كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
سلاسل روائع عبق الرومانسية
رد: "فرصة اخيرة " الجزء الثاني من سلسلة (حكايا القلوب) جديد وحصرى .. الفصل خامس عشر ج
ادار عينيه بنزق قبل ان يستل هاتفه ويعبث به ليرفعه الى اذنه بتغطرس خاص به ، جمدت ملامحه والرنين ينقطع ليعاود الاتصال مرة اخرى والغضب يتملك مشاعره
يحلق في عالمه الخاص بنكهة كراميل عينيها وشهد شفتيها ، يذوبانه ببطء فتغمره بدفء غاب عنه منذ امد ، ليلتمسه بوصالها وبين احضانها ، يشعر بانه خلد الى الجنة وهو يمتلك قربها ولكن تلك النحلة التي تظن في اذنيه بأزيز ممل تسحبه من عالمه بعنوة اثارت حنقه .
تأفف بملل وهو يحاول ان يعاود الخلود اليها ، ارتشاف رحيقها على مهل بقبلاته الناعمة .. التائقة .. والمتطلبة ليعلو ذلك الازيز مرة اخرى مرتبطا بصوت جهوري الى مغنية معروفة اختارتها هي بعناية لتخصص نغمتها في هاتفه ، عقد حاجبيه وعقله يعمل من جديد وهو يتساءل كيف تتصل به وهي بين ذراعيه ؟!!
ابتعد قليلا عنها لتتمسك بكتفيه في رجاء خاص اثار شغفه بها فيعاود امتلاك شفتيها من جديد ، تتعلق برقبته لتتعالى نشوته الخاصة بها قبل ان يبتعد عنها وهو يدرك ان هذا رنين هاتفه .
همست باسمه في نبره اشبه للتوسل فتأمل وجهها بفيض شوق لإكمال ما بداه ، وجنتيها الموردتين وشفتيها المنفرجة بلهاث يخبره بتأثيره القوي عليها وعينيها المغمضتين في استسلام تائق انعش غروره ، فيضمها الى صدره بإحدى ذراعيه قبل يخرج الهاتف من جيبه وهو يعاود الرنين من جديد ولكن تلك المرة باسم والده .
فتح الخط سريعا وهو يسيطر على نبراته فيخرجها طبيعية .. هادئة وهو يجيبه ليأتيه صوته الزاعق : اين انت ، واين فاطمة ؟! لقد اختفت رغم وجود حقيبتها وهاتفها هنا ؟ هل هي معك ؟!
نظر الى فاطمة التي بدأت في الافاقة من سكرة هجومه العاطفي عليها ليبتسم بسعادة وعيناه تتكللان بوميض انتصار طالما اشتاق اليه : هنا يا ابي ، فقط خرجنا الى الشرفة قليلا ، لاحظي ببعض الخصوصية معها بعيدا عن اعين المتلصصين والصحفيين .
صمت والده قليلا وكانه يزن ما يخبره به ليهمس امرا : حسنا ، عودا الان .
اغلق الهاتف ليبتسم وهو يلتقط انتفاضتها وهي تنظر من حولها وكان عقلها بدا في الادراك فتتلمس ملابسها بخفر ، تتحسس خصلاتها بكفين مرتعشتين ، وجسدها ينتفض امام عينيه بقلق مزج بخجل اعتلى ملامحها وهي تتحاشى النظر اليه ثم تبتعد عنه اعتدل واقفا وهو يتبين تلك الغرفة التي احتجزها بها ، من الواضح انها مكتب يخص القاعة المقام بها الحفل ولكنه غير مستغل إداريا فهو فارغ تماما الا من اريكة جلديه ومكتب خشبي عملي .
تأملها وهي تعطيه ظهرها ،تقف مطبقة كفيها على حافة المكتب الخشبي وكأنها تستمد قوتها منه ، تريد السيطرة على ارتعاش جسدها ولكن من الجلي انها لا تستطيع ، فتتنفس بقوة وهي تريد التشبث بروحها التي اوشكت على الاختناق ، المه قلبه وهو يشعر بانفعالاتها المتداخلة ، ليهرع اليها ، يضمها من ظهرها اليه ، فيحيطها بذراعيه محتضنا ..مهدئا .. مطمئنا ، دفن انفه في خصلاتها وهمس : اهدئي تامي .. اهدئي لم يحدث شيئا .
انتفض جسدها بين ذراعيه فهمس : واذا حدث ، انت زوجتي .
همست اخيرا بعد ثوان : ولكن هنا .
ابتسم بغموض وهمس : في تلك معك كامل الحق .
ارتجفت مرة اخرى ليشدد من ضمته اليها ،وهو يشعر بانها على وشك البكاء فيعاود همسه بكلمات يهدئها بها ،قبل ان ينزل بشفتيه ليطبع قبلة هادئة فوق شامتها الغالية والظاهرة بوضوح من فتحة فستانها فيزمجر بغيرة :اسدلي شعرك يا فاطمة ، فانا لا احتمل ان يراها احدا غيري .
شعر بها تبتسم ليديرها اليه فيضمها من خصرها ، يجذبها الى ان التصقت بصدره : هيا لنخرج من هنا قبل ان يبعث سيادة الوزير فرقة استطلاع للبحث عنا .
ابتسمت برقة وهي تخفض نظرها عنه فيركن جبهته براسها : ارفعي عينيك وانظري الي يا فاطمة ،
امتثلت الى امره ليكتنف ذقنها براحته : لا تتهربي مني ابدا ، انت زوجتي .
رمشت بعينيها فضمها الى صدره اكثر ليهمس في اذنها : تذكري ذلك دائما ، فلا تخجلي من شعورك نحوي ، ما شعرت به الان هو طبيعيا ، بل هو ما احتجته منك طوال المدة الماضية .
نظر الى عمق عينيها قبل ان يهمس بصوت اجش اثار دمائها : بل ردة فعلتك الليلة ، هي ما انتظرها منك منذ ان وقعت عيناي عليك.
***
__ اليس تلك الاغنية التي كنت تستمعين اليها في الراديو وانت تنظيفين البيت ؟!
احتقنت اذنيها بقوة وهي تستمع الى همسته اليها بجانب اذنها بعد ان مال بجسده عليها قليلا ، فابتعدت بجسدها عنه في خجل وهي توما بالإيجاب ليقترب منها بجذعه مرة اخرى : لن انساها ابدا .
قرن جملته وهو يحسس على راسه مكان ما ارتطمت به فوطة التنظيف فيما قبل لتعض شفتها بحرج وتهمس : لم اكن اقصد ,
رقص حاجبيه بمشاكسه : اعلم ولكن هذا لا يمنع ان اشاكسك بها كلما استطعت .
انفرجت شتيها عن ابتسامه خلابة ،علقت عيناه بثغرها على اثرها وهو يشعر بالضوء المنبعث من رقة ملامحها يغمره ، فيشعر بالشوق اليها ينبض في خلاياه ، فيحتضن كفها براحته ليقربه من شفتيه مقبلا وهو يهمس لها بخفوت شديد : الن تحني ولو قليلا يا ابنة العم ؟!
زاغت حدقيتها وهي تتوتر بجلستها لينتبه الى ضحكات هشام ومحمود الذي يسيطر على ضحكته بصعوبة ، عبس بعدم فهم وهو ينقل عينيه من بينهما : علام تضحكان ؟!
انفجر محمود ضاحكا ليهتف هشام : الفتاة ستذوب خجلا وانت غشيم كعادتك ، ام لم تنتبه لوجودنا معكما .
احتقنت اذنيه بقوة ليهمس بقسوة : ولماذا تنظران الينا من الاساس ؟! انتما من احرجتموها ليس انا ، اردف بغضب نبضت له عروق رقبته – اخفضا بصريكم عنا ولا تجلسان كعجوزي الفرح بتلك الطريقة ، والا سأنصرف واترك لكم هذا الحفل بما فيه .
انفجر هشام ضاحكا ليهتف بمشاكسة : تحجج يا ماهر حتى تعود الى البيت فهذا ما تبتغيه .
حك محمود ذقنه ليغمز الى هشام بعينه : توقف يا سيادة المستشار فهو لن يستطيع العودة فهو اتى برفقتي ، ثم ان شقيقتي الحبيبة لن تنصرف وتترك حفلي من اجله ، اليس كذلك يا منة ؟!
شحبت ملامح منة ليهتف هو بحنق : بل ستنصرف معي ، فانت من ضايقتها في الاساس وانت تحرجها بضحكاتك .
رفع محمود حاجبيه بذهول وهو يهتف ببراءة : لم اضحك .
اشار ماهر بصبيانية : بل ضحكت مع ابن عمك .
تعالت ضحكاتهما لتقف هي برقة وهي تحاول ان تتغلب على رقتها قبل ان تهمس لهم معتذرة ، تمسك بكفها وسال بغرور : هل تريدين الانصراف ؟!
كتمت ضحكتها لتبتسم بشقاوة زينت ملامحها لتهمس له : سأذهب الى دورة المياه .
نظر اليها بعتب لتضحك وهي تتابع : لن أتأخر .
انصرفت بخطوات متمهلة لينفجرا الاثنين من خلفه بضحكات قوية اشاعت الحنق بنفسه فيرمي محمود بعلبه المناديل الورقية وهو يهتف : توقف يا طبيب الجفون .
سكنت ملامح محمود ليتابع هو هاتفا بهشام : انهض واذهب للبحث عن زوجتك التي استولت على شقيقتي واختفيا منذ مده .
ابتسم هشام بعبث : بل ديدي هي من استولت على هنادي وصحبتها معها لا اعلم الى اين ؟!
تمتم محمود بهدوء : اعتقد انها تعاتبها على عدم اخبارها بعدوتكما.
هز هشام راسه بحركة غير مفهومة لتتألق عينيه بشغف وهو ينظر امامه: انهما قادمتان .
اتسعت ابتسامته لينهض واقفا ليستقبل زوجته كعادته المهذبة ، يقربها منه ويفتح لها كرسيها بأناقة ليهتف ماهر بمرح : هل انت موديل الستينات يا هشام ؟!
عبس هشام بعدم فهم فتابع هو : تلك الافعال اندثرت منذ زمن .
ضحكت هنادي برقه لتهتف مديحة بغيظ : اصمت من فضلك ولا تتحدث عن اشياء لا تفقه من امرها شيئا .
_ لا والله ، صاح بتهكم فأجابته بسخرية – اه والله ، ما تسخر منه انت اناقة يا عديم الاناقة .
هتف هشام ساخرا : وشهد شاهدا من اهله .
__لم ارى اناقة زوجك ، زمت شفتيها بضيق قبل ان تهتف –لا تحشر زوجي في الامر .
توقفت قليلا قبل ان تهمس بخفوت : فلا احد مثل محمود .
رفع عينيه اليها بتساؤل جلي لمع بحدقتيه لتبتسم بتأكيد دفع الابتسامة الى شفتيه
ضحك ماهر بقوة وسال مازحا تلك المرة : لا والله .
فاجابته بثبات : اه والله .
اتسعت ابتسامة هشام وهو يفلت هنادي كما ارادت لتبتسم برقة: انا اوافقك الراي يا ديدي .
اقتربت لتجلس بجواره وتقول بعمليه : هل يسمح لي طبيبنا الهمام بإجراء حوارا معه ،
__ بكل سرور .
***
|