كاتب الموضوع :
سوهاني
المنتدى :
مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
رد: الانتقام هويتي
الفصل الثالث والعشرين : إخراج قاتلٍ محترف
حالما شاهد كارلا مفاجأته هتف عالياً مُستمتعاً بالأمر :
" أوه .. لدينا زائر ، في الوقت المناسب ! "
وكأنما أصيبت جين بشلل في جميع جسدها .. لم تتمكن من الحراك
و تأثير الصدمة ظل مفعولها يقرع عقلها قرعاً قوياً حتى آلمها ذلك
وبجهدٍ جهيد تمكنت من العودة للواقع
"همم ! يبدوا لي أنكِ ما زلت بأرض الخيــال .. يــا رفــاق أمسكا بها"
إلا أن جين تمكنت من الإفلات والهرب فهدر كارلا في رجاله غاضباً :
"الحقـا بها بسرعه ! إيـاكم أن تدعوها تهرب "
أشار بيده لاثنان آخران بجانبه بالتوقف :
"أما أنتما جيرال و كين ابقيا هنا"
نظر أحدهما للأخر بقلق ثم أردف:
"ولكن سيــدي"
قاطعه كارلا معللاً :
" أربعة رجالٍ عار عليهم ألا يتمكنوا من الإمساك بفتاة صغيره ! "
ثم نظر إلى ويل .. الذي فقد الوعي نتيجةً للضرب المبرح الذي تلقاه
فقال :
"قوما بحمل أخي وعودا للملجأ"
" وماذا عنك سيدي ؟"
"سأنتظر بقيتكم لأرى النتائج"
تحرك الرجلان وغادرا المكان ، بينما ظل كارلا قابعاً بمكانه ،
إلى أن عاد رجاله بالفتاة
"جيد .. للحظة كدتم تخيبون ظني .. لنعد للملجأ"
ردوا بصوتٍ واحد في قلق :
"ولكن سيدي .. هنـــاك"
"أعلم .. هو لن يراها بالتأكيد .. فلا تقلقوا"
صرخت جين بغضب والدموع تتساقط من عينيها
"دعوني وشأني ! إنني أكرهكم"
نظرت إلى كارلا نظرة حقد ثم أشارت بأصبعها في وجهه وأكملت :
"وأتمنى لك الموت وبالطريقة نفسها أنت بالتحديد ! "
حدقت بكارلا مطولاً بعينين متمنيه بهلاكه اليوم قبل الغد ،
إلا أنه زاد من غضبها ببروده :
"لا ألومك على ذلك عزيزتي ، إنني راغب في التخلص منك أكثر
منه الاستفادة"
"لن أفيدك في شيء ! "
"سنرى ذلك"
"لست خائفةٍ منك"
" ولكنك تخافين على والدتك "
سكتت جين ونظرت إليه في خوف:
"أجل ، تعلمين أنني قادر على فعلها ، قد أعجْل بجعلها التــالية ،
ما رأيك ؟"
تجنبت جين النظر في وجهه دون أن تجيب على سؤاله :
"إلا في حالة كنت فتاة لطيفة ومطيعة دون إي فعلٍ أحمق
ومتهور .. الأمر متوقف عليك"
بعد دقائق معدودات .. أصبحوا في الملجأ .. وأمر كارلا رجاله بإدخالها
في غرفة والبقاء لحراستها حتى يطلبها في الغد ،
وحاولت جين كثيراً أن تهرب أثناء مراقبتهم لها ، وفي كل محاولة
تقدم عليها كانت تتلقى ألماً مُصاحباً لفعلتها ، ولأن كارلا أمرهم
بردعها عن الفرار بإي وسليه شرط ألا تقتل ، كان الضرب ثمنها
لتدفعه بالمقابل ،حتى تلقت من الأوجـاع ما يكفي لجعلها جالسه
بمكانٍ واحد ..ومع مرور الوقت هدأ الحال وكفت جين عن إطلاق
المحاولات البائسة في سبيل الحرية ،أن هناك طريقةٍ واحدة قد
تخرجها من المأزق ، إلا أن نسبة تحققها ضئيلة جداً فظلت متيقظة
إلى منتصف الليل ، تتظاهر بالنوم لدى تفقد أحدهم أحوالها حتى
مر وقت طويل لم يعاود أحدهم المراقبة عليها بيد أنها استمرت
على حالتها حتى فجر اليوم التالي للتأكد بأن خطتها قد تنجح .
"لا وقت لدي لأضيعه إمـا النجاح أو النجــاح لا خيار للفشل! "
في مكان آخر حيث المركز :
كان جاك هنري منصباً على كومة من الأوراق المكدسة على
سطح مكتبه ، وبدا في حيرة من الاختيار أيهم يبتدأ بها أولا حتى
سمع طرقاً على الباب خرق تفكيره
"من هنــاك ؟"
"إنــه أنــا"
تعرف جاك على صاحب الصوت بسهولة لأن شخصاً واحداً دائما
ما يجيبه هكذا
"تفضل بالدخول .. ثينو"
دخل عليه ليث وعلامات الامتعاض على وجهه
"آه .. ألن تنسى هذا اللقب البته ؟"
"البته .. سعيداً لرؤيتك .. ظننتك أصبحت رجل عصابات بالفعل لولا
معرفتي الشخصية بك لعزمت أنك واحد منهم بهذه الملابس المخيفة "
"كدت أصبح كذلك لولا وعد قطعته .. بالمناسبة كيف تسير بقية
الأمور هنا ؟"
"على ما يرام بالرغم من عدم وجود شبيه لك للأسف ..
أخبرني بالتفاصيل ؟"
جلس ليث قبالته ثم روى له كل ما يعرفه عن العصابة وغيرها
من العصابات الأخرى وجميع المعلومات التي حصل عليها متجاوزاً
الدقيقة التي تخصه هو ..
"هكذا إذن .. كما توقعت عصابة كارلا لها تأثير مدمر على بقية العصابات
الأخرى إن تمكنا من إيجاد دليلٍ قاطعٍ فقط .. ليث هل سلاحك
الناري يلازمك ؟"
"لا ، أحمل واحداً إلا أنه ملك كارلا .. ويصيبني الغثيان بمجرد لمسه ! "
لم تفت على جاك جملته المليئة بالكراهية إلا أنه تعمد تجاوز
الأمر حتى لا يزعجه
"وأين الآخر .. الرسمي ؟"
" تعلم أنه ليس بحوزتي منذ أرسلت لهذه المهمة .. لأنهم قد
يشكون بأمري"
" آه .. صحيح .. وأين هو الآن ؟"
"بالمنزل"
" اذهب لإحضارهِ إذن .. ثم عد إلى هنـا"
"أهو مهم تواجده ؟"
"أعلم أنك تكره أن تضطر لاستخدامه بيد أنه لأمر ضروري"
"حسنـاً .. أنـا ذاهب"
"توخى الحذر"
غادر ليث المركز في طريقه للمنزل ، وحالما وصل إلى هناك شاهد
جلبة كبيره .. النساء تولول ..وأطفالهم يصيحون ويبكون ،
والرجال يواسون بعضهم بعضا بينما هناك سيارة الشرطة والإسعاف
أمام منزله .. أصابته الحيرة والقلق فحث قدماه على المضي بخطوات
كبيرة ومتسارعة نحو المحل متجاوزاً ذاك الشعور بداخله الذي
ينذره بالسوء .. ولأن الشرطة من أتباعه وبقيادة ماثيو ..
لم يوقفه أحد إلا أنه عندما نظر إلى ماثيو في عينيه، وجده متوتراً
وحائراً وعيناه لا تنظران إليه مباشرةً بل في الاتجاه المعاكس ،
كأنها تطالبه بعدم الاستفسار ، قرر أخيراً التقدم إلى الأمام فدفع
الباب بيدٍ مُرتجفة وأصبح بالداخل ، ليرى ذلك المشهد المؤثر ،
الذي تم تحت اخراج قاتلٍ متحرف اعتاد القتل حتى تفنن فيـه ،
إلى جانب إشراف رفاقه ، أثار الدماء على الأرض تكاد تصبح كنهر ،
تقدم ليث بضع إنشات من الجثة ثم خرّ راكعاً..
بقي لمدة طويلة يحدق بها ، تلك الجثة ، جثة عمه ماركو ،
دون إي ردة فعلٍ طبيعية تصدر عنه مما زاد قلق ماثيو عليه
فتقدم نحوه مواسياً :
"ليث إنني آسف على ما حدث، كما تعلم لقد كنت في اجازه بسبب
ظروف وبينما كنت أتجول اليوم بالجوار أتتني جماعة وأخبرتني
بما تراه الآن ولم أصدق ذلك إلا عندما تأكدت بنفسي"
ظل ليث صامتاً وكأنه بعالم آخر
"ليـــث ! كن متماسكاً يا رجل ! .. نحن بحاجةٍ إليك"
مجدداً لم تصدر ردة فعل من ليث ..حتى تلقى قبضةٍ قوية على خده
الأيمن فتأوه ألماً ، حينها تنفس ماثيو الصعداء إذ ظن مفعول الصدمة
قد تمكن منه
" جيد! تأوهك خيراً من صمتك"
أخيرا أجابه صوت متألم وغاضب في آن :
"منْ فعلها ؟"
" ليتني أعلم .. ما علمته من المواطنين هنا أنه فعل رجال عصابات"
" تبـــــــــاً لهم! "
ثم توجه للطابق الأعلى
"ليث إلى أين تذهب ؟"
غاب بضع دقائق ثم عاد يحمل غطاءاً أبيض بيد و بالأخرى سلاح ناري
كما أرتدى زيه الرسمي للشرطة ،وضع الغطاء على العم وطلب من
الإسعاف بالخارج إكمال عملهم ثم همّ بالرحيل فأمسك به ماثيو
" ما الذي تنوي فعله ؟ وإلى أين أنت ذاهب حاملا معك هذا السلاح ..
هل تنوي ؟"
"أجل .. سأبيد كل العصابات على وجه هذه المنطقة على
الأقل .. نهائياً! "
وضع ماثيو يديه على كتفي ليث وأدراه صوبه
" هراء ! لا تفقد أعصابك بل تحكم بها أنت رجل قوي ، أعلم انه شيء
مؤلم فقدان الأحبه، لقد فقدت عزيزاً في ظروف مشابهه "
بدا ليث متمسكاً بقراره فأكمل ماثيو الحديث لعله يردعه بطريقةٍ أخرى
" كما أنني أراك ارتديت زيك الرسمي .. ترى هل نسيت مهمتك ؟"
"إنني في طريقي لإبادتهم .. الزي لا يصنع فرقاً"
"ربما ولكن جاك لن يعجبه الحال ، خاصةً و رؤية أفضل رجاله يتحول
إلى سفاح و يقتل كل من هب ودب"
"اختصاصي رجال العصابات فحسب"
" إن يكن !،عددهم لا يقل عن المواطنين العاديين بكثير ، ليث فكر بعقلانية
أرجوك ! .. أرجوك لا نريد خسارتك "
هم ليث بالرحيل مجدداً إلا أن ماثيو لم يدعه
"حسناً ماثيو ، لن أتهور سأفكر بعقلانية ..هلا تركتني الآن؟"
بعدها غادر ليث المكان وقلبه ممزق على فراق عمه ماركو .. الأب الثاني
الذي لم يبح له يوماً بأسراره وهمومه
**************
الفصل الرابع والعشرين : رغبة في القتل
تمكنت جين بعد جهد عسير من النجاح جزئياً في خطتها ..
حيث تغلب النوم على مراقبيها فانتهزت الفرصة .. ولكن العقبة
الرئيسية تمثلت في حراس البوابة الخارجية .. وبينما كانت شاردة الذهن
في البحث عن مخرج كاد أحدهم أن يتمكن منها لولا تدخل أحدهم
في اللحظة الحاسمة، نظرت بدهشة إلى هويّة منقذها، رجل بدت
ملابسه رثه إلى حدٍ ملحوظ .. قميصه الأبيض ممزق كما أفسدت تلك
القطرات الدموية المتساقطة عليه جماله ، وعلى ذراعه اليسرى جرح
لفهُ بقطعةٍ استعارها من قميصه ، ووجهه مصاب بكدمات طفيفة
إلـى جانب خدش بسيط على خده الأيمن بالقرب من فمه .. فهمست
بصوتٍ ضعيف وخافت :
" ويـــل ؟! أهذا أنت ؟"
هدر بها غاضباً :
" جين ؟ ما الذي أحضركِ إلى هنا ؟ أما زلت تتنكرين ؟"
"هل أبدو كذلك أيها الذكي ! ، كما أنني لم أكن لأذهب بعيداً
بتصرفاتي هكذا "
"حقاً ؟ ومـا سبب تواجدك الآن ؟"
"كأنك لا تعلم ؟"
" أنا بالفعل لا أعلم شيئاً "
" لقد تم خطفي ! ومن قبل ذلك الرجل السيء ، لابد بأنه يعمل
هنا ولكنني أتعجب أن الجميع رهن إشارته ، ربما لأن سلطته على
ما تبدوا أقوى من الجميع .. قال ويل بشرود :
"كــارلا"
"ماذا قلت ؟ من هو كارلا ؟"
" جين حاولي الهرب ، سأحاول إلهاء حُراس البوابة ، اتفقنا"
أراد ويل أن يشرع بتنفيذ خطته ولكن جين منعته :
" لا ! لن أفعل، ليس قبل أن تخبرني عن سبب مساعدتك وتعاونك
معي ، ألست تابعاً لذلك الرجل أيضا ؟"
"بلى .. ولكنني لم أعد تابعاً له، والآن نفذي ما قلت فلا وقت لدينا !"
أرادت جين أن تعترض مرة أخرى إلا أنه تحرك مسبقاً للأمام ولم يكترث
للأمر .. وفي غصون ثوانٍ تمكن من إخلاء السبيل .. بيد أن جين ظلت
قابعة بمكانها فاقترب نحوها :
"تـباً ! ما الأمر ؟ لماذا لا تزالين هنا ؟"
أجابته متلعثمة :
" لا .. لا أستطيع ..الهرب"
" حقاً ؟ ، ولكنك كنت مستعدةٍ منذ لحظات مضت ، والآن عندما تيسر
الحال غيرتِ رأيك ؟ ، أنصتي إلي .. لن تتوفر لكي فرصة أخرى ..
بسرعة تحركـي ! "
" لا أستطيع فعلها ! "
"و لمــا ؟!"
ردت جين بانفعال :
"لأنك ستلقى حتفك أيهـا الأحمق! "
رمقها ويل بنظرةٍ جانبية .. فخفضت بصرها نحو الأرض كردة فعلٍ عفويه
فابتسم
"أنت مثيرة للاهتمام بالفعل .. فآخر شيء أتوقعه أن تفكري
بشأني وفي هذه الأثناء .. على كلٍ لا تقلقي فأنا لم أعد أبالي"
نظرت إليه في قلق فأردف :
" لاشك أنكِ من النوع الحساس ألست كذلك ؟ حسناً اذهبي
أنا أشعر بالذنب مسبقاً بسبب وفاة ذلك الرجل المسن ، لقد كنت
مسؤولاً عن موته بتلك الطريقة "
"لا .. لقد حاولت المساعدة ، بالرغم من أنني أتيت في اللحظة
الأخيرة ولكنني رأيتك وأنت تحاول فعل شيئاً ما وتم منعك "
" ما زلت مسؤولا ، طالما لم أفعل شيئاً يذكر إلى جانب كوني
لا أزال برفقة قاتله ، وإن لم تهربي الآن سأشعر بذنب مضاعف،
فلا تجعليني بموقف كهذا "
ترددت جين في أمرها ثم أخذت نفسا عميقاً وأردفت :
" حسنـاً ، شكرا لك ، لن أنسى مساعدتك لي "
ركضت جين بأقصى سرعتها ولفّت على الطرقات كأنها تبحث عن
أمرٍ ما مهم .. ثم خطر ببالها أن تذهب للمركز .. ففعلت وبحثت
عن ماثيو .. وأخبرته بمقتل العم و العصابة فأعلمها بمعرفته
بالأمر مسبقاً فسألته:
" كيف علمت بذلك بهذه السرعة ؟"
"كنت هناك للتو ، ولكن السؤال كيف علمتِ أنتِ بذلك ؟ هل قال
لكي ليث شيئاً ؟"
"إنها قصة طويلة ، ولكن مهلا ما الذي تعنيه ؟ هل يعلم ليث
عن الأمر أيضا ؟"
"بالطبع .. لقد كان معي "
شحب وجه جين وكأنما تخيلت نفسها مكانه فاستطردت:
"آه .. ذلك سيء ! لقد رآه إذن ، وكيف هو الآن ؟"
"يبدوا كشبح وقريباً سيتحول إلى سفاح"
نظرت جين بفزع لماثيو وصاحت بانفعال :
"ماذا تعني ؟!، أهناك ما هو بأسوأ ؟"
"أتمنى ألا يكون .. لقد أخبرني المواطنين أن العم قد مات مقتولاً
بفعل عصابات ، فنقلت الخبر لليث وليتني لم أفعل والآن ها هو عازم على
إبادة جميع العصابات أقلاها التي تتواجد هنا في منطقتنا هذه "
"ولكن ذلك مستحيـــــــــــل ولرجلٍ واحدٍ فقط ! "
" إنه ليس بكامل قواه العقلية الآن .. وإني لأخشى أن يلقى حتفه
نتيجة قراره المتهور هذا ، ولكن صدقيني إنه عازم على ذلك ،
وقد فعلت ما بوسعي لردعه وعرقلته دون فائدة، ليت هناك
من يتمكن من منعـه"
" أنـا سأفعل .. أتعرف أين ذهب ؟"
"لا .. لم يخبرني .. ولكن لا أظن أنه أبتعد كثيراً عن هنا ما دامت
العصابات هدفه "
انطلقت جين في البحث العشوائي في الطرقات وبين الأزقة
لعلها تجد ليث .. وظلت ساعات تبحث عنه حتى أصابها الإرهـاق
فجلست على الأرض لتستريح لبعض الوقت فقالت تخاطب نفسها بيـأس :
" لا يمكنني إيجاده في هذه المنطقة الكبيرة .. لا يمكن "
فاجأها صوت قوي من الخلف كـان ينـاديها ، فذعرت ونظرت ورائها
فإذا به ليث ينظر إليها في قلق وحيرة .. شعرت جين بالسعادة
لأنها تمكنت من رؤيته سالمـا .. إلا أن رؤيته ذكرتها بشيء آخر فلم
تستطع كبح دموعها عن السيلان وكرهت ذلك فأدارت رأسها
تخفيهما عنه .. أما ليث فقد شاهد محاولتها الفاشلة في اخفاءها ،
فأقبل ناحيتها وركع أمامها ثم مسح بأنامله دموعها فقالت
بصوتٍ حزين:
"لقد مات العم .. مــات أمامي ولم أستطع فعل شيء ،
وقفت بمكاني أرقبه وهو يموت حتى آخر لحظة "
وضع ليث يده على رأسها وظل يمسح بكمه الدموع المتساقطة
على خديها فأقبلت تبكي بحرقه وازداد نحيبها ، فلم يعرف كيف
يواسيها خاصةٍ وهي في حالة هستيرية فظل بجانبها حتى هدأت
أعصابها
" ليث .. أنـا آسفة لأنني لم أتمكن من المساعدة"
"لم يكن موت العم خطأكِ "
"و ليس بخطأك أيضاً.. فلا تلوث يديك بالقتل ، ودع العدالة
تأخذ مجراها"
"إنني في صف العدالة ومع العدالة"
"إلا أن القتل ليس بطريقتك ! خاصةً في التعامل مع الآخرين"
"ولكنه أصبح كذلك الآن "
نظرت إليه في خوف وقلق فأردف :
" أعلم ما تفكرين به .. و لا يمكنني أن أعدك بعدم حدوثه ..
قد أعود و قد لا أعود لذا أهتمي بنفسك وعودي للمنزل"
"ألن تسألني عن كيفية معرفتي بكل هذا و عمْ أصابني ؟ "
"وهل أصابكِ مكروه ؟!"
" لقد تم خطفي مرتين من قبل شخصٍ واحد ، وقتل العم بفعله
أيضاً ، بينما تم ضربي من قبل أتباعه ، وقد لا يتردد بقتل ذهبي
الشعر الذي أنـا بفضله هنـا الآن ولست واثقة ما إن كان يدعى كارلا أم لا"
طحن ليث أسنانه من شدة الغضب :
"لابد أن يكون هو !، هل أنت بخير الآن، هل ما زلت تتألمين؟"
"لا ، أنـا بخير .. لكن "
"ماذا ؟"
" لا تذهب أرجوك .. أرجوك ! "
أمسكت بيده في محاوله بائسه لردعه ، فتخلص من قبضتها بلطف
"آسف جين .. لا مفر من ذلك "
تركها وغادر في طريقة إلى حيث يكمن عدوه اللدود ..
|