لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-01-16, 07:51 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: رواية شقائق الرجال / بقلمي

 

مساء الخير
الردود اللطيفة شاكرة لها من القلب
التوقّعات ما لها رد حاليًّا بطبيعة الحال

للتذكير , البارت يوم الاثنين
دمتم بودْ

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر  
قديم 08-01-16, 10:03 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jan 2016
العضوية: 309166
المشاركات: 19
الجنس أنثى
معدل التقييم: عفاف المحمد عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 30

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عفاف المحمد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: رواية شقائق الرجال / بقلمي

 

مسساء الخخير
جود فرحت ممره لما شفتكك منزله روايه من جديد 😻ابددددعتي ب الاوولى وانا واثقهه ان الثانيه ابدداع وجممال نفس اسلووبك و روايتك الاولى نجي لاسم الروايه احسنتي ب الاختيار غرريب ويلفت الانتباه اعجبني مرره ونجي لابططال الروايه
ميلااف/ها البنت شكلها طيووبه وللحين ما وضحت قصتهاا
غييث/اعجبنني اسممه وشخصيتهه واتووقع سبب بعدده كل ها المدده انه شي له دخل ب الدوووله 😎
سنا/ي قلبي عليها قطعت قلببي شكلهها مسحوره 😭 حسبي الله حزنتني لما قالت روحي قلبي يوجعني
غننا/امم الصراحه ما اعجبتني شخصيتها مره واستهتارها ب الحجاب واتوقع انها اهلها ماهم اهلها احس انها لقيطهه وليه مجبره انه ما تتكلم ب اللغه العربيه فيه سبب ولغز هننا
وجد/حلوووه شخصيتتها مره قويه بس احس انها عمليهه مره واممم خالد ذا يعنني ايش مسوي يمقن ذابح ابوها بس الي يذبح ما يطلعونه وبعد احس ما يقرب لهم لانه العايله كلها تكرهه وبنسبهه لعمها غاازي ليه بس هي الي تكرهه اتوقع مسوي فيها شي او متحرش فيها وهي صغيره
وسلامتكككك.😄

 
 

 

عرض البوم صور عفاف المحمد  
قديم 09-01-16, 08:56 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متميزة الابداع


البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296904
المشاركات: 655
الجنس أنثى
معدل التقييم: امال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1266

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
امال العيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جود بدر مشاهدة المشاركة
   مساء الخير
الردود اللطيفة شاكرة لها من القلب
التوقّعات ما لها رد حاليًّا بطبيعة الحال

للتذكير , البارت يوم الاثنين
دمتم بودْ

يسعد مساك بالفرح والسرور ❤

حيللل متحمسسسسةة ننتظر الإثنين بإذن الله

 
 

 

عرض البوم صور امال العيد  
قديم 09-01-16, 09:00 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
متميزة الابداع


البيانات
التسجيل: Jun 2015
العضوية: 296904
المشاركات: 655
الجنس أنثى
معدل التقييم: امال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييمامال العيد عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1266

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
امال العيد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عفاف المحمد مشاهدة المشاركة
   مسساء الخخير
جود فرحت ممره لما شفتكك منزله روايه من جديد 😻ابددددعتي ب الاوولى وانا واثقهه ان الثانيه ابدداع وجممال نفس اسلووبك و روايتك الاولى نجي لاسم الروايه احسنتي ب الاختيار غرريب ويلفت الانتباه اعجبني مرره ونجي لابططال الروايه
ميلااف/ها البنت شكلها طيووبه وللحين ما وضحت قصتهاا
غييث/اعجبنني اسممه وشخصيتهه واتووقع سبب بعدده كل ها المدده انه شي له دخل ب الدوووله 😎
سنا/ي قلبي عليها قطعت قلببي شكلهها مسحوره 😭 حسبي الله حزنتني لما قالت روحي قلبي يوجعني
غننا/امم الصراحه ما اعجبتني شخصيتها مره واستهتارها ب الحجاب واتوقع انها اهلها ماهم اهلها احس انها لقيطهه وليه مجبره انه ما تتكلم ب اللغه العربيه فيه سبب ولغز هننا
وجد/حلوووه شخصيتتها مره قويه بس احس انها عمليهه مره واممم خالد ذا يعنني ايش مسوي يمقن ذابح ابوها بس الي يذبح ما يطلعونه وبعد احس ما يقرب لهم لانه العايله كلها تكرهه وبنسبهه لعمها غاازي ليه بس هي الي تكرهه اتوقع مسوي فيها شي او متحرش فيها وهي صغيره
وسلامتكككك.😄

يسعد مساك 💓 🍃

**
ارحبي ثم ارحبي وثم ارحبي أخيرا مابغيتي تفعلين العضوية يامرحباا في الزين كله (:

 
 

 

عرض البوم صور امال العيد  
قديم 11-01-16, 02:33 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2013
العضوية: 260568
المشاركات: 229
الجنس أنثى
معدل التقييم: جود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداعجود بدر عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 411

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جود بدر غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جود بدر المنتدى : ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
افتراضي رد: رواية شقائق الرجال / بقلمي

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني.
-
انا لم اكُن ادري
بأنّ بداية الدّنيا لديك
وان آخرها اليك
وانّ لقيانا..قدر
*فاروق جويدة
-
المملكة العربية السعودية – الخبر
السادسة مساءً
دخلت الى غرفتها , نظرت اليها وهي تتحدّث بهاتفها
انتظرت دقيقة , قبل ان تغلق
نظرت اليها وهي تضعُ الهاتف جانبًا
قالت بهدوء
: هلا
قالت بعصبيّة وهي تقلّدها بغيض
: هلا ! هلا فيك يا عيني , على اساس بتنتظرين عمّك وتسلمين عليه ؟ على اساس عشان خاطري امّي بتنزلين ؟ له ساعة ونص من جا وكل شوي يسأل عنّك وتقطّعت رجلين ثريا وهي طالعة نازلة تترجّاك تنزلين
ابتسمت بهدوء ونهضت لترتدي عباءتها , التي لا تشبه العباءة الّا في لونها
قالت
: اعصابك , كان عندي شغل
قالت سُلاف بضيق , ووجْد تلفُّ حجابها على رأسها
: وجْد عبايتك فيها اثم ترى , وش ذي النفشات والكسرات والبلاوي اللي فيها
قالت بشيءٍ من الحرج
: جات مع آخر مجموعة خيّطتها , تدرين انا ما اشوفهم رويدة هي اللي تختار
: يعني ما تفرق كثير عن باقي عبيّك , حرام حبيبتي فيها فتنة وسفور
بهدوءٍ قالت وهي تخلعها
: الله الهادي
استبدلتها باخرى لا تختلف كثيرًا عنها , ثم نزلتا معًا
نهض غازي وعينيه لمعتا سعادةً برؤيتها
بجديّةٍ كبيرة على ملامحها اقتربت منه
سلّمت برسميةٍ تخالف لهفته , وابتعدت مسرعة
سلّمت على زوجة عمّها وابنتيه
ثمّ التفت الى ابنيّ عمّها وقالت
: شلونكم راشد وعلي ؟
ابتسم علي بمحبّة
: الحمد لله , شلونك انتي
هزّت رأسها ايجابًا بابتسامةٍ خفيفة
ثمّ التفتت الى راشد
الذي لم ينظر اليها ابدًا
بسخريةٍ قالت وهي تجلس
: الله يسلمك انا بعد بخير
قالت تسأل ابنة عمّها
: بشري شلونك مع شغلك لينا ؟
بامتنانٍ كبيرٍ قالت
: الله يسعدك مرتاحة الحمد لله
سألت الأخرى
: وانتي يا بشرى شلون الجامعة ؟
بابتسامةٍ قالت
: الحمد لله , والدكتورات مرّة مهتمّين فيني , كل ما قروا اسمي قالوا وجْد الطّير ؟
ابتسمت وقالت
: ما عليك من وجْد الطّير , اهم شي بشرى الطّير وش تسوي
قال راشد ممتنًّا
: الله يجزاك خير يا وجْد , لو ما الله ثم وقفتك مع البنات ما كان توظّفوا ولا دخلوا جامعات
دون تعبيرٍ قالت
: ماهو فضل منّي , بنات عمّي اسمهم وسمعتهم ومكانتهم تخصّني , طبعًا لا يمكن يحتاجون شي وما البّيهم
قالت سُلاف وهي تدفعُ كتفه بممازحة
: على اساس ما تطيق وجْد
نظر الى وجد وصمت لثوانٍ , ثمّ قال
: اكره تصرفاتها وسلطتها الزايدة وكأنها اب مسؤول عنّنا , بس ما يعني انّي اكرهها
نظرت اليه بصمت
ثم التفتت الى جدّتها
مرّ وقتٌ يسير , قبل ان تنفجر دارين ضحكًا , ويقول علي بغيض
: متى تكبرين انتي !
وضعَ كأس الشاي وشرب الماء
قالت وجْد دون تعبيرٍ على وجهها
: مو لازم تكبر , انا كبيرة كفاية , خلها تظلْ صغيرة
التفتوا اليها جميعًا , لتقولَ سُلاف فورًا لتشتّت انتباههم
بضحكةٍ ساخرة
: وانت وش ذا الغباء ! من ثلاث سنين يمكن درت دارين انّك تكره النعناع , وكل ما شافتك حطّت لك نعناع بالشاي وانت تشرب مثل الاهبل
انفجروا ضحكَا , ليقول ساخرًا وهو ينظر الى دارين
: انا اذا شفتها انسى الدنيا واللي فيها , تبيني اركّز على الشاي
احمرّت دارين خجلًا , وشتّتت نظرها بعيدًا عنه
حمحمت وجْد ليبتسم علي بمشاكسة
احنت رأسها وذكرى تعود لخمسةَ عشر عامًا لاحت لمخيّلتها
" كانت دارين صغيرةً لم تتعدّى اعوامها الستة
حين شاكساها علي وراشد
هجمت عليهما واوسعتهما ضربًا
وحمت دارين وهي تقول بغضب
: اللي يقرّب من اختي يا ويله "
رفعت رأسها في ذات اللحظة التي رفع راشد فيها رأسه , تلاقت عينيهما , ليبتسما ويشيحا كلٌّ منهما الى جهةٍ معاكسة
ذات الذكرى اطلّت على رأسِ راشد
لا زالَ يذكر شراستها
رغمَ انّه انتقدها كثيرًا منذُ تلك الأيّام وحتّى الآن
الّا انّها كانت تستهويه كثيرًا !
كان يتعمّد اغاضتها لتهاجمه , لتصرخ , لتحمرّ سمرتها
لتدمع عينيها اللّامعتانِ بلون الزيتون
ليرتجف فكّها الحاد , وينعقد حاجبيها المرسومين بدقّة
زفرَ حينَ تذكّر جدّيتها الفائضة عن عمرها حينَ نادته من النافذة العلوية
قالت امام اصدقاء الحي الذين كان يجالسهم
" : راشد بكلمك
احرجته امام اصدقائه
نهض وقال يستصغر فعلتها امامهم
: والله البنات مشكلة
دخل الى المنزل الضخم , الذي كانوا يعيشون فيهِ معًا
كانت قد نزلت واستقبلته في الفناء , بعباءةٍ تناسب اعوامها الثلاثة عشر
قالت
: راشد انا ابوي مات
باستغرابٍ قال
: الله يرحمه ! له شهر واسبوعين ميّت وش فيك ؟
صمتت لثوانٍ , ثمّ قالت
: قبل ما يموت انا ما كان عندي شي افكّر فيه , الّا انّهم مسمّيني لك وبكبر واتزوّجك
ابتسم بخجلٍ من جرأتها , رغمَ صغرها ورغم انّه يكبرها بعامين , لا يحدّثها بامورٍ كهذه
تابعت كلامها
: ابوي بآخر نفس له مسك ايدي وترجّاني انتبه لدارين , خلّاها امانة عندي , حلّفني انتبه عليها , قال لي انتي كبيرة وقويّة , ودارين طفلة ان ضربها احد ما بتعرف ترد عليه
صمتت لثوانٍ , ثمّ نهضت وقالت
: سامحني راشد , انا ما اقدر اخليك في حياتي ابدًا بعد اليوم , من اليوم لآخر حياتي انا لدارين
شطرت قلبه الصغير
اوجعت حبّه الذي لم يكن يتخطّى طوله
دهست امله فيها , الذي زرعوه فيه عائلته
منذ خطَت خطواتها الأولى
ظنّ في عمره الصغير جدًّا وقتها , انّها حبّ حياته !
ان حياته توقفت دونها !
قالوا جميعًا انّها ستكونُ عروسًا جميلةً له
لكنّ تلك العروس احرقت ذلك العُرس !
وهربت منه تحملُ شقيقتها الصغرى
تاركةً ايّاه من خلفها , يتمزّق بمفهوم الفراق في سنه الصغيرةِ تلك "
ابتسم بهدوء
وعدت وأوفت بوعدها
مع كلّ عامٍ يمضي كان يقول , ستعدل عن رأيها الساذج
ستدرك حماقة ما قالت
ما معنى ان تحمي فتاةٌ اختها !
لتحبّها , لتنصحها , لتعانقها , لتمنع احدًا من الاقتراب اليها
اما ان تنذرَ حياتها لها كأنّها ابٌ او اخٌ ذكرٌ لها !
مضت الأعوام
كبرت وجْد
تخطّت مراحل دراستها , وجامعتها
والدها الغنيُّ جدًّا , كان خلّف ارثًا لا يستهان به
لكنّ وجْد لم تكتفِ بأنّه لا يستهان به
جعلته ثراءً فاحشًا
تملّكت بيوتًا في مدنٍ عدّة
شيّدت شركاتٍ ومراكز ومعارض ومحالْ
جميعها لأجل دارين , دارين واسمُ والدها الذي اقسمت ان لا ينسى ولا يهجر
ولم تتراجع عن ما قالته !
تخلّى عنها منذ اعوامٍ طويلة
توقّع ان تتنازل , ان تأتي يومًا متأبّطةً ذراع رجلٍ ترتاح ما بقيَ من حياتها معه
لكنّها لم تفعل ابدًا
ابتسم لعنادها
ونظر اليها
ليجدها هي الأخرى شاردةً في عالمها
الذي يجزم انّه لا يحوي سوى مساومات ومناقصات واسهمٍ وعقارات !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثالثة مساءً
القت نظرةً أخيرة على مرآتها
شعرت بذراعيه تعانقانها من الخلف
نظرَ اليها عبرَ المرآةِ وقال مبتسمًا
: وش زينك تهبلين
ابتسمت وشتّتت نظرها خجلًا
قبّل كتفها وابتعد
: كلموني قالوا دقيقتين ويوصلون
ببحّتها اجابته
: الحين بنزل
تركها ونزل
لتتنفّس بعمق
لم تكَد تنتهي فترةُ اختلاءِ زوجها بها
لم تكد تمرّ الأيّام الثقيلة , ليحينَ لقاؤها بشقيقها !
سمعت جرسَ الباب , لتنزل راكضة
وقفت في منتصف الدرج وهي تنظرُ اليه
وصدرها يعلو ويهبط بارتجاف
ابتسمت ابتسامةً صفراء , قبل ان تهمّ بالنزول
دخل فيصل مبتسمًا , ورفع رأسه ليرتطم نظره بها
تراجع فورًا , وأشاح ببصره
نزلت مسرعة واقتربت لتعانقه
زفرَ هو الآخر ورفعها عن الأرض
تشبّثت به وسألته بلهفةٍ وحنوْ
: شلونك ؟ مرتاح من جيت للحين ؟ ناقصك شي ؟
قبّل جبينها وانزلها
: الحمد لله , ادخلي فيصل وراي
دخلت الى المجلس الداخلي , وبعد ثوانٍ اطلّت عليها وردْ وخالتها
ابتسمت بسعادةٍ واسرعت الى خالتها لتعانقها بقوّة
ضحكت خالتها بعينين دامعتين
: يا بعد بيتي
ابتعدت وقبّلت كفّها ورأسها
: شلونك خاله ؟ شخبارك ؟
: ان كنتي بخير والله انا بخير ونعمة يا روحي , عساك مرتاحة
اجابتها وهي تعانق ورد
: الحمد لله بخير , عمّي وين ؟
: الحين يجيك تلاقينه يسلّم على عبد الله
جلسن ورد ووالدتها , وضيّفتهن ميلاف بالقهوة
وقبل ان تجلس دخل عمّها , وغيث من خلفه يحمحم لتتحجّب ورد وتسدل غطاء وجهها
بحبٍّ كبير اتّجهت اليه
قبّلت كتفه وكفّه
وقبّل رأسها بحنوْ
: شلونك يبه
دمعت عينيها من نبرته وابتسامته
: بخير يا روحي
قال غيث الذي كان خارج الغرفةِ تقريبًا , مبتسمًا وهو يداعب شعرها
: فيصل يبي يسلّم عليك
اقتربت من الباب مبتسمة
: فيصل !
قال بحنوْ
: شلونك ميلا
: الله يسلمك , شلونك انت ؟
: فاقدينك من غير شر
قال غيث
: بسد مكانها
تمسّكت به
: حامض على بوزك , انت بتجي تعيش معاي
ضحك عمّها واشار اليها ان تخفض صوتها , ثم قال بخفوت
: ششش لا يسمعك عبد الله ويقضّبنا الباب
قالت بعنادٍ ليس من صفاتها اصلًا
: اروح معاكم , ما صدقت يرجع اخوي اقوم اعيش بمكان وهو بمكان
قال بمشاكسة
: اتزوّج واسكن بالشّقة اللي قدامك
قال ابو فيصل
: قلنا زوّجناها وصارت حرمة , اشوفها جنّت علينا عقب ! وش هبل بك كنتي ساكتة وهادية وما غير سموا وآمروا
قالت خالتها ضاحكة
: رجع غيث بعد , حتّى بصغرها ان كان غيث موجود تستقوي
ضحكوا منها , وابتسمت خجلًا
حينها سمعوا صوتَ عبد الله
: يا شباب !
قال فيصل
: حنّا تجمّعنا هنا وتركنا عبد الله لحاله , امش غيث
تبعه غيث , وقال عمّها
: انا بجلس معاهم شوي ثم اجيك
هزّت رأسها ايجابًا بابتسامة
: تمام
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الخامسة مساءً
دخلت الى المنزلِ منهكة
سمعت صوت والدتها من المطبخ
: سنا جيتي ؟
دخلت الى المطبخ
: جيت
التفتت اليها والدتها متسائلة
: عبد الوهّاب وين ؟
: رجع لشغله , استأذن عشان يودّيني الطبيب ورجع
هزّت رأسها , ثمّ قالت بحنوْ
: يلا حبيبتي , اطلعي غيري وانزلي , هذا غداك سخّنته , وفي الثلاجة في سلطة , بودّي القهوة لأبوك وجدّتك وانتي جيبي غداك عندنا
هزّت رأسها ايجابًا , وقبل ان تخرج من المطبخ قالت والدتها
: سنا
التفتت بصمت
سألتها بحنوْ
: شلونك ؟ حاسّة بشي ؟
رفعت كتفيها وقالت
: بين ساعة وساعة احس قلبي يضيق ويضيع داخلي , ونفسي يضعف , بس ارجع اهدى بعد شوي
اقتربت لتمسح على شعرها , وقالت بوجع
: ليته فيني يا امّي , داومي على الرقية وموية زمزم
هزّت رأسها ايجابًا
: ان شالله
,
,
ايطاليا – روما
الثالثة مساءً
وضعت سلاحها على خاصرتها
تعطّرت من عطرها الرجالي
وخرجت من الغرفة
مرّت من امام مكتب وائل , صديق ابيها
سمعته يقول بحدّة
: يعني شنو ما تبي تيي , انا شكو ببنت الناس اتحمل قعدتها ببيتي
عقدت حاجبيها ونظرت الى ظهره
ضرب الطاولة بقوّة وقال
: لو انها بنت يوسف جان خلّيتها بعيني , انت اخوه ويمكن انها اقرب لك منّي ولو شوي , تحمّلتها جم يوم لأن يوسف كان يحبها ويعتبرها بنته , بس ما بيطول صبري
صمت لثوانٍ , ثمّ قال بحدّة
: براحتك , عيل انا بحتاجها بشغلي , بخلّيها تحت ايدي
ابتعدت مسرعة
وقلبها يرتفع ويهبط بقوّة
ماذا يقول ذلك المعتوه !
نزلت الدرجَ مسرعة , تكاد تقع
خرجت من المنزل مسرعةً الى سيارتها
حرّكتها وهي تتصل برزان
مرّت ثوانٍ ليأتي صوت رزان
: هلا
قالت بارتجاف
: وينج ؟
: بالبيت
: يايّتج الحين لا تطلعين
اغلقت الهاتف واسرعت الى منزلِ رزان
وصلت في دقائق وصعدت الى الشقّة
فتحت رزان الباب , وقالت باستغراب
: وش صاير لك !
قالت بوجهٍ وجل , بنبرةٍ مرتجفة
: المخرّف وائل كان يكلّم عمّي عارف , مدري شيخربط يقول ما اتحمّل بنت الناس ويوسف كان يعتبرها بنته ! شقصده هذا , يوسف ابوي وما عنده غيري !!! معقولة متزوّج على امّي ! معقولة...
قطعت كلماتها وهي تفركُ جبينها بارتباك
اغمضت رزان عينيها , سحبت شهقةً خفيفةً مرتجفة وارتدّ رأسها الى الوراء بمقدارٍ بسيط
جفلت وارتجفت اطرافها
صرخت بها غنا
: رزان مستحيل يكون شي فهمته , لازم يكون في توضيح ثاني , يمكن يوسف ثاني , يمكن وائل عنده بيت ثاني مخلّي فيه بنت احد من ربعه
رفعت رزان كفّها لتمسح على جبينها
ثمّ امسكت بكفّي غِنا وقالت
: غنا , تعالي اجلسي
دفعتها عنها وجسدها يرتجف , صرخت من عمق قلبها
: شكان يقصد , شكان يخربط
سحبتها رزان بقوّة , رمتها على الاريكة وسحبت ملّف والدتها , وجلست امامها ارضًا
فتحت احدى الصفحات ومدّته اليها
قالت قبل ان تعطيه لها , بنبرةٍ باكية , وبحزنٍ بالغ
: ما تمنّيت تنحطين بهالموقف ابد
وضعته في يدها , لتأخذه الأخرى بارتجاف
,
,
المملكة العربية السعودية – الخبر
رفعت حقيبتها , وهاتفها في كفّها
تأفّفت وهي تنادي
: يا ثريا وين دارين
قالت سُلاف
: متى ترجعين ؟
: بروح لدبي على طول
قالت جدّتها بضيق
: لا تبطين علينا
ابتسمت وانحنت لتقبّل رأسها دونَ تعليق
استدركت والتفتت الى عمّتها
قالت بجديّة
: اي خبر يجي من السجن تكلموني على طول
مسحت على كتفها
: لا تشيلين هم
نزلت حينها دارين مسرعة , وهي تلملم عباءتها وحقيبتها
وثريا من خلفها تحملُ حقيبتها الأخرى وكيسًا في يدها الأخرى
ضحكت وجْد بذهول
: وش ذي الحوسة !
التقطت نفسًا , ثم قالت
: اغراضي ما بخلّيها
قالت مستغربة
: عندك اغراض في باريس !
: اشتريتهم جدد بستعملهم
زفرت وجْد دون تعليق
ودّعت عائلتها وخرجت
وتبعتها شقيقتها
فتح السائق باب السيّارة لتركبا
وتحرّك مبتعدًا بهما
على مسافةٍ قريبة من القصر
كانت تقف سيّارةٌ صغيرة
رجلانِ في الأمام
وامرأتان في الخلف
قال احد الرجلين
: اكيد وجْد مسافرة
قالت احدى النساء في الخلف ساخرة
: هايتات بنات الطّير , والله لو اعتب باب البيت بدون الف اذن والف عذر ان ينقص راسي
قالت الأخرى بهدوء
: رنا اسكتي شوي , فايز الحقهم
التفت اليها مستنكرًا
: من جدّك ! وش نسوّي رايحين للمطار !
تأفّفت وقالت
: وش عرّفك انهم رايحين المطار ؟
حرّك السيّارةَ وهو يقول
: غالبًا , لأنّ دارين معاها
قال الآخر متأفّفًا
: اشغلتنا ذي الوجد , يا نطبع عنها تقارير يا نلاحقها يا نراقبها يا ندوّر في المجلّات والجرايد عنها , والله حامت كبدي من ذي السّالفة
قالت رنا ببرود
: بالنّسبة لي متعشّمة بالفلوس اللي بتجي من وراها , ولّا لا هي ولا اهلها ولا عشيرتها همّوني
نظرَ اليها فايز من مرآته الأمامية
لتصمت
,
,
ايطاليا – روما
نهضت من مكانها ورمت الملفّ بكلِّ قوّتها ارضًا
ارتدت رزان الى الخلف دون ان تتكلّم
رفست الطّاولةَ الزجاجية بجنون
لتحيلها الى قطعٍ ناعمة متناثرةً في الغرفة
ورزان تنظرُ اليها بصمت
سحبت مفتاح سيّارتها واسرعت للخارج
لتتبعها رزان وهي تهتف بقلق
: غنا انتظري
تجاهلتها ونزلت الدرجات مسرعة , وتحرّكت بسيّارتها بأسرع ما يمكنها
وضعت رزان كفّها على جبينها بقلق
اتّصلت بحمد فورًا
الذي اجابها بشاعرية
: قلبي
قالت على عجل
: حمد تعال بسرعة , غنا طلعت من عندي زي المجنونة خايفة يصير لها حادث ولا شي
: انا قريب دقايق واوصل , كلمتي مارليينو ؟
قالت بسرعة
: لا تكلمه , خل ينقلع ذا المتشرّد لو بيفيد احد كان فاد نفسه
تأفّف حمد ثمّ قال بحدّة
: رزان لا تتدخّلين بينهم
صرخت به
: انت اللي لا تتدخّل , غنا بنت خالتي – بحدّة وكأنّها تؤكّد لنفسها اوّلاً – اخـتـي , فهمت ؟
اوقف السّيارةَ امامها وفتح الشبّاك
اغلق الهاتف وصاح بها
: فهمت , تعالي
اسرعت اليه , ركبت ووضعت حزامها وهي تصرخ
: بسرعة بسرعة
نظرَ اليها ببلاهة
: على وين بسرعة ! وين راحت
فتحت هاتفها على تطبيقٍ خاص
اوصلت هاتفها بجهاز الخرائط في سيّارته
ليتحرّك بسرعة باتّجاه السهم , وهو يسألها
: وش ذا ؟
قالت وهي تتنفّس باضطراب
: اعرف جنونها , شبكت جوالها بجوالي بدون ما تدري
ابتسم بخفّة
قالت بتوتّر
: حمد امشْ بسرعة البنت بعيدة
سلك طريقًا آخر
لتصرخ به
: على وين !
: من هنا اقرب لمكانها
مرّت دقائق لتصرخ رزان
: شوف سيّارتها
اعتدل في جلسته , وقال بصوتٍ عالٍ
: رزان اجلسي عدل
تمسّكت بمقعدها , ليسير بأقصى سرعة , حتّى قطع طريقها
ضغطت غنا على المكابح بقوّة
ونزلت من السيّارة بغضبٍ جامح
صرخت به بالايطاليّة
: ماذا تفعل ؟
نزلا من السيّارةِ واقتربا منها
صرخ بها حمد
: وين رايحة ؟
اقتربت رزان منها وامسكت بكتفها بغضب
: امشي معاي , شتسوين يا خبله ؟
نفضت نفسها منها
ثم قالت بغضبٍ مخيف , بغضبٍ يهزّها عن آخرها
: رزان وخري من جدّامي
صرخت بها رزان
: واتركك تسوّين بنفسك شي ؟
مزّقت قميصها وهي تصرخ بجنون
: ما لج شغل فيني , مــا لج ششغل
اقترب حمد وقد فهم جدّية الأمر
: غنا ما نقدر نتركك...
قاطعته وهي تخرج سلاحها وتشير به ناحيتهما
شهق وتراجع خطوة
اقتربت رزان منها , حتّى اصبح السلاح على صدرها
صرخ حمد
: رزان !
التفتت اليه بحدّة
: لا تتدخّل
التفتت الى غنا
قالت برجاء
: غنا , تكفين امشي معاي , او اجي معاك
وضعت غنا سلاحها على كتفِ رزان ودفعتها
: اختفي من جدّامي
سحبت رزان السلاح والصقته على منتصف صدرها
: هنا اضربي اذا تبين , يا تضربين يا ماني تاركتك
سحبت غنا يدها واطلقت على اطارات سيّارة حمد
وركبت سيّارتها وانطلقت
نظر حمد بصدمة الى سيّارتها المبتعدة
وجرت رزان خلفها وهي تصرخ
: غـــــنــــا , غـننناااا !
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الثانية مساءً
وضعت الملعقةَ امامها , وقالت
: اللهم لك الحمد , اكرمك الله
ابتسم وقال
: جعل فيه العافية
أشار للعامل , ليحمل الأطباق , وبعد دقائق احضر الشاي مع الكعك
نهض غيث ووضع الحواجز حول الجلسة
وجلسَ امامها مرّة أخرى
ارتشفت من شايها
ثم ابتسمت
: تخيّل لو ظلّت غلا عايشة
عقد حاجبيه
: هي كان اسمها غلا !
ضحكت رغمًا عنها
: ما اذكر ! كان من هالطّقة على وزن آ
ابتسم
: كانت بيبي عمرها شهرين اظن , مستحيل كانت تتركها امّي معانا عند خالتي
زفرت ميلاف , وقالت بخفوت
: الله يرحمهم ويغفر لهم
مرّ وقتٌ بصمت
ثم ابتسمت ميلاف مجدّدًا , وقالت
: ايه , تفضّل
ضحك رغمًا عنه
: شتبين
بجديّةٍ اعتدلت في جلستها
: ابيك تتكلّم , قول كل شي , من لحظة ما سافرت لين رجعت
ابتسم , صمتَ لثوانٍ , ثمّ رفع كتفيه ببساطة
: رحت ادوّر الحياة , قلت القى شغل ودراسة ومستقبل لي ولك
هزّت رأسها ليتابع
زفر ثمّ قال بابتسامةٍ بائسة
: بس ما لقيت الحياة , اوّل ما وصلت المانيا مرضت وتبهذلت وايّام وانا نايم بالشوارع , بعدين قلت ابدأ اشغّل فلوس ابوي واكثّرها عشان تفيدك يعني اضاعف ورثك واردّه لك
هزّت رأسها باهتمام , ليقول بخفوت
: خسرت فلوسي , ما ظلْ عندي شي
قالت بوجع
: وليش ما رجعت
: استحيت ارجع وانا مضيّع ورثك , استحيت ارجع وانا مهزوم وفاشل , ما كنت باقدر اواجهك
قالت بحرقة
: فدوة لك الفلوس
ابتسم بحنوْ , وصمتَ طويلًا
قبل ان تقول لتستحثّه
: كمّل !
: ظلّيت اشتغل , مرّة عامل مرّة سوّاق مرّة كاشير مرّة سكيورتي , عشر سنين ما قدرت اجمع الّا ورثك , ورجعت
وصمت
لتقول فورًا
: كمّل
ابتسم بانهزام
: خلّصت
هزّت رأسها نفيًا
: ما خلّصت , كمّل
نظرَ الى عينيها لثوانٍ , ثمّ قال بخفوت
: فيني سرطان رئة من الدّرجة الثالثة – صمت لثوانٍ , ثمّ تابع – وتضخّم في عضلة القلب
,
,
فرنسا – باريس
الثالثة مساءً
وضعت من مرطّب الشفاه مخمليّ الملمس مشمشيّ اللون
رتّبت عباءتها وحجاب رأسها
نظرت الى شقيقتها المتملّلة عبر المرآة
سألتها
: وش فيك ؟
تأفّفت , ثم قالت
: خذيني معك
عقدت حاجبيها وتساءلت
: للمعرض !
هزّت رأسها ايجابًا
لتلتفت اليها وتقول
: عمرك ما عجبك شغلي ولا بيئته , ولا انا احب ادخلك بهالمعمعة
قالت بملل
: زهقت
: اطلعي !
: متّرت باريس بثلاث ايّام , وماهو مسموح لي طبعًا اطلع منها
قالت بحزم
: طبعًا مو مسموح لك
وضعت هاتفها ومحفظتها في الحقيبة
ثمّ نظرت الى شقيقتها مجدّدًا
بحنوٍّ قالت
: نروح فندق ؟
هزّت رأسها ايجابًا
لتقول وجْد مبتسمة
: طيّب ادخلي النت اختاري الفندق او المنتجع اللي تبينه , وكلمي رويدة تحجز لنا وتضبط كل شي
قالت دارين
: بس وش الفايدة ان رحنا وظلّيتي لاهية بشغلك
ضحكت وجْد بخفّة , وقالت
: وعد اقفل كل شي يوم كامل
بسخريةٍ اجابتها دارين
: كلفتي على نفسك
حملت حقيبتها وقالت
: براحتك , عطيتك فرصة وضيعتيها
اتّجهت الى الباب لتناديها دارين
: تعالييي
التفتت اليها بصمت
قالت دارين
: خلاص اوكي موافقة على يوم
ابتسمت وجْد , وقالت
: انتبهي لنفسك , وارسلي لي مسج اذا طلعتي من البيت
هزّت رأسها ايجابًا
خرجت وجْد من المنزل
فتح السائق باب السيّارة
اشارت اليه وقالت
: سأذهب بسيّارتي , هل ستحضر رويدة ؟
: كلا سيّدتي اتّصلت واخبرتني انّها قد ذهبت منذ ساعة
هزّت رأسها ثم قالت
: الآنسة دارين بقيت في المنزل , اذا خرجت ستوصلها انت , لا تنسى ان تخبرني فورًا الى اين تأخذها
: حسنًا سيدتي
ابتعدت عنه وركبت سيّارتها لتنطلق بها الى المعرض
نظرت دارين الى السّيارة حينَ ابتعدت
وفورًا حملت حقيبتها ونزلت
نادت الخادمة وقالت
: كما اتّفقنا , ستشغلين فريد لأبتعد
قالت الخادمة بخوفٍ وارتباك
: ارجوكِ سيّدتي تراجعي عن ذلك , اقسم انّ السيّدة وجد ان علمت ستطردني وتطرد فريد دون تفكير
تصنّعت دارين الجديّة
: سأطردكما انا ايضًا ان لم تنفّذي ما اريد
ضحكت فورًا من نفسها , لتقول الخادمة بذهول
: اصبحتي تشبهين السيّدة وجْد لوهلة !
ابتسمت وقالت
: هيا ارجوك ساعديني
زفرت الخادمة وخرجت من المنزل
كان فريد ينظّف السّيارة
سألته
: هل انت جائع ؟
التفت اليها
: لقد جعتُ كثيرًا , هل يوجد ما يؤكل ؟
: تعال الى المطبخ , الطّباخ انهى عمله وذهب , ونِاي استأذنت اليوم , بقيتُ بمفردي
نظر الى شبابيك المنزل
: اخشى ان تحتاجني السيّدة دارين
: لا اظن ذلك , انّها نائمة
بتردّدٍ نظرَ اليها
لتقول
: لقد اعدّ الشيف البيتزا بالاعشاب
ازدرد ريقه , ثمّ قال
: حسنًا اذًا
تبعها الى المطبخ من الباب الجانبي
لتخرج دارين بسرعة
هرولت الى الشارع وأشارت الى سيّارة الأجرة
ركبتها وضحكت بانتشاء
احيانًا تكره القيود التي تحاصرها بها وجْد
رغمَ انّها لا ترغب في شيءٍ الا وتحصل عليه
ولا تفكّر في شيءٍ الا ونُفّذَ لها فورًا
لكنّها تشتهي المغامرةَ احيانًا !
,
اوقفت وجْد سيّارتها في المواقف الخاصّة ونزلت بخيلاءها الذي عُرف عنها في اوساط رجالِ الأعمال او نسائه
حملت حقيبتها الخالية من حزامٍ او سيرٍ لتثبّتها على كتفها بواسطته
حقيبةٌ مربعيّةُ الشكل
بلونِ التركواز الهادئ
تناسبُ طلاء اظافرها العنابيّ حاد اللون
خطواتُ كعبها الحادّة , المستنفرة للآذان
ملأت مرآب السيّارات
نهض الحارس للبوّابة وحيّاها فور وصولها
دخلت دونَ ان تنظرَ اليه
سارت حتّى وصلت الى صدرِ الصّالة
اقتربت منها رويدة فورًا
: مس وجْد قسم المزاد امتلأ وجاهزين للبدأ , خلال دقائق يبدأون , تحبّين تحضرين الاستفتاح ؟
هزّت رأسها ايجابًا
: تمام , كم عدد الحضور تقريبًا ؟
نظرت رويدة الى القائمةِ في يدها
: ثلاثة رجال اعمال سعوديين , اثنين كويتيين واثنين اماراتيين , رجل اعمال فرنسي وسيّدة اعمال عراقيّة الأصل امريكية الجنسية , ومية وسبعة ستين من العامّة مختلف الجنسيّات بالأكثر فرنسيين وعراقيين وجزائريين
هزّت رأسها بصمت وسارت الى قسمِ المزاد بخطواتٍ ثابتة
حينها رنّ هاتفها
اخرجته وعقدت حاجبيها
اجابت بشيءٍ من القلق
: فريد ؟
قال بارتباك
: سيّدتي لقد خرجت الآنسة دارين دون ان اعلم , ليست في محيط المنزل ولا تجيبُ على هاتفها
توقّفت عن المشي وفتحت عينيها بصدمة
قالت ببطء
: كيف خرجت ؟ ماذا حدث لها ؟
بتلعثمٍ قال
: لا اعرف سيـ...
قاطعته بحدّة
: ابحث عن شقيقتي فورًا , تصرّف
اغلقت الهاتف والتفتت الى رويدة وجسدها يرتجف
: رويدة سوّي اي شي وشوفي دارين وين
سحبت رويدة مقعدًا وامسكت بكفّها لتجلس
: حاضر مس وجْد , بس اجلسي لا تفزعين رجاءً
جلست وعظامُ صدرها قد ضاقت بقلبها
اقترب احد الرجال وقد لفتته الحركة المتوتّرة
مدّ كفّه لياصفح وجْد اللاهية في هاتفها
دون وعيٍّ ودون ان ترفع رأسها صافحته
هتفت رويدة فورًا حين راتفعت كفّ وجْد
: مس...
صمتت لأنّها صافحته وانتهى الأمر
انزلت يدها وعادت تتّصل بشقيقتها
اقتربت رويدة بحاسوبها اللوحي وعرضته امام وجْد
: مس وجْد , هذه السيّارة اللي ركبتها مس دارين من عند بيت حضرتك , نزلت عند سوبر ماركت دخلت له
اعادت الاتّصال وهي تقول
: اتّصلي فيهم وتأكّدي اذا هي عندهم او طلعت
قال الرّجل حينها بصوتٍ ثقيلٍ وببحّةٍ مميّزة
: عسى خير ؟
تجاهلته وهي تضعُ الهاتف على اذنها
بينما اجابته رويدة باختصار
: اخت مس وجْد...
قاطعها صوتُ وجْد التي نهضت من مكانها وهتفت
: دارين وينك فيه ؟
ضحكت دارين
: مداك تكتشفين انّي طلعت ؟ ماني بعيدة في سوبر ماركت قريب الحين ارجع
وضعت كفّها على جبينها وتحكّمت في غضبها
ثمّ قالت بحدّة
: لنا تفاهم ثاني , خلّي جوّالك عام وانتظري فريد بيجيك الحين
قالت برجاء
: بتمشّى شوي للشارع العام
زفرت وهي تبتعد عن الجموعِ من حولها
ثمّ قالت
: اوكي , بس اتّفقي معاه ينتظرك بمكان , وانتبهي لنفسك عدل , انتبهي من العرب خصوصًا
: اوكي , سي يو
اغلقت الهاتف واستعادة رباطة جأشها
ثمّ التفتت وعادت الى مكانها ذاته
نظرت الى الرّجل الذي صافحها دون ان تعلم !
: تفضّل ؟ اظن حضرتك كلّمتني من شوي
قالت رويدة بخفوت
: صافحك
التفتت اليها , نظرت اليها لثوانٍ بلا تعليقٍ او تعبير
ثمّ حبست ضحكتها من ملامح رويدة الخائفة
هزّت رأسها بتفهم ونظرت اليه
قال بهدوء
: عسى ما شر ؟ اختك بخير ؟
عقدت حاجبيها بجديّة , لتقول باختصار
: بخير
قال
: انا ضاري القيلاني
قالت بجديّها ذاتها
: وجْد الطّير
رفعَ كلتا حاجبيه
: وجْد ؟ سمعت عنّك كثير
ابتسمت مجاملة , ليقول
: اهنيك على تنظيم المعرض , مكمّل من جميع النواحي
اومأت برأسها ممتنة
: شاكرة لك , اهلا وسهلًا
ابتسمَ بصمت
حمحمت رويدة وهي تهمس
: مس وجْد المزاد
استدركت
: اوه , معذرة ضروري الحق المزاد
قال فورًا
: انا كنت هناك ولفت انتباهي التّوتر اللي صار هنا , تفضّلي
سارت من امامة وهي تزفرُ بملل من هذا الرّجل , الذي لم ينطق جملةً مفيّدة !
في نظرها على الأقل !
سار الوقت سريعًا
لتغيب الشمس ويبدأ الناس بالانصراف
نظرت الى ساعتها , وحينَ رفعت رأسها كان يقترب ذاتُ الرّجل منها , وبجواره امرأةٌ متكلّفةٌ المظهر والزّينة
همست وجْد بصبر
: يا صبر ايوب
اقترب وقال وهو يحدّث المرأة
: هذه المدام وجْد
قالت وجْد بابتسامةٍ بسيطة
: آنسة
قالت السيّدة بتكلّفٍ وازدراء
: مو مبيّن عليك آنسة , شكلك في الاربعين وعليها
قالت وجْد بملامحها العمليّة
: ماني صغيرة , لكنّي آنسة
رمقتها بنظرةٍ متفحّصة , قبل ان تدير وجهها بتأفّف
قال السيّد ضاري مشيرًا الى السّيدة
: هذه زوجتي المدام رشا حافظ
اومأت وجْد بطريقةٍ عملية , اعتادتها طوال السنين الماضية , حتّى لم تعُد تشعرُ بمعناها
: اهلًا وسهلًا
هزّت الأخرى رأسها ببرود , ثمّ التفتت الى زوجها متأفّفة
: نمشي ؟
تمالكت وجْد نفسها , وقالت
: عن اذنكم
وابتعدت عنهما بسرعة
قالت لرويدة الملاصقة لها
: من عزم ذا الرجّال الغثيث ؟
ضحكت رويدة رغمًا عنها
حينها اقترب رجلٌ يعدُّ قصيرًا , بملامح شابٍّ صغير
عينيه بنيّتان صغيرتان , وانفه صغير وله عظمةٌ بارزة , وثغره باسم
له منظرٌ مميّز وملامح بريئة
ناداها بمحبّة
: وجْد
التفتت اليه وابتسمت بهدوء
: هلا فهد , عساك استانست ؟
قال بصدق
: شغل يبيض الوجه , شلونك انتي ؟
هزّت رأسها
: بخير , بس في انسان غثني هنا , ما ادري من عزمه
ضحك فهد وقال
: مين ؟
التفتت الى رويدة متسائلة
: وش اسمه ؟
: ضاري القيلاني
رفع فهد حاجبيه استغرابًا
: ضاري غثيث ! بالعكس حليل وعفوي وبسيط
عقدت حاجبيها
: ماهو عارف يجمّع كلمتين على بعض
انفجر ضحكًا ثمّ قال
: اجل خذي ذي القنبلة , ضاري هو الشريك الثالث لي ولك في مشروع إعمار
قالت بلا تصديق
: لا يا شيخ
رفع حاجبيه عدّة مرّات باستفزاز
: والله , والتّوقيع بعد اسبوعين
تأفّفت , ثمّ قالت
: يصير خير لبعد اسبوعين
,
,
المملكة العربية السعودية – الرياض
الرابعة مساءً
انتفض جسدها بقوّة
ثمّ صرخت من اعماق قلبها
عانقها شقيقها بقوّة وهو يرفع صوته بقراءة القرآن
لكنّها ظلّت تتلوّى بين ذراعيه , وكأنّها ستمزّق جسدها من شدّة الألم
جدّتها على رأسها تبكي وترجوها ان تهدأ
ووالدتها تمسك بيديها وتبكي بضعف
شهقت شهقاتٍ متتالية وعجزت عن زفرها , حتّى اختنقت
ضرب عبد الوهّاب ظهرها وصرخ
: ششش هدّي شوي – زفر امامها ليحثّها على الزفير – كذا كذا سنا , طلعيه شوي شوي
برجاءٍ تمسّكت به وهي تحاول
مسحَ على رأسها ووجهها بحنوْ
: يلا طلعيه , تقدرين يلا
بصعوبةٍ زفرت
ثم سقطت من شدّة الاعياء
لتسقط جدّتها بجوارها وتنفجر باكية
امسك عبد الوهّاب بكفّ جدّته بحنوْ
: ما عليه يمّه , ما عليه
تأوّهت وهي تشدّ حفيدتها الى صدرها بضعف
مرّت دقائق طويلة وسنا ساكنةٌ لا تتحرّك
اقترب منها شقيقها وسألها
: حاسّة بشي ؟
بخفوتٍ وضعفٍ قالت
: اسأل لي عن حكم الانتحار , يصير انتحر وارتاح ؟
قال بحدّة
: استغفري ربّك واتركي عنّك الهذرة
حملها وصعد بها الى غرفتها
انزلها على سريرها
لتتمسّك به وتسأله
: تهقى بموت ؟
تحاشى النظر الى وجهها المتعب
قال بخفوت
: لا , ارتاحي
خرج من الغرفة وترك الباب مفتوحًا
نزل الى الأسفل
قال دون ان ينظرَ الى عائلته , وبصوتٍ مختنقٍ جدًّا
: انا طالع
ركب سيّارته وابتعد بها عن المنزل
ليطلق زفرةً موجوعة
زفرةً احمرّت ملامحه على اثرها
احمرّت عينيه وتبلّلت اهدابه
قال برجاء
: يارب شافِها وعافِها , يارب اختي ضعيفة ما تتحمّل , اجعله فيني وارِحها يارب
نادرةٌ حالتها هذه في ما سبق
لكنّها في الشهر الأخير اصبحت تأتي مرّةً او اثنتان في اليوم
استنفر من في المنزل بسببها
تركوا اعمالهم ومشاغلهم ورابطوا في المنزل خشيةَ ان يصيبها مكروه
سنا فتاةٌ وحيدة في عائلةٍ لا تحوِي سوى الذكور
مدلّلةٌ لدى أعمامها وشقيقيها
يخشون عليها من ابسط اذى
فكيف بهذا الأذى الذي يعجزون عن ردّه عنها !
,
,
ايطاليا – روما
السابعة مساءً
انزلت الهاتف من اذنها وصرخت بغضب
: ثلاث ايّام مرّت , ثلاث ايّام ما نعرف لها ارض من سما , جوّالاتها مقفلة وسيّارتها متروكة في شارع ما حوله بيوت ولا ناس ولا حياة , ولا كامرة رصدتها
قال حمد برجاء
: رزان لا تتوتّرين , عصبيّتك وتوتّرك ما بيردّونها , حاولي تتذكرين ما لكم اي اقارب اي اصدقاء اي احد ممكن تروح له
رفست الأريكة وصرخت باحتقان
: ما اعرف , سألت اصدقاءنا ومعارفنا , وذاك المتشرّد مستحيل تكون عنده لأنّه هو براسه ما له مكان يروح له
سألها حمد بحذر
: طيّب هي ليش ثارت وتركت كل شي ؟
لم تجبه
ظلّت تتحرّك بعصبية
ثم ضربت الجدار بقبضتها وصاحت بحسرة
: غنا وينك يا اخـتـيي !
,
خرجت من محلٍ صغير وفي يدها زجاجةُ شرابٍ غازي
جلست على مقعدٍ خشبي وظلّت تنظر الى المارّة
قريةٌ هادئةٌ جدًّا
كانت تأتي اذا شعرت بضيقٍ او تعب , او اذا احتاجت الى العزلة
لم تخبر احدًا عنها ابدًا
تكره جدًّا ان ينتهك احدهم خصوصيّتها
التفتت الى امٍّ توبّخ ابنها المراهق
: اخبرتك ان لا تختفي طويلًا , انا اقلق من ان يصيبك مكروه , الا تحبّني ابدًا ؟
تأفّف وأجابها
: لا تبالغي , انا كبيرٌ الآن لستُ بحاجةٍ الى قلقكِ
خطرت رزان على عقلها
تكون ماتت قلقًا الآن !
زفرت بقوّةٍ وفتحت هاتفها الآخر , الذي تعلم انّ رزان لا تلاحقه !
رزان تظنّ انّها ذكيّة , وهي فعلًا ذكيّة
لكنّها تنسى كثيرًا انّ غنا تعملُ في الأمن
ترصد جميع الحركات , وتعرف كل ما تحاولُ رزان اخفاءه بحركةِ يدها الخفيفة
وجدت خمسةً وستّين مكالمة
عقدت حاجبيها , ونظرت الى المكالمات
خمسون من رزان
وثلاثةٌ من وائل
واثنتا عشرةَ من مارليينو
اتّصلت به اوّلًا
ليغلق الخط دون اجابة
استغربت واعادت الاتّصال
لتجدَ الهاتف مغلقًا
انزلت الهاتف , وجاء حينها اتّصال من رقمٍ غريبة
بالايطاليّةِ اجابت
: مرحبًا
قال مارليينو بهلع
: غنا
نهضت من مكانها وهي لا تشعرُ سوى بالموتِ في اطرافها وقلبها
لم تفزع من صوته
سألته ببرود
: ماذا هناك
: اسمعيني جيّدًا , انا في ورطة , سيقتلونني
ببرودٍ قالت
: من سيقتلك
: هناك رجلُ مافيا عربي , اعملُ لصالحه منذ عامٍ وشهران , لم اكن اعرف من هو , كنت اعمل لدى من هم تحته , اوصل البضائع للعامّة واستلمُ المال
صمت لثوانٍ , ولم يجذبها في حديثه حتّى الآن
تابع برهبة
: عرفت من يكون , وعرفت أمرًا آخرًا
قالت بنبرةٍ ميّتة
: مارليينو صدّقني لا يهمني الآن شيء , لا انت ولا المافيا ولا من يكونون
قال بسرعة
: انّه وائل صديق والدك , وهو الذي قتل والديك , عرفت ذلك صدفةً والآن يلاحقوني يريدون قتلي
,
,
الى الملتقى
-
" رَبِّ أَوْزِعْنِي أنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ "
لا اله الّا انت سبحانك انّي كنت من الظالمين
-
-

 
 

 

عرض البوم صور جود بدر  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الرجال, بقلمي, رواية, شقائق
facebook




جديد مواضيع قسم ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:16 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية