كاتب الموضوع :
سوهاني
المنتدى :
مغامرات ليلاسية من وحي خيال الأعضاء
رد: الانتقام هويتي
الفصـــل الســابـــع : النصف بالنصف !
مضــى على بقاء ليــث في مهمته الجديدة أكثر من ثلاثة أشهر حتى بدا
مـعروفاً بشخصيــته المُزيفة لدى أغلــب المواطنيـن .
كــان يجلــس دائـماً على صخرة بالقرب من البُحيرة للاستجمام عندما لا يجد
ما يفعلهُ .
في مثل تلك اللحظــات .. ذات مساء سمع وقع أقدام تخطو نحوه
بخِفّه من خلفِه فتعرّف على مالكها ولكنه لم ينتبه على الرجل
الآخر برفقته الذي جلس في زاوية أخرى على كُرسٍ خشبيّ فاخر
يحتسي شرابه بهدوء ..
" أنــت ! إن سيــدي يُريدك لتعمل لصالحـه ، فتحرك معي للذهــاب
إليــه" هدر به بلهجةٍ آمرة مُستفزة .
"حــقاً تُرى وهل لدى سيدك إي فكــرةٍ عني.. لابد أنكم سمعتم بالشائِعات
أنا لا أعمل بالمجان "
غضب الرجل لما في نبرة ليث من ثقـه وغرور وتعالي فقــال:
"تبــاً لك ! نـعلم بذلـك كم تُريــد ؟"
" النصـــف بالنــصف مع سيدك"
زمجر الرجل غــاضبا :
" مــاذا؟! منْ تحسب نفســك هــا؟ "
" إذن فعلى ما يبدوا بأنكم قد فوّتم الجزء المُثيــر في شُهرتي "
" أعتقد بأنهُ إن لم يتم ضربــك جيـداً حتى المــوت لــن تعذُرنــي لذلـك"
وبينــما هّم الرجل بضرب ليث ورفع قبضــته في استعداد للهجوم
أمره سيده بالتراجع وتقدم نحو ليث
"همم ! تعجبني شخصيتك يــا فتــى تبدوا مـاكراً ولا تخــاف
من شيء كمـا تقول الشائعــات عنك ، حســناً اتفقنا على المبلـغ
ولكن هل ستعمل لِحسابــي ؟ "
"إن كان لديك مثل هذا المبلغ متوفرٍ حاليــاً فلـك ذلك"
لم يتحمل الرجل الآخــر عجرفة ليث مع سيدهِ فرد مقتضــباً:
""سيدي نحن لسنا بحاجةٍ إليــه، دعنــا فقط نُنجر عليه ونُريــه مكانتهُ
ونبحث عن غيره"
" ولكــننا لن نجد بأفضل منه وأنت تعلم بذلــك مُسبقاً لذا تحكم
بأعصابــك لبعض الوقت"
"حــاضر سيدي"
أُمر ليث بأن يتخلص من عصابةٍ ما إذ كانت على خلاف مع
منْ اتفق معه وكما هو معروف عنه بأنه دائما يُنجز أكثر من
المطلـوب ، و أثنـاء انشغاله بالمهمة لاحظ بأن هناك منْ يتعقبـه عن
بعد فتظاهر باللامبالاة لأمره حتى انصرف وحده بعد انتهاءه
من مهمته بنجاح ساحق
فقال ليث في سره :
"يبدوا أنني قد أصبحت موضع اهتمام لكثيرٍ من العٍصابـات حتى
يراقبوا تحرُكـاتي عن قرب "
بعد عدة دقائـق في مكانٍ آخــر مجهــول :
بعد انتهاء ليث من مهمته بنجاح باهر ، عاد متعقبة إلى سيده ليزف
إليه الأخبار
"سيدي .. لدي أخباراً ساره"
" بشأن كارلوس ؟ "
" نعم ، راقبتـه اليوم عن قرب وقد كان ينجز على عصابةٍ أخــرى كالمعــتاد "
" هه! لابــد أن شخصـاً ما طلـب منه ذلــك.. وكيف كـانت النتيجة ؟"
" كما تقول عنــه الشائِعــات "
" همم ! فهمت بمعنى أنه بالفعل ينجٍز أكثر من المطلوب .. صف لي
شكلـه العـام بالتفصيــل ؟"
" شاب متوسط القــامه ، عريض المنكبين ، في أوائــل العشريــنات،
لدية شعرٍ أسود غامقٍ كثيف وعيـّنان بُنيــتان تميلان للاصفرار
قليلا كعينا أسـد ، و بشــرة سمراء ،كان يرتدي قميصــاً أسود قطني
ذات أكمــامٍ طويلــه و بِنطــال جينز أزرق وعلى رأسـه عُصبةٍ سوداء
يبدوا كرئيس عصابات ذو هيبه " !
" أثرت حماستي و اهتمامي لرؤيته.. على كلٍ أحسنت لم أكن أتوقع
منك القليل يا روبرت ، و الآن اذهب واحضرهُ لي "
"ولكن هنالك مُشكــله ؟"
" مـاهي ؟ "
" إنــه يعمل الآن لصالح عصابةٍ قويه "
"حقـا، أذلك ما يثير قلقك أتعتقد بوجود عصابـةٍ أقوى منـا ؟"
"كلا بالطبــع "!
" إذن تحرك ولا تعد إلا برفقته معك .. أرغب في الحديث معه
وجهاً لوجه"
ذهـب روبرت للبحث عن ليث فسأل بعض المواطنين ، لعله يخرج
بمعلومةٍ تدله عن مكانه فأخبروهُ بأنهم يخشون الاقتراب منه لأنه
يشكل خطراً عليهم ولكنه يتردد عادةً على مكان ما بالقرب من البحيرة ،
حيث تواجد العديد من الصخور بأحجامها المُتفاوتة ، ثم لا يجلس
إلا على أكبر صخرةٍ بينهم لرؤية البحيرة عن قرب لربما .. لا أحد يعلم
السر في ذلك ! .
وبناءاً على ما حصل عليه روبرت من معلومات وارشادات سار في اثرها
للبحث عن ليث وبالفعل وجـده على أكبر
صخره مُستلقياً على ظهرهِ وبالقرب من البحيرة ..
تقدم منه روبرت وقال بنبرة مُستفزه مخاطباً بها ليث :
" هيي أنت ! كــارلوس، انهض بسرعه "
ولكن ليث لم يجب عليه وكأنه لم يسمع شيئاً ، فثار جنون روبرت وركلة
ركلةٍ قوية أوجعت النائم، فأمسك برقبته و أطــاح به أرضاً بيد واحده
وذلك لأن بنية روبرت لم تكن بتلك القوه فساعدت ليث بسهوله على
الهجوم
" كيــف تجرؤ على إفســاد مُتعتي بهذه الطريقة الوقحـة! "
"أنت تعمل لحساب الجميع ما إن امتلكوا أطناناً من المال صحيح ؟ ..
فلماذا تغتر بنفسك كثيراً الآن"
" يبدوا لي بأنك تعلم بوضوح خطورة وضعك الآن ، فلا تريد أن تُرسل
لسيدك بعظامٍ محطمه ..
اذهب إليه وأخبرهُ بانني لا أعمل في مثل هذا الوقت من المساء ،
وعند غروب الشمس عُد مجدداً .. هيا اغرب عن وجهي الآن! "
ثم افلت ليث رقبته وحرره من قبضته
" أنت تثير رغبتي بتعجيل منيتك بالفعل !
ولو لم يطلب سيدي مُسبقاً بحسن التصرف وعدم إثارة المشاكل
صدقني لحققت أمنيتك ،
إنه يُريد التحدث معك فحسب و لا يُريدك من أجل العمل في الوقت
الحــالي"
" ولكنــه يطلُبني لذلك أيضـاً "
تمالك روبرت أعصابه حتى لا تدفعه الحماقة بارتكاب
غلطة بسبب برودة أعصاب ليث وتعجرفهِ فرد قائلاً :
"حسنـاً أجل ولكن حاليــاً يطلبك للتحدث فحسب فهلّا تحركت الآن وكففت
عن اللهو ؟"
" خذني إلى سيدك هذا لنرى عمْ يرغب بالتحدث "
*****************************
الفصل الثامن: مهمة ماريبل انطوان
ذهب ليث برفقة روبرت إلـى حيث يقطن سيده .. وما هي إلـا لحظات
حتى أصبح ليث أمــام سيـد روبرت .. وقف ينظر لهيئة سيده الجديد ،
رجل في أواخر الأربعينيات، طويل القامه و عريض الصدر ،
أشعر الذراعين و أعالي الصدر ، ذو وجه مربع وعينان سوداوان
وشعر بذات اللون طويل
"أهــلاً بك كارلوس ،سمعت الكثير عنك لذا رغبت برؤيتك شخصياً"
" همم ! وكيف عسايّ أخدمــك يا مولـايّ ؟ "
لم يتمالك روبرت أعصابه من وقاحة ليث فأخرج مسدسه
وصوب فوهته على رأسه فرد سيده قائلاً:
"اهدأ يا روبرت فلا أريدك أن ترتكب إي حماقات ..كارلوس ضيفي
فاحسن التصرف ! ، هلا تركتنا بمفردنا قليلاً ؟"
تراجع روبرت للخلف وارجع مسدسه لمكانـه ثم صوب عينين متوعدتين
بالقتل لليث وبعدها رحل
"كارلوس سأكون صريحاً معك.. أنت تعجبني ! ، تعجبني شخصيتك
كثيراً فأنت ماكر وشجاع وذكي ومتعجرف وتعرف ما تريد ،لذا
أريدك أن تعمل لصالحي وسأدفع لك حصتك من المال مضاعف"
"عرضٌ سخي ، لا يسعني رفضه ولكن هناك مشكلة واحده؟،
أنا لا أعرف منْ تكون .. ولا أحب مناداة أحدهم بسيد أيا كان ،
إلى جانب عدم معرفتي بمتى تريدني للعمل ؟"
"لا مشكله .. أنت لست بحاجه لمعرفتي سوى اسمي أُدعى كارلا،
نادِني كما تشاء المهم أن تنجز ما أريده وإن احتجت إليك فسأرسل
أحدهم لطلبك .. أعواني منتشرون بكل مكان فلا تقلق "
" فهمت هل بإمكاني الانصراف الآن ؟"
" كلا ليس بعد .. لديك مهمة ، أريدك أن تراقب تحركات فتاة
تدعى ماريبل انطوان لبعض الوقت.. فهي طالبة في ثانوية تسمى
بأزهار الكرز أو شيئاً من هذا القبيل .. ابحث عنها وراقبها ! "
عندما هّم ليث بالمغادرة سألـه كارلا مُستفسراً :
"أمرك مُحير ألن تسألني عن سبب اختياري لك لعملٍ سخيف كهذا ..
لا يناسبك ؟"
رد ليث بذكاء يجيب تساؤلاته" لا يهمني نوعية العمل مادام هنالك
عرضاً سخياً بالمقابل و لا تبدوا لي من النوع الذي يهتم بالنساء ..
لذا سأقول بأنك تبحث عن رجل وهذه الفتاة مفتاح للوصول إليه "
" بينقوا ! أصبت ربما ستتعرف عليه أثناء المهمة ولكن عليك إخباري
بشأنه إن رأيته قبل أي تصرف مُسبق "
بعدها باشر ليث في آداء المهمة ولم يكن صعوبة العثور على المكان
بمقدار البحث عن الفتاة المطلوبة في ذلك الفِنـاء الشاسع للمدرسة ،
وكلما سأل أحداهن بشأنها جمدت في مكانها وتصلب وجهها ثم
لاذت بالفرار بعيدا عنه دون إجابه مفيدة ..وضعه الجديد جعله يشتم
عالياً من شدة الغضب
" تبــاً ألا يوجد من يعرف تلك الفتاة المسماة بماربيل ويجيبني
بشجاعةٍ عن تساؤلاتي "
أجــابه صوت صاخب من الخلف فأدار رأسه لمعرفة صاحب الصوت :
"أنــا واحده ممن تبحث عنهم .. هل تقصد ماريبل انطوان ؟"
دُهش ليث لمعرفته بأن الفتاة الواقفة أمــامه جين .. إلـا أنها لم
تتعرف عليه كليــث نظراً لملابسه الغريبة وتنكره وتلك العصبة على رأسه
"نعم .. إذن هّلا أرشدتني إليـها ؟"
"بالتأكيد رافقني"
رافق ليث جين حتى وصل لهدفه .. ولكنه توقف فجأة على بعد أمتـار
من مكانها وأدار ظهره وهمّ بالرحيل فاستفسرت جين عن الأمر قائله :
"ما الأمر لماذا توقفت هنا ..من الجيد أنــها وحدها لذلك بإمكانك
أن تخاطبها ، أيعقل بأنك خائفٌ منها؟"
قهقه ليث من أعماق قلبه وكأنه لم يضحك منذ سنوات لاعتقادها
الساذج بخوفه ورد قائلاّ :
"كلا ، هل أبدو كذلك ؟ .. كل ما في الأمر أن ما أردته قد وجدته
و ليس بنيتي مقابلتها شخصياً"
"هكذا إذن .. أنت شخص تُراقبها لذلك لا تريدها أن تراك صحيح؟"
"ذلك ليس من شأنك يا فتاة! .. هيا تحركي إلـي حيث انتمائك، لم
أعد بحاجه إليك بعد الآن"
ظلت جين تحدق فيه بغضب كأنما تذكره بأنه نسِي شيئاَ مهماً
عليه فعله ، فأردف قائلا:
"ماذا أتنتظرين مني كلمة ( شكرا لكِ على جميلك ) هيا تحركي
بسرعه كأنني سأقول شيئا بهذا الغباء ! .. بسرعه اذهبي قبل أن
أغير رأيي وأفعل ما لا يرضيك "
أطلقت جين مجموعة من الشتائم بوجهه قبل أن تبتعد عن
طريقه .. بعدها راقب ليث تحركات ماريبل حتى علم بمسكنها ،
ولكن ما أثار اهتمامه هو خوف الجميع منها وسر طلب كارلا ،
علم عندها أن شخصاً واحدا قد يساعده في أمره .
فعاد في اليوم التالي مرةٍ أخرى ولكن للبحث عن جين وليس ماريبل
ولـأن المدرسة كبيره وفخمه
صعب عليه البحث عنها عشوائياً في إي مكان ، فخمن نظراً لسنها
بأي الفصول هو فصلها، ووجد بعضاً ممن يعرفونها كزميله فطلب
منهم مساعدته في البحث عنها .. وبعد لحظات أتت جين لتفاجأ برؤيته
" هــذا أنت ؟! رجل البارحة الوقـح ؟! "
"حسناً انظر من يتحدث عن الوقاحة .. وهل تخاطبين من هم
بأكبر منك سناً هكذا ؟"
" كلا ولكنك حالةً خـاصه .. ثم لا يبدوا لي بأنك من النوع المحترم
فأنت رجل عصابات على كلٍ أليس كذلك ؟"
" هاه ! لا يهمني كيف تنادينني أو تعاملينني .. أريد مساعدتك بأمر ما ؟"
"ماذا تريد ولماذا أنــا ؟ .. أنـا لن أساعد رجل البارحة الوقح ؟"
" سأريك ما يفعله رجل البارحة الوقح بالفعل إن رفضتي التأدب ؟ "
سكتت جين لخوفها من إنذارات ليث المتوعدة.. لأنه لم يبدوا من
النوع الممازح البته :
" من هذه الفتاة المدعوه ماريبل ؟ أخبريني لماذا يخاف الجميع منها"
"لأنهم يقولون بأن أبيها كان مثلك .. رجل عصابات والبعض يقولون
أنه لا يزال .. ذلك ما أعلمه"
" هكذا إذن .. حسناً شكرا لك ووداعـاً"
" مهلاً هل ذلك فقط ما تريده ؟! "
"نعم .. لماذا ؟"
"ذلك يعني بأنك ستعود إلــي في كل مرةٍ بشأنها"
" إن احتجت لذلك"
" تبــاً لماذا تتصرف مثله ؟"
"منْ ؟"
"شخصا ما أعرفـه يدعى ليث"
تصلب وجهه ليث لثانيه ثم ادعى الجهل:
"ليـــــث ؟"
" أجل هل تعرفه ؟"
" لا وداعاً"
ردت جين بعد أن ذهب ليث :
" ولكن لماذا أشعر بأنك هو ؟"
عندما خرج ليث من المدرسة لاحظ توجه ماريبل وحدها لمكان
ما فتعقبها حتى انتهى به الأمر إلى مكان شبه مهجور وبعد
لحظات خرج رجل في حوالي الخمسين من عمره أدخلها للداخل ..
قرر ليث اعلام كارلا بالأمر قبل اقدامه على إي خطوةٍ أخرى .
**************************************
|