كاتب الموضوع :
روتيلا
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
رد: الفراشة
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
فإرحم القلب الذي يصبو إليك
فغداً تملكه بين يديك
وغداً تأتلف الجنة أنهاراً وظلاّ
وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولّى
وغداً نسهو فلا نعرف للغيب محلا
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلواً .. إنما الحاضر أحلى
.......الفصل الثاني والعشرون .........
.........العزومة .........
يجلس بينهم له هيبته وإحترامه يرأس عائلة الجارحي صوريا ولكن الجميع يعلم بأن الصقر كبيرهم الفعلي
الحاج عبد الرحيم : مبروك يا عمر -أخدت جوهرة الجارحي
عمر بتأكيد لكلام خاله : طبعا يا خالي وأنا ليا الشرف
: عايزك تحطها في عينك أنا موافقتش عليك إلا وأنا عارف إنك راجل يعتمد عليه
:شكرا يا خالي
: أنت طبعا عارف ابني متهور ..ولسة صغير
صقر : عاطف أبن عمي وأخ لينا قبل وبعد يا عمي
أم ياسين بدفاع باطل : بس أتظلم يا حبيبي سارة كانت تعرف إنه عصبي ومع ذلك طولت لسانها عليه
سارة وكادت تقف : أنـ ...تمسكها روتيلا التي تجلس بجانبها وينظر لها صقر محذرا أن تفتح فمها
الحاج عبد الرحيم منهيا حديث : خلاص اللي فات مات إحنا ولاد إنهاردة وبكرة سارة هي اللي هاتنقي عروسة لأخوها عاطف على ذوقها ..صح يا سارة
سارة بنفاذ صبر وابتسامة باردة : أيوة ...إن شاء الله
بعد هذا الحديث بدأت أحاديث جانبية وسلامات عادية بينهم إلا إن أوقفهم صوت الحاج عبد الرحيم
: يا بنت راشد ....أبوكي عامل أيه
عم الصمت صالونهم موجهين نظرهم لروتيلا
روتيلا وهي تنظر لصقر المبتسم لها تستمد منه القوة وبصوتها الهادي : الحمد لله
: أنتي يا بنتي مش تعقلي أخوكي
روتيلا التي وجهت كل اهتمامها لكلام الحاج : مين ؟؟
: أخوكي جمال ..إزاي يفكر مجرد تفكير إنه يرشح نفسة أدام صقر الجارحي ...أتجنن ده
روتيلا تنظر لصقر بحزن : أنا معرفش ....وفي نفسها (معرفش إن صقر مرشح نفسة وأنا زوجته وفي بيته هاعرف عن ترشح جمال )
صقر وقد نظر لعمر نظرة معبرة ينسحب بعدها عمر ليجري إتصال : يا عمي زوجتي مبتدخلش في شغلي
العم باستنكار : يعني إية مادام كدة كنت رايح تناسب عيلة الشيخ ليه ..مش ده كان كلامك إنك تضمن أصواتهم
روتيلا التي أرادت أن تسمع رد صقر ولكن ظل رنين كلام عمة يتردد بأذنها نظرت لصقر وهي تردد لنفسها : أسبابي غير أسبابك يا صقر الجارحي
لكن صقر الذي تلقى الإجابة من عمر باشارة لا برأسة وهذا يعني أن جمال لم يرشح نفسة :زواجي من البداية للنهاية أمر يخصني وحدي ولكن مادمت ذكرت المعلومة دي يا عمي فأنا مش نادم أبدا عن ارتباطي ببنت الشيخ حتى لو أضطريت إني أتنازل عن الانتخابات
تقف أم صقر التي ألمها الحديث الذي يدور وتتصنع ابتسامة : أتفضلوا السفرة جاهزة لوترحمونا من الكلام في الشغل على السفرة يبقى أفضل للقولون
يضحك الجميع ويقفوا يتقدمهم صقر وعمه
سارة : روتيلا قومي يا حبيبتي كلهم دخلوا
روتيلا برجاء وهي تمسك بيد سارة : سارة ممكن ما احضرش
سارة تشدها من يدها تحثها للوقوف : لا يا روتيلا متبقيش ضعيفة أدام عمي وبعدين صقر يزعل
في حين صقر الذي ازعجة كلام عمه وأزعجة أكثر نظرة فراشتة له يجلس على طاولة الطعام ويدور بعينه يبحث عن روتيلا
: السلام عليكم
أم عمر بفرح : تعالوا يا حبايبي جنبي
تدخلا الفتاتان ويجلسا بجانب العمة الطيبة أم عمر التي فرحتها بزواج أبنها من سارة كان حلم يراودها وتحقق بإذن الله
ام ياسين : أية يا ريهام مفيش حاجة جاية في الطريق
ريهام : لأ يا آنتي أنا ومحمود متفقين مفيش أطفال دلوقتي
أم ياسين : أنتوا بتضحكوا على مين اتكلموا .أتكلموا مين السبب فيكم
: نعم
أم ياسين : ما هو يا بنتي بالعقل كدة فلوس وموجودة يعني مش بتكونوا نفسكم ولا حاجة ....دراسة ومخلصينها يبقى التأجيل ليه ؟
يعم الصمت على طاولة الطعام بعد جملة أم ياسين
أم عمر : ايه الكلام ده يا أم ياسين الرازق هو ربنا ...ادعيلهم بس أنتي
: الله يعطيهم
الجميع : أمين
:وأنتي يا بنت يا روتيلا خدي بالك إحنا مش هانصبر كتير على كبير عيلتنا بعد الحاج إنه ميكونش عندة عيال وخاصة إني أسمع إن الواحدة بيجيها عقم بعد السقاط
تسمع شهقات مختلفة من الجالسين وتسمية وساد توتر بين الموجودين
صقر بصوت حاد : مرات عمي أطمني روتيلا بأمر مني مش مسموح لها بالحمل إلا لما تكمل دراستها
روتيلا التي عادت من زهولها من جرأة مرات عمهم على صوت صقر وردة المحرج لها أيضا , ولكن غضبها هذه المرة تفوق على خجلها فلم تستطع ان تكبح لسانها : الحقيقة أنا شاكرة ليكي يا طنط إهتمامك ولكنه غير مرحب بيه عندي ....
وبرقتها المعهودة تقف :بون ابيتي ... عن اذنكم
وتمشي روتيلا بثقة تحت انظار البعض المستهجنه والأخرى المرحبة .
وهنا التقيتا عينا الصقر بعين محمود في حوار صامت
صقر بابتسامة جانبية : خلاص يا جماعة لو سمحتوا كملوا أكل ..عمي إن شاء الله بعد الغدا نجتمع مع بعض علشان في نقاط مهمة في المشروع الجديد نخلصها
: أه طبعا ,أحسن بردة
وتمر فترة الأكل وهم يديروا أحاديث ما بين شئونهم وشئون الحياة حولهم
وبعد ذلك أنشغل الرجال في اجتماع مغلق
والنساء كالعادة أجتمعوا حول أحاديثهم المعتادة
وتنتهي العزومة أخيرا ....ولكن هل تصافت النفوس لا ندري لكن في لغة العائلات أو المال لابد أن تتصافى
.....روتيلا ......
قادتني قدماي نحو المرسم هدية صقر لي : مبحسش إني في مكاني لما بدخل هنا شكلة حلو ولا ينقصة شئ لكنه مش أنا... لا يشبهني في أي شئ ...بارد ..بارد جدا
ولكني ذهبت للشئ الوحيد الدافئ في هذا المكان ووقفت أمامه
: أنت ...أماني ودفئي
لوحة والدها الغير مكتملة ....
صقر الذي دخل المرسم ولم تشعر به روتيلا وجدها وهي تمسك فرشاة نظيفة من الألوان تجلس أمام لوحة والدها دون حركة
لوحة تنقصها العينان
: إيه حكاية العينين !!
روتيلا التي انتفضت من صوت صقر ..تركت فرشتها ونظرت للأرض قليلا ثم رفعتها للسماء وأغمضت عينيها : إزاي ترسم نظرة الحب والخوف في نفس الوقت
صقر الذي كان يتابع حركة عينيها أقترب منها وأحاطها يبدة وحملها وذهب بها إلى أريكة طويلة جلس وأجلسها في حضنه ابتسم في وجهها وسحب حجابها مرراً يدة في شعرها الطويل لينساب على ظهرها ويحاوط وجهها
: بصي لعيني وأنتي تعرفي
.......نهار جديد ........
روتيلا وهي تقفز مرات متتالية وهي تتحدث بالهاتف : بحبك ..بحبك ..بحبك ...
: أوكي مع السلامه
تدور روتيلا ولا زالت الابتسامه على وجهها والفرحة لا تسعها لتجد صقر وقد وقف بطولة أمام الباب وهويسند بيد على الإطار واليد الأخرى في جيبة : والله برافو ...ثم تحرك كصقر يحلق نحو فريستة
نحو روتيلا التي توترت من نظرة عينه السوداء أمسك يدها التي تمسك الهاتف وضغط عليها بشدة ألمتها
وبصوت هادئ : كنت بتكلمي مين
روتيلا وقد أمتلأت عينها بدموع محبوسة : خالد
صقر : ......
روتيلا برجاء : أيدي ....صقر
يخفف صقر من ضغط يدة ولازال ينظر لعينيها وبصوت خفيف : كلمة بحبك متطلعش من شفايفك إلا ليا ...أنا .....بس ....فاهمة
تهز رأسها بنعم وهي تحول بنظرها بعيد عنه نحو الارض .
يترك صقر يد روتيلا ويجلس ويمسح وجهه بيدة
وتتجه روتيلا نحو غرفتها
: رايحة فين ؟؟
تقف روتيلا معطية له ظهرها وتمسح دموعا :.....
: تعالي ...اقعدي
تجلس روتيلا بعيدة عنه بجسمها وعينيها :....
يسحب صقر نفسا قويا : إية الموضوع ؟؟
خالد قالك إية ؟
: نقل
: إية ؟؟
: نقل من جامعة الأسكندرية لهنا للقاهرة
يضحك صقر براحه : اه ...طبعا صح كدة
تتعجب روتيلا من نظرته المرتاحة
: مبسوط يعني !!
صقر واضعاً ساق على الأخرى ويجلس بأريحية : طبعا ..كنتي فاكرة إني هازعل تبقي لسة مش فهماني فراشتي
روتيلا والتي لا زالت رموشها مبلله : ..........
يعتدل صقر في جلسته ويسند بكوعة على ركبتية : أسمعيني
أكثر حاجة ندمت عليها إني وافقت إنك تكملي دراستك ...من يوم ما شفتك ودخلتي هنا (وهو يشير لقلبة )وأنا بأنب نفسي إزاي وافقت على الشرط ده
روتيلا والتي لم تعد تتعجب من تصرفات صقر فتقول بسخرية : تقدر ترجع في كلامك
يبتسم صقر : إنتي عرفتيني أكثر من كدة
تهز راسها بلا : صدقني تقلباتك سريعة وتصرفاتك بقت تصيبني بالحيرة ....حب أم تملك بقيت مش عارفة أنت فعلا بتحبني ولا أنا بالنسبة لك شئ ملكته
يرجع صقر للخلف ويبتسم : كتير كنت منتتظر منك إنك تتكلمي لكن الحقيقة فاجأتيني كالعادة ...كنت منتظر انفجار وغضب لكن هدوء وسكينة....عموما إنتي إيه رأيك ؟
روتيلا بثقة : لو معتبر صمتي هدوء تبقى غلطان
لو معتبر هدوئي رضا بالواقع تبقى كمان غلطان ..وأنت لسة بردة معرفتنيش
صقر المبتسم : ....
روتيلا: حبك مشكوك فية ..لكن حب خالد لوجه الله
إزاي تطالبني بكلمة الحب تكون خاصة بيك وانا مش متأكدة أنك تستحقها ...أيه دليلك ليا إن حبك حقيقي مش تملك
صقر : علشان طلبت إن الكلمة دي متتقالش إلا ليا يبقى حبي مشكوك فية
روتيلا تبتسم بحزن : لا ..لا ..علشان بتأمر بيها مش رجاء ..مش طلب ..لكن أمر ...وانا المفروض أنفذ صح
يقف صقر ويقرب منها ويسحبها من يدها لتقف أمامة ويمسح اثر الدموع المتبقيه على عينيها وبصوت هادي : لأ روتيلا غلط هو رجاء وطلب وبطريقتي خرج أمر سامحيني إذا أسئت التعبير كالعادة ..ثم يقبلها على جبينها ....سامحيني
حبيبتي
.........نهاية الفصل الثاني والعشرون ...........
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم قال " من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال " أخرجه أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي
|