كاتب الموضوع :
عمرو يس
المنتدى :
رومانسيات عربية - القصص المكتملة
رد: روايتى الاولى .. مشاعر قذرة بقلم .. عمرو يس .. الحلقة الرابعة
السلام عليكم و رحمة الله
وحيد يختبر الحياة بنكهة خالية من فهد ، بدا لي كمن يحاول الاقلاع عن التدخين ، متوتر ، مشتت ، مكتئب ، يبحث عن بدائل لا تسمن و لا تغني من جوع
ثم نختبر حالة جديده من الوحدة بظهور حنين و زوجها البعيد كليا عن مستويات توقعها
الاسماء هنا ذات دلالات كانها عنوان الشخصيات و مفتاح دواخلهم المباشر
وحيد : متفرد بذاته عمن حوله و لديه مساحة خالية دائما لا يجد من يملئها ، ابن وحيد ، صديق وحيد و حتى زوجا وحيد
طاهر : نقاء و برائة الطفولة ، عذوبة المشاعر الانسانية الخالية من الشوائب
سامي : يحاول السمو عن كآبة حياته بادعاء سعادة لا يمتلكها بل هو يُسقط رغباته الخاصة على ابنه فيحثه على عدم ارتكاب الخطا نفسه و يدفعه ليحظى بما عجز هو عنه
فهد : مقدام لا يهاب المجهول ، يرقى لمرتبة التهور و قد يجرح أقرب الناس اليه
حنين : تمثل الحلم الدفين الذي يبحث عن مجال للانطلاق دون فائدة فكل منا داخله حنينا لشيء ما لا يحصل عليه ابدا لكنه لا يكف عن التطلع
هنا رايتها النسخة الانثوية من وحيد ، كليهما بحاجة لشريك روحي يسد الثغرات الموجودة و ان لجأت هي بحالمية الانثى لخلق صورة خيالية تنفصل بها عن واقعها الأجدب هنيهات بسيطة ليأتي السؤال المستفز و يخرجها منها
( حنين انت نمتي ؟ ) ما هي اكيد صحيت دلوقت يا سيد العباقرة ):اهو السؤال ده لازم ينضاف لقائمة ، انت جيت ؟!
ياسر : يحمل الكثير من اليسر و التفاؤل ، حواره مع وحيد يعد حوارا تاريخي ، أوجز طبيعة العلاقة بين الرجل و المرأة بسلاسة و دقة و وضع اطارا لعلاقة جديدة تطل برأسها على استحياء في حياة وحيد الوحيد حتى يوم اجازته ، لاحظت ان نقطة الالتقاء اليتيمة مع زوجته فقدت هنا ايضا و هو يعد افطاره لنفسه ! ما الفائدة من وجودها اذن ؟ لا كلام و لا طعام حتى مشاجرات الاطفال تلجأ اليه لحلها ! لا الومه حين ينسحب لافكاره الخاصة بعيدا
يبدو ان وحيد في العمل يحرص على معادلة كفتي الميزان ، و يعوض عن خذلانه امام زوجته بالانتصار على مديره مبرزا صحة منطقه و ايجابيته و بالطبع اتخيل ردات فعل الاخرين على تصرفاته
في رايي وحيد ليس ذلك الحالم المتطرف بمشاعره و لكنه شخص ذو تطلعات أكبر من امكانيات مجتمعه و رغم ذلك هو لم يستسلم بل يحاول دايما الاصلاح حتى بكتاباته عندما استفاض بشرح مشكلة الوطن الذي لا يقدره ابناءه و ينظروا من اتجاه واحد على طول الخط و هو تقصيره في احتوائهم و منحهم الحياة الكريمة التي يستحقون لكن السؤال هنا هل هم فعلا يستحقون ؟ هل سأل احدهم نفسه مره ماذا فعل لوطنه حتى ينتظر منه ؟ لما يتوقع من الاخرين دائما و لا يرى نفسه ! لهذا رايت وحيد بتلك الايجابيه و الصدق مع الذات
بدأت الخيوط تتشابك ، حنين ستعمل في المكتبة التي سيزورها وحيد مع ياسر و لن يمر اللقاء المستقبلي مرور الكرام كما اظن
السيدة ألفت تفتقد لشيء ما لا يمكنني وضع يدي عليه الان لكنها مختلفة عن ركب الامهات المعتاد ، حتى الوصف الجميل للرجل المطل من عينيها لا يفيها حقها و يظلم الرجال (: فسامي رجل و مع ذلك يسبغ حنانه على ابنه كانه يحتل دورها بعد ان أبت القيام به
عودة للحوارات المستفزة بين حنين و زوجها ، صعقت من اسباب خشيته ، ستعاود القراءة !! عفوا هل قالها حقا ؟ لو تغاضينا عن اضمحلاله الفكري و خوائه الشعوري المتبلد فكيف نتعامل مع افتقاره لاجراء حوار سوي ! رجل يرى في مشاعر زوجته تجاهه ( قلة ادب) لا يستحق عناء الرد
بدأ فصل جديد من حياة فهد تقريبا تنبأ به وحيد و لم ينتبه له الاخر
الحاج اشرف نموذجا مشرف نفتقد لامثاله و مستوى تفكيره كما ان وصف المكتبة كان مبهرا بحق ، يثري كل الحواس السمع و البصر و الاحساس
ثم اتى الحوار الذي ساد حتى نهاية الحلقة ليلقى الضوء على حقائق لا مناص منها و لو لم نعترف بانها لب المشكلة سيظل مؤشر التراجع يعمل بطاقته القصوى ، الحرية و الرأي كفه لابد ان يوازيها بالكفه المقابله وعي و اشباع مادي و معنوي ، يلزم ثورة اخلاق و تربية لشعب ما زال لا يعي معنى الديمقراطية التي يتشدق بها لانه بكل بساطة يردد ما لا يفعله ، و كل فريق يستبد برأيه و يفرضه و من يخالف بالطبع سيكون هو الخائن العميل
ثقافة الاختلاف غائبة و ادب الحوار منعدم و النتيجة هو الوضع الحالي
اعتذر عن الاطالة لكن الاسترسال جاء بدون قصد ربما لاني مستمتعه بالحوار و سجال التعليقات الدائر بين الصفحات
تحياتي للجميع و الشكر موصول للاستاذ عمرو صاحب المكان بالطبع (:
بانتظار المنعطف القادم لا محالة بين ابطالنا الحائرون و شركائهم معدومي الاسماء كأنهم مجرد ظل مبهم لا يرتقى لمستوى الظهور
و كالعادة التشبيهات و الصور البلاغية احترافية متقنة و العامية رائعة
|