كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل السادس عشر
__ صباح الخير، القاها بمرح وهو يدور حول الطاولة الدائرية التي رصت في الحديقة الخلفية والجالس عليها امه ،ليقبل راسها بود وهو يحتضنها من كتفيها – كيف حالك اليوم يا حبيبتي ؟!
ربتت على وجنته بحنو : بخير يا حبيبي ، كيف حالك انت ؟!
تنفس بعمق وهو يجلس مجاورا لها : انا بخير والحمد لله ، اشعر بالراحة .
ربتت على كفه القريبة منها : يا رب دائما يا حبيبي ، مبارك لك نجاحك الباهر ، و ربنا يوفقك دائما يا بني .
احتضن كفها التي تربت به على يده ليرفعه الى شفتيه : لا حرمني الله منك يا امي ولا من دعواتك .
اتسعت ابتسامتها وهي تؤمن على دعوته لتتابع : وبارك الله لي فيك وفي اخوتك واباك.
تنفس بقوة وهو يلتقط قدوم اباه الهادئ والذي هتف امرا : لا تبدا في تناول الطعام فأخوتك قادمون ، انتظرهم لنفطر جميعا سويا .
أومأ براسه في طاعة وهو يراقب شقيقته التي تفترش الارض بجوار جنى ويجلس من امامهم عاصم داخل كرسيه في زهو ملكي يشابه فيه جده الذي جلس بجوار والدته ، واخرج سيجارا كوبيا من جيب سترته ويهم بإشعاله ، فتتمتم والدته بعدم رضا ، اجبر سيادته على ان يعيده الى داخل سترته مرة اخرى وهو يهمس باعتذار فخم تبعه بان قبل كفها القريبة منه : فقط لا تغضبي يا نعامتي .
رمقته بطرف عينها لتهمس بسخرية : وهل يهمك غضبي يا عاصم ؟!
اقترب منها بجسده ليهمس بنبرته المغوية : بل هو جُل اهتماماتي .
زفرت بقوة وهمست بجدية : اتعلم يا عاصم ، انت كما قال المثل قديما ، اسمع كلامك اصدقك ، ارى افعالك اتعجب .
كتم احمد ضحكته وهو يتشاغل بالنظر الى الاتجاه الاخر وخاصة حينما رفع اباه نظره يتأكد من كونه غير مدرك لما يدور بينه وبين والدته ، زفر اباه بقوة وسال بجهل حقيقي : هل اغضبتك مرة اخرى ؟!
تأملته مليا قبل ان تهمس بصدق اوجع قلبه : لطالما اغضبتني وانت لا تدري يا عاصم .
نهضت لتغادر فتمسك اباه بكفها ،واوقفها لينظر اليها قليلا قبل ان يقبل كفها مرة اخرى استرضاء جعله يتنهد بقوة بعدما غادرت امه ليستدير هو وينظر اليه ابيه بتفحص فيساله سيادته بضيق حقيقي :اشجيني بم عندك يا ابن انعام .
ابتسم بحنو : انعام غاضبة ومعها كل الحق يا بابا ، ما فعلته البارحة غير لائق بالمرة .
عبس بتعجب : ماذا فعلت البارحة ؟!
زفر احمد بقوة : هذا اكثر ما يغضب ماما ، ان بعد هذه كل السنوات وانتما سويا ، انت لا تدرك ما يغضبها حقا .
__ افصح يا ولد ، القاها بتسلط فأجابه دون مواربة – أترى ان طريقة تعاملك مع ايناس صائبة يا ابي .
نظر اليه بذهول : هل جننت يا ولد ؟! انها بعمر ابنتي .
__ بل فعليا هي تصغر ايمان بعامين ، ولكن من كان ينظر اليكم البارحة ، كان يدرك شيء اخرا ، شيء هو السبب الرئيسي لضيق امي وغضبها منك ،
زفر بقوة – بحق الله يا ابي لقد كنت تغازلها علنا وبطريقة عبثية تثير التساؤلات والتكهنات ، وانت الان تتساءل عن سبب غضب امي ، امرأة اخرى غيرها كانت افتعلت فضيحة البارحة وطردت ايني من الحفل .
نظر اليه باستنكار : انعام لن تفعلها ابدا ، وهي ليست ضيقة الافق لترتاب من طريقة معاملتي لشابة يافعة انا مؤمن بموهبتها وادعم نجاحها ، اخفض احمد عينيه ليهمس بتروي - اعلم ، واعلم ان ما يغضب امي ليس طريقتك مع ايني بل هو عدم اهتمامك لردة فعلها حول هذا التعامل .
ظهرت الحيرة على ملامح والده وهم بالحديث ليتوقف وهو ينظر اليها عائدة تحمل سلة من الخوص تسبقها رائحتها الشهية فيبتسم بمكر لينهض واقفا ويقتطع طريقها يجبرها على ترك السلة له ليحملها بين كفيه ثم ينحني ليقبل راسها بشقاوة هامسا لها بشيء لم يتبينه هو ولكنه اتى بثماره جيدا فاحتقان وجنتي امه اخبره بان اباه لا يزل يمتلك سحرا مميزا يستطيع ان يستخدمه وقتما شاء .
كتم احمد ضحكته حينما لمح اباه يقبل كفي والدته تلك المرة وهو يثني على فطائرها الشهية فتتورد والدته ببهاء فتاة ربيعية تلقت للتو اول مغازلة من خطيبها .
انتبه من مراقبته الحثيثة لهما على قدوم وائل وفاطمة يرتديان ملابس شبيه لبعضهما ويسيران بتناغم يشي بمدى تالفهما ، يشبك شقيقه اصابعه في اصابعها بامتلاك ويخطو بزهو طاووس يتخذه كعنوان له .
لوحت فاطمة له بذراعها الاخر في حماس لتقترب من جلستهم بخطوات مرحة تهتف بالتحية لهم جميعا ، تقدمت لأبيه لتقبل وجنتيه في حين انحنى وائل ليقبل راس والدتهم ثم يوما له بالتحية هو وابيه ، ساد المرح بمجيئيهما وخاصة حينما ركضت صغيرته لترحب بعمها فحملها بمرح وقبلها بحنو متعمدا تجاهل عاصم الصغير الذي رفع راسه ليراقب ترحيبه المحتفى بجنى ، نهضت شقيقته وحملت عاصم وقربته من حضنها ، ثم رحبت بهما في ايماءة رسمية ، لتات وتجلس بجانبه وكأنها تحتمي به وبوجوده ، نظر لها بعدم فهم لينتبه الى فاطمة التي قفزت بمرح وهي تهتف بحماس للصغير الذي تعلقت عيناه بها ويرتمي بجسده اليها فتلتقطه هي بيسر ورفق لتضمه الى صدرها بحنو وتناغيه برقة.
التمع عدم الرضا بحدقتي شقيقه الذي تغافل عم تفعله زوجته ليسالهم وهو يجلس بأحد الكراسي الموضوعة حول الطاولة : هل بدأتم في تناول الطعام ؟!
__ كنا ننتظركم .
اجاب هو ليهتف وائل بحماس : وها قد حضرنا .
هم بتناول احد المعجنات ليهتف سيادة الوزير امرا : انتظر .
نظر اليه بعدم فهم فتابع – نحن ننتظر اخاك .
رفع حاجبيه بذهول : وليد ؟! ا ولم يأتي بعد ؟!
اشار احمد راسه بالنفي ليسال هو ساخرا : هل اتى الصغير بمفرده ؟!
ابتسم احمد : لا الصغير امضى الليلة الماضية برفقتنا .
عبس بغضب تملكه قبل ان تجلس فاطمة بجواره وتهمس : انظر اليه يا وائل انه رائع .
تجاهل جملتها تماما وهو يتجاهل النظر الى الصغير الذي يدفع بجسده اليه فيهمس بتساؤل جدي : اليس صغيرا يا ماما على تركه ليلة كاملة بمفرده دون ابويه .
__ ليس صغيرا لتلك الدرجة يا وائل ، ثم اخاك لم يتركه بالشارع انه تركه في رعايتي انا وعمته ومربيته الخاصة .
تمتم بسخط : و هل مكانه الصحيح في عهدتك انت يا امي ؟!
هم بالرد عليه ليخرج صوت فاطمة قويا :نعم ،اليس يقولون هنا اعز الولد ،ولد الولد .
كتم احمد ضحكته على وجه اخيه الذي اكفهر ونظرته الغاضبة التي رمقها بها ليقول سيادة الوزير : اعز من الولد ، ولد الولد يا فاطمة .
__حسنا ، انه نفس المعنى ، ابتسم احمد بخبث – لا ان حرف الجر يغير من المعنى كليا .
عضت شفتها بتفكير لتهز كتفيها في لا مبالاة : لن افهم ولا اريد ان اعرف .
ضحك احمد في حين ابتسمت والدته : بالفعل لا يهم كل هذا ما قصدته يا حبيبتي صحيح ، وبالفعل اغلى من اطفالي هم احفادي.
تمتم بسماجة : حينما يكونون اطفالك يا امي .
صاح والده بضيق في حين رمقته والدته بعتاب قوي ليزفر بقوة : حسنا اعتذر كنت سمجا على غير العادة .
ضحكت فاطمة بسخرية ورددت : على غير العادة .
قهقه احمد ضاحكا : انت تروقيني يا فتاة .
ابتسم وائل باتساع : شقيقي مستمتع بمشاكستك لي ، يا فتاة ؟!
ازدانت وجنتيها بشرارات وردية وهي تخفض نظرها عنه ليهتف هو تلك المرة : واخيرا سنتناول الطعام فالبكري اتى .
هتف وليد وهو يقترب منهم : صباح الخير ، وعذرا على التأخير.
تبادل معهم الترحيب والمصافحة بعد ان قبل راس السيدة انعام لتما ياسمين براسها في تحية مختصره قبل ان تهرع الى صغيرها فتضمه الى حضنها بقوة وتهمس له بمدى اشتياقها ، دمعت عيناها ليهمس وليد بنزق : انها ليلة واحدة يا ياسمين، انها حتى ليست ليلة كاملة ، انهم بضع ساعات كان قردك – فيهم - نائما .
نظرت اليه بعتب : كم مرة اخبرتك ان لا تدعوه بالقرد ؟!
اقترب منها ليحمل طفله ويقبله بقوة : المعذرة يا عاصم بك، اغفر لي خطائي .
ناغى الصغير بصيحات سعيدة ليضمه وليد الى صدره ويقبله كثيرا ، هتف سيادة الوزير : هيا اجلسا لنتناول الطعام .
__ انا جائعة جدا ، هتفت بها فاطمة قبل ان تلتقط احدى الفطائر الساخنة لتبدا بتناولها ليهمس هو بابتسامة متلاعبه وهو يقترب براسه منها : ليس مثلي .
لفت راسها له فيقابلها بوجهه القريب ونظراته المشتعلة فتتوقف عن الاكل وتتمتم بخجل اعتلى ملامحها : توقف حتى لا اغص بطعامي .
ادار بصره على شفتيها بتوق ليهمس بصوت اجش : عديني ان تطعميني قبل ان اعو د بك الى بيتك ، وانا سأتوقف ، بل سألتزم بحدود الادب لنهاية الجلسة .
سالته بصوت ابح وهي تتحاشى النظر اليه :ما نوع الطعام الذي تريده ؟!
لعق شقتيه بطريقة حسية يعلم تأثيرها عليها جيدا : سأخبرك ونحن مغادران .
سحبت نفسا متقطع قبل ان تما براسها بالإيجاب ، ابتسم بزهو وعيناه تشعان بانتصار ليعتدل بجلسته ويباشر بتناول طعامه ليسقط في نظراته المتسائلة وحدقتيه تومضان بعدم تصديق فيسال بتعجب : ما بالك يا ابي ؟!
رمقه اباه قليلا قبل ان يهمس بصوت خرج عميقا : لا شيء ، او لعلني اتمنى ان يكون لا شيء .
اخفض بصره على الفور ليتحاشى النظر الى ابيه الذي ظل يتفحصه قليلا قبل ان ينتبه الى ابنته التي وقفت وهي تعلن انها انتهت من طعامها ، زفر سيادة الوزير بقوة ليهمس بجدية : ايمان
توقفت ووجهها يشحب بقوة فيتابع : اريد ان اجلس معك قليلا. اومات في طاعة وهي تدعك كفيها بتوتر : حسنا ، لدي موعد الان .
لمع المكر بعينيه وهو يهمس : اتركي الامر لبعد موعدك ولكن لا تتأخري يا بنيتي .
__ لا تقلق يا ابي ، بعد اذنكم .
نظر الى اولاده قبل ان يتحدث بجدية : اريد ان اتحدث اليكم .
أومأ وائل في طاعة : متى ما اردت .
__ انا سأسافر في الليل .
__ اجل سفرتك للصباح يا احمد ،او سافر بوقت متأخر فانا اريد الحديث معكم بعد ان اتحدث مع ايمي .
أومأ احمد في تفهم ، عبس وليد : هل هناك خطب ما ؟!
__ لا شيء فقط انه امر اريد مشورتكم فيه .
__ حسنا لدي موعد انا الاخر واريدك معي يا احمد .
التفت احمد اليه باستفهام : سأشرح لك بالطريق .
نهض احمد واقفا : حسنا سأبلغ ولاء بالتغيرات وانا معك يا اخي.
ابتلع وائل طعامه بصعوبة قبل ان يسال بجدية : هل الامر خاص بأيمي يا بابا ظ!
تنفس والده بقوة و أومأ بالإيجاب فتتوتر جلسته قبل ان يهمس : سأكون هنا في التاسعة بإذن الله ، ولكن علي الذهاب الى العمل .
نهض واقفا : اذا انتهيت يا فاطمة هيا بنا .
__ اترك فاطمة ليوصلها السائق .
التفت ينظر الى ابيه بحدة قبل ان تنهض هي واقفة وتهمس بتلعثم : لا يا عمي ، لا داع للسائق سأذهب معه .
نظر الى والده بتسلية قبل ان يهمس وهو يقربها من خصرها اليه : هيا بنا يا فاطمتي ،لوح لهم بكفه - نراكم قريبا .
راقبه وليد مليا قبل ان يهتف بتعجب : ما باله وائل ؟!
التفت ابيه له ليساله بجدية : ما باله ؟!
تابع وليد تناول الطعام : لا شيء ولكني اشعر به اكثر راحة .
استدار سيادة الوزير ليتابع انصراف ولده ويتمتم بضيق : مع الاسف .
عبس وليد بعدم فهم ليشيح سيادة الوزير بيده ان يدع الامر ولا يسال فالتزم وليد الصمت قليلا قبل ان يسال بجدية : بابا ، هل كنت تعلم ان ماريا لديها ابنة ؟!
رفع سيادة الوزير راسه لابنه ليساله : من اين عرفت ؟!
زفر وليد بقوة : كما توقعت ، هلا اخبرتني بكل ما تعرفه عنها
نظر ابيه بطرف عينه لزوجته قبل ان يهمس بصرامة : اتبعني الى غرفة المكتب .
أومأ وليد براسه وهو ينهض ليتبعه بالفعل تاركا ياسمين ومه من خلفه يشعران بفضول مترقب لتلك المعلومات التي بحوزة سيادة الوزير
|