كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل السابع عشر
قابلته امام مدخل المطعم الذي بعث لها باسمه في رساله لتبتسم بتوتر وهي تنظر من حولها الى المكان الشبه خال تقريبا لتنتبه على تحيته اللبقة فتما براسها في تحية سريعة ، همس وهو يشير اليها بان تتقدمه : تفضلي ، النساء اولا .
توقفت قبل ان تخطو فعليا لتهمس بحدة وهي تتأخر خطوة للخلف : من اخترع تلك القاعدة كان وقحا .
عبس بعدم فهم فاتبعت : تعاليم ديننا تنص على ان يتقدم الرجل المرأة وهو كنوع من الحافظ عليها ، لكن من ارسى تلك القاعدة كان يريد ان ينظر لكل امراه تسير من امامه .
ابتسم باستمتاع ليهمس بدفء : صدقيني لم اكن اعلم انها لوقاحة مني ان ادفعك للسير امامي ، ولكني قصدت ان اكون مهذبا .
__انه من التهذيب ان تدلف من قبلي .
أومأ براسه متفهما قبل ان يخطو ويتقدمها بالفعل ،ليقابله مدير الصالة ويرحب به باحتفاء ، دلفت من خلفه وتدير نظرها بالصالة الفارغة تقريبا ، اشار اليها بان تتبعه للطاولة المحجوزة باسمه قبل ان يفتح لها الكرسي ويشير اليها بان تجلس من امامه ،
__ ماذا ستشربين ؟! ام نتناول الغذاء مباشرة ؟!
تممت بتوتر: غذاء ، لا داع لكل هذا ، اخرجت مغلف من حقيبتها واتبعت – اتيت لأعيد اليك اموالك .
رمش بعينيه ليزيح المغلف جانبا: اعلم ولكني اريد الحديث معك.
__بخصوص ، سالته بحدة نوعا ما ليبتسم ويسالها بمراوغة – ماذا تشربين ؟!
سحبت نفسا عميقا : برتقال .
اشار الى النادل بيده : اثنين برتقال طازج من فضلك .
ابتسم لها وهو ينظر اليها من بين رموشه :اهدئي من فضلك ، لا اعلم لماذا تجفلين مني وانا لم افعل لك اي شيء ؟!
رمشت بعينيها كثيرا : انت محير ومربك ، وانا لا افهم ماذا تريد مني ، فقطعا انت لم تأت بي الى هذا المكان من اجل ان تستعيد مالك ، كنت تستطيع ان تأخذه مني وانا بسيارتي .
رفع حاجبه بإعجاب : احب فطنتك .
عبست وملامحها تجمد بحدة ليتابع سريعا : لا اغازلك انا فقط امدحك .
رفعت عيناها اليه وسالت : اذا اخبرني عم تريد .
همس بجدية وعيناه تومض بصدق : اريد ان ارتبط بك ، منذ ان رايتك للوهلة الاولى وانا اريد ان ترتبط حياتي بك ، انت تملكين هالة تسيطر على حواسي بأكملها .
اتسعت عيناها برعب لتهم بان تقفز واقفة ليهتف امرا : انتظري ، فانت لن تذهبي الا عندما افضي لك بكل مكنونات صدري .
توقفت وهي تشعر بأنفاسها تتلاحق بسرعة ليتابع هو : على عكس ما تتوقعين انا لست مخادعا ، او كاذبا ..
هز راسه بلا امل : نعم انا اعمل مخرجا وممثلا ولكني لست ماجنا كما تقنعين نفسك ، بل ان كل ما ينشر عني بالصحافة ليس له اساس من الصحة ، لقد توقفت عن ملاحقة الاخبار الكاذبة التي ينشرونها عني ووضعت كامل تركيزي في ان انجح فقط ،وتركتهم يهذون كما يريدون ، لكني مختلف واريدك ان تكوني بجواري ، تؤازريني وتدعميني .
سالت برهبة تملكتها : ولماذا انا ؟!
__لأنك عكس كل ما انا عليه ، لأنك مختلفة عم اراه من حولي دائما .
اتبع بنبرة اجشه وهو ينظر الى عمق عينيها البنيتين : لأنك امتلكتني بنظرة واحدة من هاتين الحدقتين اللتين يجمعان البراءة والقوة معا في مزيج مدهش من الرقة والصلابة ،
تكتفت وهي تحاول ان تحارب خجلها لكن وجنتيها عكسا مدى خجلها وهما يشبهان ثمرتا الطماطم الناضجة لتهمس بخفوت : الا ترى ان ما تتفوه به الان لا يليق ، واذا كنت جادا فعلا كنت اتيت وطلبتني من ابي ؟!
__لقد فعلتها مرتين .
فغرت فاهها بذهول وهتفت بعدم تصديق : يا اللهي ، انت جاد حقا .
اسبل اهدابه وهو يبتسم بحنو ويترك لها فرصة ان تدرك ما يخبرها به لتساله بفزع : بم اخبرك ابي ؟!
صمت قليلا والنادل يضع كاسي العصير من امامها ليهمس هو بعد ان انصرف : اخبرني المرة الاولى ان ادعه يفكر ، والمرة الماضية حينما اوصلتك للبيت وكررت طلبي اخبرني اني علي اقناعك ، فهو المح بانك سترفضين .
__ لذا اتيت بي الى هنا لتقنعني .
بلل شفتيه قبل ان يهمس بجدية : بل لافهم سبب رفضك ،تابع بمكر – ام انك لا ترفضينني .
__بالطبع لا ، القتها بحدة فهمس بتسليه وعيناه تومض بلون زبرجد خاطف –لا ترفضينني .
هزت راسها بنفي فهمس بنبرة جزعة وعيناه تغيمان بألم افتعله : ترفضينني ؟!
حركت راسها بعدم معرفة فاتبع : أيا كان اجابتك اريد ان اعرفها بأسبابها .
شبكت كفيها ببعضهما فهمس امرا : اشربي البرتقال .
قربت الكاس اليها لتحيطه بكفيها قبل ان تهمس : هل تعلم اني كنت مخطوبة من قبل ؟!
زفر بقوة : لا يهمني ، ما حدث من قبل ، فما مضى قد مضى ، ما يهمني ان كنت خطبت قبلي ، فانت تركته وها انا اتقدم لك لتكملي حياتك بجواري .
رفعت نظرها اليه وحدقت فيه قليلا : انا لازلت اتلقى علاجا نفسيا بسبب ما فعله بي .
هم بان يكتنف كفها المفرودة من امامه ليتوقف ويهمس بصدق وهو ينظر اليها : اذا كان اذاك ، انا سأداويك ، سأعتني بجراحك الى ان تذبل .. تشفى .. ثم تنمحي دون ان تترك لها اي اثر ، لأرسم لك اياما جميلة واحلاما رائعة ،
ابتسمت بألم لتهمس بنبرة خالية من روحها : لقد امات روحي بداخلي ، ازهقها بكفيه الحرتين
لم يمنع نفسه تلك المرة ليكتنف راحتها ويضغط عليها بلطف : ساحيها من جديد ثم احررها من اي سر كان له في السابق ، فقط اعطي لي فرصة ، قربيني منك ، ولك وعدي .
ابعدت يدها عنه فتركها على الفور لتهز راسها برفض : نحن مختلفان بشكل جذري .
اجاب بثقة : هذا اكثر ما سيجعلنا ناجحين سويا .
ضحكت ساخرة : لا املك تفاؤلك ، وخاصة وانا لا افهم لماذا علي ان اخوض تلك الفوضى وانا لست مقتنعة بك تماما ؟!
رفع حاجبيه بتساؤل ليضحك بخفة : لا تنكري انك منجذبة لي يا ايمان ، كما انا منجذب اليك ، ولكنك تقيدين نفسك بالكثير من القيود على عكسي تماما ، وها انا اعرض عليك اني سأحررك من جميع قيودك فلا ترفضين دون ان تفكري جيدا .
همست بصرامة : انا لن اتخلى عن التزامي وانت لن تتخلى عن عالمك ، كيف سنتفق ؟!
__ كثير من النجوم يتزوجون من خارج الوسط الفني ويبعدون حياتهم الشخصية عن الكاميرات وزيجاتهم كلها ناجحة .
__ لكني لست امرأة عادية انا ملتزمة دينيا واطمح للالتزام اكثر وانت ستعيق التزامي .
ضحك بسخرية : اليس من الممكن ان تجذبينني انت لعالمك ويهديني الله على يديك ؟!
نظرت اليه بذهول فتابع بصدق : فقط وافقي ودع الله يسيرينا كما يريد ويشاء ،
دعكت جبهتها بتوتر لتحاول ان تسيطر على انفاسها المتلاحقة فأومات براسها في هزة متشنجة ليبتسم هو ويهمس بسعادة : سأعتبرها موافقة مبدئية يا ابنة الوزير وليفعل الله ما يريد .
رمشت بعينيها كثيرا ،همس باسمها مناديا فترفع عيناها اليه لياسرها بنظراته التائقة والمتسائلة وهو يردد على مسامعها جملته ثانية فتوما براسها موافقة هتف بمرح : على بركة الله.
همست بعفوية وباستياء تجلى بصوتها وهي تحاول ان تشوش عقلها وروحها عن تأثير نظراته عليها : الم تخبرني انك لا ترتدي العدسات اللاصقة ؟!
اعتلى الذهول نظراته ليما بالإيجاب : وانا لا اكذب.
زمت شفتيها بغضب دفعته الى اوردتها دفعا : لا والله ، ولون عيناك يتغير مع تتابع الليل والنهار ام ماذا ؟!
كتم ضحكته حتى لا تجلجل بقوة ليتحدث بتسلية تشع بعينيه : لا طبعا ، ولكنها تتغير بتغيير لون قمصاني والاضاءة الساقطة عليها.
__ ماذا ؟! همستها بذهول فهز راسه بالإيجاب لتسال بجدية : ما لونهما الاصلي ؟!
__ الازرق الرائق ، ولكن الازرق يعكس الألوان والاضاءة فتارة سترينهما رماديتين وتارة خضرواتين ، وفي معظم الاوقات سيشعان بالأزرق الوامض الخاطف للأبصار .
تملكتها الرهبة فطلت من حدقتيها المبهورتين بالفعل لتخفض بصرها بعد قليل وهي تلهج باستغفار كثير قبل ان تعض شفتيها بقوة وتهمس : انا اريد الانصراف .
سحب نفسا عميقا : لن اجبرك على المكوث يا ايمان ولكني سأنتظر ردك في اقرب فرصة
__ لا تحدثني ابدا ، فقط اتصل بابي سيكون لديه ردي .
نهض واقفا وناولها المغلف ثانية فهمت بالرفض ليهمس : اذا وافقت سآخذه منك واذا رفضت سأعتبرها هدية مني لتتذكريني دوما .
تحاشت النظر اليه والارتباك يسيطر على حواسها – وخاصة وهو يقف قريبا منها بتلك الطريقة – بطوله الفارع وهمساته الحانية ونظراته المشتعلة بلون اخضر يماثل لون المرج الذي تطل عليه نافذتها ، تلملمت بوقفتها فظهرت بمظهر فتاة حمقاء لتما بالإيجاب وهي تعيد المغلف لحقيبتها ،همس وهو يدفعها –دون ان يلامسها - ان تسير بجانبه ليوصلها الى سيارتها : سأهاتف سيادة الوزير باخر الاسبوع القادم ، تلك فترة كافية اليس كذلك ؟!
__ لا اعلم ، ضغط شفتيه ببعضهما وهو يتلمس توترها الذي وصل الى ذروته - استخيري يا ايمان وسيرشدك قلبك .
رفعت نظراتها اليه بحيرة تألقت بحدقتيها فهمس ساخرا : لست ماجنا يا ابنة الوزير ، ولست فقيها ايضا ولكني على علم بالحد المتوسط من امور ديني .
__ اسفة . تمتمت بها وهي تخفض بصرها عنه ليتأكد من اغلاقها لباب سيارتها – سأنتظرك.
__ بإذن الله .
ردد خلفها ليلوح لها بكفه وهو يراقبها تغادر قبل ان يستل هاتفه ويجري مكالمة ،همس باقتضاب بعد تبادل التحيات اللبقة : سأنتظر ردكم يا سيدي .
***
|