كاتب الموضوع :
قطرةندى
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: خدعة مصيرية
كانت ليندا مسترسلة في افكارها ,فلم تلتقط من الحديث الجاري سوى القليل .فاهتمامها من نوع آخر,اذ كانت تتساءل بقلق كيف ستتمكن من دفع المصاريف الباهضة التي تفرضها عليها دار الحضانة حيث وضعت اختها الصغيرة ويندي . كانت ليندا مسترسلة في افكارها ,فلم تلتقط من الحديث الجاري سوى
وكانت مديرة دار الحضانة قد اعلنت لليندا صباح اليوم قائلة:
"اني اسفة حقا انسة باين.نحن مضطرون ان نزيد عليك جنيها استرلينيا واحد كل اسبوع,وذلك ابتداءا من الاسبوع المقبل .انه التضخم المالي .هذا يؤسفني لكنه اصبح لابد منه."
وخلال يوم بكامله كانت ليندا تطرح على نفسها الاسئلة المختلفة.
اين ستجد هذا المبلغ الاضافي؟الم يسبق ان خففت مصاريفها الى ادنى درجة خصوصا في ما يتعلق بالغذاء؟ كانت تبدو سريعة العطب من شدة نحول جسمها ,وكانت تتلقى الانتقادات بهذا الشأن من معظم العاملين معها.
فجأة تنبهت ليندا الى ما يدور حولها ,فقد ران الصمت بعد ملاحضة جوي.وشعرت بثقل النظرات الموجهة اليها ,اذ يبدو انهن ينتظرن ردها
"ماذا؟عما تتكلمن؟المعذرة, فلم اكن اصغي ."
"لم يرد احد, باستثناء يولاندالتي هزت كتفيها واكتفت بالتذكير قائلة:
"ربما انت على حق ,يا جوي.قيل لي ,انه في الاسبوع الماضي ,لبت ليندا دعوة هذا الرجل الجذاب الذي يدعى جايسون."
احمر خدا الفتاة واعلنت بصوت يرتجف غضبا:
"ولم لا؟لقد امضيت برفقته سهرة ممتعة ,وبرهن السيد عن لطف كبير في ان يدعوني الى منزله ."
قالت لورا باستغراب:
اتسمين ذلك لطفا! كانت تجول في راسه افكار مختلفة .لا اعرفكيف تصرفت معه ,لكن بالنسبة اليه ,كان لقاؤكما خيبة واخفاقا تامين ,حتى انه صرح في اليوم التالي انه للمرة الاولى في حياته يحتار في معاملة امرأة من هذا النوع المتحفظ."
احست ليندا بقنوط وجرح شعورها لسماع ضحكات زميلاتها في المكتب,ضحكات ساخرة,هازئة.ولما بدأت الفتيات بالاستعداد لممارسة عملهن من جديد بعد استراحة الغداء ,اقتربت منها اكبرهن سنا وقالت:"لا تتوتري لهذه الامور التافهة .ربما لا تزالين ساذجة ولكن هذه البراءة التي تتحلين بها هي مصدر قوتك."
انها الان في بيتها وعيناها مسمرتان في الاعلان وشعرت بالاشمئزاز لتذكرها ذلك الحوار الذي جرى ظهر اليوم في مكتب عملها.وفجأة نسيت كل شيء اذ بدأت ويندي بالبكاء .اسرعت ليندا نحو سرير الطفلة لتؤانسها بسرعة لئلا يعلو صراخها وتزعج الجيران.كانت اسنانها تبدأ بالبروز ولا شيء يسكن الامها خصوصا في الليل .
حملت الطفلة وراحت تذرع الغرفة ذهابا وايابا تؤرجحها وتتحدث اليها وشوشة.ولحسن الحظ خفتت حدة صراخها وتدريجيا هدأت الطفلة,غير ان ليندا استمرت في المشي لكن ببطء خشية ان تعود الفتاة الى الصراخ وتقلق راحة الجيران.
وراحت افكارها تأخدها بعيدا ,الى الوراء الى قبل سنة ,الفترة السعيدة حيث كان مستقبلها يبشرها بشتى الاحلام الجميلة .ولم يبق من هذه السعادة الماضية الا ذكرى بعيدة.
|