كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 26
تأملها بابتسامة وفخر يظللان حدقتيه وهي توزع اطباق الفاكهة والحلوى على ضيوفهما ، بعد ان انضم اليهما مالك وشقيقته التي اتت مع خطيبها تعتذر برقة عن تخلفها عن الحضور باكرا فهي كانت تبتاع بعض الاشياء الخاصة بعرسها فيربت على راسها بحنو : اتمه الله لك على خير ، همت بالابتعاد فقبض على مرفقها وهمس لها : ايمان ،
نظرت اليه برهبة فتابع – اذا احتجت اي شيء لا تترددي واطلبيه مني يا صغيرتي .
حينها تعلقت برقبته لتشكره بطفولية افتقدها معها ليربت على ظهرها بحنو ويهتف احمد بمرح : انت تستأثر بالجميع يا وائل وهذا ليس عدلا ، يكفيك حب جنى واترك لي شقيقتي .
ضحك وليد بقوة : جنى تحب الجميع يا احمد ،
__ انها مدللتنا ، نطقها وائل وهو يجلس بين اخويه ، انتبه - من نظراته المركزة عليها -على نكزة احمد له فالتفت اليه باستفهام فيقتربا هو ووليد منه ثم يساله احمد بهدوء : كيف حالك ؟!
عبس بعدم فهم ليتمتم وليد بخفوت مشاغب : نحن نريد الاطمئنان عليك .
اتسعت عينا وائل ليرمق وليد بحدة ، فيكتم وليد ضحكاته ليهمهم احمد بمشاكسة : هيا اخبرنا كيف حالك ؟!
تمتم من بين اسنانه : اصمت يا ولد .
لوى احمد شفتيه باستياء : لا تخبرني انك لم ترفع راسنا
ضحك وليد بقوة ووائل يعتدل ويمسك بتلابيب احمد وهو يرمقه بحدة ليطوقه وليد بقوة والاخر يقفز بعيدا عن وائل ،
__ ماذا يحدث ؟! سالت والدتهم باهتمام ليرمقهم والدهم بعتب فينطق وليد من بين ضحكاته – احمد يشاكس وائل يا ماما كالعادة
__ لا والله ، هتف وائل بحدة وهو ينظر اليه بحنق فكتم وليد ضحكته ليرقص له حاجبيه – اليس من حقي كاخيك الاكبر ان اطمئن عليك ؟!
جمدت ملامحه ليخفض عينيه فيرمقه وليد بجدية ويتمتم : وائل.
__ انا بخير ، عقد وليد حاجبيه ونهض واقفا - تعال .
رفع نظره الى وليد فأومأ براسه في جدية لينهض معه فيسالهما عاصم : الى اين ؟!
__ وائل سيرنني الحديقة الخلفية يا ابي ، فهناك شيئا معطلا بالمسبح ، لذا لا يضيء .
رمقهما عاصم بريبة لتسال والدتهم بدهشة : الان ؟!
__ لا تنسي يا ماما انا المهندس المشرف على الديكور وهذا العيب يخصني ، ساراه سريعا ونعود .
القاها بمرح ليدفع اخيه بلطف جانبه : تعال يا وائل .
راقبت انصرافه مع اخيه لتشعر بالقلق يعم عليها وخاصة مع صمتها وانشغال الجميع بالحديث عن زفاف ايمان القريب ، وهي تلتزم الصمت فهي وايمان ليسا على وفاق فلا تتدخل بأمورها قط !!
لتنتشلها منال - بعد قليل من الوقت- من موجة التوتر وهي تسالها بجدية : لماذا لم ترتدي حذاء كعبه عال يا فاطمة ؟! هناك واحدا اشتريته معك يليق اكثر مع هذا الفستان .
نظرت الى حذائها المنخفض لتهز كتفيها بلا مبالاة : شعرت بهذا اكثر راحة ، هتفت ياسمين – انه جيد جدا يا منال ، وخاصة انها تستقبلنا بالبيت .
ابتسمت فاطمة واثرت تغيير مجرى الحديث : اخبريني كيف حالك وحال عاصم لقد اشتقت اليه .
_ وهو الاخر اشتاق اليك .
دلفا الاخين لتركز نظرها على وائل الذي اقترب وجلس بجانبها رغم ضيق الكرسي لتعبس بعدم رضا فلا يهتم بها وهو يرفع اليها حاجبيه ويتمتم : اين طبق الحلوى الخاص بي ؟!
تمتمت من بين اسنانها : اخدم نفسك بنفسك .
كتم ضحكته : بل ستاتين لي بأحد الاطباق وضعي به موزا فانا لازلت اشتهيه .
توردت وجنتيها ونهضت واقفة لتاتي له بطلبه وهمت بالابتعاد ليتمسك بساعدها ويجبرها ان تعاود الجلوس بجانبه ليتحدث مع مالك في بعض الامور الخاصة بقاعة الزفاف ، قبل ان يلمحها وهي تلتهم احد اصابع الموز من جديد فينظر اليها بدهشة من طريقة تناولها للموز ، في حين هتف احمد بمرح : ما بالك يا فاطمة ؟! هل انت جائعة ؟!
رفعت نظرها اليه وهي تضع يدها على فمها تحاول ان تبتلع ما في فمها من طعام : لماذا ؟!
هز كتفيه وقال بحيرة : تلتهمين الموز بطريقة غريبة ، انا اذكر انك لا تفضيله ، اتبع بمرح من بين ضحكاته – من يراك يظن بانك تتوحمين .
هتف وائل اسمه بغضب وهو يرمق والده بجانب عينه في مراقبة كثبة لردة فعله ، فتشحب ملامحه حينما رمقه والده بحدة ونظراته تشتعل بغضب ناري ، قبل ان يهتف بصغيره : لا يصح المزاح بتلك الطريقة يا دكتور .
ابتسمت بمرح وهي تتحاشى النظر باتجاه خالد الذي اشاح بعينيه الوامضة بزرقة خافتة : لا يهم يا عماه ، انا معتادة على مزاح احمد .
تمتم احمد : المعذرة يا فاطمة ، انا بالفعل امزح .
هتفت هي بمرح : لا عليك ، ولكن انا كثيرة الاكل حينما اكون سعيدة ، اكتنفت ساعد وائل بمرح – اليس تلك ايام السعادة المجسدة كما يطلق عليها ؟!
ضحك احمد بخفة : بارك الله لكما واسعدكما طوال العمر .
فرد وائل ذراعه حول ظهرها ليضمها اليه فساله وليد : متى ستسافران ؟!
زفر وائل التوتر من صدره : ابلغتهم ان يعدوا اليخت في الغد لذا سأغادر باكرا بإذن الله .
__ تصل بالسلامة يا اخي .
ابتسم ليهتف بمرح : لا تقلقي يا ماما سأحمل الطعام معي .
رقص احمد حاجبيه : من مثلك يا شقيقي انعام هانم اعدت لك اصناف الطعام كلها .
__ لا احد مثلي ، قالها بزهو ثم نهض ليقبل راس والدته – لا حرمني الله منها .
***
ساد المرح اجواء جلستهم وخاصة مع وصول امير وزوجته ، ثم مغادرة والديه اتبعتهما خالته التي اتت هي وزوجة شقيقه ، التي ظلت ورفضت الذهاب مع والدتها التي كانت مصرة بطريقة تعجب منها على مرافقة ابنتها لها ، فتهتف ولاء بجدية : سأعود مع احمد يا امي .
وفي ظل تمسك ولاء بموقفها وتذمر خالته ، غادرت الاخيرة دون رضا عن بقاء ابنتها ولكن ابتسامة اخيه المتسعة وعيناه الراضيتان عن موقف زوجته ابلغاه بان هناك شيئا يحدث بينهما السبب فيه خالته جميلة .
زفر بقوة ليتنبه على استاذان مالك وايمان للمغادرة فتمسك به: انتظر لنتعشى جميعا سويا .
ضحك مالك بخفة : اي عشاء يا عريس ، لابد ان نتركك على راحتك .
ابتسم وائل : فقط ابقيا ، فانا اشتقت الى جلستك واشتقت لوجود ايمان .
ابتسمت ايمان حينما اشار اليها لتقترب من صدره وتقبل وجنته : لا حرمني الله منك يا اخي ، ولكن مالك لديه حفل ولابد ان يذهب اليه .
نظر اليها بتعجب : الن ترافقيه ؟!
ابتسم مالك فأجابت بخفوت : لا تشغلني تلك الحفلات ولا افضلها.
نظر اليها بعتاب : اذهبي معه يا ايمي واسعدي بحياتك يا صغيرتي .
__ اخبرها يا باشمهندس ، القاها مالك بتهكم لتزجره بعينيها فيضحك وائل ويقبل راسها هامسا – اسمعي الكلام يا صغيرتي .
اومات براسها ليهتف مالك بمرح : يا فرج الله ، سأستعين بك – كثيرا - مستقبلا يا وائل .
غمز له وائل في مرح : انا في الخدمة دائما يا نجم .
ضحك مالك وغادرا سويا ليتجه هو الى الجلسة من جديد فيجلس بجوارها ويشبك يده بكفها ، ضاغطا عليها في دعم شعر بانها تحتاجه ، فتتنفس بقوة قبل ان تهتف : لا اصدق انكما لم تأتيا بالأطفال ، لقد اشتقت اليهم .
ابتسمت منال بمرح : لقد اتفقت انا وياسمين ان نأتي دونهم ، فنحن نريد الجلوس معكما دون ضجيجهم .
نظر الى منال من بين رموشه : حسنا لم تأتي بالطفلين من اجل ضجيجهم ، اين هنا ؟!
__ واحمد ؟! القتها باستفهام لتبتسم منال باعتذار – لقد اخبرت احمد انها زيارة تخص الكبار ولكن هنا ..
لوت شفتيها : غافلتها لنخرج انا وخالد .
نظرت الى شقيقتها بذهول والتي اكملت : فانا اتفقت مع ياسمين.
رد بغلظة : ماذا افعل بكما انت وياسمين ؟! انا اريد هنا .
جعدت ياسمين انفها بحنق لتضحك منال برقة : هكذا يا باشمهندس .
__ انكري انك اتيت من اجل شقيقتك
نظرت اليه بمشاكسة : لا طبعا ، لا انكر .
هز كتفيه : وهنا كانت ستاتي لأجلي .
ضحكت منال بقوة : في هذه النقطة معك حق ، فهي اشتاقت لك .
ابتسم بزهو لتشاكسه منال : انتظر سأسمعك مشاجرتها معي على الهواء .
تناولت هاتفها لتمسح على شاشته قبل ان تضغط على مكان في الشاشة فينبلج صوت رنين هاتف اخر ليأتي من بعده صوت هنا صادحا .. غاضبا .. قويا : مامي انا غاضبة جدا .. جدا ..جدا ، لقد اتفقنا ان تصحبيني معكما ، اريد رؤية ويلي .
هتفت فاطمة بتلقائية : وانا يا هنا ؟!
__ اووه ، صدح صوت هنا – فاطمة ، اشتقت اليك كثيرا .
ردت فاطمة بضيق وهي تأخذ الهاتف من منال : لذا تريدين رؤية ويلي .
_ ورؤيتك انت ايضا ، ولكن ..
صمتت قليلا قبل ان تتنهد بقوة – لقد اشتقت اليه كثيرا يا تامي .
جلجلت ضحكته بقوة من حولها ليسحب الهاتف من يد فاطمة ويهتف بجدية وهو ينهض مبتعدا عن فاطمة : و ويلي اشتاق اليك يا روح قلب ويلي .
صمت الجميع وهم يركزون ابصارهم عليه ليتحاشى النظر الى خالد الذي ومضت عيناه بعدم رضا شق زرقاوتيه ، لم يغلق مكبر الصوت ليبعد الهاتف عن وجهه قليلا وهي تهتف بسعادة صدحت قويا بصوتها : ويلي ، ارايت تركوني ولم يصحبوني معهم لأراك؟!
__ سآتي لك حالا اذا اردت يا صغيرتي
تدللت : لا داع لهذا الان ، ولكن استمع .
انصت اليها بانتباه : لا تغضب تامي حتى لا اغضب منك .
التفت ينظر الى فاطمة ليهمس : لا تقلقي لا استطيع اغضابك يا حبيبتي .
__ يااااي ، هتفت بها في سعادة لتكمل – ولتضعها تاج على راسك ،
ابتسم وهي تكمل وكأنها تُسمع نصا حفظته – وتحملها داخل عينيك الزرقاويتين .
نفخت بضيق : انتظر ، تلك نصائح جدتي لدادي ، ولكن بالنسبة لك سيكون احملها بداخل عينيك البنيتين .
ضحك بمرح : سأفعل يا جميلتي .
صمتت قليلا : اشتقت اليك يا ويلي .
زفر بهدوء وهو يركز نظره على فاطمة التي اظلمت عيناها بغيرة لم يخطئها : وانا اشتقت الى البندق في خصلاتك وكراميل عينيك .
تعلقت نظراتها بعينيه اللتين بثتا شوقه .. لهفته .. ظمـأه لها ، وصبره الذي قارب على النفاذ ليصدح صوت هنا بجدية : امم اعتقد ان تلك الجملة موجهه لفاطمة يا ويلي فانا عيني بنيتين مع الاسف .
توردت وجنتا فاطمة بقوة في حين انطلقت ضحكات كلا من وليد واحمد فيغمض عينيه ويتمتم بجدية شديدة وهو يعاود النظر الى فاطمة : اغلقي الهاتف يا هنا .
ضحكت بمشاكسة : حسنا سأغلق ولكن تذكر ، احملها بعينيك .
همهم وهو ينظر الى فاطمة : بل بين ضلوعي يا صغيرة .
زمت فاطمة شفتيها بعدم رضا لتمتم من بين شفتيها : وقح .
فتنطلق ضحكته من جديد وهو يقترب منها يناولها الهاتف وهو يقربها منه يجذبها من كفيها اليه فيجبرها على الوقوف امامه ليتمتم بخفوت امام عينيها : هلا اعددت لي القهوة كما احبها يا تامي ؟!
ضيقت عينيها لتما براسها ايجابا فيرفع احدى كفيها ويقبلها برقي : سلمت يداك مقدما .
تصاعد صفيرا قويا من احمد ليتناول احدى الوسادات ويرميه بها فيتفادها احمد قبل ان يهتف وليد بمرح : تستحق مشاكسته يا ويلي القى اسمه كما تنطقه هنا
اجاب بزهو : انت تغار لان لم يعد لديك معجبات يا فنان
ابتسم وليد باتساع ليهتف بمرح : لا اريد معجبات يكفيني وجود ياسمينتي بجانبي .
اطلق احمد صفيرا اخر ليرميه وليد هذه المرة بالوسادة فيلتقطها احمد بحرفية : اصبحت محترفا من كثرة رمي بهم .
ضحكوا جميعهم ليهتف احمد بجدية : غن يا وليد .
سالته منال بجدية : هل تستطيع الغناء ؟!
ضحك احمد بخفة : الم تحضري زفافه ورايته وهو يغني لياسمين امام الناس جميعا ؟!
غمزه احمد : ام توقفت الان حينما اصبحت بابا .
قال امير بمكر : لا لم يتوقف لازال يغني ويحفظ الاغاني الحديثة ايضا .
ابتسم وليد لينظر الى ياسمين التي هزت كفتيها بمعنى لا اعرف فيزفر بقوة : حسنا ، ولكني سأختار اغنية قديمة ، ولا اعلم كيفية الغناء دون موسيقى ولكني سأحاول .
__ هل تحفظ لحنها ؟! سأله وائل ليما ايجابا فيهتف وائل : انتظر .
نهض واقفا ليغادر الغرفة في حين هتفت فاطمة : لا تغني قبل ان اعود سأصنع القهوة لوائل ، وقفت تنظر اليهم - من يريد شرب القهوة ايضا ؟!
__ امير الا تريد بعضا من القهوة ؟! سأله خالد بجدية ليهز امير راسه نافيا فتهتف ياسمين بمرح : لا يشرب القهوة الا ما تعدها ليلى .
سكنت ملامح امير ليعم الذهول على ملامح احمد ويبتسم خالد بخبث ضوى بحدقتيه وهو يحدثه بخفوت شديد : لذا لم تطلب القهوة منذ اتيت .
في حين التفت اليه وليد بدهشة : نعم ؟! لا افهم ما الذي تقوله ياسمين .
هز امير كتفيه بلا مبالاة واثر الصمت لتمتم ليلى بحدة : ياسمين.
فترقص الاخرى حاجبيها بمشاكسة : ايني اخبرتني وهي تتندر عن الامير المتفرد في رومنسيته فلا يستسغ مذاق القهوة الا من بين يدين ليلته .
عضت ليلى شدقها بحنق وهي ترمق ابنة عمها بغضب ليبتسم امير برزانة : لا افهم هل تلك غيرة ام حقد ؟!
صدحت ضحكة ياسمين بقوة ليهتف وليد : لا يا صديقي انه تعجب ، الله يرحم ايام ما كنت تشرب القهوة من يد سنوسي ساعي مديرية الامن .
تغضن جبين امير بانزعاج ليهتف : اعزك الله يا وليد ، ما تلك السيرة المقرفة ، استغفر الله العظيم ، كانت ايام الله لا يعيدها .
ابتسم وليد باتساع وهو يؤمن على حديث امير لتهتف منال التي تبتسم بسعادة حينما عادت فاطمة : حسنا يا سيادة الرائد ، لتعد لك ليلتك القهوة بعد اذن فاطمة .
ضيقت فاطمة عينيها وهي تنظر بعدم فهم لتثرثر لها منال سريعا عم حدث بغيابها فتبتسم برقة وتهز كتفيها بترحاب : طبعا ، تفضلي يا ليلى ، تعالي سأدلك على اماكن الاشياء ايضا .
توقف وائل عن الحركة وهو يضع حقيبة سوداء كبيرة كان يحملها بين يديه حينما استمع الى زوجته ليرمقها بتعجب فتنظر اليه وتناوله فنجان قهوته : ذاك فنجانك تفضل .
قبض على كفها الممسك بالفنجان بعد ان حمل فنجانه منها ، ليقبل ظهره بامتنان : سلمت يداك يا حبيبتي ،
نظر الى ليلى : لا داع لان تتعبين نفسك يا هانم ، فاطمة تعد القهوة بطريقة جيد جدا .
انفجر الجميع ضاحكا وليلى تتورد بخجل ليهتف احمد باندهاش: الامر ليس في القهوة يا اخي ، تعال اجلس وانا سأخبرك .
اشارت فاطمة بيدها ليلى التي اتبعتها واتبعتهما منال بكياسة لتهتف قبل ان تغادر فعليا : وليد لا تغني الا عندما نأتي .
هز راسه بتفهم ليضحك وائل بمرح وهو ينظر الى امير بتعجب بعد ان اخبره احمد باختصار الحديث ليساله : حقا يا امير ، لقد تغيرت كثيرا .
ابتسم امير بفخامة : لا يعيب المرء ان يعبر عن شعوره يا صديقي ، فم اجمل ان تجد من تسكن اليها روحك في اخر المطاف لتشعر بالراحة تغمرك والهدوء يعم على حياتك ،
رمش بعينيه ليهز راسه بتفهم : اسعدك الله يا امير .
__ اللهم امين وايانا جميعا .
زفر بقوة وهو يفتح الحقيبة ليخرج منها قيثارة غربية انيقة فيهتف وليد بعدم تصديق : لازلت محتفظ به ؟!
اوما براسه ايجابا ليناوله الى وليد : هل تستطيع ان تعزف كالماضي ام خارت قواك يا اخي ؟!
هتف وليد بمرح وندية اعتادها من قبل : بل اعزف افضل منك يا اخي .
اتسعت ابتسامة وائل حينما دلفوا السيدات من جديد لتناول ليلى فنجان القهوة لأمير فيطمئن عليها بنظراته الحانية ، لتجيبه بهزة من راسها رسمت ابتسامته من جديد ، سأله خالد : اخبرني هل عرفتما جنسية المولدين ، فانا اريد ان اخطب ابنتك لاحد التؤامين .
ضحك امير وهو ينظر اليه بذهول فيعترض وليد بجدية : ولماذا تخطب ابنته لاحد طفليك ، انا اولى بابنة امير .
عبس امير : توقفا عن الجنون ،
قال خالد ببرود : حسنا لن اخطبها لاحد التؤامين ، فهما صغيرين والشبه بينهما ليس فارقا ، انا اخطبها لأحمد .
__ يا سلام ، هتفت فاطمة لتقول منال – لا اترك احمد جانبا فهو يريد ان يتزوج بابنة خالته التي بعلم الغيب .
__ خالته ستاتي بأولاد فقط ، اخبري ابنك ان يبتعد عن اطفالي ، القها وائل بجمود ، ولكن انا اريد هنا اذا رزقني الله بولد .
ضيق خالد عينيه لتهتف منال بعدم تصديق : لتربيه ان الفارق تسع سنوات يا وائل ،
لوى شفتيه : من سيتزوج منها والدته دعت له فجرا
__ ابنتي لن تتزوج من الاساس ، القاها خالد بجدية ليهتف هو – انا اوافق على هذا الراي .
ضج الضحك بينهم لتهتف فاطمة بعدم تصديق : اخيرا اتفقتما ان تحبسا الفتاة بجانبكما ، ابتعدا عن هنا من الافضل لكما ، ثم من اخبركما انها ستنتظر رايكما فيمن ستتزوجه ،
اكملت بابتسامة ماكرة : هنا ستاتي بعريسها وتهتف زوجني اياه يا دادي .
اظلمت عينا خالد ليهتف هو بحنق : لا طبعا ، لأنها لن تجد من يعجبها .
رقصت حاجبيها بإغاظة : غدا سنرى .
ابتسمت منال برقة : اتركا امر هنا الان ، التفتت الى ليلى – اخبريني يا حبيبتي هل الطبيبة اخبرتك عن جنسية الطفلين ؟!
هتف وليد من جديد : لو احدهما فتاة ستكون من نصيب عاصم يا ليلى .
تمتم خالد ببروده المعهود : لن يحدث
صفق امير بكفيه في ياس لتهتف ياسمين بجدية : حقا لا اصدقكما ، هلا انتظرتما ؟!
اشارت ليلى بيديها : لا داع لكل هذا ، شعت ملامحها بفرحة عارمة – انهما صبيين .
هتفت السيدات بمرح لتنهال المباركات عليهما في سعادة ، ليهنا امير بمودة : مبارك لك يا امير ، يصلا بالسلامة باذن الله .
جلس بسكون وهو ينظر الى فاطمة بشوق شديد يدير عينيه عليها وهو يدعو بقلبه ان يرزقه الله بطفل منها ،يربطهما سويا الى الابد !!
هتفت ولاء – الجالسة بجوار زوجها - بعد ان انتهت موجة المباركات والسؤال عن حال الطفلين وليلى : الن تغني يا وليد ؟!
__ بل سأفعل ، داعب وليد القيثارة بأنامله ، قبل ان يحرك اصابعه بطريقة محددة فينتج لحنا ، هتفت ياسمين على الفور حينما استمعت اليه : علمتيني ؟!
ضحك وليد وهو يخفض راسه : انت تحفظين مقدمتها
__ نعم اتذكر انك كنت تشدو بها دوما في تجمع لشلة الاصدقاء، هتفت بعفوية – هل تمزح معي انها اغنيتي المفضلة ؟!
__ بل هو مغنيك المفضل ،القتها ليلى بجدية لتشاكسها متعمدة - لازلت اذكر هيامك به وانت تجلسين امام التلفاز تنظرين اليه وتتغزلين به .
نظرت اليها ياسمين بعتاب قبل ان تهز كتفيها بثقة : وليد يعلم اصلا .
تصاعدت ضحكاتهم ماعدا وائل الذي نظر الة اخيه بدهشة فهتف وليد بجدية : اينعم ، لقد كانت تتغزل به الى جواري ، نظر الى ليلى – بل ان الافضل من كل هذا انها كانت تغازل الكلب المرافق له في الفيديو كليب ، وهي تهيم به غزلا .
تعالت ضحكاتهم لتهف ياسمين اسمه بزمجرة غير راضية ليرقص حاجبيه بمشاكسة : انكري اذا استطعت يا جاسي ، وانت تهتفين بي في كل مرة ترينني بها ، اريد كلبا يا وليد ، يماثل هذا الكلب المرافق لراغب علامة في الاغنية .
ضحكت ياسمين بمرح لتسال فاطمة بجدية : من هذا المغني ؟!
نظرت اليها ياسمين بدهشة ليهتف احمد : لا تعرفين راغب علامة ، لقد عقد نصف شباب الجيل الحالي .
عبست بتعجب لتسال بجدية : هل هو وسيم لتلك الدرجة ؟!
لتهتف ولاء : وسيم ، انه قمر منير يا تامي .
ضيق وائل عينيه وهو يرمق شقيقه الذي ابتسم ورفع نظره الى زوجته التي لم تدرك نظرة زوجها العاتبة لتتدارك ياسمين الحديث سريعا : كان هذا قديما ، سوف اريك صوره .
هتف احمد بجدية : هيا غني يا وليد ، فمن الواضح ان فاطمة لا تعرف لا الاغنية ولا مغنيها .
__ ولا انا ايضا ، هتفت بها منال لتكمل – واعتقد انك لا تعرفه يا خالد .
__بل اعرفه واعرف تلك الاغنية التي يتحدثون عنها .
هزت منال كتفيها : حقيقة لم اكن اهتم بالأغاني في صغري ، ولكن ما سر ارتباطك انت بالأغنية يا وليد ؟!
نظر الى منال قليلا ليحيد بنظره ويتأمل ياسمين : حفظتها لأجل من تحبها ، وكنت اشدو بها لأجلها ، كلما تواجدت .
اتسعت عينا ياسمين بذهول ، لتمتم فاطمة بجدية : حفظت الاغنية لأجل ان تشدو لياسمين بها ، دون ان تخبرها عن حقيقة شعورك نحوها
احتقن وجه وليد بقوة لتتبع فاطمة بلغتها الاصلية : هذا جنون .
اتصلت نظراته بنظرات ياسمين المتسائلة ليهتف احمد بجدية : نحن عائلة ادراكها بطيء يا فاطمة ، ولدينا بعض من حب ايذاء النفس وتعذيبها ، الى جانب انكار قوي لمشاعرنا ، وتحفظ واخفاء لها دون داع .
القى اخر كلماته وهو يرمق وائل بطرف عينه فتتجمد ملامحه ويهتف بجدية : هيا يا وليد ، اسمعنا صوتك الشجي يا اخي .
__ نعم اريد ان استمع الى تلك الاغنية التي حفظتها من ثمانية عشر عاما لأجل ياسمين .
حرك وليد انامله على اوتار القيثارة بمهارة ليبدا بالشدو معها في حين نقر احمد على الطاولة الخشبية التي وضعها بين ساقيه في لحن مرتب لينسجم الجميع مع الغناء ويردد بعضهم ممن حفظوا الاغنية قديما مع وليد الذي نظر الى ياسمين دون ان يحيد ببصره بعيدا عنها
علمتيني احب الدنيا .. علمتيني احب
وانسى معاكي هموم الدنيا والمشوار الصعب
علمتيني اكون وياكي .. يسهر قلبي يغني غناكي
خدي قلبي الطاير بهواكي .. خدي اكتر من قلب
علمتيني – راغب علامة
|