كاتب الموضوع :
قطرةندى
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
رد: خدعة مصيرية
وبعد تفكير طويل ,اختارت ثوبا ابيض بسيطا ,يدخله التطريز الانجليزي .ارتدته ووقفت امام المرآة تتأمل نفسها داخل هذا الثوب فوجدت انه يليق بها اذ ان قصته ذات فن رفيع .ان هذا الفستان يظهر شكل جسمها النحيف والممشوق ويلفت الانتباه .
وبعد ان تاكدت ان ويندي تنام في هدوء ,ليندا توجهت الى مطعم الفندق حيث دون ادريانو كان في انتظارها .نهض واقفا عندما رآها تقترب منه فشعرت ليندا برغبة التعبير عن امتنانها ,فمدت له يدها ,لكنها اندهشت عندما رفعها الى فمه .وقال باعجاب :
"الشعلة الجميلة "
قالت وهي تهز راسها :
"شكرا جزيلا ,يا سيدي."
بعد وقت قصير ,جلسا امام مائدة الطعام وقدم لها الخادم سلطة "بالتا " المؤلفة من القريدس والافوكادو المتبلة بعصير الحامض. والوجبة الاساسية كانت مؤلفة من عجينة تحتوي على مجموعة اللحوم ,والزيتون والبصل والفلفل الاخضر والزبيب .وبينما كانا ياكلان كان الحديث يدور حول امور عادية لكنهما كانا يعرفان جيدا,انهما سيشرعان بعد قليل في بحث الامور الاساسية .انتظر دون ادريانو ان تنتهي ليندا من تناول وجبتها .ثم اعلن بغثة :
"صباح اليوم اتصلت بحفيدي .سيأتي في طائرته لملاقاتنافي مطار سنتياغو."
ثم القى نظرة الى الساعة وأضاف :
"سيصل بعد ساعة بالضبط "
قالت ليندا بصوت مخنوق :
"هذا باكرا؟"
باشارة من رأسه وافق ثم قال:
"اريد أن أطلب منك شيئا .قبل وصول حفيدي بعد تفكير طويل ,توصلت الى النتيجة التالية :أرى انه من الافضل ان تدعيه يعتقد ان ويندي ابنتك"
ارتسم الاندهاش على وجه الفتاة ,فأسرع يقول بالتحديد :
"وفي الوقت المناسب ,سأفصح له بالحقيقة كلها ."
"لكن لماذا تريد ان تكبده خيبة الامل هذه؟"
ظل ساكتا يحدق فيها بامعان .كان وجهها مليئا بالبراءة والنظارة ,مما جعل دون ادريانو يبتسم وقال :
"بما اني اعرف ذوق حفيدي بما يسمى الالغاز ,فقد قررت ان اطرح عليه لغزا .يوقظ التحدي مثل سر يبقى كاملا .وكيف عندما يرى فتاة متحفظة وبشوشة لايمكن لأحد ان يشك انها ام لطفلة صغيرة ؟الطفلة تشبهك كثيرا وسيعتقد ,كما سبق واعتقدت انا ,انها ابنتك .سيكون الامر طبيعيا ."
احمرت وجنتا ليندا وحاولت جهدها للحفاظ على هدوئها وقالت :
"اذن,تريدني ان أدعي بأني والدة ويندي من أجل ان تعرف فضول حفيدك ,فقط لا غير .اعتقد ان ذلك ليس تصرفا لائقا من جانبك ,بالنسبة الي او بالنسبة اليه ."
تجهم وجه دون ادريانو وظهرت القساوة في نظرته وقال بلهجة لاذعة:
"لا دخل للعواطف بهذه الصفقة التي عقدناها وليس فيها سوى الفوائد المادية التي تحصلين عليها ."
اكفهر وجهها ,ظاهريا يبدو هذا العجوز طيبا ولكنه يخفي وراء ذلك قساوة حقيقية .غير انها توافق بأن له الحق ان يذكرها بغاية هذا الاتفاق ,الذي تجني منه فائدتها بسعادة ساذجة .
قالت :
"سأفعل ما تريده .لكن ,ماذا تريد مني ان أقول لحفيدك بالضبط؟الموضوع شديد الدقة ."
انك مسؤولة عن طفلة و عليك تحمل اعباء ذلك ,ببساطة .
|