعدتك ؟"
"بالطبع .. لولا أنني قد قطعت عهداً لوالدايّ بحمايتك لقتلتك
مذ زمن "
" ولولا وعدي لهما بملازمتك دوماً لهجرتك مذ زمن "
حدق كلٍ منهما في وجه الآخر بغضب فأعلن كارلا :
" أنت لم تكن هكذا من قبل .. كنت تحبني .. تحبني حبا جماً ! "
"إلـى أن أتى ذلك اليوم "
" الذي قتلت فيه أخـاك الآخر ، ولكن هيا فهو لم يكن بأخِ فعلي
كما أنـا"
" لعل هنالك صلة دم بيننا إلا أنني لا أعتبرك سوى مجرد رجلٍ
عابر لا غير ! "
" همم! نسيت أنك كنت تلتصق به كأنه أباً لك"
" ذلك صحيح فهو لم يكن أخاً فحسب بل أباً وكل عائلتي وأنت
سلبته مني ! "
أراد أحدهم أن يُغْفّل ليث ولكنه فشل .. وأحدث الأمر جلبة فاستفسر
كارلا :
" منْ هنــاك ؟ ولما هذه الضجة ؟!"
خرج ليث من مكانه :
" إنهم ذبـابك .. كان لابد لي من مُبيدٍ فعال"
اتسعت عينا كارلا دهشةً :
" أوه ! .. يال المفاجـأة ! كارلوس هنـا وبزي.. "
قاطعه ليث مُكملاً:
" شرطي! ..أجل هذه هي وظيفتي الحقيقية وشخصيتي الأصلية"
رفع كارلا حاجباً لأعلى مُستفسراً بسخريه :
"همم ! وترى إلام ينوي شرطينا هذا ؟"
"مـاذا تعتقد ؟"
أجاب كارلا بمكرٍ و خبث :
"قتلي ربما"
"بل مؤكداً"
"تخلص من هؤلاء إذن "
تحرك رجاله وأحاطوا به لمنع إي سبيل للهرب كخطوةٍ أولـى ..
فنظر ليث إليهم ثم لكارلا قائلا :
"ما عضلاتهم إلا للمشاهدة "
وبعد دقائق أصبح لا وجود لأحد سواه و كارلا وويل ، فاستفسر كارلا :
"حسناً أخبرني ما سر ثورتك هذه؟"
"أنت أعلم بسرها"
" همم ! دعني أخمن .. لأنني قتلت شخصاً عزيزاً عليك .. ذلك
العجوز المُسن؟"
" بل لأنك سلبتي شخصين! "
" لا أعلم الآخر الذي تدعيه .. إلا أن الانتقام لا يبدوا أسلوبك "
"ولكنه بــات هويّتي الآن ! "
تنازع الرجلان وتقاتلا .. قتال رجلٍ لرجل دون أسلحه .. بل فقط
بالاعتماد على قدراتهم الجسدية ..حتى خارقت قواهما للنصف ..
وبلغ التعب نصيبه من كلٍ منهما كضريبة ..عندها طرح كارلا سؤالا
آخر بفتور وتراخٍ :
"حسناً .. كارلوس أخبرني منْ كان العزيز الآخر الذي تدعي بسلبي إياه ؟"
" شخصاً تعرفه أكثر من نفسك وتحبه جداً"
"حقاً ؟، لا وجود لأحدهم بحياتي "
" ذلك صحيح لأنك قتلته إلا أنه كان كذلك عندما كان حياً يتنفس "
"ماذا تعني ؟"
"على سبيل المثال .. رينو ألم يكن واحداً"
بانت الصدمة والدهشة على كلٍ من كارلا وويل .. فرد كارلا مزمجراً :
"ما الذي قلته ؟"
" الحقيقة التي يؤلمك تذكرها "
"منْ أنت ؟"
"قل لي أنت من أكون ؟ ، ألا تشاهد شبهاً قوياً ، في وجهي .. صفاتي ..
عزيمتي ربما ؟"
أخيراً لاحظ كارلا الأمر
"مستحيــل ! "
"بلى إنه كذلك "
"متى علمت بالأمر ؟"
" منذ اليوم الذي رأيت فيه ذلك الوشم المميز على ذراعك اليسرى
الذي تخفيه دائماً ، كما تعلم والدي يملكه أيضاً في نفس المكان "
"همم ! ولأجل هذا تحولت لذلك الرجل مشوش الفِكر ؟ ، ترى هل كانت
فِكرت قتلي هي الشاغل حينها ؟"
قال ليث بتراخٍ مستفز :
" أصــــبت ! ،ماذا عنك ؟ متى توصلت لاكتشاف هويتي الأصلية ؟"
" في اليوم الذي غدوت فيه مشتت الذهن "
" عجباً ! في ذات اليوم بدأت الأقنعة بالتساقط ! "
" إلا أنك الوحيد الذي أضاع فرصته الذهبية ولست أنـا "
ثم أخرج مسدسه وخدع ليث وطلق النار عليه ، إلا أن ليث تمكن من تدارك
الموقف بسرعة فأصابت الطلقة كتفهِ الأيمن ، رغم ذلك سقط على الأرض
مُتأوهاً من الآلم و أراد كارلا إطلاق الأخرى لتصيب منطقة الرأس أو
القلب لإنهاء اللعبة إلا أن ويل تدخل حائلا بينهما ، فهدر كارلا به غير
قادراً على التحكم في انفعاله :
"ما الذي أصابك أيها الأبله؟! ، ابتعد عن طريقي وإلا قتلتك! "
"لن أدعك تفعلها هذه المرة "
"أعلم بأنك تشعر بالعطف عليه لأنه ابن رينو .. ولكنه ليس هو ! "
"مع ذلك نفس الدم يجري في عروقه ! ولن أجعلك تقتله كما فعلت
برينو، على الأقل وقتها كنت صغيراً ولم أكن حاضراً أما الآن
يمكنني منعك! "
" في هذه الحالة ، أنت لست بأخي ، وداعاً ويليــام "
هـمّ كارلا بإطلاق النار على ويل ، و أُطلـِقت الطلقة بِيّد أن السلاح كان
لليث وليس كارلا، فأصابت موضعاً خطيراً ما بين الرئتين ونزف كارلا كثيراً
حتى خرّ على قدميه راكعاً ثم سقط على الأرض وهو يحاول التنفس ،
إلا أن عيناه لم تفارق ليث لحظة ، وكأنه يطالبه بتفسير ..فأشار ليث
إليه بسلاحهِ الناري..
" كنت قد وضعت به طلقةٍ واحده لا غير ، وبالمقابل عزمت ألا
أستخدمها إلا برجل واحد ، ولم أضع فرصتي الذهبية آنذاك كما ظننت
بل تعمدت إضاعتها بسبب الوعد الذي قطعته لوالدي ألا أصبح رجل
عصابات مثله وأحذو حذوه ، لذا ها أنا أقف أمامك بصفتي شرطي
الآن لا رجل عصابات ، قد أكملت هدفي الذي لطالما سعيت لتحقيقه "
عند سماع آخر كلمات ليث حتى لفظ كارلا أنفاسه الأخيرة مودعاً حياته ،
وأصبح لدى ليث سُلطة لإخضاع.. ومع مرور الوقت تقلص عدد أفراد
عصابات حتى بات عدّهم على الأصابع بسهل ، خاصةً أن إلهامها قد رحل ،
وبوجود شرطي كليث لا سبيل لهم غير الاستسلام ..
إلا العدالة أخذت مجراها وحكم على ويل بالسجن مدة عام مع الأعمال
الشاقة، نظراً لشروعه وأفعاله بالمجموعة إذ كان الحكم مخففاً
بحقه بما أنه كان ليناً القلب ولم يرتكب جرائم قتل ،
و ذات يوم في صباح مشرق ومفعم بالحيوية .. حيث تسلل
ذلك الضوء الذهبي إلى نافذة جين التي كانت نائمة وما أن شعرت
بنورها حتى قفزت من سريرها وتوجهت مُسرعة نحو الخارج ، وبينما
كانت في طريقها للطابق الأسفل تذكرت شيئاً نسيت بأمره ، و هو
المرور على مكانٍ آخر بجوار غرفتها .. فألقت نظرة إلى غرفة أخرى كانت
فارغة وبات الآن شخصاً يملكها ، فتحت بابها بمهل دون الطرق ..
ثم عبرت داخلها وعدّلت ضبط مُنبهاً موضوعاً بجانب الفراش ثم جلست
على حافته تترقب ردة فعل النائم .. وماهي سوى بضع ثوانٍ حتى
فزع النائم وطار النوم من عينيه وأصبح يحدق بها بغضبٍ شديد ..
فحيته باستمتاع وحماس :
"صبــاح الخير ليـــــــــــث ! "
" ألم أطلب منك أن تطرقي الباب قبل الدخول إلى غرفتي؟"
"بلــى "
"وألم أحذرك من العبث بأغراضي الخـاصة ؟"
"بلـى"
"ومع ذلـك .. أنتِ ! "
" آه ! أحب إثارتك و إغاظتك لأنك تبدو أكثر ظرافة عندما تغضب "
حدق ليث مطولاً في جين ثم أردف :
"تبدين على غير العادة اليوم .. ماذا هناك ؟"
" ماذا تعني ؟ .. أنـا على عادتي "
"أنتِ في غاية السعادة ؟""
"ألا يحق لي ذلك ؟ عجبا ! "
"لم أقل شيئاً ولكنه كم غير طبيعي .. تكاد سعادتك من شدة توهجها
أن تنافس تلك الشمس التي بالخارج ! أتساءل ما السبب ؟"
"لا يوجد سبب"
رمقها بنظرة جانبية ثم أستطرد :
" أهــا ! فهمت .. ذهبي الشعر سيخرج اليوم .. إذن فقد مضى
عام يا للعجب ! "
ثم نهض من السرير بسرعة وسار للخارج نحو الدرج لأسفل فركضت جين خلفه
" أمي .. أمي أين أنتِ ؟ أحمل إليك أنباءاً سارة"
"توقف أيها الأحمق ! ما الذي تنوي فعله ؟"
"بث الخبر السعيد .. ألا يبدوا الأمر واضحاً ؟"
" أي خبرٍ سعيدٍ هذا لتذيعه لأمي ! "
أجاب ليث بلامبالاة مُستمتعاً:
" أمر سعادتك بخروج ذهبي الشعر من السجن .. أهناك غيره؟ "
" إن فعلت ذلك .. ضربتك ضرباً مُبرحاً .. فلا أساس لما تقوله ! "
" أوه .. أتنكرين إذن ؟ من الجيد أنك لا تجيدين الكذب تلك هي
الخصلة الوحيدة الجيدة بك يا جين افتخري ! "
"آه الرحمة ! أرجوك هلا غربت عن وجهي وذهبت لعملك ! "
" أوه لا .. لا لا لا .. لا تتحدثي إلى أخاكِ الأكبر هكذا ؟"
"رائع ! الآن ابدأ باستخدام سلطتك الأخوية أيضا .. حسنا أنني
متأهبة للقتال"
رفعت قبضتيّ يديها في محاولة للاستعداد ، فنظر ليث إلى
صغرهما فأردف :
" آه لقد مللت تخسرين دائماً ومع ذلك لا تستسلمين "
"لن أخسر هذه المرة"
"بلى"
" كلا"
"بلى"
"كلا"
" بلى .. بلى"
صرخت جين عالياً بغضب :
"قلت كلا يعني كلا ! "
أطلت ماري برأسها من المطبخ ثم قالت:
"لما كل هذه الجلبة منذ الصباح الباكر ؟"
ثم تقدمت نحوهما وأردفت :
" لديّ مفاجأة لكما "
رد ليث بحماس
"ونحن أيضاً أيتها الأم"
"حقاً أخبراني ، أنا متحمسةٍ لمعرفتها "
نظر ليث إلى جين خلسةً فوجدها مشتعلة من الغضب تنظر إليه ..
كأنها تتوعده بالعقاب في حال أفشى السر فتردد في البوح
" هناك مشكله يــا أمــاه ، إن أخبرتك عنها هاجمني قط بمخالبة الحادة"
" أوه ! هيا كأنك تخشى القطط، منذ متى ؟!"
" معك حق .. في الواقع أن ابنتك"
وضعت جين يديها على فم ليث تمنعه الكلام وتعجبت ماري لفعلها فسألت :
"مـاذا هناك يا جين ؟"
" لا شيء، كل ما في الأمر أن على هذا الأخ العزيز الذهاب لعمله"
" ولكن مازال الوقت مبكراً"
" وإن يكن هناك عمل ينتظره "
تخلص ليث من يديّها :
"حسنا .. فهمت ما ترمي إليه جين أمي لذا أنا ذاهب لآخذ حماماً دافئ "
"أما أنا أمي فسأذهب لغرفتي لترتيب بعض الأغراض"
صاحت ماري بغضب :
" أو لا ترغبان بمعرفة مفاجأتي ؟ حسناً سأتناول كعكة التوت بنفسي
ووحدي ! "
ثم سارت في طريقها للمطبخ فردت جين ثم ليث
"آه كلا لن تفعلي فهي لنا "
" سآخذ حصتي الآن ، قبل حدوث ذلك"
سار ليث في طريقه للمطبخ بينما صعدت جين إلى غرفته، إلا أن ليث
وقف بجانب والدته وهمس في إذنها قائلا :
" أمي لا تغضبي المفاجأة أن ابنتك معجبة بشاب ، وكما تعلمين تبدوا
خجولة لتعترف لك ، ذلك فقط كل ما في الأمر"
صاحت ماري بانفعال غير مدركة للأمر :
"جين ! جين عزيزتي معجبة بشاب منْ ؟ أخبرني بسرعة منْ يكون ؟"
سمعت جين انفعال والدتها بشأنها فعلمت بفعلةٍ ليث فصاحت بغضب :
"ليـــــــــــث ! "
" أوه لا ، لقد علمت بالأمر"
شاهدها وهي آتيه نحوه :
"آه من الجيد وجود حمام بالأسفل هنا "
أسرع إليه ثم دخل وأغلق الباب بسرعة خلفه .. فلم تتمكن ليث من
إمساكه فأردفت :
" أنت لن تقبع به طويلاً .. أأكد لك أن أعمل جاهدة على تحطيم كل
ذرة عظام في جسدك ..لنرى إن كنت ستتمكن من الإفلات "
وها قد عادت الحياة لمنزل ماري .. مع اكتمال العائلة .. بانضمام ليث
الذي كسب أمـا و أخت .. وعم الهدوء والسكون أرجاء المدينة ،
ولم يعد هنالك ساعٍ للانتقام .

 
 

 

عرض البوم صور سوهاني   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الانتقام, هويتي
facebook




جديد مواضيع قسم مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:19 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية