كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 28
ابتسم برقة ليقبل جبين شقيقته : مبارك يا ايمي ، اتمه اله لك على خير .
احتضنته بقوة : سأشتاق اليك يا اخي .
__ اين ستذهبين مني ؟! سأزورك مرارا لا تقلقي .
قبل جبينها مرة اخرى ليناولها مغلف من المخمل فتحمله منه وهي تنظر اليه بتساؤل فيتابع : انظري اليها بداخلها بعض الاوراق تخصك .
رمشت بعينيها وهي تطلع الى الاوراق فتتسع عيناها بذهول : كيف ؟! رفعت نظرها اليه – كيف يا وائل ؟!
ابتسم ليكتنف وجهها بين كفيه ويهمس بصلابة افتعلها : اياك ان تبكي ، ابتسمت من بين دموع ملات جفنيها – كيف فعلتها ؟!
ابتسم بحنو: ما عاش من يخدعك وراسي يشم الهواء يا ايمان ، انت شقيقتي .. صغيرتي ، تفتحت عيناك علي وكنت اركض عائدا من المدرسة لالهو بك ومعك ، ضحك بخفة – كنت اتسابق انا ووليد في الاعتناء بك ونتشاكس عن من انتزع ضحكاتك اكثر من الاخر .
تعلقت برقبته لتقبل وجنته بكثرة : لا حرمني الله من وجوك يا اخي .
ضمها اليه بقوة : ولا منك يا صغيرتي ، فقط عديني لا تسكتي عن حقك او تتنازلي عنه ، انت جوهرة ال الجمال وغلاتك عندنا لا تضاهيها غلاوة .
قبل جبينها ليتابع : هيا ساتركك لتكملي استعدادك للحفل وساذهب انا الاخر لابدل ملابسي وانزل لابي لاكون بجواره .
فتح باب غرفتها وهم بالانصراف لتهمس باسمه فينتظر لتتعلق برقبته وتدفن راسها في صدره : احبك يا اخي .
اتسعت ابتسامته وربت على ظهرها : وانا احبك يا صغيرتي .
تحرك بخطوات فرحة الى غرفته التي تحتلها الاخرى منذ ما يقارب الساعتين دون ان تظهر ، يعلم انها تستعد ولكنه يشعر بالقلق فهي استغرقت وقتا اكثر من اللازم ، عبس بغرابة وهو يلتقط وجودها امام المرآة تكمل ارتداء حليها ليقترب منها وهو يضيق عينيه ويهمس بحدة : ما الذي ترتديه يا فاطمة ؟!
ضغطت شفتيها ببعضهما وهمست ببرود : ماذا ترى ؟!
اطبق فكيه بقوة : ارى انك عاريه ، اتبع بصرامة - بدلي ما لا ترتدينه حالا .
رفعت رأسها بكبرياء لتتمتم بلا مبالاة : لا تفتعل المشكلات يا باشمهندس ، فالليلة مميزة لشقيقتك فلا تخربها عليها .
_ وهل استأجروك لتكوني الراقصة ؟!
ألقاها بغضب لمع ببنيتيه فابتسمت بتهكم : يا ليتني أستطيع الرقص لكنت رقصت .
اقترب منها بغضب اهوج ليقبض على مرفقها بقسوة : إياك أن تفعيلها .
رقص المرح بحدقتيها لتبتسم بمكر أنثوي اشعل حواسه بها ليغمغم بأنفاس ذاهبه : لا امزح يا فاطمة ، لا تثيري غضبي أكثر من ذلك ابدلي ملابسك ولا تتحركين كثيرا اليوم .
ابتسمت بخبث زين ملامحها وهي تنتزع مرفقها من كفه لتبتعد بخيلاء وهي تأرجح شعرها بدلال أنثوي تعمدته ، تدندن بلحن أجنبي غير مفهوم لتهز كتفيها العارين بخفة فيشعر بدمائه تجري بأوردته وهو يراقبها جسده يحترق بنيران شوقه لها ليضغط فكيه ببعضهما وهو يشيح بعينه بعيدا قبل أن يقرر الدخول الى دورة المياه ليزعق بقوة قبل ان يغلق الباب عليه : لا تنزلي دوني .
صفق الباب بقوة لتكتم ضحكتها بقوة قبل ان تباشر بإبدال فستانها العاري القصير بلونه التوت الاسود فيزيدها فتنة تعلم انه لن يستطيع التخلص من تأثيرها عليه الليلة !!
***
اشتعلت حواف حدقتيه وهو يراقب خطواتها الأرستقراطية ، ارتفاع ذقنها بكبر ودلالها الساحق لأعصابه ، تقترب من أبيه الذي ضمها إلى صدره بحفاوة وقبل جبينها لتقبل هي وجنته بشقاوة وتتعلق برقبته في مرح وهي تتبادل معه الحديث لتشارك أحمد الضحك فيطبق هو فكيه بقوة أكثر ضاغطا على أعصابه حتى لا يذهب إليها ينتزعها من جوار أبيه ليزرعها بين أضلعه مرويا عطشه المنهك لخلاياه منها
أدار عيناه عليها بتمهل يقيم ما ترتديه بعدما ابدلت الفستان الذي اعترض عليه بصرامة ، فارتدت تنورة بنية اللون قصيرة تصل إلى فوق ركبتيها وسترة صوفية تضوي ببهاء بألوانها المتدرجة من الكريمي إلى الوردي الباهت ،تسقط عن إحدى كتفيها ليتخيل شامتها التي تزين التقاء كتفها العار مع رقبتها فيشعر بلهفته تصل إلى ذروتها ،هم بالحركة ليشعر بأصابع أحدهم تطبق على مرفقه ليستوقفه ضحكة أخيه الهادئة : هون عليك يا أخي
التفت إلى وليد ينظر إليه بحدة فيوما له وليد بعينيه أن يهدأ وهو يسحبه بلطف يقربه إليه : فقط أهدأ ولا تنظر هناك .
اشاح برأسه بعيدا ليهمس وليد : إلا زالت غاضبة منك ؟!
آثر الصمت ليتبع وليد : أنها جامحة تشبهك يا أخي .
__ لا تتحدث عنها من فضلك .
ضحك وليد بمرح : حسنا سأتوقف عن الحديث عنها ولكن لا يروقني انك مشتتا بتلك الطريقة ، فاطمة تؤثر بك كثيرا ، ألم تفكر ان تصارحها بم يعتمل داخلك ؟!
سحب نفسا عميقا ليهمس بخفوت : لا ، لا اريدها أن تتركني ، ولا اريدها أن تعلم بأنني لا استطيع ان اتركها
ضغط وليد على كتفه بلطف : أنها تحبك يا اخي .
__ أعلم لكنها تكابر
__ ألم أخبرك أنها تشبهك .
هم بالحديث ليصمت وعيناه تضوى ببريق غاضب وهو يراها تتمايل بجوار أخيه على أنغام اغنية اجنبيه صدحت بالأجواء ليشتعل حماسها فيشاركها أحمد الحماس فيتحرك أمامها بمرح لتتعالى ضحكاتها فيشعر بدمائه تثور فيهم بالاندفاع ناحيتها ليمسكه وليد بقوة ويهمس بإصرار : لا تفعل من فضلك ، أهدأ إلى أن تعودا إلى بيتكما
التفت إليه وائل بغضب يسطع بمقلتيه .. يحرق أوردته ..ويمزق نياط قلبه ليوما بعينيه ويهمس له : فقط أهدأ وسيطر على اعصابك إلى ان تغادرا وأنا سأتحكم في أحمد .
رمش بعينيه ليندفع مغادرا حديقة القصر كلها مختفيا بالداخل غير قادرا على رؤيتها ترقص بتلك الاريحية التي افتقدها في تعاملها معه
اتكأ على أريكة مكتب أبيه ليغمض عينيه فيستدعي عقله رؤيتها ترتدي ذاك الفستان الذي يرسم تفاصيلها بإغواء متقن ، تتمايل بخفة وتضحك برقة ، خصلاتها تدور من حولها فيهفهف عبير الكرز من حوله ، يراقب انحناءتها المثيرة وهي تتمايل فيخفق قلبه بعنف ، يلامس طرف كتفها بشفتيه فيشعر بأوردته تحترق فيقبض على خصرها بكفيه ويقربها منه يضمها إلى صدره مكتفيا بوجودها قريبه من نبض قلبه .
انتفض بقوة على هزه قوية اطارت خيالاته بها ليفتح عينيه وهو يشعر بأنفاسه تتلاحق رؤيته مشوشة وإدراكه متوقف، ليهتف أحمد بمرح : هل وجدته ؟!
رمش بعينيه قليلا قبل أن ينظر الى وليد الذي يقف فوق رأسه يسأله باهتمام حقيقي : هل انت بخير ؟!
اعتدل جالسا وهو يهز رأسه بالإيجاب فيعاود وليد سؤاله ثانيا ليتبع : لقد كنت ترتجف وانت نائما .
ردد بانزعاج : نائما ؟!
اوما وليد رأسه إيجابا ليعبس باستنكار فيهتف أحمد بمرح : لقد بحثنا عنك كثيرا ، هيا انهض فالحفل قارب على الانتهاء !!
تغضن جبينه باستياء لينهض واقفا ويسال وليد بجدية : أين فاطمة ؟!
أجاب أحمد : برفقة أبي .
رمقه وائل بحدة قبل أن ينصرف مغادرا ليسأل أحمد باهتمام : ما باله ؟!
نظر إليه وليد مليا قبل أن يهمس بجدية واصرار : ابتعد عن فاطمة يا احمد ، فشقيقك لا يحتمل مشاكساتك ،ابتسم أحمد بمكر ليتبع وليد بجدية ونبرة صوته تحمل تحذيرا صادحا - إذا كنت تريد اغاظة زوجتك لا تشرك أخيك في الأمر ،
جمدت ملامح أحمد، ليتابع وليد بلطف : وائل لا دخل له يا احمد وأن كنت ترد له دينه السابق فاعلم أن موقفه الآن لا يحتمل ضغطك أنت الآخر يكفيه ما فيه .
اسبل احمد اهدابه وهز راسه بتفهم فيربت وليد على كتفه : إذا أردت الحديث ستجدني متفرغا لك وقتما تريد فقط توقف عن الاستمرار في الصمت الذي ينحر روحك .
ابتسم بألم ليتحرك مغادرا فيزفر وليد بقوة وهو يفكر في حال اخويه الذي لا يعجبه على الإطلاق !!
|