لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روائع من عبق الرومانسية > سلاسل روائع عبق الرومانسية
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روائع عبق الرومانسية سلاسل روائع عبق الرومانسية


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-17, 10:51 PM   المشاركة رقم: 1216
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 26

 
دعوه لزيارة موضوعي

__ صباح الخير .
ابتسمت برقه وهي تتقلب في فراشها : صباح النور ، ما بالك رائق المزاج في الصباح .
__ لا املك الا ان اكون رائق الذهن حينما استمع الى صوت زقزقتك في الصباح .
ضحكت برقة وهي تغالب نعاسها وتهمس : تتصل صباحا لتتغزل بي ، وتسهرني ليلا الى جوارك لتتغزل بي ، اليس لديك عملا تذهب اليه ؟!
__بلى لدي ولكني اشرد بك وأخطأ فينهرني المخرج ويعطيني استراحة كي استجمع نفسي فلا استطع الا ان اتصل بك ، فانت نفسي البعيدة عن جسدي .
توردت وجنتاها وغمغمت باسمه في خجل : متى ستوقظينني بقبلتك لي وهمستك بتحية الصباح جنب اذني ، اكاد اموت شوقا يا ابنة الوزير .
ضحكت برقه وهي تفتح عيناها تتنهد : لقد استيقظت يا مالك فتوقف عن العبث .
ضحك بقوة : ستكون متعتي الصباحية ان اوقظك يا ايمي ، انت فريدة من نوعك ، لم ارى امرأة في حياتي يستيقظ عقلها كاملا على جمل الغزل ، فجميعهن عقلهن يذوب بالغزل والبعض الاخر يكاد ان يغرقوا فيه ، اما انت تستعيدين ادراكك لتحاربين غزوي العاطفي عبر الهاتف ،
جمدت ملامحها وسالته بجدية : وهل كلهن كنت تغازلهن عبر الهاتف ام حسيا ايضا يا مالك ؟!
عقد حاجبيه بريبة وهو يستمع الى نبرتها المخنوقة ليسال : من هن ؟!
تمتمت من بين اسنانها : من كن يغرقن في غزلك ويذوبن فيه ؟!
اتسعت عيناه بصدمة ليتمتم : انه مجرد حديث يا ايمي .
نفت بصرامة : لا ، لم يكن مجرد حديث .
استغفر ربه فهمست بحدة : لا تذكر الله الان .
رفع حاجبيه بدهشة : لو كنت تتذكره لما كنت اغضبته من قبل .
تصلبت ملامحه : الحمد لله انا اتذكر الله دوما ، وادعوه واستغفره واشكره على نجاحي واصلي له ليوفقني ، علاقتي به ليست محل شك او حديث ، ولا شان لك بها ، فهو اعلم بي وبم في قلبي ، واعلم باني لم اغضبه قط .
ضحكت بسخرية ليتمتم بغيظ : المعذرة علي الذهاب فالمخرج يناديني . مع السلامة .
اطبقت فكيها بقهر وهي تنظر الى هاتفها بعد ان انهى اتصاله بها لترمي الهاتف بعنف وهي تعقد ساعديها امام صدرها لتنهض من الفراش وهي تمتم من بين اسنانها : حسنا يا مالك كما تحب !!
رمشت بعينيها كثيرا قبل ان تشعر بدموعها تملا عينيها وتتجمع بحلقها ، تشعر بنيران تحرق جوفها وتنظر الى الهاتف تمنع نفسها من معاودة الاتصال به ، فهي كلما استعادت جملته عن وجود اخريات كان يغازلهن قلبها يئن وجعا .. ينتفض الما ، وعقلها يوسوس لها انه ليس من تمنته في احلامها ، ليس هذا العفيف الذي تريد الزواج منه فيبدان حياتهما سويا ، ويقارنه باخر كان يتزوج ويطلق وكله بم يرضي الله ، والذريعة جاهزة ، فهو يعف نفسه من الخطيئة بزواجه ممن يراها ، لن تنسى صدمتها اول مرة حينما اكتشفت زواجه من اخرى لا تمت للتدين والعفة بصلة ، بل كانت فتاة يعرف عنها سوء السلوك والسيرة ، انهارت وبكت وحينما سالته عنها اجابها بكل وضوح انه تزوجها ليحمي نفسه من فتنتها فصرخت به : وانا ؟!
اجابها بجدية : انت شيء اخر ، انت من ستصبح ام اطفالي ، اما هي فلا شيء مجرد نزوة !!
وتكررت النزوة وكانت لبكل مرة تكتشف نزواته يخبرها انه يتزوج ، وحملها وزر خيانته لان والدها هو من يماطل في اتمام زواجهما ، وباخر مرة تركها لأنها خيرته بينها وبين نزواته !!
استفاقت من ذكرياتها على دموعها التي تغرق خديها لتمسحها بعنف وهي تذكر نفسها بوعدها ان تتوقف عن البكاء لأجل احدهم ، رغم ان مالك مختلف ، فهو يحبها ، تشعر بمدى صدق مشاعره تجاهها ، هو فقط عمله الذي لا يجعله كاملا في نظرها وعلاقاته السابقة تشعرها بقلق يداهمها ن وقت لآخر ، خوفا ان لا يرتضي بها بعد زواجهما فتعود مرة اخرى الي تلك الهوة التي كادت ان تفقدها نفسها بها المرة الماضية !!
زفرت بقوة وهي تنظر الى هاتفها لتحمله من جديد وتأت برقمه وتضغط عليه ترسل له رسالة وترتقب رده الذي اتى على الفور برنين هاتفها الذي ارتفع وصورته التي زينت شاشته لتنجلي دموعها وشمس سعادتها تصدح من مقلتيها لتجيبه بصوت مخنوق من بكاءها السابق لينهمر عليها باعتذارات صادقة و وعود كفيلة بان تطمئنها لسنوات كثيرة قادمة !!
***
تنفست بانتظام ، تضرب الاض بقدميها في رتم بطيء ازداد مع ازدياد سرعتها في الركض ، فهي لم تأت هنا منذ ..
شعرت بالغصة تحكم حلقها بقوة وهي تدفع بذكرياتها للخلف ، تحسر عقلها في حاضرها ومستقبلها بقوة ، تهدلت خصلاتها من حول وجهها فتباطأت خطواتها قليلا لترفعها فوق راسها وتربطها بقسوة ارادت بها ايلام عقها الذي يراودها عن نفسه ويحثها على التذكر ، فهي لن تتذكره ولن تفكر به ، بل كل ما تريده الان ان تفكر في نفسها .
نفخت هواء صدرها بقوة لتتابع ركضها بقوة وكأنها بطلة تتحضر لدخول الى الاولمبياد القادمة ، رفعت من صوت سماعات اذنيها لتنغمس في قطعة موسيقية كلاسيكية وهي تدور للمرة الثالثة على التوالي من حول ملعب كرة القدم الكبير ، لتخف من سرعتها ببطء وهي تلمح اقترابه منها لتنفج شفتيها بابتسامة فرحة لرؤيته ، فتتسع ابتسامته لتظهر عن غمازتيه وهو يشير اليها بمرح ويقترب منها بسعادة شعت من خلاياه ، فهتف اسم بسعادة ثم تتبع وهي تتمسك بساعديه في احتفاء: اشتقت اليك ايها الغليظ .
***
وقف يراقبها من بعيد ، لا يستطيع الاقتراب ، ولا يقو على الابتعاد ، يعلم مواعيد تواجدها جيدا هنا، وفي صالة النادي الصحي الذي يرتدانه سويا ، اماكن خروجها .. تنزهها ، حتى متاجرها المفضلة التي تتسوق منها ، ويدور من حولها دون ان يجرؤ على الاقتراب منها ، فلا يعلم الى الان بم يبرر تصرفه المشين معها ، ولا يعلم بم يخبرها حتى يستطيع نيل صفحها .. عفوها .. غفرانها .
ازدرد لعابه بتوتر وهو يتأملها مليا ، فيشعر بروحه تزهر ، وانين قلبه يتوقف ، ينظر اليها ببنطالونها القطني الواسع وبلوزتها الضيقة والتي تكشف عن كتفيها وعنقها الذي ظهر بوضوح بسبب عقصها لخصلاتها بقوة الى قمة راسها بطريقة مؤلمة ، تضع سماعات الاذن كعادتها وتركض بقوة وكأنها تتعمد اهلاك عضلات جسدها ، تباطأت خطواتها فحث نفسه على الظهور امامها فيكفيه عذابا في بعدها .. يكفيه موتا دون قربها .. يكفيه قهرا في عدم امتلاكها .
هم بالاقتراب من مكانها ليتوقف وهو يرى انفراج اسراريها عن ابتسامة سعيدة وهي تنظر تجاه اخر يشير اليها بقوة وهو يبتسم باتساع وفرحة تتألق بحدقتيه البنيتين ، فيقترب منها لتتلقاه بحفاوة وهي تقبض كفيها على ساعديه القويين وتهتف مرحا بشيء لم يستمع اليه هو ولكنه شع فيما بينهما بقوة احرقت نياط قلبه !!
***
ابتسمت بتعجب وهي تستمع إلى صوت الغناء الصادح من غرفته على غير العادة بأغنية قديمة نوعا ما لمطرب تحبه صوته يحمل فرحا يستقر بداخل روحها وهو يقول
وبقولك ايه تجيش نعيش .. هوا يبتدي ولا ينتهيش
تجيش نعيش – على الحجار
فتتحرك بخطوات تتسم بسعادتها الظاهرة على وجهها لتقف أمام باب مكتبه المفتوح على مصرعيه وتهم بالطرق قبل أن تتوقف وهي تنظر إلى ملامحه المستغرقة في معاني الأغنية التي تصف فتاة سمراء بعينين كحيلتين وواضح عليه الذوبان في تلك المجهولة التي لا تعلم عنها شيئا ولكن من الواضح أنه موله بها !!
تعكرت ملامحها وهي تنظر إلى تفاصيل وجهه الحانية .. الذائبة .. المتلهفة الى فتاة لم يخبرها عنها ، فتاة من الواضح أنه واقع في حبها ، يغني لها وهو يبتسم بدفء ، ورماديتيه تعلن شوقه الدفين لها .
جمدت ملامحها ووقفت بتصلب غير قادرة على الدخول لتمنحه تحية الصباح كما تفعل عادة فتقرر العودة الى مكتبها في اللحظة التي انتبه فيها إلى وجودها ليتهلل وجهه بسعادة ، وهو ينهض واقفا ويرحب بها في احتفاء لم يغير شعور الحنق الذي يملأ نفسها .
زمت شفتيها بعدم رضا وهي تجيبه بجفاء فعبس بتعجب وهو يسألها عن سبب ضيقها فتهز رأسها بلا شيء وتهم بالمغادرة
__ دعاء ، نادها بصوت هادئ متساءل فتوقفت ونظرت إليه من فوق كتفها ، اقترب منها خطوتين واتبع بجدية - انظري الي .
التفتت تواجهه فسالها : هل هو أمر السفر من جديد ؟!
تغضن جبينها بعدم إدراك لتتذكر ما افضته له البارحة عن رفضها للسفر ولكنه نجح في اقناعها بالذهاب حتى يستطيعا قبول المشروع المعروض عليهما من سيف كانت قد وافقت بالفعل البارحة ولكن تفكر الآن في الرفض بسبب ما تشعر به من غضب تجاهه ، تصلب جسدها برفض وصله جيدا فوقف أمامها ينظر متعجبا ويحدثها بجدية : لا افهم سبب رفضك للسفر .
زمت شفتيها بعصبية فاكمل بهدوء : أن لم يكن من أجل أخيك فلأجلي ، ألم نتفق أن تأتي معي لنرى عرض العمل الخاص بدبي؟!
_ كما قلت سنذهب لدبي وليس هناك.
رفع حاجبيه بذهول وهو يشعر بحدتها : لكني سأذهب الى هناك أولا ، فأنا سأحضر الحفل الذي يُعد للاحتفال بأخيك
نظرت إليه بعصبية : إذا ستحضر الحفل المُعد هناك ، لأنه يناسبك أما الحفل الذي كان هنا لم تأت إليه لأنه بسيط جدا بالنسبة لمعاليك !!
تعثرت حروفه أمام الغضب المندفع من حدقتيها ليغمغم : لا طبعا.
اشاحت بوجهها : هذا شأنك وأنا لا يهمني أمورك .
احمرت اذناه وهو يهتف باسمها قبل أن يصيح بعدم فهم : لا أفهم ما بك ولكن أشعر بك غاضبة مني ،هلا اوضحت لي سبب غضبك ؟!
_ لست غاضبة منك ، لماذا أغضب منك انت رجل سعيد تستمع إلى علي الحجار وتغني معه أيضا !!
رفع حاجبيه بدهشة وهو ينظر إلى حنقها : الا تعجبك الاغنية ؟!
ضيقت عينيها ثم زمجرت بضيق قبل أن تهم بالانصراف فيقطع طريقها بجسده : لن تذهبي قبل أن تخبريني بسبب غضبك منى
__ ابتعد يا باشمهندس فأنا لست غاضبة .
زجرته بحنق فهمس بجدية : حسنا ان كنت لست غاضبة مني توقفي واخبريني ، هل ترينني بتلك الطريقة ؟!
رمشت بعينيها عندما شعرت بصوته المخنوق بداخله وغمغمت : آية طريقة ؟!
_ هذا التافه المغرور.. المتكبر المتعالي الذي لم يحضر حفل اشهار زواج أخيك البسيط وسيذهب إلى الحفل الفخم الذي يناسب مستواه الاجتماعي
تمتمت بصوت ابح: لم اقصد بالطبع ولكنك .
رفعت نظرها اليه : لا أفهم الى الان ، لماذا تنكر مستواك الاجتماعي الراقي ؟!
نظر اليها بغرابة فاتبعت وكأنها كانت تنتظر فرصة مناسبة لتفضي بم يؤرق نفسها : إلا تدرك من أنت بالفعل ؟! الا تعي حقا أنك ابن مستشار رئيس الجمهورية؟! وانك ممن ولدوا بفمهم معلقة ماسية وليست ذهبية !!
ابتسمت بتعجب : ووالدتك سيدة مجتمع راقية سليلة عائلة من ارقى عائلات المجتمع ابنة باشوات كما نقول نحن ، حتى أخيك الغير شقيق نجم من نجوم المجتمع ، ووالدته من العائلات المرتفعة اجتماعيا لا تتبع الفئة المتوسطة حتى ، ولماذا اخبرك عن افراد عائلتك ، سأتحدث عنك انت ، الا تنظر الى نفسك وكيف تتألق ولا نجوم السينما ؟!
تأملها مليا يراقب القهر الذي ارتسم واضحا في حدقتيها قبل أن يهمس بصوته الاجش : كل ما ذكرته لا يجعلني رجلا فخورا بنفسه ، معتدا بعائلته ، فأبي ذو المركز المرموق لم يكن أبا سوى مرات قليلة يعدون على أصابع اليد الواحدة ، ثم انحسر دورة نهائيا بعد أن اكتشفت أمي زواجه من أخرى فألحقت به هزيمة نكراء وكسرت رجولته فأصبح ظلا دون وجودا حقيقيا
غامت عيناه فاندثر اللون الرمادي بهما واصبحا معتمتين كعاصفة توشك على الهبوب : وأمي لم تكن كبقية الامهات اللائي رايتهن يوما ، فهي ام كرهت طفلها قبل قدومه ولعنتني عندما رزقت بي ، ليس لشيء سوى انها لم تكن تريد طفلا من الرجل الذي زوجها له أبيها ، وازداد رفضها للإنجاب منه بعد قليل من العشرة فهو كان رجل عسكري شغله أهم شيء في حياته وهي كانت مدللة ووحيدة ابويها ، وازداد كرها له حينما علمت بانه تزوج منها فقط لأنها كانت الطريق الى سلم مجده ، الذي يتمتع به الان !!
ابتسم بألم : اما اخي الغير شقيق فهو يكرهني كما لم يكره احدهم بالنسبة له انا الاناني الذي استولى على حقه في الحياة يتقبل ان يلقى حتفه ولا يراني ، الوحيدة التي افتخر بوجودها من حولي في كل من ذكرتهم انت هي ماهي ، هي الوحيدة التي تفتح الي بابها ، تستمع الي وترحب بي وتحتفي بي ، تنظر لي بفخر لم اره في عيني احدا من قبل سوى نبيلة ، هذه هي من اعتبرها امي الحقيقية هي من اعتبرها عائلتي يا دعاء ، فلا تلمحي مرة اخرى لتلك العائلة التي لم اعد اريدها ، لقد تركت كل شيء لابي ولحاتم ، حتى لا اريد ارثي من امي ، فانا لدي ما يكفيني .
اخفضت وجهها بحرج لتهمس : لم اقصد يا يحيى ولكنك ..
زفرت بقوة وهزت راسها وهي تبحث عن كلمات تخفف بها ضيقه الذي تسببت به ليبتسم وهو يتفحصها عن كثب مستغلا عدم رؤيتها له ليهمس بخفوت : هل فعلا ترينني كما قلت ؟!
رفعت راسها اليه على الفور : كيف ؟!
ابتسم فومض ضوء فضي بدد عتمة حدقتيه : أتألق مثل نجوم السينما ؟!
هتفت: بل اجمل من نجوم السينما ، اندفعت بعفوية – الا ترى نفسك ؟! انت تنتمي لنجوم هوليود يا يحيى ، بملامحك الاجنبية وطلتك الاغريقية وخصلاتك الفاحمة الهفافة .
ازدادت ابتسامته اتساعا وهو يتأملها بنظرة ماكرة انبهتها لمجرى حديثها فتوردت وجنتيها وتمتمت بخفوت : فقط غير مراتك وستري ما لا تراه .
همس بصوت ابح : يكفيني انك ترينني بتلك الطريقة .
احتقن وجهها بقوة لتغمغم : انا لا اجاملك انه اقرار لواقع .
اقترب خطوة واحدة منها ليغمغم وهو يكتنفها بنظراته : اجمل واقع .
انطلق صوت المغنى مرة اخرى ولكن بأغنية جديدة يغرد بصوته
حاسس اني يمامة .. بتشرب في كفوفك
وانك شجرة وضلة ومية بتجري
مش عارف ليه .. مش عارف ليه
متونس بيكي وكانك من دمي
على راحتي معاكي وكانك امي
مش عارف ليه
عارفه – على الحجار
تعلقت نظراتها بعمق حدقتيه اللتين بثتا حديث لم تدركه، ولكنها شعرت باختلاف ما ، بشعور جديد يداعب احساسها به ، بذبذبات متطايرة من حولهما ، وشحنات لا تفهم ماهيتها تغلفهما سويا وهو يهمس : انا احب تلك الاغنية ، اشعر بها تصفك .
ذابت نظراتها وحلقها يجف نهائيا فيسالها : هل تحبينها ؟!
اومات براسها وقلبها ينبض بقوة يتيه في سعادة حدقتيه التي سطعت بقوة طاردة تلك الغيمة التي كانت تكتنفه منذ قليل ، حاولت ان تشيح بعيدا وهناك صوتا بداخلها يخبرها ان لا تفعل ، ولكن اضطرابها من طريقة نظره اليها يحثها ان تهرب .. تبتعد .. تختفي الان ، فالقادم لن يكون جيدا .
همهم باسمها ليقترب خطوة ثانية فيصبح قريبا جدا لها ، حاولت ان تتراجع لكنه اشار براسه نافيا : لا تذهبي ، فانا اريدك .
هزت كتفيها وهي تنظر اليه بدهشة : لن اذهب ولكنك قريب للغاية .
ابتسم وتراجع للخلف : حسنا سأبتعد ، ولكن انتظري فانا بالفعل اريد ان اسالك شيئا .
رمشت بعينيها وقلبها يقفز بجنون ، توترت حدقتيها وارتعش كفيها فقبضتهما وهي تحاول السيطرة على قلقها الذي ارتفع الى الذروة فهمهمت : هل هناك شيئا هاما ؟!
صمت قليلا ليهمس : لطالما كنت واضحا يا دعاء ، صريحا ولا املك ان اجمل حديثي ،
انتبهت اليه فاكمل بصوت جادي ونظرة حاسمة : هل تقبلين الزواج بي ؟!
عم الذهول على ملامحها لتبتسم بعدم فهم قبل ان تتسع ابتسامتها بمرح لتضحك بخفة قبل ان تشكل وجهها بمشاغبة : لن تستطع ان توقعني تلك المرة يا باشمهندس ، لقد انتبهت الى حيلتك ولن تنطلي علي .
نظر اليها بصدمة ليبتسم بدهشة فتكمل : توقف عن المزاح بتلك الطريقة يا يحيى لقد اخبرتك من قبل ان لا تمزح معي هكذا .
همت بالمغادرة ليهتف بها بهدوء : ولكني لا امزح .
جمد جسدها وتوقفت عن الحركة لتستدير اليه بصدمة فيتقدم نحوها : انا اتحدث بجدية يا دعاء ، انا اريد الزواج بك .
تصلبت ملامحها لتنظر اليه بدهشة قبل ان تنطق بجمود : وانا لا احبذ ان تسخر مني بتلك الطريقة يا باشمهندس .
__ اسخر منك هتف بانزعاج ليتبع بجدية : انا لا اسخر منك .
رفعت ذقنها بكبرياء : اذا تقلل من شأني ،هز راسه نافيا وهو ينظر اليها بعدم فهم لتكمل بهدوء - طلبك مرفوض يا باشمهندس ، بعد اذنك .
راقبها بعدم تصديق وهي تغادر المكان بأكمله ليطبق فكيه بحدة قبل ان يداعب هاتفه ويضعه على اذنه مستمعا الى الرنين الذي يخترق مسامعه
***
تجلس امام مراتها تمشط شعرها الاسود القصير بهدوء وهي تنظر الى وجهها المشع بسعادة وعيناها المتلألئتان بغبطة وفرح كان هو السبب بهما ، تلك الايام الماضية التي قضوها سويا منذ ان وصلا الى لبنان هي اجمل ايام حياتها ، ايام من الجنة ، فهو لم يدع شيئا يسعدها به الا وفعله من اجلها ، حانه .. رقته .. حبه .. عاطفته الجامحة معها ، اسكتوا جميع شكوكها .. قلقها .. ريبتها .. وحيرتها ، ولكن خوفها من ابن عمه يجعلها رافضة الذهاب معه الى بلدته ، فهذا السيف ليس بسهلٍ بل هو مرعب ، وهي تخشاه كما كانت تخشى ناظر مدرستها الابتدائية المخيف .
توردت وجنتاها بخجل وهي تتذكر كم كان هذا الرجل مرعبا بجسده الضخم وملامحه حادة التقاسيم وعيناه الملونتين بلون عسلي يشتعل غضبا دوما ، لتتالق نظرات سيف الحادة لها وحدقتيه تغيمان برفض ادركته بفطرتها منذ اول مرة راته بها ، ولكن رفضه وصلها واضحا في حفل زفاف ابن الوزير الذي صحبها اليه ايمن ، ورغم انه لم يتحدث معها على الاطلاق الا انه رمقها بطريقة اشعرتها في خطر حقيقي طالما هذا السيف قريب منها !!
ابتسمت برقة عندما استمعت الى صوت مزلاج باب دورة المياه وهو يخرج منه ، ينشف خصلاته السوداء بهرج كما يحب ان يفعل ، يرتدي سروال بيتي مريح وصدره العار اكثر من مرحب بقطرات المياه المتدحرجة فوقه بسبب شعره المبتل بالمياه .
ابتسم بمكر ضوى بعينيه ليلوي شفتيه بخبث اثار قلقها وهو يقترب منها بتؤدة ليحملها بحركة سريعة من خصرها - شهقت على اثرها ، تتدلى ساقيها في الهواء وتوازيه طولا وظهرها ملتصق بصدره العريض ، ليضع راسه بجانب راسها وينظر اليها عبر المرآة ويهمهم بجانب اذنها بزفرة حارة : اشتقت اليك.
ابتسمت بخجل لتخفض نظرها عنه فيضعها ارضا قبل ان يضمها بذراعيه من فوق كتفيها ليتنهد بقوة قبل ان يفرد راحته فوق قلبها فتشهق بخجل ليضحك بتسلية : اهدئي ،انا فقط اردت الشعور بدقات قلبك .
توردت وجنتيها ليهمس بجدية : اشعر بك خائفة يا اسما ، اكثر من كونك فرحة ، اشعر بخوفك ينمو تحت جلدك ، وبداخل عظامك .
توترت حدقتيها ليخفض عينيه ويهمس : تحدثي معي واخبريني عم يقلقك .
تمتمت برهبة : انا فقط غير استطيع ادراك ما يحدث معك ، واشعر باني غير مؤهلة لهذا الدور الذي تريده مني .
عبس وهو يردد : دور؟!
تلعثمت فدفعها بلطف ان تجلس بجانبه على الاريكة : فقط اخبريني عم يؤرقك .
رفعت نظرها اليه لتساله بثبات دفعته باوردتها على قدر ما استطاعت : اولا اريد ان اعلم هل لازلت غاضبا مني بسبب ما حدث سابقا ؟!
اطبق فكيه بقوة ليؤثر الصمت قليلا قبل ان يهمس بصوت جليدي : لقد اتفقنا ان نبدأ من جديد وانا لا ابرم اتفاقا على رواسب ماضية يا اسماء .
عضت شفتها برقة لتهمهم بصوت خافت : ها قد اغضبتك .
رفع حاجبه بدهشة فأكملت – لا تناديني باسمي كاملا الا عندما تغضب .
ابتسم وعيناه تفيض حنوا ليتمتم : لست غاضبا فقط اتعجب انك الى الان لم تدركي ما اشعر به نحوك ، وما استطيع القيام به لأجلك ،
رفع نظره اليها ليتفحصها بعشق سطع بمقلتيه : اذ لم تأت لي برغبتك كنت اجبرتك على المضي معي في طريقي حتى ولو رغما عنك .
ومضت عيناها بدهشة قابلها تصميم اثقل مقلتيه بلون اسود جذب انتباهها بأكمله : لا انكر جرحي .. غضبي .. المي .. و وجع قلبي ، ولكني كنت انظر اليك وانا اخبر نفسي بانك ستاتين .. حتما ستاتين ، فانا زرعت روحي بداخلك ، وما ازرعه انا – مهما كان صغيرا – احصده اضعافا مضاعفه .
ازدردت لعابها وهي تنظر اليه بمفاجأة من تلك الشخصية القوية الغامضة التي اكتشفتها امامها ، فمن تزوجت به يختلف عن ايمن جارها الوسيم .. المرح والذي يقابلها ليلا من خلال شرفته ، همست بتلعثم : كنت تريد الزواج مني منذ ان رايتني ؟!
أومأ براسه ايجابا فأكملت بعدم فهم : وانت تعلم باني ابنة رجل بسيط وانت امير ،تمتلك ارضا .. ارثا .. ووطنا ، وحياة مختلفة تماما عن تلك الحياة التي عشتها .
__ نعم ، فانت من تعلق بها قلبي .
همسها بصوت اجش ، فاقتربت منه لتهمس بتساؤل صدح بصوتها : تحبني يا ايمن ؟!
لوى شفتيه بابتسامة عابثة : كل الايام الماضية لم تثبت مدى حبي لك ؟!
ازدانت وجنتيها بشرارات وردية ليتبع بتساؤل ماكر : وانت ؟!
تمتمت وهي تعلق نظراته بحدقتيها الرماديتين اللتين افصحا عن عشقها له : لم اشعر بالحب من قبلك ، كنت احيى بوهم تعلقت به من صغري ولولاك لما كنت افقت منه ، انت من دق القلب له .. انت من تعلقت الروح به .. انت من ملكت النفس والجسد يا حبيبي .
اظلمت عيناه بمشاعره الهوجاء فاقترب منها يقبلها بجموح طغى على حواسه لينتفضا سويا على صوت الهاتف الذي صدح برنين عال مزعج ، بدد غيمة مشاعرهما ، زفر بضيق وهو يتمتم بكلمات لم تفهمها معظمها بلكنته الشامية التي تأسرها لينظر الى الهاتف قليلا قبل ان ينهض ويخرج الى الشرفة مستقبلا الاتصال الذي اتاه على غير موعدا !!
***

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-01-17, 10:56 PM   المشاركة رقم: 1217
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 26

 
دعوه لزيارة موضوعي

ابتسم باتساع وهو ينظر اليها تخرج من دورة المياه ترتدي ملابسها ترمش بخفر وهو يتأملها مليا ليهمهم باسمها لافتا نظرها اليه ثم يشير لها بالاقتراب فتفعل دون ان ترفض
يكتنف كفها براحته يقبلها بكياسة ويجلسها بجانبه ليقبل جبينها : هل لازلت مصرة على العودة ؟!
اومات براسها ايجابا ليغمغم : هل سعدت الايام الماضية ؟!
ابتسمت برقة : كثيرا .
تألقت ابتسامته الفرحة : حقا يا سوزان ؟!
نظرت اليه بامتنان حقيقي : نعم يكفيني انك صممت اننا لا نذهب الى هناك ، واتيت بنا الى تلك القرية ، انها رائعة
__سأبتاع شاليه هنا اذا ، طلباتك اوامر يا ابنة عمتي .
اسبلت اهدابها ليلامس راحتها بطرف سبابته : الم انال صفحك للان ؟!
زفرت بقوة واثرت الصمت لتتوتر ابتسامته قبل ان يقبل جبينها مرة اخرى ويهمس بهدوء : سأنتظر حتى ولو لآخر العمر يا حبيبتي .
ابتسمت برقة لترمش بعينيها كثيرا ووجنتيها تتوردان قبل ان تقترب منه وتقبل وجنته برقة فيغمض عينيه وهو يتنفس عبيرها بلهفه همهم باسمها وهو يحتضنها برقة لتبتعد براسها قليلا وتهمس : هيا لنذهب انا مستعدة .
__لنبق ليومين اضافيين ، القها بصوت اجش
لتنهض واقفة تبتعد عنه وتهمس بجدية : لا داع لذلك يا بلال ، انسيت العمل ، لا يوجد الان من يغطي غيابنا .
تنهد بحرقة وهو يخفض راسه يعلم انها محقة فمنذ مغادرة يحيى والامور تؤول للأسوأ ، لتتابع وهي تلتفت اليه : ثم ان المكان لن يفرق فما اشعر به
اكمل بتفهم وهو يرفع راسه لها : حاجز نفسي يمنعك عني ، اعلم .
اومات براسها وهي تخفض نظراتها فيهمس بجدية : لنذهب اذا الى طبيب نفسي .
ارتجف فكها لتهمس بصوت شابه نبرة بكاء : انا لست مجنونة .
قفز واقفا ليهرع اليها : لم اقصد ابدا يا حبيبتي ، ولم اطلب منك الذهاب بمفردك ، بل اقترحت ان نذهب سويا حتى نستطيع معالجة الامر بشكل علمي صحيح .
رجفت ذقنها وهمست بإيباء : لا اريد .
احتضن كتفيها براحتيه ليقربها منه : على راحتك يا حبيبتي ، كما تريدين ، انا اثق بان الوقت سيداوي جراحنا ولكن ونحن سويا .
هزت راسها بموافقة لتحمل حقيبتها : حسنا هيا بنا.
اشار اليها بان تتقدمه وهو يتبعها كظلها يخاف عليها ويرعاها ، لا يقربها ولكن يكفيه بانه بجانبها ، يتنفس هوائها ويكتنفها بصدره كلما اراد ملجئ امنا يستكين اليه .
سارت بجواره يدها براحته ، يتلمس قربها بكل ما اوتي من قوة ، وهي تدفعه بعيدا بكل ما اوتيت من حيل ، وخاصة بعد مكالمة امها الاخيرة ، والدتها التي هاتفتها البارحة وهي ترغي وتزبد عندما علمت مصادفة – من زوجة خالها – انها سافرت مع زوجها لرحلة شهر عسل متأخرة ، كما اخبرتها الاخرى وهي فرحة .
تمتمت بتوتر : اهدئي يا امي .
لتصيح امها : اهدئ ، انسيت ما اقترفه في حقك ، انسيت انتقامك بتلك السرعة ، اتسافرين معه وتتناسين اجباره لك .. سمعتك التي اهدرها .. قهرتك على يديه .. انتقامك منه ؟!
صمتت فاتبعت والدتها بصرخة اوجعتها : اتنسين وعدك لي بانك ستعيدين الى كرامتي التي اهدرها من تزوجته سرا واتى يتباهى امي بانه استطاع امتلاكك رغما عني واستغفلني ايام وليال كثيرة.
تمتمت بصوت مخنوق : لم انس يا امي ، لم انس .
هدرت والدتها بقوة : اسمعي يا ابنتي ان لم تأت بحقك وحقي منه ، انس ان لك اما من الاساس، ولتظلي معه وبجانبه الى الابد.
رمشت بعينيها وعقلها يستعيد صوت اغلاق مكالمة والدتها في وجهها ، لترتجف لا اراديا ليكتنفها من كتفيها يقربها الى صدره : هل تشعرين بالبرد ؟!
هزت راسها نافية ليقبل جانب راسها وهو يضمها اليه اكثر قبل ان يفتح لها باب سيارته ويقف منتظرا الى ان دلفت الى داخلها ثم يغلقه من خلفها ، ثم يتحرك بهدوء راقبته بعينين مشدودتان اليه وهي تفكر في ان اتصال والدتها قلب موازينها فهي كادت ان تستسلم لمده العاطفي ورقته الظاهرة في معاملته لها ، بل لقد اوشكت على الذوبان بحضنه قبل مهاتفة والدتها له ، وحينما حاول اكمال ما بداه قبل تلاقيها للمكالمة انهمرت دموعها بقوة فانتفض جزعا وهو يحاول ان يحتوي ارتعاش جسدها وتشنج كفيها ، يضمها الى صدره ويقبل راسها وينهمر بأسف متوسلا ان تغفر له قلة صبره ، حينها نظرت اليه من خلف دموعها وهي لا تعلم هل يستحق غفرانها بالفعل ام يستحق انتقام والدتها ، فيتردد حديث والدتها في اذنها من جديد لتهمس بخفوت دون ادراك كامل : لا استطيع تقبلك يا بلال كلما اقتربت مني تذكرت تلك الليلة و ..
صمتت وهي تراقب ردة فعل فازدرد لعابه ليتمتم : اعلم واتفهم وسأصبر عليك الى ان تستطيعين تقبلي .
رمشت بعينيها وهمست برقة تعلم جيدا تأثيرها عليه : لست غاضبا .
زفر بقوة وهو يضمها من كتفيها اليه : لا ، بل يكفيني وجودك جنبي يا حبيبتي .
منحته حينها ابتسامة رائقة وهي تتعلق برقبته وتقبل وجنته بعفوية وتهمس بتعمد قاصدة ان ترى ردة فعله عليها : احبك يا بيلي .
واتت ردة فعله اكثر من كافية لتجمد ملامحه وتشتعل حدقتيه بشوق اهلك خلاياه ليغمغم بكلمات لم تفهمها وهو يغادر الغرفة ، تراقبه بدهشة سرعان ما انجلت حينما استمعت الى صوت رشاش المياه المندفع في الداخل ، لتكتم ضحكة قوية داعب حلقها ، وتبتسم بانتصار وقتي اندثر حينما طل عليها بعد كثير من الوقت لينام بجوارها ويضمها الى صدره كما يفعل كل ليلة ويقبل راسها داعيا الله ان لا يحرمه منها كالعادة !!
__ ما بالك اليوم ؟!
نظرت اليه باستفهام فاكمل بهدوء وهو ينظر الى الطريق من امامه : اشعر بك متصلبة على غير عادتك الايام الماضية ، فانت كنت اكثر لينا معي ولكنك منذ البارحة ..
صمت لتعض شفتها بتوتر ليزفر بقوة : هل ازعجتك عندما تماديت معك ؟!
اعتلى الذهول ملامحها لكنها سرعان ما سيطرت عليه وعيناها تومض بقوة لتهمس بخفوت وهي تنظر من زجاج نافذتها : لم انزعج ولكن ..
صمتت قليلا لتهمس بهدوء وهي ترمقه بجنب عينها : لقد تذكرت ..
تحشرج صوتها لتنساب دموعها ببطء فينظر اليه بهلع قبل ان يطلق ضوء الانتظار بسيارته ويتوقف جانبا ، ليحتويها بين ذراعيه ويقبل راسها كثيرا وهو يعتذر بصدق اشبع روحها المتعطشة لاعتذاراته المضنية التي تصدح بصوته يقبل عينيها ويتمتم بتوسل : فقط اغفري لي ، ارجوك يا حبيبتي ، وانا لن ازعجك ثانية هذا وعد مني لك .
قاطعته سريعا : ولكن بهذا الشكل لن نعيش بطبيعية ابدا يا بلال .
نظر اليها بحيرة : لا افهم ، اذا اخبريني ما الذي علي عمله .
ومضت عيناها بضوء مخيف لتسبل اهدابها تخفيه من خلفهما : لابد ان نحاول من الممكن ان اتوقف عن التذكر ذات مرة .
كتم انفاسه وقلبه ينتفض بقوة داخل صدره ليهمس بصوت محشرج : ولكن ..
رفعت نظرها اليه ببراءة لتهز كتفيها : اذا لا تريد ، لا يهم .
__ لا اريد ، رددها بعدم تصديق ليتبع بسرعة – بل اريد بالطبع ولكن ، خائف ان اثقل عليك ذات مرة .
احتضنت وجهه بكفيها : سأتحمل ، وانت الاخر ستتحمل من اجلي ، اليس كذلك يا بيلي ؟!
ثقل لسانه برغبة اجتاحت كل خلية بجسده : من اجلك افعل اي شيء وكل شيء يا حبيبتي .
احنى راسه لينال ثغرها الذي لمع امام عينيه بلون وردي باهت اشعل شوقه الذي يكممه بداخله لتشيح بوجهها قبل ان يقبلها فتحط قبلته على طرف ثغرها كما يحدث دوما ليهمهم وهو يتذوق بشرتها الندية بدموعها المالحة : سأحترق من اجلك اذا اردت .
***
نزلت بخفة على سلالم بيتها للدور الاسفل فهي شعرت بالجوع رغم انها تناولت الفطور منذ ما يقارب الساعتين ولكن شهيتها مفتوحة بطريقة مبهمة بالنسبة لها !!
رغم معاناتها من غثيان صباحي لم تستطع السيطرة عليه ، ولكنه عندما ينتهي تشعر بالجوع ينهكها ، فتتناول كم من الطعام لم تدرك- من قبل انها تستطيع تناوله ،التفتت من حولها وهي تفكر فيما ستعده لتؤكله ليقع بصرها على طبق الفاكهة الكبير والذي اعدته هي صباحا ، لتنسى ان تحمله معها الى غرفتها ، سال لعابها وهي ترمق اصابع الموز الصغيرة المرصوصة في طبق الفاكهة الكبير لتشعر باشتهائها لها ، فتسحب واحدا وتأكله بشراهة تعجبت منها ، فهي لا تفضل الموز كفاكهة ولا حتى كعصير طازج ، رغم ان مذاقه تلك الايام في فمها اكثر من طيب، بل هي تحلم بمذاقه في فمها وتشعر به بحلقها دوما ، جلست فوق طاولة المطبخ – وهي تنسى رغبتها في تناول الطعام - لتضع طبق الفاكهة بين ساقيها وتتناول اصابع الموز من وراء بعضها دون توقف .
بعد قليل اضاءت التلفاز المعلق من امامها بطريقة عصرية تسمح لها بمشاهدته وهي تعد الطعام ، لتتوقف عن الاكل وعيناها تظلم بذكراه حينما هتف لها بمرح : سأضع لك تلفاز هنا لتستطيعي مشاهدته وانت تعدين الطعام .
__ اووه ممتاز ، القتها باستخفاف فضيق عينيه لتهتف بمرح - انا لا استطيع اعداد الطعام اصلا يا ويلي .
زم شفتيه قليلا : حسنا سنستعين بأمي وشقيقتك لتلقينك بعض الوصفات ، ثم يأتي دور التلفاز في تلقينك البعض الاخر تستطيعين مشاهدة قنوات الطبخ الكثيرة والتجربة ، ليجذبها من ساعدها بهدوء مخيف – ام تريدين ان ات لك بطاهيه ؟!
رفعت حاجبيها وهمست بهدوء يماثل نبراته المخيفة : او نستطيع شراء الطعام من الخارج !!
عقد ساعديه امام صدره ليهتف بجدية : انا اريد من زوجتي ان تعد لي الطعام يا تامي ، كما تفعل امي .
تصنعت التفكير لتهمس بمرح : تستطيع ان تذهب الى السوبر ماركت وتأت بواحدة اخرى ضمن مميزاتها صنع الطعام وتكون شبيهه بوالدتك ايضا ، اعتقد ان هناك عروض تحمل تلك المواصفات .
انفرجت اساريره بضحكة ماكرة : اووه هذا اعتراف منك انني استطيع ان اتزوج بأخرى .
جمدت ملامحها لتطبق على مقدمة قميصه وهي تقترب منه كثيرا ، تهمس بخفوت مهددة : ماذا قلت ؟!
ضحك بقوة وهو يشاكسها بتعابيره المضحكة : حسنا انا متمسك بك ولكن مع وعد ان تحاولين ان تعدين بعض الوصفات السهلة.
عضت شفتها السفلية بمقدمة اسنانها بغنج تعمدته لتهمس بمكر : او اعدك بان اطعمك من الكراميل حتى تتخم .
رجف جسده وهو يلعق شفتيه باستجابة فورية الى عرضها لتضحك بقوة حينما ضمها من خصرها اليه : حقا ؟!
جلجلت ضحكتها من حولهما وهي ترقص حاجبيها بمشاكسة ، ليهتف بنزق : توقفي عن اشعالي يا فاطمة في احدى المرات سأنفجر من كثرة الاشتعال !!
تعالت ضحكتها اكثر ليزمجر بغضب ،ويشدها اليه ،يضمها ثم يسكت ضحكاتها بقبلاته المشتعلة والتي حملت لها مدى رغبته وشوقه الشديد اليها .
ارتسمت ابتسامة شجن طلت من حدقتيها اللتين غامتا بألم وهي تلوم نفسها على مزاحها معه بطريقة ادت الى ما حدث بينهما بعد ذلك ، فهي لم تكن تضع اي حدود بينهما ، بل دعته احد المرات مقدمة نفسها له كهدية عيد مولده ولكنه رفض ، خنقتها دموعها وهي تتجمع بحلقها ،تلوم نفسها على انجرافها معه ، فهي لم تكن تقدر قيمة ان يتهورا فيتمما الزفاف في الخفاء، لم تكن تعلم .. لم تكن تدرك ، ومعترفة بانها مخطئة مثلما هو اخطأ، ولكن هناك فرق فان كانت هي اخطأت عن عدم معرفة فهو اخطأ قاصدا ، وكانه كان يتعمد امتلاكها حتى لا يترك لها مفرا اخرا تذهب اليه !!
***
وقف ينظر اليها بجلستها الغريبة وطريقة اكلها الاكثر غرابة ، يعقد حاجبيه وساعديه ويتأملها وهي تلتهم الموز وكأنها عائدة من سفر وجائعة ولم تجد غيره من طعام لتؤكله ، رفع حاجبيه ذهولا وهو يتفحص ملامحها التي انعكست بذكرى لم يستطع ان يتوصل الى ماهيتها ، ثم تلك الابتسامة التي حار في تفسيرها وهي تخفض راسها برقة طفلة اقرت بذنبها فيشعر بان قلبه ينتفض و يصرخ ليجبره بان يذهب اليها ، بعد ان تحاشاها طول الاسبوع الماضي ، حتى لا يجبرها على ما لا تريد ، وخاصة مع تجنبها له هي الاخرى .
ولكنه لم يكن يستطيع ان يصمد في اوقات نومها ، التي كان يخترق فيها عزلتها ، يجلس بجوار فراشها و يتأملها بنظرات متملكة تنام على جانبها الايسر تضع كفيها الصغيرتين تحت وجنتها وتمط شفتيها بطفولية مثيرة ، فلا يستطع ان يمنع نفسه من اقتناص ثغرها بقبلة سريعة وهو يكتم انفاسه خوفا من ان يوقظها ولكن لدهشته تهمهم في نومها العميق الغير معتاد منها، فيعاود الكرة وهو يشعر بقلبه يتخم بقربها ، تتململ فيخمد حركتها وهو يضمها الى صدره مهدئا لتستكين بجانب قلبه وهو يستلقي بجانبها قليلا ، لينهض مقبلا جبينها وهامسا لها متمنيا احلام سعيدة ، ثم يغادر الغرفة قبل ان تستيقظ ليغفى قليلا – قبل ان يطل عليه الصباح - في غرفة منفاه البعيدة عنها !!
رمش بعينيه وهو يشعر بالشوق اليها يذيب اطرافه فهتف دون وعي وهو يدلف داخل محيطها : ماذا تفعلين ؟!
تشنج جسدها بردة فعل تأملها بحدقتين وامضتين بلهفته ليقترب اكثر يقف امام الطاولة ويفرد راحتيه على خشب الطاولة من حولها ليهمس بصوت اجش : ماذا تؤكلين يا تامي ؟!
رفعت حاجبها وعيناها تنبض بحدة : ماذا ترى ؟!
اخفض نظراته الى طبق الفاكهة الموضوع بين ساقيها : ارى انك ستأكلين الطبق الذي فرغ من الموز الذي كان مرصوص بداخله .
خفضت نظرها سريعا الى الطبق الذي امتلا بقشر الموز الذي التهمته لترمش بحرج ثم تهز كتفيها بالا مبالاة : حسنا ، اشتري غيره .
ضحك بخفة ليقترب بجسده اكثر فتبتعد هي للخلف : بل اشتري ارضا وازرعها لك شجر موز حتى تلتهمينه كيفما اردت .
ابتسمت بعصبية : ابتعد عني .
نظر اليها ببراءة افتعلها : لماذا ؟!
__ اريد ان انهض ،هز راسه نافيا - وانا لا اريد .
عقدت حاجبيها لتصيح : اذا ماذا تريد ؟!
همس بخفوت وزفرات مشتعلة : اشتهي الموز .
جمدت تعابيرها لتحمل الطبق وتناوله اياه بغلظة : تستطيع ان تتناول القشر ، او انتقي فاكهة اخرى من امامك .
ابتسم بخفة وهو يضع طبق الفاكهة جانبا ، ليقبض على ساقيها ويسحبها ناحيته ، حاولت التملص ليجبرها ان تجلس من امامه وهو يلصق جسده بحرف الطاولة ، ويثبت فخذيها من حول خصره بقبضتيه فتهمس بعنف : ابتعد .
هز راسه بنفي صارم لينظر الى الموزة المتبقية والتي كانت تتناولها بطريقة اثارت دماءه فيقترب براسه : اشعر بالجوع .
ارتجفت بين يديه لتتمتم باسمه في غضب فيرفع عينيه اليها ويهمس بنبرة خافتة : هلا اطعمتني ؟!
ابتسمت بمكر : بالطبع .
تهلل وجهه بشوق وهو يقترب من راسها بوجهه ، يميل بجسديهما الى الخلف ، ويهم بتقبيل شفتيها لتبتعد بعد ان قارب على امتلاك ثغرها وهي تحشر موزتها بفمه دفعة واحدة وتدفعه بقوة في صدره ، اذهله تصرفها لتاتي دفعتها قوية كما لم يعتاد من قبل فيتأرجح جسده الى الخلف قليلا لتقفز واقفة وهي تبتعد عنه ، تشمخ براسها لتهتف بنزق : اخبرتك ان تبتعد عني يا ابن الوزير .
اكمل تناول موزتها بشغف زاد من غضبها وهو يضحك بتسلية ليهمس بغيظ : الموز طعمه اجمل من ..
صمت و ابتسامته الماكرة تضوي ببهاء انار ملامحه ،اتسعت عيناها بصدمة وغضب احرق حواف حدقتيها لتزمجر وهي تغادر المكان بأكمله : وقح .
ضحك بقوة وهو يرمي قشرة الموز بسلة المهملات قبل ان يصيح بصوت عال : استعدي فعائلتينا قدامتان لتهنئتنا بمرور اسبوع على الزواج .
استمع الى صفعة الباب القوية - ردا عليه ، قبل ان تفتح باب الغرفة من جديد وتصرخ بغضب : فلتستقبلهما بمفردك يا ابن الوزير .
ابتسم باتساع وهو يستمع الى صوت الصفعة الاخرى لباب الغرفة ليتمتم : مسكين ايها الباب ، وقعت بيد من لا ترحم .
تنهد بقوة وهو يداعب هاتفه قليلا قبل ان يضعه على اذنه يستمع الى الترحيب الشديد من الاخر ليتبادل بعض الجمل بينهما قبل ان يكح بخفوت ويهمس : اريد ان اطلب منك شيئا يا فنان .
صمت قليلا قبل ان يتبع بتسلية : اريد موزا .
***

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-01-17, 10:58 PM   المشاركة رقم: 1218
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 26

 
دعوه لزيارة موضوعي

مسحت فمها بطريقة مهذبة فيبتسم لتساله : علام تبتسم ؟!
اتسعت ابتسامته ليحدثها بلغته الاقرب الى قلبه فتعبس بعدم فهم ليترجم الى الإنجليزية : انت مبهره حتى في طريقة تناولك للطعام .
توردت وجنتاها وهي تخفض عينيها بخفر ، تحتضن كوب قوتها بكفيها وتنظر الى لونه المعتم لتتسع عيناها بمفاجأة وهي تنظر الى اللون الابيض يتسلل اليه بخفة ، عن طريق اللبن الذي سكبه بكوبها في هدوء - فيغير من لونه البني الغامق الى لون افتح ثم افتح ليصبح درجة مائلة ما بين البني والسمني فترفع نظرها اليه بتساؤل فينطق بجدية : لا تشربي قهوتك دون لبن يا ايني ، انه ضار عليك .
ابتسمت رغم عنها لتمتم : انا افضله دون لبن او سكر .
امتعض وشكل منخاره باستنكار : تأذين جسدك يا عزيزتي ، كم كوبا تتناولين بهذه الطريقة ؟!
__ الكثير ، القتها بشرود وهي تترك كوب القهوة من بين يديها فيحتضن كفها الملقاة بإهمال فوق الطاولة ليهمس بخفوت :اعتادي على طريقتي ستفضلينها مع مرور الايام .
نظرت الى كفه الكبير الذي يحتوي كفها الصغيرة لترفع نظرها اليه في رفض صارم فيبتسم بخجل : المعذرة ولكني اتعجب في بعض الاحيان من شرقيتك في تلك الامور يا ايني ، رغم انفتاحك في بعض الامور الاخرى .
اثرت الصمت ليكمل : انت صلبة .. عنيدة .. جامحة يا ايني ، ولكن هناك بعض الامور ان لم تختاري الوسيطة بها ستُكسرين ، وانا اخشى ان اراك يوما تكسري بسبب تصلبك .
اكمل بهدوء : اعتادي ان تشربي قهوتك بلبن ، لتري ان هناك لونا وسطي بين الاسود والابيض ، من الممكن ان تتخذيه بديلا اذا لم يكن لونك المفضل بصراحته نافعا .
رفعت نظرها اليه لتهمس : انا ادين لك باعتذار .
ابتسم برقة : وانا لا اريده ، فانت لم يكن لك دخل بمشاعري تجاهك ، صمت قليلا وهو يخفض عينيه ليتبع بهدوء – لم يكن لك دخل بانك مبهرة ، اما انا فغبي انبهرت وانجذبت وكنت كفيفا فلم ارى نظراتك الولهة باخر ، كان ايضا منجذبا الى هالتك القوية ولكن كلا منا لم يعشقك كم يجب .
جمدت ملامحها لوهلة قبل ان تهمس : كان انجذابا وانتهى .
__ حقا ؟! سألها بهدوء وهو يحاول ان ينظر الى عمق حدقيتها فهمست – ماذا تريد يا خان ؟!
__ امير . صحح بصرامة فضحكت بخفة لتردد اسمه بطريقته فيبتسم رغما عنه ويؤثر الصمت قليلا قبل ان يسالها وهو يضع عينيه بعينيها : حقا كان انجذابا فقط ؟!
أومأت براسها في ايجاب صارم ليتبع متسائلا : اين ذهبت لمعة عينيك اذا ؟!
رفعت نظرها اليه ترمقه بحدة ليتمتم بهدوء : نعم انت كما انت ، بهالتك الجذابة الخاطفة للأبصار ، بضحكتك المتسعة ومرحك المغري ، شقاوتك المحببة وجديتك الصارمة ولكن ذاك البؤبؤ الابيض الصاف الذي كان يومض بقلب حدقتيك لم يعد هناك ..اختفى .. ذهب ولم يعد .
اقترب من الطاولة التي تنتصف مكانيهما ليكتنف كفيها هذه المرة براحتيه ويهمس بجدية : هناك شيئا – ما – بك تبدل ، فاعترفي به وجاهري بينك وبين نفسك ، حتى تستطيعين الخلاص من اثر تلك التجربة التي اثرت بك تأثيرا قويا .
شدت على كفيه بأصابيعها في امتنان ليهمس بجدية : ولكن قبل كل هذا ، اسالي نفسك ، هل اذا عاد اليك ستقبلين به ؟!
__ لا ، نطقتها بقوة وجدية وصرامة شكلت ملامحها لتتسع ابتسامته والفخر يقفز من حدقتيه - جامحة يا ايني ولن تتغيري .
ضحكت لتهمس بجدية افتعلتها : اترك يدي .
قهقه ضاحكا وهو يترك يديها قبل ان يسالها : ستحضرين اليوم، اليس كذلك ؟!
نطقت بمرح : وهل استطيع الا افعل ؟!
__ ستؤدين احدى اغانيك ،اليس كذلك ؟!
ابتسمت برقة : اتفقت مع المنظم على هذا .
تحدث بصدق : اتمنى ان يعجبك الحفل فهي اخر حفلاتي لهذا الموسم .
ابتسمت برقة : ولكنه ليس اخر موسم .
ابتسم وهو يشيح بعينيه بعيدا لتهتف بعدم تصديق : لا تخبرني انك ستغادر .
ابتسم باتساع : لقد انهيت دراستي ، انسيت اني اكبرك بعام كامل يا ايني ولولا اعتذاري عن امتحانات النصف الدراسي الماضي لكنت تخرجت العام الماضي
تهدلت كتفيها بحزن الم بها : ستعود الى بلدك .
أومأ براسه ايجابا : نعم سأعود الى الهند لأرى عائلتي اقضي معهم بعض الوقت ثم استقر بدبي ، فهناك عرض عمل مجزي معروض علي .
ابتسمت بفرح : مبارك يا خ.. صمتت لتصحح لنفسها – يا امير .
__ جود جيرل ، القاها بضحكة رائقة ليتبع – اتمنى ان تزورينني بالهند وبدبي ايضا ، ولكني بالفعل ادعوك للقدوم الى الهند فانا سأكون بها الى انتهاء فصل الصيف ، وهذا وقت طويل انهي عامك الدراسي وتعالي ، ستسعدين هناك كثيرا .
القى اخر كلماته بلغته الام لتضحك هم بالتصحيح لتوقفه بإشارة من يدها: لقد فهمت تلك الجملة ، حركت راسها كم يفعل دوما حينما يكون سعيدا – فلدي معلم ممتاز .
ضحك بمرح خيم عليهما لينهض واقفا يحمل اشياءه ويشير اليها بان تتقدمه : النساء اولا
اومات براسها وهي تسير بجواره فابتسم بمكر ليرتعد جسدها بنفضة خفيفة فسال باهتمام حقيقي : تشعرين بالبرد اليس كذلك ؟!
دعكت اعلى ذراعيها بكفيها لتمتم بتبرم : لقد نسيت سترتي في السيارة .
خلع سترته القطنية الواسعة والذي يرتديها فوق ملابسه الرياضية ليضعها فوق كتفيها بشهامة لترفع راسها الذي لم يتعد كتفه وتنظر اليه لتمتم بخفوت : لو كنت انتبهت اليك من قبل .
ضيق عينيه وهو يحنو راسه قليلا فاقترب منها كثيرا : ماذا كنت ستفعلين ؟!
رمشت بعينيها في براءة لتهمس بضحكة رائقة شعت من عينيها : كنت سأسقط في غرام اخوتك كما يبدو .
مط شفتيه بحركة طفولية قصدها وهز راسه بحركة حزينة افتعلها : اذا لا امل لي .
هزت راسها بنفس الطريقة وهي تلوي شفتيه بطفولية مقلده اياه : ولا فرصة
انفجرا ضاحكين ليسيرا بجانب بعضهما كصديقين ولكن بمظهر لم يحمل اي معاني الاخوة التي تشع من بينهما !!
***

لسه فاكر قلبى يديلك امان .. ولا فاكر كلمه هتعيد اللى كان
ولا نظره توصل الشوق والحنان .. لسه فاكر كان زمان كان زمان
لسه فاكر كان زمان كان زمان

توقفت عم كانت تعده بمطبخ والدها وصوت سيدة الشرق يصدح من حولها ، جراء الراديو الذي ادارته منذ قليل ، ليصفع عقلها كلمات الاغنية التي تصف حالها معه ، فمنذ عادا الى البلدة و اخذها مباشرة الى بيت عائلته ، فاحتفت والدته بهما بل كادت ان يغمى عليها فرحا وهو يخبرها عن حملها ، بابتسامة سعيدة حقيقية زينت ملامحه وهو يقربها اليه قاصدا متعمدا ، يقبل جبينها ويتمتم ردا على سؤال احد الصغار : كل ما يأت من الله خير فقط يكفيني وجود منون بجواري .
حينها توردت وجنتيها بخجل وهي تخفض بصرها فترد والدته ضاحكة : ابتعد عنها يا ولد ولا تنس اننا من حولك.
رد بمرح على والدته وهو يرقص حاجبه بمشاغبة : قولي انك تغارين يا مُنّيتّي .
ضحكت والدته بخجل : لا والله بل اشفقت على زوجتك التي ستفقد وعيها من كثرة خجلها .
ابتسم والتفت اليها من جديد آثر الصمت ، فتتابع والدته : هيا اصحبها الى الاعلى لترتاح من عبء السفر
وحين همت بالرد انها ستذهب الى والدها كان هو الاسبق واخبر والدته بانهما سيمكثان عندهم هذا الاسبوع الذي اخذه اجازة لرعاية زوجته والبقاء بجوارها
تغضن جبينها بانزعاج وقالت بحدة : كنت اريد البقاء لدى والدي
نظرت اليها والدته بذهول ليتمتم هو بهدوء : لا يوجد هناك من سيهتم بك ولكن هنا يوجد الكثيرون يا منة .
اتبع وهو ينظر الى والدته : اليس كذلك يا امي ؟!
هتفت والدته بحفاوة : بالطبع يا بني ، منة كمديحة بالضبط وانا سارعاها واهتم بها ، صمتت والدته قليلا لتسال برقة – الا تريدين المكوث معي يا منة ؟!
رمشت بعينيها : بالطبع لا يا خالتي ولكن كنت اريد الاطمئنان على صحة والدي .
__سيذهب بك ماهر اليه بالطبع ، ولكن ان تمكثي هناك وتقومين بواجبات المنزل هذا شاق عليك في اول حملك ، اقتربت منها لتربت على كتفها بحنو – الا تضعيني بمقام والدتك وتتركيني ارعاك كما كانت ستفعل هي ؟!
__ لم اقل هذا يا خالتي ، ردت بتلعثم ووجنتيها تتقدان بقوة فابتسمت حماتها وربتت على وجنتها بأمومية – حسنا ظلي بجواري فانت غالية والآتي اغلى من ماهر نفسه فقط دعيني ارعاك يا بنيتي .
وتحت نظرات عائلته المترقبة وافقت الى ان اتت في اخر المطاف الى بيت والدها فموعد عودته الى العمل حان وهي بررت مغادرتها بيت اسرته بان ترعى والدها في تلك الفترة التي ستقضيها في البلدة ، وغادرت رغم عدم موافقة والدته الا على مضض ولكنه ازرها تلك المرة وهو يهمس لوالدته ان تتركها على راحتها ، فهو سياتي لها بمن يعاونها في شئون المنزل طالما تواجدت في البلدة ، لا تنكر دهشتها لأنه وقف بجوارها امام سيل عتاب والدته الكاسح ولكن لم لا يفعل ؟!
فهو يحاول جاهدا ان يعيد الامور بينهما الى ما كانت عليه ، فطوال الاسبوع الماضي جاورها .. حاول تدليلها .. مصالحتها .. وبعض الاحيان مشاكستها لعله يستطع ان يهدم هذا الحائط الذي بنته بينهما ولكنه لم يستطع ، حتى محاولته في ضمها الى صدره كل ليلة باءت بالفشل وهي تدفعه بعيدا عنها و تنهره بصرامة ان يلمسها كان يلم به الحزن وتتهدل كتفيه بهزيمة وهو يبتعد بالفعل لآخر الفراش، ينام على جانبه يعطيها ظهره ويلتزم بتلك النومة ولا يتحرك ابدا ، كانت تظل تراقبه الى ان يغفى النوم عينيها وهي تنظر اليه ويأكلها شوقها بان تعيده الى احضانها ولكن كرامتها تأبى ان تسامحه فمن تردد في الافصاح عن هويتها امام اخرى كان يريدها –حتى لو فيما مضى – لا يستحق الغفران !!
عادت الى عملها برتابة وهي تردد مع صوت ام كلثوم
انهارده الحب والشوق والحنان .. لما تسألنى اقولك كان زمان
لسه فاكر كان زمان كان زمان
لسه فاكر – ام كلثوم
زم شفتيه بضيق ازداد مع غنائها مع تلك الاغنية التي تصدح بقوة صوت المطربة العريقة والتي اتت لتزيد من هوة الجرح بينهما ، وكانه ينقصه اغاني ام كلثوم التي باتت تشكل ركنا هاما في حياتهما سويا ، يشعر بالغضب يجري بأوردته مجرى الدماء وهو يسمع الى نبرتها الشجية حزينة وهي تدندن بألم– متأكدا – انه الم بملامحها رغم عدم رؤيته لها !!
ولكن أيحتاج هو ان ينظر لها ليشعر بآلام قلبها او جراح روحها؟! لا ، هو لا يحتاج ، فهو اكثر من يعلم مدى جرحها منه، مدى الم قلبها ونزيف روحها . فقط لو تترك له فرصة يبرر فيها خطئه .. يعلن فيها ندمه .. يقبل جفنيها متوسلا .. يلثم كفيها معتذرا ، ويهوى ساقطا امامها متذللا .
نهض واقفا ليقترب من مكانها ، فينظر اليها بحنين ، الى جسدها الذي ازدادا هزالا ، وكتفيها المنحنيتين الما ، وعنقها الملتوي حزنا ، كفيها مغموستان ببقايا طماطم تعصرها على طريقة والدته القديمة ، ناسية ان هناك خلاط كهربائي يستطيع فعل ما ترهق جسدها به في ضغطتين متتاليتين ، ولكنها تأبى ان تستعين باي من الاشياء التي تسهل عليها حياتها ، بل هي تتفنن في ارهاق جسدها وكأنها بتلك الطريقة تمنع عقلها من الابحار في افكارها المتلاطمة .
اقترب بهدوء ليقف وراءها يلصق جسدها بجسده ويحيطها بذراعيه يقبض كفيه على ساعديها ويهمس بلطف : توقفي عن ارهاق نفسك .
انتفض جسدها ليشعر بدمعتها الساخنة تمر ببطء فوق وجنتها لتهمس بصوت صلب : اتركني .
سحب نفسا عميقا مستنشقا رائحتها الغائبة عنه : لن افعل .
قبل جانب وجهها برقة : بالله عليك توقفي عن ازهاق روحي بم تفعلينه الان .
رددت بسخرية : ازهاق روحك .
قبل جانب عنقها : نعم ، هل توقفتِ عن الشعور بي ؟!
رفعت راسها ليعم الصمت قليلا قبل ان تهمس بوجع : نعم ، توقفت ، توقفت عن الشعور باي شيء سواي ، انا الاجدر بان اشعر .. احزن .. ابكي .. واقهر عليها ، انا وفقط يا ابن العم .
ازدرد لعابه ليضمها اليه ، يثني ذراعيها ويحتويها بين جنبات صدره ،يدفنها بداخله ويهمس وهو يلصق وجهه بوجنتها : اذا اتركي لي فرصة ان اشعر انا بك ، بحزنك .. وقهرك ، ابكي على صدري ، وحمليني همك ، وانا سأتحمل ، اقسم لك بالله سأتحمل كل ما ستفعلينه بي سأتحمل ، لن اتململ .. لن اعترض .. ولن اسخط ، فقط سأتحمل وانا راض .
استكانت في صدره لدقائق قبل ان تهمس بهدوء : اتركني وارحل الى عملك ، اريد فسحة من الوقت لا تكون جاثم بها فوق انفاسي ، لا اراك بها فأتذكر ..
صمتت وهي تغمض عينيها فشعر بنزول دموعها من جديد ، فقبل اعلى راسها وهمس بجان ب اذنها : حسنا سأتركك لبعض الوقت ولكني سأعود ،فقط لا تعتادي الغياب .
ارتجف جسدها برعدة برد قاسية شعرت بها حينما تركها ليسالها برجاء : الن تودعيني قبل سفري ؟!
تمتمت بخفوت : مع السلامة .
صمت قليلا ليهمس : فقط عديني ان تتوقفي عن ارهاق نفسك .
صممت ولم تجيب ليزفر بقوة وهو يخطو الى الخارج ، فتتماسك وتصمم على عدم النظر اليه او مراقبته يغادر وهي تودعه بدموع قلبها الخائن الذي لازال ينبض له !!
***

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-01-17, 11:00 PM   المشاركة رقم: 1219
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 26

 
دعوه لزيارة موضوعي

وضع فنجان قهوته من بين يديه ، ليعود الجلوس بطريقته الاريحية ، يضع ساقا فوق اخرى وينظر اليها ، يتأمل القلق المرسوم على ملامحها ليهمس لها محاولا ان يبدل مزاجها المتوتر : كيف حالها ؟!
عبست بتعجب لتزفر بقوة وتهمس : انها بخير ، او هذا ما تخبرني به ولكني ..
صمتت ليكمل هو بهدوء وهو يقترب ليجلس بجوارها : متوترة .. ضائقة .. وغاضبة .
رفعت نظرها اليه وامات براسها ايجابا ليربت على كتفها : ليس من السهل ان تعايشي الامر ثانية ، وكانه معاناة حية ترينها مجسدة امامك من جديد .
فرت الدماء من وجهها لتهمس بصوت ابح : ليس هذا فقط ما اشعر به ، بل ان غضبي الان يفوق غضبي في الماضي يا مالك .
اكتنف كفها بين راحتيه ليقبله برقة فتربت على راسه بأمومة ليتحدث بنبرة أجشه : اعلم يا ماهي ، اعلم .
زفر بقوة : انت لم تتخيلين في اعتى كوابيسك بعد كل هذا الزمن يأتي حاتم ليثبت لك بانه ابن ابيه ، رغم انه لم يحيا مع هذا الاب ولم يره الا لماما ، لم يحتك به ولم يعاشره ولم يقلد تصرفاته ، ولكنه يدهشك بتلك الجينات التي دفعته لنفس الفعل وبنفس الطريقة .
رمشت بعينيها : اتعلم عندما افكر بالأمر ، ارى ان كامل حينها كان معذورا .
عبس بريبة وهو يتأملها باستفهام ليهتف بحدة : لا يمكن لا استطيع تصديقك ، انت تدافعين عنه – من جديد - يا ماهي !!
__ لا ادافع عنه ، نطقت بجدية لتتبع – ولكني اقر بان كان لديه اسبابه يا مالك ، اسبابا جوهرية لا نستطيع ان نزيحها من المعادلة التي انتجت تصرفاته التي كانت غير منطقية آنذاك الوقت
رمقها بضيق فتابعت بمهادنة : فقط استمع لي .
_ وهل املك الا استمع ، تفضلي كلي اذان صاغية .
__ تأدب يا ولد .
ابتسم وهو يؤثر الصمت لتتحدث بعد قليل وكأنها تستجمع شتات افكارها : لو حللنا الامرين بحيادية ، دون ان اكون طرفا في اي منهما ، سنجد ان كامل كان رجلا تعيسا مع زوجته ، فهي كانت شبه مجنونة ، تهوى العناد معه
ضيق عينيه بحدة فأكملت بسرعة : وهذا نقلا عن يحيى ايضا ليس حديث كامل فقط ، المرأة كانت غير طبيعية يا مالك فتوقف عن تضييق عينيك لي وكأنك ستلتهمني بعد قليل .
ضحك بخفة لتزفر : وفي وسط ضيقه من زواجه الفاشل من امرأة فاقدة العقل وطفل لا يستطيع تنشئته كما يحب ، قابل اخرى واحبها .
تمتم باسمها في حدة لتتدارك قولها بهدوء : حسنا ، اعجب بها .
__اشتهها يا ماهي ، هذا ادق وصف لما كان يكنه كامل بك لتلك المرأة التي انجذب اليها .
ارتعش فكها لترفع راسها بكبرياء : حسنا ، بغض النظر عن شعوره اتجاهها ، فهو تزوجها .
__ عرفيا ، نطقها مالك بجمود – لا تنسي هذا قط ، بانه تزوجها عرفيا ، لم يحاول ان يتنازل عن حياته مع تلك السيدة فاقدة الاهلية ولا ان يترك حياته التعيسة لأجلها ، فأخذها خليلة تحت اطار شرعي ، حتى لا يحاسب امام رب العالمين بانه ارتكب احد الكبائر ، فهو يهتم بتدينه !!
احتقنت اذنيها بقوة لتتبع بصلابة : نعم هو ارتكب خطئا ولكن كان لديه حياة قائمة بالفعل فلم يستطع ان يتنازل عنها.
__ بل كان اجبن من ان يحارب لأجل تلك الفتاة التي انجذب لها ، كان اضعف من ان يترك كل شيء لأجلها ، كان اسوء من ان يختارها ويترك حلما خطط له منذ بداية زواجه بتلك المرأة فاقدة الاهلية .
صمتت والدموع تتجمع بعينيها لتنطق بصوت خنق من قسوته : ولكن كان لديه اسبابه .
سقطت دمعة واحدة فوق وجنتها لتهمس بصوت ابح : اما ابني من ربيته وكبرته ليس لديه سببا واحدا ليتزوج عرفيا من فتاة – فعليا - تعشق تراب قديمة .
اسبل اهدابه قليلا قبل ان يهتف بجدية : بل لديه سببا قويا ، اقوى من اسباب كامل باشا كلها.
عبست بتعجب فاكمل : طفلك كان يحتاج الى وطن ، وهي كانت له بيتا .. وطنا .. عالما ، هو فقط خانه تفكيره ، وعاكسته الظروف ، وتملكه التسرع فأخطأ بطريقة لا تغتفر وحينما استقرت اموره ، ظهر له كابوسه الاكبر في اعادة انتاج حكاية كرهها على مر الزمن وهو يشاهدها يوميا ، تعرض امامه مع كل وجبة طعام يتناولها ، ولكن تلك المرة كان هو بطلها ، فعفويا كرر تصرفات من يمثل دوره ، دون الرجوع الى عقله او فطرته.
اعتلى التفكير ملامحها ليكمل بضيق : استمع الى حديث ابيه ، واخذ برايه ، ابيه الذي لم يضع قرابة الفتاة لابن صديقه ، ولم يراع العشرة بينك وبين السيدة التي راعت طفله طوال السنوات الماضية ، لم يراع شيئا سوى اسمه وسمعته ، كما الماضي بالضبط يا ماهي .
اعتدل بجلسته لينظر اليها بقسوة : لولا وقوف يحيى هذه المرة ايضا ، وتهديد امير الصريح ، وامانة ولدك في توثيق عقد الزواج بينه وبين سارة ، لكان اهدر كرامتها وكسر عنفوانها ، وأهانها كما فعل معك في الماضي .
تساقطت دموعها بصمت وهي تنظر اليه بألم شرخ روحه ولكنه اكمل حديثه بهدوء لعله يستطيع ان يوقظها من هذا الحلم الذي لازالت تحيا على ذكراه : وهذا ما يغضبك .. يقهرك .. يضيمك ، انك اكتشفت انه لم يكن لديه اسبابا على الاطلاق ، بانك اكتشفت من احببته ولازلت تحبينه ، لم يكن لديه سببا في انه يتنازل عنك ويبيعك دون ثمنا انت وابنك ، بانك اكتشفت انه لم يحبك قط ، بل هو اشتهاك كإمراه جميلة جذابة اراد امتلاكها لبعض من الوقت وحينما وضعت هي وطفله بكفة امام عالمه ومستقبله ، تنازل عنها على الفور دون ان يرمش بجفنيه .
كتمت شهقة بكاء حادة انتابتها ليقفز واقفا يهرع اليها يحتويها بين احضانه ، يضمها الى صدره بقوة ، ويربت على راسها بحنو ليغمغم بحنان : ابكي يا ماهي ، حان الان وقت سقوط دموعك الغالية التي اختزنتها طويلا بداخلك .
انفجرت في بكاء حاد لتتجمد ملامحه ويهمس بدعم : ابكي وكلما حن قلبك تذكري فقط انه لم يحبك قط ، وتوقفي عن هذا الحب الذى احياك بداخل محرابه سنين عمرك بأكمله .
تمسكت بكتفه وهي تدفن راسها في صدره تشهق ببكاء الم بكل حواسها فأفضى بفيضان غمر ملامحها ، ربت على ظهرها وهو يحاول ان يهدأها لينتبه الى تلك الواقفة من امامه تنظر اليه بهلع وتساله بنظراتها في صمت عن سبب بكاء حماتها !!
رمشت بعينيها لتساله بخفوت : ماذا حدث ؟! ما بالها ؟!
اصفرت وجنتيها : هل حاتم بخير ؟!
ابتسم وهو ينظر الى لهفة عيناها توتر جسدها وعلو انفاسها قلقا على ابن خالته : انه بخير ، انا فقط كنت غليظا مع ماهي قليلا ، قبل راس ماهي بحنو – انا اسف يا حبيبتي .
هزت ماهي راسها بحركة غير مفهومة لتتحاشى النظر الى سارة التي وقفت منتظرة ان تفهم منها سبب بكائها ولكنها تخطها واتجهت الى الداخل ، فهمت بان تتبعها ليوقفها مالك بإشارة من يده : اتركيها يا سارة ، فهي تحتاج لوقت تقضيه بمفردها .
صمتت قليلا لتساله بجدية : هل هي تبكي لأجلي من جديد ؟!
عقد حاجبيه بعدم فهم لتهمس بخفوت : انها تبكي لأجلي كثيرا وخاصة بعدما تشاجرنا انا وحاتم وكنت اريد ان اغادر البيت ،
نهض واقفا ليرمقها بانتباه : هلا سمحت وقصصت لي ما حدث بالضبط ؟!
اومات براسها ايجابا فاتبع برقة : اجلسي حتى لا تتعبين من الوقوف .
نظرت اليه وابتسمت بامتنان : انت مختلف عن حاتم كليا .
تنهد بقوة : انا في مقام اخو حاتم الاكبر ، فهو قد اتى الى الدنيا وانا اكاد اتم عشر سنواتي الاولى ، ليتوفيا والديّ وانا في اول سنواتي الجامعية ، لتعتني بي ماهي ، لم نفترق كثيرا ولكن حاتم متحفظ في مشاعره ، متخبط في اسلوبه ، و جامح في عنده ، وغيور بطريقة مريبة ، فهو يرتاب من وجودي بجوار والدته ولا يستطيع الى الان مغفرة صداقتي لماهي ، وخاصة في عز ازمتها مع والده ، لم يستطع ان يدرك باني كنت عونا وسندا لا يستطيع هو تقديمه لها فانا كنت شابا في مقتبل عمري وهو طفلا صغيرا يجهل الكثير من امور الكبار .
صمت قليلا ليهمس بجدية : حاتم طفل قُهر في سنواته الاولى ونشا على مشاجرات كثيرة بين ابويه ، ورغم عدم فهمه لما كان يتفوه به الكبار الا انه عندما بلغ اشده ادرك جيدا ان سنواته الاولى كان طفل دون نسب ، الى ان اقر له والده نسبه حينما بلغ سن المدرسة ،
اتسعت عيناها بصدمة مزجت بذهولها ليتبع هو دون ان تسال : كان السب في هذا يحيى بالمناسبة ، هذا الطفل الذي نشا رجلا في ظل ابوين لا يستطيعان تربية فار صغير ،كبر هو قويا .. عادلا .. فارسا ، في زمن انتهى به الفرسان .
__ وانت ؟!
شرد قليلا : انا طفل طبيعي ، تربيت وسط والدين يعشقان بعضهما، اب محامي يدافع عن حقوق المظلومين وام صحفية تجاهر بقول الحق على الملا ،
تحشرج صوته بهزيمة : شنا حملة ضخمة على كامل بك ولكنهما توقفا في النهاية فكانت الضغوط اكبر منهما ، وكان نفوذ حمى والد حاتم اكبر واعتى من صحفية ومحام متوسطين الحال، رغم ان عائلة والدي من العائلات المرموقة اجتماعا ، وعائلة ماهي ايضا فجدي رحمة الله عليه كان ملحنا وصاحب فرقة موسيقية ،كل هذا الى جانب شهرة ماهي وموهبتها لم يجدي نفعا ، و لم يكن له وزن امام ثِقَلّ كامل باشا .
اخفضت راسها وهي تشعر بالمرارة التي حملتها حروفه ليبتسم بحنو : هيا اخبريني عم حدث ؟!
بللت شفتيها بتوتر لتهمس بصوت ابح : ليلة زفاف نسيبك .
ضيق عينيه ليهتف متسائلا : ليلة زفاف وائل ؟!
اومات براسها ايجابا لتتابع : اصر ان يبيت هنا ، بعد ان كان رافضا ، لترحب ماهي وتحتفي به ، ورغم تحفظي على وجوده الا اني استجبت لماهي عندما اخبرتني ان اتغاضى عم حدث بيننا ونحاول ان نبدأ من جديد .
تحاشى النظر اليها حتى لا يزيد من حرجها وخاصة عندما توردت وجنتيها بخجل دفع الابتسامة لشفتيه لتصمت قليلا قبل ان تهمس بصوت خافت : كانت امسية جيدة ، تناولنا الطعام الذي اعدته ماهي ثم تركتنا لتنام ، تحدثنا قليلا ليكرر حديثه من جديد عن اجهاض لطفل ، فتشاجرت معه بقوة ، اصواتنا اخرجت ماهي من غرفتها لتدعم موقفي بالكامل فيصيح بي وبها لتطرده ماهي من جديد ، ومن حينها لا اعرف عنه شيئا ولكنها تبكي كل ليلة قهرا علي ، فانا اشعر بها ،
نظرت اليه وعيناها تفيض عذابا : ورغم انتهاء امتحاناتي الا اني لا استطيع ان اتركها واغادر ، لم اعود الى والدتي لأني اشعر بالذنب تجاهها وبالألفة تجذبني لها .
تمتم من بين فكيه : الغبي .
رمشت بعينيها وهي تنظر له باستفهام فقال بجدية : سيعود لا تقلقي ولا تشغلي راسك بماهي فهي اقوى مما تتخيلين .
هزت راسها وهي تبتسم بتوتر فاكمل : اتعلمين انك تشبهينها ؟!
عبست بتعجب ليتبع : ليس شكلا ولكن روحك تشبهها لدرجة كبيرة ، اعتقد ان هذا ما جذب حاتم لك بالأساس فهو يعشق والدته رغم انكاره !!
رفعت حاجبيها بذهول لتمتم : لم اشعر بهذا الامر .
تنهد بقوة : انه ثور كبير ينكر مشاعره خوفا من ان تقيديه بها ، فكوني اكثر حرصا معه والاهم ان تحكمي لجامه جيدا .
ضحكت برقة لينظر اليها قليلا: اسمعي يا سارة لدي عرضا لك .
نظرت اليه بانتباه فاكمل : لقد اتيت اليوم من اجل هذا في الاساس ، الم تكوني راغبة في الغناء ؟!
اثرت الصمت وهي تنظر اليه باستفهام وهو يتبع : شركة الانتاج التي اعمل بها ، ستنتج البوما غنائيا يضم العديد من المواهب الجديدة وان اريد ان ارشحك لتغني بذاك الالبوم .
ابتسمت بسخرية : اذكر انك رفضت صوتي من قبل .
__ لا انكر هذا ، وكنت محقا حينها ، فانت كنت كمادة خام لم تصقل ولم تصنع .
عبست بتعجب : والان ؟!
نظر اليها بجدية : اعتقد ان المحنة والتجربة صقلا موهبتك وزادتك نضجا سيظهر جليا في صوته
اخفضت راسها قليلا : تفعل هذا من اجل حاتم ؟!
ابتسم باتساع : لا طبعا ، فحاتم الذي اعرفه سيحارب وجودك على الساحة بكل ما اوتي من قوة .
التفتت اليه بدهشة فاكمل : حاتم يريد الاستئثار بك يا سارة ومن يريد ان يملك احدا لا يتيح له مجالا ان يكون نجما مشهورا ، بل يحتجزه بجانبه ويمنع عنه ضوء الشمس الا بأذنه .
تهدلت كتفيها بهزيمة وهي تلوم نفسها على عدم رؤية حقيقته لتساله بصوت ابح : اذا من اجل ايني ؟!
ضحك ليهز راسه بنفي : لا ، بل لأجلك انت يا سارة ، انت تستحقين دعمي الكامل لك الان ، انت تستحقين ان اساعدك لتوفير حياة لك ولطفلك الذي سياتي الى العالم دون وجود سند له ، انا ادعمك لأنك تستحقين ان ادفعك الى اول السلم واتركك تصعدين على مهل ، انا اقدم لك الدعم الذي وجب علي ان افعله مع زوجة اخي ، ولسببا اخرا ايضا .
رفعت نظرها اليه : من اراها اليوم ليس تلك الفتاة الرقيقة التي دخلت الى مكتبي تتخبط السنة الماضية ، فتاة اتت تختفي بكتف ايناس سليم ، لم تعودي تلك الفتاة معدومة الهالة ، بل بدأت هالتك بان تتكاثف وتصنع لها مدارا خاصا ، ليس مقترنا بوجود ايناس او مشتبك بمدار حاتم ، اصبح لك فلكا خاصا بك يعلن عن وجودك ، فقط بعض العمل وستكونين نجمة في سماء العُلا .
ابتسم بهدوء : لا اخبرك بانك ستكونين كإيناس مثلا ، فإيناس تحمل تفردا خاصا بها ، ولكنك ستصنعين اسما خاصا بك وستحتلين مرتبة تخصك بمفردك .
داعب الامل روحها لتهمس بتشتت : ولكن طفلي .
نظر اليها بجدية : هل تريدين صنع حاتم اخر ؟!!
__ لا ، اجابته قاطعة ليبتسم بثقة – اذا لا تسيرين على خطوات حماتك المصون ، اصنعي طريقك بنفسك .
زاغت حدقتيها بتردد ليخرج لها بطاقته : انا منتج هذا عملي وهذه بطاقتي فكري جيدا وسأنتظر مكالمتك سواء بالإيجاب او الرفض .
ارتعشت كفها التي تمسكت ببطاقته وكفها الاخر يفرد فوق بطنها المسطحة لتنظر اليه بحيرة حسم امرها وهو يبتسم لها مطمئنا لينهض واقفا ويهمس : سأنتظرك ،اومات براسها في تفهم ليسالها وهي تسير برفقته الى باب الشقة - الن تأت اليوم للحفل؟
زفرت بقوة وهزت راسها نافية ليقول : لا تتركي فرصة الا وتعلني فيها زواجكما يا سارة ، هذا افضل لك وللطفل .
هزت كتفيها بتردد : سأفكر واقرر وابلغك بقراري .
__ على راحتك يا صغيرة ، الى اللقاء ، ابلغي تحياتي لماهي .
__ يصل بإذن الله ، ودعته لتغلق باب الشقة وتنظر الى بطاقته وهي تسند جسدها الى الوراء وتفكر في هذا العرض الذي لم تحلم به قط لترفع نظرها حينما لمحت حماتها الواقفة امامها بعد ان انهت موجة بكاءها العاتية ، تنطق بجدية حفرت بملامحها : اقبلي بعرضه يا سارة وانطلقي الى عنان السماء ، ولا تفكري باي شيء اخر سوى نفسك .
شدت جسدها بصلابة : وانا سأساندك .
__ ولكن حاتم ، قاطعتها بصرامة – حاتم لن يترك عالمه من اجلك ، فابني انت عالمك الخاص يا بنيتي .
ابتسمت سارة بامتنان لتحتضنها ماهي بحنو امومي : سأظل بجانبك الى ان تكتفين من وجودي يا سارة .
ابتسمت وعيناها تلمع بدموع حبيسة : لن اكتفي ابدا .
***

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
قديم 12-01-17, 11:03 PM   المشاركة رقم: 1220
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اسرة المشاعر
المركز الاول مسابقة القصة القصيرة


البيانات
التسجيل: Mar 2009
العضوية: 140895
المشاركات: 4,941
الجنس أنثى
معدل التقييم: سلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميعسلافه الشرقاوي عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 11719

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : سلافه الشرقاوي المنتدى : سلاسل روائع عبق الرومانسية
افتراضي رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل 26

 
دعوه لزيارة موضوعي

تعلقت عيناه رغم عنه بها حينما طلت على جلسته مع افراد عائلته اللذين وصلوا منذ قليل ، ليتأملها بشوق وهو ينظر الى جسدها الممتلئ قليلا وظاهر بوضح من خلف فستانها الصوفي بصدره المغلق الى حدود رقبتها ولكنه يظهر اول كتفيها بدلال اشعل شوقه بها ، اخفض بصره الى اخر فستانها اذي يحدد جسدها ويصل الى منتصف ركبتيها ، ساقيها ظاهرتان رغم ارتدائها لجوارب سوداء تظهر لون الفستان العنابي بغموض يليق بزينتها الفاتنة ويماثل لون كحل عينيها العربي ، واخيرا حذائها ذو الرقبة القصيرة جدا فلا تخفي جمال ساقيها بل تجبره على النظر اكثر !!
نهض واقفا يستقبلها قبل الجميع ، يتقرب منها برقة وهو يتفحص عنقها المغري وشامته الحبيبة تظهر من فتحة فستانها رغم انها تسدل خصلاتها البندقية ولكنها كلما حركت راسها تتطاير من حولها فتلفت نظره اكثر اليها ،وقف بجانبها ليضمها من خصرها اليه فيهتف احمد بمرح : اتركها تسلم علينا يا اخي.
زجره وائل بنظراته لتتملص هي من ضمته وتتحرك سريعا لتصافح حماتها وتقبل راسها قبل ان تلتفت الى سيادة الوزير وتتعلق برقبته فيضمها بحنو الى صدره ، قبل جبينها وهو يسالها عن احوالها ليسبل هو اهدابه ويشيح بنظره بعيدا ليهتف احمد ثانية : مرحبا فاطمة انا هنا .
ضحكت بخفة لتتحرك وتصافحه بمودة : انرت بيتنا يا طبيبنا الهمام ، اين ولاء وجنى ؟!
ابتسم بلباقة : البيت منور بوجودك يا زوجة اخي الكبير ، ستصل ولاء بعد قليل مع خالتي ليباركا لكما .
عقد وائل حاجبيه ونظر اليه باستفهام ليشير اليه احمد بعينيه فيلتزم الصمت لتسال هي : اين وليد وياسمين ؟!
__ ها قد اتيا . القاها وائل وهو يتحرك الى باب الشرفة الزجاجي الذي طل من خلفه وليد وياسمين فيفتحه لهما ليصافح ياسمين بتهذيب قبل ان يضمه وليد الى حضنه ويهمس بخفوت : مبارك يا عريس .
ابتسم وائل بامتنان ليغمز له وليد بعينه : احمل عني ما طلبته ،
القى وائل نظره الى الكيس البلاستيكي الذي يحمله وليد لتهتف ياسمين بنزق بعد ان قبلت فاطمة : لا افهم ما الذي جلبه معه ولكن انا من انتقيت الشوكولا يا فاطمة .
_ شكرا لك يا جاسي ، اتعبت نفسك دون داع .
غمغم وليد وهو يقترب منها حينما اختفى وائل في الداخل : كنت اريد ان ابتاع تارت فواكه يحبه وائل ولكنها لم ترتضى واخبرتني انك تحبين هذا النوع من الشوكولا
__ نعم فاطمة تفضل الشوكولا بالبندق ولكني احبها بالكراميل .
توردت وجنتيها حينما القى باخر جملته بصوت خافت وهو يجلس بجانبها فتلامس انفاسه عنقها لتبتعد بجسدها قليلا فلا يمهلها الفرصة وهو يقربها منه حينما لف ذراعه حولها ليقول وليد بعفوية : لقد انتقيت اليك بعضا من تلك المحشوة كراميل دون ان تراني ياسمين .
رمقته ياسمين بغيظ : اخبرتك اني ابتاع الشوكولا لفاطمة يا وليد ، وان بإمكانك ابتياع ما تريده لأخيك ولكنها تلك هديتي لفاطمة .
تمتم وليد وهو يرمق اخيه : لقد ابتعت له ما يحتاج اليه .
عبست بعدم فهم ليضحك وائل ويقول بإغاظة : سأكل معها الشوكولا يا ياسمين حتى تلك المحشوة بندق .
رمقته ياسمين بضيق لتهتف فاطمة بجدية : لن يطال منها واحدة حتى تلك المحشوة كراميل سأكلها كلها .
التفت اليها بدهشة ووليد ينظر اليها بصدمة وهي تضع ساقا فوق اخرى وتكتنفها براحتيها المشبكتين سويا فتنفجر ضحكة احمد صادحة من حولهم : كم تمتعني ردودك يا فتاة .
نظر الى اخيه بحدة ، ليكتم وليد ضحكته في حين اشار احمد بكفه معتذرا وهو يخفض راسه بحرج ، سال وائل بهدوء وهو ينهض واقفا : ماذا تشربون ؟!
__ انت من ستضيفنا ؟! سأله ابيه بحدة فابتسم وائل – ما الذي يغضبك يا ابي ؟!
نظر اليه قليلا : اين الخدم ؟!
صمت وائل قليلا : لم يباشروا العمل بعد ، فانا لم أشأ ان يكون هناك غرباء بالبيت اول زواجنا .
حك وليد انفه وهو يكتم ضحكته بقوة في حين لم يستطع احمد ان يسيطر على ضحكته الي انطلقت لينهض مغادرا من الباب الزجاجي المفتوح من خلفه ليتفادى تلك الوسادة التي رماه بها وائل وهو يرمقه بغضب !!
اغمض عينيه ليعاود الحديث بهدوء : حسنا يا ابي ، ماذا ستشرب ؟! وارجوك لا تطلب قهوة فانا لا استطيع اعدادها .
__ اذا تعدها فاطمة يا حبيبي . قالتها والدته بهدوء ليرمق فاطمة المذهولة فينكز كتفها بسبابته : فاطمة تعد القهوة التركية ، اليس كذلك ؟!
نظرت اليه بدهشة: اه ، بالطبع استطيع اعداد القهوة ، نهضت واقفة لتسال بعفوية – فقط لا افهم ما الذي يضحك احمد ؟!
احتقنت اذنيه بقوة ووليد يحاول ان يتمالك ضحكه وخاصة مع نظرة ياسمين المحذرة ، لتنطلق تلك المرة ضحكة ابيه القوية فتلتفت الى حميها تنظر اليه بانبهار ثم تهتف حينما صمت : اووه ماي جاد ، انت مبهر يا عماه حتى بضحكتك .
تلك المرة كانت ضحكته اقوى ووليد يضحك بقوة على وجه اخيه المكفهر ، ليقبض وائل على مرفقها ويجذبها معه : بعد اذنكم .
راقبتهما والدته بنظرات قلقة لتهمس بخفوت : توقف عن اغاظته يا عاصم ، يكفيه زوجته التي ستميته كمدا .
ابتسم عاصم برقة ليهمس بمكر : لم تتحملي على ولدك شيئا ، أليست تلك فاطمة التي كنت تدعين لها ليل نهار ؟!
__ ولا زلت ادعو لها ولكنها تدلل على وائل كثيرا .
رفع حاجبيه بأعجاب : يحق لها .
زفرت بحنق ثم نظرت الى وليد المنغمس مع ياسمين بحديث : اذهب وات بأخيك الذي غادر هربا من شقيقه .
هتف احمد الذي دلف من مكان خروجه : لقد عدت واستسلم يا ويلي فالجو في الخارج باردا جدا .
ابتسم وليد : اجلس وتهذب حتى لا يقتلك وائل الليلة .
جلس احمد بجواره ليساله هامسا : ما الذي ابتعته له ؟!
ابتسم وليد بمكر : لا شان لك .
__ منذ ان عدتما سويا وانتما تتفقان علي .
رقص وليد له حاجبيه : اخويك الكبار يا ولد .
ضحك احمد بسخرية : ونعم الكبار يا فنان .
...
__ اتركني لماذا تسحبني خلفك هكذا ؟!
ترك مرفقها حينما وصلا الى المطبخ ليخرج بعض من الاكواب في صينية كبيرة لتزفر بقوة وتساله : اين القهوة ؟!
توقف عم يفعله ليتجه الى احدى الخزائن ليخرج لها وعاء زجاجي ويضعه على الطاولة امامها ، همست بتوتر : اين اعد القهوة ؟!
زفر بقوة : اتركيها وانا ساعدها .
رفعت حاجبيها بدهشة : وهل تستطيع اعدادها لماذا اتيت بي الى هنا اذا؟!
التفتت ينظر اليها قليلا قبل ان يجيب : كان المفترض ان اتركك هناك تغازلين والدي .
ابتسمت بمكر وهي تبحث عن اكواب القهوة ثم تبدا بإعدادها : الم يصبح ابي انا ايضا ؟!
تأملها وهي تعد القهوة بحرفية موقنا هو منها ، فهي لطالما اعدتها له بطريقته المفضلة ليقترب منها ويقف خلفها مباشرة ينفخ هواء صدره قريبا من عنقها فتتمتم بجدية : ابتعد يا وائل ، من فضلك ، لسنا بمفردنا ولا اعتقد انك تريد افتعال فضيحة وعائلتك بالخارج .
مرر ظهر كفيه على ذراعيها من فوق القماش الصوفي الضيق الذي يبرز انسيابهما ، ليحني عنقه مقتربا منها ليقبل شامتها بلهفة ، انتفضت بخفة وتمتمت بصوت محشرج : ابتعد يا وائل .
غمغم بصوت اجش قريبا من اذنها : لم اكن لأسامح نفسي ان لم اقبلها اليوم.
زفرت بقوة : انتهيت؟!
__ ابدا . همسها قريبا من شامتها لتطبق كفيها بقوة على الطاولة من امامها ، ضمها من خصرها اليه وغمغم : اشتقت اليك يا فاطمة .
رمشت بعينيها وتصلب جسدها رغم هدير خافقها بقوة لتهمس بجدية : اتركني .
تنهد بقوة ليتركها مرغما وخاصة حينما استمع الى جرس الباب يرن من جديد ، ليطبق فكيه بقوة وهو ينظر اليها بإصرار اشتعل بحدقتيه !!
***
صافح منال بتهذيب : انرت البيت يا هانم ، تابع وهو يبتسم من بين اسنانه – شرفتنا يا خالد بك .
ابتسم خالد ببرود كعادته ليتحرك داخلا حينما اشار اليه وائل وتبعه منال : اين فاطمة ؟!
اغلق الباب من خلفهما : ستاتي على الفور حينما تعلم بوجودكما.
انهى جملته لتظهر هي بخطوات سريعة تهتف باسم شقيقتها في حبور قبل ان تتعلق برقبتها في اشتياق الم بملامحها ، ضمتها منال بحنو لتهمس بقلق : انت تبكين ؟!
دفعتها منال بلطف بعيدا عنها لترفع فاطمة راسها وتهمس بصوت شابه بكاء كتمته بحلقها : لا طبعا ، بل انا مشتاقة اليك فقط .
رفعت منال راسها لتنظر الى وائل الذي امتقع وجهه بقوة ونظر اليها بقلق : هل اغضبتها يا باشمهندس ولم يمر على زواجكما اسبوع ؟
__ اغضبها ؟! هتف سيادة الوزير بحنق لتظلم حدقتيه بغضب قبل ان تنطق هي سريعا – لا يا عماه ، لم يغضبني ان منال تشاكسه فقط .
__ لماذا تبكين اذا ؟! سألها خالد بجدية وهو يرمقه بجمود فتمتمت : اشتقت الى منال ، اتبعت بجدية وثقة - لقد اشتقت الى البيت وامي ومنال والاطفال ، وانت ايضا وحينما استمتعت الى صوتها غلبني حنيني فقط ، هل ستحاسبني على اشتياقي لأختي يا خالد ؟!
تمتم ببرود وهو يجلس بجانب سيادة الوزير : شقيقتك من تبرعت وهتفت بان زوجك اغضبك .
ضحكت منال بخفة : كنت امزح مع شقيقتي لقد كبرتما الامر دون داع , اتبعت وهي تحتضن فاطمة من جديد – وانا الاخرى اشتقت اليك يا تومي
ابتسمت فاطمة وهمست لها : لم اكن اعلم اني سأشتاق اليك هكذا حينما اتزوج ، والا لما كنت تزوجت قط .
ابتسمت منال وعيناها تنطقان بحيرة ، ليهتف احمد بمرح : اووه يا لرقتك يا فاطمة ويا لي من مسكين فوائل كاد ان يطردني خارجا منذ قليل ، نظر الى شقيقه – الا تشتاق الي يا اخي ؟!
رمقه وائل بحدة وهو يتوعده بنظراته فتابع بمرح : الا تشتاق الي يا وليد ؟!
فيضحك وليد : انت كل يومين عندي بالبيت يا احمد ، فقط توقف عن مقابلتي وانا اعدك بان اشتاق اليك .
نظرت اليهما فاطمة : هل تسخران مني ؟!
ابتسم وليد ورفع يديه باستسلام : انا اجيب على احمد .
__ اذا انت تسخر مني يا دكتور ؟!
__ حاشا وكلا يا بروفسيورة ، هل تريدين من زوجك ان يقتلني اليوم ؟
ضيقت عيناها بتحفز : توقف عن المشاكسة اذا .
هز راسه بتفهم : اعدك اني سأصمت .
ضحكت برقة لتهتف : سأذهب واتي بالقهوة ، هل اعد لك قهوتك يا خالد ؟!
__ لا شكرا لك يا فاطمة ، سأنتظر امير لنشربها سويا ، الم يصل بعد ؟!
تمتمت : هل سياتي امير ؟!
__ وليلى ايضا ، هتف وليد ليسال اخيه الواقف بجمود ينظر اليها بتفحص – الم يهاتفك يا وائل ؟!
__ بل اتصل بي وبارك لي واستأذن في المجيء يوما اخرا حتى لا يخترق تجمع العائلة وانا من تمسكت بمجيئه اليوم ، فأمير لديه مكانة خاصة عندي .
اتبع وهو يضغط حروفه وينظر اليها – ثم هو صديق لعائلة سيادة السفير رحمة الله عليه ، وزوجته صديقة شخصية لمنال هانم ، انا اعده من العائلة .
نظر اليها واكمل : واعتقد ان فاطمة تعده كاخا اكبر لها ، ومكانته من مكانة خالد بك .
هزت راسها بتفهم : بالطبع امير كان مقربا من ابي ولازال صديقا للعائلة .
تبادلا النظرات بينهما لتغمغم : سآتي بقهوة عمي ، ومن فضلك تعال لتحمل صينية المشروبات وطبق الفاكهة .
ابتسم بمكر ليتمتم وهو يسير خلفها : اضيفي اليه الموز فانا ابتعت موزا اخرا بدل الذي التهمته انت .
احتقنت اذنيها بقوة لتغمغم بخفوت شديد : وقح .
اقترب براسه منها : سمعتك .
التفتت اليه لتجده قريبا للغاية فكادت ان ترتطم بصدره لولا انها استعادت توازنها ولكنه لم يمهلها فرصه فلف ذراعه حول خصرها لتدفعه بكلا كفيها بصدره : ابتعد يا وائل .
نظر اليها من بين رموشه : لن افعل .
زفرت بضيق وقالت بحدة : لا طاقة لي بمزاحك اليوم ، اتركني .
شدد من ضمته لها ليهمس : اخبريني لماذا بكيت في الخارج ؟!
دفعته من جديد : لا شان لك .
__ بل كل الشأن لي ، انت وشانك ملكا لي .
ارتجفت ذقنها بكبرياء : لست ملكا لاحد .
اجبر جسدها على الاستكانة حينما ضمها اكثر اليه : بل كلك ملكي يا فاطمة فلا تكابرين .
زفرت بحنق : حسنا ، ابتعد .
__ لن ابتعد الا حينما تخبريني ، نطق بصرامة فزاغت حدقتيها – اشتقت الى منال ، لماذا لا تصدقني ؟!
همس بالقرب من فمها : لأني شعرت بك غاضبة اكثر من كونك مشتاقة .
همهمت بعد قليل : اكتشفت انني عندما ابتعدت عن البيت بان طعم الاشتياق مرا ، وان روحي تذوب لهفة الي تلك الايام التي كنت اتمرد بها على جلوسي بالبيت فتمنيت ان اعود لأجلس بحضن امي واشاكس ابي رحمة الله عليه .
اختنق حلقها بالبكاء فضمها الى صدره وربت على راسها : رحمة الله عليه ، لا تبكي يا فاطمة ، فقط اهدئي .
سحبت نفسا عميقا ، لتبتعد عنه قليلا : حسنا لقد اصبحت بخير ، اتركني .
ضحك بمكر : الا استحق دعما منك ، فانا الاخر تركت عائلتي لأكون معك .
دفعته بحدة : عد اليهم واعدني الى عائلتي لن اتذمر .
رفع حاجبه ليضيق عينيه ويهمس بحدة : في احلامك .
زفرت بقوة ليتابع وهو يركز بصره على ثغرها : اشتقت الى الكراميل يا حوريتي .
دفعته بقوة : ابتعد من الافضل لك يا وائل ، فانا لا اريد قبلتك .
احنى راسه ليدير انفاسه الحارقة فوق شفتيها : كاذبه .
هم بتقبيلها ليصدح صوت منال : اوووه ، انا اسفة .
عادت الى الوراء خارجة من المطبخ ليفلتها هو ويضحك بخفة قبل ان يحمل صينية المشروبات ويتجه بها خارجا ليرمق منال بوجهها المحتقن والتي تغمغم باعتذارات كثيرة قبل ان تدلف الى شقيقتها وهي تهتف : انا اسفة يا فاطمة ، توقعت انك بمفردك فانا لم استمع الى اصواتكما سويا .
مسحت فاطمة وجهها لتغمغم بمرح افتعلته : لا عليك ، لطالما قاطعتكما انت وخالد كثيرا .
ضحكت منال وضربتها على كتفها : قليلة الحياء .
ابتسمت فاطمة وهي تؤثر الصمت لتتابع منال : اتيت لأساعدك ولأسالك عن احوالك وابلغك اعتذار ماما فهي توعكت صباحا
__ اعلم لقد هاتفتها كما افعل يوميا ، ثم هي اتت لي البارحة .
__ سعيدة انا بقربك الشديد منها .
__ انت وهي من تبقيتما لي لا حرمني الله منكما .
ضمتها منال لحضنها لتهمس : ولا منك يا حبيبتي ،
توقفت بجانبها - هيا اخبريني ، كيف حالك مع ابن الوزير؟!
__ بخير ، جعدت منال انفها – ليست من قلبك يا فاطمة .
اقتربت منها لتهمهم بخفوت شديد : انت بخير اليس كذلك ؟!
عبست فاطمة لتنظر اليها بعدم فهم فتتنحنح منال : انتما سويا بخير .
رفعت فاطمة حاجبيها بذهول قبل ان تضحك الى ان دمعت عيناها ، تشعر بندم كبير يحط بقلبها وهي تستمع الى هذا السؤال الذي فقد رونقه .. معناه .. واهميته ، فهي بخير منذ وقت طويل ، وحتى وان لم تكن بخير وقتها ، فهي الان لا تعلم .. لا تعلم اي شيء !!
ردت بهدوء مخفية الامها بداخلها : لا تقلقي يا شقيقتي .
ابتسمت منال باتساع لتضمها الى صدرها : مبارك يا حبيبتي .
دمعت عيناها من جديد لتتمسك في كتفي منال : بارك الله فيك يا مون .
***

 
 

 

عرض البوم صور سلافه الشرقاوي   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(حكايا, الثاني, الجسم, القلوب), اخيرة, جديد, سلسلة, فرصة, وحصريا
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روائع عبق الرومانسية
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية